المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يوم 22 تموز/2013

 

نسأل، هل 14 آذار موافقة على اتهام الراعي لها بأنها شريكة ل 8 آذار في الانقسام وتعطل قيام المؤسسات الدستورية وشل عملها؟ وهل فعلا كل الطوائف والمذاهب تتسلح!!

http://newspaper.annahar.com/article/51918-الراعي-احتفل-بعيد-مار-شربل-في-عنايا-حكومة-حيادية-غير-مقيدة-بشروط

الياس بجاني/22 تموز/13/فعلا غريب أمر 14 آذار ومستنكر كفر استهزائها لعقول وذكاء اللبنانيين فيما يخص انتقائها الساذج لما قاله البطريرك الراعي في عظته أمس في ذكرى القديس شربل بحضور الرئيس سليمان. هللوا لكلامه المتعلق بالحكومة الحيادية وتعاموا عن كل الاتهامات والتجنيات الأخرى الخطيرة والتي ساوى فيها بين القاتل والقتل، وبين حزب الله الإرهابي وبينهم وبين كل من عنده ساطور أو بندقية أو جفت صيد. المحزن أن الغباء والإستغباء هذه المرة لم يقتصر على أصحاب شركات الأحزاب المسيحية الطامحين دائماً وأبداً لموقع رئاسة الجمهورية والذي كرمى لأرجل كرسيه يهون عليهم حتى شرب ملح البحر لو اضطروا لذلك. لا بل تيار المستقبل زايد هذه المرة وتفوق وفي أسفل افتتاحية جريدة المستقبل"

(جريدة المستقبل/22 تموز/13/ليس جديداً على بكركي وعلى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي إعلان الموقف الصائب في المنعطفات المصيرية، أو قراءة المرحلة بترفّع وبحسّ عالٍ من المسؤولية الوطنية، خصوصاً أن الأزمات التي تحاصر لبنان إنما تهدّد كيانه ومستقبله. ما أعلنه الكاردينال الراعي أمس، وبحضور رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، من ثوابت وطنية طالما أكّدها، يمثّل ضمير الغالبية الساحقة من اللبنانيين، انطلاقاً من عناوين واضحة وعملية وليس مجرد شعارات للاستهلاك. فالمطالبة بحكومة حيادية في ظل الانقسام الذي يشطر البلاد إلى اثنين، إنما تمثّل مفتاحاً لحلّ المأزق الحكومي وتفتح الطريق أمام عودة المؤسسة التنفيذية إلى الحياة. كما أن الدعوة إلى التزام هذه الحكومة بـ"إعلان بعبدا" تمثّل أيضاً خارطة طريق لعمل هذه الحكومة تقيها من الانقسام السياسي الحادّ في البلاد، تماماً كما تقي لبنان من تداعيات هذا الانقسام سواء كان مصدرها الداخل أم الخارج. على أن أهمية هذه المواقف تكمن في أن مطلقها ليس منخرطاً هو الآخر في الانقسام المشار إليه، سواء صدرت عن البطريرك بوصفه سيّد صرح طالما ائتُمن على الكيان، أو عن رئيس الجمهورية وهو من أقسَمَ اليمين من أجل الحفاظ على استقلال لبنان وسيادته. مرّة جديدة... "كلام البطريرك بطريرك الكلام".)

بربكم يا مطبلين هل الموارنة والروم والكاثوليك والسريان والدروز وغيرهم من الطوائف والمذاهب يتسلحون كما قال الراعي في عظته؟ والله عيب هذا التعامي ونكاد براحة ضمير نقول، لأنكم هكذا، خرجكم هيك بطريرك، وسامحونا

 

كلام الراعي ، موضوع تعليقنا/الراعي تراس قداس عيد مار شربل بحضور رئيس الجمهورية: لحكومة غير مقيدة بشروط وعند تعثر الامور لحكومة حيادية غير مرتبطة بهذا أو ذاك من الأفرقاء

وطنية -21 تموز/13/ بعض ما جاء في عظة البطريرك أمس: "لا يمكن بعد الآن أن تطاق الحالة التي وصلنا إليها في لبنان، فلا الدستور والقوانين محترمة، ولا الاستقلال محفوظ ومصان من التدخلات الخارجية، ولا سلامة الأرض محفوظة، فجزء منها ما زال محتلا من إسرائيل، والحدود مستباحة لتمرير السلاح غير الشرعي دخولا وخروجا. الطوائف والمذاهب والأحزاب تتسلح وتتصارع لمصالحها، على حساب الدولة والشعب والمؤسسات. والسياسيون يتدخلون بشكل سافر في الإدارة العامة والقضاء والتعيينات الإدارية، وهذا، بحد ذاته، مخالفة جسيمة بحق الدستور وفصل السلطات، فينبغي وضع تشريعات تحرمه، وتفصل بالتالي بين الوزارة والنيابة. والفريقان السياسيان الكبيران يمعنان في الانقسام ويعطلان قيام المؤسسات الدستورية ويشلان عملها، والشعب يفتقر ويعاني ويجوع ويقهر ويهاجر الوطن حسيا ومعنويا".

 

الراعي تراس قداس عيد مار شربل بحضور رئيس الجمهورية:لحكومة غير مقيدة بشروط وعند تعثر الامور لحكومة حيادية غير مرتبطة بهذا أو ذاك من الأفرقاء

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قداسا احتفاليا في دير مار مارون - عنايا لمناسبة عيد القديس شربل، عاونه فيه راعي ابرشية جبيل للموارنة المطران ميشال عون، الرئيس العام للرهبانية المارونية الاباتي طنوس نعمة ورئيس الدير الاب ميلاد طربيه، في حضور عدد من المطارنة والاباء.  حضر القداس رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وعقيلته السيدة وفاء، الوزراء: مروان شربل، ناظم الخوري ووليد الداعوق، النواب: بطرس حرب، سيمون ابي رميا، عباس هاشم، القائم باعمال السفارة البابوية في لبنان المونسنيور باولو بورجيا، النائب السابق ميشال خوري، رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين المهندس نعمت فريم ، محافظ جبل لبنان القاضي انطوان سليمان، مدير عام رئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، قائم مقام جبيل نجوى سويدان فرح، مدير عام الدفاع المدني العميد ريمون خطار، شخصيات رسمية ، سياسية اجتماعية ، عسكرية وحشد من المؤمنين.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "حينئذ يتلألأ الابرار كالشمس في ملكوت أبيهم". ومما جاء فيها: "تحجون مع السيدة عقيلتكم اللبنانية الأولى، على رأس هذا الجمهور من المسؤولين معاونيكم في الحكم والإدارة ومن المؤمنين والمؤمنات، إلى ضريح القديس شربل في هذا الدير المبارك في يوم عيده. وتشاركون في هذه الليتورجيا الإلهية التي نحتفل بها مع قدس الأباتي طنوس نعمه الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية ومجلس المدبرين، ورئيس الدير وسائر الآباء. إننا نلتمس لكم، فخامة الرئيس، من الله بشفاعة القديس شربل، وهو شفيعكم في بيتكم وقد دعوتم باسمه نجلكم العزيز، نلتمس لكم التأييد الإلهي لخدمتكم الرفيعة على رأس البلاد، وأنوار الروح القدس الهادية لكم في قيادة سفينة الوطن المفدى لبنان، في عرض هذا البحر الهائج بالرياح والعواصف. ونأمل أن تتمكنوا من ذلك بمؤازرة كل ذوي الإرادة الحسنة المخلصين للبنان وشعبه ورسالته. ومن هذا الدير المملوء سلاما وأريجا سماويا، نصلي من أجل السلام في لبنان وبلدان الشرق الأوسط، ولا سيما في العراق وسوريا ومصر، ولكي نكون نحن بناة سلامٍ عادلٍ وشامل ودائم".

وقال: "يسعدنا أن نحتفل معا بعيد القديس شربل الذي زرعه المسيح الرب زرعا جيدا في أرض بقاعكفرا يوم اعتمد ومسح بالميرون في السادس عشر شهر أيار 1828؛ وفي حقل الرهبانية اللبنانية المارونية عندما أبرز نذوره الثلاثة الطاعة والعفة والفقر، في دير مار مارون عنايا في أول تشرين الثاني 1853، عيد جميع القديسين؛ وفي حقل الكنيسة المارونية وعبرها في الكنيسة الجامعة يوم رسامته الكهنوتية في الكرسي البطريركي بكركي في 23 تموز 1859؛ كما وفي تقليد النسك الرهباني الماروني مذ دخل حبيسا في صومعة القديسين الرسولين بطرس وبولس على تلة عنايا.

كان بالحقيقة زرعا جيدا في كل حالة ومكان وعمر حتى وفاته ليلة عيد الميلاد في 24 كانون الأول 1898، وللتو راح "يتلألأ كالشمس في ملكوت الآب" (متى 13: 43)، ممجدا في السماء. وقد ظهرت علامات دخوله المجد السماوي في إشعاعات النور التي ظلت تسطع على قبره طيلة الأسبوع التالي لوفاته، على مرأى من أهل القرية والمارة والجوار".

أضاف: "في بقاعكفرا، حيث عاش حتى عمر 23 سنة، تميز بسيرة مسيحية بارة ظهرت في أقواله وأفعاله وتصرفاته. وكان ذا ميلٍ بارز إلى حياة العزلة والدخول في حوار عميق مع الله بالتأمل والصلاة، باحثا عن مشروع حياته. وقد لقبه أهل بلدته بالقديس. وما زالت المغارة التي كان يلجأ إليها للصلاة تدعى "مغارة القديس".

بحياته الرهبانية، هنا في دير مار مارون عنايا حيث أبرز نذوره، وفي دير القديسين قبريانوس ويوستينا في كفيفان حيث تلقى دروسه الفلسفية واللاهوتية على يد الأب نعمة الله كساب الحرديني الذي رفع على المذابح طوباويا من بعده، صار الأخ شربل مخلوف إنسانا جديدا، وراهبا مثاليا.

الثوب الخارجي بدل كيانه الداخلي، خلافا للقول الفرنسي المأثور: "الثوب لا يصنع الراهب". صار إسكيمه وسيلة خلاصه وإكليل المجد الآتي، وعباءته السوداء توبة دائمة إلى الله بقلب ناصع البياض، وزناره المشدود جهوزية دائمة للخدمة ولمحاربة الأميال المنحرفة، ومشلحه أو جبته وضْع الذات الدائم تحت حماية الله المطمْئنة التي تغني عن كل حطام الدنيا، وحذاؤه سيرا في طريق الخدمة المتفانية وجدة الحياة الملأى بالسلام. الفضائل الإنجيلية، التي اعتنقها بنذورٍ قانونية، جعلت منه عطية ذاتٍ كاملة لله. فعنده، الطاعة لله وللرؤساء مقدسة، وفعل عبادةٍ دائمة قائمةٍ على التخلي بفرح عن إرادته ورغبته الشخصية. طهارته ملائكية ومحرقة حب للنظر والحواس والأفكار. وفقره تجرد كامل من كل شيء وتحرر من امتلاك أي شيء، واغتناء دائم بالله".

وتابع: "واكتمل الأب شربل، كزرع جيد، عندما ارتسم كاهنا، إذ أصبح مثل المسيح، كاهنا وذبيحة. قداسه ذبيحة ذات مع المسيح، مناولته لجسد الرب ودمه تفان في البذل والخدمة والعطاء من دون حساب. الاحتفال بالقداس اليومي وعيشه له أضحى هدف حياته الرهبانية. ست عشرة سنة كهنوتية عاشها على هذا المنوال هنا في دير مار مارون عنايا، قبل أن ينتقل إلى المحبسة حيث قضى ثلاثا وعشرين سنة كمل خلالها ذبيحته، وصار متماهيا بالكلية مع المسيح الكاهن والذبيحة. ففيما كان يحتفل بآخر قداس له، ورفع بيديه كأس الدم الإلهي وجسد الرب، مصليا حسب الليتورجيا المارونية: "يا أبا الحق، هوذا ابنك ذبيحة ترضيك"، أصابه فالج اقعده وأدخله في غيبوبة الموت. وهكذا تمت فيه كلمة بولس الرسول: "أنا أحيا، لا أنا، بل المسيح يحيا في" (غلاطية 2: 20)".

فخامة الرئيس، أيها الأحباء، "القديس شربل رجل القرار، وقد أخذ بنصيحة معلمه الطوباوي نعمة الله الذي كان يردد على مسمعه: "الشاطر بخلص نفسه". ذلك أنه عندما يخلص الإنسان نفسه، يستطيع أن يخلص آخرين. هذا شأننا في لبنان، فيما منطقة الشرق الأوسط تطغى عليها حالة شديدة من الخلافات والعنف والحرب والإرهاب، تهدد بخراب شامل، إذا لم تعرف أن تحول كل هذه الأحداث المؤلمة إلى آلام مخاض تخلصها. وينتظر من لبنان دور في خلاصها، إذا خلص نفسه واستعاد دوره كعنصر سلام واستقرار ونهضة في المنطقة".

وقال: "أعين اللبنانيين تنظر إليكم، فخامة الرئيس، وبأملٍ كبير، لأنكم أنتم رأس البلاد، وأنتم وحدكم حلفتم أمام البرلمان يمين الإخلاص للأمة اللبنانية والدستور بموجب المادة 50 منه، وأقسمتم: "أحلف بالله العظيم أني أحترم دستور الأمة اللبنانية، وقوانينها، وأحفظ استقلال الوطن اللبناني وسلامة أراضيه". هذا القسم يعزز ويشدد عزيمتكم ومسؤوليتكم كرئيسٍ للدولة، ورمزٍ لوحدة الوطن، وساهرٍ على احترام الدستور، ومحافظٍ على استقلال لبنان ووحدته وسيادته"(راجع المادة 49 من الدستور اللبناني). لا يمكن بعد الآن أن تطاق الحالة التي وصلنا إليها في لبنان، فلا الدستور والقوانين محترمة، ولا الاستقلال محفوظ ومصان من التدخلات الخارجية، ولا سلامة الأرض محفوظة، فجزء منها ما زال محتلا من إسرائيل، والحدود مستباحة لتمرير السلاح غير الشرعي دخولا وخروجا. الطوائف والمذاهب والأحزاب تتسلح وتتصارع لمصالحها، على حساب الدولة والشعب والمؤسسات. والسياسيون يتدخلون بشكل سافر في الإدارة العامة والقضاء والتعيينات الإدارية، وهذا، بحد ذاته، مخالفة جسيمة بحق الدستور وفصل السلطات، فينبغي وضع تشريعات تحرمه، وتفصل بالتالي بين الوزارة والنيابة. والفريقان السياسيان الكبيران يمعنان في الانقسام ويعطلان قيام المؤسسات الدستورية ويشلان عملها، والشعب يفتقر ويعاني ويجوع ويقهر ويهاجر الوطن حسيا ومعنويا".

وتابع: "أعين اللبنانيين تنظر إليكم، فخامة الرئيس، لأنكم تمثلون كل الشعب اللبناني، لا المسيحيين ولا الموارنة وحدهم، وهذا ما يجب أن ينطبق على رئيسي مجلس النواب والحكومة. لكنكم كرئيس مسيحيٍ ماروني للجمهورية، أنتم بهذه الصفة ضمانة لمعنى لبنان وخصائصه ومميزاته، نظرا للدور التاريخي الذي اضطلع به الموارنة في تأسيس الجمهورية اللبنانية، ولأهميتهم الرمزية على الساحة العالمية، كونهم يمثلون الوجود المسيحي في العالم العربي، ونظرا لدورهم الممكن والمرجو في تقريب وجهات النظر بين مختلف المحاور الداخلية والاقليمية (راجع روجيه ديب، لبنان المستقر، ص 116 و 118). فدوركم فخامة الرئيس دور الجامع، بالحوار والمصارحة والمصالحة، ودور المرجع للجميع كملاذ لهم غير منحاز لأحد، والداعي إلى قيام الدولة المدنية ذات السلطة المركزية القادرة والفاعلة، المميزة بإدارة متخصصة وعقلانية مستقلة، وباللامركزية الإدارية الواسعة والإنمائية".

أضاف: "لقد رسمتم الخطوط العريضة لهذا الهدف، في خطابكم الأخير أثناء حفل الإفطار الذي دعوتم إليه في قصر رئاسة الجمهورية، مطلع الأسبوع المنصرم وخطابكم بالأمس. فالجميع يؤيدون كل ما طرحتم، وفي طليعتها، في الوقت الحاضر كما ذكرتم: تشكيل حكومة جديدة، غير مقيدة بشروط، فتعيد الحياة السياسية والاقتصادية والإدارية والقضائية إلى مجراها الطبيعي البناء. ونرجو عند تعثر الامور أن تكون حكومة حيادية مكونة من شخصيات معروفة بماضيها وحاضرها، غير مرتبطة بهذا أو ذاك من الأفرقاء والأحزاب المتنازعين، وملتزمة بالحياد الذي توافق عليه اللبنانيون في "إعلان بعبدا"، طالما أنه يوجد أفرقاء سياسيون غير ملتزمين بهذا الحياد، وطالما أن الانقسام الذي يشطر البلاد إلى اثنين ما زال مستفحلا. ولعل التلبية لدعوتكم إلى استئناف هيئة الحوار الوطني حول النقاط التي طرحتموها، وحول تلك التي يطالب بها الأفرقاء السياسيون من أجل نجاح الحوار، نرجو ان تصل هذه التلبية إلى مصالحة وطنية تفسح في المجال عندها لقيام "حكومة الوحدة الوطنية" قولا وفعلا. ويتزامن مع تشكيل حكومة جديدة، كما ذكرتم، وضع قانون انتخابي دائم وحديث يمثل الشعب على أفضل وجه، ويمكنه من مساءلة النواب ومحاسبتهم، ويكون إشارة عن صدق النيات في إرادة الإصلاح، وتاليا الدعوة إلى إجراء الانتخابات النيابية بأسرع وقت ممكن".

وتابع: "الشاطر بخلص نفسه، فيخلص آخرين. خلاص لبنان اليوم في الاستقرار السياسي والأمني كمدخل إلى الاستقرار العام. خلاصنا يأتي من الفكر السياسي لا من الصراعات وموازين القوى السياسية. فالصراع السياسي يقود إلى الحرب، بينما الفكر السياسي يولد الرؤية السليمة لمستقبل البلاد، يحمل المجموعات المكونة له، غير المتجانسة في طوائفها ومذاهبها وتقاليدها، على أن تشكل وطنا يؤمن لها جميعها طموحاتها وأهدافها والمساواة فيما بينها، ويجنبها التهميش وانعدام الفاعلية والذوبان، أو النفوذ في الدولة على حساب الآخرين. خلاصنا في تطوير الدولة اللبنانية بما يؤمن مصالح أبنائها أفرادا وطوائف، ويساعدهم على تحقيق ذواتهم. خلاصنا من رسالتنا اللبنانية وهي رسالة السلام والتفاهم بين شعوب المنطقة العربية والعالم، ونشر ثقافة الاعتدال والتسامح والانفتاح والحوار، وحمل لواء مواكبة الحضارة الحديثة، والسعي إلى احترام حقوق الإنسان في هذا المجتمع المشرقي، والالتزام بالمصالح العليا، بعيدا من الصراعات والانحياز إلى أيٍ من المواقف التصادمية في الأزمات الإقليمية والدولية وبالتالي دور المحور في الاتحاد المتوسطي (راجع روجيه ديب: لبنان المستقر، ص 110-111)". وختم الراعي: "أيها القديس شربل، أنت عرفت بقرارك الحر والواعي، عن إيمان عميق، كيف تخلص نفسك. فبلغت إلى سمو البطولة في قداستك. وكافأك الله فجعلك شريكا فاعلا في خلاص الكثيرين من شعوب الأرض الذين يلتجئون إليك تحت كل سماء. إشفع بنا، نحن أبناء وبنات وطنك لبنان، لكي بالنعمة الإلهية نخلص نفوسنا ووطننا بشعبه ومؤسساته وأرضه، ونسهم في خلاص منطقتنا المشرقية. وكما أنت "تتلألأ كالشمس في ملكوت الآب" أعط هذا الوطن اللبناني أن يتلألأ أمام الشعوب والأمم بنموذجيته ورسالته. ولله المجد والتسبيح الآن وإلى الأبد، آمين".

مهنئون بالعيد

بعد القداس، انتقل الرئيس سليمان والسيدة الأولى برفقة البطريرك الراعي والمطران عون والاباتي نعمة الى صالون الدير حيث تقبلوا التهاني بالعيد، قبل ان ينتقل الجميع للمشاركة في مأدبة الغداء التي أقيمت على شرف رئيس الجمهورية وعقيلته جريا على العادة في المناسبة.

كلمة في السجل الذهبي

وقبل مغادرة الرئيس سليمان والسيدة وفاء دير مار مارون - عنايا، دون رئيس الجمهورية في السجل الذهبي للدير الكلمة الآتية: "الزيارة السنوية لهذا المكان المقدس مناسبة لتجديد الايمان وتنقية النفس، والاستلهام من شفيع الدير القديس شربل الذي نذر نفسه لربه على درب القداسة. دعائي في مناسبة عيد القديس شربل أن يشمل وطننا برعايته ومحبته، وأن يلهم القيمين على هذا الدير كي يواصلوا رسالتهم ليبقى لبنان رسالة في محيطه والعالم. أهنئكم وأشارككم فرحة العيد ولكم من العائلة اللبنانية كل تقدير"!

الوصول الى الدير

وكان الرئيس سليمان والسيدة الاولى وصلا قرابة الحادية عشرة من قبل الظهر الى دير مار مارون - عنايا حيث كان في استقبالهما المطران عون والأباتي نعمة ورئيس الدير الأب طربيه.

 

 

 

عناوين النشرة

*البشارة كما دوّنها متى الفصل 6/5-18/الصلاة والصوم

*الانتماء اللبناني" يحيي أربعين هاشم السلمان/الأسعد: لا مستقبل للبنان طالما "حزب الله" أقوى من الدولة

*القتال في سوريا... أسقط الحوار/شارل جبور/جريدة الجمهورية

*جمّو وأبو عدس ويا بختك يا حزب الله!!للإستماع الى رأي حر/انطوان مراد/ رئيس تحرير إذاعة "لبنان الحرّ"

*وحدة "المستعربين" في الجيش الإسرائيلي تتدرّب على محاربة "حزب الله" في لبنان

*تداعيات كبيرة على لبنان نتيجة إدراج "حزب الله" على لائحة الإرهاب الأوروبية على المستويين السياسي والاقتصادي وسط مخاوف من اهتزاز الوضع الأمني

*ماذا لو أدرج "حزب الله" على لائحة الارهاب؟

*إسرائيل: وحدة "المستعربين" تتدرب على قتال "حزب الله"

*"حزب الله" يريد تسوية تحفظ "الستاتيكو"

*توقعات بأن يستولي جيش النظام على أغلب معاقل الثوار قبل نهاية العام وتقييمات للناتو تؤكد أن اليد الطولى في سوريا للأسد وحلفائه

*وسائل إعلامية لبنانية على خطى "العاهرة التي تحاضر في العفّة" وصحافيو العروبة يقبضون من بلاد العم سام  

*أوساط "حزب الله": نصرالله اوعز الى ميقاتي ليرأس الحكومة العتيدة بعد اعتذار سلام المرتقب  

*واشنطن ترى ان دكتاتور سوريا انتهى… جربا: التطرف خط احمر لن نسمح به

*السنيورة وفتفت والمشنوق الى جدة للقاء الحريري

*لقاء لقيادة "المستقبل" في جدة يحدد وجهة الأزمة الحكومية

*شمعون: لا نريد الحوار مع حزب الله والمطلوب منه فقط تسليم سلاحه للجيش

*جميل السيد: إصرار المستقبل على إعادة ريفي الى الوظيفة ينطلق من خلفيات سياسية سلطوية للتيار وحاجته الى غطائه الامني

*الأم هارون رئيسة عامة لجمعية الراهبات الأنطونيات

*كتلة زحلة دعت نصرالله لخطوات فعلية تحدث صدمة إيجابية يكون بعدها الحوار

*نعيم قاسم: اسقطنا سعد الحريري لانه أخل بالاتفاق بين سوريا والسعودية

*ضاهر مكررا اتهام المخابرات بعبرا: إبعاد الضباط السنة عن المراكز الحساسة فارس سعيد "يستسلم": وحده "حزب الله" قادر على انقاذ لبنان

*علوش: اجتماع جدة لبحث كيفية الخروج من المأزق على مدى الاشهر المقبلة 

*ما موقف "القوات اللبنانية" من مبادرة نصر الله الرمضانية؟

*كيف يصف مقربون من الرئيس "بري" علاقته بالـ"جنرال"؟  

*بكركي تطلق "الدخان الأبيض" لتشكيل الحكومة الحيادية

*"المستقبل" اليوم/ ليس جديداً على بكركي وعلى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي إعلان الموقف الصائب في المنعطفات المصيرية

*الراعي تراس قداس عيد مار شربل بحضور رئيس الجمهورية:لحكومة غير مقيدة بشروط وعند تعثر الامور لحكومة حيادية غير مرتبطة بهذا أو ذاك من الأفرقاء

*الجوزو: المواطن لم يعد يثق بزعمائه وهذه حال مزرية يجب ان يتنبه لها السياسيون لان الشعوب تراقب وتحاسب ولن تسكت طويلا

*"لبنان: الخطوات التنفيذية لـ«عزل» المفتي قباني تنطلق بعد عيد الفطر لأن القائمين على الحملة يتخوفون من نتائجها إذا حصلت في رمضان

*ميقاتي وسلام والسنيورة وكرامي يتفقون على خطوات بشأن دار الفتوى

*لماذا قرّر "شربل" رفع الحماية عن الشخصيات المهددة؟/مروان طاهر/الشفاف

*ميشال عون: إذا لم يعوا أن لبنان في خطر فما سنصل إليه قريبا هو حمام دماء سأشارك في الحوار رغم أنه لم يعط نتيجة لأنهم يفتشون عن موقف وليس عن حل

*شهيب: لن نسمح بتمديد العمل بمطمر الناعمة الحكومات المتعاقبة تتحمل مسؤولية عدم اقرار خطة للنفايات

*"الإخوان المسلمين" وفشل الإسلام السياسي/عادل النيل/السياسة

*إيران تدعو قادة أميركا واوروبا لحضور مراسم تنصيب روحاني ودشنت ناقلة مدرعات محلية الصنع

*إيران تذرعت بالمراقد لتحريض شيعة العراق على القتال في سورية و مراجع النجف رفضوا مجاراة الولي الفقيه في الإفتاء بوجوب مساندة الأسد

*بقى الأسد أم رحل.. فالصراع الآن أكبر منه وإيران هي التي تحرك الأحداث

*اتصالات لمعرفة طريقة ردّ "حزب الله" على حكومة من خارج 8 و14 آذار/اميل خوري/النهار

*بري يؤكّد مبادرته باسم الثنائي وسلام يطلب حصة شيعية حزب الله أحرج "المستقبل" فهل يحضّه على تلقّف الحوار/سابين عويس/النهار

*الشرعية لا تزال حاجة لـ "حزب الله"/روزانا بومنصف/النهار

*هل قلتم "نهاية الإسلام السياسي"/وسام سعادة/المستقبل

*إسقاط الأسد عبر الضغط على حزب الله/جوناثان ستيفنسون/الشرق الأوسط

*سلام: لم أضع معايير تأليف الحكومة لأتنازل عنها/جريدة الجمهورية/اسعد بشارة

تفاصيل النشرة

 

 

البشارة كما دوّنها متى الفصل 6/5-18/الصلاة والصوم

وإذا صليتم، فلا تكونوا مثل المرائين، يحبون الصلاة قائمين في المجامـع ومفارق الطرق ليشاهدهم الناس. الحق أقول لكم: هؤلاء أخذوا أجرهم. أما أنت، فإذا صليت فادخل غرفتك وأغلق بابها وصل لأبيك الذي لا تراه عين، وأبوك الذي يرى في الخفية هو يكافئك. ولا ترددوا الكلام تردادا في صلواتكم مثل الوثنيين، يظنون أن الله يستجيب لهم لكثرة كلامهم. لا تكونوا مثلهم، لأن الله أباكم يعرف ما تحتاجون إليه قبل أن تسألوه. فصلوا أنتم هذه الصلاة: أبانا الذي في السماوات،ليتقدس اسمك، ليأت ملكوتك لتكن مشيئتك، في الأرض كما في السماء. أعطنا خبزنا اليومي، واغفر لنا ذنوبنا كما غفرنا نحن للمذنبين إلينا، ولا تدخلنا في التجربة،لكن نجنا من الشرير. فإن كنتم تغفرون للناس زلاتهم، يغفر لكم أبوكم السماوي زلاتكم. وإن كنتم لا تغفرون للناس زلاتهم، لا يغفر لكم أبوكم السماوي زلاتكم. وإذا صمتم، فلا تكونوا عابسين مثل المرائين، يجعلون وجوههم كالحة ليظهروا للناس أنهم صائمون. الحق أقول لكم: هؤلاء أخذوا أجرهم. أما أنت، فإذا صمت فاغسل وجهك وادهن شعرك، حتى لا يظهر للناس أنك صائم، بل لأبيك الذي لا تراه عين، وأبوك الذي يرى في الخفية هو يكافئك.

 

"الانتماء اللبناني" يحيي أربعين هاشم السلمان/الأسعد: لا مستقبل للبنان طالما "حزب الله" أقوى من الدولة

المستقبل/أكد المستشار العام لحزب "الإنتماء اللبناني" أحمد الأسعد ان "الجهة التي قتلت هاشم السلمان ذات نفوذ أكبر بكثير من نفوذ الدولة اللبنانية، وهاشم كان يعلم جيداً كما يعلم معظم اللبنانيين، أنه لا يوجد أي مستقبل أو أي أفق للبنان إن كان أمنياً أو إقتصادياً أو سياسياً طالما أن حزب الله أقوى من الدولة اللبنانية"، مشيراً الى ان "ما نراه اليوم من إضطرابات أمنية في مناطق عديدة في لبنان، هو رد فعل وانعكاس لوجود حزب شُّرَّع له سلاحه من قبل حكومات لبنانية متتالية تحت شعار كاذب هو الشعب والجيش والمقاومة". ورأى ان "الحرب التي يشنها حزب الله في سوريا أكبر برهان على إستخفاف هذا الحزب بمؤسسات الدولة اللبنانية"، مشدداً على ان "الوضع الأمني لن يستتب في بلدنا الاَ اذا أصبح لبنان دولة بسلاح واحد هو سلاح الشرعية". كلام الأسعد جاء خلال احياء حزب "الإنتماء اللبناني"، ذكرى مرور أربعين يوماً على استشهاد السلمان "شهيد لبنان، والحرية والكرامة"، وذلك في "قاعة الشهيد هاشم السلمان" في مقر الحزب في الحازمية. بداية ألقى أمير أبو عديلة وسليم عواضة كلمة اللجنة الطلابية، وتحدثا عن مزايا زميلهم الشهيد وصفاته، ووعداه بمتابعة المسيرة.

وبعد فيلم وثائقي عن حياة السلمان ونشاطاته الحزبية ولقطات من الحادثة امام السفارة الايرانية حيث استشهد ومن مراسم التشييع، ألقى شقيق الشهيد هادي السلمان كلمة العائلة، فنفى "الشائعات التي تقول ان العائلة تخلت عن الحزب وعن بيت الاسعد بدليل وجودنا هنا اليوم"، داعياً الى محاسبة من قتل أخاه ومن يستر على الجريمة. وقال: "الذين يرتدون القمصان السود ويضعون الشارات الصفر معروفون، وهم كانوا في المكان ليس بدافع الصلاة".

الاسعد

وسأل الاسعد "ماذا جرى في هذه الفترة؟ ماذا جرى بالنسبة الى التحقيق؟ هل تمّ توقيف من أطلق النار على هاشم؟ ماذا جرى لدى الرأي العام في لبنان؟ أما زالت قضية هاشم تتفاعل في أوساط اللبنانيين؟"، معرباً عن أسفه "لمرور أربعين يوماً على استشهاد البطل هاشم، وكأن شيئاً لم يحصل، ولم يتم إصدار مذكرّة توقيف واحدة، وكأن من أطلق النار على هاشم هو شبح من كوكب آخر، علماً أن عملية اعدام هاشم تختلف تماماً عن أية جريمة أخرى تمت في لبنان، فهي كانت في وضح النهار وأمام مرأى الجميع حتى ان صور جميع المرتزقة وتحديداً صور القاتل حسب المعلومات الأولية كانت قد انتشرت في كل مكان". وقال: "مع كل هذه الوقائع والأدلة والصور لم تصدر مذكرة توقيف واحدة، لأن الجهة التي قتلت هاشم هي في الحقيقة ذات نفوذ أكبر بكثير من نفوذ الدولة اللبنانية". أضاف: "هاشم كمعظم اللبنانيين، كان يعلم جيداً أن المشكلة الأساس في لبنان هي أن لبنان محتل من إيران بواسطة حزبها المسمى بحزب الله، وأنه لا يوجد أي مستقبل أو أفق للبنان إن كان أمنياً أو إقتصادياً أو سياسياً طالما أن حزب الله هو أقوى من الدولة اللبنانية". واعتبر ان "ما نراه اليوم من إضطرابات أمنية في مناطق عديدة في لبنان، ما هو إلا رد فعل وانعكاس لوجود حزب شُّرَّع له سلاحه من قبل حكومات لبنانية متتالية تحت شعار كاذب ألا وهو "الشعب والجيش والمقاومة"". ورأى ان "مسايرة ما يسمّى بحزب الله منذ البداية وعدم اعتماد خطة علمية وعملية لمواجهته سياسياً من أجل إضعافه هو الذي أدى إلى ما وصلنا إليه اليوم، وهو أن هذا الحزب أصبح أقوى من الدولة اللبنانية، بل أصبحت العديد من مؤسسات الدولة اللبنانية تتلقى الأوامر منه مباشرة"، مشيراً الى ان "الحرب التي يشنها حزب الله في سوريا أكبر برهان على إستخفاف هذا الحزب بمؤسسات الدولة اللبنانية، وعلى التبعية المطلقة لبعض هذه المؤسسات اليه". ولفت الى أن "آخر بدعة سمعناها من قبل رموز حزب الله عندما سوقوا للرأي العام أن إسرائيل هي التي قامت بتفجيرات الضاحية الجنوبية. غريب أمر هذا الحزب، ومدى استخفافه بعقول الناس، فالجميع يعلم بما فيهم سكان الضاحية الجنوبية، أن هذه التفجيرات هي رد فعل على الحرب العبثية التي يشنها حزب الله في سوريا". وأكد ان "الوضع الأمني لن يستتب في بلدنا الاَ اذا أصبح لبنان كسائر دول العالم، دولة بسلاح واحد دون غيره ألا وهو سلاح الشرعية اللبنانية، وبعد إنهاء الدولة جميع الظواهر المسلحة بدءاً بظاهرة حزب الله". وشدد على "أننا بحاجة إلى تغيير الطبقة السياسية، والتجديد السياسي المطلوب لن يأتي إلى لبنان إلاّ بمناخات سياسية مختلفة لتنبثق من هذه المناخات قوانين انتخابية مختلفة. ولا سبيل لتغيير أو تجديد هذه الطبقة السياسية الحالية طالما أن حزب الله هو الذي يدير اللعبة السياسية في لبنان".هـ. ط.

 

القتال في سوريا... أسقط الحوار

شارل جبور/جريدة الجمهورية

الإقفال السياسي الذي تشهده الحياة السياسية دفع الرئيس ميشال سليمان إلى الدعوة لاستئناف الحوار، هذه الدعوة التي لاقاه فيها السيّد حسن نصرالله الذي أبدى «استعداده للحوار من دون قيد أو شرط»، ولكن ما كان مبرّراً قبل قتال «حزب الله» في سوريا لم يعد مبرّراً بعده، لأنّ الحزب أسقط بنفسه العنوان الوحيد العالق منذ العام 2006 تحت بند الاستراتيجية الدفاعية.

أضاع "حزب الله" على شركائه في هيئة الحوار وعلى اللبنانيين أكثر من ست سنوات في البحث عن الاستراتيجية الدفاعية الأنسب للبنان في مواجهة إسرائيل، وذلك على رغم قناعة شريحة واسعة من اللبنانيين بأن لا استراتيجية خارج إطار الشرعية اللبنانية والقرارات الدولية، وأنّ الخطر الحقيقي على لبنان مُتأتٍّ من القوى المنضوية تحت إطار محور الممانعة التي تريد إبقاء لبنان ورقة من أوراقها الاستخدامية في مواجهة إسرائيل حيناً والعرب أحياناً والولايات المتحدة أخيراً، فضلاً عن معرفة أهل الحوار المسبقة بأنّ الحزب يحاول شراء الوقت بانتظار تطوّرات جديدة تمكّنه من الهيمنة على البلد وفرض استراتيجيته بقوة الأمر الواقع، وأنه في غير وارد تسليم سلاحه للدولة إلّا في ظل معادلة إقليمية جديدة تدفعه دفعاً وقسراً باتجاه هذا الخيار.

وقد نجح الحوار في كشف مسألتين أساسيتين: الأولى، أنّ هيئة الحوار غير قادرة على تحقيق أيّ اختراق عملي باستثناء حشر الحزب على غرار ما صدر عنها في "إعلان بعبدا"، وهذا أقصى ما يمكن أن تحققه.

والثانية، أنّ الحزب يستخدم الحوار غبّ الطلب لانتزاع غطاء وطني يمكّنه من مواجهة مناخ دولي معيّن، هذا المناخ الذي يتمثّل اليوم باستعداد الاتحاد الأوروبي لإدراج الجناح المسلّح للحزب على لائحته السوداء للمنظمات الإرهابية، الأمر الذي يفسّر الهدوء الاستثنائي الذي طبع إطلالة نصرالله الأخيرة في محاولة للإيحاء بأنّه منفتح على أيّ نقاش لبناني-لبناني، وأنّ كل الأمور في لبنان قابلة للعلاج، وأن لا مشاكل مستعصية أو عقيمة، وأنّ مشكلة السلاح يتمّ تحميلها أكثر ممّا تحتمل.

وحاجة الحزب للحوار، واستطراداً للغطاء الوطني، لا تقتصر على تحصين موقفه في مواجهة الاتحاد الأوروبي، إنّما تشمل أيضاً تظليل وضعه حيال الدول العربية وتحديداً السعودية التي خرجت للمرة الأولى عن تحفّظها بالتعامل معه وانتقاده بشكل عنيف وشديد اللهجة منذ لحظة إعلانه القتال في سوريا، وبالتالي السؤال الذي يطرح نفسه: أين مصلحة 14 آذار في تنفيذ أجندة "حزب الله" بتوفير الغطاء الذي يحتاجه؟

وهل من مصلحة هذه القوى إخراج الحزب من ورطتي انخراطه في الحرب السورية و"ارتكاباته" المتهم بها أوروبّياً؟ وهل دور 14 ترييح الحزب أم الضغط عليه لتقديم تنازلات جدّية في قضية سلاحه؟ وهل على هذه القوى استئناف الحوار قبل انسحاب الحزب من سوريا ومحاسبته على الوقت الثمين الذي أهدره وأظهر أنّ أولويته ليست الدفاع عن لبنان، بل الدفاع عن مواقع نفوذ محور الممانعة؟

فلقد حوّل "حزب الله" الاستراتيجية الدفاعية من الدفاع عن لبنان في مواجهة إسرائيل إلى الدفاع عن النظام السوري في مواجهة اللبنانيين والسوريين والمجتمعين العربي والدولي. فكلّ نظرية الحزب التي قامت على ثلاثية "جيش وشعب ومقاومة" سقطت منذ اللحظة الأولى التي أعلن فيها السيّد نصرالله حربه ضد التكفيريين ومساندة النظام السوري واستعداده لتحرير الجولان.

فلا الحوار عاد ممكناً بعد خروجه عن وعده مجدداً بعدم استخدام سلاحه إلّا في مواجهة إسرائيل، ولا الحوار عاد ممكناً أيضاً بعد خروجه للقتال خارج لبنان في خطوة تتعارض مع الدستور والميثاق والشرعة العالمية لحقوق الإنسان. وما ينطبق على الحوار ينسحب على الحكومة التي بات يستحيل تضمين الثلاثية العتيدة في بياناتها الوزارية مع تحوّل المواجهة من إسرائيل إلى سوريا.

قد يكون لبنان بحاجة فعلاً إلى استراتيجية دفاعية، ولكن لمواجهة محور الممانعة في سعيه الدائم لإبقاء الدولة معلّقة والاستقلال غير ناجز والسيادة منتقصة.

 

جمّو وأبو عدس ويا بختك يا حزب الله!!للإستماع الى رأي حر

انطوان مراد/ رئيس تحرير إذاعة "لبنان الحرّ"

للإستماع الى المقالة بالصوت

http://www.lstatic.org/audio_links/raeyhorr/20130719.mp3

بالأمس ، وغداة الإعلان عن مقتل الإعلامي السوري محمد ضرار جمّو ، تفلّتت النوايا المبيتة لدى فريق 8 آذار من عقالها واندفع بعض الأبواق المحسوبة عليه وعلى النظام السوري في كيل الاتهامات والتهويل، لتبرير الدفاع عن هذا النظام وحشر جميع معارضيه في لبنان وفي سوريا في خانة الإرهاب أو تغطيته أو التحالف معه! حزب الله وبثقة حاسمة ورؤيوية ثاقبة سارع إلى الإعلان أن جريمة اغتيال جمّو تأتي لتزيد القناعة بأن يد الإجرام التي ترتكب المجازر في سوريا لا تفرق بين من يقاتل في ساحة المعركة ومن يناضل بالكلمة والموقف. ومضى حزب الله في مطالعته معتبراً أن الجريمة تدفع إلى البحث عن الطريقة الأنسب لمواجهة هذه الجماعات الإرهابية قبل أن يستفحل خطرها! أما النظام السوري فلم ينتظر جفاف دم الضحية ، إذ حمّل القوى الظلامية المسؤولية الكاملة عن الجريمة ، ورأى أنها تعبر عن الحقد الذي تنطوي عليه ثقافة القوى المتطرفة التي لا تحتمل رأياً مخالفاً ، وتجسّد حجم انخراطها في المؤامرة على العروبة والوطن والإنسان! وا أسفاه ويا بخت حزب الله والنظام و8 آذار! لقد ذهبت قناعاتكم ومطالعاتكم سدى . فالجريمة فردية وشخصية ومن أهل البيت . والحمد لله أنها كذلك مع الرحمة لجمّو وإلا كان سجّل حزب الله مبرراً آخر لارتكاب المزيد من الموبقات والحماقات بحجة الدفاع عن المقاومة وبيئتها الحاضنة. وهو في أي حال بدأ يلمح إلى هذا التوجه في الأيام الاخيرة، بحجة أن صبره بدأ ينفد حيال ما يتعرض من حملات. بعد ناقص وطالعلو! يتورط في سوريا “اشكارابلله” ويقاتل ويقتل ويُقتل يستخف بالدولة والجيش والسيادة والحدود يدعو أمينه العام اللبنانيين بكل بساطة إلى التقاتل في سوريا، يستقوي ، يتجبّر، يتكبّر

يعطّل ويرعى التهريب والفوضى! ومع ذلك ، يريد أن ينتقم ويثأر ويتمادى في” السلبطة”. قبل 7 أيار انزعج خاطر حزب الله من كشف كاميرا لمراقبة المطار ، ومن إقالة رئيس جهاز أمن المطار ، خصوصاً وأن اغتيال جبران تويني وأنطوان غانم حصل غداة عودتهما عبر المطار. كما خُدش حياء حزب الله حين قررت الحكومة منعه من تمديد خطوطه الهاتفية الخاصة في قلب بيروت وفي أملاك الدولة ! وكان 7 أيار المجيد. وماذا بعد؟ من قتل جمّو هو من البيئة الحاضنة نفسها يا حزب الله  من قتل جمّو قتله لأسباب شخصية يا سيادة النظام السوري. فوفّر عليك ربط الجريمة بالمؤامرة على العروبة والوطن والانسان وباقي الاسطوانة ، وانظر ملياً أين أصبحت عروبتك مع إخوتها الصمود والتصدي والممانعة، وأين اصبح الوطن السوري وأين أصبح الإنسان فيه أو ما بقي منه!! وأخشى ما نخشاه، أن يطلع غداً بيان مشترك من النظامين الإيراني والسوري وحزب الله يحمّل 14 آذار مسؤولية سقوط الخلافة العباسية وانهيار سد مأرب وحملة نابوليون على عكا. ولما لا، فهناك إلى جانب أبو عدس، أبو حمص وأبو الرز وأبو البرغل. والسلام .

 

وحدة "المستعربين" في الجيش الإسرائيلي تتدرّب على محاربة "حزب الله" في لبنان

النهار/(ي ب أ) أنهت وحدة المستعربين "دوفدوفان" في الجيش الإسرائيلي، المتخصصة بالقتال في مناطق مأهولة بالسكان، تدريباً امتد مدة طويلة على محاربة نشطاء "حزب الله" في قرى في جنوب لبنان.وأفاد موقع "واللا" الإلكتروني أمس أن أفراد الوحدة أنهوا في نهاية الأسبوع الماضي تدريباً طويلاً من شأنه "تأهيل الوحدة للقتال في القرى الشيعية في جنوب لبنان".ونقل الموقع الالكتروني عن ضباط في وحدة "دوفدوفان" قولهم إن افراد الوحدة تدربوا على مدار شهر على القتال في قرية عربية، تشبه القرى في جنوب لبنان، وفي داخلها منطقة قتالية واسعة ومنطقة إطلاق صواريخ وأنفاق. ووصف الضباط مقاتلي "حزب الله" بأنهم أعلى نوعية من النشطاء الفلسطينيين وأنهم اقاموا مواقع قتالية في قلب القرى اللبنانية والغابات المحيطة بها. وأضافوا أن أفراد وحدة "دوفدوفان" سيواصلون العمليات التي ينفذونها في الضفة الغربية، لكن في حال نشوب حرب ضد "حزب الله"، فإنهم سيشاركون في المعارك في لبنان ويتوقعون أن تدور غالبيتها في القرى اللبنانية.

 

تداعيات كبيرة على لبنان نتيجة إدراج "حزب الله" على لائحة الإرهاب الأوروبية على المستويين السياسي والاقتصادي وسط مخاوف من اهتزاز الوضع الأمني

بيروت - "السياسة":  يترقب اللبنانيون بقلق قرار الاتحاد الأوروبي اليوم بشأن إدراج "حزب الله" على لائحة المنظمات الارهابية, نظراً للتداعيات السلبية للقرار على لبنان عموماً. وسبق لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ان سعى لدى عدد من الدول الاوروبية, مثل بلغاريا وفرنسا وبريطانيا, لعدم وضع "حزب الله" على اللائحة السوداء, كما حاول رئيس الجمهورية ميشال سليمان الحؤول دون ذلك, عبر مراسلة الدولة الأوروبية, رغم الاعتراض الكبير على سلوك الحزب, رسميا وشعبيا, وهو ما يدل على خوف حقيقي من تداعيات هكذا قرار. فعلى المستوى السياسي, لن تقبل غالبية القوى والتيارات بـ"حزب الله" شريكاً في الحكومة المقبلة, حتى لا تقاطعها التجمعات الدولية المؤثرة مثل الاتحاد الاوروبي, والذي قد يلحق به مجلس التعاون الخليجي, وهذا ما سيؤدي الى استمرار الفراغ الحكومي القائم, وقد يلحقه فراغ على مستوى الرئاسة الاولى في صيف العام 2014 إذا أصر "حزب الله" على شروطه. أمنياً, يخشى مراقبون أن يؤدي القرار الأوروبي إلى انعكاسات على الوضع الأمني, سيما في ظل وجود قوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان "اليونيفيل".

وعلى المستوى المالي, في حال وضع الاتحاد الاوروبي "حزب الله" على لائحة الإرهاب سيتبع ذلك تطبيق عقوبات عليه, كما سبق وفعلت الولايات المتحدة, وهذا يعني وضع لبنان تحت وطأة هذه العقوبات, بحيث تخضع الحركة المالية والتجارية والنقدية مع الاتحاد الاوروبي لرقابة شديدة. وسبق ان عانى القطاع المصرفي اللبناني من نتائج ادراج الحزب على لائحة الارهاب الاميركية, فأقفل احد المصارف اللبنانية (البنك اللبناني - الكندي), وتعرضت مصارف اخرى لصعوبات جمة بسبب تهديدها بإجراءات عقابية. وكان من نتائج ذلك تراجع وتيرة التحويلات للمصارف, وكذلك الودائع, وهي العمود الفقري لاقتصاد لبنان. وفي حال اتخذت دول الاتحاد الاوروبي إجراءات مماثلة, فسيؤدي ذلك الى زعزعة الثقة بالمنظومة المالية والاقتصادية اللبنانية. أما على المستوى التبادل التجاري, فإن علاقة لبنان مع الشريكين الابرز, فرنسا وايطاليا, ستتضرر بشكل كبير.

ومن المخاوف الجدية ان يشجع القرار الاوروبي تجمعات دولية واقليمية اخرى على اتخاذ خطوات مماثلة, وقد كان لمجرد تحذير خليجي نتائج سلبية على المستويين الاقتصادي والسياحي في لبنان, فكيف إذا اتخذ مجلس التعاون الخليجي اجراءات عقابية ضد لبنان, علماً أن ذلك مستبعد لأن دول "الخليجي" لن تتعمد إلحاق الضرر بلبنان. لقد تجاهل "حزب الله" العقوبات الأميركية لكنه لن يستطيع تجاهل العقوبات الاوروبية, وأكثر ما يخشاه هو العقوبات الخليجية إذا فرضت, لأن الاقتصاد اللبناني يعتمد بشكل رئيسي على تحويلات اللبنانيين المقيمين في الخارج, وتبلغ التحويلات الخليجية نحو 80 في المئة منها, في حين لا تزيد نسبة تحويلات المغتربين في باقي دول أميركا وأوروبا عن 20 في المئة.

 

ماذا لو أدرج "حزب الله" على لائحة الارهاب؟

يبحث الاتحاد الاوروبي جديا في ادراج "حزب الله" على لائحة المنظمات الارهابية وتشير المعلومات الى امكانية اتخاذ القرار الاثنين المقبل. القرارات الدولية 1337 - 1566 و 1540 يمكن الاستناذ اليها وهي تحدد مسؤولية القائمين بالاعمال الارهابية ولكن اذا اتخذ القرار فعلا اي تداعيات على لبنان والحزب؟  الخبير في القانون الدولي شفيق المصري أكد للـ"mtv" أن العواقب خطيرة ليس فقط على "حزب الله" وانما على البلد موضحا ان الاخطار التي يمكن ان تطال الحزب هي التالية: منع السفر الى هذه الدول ، تجميد الحسابات المصرفية، عدم التعاطي الاقتصادي معها ، عدم السماح لفتح فروع لشركات فيها.  المصري يقول ان تأثير القرار وتداعياته على لبنان ككل هي المسألة الاكثر ارباكا لان "حزب الله" يمثل شريحة غير قليلة من اللبنانيين وهو ممثل في السلطة الدستورية اللبنانية ولا يمكن استبعاده لا بقرار سياسي ولا بقرار شعبي لافتا الى ان هذا الحزب من هيئاتها بحيث يصبح البلد محظورا كونه يتعامل مع منظمة ارهابية ادرجت على لائحة الارهاب.  بعض الدول مثل بريطانيا وفرنسا اقترحت ادراج الجناح العسكري لحزب الله على اللائحة الارهابية لماذا؟  المصري لفت الى ان هذا التصنيف مرده باعتقاده أنه يأتي من أجل تخفيف الوطأة على لبنان الدولة مشددا على ان الصعوبة في هذا الامر تكمن في امكانية التمييز بين الجناح السياسي والجناح العسكري.

 لكن في حال اتهم البلد بالتعامل مع منظمة ارهابية فالعقاب ايضا قد يكون اقتصاديا مثل حرمانه من المساعدات او وقف التعامل بالاتفاقات الاقتصادية وغيرها...

 

إسرائيل: وحدة "المستعربين" تتدرب على قتال "حزب الله"

 تل أبيب - يو بي اي: أنهت وحدة المستعربين في الجيش الإسرائيلي (دوفدوفان), المتخصصة بالقتال في مناطق مأهولة بالسكان, تدريباً امتد لفترة طويلة على محاربة مقاتلي "حزب الله" في قرى بجنوب لبنان. وأفاد موقع "واللا" الإلكتروني, أمس, بأن أفراد الوحدة أنهوا في نهاية الأسبوع الماضي تدريباً مطولاً من شأنه "تأهيل الوحدة للقتال في القرى الشيعية بجنوب لبنان". يشار إلى أن اختصاص أفراد وحدة "دوفدوفان" هو تنفيذ عمليات ضد ناشطين ومسلحين فلسطينيين في قلب المدن والقرى ومخيمات اللاجئين المزدحمة بالسكان في الضفة الغربية, وقرر الجيش الإسرائيلي استغلال نوعية الوحدة لتدريبهم, للمرة الأولى, على القيام بعمليات ضد مقاتلي "حزب الله".

ونقل الموقع الالكتروني عن ضباط في وحدة "دوفدوفان" قولهم إن افراد الوحدة تدربوا على مدار شهر على القتال في قرية عربية, تشبه القرى في جنوب لبنان, وبداخلها منطقة قتالية واسعة ومنطقة إطلاق صواريخ وأنفاق.

ووصف الضباط مقاتلي "حزب الله" بأنهم أعلى نوعية من الناشطين الفلسطينيين وأنهم اقاموا مواقع قتالية في قلب القرى اللبنانية والغابات المحيطة بها. وأضافوا أن أفراد وحدة "دوفدوفان" سيواصلون العمليات التي ينفذونها في الضفة الغربية لكن في حال نشوب حرب ضد "حزب الله" فإنهم سيشاركون في المعارك التي يتوقعون أن تدور غالبيتها في القرى اللبنانية.

 

"حزب الله" يريد تسوية تحفظ "الستاتيكو"

 بيروت - "السياسة":   رحب مصدر قيادي في "8 آذار", بالدخول الفرنسي على خط الأزمة السياسية, معتبراً أنه قد يكون منطلقاً لتحرك دولي إقليمي يساهم في معالجتها. وأوضح أن فرنسا قادرة على لعب دور إيجابي, إذا أطلقت مبادرة وتحركاً عملياً تجاه لبنان, نظراً للمعطيات التالية:

 أولاً: بغياب أي إمكانية للتفاهم بين الدول العربية, وفي مقدمها السعودية, وبين محور طهران دمشق, لإيجاد تفاهم يشبه (س-س) أو اتفاق دوحة جديداً, فإن الأنظار تتجه إلى دول أخرى مثل فرنسا, يمكن أن تتفاوض مع إيران بحثاً عن هكذا تفاهم.

ثانياً: لن يتحدث أحد من العرب والغرب مع النظام السوري بشأن لبنان أو بأي شأن آخر, وبالتالي لا يوجد عنوان دولي صالح للتخاطب معه في هذه المرحلة سوى النظام الإيراني. فنظام الأسد متهالك وأعجز من أن يفاوض عن "حزب الله". ولا أحد باستثناء إيران قادر على تغيير مواقف الحزب من تشكيل الحكومة وغير ذلك من الملفات.

ثالثاً: تحظى فرنسا باحترام معظم القوى السياسية, وخصوصاً فريق "14 آذار", كما أن لها علاقات جيدة مع الدول العربية المعنية بلبنان, كما أنها تتمتع بثقل دولي يمكنها من الحصول على دعم لأي تحرك في لبنان.

رابعاً: يحتاج "حزب الله", وهو الطرف الرئيسي, إلى مساندة خارجية, لإقناع بعض حلفائه وكل خصومه, لتمرير تسوية ما, تحفظ "الستاتيكو" القائم, وتوازن القوى الحالي, مع بعض الحلحلة على الصعيد الحكومي والنيابي, من الآن وحتى الانتخابات النيابية. نظراً لانشغاله تماماً في هذه الفترة بالمشاركة في الحرب السورية.

 

توقعات بأن يستولي جيش النظام على أغلب معاقل الثوار قبل نهاية العام وتقييمات للناتو تؤكد أن اليد الطولى في سوريا للأسد وحلفائه

 أكد مسؤولون من حلف الناتو أن الرئيس السوري بشار الأسد وروسيا وإيران يحظون الآن باليد الطولى في سوريا، وأن قوات بشار نجحت في القضاء على أي تهديدات قصيرة أو متوسطة المدى من تلك الثورة السنية المشتعلة في البلاد منذ شهر نيسان (أبريل) عام 2011. القاهرة : توصل الناتو، بالتعاون والتشاور مع وكالات وأجهزة استخبارات غربية، إلى أن جهود الثوار السنة ضد بشار الأسد، قد باءت بالفشل على مدار الأشهر الثلاثة الماضية. وقال المسؤولون إن جيش الأسد، مدعوماً من قبل إيران وروسيا، سيستولي على كبرى معاقل الثوار باستثناء الجزء الشمالي من البلاد بحلول نهاية العام الحالي.  وقال الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة :" يبدو أن المد قد تحول حالياً ليصب في صالح الرئيس الأسد". وأشار مسؤولون إلى أن هذا التقييم أدى إلى اتخاذ قرار من جانب عدد من الدول الأعضاء بحلف شمال الأطلسي بوقف شحنات الأسلحة المميتة إلى الثوار السنة. ومن تلك الدول بريطانيا، فرنسا وأميركا. وأضاف أحد المسؤولين " تشهد الحملة التي يقودها الثوار حالة كبيرة من التدهور منذ نيسان (أبريل) الماضي، وليس واضحاً الآن من يحارب الأسد ومن يحصل على مقابل". وأظهر تقييم الناتو أن معظم السوريين الذين يشاركون في الثورة المسلحة ضد بشار وقواته، وكذلك هؤلاء المنتمين للجيش السوري الحر، لم يعودوا يقاتلون نظام الأسد. وتبين أن المقاتلين الأجانب هم من يواصلون المعركة، وأن معظمهم من المنتمين للقاعدة. وفي منتصف الشهر الجاري، ألمحت بريطانيا وفرنسا إلى اعتراضهما على منح أي شحنات أسلحة للثوار السوريين، لتخوفهما من أن تصل في النهاية لعناصر القاعدة.  وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس:"هناك بعض الشروط التي يجب تلبيتها قبل أن يتم إرسال الأسلحة في الأخير. وإلى الآن لم تغيّر فرنسا موقفها. ونحن لم نقم حتى اللحظة بتقديم أي أسلحة مميتة، رغم امتلاكنا القدرة على القيام بذلك".

 

وسائل إعلامية لبنانية على خطى "العاهرة التي تحاضر في العفّة" وصحافيو العروبة يقبضون من بلاد العم سام  

  لا تنفك كل من محطة "الجديد" وصحيفة "الأخبار" عن بث سمومهما الطائفية المعجونة بالكراهية والضغينة تطال شخصيات وأحزاب "14 آذار"، وعلى وجه الخصوص "تيّار المستقبل". لا يمرّ يوم دون أن تقوم الوسيلتين المذكورتين إضافة إلى زميلتهم "المنار" بشتم ورمي التهم زوراً بحق التيّار ومناصريه، محاولين الغمز واللمز من قناة المذهبية الإشارة أن سُنة المستقبل يدعمون الإرهاب والتكفيريين. في حلقة اليوم البرنامج الصباحي "الحدث" اليومي طالعنا أحد مقدمينه مالك الشريف في حلقته مع نائب رئيس حزب الكتائب الأستاذ سجعان قزي حيث بدأ يكيل الشريف الكثير من التهم على تيار المستقبل أنهم ضد الجيش وأنهم جندوا أربعين محامياً للدفاع عن الأسير وما إلى ذلك من تلفيقات. وعلى الرغم من أنّ تيار "المستقبل" وحتى باقي الأحزاب في "14 آذار" كانوا أول من وقفوا مع الجيش في كل الأحداث وآخرها أحداث عبرا ، والتيار تحديداً أكد أنه لا يوجد أي شيء يمكن أن يبرر قتل عسكريين ولكن هذا الدعم للجيش لا يمنع التيار من سؤال الجيش حول أخطاء وارتكابات ارتكبها أفراده ووثقتها الكثير من الجهات غير الرسمية ، وإيقاف الجيش لضباط وعسكريين قاموا بارتكابات خير دليل أن سؤال التيار كان في محله. أما بالنسبة لتجنيد التيار لأربعين محامياً للدفاع عن الأسير حسب زعم الشريف والجديد ، فلقد أعلن نقيب المحامون في بيروت النقيب نهاد جبر في بيان أن تكليف المحامين قامت به النقابة بناء على طلب من المفوض العسكري ، وهذا يدخل في صلب صلاحية النقابة ، ولكن للأسف حقد الشريف والجديد بشخص رئيسها تحسين خيّاط على المستقبل يدفعهم إلى قلب الحقائق.

المحطة وصاحبها إلى جانب مديرة الأخبار فيها محتارون في أمرهم عن كيفية شتم "المستقبل" وأي فريق موالي لهم، شعارهم البالي القديم هو أنّ السعودية وقطر (أو دول البترودولار كما يصفونهم) هم من يدعمون الإرهاب في لبنان والمنطقة العربية، وأنهم يدعمون مادياً ولوجستياً الوسائل الإعلامية التابعة للتيّار ولغيره و من المحطات التي لا تأتي على مزاجهم. الغريب أن الجديد تحديداً هي أول من عرض تقريراً مفصّلاً عند تسلم ولي عهد قطر تميم بن حمد آل خليفة الحكم في قطر، وحمل التقرير عبارات المديح ثم فجاة ينقلبون عليه بعد أيام. هذا الفصام الإعلامي النفسي المسيّطر على قنوات تشبه الجديد وأخواتها، وعلى الصحف المشابهة لهم ليس إلا دليلاً عن إفلاس في المادة الإعلامية لديهم، فيحاولون زجّ اخبار لزيادة الدعم المادي من إيران وغيرها من الدول منها "الإمبريالية" كما يصفونها، تماماً كما تفعل الميادين الناطق الرسمي بإعلام طهران، حتى أن كوادرها وموظفيها هم جميعهم من اللون الواحد، بعكس إعلام "المستقبل 14 آذار" الذي يوظف من كل الطوائف ومن كل العقائد السياسية.

منذ يومين قام أحد الصحافيين في "الاخبار" بكتابة تحقيق ينتقد فيه الفساد المالي لسياسيين لبنانيين. الشاب لم يجرأ على ذكر أي رجل سياسي من قوى "8آذار" أو يتهمه بالفساد، الشاب ذاته الذي تناول في مقالته أن الوزير السابق الياس المرّ ذهب عند حماه السابق اميل لحود ليطلب مال منه، كان يهدف في مقالته الإساءة فقط من أجل لفت الأنظار وتسلية جمهور صحيفتهم. فتوقيت الموضوع لم يكن له أي سبب سوى أن جماعة هذه الصحيفة يعانون أحياناً من قلّة مواد فيهرعون إلى كتابة قصص مضحكة تحت ستار "فضح السياسيين" وسبحان الله أن الفساد يعم فقط فريق "14 آذار" دون سواهم، الباقون هم رمز الطهارة، خاصة بعد آخر فضيحة مالية في سجن رومية.

كلنا ندرك ونعرف يدرك أنه ليس هناك رجل سياسي في لبنان لا يمتلك صفقاته وربما قلّة قليلة منهم نزهاء وبعيدون عن هذه اللعبة. ولكن وإذا أرادوا فتح ملفات عليهم فتحها كلها أي كلها، وليس ربعها.

وهناك معلومات مؤكدة تقول بأن المرّ كان يعتزم مقاضاة الصحيفة التي شهّرت به بعد نشر المقال ضده، لكن التوسلات التي جرت تحت الهواء من قبل إدارة الجريدة رطبت الأجواء. رغم أن لدى المرّ وغيره من السياسيين ملفات عن صحافيين في هذه الصحيفة وأخواتها في الإعلام.

وبمناسبة الموضوع هذا الصحافي تحديداً كما غيره من عائلة الاخبار، الذين غالباً ما يكتبون مواضيع عن الترف والتبذير الذي ينعم به صحافيين في مؤسسات المستقبل وان أموال خارجية مشبوهة تصلهم وانهم مرتشون وصحافيون عملاء، يعودون فجأةو يكتبون أن المؤسسة المذكورة لا تقبّض معاشاتها إلى الموظفين، وأن أوضاعهم مذرية. هذا هو التناقض في التسلية بالخبر وليس نقله.

لهذا الصحافي تحديداً الذي يسافر دورياً إلى أميركا وأوروبا كما غيره من الصحافيين دعاة العروبة والقومية والإشتراكية، وهم في الوقت عينه يتهمون الغرب بأنهم العدو اللدود للقضايا العربية وللمقاومة، هذا الصحافي يسافر بكثرة إلى تونس قاصداً المنظمات التي تسمّي ذاتها "المدنيّة"، ومنها منظمة "الفريدوم هاوس" الموجودة في شارع باستور في العاصمة والتي تموّلها الولايات المتحدة ويشرف عليها الناشط التونسي سفيان الشواربي ، يذهب تحت ذريعة إقامة دورات وتدريب صحافيين، وهو فعلياً مخبر كما غيره من الصحافيين الذين يختبئون خلف ستار "العروبة والقضية الفلسطينية وقضايا أخرى"، من ثم يقبض وغيره شيكات مع ناشطين مدنيين آخرين يعملون في هذه المنظمة وغيرها. فيسكنون في أفخم "الفيلات" في منطقة سيدي "بو سعيد" ، هذا هو عمل الصحافي العصامي الكادح؟ أما السؤال الثاني لهذا الكاتب وغيره في مؤسسته من أين لكم السيارات الفارهة التي تتنزهون بها في شوارع الحمراء والكسليك قاصدين أفخر الملاهي الليلية والمطاعم وتلتقون أهم الشخصيات السياسية التي تعطيكم اموالاً كي ترشقوا شخصيات أخرى، متناسين أن من دفع لكم أموالاً لذم الآخرين، يكمش عليكم دلائل يسربها وقت يشاء إلى الإعلام ويفضحكم حين تتوقفون عن إطاعته. القصة المضحة الأخيرة، أنّ أحد الصحافيين وفي الصحيفة المذكورة، قام بنشر صورة للرئيس سعد الحريري على صفحته الخاصة وهو مع مجموعة من سائقي دراجات الهارلي دافدسون، مرفقاً إياها بتعليقات سخيفة جداً منها صحافيين في المؤسسة ومن غير المؤسسات الموالية لـ8 آذار. والمضحك في الموضوع أن هؤلاء يحاولو البحث عن طريقة للسخرية او ربما لفضح (حسب عقيدتهم) شحصيات كبيرة من 14 آذار، ولكن السؤال أين هي الفضيحة بهذه الصورة؟ وما العيب إذا كان رجل سياسي يمارس هواية له كما يحصل في الغرب، حيث رؤوساء الحكومات يقودون دراجات هوائية ومنهم من يذهب للرقص، إلا أن حقدهم المريض لفت نظرهم إلى الحريري وغيره، في وقت يصفقون لرؤوساء الغرب واصفين إياهم بالتواضع والشخصية المرحة. حقاً هُزلت. موقع 14 آذار

 

أوساط "حزب الله": نصرالله اوعز الى ميقاتي ليرأس الحكومة العتيدة بعد اعتذار سلام المرتقب  

اكدت اوساط قريبة من حزب الله ان الخلاف مع رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون قد طويت صفحته نهائيا. وكشفت الاوساط المذكورة لموقع 14 آذار ان امن العماد عون شأنه شأن امن رئيس المجلس النيابي نبيه بري قد اصبح بعهدة حزب الله مباشرة بعد معلومات وردت الى اجهزة الحزب عن امكان استهدافهما. ولفتت الاوساط الى ان التمديد للعماد جان قهوجي سيحصل قبل نهاية ايلول المقبل بصدور قانون ترفع فيه السن القانونية لقائد الجيش. وتجزم الاوساط المذكورة ان لا تمديد لولاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان من دون ان تنفي احتمال وقوع شغور على مستوى الرئاسة الاولى. واشارت الاوساط الى ان حزب الله يتوقع ان يعتذر الرئيس المكلف تمام سلام نهاية الصيف الجاري موضحة ان السيد حسن نصرالله هو من اوعز الى الرئيس نجيب ميقاتي ان يحضر نفسه ليرأس الحكومة العتيدة بعد اعتذار سلام المرتقب. وكشفت الاوساط النقاب عن ان حزب الله كان طلب من الرئيس بري ان يضع بكل ثقله لتأجيل الانتخابات النيابية لا لسبب الا لانه تيقن من ان قوى 14 آذار كانت لتفوز في هذا الاستحقاق. ونقلت الاوساط عن حزب الله توقعه ان تختلط صورة التحالفات مستقبلا مما سيزيل والحالة هذه ثنائية 8 و14 آذار في الاستحقاق البرلماني العتيد. ونقلت الاوساط عن حزب الله انه لن يغامر في الداخل اللبناني لكنه يتوقع ارتفاع وتيرة العمليات ضده ويتخوف من عرقنة الواقع الامني في لبنان من الآن فصاعدا.

موقع 14 آذار

 

واشنطن ترى ان دكتاتور سوريا انتهى… جربا: التطرف خط احمر لن نسمح به

تقدم مقاتلو 'الجيش السوري الحر” في بلدة خان العسل التي كانت قوات النظام تسيطر عليها في شمالي غربي حلب، في وقت شنت طائرات حربية ومروحية اكثر من 12 غارة على مدينة سراقب في شمال غربي البلاد. واستمر مقاتلون اكراد في سيطرتهم على مناطق في الشرق، بعد طرد متشددين إسلاميين منها. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الاشتباكات في خان العسل، التي قُتل فيها 12 عنصراً من قوات النظام، أسفرت عن سيطرة المعارضة على مقر جمعية الصحافيين، شمال شرقي البلدة. وبث نشطاء فيديو أظهر قيام مقاتل بإطلاق صاروخ قال انه حراري استهدف طائرة حربية كانت تقصف خان العسل. وأطلق مقاتلو المعارضة على عملية الهجوم على البلدة بـ 'معركة المُغِيرات صبحاً”. وامتدت الاشتباكات العنيفة الى حي الراشدين في حلب. وفي مدينة سراقب، غرب حلب، قُتل عدد المواطنين، بينهم ثلاثة أطفال على الاقل، في غارات شنتها طائرات حربية ومروحية على المدينة الواقعة في ريف إدلب التي تسيطر عليها المعارضة منذ سنة. وبلغ عدد الغارات 12 حتى الظهر. وتحدثت «الهيئة العامة للثورة السورية» عن مجزرة. وكان مقاتلون معارضون سيطروا على سرية الحانوت العسكرية في ريف درعا، جنوب البلاد. وأظهر فيديو مقاتلين يحتفلون بالاستيلاء على عدد من الدبابات التي قالوا إنها تخص الجيش النظامي. في غضون ذلك، واصل مقاتلو «قوات حماية الشعب» التابعة لـ «مجلس شعب غرب كردستان» هجومهم على مناطق كان يسيطر عليها متشددون. وانتهت اشتباكات مع مقاتلي «جبهة النصرة» و «الدولة الإسلامية في العراق والشام» بقرى في الحسكة شرقاً، بسيطرة «وحدات حماية الشعب» على حاجز مطحنة الحوارات الموجود على مفترق طرق رئيسية. وقال زعيم «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم لـ «الحياة»، إن «قوات الحماية» بدأت عملياتها «دفاعا عن المناطق الكردية التي قام مقاتلون متشددون بالسيطرة عليها»، مشيراً إلى «توافر معلومات لدينا انهم كانوا بصدد تأسيس إمارة اسلامية في هذه المناطق». واستغرب إعلان أنقرة «قلقها» من هذه التطورات التي «يجب أن تؤدي إلى ارتياح تركي لأننا سنضبط الوضع على الحدود وستكون المناطق مستقرة «. وأشار إلى أن مسؤولين محليين يتواصلون مع الأتراك لتسهيل مرور مساعدات إنسانية. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن قوات الجيش النظامي استهدفت تجمعاً لمسلحين كانوا «يحاولون تهريب النفط الخام إلى تركيا عبر 15 صهريجاً». سياسياً، عشية لقاء الهيئة السياسية لـ»الائتلاف الوطني السوري» في إسطنبول، قال رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا لـ«الحياة»، إنه تقصّد القيام بأول زيارة خارجية إلى السعودية «لما لها من موقف سياسي ثابت في دعم خيار الشعب السوري وثورته تجاه النظام الغاشم»، مشيراً إلى انه سيطلب خلال جولته الأوروبية المقبلة «الدعم العسكري الحقيقي، حتى تقف الثورة على قدميها لمواجهة نظام (الرئيس) بشار الأسد». وأشار إلى أن لجنة مشتركة ستجتمع قبل نهاية شهر رمضان الكريم لبحث موضوع تسلم «الائتلاف» سفارات سوريا في دول الخليج. وقال: «هناك نية لإنشاء صندوق خليجي لدعم الائتلاف، والمبلغ المقترح لذلك هو 400 مليون دولار أميركي. وهذا سييسر أمور الائتلاف في موضوع الإغاثة في المناطق المحررة التي تشكل نصف سوريا، ومخيمات اللاجئين». وبعدما قال إن «التطرف بالنسبة إلينا خط أحمر، ولن نسمح به، وسنواجهه»، انتقد الجربا موقف حكومة نوري المالكي. وقال: «للأسف، العراق اليوم يعارض الثورة، ويدعم نظام الأسد، ونحن رصدنا حالات قتل لعناصر من الجيش الحر، أطلقت النيران عليهم من القوات العراقية». وكان الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني قال للصحافيين إن الحديث عن مستقبل الأسد كزعيم لسوريا أو 'فترة توليه منصب ديكتاتور سوريا والحاكم بيد حديدية قد انتهى. وبينما هناك تحولات في ساحة المعركة، فإن بشار الأسد في رأينا لن يحكم كل سوريا مرة أخرى ولا نعتقد انه ينبغي أو أن لديه أي حق أو شرعية للقيام بذلك”.

 

السنيورة وفتفت والمشنوق الى جدة للقاء الحريري

وطنية - افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في المطار درويش عمار ان الرئيس فؤاد السنيورة والنائبين احمد فتفت ونهاد المشنوق غادروا بيروت عند الساعة الثالثة والربع، على متن طائرة خاصة حيث توجهوا الى جدة في المملكة العربية السعودية للقاء الرئيس سعد الحريري والبحث في التطورات والمستجدات على الساحة اللبنانية.

 

لقاء لقيادة "المستقبل" في جدة يحدد وجهة الأزمة الحكومية

بيروت - "السياسة":   بقيت حالة المراوحة تتحكم في مسار عملية تأليف الحكومة في وقت ينتظر الرئيس المكلف تمام سلام بروز مؤشرات توحي بتحريك هذا الملف بعد المواقف الايجابية, أقله ظاهرياً, لرئيس مجلس النواب نبيه بري بتسهيل مهمة سلام باعتبار ان هناك ضرورة لتشكيل الحكومة في هذه الظروف التي يمر بها البلد. وفيما لم تسجل زيارة المعاون السياسي للرئيس بري الوزير علي حسن خليل إلى سلام خرقاً في جدار الازمة بحيث انه لم يتم البحث لا في الاسماء ولا في الحقائب, علمت "السياسة" من مصادر الرئيس المكلف أن العقبات لا تزال تعترض الجهود لتشكيل الحكومة ولم تحصل اي حلحلة على هذا الصعيد, وخاصة في جانب قوى "8 آذار" التي لم تترجم كلامها بتسهيل التأليف الى معطيات عملية تساعد الرئيس المكلف على انجاز مهمته ما يؤشر على ان الامور مرشحة لمزيد من المماطلة وتضييع الوقت, و"هذا ما لا يمكن ان يقبل به الرئيس المكلف وسيكون له الموقف المناسب اذا شعر ان هناك من لا يريد تسهيل مهمته فعلا من خلال اختلاق الذرائع والحجج الواهية لابقاء حال الفراغ". وشددت المصادر على ان خيار الاعتذار سيكون موضوعاً على الطاولة بجدية اذا ظلت الازمة قائمة ولم يتحقق اي تقدم. في سياق متصل, عقدت قيادة "تيار المستقبل" اجتماعاً برئاسة الرئيس سعد الحريري في السعودية تم خلاله البحث في الكثير من الملفات, وفي مقدمها تشكيل الحكومة والحوار الذي دعا إليه رئيس الجمهورية ميشال سليمان, وملف التمديد لقادة الاجهزة الأمنية. وشارك في الاجتماع الذي عقد مساء أمس رئيس كتلة "المستقبل" فؤاد السنيورة والنائبين أحمد فتفت ونهاد المشنوق, الذين زاروا جدة, للقاء الحريري. وبشأن مواضيع البحث في الاجتماع, أشار عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري إلى أن "المطروح اليوم هي مواضيع تشكيل الحكومة ورفع سن التقاعد للقادة الأمنيين واستئناف الحوار", لافتاً إلى ان "هذه الأمور تُطرح في جدة أو في لبنان", مضيفاً ان "لقاء وفد "المستقبل" برئيس الحكومة السابق سعد الحريري في السعودية يأتي ضمن اللقاءات الدورية التي تجمع الحريري بنواب الكتلة". واضاف انه "على مستوى كتلة "المستقبل", سيكون لنا موقف واضح يوم الثلاثاء المقبل على اثر اجتماع الكتلة".

 

شمعون: لا نريد الحوار مع حزب الله والمطلوب منه فقط تسليم سلاحه للجيش

وطنية - اعتبر رئيس "حزب الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون، في حديث اعلامي، أن كلام الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله بالأمس عن انفتاحه للحوار حول الإستراتيجية الدفاعية "جاء وكأن نصرالله في دولة أخرى ويريد ان يحاور الدولة اللبنانية بهذا الشأن". وقال: "المطلوب من نصرالله، فقط، أن يسلم سلاحه الى الجيش اللبناني، ويصطف الى جانب اللبنانيين، من دون ان يضع نفسه في مرتبة أخرى. لا نريد الحوار مع حزب الله، بل عليه أن يتوجه الى الجيش ليقول له لدي هذه الكمية وهذه النوعية من السلاح وأدعوك لاستلامها". أضاف: "أرفض أن يكون هناك مواطنون درجة اولى ومواطنون درجة ثانية، ونصر الله مواطن، مثله مثلي، فنحن متساويان بالحقوق، وحقوقه ليست أكثر من حقوقي". وتابع: "من مواصفات المواطنية احترام القوانين اللبنانية، وهذا ما لا يفعله حزب الله. هل يحق له ان يدفع باللبنانيين الى القتال في دولة أخرى والموت من أجل قضية لا دخل لنا بها"؟ وطالب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان "دعوة حزب الله الى تسليم سلاحه وتحديد مهلة زمنية لذلك". ورأى أن هذا السلاح "أثر سلبا على علاقات لبنان، فكل الدول لا تتعاطى مع بلدنا بشكل سليم ولا يجوز الإستمرار على هذه الحال"، داعيا الى "الحوار من أجل تطبيق القانون اللبناني ليكون الجميع تحت القانون بالتساوي". وقال: "لا ننتظر شيئا من مد اليد الذي أعلنه نصرالله بالأمس. ما دامت ايران تمده بالسلاح والمال، فحزب الله لن يتغير. حلفاؤه يقولون بأن دعوته الى الجمهورية الإسلامية كانت في العام 1985 وكانت شعارا لتلك المرحلة لا أكثر ولا أقل، لكن حتى اليوم، ما زال حزب الله متمسكا بالجمهورية الإسلامية بدليل انه حتى هذه اللحظة لم يقل عكس ذلك، وكل ما يقوله هؤلاء الحلفاء ليس إلا تبريرا للتحالف الأعمى. حزب الله وممولوه يريدون جعل لبنان جمهورية إسلامية". أضاف: "ليس لدي الوقت لسماع الخطابات المطولة التي يدلي بها نصرالله، وكل خطاب يقرأ من عنوانه الذي بتنا نعرفه، ونصرالله يسعى دائما الى فرض الشروط على الجمهورية اللبنانية". وأسف شمعون ل"نقل جثث اللبنانيين من سوريا"، وقال: "كلما دخلت جثة، خفت شعبية حزب الله. لقد أدخل نفسه في مشكلة وبالتالي ليس علينا ان نجد تغطية له ليخرج منها".واذ اعتبر ان "ما جرى من أحداث في الآونة الأخيرة ليس مستغربا"، رأى أن "حزب الله لم يتحصن داخل جدار برلين أو داخل سور الصين العظيم، بل إنه يسيطر على المناطق ذات الغالبية الشيعية في الضاحية والجنوب، وبفضل ترسانة السلاح التي استخدمها في الداخل أعطى لنفسه صفة القوة التي لا تقهر، لكن تبين في النهاية أنه غير قادر على حماية حتى مربعاته الأمنية وأماكن تواجد قيادته، وبالتالي فهو من جلب "الدب إلى كرمه" من خلال تعطيل قيام الدولة أولا، لأنها من المفترض أن تحمي هي المواطنين، ومن خلال تدخله غير المبرر في أحداث سورية ثانيا".

 

جميل السيد: إصرار المستقبل على إعادة ريفي الى الوظيفة ينطلق من خلفيات سياسية سلطوية للتيار وحاجته الى غطائه الامني

وطنية - دعا اللواء الركن جميل السيد، في بيان وزعه مكتبه الإعلامي، كتلة نواب تيار "المستقبل" الى "الكف عن النهج الإبتزازي الذي إعتمدوه منذ إغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري في العام 2005 وتورطهم في مؤامرة شهود الزور كون تلك السياسة لم تعد تنطلي على أحد"، معتبرا أن "آخر مناورات الإبتزاز تمثلت بتصريحات ملتوية لبعض أعضاء تلك الكتلة من أن "من يحاول ان يمنع عودة اللواء أشرف ريفي الى وظيفته السابقة في قوى الأمن الداخلي إنما يسعى الى تسهيل اغتيال قيادات 14 آذار". وقال إن "إصرار كتلة "المستقبل" على إعادة اللواء المتقاعد ريفي الى الوظيفة لا علاقة له مطلقا بالهواجس الأمنية التي يدعونها كونهم يعرفون كسائر اللبنانيين بأن وجوده في الوظيفة منذ العام 2005 وعلى مدى ثماني سنوات لم يؤد الى كشف أو منع أي إغتيال إستهدف قيادات من 14 آذار"، مضيفا إن "هذا الإصرار ينطلق من خلفيات سياسية سلطوية لدى تيار المستقبل ومن رغبتهم في الإحتفاظ ببعض الإمتيازات الخاصة التي كان يوفرها ريفي لهم بالإضافة الى حاجتهم الى غطائه الأمني في الوظيفة لحماية بعض زعران الشوارع وأمراء محاور القتال في طرابلس وغيرها، عدا عن هواجس تيار المستقبل من أن يتولى قيادة الأمن الداخلي ضابط متجرد ونزيه مما سيعني إنكشاف الكثير من الخبايا والتجاوزات وتجارة المعلومات التي كانت تجري سرا وليس أقلها نصب أفخاخ للجيش اللبناني وإستدراجه إلى بعض الحروب الداخلية والتآمر على فريق من اللبنانيين والوقوف خلف بعض حالات الإقتتال والفتنة الداخلية في لبنان وبإتجاه سوريا عدا عن إلحاق الأذى بلبنانيين في الخارج ولا سيما من العاملين في دول الخليج".

وتحدث عن "مسلسل التفجيرات والإغتيالات التي حصلت في كنف قيادة اللواء ريفي للأمن الداخلي، وحيث يذكر اللبنانيون جميعا كيف كان يلجأ في كل مرة إلى توجيه الإتهامات السياسية والإعلامية لتغطية عجزه وفشله منذ اغتيال جورج حاوي وجبران تويني وبيار الجميل وانطوان غانم ووليد عيدو وغيرهم، وصولا الى إغتيال ضباط مديريته الذي حصل تحت أنفه وفي عقر داره عندما جرى إغتيال الرائد وسام عيد أولا ثم رئيس فرع معلوماته العميد وسام الحسن من دون أن تتوصل تحقيقات ريفي الى أية نتيجة حتى اليوم، هذا عدا عن دوره المباشر في خيانة وشرشحة قضية الرئيس الراحل رفيق الحريري بعدما انفضح مع آخرين في جريمة التلاعب بالحقيقة والعدالة مستخدما محمد زهير الصديق وهسام هسام وغيرهما من شهود الزور ومطيحا بالتحقيق وبصدقية المحكمة الدولية الى غير رجعة، ومما يجعل المكان الطبيعي للواء ريفي في السجن على جرائمه التي لا بد سيدفع ثمنها عاجلا كان أم آجلا".وأردف: "أن الدولة لم تبخل على اللواء ريفي خلال وظيفته لا في التطويع ولا في الأموال ولا في التجهيزات بل سمحت له بمضاعفة عديد ضباط المديرية وعناصرها وتجهيزاتها ورفع ميزانيتها السرية الى ما يزيد عن المليار ليرة شهريا، أي بما يزيد بعشرين مرة عما كانت عليه في الماضي، هذا بالإضافة الى سيل المساعدات العربية والاجنبية التي تدفقت دون رقابة على المديرية طيلة السنوات الماضية. إلا أنه، وبدلا من توظيف تلك الإمكانات في خدمة الأمن والناس عامة، فقد عمد اللواء ريفي الى تحويل المديرية الى مكتب خاص للاستيلاء على الأملاك البحرية في طرابلس وللعلاقات السياسية والشخصية، حيث كان يقتطع ما يقارب ثلث ميزانية الأمن بشخصه دون رقيب، أي ما يزيد عن 300 مليون ليرة شهريا، موزعا الآلاف من عناصر قوى الأمن الداخلي والعديد من ضباطها وبعض سياراتها وحتى هواتف الخدمة الرسمية بتصرف سياسيين وإعلاميين ورجال أعمال وتجار وأصدقاء وشخصيات وأفراد من هب ودب من لبنانيين وغير لبنانيين خلافا للقوانين وعلى حساب ألأمن الوطني، وبحيث لم يكن مستغربا أن نرى مؤخرا هؤلاء المحظيين من تيار المستقبل وغيره، بمن فيهم بعض قيادات 14 آذار، يهتاجون إعلاميا ضد وزير الداخلية الحالي مروان شربل ويحملونه زورا مسؤولية تعريض أمنهم لمجرد أنه حاول مؤخرا إستعادة تلك العناصر المفصولة بتصرفهم بصورة غير شرعية رغم أن معظم هؤلاء لا يعملون للحماية بقدر ما أصبحوا يعملون لديهم كخدم وأزلام في مواكب التشبيح على الناس في معظم الأحيان".

 

الأم هارون رئيسة عامة لجمعية الراهبات الأنطونيات

وطنية - إنتخبت جمعية الراهبات الأنطونيات الأم جوديت هارون رئيسة عامة لها لمدة 6 سنوات، وهي المرة الثانية التي يتم فيها إنتخاب الأم هارون رئيسة للجمعية. كما تم إنتخاب الأخوات باسمة الخوري وإيفا شمعون ونزهة خوري وكليمان ماري نجم مدبرات في الجمعية.

وقد شكرت الأم هارون اعضاء الجمعية على هذه الثقة المتجددة فيها.

 

كتلة زحلة دعت نصرالله لخطوات فعلية تحدث صدمة إيجابية يكون بعدها الحوار

وطنية - استغربت كتلة نواب زحلة بعد اجتماعها الأسبوعي في دارة النائب إيلي ماروني وحضور أعضائها "دعوة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إلى الحوار والإلتقاء، فيما الآلاف من مقاتليه الذين ضرب بهم سياسة النأي بالنفس التي اتفق عليها في بعبدا يستمرون بالقتال في الداخل السوري, رغم كل الدعوات التي وجهت للحزب من حلفائه وخصومه لسحب عناصره، فكان أولى به أن يستجيب لنداءاتهم تجنيبا للساحة اللبنانية وتمهيدا للحوار والتلاقي الذي يدعون إليه بعمل بناء يوجد الثقة مع قيادة الحزب التي تعود اللبنانيون منذ سنوات على إعلاناتها المنمقة التي تخالفها أفعالهم المتكررة". ودعا النواب نصرالله إلى "خطوات فعلية تحدث صدمة إيجابية لدى الرأي العام اللبناني يكون بعدها الحوار والتلاقي خريطة طريق دائمة وليست مرحلة تكتيكية عندما ينحشر الحزب يرفع شعارها ليرمي الكرة عند الطرف الآخر". وناقش النواب الملفات الأمنية والإجتماعية التي تعيشها منطقة زحلة والبقاع فطالبوا القوى الأمنية بأن "تعمل ما في وسعها لإطلاق سراح المخطوف كريكور فيسان وأن تضع حدا حاسما لعصابات الخطف التي تعيث فسادا في بنية مجتمعنا واقتصادنا وأمننا البقاعي". واستنكروا "العبوات المتنقلة على طرقات البقاع"، ودعوا الأهالي والأحزاب إلى "تحصين الساحة الداخلية وعدم الإنسياق إلى أتون الأزمة السورية". وفي الملف الإنمائي والمعيشي شكرت الكتلة "لوزيري الأشغال العامة والصحة غازي العريضي وعلي حسن الخليل تجاوبهما في ملف طريق زحلة – ضهور الشوير وتأمين وزارة الصحة الإستحقاقات المالية للموظفين في مستشفى الرئيس الياس الهراوي الحكومي في زحلة", داعية إلى "إطلاق العمل في الطريق ومتابعة المعالجة في ملف المستشفى".وختاما أشار المجتمعون إلى أن "التحضير مستمر للمبادرة التي أطلقتها الكتلة في الأسبوع الماضي".

 

نعيم قاسم: اسقطنا سعد الحريري لانه أخل بالاتفاق بين سوريا والسعودية

يقال نت/نحن من أسقطنا سعد الحريري"!هذا ما اعترف به نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، والسبب" إخلاله بالإتفاق بين سوريا والمملكة العربية السعودية". ولكن ، قاسم لم يتحدث عن ماهية هذا الإتفاق!

ويأتي هذا الكلام، على الرغم من إعلان متكرر للأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، أنه هو من رفض ورقة حملها اليه، وزيرا الخارجية التركي والقطري ووافق عليها سعد الحريري، والسبب أن لبنان بحاجة الى رئيس حكومة " موجود". قاسم قال ان " انقطاع العلاقة مع تيار المستقبل من طرف واحد اي ان تيار المستقبل هو من اسقطها، بينما نحن اسقطنا سعد الحريري لانه أخل بالاتفاق بين سوريا والسعودية". وفي حديث لقناة "BBC" العربيةرأى ان "الحرب في سوريا هي لاسقاط النظام المقاوم ونحن لسنا امام حالةاصلاح"، مؤكدا ان "قرار حزب الله ذاتي ودخلنا في سوريا متأخرين عندما وجدناان الخطر زاد على منطقة البقاع من ان تصبح هدفا للمتشددين والمخربين وكذلكللتكفيريين وتصبح الخلفية في البقاع رخوة او خطرة فيما لو هاجمتنا اسرائيل". واكد قاسم "اننا كحزب الله نتحمل مسؤولياتنا وعندما نقاتل لمشروع محدد نعلن عنه"، معتبرا ان "هناك من يريد ان يقاتل الشيعة في كل انحاء العالم وهذه مشكلتهم هم، وكل جماعة في منطقتها تدافع عن نفسها ونحن لسنا تنظيما عالميا لندافع عن الجميع ولكننا حاضرون للتعاون مع كل القوى السياسية والاجتماعية التي تريد ان تأخذ حريتها وتحرر فلسطين"، مشددا على ان "حدودنا حدود الدفاع وليس لدينا اهداف توسعية وندافع عن مشروعنا واهدافنا". واوضح قاسم ان حزب الله "يقاتل بشكل منضبط ومحدود بما يؤدي لبقاء سوريا ظهيرا للحزب، ويقاتل المشروع الاميركي الصهويني التكفيري الذي يحاول ان يضر بمشروع المقاومة". من ناحية أخرى، رأى نائب الأمين العام لحزب الله ان "من يسعّر الفتنة في لبنان هو الطرف الاخر عندما يكون لديه مسلحون في طرابلس والشمال ويثير موضوع السنّة مقابل الشيعة ويرسل الامكانات الى سوريا، فكل هذه لا تعتبر فتنة حقيقية؟"، مؤكدا "اننا نحاول ان نمتص هذا الموضوع". واوضح قاسم ان "السلاح في لبنان ليس جديدا ولسنا نحن من اوجدنا بؤر السلاح المنتشرة بل ان السلاح الفردي بقي بعد الحرب"، معتبرا ان "هناك مشروعاً اميركياً اسرائيلياً يحاول من خلال البعض وابرزهم تيار المستقبل ان يجر البلد الى المشروع الاميركي الصهيوني التكفيري". واكد ان "الكل يعلم اننا مستهدفون من التكفيريين ولسنا على وئام معهم ولا نرى ان مشروعهم صائب لا في لبنان ولا المنطقة". وعن العلاقة مع رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون، اكد قاسم "اننا متفقون مع العماد عون بشكل كامل على الموضوع الاستراتيجي ولا انفصال بيننا". من جهة ثانية، لفت قاسم الى ان أحمد الاسير "وقف متعديا ونحن كنا نهرب من الاستفزاز الى ان اصبح الجيش هو من يفصل بين الاطراف ويحاول ان يحفظ الامن، والاسير بادر الى قتل عناصر من الجيش"، مشيرا الى ان "من يحمي الاسير هو تيار المستقبل وبهية الحريري وفؤاد السنيورة ولا علاقة لنا بما فعله ولسنا نحن من يحرض في طرابلس او البقاع او عبرا". واكد ان "علاقتنا مع الجيش جيدة لان هناك احتراما متبادلا ونقدر عمله لمنع الفتنة الداخلية"، موضحا ان "سلاح حزب الله كمقاومة موجود منذ العام 1982 وكان هناك اتافاق بين حزب الله ورفيق الحريري بترتيب الوضع بما لا يؤثر على تركيب الدولة، كما ان الحكومة كتبت مرات عدة في بيانها عن مثلث الجيش والشعب والمقاومة". ورأى قاسم ان "الجيش اللبناني لا يستطيع حماية الحدود لان ظروف المنطقة والتداخل بين لبنان وسوريا جعل الجيش غير قادر على حماية الحدود".

 

ضاهر مكررا اتهام المخابرات بعبرا: إبعاد الضباط السنة عن المراكز الحساسة

يقال نت/رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد ضاهر في حديث لصحيفة "اللواء" ينشر غداً، ان وزير الدفاع في حكومة تصريف الاعمال فايز غصن "هرب ولم يحضر جلسة لجنة الدفاع استجابة لمنطق الميليشيات للتغطية على الانتهاكات والتجاوزات في عبرا"، مؤكداً ان "السنّة ليسوا متطرفين ولكنهم يرفضون التهميش والاذلال والهيمنة، والجميع ينتظر اجوبة عما حصل في عبرا من انتهاكات وتدخلات من قبل حزب الله". واعتبر ضاهر ان "ما حصل في عبرا كان من تدبير مخابرات الجيش في الجنوب"، مشيراً الى ان "هناك تعمداً لابعاد الضباط السنّة في الجيش عن المواقع الحساسة"، مشدداً على ان "السنّة مع الجيش وقدموا له افضل ابنائهم مقاتلين وشهداء وليس لديهم جيش آخر ينازعه سلطته". ورأى عضو كتلة "المستقبل" ان "غياب الدعم العربي جعل من لبنان قاعدة للمشروع الايراني لتغيير هويته وتهديد امن الدول العربية"، لافتاً الى ان "انقاذ لبنان امانة لدى الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز". واعلن انه "بعد مشاركة حزب الله عسكرياً ضد الشعب السوري، فنحن نرفض مشاركة جميع الحزبيين في الحكومة من تيار المستقبل وحزب الله وغيرهما

 

فارس سعيد "يستسلم": وحده "حزب الله" قادر على انقاذ لبنان

يقال نت/اعتبر منسق الأمانة العامة لفريق '14 آذار” النائب السابق فارس ان خطاب امين عام 'حزب الله” حسن نصر الله يأتي بمناسبة الأعياد وهو خطاب مهادن، يحاول من خلاله إعادة وصل ما انقطع بين اللبنانيين، إنما باعتقادي جاء متأخراً، لأنه وبسبب تورطه في القتال داخل سورية حرق المراكب مع الجميع، واليوم بات في موقع متقدم جداً من عدم التراجع. وهذه الاصطفافية الجديدة التي قد تؤدي إلى ضرورة المحافظة على السلم الأهلي، تتطلب قراراً تاريخياً من 'حزب الله” بإعلانه الانسحاب كلياً من الأحداث الدائرة في سورية، وما عدا ذلك فإن الخطاب لن يغير شيئاً. وعن استعداد نصر الله للحوار قبل تشكيل الحكومة أو بعدها، قال سعيد قي تصريح لصحيفة 'السياسة” الكويتية 'أساساً تشكيل الحكومة بحد ذاته فيه مشكلة”. وسأل 'كيف يمكن أن تشكل حكومة وأحد عناصرها متورط بالقتال في سورية؟”، مشيراً إلى أن فريقه يقبل الحوار إذا كانت مرجعية هذا الحوار اتفاق الطائف. وبخصوص اعتراف نصر الله بخطأ جريمة اغتيال الملازم الطيار سامر حنا، وصف سعيد هذا الاعتراف بالأمر الجيد. ورأى، في نظرية استسلامية تناقض كل أدبيات ١٤ آذار،أن لا أحد قادر على أن ينقذ لبنان سوى 'حزب الله” لأن إنقاذ البلد في يده وليس في أيدي أي قوة أخرى، فإما أن يستمر بالقتال في سورية ويعرض لبنان لمزيد من الهزات السياسية والأمنية، وإما أن ينسحب من سورية ويعود إلى كنف الدولة بشروط الدولة وليس بشروط '14 آذار”.

 

علوش: اجتماع جدة لبحث كيفية الخروج من المأزق على مدى الاشهر المقبلة 

علّق عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" مصطفى علوش على اجتماع بعض قيادات "المستقبل" في جدة بالقول:"هذا الاجتماع هو لعمل جردة حساب وبناء رؤية للأشهر المقبلة، وبحث كيفية الخروج من المأزق على مدى الاشهر المقبلة". واعتبر علوش، في حديث الى محطة "أم تي في"، أن "الحديث عن ان الحل للأزمة اللبنانية سيأتي في هذا الاجتماع، ابعد بكثير من المتوقع، على الاقل بالنسبة لنا كتيار مستقبل". وعن تشكيل الحكومة، أكد أن "لا شروط من تيار المستقبل وقوى 14 آذار بشكل عام في ما يخص التشكيل"، معتبراً أن "التشكيل يسير بالتوجه الذي طرحه الرئيس تمام سلام الذي يردد انه لا يقبل بالثلث الضامن وانه يريد وجوها مقبولة في الحكومة، ونحن نريد حكومة حيادية تشمل تمثيل للقوى السياسية ولكن من دون وجوه "فاقعة" تنقل الجدل والخلافات الموجودة في الشارع الى داخل الحكومة". ورأى أنه "اذا تم تشكيل حكومة فيها الثلث المعطل، يكون سلام رضخ لشروط الطرف الآخر، وتكون حكومة تعطيل وطني". وذكر بـأن "الرئيس الحريري عندما أتى الى السلطة في انتخابات الـ 2009 لم يأت ضمن سلة لبنانية فقط، فقصة السين – سين كانت تحضر قبل بـ 5 اشهر من الانتخابات النيابية، وربما هي التي ادت الى حصول الانتخابات من دون ان تكون هناك اعمال عنف. ونحن في تيار المستقبل لا نفضل ان يأتي الرئيس الحريري على رأس حكومة من دون أن يكون فيها عنوان واضح هو اعلان بعبدا".

وإذ سئل: "هل صحيح ان تيار المستقبل لم يعد متمسكا بالتمديد للواء اشرف ريفي وهناك رغبة اكثر لعمله بالحقل السياسي؟" قال علوش: "حتى الآن الامور ليست بهذا الشكل"، متمنياً ان "ينتقل اللواء ريفي الى الشأن العام وأن يبدأ العمل على اساس انه مرشح للانتخابات النيابية، لكن المعطيات التي بين ايدينا ان المؤسسات الامنية لها أولوية في الوقت الحالي"، مفضلاً ان "يتم ايجاد حل".

أضاف: "الخيار الآخر لعدم وجود فراغ في المؤسسات الامنية هو التمديد، ولو لفترة بسيطة بانتظار تشكيل الحكومة، كي تبقى رؤوس القوى الامنية موجودة، خصوصاً أننا في وضع امني على كف عفريت".

وعن تراجع تيار المستقبل عن التمديد للعماد جان قهوجي، لفت علوش الى أن "الرئيس الحريري اطلق حديثه بشأن التمديد للعماد قهوجي لتجنب الفراغ، ولكن الوقائع التي انكشفت في ما بعد عن طريقة تصرف الجيش التي عرضت في اشرطة فيديو، وتدخل حزب الله السافر والواضح في احداث عبرا جعل كل قيادات ونواب تيار المستقبل يسألون اين العماد قهوجي من هذه الامور؟ وهل هو يقبل بدوس الرقاب والركل والشتائم وموت البعض تحت التعذيب؟". وإذ أكد تمسك المستقبل "بمؤسسة الجيش"، رأى أن "هذه المؤسسة يجب ان تكون لبنانية صرفة تأتمر بأمرة الشرعية اللبنانية ولا يكون فيها فساد ركل الناس والدوس على رقابهم هو اكثر من فساد، بل جريمة"، مطالباً "بايضاحات من قائد الجيش حول ما حصل، وحول العقوبات التي تم اتخاذها بحق من أخطأوا، وأن تتناسب هذه العقوبات مع الجريمة". وعن ظاهرة احمد الاسير، قال علوش: "لا يوجد تعاطف ابدا مع احمد الاسير، ومنذ ان صدرت حركته اتهمتها بانها تعطي الفرصة لبشار الاسد وحسن نصرالله ان يستفيدا منها". أضاف: "لم تتم مهاجمة احمد الاسير من قبل قيادات حزب الله في اي لحظة من اللحظات، بل كانوا يهاجمون تيار المستقبل باستمرار للايحاء بأن الظاهرة الاسيرية تمثل تيار المستقبل"، معتبراً أن "هذه خطة محضّر لها في الدهاليز الاعلامية السوداء لحزب الله". وعن خطاب نصرالله سأل علوش: "لماذا لم يتحدث نصرالله بكلمة واحدة عن سوريا؟" معتبراً أنه "حاول إلهاء الناس بأنه مد يده، في حين انه رفض اليد التي مُدت له على مدى 7 سنوات. هذه الألاعيب فهمناها تماما". ورأى أن "الامر الايجابي الذي ننتظره من نصرالله هو ان يقول انه يريد بحث مسألة السلاح خارج سلطة الدولة بكل جدية، لوضع السلاح في اطار الدولة". واعتبر أن "حزب الله يمارس الكذب الاعلامي او ما يسمى بالتقية السياسية على مدى سنوات، الاستراتيجية الدفاعية يجب ان تكون بإمرة رئيس الجمهورية، هناك بلدان تكون ضمن استراتيجيتها الدفاعية ميليشيا، شرط ان تكون الميليشيا بأمرة الدولة". ولفت الى أن "تجربتنا مع حسن نصرالله اثبتت ان اي هدية يطرحها تكون لأسباب لا علاقة لها بالحديث، سائلاً "ما هي مبادرته بالنسبة لسوريا؟".

وأكد علوش أن "استمرار حزب الله بالشكل الذي هو فيه يعني انه لا توجد امكانية لايجاد قواسم مشتركة بين الاطراف اللبنانية"، لافتاً الى أنه "لا يمكن ان تكون هناك تسويات مع حزب الله كما هو، ولكن حزب الله الطرف السياسي الذي يتنافس مع الباقين على المستوى السياسي، فأهلا وسهلا به".

 

ما موقف "القوات اللبنانية" من مبادرة نصر الله الرمضانية؟

محمد نمر /لا جديد بعد على الصعيد الحكومي، ولا الأمني، ولا أمور المواطنين المعيشية، أما الجديد عودة الكلام عن "طاولة الحوار". هي دعوة أزاح الستار عنها أولاً رئيس الجمهورية ميشال سليمان، في إفطار قصر بعبدا، بسبب خوفه على لبنان من المخاطر المنتظرة، لكنه فضل حينها أن يتم لمّ شمل الفرقاء بعد تشكيل الحكومة. "حزب الله" تنبى الدعوة نفسها على لسان أمينه العام السيد حسن نصر الله، في مبادرة رمضانية، معلناً أنه مع الحوار قبل الحكومة أو بعدها، ولفت الى ان الحزب عرض في إحدى جلسات الحوار استراتيجية دفاعية، لم يناقشها أي أحد لأن لا جدية في البحث. فما موقف "القوات اللبنانية" من كلام نصر الله والدعوة إلى الحوار؟

عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب فادي كرم، قال لموقع "14 آذار": "لدينا خيبات أمل بالنسبة لقضية طاولة الحوار، لأن كل ما تم الاتفاق عليه على طاولات الحوار بنهايتها في العام 2006 تم الطعن به من قبل حزب الله والسيد نصر الله". وأضاف: "هناك بنود تم الاتفاق عليها فليتم تنفيذها أولاً، حتى نعلم اننا سنجلس مع فريق جدي وليس فريقاً يناور ويربح الوقت".

وشدد كرم على "تشكيل الحكومة اولاً، حتى لا تكون طاولة الحوار بديلة عن المؤسسة"، مؤكداً أن "طاولة الحوار تكون بين الإفرقاء السياسيين اللبنانيين لدعم المؤسسات كلها ومن ضمنها الجيش اللبناني ومن ضمنها الاتفاق على الاستراتيجية الدفاعية للبنان واللبنانيين وليس لحزب ولولاية الفقيه"، مضيفاً: "عندما سنجلس مع حزب الله علينا أن نأخذ بالاعتبار انه لبناني ونحن لبنانيون وأننا أمام مصلحة اللبنانيين".

وفي شأن قول نصر الله انه تم طرح استراتيجية لم تناقش على طاولة الحوار، قال كرم: "فليطلعنا السيد حسن على الاستراتيجية الخاصة بحزب الله، لأنه إذا كانت غير مرئية لن نستطيع رؤيتها، ولا نتذكر أن حزب الله طرح في أي لحظة على طاولة الحوار أي نوع من الاستراتيجية الدفاعية، بل كان دائما يحاول أن يربح الوقت، في وقت كان فيه الجميع يتحدث عن استراتيجية، وكان الحزب مستمعا ولم يطرح أي أمر جدي على طاولة الحوار".

وتعليقاً على محاولات الاتحاد الأوربي إدراج "حزب الله" على لائحة الإرهاب، لفت كرم إلى أن "هذا أمر لا نتمناه لأي فريق لبنان أو عربي ونحن ضد أن يكون هناك تصنيفات ارهابية لكننا ضد الارهاب أيضاً"، وقال: "إذا كان حزب الله يغرق نفسه بعمليات ارهابية بمناطق معينة في العالم ومنها سوريا فهو يحمل نفسه مسؤولية وقوعه بمثل هذا الفخ وستكون الكارثة الكبيرة ليس عليه فحسب انما على الشعب اللبناني ايضا".

وفي الشأن الحكومي وعن إمكانية عدم مشاركة "حزب الله"، شدد كرم على أنه "في القوت الحاضر، لا يجب أن يكون هناك حكومة في لبنان إلا من دون حزب الله، لأنه إذا شارك يعني الحكومة اللبنانية كلها تتبنى سياسته الخاطئة وسياسته بالدخول بالحرب السورية"، متسائلاً: "كيف ممكن وفي أي منطق يكون حزب الله غاطساً بمعركة كبيرة في سوريا لن يقدر على الانتهاء منها ويكون أيضا في حكومة ويدير سياسة الدولة اللبنانية، تكون حينها الدولة اللبنانية بأكملها داخلة بالحرب بسوريا".

وختم قائلاً: "حزب الله كان يتحجج بعدم تسليمه السلاح والمقاومة للجيش بأنه سيعرض الجيش لهجمات من إسرائيل غير قادر على الرد عليها، وإذا كان بالحكومة وبالمعركة السورية، يكون بذلك يعرض الحكومة والدولة اللبنانية لانتهاك السيادة السورية". موقع 14 آذار

 

كيف يصف مقربون من الرئيس "بري" علاقته بالـ"جنرال"؟  

لا يتوانى المقربون من رئيس مجلس النواب نبيه بري عن توجيه الانتقاد الصريح والشديد لوزير الطاقة جبران باسيل مشيرين الى انه لو يرقص باسيل سوبرانو لكان افضل له وللبنان بدل ان يتعاطى في السياسة وان يتسلم حقائب وزارية حساسة. ويقول المقربون من بري لموقع 14 آذار انه اساسا فان الكاريزما مفقودة بين العماد ميشال عون والرئيس بري لكن غيابها لا يعني انعدام التعاطي السياسي والتنسيق في المسائل المشتركة والوطنية.

ويضيفون: معروفة مواقف عون ونوابه ومسؤوليه من بري الذي كان لائقا ومهذبا الى ابعد الحدود وهم ينفون نفيا مطلقا ان يكون بري لم يحل اي مشروع او اقتراح قانون لتكتل التغيير والاصلاح الى اللجان البرلمانية او الهيئة العامة لمجلس النواب. وبرأي المقربين من بري ان مشكلة عون تكمن في ان تجربة وزرائه العشرة في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي لم تكن موفقة على الاطلاق مما جعل هم عون الاساسي بتقديرهم ينحصر بتوريث جبران باسيل وتعزيز نفوذه ومصالحه سواء في التيار العوني ام على الساحة المسيحية ام على المستوى اللبناني ككل. الا انهم يؤكدون ان سوء اداء باسيل هو السبب الرئيسي لتوتر عون وارتكابه الاخطاء في كل الاتجاهات.

ويلفت المقربون من رئيس المجلس الى ان عون يذكر اللبنانيين بظاهرة التوريث والاقطاع حيث كانت البنت هي الحاكمة مثلا صونيا فرنجيه في عهد والدها الرئيس الراحل سليمان فرنجيه وحيث كان الصهر هو الفاعل الوزير فارس بويز مثلا في عهد الرئيس الراحل الياس الهراوي اوالوزير الياس المر في عهد الرئيس اميل لحود مضيفين: هكذا يريد عون ان يرث صهره الناس باكرا لكنه يفترض بالجنرال ان يكون اكثر لياقة وانتقاء لتعابيره وهو زعيم مسيحي وقائد للجيش ورئيس للحكومة. ويستغرب المقربون مقولة العونيين ان عون حرر جزين من الشيعة مؤكدين ان بري يحسن نسج الصلات والعلاقات مع جميع الاطراف والتعاطي مع مختلف المسائل والملفات.

وحسب المقربين فان بري مخلص للاصدقاء بيد انه لا يموت له ميت خصوصا من يطعنه في ظهره او من يتطاول عليه مؤكدين ان مكانة بري السياسية معروفة لبنانيا وعربيا ودوليا. ويخلص المقربون من بري متسائلين: في المحصلة اين هو الاصلاح والتغيير بهذه العقلية وبهذا النفس؟ وكيف السبيل الى ذلك بكتاب الابراء المستحيل المثير للضحك؟ في المقابل يشير المقربون الى ان عون سيبقى الى جانب حركة امل وحزب الله في المسائل الاستراتيجية وسيكون لكل قضية موقف منها وسيطبق على ذلك القول ان لكل وقت اذانه خصوصا وان الجميع يعرفون علاقة السيد حسن نصرالله بكل من بري وعون. موقع 14 آذار

 

بكركي تطلق "الدخان الأبيض" لتشكيل الحكومة الحيادية

المستقبل/فاطما حوحو

في موقف متقدم جديد، دعا البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي إلى تشكيل حكومة حيادية، غير مرتبطة بفريقي الصراع في لبنان، حكومة تلتزم الحياد كما جاء في إعلان بعبدا، بعيدة عن الأفرقاء المتنازعين وقادرة على تنفيذ "النأي بالنفس عن سوريا".

ويأتي موقف البطريرك الجديد بعد ذاك الذي أعلنه منذ مدة والذي اعتبر فيه أن "كل سلاح خارج عن الشرعية، يُعتبر غير شرعي ويستجلب سلاحاً غير شرعي"، وبعد نداء مجلس المطارنة الموارنة ومحاولات تفسير كلام الراعي من قبل البعض"، ليؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأنها تأتي منسجمة ومتوافقة مع نهج البطريركية المارونية وثوابت بكركي المعروفة في الالتزام بالعيش المشترك والانتماء العربي للبنان وبالشرعية الدولية، وبرفض السلاح غير الشرعي من أي طائفة أو مذهب أو حزب على حساب الدولة والمؤسسات.

ويتقاطع الموقف الجديد للراعي بطريقة غير مباشرة مع المواقف التي تطلقها 14 آذار بالدعوة إلى حكومة لا تضم كلا الطرفين، بل تعمل لتأمين استمرار الحياة السياسية والاقتصادية والإدارية والقضائية في لبنان وتعيد آلية العمل بالمؤسسات وفق الدستور.

ويقرأ المحلل السياسي الياس الزغبي في موقف الراعي الأخير مثيلاً لـ"كل مواقف الأطراف السياسية العاقلة، بدءاً من مواقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى رئيس الحكومة المكلّف تمام سلام إلى قيادات ومكوّنات قوى الرابع عشر من آذار بالطبع. فإن البطريرك يستهدف 8 آذار بشكل مباشر ولكنه في تعبيره الواضح عن حكومة حيادية ودعوته إلى تشكيل حكومة حيادية من شخصيات مرموقة ومعروفة بقدرتها ونزاهتها ومن دون أن تكون الحكومة محسوبة على طرف، هذا المنطق يلتقي ويتقاطع حكماً مع منطق الرئيس المكلف نفسه ورئيس الجمهورية وقوى 14 آذار، من دون أن يكون البطريرك منصفاً في السياسة الداخلية بين فريقي 14 و8 آذار، ولكن عملياً هذا الكلام يصب في الاتجاه السليم خارج إطار الشروط التعجيزية التي يفرضها "حزب الله" ومن معه في 8 آذار، تحت مسمى الثلث المعطل، أو تحت مسمى المحافظة على الوزارات التي كانت بأيدي 8 آذار في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي المستقيلة، أو تحت مسمى الخلاف في 8 آذار والتفاوض فرادى، كما قال الرئيس نبيه بري. هذه الخدعة مفضوحة، وإذا أخذنا في الاعتبار أن 8 آذار انفرط عقدها وأصبح كل طرف فيها مستقلاً عن الآخر، فهذا يعني أنها تستطيع الحصول على أكثر من الثلث المعطّل، والدليل أن الرئيس بري يطالب بـ5 وزراء شيعة من أصل 24 وعون يطالب بـ5 وزراء ويبقى للأطراف الأخرى في 8 آذار مثل "الطاشناق" و"المردة" و"الحزب الديموقراطي اللبناني" و"القومي" وهؤلاء لوحدهم أربعة، إذ من هذا الطرح الذي يقدمه بري يراوح عدد الوزراء الذين يريدونهم في الحكومة وتحت خدعة انفصال عون عن 8 آذار والتفاوض المستقل، يريدون تحصيل حقائب وزارية أكثر بكثير مما كان في الماضي أي ما يناهز 14 وزيراً".

ويجد الزغبي أن "موقف البطريرك ينبّه إلى مثل هذه الألاعيب ويدرك فعلاً حقيقة العقد الموجودة لمنع تشكيل الحكومة".

مع رفع بكركي السقف في الاستحقاق الحكومي، ورؤيتها صعوبة تمثيل "حزب الله" الذي يرفع سلاحاً ويقاتل في سوريا، وإعلان "تيار المستقبل" أنه مع حكومة لا يتمثل فيها الفريقان والإتيان بحكومة "مسالمين"، قد تكون إشارة البطريركية المارونية مهمة في هذه المرحلة للرئيس المكلف الذي أصبح على قاب قوسين أو أدنى من إعلان ما يسمى حكومة أمر واقع بعد الشروط التي يريد "حزب الله" فرضها والتي سرّبت بعض أوساطه أنه يمرر للرئيس ميقاتي رسائل بإمكانية إعادة تكليفه بتشكيل حكومة، لتقديره بأن سلام سيعتذر عن التأليف، وهنا يلفت الزغبي إلى أن "البطريرك يقول بمنطق 14 آذار نفسه، إذ لا يمكن تمثيل "حزب الله" الحزب المسلح والمحارب في سوريا والذي يخرق إعلان بعبدا والدستور والسيادة اللبنانية، مباشرة بالحكومة، يمكن أن يمثّل من خلال الطائفة الشيعية هو والرئيس نبيه بري بشخصيات معروفة بهدوئها وسيادتها النسبية، فاليوم مثلاً شخص مثل طراد حمادة (الوزير السابق) ليس مثل علي عمار (النائب الحالي)، هناك شخصيات شيعية يمكن أن تمثل الحيثية السياسية لحزب الله من دون أن تكون شخصية حزبية مباشرة، هذه صيغة ممكنة وهذه الصيغة هي التي يطالب بها بشكل ناضج البطريرك الراعي ويطالب بها أيضاً الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية، و14 آذار هي في هذا الاتجاه وقد أعلنت تنازلها عن التمثيل في الوزارات التي تشغلها مقابل ألا يكون هناك أي تمثيل حزبي آخر من قبل "حزب الله" وحركة "أمل" و"التيار الوطني الحر". وباستنتاج عام، يرى الزغبي أن كلام البطريرك "جاء نتيجة خبرة ومعاينة دقيقة للواقع السياسي بعد أكثر من 3 أشهر على تكليف الرئيس سلام. فهو لديه معلومات ومعطيات ووقائع وضع يده عليها وأتى بهذا الموقف والتصريح، وكان قد ألمح سابقاً إلى الموقف نفسه عندما عاد من سفره الأخير إلى لبنان من المطار وتحدّث عن حكومة حيادية، وهذه المرة كان أشد وضوحاً. وهذا الموقف يصب فعلاً في اتجاه دستوري قانوني منطقي سياسي للبنان". وبتقدير الزغبي إن مواقف الراعي تلتقي مع الخط التاريخي لبكركي ولا يحيد عنها. وهو يعبر عنها حالياً بغض النظر عن المواقف السابقة له والتي أثارت جدلاً واسعاً. الآن ومنذ شهر على الأقل يسلك غبطة البطريرك خطاً موضوعياً، ينتمي فعلاً إلى المسار التاريخي اللبناني الصافي الذي تسلكه الكنيسة المارونية والكنيسة عموماً في لبنان. وهذا ليس غريباً عن السياق التاريخي لبكركي. والأنباء تحدثت أخيراً بطريقة غير مباشرة عن التوبيخ الذي تعرّض له أحد المطارنة من قبل مرجعية عليا لكونه شرد في الكلام عن المثالثة والانفتاح بما لا يتناسب مع الموقف التاريخي للبطريركية المارونية. وكان لا بد من لوم لهذا الحبر أو المطران. وهذه مؤشرات تصب في الاتجاه اللبناني التاريخي الصحيح، إذ لا يمكن للبنان أن يكون دولة سيدة حرة مستقلة يلتزم دستوره وقوانينه من دون أن يكون في اتجاه هذا الموقف الذي أعلنه البطريرك، وهو موقف منطقي جداً. وكل موقف آخر أو مغاير يكون خروجاً عن مواقف بكركي التاريخية".

 

"المستقبل" اليوم/ ليس جديداً على بكركي وعلى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي إعلان الموقف الصائب في المنعطفات المصيرية

جريدة المستقبل/22 تموز/13/ليس جديداً على بكركي وعلى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي إعلان الموقف الصائب في المنعطفات المصيرية، أو قراءة المرحلة بترفّع وبحسّ عالٍ من المسؤولية الوطنية، خصوصاً أن الأزمات التي تحاصر لبنان إنما تهدّد كيانه ومستقبله. ما أعلنه الكاردينال الراعي أمس، وبحضور رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، من ثوابت وطنية طالما أكّدها، يمثّل ضمير الغالبية الساحقة من اللبنانيين، انطلاقاً من عناوين واضحة وعملية وليس مجرد شعارات للاستهلاك. فالمطالبة بحكومة حيادية في ظل الانقسام الذي يشطر البلاد إلى اثنين، إنما تمثّل مفتاحاً لحلّ المأزق الحكومي وتفتح الطريق أمام عودة المؤسسة التنفيذية إلى الحياة. كما أن الدعوة إلى التزام هذه الحكومة بـ"إعلان بعبدا" تمثّل أيضاً خارطة طريق لعمل هذه الحكومة تقيها من الانقسام السياسي الحادّ في البلاد، تماماً كما تقي لبنان من تداعيات هذا الانقسام سواء كان مصدرها الداخل أم الخارج. على أن أهمية هذه المواقف تكمن في أن مطلقها ليس منخرطاً هو الآخر في الانقسام المشار إليه، سواء صدرت عن البطريرك بوصفه سيّد صرح طالما ائتُمن على الكيان، أو عن رئيس الجمهورية وهو من أقسَمَ اليمين من أجل الحفاظ على استقلال لبنان وسيادته. مرّة جديدة... "كلام البطريرك بطريرك الكلام".

 

الراعي تراس قداس عيد مار شربل بحضور رئيس الجمهورية:لحكومة غير مقيدة بشروط وعند تعثر الامور لحكومة حيادية غير مرتبطة بهذا أو ذاك من الأفرقاء

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قداسا احتفاليا في دير مار مارون - عنايا لمناسبة عيد القديس شربل، عاونه فيه راعي ابرشية جبيل للموارنة المطران ميشال عون، الرئيس العام للرهبانية المارونية الاباتي طنوس نعمة ورئيس الدير الاب ميلاد طربيه، في حضور عدد من المطارنة والاباء.  حضر القداس رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وعقيلته السيدة وفاء، الوزراء: مروان شربل، ناظم الخوري ووليد الداعوق، النواب: بطرس حرب، سيمون ابي رميا، عباس هاشم، القائم باعمال السفارة البابوية في لبنان المونسنيور باولو بورجيا، النائب السابق ميشال خوري، رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين المهندس نعمت فريم ، محافظ جبل لبنان القاضي انطوان سليمان، مدير عام رئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، قائم مقام جبيل نجوى سويدان فرح، مدير عام الدفاع المدني العميد ريمون خطار، شخصيات رسمية ، سياسية اجتماعية ، عسكرية وحشد من المؤمنين.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "حينئذ يتلألأ الابرار كالشمس في ملكوت أبيهم". ومما جاء فيها: "تحجون مع السيدة عقيلتكم اللبنانية الأولى، على رأس هذا الجمهور من المسؤولين معاونيكم في الحكم والإدارة ومن المؤمنين والمؤمنات، إلى ضريح القديس شربل في هذا الدير المبارك في يوم عيده. وتشاركون في هذه الليتورجيا الإلهية التي نحتفل بها مع قدس الأباتي طنوس نعمه الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية ومجلس المدبرين، ورئيس الدير وسائر الآباء. إننا نلتمس لكم، فخامة الرئيس، من الله بشفاعة القديس شربل، وهو شفيعكم في بيتكم وقد دعوتم باسمه نجلكم العزيز، نلتمس لكم التأييد الإلهي لخدمتكم الرفيعة على رأس البلاد، وأنوار الروح القدس الهادية لكم في قيادة سفينة الوطن المفدى لبنان، في عرض هذا البحر الهائج بالرياح والعواصف. ونأمل أن تتمكنوا من ذلك بمؤازرة كل ذوي الإرادة الحسنة المخلصين للبنان وشعبه ورسالته. ومن هذا الدير المملوء سلاما وأريجا سماويا، نصلي من أجل السلام في لبنان وبلدان الشرق الأوسط، ولا سيما في العراق وسوريا ومصر، ولكي نكون نحن بناة سلامٍ عادلٍ وشامل ودائم".

وقال: "يسعدنا أن نحتفل معا بعيد القديس شربل الذي زرعه المسيح الرب زرعا جيدا في أرض بقاعكفرا يوم اعتمد ومسح بالميرون في السادس عشر شهر أيار 1828؛ وفي حقل الرهبانية اللبنانية المارونية عندما أبرز نذوره الثلاثة الطاعة والعفة والفقر، في دير مار مارون عنايا في أول تشرين الثاني 1853، عيد جميع القديسين؛ وفي حقل الكنيسة المارونية وعبرها في الكنيسة الجامعة يوم رسامته الكهنوتية في الكرسي البطريركي بكركي في 23 تموز 1859؛ كما وفي تقليد النسك الرهباني الماروني مذ دخل حبيسا في صومعة القديسين الرسولين بطرس وبولس على تلة عنايا.

كان بالحقيقة زرعا جيدا في كل حالة ومكان وعمر حتى وفاته ليلة عيد الميلاد في 24 كانون الأول 1898، وللتو راح "يتلألأ كالشمس في ملكوت الآب" (متى 13: 43)، ممجدا في السماء. وقد ظهرت علامات دخوله المجد السماوي في إشعاعات النور التي ظلت تسطع على قبره طيلة الأسبوع التالي لوفاته، على مرأى من أهل القرية والمارة والجوار".

أضاف: "في بقاعكفرا، حيث عاش حتى عمر 23 سنة، تميز بسيرة مسيحية بارة ظهرت في أقواله وأفعاله وتصرفاته. وكان ذا ميلٍ بارز إلى حياة العزلة والدخول في حوار عميق مع الله بالتأمل والصلاة، باحثا عن مشروع حياته. وقد لقبه أهل بلدته بالقديس. وما زالت المغارة التي كان يلجأ إليها للصلاة تدعى "مغارة القديس".

بحياته الرهبانية، هنا في دير مار مارون عنايا حيث أبرز نذوره، وفي دير القديسين قبريانوس ويوستينا في كفيفان حيث تلقى دروسه الفلسفية واللاهوتية على يد الأب نعمة الله كساب الحرديني الذي رفع على المذابح طوباويا من بعده، صار الأخ شربل مخلوف إنسانا جديدا، وراهبا مثاليا.

الثوب الخارجي بدل كيانه الداخلي، خلافا للقول الفرنسي المأثور: "الثوب لا يصنع الراهب". صار إسكيمه وسيلة خلاصه وإكليل المجد الآتي، وعباءته السوداء توبة دائمة إلى الله بقلب ناصع البياض، وزناره المشدود جهوزية دائمة للخدمة ولمحاربة الأميال المنحرفة، ومشلحه أو جبته وضْع الذات الدائم تحت حماية الله المطمْئنة التي تغني عن كل حطام الدنيا، وحذاؤه سيرا في طريق الخدمة المتفانية وجدة الحياة الملأى بالسلام. الفضائل الإنجيلية، التي اعتنقها بنذورٍ قانونية، جعلت منه عطية ذاتٍ كاملة لله. فعنده، الطاعة لله وللرؤساء مقدسة، وفعل عبادةٍ دائمة قائمةٍ على التخلي بفرح عن إرادته ورغبته الشخصية. طهارته ملائكية ومحرقة حب للنظر والحواس والأفكار. وفقره تجرد كامل من كل شيء وتحرر من امتلاك أي شيء، واغتناء دائم بالله".

وتابع: "واكتمل الأب شربل، كزرع جيد، عندما ارتسم كاهنا، إذ أصبح مثل المسيح، كاهنا وذبيحة. قداسه ذبيحة ذات مع المسيح، مناولته لجسد الرب ودمه تفان في البذل والخدمة والعطاء من دون حساب. الاحتفال بالقداس اليومي وعيشه له أضحى هدف حياته الرهبانية. ست عشرة سنة كهنوتية عاشها على هذا المنوال هنا في دير مار مارون عنايا، قبل أن ينتقل إلى المحبسة حيث قضى ثلاثا وعشرين سنة كمل خلالها ذبيحته، وصار متماهيا بالكلية مع المسيح الكاهن والذبيحة. ففيما كان يحتفل بآخر قداس له، ورفع بيديه كأس الدم الإلهي وجسد الرب، مصليا حسب الليتورجيا المارونية: "يا أبا الحق، هوذا ابنك ذبيحة ترضيك"، أصابه فالج اقعده وأدخله في غيبوبة الموت. وهكذا تمت فيه كلمة بولس الرسول: "أنا أحيا، لا أنا، بل المسيح يحيا في" (غلاطية 2: 20)".

فخامة الرئيس، أيها الأحباء، "القديس شربل رجل القرار، وقد أخذ بنصيحة معلمه الطوباوي نعمة الله الذي كان يردد على مسمعه: "الشاطر بخلص نفسه". ذلك أنه عندما يخلص الإنسان نفسه، يستطيع أن يخلص آخرين. هذا شأننا في لبنان، فيما منطقة الشرق الأوسط تطغى عليها حالة شديدة من الخلافات والعنف والحرب والإرهاب، تهدد بخراب شامل، إذا لم تعرف أن تحول كل هذه الأحداث المؤلمة إلى آلام مخاض تخلصها. وينتظر من لبنان دور في خلاصها، إذا خلص نفسه واستعاد دوره كعنصر سلام واستقرار ونهضة في المنطقة".

وقال: "أعين اللبنانيين تنظر إليكم، فخامة الرئيس، وبأملٍ كبير، لأنكم أنتم رأس البلاد، وأنتم وحدكم حلفتم أمام البرلمان يمين الإخلاص للأمة اللبنانية والدستور بموجب المادة 50 منه، وأقسمتم: "أحلف بالله العظيم أني أحترم دستور الأمة اللبنانية، وقوانينها، وأحفظ استقلال الوطن اللبناني وسلامة أراضيه". هذا القسم يعزز ويشدد عزيمتكم ومسؤوليتكم كرئيسٍ للدولة، ورمزٍ لوحدة الوطن، وساهرٍ على احترام الدستور، ومحافظٍ على استقلال لبنان ووحدته وسيادته"(راجع المادة 49 من الدستور اللبناني). لا يمكن بعد الآن أن تطاق الحالة التي وصلنا إليها في لبنان، فلا الدستور والقوانين محترمة، ولا الاستقلال محفوظ ومصان من التدخلات الخارجية، ولا سلامة الأرض محفوظة، فجزء منها ما زال محتلا من إسرائيل، والحدود مستباحة لتمرير السلاح غير الشرعي دخولا وخروجا. الطوائف والمذاهب والأحزاب تتسلح وتتصارع لمصالحها، على حساب الدولة والشعب والمؤسسات. والسياسيون يتدخلون بشكل سافر في الإدارة العامة والقضاء والتعيينات الإدارية، وهذا، بحد ذاته، مخالفة جسيمة بحق الدستور وفصل السلطات، فينبغي وضع تشريعات تحرمه، وتفصل بالتالي بين الوزارة والنيابة. والفريقان السياسيان الكبيران يمعنان في الانقسام ويعطلان قيام المؤسسات الدستورية ويشلان عملها، والشعب يفتقر ويعاني ويجوع ويقهر ويهاجر الوطن حسيا ومعنويا".

وتابع: "أعين اللبنانيين تنظر إليكم، فخامة الرئيس، لأنكم تمثلون كل الشعب اللبناني، لا المسيحيين ولا الموارنة وحدهم، وهذا ما يجب أن ينطبق على رئيسي مجلس النواب والحكومة. لكنكم كرئيس مسيحيٍ ماروني للجمهورية، أنتم بهذه الصفة ضمانة لمعنى لبنان وخصائصه ومميزاته، نظرا للدور التاريخي الذي اضطلع به الموارنة في تأسيس الجمهورية اللبنانية، ولأهميتهم الرمزية على الساحة العالمية، كونهم يمثلون الوجود المسيحي في العالم العربي، ونظرا لدورهم الممكن والمرجو في تقريب وجهات النظر بين مختلف المحاور الداخلية والاقليمية (راجع روجيه ديب، لبنان المستقر، ص 116 و 118). فدوركم فخامة الرئيس دور الجامع، بالحوار والمصارحة والمصالحة، ودور المرجع للجميع كملاذ لهم غير منحاز لأحد، والداعي إلى قيام الدولة المدنية ذات السلطة المركزية القادرة والفاعلة، المميزة بإدارة متخصصة وعقلانية مستقلة، وباللامركزية الإدارية الواسعة والإنمائية".

أضاف: "لقد رسمتم الخطوط العريضة لهذا الهدف، في خطابكم الأخير أثناء حفل الإفطار الذي دعوتم إليه في قصر رئاسة الجمهورية، مطلع الأسبوع المنصرم وخطابكم بالأمس. فالجميع يؤيدون كل ما طرحتم، وفي طليعتها، في الوقت الحاضر كما ذكرتم: تشكيل حكومة جديدة، غير مقيدة بشروط، فتعيد الحياة السياسية والاقتصادية والإدارية والقضائية إلى مجراها الطبيعي البناء. ونرجو عند تعثر الامور أن تكون حكومة حيادية مكونة من شخصيات معروفة بماضيها وحاضرها، غير مرتبطة بهذا أو ذاك من الأفرقاء والأحزاب المتنازعين، وملتزمة بالحياد الذي توافق عليه اللبنانيون في "إعلان بعبدا"، طالما أنه يوجد أفرقاء سياسيون غير ملتزمين بهذا الحياد، وطالما أن الانقسام الذي يشطر البلاد إلى اثنين ما زال مستفحلا. ولعل التلبية لدعوتكم إلى استئناف هيئة الحوار الوطني حول النقاط التي طرحتموها، وحول تلك التي يطالب بها الأفرقاء السياسيون من أجل نجاح الحوار، نرجو ان تصل هذه التلبية إلى مصالحة وطنية تفسح في المجال عندها لقيام "حكومة الوحدة الوطنية" قولا وفعلا. ويتزامن مع تشكيل حكومة جديدة، كما ذكرتم، وضع قانون انتخابي دائم وحديث يمثل الشعب على أفضل وجه، ويمكنه من مساءلة النواب ومحاسبتهم، ويكون إشارة عن صدق النيات في إرادة الإصلاح، وتاليا الدعوة إلى إجراء الانتخابات النيابية بأسرع وقت ممكن".

وتابع: "الشاطر بخلص نفسه، فيخلص آخرين. خلاص لبنان اليوم في الاستقرار السياسي والأمني كمدخل إلى الاستقرار العام. خلاصنا يأتي من الفكر السياسي لا من الصراعات وموازين القوى السياسية. فالصراع السياسي يقود إلى الحرب، بينما الفكر السياسي يولد الرؤية السليمة لمستقبل البلاد، يحمل المجموعات المكونة له، غير المتجانسة في طوائفها ومذاهبها وتقاليدها، على أن تشكل وطنا يؤمن لها جميعها طموحاتها وأهدافها والمساواة فيما بينها، ويجنبها التهميش وانعدام الفاعلية والذوبان، أو النفوذ في الدولة على حساب الآخرين. خلاصنا في تطوير الدولة اللبنانية بما يؤمن مصالح أبنائها أفرادا وطوائف، ويساعدهم على تحقيق ذواتهم. خلاصنا من رسالتنا اللبنانية وهي رسالة السلام والتفاهم بين شعوب المنطقة العربية والعالم، ونشر ثقافة الاعتدال والتسامح والانفتاح والحوار، وحمل لواء مواكبة الحضارة الحديثة، والسعي إلى احترام حقوق الإنسان في هذا المجتمع المشرقي، والالتزام بالمصالح العليا، بعيدا من الصراعات والانحياز إلى أيٍ من المواقف التصادمية في الأزمات الإقليمية والدولية وبالتالي دور المحور في الاتحاد المتوسطي (راجع روجيه ديب: لبنان المستقر، ص 110-111)". وختم الراعي: "أيها القديس شربل، أنت عرفت بقرارك الحر والواعي، عن إيمان عميق، كيف تخلص نفسك. فبلغت إلى سمو البطولة في قداستك. وكافأك الله فجعلك شريكا فاعلا في خلاص الكثيرين من شعوب الأرض الذين يلتجئون إليك تحت كل سماء. إشفع بنا، نحن أبناء وبنات وطنك لبنان، لكي بالنعمة الإلهية نخلص نفوسنا ووطننا بشعبه ومؤسساته وأرضه، ونسهم في خلاص منطقتنا المشرقية. وكما أنت "تتلألأ كالشمس في ملكوت الآب" أعط هذا الوطن اللبناني أن يتلألأ أمام الشعوب والأمم بنموذجيته ورسالته. ولله المجد والتسبيح الآن وإلى الأبد، آمين".

مهنئون بالعيد

بعد القداس، انتقل الرئيس سليمان والسيدة الأولى برفقة البطريرك الراعي والمطران عون والاباتي نعمة الى صالون الدير حيث تقبلوا التهاني بالعيد، قبل ان ينتقل الجميع للمشاركة في مأدبة الغداء التي أقيمت على شرف رئيس الجمهورية وعقيلته جريا على العادة في المناسبة.

كلمة في السجل الذهبي

وقبل مغادرة الرئيس سليمان والسيدة وفاء دير مار مارون - عنايا، دون رئيس الجمهورية في السجل الذهبي للدير الكلمة الآتية: "الزيارة السنوية لهذا المكان المقدس مناسبة لتجديد الايمان وتنقية النفس، والاستلهام من شفيع الدير القديس شربل الذي نذر نفسه لربه على درب القداسة. دعائي في مناسبة عيد القديس شربل أن يشمل وطننا برعايته ومحبته، وأن يلهم القيمين على هذا الدير كي يواصلوا رسالتهم ليبقى لبنان رسالة في محيطه والعالم. أهنئكم وأشارككم فرحة العيد ولكم من العائلة اللبنانية كل تقدير"!

الوصول الى الدير

وكان الرئيس سليمان والسيدة الاولى وصلا قرابة الحادية عشرة من قبل الظهر الى دير مار مارون - عنايا حيث كان في استقبالهما المطران عون والأباتي نعمة ورئيس الدير الأب طربيه.

 

الجوزو: المواطن لم يعد يثق بزعمائه وهذه حال مزرية يجب ان يتنبه لها السياسيون لان الشعوب تراقب وتحاسب ولن تسكت طويلا

وطنية - رأى مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو، في تصريح اليوم، ان "المزايدات السياسية هي الطابع الرسمي للبنان، وهذا الامر جر عليه الويلات وضاعت الدولة وسط هذه الظاهرة المرضية الخطيرة، وانتشر الفساد في الارض، لان كل واحد يعمل لصالح جهة دولية او اخرى، وكل واحد يغرق لبنان بالكذب والمكائد والغلو والقتل وسفك الدماء دون ان يهتز له ضمير". وأشار الى ان "مشكلة لبنان هي الفساد الاخلاقي واستباحة كل المحرمات في سبيل تحقيق مصالح السياسي على حساب الدين". وقال: "يطل علينا احد السياسيين على شاشة التلفزة التي اصبحت منبرا للنفاق السياسي، ليشتم هذا ويتهم ذاك، ويعمل على نشر الفساد والنفاق عبر شاشته ولسانه، ويدعي الدفاع عن مصالح طائفته وهو يبيعها كل يوم بالمزاد العلني لان كلامه زور وفعله زور، وهو يخالف تعاليم دينه قبل ان يخالف تعاليم الاديان الاخرى". وسأل: "متى يستيقظ الضمير، ويشعر هؤلاء بمدى إساءتهم لوطنهم وقومهم وبلادهم، ومتى تنتهي المأساة الاخلاقية التي تدمر لبنان شعبا ودولة، ومتى نخرج من الفوضى الاخلاقية التي تملأ الشاشات ونعتبرها فنا وغناء ورقصا، وهي انحدار في الفن والاخلاق ودعاية سيئة للبنان، وسمعة منهارة وساقطة تشير الى هذا الوطن واخلاق شعبه؟. وختم: "الفساد في الحياة السياسية اللبنانية أضعف الحياة السياسية لدرجة ان المواطن لم يعد يثق بزعمائه وقادته، وهذه حال مزرية يجب ان يتنبه لها السياسيون لان الشعوب تراقب وتحاسب ولن تسكت طويلا".

 

"لبنان: الخطوات التنفيذية لـ«عزل» المفتي قباني تنطلق بعد عيد الفطر لأن القائمين على الحملة يتخوفون من نتائجها إذا حصلت في رمضان

بيروت: كارولين عاكوم /الشرق الأوسط/بعد اكتمال تحضير الخطوات القانونية لـ«عزل» مفتي الجمهورية محمد رشيد قباني إثر الخلاف المتفاقم بينه وبين المجلس الشرعي المنتخب الذي يلقى دعمه من جهة، والمجلس الشرعي الممدد لنفسه الذي يضم رؤساء الحكومة السابقين من جهة أخرى، يبدو أن تنفيذها القانوني بدأ يوضع على نار حامية، وفق ما أكدته مصادر مطلعة على القضية لـ«الشرق الأوسط»، ولا سيما بعد كلام التحدي الذي أطلقه المفتي قباني الأسبوع الماضي بقوله إنه «باق في منصبه ولو كره الكارهون»، متهما كذلك رؤساء الحكومة بأنهم منتحلو صفة. وفي حين اعتبرت المصادر أن موضوع العزل بات قائما وينتظر الخطوات التنفيذية، بعدما تم التوقيع على عريضة من قبل أكثر من 86 عضوا من أصل 104 أعضاء من الهيئة الناخبة، استبعدت في الوقت عينه أن يتم اتخاذ القرار قبل عيد الفطر، عازية الأمر إلى احترام شهر رمضان المبارك، وأن اتخاذ خطوة كهذه في هذا الشهر لن يلقى قبول الرأي العام الإسلامي والسني وقد ينتج عنها رد فعل سلبي في هذا التوقيت. وكانت هذه القضية محور اللقاء الذي جمع مساء السبت، في دارة رئيس الحكومة الأسبق عمر كرامي، الرؤساء الذين وقعوا على عريضة العزل، وهم إضافة إلى كرامي، رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة تمام سلام والرئيس فؤاد السنيورة، وذكر البيان الذي صدر عن المجتمعين أنه تم البحث في الأوضاع الأمنية والسياسية الراهنة من مختلف جوانبها، وفي ما يتعلق بموضوع دار الفتوى، تم الاتفاق على مجموعة من الخطوات سيتم تنفيذها تباعا، كما بحثوا ضرورة وحدة الصف الإسلامي. يذكر أن إعفاء المفتي من منصبه يتطلب خطوتين أساسيتين، وهما التثبت من قيامه بأعمال تشكل خطرا على الطائفة والمؤسسة، وأن يقدر مجلس الانتخاب أي الهيئة العامة التي تنتخبه هذا الأمر. وللوصول إلى هذه النتيجة يحتاج الأمر إلى جلسة يعقدها المجلس الشرعي تكون مخصصة فقط لإعفاء المفتي من منصبه، وعندها إذا وجد هذه الأسباب كافية يقرر دعوة مجلس الانتخاب للانعقاد والتباحث في الأمر، مع العلم أن أعضاء مجلس الانتخاب الذين يبلغ عددهم 104 شخصيات، هم من رؤساء الحكومات السابقين والوزراء والنواب السنة وقضاة الشرع والمفتين، وإذا توافق 75 في المائة منهم، أي 78 عضوا فأكثر، على هذا القرار، تسلك عندها الطرق القانونية.

 

ميقاتي وسلام والسنيورة وكرامي يتفقون على خطوات بشأن دار الفتوى

استضاف الرئيس عمر كرامي الى مائدة الافطار، في دارته في طرابلس اول من امس، رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي، الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام ورئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة. وعقد اجتماع شارك في جانب منه نجلا كرامي خالد ووزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الأعمال فيصل كرامي، وتناول البحث مسألة الافتاء ووحدة الصف داخل الطائفة السنية. وصدر عن المجتمعين بيان جاء فيه: "تمت مناقشة عدة قضايا خلال الاجتماع، سوف تتابع في اجتماعات لاحقة، وكانت الاجواء ايجابية. وبحث المجتمعون في الاوضاع الامنية والسياسية الراهنة من مختلف جوانبها. أما في ما يتعلق بموضوع دار الفتوى، فقد اتفق المجتمعون على مجموعة من الخطوات سيتم تنفيذها تباعاً. كما بحثوا في ضرورة وحدة الصف الاسلامي". طرابلس ـ "المستقبل"

 

لماذا قرّر "شربل" رفع الحماية عن الشخصيات المهددة؟

مروان طاهر/الشفاف/السبت 20 تموز (يوليو) 2013

فجأة قررت وزارة الداخلية اللبنانية تنفيذ قرار مجلس الامن المركزي وسحب عناصر الحماية الامنية الرسمية للنواب ولعدد من القضاة السابقين والحاليين بحجة ان الاجهزة الامنية في حاجة الى هؤلاء العناصر من اجل مهمات أخرى. قرار وزارة الداخلية يعني وضع عدد من المسؤولين اللبنانيين في دائرة الاستهداف الامني المباشر، خصوصا ان في لبنان فئتين من هؤلاء المسؤولين، منهم من يتبع ما يعرف بجناح "المقاومة"، وقوى الثامن من آذار، ومنهم من يوالي قوى 14 آذار. مصادر لبنانية سياسية اعتبرت ان سحب عناصر الحماية الامنية لقوى 8 آذار لن يؤثر سلبا على امنها، إذ ان لهؤلاء منظومة امنية متكاملة ومجهزة ومدربة وتفوق قدراتها تلك التي لدى الدولة اللبنانية، وهي أيضا تمارس مهاما اقليمية في سوريا، بدليل سقوط عدد من القتلى من التنظيمات التي تتشكل منها هذه القوى في معارك سوريا: من حزب البعث السوري، الى الحزب السوري القومي، الى حزب الله حركة امل، وتاليا فإن سحب عناصر الحماية الامنية عن هؤلاء لن يشكل اي فارق، علما ان معظمهم لا يشمله القرار.

في المقابل رأت المصادر السياسية ان سحب عناصر الحماية الامنية عن قيادات قوى 14 آذار، سيكشف هذه القوى، ويضعها في دائرة الاستهادف السهل، فهذه القوى لا تنظيمات ولا تشكيلات عسكرية لديها، وهي تعتمد وتطالب بالدولة واجهزتها الامنية، ضمانة دون سواها لجميع اللبنانيين. المصادر اعتبرت ان قرار مجلس الامن المركزي، جاء قبل إنكشاف ملابسات تفاصيل عملية قتل السوري محمد ضرار جمو في الصرفند في جنوب لبنان، والقرار جاء ليشكل ردا غير مباشر على عملية قتل جمو، التي وضعت اولا في دائرة الخرق الامني لمربعات حزب الله الامنية، بعد تفجير بئر العبد، واستهداف مواكب حزب الله العسكرية العائدة من سوريا في البقاع.

وتضيف المصادر ان سحب عناصر الحماية الامنية عن قيادات قوى 14 آذار، يهدف الى وضعها في خانة "بنك الاهداف الثمينة" التي تحدث عنها قادة عسكريون في حزب الله لصحيفة الرأي الكويتية اليوم، وتاليا فإن على هذه القوى ان تعمل على وقف كل اشكال استهداف مناطق حزب الله ومربعاته الامنية، تحت طائلة الرد على قوى 14 آذار، في حال تعذر الرد على مرتكبي التفجيرات.

المصادر توقفت عند الاستهدافات التي طالت مربعات حزب الله الامنية، وكيف ان القوى الامنية استطاعت في اقل من اربع وعشرين ساعة توقيف قتلة السوري ضرار جمو، في حين ان هذه الاجهزة فشلت في تحديد المسؤول عن تفجير بئر العبد، او توقيف قاتل المواطن هاشم السلمان، علما ان كلا الحادثين وقعا ضمن المربعات الامنية الالهية.

وأشارت المصادر الى ان هذه الاجهزة فشلت ايضا في توقيف الشيخ احمد الأسير ومعاونيه وفي مقدمهم فضل الشمندر، المعروف بـ"فضل شاكر"، مشيرة الى ان قوى 8 آذار ومن خلال سيطرتها على الاجهزة الامنية لا تريد توقيف الاسير لمحاكمته بل هي تريد تعليق مصيره، من اجل الامعان في تحميل تيار المستقبل مسؤولية ما جرى في عبرا.

وتستشهد المصادر السياسية باجتماع لجنة الدفاع امس، التي غاب عنها وزير الدفاع فايز غصن، والقيادات العسكرية، ما ادى الى إرجاء الاجتماع الى موعد لاحق.

وتضيف ان نواب قوى 14 جهزوا ملفاتهم في مواجهة ما تعرضوا له في الجلسة السابقة لجهة عرض أشرطة فيديو مأخوذة من كاميرات المراقبة في مجمع الاسير تبرر العملية العسكرية للجيش، في حين تجاهل وزير الدفاع فايز غصن ونواب 8 آذار، الاشرطة المضادة التي تثبت تورط حزب الله في الهجوم على الاسير، وغابوا عن جلسة الامس كي لا يتم فضح هذا التورط بالوثائق.

 

ميشال عون: إذا لم يعوا أن لبنان في خطر فما سنصل إليه قريبا هو حمام دماء سأشارك في الحوار رغم أنه لم يعط نتيجة لأنهم يفتشون عن موقف وليس عن حل

وطنية - أعلن رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون، تأييده لطاولة الحوار التي يطالب بها رئيس الجمهورية، وأكد أنه سيشارك في الحوار، لكنه أشار إلى أن "الحوار المجرب منذ العام 2006 وحتى اليوم لم يعط أي نتيجة، لأنه لكل من الحاضرين موال وما من أحد يفتش على حل، فهم يفتشون على موقف في الحوار". وحذر من أن "ما سنصل إليه قريبا إذا لم يعوا أو يشعروا أن لبنان والمجتمع في خطر، هو حمام دماء يطال أولا المهملين لهذا الخطر، تماما كما يحصل في معظم الدول العربية".

جاء ذلك في كلمة ألقاها عون في حفل العشاء السنوي للجنة النقابات المركزية في "التيار الوطني الحر"، والذي تخلله تكريم النقباء الحاليين والسابقين من أصدقاء "التيار" والمنتمين إليه.

واستهل عون كلمته بالتوجه إلى الحضور قائلا: "أيها الأصدقاء الأحباء، نلتقي اليوم في مناسبة سعيدة لتكريم نقبائنا في نقابات المهن الحرة. سمعت من يدعو لإبعاد النقابات عن السياسة، وبالتأكيد على النقابات أن تكون بعيدة عن السياسة، السياسة اليومية، النيابية والحزبية، سياسة الزواريب على الأرض اللبنانية. ولكن عندما تكون هناك قضايا وطنية، فعلى النقابات أن تكون طليعية في الدفاع عن هذه القضايا الكبيرة. السياسة ليست "الحرتقة" بالمختار وبالنائب، ولكن عندما تتعلق الأمور بمصير الوطن فاتخاذ الموقف هو ضرورة وواجب. عندما نحارب الفساد فهذه ليست سياسة بل واجب. عندما ندافع عن وحدة الوطن وعن استقلاله فهذا واجب الجميع وليس سياسة. السياسة تكون عندما يبدأ التحزب والتعصب كما يحصل اليوم، ولا نعود نرى حدود الوطن أين ولا أين هي ضروراته ومحرماته".

أضاف: "نحن نعيش أزمة، أزمة على مستوى الحياة السياسية وعلى مستوى الحياة الإقتصادية، وعلى مستوى فراغ المؤسسات، وبصورة خاصة المؤسسات الأمنية. لماذا وصلنا إلى هذا الواقع؟ لأن الأصوات التي تعلو ليست نابعة من تفكير صائب، ولا هي أصوات حرة، بل أصوات صارت مرهونة لسياسات إقليمية وسياسات دولية. عندما نتحدث وأحدهم، نجده "مكربجا"، لا يقدر أن يعبر ولا يعرف أن يعبر عن موقف لبناني خالص".

وتابع: "أما في ما يتعلق بالأزمة السياسية، فلا يمكن أن يكون هناك فراغ في الحكم أكثر مما هو اليوم. لمن سنرجع وإلى من سنتوجه في قضايا الساعة وقضايا الوطن الذي يتدهور كل ساعة أكثر من ساعة؟ في الإقتصاد، ما من مؤسسة اقتصادية إلا وتتعرض للسقوط، والوضع الإجتماعي - الإقتصادي أيضا يسوء ولكن المسؤولين غائبون. هؤلاء الذين حكموا لبنان في السابق وحتى اليوم لم يدركوا بعد أنهم يرتكبون جريمة باستمرارهم في الممارسة ذاتها. لذلك نحن نسعى للتغيير، التغيير في ذهنية الحكم، التغيير في رؤية المشكلات، التغيير في التعاطي مع المواطن، التغيير في احترام المحرمات الوطنية التي تمس بالشعب وبأرضه وباستقلاله وبحقوقه".

وأردف بالقول: "أما في ما يتعلق بالأمن، فحدث ولا حرج. كلنا نعيش الأزمة الأمنية، منذ أعوام ونحن نعاني منها في الشمال والآن أصبحنا في الجنوب، ولا أعرف غدا أين سنصبح. لماذا؟ في كل مرة رأينا تقصيرا كنا ننبه. في كل مرة كنا نتوجه للجميع، لجمهور اللبنانيين وللمسؤولين. ولكن صار هناك جمود. النقابات لا تتحرك، الطلاب لا يتحركون، أصحاب المصالح لا يتحركون. لا نجد التجاوب المطلوب. يقولون إن المواطنين "قرفوا" من السياسة، ولكن هل نحن من "قرفهم" أم من يؤيدونهم كل يوم في الإنتخابات هم من "قرفوهم"؟ هؤلاء الذين يرفضون تغييرهم، ولا يزالون هم أنفسهم وكأنهم منزلون عليهم كتحصيل الإرث مذ أن توفى أهلهم، يرثون الناخبين من جيل إلى جيل إلى جيل". واستطرد: "إذا ليس لأحد الحق أن يشعر بالقرف في وضع مثل هذا، لأنه مساهم به، وأيضا ليس لأحد الحق أن يكون محايدا، فكيف سيكون محايدا في مشكلة تمس بوجوده وحياته ومستقبل أولاده وأحفاده؟ المطلوب إذن أن تكونوا معنيين بكل هذه ألأمور".

ورأى ان "الدولة اليوم في خطر، بسبب التهرب من تحمل المسؤولية ممن أسند لهم أن يمارسوها، فيقفون متفرجين، ولا أعلم لماذا ربما قد يكون مطلوبا منهم أن يجمدوا". كذلك رأى أن "خطر تفجير الوضع الأمني وارد أيضا، صحيح أنه لن تكون هناك جبهات كما حصل أثناء الحروب السابقة في السبعينيات، ولكن هذا لا يعني أنه ليس هناك خطر تفجيرات. لقد نبهنا كثيرا من دخول الغرباء وتحديدا المسلحين غير معروفي الهوية السياسية، ولم يسمعنا أحد. وها هم يكادون يصبحون اليوم أكثرية، فمن دخلوا الأراضي اللبنانية أصبحوا أكثر من 26 في المئة من عديد الشعب اللبناني، وهم بأغلبهم غير معروفي الهوية الشخصية كما أن هويتهم السياسية مجهولة".

وقال: "من سيأخذ المبادرة كي تجتمع مكونات المجتمع اللبناني؟ يطالب رئيس الجمهورية بطاولة حوار، ونحن نؤيده في ذلك وسنذهب إلى الحوار، ولكن الحوار المجرب منذ العام 2006 وحتى اليوم لم يعط أي نتيجة، لأنه لكل من الحاضرين موال وما من أحد يفتش على حل، فهم يفتشون على موقف في الحوار.

الحوار يتم بين أشخاص يعترفون أن هناك مشكلة تحتاج إلى حل، بينما ما يحصل اليوم هو أن كل شخض يعترف بوجود مشكلة ولكن مشكلته هي مع الآخر ولا يقبل أن يكون لبنان للجميع، فلا يمارسون مسؤولياتهم الوطنية".

وحذر من أن "ما سنصل إليه قريبا إذا لم يعوا أو يشعروا أن لبنان والمجتمع في خطر، هو حمام دماء يطال أولا المهملين لهذا الخطر، تماما كما يحصل في معظم الدول العربية. أنا لا أتحدث في سبيل التهويل بل لأنبه، فلا يظنن أحد أنه سيكون رابحا جراء الإنتظار. فالوقت الضائع هو لصالح الموت. عندما لا يتم توظيف الوقت يصبح السم الأكيد الذي يأخذ حياتنا خصوصا إذا عشناها في الإنتظار. نحلم أن نكون أحرارا، وننتظر حريتنا لتأتينا بدون أي جهد منا، فنموت عبيدا، ننتظر أن نشبع فنموت جياعا، ننتظر أن نلبس فنموت عراة. فكي لا يقتلنا الانتظار يجب أن نقوم بشيء، ويجب أن نسعى".

وختم قائلا: "أنتم شعب واع، ومن تظنون أنهم حبال خلاص هم في الواقع حبال مشانق يجب أن نقطعها قبل أن تؤرجحنا".

 

شهيب: لن نسمح بتمديد العمل بمطمر الناعمة الحكومات المتعاقبة تتحمل مسؤولية عدم اقرار خطة للنفايات

وطنية - عقد رئيس لجنة البيئة النيابية النائب أكرم شهيب لقاء في منزله في مدينة عاليه، لبحث موضوع مطمر الناعمة وسبل إقفاله ولوضع برنامج العمل الذي يساعد على ذلك، حضره النائبان فادي الهبر وهنري الحلو، رئيس اتحاد بلديات الغرب الاعلى الشحار وليد العريضي ورؤساء بلديات عرمون فضيل الجوهري، الناعمة امين فخر الدين، البنيه فارس جابر، كفرمتى حسين الغريب، عبيه عين درافيل غسان حمزة، وكيل داخلية الغرب في الحزب التقدمي الاشتراكي زاهي الغصيني. وعرض النائب شهيب لموضوع المطمر منذ نشائه حتى الآن، واستمع الى آراء رؤساء البلديات، وجرى الاتفاق على خطة تحرك من أجل الإنتهاء من المأساة التي يعيشها أهالي المنطقة المحيطة بالمطمر.

شهيب

بعد ذلك تحدث شهيب، فقال: "الاجتماع عقد اليوم بحضور الزملاء نواب عاليه ورؤساء البلديات المحيطة بمطمر الناعمة من أجل البحث بموضوع إقفاله، كان من المفترض ان يتوقف العمل في العام 2008، انما مع الاسف عملية التمديد الاخيرة ناتجة عن عدم تطبيق الخطة الجديدة التي وضعت في مجلس الوزراء في العام 2010، وبالتالي اصبح الوضع لا يطاق، ومن هنا كان التحرك في لجنة البيئة النيابية، ثم بموقف الحزب التقدمي الاشتراكي واليوم مع بلديات المنطقة وبالتعاون معها". اضاف: "تقرر في الاجتماع نقاط عدة، الاولى هي القيام بزيارة للرؤساء الثلاثة لعرض الوضع الذي اصبح محرجا للغاية، قبل الذهاب الى سلبية بموضوع المطمر وإقفاله بواسطة الناس، ثانيا عملية تطبيق الخطة التي وضعت في العام 2018 والتي هي خطة حديثة وكانت درست في مجلس الانماء والاعمار والشروع بها اليوم لانه يستلزمها اكثر من عامين لكي تطبق اذا ما أقرت اليوم ولزمت، وثالثا حقوق البلديات المحيطة بالمطمر حيث تعامل هذه البلديات والبلدات كما البلدات التي تستفيد من المطمر ولا تساهم بشيء بل تأخذ بعض المردود المالي من وزارة الداخلية، وبالتالي فاننا ندفع الثمن مرتين واحدة بالبيئة واخرى بالمردود وحق البلديات المالي، وكان هناك ايضا من بلدية عبيه، وبعض البلديات الاخرى واخذوا حكما في مجلس شورى الدولة لم يطبق حتى الساعة، وبالتالي سيكون هناك اجتماع في مجلس النواب، بدعوة من لجنة البيئة بحضور مجلس الانماء والاعمار ووزارة المالية والداخلية مع البلديات المحيطة بالمطمر، وبعدها سيكون هناك لقاء مع الرؤساء الثلاثة، وسنطلب مواعيد وكتحرك سياسي من نواب الشوف وعاليه وبتوافق كل قيادات المنطقة السياسية، وعندما أقول نواب لاني بالامس تواصلت مع الامير طلال ارسلان ونحن جميعنا بمركب واحد بهذا الموضوع وبغيره، وبالتالي نتمنى ان نصل الى نتيجة حتى لا نذهب الى السلبية، لان وضع الناس ووضع المنطقة لا يحتمل، لقد أخذنا عن كل بيروت الكبرى وقسم كبير من جبل لبنان ما عدا جبيل، أدينا قسطنا كما يقال يكفي، على الآخرين ان يتحملوا مسؤولياتهم أقصد بالآخرين الدولة اللبنانية".

وردا على سؤال عن تحميله المسؤولية بعدم إقفال المطمر قال شهيب: "ان الخطة التي وضعت في العام 2010 نحن وضعناها في مجلس الوزراء ايام حكومة الرئيس سعد الحريري، توقفت مع الاسف عندما ذهبت حكومتنا. اننا حريصون على المنطقة بشكل كبير، والمسؤولية في الحقيقة ناتجة عن تقاعس الحكومات المتعاقبة بموضوع إقرار خطة شاملة لكل الاراضي اللبنانية بموضوع النفايات الصلبة المنزلية، ونؤكد ان البديل في خطة أقرت في العام 2005 بمعامل في مناطق محددة، مجلس الانماء والاعمار درسها واعتقد بعد الاجتماع الاخير الذي حصل في لجنة البيئة أعطينا بعض الطروحات وفي الاجتماع المقبل تكون كل الامور واضحة أمام الجميع".

وعن ضرورة البحث عن حل جذري ونهائي قال شهيب: "نحن قلنا ان العمل كان من المفترض ان ينتهي في العام 2008، نحن اليوم في العام 2013، أقرت الخطة في العام 2010 لذا المنطقة غير مستعدة ان تتحمل اكثر من ذلك، قمنا بما علينا ان نقوم به وعلى الآخرين ان يقوموا بواجبهم تجاه لبنان وتجاه المنطقة ومواطنيها". وردا على سؤال عن معلومات بان المسؤولين عن المطمر قاموا بشراء 70 ألف متر في محيط المطمر لتوسعته قال شهيب: "لا لم يتم شراء اي ارض لان آخر استملاك حصل في العام 2008 ولن نسمح لا بتمديد جديد ولا باستملاكات جديدة ولا توسع".

 

"الإخوان المسلمين" وفشل الإسلام السياسي

عادل النيل/السياسة

فشل الإسلام السياسي ليس فرضية فكرية أو نظرية في حياة الشعوب الإسلامية, كما أنه في الوقت نفسه ليس حتمية أو نهاية مطاف للحراك السياسي الذي يستقيم مع قول الرسول الكريم »أنتم أدرى بشؤون دنياكم« فالجزم بفشل الإسلام السياسي , في اعتقادي , تفكير يائس وغير منطقي ولا عقلاني لأن الفشل يلحق بالأدوات والكادر الذي يقوم به ومنهجه في تأدية دور سياسي يبسط الدين في حياة الناس من خلال منظومة أو نظام سياسي, وذلك ما يتضح في أداء وسلوك جميع حركات الإسلام السياسي التي غالت وتطرفت وأزهقت سماحة الإسلام وتواصيه بالصبر والمرحمة, سواء مع الرعية أو ذوي العهود مع الحكام , بصرف النظر عن شبهات الفساد بحكمهم وفق ما ترى قيادات تلك الحركات.

تنظيم الإخوان المسلمين (عالميا أو اقليميا أو محليا في مصر) نموذج شاخص وصريح لفشل الإسلام السياسي, ولا مشكلة مطلقا في التعامل مع المصطلح مجزوءا أو منزوعا من سياقه الكلي, فهو معني بالسلوك السياسي للفكر الديني في تدبر شؤون وأحوال الرعية والانحراف بذلك لمنازعات ومشاجرات تحرف المنهج عن مساره الذي ينبغي أن يحرص على المصلحة العامة من دون الخروج على الحاكم بمقتضى الشرع , وبذلك يمكن النظر الى الإخوان المسلمين كإحدى حركات الإسلام السياسي التي لا أرضا قطعت ولا ظهرا أبقت, وأخذت تدور حول نفسها زمنا طويلا أرهقت فيه العباد بجعجعة خطاب ديني هزيل ومكرور لم يشفع لها أن تتقدم خطوة واحدة للأمام.

دوران التنظيم حول نفسه بدأ منذ حادث المنشية أوائل الخمسينات من القرن الماضي, وهو في حالة عداء مستحكم مع السلطة منذ ذلك التاريخ , والحادثة كانت خطأ غير مبرر يكشف بجلاء خطل الفكر الديني في منافحة الحاكم والخروج عليه بتناقض واضح مع مقتضيات الشرع في الخروج ونقض العهود وإثارة الفتنة بين المسلمين , وبذلك قدم التنظيم نفسه بصورة دموية تسفك الدماء وتعطل أجهزة الدولة أو تبقيها تحت التهديد والوعيد بسلوكيات عنيفة تضر بالمصالح الوطنية, فهي بذلك نموذج فاشل لتحرك الإسلام والدليل أن التنظيم كالمرأة المعلقة فلا هو يمارس دورا سياسيا ولا هو يتمتع بالحرية في العمل والمشاركة في صنع القرار الوطني الذي يخدم المسلمين, لأنه وضع رقبته تحت المقصلة والسيف بأخطائه وراديكاليته التي تميزه وتميز جميع الحركات الأخرى التي أصبحت تلازمها صفة »الأصولية«.

التنظيم أصبح عبارة عن جمعية خيرية مغلولة اليد وذلك يقصيه من تحقيق أهدافه الكلية في إصلاح أحوال الرعية وشؤونها السياسية, وهي نهاية منطقية لمنهج فكري مشحون بكثير من الأخطاء التي تنعكس على وسائله وأساليبه في الاستقطاب وتوظيف الكوادر ولجمها عند استعجالها تحقيق مصلحة العباد عندما يستبد بها كره السلطة أو النظام الحاكم , فهذه السلطة من أمر الله الذي يؤتيه من يشاء وينزعه ممن يشاء, وقد شاءت قدرة الله ألا يأتيها التنظيم رغم أنه أطول عمرا من الحزب السياسي الحاكم في مصر, فهل يوجب ذلك التحول الى منهج العصابات والعمل السري للاستحواذ على السلطة وتغيير الأمر الواقع بالعنف? بالطبع لا, وربما أخيراً أدرك قادة التنظيم ذلك, ولكن بعد أن قطع المجتمع شوطا في الابتعاد عن منهج تنظيمهم واختيار فكر ديني معتدل بعيد عن التطرف بحيث يوازن ما استطاع بين مطلوبات الدين وحظوظه من الدنيا , وإن لم يستطع فالله أولى به.

وعدم الاستطاعة أو التهاون في التعاطي مع الكسب الدنيوي جزء من ثقافة عريضة في فهم الدين يبررها يسره وعدم المغالاة فيه, وذلك ينطوي على مشي في طريق ضيق تقترب كثيرا من الانحلال والتفسخ والتحرر, ولكن ذلك أيضا انعكاس غير مباشر لأخطاء التنظيم الذي رفع شعار »الإسلام هو الحل« فقدم الإسلام بصورة ربما بدت مزعجة وثقيلة على كاهل النفس بحيث لا تطيقها, فكان البديل الانكفاء عن البرنامج الدعوي للتنظيم والتزام اجتهاد النفس, وبإمكان أي شاب أو فتاة أن يبررا سلوكيات خاطئة بمنطق ديني مبتسر أو منزوع من قاعدة كلية , فهم يدفعون ثمن أخطاء التنظيم, وسوء تقديره لحركة المجتمع ومتغيراته لأن شيوخ التنظيم وشبابه الملتحي تعاملوا بمبدأ الوصاية والغلظة في فرض المنهج الديني.

واقع التنظيم الآن ولزمن طويل قادم هو الجمود وشل الحركة دستوريا وإيقاف الدورة الدموية له في أي استحقاقات برلمانية , وإفلاسه سياسيا واقتصاديا وعزله من المجتمع , فهل بعد هذا بمقدوره أن يؤدي دورا في حياة الناس? هو في حالة غيبوبة وتغييب وأصبحت شيئا من الماضي يستحق قراءة الفاتحة على روحه, إلا إذا طور منهجه في التعامل بتوازن مع السلطة والمجتمع , وقدم نفسه من خلال إعادة اكتشاف السماحة في منهج الدين ونبذ العنف, فهو كان فكرة نموذجية ملهمة لتغطية الواقع بآداب الدين ونظامه ولا بد له من أن يتصالح مع نفسه أولا, والكف عن النظر الى مرآة الذات بمنظور الفرقة الناجية التي يأتيها الوحي بصلاحها دون بقية خلق الله, إما ذاك أو تتحول الى تنظيم دراويش لا علاقة له بالسلطة والمنازعة في أمرها فيريح ويستريح.

 

إيران تدعو قادة أميركا واوروبا لحضور مراسم تنصيب روحاني ودشنت ناقلة مدرعات محلية الصنع

 طهران - د ب أ, يو بي آي: دعت وزارة الخارجية الايرانية, للمرة الاولى, ممثلين عن الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي, لحضور مراسم تنصيب الرئيس الجديد حسن روحاني. وذكرت الوزارة أنه تم ارسال دعوات لزعماء العالم كافة. ومن المقرر ان يؤدي الرئيس المنتخب, الذي فاز في انتخابات الرابع عشر من يونيو الماضي, بنسبة تزيد قليلا عن 50 في المئة من مجموع اصوات الناخبين, اليمين القانونية في الرابع من شهر أغسطس المقبل. ويقول المراقبون ان هذا التحرك يمكن أن يكون بمثابة الخطوة الاولى من جانب رجل الدين المعتدل روحاني, لتحسين علاقات ايران المتوترة مع الغرب. وكان روحاني قد تحدى في برنامجه الانتخابي السياسات الانعزالية للرئيس المنتهية ولايته محمود احمدي نجاد. على صعيد آخر, دشنت إيران, أمس, ناقلة المدرعات "صياد" التي تم تصنيعها محلياً. وذكرت وكالة أنباء "مهر" الإيرانية أن قائد القوة البرية التابعة للجيش العميد احمد رضا بوردستان, وفي مراسم ازاحة الستار عن ناقلة المدرعات, قال انه "وبهدف رفع مستوى قابلية الحركة للقوة البرية والتي تعد من أهم أساسيات المعارك غير المتكافئة, تم تصنيع ناقلة الجند "صياد" من قبل متخصصي القوة البرية". وأضاف بوردستان ان ناقلة المدرعات "صياد" تعد عربة ستراتيجية, حيث تتمكن من نقل المدرعات والعربات الرملية الى مناطق العمليات بأقل وقت ممكن. وذكر أن ناقلة المدرعات تتمتع بمحرك بطاقة 610 أحصنة فضلا عن تمتعها بإمكانية رفع حمولة تزن 70 طنا لتسهل تنقل وحدات القوة البرية في اطار الحروب المستقبلية, لافتاً إلى أنه اعتبارا من الأمس, تم ادخالها الخدمة الفعلية لدى القوات البرية.

 

إيران تذرعت بالمراقد لتحريض شيعة العراق على القتال في سورية و مراجع النجف رفضوا مجاراة الولي الفقيه في الإفتاء بوجوب مساندة الأسد

 النجف-(العراق) - رويترز: أدت الحرب الأهلية في سورية الى اتساع الخلاف بين مراجع الدين الشيعة في العراق وايران الذين تباينت مواقفهم من مسألة إرسال أتباعهم (مقلديهم) للقتال إلى جانب قوات النظام السوري.

وتزايدت حدة المنافسة على زعامة المذهب الشيعي منذ اجتياح العراق والاطاحة بصدام حسين العام 2003, في تطور منح الاغلبية الشيعية نفوذاً أكبر عبر صناديق الانتخابات وأعاد لمدينة النجف العراقية المقدسة عند الشيعة مكانتها البارزة. ففي مدينة قم الإيرانية المقدسة, أصدر بعض كبار رجال الدين الشيعة الذين يمثلون "مرجعية قم" فتاوى تحض أتباعهم على القتال في سورية. وتؤكد قيادات المقاتلين الشيعة الذين يحاربون في سورية والمسؤولون عن تجنيد المقاتلين في العراق ان أعداد المتطوعين شهدت تزايداً ملحوظاً منذ صدور هذه الفتاوى, بالتوازي مع دخول "حزب الله" اللبناني على خط الدفاع عن نظام الأسد, تنفيذاً لأوامر إيران.

وأحدثت الحرب السورية استقطابا بين السنة والشيعة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط, لكنها سلطت الضوء أيضاً على انقسامات داخل كل من المذهبين الرئيسيين, فأبرزت الخلاف بين مرجعيتي النجف وقم الدينيتين وعقدت العلاقات في ما بين الشيعة في العراق. ففي النجف, رفض المرجع الديني الشيعي الاعلى اية الله العظمى السيد علي السيستاني, الذي يأتمر بأمره معظم شيعة العراق وكثيرون غيرهم في مختلف أنحاء العالم, إجازة المشاركة في حرب يراها سياسية وليست دينية. ورغم ذلك, استجابت بعض الاحزاب والميليشيات الشيعية ذات النفوذ الكبير في العراق من مقلدي المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي للدعوة إلى حمل السلاح وأرسلت أتباعها إلى سورية.

وقال أحد كبار رجال الدين الشيعة وكيل أحد المراجع الأربعة الكبار في النجف "هؤلاء الذين ذهبوا للقتال في سورية هم عصاة" لأوامر المرجعية الدينية.

ويرجع أصل الخلاف إلى تباين جوهري في الرأي بشأن طبيعة سلطة رجال الدين ومداها, إذ ترى مرجعية النجف أن دور رجل الدين في الامور العامة محدود فيما تختلف الأمور جذرياً في إيران التي تطبق فيها "ولاية الفقيه", أي سلطة المرشد الأعلى على الجميع. وقال رجل دين شيعي رفيع المستوى على صلة بمرجعية النجف, مشترطا عدم ذكر اسمه, ان "التشنج بين المرجعيتين موجود منذ زمن طويل لكنه أثر هذه المرة على الموقف العراقي الرسمي من الازمة السورية", مضيفاً انه "لو كان للمرجعيتين موقف موحد (تجاه سورية) لشهدنا موقفا داعما من الحكومة (العراقية) للنظام السوري".

ويقول رجال دين وساسة بارزون ان خامنئي ومقلديه (أتباعه) في العراق وايران يعتبرون أن سورية حلقة مهمة في "الهلال الشيعي" الممتد من طهران إلى بيروت عبر بغداد ودمشق.

ورداً على سؤال طرحه أحد الاتباع على الانترنت عن شرعية القتال في سورية, قال المرجع الديني الشيعي العراقي كاظم الحائري المقيم في ايران ان القتال في سورية "واجب شرعي" للدفاع عن الاسلام.

ويقول مقاتلون ان نحو 50 شيعيا عراقيا يتوجهون الى دمشق كل أسبوع للقتال في صفوف القوات السورية أو لحماية مرقد السيدة زينب على أطراف العاصمة.

وقال مقاتل سابق في ميليشيا "جيش المهدي" يدعى علي وهو يحزم حقائبه استعدادا للسفر الى سورية "أنا أتبع مرجعيتي. قال مرجعي الديني ان القتال في سورية واجب شرعي. ولا أعير اهتماما لما يقوله الاخرون. ليس من حق أحد أن يوقفني. فأنا أدافع عن ديني وعن مرقد السيدة زينب ابنة إمامي".

وقال أحد كبار رجال الدين الشيعة, وكيل أحد المراجع الاربعة الكبار في النجف, ان حماية المراقد الشيعية في سورية استخدمته ايران كذريعة لدفع الشيعة للمشاركة في القتال.

وفي السنوات العشر التي انقضت منذ سقوط صدام, تصاعد نفوذ ايران وسعت الى كسب موطئ قدم لها في النجف بصفة خاصة.

وقال مسؤولون محليون ان رجال دين ايرانيين الى جانب منظمات غير حكومية وجمعيات خيرية ومؤسسات ثقافية فتحوا مكاتب في النجف أغلبها تمولها مرجعية قم مباشرة أو السفارة الايرانية في بغداد.

ويرفرف العلم الايراني فوق مبنى من طابقين في أحد الاحياء الراقية في النجف يضم مؤسسة الامام الخميني التي تعد من المؤسسات الايرانية العديدة التي تشارك في أنشطة اجتماعية في العراق وتركز على الشباب وتساعدهم على الزواج وتصرف رواتب منتظمة للارامل واليتامى وطلبة المدارس الدينية.

ويقول بعض الساسة الشيعة المطلعين على مثل هذه الأنشطة ان بعض المؤسسات توفر الدعم لرجال الدين الشبان وتمول رحلات مجانية لطلبة الجامعات لزيارة المراقد الشيعية في ايران بما في ذلك تنظيم زيارة رسمية لمكتب خامنئي في طهران. وقال زعيم شيعي رفيع يعمل تحت اشراف خامنئي مشترطا عدم الكشف عن هويته "لنا مشروع ضخم في العراق يهدف لنشر مبادئ ولاية الفقيه والشباب هم هدفنا. لا نتطلع لإقامة دولة اسلامية في العراق لكننا على الاقل نريد اقامة كيانات ثورية تكون على استعداد للقتال للدفاع عن المشروع الشيعي".

 

بقى الأسد أم رحل.. فالصراع الآن أكبر منه وإيران هي التي تحرك الأحداث

عمان (رويترز) - ربما أسهم الدعم العسكري من ايران وحليفها الشيعي حزب الله اللبناني في منح الرئيس السوري بشار الاسد قوة دفع جديدة في حربه ضد المعارضة المسلحة التي تسعى للاطاحة به لكن ذلك لم يأت دون ثمن.

ويقول خبراء عسكريون ودبلوماسيون في المنطقة ان الأسد يخاطر الآن بخسارة استقلاليته لصالح طهران وان يتحول إلى مخلب في حرب طائفية أوسع بين السُنة والشيعة قد لا تنتهي حتى بإجباره على التنحي عن الحكم.

وبعد خسارته للآلاف من الجنود وأفراد الميليشيات من طائفته العلوية الشيعية بينما تدخل الحرب عامها الثالث ومع رغبته في الحفاظ على وحدات القوات الخاصة المؤيدة له يعتمد الأسد الآن على حزب الله اللبناني وميليشيات شيعية أُخرى مؤيدة لايران لمساعدته في تحويل دفة الصراع. وتقوم وحدات الجيش العلوية بترسانتها الهائلة من المدفعية والصواريخ بدور ثانوي في الحرب اذ تستخدم تلك الأسلحة بدعم من القوة الجوية في دك الأحياء المتمردة وفتح ثغرات في خطوط المعارضة المسلحة أمام ميليشيات محلية حصلت على تدريب من ايران وحزب الله. ويقول قادة للمعارضة المسلحة ومصادر أخرى في المعارضة انه في بعض الحالات كان مقاتلو حزب الله يقومون بمعارك الشوارع. وفي إطار هذا التنسيق الجديد أصبح حزب الله وايران مشاركين مباشرة في الهياكل القيادية لقوات الاسد مما يعني تآكل سلطته وقاعدة السلطة العلوية التي دعمت أربعة عقود من حكم عائلة الاسد للبلاد.

وعلى خلاف الشيعة في العراق وايران ولبنان يميل العلويون في سوريا إلى الطابع العلماني ويفتقرون للحماسة الدينية التي ساعدت في حفز الالاف من المقاتلين الشيعة للمجيء الى سوريا.

وتقدر مصادر أمنية في المنطقة اعداد المقاتلين الشيعة من لبنان والعراق في سوريا بحوالي 15 الفا وقد ساهموا في تحقيق نجاحات في ميادين القتال واستعادة مكاسب كانت قوات المعارضة المسلحة قد حققتها خلال عامين من القتال. وقالت المصادر ان مقاتلي المعارضة وضعوا أنفسهم في وضع غير موات بدرجة خطيرة حين سيطروا على مناطق حبيسة مثل بلدة القصير على الحدود اللبنانية التي اجتاحها مقاتلو حزب الله ومؤيدون للأسد قبل شهرين.

وتتعرض المناطق السنية المتمردة في حمص في الجنوب لقصف عنيف وتخضع ضواح دمشقية تمثل نقطة تركز رئيسية لمقاتلي الجيش السوري الحر المدعوم من دول غربية وعربية لحصار في حين تجاوز عدد قتلى الحرب 90 الف قتيل. لكن دبلوماسيين وخبراء عسكريين يعتقدون ان التفوق العسكري المستجد لقوات الاسد ربما لا يستمر طويلا رغم الضغط المتواصل على المعارضة المسلحة.

فقد دفع سقوط القصير والبيانات المنتشية من حزب الله السعودية ذات الثقل الاقليمي الى التحرك. ويقول دبلوماسيون ان المملكة تقوم بالمجهود الرئيسي في دعم المعارضة السورية المسلحة بالتنسيق مع الولايات المتحدة.

وتتجلى المؤشرات على تجدد الدعم للمعارضة في مدينة حلب في الشمال حيث تقول المعارضة ان هجوما مضادا للقوات الحكومية بدعم من حزب الله الذي درب ميليشيا شيعية في المنطقة قد أوقف.

وحتى لو تمكن الاسد من استعادة السيطرة على حمص والاحتفاظ بدمشق واجتياح الاحياء التي سقطت في أيدي المعارضة مثل جوبر والبرزة والقابون فلن يكون رئيسا إلا على دولة اصغر كثيرا من سوريا التي عرفها.

ويعزز المقاتلون الاكراد قبضتهم على منطقة شبه مستقلة بحكم الامر الواقع في محافظة الحسكة الشمالية الشرقية المنتجة للنفط والحبوب. وتشكلت تلك المنطقة بعد انسحاب قوات الاسد من الحسكة للتركيز على الدفاع عن مناطق في وسط سوريا. وتحكم كتائب اسلامية متشددة مساحات كثيرة من محافظتين إلى الشرق من الحسكة كما انهم موجودون بقوة في حلب. ولم يبق للأسد أساسا سوى دمشق وممر يربط العاصمة عبر حمص بمعقل العلويين وقواعد للجيش على ساحل البحر المتوسط وكذلك بقواعد حزب الله في لبنان.

وقال اندرو تريل الاستاذ الباحث في شؤون الامن القومي في كلية الحرب الامريكية ان المعارضة "ستصمد" لأن الأسد خسر مناطق اكثر مما ينبغي.

وقال تريل لرويترز "كسب المعارك مختلف جدا عن كسب الحروب لأن الناس الذين يتعرضون للهجوم سيعوضون خسارتهم في مرحلة ما. المعارضون ما زالوا مسلحين وما زالوا قادرين على مهاجمته.

"ربما يتمكن الاسد من الانتصار بمعنى انه قد يبقى في السلطة ولا يطاح به فورا لكنني لا استطيع ان أتصوره وقد أعاد الهدوء إلى البلاد لأنني اعتقد ان هناك الكثير من المعارضين وهناك الكثير من المقاومة."

وقال تريل إن من المتوقع وصول أسلحة جديدة من المملكة العربية السعودية لإحداث تغيير في ميزان القوى إلى جانب أسلحة وعدت بها الولايات المتحدة. ومن المقرر أن يزور سالم ادريس القائد العسكري للجيش السوري الحر الولايات المتحدة هذا الأسبوع للمطالبة بالإسراع في شحن الأسلحة الأمريكية. وفي الوقت ذاته ما زالت إيران تقدم للأسد المساعدة العسكرية والتمويل بما يقدر بنحو 500 مليون دولار شهريا طبقا لمصادر في المعارضة.

وقال تريل "الإيرانيون وحزب الله يدخلون ويدربون الناس وإذا امكنهم ان يجعلوا هذه الميليشيات تقف على قدميها يمكن للأسد حينئذ ان يعتمد عليها بشكل متزايد ويدخر جهد قواته الخاصة."

وأقر حزب الله صراحة بانخراطه في سوريا لكن الأسد وإيران لم يعلقا. وقالت المصادر إنه في مواجهة فقد مناطق واسعة من سوريا لصالح مقاتلي المعارضة واغلبهم من السنة عدل الأسد أساليبه في الأشهر القليلة الماضية لحفظ وحدات الحرس الرئاسي وأغلبها من العلويين وهي الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة والقوات الخاصة وبدأ يعتمد على حزب الله خاصة في استعادة منطقة حمص المركزية.

وقال محمد مروة عضو المجلس الوطني السوري إن حزب الله وإيران يدربان الميليشيات التي يستعين بها الأسد في القتال بالشوارع في حمص وأسسا بالتعاون مع مسؤولين إيرانيين غرف عمليات في المدينة.

وقال مروة إنه عندما تكون هناك منطقة يواجه فيها الجيش والميليشيات مقاومة شديدة يستدعون حزب الله للقيام بالقتال.

وقال أبو عماد عبد الله وهو قائد لمقاتلي المعارضة في جنوب دمشق إن مقاتلي حزب الله وميليشيا شيعية عراقية قاموا بدور رئيسي في استعادة منطقتين على الاطراف الجنوبية الشرقية للعاصمة وهما البحدلية وحي الشمالنة في الأسابيع القليلة الماضية. وأضاف "دخلوا بعد أن قام النظام بحملة قصف. إنهم منظمون ومدربون جيدا ويحاربون بوصفهم متعصبين دينيا لديهم قضية. لو كان الجيش لما شعرنا بالقلق."

لكن الناشط المعارض المخضرم فواز تلو قال إن استخدام حزب الله مؤشر على ضعف الأسد مشيرا إلى عجزه عن الاعتماد على السنة الذين يشكلون الجزء الأكبر من الجيش.

واضاف أن الاسد بدأ الصراع بنحو مليون فرد من المجندين والجيش والجهاز الأمني وأصبح الآن يعتمد بشكل متزايد على القوات الأجنبية وبدونها سيخسر خاصة إذا بدأ مقاتلو المعارضة يتلقون أسلحة متقدمة.

وقال تلو إن الأسد يتحول الآن الى وكيل إيراني بينما يرى مأمون أبو نوار وهو محلل عسكري أردني ان الرئيس السوري اضطر للإذعان لإرادة طهران. واضاف ان الاسد لم يعد باستطاعته الاتصال بقائد فرقة وان يطلب منه قصف منطقة او اخرى. وقال ان قيادته تآكلت واصبح هيكل القيادة الان متعدد الجنسيات.

وتحدث دبلوماسي في المنطقة عن الوضع بصراحة اكبر قائلا "سواء بقى الأسد أو رحل فلم يعد ذا صلة بالامور. الصراع الآن أكبر منه وسيستمر بدونه. إيران هي التي تحرك الأحداث."

 

اتصالات لمعرفة طريقة ردّ "حزب الله" على حكومة من خارج 8 و14 آذار

اميل خوري/النهار

منذ تكليف الرئيس تمام سلام تشكيل الحكومة والجدل قائم بين 8 آذار و14 آذار حول شكل الحكومة. هل تكون حكومة المصلحة الوطنية أم حكومة "وحدة وطنية" ام حكومة مستقلين، عوض أن يكون الجدل حول "اي برنامج ينبغي الاتفاق عليه قبل تشكيل الحكومة ويصب في خدمة الوطن والمواطن.  وليت الجدل بين 8 و14 آذار توقف عند شكل الحكومة انما حول من المسؤول منهما عن عرقلة عملية التشكيل ليجعل الرأي العام يحمّل هذه المسؤولية للطرف المعطل. لقد أعلنت قوى 14 آذار منذ اليوم الاول للتكليف انها مع حكومة مستقلين منسجمة ومتجانسة كي تكون مؤهلة للعمل والانتاج، لا ممثلين فيها من 8 ولا من 14 آذار لأن حدة الانقسام بينهما لا تسمح بتشكيل حكومة منهما وستكون حكومة فاشلة وغير منتجة. وقد اثبتت تجارب تشكيل مثل هذه الحكومات باسم "الوحدة الوطنية" هذا الفشل فاستقال الوزراء الشيعة من حكومة الرئيس فؤاد السنيورة احتجاجا على اقرار النظام الاساسي للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وعطل وزراء 8 آذار جلسات مجلس الوزراء واجتماعات هيئة الحوار الوطني بسبب ملف شهود الزور وملأ جمهور 8 آذار الساحات بالتظاهرات والاعتصامات لفرض استقالة الحكومة وذهبت الى حد تفجير الوضع الامني واشعال فتنة من خلال احداث 7 ايار لفرض حكومة وحدة وطنية يشارك فيها بالثلث المعطل، ولم يكن ممكنا اخراج لبنان من تداعيات تلك الاحداث الا بالتوصل الى اتفاق في مؤتمر الدوحة سهل انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية واجراء انتخابات نيابية على اساس قانون الستين معدلا، وتأليف حكومة وحدة وطنية برئاسة سعد الحريري، وعندما فشلت معادلة السين – سين، أوعزت سوريا الى وزراء 8 آذار بالاستقالة فطارت الحكومة. هذا بايجاز مسلسل تشكيل حكومات الوحدة الوطنية، التي لا تزال قوى 8 آذار تصر على تشكيلها لا لشيء الا لتعطيل اتخاذ القرارات التي لا تعجبها وتخيير قوى 14 آذار بين القبول بما تريد او الفراغ. وعندما نجحت قوى 8 آذار في تحويل اقليتها اكثرية تجرأت على تشكيل حكومة منها وعرفت بحكومة "حزب الله" بعدما وضعت شروطا على 14 آذار لقبول مشاركتها في تلك الحكومة التي كانت بشهادة غالبية اللبنانيين من أفشل الحكومات. ولكي لا يتكرر خطأ تشكيل حكومة وحدة وطنية كاذبة وحكومة اللون الواحد، تصر قوى 14 آذار على ان يتم تشكيل حكومة من شخصيات سياسية واقتصادية ومالية وعلمية مرموقة تحظى بثقة الناس قبل ثقة النواب التي غالبا ما تكون ثقة مصالح شخصية ومنافع ذاتية. فهل تتجنى قوى 14 آذار على 8 آذار عندما تساويها بنفسها. ومن ساواك بنفسه ما ظلم...؟

يرى قطب في 14 آذار ان على قوى 8 آذار لتسهيل تشكيل حكومة جديدة ومنعا لحصول اي فراغ ان تختار حلا من الحلول الآتية:

اولاً: اذا كانت تريد تشكيل حكومة وحدة وطنية، فما عليها سوى اعادة تأكيد التزامها "اعلان بعبدا" بكل مندرجاته وان يسحب "حزب الله" مقاتليه من المعارك الدائرة في سوريا لتأكيد هذا الالتزام ولا يبقى الثلث المعطل شرطا للمشاركة في الحكومة ما دام في استطاعة وزراء اي مذهب الانسحاب منها احتجاجا على اي قرار غير مقبول منهم، فتصبح الحكومة وان استمرت غير ميثاقية.

ثانيا: ان تسلم بتشكيل حكومة من اكثرية جديدة كما سلمت قوى 14 آذار بتشكيل حكومة من 8 آذار بعدما رفضت المشاركة فيها واكتفت بحجب الثقة عنها وفقا للاصول الديموقراطية ولم تتحرك في الشارع كما تفعل 8 آذار كلما ارادت الاحتجاج على اي حكومة او على اي قرار يصدر عنها ولا تكتفي بالاحتكام الى المؤسسات الدستورية.

ثالثا: ان يتم تشكيل حكومة من شخصيات مستقلة لا هي من 8 ولا من 14 آذار وقد تكون هي الحكومة المفضلة في الظرف الراهن لأنها بانسجامها وتجانسها تستطيع ان تكون حكومة منتجة وقادرة على إمرار المرحلة التي تسبق موعد الانتخابات الرئاسية في ايار 2014 بهدوء وسلام اي ان عمر هذه الحكومة وهو لا يزيد على تسعة او عشرة أشهر فقط لا تحتاج ولادتها الى كل هذا المخاض وهي مدة قصيرة لا تستأهل حصول اشتباكات سياسية حادة بين 8 و14 آذار على تشكيل الحكومة وتحديد شكلها. وفي المعلومات ان اتصالات تجرى مع اقطاب في 8 آذار ولاسيما مع "حزب الله" لمعرفة اي من هذه الخيارات ستختار، واي موقف سيكون لها اذا ما اضطر الرئيس المكلف تمام سلام الى تشكيل حكومة من شخصيات مستقلة مرموقة توحي بالثقة في الداخل والخارج. هل يعبر "حزب الله" ومن معه عن اعتراضه عليها بالطرق الديموقراطية كما فعلت قوى 14 آذار مع حكومة اللون الواحد ام انه سيلجأ للتعبير عن اعتراضه عليها الى الشارع وليس الى مجلس النواب، ويكرر 7 ايار ام ان انشغاله بحرب قاسية يخوضها في سوريا قد تثنيه عن ذلك؟

 

بري يؤكّد مبادرته باسم الثنائي وسلام يطلب حصة شيعية حزب الله أحرج "المستقبل" فهل يحضّه على تلقّف الحوار؟

سابين عويس/النهار

لم تخل عطلة نهاية الاسبوع من المواقف السياسية والمبادرات التي من شأنها اذا جرى التعامل معها بجدية، ان تخرق جدار الازمة. فبعد مبادرة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى اعادة اطلاق طاولة الحوار، جاء خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله ليفتح ثغرة في المشهد المأزوم. ففي قراءة لخطاب نصر الله، توقفت مصادر سياسية مطلعة عند ٣ نقاط يمكن متابعتها لتبين ما اذا كان ثمة مناورة في الكلام او انه بات لدى الحزب قرار بتحريك الجمود المتحكم بالمشهد الداخلي. أولى هذه النقاط هي تجاوب نصر الله مع الدعوة الى طاولة الحوار للبحث في "استراتيجية دفاعية وطنية". وقد رأت المصادر ان مثل هذا التجاوب يعطي الفريق الآخر في قوى ١٤ آذار المجال لوضع كل الأسئلة والهواجس التي تقلق هذه القوى حيال سلاح الحزب ووجهة استعماله والانخراط في الحرب في سوريا برسم الحزب للإجابة عنها. وأي تلكؤ أو تمنع يصب في مسؤولية الحزب.

اما النقطة الثانية فتتعلق بموقف الحزب من الجيش، والذي ترى فيه المصادر فرصة لترجمة موقف الحزب من المؤسسة العسكرية بشكل لا لبس فيه، وخصوصا ان ابرز نقاط الخلاف بين معسكري ٨ و١٤ آذار هو مثلث الجيش والشعب والمقاومة. النقطة الثالثة التي استرعت انتباه المصادر السياسية عينها، تتمثل في الدعوة الى التواصل، وتأتي بعد اشهر كثيرة من الانقطاع ولا سيما بين الحزب وتيار "المستقبل" عقب إسقاط الحزب وحلفائه لحكومة الرئيس سعد الحريري. وفيما جاءت المواقف الأولية لقوى في ١٤ آذار لتلتف على مواقف نصر الله ، واضعة إياها في إطار المناورة التي لن تؤدي في رأيها الا لمزيد من إضاعة الوقت ، عوّلت المصادر على المشاورات الجارية في السعودية بين وفد من كتلة "المستقبل" والرئيس سعد الحريري، متوقعة ان تحدد موقف التيار من مسألتين أساسيتين لتحديد وجهة الطريق في المرحلة المقبلة: الحوار والحكومة.

لا ترى المصادر مبررا للربط بين الحكومة والحوار، ذلك أن أي أمر مماثل سيعطّل

الاثنين.

وتستند المصادر في تقويمها هذا الى تعثّر جهود رئيس الحكومة المكلف تمام سلام في محاولاته الجمع بين الأضداد والمتناقضات والشروط التعجيزية المتبادلة التي تلقى على كاهله، ومنها ما هو معلن ومنها ما لا يزال مستورا. وقد بدأت قوى الثامن من آذار المتهمة بتعطيل مسار التأليف بهجوم مضاد واضعة العرقلة في صفوف الخصوم، وتحديدا لدى "المستقبل" الذي تتهمه بأنه تراجع عن تسمية سلام والحكومة الحيادية لمصلحة حكومة سياسية يرشح لرئاستها احد صقور التيار

الأزرق.

وفي رأي المصادر، المقتنعة كل الاقتناع ان لا تأليف في الأمد المنظور، ان الحوار يجب ان يسبق الحكومة، والا فإن مصيره سيكون مشابها لمصيرها. وتشير الى ان انعقاد طاولة الحوار ينفس بعضا من التشنج والاحتقان ويتيح إدارة أفضل للأزمة القائمة، وخصوصا أن لا نيات جدية لدى أي فريق للتنازل او التراجع قيد أنملة لمصلحة التوافق. وفيما ينتظر ان يحسم الافرقاء موقفهم من المشاركة في الحوار، يستمر مسار التأليف محفوفا بالألغام. ولم تنجح مبادرة رئيس المجلس نبيه بري في اتجاه الرئيس المكلف في تحقيق أي تقدم على هذا المستوى، بل ربما على العكس، زادت الامور تعقيدا في ظل ما رشح من معلومات عن مضمون اللقاء الذي جمع سلام بالوزير علي حسن خليل موفدا من رئيس المجلس نهاية الاسبوع الماضي. ففي حين اكد بري ثباته على مبادرته القائمة على فصل تفاوض الثنائي الشيعي عن رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، ذهب رئيس المجلس أبعد عندما أعلن انه مسؤول عن تسمية وزراء أمل الثلاثة، مستبعدا حصة "حزب الله" من التفاوض. وقد فهم في هذا الموقف انه التفاف على تمسك "حزب الله" بعون في اي حكومة، وهو ما فسر في حينها انه اسقاط لمبادرة بري. وفيما نفت اوساط بري هذا التفسير مؤكدة ان التفاوض على اساس الثنائي وليس منفردا، رأت انه يرتب على سلام التفاوض مع كل مكون مما عرف سابقا بتحالف ٨ آذار منفصلا. والامر ينطبق كذلك على حصص المكونات الاخرى مثل الحزب القومي او الطاشناق او "المردة" او النائب طلال ارسلان.

وعلم ان موقف بري جاء بعدما اقترح سلام على خليل ان يسمي وزيرا من الوزراء الشيعة، فكان ان رد بأن الرئيس بري مسؤول عن وزرائه الثلاثة، وأي تنازل عن "وديعة شيعية" يجب ان يقابل بإعطاء الحق لهذا الفريق بتسمية احد الوزراء السنة. وكان سؤال عما اذا كان الرئيس المكلف يملك صلاحيات التصرف بالحصة السنية.

عند هذا الحد، انتهى الكلام ليستنتج الرئيس المكلف ان حكومته لا تزال في المربع الاول رغم التقدم المحقق على صعيد قبوله بحكومة سياسية وفق صيغة المثالثة.

اما الضمان، فمسألة مختلفة بما أن بري بات مقتنعا بأنه يمثل تماماً كما الرئيس المكلف الضمان. وفي هذا المجال، تردد اوساطه تأكيده انه يضمن عدم استقالة وزرائه تحت اي مبرر. وتسأل: "أليس هو من قال عقب تسميته الرئيس تمام سلام انه بات يصعد سلم الوسطية مع النائب وليد جنبلاط"؟

 

الشرعية لا تزال حاجة لـ "حزب الله"

روزانا بومنصف/النهار

كشفت الاتصالات التي اجراها الرئيس نبيه بري ومسؤولون في "حزب الله" برئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لشكره على تدخله لدى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند واعطائه التوجيهات جنبا الى جنب مع رئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي الى وزير الخارجية من اجل الحؤول دون وضع الجناح العسكري للحزب على لائحة الارهاب لدى دول الاتحاد الاوروبي استمرار حاجة الحزب الى الغطاء الشرعي للدولة. فتخطي الحزب الدولة ومؤسساتها في تدخله في الحرب الى جانب النظام في سوريا واطاحته اعلان بعبدا واضعا لبنان كله بمراجعه ومؤسساته الدستورية وشعبه امام امر واقع لا يزال يحتاج الى ورقة تين ابرز الحاجة اليها داخليا عبر ترميم تحالفه الذي اهتز اخيرا مع التيار الوطني الحر واوحى باعادة ترميمه خارجيا في خطاب الامين العام للحزب عن دعم الجيش اللبناني وعن ضرورة العودة الى الحوار الداخلي حول الاستراتيجية الدفاعية في توقيت ملتبس للبحث في هذه النقطة بالذات. لكن هاتين النقطتين اي الحوار والجيش هما وفق ما تقول مصادر سياسية معنية الابرز من اجل جذب انتباه الدول الغربية الى اهمية عدم المساس بالحزب. وورقة التين هذه هي ما يعتقد ان الحزب يستمر في حاجة اليها في الحكومة العتيدة واي حكومة اخرى من خلال التمسك بالمشاركة في الحكومة اولا وعدم قبوله اي صيغة تخرجه منها ولو مع الاخرين ومن خلال التمسك بمعادلة "الجيش والشعب والمقاومة" من اجل ضمان استمرار التغطية الشرعية الرسمية لسلاحه مما يتطلب منه عدم اسقاطه الجيش من هذه المعادلة في الظرف الراهن على الاقل.

وعلى عكس الاداء الذي قام به الوزير عدنان منصور لدى طلب رئيس الجمهورية منه الاعتراض على قصف النظام السوري للقرى اللبنانية، سارع الاخير الى توجيه 28 رسالة الى دول الاتحاد الاوروبي يحذر فيها "من تداعيات سلبية كبيرة على الساحة اللبنانية" باعتبار ان ادراج الحزب على لائحة الارهاب الاوروبية يؤدي الى ارتدادات على الداخل. تحمل هذه المواقف من جانب الامين العام للحزب كما من جانب وزير الخارجية المحسوب عليه رسائل مزدوجة هي نفسها التي اعتمدها الحزب ابان التمسك بالحكومة المستقيلة. فما دامت هذه الحكومة موجودة بالتركيبة التي كانت عليها على رغم وصفها من خصومها بانها حكومة "حزب الله" والحساسية التي اثارتها خصوصا ابان الاشهر الاولى بعد تأليفها، فان الاستقرار يبقى قائما والا فان هناك خطر ان يتعرض هذا الاستقرار للاهتزاز مما دفع الدول الغربية الى التمسك بها مخافة زعزعة لبنان على رغم الهزة التي احدثها اغتيال اللواء وسام الحسن. وتحمل الرسائل الاخيرة المعنى نفسه الى حد يقارب معادلة العصا والجزرة الشهيرة. اذ ترى المصادر السياسية ان موقف الامين العام للحزب حول الجيش وابداء الاستعداد للحوار هو من حيث التوقيت والظرف المحيطين بهذا الموقف الجزرة للدول الاوروبية تحت وطأة الذهاب الى خيار العصا المتمثل بخطورة ما ستتركه خطوة الاتحاد الاوروبي من تداعيات لم يحددها وزير الخارجية في رسائله. لكن يمكن ان تفهم منها هذه الدول بوضوح المخاطر الدائمة التي تستشعرها على عناصرها المشاركة في القوة الدولية العاملة في الجنوب من جهة كما على الاستقرار الداخلي في لبنان في حال تم حشر جزء من "حزب الله" في خانة الارهاب من جهة اخرى في الوقت الذي تخشى الدول الاوروبية على هذين الاعتبارين معا.

وعلى رغم المسعى الرسمي الذي قام في الواقع منذ تبين اولى ملامح التحقيقات في تفجير بورغاس والتي اشارت باصابع الاتهام للحزب وهو ساهم في التخفيف جدا من رد الفعل الاوروبي، تقلل مصادر رسمية اهمية وضع الجناح العسكري للحزب على لائحة الارهاب ولا ترى انه سيؤثر على الحزب فعلا مقدار ما هو تأثير رمزي ومعنوي خصوصا لجهة اظهار مدى الكلفة الباهظة لهذا النشاط للحزب عليه تحديدا وعلى لبنان ايضا ولكونه يطبع الحزب او شقاً منه بطابع الارهاب. ولم يكن لقرار اوروبي في هذا الصدد ان يكتسب هذه الاهمية تحديدا لولا الموقف الاخير للدول الخليجية التي ذهب البعض منها الى اعتبار الحزب "ارهابيا" نتيجة تدخله في الحرب الى جانب النظام السوري علما انها تدرك حساسية الوضع اللبناني من جهة وتقيم حسابات دقيقة لمصالحها في لبنان من جهة اخرى خصوصا ان غالبيتها يصر على ابقاء الخطوط مفتوحة مع الحزب.

 

هل قلتم "نهاية الإسلام السياسي"

وسام سعادة/المستقبل

كانت مدرسة "نهاية الإسلام السياسيّ"، أو بالأحرى النقلة إلى أفق "ما بعد الإسلاموية"، قد ازدهرت أكاديمياً في أواخر عقد التسعينات من القرن الماضي، لا سيّما في تقليد الإسلامولوجيا الفرنسية (جيل كيبيل، أوليفيه روا). مختصر المقاربة التي انتشرت وقتها أنّ الإسلاموّية كأيديولوجيا سياسية كفاحية، وكتصوّر عقائدي ومتخيّل لبناء مجتمع الفضيلة، قد وصلت إلى طريق مسدود، وأنّ ايران آخذة في الانتقال من منطق الثورة إلى منطق الدولة، وأمامها حظوظ لتغليب السمات الديموقراطية على حساب السمات الثيوقراطية، فيما ستكتفي التجربة التركية بالتعريج على الأخلاقيات الدينية للتفلّت من مرجعية العسكر وحسن تدبير الموارد البشرية. طبعاً، أصرّ هذا التقليد المتفرّع عن "العلوم السياسية" على ثبات مقاربته حتى بعد هجمات الحادي عشر من أيلول، في مقابل رواج مناخات "تصادم الحضارات"، وانتشاء "رُهاب الإسلام".

كذلك الأمر، سارع أوليفيه روا فور اندلاع أحداث "الربيع العربي" للتأكيد أن بضاعته ردّت عليه، فوصف الربيع في سنته الأولى بـ"الثورة ما بعد الإسلاموية"، واعتبر أن "الإخوان" ضمناً، قد ساروا في خيار "ما بعد إسلاموي"، وغير مقيّد بأيديولوجيا دينية مقفلة، ولا يرمي بأية حال إلى بناء دولة من نسق أيديولوجي خاص (الدولة الدينية).

اليوم، وبعد "معطوفة" الانتفاضة الشعبية والانقلاب العسكري في مصر، نشبت كالنار في الهشيم تقليعة إعلان "نهاية الإسلام السياسي"، على اعتبار أن الإخوان المسلمين انتظروا عقوداً كي يظهروا لنا ما عندهم، فانكشفت ذخيرتهم نكثاً بالوعود، واستئثاراً، وفشلاً ذريعاً، بما في ذلك الفشل في صدّ عملية الإطاحة بحكم الرئيس المنتخب محمد مرسي، وأنّها صدمة لا قيامة بعدها لـ"الإسلام السياسي".

المفارقة الأساسية هنا أنّه فيما كان أصحاب نظرية "نهاية الإسلام السياسي" القديمة، قد أناطوا بالحركات الإسلامية نفسها دوراً أساسياً في تجاوز المرحلة الأيديولوجية المقفلة، والاستغناء عن التصوّرات اليوتوبية للمجتمع والدولة، اعتبر المروجون الإعلاميون والسياسيون لنظرية "نهاية الإسلام السياسي" الجديدة أن هذه الحركات الإسلامية نفسها لم يعد لها لزوم، وأنّها لن تفيق من الصدمة حتى تجد نفسها تتبعثر وتتحلّل، ومنهم من يدعو لاستئصالها بالقوة.

والمفارقة تصير أكثر إشكالية عندما تتبيّن المنابت الأيديولوجية للمروّجين لهذه الأطروحة، من نوستالجيي "القومية العربية" بمدرستيها الرئيسيتين، البعثية والناصرية، إلى بقايا الشيوعية العربية من الناظرين إلى فلاديمير بوتين كرائد لحركة "بعث الاتحاد السوفياتي"، إلى الليبراليين العرب الذين فشلوا قبل الربيع وبعده في التأسيس لحركات سياسية شعبية مستقلّة عن ثنائية "عسكر وإسلاميين"، إلى متوهّمي مواجهة الإسلام الحركي والإحيائي بالعودة إلى الإسلام التقليدي، المملوكيّ مثلاً، في حالة مصر. بهذا المعنى يجوز الاستيحاء والقول: "من كان يستند منكم إلى تراث أيديولوجي وسياسي ينبض حياة فليُعلِم الإسلام السياسيّ بمماته".

الوجه الثاني للمفارقة أن شعاراً كـ"نهاية الإسلام السياسي" لا يمكن أن يناقش بجدّية ما لم نمتلك الوعي بـ"العالم الإسلامي" كعالم يفيض كثيراً عن العالم العربي وحده، وهو عالم تؤمّن له المتغيرات التقنية والثقافية والاقتصادية المعاصرة آفاقاً غير مسبوقة للتعرّف على امتداده وعالميّته، وتداخله مع سواه، والآفاق التي ستنتج عن هذا التعرّف، ابتداء من تبادل المفاهيم والخبرات والتجارب، ووصولاً إلى التشارك في المصالح، وهذه آفاق أوسع بكثير مما كانت تتوقعه الانتظارات الأكثر تفاؤلاً لـ"الجامعة الإسلامية" في القرن التاسع عشر (المهمومة بإنقاذ السلطنة)، وللحركة الإسلامية منذ عشرينات القرن الماضي المشدودة لتصوّرات مستعادة ومتخيلة من الماضي، ماضي ما قبل انبثاق عالم إسلامي بهذا الامتداد، من إندونيسيا حتى المغرب، وبهذا التعدّد، وبهذه الطبقة الوسطى الصاعدة اليوم، والتي تتشارك في الكثير الكثير، من جاكرتا إلى كراتشي إلى طهران إلى اسطنبول إلى القاهرة.

فتطوّر العلاقات بين الإسلاميين وغير الإسلاميين، وتنوّع نوعية "الإسلاميين" كما ماهية "غير الإسلاميين" من بلد إلى آخر، هي مسألة لا تقارب إلا في ضوء خارطة كاملة من المقارنات لا يمكن أن تستبعد إندونيسيا وماليزيا والباكستان، وبلدان آسيا الوسطى وأفريقيا المسلمة.

المركزية "الشرق أوسطية" تمنعنا من مقاربة الواقعة الإسلامية بعالميتها اليوم، وكذلك مقاربة اختلاف التجارب الديموقراطية في المجتمعات الإسلامية المعاصرة. والسؤال هنا، إلى متى ستبقى هذه النظرة إلى عموم العالم الإسلامي مقتصرة على "الشعاراتية الإسلاموية" عند الإخوان والخمينيين، في حين أنّ الديموقراطيين المدنيين والليبراليين التقدميين الجديين، على اختلاف مشاربهم، في بلاد المسلمين أولى بها، إذا كان الخروج من "الأيديولوجيات المقفلة" هو فعلاً ما يسعون إليه، وليس مواجهة "الأحلام الماضوية الإحيائية" للإسلاميين بأحلام ماضوية قومجية وشيوعية، أو أحلام يقظة ليبرالية؟

 

إسقاط الأسد عبر الضغط على حزب الله

جوناثان ستيفنسون/الشرق الأوسط

وضعت سوريا واقعية الرئيس الأميركي باراك أوباما المستنيرة في الشؤون الدولية في أشرس تجربة لها. فالتدخل العسكري المباشر يمكن أن يزج بالولايات المتحدة في حرب أخرى لا نهاية لها في الشرق الأوسط. وعدم القيام بأي شيء يعني فشل أميركا في الوفاء بالتزاماتها الإنسانية والإضرار بمصالح أميركا الإقليمية.

ولكن العائق الرئيس وراء التوصل إلى صفقة سياسية هو تعنت الرئيس بشار الأسد. وليس هناك من شيء يمكن لأميركا أن تفعله للضغط عليه. ولعل أكثر ما قد يدفع الأسد للتوصل إلى حل وسط مقبول هو فقدان دعم حزب الله. وعلى الولايات المتحدة استغلال الغضب الشعبي في لبنان إزاء تدخل حزب الله في سوريا الآخذ في الارتفاع، حتى وإن كان ذلك يعني التفاوض مباشرة مع إيران لكبح جماح عميلها اللبناني.

كان حزب الله ورقة الأسد الرابحة. فمن دون مساعدة الآلاف من مقاتلي الحزب وقوات الحكومة السورية ما كان ليتمكن من استعادة بلدة القصير الاستراتيجية الحرجة في أوائل شهر يونيو (حزيران) وسوف يواجه أوقاتا عصيبة للاحتفاظ بدمشق والمناطق الرئيسة الأخرى. من جانبه، يرى حزب الله في سوريا قناة للأسلحة من راعيها وإيران، وأنه أفضل لسوريا أن يحكمها حليف مثل الأسد عن الثوار المعادين له.

غير أنه لم يتضح بعد ما إذا كان قادة حزب الله يرون الحرب في سوريا ضرورة. ففي أعقاب تفجير 2012 يوليو (تموز) الذي قتل فيه عدد من كبار أعضاء فريق الأمن القومي التابع للأسد، كان المرجح أن يفكر حزب الله في الحياة من دون الأسد. حينئذ قرر زعيم الجماعة، حسن نصر الله، فجأة التورط في سوريا - ربما، في جانب منه، بدافع الولاء لإيران.

يعتبر حزب الله أقوى ميليشيا غير حكومية في العالم، ولكن المجموعة تفتقر إلى معدات الجيوش النظامية كما أنه ضعيف جدا إذا اضطر للتمدد. مع وجود الآلاف من المقاتلين فعلا في سوريا وإمكانية حصول حرب مع إسرائيل يمكن له التفكير والقلق منها، فإنه يكون وصل إلى أقصى حد لما يمكن أن يقوم به لإنقاذ نظام الأسد. تبجح نصر الله حول دعم حزب الله للقوات السورية يبدو مناورة عصبية أكثر منه انعكاس لمحاولة الوصول إلى حل.

داخل لبنان، دعم حزب الله للأسد لا يحظى بشعبية. اشتبك الداعمون للثوار والموالون للنظام في بيروت وفي أماكن أخرى، والشهر الماضي هاجم الثوار السوريون حزب الله على الأراضي اللبنانية لأول مرة. حزب الله غير مستعد للتصعيد محليا خشية استثارة الميليشيات السنية. في هذه الأثناء، حملت الأزمة السورية قوات الأمن اللبنانية جهدا مضاعفا لإخماد نيران العنف الطائفي، وأدت إلى استقالة رئيس الوزراء وتأجيل الانتخابات والتأثير على ديمقراطية لبنان الهشة.

حزب الله براغماتي ويولي أهمية قصوى للحفاظ على استقرار لبنان وعلى الشرعية السياسية التي بناها هناك. بالنظر إلى مرونة المعارضة اللبنانية والتقلبات في لبنان، فإن قادة آخرين من حزب الله ربما يشككون في قرار نصر الله بالتدخل في سوريا بشكل كلي. إيران تقدم المال والسلاح. ولكن عزفها عن نشر مقاتلين وتحمل خسائر بشرية في سوريا يوحي بأن طهران تعمل بحذر.

لكي يتخلى حزب الله عن دعمه المطلق لنظام الأسد، يجب إقناعه بأنه لا يمكن للأسد البقاء في السلطة وأن النظام الجديد لن يقوض مصالح حزب الله بشكل تام.

الطريق إلى قلب حزب الله يمر من خلال إيران. على إدارة أوباما أن تعترف بالصعب وأن تبدأ بجعل إيران كمشارك في المفاوضات الرامية إلى التوصل لاتفاق سلام في سوريا. الرئيس الإيراني المعتدل المنتخب حديثا، حسن روحاني، يسعى إلى علاقة أفضل مع السعودية، وفي حين تصر إيران على أن سياستها في سوريا لم تتغير، إلا أن السيد روحاني وعلى الأرجح سوف يلعب دورا أقل إعاقة من سلفه، ويمكن أن يفتح المجال للتوصل إلى تسوية حقيقية. وعلى الولايات المتحدة أن تتقبل سيناريوهات تقاسم السلطة التي تحافظ على دور العلويين التي ينتمي إليهم الأسد في الحكومة السورية الجديدة.

كما أن على واشنطن تحفيز القوى المناهضة للأسد، الذي أدى انقسامهم إلى تعزيز موقف الأسد مؤخرا، وذلك من خلال الإشارة إلى أن أميركا تعد العدة لزيادة شحنات السلاح إلى الثوار المعتدلين في سوريا، شرط أن يكون لديهم الرغبة في الاتحاد والتفاوض. الدبلوماسية الشديدة على طول هذه الخطوط يمكن أن تزيد الرافعة الدولية للمسؤولين الإيرانيين مع وجود شكوك حول جدوى وجود الأسد وفي نفس الوقت العمل على تليين مواقف المتشددين الإيرانيين. بعض الإسرائيليين يجادلون بأن الحرب الأهلية السورية استنزفت كلا من نظام الأسد وحزب الله وإيران. رغم سطحيتها فإن هذه النظرة الوردية يشوبها مخاوف من أن احتمال تسرب عنف قد يؤدي إلى زعزعة لبنان والأردن وحتى تركيا. مثل هذا السيناريو يمكن أن يؤدي إلى تصاعد الحرب الجارية حاليا في سوريا إلى حرب أكثر مباشرة ومواجهة خطيرة يمكن أن تثبط في نهاية المطاف مساعي إيران لتقديم تنازلات فيما يخص برنامجها النووي وهو الأمر الذي تسعى إليه الولايات المتحدة بشدة. الاستراتيجية الواعدة، وهي صعبة كما هو تنفيذها، هي قطع شريان حياة الأسد من خلال الحصول على تعاون حزب الله عن طريق إيران.

* خدمة «نيويورك تايمز»

 

سلام: لم أضع معايير تأليف الحكومة لأتنازل عنها

جريدة الجمهورية/اسعد بشارة

لم ينطلق قطار تأليف الحكومة ليقال إنّ الأمور عادت الى بداياتها. فالثلث المعطل لا زال يُعطّل، والمسؤولون عن التعطيل الذين حاولوا منذ عشرة أيام وحتى الآن تغيير الأسلوب والبقاء على مطلب التعطيل، عادوا الى البدايات.

المطلوب أن تعلن «8 آذار» موقفها من دخول الحكومة أو عدمه خصوصاً إذا تصلّب عون

في هذا الإطار، أحيوا الحلف المقدس، وأطلقوا العنان لرئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون، الذي استحضر مناخات تأليف الحكومات السابقة، مهاجماً الرئيس المكلف تمام سلام، ومحاولاً تحديد ما يجب أن يقوم به وما لا يجوز أن يفعله، كأنّ الحكومة يُفترض أن تُشكل في الرابية. في المصيطبة، يبدو سلام مطمئناً إلى سلامة مهمة التأليف التي حافظ عليها من خلال إعلان المعايير في الساعات الأولى للتكليف. ويؤكد أمام زوّاره أنّ ما من شيء قد تغيّر في هذا الخصوص، فـ"أنا لم أضع المعايير لأتنازل عنها، بل لأؤلّف الحكومة على أساسها، لأنها من صلب مهمات أيّ رئيس مكلّف وصلاحياته ومسؤولياته وواجباته، وسأتصدى لأيّ محاولة تهدف لتكريس أعراف خارجة عن الدستور في تأليف الحكومات". ينقل زوّار المصيطبة عن سلام تثمينه ما قام به رئيس مجلس النواب نبيه برّي لجهة إعلانه عدم اشتراط الثلث المعطل، لكنّ هذا الإعلان لا يكفي إذا لم يَقترن بالتطبيق العملي، أي باللغة العامية: "التقريش".

ففضلاً عن أنّ برّي أوفد معاونه النائب علي حسن خليل إلى سلام بعد عشرة أيام من المبادرة، فإنّ الموفد حمل طرحاً مفاده أنّ رئيس المجلس مرن جداً في طريقة توزيع حصته الوزارية (3 وزراء) داخل الحكومة، وهذا بحدّ ذاته لا يكفي، لأنّ المطلوب بعد الاتفاق على الحصّة الشيعية، هو أن تعلن قوى "8 آذار" موقفها من دخول الحكومة أو عدمه، خصوصاً في حال تصلّب عون.

فهل ستلتزم هذه القوى وعلى رأسها "حزب الله" موقف عون وتمتنع عن المشاركة، أم أنها ستترجم ما أعلنه برّي عمليّاً في خصوص زوال الثلث المعطل؟ هذا السؤال لم يصل جوابه إلى المصيطبة، وكلّ ما وصلها نيّات صادقة من برّي بإحداث ثغرة في جدار التأليف، ما لبثت أن أُجهضت بمواقف من عون و"حزب الله".

هذا السؤال لا يكون الجواب عليه، في حال عادت قوى "8 آذار" الى التفاوض كطرف واحد في تأليف الحكومة، إلّا بتنظيم الحصص الوزارية ضمن سقف الثلث، أيْ ثمانية وزراء لا يزيدون واحداً، بحيث لا يطلب عون حصة تزيد عن الوزراء الشيعة الخمسة، لأنّ ذلك سيجعل من الثلث المعطل، المرفوض من سلام، حقيقة داخل الحكومة.

تبدو مهمة التمسك بالمعايير، أولويّة لدى سلام الذي يتعاطى معها على قياس التطلّع إلى المستقبل، من زاوية تصحيح التجاوزات التي شابت تأليف الحكومات من العام 2005 وإلى اليوم.

في المصيطبة، ينقل الزوار عن سلام أنّ الحكومة لن تؤلَّف لا من الرابية ولا من أيّ مكان آخر، ولا يمكن لأحد (عون أو غيره)، أن يملي على الرئيس المكلف اعتذاراً عن التأليف أو عدم اعتذار، فهذه مسؤوليته، والخيارات ليست مقفلة أمامه، والاعتذار يكون فقط في حال شعر أنّ الناس لم تعد ترى ضرورة لاستمراره.

لم يفاجأ سلام بالموقف الذي صدر عن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي دعماً للحكومة الحيادية. فقد ارتاح إليه، معتبراً أنه يشكل ترجمة لما يريده الناس في الاسراع بتأليف الحكومة، ويعطي دفعاً من رأس الكنيسة ومن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في اتجاه تسريع ولادتها.

وينقل الزوار عن سلام تأكيده وجوب أن يكون التأليف البداية لكسر الحلقة المقفلة المفروضة على البلد، والدعوات المحمودة إلى الحوار التي صدرت عن الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، لا ترجمة واقعيّة لها كبداية للانفراج، إذا لم يُسهّل التأليف، ذلك قبل أن يتحوّل التعطيل إلى مأزق الذين عطلوا، ثم إلى أزمة وطنية لا يعود بالإمكان حصر خسائرها.