البشير والذكرى 31 لانتخابه رئيساً للجمهورية

بقلم/الياس بجاني*

 

يحتفل لبنان اليوم بالذكرى الـ 31 لانتخاب البشير رئيساً للجمهورية اللبنانية في 23 آب 1982. في هذا اليوم لا بد من أن يقارن اللبناني الحر والسيادي وصاحب الضمير الحي بأسى وحزن وخيبة أمل بين  ممارسات وأقوال البشير ذاك القائد الشجاع والصادق والشفاف والمؤمن وصاحب القضية الحقة وهو الغائب بالجسد والحاضر أبداً بالفكرة والمثال، يقارن بينه وبين ممارسات وأقوال الأوباش من ربع القيادات المسيحية الشاردين والإسخريوتيين الذين وقعوا في التجربة بسبب دناءة نفوسهم وخساسة فكرهم وضحالة إيمانهم وشح رجائهم، فخابوا وفشلوا وأمسوا عبيداً طيعين لإبليس وأدوات رخيصة وقذرة معروضة للبيع في أسواق النخاسة.

 

لا بل أصبح هؤلاء الأوباش جميعاً شياطين يُجربون المواطن اللبناني بشرورهم وفخاخهم وبأوبئة الخيانة والعمالة التي استوطنت في نفوسهم المريضة، ومنهم ذاك الجنرال الواهم القابع في الرابية صاحب الضمير الميت والجاحد بكل قيم ومبادئ وعطاءات البشير، والمتنكر بوقاحة وفجور لدماء قوافل الشهداء الأبرار، ولقضية أهلنا اللاجئين في إسرائيل ظلماً وعدواناً، وللمعتقلين اعتباطً من أحرارنا والمناضلين في غياهب السجون السورية النازية.

 

 بخبث ورياء حمّل هذا الزنديق شعارات البشير وتاجر بها حتى وصل عن طريقها إلى موقع القيادة والزعامة والقرار وإلى قلوب محبي البشير ومن ثم باعها بثلاثين من فضة ورهن قميص الوطن وانتقل إلى قاطع الإرهاب السوري والإيراني وراح يعمل ليلاً نهاراً على هدم الهيكل اللبناني دولة وهوية وكياناً وتاريخاً ومؤسسات ومجتمعات، وعلى ضرب مرجعية بكركي التي أعطي لها مجد لبنان، فجاهر بعدائه للأمم المتحدة ولقراراتها ولدول العالم الحر والعدالة وعمل ويعمل على نحر كل الثوابت الوطنية.

 

لنصلي في هذه الذكرى من أجل خلاص الواقعين في تجربة هذا الشيطان وفي حبائل وتجارب أقرانه باقي الأبالسة وتجار المقاومة والتحرير من أجل أن ينير لهم الرب طريق الخلاص ويساعدهم برأفته ومحبته ورحمته على الخروج الآمن من شباك أولئك الأوباش والمارقين والكفرة.

 

طبقاً للواقع والمزاج اللبناني المعاش في الوطن الأم وبلاد الانتشار نقول براحة ضمير إن جميع هؤلاء الأوباش من القيادات المسيحية الأبالسة الأحياء الذين لم يسترد الله أرواحهم الشريرة والنجسة حتى الآن هم جثث لأموات تمشي على الأرض وهم قد ماتوا في وجدان وضمير وعنفوان الأحرار من أهلنا، فيما البشير الغائب بالجسد منذ 31 سنة هو حي فينا وسوف يبقى حياً طالما بقي لبنان وبقي شعب لبناني مؤمن بالعزة والكرامة والعنفوان.

 

إن لبنان التاريخ والرسالة، لبنان دم وعرق الشهداء، لبنان الأرز الخالد، لبنان رفقة وشربل والحرديني ويعقوب واسطفان نعمة، هذا اللبنان هو براء من أفعال خيانة هؤلاء الأوباش ومن كل هرطقاتهم وإجرامهم وجحدهم والكفر.

 

اليوم في الذكرى الـ 31 لانتخاب البشير رئيساً للجمهورية دعونا نصلي بخشوع من اجل عودة السلام إلى ربوع وطننا الحبيب، لبنان.

 

في صلاتنا الربانية نقول: "لا تدخلنا في التجارب ونجنا من الشرير". دعونا اليوم نصلي من أجل خلاص كل أهلنا المغرر بهم وأولئك الواقعين في تجارب شياطين السياسة اللبنانية، دعونا نصلي من أجل أن ينير لهم الرب طريق الخلاص بنوره الأزلي ويردهم تائبين إلى سبل الحق ومسالك الإيمان والرجاء.

 

يقول السيد المسيح: "ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟"

نسأل ماذا ينفع اللبناني المواطن والسياسي ورجل الدين والمسؤول لو ربح مال قارون وخسر لبنانه والهوية ومعهما الكرامة والحرية؟

إن لبنان الرسالة والقداسة هو أمانة ربانية في أعناق أهله ومن يخونه يستحق نار جهنم حيث البكاء وصريف الأسنان.

البشير حي فينا، نعم حي فينا

 

*الكاتب معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

*تورنتو/كندا في 23 آب /13