بيان المطارنة الموارنة فقد وهجه وغاياته منذ تولى الراعي سدة البطريركية
 بقلم/الياس بجاني

للأسف ومنذ وصول البطريرك الراعي إلى سدة البطريركية فقد بيان المطارنة الموارنة الشهري وهجه وانحرف عن الغاية الأساس منه ولم يعد يسمي الأشياء بأسمائها كما كان الحال في عهد الكبير البطريرك صفير، وبالتالي أمسى بياناً انشائياً يتصف بالذمية والتقية وباللعب على المفردات و"متل قلتو".

فهو يساوى القاتل بالقتيل، والمعتدي بالمعتدى عليه، ويغوص في الرمادية والفتور مما يناقض المفهوم الإنجيلي بالكامل الداعي إلى أن يكون كلامنا نعم نعم ولا لا. نسأل غبطة الراعي والأحبار الأفاضل من يعطل مجلس النواب، ومن يغتال الأحرار من أهلنا، ومن يفجر السيارات، ومن يمنع قيام الحكومة، ومن يهيمن على المطار والبور؟

 ومن يصنع ويزرع ويصدر ويوزع المخدرات ويزور الأدوية، ومن يسرق السيارات ويخطف ويمتهن التهريب، ومن يحارب في سوريا وينفذ عمليات إرهابية في كافة أرجاء العالم، ومن يسرق أرض المسيحيين ويهجرهم، ومن يشعل طرابلس؟

 ومن يعهر القضاء ويهمش مؤسسات الدولة، ومن فجر الجامعين في طرابلس، وماذا كان هدف مخطط سماحة المملوك، ومن يعيق قيام الدولة، ومن حول الدولة إلى تابعة وملحقة بالدويلة؟ أليس محور الشر الإيراني برأس حربته، حزب الله هو وراء كل هذه الهرطقات؟ ونسأل لماذا لم يتطرق البيان بوضوح لأهلنا المعتقلين في سوريا ولأهلنا اللاجئين في إسرائيل الممنوعة عودتهم إلا بذل؟

ونسأل لماذا لم يعيد الراعي أقله الراهبين الإنطونيين من سوريا يوم زارها و"عبط" المقداد وصفق فرحاً للأسد داخل الكنيسة؟ وتطول قائمة الأسئلة التي كلها تبين أن الراعي والعديد من مطارنته هم عملياً أعضاء في 8 آذار ولنا في فجور المطرانين سمير مظلوم وايلي نصار خير مثال لابط ونافر. هذه هي الحقيقة دون لف ودوران وهي مخجلة إلا أنها الحقيقة.

ثم ماذا عن المؤتمر المسيحي الذي أشاد به البيان وهو الذي عقد في الربوة؟

 نسأل من أعده ومن حضره ومن غاب عنه؟ في الخلاصة: للأسف بكركي التي أعطي لها مجد لبنان هي حالياً مغيبة عن دورها وما تقوم به في ظل سيدنا الراعي هو مناقض لهذا الدور في الكثير من المحطات.
 
مأساة وطن الأرز تكمن في قادة لا يقودون بل هم منقادون، وفي رعاة لا يرعون، بل هم تحولوا لذئاب تفترس الرعية، ومسؤولين لا يفقهون ألف باء المسؤولية يمارسون التبعية العمياء والخنوع المذل، وشعب في العديد من شرائحه قبل وضعية الغنمية وارتضى النوم في الزرائب والعيش على تبن من معالف.

أليس هذه هو زمن البؤس والمحل؟ يبقى أن الله يمهل ولا يهمل وغداً لناظره قريب.

 

الكاتب معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

*تورنتو/كندا في 30 تشرين الأول/2013