جريدة السفير ومهمة التسوّيق للبطريرك الراعي

بقلم/الياس بجاني*

 

ليس سراً أن جريدة السفير المعروفة بتبعيتها الكاملة للسوري والإيراني ولوكلائهما في لبنان قلباً وقالباً وتمويلاً وإدارة وتوجيهات هي مكلفة رسمياً العمل إعلامياً وبشكل يومي من ضمن خطة مُحكمة ومتكاملة بالتعاون مع فريق إعلامي لبناني وسوري امتهن ومنذ سنين طويلة التبعية والنفاق والتلون والتجارة بالكلمة.

 

المهمة هي التسوّيق بأسلوب احتيالي ومموه لخيارات ومواقف البطريرك بشارة الراعي السياسية المتماهية كلياً مع مخططات وأطماع محور الشر السوري- الإيراني/ والمعادية لثورة الأرز حتى العظم، والمتناقضة كلياً مع ثوابت بكركي التاريخية، والغريبة والمغربة عن كل أسس الإيمان والمحبة، وعن دور لبنان الرسالة.

 

من يتابع عن قرب ومنذ خطيئة وجُرْم انتخاب المطران بشارة الراعي بطريركاً ما تنشره باستمرار الجريدة هذه ومعها باقي الأبواق الإعلامية الصفراء والسوداء والأورانج، وما بينهم من وسائل إعلامية طفيلية لمرتزقة، وينسب لمصادر لاهوتية في بكركي يُدرك خطورة ما يُحاك من مؤامرات خطيرة على المرجعية الموارنة الأولى، وعلى لبنان الدولة والكيان والتعايش والتنوع، وعلى الوجود المسيحي الفاعل فيه.

 

ما تسميه الجريدة تمويهاً مصادر في بكركي هو بالواقع مطبخ الفريق الإعلامي إياه ومن ضمنه رجال دين كبار يعرِّف جيداً الموارنة خلفياتهم ومرجعياتهم السياسية، وعدد من السياسيين الخائبين والباحثين عن أدوار وهم ودائع انتدبتها للمهمة قوى الأمر الواقع.

 

كما أن بعض أفراد هذا الفريق اختارهم الراعي بنفسه وهم لا يغيبون عن وسائل الإعلام حيث يدافعون عن انحرافاته السياسية محلياً واقليمياً ويحاولون بجهد وخبث ودهاء ودون كلل إقناع الموارنة واللبنانيين أن لا ثوابت لبكركي ليحيد عنها الراعي أو يناقضها، بل هناك مواقف وخيارات آنية للصرح يقررها البطريرك بنفسه، وأن ما ينتهجه الراعي من مواقف منحرفة 180 درجة عن حقبة البطريرك الدائم مار نصرالله بطرس صفير، أطال الله بعمره، هي فاتيكانية خالصة وبامتياز، وهذا طبعاً غير صحيح.

 

في هذا السياق المُساق بعصا ودفع محور الشر وبماله النظيف والحلال تأتي مقالة الصحافية المخضرمة دنيز عطالله التي نشرت في جريدة السفير بتاريخ 15 حزيران/12 تحت عنوان "ملاحظات روما على أداء الراعي لا تلغي استمرار الحماسة لدوره وانفتاحه. الفاتيكان وبكركي: توافق على المبادئ واختلاف على "الارتجال"،

 

بشطارة كبيرة ولكن بإستغباء فاشل ومكشوف لعقول الموارنة خصوصاً واللبنانيين عموماً تحاول الصحافية أن توحي للرأي العام اللبناني المقيم والمغترب أن الفاتيكان يؤيد نهج ومواقف وخيارات الراعي بقوة وهو الذي كان اختاره، الفاتيكان هذا لا يزال على دعمه المطلق رغم "هفوات وفلتات" لسان الراعي، التي برأينا المتواضع تُعبر حقيقة عن تكوين شخصيته المشابهة حتى الاستنساخ لشخصية ميشال عون لجهة نزعات التفرد، والأنانية، والأوهام، والإستكبار والخصومة الدائمة مع من يخاصمهم.

 

من يقرأ المقالة بسطحية يتوهم أنها تنتقد الراعي وارتجالية مواقفه التي غالباً ما تتناقض مع بعضها البعض كما ذكرت. بالطبع هذا التناقض ومعه التخبط هي أمور جلية وليست بخفية على أحد، في حين أن ما أرادت الكاتبة فعلاً إيصاله تحت هذا العنوان الخادع والمخادع، هو تمرير ما قالت انه استمرار دعم الفاتيكان بقوة للراعي رغم الإختلاف على مواقف الارتجال.

 

أنه وفي خضم هذه الهجمة السورية والإيرانية الشرسة والوقحة على لبنان إنساناً وأرضاً ومرجعيات وديموغرافية ونظاماً ودولة ومؤسسات، المطلوب التنبه بحذر لما تنشره جريدة السفير وتنسبه لمصادر في بكركي، وإلى وما تُسوّق له في هذا الإطار كل الوسائل الإعلامية الأخرى العاملة بأمرة وتمويل وعصا محور الشر، وقد أضيفت إليها "الميادين".

 

في الخلاصة، يبقى أن بكركي التي أعطي لها مجد لبنان ستبقى الصخرة اللبنانية البطرسية العصية على كل العواصف والزلازل ولن تقوى عليها قوى الشر لا اليوم ولا في أي يوم، أما وجود البطريرك الراعي فيها فهو آني ومؤقت، وأنه ورغم كل الأوهام والإنحرافات لن يتمكن من تغيير أو تبديل أسسها فهي باقية وهو زائل كما كل البشر الترابيين.

 

*معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي

البريد الالكتروني Phoenicia@hotmail.com

الموقع الالكتروني http://www.10452lccc.com

تورنتو/كندا في 17 حزيران/2012

 

 

 

في أسفل المقالة موضوع تعليقنا

 

ملاحظات روما على أداء الراعي "لا تلغي استمرار الحماسة لدوره وانفتاحه"

الفاتيكان وبكركي: توافق على المبادئ.. واختلاف على "الارتجال"

http://www.assafir.com/Article.aspx?EditionId=2176&ChannelId=52109&ArticleId=1469&Author=دنيز عطالله حداد

دنيز عطالله حداد (السفير)، الجمعة 15 حزيران 2012

تحمل زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر المتوقعة الى لبنان ما بين 14 و16 أيلول المقبل دلالات كثيرة للبلد عموما وللمسيحيين خصوصا. وقبل أن تكون الزيارة، رسالة طمأنة ودعم لمسيحيي الشرق، «هي تأكيد على تمسك الفاتيكان بالعيش المشترك في هذه المنطقة والقيم التي تندرج تحت هذا الخيار وتتمحور حوله». لذا ستبقى الزيارة المتوقعة تحت الضوء ومحل اجتهادات ومتابعات وتحليلات. وكان لافتا للانتباه في الساعات الأخيرة، التسريبات حول احتمال إلغاء الزيارة، الأمر الذي استوجب تدقيق الأوساط الكنسية اللبنانية في صحة المعلومات خصوصا بعد ان ذهب بعضهم الى حد التلميح أنها «إشارة فاتيكانية أولى تمهيدا لتأجيل الزيارة أو إلغائها». وقد استوجب التشاور الذي حصل بين بيروت وروما، صدور بيان رسمي عن الفاتيكان، أمس، تضمن تأكيدا أن زيارة البابا إلى لبنان «ما تزال مقررة وتجري التحضيرات لها بنشاط بالرغم من الأزمة السورية».

وخلصت مصادر كنسية ورسمية لبنانية، على تواصل يومي مع الدوائر الفاتيكانية، إلى أن الاستعدادات متواصلة في الكرسي الرسولي تحضيرا للزيارة والعمل على إنجاحها. وأن اللجنة اللبنانية المكلفة التحضير للزيارة تتقدم في عملها. وتوضح مصادر كنسية «ان الفاتيكان الحريص بطبيعة الحال على أمن البابا وسلامته، يبدي حرصا اكبر على سلامة المشاركين في الاستقبال سواء اللبنانيون منهم او المؤمنون الآتون من دول الجوار اللبناني. لذا فإن أحداثا امنية كبيرة او مخاطر جدية وخطيرة ستكون كفيلة بتأجيل الزيارة، لكن اليوم، ووفق المعطيات الموجودة، لا تغيير في جدول الزيارة ولا موعدها المقرر». يفتح النقاش حول زيارة بنديكتوس السادس عشر الباب على العلاقة بين الكرسي الرسولي والكرسي البطريركي في بكركي.

ففي الشهرين الماضيين، تسرب كثير من الكلام حول «انزعاج فاتيكاني من بعض مواقف البطريرك بشارة الراعي الذي ذهب بعيدا في انتقاد «الربيع العربي» وإشهار خوف مبالغ فيه من الاسلاميين. وعلى الصعيد اللبناني، بدد سريعا الإجماع الذي حظي به لحظة انتخابه قبل سنة ونيف». تشرح مصادر كنسية واسعة الاطلاع «ان الفاتيكان دولة تقوم على عدد كبير من المؤسسات والدوائر المتداخلة والمستقلة في آن. والقيّمون على هذه الدوائر هم في النهاية أفراد وبشر، لهم رؤيتهم ونظرتهم المستقلة القابلة للنقاش والتوافق او الاختلاف حولها في الفاتيكان نفسه. لكن متى اتخذ قرار ما فإنه يصبح ملزما للجميع.. والطاعة شرط من شروط الالتزام الكهنوتي».

تضيف المصادر أنه لم يعد خافيا «ان البطريرك الراعي جاء بدعم فاتيكاني واضح. وقد زكّاه رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري وساهم في تسهيل انتخابه. ولكن خصوصية البطريركية المارونية، وطبيعة العلاقة بين الفاتيكان وبكركي تجعل تأثير الاولى على الثانية وجدانية عميقة اكثر منها عملية حسابية على الموقف والكلمة او تدخلا في شؤون تفصيلية صغيرة. يفهم الفريقان بعضهما من دون جهد او عناء. هما يلتزمان الشركة القائمة على المحبة ويعملان بهديها، مع تأكيد احترام الكنيسة المارونية الابنة للكنيسة الأم وتقبل سعة معرفتها بمصالح أبنائها في كل العالم». وتؤكد المصادر حماسة الفاتيكان لانتخاب الراعي. «فهو نشيط ومتحمس ومنفتح ويتواصل مع ابناء كنيسته كما مع أبناء الكنائس وحتى الاديان الاخرى، ويطمح الى تحويل الكنيسة المارونية الى مؤسسة منظمة. امضى سنوات طويلة في روما ويفهم آليات العمل وأساليب التفكير ومقاربة الامور.

دعم الفاتيكان للراعي قائم ومستمر الى اليوم. لكن بعض الدوائر تسجل ملاحظاتها على جزء من مواقفه. فالفاتيكان عموما لا يحب الارتجال، والبطريرك الراعي، بعفوية غالبا وعن قصد في ما ندر، يرتجل ويسترسل في شرح فكرته. ومنذ انتخابه الى اليوم ظهر وكأنه يناقض نفسه احيانا. ربما هذا صحيح في الشكل. لكن للبطريرك قناعات راسخة بناها بعد عمق تفكير ودراسة واستشارة.  ولكن ربما لم ينجح دائما في التعبير عنها بالدقة المطلوبة؛ ناهيك انه في لبنان هناك من يتوقف على الحرف والفاصلة ويبني عليها تحليلاته». وعن مدى تطابق مواقف البطريرك مع مواقف الكرسي الرسولي، تجيب المصادر «لا يمكن الا ان تكون متطابقة. لكن للطرفين خصوصية التعبير، وربما ارتجال الراعي ساهم احيانا في اظهار تمايزها. البطريرك حريص كما الفاتيكان على حرية الشعوب واستقلالها وكل ما يواكب ذلك من مساواة وعدالة اجتماعية واحترام كرامة الإنسان وحقوقه. والبطريرك كما الفاتيكان ضد الديكتاتوريات وحكم الأنظمة الواحدة القمعية، لكنهما، على المستوى العربي، يحتفظان بحقهما في التحذير من اية بدائل متطرفة تلغي هوية المنطقة وتراثها الغني بالتعددية. ان الكنيسة تحترم خيارات الشعوب في التغيير ولا يمكن الا ان تنحاز اليها شرط ان تحترم هي بدورها حرية كل مكونات مجتمعاتها فلا تذهب بالأقليات وهم خميرة الشرق وملحه».

 

وفي اسفل مقالة أخرى تبين ما تقوم به جريدة السفير لجهة التحريض والتسويق للراعي ولسياساته نشرت بتاريخ 16 حزيران/12

 

عرائـض «آذاريـة» تطالـب الفاتيكـان بإقـالة الراعـي!  

http://www.assafir.com/Article.aspx?EditionId=2177&ChannelId=52134&ArticleId=1639&Author=غراسيا بيطار

 

غراسيا بيطار/السفير 16 حزيران/12

يعيش البطريرك الماروني بشارة الراعي هذه الأيام ما يشبه «الحرب ضد تجار الهيكل» وتكاد آذان أهل الصرح البطريركي في بكركي تصاب بالطرش جراء صخب «الجولات المكوكية» لـ«فريق 14 آذار» بين السفارة البابوية في حاريصا والكرسي الرسولي في الفاتيكان.. والهدف ليس رفع الصلوات على «نية لبنان ومجده»، بل «رفع عرائض تطالب بإقالة الراعي بتهمة انحيازه لفريق ضد آخر في لبنان».

تناهت الى مسامع بكركي أسماء «آذارية» عدة، ذهبت لتحرض الفاتيكان على من أوحى بانتخابه البطريرك السابع والسبعين لموارنة لبنان. تبرز أسماء عدة. منها من «يقيم» في «الأمانة العامة» ومن يحمل الصفة الحزبية السابقة، حتى إن عدسة أحد الهواة التقطت عن غير قصد صورة مستشار مرجع حكومي سابق في أحد أفخم فنادق روما مع مسؤول فاتيكاني كبير في مطلع حزيران الحالي.

ومن القضايا التي يمكن الاستناد اليها كشاهد على «وضع العصي في دواليب الراعي» مسألة انتخاب المطارنة. فما أن ينتخب مطران ما «ثمة من يتبرع لمهاجمته في دوائر روما، ما يتسبب في إطالة المدة لتصديق انتخابه فاتيكانيا وربما لإلغائه أحيانا». وهنا يتساءل البعض من أهل الكنيسة عن الحكمة من «فتح الفاتيكان أبوابه لهؤلاء علما أن روما لم تكن تسمع إلا لسيد بكركي وللمطارنة الأربعين الممثلين بشخصه».

لماذا غرز السهام في ظهر البطريرك؟ تجيب الأوساط الكنسية، «ربما لأنه فاق هؤلاء في الوطنية والانفتاح والاعتدال وبأن لبنان مساحته أكبر من تلك الفاصلة

بين نهر الكلب وحاجز المدفون». وتضيف: «لم يبلعوا له بعد زيارته للجنوب وكأن آلاف المسيحيين المقيمين في رميش وعين إبل ودبل غير موجودين مثلا؟ يقفون ضده لأنه يريد إخراجهم من قمقمهم ولأنه عصي على أن يفصّلوه على القياس الذي يريدونه هم له».

في سكون معراب يتساءل سمير جعجع على قاعدة «ضربني وبكى سبقني واشتكى» فيقول: «لماذا تشن بكركي حملة ضدي»؟ لم يتلقف «سياسة الباب المفتوح» التي يعتمدها البطريرك الراعي منذ توليه الكرسي البطريركي، لا بل هو قرر أن يخالف توجيهات بكركي بعدم مشاركته في الحوار الوطني في بعبدا بدعوة من رئيس البلاد... وهو اليوم القطب المسيحي الوحيد الذي يقاطع رأس الكنيسة المارونية. والسؤال المطروح: «ماذا يمنع جعجع أن يدق باب بكركي و«يفلش» على طاولة «سيدها» كل هواجسه وانتقاداته، وما الذي يمنع «فريق 14 آذار» من مصارحة البطريرك بكل ملاحظاته؟

في «الجمعة» الأولى التي احتضن فيها الراعي، الأقطاب الموارنة الأربعة (أمين الجميل وميشال عون وسليمان فرنجية وسمير جعجع) بعيد انتخابه بطريركا منذ أكثر من سنة، شدد سيد بكركي آنذاك على ضيوفه وفي حضور الحبيس يوحنا خوند على أن «خطابنا يجب أن يكون عبر الحوار المباشر والصريح لا عبر الإعلام». لكن الكنيسة تلمس «تخديرا ما» لهذا الفريق الذي يساهم في خلق جو «مهيئ لحرب أهلية عبر الشحن الطائفي والمذهبي والذي لا يكلف تلك الحرب إلا إشعال عود كبريت». وتتساءل الأوساط الكنسية في محاولة لإيجاد جواب: «إذا لم يكن حرا في قرار المقاطعة فهل سيكون حرا في قرار العودة كالابن الضال الى بكركي؟».

يبتسم الراعي للسهام التي تتوجه إليه، ويتذكر الكلام العفوي للناس الذين زارهم في بيوتهم في المناطق اللبنانية كافة، فهي خير ردّ: «شكرا سيدنا لأنك قرّبت المسافات بين كل اللبنانيين».

توران في بيروت

الى ذلك، وصل رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان الكاردينال جان لويس توران، مساء امس، إلى بيروت، لتمثيل دولة الفاتيكان في المؤتمر الذي سيعقد في بيروت بعنوان «الحوار بين الأديان» يوم الأربعاء المقبل.

وأكد توران أن زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر، الى لبنان بين 14 و16 أيلول «ما زالت في موعدها».