الساكت على مواقف الراعي شيطان اخرس

بقلم/الياس بجاني*

 

فعلا هو أمر معيب أن يدعى البعض في وطني لبنان أنهم من الأحرار والمؤمنين والبشيريين وفي نفس الوقت يصمتون صمت القبور على انحرافات وهرطقات البطريرك بشارة الراعي الذي انقلب على كل ما هو لبناني وإيماني وحقوقي وإنساني وثوابت وأصبح مسوقاً وقحاً لمحور الشر السوري والإيراني وحليفاُ فجاً لحزب الله الذي هو وكما يعلم القاصي والداني أداة هذا المحور العسكرية والإرهابية في لبنان وكل دول المنطقة والعالم.

 

يأخذ علينا البعض من الغيارى على السمعة والمظاهر الخادعة تصدينا الإعلامي الصريح والمباشر لمواقف الراعي وينصحنا بضرورة إبقاء الغسيل الوسخ داخل البيت وعدم نشره تجنباً للفضائح. نلفت هؤلاء إلى أن العبودية كما الحرية هي خيار ونحن اخترنا الحرية والشهادة لها وللحق بجرأة وتقوى ومخافة من الله وبالتالي متابعة تشريحنا لمواقف وكلام الراعي على خلفية لبنانية وبشيرية صرفة. نقول لكل من اختار الصمت والسير وراء انحرافات الراعي أننا لن نساير ولن نساوم للأسباب التالية:

 

أولاً: يعلمنا الإنجيل الشهادة للحق ويقول القديس بولس الرسول: "لو أردت أن أساير مقامات الناس لما كنت عبداً للمسيح" وهذا يعني انه واجب مقدس علينا كمؤمنين وموارنة ألا نساير مقام الراعي في حال تطاول على مقدساتنا وهو بالفعل ارتكب هذه المعصية في مواقف كثيرة فاضحة كان أخرها اعتباره بوقاحة منقطة النظير نظام الأسد المجرم ديموقراطياً وهو الذي قتل وخطف وأذل وعذب وهجر أهلنا وفتك بنا وفكك الكيان اللبناني وجعل من لبنان ساحة للإرهاب والبلطجة والأصولية والفوضى.

 

ثانياً: الراعي يساند الأسد وحزب الله والسلاح الإيراني ضد الدولة اللبنانية ويتبنى كفر وجحود وإجرام حكومة حزب الله ويغطي الرئيس سليمان في تخليه عن واجباته كرئيس، ولأن الراعي لم يخفِ ما يفعل بل يجاهر به علناً ويشوه عقول الناس ويبعدهم عن جوهر قضيتنا نرى عن قناعة تامة أنه واجب علينا انتقاد ما يقوم به علناً وليس خلف الأبواب بهدف حماية الناس من شروره.

 

ثالثاً: فضائحه الأخلاقية هي حديث الناس في لبنان وخارجه وليست سراً وقد دونت في كتب ونشرت ووزعت وبالتالي هو ليس ملتزماً بعهوده الكهنوتية والرهبانية (هو راهب) التي هي العفة والطاعة والفقر مما يعفينا من معاملته والتعاطي معه كبطريرك. الرجل يحاول جر الكنيسة إلى مواقع الإرهاب والجريمة وهذا عمل لن نقف متفرجين عليه دون تسمية الأشياء بأسمائها.

 

رابعاً: باع ارض الكنيسة تحت احتيال القضاء العقاري في لاسا وغيرها.

 

خامساً: لسانه متفلت ويكثر من الكلام دون تفكير أو تحضير وبالتالي يرتكب الأخطاء ويتورط. فهو قال لوفد من طرطوس زاره بمناسبة عيد الميلاد، "السوريون واللبنانيون شعب واحد في بلدين" وهو شعار بالي أكل عليه الدهر وشرب ولم يعد ينادي به حتى العروبي الغضنفر نجاح واكيم. نرى أن هذا الكلام هو خطيئة وجريمة ولا يجب أبداً السكوت عليه.

 

سادساً: المسيح وهو يدخل أورشليم انزعج الكتبة والفريسيون من الاستقبال الملوكي له فطلبوا منه إسكات تلاميذه الذين كانوا يهتفون ويمجدون الرب فرد عليهم قائلاً: "لو سكت هؤلاء لتكلمت الحجارة"، ونعم حجارة بكركي تصرخ غاضبة في وجه هذا الراعي السائر في ركاب محور الشر.

 

سابعا: هو ليس أفضل من الإسخريوتي الذي اختاره السيد المسيح نفسه ومن ثم وقع في التجربة وخانه. إن الإنسان دائما بقع في شباك إبليس عندما يقل إيمانه ويخور رجاؤه. وعلى ما يبدو جلياً هذا هو حال بشارة الراعي الصادم لوجدان وضمير اللبنانيين.

 

عذراً لن نساير هذا الرجل وسوف نستمر بتشريح إيماني ووطني صادق لكل مواقفه وكلامه وتحالفاته، ونقطة على السطر، ومن يختار السكوت والرمادية فليتحمل مسؤولية أفعاله التي هي ناكرة ومتنكرة لدماء وتضحيات شهداء وطن الأرز الأبرار.

 

الكاتب معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

*تورنتو/كندا في 14 آذار/2011