التعمية على دور البطريرك الراعي المسورن خطيئة كبيرة

بقلم/الياس بجاني

 

"وإذا كنتم تعرفون أن المسيح بار، فاعرفوا أن كل من يعمل الحق كان مولودا من الله." ((يوحنا/02/29)

 

أمر محير هو تحييد القادة المسيحيين الأحرار والسياديين من سياسيين وأحزاب ورجال دين وناشطين ومثقفين، لدور غبطة البطريرك الراعي المسورن 100% والمتعلق عن قلة إيمان وخور رجاء بوهم حلف الأقليات، أي وقوفه الأعمى وغير المنطقي إلى جانب نظام بشار الأسد الكيماوي والتسويّق له محلياً واقليمياً ودولياً وفاتيكانياً دون رادع أو خجل.

 

حقيقة لم يعد المؤمن اللبناني عموماً والماروني تحديداً بحاجة إلى إثباتات حثية وموثقة للتأكد من أن الراعي قولاً وعملاً وتحالفات ومواقف وعداء قد ضرب عرض الحائط بكل ثوابت الصرح البطريركي الذي أعطي له مجد لبنان. هذا الراعي واقعياً هو لا يرعى رعيته ولا يعرفها وهي بدورها لم تعد ترى فيه راعياً وأمست لا تعرفه وفي كثير من المحطات لا ترى فيه غير سياسياً ملتزماً مخطط محور الشر السوري-الإيراني.

 

هذا الراعي وبدلاً من أن يرعى الرعية بمخافة الله بات يرعى مؤتمرات مسيحية مسخ هي مجرد صدى بوقي وصنجي مفضوح ومكشوف للمخطط السوري-الإيراني الهادف بفجور ووقاحة وقلة إيمان إلى تصوير نظام الأسد الكيماوي وقاتل الأطفال بالحامي الأوحد للمسيحيين ولباقي الأقليات في كل من لبنان وسوريا.

 

هذا المخطط الجهنمي لم يعد سراً ولا حاملو راياته من أيتام المخابرات السورية اللبنانيين يخجلون من أمره وهم مجموعة من رجال الدين المسيحيين والسياسيين والإعلاميين والنواب والأحزاب في مقدمهم البطريرك الراعي نفسه ومعه عدداً من المطارنة الموارنة الذين وضعهم هو شخصياً في مواقع كنسية قيادية للقيام بهذه المهمة ومنهم المطران سمير مظلوم في الظاهر والمطران بولس مطر في الباب الخلفي والمطران بولس صياح في الاحتياط بالإضافة إلى فريق كبير من الرهبان والأباء منهم كميل مبارك وأبو كسم، ولا ننسى هنا المطران ايلي نصار المتخصص بنكء الجراح وزرع فيروسات الحقد والكراهية.

 

الغريب هنا أن كل من ينتقدون هذه المؤتمرات من السياديين يتجنبون ذكر دور البطريرك الرعي وفريقه الكنسي ويركزون فقط على ربع ميشال عون وعلى باقي المسيحيين التابعين بتبعية عمياء لمحور الشر، وهم يعرفون تماماً أن هؤلاء مجرد ودائع وعصى ومرتزقة وأبواق وانتهازيون يعملون ضمن المخطط السوري-الإيراني برتبة مخبر أو صنج لا أكثر ولا أقل.

 

اطلعنا على انتقادات كثيرة ولاذعة للمؤتمر المسيحي المشرقي الأخير صادرة عن نواب وصحافيين وسياديين ووطنيين وناشطين، ولكن الجميع ودون استثناء تجنبوا ذكر الراعي أو أي من رجال الدين الموارنة والكاثوليك (البطريرك لحام والمطران درويش) الذين هم رأس حربة في المخطط السوري-الإيراني.

 

نلفت من يهمهم الأمر وهم الذين بلعوا ألسنتهم ولم ينتقدوا دور الراعي المسورن أن سيدنا المسيح علمنا الشهادة للحق وتسمية الأمور بأسمائها دون مسايرة وتزلف أو تقية وذمية وهذا ما هو مطلوب من كل السياديين في لبنان وخارجه لأن من يسكت على علته، علته تقتله. نذكر أهلنا من السياديين اللبنانيين ومنهم الموارنة تحديداً بقول رسول الأمم: "لو أردت أن أساير مقامات الناس ما كنت عبداً للمسيح". 

 

نسأل ألم يعلمنا السيد المسيح بأن يكون كلامنا بلا بلا وبنعم نعم وبأن كل ما يزيد عن هذا يكون من الشيطان؟

 

نتمنى أن يعود أهلنا من الإعلاميين والسياسيين السياديين الأحرار إلى ينابيع الإيمان والتوقف عن كل ما هو تقية وذمية ومسايرة لأن إيماننا يفرض علينا الجرأة في الشهادة للحق وإلا كنا من الجاحدين والمارقين والكتبة والفريسيين.

 

في الخلاصة إن الخطر الذي يهدد الوجود المسيحي في لبنان تحديداً ليس هو من التكفيريين أو الأصوليين ولا حتى من حزب الله، ولكن هو آت من داخل الكنيسة ومن المسيحيين الطرواديين والإسخريوتيين أنفسهم، لذلك من الواجب التطرق إلى المرض الأساس أياً يكون وعدم الاكتفاء بالتلهي بالأعراض.

 

 

 

الكاتب معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

تورنتو/كندا في 07 تشرين الثاني/2013