راعي المصائب والانحرافات

بقلم/الياس بجاني*

 

أمس التقى القتلة والمحتلين للبنان وهم جماعات محور الشر الذي يقوده في لبنان حزب الله، واليوم زار موقع الجريمة التي نفذها هؤلاء القتلة في الأشرفية. انه الشيء ونقيضه، إنه العيب والإنحراف بعينه. إنه الكفر والمشي مع المجرمين. فهل من تفسير مقنع لهذا التفلت الإيماني المنحرف؟

 

لا بالطبع لأن الرجل يعمل في الشأن السياسي وليس في الشأن الكنسي والديني. من هنا فلبطريرك الراعي هو عضو كامل العضوية في تجمع  8 آذار.

نعم قلنا هذه الحقيقة المرة مراراً وتكراراً ونعيد قولها اليوم ومن أهلنا لا يريد أن يخرج من خانة المسايرة فهذا قراره. أما نحن فمنذ الأسبوع الأول لتولي الراعي سدة البطريركية كشفنا توجهاته السياسية المعادية لثورة الأرز وتحالفه الكلي مع محور الشر ومنذ ذلك اليوم لم يتغير شيء وهو سائر دون خجل أو وجل في هذا الخط الجهنمي.

 

الرجل  في الممارسات والخطاب السياسي منحرف عن كل أسس ثوابت بكركي اضافة إلى أنه يتصرف بأسلوب متكبر ومتشاوف. هو سياسياً كما نراه عوناً أخر لا أكثر ولا أقل أي ميشال عون بقلنوسة راهب وهنا المصيبة.

 

الرجل سياسياً بممارساته وخطابه ن هو عليق سياسي والعليق هذا لا يثمر لا عنباً ولا تيناً، وبالتالي لا يجب أن نتوقع منه سياسياً ووطنياً غير الجنوح أكثر وأكثر نحو مهاوي محور الشر.

قيل الكثير عن ماضيه وسوف يقال الكثير عن حاضره والمؤسف أن حاضره وماضيه هما عكس ما نريده وما تعودنا عليه من الصرح البطريركي. هو ضد لبنان البشير والشهداء وضدنا نحن الموارنة. من هنا علينا أولاً كمورانة وثانياً كمسيحيين أن لا نساير تحالفه مع محور الشر عملاً بقول بولس الرسول: "لو أردت أن أساير مقامات الناس ما كنت عبداً للمسيح".

 

علينا ان نتعامل معه كسياسي وليس كبطريرك. علينا أن نقف في مواجهة كل مواقفه المنحرفة سياسياً.

علينا أن ننسى أنه بطريرك لأنه ليس في السياسة كذلك. علينا أن نعارضه سياسياً (وليس دينيا)

علينا أن نسمى الأشياء بأسمائها في كل ما يتعلق بمواقفه السياسة والوطنية.

علينا أن نسمع كلامه السياسي وأن لا نفعل أفعاله في السياسة عملا بقول المسيح "اسمعوا كلامهم ولا تفعلوا أفعالهم"

 

في أسفل بعض من مواقف الراعي السياسة المستنكرة. نسأل من يدافع عنها أن يعرف فعلا عما هو مدافع وأن يعي نتيجة سيره عن جهل أو حقد وراءها.

تحالف الراعي مع عون والأسد وحزب الله؟

تنازله عن أرضنا لجماعات حزب الله في مواقع كثيرة أو تأجيرها لهم كما حصل في بلدة الغينة؟

مساندته لنظام الأسد واعتباره الأسد رجل طيب وأن الديموقراطية الوحيدة في المنطقة هي في سوريا؟

عدم اتصاله بالدكتور جعجع يوم حاول حزب الله قتله؟

تبنيه واحتضانه جماعات تسمى قدامى القوات واللقاء المسيحي المستقل وهم جميعاً من بقايا المخابرات السورية؟

بيانات وتصريحات المطران مظلوم السورية والإيرانية النوى والهوى؟

كلامه في بعلبك وفي فرنسا وفي كندا عن تحالفاته مع محور الشر؟ 

قوله لوفد سوري السنة الماضية أن الشعبان السوري واللبناني هما شعب واحد في بلدين؟

صلاواته لحكومة القمصان السوداء ودعمه لميقاتي؟

معاداته العلنية للربيع العربي؟

إصراره على طاولة حوار الطرشان؟

وتطول القائمة وتطول!!!

 

*الكاتب معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

*تورنتو/كندا في 11 تشرين الثاني/2012