نديم  قطيش أرزة من وطني

بقلم/الياس بجاني*

 

عار على أحرار وطن الأرز والسياديين فيه أن لا ينحنوا إجلالاً واحتراماً لهذا الشاب الشجاع والصحافي والإعلامي المميز نديم قطيش.

هذا النديم والحبيب والإنسان، الإنسان، بكل ما في الإنسانية من قيم ومعاني.

نديم عبر ويعبر بالكلمة الحرة والنقية والصادقة عن وجدان وضمير وعقول وخوف وأماني وتطلعات وخفقان قلوب السياديين اللبنانيين في الوطن الأم وبلاد الانتشار.

 

الرجال، الرجال قلائل في هذا الزمن البائس والتعيس، ونديم ابن وطني لبنان هو في مقدمهم.

الزمن للأسف هو ليس زمن نديم وأقرانه من الشرفاء، لأنه زمن العهر والعهار،

وزمن المحل والانحطاط،

وزمن الفجور والفجار،

وزمن تجار الهيكل والملجميين والإسخريوتيين والطرواديين والمرتزقة.

 

في وطننا الحبيب اليوم كل المعايير والمقاييس مقلوبة رأساً على عقب،

فالعاهرة تبشر بالعفة،

والفاسد بالإصلاح،

والعميل والخائن بالوطنية،

وتاجر المخدرات بالمقاومة والتحرير.

في زمننا المخجل هذا نرى بأسى ولوعة كيف أن الصبي يتمرد على الشيخ، واللئيم على الشريف، والمأجور على الحر.

 

جريمة نديم أنه يعشق لبنان. هو صادقاً مع نفسه، وأميناً مع قناعاته، ويمارس علناً ما يبشر به.

ولأنه هكذا فهو مرآة صادقة تفضح خبث ومكر وتلون وانتهازية كل جماعات الكتبة والفريسيين من مسؤولين وصحافيين وسياسيين ورجال دين وحملة أقلام وأصحاب حناجر منافقين.

 

كيف لا يرى العميان من أهلنا وقادتنا والمسؤولين في دولتنا المخصية والتي تحكمها الدويلة، كيف لا يرون أن البلد مخطوف ورهينة ومحتل؟

إن العمى الانتقائي الذي أصابهم لم يسمح لعيونهم الفاجرة أن ترى غير نديم قطيش الذي طالب بتحرير السرايا الحكومية من نير الإحتلالات؟

 

إن لبنان المعذب والمحتل هو بأمس الحاجة لأمثال هذا الشاب الوفي والنقي، فإياكم في 14 آذار وتيار المستقبل أن تتركوه للوحوش المفترسة التي تنهش الوطن ومؤسساته بالقوة والإرهاب تحت رايات تجارة المقاومة والتحرير. لا تتملقوا ولا تسايروا ولا تتجابنوا ولا تجعلوا منه كبش محرقة وإلا احترقتم انتم في عيون ووجدان الأحرار وفقدتم ما تبقى لكم عن الناس من مصداقية وثقة.

 

نديم هوعنواناُ ونموذجاً للصدق والوطنية والكلمة الحرة، وقد عبر بحماس ونقاوة من خلال مواقفه بصدق وأمانة عن فكر ومواقف غالبية اللبنانيين السياديين، وبالتالي فإن أي تعد عليه هو تعد على كرامة وشرف كل لبناني حر في وطني لبنان وفي بلاد الاغتراب.

 

يا تيار المستقبل، ويا كل أطياف 14 آذار، ويا كل أحرار لبنان ساندوا نديم، ولا تتخلوا عنه تحت أي ظرف، ولا تستسلموا لإرهاب جماعات الكذب والنفاق ومسخ الجوخ واستغلال الفرص.

لا سمح الله، إنه وفي حال لم تحمل علنية كل هذه القوى قضية نديم فهي بالتأكيد تنتحر سياسياً ووطنياً ومصداقية وتلغي نفسها وتخرج من قلوب وعقول كل محبي ومؤيدي ثورة الأرز،

ونقطة على سطر الحقيقة.

 

ويل لشعب يضطهد أحراره، ويتآمر على أبطاله، ويغتال حماته، ويكسر أقلام كتابه الشرفاء والأتقياء.

 

بارك الله فيك يا نديم يا بطل

 

الكاتب معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

*تورنتو/كندا في 22 تشرين الأول/2012