غنمية، صنوج، استنساخ واستغباء لذكاء الناس والذاكرة

بقلم الياس بجاني

 

(الحلقة الثامنة من سلسلة جنرالكم وجنرالنا، جنرالنا بعدو في باريس وجنرالكم بالرابية)

 

إِذا جُرِّبَ أَحَدُكم فلا يَقُلْ جربني الله. إِنَّ اللهَ لا يُجَرِّبُه الشَّرُّ ولا يُجَرِّبُ أَحَداً، بل الشهوة تُجربُ الانسان فتستهويه وتُغْويه. والشهوة إذا حَبِلت وَلِدِتِِ الخطيئة، والخطيئةُ إذا اقتُرفت وَلَدِتِ الموت )رسالة القديس يعقوب1-13)

 

كثر كانوا معجبين بالنائب ابراهيم كنعان لجهة إطلالاته ومداخلاته الإعلامية التي بالفعل كانت صادقة وعفوية ومصاغة بأسلوب سلس ومقنع. كيف لا وهو المحامي الدولي والشاب المفعم حيوية وشفافية ومجسد آمال وأحلام الكثيرين من السياديين في الندوة البرلمانية. إلا أن الأمر انقلب رأساً على عقب بعد خروج جنرال الرابية من هياكل الحرية والسيادة والاستقلال وانفلاته الجامح من كل أطرالثوابت الوطنية وضوابطها وقواعدها ومفاهيمها والأعراف، وانزلاقه المميت إلى التحت الذي هو تحت التحت في أزقة الضاحية الجنوبية وزواريبها هوساً بكرسي قصر بعبدا المخلع والملوث بفيروسات بعث عنجر وقصر المهاجرين.

 

من يومها تغير وتبدل أخونا الكنعان لساناً ومنطقاً، صدقاً وشفافية، وكأن الرجل عاد بغفلة من الناس إلى بريطانيا حيث كان يقيم قبل التحرير، حاله حال جنرال الرابية حيث أن الجنرال الحقيقي لا يزال في باريس غارقاً في الصلاة والأدعية. كنعان الأصيل وعلى ما بدا قد عاد إلى بلاد الضباب تاركاً في لبنان بعهدة "أستاذ" ساحة النجمة تؤمه في الشكل الخارجي والمظهر فقط. فيما بالواقع المحسوس والمعاش والمحكي فإن البديل الذي تركه في الرابية وعند الأستاذ هو شكلاً كنعاني إلا أن دواخله واللسان هي استنساخ منقح للوهاب والقنديل والفرزلي وباقي صنوج حقبة عنجر وقصر المهاجرين أيام القضاء العضومي ووحدة المسار والمصير، وأيضاً الأخوة والتنسيق كما الخواصر الرخوة والشعب الواحد في البلدين.

 

إن الكنعان البديل ممارسة وأفعالاُ هو تماماً كأنفار طواقم الربع العكاظي "والصنجي" الذين كانوا مولجين مهمة التصدي الإعلامي احباطاً وتشويهاً وتجويفاً لكل إطلالات العماد عون وباقي قيادات التيار عبر وسائل الإعلام، خصوصاً التلفزيونية منها طوال حقبة الاحتلال الشامي، ولنا من مهمات هؤلاء خير مثال بتلك المقابلة المشهورة للعماد عبر محطة الجزيرة التي أفشلها وجوفها الفرزلي والقنديل وأخو هذا الأخير تحت اسم مستعار مما أثار يومها غضب جنرالنا وهياجه ومن ثم انسحابه دون متابعة الحوار.

 

منذ عودة الجنرال إلى باريس عاصمة أمنا الحنون وبقاء جنرال الرابية في وطن الأرز أصبحت كل مداخلات النائب كنعان وتصريحاته جملاً ومفردات مفرغة من معانيها والمحتوى وأحياناً كثيرة غضباً وانفعالاً وعنتريات وذلك بسبب انعدام الحجة والمنطق والمعطيات، كما تجلى حاله هذا مؤخراً في مواجهة زميله مصباح الأحدبً عبر برنامج كلام الناس مع الأستاذ مرسال غانم.

 

وفي أطر جنوح المواقف والأفعال والأقوال أعلمني زميل على معرفة وطيدة بصديق للنائب كنعان الأصيل يقيم في أحدى الدول الأوروبية أن هذا الأخير شكى له مرارة حال الضياع والارتباك التي تهيمن على تصرفات جنرال الرابية وأقواله حيث قال له هامساً ما معناه: "صار الهم عم يدب بركابي مع كل إطلالي إعلامية للعماد لأنو بعد كل تصريح صرت لازم أعملو تصحيح".

 

يشار هنا إلى أن قمة جنوح البديل الكنعاني وانفضاح هذه الحقيقة جاءت عبر تصريحات له موثقة بالصوت والصورة بثتها محطات التلفزة اللبنانية خلال حرب تموز وبعدها يقول فيها في أكثر من تصريح إن سلاح حزب الله هو نتيجة وليس سبباً، أي أن علة وجود هذا السلاح الميليشياوي تكمن في احتلال مزارع شبعا من قبل إسرائيل. إن المحامي الدولي إبراهيم كنعان الأصيل والضليع بالقوانين لا يمكن أن ينزلق في هذه المغالطة التي أوقع نفسه فيها البدل لعلمه الحقوقي أن ما يبنى على باطل هو باطل. فإذا كانت مزارع شبعا هي علة وجود السلاح كذبة كبيرة بحد ذاتها فعندها تصبح شرعية السلاح هي الأخرى كذبة وبالتالي السلاح ليس نتيجة بل سبباً. وهنا نحيل الأمر إلى جنرال باريس ليحسم لنا ولنائبه واقعة هذه الكذبة:

 

عون لتلفزيون الأم تي في بتاريخ 9/4/2002

"قضية مزارع شبعا كذبة، وأنا مسؤول عما أقول، لا يمكننا تعديل الخريطة على مزاجنا، مزارع شبعا ليست لبنانية، وحتى ولو كانت الأرض لبنانية فهي مضمومة سورياً منذ زمن ولبنان سكت عنها، والحكومة اللبنانية لم تذكر مرة أن لديها أرضاً محتلة خاضعة لتنفيذ القرار 242، على العكس قالت أنا لست معنية بالقرار 242، وليس لدي أرض محتلة، فلا يمكن أن تتراجع وتتبناها بعد تنفيذ القرار 425 وتقول أن لديها أرضاً محتلة".

 

عون في مقالة له تحت عنوان "سوريا خاصرة لبنان الرخوة" نشرت تاريخ 14/7/2002001

"لقد قاومت سوريا عملية الانسحاب الإسرائيلي، ولما لم تفلح في منعها، أجهضت بضغطها على لبنان تنفيذ القرار 426، وابتدعت قضية مزارع شبعا بغية إبقاء لبنان خاصرة رخوة لإسرائيل ومنطقة واقية لسوريا".

 

عون في افتتاح مكتب التيار الوطني الحر في زغرتا بتاريخ 3  كانون الثاني 2005

"إذا أرادوا أن يحافظوا على بندقية غير بندقية الجيش اللبناني فأين المركزية في الأمن عند الدولة بوجود السلاح في يد حزب الله؟ اخترعوا قصة مزارع شبعا، فهي عذر لكي يبقى السلاح. لماذا يبقى السلاح ولا أحد يتكلم؟"

 

هذا وقد حزنت جداً لحال الكنعان الأصيل عندما طالعت كلام الكنعان البديل الذي قاله في المنصورية-الديشونية والمكلس ونشرته الوكالة الوطنية للإعلام بتاريخ 27/12/2006: قال دون أن يرمش له جفن: "أتمنى آن تتحقق في السنة المقبلة الأمنيات التي ناضل ناشطو التيار من اجلها طيلة 15 عاما، وأنا أُذكر بثوابت التيار، أشدد على أن المعركة هي معركة ثوابت وليست معركة مقاعد، وهذه الثوابت هي الحرية والسيادة والاستقلال والديموقراطية الحقيقية, وإذا لم تتحقق في الداخل اللبناني، فلا تحصين للاستقلال ولا حماية للسيادة".  "إن محاولات تشويه صورة التيار فشلت بفضل حكمة القيادة وتجاوب القاعدة اللذين جنبا لبنان والمسيحيين خصوصا مشاكل كبيرة وفتنة داخلية كان البعض يخطط لها, ونحن على استعداد لكل التضحيات من اجل خلاص لبنان". "إن التفاهم مع "حزب الله" هو محاولة لاقامة الدولة في لبنان، لا لحماية المصلحة ولا لاقامة الشركة أو الدويلة". ""البطريركية المارونية ليست ملك أشخاص, ولا تمثل أحزابا أو تيارات، بل هي أساس استقلال لبنان وسيادته، ونحن في النهاية نطرح مع البطريرك الأمور بكل صراحة واحترام ومحبة لمصلحة لبنان، علما أن ثوابت الكنيسة تطالب بإعادة تكوين السلطة في لبنان، وهذا ليس بمطلب إيراني, بل هو مطلب لبنان, ومسيحييه تحديدا، والمطلوب أن يبقى البطريرك بطريركا, والجنرال جنرالا, والتكامل بين بكركي والجنرال عون هو الذي ينقذ المسيحيين ويؤمن الشراكة والتوازن في النظام وهذا هو المطلوب". وعن الانتخابات الفرعية في المتن قال: "لا ننسى أن هناك شهيدا, ونحن نحترم هذه الشهادة، ونتمنى أن تبقى فوق كل التجاذبات، والتيار موجود ويده ممدودة للتفاهم، وللتنافس, إذا فرض علينا".

 

يا إلهي، هذا فجور كلامي للبديل لا يمكن اعتباره إلا محاولة مكشوفة لإستغباء ذكاء الناس وذاكرتهم، وهو بالواقع يرقى ليس فقط إلى مراتب الهلوسة والأوهام اللا واعية، بل يتخطاها أشواطاً ليدخل أطر الاحتيال الكلامي الشعوبي والكذب المتعمد.

 

أهناك عاقل واحد يمكن أن يأخذ كلام الكنعان البديل على محمل من الجد إن كان مدركاً لواقع حال وأحوال وخطاب وأقول الجنرال السابقة واللاحقة، وعالماً علم اليقين بما آلت إليه من كوارث ومآسٍ الخيارات المغربة عن ناسها والثوابت والوجدان، ويعرف طبيعة علاقة البطريرك بالجنرال، ومتفهم لحقيقة دفن كل الثوابت في خيم ساحة رياض الصلح ونعيها بأوراق التفاهم إياها؟

 

ألا يدرك هذا البديل أنه لم يعد في الرابية ولا في الروابي، ولا في الزوايا ولا حتى في القراني والضواحي حيث يقيم ويتواجد جنرال الرابية أية ثوابت من تلك المسماة حرية وسيادة واستقلال وسلطة واحدة وجيش واحد وسلاح واحد وديموقراطية واحترام للرأي الآخر وثقافة قانون ودستور؟ ننصح البديل والأصيل معاً ودن أن نطلب منهما جملاً عربياً أصيلاً مقابل النصيحة أن يراجعا بتروي وفكر منفتح سجل أقوال جنرالنا وتصريحاته ومقابلاته ومحاضراته وكتاباته قبل انتهاء حقبة الاحتلال السوري كما فعلنا نحن ومعنا الكثيرون من مؤيديه في الحلقات السبع التي نشرناها حتى الآن، عندها بالتأكيد سيضرب البديل والأصيل معاً أخماساَ بأسداس ويجدا نفسيهما مضطرين إما القبول باستمرارية حفلة التكاذب وخداع الذات والتلطي بالمفاهيم الموروبة واللغة الخشبية"، أو الانتفاض على الذات والشهادة للحق وفك كل ارتباط بالرابية وجنرالها. يشار هنا إلى إن معظم الذين يعاندون ويكابرون ويجهدون في تبرير انقلاب الجنرال على نفسه هم أسرى التاريخ النضالي المشرّف لهذا القائد الذي كانت الآمال الجسام معلقة على منكبيه.

 

أليس الكنعان البديل كما باقي الربع في كتلة الإصلاح والتغيير شركاء صامتين وشهود زور لكل عمليات الذبح النظيف والشريف التي تتم في عرين جنرال الرابية الشمشوني وتطاول كل الثوابت والأعراف والتاريخ والقيم الوطنية وأسس الوجدان المسيحي واللبناني؟ ألا يشاهد هؤلاء بقر بطون الثوابت ونحر رقابها والأوردة كرمى لعيون كرسي بعبدا وتملقاً وتزلفاً للجنرال لحود الذي قاد الهجوم العسكري السوري على قصر بعبدا في 13 تشرين سنة 90؟

 

أما المعارك والعراك الواردة في تصريح البديل وكلها دانكوشتية فهو لا بد وأنه عنى بها تلك التي تخاض منذ الشهر بمعية الربع الإلهي في واحات ساحة رياض الصلح ومعسكراتها وفي ظلال خيمها عن طريق الصياح والهوبرة "بالموت لأميركا وإسرائيل".!! وهذا كله بالطبع دون إغفال مدفعية الأراكيل وتوابعها من لوازم الحرب.

 

أما الأمنيات التي ناضل شباب التيار من أجلها اضطهاداً وسجناً وتهجيراً، وإفقاراً وتعذيباً وموتاً، فقد تناسى الكنعان البديل عمداً أن جنرالنا "المتفهم والفاهم" ورقياً قد اختزلها توفيراً للوقت والمجهود وأمست واحدة موحدة مجسدة في أحادية سعيه للكرسي، ومن بعد هالكرسي الطوفان والغرق.

 

أما المضحك والمبكي في آن فهو ما لبط وخبط ونطح به البديل صورة التيار وحكمة القيادة وتجاوب القاعدة. ترى أية مزامير هذه وعلى من يقرأها كنعاننا؟ أعلى سيد بكركي أم على مجلس المطارنة الموارنة أو على المطران عودة؟ ألا يعلم وهو المتخصص بالتصحيح للجنرال بعد كل تصريح أن كل هؤلاء الآباء الموقرين ومعهم العديد من القادة والسياسيين والحكماء المخلصين قد قرأوا "للفاهم والمتفهم" المزامير كافة ونفخوا الأبواق وقرعوا الطبول له وحاكوا العقل والمنطق عنده حتى بحت حناجرهم وخفتت أصواتهم دون نتيجة؟ لقد وقعت نداءاتهم على أذنيه الصمّاءين وعلى بصره والبصيرة اللذين أعماهما سراب الكرسي. هذا وقد ارتدت النداءات والاستغاثات إلى أصحابها بعد أن اصطدمت بوجدان متكلس وقلب متحجر وأحاسيس مخدرة؟

 

يبقى أن أجمل ما سمعت من مفردات "نجادية" فارسية مؤخراً تبين دون أدنى شك نجاح عمليات الصهر والاندماج والاستمزاج الإلهي التياري فهي (وطنية- 28/12/2006 خلال ندوة فكرية في حسينية الامام علي في حوش حالا – رياق) جاءت على لسان النائب العضو في كتلة الإصلاح والتغيير المهندس سليم عون الذي قال: ""زادتنا حرب العدوان إيمانا بما أنجزه القائدان عنيت بالطبع الرئيس العماد ميشال عون والأمين العام السيد حسن نصرالله، سيدا المقاومة الشريفة، الطاهرة والنظيفة"." "أليس من العجب بعد أن قدمت ما قدمت أن أسمع مندوب الولايات المتحدة في مجلس الأمن ( ودولار بلاده يحمل شعار الإيمان بالله) ينادي علنا، بعد أن ذبح الصهاينة أطفالاً أبرياء، بالتمييز بين هؤلاء الأطفال الضحايا وأطفال إسرائيل؟".  "أميركا الجنوبية الثائرة اليوم، هي أقرب للفكر المسيحي الحقيقي من بعض الأنظمة الخانعة للاستكبار العالمي. والأفراد الثائرون في وطننا على الهيمنة والتسلط والاستئثار، وهم يفترشون ساحات العاصمة هم اقرب إلى روح المسيح من الخانعين والمنددين والمبشرين بالاستقرار على حساب الحق. نحن نفرق بين المسيحية والمسيحيين". .

 

يا إلهي ما هذا الانجاز الإعجاز، سليم عون نائب موارنة زحله في الندوة البرلمانية يستعمل بطلاقة وفصاحة مفردات من قاموس الرئيس الإيراني أحمد نجادي من مثل "الاستكبار العالمي/ الصهاينة ذابحي الأطفال/ حرب العدوان/ المقاومة الشريفة الطاهرة والنظيفة/ الهيمنة والتسلط والاستئثار/ والأنظمة الخانعة للإستكبار العالمي!!!

 

نسأل الأخ سليم وهو دون شك صاحب سجل نضالي مشرّف إن كانت هذه المفردات قد وردت في بيانات التيار الوطني الحر ووعوده الانتخابية، وذلك فقط للفته إلى أن ذاكرة الناس حية ولا يمكن استغباؤها، وهي بالتأكيد ستُجري معه ومع باقي نواب التيار جردة حساب صادقة وعادلة ونظيفة يوم تأتي ساعة الحساب وهي لا بد آتية. وهنا نذكره وأيضاً من انتخبه ببعض ما جاء حرفياً في برنامج التيار الوطني الحر الانتخابي لسنة 2005 تحت عنوان "ملحق رقم 1 مسألة حزب الله"

 

"ينص كل من القرار 1559 واتفاق الطائف على تجريد كافة الميليشيات من أسلحتها، مما يطرح إشكالية الوجود المسلح لحزب الله. بغض النظر عن رأي هذا الطرف أو ذاك من خيارات حزب الله الإيديولوجية وعلاقاته مع سوريا المشكوك في حسن نواياها تجاه لبنان، فإن عمله العسكري حتى انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان كان يندرج في إطار مقاومة الاحتلال وفقاً لما تنص عليه قرارات الأمم المتحدة. بعد الانسحاب الإسرائيلي تلاشت مشروعية العمل المسلح لحزب الله، فخلق أزمة على الصعيدين الوطني والدولي. فهو يضع لبنان في مواجهة القانون الدولي من جهة، ويهدد الوحدة الوطنية من جهة أخرى بوصفه ينم عن احتكار للقرار الوطني من قبل طرف واحد.".

"ليس من شأن علاقة حزب الله المعلنة مع إيران المتشددة، وتحالفه مع حركتي الجهاد الإسلامي وحماس اللتين يصنفهما الغرب في خانة الحركات المعادية للسلام أن يبدد الشكوك المحيطة بأهداف حزب الله الحقيقية وبالمخاطر المتصلة بإستراتجيته. وليست ذريعة مزارع شبعا بالبرهان المقنع في هذا الإطار، فهي لم تنجح بإخفاء النوايا السورية الكامنة خلفها، وهي غير مقبولة من الأمم المتحدة على حد ما قاله موفد الأمين العام للأمم المتحدة لدى زيارته دمشق في آذار (مارس) 2005. فأراضي شبعا هي سورية من وجهة نظر القانون الدولي، وإذا ما أرادت سوريا التنازل عنها فعليها إبلاغ الحكومة اللبنانية رسمياً بذلك، لكي تبادر هذه الأخيرة إلى إعادة ترسيم الحدود لدى الأمم المتحدة. إن الحرص على السيادة الوطنية ليس حكراً على طائفة واحدة، ولا يجوز أن يكون كذلك"

 

أما مفاخرة النائب المحترم بسيد المقاومة الشريفة والنظيفة فتحفزنا أن ننعش ذاكرته بما قاله جنرال باريس عن هذه المقاومة وعن ممارساتها الحضارية ومصداقيتها وعلاقاتها الخارجية في بعض ما جاء في مقالتين ولقاء له وأيضاً نذكره برأي سيد المقاومة بالجنرال:

 

مقالة نشرت بتاريخ 29/5/2001 تحت عنوان متابعة الابتزاز

"إن الحقيقة المرة التي نلمسها اليوم هي تحوّل المقاومة إلى أداة سياسية تسخّرها دمشق في خلق المعادلات الداخلية، لتركيز سياساتها في لبنان، وتدعيم نظامها في سوريا".

 

مقالة حملت عنوان "متى التحرير" ونشرت بتاريخ 27/5/2000

"هذه الدولة التي جعلت من التناقض أسلوب حكم، وأصبحت تبرر الشيء وعكسه في آن، تذهب بعيداً في التهريج لنفسها والترويج لعمالتها. فهل عاد الجنوب إلى لبنان، وتحت أي سيادة، كي تقام الأعياد وتقرع الطبول؟ "بماذا  تفتخر الدولة ومجتمعها المنافق بعد الانسحاب، وقد لجأ آلاف اللبنانيين الأبرياء إلى إسرائيل؟ لماذا خافت النساء وهربت الأمهات مع أطفالهن إلى المخيمات الإسرائيلية؟ أليس الذي حدث هو نتيجة خطابات "بقر البطون في الأسرة" على مرأى ومسمع من دولةٍ تركض لاهثة وراء هذا الخطاب، لأنها عاجزة عن القيام بواجبها، فتتبناه بصمتها، متخلية عن جميع مسؤولياتها الأمنية والقضائية. وبأي صفة يطمئن "رئيس جمهورية" شعبه كي يعود إلى أرضه، وهو فاقد السيادة عليها، ويتميز بغيابه الدائم عن ممارسة مسؤولياته؟". " وإلى أن يحين العيد الحقيقي، نرفض الاشتراك بأعياد التخدير، ونترك نشوتها للمدمنين على المخدرات؟".

 

عون في لقاء مع الطلاب بتاريخ 5 نيسان 2003

 "لقد سبق ودعوته (حزب الله) إلى حل، ولست مستعداً أن أتحمّل نتائج السياسة التي يتبعها وارتباطاته الخارجية، لقد نصحتهم بأن يتخلّوا عن العمل العسكري وأن يعودوا حزباً سياسياً فنهنئهم عندها على تحرير الأرض اللبنانية، ولكن عندما يريد أن يجنح خارج الإطار اللبناني لأهداف أخرى فلا يمكننا أن نتحمّل نتائج سياسته:.

 

رأي السيد حسن نصر الله بالجنرال (جريدة النهار بتاريخ 6/11/ 1989 تحت عنوان "يكرس الطائفية ولا يوجد إصلاحات)

"في خضم الأحداث في لبنان تبرز مشكلة اسمها اتفاق الطائف، ومشكلة اسمها ميشال عون وليس صحيحاً أن من يرفض اتفاق الطائف هو مع ميشال عون. إن اتفاق الطائف مشكلة لأنه يكرس النظام الطائفي ولا إصلاحات، بل زيادة في عدد النواب، وقد أعطيت صلاحيات لمجلس الوزراء وبقي رئيس الجمهورية القائد الأعلى. إن مشكلتنا في لبنان هي النظام الطائفي الذي سيبقى في ظله الحرمان، والبديل كما قال (مرشد الجمهورية الإسلامية أية الله علي خامنئي) إن النظام يجب أن يسقط والناس هم يحددون صيغة النظام الجديد. وما نتمناه أن يختار الناس والشعب في لبنان النظام الذي يريدونه بعيداً عن الضغوط ونحن مع حق الشعوب في تقرير مصيرها(...) أما أن ميشال عون مشكلة، فلأنه حالة إسرائيلية صدامية وتدميرية ولا يرى إلا مصالحه الشخصية ومصالح طائفته. فهو النهج الماروني العنصري في الشرقية. وشدد على أن البديل من مقررات الطائف هو المقاومة". (انتهى التصريح –إضغط هنا لمشاهدة صورة التصريح كما جاء في جريدة النهار)

 

ومع هذا السرد الاعجابي لمفردات الرئيس نجادي المطمئنة لصواب نهج وخيارات جنرال الرابية المتفجرة عبر كلام اثنين من نوابه ينابيع إيمان وتقوى، شفافية وصدقاً، احتراماً لشعور وذاكرة الناس، إلتزام وعود وعهود، وتقديس تضحيات وثوابت، نستودع جهينة على أمل أن نلقاها قريباً لنكمل معها سرد الانتصارات ونستكشف إلى أين أوصلنا وأوصل البلد فقدان البوصلة وجنوح المواقف وعمى الرؤية.

 

يبقى أنه عند الامتحان يكرّم المرء أو يهان حيث أن لكل عمل إما ثوابه أو العقاب، ويوم تجري الانتخابات الفرعية في المتن الشمالي سيكون البكاء وصرير الأسنان على ما نظن وذلك طبقاً للمزاج الشعبي، علماً أن أحدث استفتاء أجرته مؤسسة ايبسوس ونشر في أخر يوم من الشهر الماضي كان أظهر أنه في حال تمت انتخابات المتن الشمالي الفرعية الآن سيحصل مرشح الكتائب على 60% ومرشح التيار الوطني الحر على 32%  فيما 7% غير متخذين قرارهم بعد و1% رفضوا المشاركة. هذا وكان اللافت تأييد 22% من الموارنة فقط لمرشح التيار، إضغط هنا لقراءة الاستفتاء باللغة الإنكليزية ومن له آذان صاغية فليسمع وإن غدا لناظره قريب.

 

الخامس من كانون الثاني 2007

إضغط هنا لقراءة كل حلقات المسلسل السابقة

http://www.10452lccc.com/eliasbejjaniarabic06.htm