كفى اضطهاداً للمسيحيين في مصر

الياس بجاني*

 

لا توجد مفردات كافية ووافية للتعبير عن الأسى والحزن والألم والغضب الذي سببته الهجمة البربرية والإرهابية المجرمة اليوم في مصر حيث استهدف انفجاراً كبيراً جداً احدى الكنائس في مدينة الإسكندرية فيما كان حوالي الألف من المصلين يخرجون منها عقب انتهاء الصلوات بمناسبة السنة الجديدة. أفادت التقارير الأولية أن 21 شخصاً قتلوا في حين أصيب العشرات بجراح خطيرة.

 

الرئيس المصري دان الحادثة ووعد بملاحقة المجرمين والاقتصاص منهم في حين أعربت العديد من دول العالم والمنظمات الإنسانية عن استنكارها وشجبها لهذه التعديات الغاشمة التي تستهدف وتضطهد باستمرار المسيحيين في مصر. هذا وكانت بغداد شهدت أمس أيضاً هجمات إرهابية طاولت أحياء مسيحية أوقعت عدداً من القتلى والجرحى بين المسيحيين.

 

بالواقع لم تعد بيانات الاستنكار والشجب والإدانة تجدي وقد بات من الضرورة بمكان تدخل الأمم المتحدة ودول العالم الحر فوراً وعلى كافة المستويات لحماية المسيحيين في مصر والعراق حيث السلطات الحاكمة والأمنية في هاذين البلدين يتحملون كامل المسؤولية القانونية والإنسانية والأمنية كونهم ليس فقط لا يؤمنون الحماية اللازمة للمسيحيين، بل يشجعون عمليات التعدي عليهم وعلى كنائسهم ويغضون الطرف دون خجل أو وجل عن المجرمين والإرهابيين الذين يستهدفونهم.

 

هذا وتعتبر جمهورية مصر في مقدمة الدول في العالم التي تضطهد مواطنيها المسيحيين وتعاملهم معاملة غير إنسانية وتحرمهم من حقوقهم وتغذي وتروج لثقافة التعصب التي تعتبرهم كفاراً ومهرطقين، كما أنها وخلافاً لشرعة حقوق الإنسان لا زالت تطبق عليهم القانون العثماني البالي المعروف ب "الخط الهمايونى" وهو قانون عنصري بامتياز يخالف الشُرَّع الإنسانية والحقوقية الدولية كافة.

 

نستنكر بشدة تقاعس السلطات المصرية عن القيام  بواجب حماية المسيحيين من مواطنيها ونحملها كامل المسؤولية عن الجريمة البشعة التي طاولت المصلين المسيحيين العزل والمسالمين في مدينة الإسكندرية، ونتقدم من ذوي وأقرباء وأصدقاء الضحايا بأحر التعازي القلبية طالبين لهم من الله القادر على كل شيء نعمتي الصبر والسلوان، كما نتمنى للجرحى والمصابين الشفاء العاجل.

 

أما الجامعة العربية فحدث ولا حرج عن سكوتها وتعاميها وعدم دفاعها عن حقوق وأمن المواطنين المسيحيين في مصر وغيرها من الدول العربية،  وهي "كأبو الهول" دائما صامتة حول كل التعديات التي تطاول المسيحيين في الدول العربية والإسلامية عموماً، وفي مصر خصوصاً.

 

نحث حكومتنا الكندية على بذل قصارى جهدها من أجل مساعدة المسيحيين المصريين المضطهدين في وطنهم وحمل قضيتهم المحقة إلى الأمم المتحدة واتخاذ كل الإجراءات القانونية الدولية الضرورية لأنصافهم وصيانة حقوقهم وتأمين حرية معتقدهم الديني.

 

ونختم بما جاء في إنجيل القديس متى 5/10 و11: "هنيئا للمضطهدين من أجل الحق، لأن لهم ملكوت السماوات. هنيئا لكم إذا عيروكم واضطهدوكم وقالوا عليكم كذبا كل كلمة سوء من أجلي. افرحوا وابتهجوا، لأن أجركم في السماوات عظيم. هكذا اضطهدوا الأنبياء قبلكم".

 

*الكاتب معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

 phoenicia@hotmail.com
*تورنتو/كندا في 01 كانون الثاني 2011