عون ملك التكويع والتلون وتغيير المواقف والتحالفات

بقلم/الياس بجاني

خلال جلسة مجلس النواب يوم الأربعاء المنصرم بتاريخ 23 نيسان والتي كانت مخصصة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية طلب النائب ميشال عون، وكما أكد أحد النواب المقربين منه، طلب رسمياً من 6 من نواب كتلته وضع أسماء لشهداء قُتِلوا خلال الحرب في لبنان على أوراق التصويت بهدف تشويه سمعة الدكتور سمير جعجع واتهامه بقتلهم وهو المرشح الوحيد للرئاسة الأولى الذي أعلن ترشيحه وقدم مشروعاً وطنياً متكاملاً بخطوة جريئة غير مسبوقة.

النائب ميشال عون الذي لم تكن لدية الجرأة لإعلان ترشيحه وخوض المنافسة الديموقراطية بوجه الدكتور جعجع لجأ بإبليسية فاقعة إلى مخزونه الغرائزي وإلى رزم الكراهية والحقد وحب الانتقام التي تسكنه كما هي عادته باستمرار في مواجهة كل من لا يماشيه في حروبه العبثية وفي مواقفه الحربائية وفي أنانيته الفاضحة وقد حاول من خلال الهرطقة هذه وبوقاحة تلطيخ سمعة منافسه إلا أنه فشل وانقلب السحر على الساحر.

الرد على نفاق وكذب عون والنواب الودائع العصي والمرتزقة الستة من كتلته سوف نستعيره من أرشيف عون نفسه كون هذا الرجل النرسيسي والشعبوي هو بمئة لون وبألف وجه وبمليون خطاب ولا مكان في وجدانه وضميره وثقافته لأي عرفان بالجميل لأحد ودائماً يتصرف دون حساب للعواقب وبما يخدم نهمه وجوعه السلطوي وتحديداً وهمه المرّضي في موقع رئاسة الجمهورية.

بعد جلسة مجلس النواب ورداً على الدرك السفلي الذي وصل إليه عون وربعه من خلال الأوراق السوداء التي هي بلون قلوبهم وضمائرهم ادعى هؤلاء أن تصريحات عون عن براءة الدكتور جعجع وسجنه الظالم كانت قبل صدور الأحكام ضده وليس قبلها.

الاستعارة الرد هي من مقابلة أجرتها مع عون من مقره في فرنسا الصحافية ريما هنداوي ونشرتها جريدة الشرق الأوسط بتاريخ 9/02/2004 وهي تفضح ممارسات عون وأقوله وتضرب مصداقيته التي هي أصلا مقتولة ومدفونة منذ سنين.

في أسفل بعض المقاطع من المقابلة التي تفضح حربائية عون ونفاق ربعه وتجنيهم وتعريه من كل أنواع وأشكال المصداقية.

سؤال: أشرت على أن التغييرات الحاصلة في المنطقة ستنعكس على لبنان فهل تتوقع أتكون عودتك إلى لبنان وخروج سمير جعجع من السجن حصيلتي هذه التغييرات وتجاوباً مع رغبة أميركية؟

جواب عون: لا، عودتي وخروج جعجع لن يكونا على مستوى أميركا.

سؤال: لكن هناك حديثاً عن انفتاح سوري يبدأ من لبنان؟

جواب عون: نعم ستبدأ سورية من لبنان وليس من هذا الجانب. مطلوب منها الانسحاب ويجب أن تبدأ من هنا، وليس مطلوباً منها إقرار عودة عون وخروج جعجع. عودتي ستكون نتيجة الانسحاب السوري وليس نتيجة قرار اتخذته ويخص عودتي.

سؤال: يعني لن تعود إلا إذا حصل الانسحاب؟

جواب عون: عودتي ستكون جزءاً من التغييرات الحاصلة من جراء الانسحاب وأنا لا أريد العودة إلى بيروت برعاية سورية مما سيعيقني ويحد نشاطاتي. انطلقت للكونغرس من باريس وأحالوني إلى المحكمة بجريمة إساءة العلاقة مع سوريا فكيف لو انطلقت من بيروت؟ سورية موجودة في لبنان منذ 28 عاماً بينما الانتداب الفرنسي على لبنان دام 25 عاماً فقط.

سؤال: ما رأيك في إعادة الانتشار السوري الذي حصل منذ مدة؟

جواب عون: القصة ليست الانسحاب من مركز والتمركز في مركز آخر على بعد 200 متر. كل سنة يحصل انتشار ضمن نفس المركز. الأمر أشبه بالمداورة والتبديل، المطلوب انسحاب سياسي ومخابراتي من أجهزة الدولة وأجهزة الحكم. القرار السياسي في بعبدا وقريطم مصادر.

سؤال: لنتكلم أولاً عن الانسحاب العسكري، هل بدأ؟

جواب عون: أميركا طلبت رسمياً من سورية الخروج من لبنان. بالأمس أميركا أعطت سورية وصاية على لبنان وقد بدأت بسحبها. سورية تواكب متطلبات السياسة الضاغطة. رامسفيلد قال إنه من المطالب الأميركية: الانسحاب من لبنان. هنا يطرح السؤال إلى أي مدى سورية ستختصر الوقت، وهذا يصب في مصلحتها، وكلما ماطلت فإن ذلك يسيء لها، يعني تزعج نفسها وتزعجنا.

سؤال: هل تعتقد أن خروج سمير جعجع من السجن أصبح قريباً؟

جواب عون: سمير جعجع دخل السجن كتصفية سياسية ولم يكن يجب أن يدخله أساساً. في البداية، اتفق معهم سمير جعجع في الطائف ومن ثم غير مساره.

سمير جعجع كان مجرد كبش فداء لأنه غير مساره ولم يتابع باتفاق الطائف. كنا في العام 1994 على خصام سياسي واليوم الوضع بيننا أفضل. يجب إما العفو عن الجميع أو محاكمة الجميع.

سؤال: لو خرج جعجع من السجن وعدت إلى بيروت هل من الممكن أن تتعايشا من جديد بعد كل ما حصل بينكما من إراقة دماء؟

جواب عون: الوضع لا يصبح شاذاً نتيجة الاختلاف السياسي إنما عندما يتطلع فرد إلى حمل بندقية، وهذا ليس وارداً اليوم. الخلاف السياسي نتاج الحياة السياسية الديموقراطية. وما ليس مقبولاً استعمال الوسائل غير المشروعة. أنا وستريدا جعجع لسنا على خصام إذا اقتضى الأمر نتحدث.. لم لا؟ اليوم ما من حديث لحلف سياسي.

اضغط هنا لقراءة المقابلة كاملة وهي على موقعنا منذ تاريخ إجرائها ومنشورة بفورم بي دي اف.
http://10452lccc.com/aoun.arabic.editorials/aoun9.2.04.chrek%20awset.pdf

في الخلاصة ميشال عون وكما يبين تاريخه منذ أن تولي قيادة الجيش وبعدها رئاسة مجلس الوزراء وحتى يومنا هذا لا يمكن الوثوق به تحت أي ظرف وهو بطبعه أناني وقناص فرص ومتقلب ومتلون وشعبوي وهوائي ولا يلتزم لا بوعود ولا بعهود ولا يقدر أن يمارس السياسة إلا من خلال حروب وهمية وعبثية مع الآخرين وأبلستهم. هذا هو ميشال عون وهذا العون الذي لا عون فيه ولا منه، لا نعتقد وطبقاً لكل المعايير الوطنية والإيمانية والأخلاقية أنه يصلح لأن يكون رئيساً لوطننا الحبيب.

 

 

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب البريدي

phoenicia@hotmail.com

كندا، تورنتو في 30 نيسان/14