مرة أخرى الرئيس الحريري ينكشف ويتعرى سياسياً ويرتكب الخطيئة المميتة
الياس بجاني/17 كانون الثاني/14/

تحت عنوان "الحريري: نعم لحكومة مع حزب الله"، نشر موقع تلفزيون المر الخبر التالي حرفياً: "فيما الأنظار مشدودة إلى لاهاي، في لحظة الحقيقة التي انتظرها اللبنانيون سنوات طوال، فجر رئيس الحكومة السابق سعد الحريري قنبلة سياسية، في وجه الحلفاء لا الخصوم، عندما أعرب عن استعداده للمشاركة في حكومة ائتلافية جديدة مع "حزب الله" باعتباره حزبا سياسيا وقال انه "متفائل جدا" بتشكيل هذه الحكومة. الحريري وفي مقابلة مع وكالة "رويترز" على هامش أعمال المحكمة الدولية الخاصة في لبنان، أكد انه "لم يقدم تنازلات بخصوص المشاركة في حكومة مع حزب الله وحلفائه"، مضيفا "مبدأ المحاكمة أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته ونحن نعرف بأنهم افتراضيا هم الذين ارتكبوا هذا الجرائم".وقال "نحاول أن نحكم البلد مع الجميع لأننا لا نريد أن نبقي أي احد خارجا لأن لبنان يمر في فترة صعبة خصوصا بعد أن فشل المجتمع الدولي فشلا ذريعاً في القضية في سوريا"، وبشأن ما إذا كانت هناك خطوطا حمراء، أشار إلى أن "الخطوط الحمراء تمليها حاجات البلاد ونحن نريد أن تستقر البلاد"." انتهى الخبر!!
 
للأسف هذا موقف غير لبناني، وغير وطني، وغير إيماني، وغير استقلالي وغير سيادي، وغير أخلاقي، وهو غلط 100% ومحزن ومقزز واستفزازي ومخيب للآمال لأنه ومرة جديدة يتبين بالملموس والمحسوس والمعاش أن الرئيس الحريري الذي نتعاطف معه شخصياً ونقدر جداً اعتداله وانفتاحه ودماثة أخلاقه ليس حراً في مواقفه. نعم هذا السياسي ودون أية مواربة أو مسايرة هو ليس حراً ولا مستقلاً في تعاطيه السياسة في أي موقف يتخذه، بل هل مرتبط عضوياً بسياسة المملكة العربية السعودية، وبالتالي ينفذ ولا يقرر. إن حال الحريري تماماً كحال حزب الله الذي هو جيش إيراني بأمرة إيران ينفذ ولا يقرر ولا هامش من الحرية لديه. هنا تتكشف لنا اعراض وأخطار الكارثة المميتة التي تضرب لبنان وتفتك به وبأهله وبسيادته وباستقلاله وبأمنه من خلال صراع دموي وقاتل غير لبناني بين فريقين "تيار المستقبل وحزب الله"، قرارهما ليس لبنانياً لا من قريب ولا من بعيد. أما القادة المسيحيين وتحديداً الموارنة الكبار منهم من رجال دين وسياسيين ورسميين فحدث ولا حرج، بطريرك سابح في عالمه الخاص ومنسلخ عن ثوابت بكركي وترابي بامتياز، وزعماء موارنة في سوادهم الأعظم ومع أحزابهم الشركات حساباتهم تجارية وشخصية ومنفعية في حين أن قبلتهم وأولويتهم ليس لبنان أو شعبهم بل كرسي بعبدا الرئاسي في حين يتحكم بألسنتهم ورقابهم وعقولهم المجوفة والفارغة جنون وهوس الجلوس على هذا الكرسي، وعلى مقاسها يفصلون مواقفهم السياسة الغرائزية والترابية. أما المواطن فهو إما غنمي وقاتل لحس النقد بداخله ومتلذذ بأكل التبن من المعالف، أو خائف ويتلطى وراء خطيئة الحياد، أو وطني ولكنه عاجز عن مواجهة مخططات الأشرار والإسخريوتيين من الممسكين بقرار الوطن وشؤونه وشجونه. حالة مأساوية فعلاً !!!

 

الكاتب معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني
phoenicia@hotmail.com

تورنتو/كندا في 20
كانون الثاني/14