مواقف غالبية القيادات المارونية هي تذاكي وتشاطر ولا تحترم لا ذكاء ولا عقول اللبنانيين

الياس بجاني

04 تشرين الثاني/14

للأسف إن واقع القيادات المسيحية عموماً والمارونية تحديداً في لبنان المحتل هو بغالبيته العظمى واقع تعيس ومغرب كلياً عن واقع وحياة ومعاناة وتطلعات وأمنيات وأوجاع مواطنيهم.

هؤلاء السادة الأفاضل ملمين تماماً بكل الأوضاع المحلية والإقليمية البائسة والخطيرة، كما بالإمكانيات المتوفرة لديهم ولدى الغير، ولكنهم بخدار ضميري ووجداني وجحود إيماني لا يزالون يتعاطون السياسة بمفهومها اللبناني العثماني الذموي والتقوي البالي، ومن خلال ثقافة عفنة تتمحور حول مصالحهم ونفوذهم "والنكايات والحرتقات"، غير أبهين بما يعانيه ناسهم ولا بالأخطار المحدقة التي تهدد وجود لبنان الكيان تحدداً.

في قاطع القيادات الدينية والزمنية المارونية تحديداً، وفي ما عدى قلة لا تتعدى عدد أصابع اليد الواحدة، فإن التعاطي مع الأمور المصيرية والوجودية والكيانية والمعيشية وحتى الكنسية منها يتم للأسف بعقلية التذاكي والتشاطر والمزايدات "والفهلوة" ومفاهيم "الرابوق".

هذا التعاطي الخطيئة المميتة هو مهين واسخريوتي ولا يحترم لا عقول ولا ذكاء ولا سعة معرفة المواطنين لا من قريب ولا من بعيد.

فعلى سبيل المثال لا الحصر ميشال عون الغارق في كل تجارب إبليس "مستقتل" لتولي موقع رئاسة الجمهورية وهو غير مبالي أو مكترث إن كان هناك وجود لهذه الجمهورية.

في نفس السياق الإستغبائي والمزيداتي فإن معارضي التمديد للمجلس النيابي من الأحزاب المسيحية (الكتائب وتيار عون)، هم أعضاء في حكومة الرئيس سلام الحالية لكنهم لم يقوموا بأي خطوة من داخل الحكومة في اتجاه إجراء الانتخابات والآن بفجور يزايدون ويستغبون الناس بموقفهم المعارض للتمديد.

بالمنطق والعقل وبما تقتضيه مكنونات الكرامة واحترام الذات والصدق على كل نائب يعارض التمديد للمجلس أن يستقيل فوراً ويشارك في انتخابات فرعية تجرى قانوناً بعد شهرين من الاستقالة، وإلا معارضته مسرحية وكذبة كبيرة كونه منافق "ومعربش" بالكرسي، ويريد من غيره أن يجدد له. هذا تصرف معيب فيه الكثير من قلة الإيمان واحترام الذات والغير، والكثير من النفاق والكذب.

هل يعلم ربع النفاق والذمية والمزايدات أن المواطنين  ليس بغائب عنهم تماهي كل القادة المسيحيين مع مسرحيات وفذلكات وأرانب الإستيذ نبيه في شأن التمديد، وهو أمر حسم منذ 6 أشهر؟!

يبقى أن المطلوب مصارحة الناس والشهادة للحق وتبني المواقف الجريئة والقيادية التي تُغلِّب مصلحة الوطن والمواطن وليس مصالح الأحزاب والقيادات.

بمحبة نقول إن كل ما جاء في المؤتمر الصحفي للدكتور جعجع اليوم هو حق وصحيح ولكن لم يكن الأمر يحتاج منه لغير 3 كلمات فقط، "نحن مع التمديد".، وكل ما عداه برأينا المتواضع جاء في سياق التشاطر والتذاكي.

أما تحرك ما يسمى الحراك المدني المعارض للتمديد فهو مبدئي نعم ولكن مغرب عن واقع الحال ويتجاهل حال الإحتلال الإيراني للبنان.

وفي هذا الإطار نفسه نرى بصدق ودون مواربة أن مواقف سيدنا البطريرك الراعي النارية والعالية النبرة التي أطلقها من أستراليا قد انطفأت نارها بعد ثوان من إطلاقها ولن يكون لها أية فاعلية بالمرة لأنها ورغم صاروخيتها بقيت رمادية لأنها لم تسمي الأشياء بأسمائها وساوت بين الأخيار والأشرار وبين القاتل والقتيل وبين المحتل والذي يعاني من الاحتلال ويقدم الشهداء.
في الخلاصة نطالب القيادات المارونية بالتحديد مصارحة الناس والتوقف عن أنماط التذاكي والتشاطر والنكايات ونقطة ع السطر.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب البريدي

Phoenicia@hotmail.com