عون إنسان لا ثبات عنده ولا عرفان بجميل ولا وفاء ولا مصداقية وطنية

http://www.10452lccc.com/elias.arabic14/elias.aoun%20camaleon11.3.14.htm

الياس بجاني/11 آذار/14/فقط في لبنان التعيس والبائس والمحتل من عسكر محور الشر السوري-الإيراني يتمكن رجال سياسة يتميزون بالشعبوية الفاقعة والتجارة المفضوحة والبهلوانية القوس قزحية من أمثال ميشال عون، يستطيعون دون عناء البقاء في مواقعهم السياسية والسلطوية رغم كل ارتكاباتهم المخالفة لأبسط قواعد المصداقية في كافة المجالات وعلى كل الصعد والتي أقلها وأصغرها ينهي حياة ومستقبل أي سياسي في البلدان الحرة والديموقراطية. هذا الرجل، عون، ليس الشواذ في الحياة السياسية اللبنانية، بل هو النموذج الفج الذي لا يشرّف سياسياً ووطنياً وأقرانه كثر وان أردنا إدراج الأسماء نحتاج لمجلدات.

 إلا أن عون هو أكثرهم وقاحة وصلافة في عدم احترام حتى ذكاء وكرامة من هم للأسف لا يزالون من مؤيديه. لن نطيل الشرح لأن كل لبناني لا يقع تحت خانة الزلم والأتباع هو مدرك كلياً لحقيقة هذا الجنرال الشارد عن كل ما هو وطنية كما هو واع لتعاسة وبؤس وعقم غالبية الطاقم السياسي والرسمي والديني.

لمن لا يزال متوهماً أن هناك أي بصيص أمل وطني وإنتاجي وإصلاحي لدي عون عقب توقيعه ورقة التفاهم سنة 2006 مع حزب الله ما علية إلا أن يعدد مواقفه الحالية ويجدولها من حزب الله وسلاحه والدولة والمؤسسات والجنوب والإصلاح والإرهاب والنظام السوري وأميركا والغرب والقرارات الدولية، ومن ثم يقارنها بمواقف هذا المقاوماتي الحالي في محتوى كلمة كان ألقاها أمام الجالية اللبناني (في أميركا) سنة 2002.

الكلمة هي بالواقع مضبطة قانونية توجب محاكمته وسجنه. في أسفل كلمة عون بصوته وبالنص:

 

عون بالصوت سنة 2002 من أميركا/يقول بالنظام السوري مالم يقله مالك في الخمرة/إضغط هنا للإستماع للكلمة التي مدتها 13 دقيقة

http://www.10452lccc.com/audio/aoun.usa7.9.02.wma

 

كلمة عون الحرفية

("مواطني الأعزاء، أصدقاء لبنان،

أنا معكم الليلة بفرح. أولاً أهني التجمع من أجل لبنان لأنه مجمع. اسمكن بالإنكليزي ليبانيس أميركان، يعني أميركيين من أصل لبناني. أتمنى عليكم ما تكونوا أقل من لبنانيين في الولايات المتحدة وبهذه الطريقة قيكم تخدموا لبنان. ما تكونوا أحزاب ولا شيع، ولا تنتموا لا لي، ولا لغيري، انتموا لوطنكم لبنان، وإذا كانت الأحزاب ضرورة لقيام الحياة الديموقراطية، فهي تفتت الجهد في ايام المقاومة. اليوم لازم تكونوا كلكن مقاومين، مش حزبيين. وقت يكون الوطن بخطر ما في أحزاب، في مواطنين صالحين بيدافعوا عنه.

باسم الوطن المحتل، باسم الوطن يلي (الذي) عم يناشدكن تساعدوه، بطلب منكن تكونوا لبنانيين، لبنانيين وحسب، لا أكثر ولا أقل.

أكيد مبارح قسم منكم سمعني عم احكي، ويمكن بعض الكلمات ننجبر نكررها لأنو مش الكل كانوا حاضرين.

لبنان بدكن تساعدوه كيف؟

أولا بدكن تتذكروه إنو محتل، بدكون تتذكرو إنو أهلكن عايشين تحت كابوس الخوف، وتحت كابوس الحاجة.

في مخطط تخريبي للبنان بعدو عم يتكمل.

لبنان قالوا عنو إنو وصل إلى السلام سنة 1990 ، لبنان بلش تخريبه سنة 1990 .عم يخربوا نسيجه الإجتماعي، نسيجه الإقتصادي والمادي، وكتار منكن تركوا بعد سنة 1990، لأن الحاجة دقت ابوابهم. فإذاً لبنان وطن عم ينزف والوقت بالنسبة له مهم كثير. كل شغلي بدل ما نأجلها لبكرا منعملها اليوم، ويلي منعملو بكرا أحسن من بعد بكرا.

أنتم اليوم في الولايات المتحدة، والولايات المتحدة هي مركز القرار الدولي، وهي الدولة العظمى في العالم، وقرارها هو الذي يفرض حاله.

كيف بتساعدوا لبنان في الولايات المتحدة؟ بتساعدوه بأن تخلوا كل أميركاني يعرف أن إدارته (الحكومة الأميركية) السياسية صنفت سوريا "دولة إرهابية"، منذ العام 1978، وهذه الدولة الإرهابية تكافئت  بإعطائها لبنان. فهل يجوز ونحن نحارب الإرهاب أن تعطى الدولة الإرهابية مكافئة على أرهابها؟ أعتقد أنه لا يوجد أميركي واحد عنده الوفاء للمباديء والقيم الإنسانية يقبل أن يستمر الوضع في لبنان كما هو الآن.

كثيرون سألوني لماذا البعض وهم كثر، لا يحبون أميركا؟

يمكن في كثير من الناس لا يحبون أميركا لسبب بسيط جداً، وهو وجود فارق بين السياسة (الأميركية) المعلنة أحياناً، والسياسة المطبقة على الأرض.

يقولون (القيمين على الإدارة الأميركية) أنهم يدافعون عن القيم الإنسانية، ولكن في فئة (منهم) يعتبرونها براغماتية تقول أنه لا وجود للقيم في السياسة الأميركية، بل هناك مصالح، وهؤلاء مع الأسف أميركيين.

بالطبع أميركا الممصالح ضرورية، فالإنسان لا يعيش فقط من الهواء. يعيش (الإنسان)، أيضاً من المادة، ولكن كما أن المصالح المادية للولايات المتحدة الأميركية لها أهمية كبيرة وهي شيء أساسي، فأيضاً للولايات المتحدة صدقية في العالم، وهي مصلحة أميركية كبيرة. إن محافظة أميركا على القيم ومساعدة الشعوب التي تفتقد حالياً لحقوق الإنسان، هي أيضا مصالح أميركية عليا، لأنه من خلال هذه القيم يمكنها أن تحافظ على أمنها الإجتماعي، ولا يحدث عندها هجوم إرهابي كما حصل في 11 أيلول/2001 والذي بعد أيام نصل إلى ذكراه السنوية.

أتأمل منكن أن تكونوا أميركيين 100% مئة بالمئة مع وفائكم لجذوركم في لبنان لأنه لا يوجد أي تعارض بين الحضارة التي تحملونها معكم، والحضارة التي تندمجون فيها. فأنتم تحملون في نفوسكم نفس الإيمان، وتحملون في نفوسكم نفس القيم، ونقس الأهداف الإنسانية.

في الشرق الأوسط نحن بحاجة مش بس (ليس فقط) لنقتلع الإرهاب، فالإرهاب ليس منظمات إرهابية فقط. الإرهاب منو (ليس) منظمات، الإرهاب هو دول في المنطقة. ما في (لا توجد) منظمات مستقلة عن الدول. بيحكوا (يتكلمون) عن حزب الله أنه منظمة إرهابية.

على مستوى الولايات المتحدة لا يجب أن يتكلم المسؤولين عن حزب الله. حزب الله هو امتداد لسياسة دولتين هني (هما) إيران وسوريا في لبنان، وأعماله (حزب الله) هي تحت مراقبة هاتين الدولتين. 

فإذاً، نحن نرفض أن نقول إن المسؤولية تعود بس (فقط) لمنظمة، المسؤولية تعود إلى دول، وعلى مستوى الولايات المتحدة يجب معالجة هذه الدول ليس بمواجهة الأشخاص والأفراد، لأنه إذا تعالجت الرؤوس بتشفى الأعضاء. وبالوقت الذي تعالج سوريا به بيروح (يختفي) حزب الله من لبنان، ولكن إذا ضُرِب حزب الله في لبنان، راح تضل (تستمر) سوريا تورد (تبعث) لنا حزب الله ثاني وثالث ورابع وخامس.

بعض الذين في السياسة الأميركية يبررون سلوك بعض المسؤولين (الأميركيين) يلي (الذين) عم يدافعوا ضد (إقرار) قانون محاسبة سوريا.

يقولون إن سوريا ساعدت الولايات المتحدة، وانقذت حياة أميركيين. بتأمل انشاء الله يكونوا (السوريين) خلصوا أميركيين قد (بعدد) الذين قتلوهم في لبنان أولاً، وثانياً، الإرهاب مسألة أكبر من إعطاء معلومات عن بعض الإطراف المعادين للنظام السوري، لأن سوريا تعطي معلومات صغيرة وهي تساعد حالها (نفسها) فيها، مش عم تدافع فيها عن أميركا، ولا عن أمن أميركا.

لازم نعرف إنو (إن) الإرهاب كمان (أيضا) مُتبنى سورياً، وفي نوعين من الإرهاب، وسوريا هي في خط من هؤلاء. وإذا صار (أصبح) في تنافس أحياناً بينهما، (الخطين)، تعطي سوريا معلومات عن الطرف الآخر، ولكنها لن تكون أبداً ضد الإرهاب، لأنه من دون الإرهاب لن يكون لها لا وجود دولي، ولا وجود إقليمي.

دولة (سوريا) لا عندها القوة العسكرية، ولا عندها القوة السياسية. عندها كل شيء حباها فيه (اعطاها إياه) الإرهاب، وطالما الإرهاب مقبول دولياً، سوريا بتنوجد على الخريطة، ولذلك يجب محاربة الإرهاب حتى ترجع سوريا إلى حجمها الطبيعي.

نحن نفهم (اللبنانيين) الموضوع، لأننا كنا أول ضحية للإرهاب، كنا أول ضحية للإرهاب، ومع الأسف لم تكن الأنظمة الدولية المستهدفة بالإرهاب جاهزة في حينه حتى تساعدنا  نصمد، ولكن الهروب قدام (أمام) الإرهاب وصل (أوصل) الإرهاب إلى ما هو اليوم، ولا شيء يمنع على أن نرجع (نعود) نستعيد كل نشاطنا، نستعيد كل تعاوننا، مع كل الأطراف حتى نرجع (نعيد) وطننا ونرجع حقوقنا.

نكن كل صداقة للشعب السوري، ونتمنى له الخلاص من نظام إرهابي، لأنه هو الشعب الذي كان أول ضحية للإرهاب. وما ننسى إنو (أن) حماة هي أول نموذج للإرهاب ففي 24 ساعة قتل النظام السوري ما يزيد عن 30 ألف مواطن لأنهم معترضين على حكمه. نظام متل هيدا (هكذا نظام)، ما بعتقد راح يعطي العالم نموذج خير، ونموذج وفاق، ومجتمع سلام، ونحن نعمل للوفاء بين البشر وللسلام لنا ولهم وللخير للجميع.

نحن نطالب بحق، ولن يكن وصي علينا إلا إرادتنا، ونرفض أي وصاية آخرى، عشتم وعاش لبنان").

انتهت الكلمة

 

 

في أسفل مقالة ذات صلة بتعليقنا

 

 

تحالف عون مع «أولاد الإشاعات»

اسعد بشارة/جريدة الجمهورية/11 آذار/14

خرج رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون ذات يوم من الرابية، وكان ذلك، وللتأريخ الصحيح، في 5 أيار 2012، ليقول متوجهاً الى الرئيس سعد الحريري وقوى «14 آذار»: «يا أولاد الإشاعات».

هل أنّ الاتهام بالفساد والتطرف، هو مجرد عدة شغل رئاسية؟

في التصريح نفسه يقول عون: «تبين لنا في حوارنا مع تيار «المستقبل» أنّ هناك خلافات جذرية حول مفهوم الشراكة والتوازن في السلطة». وأضاف: «كان رفيق الحريري يزور السيد حسن نصرالله كل ليلة، فسألت يومها السفير جيفري فيلتمان: لماذا هذا الامر ممنوع علي؟

ربما لأنه (الحريري) كان يخبرهم تقديرات ومعلومات وغيرها من الأمور بعد كل لقاء لكي لا نقول أكثر... عشرات مليارات الدولارات مفقودة. وهذا مال مسروق. يتصرفون بالضرائب خوة يضعونها في جيبهم. سنقول لهم إنّ الحقيقة ستظهر».

في كثير من مآثر تلك المعركة مع الحريرية السياسية، بدا عون في حال انتقال سريع من موقع الحليف الى الخصم الشرس، من دون شرح الأسباب. لكنّ مصادفة واحدة كانت تحكم تلك المواقف الدافئة والهجومية: الاستحقاق الرئاسي. بعد اغتيال رفيق الحريري، كان الأول الذي اتهم النظام السوري بالمسؤولية عن الاغتيال، عبر قناة فرنسية شهيرة. كان الأول الذي اعتبر رفيق الحريري شهيد كل لبنان.

لكن لما عاد الى لبنان، انقلبت تلك المواقف الى النقيض، وبغض النظر عن الأسباب، فإنّ التحول الذي تشهده مواقف عون الحمائمية، قبل الاستحقاق الرئاسي تشي بأنه، ما زال يحلم بالمعادلة التي حاول إقناع الحريري بها، عندما زاره في الرابية: «تعالَ لنتفق على أن أكون أنا بشارة الخوري وتكون أنت رياض الصلح». العودة إلى الأرشيف الشخصي لعون تحمل مفارقات مذهلة.

في 5 حزيران 2009 هاجم عون الحريري وقال: «الذين في الحكم حالياً أدركوا السر، خصوصاً مدرسة الحريري التي هي أسوأ مدرسة سياسية، لأنها قائمة على الفساد والإفساد. وفي 13 تشرين الثاني 2006 سبق حزب الله في الهجوم على المحكمة الدولية، وقال: «إنّ قرار حكومة السنيورة الموافقة على نظام المحكمة الدولية في قضية اغتيال الحريري لا معنى له».

في 4 شباط 2011 قال عون: «الحريري هو أحد أركان مجموعة شهود الزور، وبالتالي القضية اصبحت خطرة جداً، حيث إنّ وليّ الدم هو أحد شهود الزور ويجب استجوابه واستجواب شهود الزور كافة».

في 17 آذار 2013 لم يجف الحبر على موقف آخر لعون حيث قال: «الحريرية السياسية اورثتنا فساداً في القضاء والادراة والامن». واضاف: «امامنا طريق طويل لاصلاح الاهمال الذي حصل في عهدهم». وتابع: «تسلّمنا إرثاً ثقيلاً من سرقات اموال وسطو على الحقوق».

بعد كلّ ما قيل من ابراء وافتراء غير مستحيل، حصلت معجزة اللقاء بين الحريري وعون، ووضع الجنرال أرشيفه في الأرشيف. غابت لغة الاتهام بالفساد، وأصبح الحريري داعية انفتاح وسلام، ولم يعد يفصل عن الاستحقاق الرئاسي أكثر من أسابيع. وسيبقى السؤال: ماذا لو لم يحصل الاتفاق، وماذا لو لم يؤيد الحريري ترشيح عون للرئاسة؟ هل سيفتح عون الأرشيف مجدداً؟

وهل ستبقى لهذه المواقف الصدقية الكافية، لدى كل من راقب ما حصل منذ انفتاح عون على الحريري؟ وهل أنّ الاتهام بالفساد والتطرف، هو مجرد عدة شغل رئاسية، تطوى وتشهر في التوقيت الملائم؟ وكيف يمكن لمصلح وتغييري أن يحاور «فاسداً» حين تدعو الحاجة، ليعود فيهاجمه، عندما لا تتحقق الأهداف؟