ميشال عون منافق وتزلفي وعملياً معاد لوثيقة بكركي

بقلم/الياس بجاني

 

نشرت وكالة الأنباء الوطنية بتاريخ 09 شباط/2014 وتحت عنوان عون: "نؤيد مذكرة بكركي مئة بالمئة ونتمنى ان نتساعد معا على تطبيقها"، الخبر التالي حرفياً: (عقد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خلوة مع رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون الذي زاره على راس وفد من التكتل لتقديم التهاني بعيد القديس مارون، وتناولت الخلوة الاوضاع المطروحة كافة على الساحة المحلية والاقليمية.  وقال عون بعد الخلوة التي استمرت قرابة ال45 دقيقة: "الزيارة لتهنئة الموارنة واللبنانيين عموما بعيد القديس مارون، ونتمنى أن يكون هناك حل للازمة وتعود المؤسسات الشرعية تعمل بانتظام، ومن الطبيعي ان نقدم التهاني لغبطته أيضا ونتبادل معه القضايا العامة". أضاف:" تناولنا أيضا المذكرة الوطنية التي صدرت عن بكركي والتي نؤيدها مئة بالمئة، ونتمنى من كل الأطراف اللبنانية التي أيدتها أن نتساعد معا على تطبيقها، خصوصا وان هذه المذكرة تجسد كل المبادىء التي قام عليها لبنان، والتي إذا احترمناها تؤمن الاستقرار والاستمرار للوطن والازدهار والسعادة للشعب"").

 

بصراحة وبصوت عال نرى جازمين وحازمين أن ميشال عون يؤكد مجدداً أنه سياسي منافق ومتلون واسخريوتي ومجرد في تعاطيه السياسة من كل ما هو مواقف ومفاهيم مبدئية ووطنية لبنانية ثابتة، كما يثبت ودون أدنى شك أنه حربائي ولا يلتزم بغير ما هو منافع ومصالح ذاتية صافية.

يوم الأحد (09 شباط/14) وعقب اجتماعه مع غبطة البطريرك الماروني مار بشارة الراعي حيث كان حضر القداس في كنيسة الصرح البطريركي الذي أقيم في ذكرى القديس مارون، أعلن هذا العون الذي لا عون فيه ولا رجاء منه وطنياً، أعلن ودون أن يرمش له جفن أنه يؤيد كل ما جاء في وثيقة بكركي داعياً من أيدها للعمل على تنفيذ كل بنودها.

اتهام عون في السياسة بالنفاق والحربائية والنرسيسية هنا وعلى خلفية تأييده للوثيقة لا يحتاج لذكاء أو لدراسات أو لتنجيم كون مواقف وخطاب وتحالفات الرجل الشارد وطنياً ولبنانياً هذا منذ العام 2006 وعقب توقيعه ورقة التفاهم مع حزب الله هي غير لبنانية وغير إيمانية وغير أخلاقية.  

فهو ومنذ ذالك العام تخلى عملياً عن لبنان الرسالة والهوية والدولة والسيادة والحرية والإستقلال والمؤسسات، وضرب عرض الحائط بثوابت بكركي التاريخية، وتنازل بجحود لاسيفورس كبير الأبالسة عن تاريخه ومواقفه وخطابه، وارتضى صاغراً أن يتجند برتبه كيس رمل وبوق وصنج وغطاء في جيش ولاية الفقيه الذي يجسده في لبنان حزب الله الإرهابي والغزواتي.

كما ارتضى العون هذا أن يكون أداة رخيصة وطروادية في خدمة مشروع محور الشر السوري-الإيراني الإستيطاني والتوسعي والمذهبي متنازلاً عن كل ما هو قرارات إستراتجية وحرية مواقف وطنية ومكتفياً بهامش ضيق جداً يدور في فلك التنفيعات والمواقع السلطوية والمنافع والمحسوبيات الذاتية.

من هنا إن تأييده لوثيقة بكركي الوطنية اللفظي لا معنى له ولا قيمة ولا مصداقية لأنه هو في السياسة وادٍ وبنود الوثيقة كافة في وادٍ آخر.

الوثيقة كما جاء في صفحاتها ال 21 ظهرت مجدداً مواقف بكركي الثابتة والتاريخية من السيادة والحريات ومقومات الدولة والإستقلال والحياد والتعايش واتفاق الطائف والميثاقية، في حين ميشال عون الجندي والصنج لدى محور الشر هو في السياسة معاد لكل بنود الوثيقة هذه. باختصار نحن نرى أن تأييد العون الشارد هذا عن لبنان وعن ثوابت صرح بكركي الذي أعطي له مجد لبنان، هو تأييد لفظي ومجرد من كل ما هو صدق والتزام ومصداقية.

ليكون فعلاً لا فقط لفظياً لموقف عون المصداقية والجدية والوقع الحسن، المطلوب منه أن يعلن دون تردد أو مواربة أنه عاد إلى مواقفه الوطنية التي كان يسوّق لها ويرفعا ما قبل ورقة تفاهمه مع حزب الله (06 شباط/2006)، وأنه مع الدولة اللبنانية ومع دستورها ومؤسساتها، وضد الدويلات وضد سلاح حزب الله وكذبة المقاومة وهرطقة الممانعة  ومع القرارات الدولية الخاصة بلبنان كافة وحصرياً مع اتفاقية الهدنة مع إسرائيل ومع القرارين الدوليين 1559 و1701.

كما عليه لنصدقه ونغفر له أخطائه وخطاياه وكل حربائيته والجحود أنه ملتزم قولاً وفعلاً وتحالفات بكل ما جاء في شهادته أمام الكونغرس الأميركي، وبكل كلمة قالها للمغتربين اللبنانيين في أميركا في 06/09/2002

(اضغط هنا للإستماع لهذه الكلمة وهي بصوت عون وباللهجة اللبنانية)  http://www.10452lccc.com/audio/aoun.usa7.9.02.wma

وهذا هو نص هذه الكلمة الحرفي:

("مواطني الأعزاء، أصدقاء لبنان،

أنا معكم الليلة بفرح. أولاً أهني التجمع من أجل لبنان لأنه مجمع. اسمكن بالإنكليزي ليبانيس أميركان، يعني أميركيين من أصل لبناني. أتمنى عليكم ما تكونوا أقل من لبنانيين في الولايات المتحدة وبهذه الطريقة قيكم تخدموا لبنان. ما تكونوا أحزاب ولا شيع، ولا تنتموا لا لي، ولا لغيري، انتموا لوطنكم لبنان، وإذا كانت الأحزاب ضرورة لقيام الحياة الديموقراطية، فهي تفتت الجهد في ايام المقاومة. اليوم لازم تكونوا كلكن مقاومين، مش حزبيين. وقت يكون الوطن بخطر ما في أحزاب، في مواطنين صالحين بيدافعوا عنه.

باسم الوطن المحتل، باسم الوطن يلي (الذي) عم يناشدكن تساعدوه، بطلب منكن تكونوا لبنانيين، لبنانيين وحسب، لا أكثر ولا أقل.

أكيد مبارح قسم منكم سمعني عم احكي، ويمكن بعض الكلمات ننجبر نكررها لأنو مش الكل كانوا حاضرين.

لبنان بدكن تساعدوه كيف؟

أولا بدكن تتذكروه إنو محتل، بدكون تتذكرو إنو أهلكن عايشين تحت كابوس الخوف، وتحت كابوس الحاجة.

في مخطط تخريبي للبنان بعدو عم يتكمل.

لبنان قالوا عنو إنو وصل إلى السلام سنة 1990 ، لبنان بلش تخريبه سنة 1990 .عم يخربوا نسيجه الإجتماعي، نسيجه الإقتصادي والمادي، وكتار منكن تركوا بعد سنة 1990، لأن الحاجة دقت ابوابهم. فإذاً لبنان وطن عم ينزف والوقت بالنسبة له مهم كثير. كل شغلي بدل ما نأجلها لبكرا منعملها اليوم، ويلي منعملو بكرا أحسن من بعد بكرا.

أنتم اليوم في الولايات المتحدة، والولايات المتحدة هي مركز القرار الدولي، وهي الدولة العظمى في العالم، وقرارها هو الذي يفرض حاله.

كيف بتساعدوا لبنان في الولايات المتحدة؟ بتساعدوه بأن تخلوا كل أميركاني يعرف أن إدارته (الحكومة الأميركية) السياسية صنفت سوريا "دولة إرهابية"، منذ العام 1978، وهذه الدولة الإرهابية تكافئت  بإعطائها لبنان. فهل يجوز ونحن نحارب الإرهاب أن تعطى الدولة الإرهابية مكافئة على أرهابها؟ أعتقد أنه لا يوجد أميركي واحد عنده الوفاء للمباديء والقيم الإنسانية يقبل أن يستمر الوضع في لبنان كما هو الآن.

كثيرون سألوني لماذا البعض وهم كثر، لا يحبون أميركا؟

يمكن في كثير من الناس لا يحبون أميركا لسبب بسيط جداً، وهو وجود فارق بين السياسة (الأميركية) المعلنة أحياناً، والسياسة المطبقة على الأرض.

يقولون (القيمين على الإدارة الأميركية) أنهم يدافعون عن القيم الإنسانية، ولكن في فئة (منهم) يعتبرونها براغماتية تقول أنه لا وجود للقيم في السياسة الأميركية، بل هناك مصالح، وهؤلاء مع الأسف أميركيين.

بالطبع أميركا الممصالح ضرورية، فالإنسان لا يعيش فقط من الهواء. يعيش (الإنسان)، أيضاً من المادة، ولكن كما أن المصالح المادية للولايات المتحدة الأميركية لها أهمية كبيرة وهي شيء أساسي، فأيضاً للولايات المتحدة صدقية في العالم، وهي مصلحة أميركية كبيرة. إن محافظة أميركا على القيم ومساعدة الشعوب التي تفتقد حالياً لحقوق الإنسان، هي أيضا مصالح أميركية عليا، لأنه من خلال هذه القيم يمكنها أن تحافظ على أمنها الإجتماعي، ولا يحدث عندها هجوم إرهابي كما حصل في 11 أيلول/2001 والذي بعد أيام نصل إلى ذكراه السنوية.

أتأمل منكن أن تكونوا أميركيين 100% مئة بالمئة مع وفائكم لجذوركم في لبنان لأنه لا يوجد أي تعارض بين الحضارة التي تحملونها معكم، والحضارة التي تندمجون فيها. فأنتم تحملون في نفوسكم نفس الإيمان، وتحملون في نفوسكم نفس القيم، ونقس الأهداف الإنسانية.

في الشرق الأوسط نحن بحاجة مش بس (ليس فقط) لنقتلع الإرهاب، فالإرهاب ليس منظمات إرهابية فقط. الإرهاب منو (ليس) منظمات، الإرهاب هو دول في المنطقة. ما في (لا توجد) منظمات مستقلة عن الدول. بيحكوا (يتكلمون) عن حزب الله أنه منظمة إرهابية.

على مستوى الولايات المتحدة لا يجب أن يتكلم المسؤولين عن حزب الله. حزب الله هو امتداد لسياسة دولتين هني (هما) إيران وسوريا في لبنان، وأعماله (حزب الله) هي تحت مراقبة هاتين الدولتين. 

فإذاً، نحن نرفض أن نقول إن المسؤولية تعود بس (فقط) لمنظمة، المسؤولية تعود إلى دول، وعلى مستوى الولايات المتحدة يجب معالجة هذه الدول ليس بمواجهة الأشخاص والأفراد، لأنه إذا تعالجت الرؤوس بتشفى الأعضاء. وبالوقت الذي تعالج سوريا به بيروح (يختفي) حزب الله من لبنان، ولكن إذا ضُرِب حزب الله في لبنان، راح تضل (تستمر) سوريا تورد (تبعث) لنا حزب الله ثاني وثالث ورابع وخامس.

بعض الذين في السياسة الأميركية يبررون سلوك بعض المسؤولين (الأميركيين) يلي (الذين) عم يدافعوا ضد (إقرار) قانون محاسبة سوريا.

يقولون إن سوريا ساعدت الولايات المتحدة، وانقذت حياة أميركيين. بتأمل انشاء الله يكونوا (السوريين) خلصوا أميركيين قد (بعدد) الذين قتلوهم في لبنان أولاً، وثانياً، الإرهاب مسألة أكبر من إعطاء معلومات عن بعض الإطراف المعادين للنظام السوري، لأن سوريا تعطي معلومات صغيرة وهي تساعد حالها (نفسها) فيها، مش عم تدافع فيها عن أميركا، ولا عن أمن أميركا.

لازم نعرف إنو (إن) الإرهاب كمان (أيضا) مُتبنى سورياً، وفي نوعين من الإرهاب، وسوريا هي في خط من هؤلاء. وإذا صار (أصبح) في تنافس أحياناً بينهما، (الخطين)، تعطي سوريا معلومات عن الطرف الآخر، ولكنها لن تكون أبداً ضد الإرهاب، لأنه من دون الإرهاب لن يكون لها لا وجود دولي، ولا وجود إقليمي.

دولة (سوريا) لا عندها القوة العسكرية، ولا عندها القوة السياسية. عندها كل شيء حباها فيه (اعطاها إياه) الإرهاب، وطالما الإرهاب مقبول دولياً، سوريا بتنوجد على الخريطة، ولذلك يجب محاربة الإرهاب حتى ترجع سوريا إلى حجمها الطبيعي.

نحن نفهم (اللبنانيين) الموضوع، لأننا كنا أول ضحية للإرهاب، كنا أول ضحية للإرهاب، ومع الأسف لم تكن الأنظمة الدولية المستهدفة بالإرهاب جاهزة في حينه حتى تساعدنا  نصمد، ولكن الهروب قدام (أمام) الإرهاب وصل (أوصل) الإرهاب إلى ما هو اليوم، ولا شيء يمنع على أن نرجع (نعود) نستعيد كل نشاطنا، نستعيد كل تعاوننا، مع كل الأطراف حتى نرجع (نعيد) وطننا ونرجع حقوقنا.

نكن كل صداقة للشعب السوري، ونتمنى له الخلاص من نظام إرهابي، لأنه هو الشعب الذي كان أول ضحية للإرهاب. وما ننسى إنو (أن) حماة هي أول نموذج للإرهاب ففي 24 ساعة قتل النظام السوري ما يزيد عن 30 ألف مواطن لأنهم معترضين على حكمه. نظام متل هيدا (هكذا نظام)، ما بعتقد راح يعطي العالم نموذج خير، ونموذج وفاق، ومجتمع سلام، ونحن نعمل للوفاء بين البشر وللسلام لنا ولهم وللخير للجميع.

نحن نطالب بحق، ولن يكن وصي علينا إلا إرادتنا، ونرفض أي وصاية آخرى، عشتم وعاش لبنان"). انتهت الكلمة

 

في الخلاصة، إن فاقد الشيء لا يعطيه، ونحن لا نصدق تأييد عون اللفظي للوثيقة ما لم يقترن كلامه بالأفعال وبالتوبة العملية والعلنية وبتأديته الكفارات عن ذنوبه وخطاياها وارتكاباته.... ونقطة على السطر.

 

الكاتب معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي

 

*عنوان الكاتب الألكتروني
 
phoenicia@hotmail.com

*تورنتو/كندا في 11 شباط/14