إعدام الدركي علي البزال توحش وهمجية

الياس بجاني/06 كانون الأول/14

لا يمكن وصف جريمة قتل برابرة ما يسمى بالنصرة الدركي اللبناني الرهينة على البزال بغير العمل الوحشي والحيواني بأكثر من امتياز. نسأل هل يعقل أن يكون لهؤلاء الوحوش المفترسة والدموية والسادية أي دين أو أحاسيس بشرية وهم يفاخرون بوقاحة وجحود وكفر بإجرامهم وبسفكهم دماء الأبرياء؟ لا والله، وألف لا، فلا يمكن أن يكون هؤلاء البرابرة والقتلة من صنف البشر لأن ما يقترفونه من فظاعات تخجل حتى وحوش البراري من اقترافها. كيف يعقل أن يكون لهؤلاء القتلة دين أو حتى صلة بأي شيء إنساني أو قيمي أو أخلاقي، في حين أن الأديان والشرائع كافة تُحرّم قتل الرهائن؟ هؤلاء لا يعرفون الله ولا يخافونه. إنهم أبالسة بوجوه بشرية لا أكثر ولا أقل ويجب أن ينالوا عقابهم العادل طال أو قصر الزمن.

إن المسؤول عن هذه الجريمة وعن كل الجرائم في لبنان هو الاحتلال الفارسي المفروض بقوة البلطجة والسلاح والمال على الدولة ومؤسساتها، وعلى كل مقيم على الأرض اللبنانية حيث أصبح عدد الغرباء في وطن الأرز وبسبب هذا الاحتلال يزيد عن عدد أهله مع عشرات المربعات الأمنية والدويلات والمخيمات الخارجة كلياً عن أية سلطة شرعية بمن فيها المخيمات الفلسطينية والمعسكرات السورية والدويلات الإيرانية وتطول القائمة. وبسبب هذا الاحتلال لم تعد الحدود مع سوريا تحت سلطة الدولة وأصبحت ممراً ومقراً للقتلة والمجرمين والتكفيريين وفي مقدمهم حزب إيران وجيشها المذهبي والإرهابي.

إن الحلول الترقيعية لن تجدي نفعاً، بل على العكس هي ومنذ العام 2005 تفاقم الفوضى والتسيب والتردي على المستويات كافة وتعطي الجيش الإيراني والمرتزقة من الطرواديين المحليين المزيد من الوقت والفرص لتفكيك وتدمير أواصر الوطن بالكامل وقهر وإركاع وتهجير أهله من كل الشرائح.

 يبقى أن الحل الشامل، وليس فقط لقضية المخطوفين من قوى الأمن والجيش ال 26 لدى داعش والنصرة، الحل لن يصبح حقيقة ولن يرى النور عن طريق التعايش الذمي والتقوي والإستسلامي مع قوى الاحتلال الإيرانية والخضوع لمشيئتها وهيمنتها وفرماناتها أكان في حكومة فاقدة لقرارها ومخصية ويهيمن عليها حزب الله الذي هو جيش الفرس في وطن الأرز، ولا بالتعامي عن الواقع المشين المعاش على الأرض والتلهي بحوارات عقيمة وصورية معه تشرعن احتلاله وتقضي على ما تبقى من مجرد هياكل في مؤسسات الدولة.

الحل لن يتحقق قبل كف اليد الفارسية وبالكامل وعودة سلطة الدولة بواسطة قواها الذاتية على كل الأرض اللبنانية وتنفيذ القرارات الدولية وتحديداً القرارين 1559 و1701 ونشر قوات دولية على الحدود مع سوريا كما هو الحال على الحدود مع دولة إسرائيل.

تجدر الإشارة هنا إن النصرة التي ارتكبت جريمة قتل البزال أمس هي من تفقيس حاضنات المخابرات السورية وتعمل في خدمة مخططاته، وكان أول ظهور إعلامي لها مخابراتي بامتياز بعد أيام على اغتيال الرئيس رفيق الحريري عن طريق ما سُمي في حينه أبو عدس وهذه الجماعة مخابراتية وتدميرية وليس لها أية علاقة بالثورة السورية مثلها مثل داعش وباقي الدواعش.

في الخلاصة، تعجر المفردات عن نقل عمق حزننا وغضبنا على فقدان هذا الشاب اللبناني، الدركي علي البزال، الذي كان يقوم بواجبه الوطني كرجل أمن تحت مظلة الدولة، ووقع أسيراً بأيدي برابرة ووحوش مجردين من الضمير والوجدان وتتحكم بعقولهم العفنة وأعمالهم الدموية غرائز حيوانية لا تمت للإنسانية بصلة.

إن كلمات الاستنكار باتت عاجزة عن مواساة أهلنا الذين يفقدون الأحباء من فلذات أكبادهم على أيدي برابرة وإرهابيين وجماعات مخابراتية في ظل غياب كامل للدولة ومؤسساتها وعجز مكشوف ومفضوح للسياسيين والمسؤولين ورجال الدين.

كما أن المواساة لم تعد مقبولة بعير الصلاة والعمل الجاد على عودة الدولة ومعها السيادة والاستقلال والعدل والقانون وإنها حالة الاحتلال.

بخشوع وتقوى نصلي ونطلب من الله سبحانه وتعالى أن يرحم نفس هذا الشاب الشهيد وأن ويسكن روحه فسيح جناته، وأن يلهم ذويه المفجوعين نعم الصبر والسلوان والرجاء والإيمان.

 

الكاتب معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الالكتروني
phoenicia@hotmail.com