عقد وإرباكات 14 آذار محلية وسعودية

http://www.aljoumhouria.com/news/index/123510

الياس بجاني/01 آذار/14/حتى لا نخادع أنفسنا وبالتالي نعرف ما هو بمقدرة الحلفاء داخل 14 آذار على مستوى القيادات عمله بحرية، وما هو بغير قدراتهم وخارج عن سلطتهم علينا أن نتصارح ونسمي الأشياء بأسمائها كون هذا التجمع القيادي هو بالغالب مغرب عن شعب ثورة الأرز وعن الأمانة العامة المسماة باسمه. للأسف فمنذ العام 2005 يأخذ 14 آذار القيادات لبنان وشعب ثورة الأرز من حفرة إلى أخرى ومن تنازل إلى تنازل وقد فشل رغم كوكبة الشهداء من أفراده بقيادة سفينة لبنان إلى بر الأمان. التجمع هذا أعطى بغباء محور الشر السوري الإيراني كل الفرص ليبسط سلطته على كل الدولة وعلى كل المناطق. إنه تجمع على مستوى القيادات فاشل 100% ولو كان في أي دولة يتمتع فيها الشعب بالحرية لكان اسقط الشعب غالبية هؤلاء القادة واستبدلهم بمن هم أكفاء وقادرين على تأدية ما هو مطلوب منهم.

أسباب الفشل كثيرة ولكن أخطرها التالي

1-عدم وجود أي هامش حرية للرئيس الحريري في اتخاذ القرارات الكبيرة، خصوصاً الإستراتيجي منها. ولو عدنا إلى كل خيبات 14 آذار ومحطات فشلها نجد أنها كانت بنتيجة قرارات اتخذها الحريري منفرداً ودون حتى التشاور مع الحلفاء خصوصاً المسيحيين منهم، كونها قرارات ودون مواربة مملية عليه من القيادة السعودية، ولنا في القرار الأخير الغريب الذي فجأة اتخذه في مشاركة حزب الله في الحكومة متخلياً ليس فقط عن السقوف والوعود والعهود، بل للأسف عن دماء الشهداء الذين كان آخرهم محمد شطح.

2- عدم إشراك مكون شيعي فاعل وإبقاء كل الشخصيات الشيعية خارج أطر 14 آذار لمراهنة الحريري والسنيورة تحديداً ومعهما السعودية على نبيه بري وتفضيلهم التعامل مع حزب الله على التعامل مع معارضيه من الشيعة، علماً أن بري يأخذ 14 آذار من متاهة إلى أخرى، والكل في هذا التجمع يعرف تماماً أن الإستيذ تابع كلياً لحزب الله ولا قرار مستقل عنده. في حين حزب الله لم يفي بأي التزام ولم يتقيد بأي اتفاق وهو مستمر في اصطياد قادة 14 آذار وخصوصاً المنتمين منهم لتيار المستقبل.

3- أنانية ونرسيسية قيادات داخل 14 آذار أكثرها مسيحي تفضيل دائماً مصالحا الشخصية على مصالح الوطن، وهي شخصيات وأحزاب أدمنت البحث عن أدوار على خلفية الكراهية للغير والغيرة منهم والحقد عليهم وهي تغلف حربائيتها بشعار كاذب هو التميز ولنا في انتهازية بعض هؤلاء الذين ضربوا عرض الحائط بكل ثوابت ثورة الأرز وقبلوا بذل دخول الحكومة حتى قبل الاتفاق مع حزب الله على البنود العريضة للبيان الوزاري.

من هنا يمكن القول براحة ضمير أن هذا التجمع لن ينجح بأي محطة مصيرية لأن من لا يمشي على عماها مع القرار الذي يملى على الحريري من السعودية يُترك جانباً كون البدائل الانتهازية لمن يتمسك بالمبادئ بالعشرات وهي بدائل ليس عندها لا مبادئ ولا احترام لدماء الشهداء. ولنا هنا في وضعية القوات اللبنانية حالياً التي تمسكت بالمبادئ ومارست حقها اللبناني في الهامش السيادي لاتخاذ القرارات، علماً أنها لم تطالب بغير أخذ تعهد من حزب الله على بعض بنود البيان الوزاري. لم يتم الأخذ بما طالبت وتم تخطيها.

العقل والمنطق والبصر والبصيرة يفرضون على المؤمن أن لا يلدغ من الجحر مرتين، أما حال قادة 14 آذار في سوادهم الأعظم فهو الشواذ بعينه حيث أنهم اكتسبوا مناعة لسموم الأفاعي وباتوا يعيشون في جحورها... وسامحونا

 

في أسفل تحليل سياسي للصحافي السيادي أسعد بشارة يحكي وضع 14 آذار الحالي

 

امانة «14 آذار» ترفع شارة الصليب الأحمر

اسعد بشارة/جريدة الجمهورية/01 آذار/14

الجميع الآن يعترف بأنّ هناك أزمة داخل «14 آذار»، ولكن ما من أحد يتوهم أنها ستتحوّل مشكلةً قد تفرط عقد هذه القوى التي ما زال يجمعها التوحد حول مواجهة خصم شرس، لا يتيح لها التلهي بالخلافات والتكتيكات وبعض الألعاب التي تأتي في توقيت غير مناسب.

الأمانة العامة تبذل جهوداً لتكون الذكرى استثنائية

كما في كل الأزمات التي عصفت بقوى «14 آذار»، وضعت الأمانة العامة شارة الصليب الأحمر، وبدأت جهود الإسعاف الطبي العاجل، لمريض يعاني اوجاعاً مزمنة لم تستدعِ دخوله بعد غرفة العناية الفائقة.

يتحرك الدكتور فارس سعيد على خط معراب، ويلتقي مراراً الرئيس فؤاد السنيورة، وتكرّمه النائب بهية الحريري في «بيت الوسط»، ويبقى على تواصل مستمر بالرئيس سعد الحريري، ذلك على رغم من بعض العتب.

تشخيص المشكلة طبياً سهل. قرار دخول الحكومة بلا «القوات اللبنانية» انتج اهتزازاً في الثقة، والتقارب مع رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون من دون التشاور مع الحلفاء فعل فعله المفاجئ، خصوصاً أنّ كثيراً من الحلفاء علم باللقاء من عون نفسه، فكان عتبٌ ولومٌ وحَرَد.

هذا الحَرَد هو بالذات ما يحاول الوسطاء في «14 آذار» تفاديه، فالحال العاطفية المسمّاة «زعل» غير موجودة في قاموس السياسة الواقعية. الرد على ما حصل من خلاف بين الحلفاء، لا يكون الّا بالركض الى الأمام، بيافطة مشروع «14 آذار»، وليس بالحرد الى الخلف والانكفاء والامتناع عن المبادرة.

أما المتهمون بالحرَد فيضحكون قائلين: «ليس في السياسة حرَد بل نحن نصحِّح سلوكاً يعتقد أصحابه أنهم يقودون سيارة فيها شخصين، فيما هم يقودون حافلة ضخمة، جمهورها كبير، ويجب أن ينتبهوا الى حسن القيادة للوصول الى تحقيق الأهداف الصحيحة». ويختمون: «الخطأ في القيادة ممنوع، لأنه يسبب صدمة لدى الرأي العام ويمنع هذه الحركة الكبيرة العابرة للطوائف المسماة «14 آذار» من تحقيق أهدافها».

عاشت قوى «14 آذار» كثيراً من الأزمات، ربما لا تكون هذه الأزمة الأكبر، وربما من قبيل المصادفة أن يكون ذلك كله بين ذكرى 14 شباط و14 آذار. إحياء الذكرى هذه السنة سيحصل ايضاً، وعلى الأرجح في «البيال»، لكن هل سيحضر الجميع؟ وهل يكون تمثيل الحضور على مستوى المناسبة، وبحجم الازمة التي تعيشها هذه القوى؟ الأكيد أنّ جهوداً تبذلها الأمانة العامة، ليكون احياء الذكرى استثنائياً هذه السنة.

الخلاف داخل «14 آذار» موجود ومعترف به، وهو كاد ينسي الجميع في خضم النزاع على الحكومة والرئاسة، أنّ هذه القوى تعيش في 2014 بداية تحقيق انجازاتها الكبرى. فالمحكمة الدولية انطلقت، وحقبة الانقلاب منذ العام 2011 انكسرت، وخصوم «14 آذار» غارقون في رمال متحركة، لكنّ قوى «14 آذار» لا تدور على رغم ذلك، الّا حول نزاع خفي وظاهر على الرئاسة، وهو نزاع مِن المستبعد أن يؤدي إلى التوحد حول مرشح واحد للرئاسة. كيف يمكن تنظيم الخلاف بين مَن دخلوا الحكومة بأجنداتهم المختلفة، ومَن ظلّوا خارجها؟ وهل يمكن لمن عارض الدخول الى الحكومة أن يلعب دور الوسيط؟

بخلاف أزمة المشروع الانتخابي الارثوذكسي، يلعب الوسيط هذه المرة دوراً أكثر صعوبة. موقفه الاعتراضي من الحكومة معروف لكنه لا يريد أن يُفقِد نفسه القدرة على لعب دور الوساطة. انتقلت معادلة الفصل والوصل الى داخل «14 آذار»، والمطلوب اليوم هو تقريب المسافة بين «المستقبل» و»القوات»، وتسخيف التقارب «المستقبلي - العوني».

توزع الأمانة العامة تقريرها السنوي على القيادات. التوقيت مثير للعجب، كأنّ الأمانة، حسب ما يقول احد الظرفاء، تجري جردة حساب أو تصفية ممتلكات، بإصدارها تقريراً يبدو أنه أُعِدّ في ديوان المحاسبة. عند الأزمات الكبرى تنكب الأمانة على اصدار التقارير، لكنها لا تكتفي بذلك. الجهد الآن منصبٌ على ترميم ما يجب ترميمه، عبر اعادة تذكير الجميع بأنّ «14 آذار» المشروع العابر للطوائف ما زال أكبر من الجميع، وسيبقى الأضمن للجميع، وربما من أجل ذلك سيكون من مصلحة الجميع احياء الذكرى هذه السنة بنحوٍ مختلف وفي حضور جميع الأقطاب