جبران وعمه الجنرال وكساد موسم التفاح في اللقلوق

الياس بجاني

25 أيلول/14

في زمن المحل والبؤس ليس غريباً بروز طبقة من البشر هي جاحدة ومغربة عن الإنسانية ولا تخاف الله.

طبقة نرسيسية وترابية الضمير تعيش الإنسان القديم بعبوديته للخطيئة وتتحكم فيها العقلية والثقافة والممارسات الطروادية.

في هذا الزمن العاطل والمسخ فُرّض المحتل الإيراني على الموارنة في لبنان وعلى غيرهم من الشرائح اللبنانية بالقوة وعن طريق الإغراءات وعلى خلفية الغرائز، فرض طبقة من السياسيين المرتزقة والطرواديين قتلوا بدواخلهم كل ما هو بصر وبصيرة ومصداقية وضمير ووجدان.

في هذا الزمن العاطل برز الصهر جبران باسيل وعمه الجنرال وغيرهما كثر.

الصهر وعمه الجنرال ومن هم من طينتهما وخامتهما وعقليتهما يقفون وراء الحال التعيسة والمأساوية التي يتخبط بها الشعب اللبناني عموماً والمسيحيين تحديداً.

هؤلاء ليس فقط يتحملون كامل المسؤولية على جريمة عدم انتخاب رئيس للجمهورية، وتعطيل عمل مجلس النواب، واستمرار الاحتلال الإيراني بكل أوجهه البشعة، وتعميم شرعة الغاب والفوضى، بل هم يتحملون أيضاً مسؤولية إفقار وتهجير اللبنانيين عموماً والمسيحيين تحديداً.

ففي حين أن هذا الجبران الذي هو صنيعة حزب الله يتمختر كالطاووس ويتنقل في أميركا من وليمة إلى أخرى ويلقى الخطب مسوقاً لمرجعيته الإيرانية التي تحتل لبنان، تعلو أصوات المزارعين في بلدة اللقلوق وفي عشرات البلدات الجبيلية والكسروانية مطالبة المساعدة العاجلة في بيع غلالها من التفاح .

إن كساد موسم التفاح وعدم إيجاد أسواق لتصريفه يهدد عدد كبير من المزارعين بالإفلاس وبالتالي يسهل على المحتل الإيراني اقتلاعهم من أرضهم ودفعهم للهجرة.

الصهر جبران كما أُفدنا يمتلك قصراً لا بأس به في منطقة اللقلوق.

وكون الصهر هذا من المقيمين في تلك المنطقة فهو بالتأكيد مدرك ومطلع على معانات مزارعي التفاح من جيران قصره.

إلا أنه وربعه الإصلاحي المدعين الدفاع عن الوجود المسيحي والغارقين في وهم حلف الأقليات لم يحركوا ساكناً لمساعدة المزارعين في تصريف تفاحهم وإيجاد أسواق له.

هذا التصرف "الجبراني" الإصلاحي بالطبع ليس غريباً على من أولوياته ليس الوطن أو المواطن، بل المصالح الذاتية والنفوذ وتراب الأرض والأبواب الواسعة.

نسأل لماذا من مول من المغتربين الموارنة المؤتمر المسيحي المؤامرة في واشنطن ب ستة ملايين دولاراً خدمة للمشروع الإيراني التوسعي، لماذا لا يساعد مزارعي التفاح وهم لا يحتاجون لكل هذا المبلغ لحل مشكلتهم والبقاء في أرضهم!

نسأل البطريرك الراعي وكل الأحبار الأفاضل لماذا لا يمدون يد العون للمزارعين، ومعهم نستعيد ما قاله السيد المسيح لمرتا: "مرتا مرتا تهتمين بأمور كثيرة، فيما المطلوب واحد".

إن المطلوب من كل المرجعيات المسيحية المحافظة على صمود رعاياهم في أرضهم.

يبقى إن الاتكال على الحكومة في لبنان لحل مأساة مزارعي التفاح، أو مناشدة وزير الزراعة للقيام بواجبه، هي مجرد أوهام وغرق في أحلام اليقظة كون الدولة محتلة وأداة طيعة في يد المحتل الإيراني.

من هنا المطلوب من بكركي ومن الجبران ومن عمه ومن المتولين المسيحيين وخصوصاً المغتربين منهم مساعدة مزارعي التفاح وهذه أولوية ملحة.

في الخلاصة، إن حالة جبران التعموية وهو الذي يمتلك قصراً في اللقلوق، في حين لا يسمع صراخ وانين المزارعين من جيرانه ولا يتحسس معاناتهم، هي حالة مرضي سرطانية تبين كم أن غالبية أفراد الطبقة السياسية والدينية في لبنان وبلاد الانتشار هم نرسيسيون وفريسيون وتجار هيكل وغرباء ومغربين عن أوجاع وهموم المواطن اللبناني.

الكاتب ناشط اغتراب لبناني

عنوان الكاتبphoenicia@hotmail.com