الياس بجاني يرد على بيان الرابطة المارونية العكاظي/رابطة مارونية أم جماعة قدح وذم وصنوج

رابطة مارونية أم جماعة قدح وذم وصنوج!!

الياس بجاني

19 كانون الأول/14

لا ندري من هو ذاك الفيلسوف المشبع بثقافة المؤامرة وبعقلية ومفاهيم سوق عكاظ الجاهلي الذي كتب البيان الذي صدر اليوم عن الرابطة المارونية تحت عنوان: “صوت بكركي هو دوما وأبدا صوت الحق”، وفيه دفاع زجلي وعبثي وصبياني ومستميت، عن سيدنا الراعي على خلفية التقارير الموثقة التي تناولت الصرح وسيده والمسؤول الإعلامي فيه المحامي وليد غياض، في ما يخص قصر لهذا الأخير يتم بناؤه على قطعة أرض في حرش حريصا مصنفة محمية وتمت مبادلتها بقطعة أرض من أملاك الوقف (كما ورد في تقرير فضائحي نشرته جريدة الأخبار). علماً أنه تدور حول هذا القصر وعملية المبادلة وطرق فرشه وتزويده بالكماليات الفاخرة إشكاليات كثيرة مثيرة لرزم من الشكوك وعلامات الاستفهام يرفض حتى الآن سيدنا ومعه مجلس المطارنة الإجابة على أي منها رغم أطنان من النداءات المطالبة إما بمقاضاة ناشر التقرير أو تصحيح الخطأ والاعتذار. البيان العكاظي هذا لم يتطرق للب المشكل، أي إشكالية القصر، بل بوقاحة فاقعة وفي استغباء فاضح للعقول المارونية النيرة والمؤمنة غرق في ثقافة المؤامرة وفي عدد من الآليات النفسية المرضية منها الإسقاط والإنكار والتبرير، وربط قدحه وذمه العكاظي بمصير الوطن وبدور الصرح وبالدستور والتعايش والهوية الوطنية والمسلمات الوطنية والخ.

نسأل هل الرابطة هي مؤسسة مارونية هدفها الدفاع عن الموارنة ووجودهم وأرزاقهم والكنيسة، أم أنها مكتب متخصص بالقدح والذم العكاظي الهوى والنوى؟

أليس من واجب الرابطة أن تنضم للشرفاء من الموارنة الذين يطالبون بكشف كل الحقائق التي تدور حولها التقارير الفضائحية وإحقاق الحق والحفاظ على أرزاق الوقف ومعاقبة من يعتدي عليها بأي شكل من الأشكال كائن من كان؟

في سياق متصل نلفت كاتب البيان إلى أن موقع الكلمة أون لاين كان نشر بتاريخ 08 من الشهر الجاري تقريراً فضائحياً بقلم سيزار معوض يتناول الصرح وإدارته على خلفية عقارية وورد في التقرير المقطع التالي: “ويضيف بدران بأن المالكين لم يردعهم سوء التصرف الذي حصل بل قرروا مقابلة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي شخصيا. لكن سيد الصرح أحالهم إلى أحد الموظفين الملحقين ببكركي. وهنا كانت الصدمة الكبرى على ما يروي احد مالكي العقارات إذ حين طلب الموظف مبلغ 300 ألف دولار مقابل تسهيل عملية هذا الملف بما يمكنهم من البيع أو البناء فرد احدهم انه بالإمكان تأمين مبلغ خمسون ألف دولار أميركي إلا أن الرقم هذا لم يشكل مدخلا للحل. لم يصدق المالكون ما سمعوه لكن اكتشفوا في الوقت نفسه الطريقة التي اعتمدها العقيقي والنائب نعمة الله أبي نصر لبناء المجمعات السكنية في الأراضي المصنفة والقريبة من بكركي إلا أن المالكين باتوا على قناعة بأن بلدية جونية وبكركي متفقتان على إقناعهم لبيع 450 ألف متر لغايات لا صلة لها بالحفاظ على حرج الصرح.”

نسأل هل البيان العكاظي والزجلي هو بالواقع ليس دفاعاً عن سيدنا ولا غيرة عليه، بل هو هروب ذكي إلى الأمام لحماية النائب نعمة الله أبي نصر وهو رئيس سابق للرابطة والذي لا زالت تربطه بها وجود ابنه فيها بموقع متقدم، وذلك للحؤول دون فتح الملفات العقارية المملوكة من الوقف الماروني وكشف المعتدين عليها؟ مجرد سؤال لا أكثر ولا أقل.

في الخلاصة إن من بيته من زجاج عليه أن يتعظ ويعرف قدر نفسه ويمتنع عن رمي الآخرين بالحجارة، خصوصاً وأن في انجلينا المقدس آية يقول: من يدحرج حجراً يرتد عليه”.لا زلنا من ضمن عشرات من الموارنة الأتقياء والأنقياء والشرفاء في لبنان وبلاد الانتشار نطالب سيدنا ومجلس المطارنة بكشف كل الحقائق فيما يتعلق بتقرير جريدة الأخبار وكذلك بتقرير موقع الكلمة أو لاين، وذلك لأننا موارنة قلباً وقالباً وضميراً ووجداناً ونخاف على الصرح أكثر بكثير من الذين يحاولون التلطي وراءه لستر عوراتهم.

كما أننا نحن الموارنة  المؤمنين والذين نخاف الله ويوم حسابه االأخير نحن الصرح لأننا أعضاء فيه كما أننا أعضاء في كنيسة جامعة واحدة هي جسد المسيح، وبالتالي أي تطاول على الصرح وعلى أملاكه هو تطاول على كل الموارنة وواجب مقدس عليهم التصدي للمعتدين.

يبقى أن كل الردود التي تستكتب من أي جهة كانت بغرض التعمية وتغطية السماوات بالأبوات لن تجدي نفعاً ولن تردع أو تخيف الذين يتسلحون بالإيمان والرجاء وهم قررا الشهادة للحق والوقوف أمام الأبواب الضيقية. ومن عنده أذنان صاغية فليسمع.

 

 

في أسفل بيان الرابطة موضوع الرد

الرابطة المارونية: صوت بكركي هو دوما وأبدا صوت الحق

الجمعة 19 كانون الأول 2014/وطنية – أكد المجلس التنفيذي للرابطة المارونية في بيان “الدور التاريخي للبطريركية المارونية في الدفاع عن استقلال لبنان وحرية شعبه”، مستنكرا وشاجبا “الحملة المشبوهة التي طاولت مؤخرا مقام السيد البطريرك والتي تهدف الى التشويش على مواقف المبدئية في الدفاع عن القيم التي قام عليها لبنان”. وأعلنت أن “التشكيك التي تثيره بعض الاقلام بوجه الصرح البطريركي لن يؤثر في احترام هذا الموقع الوطني ولن يمنعه من أن يبقى صوت الحق المدوي في وجه أي انتهاك للدستور أو أي ظلم يطال المواطن في حقه وحريته”. وأوضحت أن “حملة الافتراء التي تشن على البطريركية المارونية لا يمكن فصلها عما يتعرض له لبنان في هويته الوطنية التي صاغها المسيحيون والمسلمون معا عبر التاريخ على المستويات السياسية، الثقافية، الاقتصادية والدينية، التي في سبيل الحفاظ عليها، بذلوا أغلى ما يملكون”. وأكد المجلس التنفيذي للرابطة المارونية “وقوفه الدائم الى جانب البطريركية المارونية وسيدها في الدفاع عن المسلمات التي قام عليها الوطن”، داعيا “المتحاملين”، العودة الى “ضمائرهم والتراجع عن أقوالهم، والترفع عن أحقادهم، لأن صوت بكركي هو دوما وأبدا صوت الحق”.

 

 

 

في أسفل تقرير الكلمة أون لاين وتقرير الأخبار

 

خاص – فساد في الكنيسة: ٣٠٠ الف دولار ثمن صفقة في حرج حاريصاوالا بيع العقار الى غير مسيحي

08-12-2014/Alkalimaonline.com/خاص – سيزار معوض

المسيحيون في لبنان يسمعون أقوال الرؤساء والقادة الكنسيون فيفرحون ، لكن سريعاً يحبطون ويحزنون عندما يلمسون أفعالهم التي لم ولن تساعد المسيحيين في البقاء والصمود في بلدهم أو التشبث في أرضهم وعدم بيعها للآخرين خوفاً من التغييرات الديموغرافية كما يحذر دائماً رؤساء الكنائس ، فيما هم أو المقربين في مقراتهم وداخل اي صرح يتلاعبون بالممتلكات الواسعة والمنتشرة على امتداد الوطن . ويكفي أن يتذكر سكان شرق صيدا أن مسجد بلال بن رباح والمربع الأمني للشيخ أحمد الأسير هما على أرض كانت تمتلكها البطريركية الكاثوليكية وبيعت خلال تولي البطريرك الراحل حكيم السدة البطركية في الربوة ، علما أن مسلسل بيع العقارات مستمر حتى الآن والسماسرة أنهوا التفاوض حالياً لآخر قطعة أرض تمتلكها الربوة في عبرا رغم المعارضة العنيفة للمطران إيلي حداد لكن دوائر الربوة كانت لها كلمة الفصل لصالح بيع الأرض إلى أحد التجار من الطائفة الإسلامية.

وفي المقابل، بكركي لم تكن أكثر حرصاً على الأملاك الوقفية. خصوصاً أن الكلام يرتفع عن توزيع للأراضي بطريقة تفوح منها روائح المال المقتطع لصالح هذا الأب المقرب أو ذالك المحظي. ويسأل البعض عن الأسماء التي استفادت من توزيع أراضي الكنيسة بعقود أطلق عليها ايجار لمدة 99 سنة ويتسألون. هل يقدم البطريرك على نشر اللوائح الاسمية لهؤلاء ويكون الراعي قد قطع الشك باليقين خصوصاً أن في قناعة ابناء الكنيسة المارونية انها غنية جدا وتفوق بثروتها العينية الثروة المالية للشهيد رفيق الحريري علماً أن الأخير استطاع تعليم أكثر من 35 الف طالب فيما الطلاب الموارنة يدفعون اغلى الفواتير التعليمية للكنيسة صاحبة معظم المدارس الخاصة. إضافة إلى الفاتورة الطبية الباهظة التي تثقل كاهل المسيحيين رغم أن الكنيسة أيضاً تمتلك معظم المستشفيات التي تحمل أسماء القديسين

وبالعودة إلى الشأن العقاري وعلاقته ببكركي. فإن أصحاب العقارات في المنطقة المصنفة zone f على طريق حريصا قبيل مدخل الصرح البطريركي ،فوجئوا أن عقاراتهم التي تزيد مساحتها عن 450 الف متر مربع أصبحت تساوي صفرا لأن المنطقة صنفت وبالتالي ضاقت المساحة المسموح بها للبناء وقد حددها التنظيم المدني بنسبة 2 بالمئة. هذا الأمر دفع بأصحاب العقارات وهم من عائلات مسيحية وبينها كسر وآنية للتحرك لكن الوحيد الذي قرر رفع الصوت عن الآخرين كان ريمون سمعان بدران الذي يعتبر أن التصنيف المعمول به في ال zone f ينطبق على البعض فيما البعض الآخر من المالكين استباحوا هذا التصنيف وبنوا المجمعات السكنية والابنية من دون التقيد بالمساحات التي سمح بها التصنيف. ويعطي بدران الأمثلة عن المالكين المدعومين ومنهم إيلي عقيقي الذي شيد خمسة بلوكات سكنية إضافة إلى أن النائب نعمةالله ابي نصر بنى بناية مؤلفة من ثلاث طوابق من دون أن قيد تصنيفي.

هذا الأمر الشاذ دفع بالمالكين إلى إثارة الموضوع في بكركي خصوصاً أن العقارات في zone f مواجهة تماماً للصرح علماً أن أحد تجار الأراضي من الطائفة الشيعية عرض على بعض المالكين شراء العقارات المصنفة بأسعار تشجيعية على ان يتكفل بإلغاء التصنيف. مرتكزا على علاقاته مع نافذين على ما نقل عنه، وخوفا من هذا الشراء المشبوه توجه بدران إلى الصرح لمقابلة صاحب الغبطة لكن دوائر بكركي احالته إلى وكيل البطريركية المونسنيور جوزف بواري.

لكن المونسنيور الذي نفى للكلمة اون لاين أية معرفة أوصلة له بهذا الملف فكان منه انه بدلا من أن “يكحلها عماها” فقد أنهى المقابلة مع بدران بعد دقائق معدودة وهدده بانه سيطلب من البلدية عدم إعطائه المستندات المطلوبة لإنجاز عملية البيع وبطريقة عرف من خلالها بدران أن اتفاقية تجري في الخفاء لدفع المالكين لبيع الأراضي المجاورة لاحد الأشخاص الطامعين بها خصوصاً أن الشاري الشيعي جاهز للعملية. حتى ان معظم المالكين وبينهم بدران عرضوا على بكركي ان تحصل على العقارات مقابل إعطائهم عقارات تملكها في مناطق يمكنهم التصرف بها نظرا لواقعهم العائلي والاقتصادي، لكن الجواب كان بالرفض. ويضيف بدران بأن المالكين لم يردعهم سوء التصرف الذي حصل بل قرروا مقابلة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي شخصيا. لكن سيد الصرح احالهم إلى أحد الموظفين الملحقين ببكركي. وهنا كانت الصدمة الكبرى على ما يروي احد مالكي العقارات اذ حين طلب الموظف مبلغ 300 الف دولار مقابل تسهيل عملية هذا الملف بما يمكنهم من البيع او البناء فرد احدهم انه بالإمكان تأمين مبلغ خمسون الف دولار أميركي الا ان الرقم هذا لم يشكل مدخلا للحل. لم يصدق المالكون ما سمعوه لكن اكتشفوا في الوقت نفسه الطريقة التي اعتمدها العقيقي والنائب نعمة الله أبي نصر لبناء المجمعات السكنية في الأراضي المصنفة والقريبة من بكركي الا ان المالكين باتوا على قناعة بأن بلدية جونية وبكركي متفقتان على إقناعهم لبيع 450 الف متر لغايات لا صلة لها بالحفاظ على حرج الصرح

 

 

 

 

وليد غياض يفوز بقصر بطريركيّ

جريدة الأخبار

 http://www.al-akhbar.com/node/220156

 العدد ٢٤٤٩ الخميس ٢٠ تشرين الثاني ٢٠١٤

لا تخلو الندوات الكنسية من إشارة إلى معاناة الشباب بسبب ارتفاع أسعار العقارات وصعوبات التملك. وعليه، قرّرت البطريركية المارونية، مع حشد من رجال الأعمال، الانطلاق من أزمة مسؤولها الإعلامي وليد غياض السكنية لمعالجة هذه المشكلة. تُملِّك وليد غياض اليوم أرضاً وتبني له بطريقة غير مباشرة قصراً، على أن تهتم لاحقاً بكل المعوزين الآخرين!

غسان سعود

منذ انتخب المطران بشارة الراعي بطريركاً، أضاف السياسيون والكنسيون اسم وليد غياض إلى قوائم الأسماء في هواتفهم الخلوية. بدا واضحاً أن المسؤول الإعلامي عن الصرح ليس مجرد موظف عادي. والده مسؤول عن هاتف البطريركية، والدته حلّت في موقع مدبّرة البطريركية محل الراهبات اللواتي توارثن هذه الوظيفة، فيما عُيّن شقيقه شربل، بداية، سائقاً للبطريرك ثم مسؤولاً أمنياً. وقد رمّمت البطريركية منزلاً داخل أسوار بكركي لوالدَي غياض وبنت منزلاً آخر لشقيقه.

وطّد غياض، محامي الطلاق الأول في المحكمة الروحية، علاقته بمسؤول مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري، حتى بات يمكن مشاهدتهما يركضان معاً حول فيلا بورغيزي في إيطاليا عند السادسة والنصف صباحاً. وهو يفاجئ كل من يلتقيه بسعة اطلاعه: يحدّث المصرفي أنطون الصحناوي كخبير في القطاع المصرفي وتقلّبات البورصة. يذهل السيدة روز شويري بمعلوماته عن قطاع الإعلانات. ويوحي لرجل الأعمال جوزف فغالي بأنه هو، لا فغالي، المتخصص في زراعة العنب في رومانيا لصناعة النبيذ.

هؤلاء، ورجال أعمال عديدون غيرهم، باتوا أعز الأصدقاء. إلا أن اسم غياض ارتبط بما هو أهم من هذه التفاصيل الصغيرة: «قصر الأحلام». فالمحامي الشاب رفض السكن في طابق ثان فوق والديه وشقيقه. أراد بناء شيء آخر. حاول، بداية، تحقيق حلمه داخل أسوار بكركي، إلا أن عدة مطارنة والرابطة المارونية ورئيس جمعية الصناعيين السابق نعمة افرام اعترضوا، فبدأ البحث عن مكان آخر.

أين يذهب؟ هو لم يرث أرزاقاً عن أهله، حاله في ذلك من حال شباب كثيرين، كما أنه لا يملك ثمن أرض، ولا يحب القروض المصرفية. في طريقه من الصرح البطريركي وإليه، كان غياض يتأمل يومياً الجبل الأخضر الذي حمى البطريرك نصرالله صفير ما تبقى من أشجاره عبر مرسوم إداريّ حوّله إلى محمية يكاد يستحيل قطع شجرة واحدة منها. هناك، قرّر غياض أن يبني قصره. تجوّل في المحمية، حتى وقع على النقطة الأنسب: تحت «سيدة لبنان» مباشرة. لم يراجع أحداً هذه المرة؛ لا تملك ولا ترخيص ولا ملاحظات مطارنة أو غيره.

تكفّل سياسيان كسروانيان بالمطبخين فيما تقرر استيراد الرخام من إيطاليا

حضرت المناشير الكهربائية وبدأ قطع الأشجار. إلا أن رئيس بلدية غسطا زياد شلفون استنفر، وتتالت التسريبات الصحافية، ولم يعد في وسع رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان حمايته أكثر، فتدخل لدى الراعي لإيقاف المشروع. أُحبط غياض، لكنه لم ييأس.

لاحظ أن «سيدة لبنان» تتوسط جبلاً أخضر تحدّه بكركي من جهة الشرق، فبحث عن النقطة المقابلة لبكركي من جهة الغرب. هكذا يحيط الصرح البطريركي بحريصا من جهة، وقصر غياض بها من الجهة الأخرى. إنها المرة الثالثة، ويفترض أن تكون ثابتة. عند التاسعة والنصف من صباح الخميس، اصطحب غياض كلاً من البطريرك بشارة الراعي والمونسنيور جوزيف البواري ومدير عام التنظيم المدني الياس الطويل لتفقّد «أرض غياض». عند أطراف المحمية، تؤجر البطريركية مزارعاً كسروانياً أرضاً صغيرة يقيم فيها مزرعة لتربية الخنازير، تحتها ثمة خزان مياه تشرب جونية منه. بينهما، قرر غياض أن الأرض أرضه.

بارك الكاردينال الراعي الأرض. هنّأه المونسنيور البواري، وهو القيّم العام على أملاك البطريركية المارونية. وأكد الطويل أن الأرض تقع فعلاً خارج النطاق الرسمي لمحمية حريصا الطبيعية. ها هو غياض يستعيد لونه الطبيعي، فرحاً بإيجاده أخيراً الأرض.

لكن ليلتها لم ينم غياض. القوانين الجديدة تمنع تأجير البطريركية الأرض أكثر من تسعة عشر عاماً، وعليه قد يذهب تعبه كله هدراً في حال تغير البطريرك أو تقرر فسخ العقد. لا بدّ أن يشتريها إذاً. تعاميم الفاتيكان تمنع بيع الكنيسة أملاكها أياً كانت الذريعة، بما في ذلك تقدير البطريرك لغياض. الحل القانوني الوحيد هو مقايضة الأرض بأرض أخرى. بدأ هنا فصل جديد. بين أراضي «بنك المدينة» التي وضع مصرف لبنان يده عليها، ثمة واحدة تبلغ مساحتها 20 ألف متر في قعر واد في بلدة المعيصرة في فتوح كسروان.

لا يتجاوز سعر المتر هناك 5 دولارات. وعليه ينشط رجل الأعمال فادي رومانوس، حرصاً منه على سلامة غياض السكنية، بين الصرح البطريركي ومصرف لبنان للإسراع في إنجاز المعاملات وتسليم غياض أرضه في الوادي. وهكذا سيتسنى للمسؤول الإعلامي مقايضة البطريركية المارونية: يعطيها أرضه البعيدة التي لا يتجاوز سعرها مئة ألف دولار، ويأخذ أرض البطريركية المحاطة بالغابات والمطلة على خليج جونية والتي يتجاوز سعرها بحسب أحد الخبراء العقاريين ملايين عدة من الدولارات.

اللافت أن غياض لم ينتظر تملك الأرض رسمياً ليبدأ العمل في قصره. فطريق المزارع الصغير وُسّع أكثر من ثمانية أمتار، مرتكباً باقترابه من خزان المياه عدة مخالفات.

يقلع شجرة من هنا، فيزرع بدلاً منها مدير عام وزارة الزراعة لويس لحود، المدين بعودته إلى موقعه لضغوط البطريركية المارونية على الرئيس نجيب ميقاتي. يتسابق اثنان من رؤساء بلديات المتن الشمالي إلى وضع خبراتهما الهندسية بتصرف القصر. وها هو أحد رجال الأعمال يهرع إلى أطراف شننعير محملاً بالباطون. تحيط بالقصر وطرقاته جدران دعم من الحجارة الضخمة. ترتفع أعمدة الهندسة الاستثنائية: طابق للاستقبالات الشعبية، طابق للمعيشة وآخر للنوم. يمنع العمال التصوير من دون إذن. ينحت المهندس مسبحاً مماثلاً لمسابح الفنادق اليونانية، تظنه بحكم الألاعيب الهندسية عائماً في البحر، وإلى جواره جاكوزي صغير. يحرص المهندس جان بيار جعارة على ألا يشوب المنظر الخرافي من القصر أي شائبة. يموضع القصر بحيث لا يظهر أي مبنى بينه وبين البحر كيفما نظرت. يقول غياض لبعض المقربين منه إن الطابق الأخير مخصص لتقاعد البطريرك بعد عمر طويل، مبرراً كل ما يفعله بحرصه الشديد على استمتاع البطريرك بشيخوخته ـ سكنياً أقله.

العمل في الورشة ـ كما عاينته «الأخبار» أمس ـ يجري بسرعة كبيرة. وبعدما شارف على نهايته، أهدى رجل أعمال (وسياسة) من كسروان غياض مطبخاً إيطالياً، بكلفة تتجاوز ستين ألف دولار. واهتم رجل أعمال سياسيّ ثانٍ بالمطبخ الآخر. ولم يسعَ غياض إلى إلزام سياسيّ كسروانيّ ثالث بخفض حقيقي لأسعار الرخام بعدما شعر بممانعته، فقرر استيراد الرخام مباشرة من إيطاليا ليكون واثقاً مما يضعه في قصره مئة في المئة. ويُنتظر فور عودة غياض من الفاتيكان أن يبدأ مزاد الأثاث، وخصوصاً أن المرشحين المستقلين لرئاسة الجمهورية يزدادون سخاءً وكرماً، وجزء لا بأس به من أصدقاء هؤلاء تجار مفروشات.

يمكنكم متابعة الكاتب عبر تويتر | ghassansaoud@

العدد ٢٤٤٩ الخميس ٢٠ تشرين الثاني ٢٠١٤