عون في جحر سيده والمؤتمر المسيحي المؤامرة

الياس بجاني

09 أيلول/14

إن لقاء عون-السيد اليوم هو لقاء بين عبد وسيد ونقطة ع السطر، أما المؤتمر المسيحي المؤامرة في واشنطن فهو ذمي وإيراني وليس فيه أي شيء من روحية المسيحية.

منذ انتهاء الاحتلال السوري العسكري للبنان في عام 2005 واستبداله بالاحتلال الإيراني ترفض فرق وجماعات المرتزقة العودة إلى أحضان الدولة الأم، وتسعى بكل وسائل الإرهاب والابتزاز والعسكرة والمذهبية والتحريض والإرتكابات الإجرامية إلى إحلال سلطة وكلاء ملالي إيران مكان الدولة اللبنانية، وقد نجحت واحتلت الوطن وهيمنة على قرار حكمه وحكامه. كما نجحت عن طريق المال والإغراءات السلطوية والمنافع الذاتية وأساليب التخويف والترغيب باستقطاب قطعان من السياسيين ورجال الدين المعروفين بانتهازيتهم وجبنهم وعبادة المال وقلة الإيمان وخور الرجاء.

في مواجهة هذه الهجمة الإيرانية العسكرية والثقافية والمذهبية والاستعمارية القاتلة لكل ما هو لبناني وحضاري وقيمي وكياني وهوية وتميز لم تعد مواقف الحياد أو المقاربات المغلفة بالذمية والتقية ومسايرة المقامات مقبولة أو مستساغة. كما أنه طبقاً لكل معايير الأخلاق والقيم والحقوق والحريات لم يعد مسموحاً لأي لبناني مؤمن ويخاف الله أن يغض الطرف عما يتعرض له وطنه، ولا أن يماشي قيادات وجماعات تغطي مشروع دويلة محور الشر بهدف الحصول على منافع مالية ونفوذ ومواقع ذاتية.

في مقدمة السياسيين الانتهازيين اللذين يغطون مشروع حزب الله الملالوي التوسعي والإستعماري وسلاحه ويبدلون مواقفهم بما يخدم مصالحهم الذاتية كما يبدلون ملابسهم ودون أية حسابات وطنية أو أخلاقية يأتي ميشال عون هذا الشارد عن طرق الحق وعن كل ما هو لبناني.

هذا العون الذي ارتضى أن يكون جندياً لدى حزب الله، في حين أن الحزب هو جندي عند ولاية الفقيه.

عملياً وبالواقع المعاش فإن عون السابح فرحاً في كل تجارب إبليس لم تعد عنده أية قضية وطنية أو مسيحية، وقضيته للأسف أصبحت وعلناً شخصية بحت.

الخطير في الأمر أن ثقافة عون المرّضية والمدمرة قد تفشت بشكل سرطاني بين شريحة كبيرة من شبابنا المسيحي على خلفية الحقد والكراهية، وهو نجح  في قتل الروح الوطنية عند هؤلاء وافقدهم الحس النقدي وأغرقهم في أوحال الغباء والغنمية.

التوصيف هذا لا يشمل "ودائع" محور الشر عند عون من أيتام الأحزاب الشمولية والعقائدية والأصولية، وجماعات الوصولية والمصالح الذين أحاطوه وطوقوه بهم، وهؤلاء نواب ومستشارين وممولين وإعلاميين ووسائل إعلام، كما كل مستلزمات التشويه والتضليل حتى انتهى الأمر بعون رأس حربة للمشروع الإلهي وبوقاً لإعلامه التضليلي.

السؤال لمن بقي من السياديين وأصحاب النوايا الحسنة مؤيداً للعماد عون في خطه السوري الإيراني المستجد: "أين هو موقع التيار الوطني الحر الكياني والسيادي والاستقلالي وسط هذه الخيارات الهجينة والأصولية والإحتلالية؟

ترى هل ناضلتهم طوال سنين وضحيتهم بالغالي والنفيس لتنتهوا غطاءً رخيصاً لمشروع ملالي إيران وأكياس رمل لأطماع وإجرام نظام الأسد"؟

 ترى هل نضالكم كان هدفه تحرير لبنان أو ليقوم بتمثيلكم الياس ابوصعب القومي وسليم جريصاتي المسورن وعباس هاشم المدعي الرهبنة ونبيل نقولا الفيلسوف الغبي وغيرهم من الذين لا علاقة ولا صلة لهم بطروحات التيار الأساسية من سيادة وحرية واستقلال؟

في هذا السياق التبعي والإستزلامي والإستغبائي أُعلن اليوم عن لقاء عون-نصرالله، وعن قلق الرجلين من إرهاب إسرائيل وأخطار التكفيريين!!

نسأل، من يحتل لبنان ويمنع انتخاب رئيساً مسيحياً له، ويعطل مجلس نوابه، ويعيث به فساداً وافساداً وإبليسة، ويغرقه في الحروب والاغتيالات والخطف والغزوات والإفقار والتهجير والكفر والمذهبية والفوضى؟

الجواب هو، بالطبع ليست هي إسرائيل ولا هم التكفيريون، بل حزب اللات الإيراني وعسكره وماله الحلال مباشرة، ومواربة أدواته والزلم والمرتزقة من أمثال عون.

إن لقاء عون-السيد اليوم هو لقاء بين عبد وسيد ونقطة ع السطر.

يبقى أن ضياع سلم الأولويات عن سابق تصور وتصميم لدى عون وعند كل من هم على صورته ومثاله وثقافته ومن هؤلاء رجال دين كبار، هو تهديد صارخ لكيان وهوية ورسالة لبنان ولحرية وكرامة اللبناني.

بالمنطق والعقل الأولوية يجب أن تكون لتحرير لبنان من الاحتلال الإيراني السوري واستعادة حريته واستقلاله وسيادته، وليس التعمية على المحتل، والتلهي بأخطار التكفيريين والإسرائيليين الإفتراضية. علماً أن التكفيريين كافة من نصرة وداعش وغيرهما هم وجوه أخرى لحزب الله الإرهابي والمذهبي، ومن تفقيس نفس الحاضنات السورية والإيرانية. أما هرطقة التخويف ببعبع إسرائيل فقد ولى زمنها ولم تعد تنطلي على أصحاب العقول النيرة من الأحرار والسياديين.

وفي نفس السياق التضليلي والإستغبائي الجاهد لقلب سلم الأولويات والتعمية على من يضطهد ويهجر المسيحيين، أطل علينا اليوم من واشنطن المؤتمر المسيحي المؤامرة بكل ما في المصطلح من محتوى ومعاني.

مؤتمر ذمي وإيراني ليس فيه أي شيء من روحية المسيحية. مؤتمر يسوّق لمخططات لمحور الشر ويؤبلس كل من يكشفه ويعريه ويف بوجهه.

مؤتمر مؤامرة يقف وراءه وعلى جوانبه ممولين سوريين ولبنانيين على علاقة أكثر من حميمة مع حزب اللات الإيراني وعون، ومع كل عون ومعين للاحتلال الإيراني للبنان، في حين أن واجهته التعموية والتضليلية هي جماعة ضالة من الكتبة والفريسيين وجامعي الضرائب، أين منهم الإسخريوتي والملجمي والطرواديين!!

في الخلاصة إن انكسار وانهزام وزوال الأشرار أمر حتمي مهما توهم هؤلاء أنهم أقوياء، لأن الخير هو الله، والله دائما ينتصر على الشر الذي هو الشيطان، وهؤلاء هم الشر، ولبنان الرسالة والكيان والهوية والإنسان هو الخير.

نختم مع المعلم ونقول لمن وقعوا في تجارب غرائزهم وشهواتهم وعبدوا المال: "مرتا مرتا تهتمين بأمور كثيرة، فيما المطلوب واحد". ومن له أذنان سامعتان فليسمع.

ربي نجينا من شرور الكتبة والفريسيين ومن تجار الهيكل ومن الذين لا يستثمرون وزناهم ويتلحفون بذمية الحياد.

 

الكاتب ناشط اغترابي لبناني

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com