سيدنا الراعي مجدداً لا يرى الخشبة ويركز على القشة ويستمر في خطيئة المساواة بين الأخيار بالأشرار

الياس بجاني/18 تشرين الأول/15

للأسف فإن لازمات سيدنا :الإسقاطية Projection " و"التبريريةRationalization " المرّضية عملاً بكل مقاييس الإيمان والطب تعاد وتتكرر بمناسبة ومن غير مناسبة مستهزئة كما دائماً بذكاء وعلم المؤمنين من أهلنا، وكأن الموارنة تحديداً جميعهم هم من خامة وثقافة أتباع النائب ميشال عون قد قتلوا بدواخلهم كل بصر وبصيرة ومنطق ووقائع وخدروا حاسة النقد في وجدانهم ولم تعد عقلوهم ولا ضمائرهم حية وفاعلة وعاجزين عن التمييز بين الحق والباطل وبين الصح والغلط وبين من هم على شاكلة الكتبة والفريستين وبين من هم أتقياء وودعاء وأصحاب قضية.

اليوم وكعادته المستنكرة إيمانياً ورجاءً ووطنيةً أتحفنا سيدنا باستكبار ومن بلاد الطليان برزم كلامية لا تقدم ولا تؤخر من التذمر والشكوى الصوتيين ذات النكهة الرمادية و"الفاترة" بالمفهوم الإنجيلي.

مواقف سيدنا اليوم شكت وتذمرت من ممارسات السياسيين ولكن دون تحديد هوية هؤلاء وقد اسقط على عجزهم عن انتخاب رئيس للجمهورية "وصمة العار"، كما كان مراراً حاله مع هذه الوصمة في أحاديثه ومقابلاته وعظاته البعيدة كل البعد عن جرأة تسمية الأشياء بأسمائها، والمتناقضة كلياً مع المفهوم الإنجيلي فيما يخص الشهادة للحق وعدم مسايرة مقامات الناس والتواضع والشفافية. اليوم وكما دائماً ساوى سيدنا وبصوت عال وبهز أصابع بين الخير والشر، وبين الأوادم والزعران، وبين الوطنيين والعملاء، وبين الشهداء ومن قتلهم، وبين النواب الذين يحضرون جلسات انتخاب الرئيس البرلمانية دون انقطاع، وبين من منهم لا يشارك فيها ويأتمر بخنوع من قوى الشر-الإيرانية والسورية التي تحتل لبنان وتعيث به فساداً وإجراماً وغزوات واغتيالات وتفكيكاً وتعطيلاً لكل مؤسسات الدولة.

نعم إنه إنها وصمة عار على جباه السياسيين كما قال سيدنا ولكن فقط على جباه الذين لا ينتخبون رئيساً للجمهورية.

ونعم هذه الوصمة يستحقها فقط من هم في 8 آذار العاملين كأدوات تدمير وإرهاب عند قوى الاحتلال، ولا يجوز بأي شكل وتحت أي ظرف وطبقاً لأي معيار ضميري أن يوسم بها أيضاً نواب 14 آذار لا من قريب ولا من بعيد.

ونعم هناك فشل في أداء معظم السياسيين، ولكن في نفس الوقت إن الفشل هذا يطاول أيضاً عجز سيدنا عن القيام بدوره التاريخي طبقاً لثوابت الصرح.

ومع سيدنا يتحمل قسم من المسؤولية عن هذا العجز من يحيط به من امثال "الظالم والنصار" وأيضاً فرق من المقربين والمنتفعين والمطبلين وأصحاب القصور إياها!!

من هنا، نحن فعلاً في زمن بؤس ومحل. وكيف لا والبطريرك الماروني نفسه الذي من المفترض أنه ضمير وطن الأرز، وصوت أهله الصارخ، وحامي حمى الصرح الذي أعطي له مجد لبنان، غريب ومغرب عن واجباته ومسؤولياته طوعاً وأصبح يكتفي فقط بالشكوى والتذمر مثله مثل أي مواطن عادي لا حول ولا قوة له لا، بل يساوي الأشرار بالأخيار.!!

ربي أحمي لبنان من ضعف إيمان أحباره، ومن خور رجاء غالبية قادته، ومن ثقافة الغنمية وعمى البصر والبصيرة التي أصابت عقول كثر من شرائح وطننا الحبيب.

في الخلاصة إن الله يُمهّل، ولكنه لا يُهمّل، ومن لا يزال ضميره حي وعنده آذان صاغية فليسمع ويتعظ، لأن لا مفر ولا هروب من يوم الحساب الأخير

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

في أسفل عظة سيدنا التي هي موضوع تعليقنا وتقرير محتواه يندرج في نفس السياق

الراعي من بازيليك القديسة ريتا في إيطاليا: من غير المقبول أن نبقى بدون رئيس بسبب المواقف والآراء المتحجرة

الأحد 18 تشرين الأول 2015 الساعة 21:25

وطنية - بارك البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، تمثال القديسة ريتا، الذي رفع على مدخل مدينة كاشا الإيطالية، وعلى مفرق الطريق المؤدي الى بلدتها روكا بورينا.

احتفال التبريك، بدأ بالاستقبال، الذي أحيته الاخويات والحركات الرسولية والكشفية والفرق الموسيقية، ثم كانت كلمة رئيس أساقفة سبوليتو راعي الأبرشية المطران ريناتو بوكاردو، الذي رحب بالبطريرك الراعي، مؤكدا "محبة ابناء المنطقة وصلاتهم الدائمة من اجل إحلال السلام في لبنان والشرق الاوسط".

بعدها، ترأس الراعي الذبيحة الالهية في بازيليك القديسة ريتا، التي استهلت بكلمة ترحيب للرئيس الاقليمي الاب لوتشيانو دو ميكالي باسم العائلة الاغوسطينية.

وفي عظته شكر البطريرك الماروني "رئيس أساقفة سبوليتو والسلطات المدنية، وكل من ساهم في تحقيق وتجسيد حضور لبنان في مدينة القديسة ريتا، عبر رفع تمثالها المنحوت من صخر لبنان".

وقال الراعي تحت عنوان "انا لم آت لأخدم بل لأخدم وأبذل نفسي عن الكثيرين": "هكذا قدم يسوع نفسه ودعانا لكي ندرك ان كل مسؤولية مهما بلغ حجمها، أكانت في البيت أم في الكنيسة أم في الدولة، هي خدمة على حساب الذات والصحة، على حساب الوقت والمكاسب الشخصية. وفي الوقت عينه استنكر يسوع كل سلطة تمارس ظلما من دون احترام الخير العام".

أضاف "أحيي الوفد اللبناني الحاضر معنا، ومعه نرفع الصلاة بشفاعة القديسة ريتا، شفيعة الامور المستحيلة، على نية لبنان، حيث بتنا نعيش في ظروف اصبحت معها الامور اشبه بالمستحيلة. فالأمر الذي اصبح عندنا يقارب المستحيل كما يبدو هو انتخاب رئيس للجمهورية. وهذا امر لا يمكننا قبوله اطلاقا، لانه يشكل وصمة عار في جبيننا كلبنانيين. وهو شيء غير طبيعي وليس موجودا في اي بلد من العالم. فما يجري هو انتحار، ونحن نقوم بقطع رأسنا بأيدينا".

وتابع "من غير المقبول ان نبقى بدون رئيس بعد سنة وسبعة اشهر، بسبب المواقف والآراء المتحجرة ووقوف كل شخص في مكانه دون القيام بأية مبادرة فعلية وفاعلة من قبل الكتل النيابية. ويؤسفنا ان نقول ان انتخاب الرئيس اصبح وكأنه من الامور المستحيلة".

واستطرد "ولكن نلتمس اليوم من القديسة ريتا، نعمة انتخاب الرئيس، وكلنا يعلم ان كل التعطيل الحاصل للمجلس النيابي وللحكومة وللمؤسسات العامة لن يتوقف إلا بانتخاب رئيس للجمهورية، الذي يعيد الى لبنان موقعه في الاسرتين العربية والدولية ومكانته في الامم المتحدة. ونلتمس شفاعتها أيضا في مستحيلات اخرى تعيشها الارض، التي تجلى فيها الرب يسوع، وحقق فيها الخلاص والفداء، وقد اختارها ليخاطب الارض كلها، اعني الارض المقدسة، فلسطين، التي ما زالت تعاني منذ العام 1948، وكانه اصبح من المستحيل الكلام عن السلام في تلك المنطقة، وحل هذه القضية التي هي اساس كل الازمات في المنطقة".

وأردف "نضع امام القديسة ريتا الحروب الجارية في الشرق الاوسط، في فلسطين والعراق وسوريا واليمن، كي يمس الله بشفاعتها ضمائر حكام الدول المعنية مباشرة في تلك الحروب، عبر إرسال الاسلحة والمال ومساندة المنظمات الارهابية، من اجل ايقافها وايجاد الحلول السلمية للنزاعات، فيعود المهجرون والنازحون والمخطوفون الى قراهم وبيوتهم، ويوضع حد للدمار ولخراب الثقافة والحضارة والهوية المشرقية".

وختم "من القديسة ريتا، قديسة الوردة والحب والعطاء، نتعلم ان نعمل برجاء من اجل ان نكون وردة في حياة المجتمع والعائلة والدولة، ومن قديسة الشوكة، التي طارت من إكليل المسيح واستقرت في جبينها، نتعلم قيمة الالم والأوجاع المفروضة علينا في حياتنا الوطنية والاقتصادية والامنية والسياسية والاجتماعية، الى جانب ماساة الهجرة والنزوح، فنقبلها بصبر وإيمان ورجاء، كي نستحق خلاص وطننا لبنان وخلاص الشرق الاوسط".

 

 

 

 المستقبل: الراعي مصدوم من عدم الاكتراث الدولي وعدم ادراك القوى المسيحية حجم المخاطر مومبرتي متشائم: الشغور يقتل الوجود المسيحي

الأحد 18 تشرين الأول 2015

وطنية - كتبت صحيفة المستقبل تقول: تعبّر أوساط ديبلوماسية في روما لـ"المستقبل" عن تخوفها من اتجاه الوضع اللبناني من سيئ الى أسوأ في ظل تراجع الاهتمام الدولي بلبنان إلى مراتب متدنية، مستندةً في ذلك إلى ما خلصت إليه المبادرات الفرنسية والفاتيكانية لا سيما بعد أن خرج الموفدون من المنطقة بانطباع متشائم في ما يخص الوضع اللبناني. وفي روما أيضاً تنقل أوساط فاتيكانية أنّ وزير خارجية الفاتيكان السابق الكاردينال دومينيك مومبرتي عاد من زيارته الأخيرة للبنان "متشائماً" مما آلت إليه أحوال المسيحيين في لبنان وخصوصاً الموارنة.

وتضيف أنّ الموفدين الذين يجوبون المنطقة علناً وبعيداً عن الإعلام يواجهون بعقدة إعادة الكرة إلى ملعبهم من خلال مقولة: "المشكلة عند المسيحيين، فليتفقوا في ما بينهم والعالم يؤيد اتفاقهم". وتوضح الأوساط الفاتيكانية أنّ مومبرتي عاد بخلاصة مفادها أن "الفراغ الرئاسي أصبح قاتلاً على الدور والوجود المسيحي في لبنان والشرق"، مشيرةً في هذا السياق إلى معضلة إصرار رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون على ترشحه للرئاسة من دون الالتفات إلى حجم المخاطر الناجمة عن استمرار الفراغ، في وقت يبدي مرشح الفريق الآخر رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع هو وفريقه السياسي كل الاستعدادات للخروج من المأزق الرئاسي بالاتفاق مع سائر الأطراف. وبينما تسأل عمّا يمكن للفاتيكان أن يقوم به لإخراج أزمة الرئاسة اللبنانية من عنق الزجاجة طالما استمر "التعاطي العبثي من جانب فريق مسيحي مع هذه الأزمة"، تستشهد الأوساط الفاتيكانية بدور الكنيسة المارونية عام 1991، عندما عاش لبنان أزمة رئاسية مشابهة عنوانها أيضاً الجنرال عون، وتقول: "حينها أخذت الكنيسة المبادرة بالشراكة مع فرقاء مسيحيين وفي الوطن، وتجاوزت الأزمة وأيدت اتفاق الطائف وأخذت البلاد إلى الأمام، والكنيسة مطالبة مجدداً اليوم بلعب دور شبيه للخروج من الأزمة الراهنة".

الراعي "مصدوم"

بدورها، نقلت أوساط البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عنه جملة مواقف تعبّر عن استيائه من مآل الوضع السياسي في البلاد، آخذاً على القوى المسيحية "عدم إدراك حجم المخاطر التي تحيط بالمسيحيين". وتضيف لـ"المستقبل": "البطريرك وصل الى قناعة بأن الكثير من القوى السياسية، المسيحية خصوصاً، لا تريد انتخاب رئيس للجمهورية لأنها تستفيد من الفراغ ومن غياب الرئيس لممارسة صلاحياته بالنيابة". وتشير الأوساط إلى أنّ الراعي "مصدوم" من عدم اكتراث المجتمع الدولي بلبنان، ويعمل من خلال وجوده في سينودس الأساقفة على إعادة وضع لبنان على خارطة الاهتمام الدولي عبر بوابة الفاتيكان، وسط تشديده في الوقت نفسه على "أهمية دور المسيحيين ورسالتهم في الشرق التي تعود إلى أكثر من 1500 عام، وعلى كون مشروع المسيحيين ليس مشروعاً رئاسياً بل هو دور ورسالة وما لم يدرك القادة المسيحيون أهمية دورهم ورسالتهم فإنهم يتجهون إلى زوال". أوساط الراعي تنقل عنه القول إنّ "سلفه البطريرك الحويك إعتمد مبدأ المواطنية السياسية عند مطالبته بلبنان الكبير، ولم يعتمد فكرة الانعزال، مع أن هذا الخيار كان متاحاً، واليوم يجب العمل على إحياء المواطنية السياسية من أجل العبور بلبنان إلى شاطئ الأمان، وهذا الامر ليس مسؤولية مسيحية بل هو مسؤولية وطنية بامتياز". كما تلفت إلى كون الراعي "يأخذ على الحراك الشعبي احتلاله مكتب وزير أو شارعاً أو زاروباً، بشكل يرفضه البطريرك، وعدم المطالبة بأولوية انتخاب رئيس للجمهورية"، داعياً الحراك "إلى جانب مطالبته بوقف السرقة في مؤسسات الدولة أن يكون في رأس مطالبه إنتخاب رئيس للدولة باعتباره المدخل الأساس لحل كل الأزمات".

.