جنبلاط والاستقتال في تحييد حزب الله عن جريمة اغتيال الحريري

الياس بجاني/07/15

باختصار لا مصداقية موضوعية ولا قيمة قانونية لكل ما قاله النائب وليد جنبلاط أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وذلك على خلفية تقلباته السياسية والتحالفية وساعات التجلي والتخلي الكثيرة والمميزة في سجله السياسي المتلون والأكروباتي، وهذا أمر جداً عادي ومفهوم مع من يرضخ للقوة ويستسلم لها وينتظر جثث الأعداء على ضفاف الأنهر عملاً بالمثل العثماني السيئ" اليد التي لا تقدر أن تكسرها قبلها وادعي عليها بالكسر"

هذا وكان اللافت في الأربعة أيام الفائتة أن جنبلاط اجتهد في شهاداته، بل استقتل في الدفاع عن حزب الله وتحييده وإبعاده عن مسؤولية جريمة اغتيال الحريري وتركيزه على نظام الأسد فقط.

كما كان لافتاً تبرئه الكامل وتبرئته الرئيس رفيق الحريري من كل ما يتعلق بالقرار الدولي 1559 وتشريعه لسلاح حزب الله وربط هذا السلاح الإيراني والغزواتي بالمقاومة ضد إسرائيل وهي مقاومة كما بات واضحاً ومعروفا ومثبتاً هي نفاق وكذب واحتيال ومجرد واجهة للمشروع الإيراني التوسعي والإحتلالي والمذهبي.

علماً أن هذا القرار الدولي هو مهم جداً وأهم بكثير قانونياً من اتفاقية الطائف لجهة السلاح غير الشرعي وسلطة الدولة اللبنانية وضبط الحدود والسيادة والاستقلال.

نرى بالتحليل الشخصي أن شهادة جنبلاط ورغم أنها شهادة مهمة للتاريخ وتتناول تسلسل الأحداث اللبنانية إلا أنها لا تخدم ملف قضية اغتيال الرئيس الحريري ولا تدين القتلة من أفراد حزب الله.

أن ما قاله جنبلاط بمجمله مباشرة ومواربة وتلميحاً كان في خدمة حزب الله ويهدف لتبرئة القتلة من أفراده المتهمين بتنفيذ عملية الاغتيال، وهذا موقف ليس بغريب أبداً عن عقلية وثقافة وممارسات وأكروباتية الرجل حيث يوالي من هم أقوياء ويرضخ لهم ومن ثم ينقض عليهم عندما يسقطون.

إن ما تجاهله جنبلاط في شهداته عن سابق تصور وتصميم أن السوري والإيراني، أي محور الشر هو من أمر بعملية الإغتيال وحزب الله هو الذي نفذ. هذه حقيقة يعرفها القاصي والداني في لبنان وخارجه.

يبقى أن مواقف جنبلاط والمواقف المماثلة للكثير من السياسيين اللبنانيين من أقرانه قد أوصلت بلدنا إلى وضعيته الحالية التعيسة.

باختصار هذا هو نموذج وليد جنبلاط في القيادة وهو نموذج لا نعتقد أن بمقدور أي أحد الاتكال عليه والوثوق به.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com