أحزاب لبنان شركات تجارية

الياس بجاني/20 نيسان /15

 

يا شباب كبروا عقلقون ما في بوطننا الحبيب لبنان أحزاب بمفهوم ومعايير فرنسا وأميركا وغيرهما من الدول الغربية والديموقراطية.

عملانياً وواقعا معاشاً فإن كل ما يسمى زوراً أحزاب في لبنان وهنا لا استثناء مطلقاً هي شركات تجارية 100% بعضها يتاجر بالممنوعات أي ضد مصلحة الوطن وبتناقض كامل مع دستوره، وبعضها يلزم سقوف القوانين.

معظم هذه الأحزاب الشركات تعمل بوظيفة وكلاء لدول خارجية تماماً كما الشركات هي وكلاء لمنتجات مختلفة من سيارات ومفروشات وأدوية وغيرها.

لتكون كلبناني عضواً، أي موظفاً في أي حزب عليك الالتزام بقوانين وأنظمة الشركة الحزب والأهم أن تحظى برضى أصحابها وإلا لا مكان لك فيها.

هذه حقائق ملموسة ومعاشة وبالتالي أي اعتراض على القوانين التي يفرضها صاحب أو أصحاب الشركة في أي إطار أكان تنظيمي أو ترقيات أو غيرهما هي عبثية ولن توصل إلى مكان.

إن نهاية كل من يعترض على قرارات وسياسات أصحاب الحزب هي الطرد والتخوين والتشهير، أو الاستغناء عن الخدمات بأسلوب ناعم ومهذب.

من هنا كل ما ينشر عن انتخابات وقوانين وتحديث لأحزاب لبنانية هو مجرد تعمية للواقع وأحلام يقظة إن لم نقل أوهام وهلوسات ولنا في موجة التوريث الجارية على قدم وساق في الكثير من هذه الشركات الأحزاب خير مثال رادع لعدم التوهم بوجود أحزاب حرة وديموفراطية لبنانية فيها مبدأ تبادل سلطات ومواقع واحترام لرأي الأعضاء.

كم كنا نتمنى أن يكون هم المحتجين من فرنسا هو على تماهي عون وشركته مع حزب الله وعلى تعطيل عون الدولة والغرق في اوحال النرسيسية والحج إلى سوريا والتنفيعات وعلى تصدر الجريصاتي وابوصعب وغيرهما من الخوارج واجهة الرابية. لا يا اخوان ما تحتجون عليه انتم قبلتم به منذ 10 سنوات وباركتموه ومن هنا لا قيمة لإحتجاجاتكم اليوم على امور تنظيمية هي بالواقع موجودة داخل كل شركات الأحزاب اللبنانية. نسأل هل شركة عون مختلفة عن باقي شركات الأحزاب في لبنان؟ بالطبع لا وانتم ارتضيتم بكل ما في شركته من عيوب وعائلية وهيمنة وتفرد وباسلية منذ العام 2005. إن كنتم فعلاً جادون احتجوا على خيارات عون السياسية والوطنية والتحالفية.

 

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com