الراعي كارثة مارونية لأنه يساوي بين الخير والشر

الياس بجاني/18 حزيران/15

للمرة الألف يكرر البطريرك الراعي الغارق في ثقافة المؤامرة وآفة الاستكبار، يكرر موقفه الرمادي واللامسيحي واللاإيماني واللاعدلي ويساوي بين الخير والشر، وبين الأخيار والأشرار وبين المحتل والاستقلاليين، وبين القتلة وضحاياهم من المقتولين. بربكم كيف يطلب هذا الحبر المفترض أنه ضمير لبنان واللبنانيين، كيف يطلب من 14 آذار أن تخرج من وضعيتها “المتصلبة” ويضعها في نفس خانة تصلب وإبليسية مرتزقة 08 آذار الذين هم أدوات رخيصة تعمل خدمة لمصالحها ولمصالح المحتل الإيراني على حساب لبنان واللبنانيين كافة؟

فهل هو فعلاً يعي ما يقول، وهل حقيقة يريد 14 آذار أن تتخلى عن لبنان والسيادة والحرية والاستقلال وتماشي المحتل الإيراني الذي هو حزب الله؟

بالتأكيد لسنا مغرمين لا من قريب ولا من بعيد بثقافة 14 آذار الذمية والاستسلامية وبمسلسل تنازلت أحزابها الشركات التجارية، ولكن أن يطلب منها الراعي ما يطلب دون أن يرمش له جفن فهو للمرة الألف يثبت فعلياً تماهيه الكامل مع مشروع محور الشر السوري الإيراني، ويعلن بوضوح تخليه الكامل عن ثوابت الصرح البطريركي الذي أعطي له مجد لبنان، ويجدد تعلقه الواهم بمشروع حلف الأقليات.

أما الخطير فيما طالعناه اليوم فهو خبر توكيل الفاتيكان للراعي مهمة الدفاع عن المسيحيين المشرقيين وهو سيزور اربيل غداً في أطار هذا التوكيل!!

إن هذا الرجل مقصر وغير قادر على حماية الموارنة المفترض أن يرعاهم ويسيسهم، فكيف يمكنه أن يحمي المسيحيين المشرقين، وكيف توكل له مهمة هو فاشل في تنفيذها داخل كنيسته.

نقول جهارة ودون مسايرة أو تقية، الله يساعد المسيحيين المشرقيين إذا كان هذا الراعي هو المسؤول عن مصيرهم!!

يبقى أننا فعلا في زمن بؤس ومحل ماروني على مستوى القيادات الكنسية والسياسية، فلنصلي للرب أن يرحمنا ويحمينا من رعاتنا ومن شرودهم.

في الخلاصة لم نجد وصفاً لوضعنا المأساوي الحالي أدق من الآيات الإنجيلية التالية:

واجعل صبيانا رؤساء لهم واطفالا تتسلط عليهم. شعبي ظالموه اولاد. ونساء يتسلطن عليه. يا شعبي مرشدوك مضلون ويبلعون طريق مسالكك.(اشعيا03/12و04).

ويل للقائلين للشر خيرا، وللخير شرا، الجاعلين الظلام نورا والنور ظلاما، الجاعلين المرّ حلوا والحلو مرّا. ويل للحكماء في اعين انفسهم والفهماء عند ذواتهم. ويل للابطال على شرب الخمر ولذوي القدرة على مزج المسكر الذين يبررون الشرير من اجل الرشوة واما حق الصدّيقين فينزعونه منهم لذلك كما يأكل لهيب النار القش ويهبط الحشيش الملتهب يكون اصلهم كالعفونة ويصعد زهرهم كالغبار لانهم رذلوا شريعة رب الجنود واستهانوا بكلام قدوس اسرائيل. (اشعيا05/من20حتى23)

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكترونيPhoenicia@hotmail.com

 

 

في أسفل بيان  السينودس الماروني

البابا دعا الى الثورة وانتقد أنانية الاغنياء

الخميس 18 حزيران 2015

وطنية – دعا البابا فرنسيس “أقوياء هذا العالم الى الاسراع في التحرك لانقاذ كوكب الارض الذي تهدده دوافع الاستهلاك بالدمار”، في رسالة اتخذت شكل بيان “ضد الانانية الاقتصادية والاجتماعية للبلدان الغنية”.

وعلى امتداد نحو 200 صفحة في الرسالة التي تحمل عنوان “كن مسبحا (بكسر الباء) حول العناية بالبيت المشترك” والتي طال انتظارها قبل مؤتمر المناخ في باريس في كانون الاول، دافع البابا عن “الاكثر فقرا، وهم ابرز ضحايا ظاهرة الاحتباس الحراري”.

لكن هذه الرسالة التي كتبها كاملة بخط يده، تنتقد ايضا “نظاما اقتصاديا يخضع لديكتاتورية السوق و”ثقافة الهدر”، بما يتخطى هذا الاحتباس الحراري الذي يهدد كوكب الارض بالدمار”.

وكتب البابا في رسالته التي استوحى عنوانها “كن مسبحا” من نشيد لمرشده وملهمه القديس فرنسيس الاسيزي، ان “كل ما هو ضعيف اليوم، مثل البيئة، ما زال بلا دفاع بالمقارنة مع مصالح السوق المؤلهة التي تحولت قاعدة مطلقة”.

واكد ان “قوى المال هي التي تمكنت حتى الان من افشال محاولات معالجة التغير المناخي”.

واضاف ان “خضوع السياسة للتكنولوجيا والمال يتبين في فشل القمم العالمية حول البيئة”.

وقال ان “التغيرات المناخية مشكلة عالمية ذات ابعاد بيئية واجتماعية واقتصادية خطيرة”، مؤكدا انها “تشكل احدى اهم التحديات الحالية للبشرية”.

ومن اجل تجنيب الارض “بيتنا المشترك” من ان يتحول “مكانا للهدر”، دعا البابا الى “ثورة اجتماعية واقتصادية وثقافية، مؤكدا ان “البشرية مدعوة الى ان تصبح على بينة من ضرورة اجراء تغيرات في نمط الحياة والانتاج والاستهلاك لمحاربة الاحترار”.

واضاف: “يبدو ان الذين يتحكمون بأهم الموارد والقدرات الاقتصادية والسياسية يعمدون الى حجب المشاكل او اخفاء اعراضها للحد من بعض التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية”. لكنه قال ان “هذه التأثيرات قد تتفاقم اذا استمرت الانماط الحالية للانتاج والاستهلاك”.

وخلص: “من الملح والحتمي تنمية سياسات تقلل في السنين المقبلة من انبعاث ثاني أوكسيد الكربون، عبر استبدال الوقود الاحفوري بتنمية مصادر طاقة متجددة”، على سبيل المثال.

سينودس الموارنة: انتخاب الرئيس مسؤولية جميع القوى السياسية وليعمل النواب على لبننة الاستحقاق والحضور إلى المجلس والقيام بواجبهم

الخميس 18 حزيران 2015

وطنية – انهى سينودس الكنيسة المارونية اعماله اليوم والذي انعقد في بكركي برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بمشاركة مطارنة الطائفة في بلدان والانتشار.

البيان الختامي

وتلا المطران منير خير الله البيان الختامي، الذي اشار الى انه “في زمن العنصرة، زمن حلول الروح القدس، وبدعوة من صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي بطريرك انطاكيه وسائر المشرق الكلي الطوبى، وفي حضور صاحب الغبطة والنيافة مار نصرالله بطرس صفير الكلي الطوبى، اجتمع أصحاب السيادة مطارنة الكنيسة المارونية في الكرسي البطريركي في بكركي. وقد وفدوا من أبرشيات لبنان والنطاق البطريركي وبلدان الانتشار. وأقاموا في مرحلة أولى رياضتهم الروحية من 10 إلى 13 حزيران، وكان مرشدها الأب انطوان عوكر الأنطوني الذي دعاهم إلى التأمل في الشهادة المسيحية المنتظرة من كل واحد منهم في حياته الشخصية وعلاقته مع الأساقفة وكهنة الأبرشية ورهبانها وراهباتها ومؤمنيها. فيعملون معا، كما فعل الرسل يوم انطلقت الكنيسة لتنقل بشارة الخلاص إلى العالم بلغات عديدة وإلى جميع الناس، لتكون شهادتهم صادقة في التضامن والوحدة والمحبة”.

اضاف: “وفي مرحلة ثانية التأم الآباء في أعمال المجمع المقدس من 15 إلى 18 حزيران. فتدارسوا أوضاع كنيستهم وأبرشياتهم، وتبادلوا الآراء والخبرات، وشكروا الرب على غنى المواهب التي منحهم إياها بالروح القدس ليعملوا معا حول غبطة البطريرك، “رأس كنيستهم والمتقدم فيها والمتكلم باسمها”، بروح مجمعية، على متابعة مسيرة تطبيق المجمع البطريركي الماروني في الشؤون الروحية والراعوية والوطنية”.

وفي ختام المجمع أصدروا البيان التالي:

أولا: الشأن الروحي

أ- تنشئة الكهنة في النطاق البطريركي وبلدان الإنتشار.

2- اطلع الآباء على تقارير المدارس الاكليريكية بدءا بالإكليريكية البطريركية المارونية في غزير التي توحدت فيها التنشئة الكهنوتية وأثنوا على الجهود الحثيثة التي قامت بها الإدارة بعد ثلاث سنوات من خبرة توحيد الرؤية التربوية في التنشئة وجمع الطلاب في مكان واحد، تطبيقا لتوصيات المجمع البطريركي الماروني.

بعد ذلك اطلعوا على تقارير إكليريكية مار انطونيوس البادواني كرمسده التابعة لأبرشية طرابلس والتي تفتح أبوابها لأصحاب الدعوات الخاصة؛ وعلى إكليريكية سيدة لبنان في واشنطن في الولايات المتحدة الأميركية، المهيأة لاستقبال الطلاب من الدول الناطقة بالإنكليزية. ثم على مدرسة روما الحبرية التي تستقبل كهنة يتابعون دروسهم الجامعية العليا، والتي تمنى الآباء أن يرسل إليها كهنة من الأبرشيات المارونية كافة كي يتنشأوا معا في بيئة مارونية توحد رؤيتهم في خدمة كنيستهم المنتشرة في بلدان العالم الواسع.

وثمنوا عمل الكهنة الذين زاد عددهم وتوثقت روح التضامن والتعاون في ما بينهم تجاوبا مع توجيهات الكنيسة من أجل تنشئة كهنوتية تشدد على الحياة الروحية والرسولية وعلى تطوير قدرات الطلاب العلمية والإنسانية والرعوية؛ ما أشاع ارتياحا لدى الطلاب الإكليريكيين ووعيا أكبر على تحمل المسؤولية بحرية والتزام. وأوصى الآباء أن تتابع الجهود من أجل الحفاظ على التراث الماروني الأصيل مع الانتفاح على عالم اليوم واحتياجاته الرعوية.

ب- الإصلاح الليتورجي

3- اطلع الآباء على أعمال اللجنة البطريركية للشؤون الطقسية ولجانها، وعلى إنجازاتها في ما يتعلق بالإرشادات الليتورجية والرتب الطقسية والفرض الإلهي، وكتب القراءات والفن الكنسي والموسيقى ورعوية الليتورجيا.

وبعد الثناء على القيمين والعاملين فيها، تمنى الآباء أن تتابع اللجنة عملها في حركة الإصلاح الليتورجي كما حددها المجمع البطريركي الماروني، مع مراعاة مبدأ التوفيق بين الحفاظ على التقليد وضرورة التجديد بما يتلاءم مع معطيات الزمن الحاضر. لأن الليتورجيا هي مكون أساس للهوية المارونية وهي الضامنة لوحدة الموارنة في النطاق البطريركي وفي انتشارهم العالمي.

ج- سنة الرحمة الإلهية

4 – إستعدادا للدخول في سنة الرحمة الإلهية التي أعلنها قداسة البابا فرنسيس تبدأ في 8 كانون الأول 2015 تنتهي في 20 تشرين الثاني 2016، كلف الآباء لجنة برئاسة سيادة المطران جورج اسكندر تعمل على وضع خطة روحية وراعوية تعمم على الأبرشيات والرهبانيات والمؤسسات والحركات والمنظمات الكنسية.

ولا بد هنا من التذكير بانعقاد الجمعية العامة العادية لسينودس الاساقفة الخاص بالعائلة برئاسة قداسة البابا فرنسيس في روما من 4 إلى 25 تشرين الاول 2015 بموضوع: “دعوة العائلة ورسالتها في الكنيسة والعالم المعاصر”.

د – سنة الشهادة

5 – بعد أن كان القديس البابا يوحنا بولس الثاني قد طلب منا العمل على إحصاء شهدائنا لتكريمهم، وذكرنا بذلك نيافة الكردينال أنجيلو سكولا رئيس أساقفة ميلانو في لقائه معنا هذا الأسبوع، تداول الآباء في شأن إعلان سنة 2017 سنة الشهادة للعمل على جمع كل المعلومات عن شهداء كنيستنا عبر الأجيال. وعينوا لجنة برئاسة سيادة المطران غي بولس نجيم تهتم بتحضير الاحتفال بيوبيل الألف وخمسماية نسة على استشهاد رهبان مار مارون الثلاثماية والخمسين (517-2017) ويوبيل السبعماية وخمسين سنة على استشهاد البطريرك جبرائيل حجولا (1367-2017).

ثانيا- الشأن الراعوي

أ- أوضاع الأبرشيات وحاجاتها.

6 – استعرض الآباء أوضاع أبرشياتهم في بلدان النطاق البطريركي، بدءا بأبرشيات سوريا الثلاث، دمشق وحلب واللاذقية، التي تعاني من أوضاع مأساوية جراء الحرب الدائرة منذ أربع سنوات والدمار الذي حل بالمنازل والممتلكات والكنائس، ونزوح أهلها وتهجيرهم. لكن مطارنتها وكهنتها وأبناءها لا يفقدون رجاءهم بالمسيح القائم من الموت والحاضر في ما بينهم ويعرفون أن كنيستهم هي كنيسة الشهادة والشهداء وأن دم الشهداء هو “بذار للمسيحية”. ثم أبرشيات حيفا والأراضي المقدسة والأردن ومصر التي تعاني من هجرة ابنائها ومن نتائج الحروب الإسرائيلية الفلسطينية والإسرائيلية العربية. وكان لهم لفتة خاصة إلى أبرشية قبرص التي ما زالت تعاني من انقسام الجزيرة، ويطالب أبناؤها بحقهم في العودة إلى قراهم. وهم يرحبون بتجديد الحوار القائم بين الجماعات القبرصية برعاية الأمم المتحدة.

إن مطارنة أبرشيات النطاق البطريركي هذه يشكرون أخوتهم مطارنة لبنان وبلدان الإنتشار وأبناء أبرشياتهم على تضامنهم معهم في الصلاة وفي استقبال الوافدين إليهم. كما يشكرون إخوتهم مطارنة الكنائس الغربية الذين حثوا أبناء أبرشياتهم على الاهتمام بالمسيحيين في الشرق الأوسط وعلى دعمهم للبقاء في أرضهم. ويوجهون تحية خاصة إلى قداسة البابا فرنسيس لشكره على دعم قضية الوجود المسيحي الشاهد في الشرق وعلى إرسال موفديه الخاصين إلى المنطقة. وإنهم يناشدون أبناءهم الصمود في وجه العاصفة والثبات في أرضهم والحفاظ على ممتلكاتهم. فستنتهي الحرب يوما ويعودون للإسهام في بناء أوطانهم.

7 – وتدارس الآباء كذلك أوضاع أبرشيات الانتشار وحاجاتها ودورها في دعم الكنيسة الأم. فأبناؤنا في بلدان الانتشار، كما في بلدان النطاق البطريركي، يتطلعون إلى لبنان، وهو قبلة أنظارهم، أنه يمثل الوطن الرسالة والوطن النموذج لما يحلمون به من عيش واحد كريم بين المسيحيين والمسلمين في الحرية والديمقراطية واحترام التعددية. ويتمنون له أن يستعيد في أسرع وقت أمنه وازدهاره كي يتسنى لهم أن يعودوا إليه ويستثمروا في مشاريع إنمائية وسياحية واجتماعية.

ولاحظ الآباء أن طاقات هذه الأبرشيات ورعاياها تتزايد بالوافدين إليها، ما يزيد في حاجاتها إلى كهنة ومؤسسات كنسية يرعونها. لذا فإنهم يقدرون الدعم الذي تقدمه الأبرشيات والرهبانيات في لبنان عبر إرسالها كهنة ورهبانا وراهبات للقيام بالرسالة. ويذكرون في الوقت عينه أبناءهم بضرورة التواصل مع الكنيسة الأم في لبنان وبواجب الارتباط بأوطانهم الأصلية في الشرق الأوسط وبوطنهم الروحي لبنان، أرض النضال من أجل الحرية، أرض المنشأ والتأسيس، حيث البطريرك والمؤسسة البطريركية والجذور التاريخية والروحية ومراكز القديسين.

ويدعون أبناءهم لواجب تسجيل وقوعاتهم الشخصية ووقوعات أولادهم لدى البعثات الديبلوماسية حفاظا على جنسيتهم الأصلية وعلى كل حقوقهم المدنية في دولهم. وهم ينوهون في هذا الإطار بالفوروم العالمي للشبيبة المارونية الذي ينظمه مكتب راعوية الشبيبة بالتنسيق مع مكتب شؤون الانتشار في الدائرة البطريركية، تطبيقا لإحدى توصيات المجمع البطريركي الماروني، من 28 حزيران حتى 7 تموز 2015 في لبنان، بهدف “العودة إلى الجذور وترسيخ الانتماء”.

ب- تدابير راعوية

8 – بحث الآباء في وحدة التعليم اللاهوتي في بعديه العقائدي والأخلاقي وفقا لتعليم الكنيسة الرسمي. وتوقفوا عند بعض القضايا المطروحة في الواقع الرعوي، ولا سيما مسألة الشر والشرير والتقسيمات في حياة الكنيسة وتعاليمها، وبعض المبالغات والانحرافات الحاصلة.

وبعد مناقشة لاهوتية نابعة من تعليم الكنيسة الرسمي ومرتكزة على التدبير الخلاصي الذي تم بيسوع المسيح لجميع البشر اتفق الآباء على تطبيق مقررات سابقة أخذوها في المجمع وفي مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان. سيصدر صاحب الغبطة تعميما لما قرره المجمع المقدس في هذا الشأن.

ج – خدمة العدالة

9 – استمع الآباء إلى تقارير المحاكم الروحية وخدمة العدالة فيها، وثمنوا الجهود التي يقوم بها القيمون عليها من أجل متابعة التنظيم ووضع القواعد التي تضبط الأمور وتساعد على تسريع الدعاوى وإنصاف المتقاضين.

ويشيد الآباء بالتعاون الوثيق الحاصل بين المحاكم والأبرشيات في شأن مصالحة الأزواج وإعداد الخطاب للحياة الزوجية والعائلية تعزيزا لحياتهم السعيدة والإحاطة بهم عند التعثر ومساعدتهم على تجاوز الصعوبات الطارئة.

ثالثا – الشأن الوطني

10- ناقش الآباء الأوضاع في لبنان، ولا سيما بعد مرور أكثر من سنة على الفراغ الرئاسي وما ينجم عنه من عواقب وخيمة على المستوى السياسي والأمني والإقتصادي والإجتماعي وعلى مستوى مؤسسات الدولة وسير عملها. وإذ هم مقتنعون أن مسألة انتخاب رئيس الجمهورية هي قضية وطنية ومسؤولية جميع القوى السياسية في لبنان، وليست مرتبطة حصرا بالمسيحيين عموما وبالموارنة خصوصا، فإنهم يناشدون جميع النواب والكتل السياسية الوقوف أمام ضمائرهم وتحمل مسؤولياتهم تجاه لبنان الغد، وأن يتحاوروا ويعملوا على لبننة الاستحقاق وأن يحضروا إلى المجلس النيابي ويقوموا بواجبهم الدستوري في انتخاب رئيس للجمهورية الذي من دونه لا قيام لدولة لبنان ومؤسساتها. وإنهم إذ يثنون على الحوارين الثنائيين القائمين بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وبين تيار المستقبل وحزب الله، يتمنون أن لا يهدف الحوار إلى تهدئة النفوس فحسب، بل أن يشمل الأطراف الأخرى المكونة للوطن ليصار إلى إتمام الاستحقاق الرئاسي وإعادة العافية إلى الدولة والمؤسسات.

وإذا كان الاستحقاق قد تعدى حدود الدولة اللبنانية، فإن الآباء يطالبون الدول الشقيقة والصديقة بدعم لبنان ومساعدته للخروج من أزماته السياسية والإقتصادية والأمنية نتيجة النزاعات والحروب الجارية في بلدان الشرق الأوسط والهادفة إلى تقسيم المنطقة، والعمل للحفاظ عليه بصفته وطن العيش الواحد المشترك والحرية والديمقراطية.

ولا يسع الآباء إلا أن يوجهوا تحية إكبار وتقدير إلى عناصر الجيش اللبناني وسائر المؤسسات الأمنية الذين يبذلون تضحيات كبيرة للحفاظ على الأمن والدفاع عن المواطنين وحماية الوطن.

خاتمة

11 – في الختام، وفيما يدخل إخوتنا المسلمون في شهر رمضان المبارك، يتمنى لهم الآباء صوما مباركا غنيا بالصلاة وأعمال الرحمة.

ويتوجه الآباء إلى أبنائهم في لبنان والشرق وبلدان الانتشار بالدعوة إلى عيش إيمانهم المسيحي والشهادة له في الحياة اليومية ليكونوا دوما جسر حوار وتلاق بين الشعوب والديانات والحضارات. ويحثونهم على مضاعفة الصلاة والابتهال إلى الله، واستشفاع والدة الإله مريم العذراء سيدة لبنان والقديسين، من أجل وقف الحرب وإحلال السلام العادل والشامل وعودة النازحين والمهجرين إلى أرضهم وأوطانهم”.

 

 

الراعي الى اربيل غدا: نداء ملح إلى فريقي 8 و14 أذار لانتخاب رئيس وللوحدة داخل الحكومة ومواصلة عملها

الخميس 18 حزيران 2015

وطنية – ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداسا الهيا، في ختام سينودس الموارنة، في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي بمشاركة مطارنة الطائفة في لبنان وبلدان الانتشار.بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة استهلها بالقول: “إذا اتفق اثنان منكم على الأرض في ما يطلبان، حصلا عليه من أبي الذي في السماوات”. (متى 18: 19(

اضاف: “نرفع معا ذبيحة الشكر لله على أنه جمعنا باسمه في هذا السينودس المقدس، واستجاب لما التمسناه بالصلاة أثناء الرياضة الروحية، ولما اتفقنا عليه وقررناه بأعمالنا المجمعية. لقد شعرنا، ونحن مجتمعون، أن الرب كان بيننا واختبرنا حقا وعده في إنجيل اليوم: “إذا اتفق اثنان منكم على الأرض في ما يطلبان، حصلا عليه من أبي الذي في السماوات” (متى18: 19). كما نرفع صلاة الشكر مع أخوينا الجليلين المطران جورج اسكندر والمطران بولس مطر، الساميي الاحترام اللذين يحتفلان هذه السنة بيوبيلهما الكهنوتي الذهبي، بمرور خمسين سنة على حياتهما الكهنوتية. وقد رفعهما الله، بنعمة مجانية منه وبدعوة خاصة، إلى ملء الكهنوت في الأسقفية والخلافة الرسولية.

وتابع: “الاتفاق فيما بيننا” هو هذا التناغم الآتي من الموسيقى الإلهية بقيادة الروح القدس، أعني من التكامل في الأفكار والآراء، وفي روح المسؤولية الراعوية تجاه حاجات كنيستنا وشعبنا في لبنان والنطاق البطريركي المشرقي وبلدان الانتشار. فلو لم نكن متفقين حقا ومتناغمين لما استجابنا الله في ما التمسناه بالصلاة وما اتخذناه من قرارات وتدابير وتوصيات في مختلف قطاعات الحياة والرسالة في كنيستنا المارونية”.

وقال: “الآن، وكل منا يعود إلى أبرشيته أو إلى المكان الذي أقامه فيه الروح القدس، فإنا نحمل معنا هذه الوديعة: أن نبني وحدة جسد المسيح، بوحدة الأفكار والقلوب، على أساس المحبة والحقيقة. لكننا ندرك أن بناء الوحدة يقتضي قاعدة أساسية، في الظروف الراهنة، وهي التضامن مع الفقراء والمحرومين من حقوقهم الأساسية، ومع المعوزين والعاطلين عن العمل، بحيث نفعل قدراتنا كأبرشيات ورعايا ورهبانيات وأديار ومؤسسات، نكون بقربهم، نمد لهم يد المساعدة، نمكنهم من تحقيق ذواتهم بما نوفر لهم من فرص عمل وإمكانيات استثمار”.

وأعلن “اننا نود في هذا السياق أن نذكر شعبنا بتعليم بولس الرسول: نحن المسيحيين أصبحنا جسد المسيح بالمعمودية والميرون. الله جعل الأعضاء تهتم بعضها ببعض وتتناغم. فإذا تألم عضو تألمت معه سائر الأعضاء؛ وإذا أكرم عضو فرحت معه سائر الأعضاء (راجع 1 كور12: 18، 25-26). إننا ندعو الجميع إلى هذه الوحدة بالمسيح، وإلى التناغم والتكامل والتضامن. ندعوهم إلى الخروج من الخلافات والنزاعات والانقسامات. فواضح من كلام الرب في الإنجيل أن الله لا يستجيب لنا إذا كنا غير متناغمين وغير متفقين”.

وقال: “في ضوء هذا الكلام الإلهي، نوجه النداء الملح إلى الفريقين السياسيين في لبنان، المتمثلين ب8 و14 أذار، إلى تحمل مسؤوليتهم التاريخية، والخروج من مواقفهم المتصلبة ومن فرضها الواحد على الآخر، لكي يستجيب الله لنواياهم التي نرجوها حسنة ولصالح لبنان، شعبا ودولة لها كيانها الحر والسيد والمستقل، ولها مؤسساتها الدستورية الفاعلة. إن كتلهم السياسية والنيابية مدعوة لتتحلى بشجاعة وبطولة التجرد من الحسابات الخاصة، لكي يستطيعوا الاتفاق والإقدام على انتخاب رئيس للجمهورية. فهو وحده يعيد للدولة حياتها الطبيعية: يعيد للمجلس النيابي سلطته التشريعية والرقابية، ويضمن للحكومة ممارسة سلطتها الإجرائية في اتخاذ القرارات وإجراء التعيينات، ونزع سيف التعطيل المصلت عليها من هذا أو ذاك من مكوناتها السياسية”.

وتابع: “إلى أن يتم ذلك، فإننا ندعو إلى الوحدة داخل الحكومة، وإلى مواصلة عملها وتدبير شؤون البلاد. وندعو مكوناتها السياسية للالتزام بالواجب الوطني، وعدم استعمال السلطة للتعطيل والتفشيل. فلا بد من الجلوس معا والتحاور والمصارحة والمصالحة. وبكلام الله في إنجيل اليوم، يجب على أعضاء الحكومة وكتلها السياسية استحضار الله الذي وضع النظام الطبيعي، كأساس للدولة. فكانت الجماعة السياسية حاجة طالب بها الأفراد والعائلات وسائر الجماعات، لكي تؤمن باسمهم الخير العام بكل وجوهه وقطاعاته، الذي منه خير كل واحد وواحدة، وخير الجميع. هذا هو المبرر الوحيد للعمل السياسي ولوجود الجماعة السياسية (الكنيسة في عالم اليوم، 74)”.

وقال: “نحن الأساقفة، الذين أقامنا المسيح الحبر الأعظم الأبدي، بالروح القدس، رعاة لشعبه الذي افتداه بدمه، فلندرك أن رسالتنا ومسؤوليتنا إنما هما العمل على وحدة شعبنا والتناغم في الحياة والعمل والرسالة. فالأسقف بحكم كونه يمثل شخص المسيح على رأس كنيسته المحلية، هو أساس وحدة شعبها وضامنه. وعليه أن يجتهد بصبر وثبات في شد أواصر هذه الوحدة، وحل النزاعات، وإجراء المصالحات. وهو في ذلك يدرك أبعاد وعد المسيح الرب في إنجيل اليوم: “فأينما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي، كنت هناك بينهم” (متى 18: 20). وحيث المسيح هناك المحبة والسلام”.

وأكد ان “لا شيء لدى الله أفضل من التفاهم والاتفاق كما نصلي في المزمور: “ما أطيب وما أحلى أن يسكن الإخوة معا” (مز133: 1). وللدلالة على سرور الله باتفاق الإخوة، قال على لسان يشوع بن سيراخ: “ثلاثة أشياء تفرحني، وتفرح الله والبشر: اتفاق الإخوة، ومحبة القريب، والوفاق بين المرأة وزوجها” (سيراخ 25: 1)”.

وقال: “هذا الكلام الإلهي ينسحب أيضا على المسؤولين السياسيين في الحكومة والمجلس النيابي والأحزاب، بحكم المادة التاسعة من الدستور اللبناني حيث نقرأ أن “الدولة بتأديتها فروض الإجلال لله تعالى، تحترم جميع الأديان والمذاهب …”. لا يقف “الإجلال لله” و”احترام الأديان والمذاهب” عند حدود الكلام، والانتماء الديني والمذهبي، بل يقتضيان الالتزام بكلام الله والممارسة الأسرارية ومعرفة إرادة الله والتحلي بالقيم الروحية والأخلاقية بروح الخدمة والمناقبية وعيشها في الممارسة السياسية، فضلا عن الالتزام بأولوية الخير العام والعدالة والمصالحة والسلام”.

وختم: “ما لم نعد جميعنا في العائلة والمجتمع، وفي الكنيسة والدولة، إلى ما يدعونا إليه المسيح الرب في إنجيل اليوم: إلى الغفران والمصالحة، وإلى الوحدة والتناغم، وإلى اللقاء معا في حضرة الله مع الالتزام الشخصي بالقيم الروحية والأخلاقية، لا يمكن أن نحظى بالنعمة الإلهية التي تعضدنا وتخرجنا مما نتخبط فيه من أزمات. فلا يمكن أن نعيش في مجتمع أو جماعة أو دولة من دون الله “الذي به نوجد ونتحرك” (أعمال 17: 28). ولا أحد يستطيع أن يتفلت من إرادته وشريعته. فلنرفع صلاة التسبيح والشكر للثالوث المجيد، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين”.

الى اربيل

على صعيد آخر، يتوجه البطريرك الراعي والموفد البابوي الكاردينال انجيلو سكولا الى اربيل يوم غد الجمعة للطلاع على اوضاع المسيحيين.