زيارة الراعي لدمشق ومصداقية 14 آذار وأمانتها وأحزابها ولقاء سيدة الجبل على المحك

الياس بجاني/03 حزيران/15

بكل صراحة وبصوت عال نقول وبراحة ضمير إن كل مسؤول وسياسي وإعلامي في 14 آذار ومن المستقلين السياديين، وتحديداً المسيحيين منهم، لا يأخذ موقفاً من زيارة الراعي الملجمية لدمشق يوم الأحد المقبل أكان سلباً أو إيجاباً يفقد مصداقيته وعليه احتراماً لدماء الشهداء وتضحياتهم ترك السياسة وتعاطي التجارة، وهنا لا نستثني أحداً لا القوات ولا الكتائب ولا الأحرار ولا المستقبل ولا أي عضو في أمانة 14 آذار.

كما أن مصداقية أعضاء لقاء سيدة الجبل وتحديداً الدكتور فارس سعيد والنائب السابق سمير فرنجية هي أيضاً على المحك. يا أبيض يا أسود وبلع الألسنة خيانة للذات قبل أن يكون خيانة للحق والحقيقة وللكنسية المارونية ولثوابتها التاريخية. من هو موافق على الزيارة فليتفضل ويعلن موقفه ومعه الموجبات والأسباب وليس التبريرات الذمية والتقوية، ومن لا يوافق على الزيارة ويعارضها عليه أيضاً أن يرفع الصوت عالياً وبشجاعة وصدق ويعلن عن موقفه إن كان يحترم نفسه ويخاف الله وضنين على لبنان ولا يرى في بشار الأسد قديساً وطيباً وحامياً للمسيحيين والأقليات كما هي أوهام وخطايا بشارة الراعي.

في سياق الحقيقة والحق والوقائع فإن الراعي وكما أصبح معروفاُ للجميع في لبنان وفي بلاد الانتشار، هو رجل لا يجيد بالمرة العمل السياسي ولا يفقه لا ألفه ولا بائه وكل مواقفه اندفاعية وارتجالية وغير مسؤولة وغير محسوبة ولا تأخذ العواقب بعين الاعتبار، وهي عملياً وواقعاً ونتائج ومضاعفات وأذية لا تمت بصلة لثوابت الصرح البطريركي الماروني التاريخية ولا علاقة لها بتاريخ البطاركة الموارنة منذ ما يزيد عن 1500 سنة.

وبالتالي من يسايره أو يماشيه أو يتملقه أو يبلع لسانه لأي سبب كان هو غير جدير بحمل مشعل قضية لبنان وإنسانه. ونقطة على السطر. أما أولئك الذين يبررون ويتلطون حول أوامر فاتيكانية ينفذها الراعي هم إما أغبياء أو جاهلين لتاريخ الموارنة لأن المفروض أن تنفذ الفاتيكان ما يقرره البطريرك الماروني في لبنان وليس العكس وتاريخنا شاهد على هذا الأمر.

نذكر التبريريون والذميون من أهلنا الموارنة أن بشير الجميل بإيمانه وقوة رجائه فرض نفسه على العالم ووصل إلى رئاسة الجمهورية وأوصل المقاومة إلى النصر وهو لو مارس أنماط ممارسات القيادات المارونية الحالية الدينية والزمنية لما كان حقق ما حققه. ونلفت هؤلاء الذميون إلى أن الرئيس كميل شمعون والرئيس سليمان فرنجية والزعيم بيار الجميل تحدوا أميركا والدول العربية وأوروبا والفاتيكان ورفضوا الصعود إلى السفن ومغادرة لبنان.

من لا يعرف تاريخنا الماروني في الصمود والإيمان والرجاء والعنفوان والمقاومة من قادتنا ورجال كنيستنا عليه إما أن يتعلمه أو أن “يفك عنا” ويريحنا من ذميته وتقويته أكان رجل دين أو سياسي أو أعلامي لا فرق.

أطال الله بعمره غبطة سيدنا البطريرك مار نصرالله بطرس صفير رفض مرافقة البابا القديس إلى سوريا لأنه مؤمن وماروني عن جد ويخاف الله وصاحب دعوة  صادقة، فيا ليت الراعي والمطارنة الموارنة والقادة الموارنة الزمنيين يتعلمون منه مواهب ونّعم الإيمان والرجاء وقيمة الوزنات والحكمة والصبر والتواضع.

ومع الفادي نرفع الصوت ونقول: “لو سكت هؤلاء لتكلمت الحجارة”(لوقا19/40(

 

 *الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكترونيPhoenicia@hotmail.com