لوثة كرسي رئاسة الجمهورية والرئيس السابق ميشال سليمان

الياس بجاني

19 نيسان/15

الرئيس ميشال سليمان: "نعم أقبل بإعادة ترشحي للرئاسة ولكن كمرشح توافقي فقط، وعندما يوافقون على "إعلان بعبدا" عندها أصبح رئيسا توافقيا (وطنية 18 نيسان/15)

كلعنة الفراعنة تصيب لعنة كرسي بعبدا الرئاسية السواد الأعظم من قادتنا الموارنة البارزين، عسكر ومدنيين، الحالمين بالجلوس عليه وحمل لقب فخامة الرئيس.

اللعنة هذه تصيب أيضاً أولئك الموارنة الذين وصلوا إلى بعبدا وتربعوا على الكرسي وحملوا لقب صاحب الفخامة.

إنها لعنة فظيعة ومدمرة تعطل بصرهم والبصيرة وتجعل منهم طوعاً وعن سابق تصور وتصميم أسرى ومجرد أسرى لهذه اللعنة.

نشير هنا إلى أن القائد الماروني الشواذ الوحيد الذي لم يصاب بهذه اللوثة كان الرئيس فؤاد شهاب رحمه الله الذي ورغم الإغراءات وتطبيل المطبلين رفض تجديد ولايته الرئاسية وذهب إلى بيته عن قناعة وبإباء.

في القالب الآخر نجد أن كل رؤساء الجمهورية الموارنة (ما عدى الرئيس فؤاد شهاب) إما خرجوا من بعبدا مجبرين، أو أخرجوا بالقوة وجميعهم استمروا بعد خروجهم هذا يعيشون لعنة الكرسي ويحلمون بالعودة للجلوس عليه حتى لو استلزم الأمر تنازلهم عن كل شيء بما في ذلك الجمهورية نفسها كما هو حال الشارد ميشال عون.

في هذا السياق "المرّضي" لا يرى الرئيس الأسبق أمين الجميل غيره صالحاً لموقع الرئاسة بعد شغوره، ولذلك يقنن ويسوّق ويدوزن كل أنشطته وزياراته وخطابه، كما يسخر حزبه وعلاقاته لتتطابق كلها مع ضرورة عودته "الإنقاذية" إلى بعبدا كما يدعي ويتوهم.

أما حال العماد ميشال عون والكرسي والعُقد وأحلام اليقظة والأوهام والهلوسات، فحدث ولا حرج.

فعون هذا لا يرى غير الكرسي ولا يحلم بغيرها ولا يتحدث إلا عنها، كما أنه لا يصادق ولا يتحالف ولا يستقبل في رابيته غير النافخين في وهم الكرسي المرّضي، ولهذا يستغل حزب الله ولعه بالكرسي هذا ويعطل الانتخابات الرئاسية ويقوض كل مقومات وأسس وركائز الدولة ويعيث فساداً بالبلاد والعباد.

وفي إطار "لعنة الكرسي" القاتلة للبصر والبصيرة هذه التي تُصحَر المنطق، وتُعمي عن رؤية الإمكانيات والظروف، وتلغي كل مقومات الممكن وغير الممكن، جاء كلام الرئيس السابق ميشال سليمان التالي: "نعم أقبل بإعادة ترشحي للرئاسة ولكن كمرشح توافقي فقط، وعندما يوافقون على "إعلان بعبدا" عندها أصبح رئيسا توافقيا".

نسأل دون مواربة أو مسايرة وتزلف هل في كلام الرئيس الأسبق "اللاعقلاني" أي واقعية أو منطق؟ العقل والوقائع والظروف ترد ب لا صارخة ومدوية.

نعم، ليس هناك أي أمل ولو في الأحلام لعودة الجنرال ميشال سليمان إلى موقع الرئاسة، ولكنه لا يرى ولا يستوعب كل هذه الحقائق، وهو بالتالي لا يزال يتوهم وبسبب اللعنة إياها أنه الوحيد الصالح لتولي موقع الرئاسة، ولهذا غرق في الحلم والوهم ولم يكتفي، بل راح يضع الشروط لعودته. أقل ما يقال في هذا الموقف "الواهم" أنه منسلخ كلياً عن الواقع!!

شفى الله الرؤساء الموارنة السابقين، وشفى معهم كل السياسيين والعسكر وحتى بعض رجال الدين الموارنة المصابين بلعنة كرسي رئاسة الجمهورية.

وحمى الله الموارنة ولبنان واللبنانيين مقيمن ومغتربين من جنوح وشرود ونرسيسية وعمى بصر وبصيرة القادة الموارنة المصابين بهذه اللعنة.

 

 *الكاتب ناشط اغترابي لبناني

عنوان الكاتب الألكتروني

 phoenicia@hotmail.com

 

 

 

في اسفل التقرير/موضع التعليق

الرئيس سليمان دعا الى تحييد لبنان عن صراع اليمن:أقبل بإعادة ترشحي للرئاسة كمرشح توافقي فقط

السبت 18 نيسان 2015/وطنية - اعلن الرئيس ميشال سليمان، أنه خلال زيارته الكويت "كان لي لقاءات سياسية تمحورت حول حماية اللبنانيين في دول الخليج من جراء الانعكاسات التي تحصل من خلال التصريحات التي تصدر من لبنان ضد الخليج وتحديدا ضد السعودية، ما جعلني اتكلم مع السلطات الكويتية بما لها من تأثير على دول الخليج لعدم اتخاذ اجراءات كرد فعل على اللبنانيين". واضاف سليمان في حديث الى اذاعة "لبنان الحر": "التهجم على الأطراف ومعتقداتهم من أي طرف يؤدي إلى خلافات، فالتجاذب في الكلام يخالف ميثاق الشرف الاعلاني الذي اقريناه في اعلان بعبدا" لافتا الى "وجوب تحييد لبنان عن الصراع في اليمن والإلتزام بإعلان بعبدا". وقال: "من مصلحة السعودية أن تحافظ على اللبنانيين وألا تتأثر بكلام من هنا أو هناك، فعندما يكون هناك حالات أمنية تستلزم الإبعاد ما أتمناه على الدول العربية ان تدرسها مع الأجهزة الأمنية" مضيفا "أحببت الجملة الأخيرة من خطاب السيد حسن نصرالله الاخير وأحببت الجملة الأخيرة من كلمة الرئيس سعد الحريري، وكنت أتمنى على نصرالله أن يبدأ كلمته بحرصه على الحوار".

واردف: "رسالتي اليوم إلى اللبنانيين وليس إلى السيد حسن، الحرب الأهلية بدأت ببوسطة عين الرمانة والحرب لم تحصل بسبب البوسطة أو الفلسطينيين إنما بسبب إتفاق القاهرة الذي سلم بقعة من هذه الأرض إلى الفلسطينيين وأتى الطائف لحل الموضوع وحافظ على صيغة المشاركة في الحياة السياسية في لبنان" داعيا الى "وجوب تحصينه". وردا على سؤال حول 7 ايار قال سليمان: "وضع 7 أيار مختلف عن كل الأوضاع فكان هناك اختلاط بين المدنيين والمسلحين وبالتالي العملية لا تنتهي ب "كبسة زر".

وعن الحوار بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر"، قال: "أؤيد هذا الحوار واباركه"، املا في أن "يتوسع ليشمل المسيحيين واللبنانيين فهناك اناس تضرروا من التوتر بينهما ولمدة ثلاثين عاما".

وحول الاستحقاق الرئاسي، قال سليمان: "أنا تركت رئاسة الجمهورية لأؤكد أن الدستور أهم من الأشخاص، وأنا غير نادم على هذا القرار" مؤكدا ان "التمرد ليس صفة شجاعة ومنذ 40 سنة لم يشهد لبنان انتخابات رئاسية طبيعية"، مضيفا "نعم أقبل بإعادة ترشحي للرئاسة ولكن كمرشح توافقي فقط، وعندما يوافقون على "إعلان بعبدا" عندها أصبح رئيسا توافقيا". وردا على سؤال، اشار الى "ان الدستور والوطن لا يخضعان للتخوين وأنا لم أخن "حزب الله" وسأل هل يحق للحزب أن يذهب إلى سوريا ليدافع عن لبنان؟ الثلاثية تقتضي قبل أن يذهب إلى سوريا أن يسأل الجيش إذا ما كان قادرا على هذا الحمل، وهو ذهب ولم يسأل؟". وعن العائق الذي يمنع العماد عون من الوصول إلى الرئاسة قال سليمان: "العائق انه لا يمتلك الأكثرية والتحالفات التي لا تؤيده هي أكثر ممن تؤيده، ولكن من يعلم قد يكون وصوله ممكنا، ولكن فلينزل إلى المجلس النواب". وحول من يعرقل قيام الدولة، رأى "ان المعرقل هو الطرف الذي يرفض الالتزام باعلان بعبدا ويرفض انتخاب رئيس للجمهورية". وشكر سليمان لسمير جعجع "تمسكه بمبادئه الذي لا يحيد عنها وباعلان بعبدا وهو ممن وافقوا عليه"، مؤكدا ان "العلاقة مع القوات اللبنانية عظيمة وقد شاركت النائب ستريدا جعجع في دفن والدتي وعند محاولة اغتيال الدكتور جعجع اتصلت به ومن غير الصحيح أنني لم أتابع القضية". وحول رفض عون التمديد لقائد الجيش، قال سليمان: "عندما كان هناك رفض للتمديد للنواب كان هناك فريق معترض لكنه نزل إلى المجلس وسار في التمديد، فيما غاب نواب التيار الذين أقدر انسجامهم ولكن كان على العماد عون إكمال انسجامه والإنسحاب كليا من المجلس النيابي" لافتا الى انه "اذا تعذر اختيار قائد للجيش من غير المسموح الانسحاب من مجلس الوزراء". وعن دور القضاء اعتبر "ان القضاء يجب ان يأخد دوره بصورة اوضح وان يكون هجوميا اكثر". وعن مستقبل لبنان عبر عن تفاؤله بالمستقبل، لافتا الى "انزعاجه من الادارة السياسية الفاشلة للملف اللبناني والخطأ الاساسي في عدم صدور قانون عصري للانتخابات يؤمن التمثيل الصحيح".