بشير العنفوان والهوية

بقلم الياس بجاني

مسؤول لجنة الإعلام في المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

 

يا بشيرنا، بيوم ارتفاع الصليب سنة الـ 82 قررت القدرة الآلهية خطفك منا وامتدت ايد الرب ورفعتك معو وعلى صليبو تا تكون بالسما مع إنو لبنان وشعبو كانوا بعدن بحاجي إلك، ومن يوما رحلة النضال ما توقفت وشعبنا ما بخل بالتضحيات وبعدوا على قوته وتصميمه وعناده.

 

من يوم ما غبت، ونحنا كل سني بِ 14 أيلول منتذكر بمرارة رحيلك ومنجدد الوعد، وعد الشهادة للحق ومقاومة الشر مهما كان الثمن. بِ هاليوم من كل سني منفحص ضمايرنا ومنراجع ذاكرتنا ومنحاسب ذواتنا تا نشوف إذا بعدنا بالواقع منستحق نكون لبنانيين، وإذا بعدو من حقنا نضل حاملين مشعل لبنان الهوية والتاريخ والحضارة والرسالة.

 

بِ هالذكرى يلي كلها عِبر ودروس عم تمرق قدام عيونا صور من الماضي والحاضر، منها  بطولي بيرفع الراس، ومنها خياني بيخجِل!!

 

كثير من يلي كانوا يسموا حالن مقاومين، حاملين اليوم سيف الحقد والخيانة وعم يشتغلو ليل نهار تا يدمروا حلمك بلبنان السيد الحر المستقل.

 

بهالايام صار الاجرام القاعدة، انقلبت المعايير وصاروا الخوني والمارقين والمجرمين والعهار يبشروا بالعفي، وجراوي الاحتلال يعطو دروس بالوطنية.

إيام بينطبق عليها مثلنا الجبلي يلي بيقول: "بِ إيام المحل بتنط العنزي على الفحل"، ايام عم نترحم فيا على سفر برلك.

 

السرقات صارت بطولي، التهريب شطارة، الخياني تعامل مع الواقع، الكرامي مرض، التمسك بالحق والعزي غباء والشهادي للوطن وتاريخو وهويتو عار وجريمي.

يا بشيرنا، لو القدرة الآلهية إلي قامت أليعازر من القبر رجعتك مرة تاني اليوم ع لبنان لكنت حملت سيف وقطعت روس كتار من يلي كانوا عاملين حالن وطنيي وغاشينك وغاشين الناس. كتير من هالطرواديين هودي كانوا بمواقع المسؤليي ولحم كتافون من معاجن الناس يلي ضحت وحاربت وقدمت ولادها فدى للقضيي.

 

هودي يا بشيرنا باعوا الوطن والقضيي بأبخس الأثمان وخانوا الأماني وشغلتن عملتن الكذب والذمية والتقية والدجل. هودي الطرواديين طعنوا الهوية ونحروا الوطن وداسوا على كرامتو،  هودي عم يلحسو الجزامي يلي دنست أرضنا وهجرت شعبنا وصادرت قرارنا وقتلت احرارنا وعملت من حقولنا أرض بور ونفت وسجنت زعمائنا، هودي عملوا من الضحية مجرم ومن المجرم ضحية.

 

كتار من أذناب المحتل اليوم ومن بعد رحيلوا غيروا جلودون ولبسوا جلود الوطنية. هودي أمرون مكشوف لا عندون كرامي ولا عزي ولا قضيي. هني نفسون يلي شرعوا لبنان للأغراب وعطوا الجنسية لقطاع الطرق والمحابيس وللي ما شافوا لبنان بحياتن، وحرموا منها المغتربين يلي دمن وقلبن وفكرن لبناني.

 

 بسنة الـ 82 توهموا الفريسيين والكتبي والطرواديين إنو بقتلك يا بشير بتموت القضية وبتدوب الهوية، وبينقلع التاريخ، وبينمحي الحلم. توهموا وبعدن متوهمين مع إنو صخور نهر الكلب مفروض تذكرن بنهاية كل يلي احتلوا لبنان وصورتلون عقولون المريضة إنو تركيع شعبو عمل هين.

 

كل يلي احتلوا لبنان ومن 7000 سني فلوا منكسرين خايبين منهانين وروسون بين جريون. وهيك يا بشيرنا انتها المحتل السوري، واليوم كل رموزه يا إما هربانين يا إما بالسجون والآتي أعظم.

 

يا بشيرنا بعدك بقلوبنا، وبضمايرنا، وبعدك، وراح تبقا حلم العزي والكرامي والعنفوان والطهارة. يلي قتلو جسدك ما راح يقدرو يقتلو الفكر يلي زرعتو بِ وجدان شعبك العنيد، والانجيل المقدس بيقول: "لا تخافوا الذين يقتُلون الجسد ثم لا يستطيعون أن يفعلوا شيئاً بعد ذلك".

 

يا بشيرنا بعد 23 سني من غيابك بعدو اسمك شوكي بعيون كل الجاحدين والناكرين للهوية والكيان والتاريخ اللبناني، وراح يضل شوكي بقلب كل اعداء لبنان حتى يوم القيامي. 

 

لبنان تحرر وراجع بإذن الله أحلى مما كان،

لبنان الحلم راجع، 

والحلم ما بيموت ما دام في شعب عندو ايمان وعزيمي وعطاء.

14/9/2005