رجاء وأدعية للعام الجديد

الياس بجاني

 

مع إطلالة العام الجديد نجدِّد العهد بالقسَّم متابعين مسيرة العمل الهادف إلى الذود عن حق أهلنا الأبرار المقهورين. نرفع اليمين مدافعين عن وطننا الحبيب المكبل بسلاسل الظلم والاضطهاد والاستكبار، آملين أن ينعم الرب عليهم بحياة حرة كريمة وإباء.

 

نتمنى بقدوم هذا العام أن يكون صولجان القيادة قادراً، وتاج الرعاية مشرَّفاً لإنجاز استقلال سيِّد مُصان أساسه العدل، القانون حجر زاويته، ,شرعته الحقوق الدولية والسواعد حماته.

 

سنستمر بإذن إله العيد ملّوحين عالياً برايات الشهادة للحق دون خوف أو مسايرة أو التفات لاحتياجات ذاتية آنية أو مصالح لغير الوطن وناسه والهوية. فمن يشهد للحق، الحق يحرره.

 

مع إطلالة العام الجديد تمثِّلنا الكلمة الحرة الموضوعية الصارخة، الكلمة التي كانت في البدء، والتي هي الله، والتي صارت بشراً فسكنت بيننا ورأينا مجدها، فهي تنوب عنا بمفهومها الإنجيلي مُحلِقةً في الأثير راحلةً لتدق أبواب وقلوب أناسنا والأهل في وطننا الأم، وفي بلاد الانتشار حيث رفاق غربتنا والحنين، معايدينهم بها وعبرها راغبين لهم جميعاً في عام سعيد تكلله بركات ونعم السماء. ثم نسأل الطفل الإله دفق المسرات عليهم وإغداق أنداء السلام والوئام والمحبة والاطمئنان.

 

ونحن في خشعة غربتنا الصامتة دائماً، والقاتلة أحيانا، نرحل بالقلب والروح والفكر على أجنحة الكلمة إلى أجواء لبناننا المعذب وجباله والوديان، وإلى صوامع نساكه وكنائسه والأديرة، وإلى مُهج ذوينا الصابرين على الضيم والشقاء بإيمان وجلد القديسين، راجين معهم الخلاص مع مجيء إله الفداء سيدنا يسوع المسيح له المجد سجوداً وإكراماً.

 

ننتهزها سانحة لنخاطب طفل المغارة، معجزة السماء على الأرض، جاعلين من صدرنا مذوداً ليحل فيه، ضارعين لأجل وطننا المغرب عن أصحابه النائحين تحت أنيار القهر والعذاب، طالبين لهم قوة الإصرار والعناد والتشبث والجلد في وجه الظُلاَّم والظَلام.

 

لنركع في طلعة العام الجديد خاشعين رافعين الأيدي إلى السماء بقلوب ولا أطهر، طالبين من أبينا المحب الغفور الانبعاث لوطننا والفرج لأهلنا مرددين بصوت عال:

يا رب احمِ لبناننا، خلص شعبنا وأشرق على وسع مساحته شمس الحرية،

 

صُنْ أطفاله ببراءتك وأعضد أيتامه بيمينك،

 

ساعد فقراءه، أطلق السجناء والمعتقلين من شبابه والجنود والرهبان بعدلك،

 

ردَّ البعيدين قسراً عن جنوبنا والأرض، ردهم إلى بيوتهم وعيالهم سالمين، مرفوعي الرأس ومصاني الكرامة والحقوق.

 

أَعِنْ يا رب المقهورين من أهلنا بلطفك، وإشفِ المرضى منهم بحنانك،

 

أُنصُفْ المظلومين سجناً واضطهاداً برفقك، وأفرِّج عن المتضايقين برأفتك،

 

دبِّر المقيمين في ربوع بلد أرزك المقدس بعطفك، وأدفء الباردين منهم بحرارة إحسانك، وأدفق على فراغهم نعمك والبركات.

 

يا رب نجِ وطن الرسالة والحرف من كفر وبطش جلاَّدين وقادة وسياسيين لا رحمة في قلوبهم ولا إشفاق، اجمع شمل أهلنا تحت أفياء ألوهتك ومتِّعهم بضياء وجهك المُسرمد.

يا رب استبدل الظلام الذي يكتنف نفوس وخواطر ووجدان الممسكين بقرارنا والمصير  بعطايا المحبة والإيمان، وأردم فجوة العدم المرعبة في ضمائرهم، وأنر قلوبهم والعقول، ليعملوا بمشيئتك وحسب تعاليمك والشرائع.

 

أعطينا يا رب الشجاعة ليصارح بصدق كل امرءٍ منا ذاته، ويدرك بالعقل والقلب وعن قناعة راسخة وكاملة أنه المسؤول وحده عن وزناته فكراً وعملاً وتعاملاً أمام منبرك يوم يجيء بنا إليك ابنك الوحيد والملائكة يوم الحساب الأخير، حيث الفرح اللامتناهي، وأيضاً الثواب والعقاب، والبكاء وصريف الأسنان.

 

يا رب مع إطلالة العام الجديد اجعل كل منا مولوداً جديدا بروحك القدوس، وقياميًّاً بقوة انتصارك المظفر.

 

يا أيها الإله المُشع إحرق فسادنا المُدَنَّس بنار طهرك الرائف، وأغمر موتانا بأنوارك وأسكن أرواحهم فسيح جناتك.

 

يا رب السلام مع إطلالة العام الجديد أنشر برحمتك السلام في ربوع لبناننا الحبيب، بلد السلام وفي العالم كله، وأطفئ نارِ الحروب والظلم بمحبتك المقدسة.

 

31 كانون الأول 2005