13 تشرين، واقعة عز وعنفوان

بقلم الياس بجاني

مسؤول لجنة الإعلام في المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

 

ذكرى 13  تشرين محطة من تاريخ الفروسية ولا أنبل جسدت عناد وصلابة شعب مؤمن

 

بكرامة وحرية وقضية ووطن، رفض الاستسلام لأطماع غرباء برابرة وتتر أنسال تيمورلنك وهولاكو وجنكيزخان.

 

شعبٌ أرزيٍّ أبى الرضوخ لأمر واقع مذل توهم الأشرار والعابرين من دول الجوار وخوارج الداخل أن بمقدورهم فرضه عليه وابتلاع وطنه الصغير بمساحته الجغرافية والعملاق في عطاءاته والبطولات.

 

هي شهادة فخر عن عزيمة وصلابة وبعد رؤية قائد لم ترهبه الشدائد ولم تخمد ثورة إبائه الإغراءات.

 

محطة دُوِّنت بدم فلذ أكباد الأبطال من جنود جيشنا البواسل وبوافر تضحيات أهلنا الأحرار.

 

إنها بطولة شعب ما تعود الركوع ولا ارتضى الخنوع، فقالها مدوية بوجه الباطل وأبالسته واعتصم بإيمان الأنبياء مقدِّما أعز ما يملك تثبيتاً لحقه بتراب أرضه المجبولة بعرق أجداده ودماء شهدائه.

 

شعب مقاوم ما تعود يوماً طأطأة الرأس ولا المساومة على المقادس والقضية.

 

حمل مشعلي الحرية والمقاومة، وبفضل تضحيات شهدائه أبقى قضية الوطن حية مؤججاً العنفوان في ضمير أشباله الوالعة ووجدان أجياله الطالعة.

تمر الذكرى هذه السنة والقائد العماد عاد ورفاق النضال إلى أحضان الوطن عودة الأبطال المظفَّرين معززين مكرمين بعد أن حطم الشعب أصفاد الاحتلال وتحرر من نير العبوديات خالعاً عنه وإلى الأبد عباءات الخوف والتردد واللامبالاة.

 

استعادة الوطن قراره المُصَادر واستقلاليته بتحرير الأرض من الجيوش الغريبة المغتصِبة.

 

تمر الذكرى وقد عرف الطغاة أن لبنان" أكبر من أن يبلع وأصغر من أن يقسم" وأن شرائح مجتمعه المتعددة الحضارات والثقافات والإثنيات عازمة على صيانة السيادة وتقديس الحريات والذود عن الكرامات والاستقلال.

 

إلا أنه ورغم فرحة التحرير وأفول حقبة الاحتلال فإن الذكرى تمر وجيش لبنان حتى الآن ممنوع عليه دخول الجنوب وحماية الحدود رغم الانسحاب الإسرائيلي منه سنة2000، فيما الآلاف من أهلنا الجنوبيين لا يزالون مهجرين وغير مسهلة لهم سوانح العودة.

 

تمر الذكرى ومئات المعتقلين اعتباطاً من أهلنا الأبرياء لا يزالون في السجون السورية.

 

إلا إنه ورغم كل الصعاب من أمنية ومعيشية وبيئية واجتماعية فإن شعبنا المتسلح بالإيمان والرجاء مستمر دون هوادة في مسيرة التحرر والتحرير وهو ما فقد يوماً الثقة بقدرته على التلويح بشلوح النصر والغار والزيتون.

 

كانت وستبقى واقعة 13 تشرين محطة بارزة في مطاف نضال شعبنا اللبناني وشهادة مشرفة لعطاءات شهدائها من مدنيين وأفراد جيش، الذين لولاهم لما وصلنا إلى انطلاقة التحرير.

في هذه الذكرى الخالدة دعونا ننحني خشوعاً ونعاهد شهداء 13 تشرين على استمرار  المسيرة واستكمال التحرير من الميليشيات والجزر الأمنية، والتحرر من الإقطاع بكافة ألوانه وأطيافه ومن الأصولية والفساد والإفساد مرددين مع "أبو القاسم الشابي":

 إذا الشعب يوما أراد الحياة           فلا بد أن يستجيب القدر

 ولا بد لليل أن ينجلي                ولا بد للقيد أن ينكسر

 

عشتم وعاش لبنان

 

13/10/2005