شكر وتحية لجريس الخوري

الياس بجاني

مسؤول لجنة الإعلام في المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

 

هنيئاً لجريس الخوري بالحرية وهو قد استحقها بفضل إيمان راسخ بربه وثقة واثقة ببراءته وإصرار عنيد على التعلق بميزان عدل السماء وقضائها بعد أن خذله ميزان عدل الأرض وقضائه.

 

خرج من السجن منتصراً على كل من ظلمه أو سكت على الظلم الجائر الوحشي الذي تعرض له دون وجه مُحق.

خرج وعلى جبهته أكاليل الغار وبركات الأبرار والأتقياء ودعوات الأمهات من أهلنا الميامين.

 

خرج فرحاً مبتسماً وهازئاً بمكر شياطين وهرطقات الأبالسة الواهمين أنهم باعتقال إنسان بريء سيخنقون الرجاء في أعماقه ويقتلون وهج الإيمان في قلبه وعقله، فخاب ظنهم وها هو البريء يعود إلى عرس النصر ويرد الاعتبار شامخ الرأس مرفوع الجبين.

 

إيمانه الراسخ الواثق قهر كل أنواع الانتهاكات من اهانات وتعذيب وحرمان وعزلة وأوجاع.

 

استجاب الرب لصلاته فتحقق له الأمل وأقامه من قبر وزارة الدفاع المضاء تماماً كما أقام اليعازر من القبر. دحرج جريس الخوري الحجر بقوة إيمانه والرجاء.

مبروكة عودة جريس الخوري القيامية المشرفة إلى كنف عائلته وأهله والمحبين وإلى رحاب الحرية المطلقة بعد أن رُفع الظلم بعودة الحق لأصحابه وتحرر القرار اللبناني الرسمي والجسم القضائي في وطن الرسالة من نير العبوديات البعثي وكفر ممارسات أدواته المحليين من اليوداصيين الفاقدين كل ما هو إنساني من أحاسيس وضمير وأخلاق وقيم وكرامة وشرف.

 

صحيح أن قوى البعث الظلامية ورموزها من حكام ونواب وسياسيين ورجال قضاء وأمن قد تمكنوا من سجن جسد جريس الخوري الترابي لمدة إحدى عشرة سنة داخل زنزانة تحت الأرض شبيهة بالتابوت، إلا أن عزة نفس هذا الشاب وإيمانه الوطيد ورجاءه العتيد أبقوه حراً في داخله ولم يتزحزح إيمانه قيد أنملة.

 

سمعته أمس يتكلم بفرح وثقة وفروسية وطلاقة وعنفوان مع المذيع مرسال غانم عبر محطة ال بي سي وذلك بعد ساعات قليلة على إطلاق سراحه. طلب بصدق وشفافية المغفرة والسماح لمن ظلمه مسلطاً الأضواء على سر إيمانه ومدى آفاق تعلقه بالحق وبتعاليم السيد الذي صُلب من أجل خلاص الإنسان.

 

لم أتمالك نفسي وانهمرت دموعي، دموع الفرح والشكر. فرح بانتهاء عذاب ومعاناة هذا الشاب المؤمن وشكر لرب الأكوان ولقديسي لبنان وأبراره على نعمة وجود أشخاص من خامة جرجس الخوري في وطني الأم لبنان.

 

إيمان وصبر وثبات جريس الخوري رسخ إيماني بأن لبنان باق مهما اشتدت الصعاب وعصت، باق بقيمه وهويته وتاريخه وذلك بفضل مقاومة إنسانه المؤمن والعنيد الواثق بالخلاص بعد جلجلة الألم.

 

22/7/2005