"النابح يعوِّي والبدر يضوِّي".

رد على الصحافي جورج ناصيف، لسان معلمه

بقلم/الياس بجاني

مسؤول لجنة الاعلام في المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

 

لقد نطق الأستاذ جورج ناصيف بلسان معلمه حضرت النائب الجديد، فوصلت الرسالة !! هذا وكان فارس جريدة المستقبل الخشان قد سبقه في التجريح العكاظي ضمن سياق تنسيقي كامل الأوصاف بين متضررين من عودة الجنرال عون ومن حملته لتصويب مسارات منحرفة، وهنا لا يسعنا إلا أن نشفق على فهماء قبلوا تسخير أقلامهم وألسنتهم للنيل من قائد التيار الوطني الحر وما يمثله من نبل وشهامة وشفافية، ونحن كنا اعتقدنا أن زمن "القنديل" الهجائي قد ولى مع انتهاء حقبة الاحتلال السورية مع كل ما رافقها من تقية وذمية وتعهير للحياة السياسية.

 

نسأل "ناصيف ومعلمه" أية معارضة يختبئ وراءها بعض الرموز وهي لا تمثل سوى الخيبات؟ إن "جنرال الرابية" شوكة في عيون الحاسدين والمنحرفين وإن يحمل على أحد فهو بنزاهة الكف والقلب يحمل لأنه ثورة على الأشرار والفجار وتجار الهيكل. أما اتهامه "بالنزق" فهذا أسلوب ينضح بنوايا أصحابه من الخائفين على الكراسي والنفوذ. وما الوصول إلى قصر بعبدا في حال تحقق سوى إعطاء "القوس باريها" وآلاف الناس التي استقبلت الجنرال دليل على كفاءة وأهلية الرجل بعرش القصر أيها القاصرون. ومن ليس مفلَّس من المعرفة يدري إذا ما كان هو الذي استُدعي إلى الكونغرس على مراحل للإدلاء بما للاحتلال السوري من نكبات مع الرجوع بالذاكرة إلى الوراء لاسترجاع محاربته للجيش السوري المغتصب ولتحرير بلاد الأرز وشعبه من العلق. هل يكون هذا ادِّعاء والمفكَّرات الأميركية والدولية والذاكرة اللبنانية تشهد على مواقف ونضال وعناد الرجل؟ والله عيب نكران الحق والجميل والتجني الأخلاقي والافتراء الديني بهذا الشكل الجاهل السافر.

 

"منذ وطأت قدماه المطار، في ذلك اللقاء العاصف مع أنصاره" (والتعبير للأستاذ ناصيف)، باسم الوفاء والقسم العسكريين وباسم العديد من وفود المستقبلين بدأ الهجوم على المخربين وأصحاب الصفقات "والحرامية". وكيف ينسى الكاتب والقارئ والمطلع كم مرة حارب ودعا الجنرال ميشال عون السوريين للخروج من أرض الجود والجدود والشهداء. إن المهاترة والكلام من أجل الكلام ليس من شيمنا نحن أنصار ومحبي الجنرال أما التحامل عليه للنيل من عنجهيته ومجده فلا يؤثر ولا ينقص ولا يزيد من قدره. عذراً منك يا حافر القبر لأخيك حذار من الوقوع فيه! ليسمح لنا الأستاذ ناصيف المدبج مقالته على ذاتية ونفسية "معلمه" فعملية طمس الحقائق وتزويرها لجهة منجزات ومواقف الجنرال هي خطيئة بحق الحق ذاته، علماً أن عودة الرجل إلى لبنان هي ثورة على الفساد والفاسدين وردنا على الحملة المسعورة ضد "جنرال الرابية" هو: لسانك لا تذكر به عورة امريءٍ  فكلك عوراتٌ وللناسِ أعينُ

 

الجنرال لا يشتم بل يندد لأن الشتم للكافرين والخارجين عن دوائر الأدب، وليس أحد يحتاج إلى الشتم لأن كل سؤ تصرّف من هؤلاء يشتمهم من تلقاء نفسه. يا أستاذ ناصيف من أنت يا أنت حتى تحكي عن سياسة الإنسان- الرجل النزيه الذي هو فعلا فوق الطائفية والمذهبية- تصنِّف وكأنك أستاذ في جامعة جورج واشنطن أو في أوكسفورد أو في السوربون- إنه خريج مدرسة عسكرية نزيهة عنوانها : شرف تضحية وفاء. اعتذر من نبالة الرجل بدل أن ترشقه بالخيانة "وبألفاظ نابية. وإذا كان يبحث عن أمكنة لأشخاص في الانتخابات هل من ضير في ذلك وهو الذي يمارس الشأن الوطني بشفافية من فوق الطاولة وليس من تحتها، إذ يجفل من ألاعيب ودناءة الفسق في التعاطي السياسي؟

 

إن لبنان بعد ما عانى الأمرَّين لا يرضى الجنرال بمناهج اللفّ والدوران والضحك على الناس والتلاعب في مصائرهم. أه من المهزلة في الحملة على الجنرال التي لا تجيد فن التمييز بين الصالح والطالح.. لماذا ما هو عندك وعند "المعلم" مسموح عند غيركما ممنوع ؟ وأشخاصك "والمعلم" الذين عنهم تدافع يا أستاذ ناصيف باتوا اليوم محررين ونواب!! وفي الأمس كانوا غرقى حتى الأذنين في أوحال وأوحال. لماذا يا أنت ترى القذى في عين غيرك ولا ترى الجسر في عينك؟

 

لم يأتِ الرجل ليلغي أحد بل جاء ليصلح وأنت تعلم أن معظم المتعاطين في الشأن السياسي في لبنان هم من يتامى حقبة سوداء كانوا من رموزها وأدواتها وقد مارسوا الشناعات، فمن يصدق أن ضمائرهم استفاقة وأمسوا بين ليلة وضحاها من صنف الطوباويين والملائكة؟ لماذا صببت جام غضب "معلمك النائب الجديد" على الجنرال؟ سامحك الله وسامه، أما ردنا فهو: "النابح يعوِّي والبدر يضوِّي". غضب "معلمك" على الجنرال أمره مفهوم وخلفياته ليست بجديدة. وبدل من أن تسأل لماذا سمحوا له بالعودة كان عليك أنت "والمعلم" الاحتفال بعودته تحت زخات الورود والاهازيج وقصائد الغزل؟

 

ترى هل الاحتفال التاريخي العرس بعودته ما أزعج؟ قل لنا ماذا يرضي "معلمك" لنبلِّغ الجنرال فيقف على خاطره؟

ما أجمل أسئلتك يا أنت الفقيه الفهيم وكأننا بك لا تدري إن الأفاعي وإن لانت ملامسها عند التقلّب في أنيابها العطبُ. إنك تحتاج إلى دراسات عميقة في التاريخ وفي علم النفس يا أنت الذكي العالِم اليافع ولا نخالك تجهل إذا كان لك علم في مستجدات الماضي القريب أنه ليس من أحد بريء حتى يُطوَّب ويُرمى على مرقده الزهر والشمع والدمع والأكاليل.

 

أما "ان العميان وحدهم لا يبصرون" فهذه اللفظة مردودة لأصحابها ونقطة على السطر.

أحب "معلمك" والربع الجنرل عون أم كرهوه فلا شيء يغيِّر في المعادلة. كفى استهتارا بالقيم وبمواصفات الرجال فهو بنظر شريحة كبيرة من اللبنانيين يساوي دولة.

عساك تهتدي والله خير الهادين المرشدين

 

19 أيار 2005

ملاحظة: الرد هذا هو على مقالة للصحافي جورج ناصيف نشرت اليوم 18/5/2005 في جريدة النهار تحت عنوان "جنرال الرابية ماذا يريد جنرال الرابية؟