أحجام وأوهام الحاقدين!!

بقلم الياس بجاني

مسؤول لجنة الإعلام في المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

 

 ظاهرة انتفاخ الأحجام "الشيزوفرينية" الفجة، "لشلة الأنس" من ملوثي السياسية والمكارم ووارثي الإمارات الإقطاعية والعروش المافياوية  تقشعِرُّ لها الأبدان.

محزن حال أولئك المستقتلين عقب الانسحاب السوري بهياج الثيران، سرقة نجاح نضال نخبة السياديين من أهلنا في الوطن وبلاد الانتشار. أهلنا الذين قاوموا سلمياً وحضارياً على مدار خمسة عشرة سنة أذية وكفر احتلال "الشقيقة"، وتوج نضالهم بثمرتي مرور "قانون محاسبة سوريا واستعادة سيادة لبنان" الأميركي والقرار الدولي رقم 1559 اللذين مع زخم ثورة شباب الأرز أجبروا سوريا البعث على سحب جيشها ومخابراتها من بلاد قدموس وفيلون وماخوس وجبران.

 

مهين لذكاء الناس والأذواق نباح "وهوبرة" القادة المسوخ هؤلاء، وأجوف مكشوف هو ضجيجهم وضوضاء ربعهم من ممتهني القدح والمدح والزجل الملجمي بالأجرة.

 

إنها ظاهرة مرذولة تطرح علامات استفهام عديدة حول مصير الحريات والديمقراطيات والتعايش، وتُبين مدى تقهقر مبدأ قبول الآخر عند البعض في الوطن المُحَرَّر حديثاً من مخالب احتلال قاييني والمبتلي حالياً بهجمة طرواديي معفري الجباه طوال سنين عجاف على أعتاب الوُلاة في عنجر وقصر المهاجرين.

مضحك ومبكي هياج أولئك "المعفرين" المرتدِّين على أسيادهم الشوام والمنقلبين عليهم فجأة فيما تِبْنُ معالف "المسار والمصير" لا يزال يملئ أفواههم الفاغرة وآثار حبال هذا المعالف ظاهرة في رقابهم والُْلُسُن.

 

إن الدافع والمحرك الأساس لممارستهم والإسفاف مردوده مخزون نفوسهم الخسيسة والعقول من كره متأصل، وبربرية جامحة، ونزعة سرطانية دموية، وحقد دفين. إنهم يبتغون الهيمنة الستالينية على مقدرات البلد ومصائر ناسه.

 

أمَّا خلفية عقلياتهم المعاقة بمكنوناتها النتنة من أنانية وجشع، واستكبار وهمي وتخبط في الانتماء والهوية فهي دليل الوبال العضال.

ترى هل يجهل المتورمون على زغل الواهمون هؤلاء، حقيقة أحجامهم الشعبوية الصغيرة جداً مقارنة مع عملاقية قادة أعطاهم الشعب عن قناعة وكالته والثقة بنسب قاربت أعتاب الـ 90 بالمائة؟

 

ليعِ القادة الموهومون بانتفاخ كتلهم اللحمية والعقول أن ذاكرة الناس حية ومحفورة في ثناياها كل ممارساتهم الدموية، وتكويعاتهم الطروادية، وخطابهم اليوداصي طوال ثمانية وعشرين سنة قاتمة من ممارسات القهر والعذاب، الاضطهاد والإفقار، التهجير والهجران، الظلم والتعديات والتعصُّب والإجرام.

 

إنها ذاكرة شفافة عادلة تدين قساوة قلوب وتخدر ضمائر قادة تنكروا للهوية والجذور، تاجروا بلقمة عيش ومصائر وكرامات، هتكوا وانتهكوا محرمات، خانوا دماء وتضحيات الشهداء، ودنسوا تراب وطن الرسالة المجبول بعرق ودماء آبائنا والأجداد؟   

 

قادة جاحدون تآمروا على تطلعات وأماني شباب 14 آذار ونحروا ثورة أرزهم الحضارية التحررية؟ أنهم كارثة على الحضارة والأخلاق والمصداقية ووباء على الوطنية يجلبون الدمار والخراب أينما يحلون؟

 

ليس بخافي على الأحرار أنه ومنذ الانسحاب السوري التقهقري قلب تجار التحرير والقوميات والإيديولوجيات المستوردة عندنا مواقفهم وتقلبوا معها، وراحوا يتسابقون بشكل هستيري للقفز إلى عربات قطار المحررين الأصايل متنكرين بوقاحة لكل ارتكاباتهم "المسورنة" الجزَّارة.

 

إن غيوم الضلال والتضليل التي تعمي أبصار البعض ستنقشع قريباً وقريباً جداً في مواجهة الاستحقاقات الداهمة التي في مقدمها تنفيذ ما تبقى من بنود القرار الدولي رقم 1559 والفقرة الثالثة من "أتفاق طائف الطوائف" لجهة تجريد كل الميليشيات اللبنانية والفلسطينية من السلاح ونشر الجيش على الحدود مع دول الجوار وإنَّ غداً لناظره قريب.

 

إن المرحلة الراهنة صعبة للغاية وستزداد صعوبة قبل غروب ليل الغباء والتلُّون والوصولية وبزوغ فجر العودة إلى الأوضاع الطبيعية، ولهذا فالمطلوب من المؤمنين بلبنان الدولة والكيان والهوية، وبشرعة حقوق الإنسان أن يتشبثوا بإيمانهم وأن لا ييأسوا مهما تنوعت الضغوطات وأضحت أكثر  إيلاماً وضرراً، ومهما زاد فجور المتوهمين بانتفاخ أحجامهم.

 

إن المؤمن بالحق يعيش باستمرار على الأمل والرجاء ، أما رجاء وأمل شعبنا فهو الخلاص بإذن الله من سطوة وكفر قادة متوهمين بأحجام متورمة سراطانياً ومسكونين بعقليات "شيزوفرونية" فصامية عفنة.

 

نختم الحديث مع  إمام نهج البلاغة: "قولوا الخير تُعرفوا به، واعملوا الخير تكونوا من أهله".

 

11/7/2005