نعم للعماد، نعم لرئيس من الناس ولهم

الياس بجاني

مسؤول لجنة الإعلام في المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

 

نحار بأية لهجة نخاطب بعض المرشَّحين لموقع الرئاسة الأولى وهم يعلمون كما يعلم القاصي والداني أن ناسهم رفضوهم ولم يمنحوهم لا ثقة ولا تفويض.

رفضهم أهلهم جهراً وبالفم الملآن بعد أن كشفت لهم الأيام والمآسي هرطقاتهم والخيانات.

 

رفضوهم بعد ما عايشوا واخَبروا عن قرب واقع جبنهم المخزي وتأكدوا من رخاوة رقابهم ومن خشبية ألسنتهم إذ تخدرت ضمائرهم واصطكّت الركاب.

"ملجميون" كانوا ولا يزالون، وهم باستمرار معروضون "برسم البيع والإيجار"لمن يدفع أكثر.

 

يوالون القوي كائنا من كان، يماشون الماشي، يركبون مع الراكب، يطبلون للداخل ويندبون المنكسر الخارج.

 

قدّاحون ومدّاحون بالأجرة، فيما حالهم التعيس البائس يقول "من تزوج أمي أصبح عمي". لا مشكلة عندهم ولا هم من يكون هذا العم طالما مؤمَّنة مصالحهم ومصانة مواقعهم والجيوب منتفخة، أما ضمائرهم والوجدان فحدِّث ولا حرج.

 

يخجل الواحد منا من كلام معيب يتفوهون به وتصريحات يتقيؤونها.

 

متعجرفون على فراغ كالسلاحف الحالمة بأجواء النسور،

فريسيون ونجارو خوازيق ونعوش لنفوسهم ثم لناسهم والوطن،

 

مخدوعون سابحون في الأوهام ومنسلخون غرباء عن أتراح وأفراح أهلهم.

 

ترى من خدعهم أنهم عناتر هذا الزمان وقد مشوا في مأتم الأمة، فرأينا شرَّهم في خيرٍ زعموه؟ ترى كيف يصل أمثالهم إلى ذُرى الفروسية والبطولات وهم أقزام جبناء، طرواديون، وصوليون وأصحاب مصالح.

 

ويلاه من قذارات خلَّفوا أحرجتنا لكتابة هذه السطور هادفين الشهادة للحق، فانفضح المستور، واتضح العار بسلوك أعوج إزاء شعب عليه يُدجِّلون. إن للرجولة مواقف تشهد ومحطات يفخر بها التاريخ. أين هؤلاء "القبابيط" من هذه الرجولة الشريفة وهم يقايضون ويتآمرون لتمرير طمعهم المسم والوصول زحفاً إلى منصب الرئاسة الأولى؟

 

أنادي أبناء بلادي الأحرار للوعي والاحتياط من قادة مسوخ أنانيون لا يرون إلا بمنظار المنافع والمكاسب التي تصب في خانات الانتهاز. والأجرم هو اللجؤ إلى منطق الغوغاء والتدنِّي والانتقام في الأحاديث، والقصد الثأر من النظافة المعرِّية للموبؤين.

 

أين هي انجازاتهم والعطاءات وما هو المشروع الذي يطرحون ليقتنع الناس بهم!!

 

نسأل متى يرتقي عقلهم فيعطون أجيالنا المثل الصالح والوجه الحقيقي لحضارتنا المتجذِّرة في القدَم؟

 

هل هي تقاليدنا التي ترشح هذا السلوك المُشين أم هو التخلُّف عن ركب مسيرة التطور والفتح؟

 

هل على هذا المنوال نسج الأُوائَل لبناء وطن الأرز؟

 

وهل هذه الأساليب من شيم بيئتنا الثرية بقيمها والجذور، والغنية بالقداسة والقديسين ؟

أه على وطن أفسده سياسيُّوه ومرّغوا إنسانه بالفقر والذل والألم.

 

هل هكذا بعد مجازر وجرائم وضحايا يطل علينا مرشحون "جلابيط" لم يستوِ لهم لا ثمر تمدُّن ولا ارتقاء؟ وهل بإمكانهم فعلاً حماية هوية الوطن والمحافظة على دستوره والذود عن الكرامات؟

 

وأعجباه مما يدور في أفلاكنا ويحصل على ساحاتنا، فكيف يتحدَّث المرشحون وقد رفضهم ناسهم عن الحرية والديمقراطية والشرائح برمتها مغبونة مغلوب على أمرها، وتعاني من تداعيات الديكتاتورية والعنجهية والفرض والدجل؟

 

لا ندافع إلا عن النزاهة والمثال في الرجال لذلك نزكِّي العماد ميشال عون لموقع الرئاسة الأولى وهو الحامل آمال وآلام أهلنا. لماذا يقومون ضده ويرشقونه بالكلمات الجوفاء والتعابير العجفاء التي تعكس نفسياتهم الممروضة؟ أليس لأن الإناء ينضح بما فيه والكلام صفة المتكلم حسب المثل المأثور؟ لماذا هذا التطويق والخوف من الرجل الكبير؟ أليس لأنهم بكل صراحة صغار مُصابون ممسوسون؟

 

إن من يقيس حجمه بحجم العماد عليه أن يقنع نفسه أولاً بهذا الأمر قبل محاولة خداع الغير.

 

لن يتمكن المريبون من الالتفاف على ثقل التمثيل الشعبي العريض المعطى انتخابياً للرجل مهما تفننوا في خداعهم والألاعيب، كما أن المواطن الشريف لن يغفر لمن يحاول المس بقدسية الصك التمثيلي المؤتمن عليه عمادهم.

 

لنكن واقعيين ونتعاطى بموضوعية مطلقة ونعطي عمادنا حقه. كفى التهكم واللعب بمشاعر الناس وتناسي الفقر والقهر والتجويع والديون والتلهِّي بفقاقيع هوجاء وصبيانية بحتة.

 

هل صحيح نريد بناء دولة قانون ومؤسسات وحقوق، أم بناء قبائل جاهلية؟

 

إن بناء الدولة العادلة والقوية يحتاج إلى حكام شرفاء كفهم نظيف وضميرهم حي من أمثال العماد، وكفى البعض خزعبلات وترهات واحتيال وتطيير شعارات خالية من المضمون لا تترجم إلا سفاهة وتفاهة أصحابها.

 

نعم للعماد، نعم لرئيس من الناس ولهم.

 

28/10/2005