نص مقابلة مسؤول الإعلام في مجلس التيار الوطني الحر في كندا/الياس بجاني

مع جريدة المستقبل التي تصدر في مقاطعة كوبيك الكندية

 

26/1/2006

 

- أية عقيدة حزبية سياسية كندية تتقاطع وعقيدتكم؟

بين مجلس التيار الوطني الحر في كندا والسياسة الكندية تقاطعٌ كبير جداً، أساسه الأهم والأقوى هو شرعة الحقوق الدولية بجملة مكنوناتها من مبدأ الاعتراف بالآخر، والديمقراطية والحريات بكل وجوهها، خصوصاً حرية الرأي والمعتقد والحركة. والتيار كما كندا، يؤمن بالتعددية الحضارية والثقافية والإثنية، ومثلها أيضاً يرفض العنف والأصولية والانغلاق وينادي بالمساواة والعدل وبضرورة سيادة السلم في أرجاء المعمور.

 

- خياراتكم السياسية الكندية، هل تأتي كخيار شخصي أم بالتنسيق مع القيادة المركزية؟ وهل هي ملزمة لأعضاء الحزب؟

إن الخيارات السياسية للأفراد المنتمين للتجمعات والنوادي والمؤسسات التي يتكون منها مجلس التيار الوطني الحر في كندا، هي خيارات كندية صرفة وتنبع من ولائهم الكامل للدولة الكندية كما التقيد بأنظمتها والقوانين. يؤمن مجلس التيار أن دوره اساسيٌّ ومحوريّ في مساعدة الوطن الأم لبنان وأهله للحفاظ على أسس الديمقراطية والحريات والتعايش السلمي والحضاري والاقتصاد الحر، وفي شدّ الأواصر على كل صعيد بين الشعبين اللبناني والكندي. إن ما يلزم المنتمين لمجلس التيار في كندا، التقيد فقط بالقوانين والأنظمة، أما التنسيق مع قيادة التيار المركزية في لبنان فهو قائم باستمرار ويتم ضمن أطر القوانين الكندية والاحترام المتبادل.

 

- إلى أي مدى تحاولون من خلال الانتخابات التأثير على موقف الحكومة الكندية من القضايا التي تدافعون عنها في الوطن الأم، وكيف؟

إن المنتمين للنوادي والتجمعات والمؤسسات اللبنانية الكندية التي يتكون منها مجلسنا هم مواطنون كنديون فخورون بكنديتهم كما بجذورهم اللبنانية. إنهم منخرطون في الحياة الكندية ومتفاعلون معا بشكل كامل. يمارسون حرية الانتماء إلى أي حزب كندي يتوافق مع تطلعاتهم الوطنية والإنسانية والمعيشية طبقاً لطروحات وبرامج الأحزاب. هذا ويرى المجلس أن الدفاع عن الحريات والقوانين والديمقراطية هو واحد، أكان في لبنان أو كندا، وبالتالي يساند الأحزاب الكندية التي تعمل في هذا السياق ويؤمن بأن عمله هذا هو عنصر مساعد وداعم للبنان السيد الحر المستقل.

 

- كيف تصفون تأثير تجربتكم السياسية الكندية على رؤيتكم للعمل السياسي وللحياة السياسية والاجتماعية في وطنكم الأم؟

إن التفاعل قائم وراسخ بين أفراد جاليتنا في كندا وأهلنا في الوطن الأم، وهو يشمل كل القضايا السياسية كما الاجتماعية والعائلية والمعيشية والإنسانية، ومجلسنا المؤمن بأسس الحريات والديمقراطية، والملتزم بالقوانين والشرعة الدولية يسعى لإغناء الحياة السياسية في الوطن الأم بايجابيات التجربة الكندية بكافة سبل التواصل المتوفرة.

 

- هل أن عملكم الحزبي هنا يقتصر على الترويج لأحزابكم السياسية هناك، أم أنكم تهتمون أيضاً بقضايا الناس هنا وكيف؟

يتعاطى مجلسنا السياسة الكندية ويتفاعل معها بما يتوافق ومستلزمات انخراط جاليتنا الكامل في المجتمع الكندي والعمل من خلاله لخدمة المصلحة الكندية ومن خلالها الوطن الأم، لبنان الإنسان والحريات.

 

- لأي انتماء تعطون أولوية اهتمامكم، ولماذا؟ وماذا تملي عليكم انتماءاتُكم السياسية في صياغة مواطنتيكم الكندية؟

إن أولوية اهتماماتنا هي لوطننا الثاني كندا ولكل ما يتعلق براحة وحرية إنسانه وقضاياه المعيشية والحياتية، كما دور كندا الدولي في الحفاظ على السلام العالمي والدفاع عن الحقوق والحريات ومساعدة الشعوب المحتاجة. هذا لا يقلل بالطبع من اهتمامنا الأساس بقضايا وطننا الأم، لبنان ومساعدة أهلنا هناك لعيش حياة حرة وكريمة، ولا نتنكر لجذورنا اللبنانية التي ما تزال ناشبة في الصميم من ضلوعنا. هناك حنين وذكريات وأشواق إلى الآن لا تغيب صورها عن البال ، منها ملاعب الطفولة ومسارح الشباب تتراقص على مشارف الخاطر.

 

- هل تأخذون البرامج الانتخابية للأحزاب بعين الاعتبار؟

تأييدنا خير من عدمه للمرشحين للانتخابات الكندية وعلى جميع المستويات البلدية والنيابية المحلية والفيدرالية. نعتمد كلياً على ما يطرح من برامج متفاوتة بما فيها السياسة الخارجية وما يتصل بالشرق الأوسط عموماً ولبنان تحديداً. نشير هنا إلى أن التيار الوطني الحر في لبنان هو من الأحزاب اللبنانية القليلة التي تعتمد البرامج الواضحة والكاملة بالتعاطي مع الشأنين العام والسياسي.

 

29/1/2006