المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 11 نيسان/2016

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.apri11.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

هكذَا مَكْتُوبٌ أَنَّ المَسِيحَ يَتَأَلَّم، وَيَقُومُ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ في اليَوْمِ الثَّالِث

فإِنَّهَا لَنِعْمَةٌ أَنْ يَحْتَمِلَ الإِنْسَانُ الأَحْزَانَ حينَ يتَأَلَّمُ مَظْلُومًا، بيَقِينِ مَنْ يَعْمَلُ لأَجْلِ الله

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 10/4/2016

74 لبنانياً أُبعدوا من دول الخليج

لبنانيون في دول الخليج يخشون الترحيل بسبب.. 'حزب الله”

شاغوري يجمع "التيار" و"المستقبل" و"المردة"

بري من القاهرة: مؤامرة كبرى حيكت باسم الديمقراطية في العالم العربي وجيشنا يقوم بدوره على حدودنا الشرقية والشمالية

الخلافات بشأن “أمن الدولة” تهدد جلسة الحكومة غداً.

مروان حمادة لـ”السياسة”: “حزب الله” داء ينخر في خلايا الجسد اللبناني لا بد من وقفه

وزارة الخارجية: 74 حالة إبعاد للبنانيين من دول مجلس التعاون الخليجي

رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية، استقبل مجموعة الصداقة اللبنانية الفرنسية: نمر بفترة حرجة في لبنان لكننا في حال أفضل من كل الدول المحيطة بنا

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

نهاد المشنوق من جعيتا: هل الآن توقيت صائب لمعركة الأحلام الصغيرة ونحن نكاد نضيع الوطن وأين تصرف قواعد الشراكة إذا ما طار الكيان

5 اعضاء جدد لمجلس نقابة مهندسي بيروت وشهاب حيا التوافق

رعد: ارشدوني الى فضيحة إنكشفت في هذا البلد وحوكم المسؤول عنها منذ ما سمي بالاستقلال الى اليوم وشعب المقاومة لم يعد يقبل بالوضع

دو فريج استغرب الحديث عن خلل طائفي في مؤسسات الدولة ووظائفها

الراعي من عينطورة: التفلت يأتي دائما من المسؤولين وننتظر من القاعدة الاصلاح

سماحة الارهابي... انت في منزلك الطبيعي/خالد موسى/موقع 14 آذار

الراعي من عين الريحانة: نطالب الأحزاب بإبعاد الانتخابات البلدية عن التجاذبات السياسية والعائلية

أرسلان بعد لقائه سلام: نؤكد رفض أهالي الشويفات لمطمر الكوستابرافا

 الشعار بعد استقباله بانوسيان: كل ما يحدث في الداخل لا يخيفني طالما أن المشكلة ليست بين المسلم والمسيحي أو بين السني والشيعي

 واكيم أمينا عاما لمجلس الرابطة المارونية وجرجس أمينا للصندوق

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مقتل ثلاثة من «الحرس الثوري» في حلب بينهم مستشار عسكري

25 مليار دولار قيمة الاتفاقيات الموقعة بين مصر والسعودية وإقامة صندوق استثمار بـ16 مليار دولار

التحالف: هدنة اليمن تسري الليلة ولنا حق الرد على أي خرق

الملك سلمان: التعاون مع مصر سيعجل بالقضاء على الإرهاب

مقتل 24 من "داعش" في غارات "مجهولة" على الرقة

بلجيكا: "ذو القبعة" خطط لهجمات إضافية بفرنسا

ألمانيا: داعش يريد شن هجمات في البلاد

كروبي يصف خامنئي بالطاغية ويعلن رأيا مثيرا بالتدخل في المنطقة

إسرائيل: جسر الملك سلمان "إعلان حرب"/نصر المجالي/ايلاف

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ظاهرة في لبنان.. اسمها سامي الجميّل/إياد أبو شقرا /الشرق الاوسط اللندنية

ميشال سماحة في السجن.. خطوة متواضعة/خيرالله خيرالله/العرب

لغسان سلامة التهاني القلبية لأن "الدولة" لم تتبنّ ترشيحه للأونيسكو لبنان الشاعر أرضاً للسقوط المريع في مكبّات الزبالة والأحضان الحيوانية/عقل العويط/النهار

لبنان يحتضر/ساطع نور الدين/جنوبية

هل قامت الثورات ضدّ الإستبداد؟ حتّى لو كان دينيًّا/علي الأمين/جنوبية

رائحة غامضة في بيروت من عوارض موت وشيك/حازم الامين/الحياة

القمة الإسلامية تجدّد إدانة التدخّلات الإيرانية/ثريا شاهين/المستقبل

إيران بين التفاوض و... الصواريخ/الياس حرفوش/الحياة

عن «وثائق بنما» وخدمة المصلحة العامة/بيسان الشيخ/الحياة

الراعي مدشنا القصر البلدي لجعيتا: لن نقبل أن نستعد للاحتفال بالمئوية الأولى لإعلان لبنان الكبير بدون رئيس/الوطنية

أي مصير ينتظر الصحافة اللبنانية بعدما فقدت دورها/القدس العربي اللندنية/رلى موفّق

هل يُنتخب الرئيس ويُقر قانون للانتخابات خلال جلستين تُعقدان في يوم واحد/اميل خوري/النهار

سلام أمام تحدي العودة إلى الحضن العربي وأمن المطار أولوية تحت ضغط التحذيرات الدولية/سابين عويس/النهار

موقف لبنان في اسطنبول موضع رصد هل بدأ تصحيح العلاقات مع السعودية/وزانا بومنصف /النهار

جذور الحضور الماروني في فرنسا/مارون الخوري/النهار

١٩٧٥ - ٢٠١٦ ؟/نبيل بومنصف/النهار

برّي يخوض "مقاومة برلمانية" في القاهرة: أمّ الحلول الحوار بين السعودية وإيران/رضوان عقيل/النهار

عون مرشح "حزب الله" وجعجع رئاسياً ... وخيار الأقوى في المكوّنات المختلفة/ألين فرح/النهار

فوارق كبيرة بين زيارتَي هولاند لبيروت هل يحمل مشروعاً لانتخاب رئيس ويلتقي المرشحين/خليل فليحان/النهار

منعاً للتأويلات، أفرج يا دولة الرئيس عن محاضر الطائف/ريمون عبود/النهار

إنّ الدولة المدنية هي الحل/سعد الدين البواب/النهار

حوار مع رئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون مع اللواء حول الاستحقاقات والصعوبات وطالب انتخاب الرئيس بقرار استثنائي النصف + واحد/د. عامر مشموشي وكارول سلوم/اللواء

بقرادوني لـ«المستقبل»: لا كيمياء بين برّي وعون ولا توطين للسوريين و«الجنرال والحكيم اقتبسا الثنائية الشيعية لكن.. للعائلات مكانتها عند المسيحيين/المستقبل

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

هكذَا مَكْتُوبٌ أَنَّ المَسِيحَ يَتَأَلَّم، وَيَقُومُ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ في اليَوْمِ الثَّالِث

إنجيل القدّيس لوقا24/من44حتى49/:"قَالَ يَسُوعُ لِتَلاميذِهِ: «هذَا هُوَ كَلامِي الَّذي كَلَّمْتُكُم بِهِ، وَأَنا بَعْدُ مَعَكُم. كانَ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ كُلُّ مَا كُتِبَ عَنِّي في تَوْرَاةِ مُوسَى، وَالأَنْبِيَاءِ وَالمَزَامِير». حِينَئِذٍ فَتَحَ أَذْهَانَهُم لِيَفْهَمُوا الكُتُب. ثُمَّ قالَ لَهُم: «هكذَا مَكْتُوبٌ أَنَّ المَسِيحَ يَتَأَلَّم، وَيَقُومُ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ في اليَوْمِ الثَّالِث.

وبِٱسْمِهِ يُكْرَزُ بِالتَّوْبَةِ لِمَغْفِرةِ الخَطَايَا، في جَمِيعِ الأُمَم، إِبْتِدَاءً مِنْ أُورَشَلِيم. وأَنْتُم شُهُودٌ عَلى ذلِكَ. وهَاءَنَذَا أُرْسِلُ إِلَيْكُم مَا وَعَدَ بِهِ أَبِي. فٱمْكُثُوا أَنْتُم في المَدِينَةِ إِلى أَنْ تُلْبَسُوا قُوَّةً مِنَ العُلَى».

 

فإِنَّهَا لَنِعْمَةٌ أَنْ يَحْتَمِلَ الإِنْسَانُ الأَحْزَانَ حينَ يتَأَلَّمُ مَظْلُومًا، بيَقِينِ مَنْ يَعْمَلُ لأَجْلِ الله

رسالة القدّيس بطرس الأولى02/من18حتى25/:"يا إخوَتِي، أَيُّهَا الخُدَّام، إِخْضَعُوا بِكُلِّ مَخَافَةٍ لأَسْيَادِكُم، لا لِلصَّالِحِينَ مِنهُم والحُلَمَاءِ فَحَسْب، بَلْ لِلْقُسَاةِ أَيْضًا. فَإِنَّهَا لَنِعْمَةٌ أَنْ يَحْتَمِلَ الإِنْسَانُ الأَحْزَانَ حينَ يتَأَلَّمُ مَظْلُومًا، بيَقِينِ مَنْ يَعْمَلُ لأَجْلِ الله. فأَيُّ مَفْخَرَةٍ لَكُم إِنْ كُنْتُمْ تَصْبِرُونَ على اللَّطْمِ وأَنْتُم مُذْنِبُون؟ ولكِنْ إِنْ كُنْتُمْ تَصْبِرُونَ على الأَلَمِ وأَنْتُم فَاعِلُو خَيْر، فإِنَّهَا لَنِعْمَةٌ عِنْدَ الله. فَإِلى هذَا دُعِيتُم، لأَنَّ المَسِيحَ أَيضًا تَأَلَّمَ مِنْ أَجْلِكُم، تَارِكًا لَكُم مِثَالاً لِتَسِيرُوا عَلى خُطَاه. وهُوَ الَّذي مَا فَعَلَ خَطِيئَة، ولا كَانَ في فَمِهِ مَكْر؛ وهُوَ الَّذي كانَ يُشْتَمُ ولا يَرُدُّ الشَّتْم، ويَتَأَلَّمُ ولا يُهَدِّد، بَلْ يُسَلِّمُ نَفْسَهُ للهِ الَّذي يَحْكُمُ بِالعَدْل؛وهُوَ الَّذي حَمَلَ خَطايَانَا في جَسَدِهِ على الخَشَبَة، لِكَي نَمُوتَ عنِ الْخَطايا فَنَحْيَا لِلبِرّ؛ وهُوَ الَّذي بِجُرْحِهِ شُفِيتُم. فَقَد كُنْتُم ضَالِّينَ كَالغَنَم، لكِنَّكُم رَجَعْتُمُ الآنَ إِلى رَاعِي نُفُوسِكُم وحَارِسِهَا".

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 10/4/2016

الأحد 10 نيسان 2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

ترقب لجلسة مجلس الوزراء يوم الثلاثاء المقبل، وسط اتصالات مكثفة لحل النزاع حول ملف جهاز أمن الدولة، الذي تشير المعطيات المتوافرة حوله إلى ملامح حلحلة للإنطلاق إلى بت ملفات حيوية أبرزها ملف تجهيز المطار.

إلى ذلك، أجندة لبنانية حافلة هذا الأسبوع. ففي الخارج، الرئيس بري في القاهرة مترئسا أعمال إتحاد البرلمانيين العرب ومشددا على الحوار. وفي المشهد الخارجي أيضا، محطة بارزة في اسطنبول حيث يشارك الرئيس سلام يوم الخميس في أعمال القمة الإسلامية، واهتمام بلقائه على هامشها الملك السعودي سلمان عبد العزيز الذي أكد اليوم من القاهرة السعي لتدشين قوة عربية لمواجهة الإرهاب.

وفي الأجندة اللبنانية أيضا، زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى بيروت نهاية الأسبوع، ومتابعة لما ستحمله هذه الزيارة من انعكاسات على ملف الإنتخاب الرئاسي.

إقليميا، وعشية استئناف مفاوضات جنيف بين النظام السوري والمعارضة، يتنقل دي ميستورا بين الأردن ودمشق، في محاولة لإنجاح هذه المفاوضات. واتصال بين لافروف وكيري، وتأكيد على التعاون لتثبيت الهدنة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

حراك متسارع على غير مستوى يمتد من لبنان إلى العديد من عواصم الاقليم، فهل يؤسس لتسويات وتفاهمات في مراحل مقبلة؟.

هذا التساؤل ينسحب خصوصا على سوريا واليمن ودول أخرى، وعلى سبل احتواء الارهاب التكفيري. ومن هنا جاءت مواقف رئيس مجلس النواب نبيه بري الواضحة والحاسمة، أمام المشاركين في افتتاح مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي في القاهرة. وانطلاقا من خبرة العارف يدعو الرئيس بري إلى انشاء غرفة عمليات أممية تنسق النشاط العسكري والاستخباراتي لمواجهة الارهاب التكفيري، ويدعم هذه الدعوة بدعوة أخرى الى حوار بين الدول العربية الخليجية وايران، مؤكدا ان حل القضايا الخلافية يتم عبر هذا الحوار، وموضحا انه لا يمكن منع الاصلاح بالقوة ولا فرض التغيير بالقوة.

أما على المستوى المحلي، فقد برز قول الرئيس بري إننا بدأنا نرى أملا في آخر النفق، في توصل الأطراف اللبنانية الى انجاز الاستحقاق الرئاسي، لكنه استدرك قائلا: نسأل الله ان لا يكون ذلك سرابا يحسبه العطشان ماء.

على ان ما رصده المراقبون من تزامن كلام الرئيس بري عن الحوار ومكافحة الارهاب من قلب القاهرة، مع كلام الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز من العاصمة المصرية أيضا، حيث اكد السعي الى تدشين قوة عربية لمجابهة الارهاب قريبا.

هذا الارهاب تشهد مواجهته فصولا جديدة في سوريا، حيث يخوض الجيش وحلفاؤه معارك عنيفة مع الجماعات الارهابية وخصوصا في حلب، وسط تقارير عن الاعداد لعملية عسكرية سورية- روسية مشتركة لتحرير المدينة الاستراتيجية.

وعلى ايقاع هذه المواجهات، يصل دي مستورا هذا المساء الى دمشق آتيا من عمان، في اطار جولة في عدد من العواصم الاقليمية، لتمهيد الطريق أمام استئناف مفاوضات جنيف الأسبوع المقبل.

أما في اليمن، فيتم الحديث عن اشتباكات متقطعة قبل موعد سريان وقف النار منتصف هذه الليلة، تمهيدا للمفاوضات اليمنية التي تستضيفها الكويت اعتبارا من 18 من الشهر الجاري.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

بنبض القضايا وشرائع الحرية، ستبقى "المنار" في كل دار.…لن تمحو غزوة القرارات المشبوهة ذكرها، ولن تحجب نور رسالتها. ولأنها على حق، ستقول كلمتها مهما كان الثمن، ولن تبدل تبديلا.

"المنار" لن تغيب في تغطيتها عن أخبار المظلومين في اليمن الجريح، المثقل بالغارات الهوجاء والصواريخ الشعواء على مدى عام ونيف، وقبيل ساعات من بدء اختبار هدنة ولد الشيخ أحمد، وكأن القتل تقليد لدى دول العدوان، لا يشبع منه متبجح بسفك الدماء نهارا وجهارا أمام امثاله المتفرجين والمصفقين حول العالم.

"المنار"، لن يحجبها قرار تعسفي عن متابعة انتصارات الميدان في سوريا، ولن يكبح عزمها في مرافقة الجيش والحلفاء في أرياف حلب وغيرها، حيث تتساقط أوراق الارهاب، وتطفأ جذوته التي أوقدها من أشعل حرائق العراق واليمن والبحرين، وجاهر بمد اليد للكيان الصهيوني تعاونا وتضامنا واصرارا على خنق قضايا الأمة وحقوقها.

وأم القضايا فلسطين، حاضرة في صميم القلب، هي روح "المنار"، ودرب مسيرتها منذ النشأة الأولى حيث كانت مواكبة مقاومة الاحتلال، ولا تزال واجبا وأكثر مهما أمعن النسيان في منابر العرب.

باختصار، في قلوب محبي "المنار" وجماهيرها بوصلة تهديهم اليها. لن يبخلوا بموقف وبكلمة حق بوجه سلطان جائر. أما من اصطنع أقمارا يتحكم بها، فلن يفلح في كم أفواه يشهد لها بصدق القول، ولن يعطل مسارا أو يغير نهجا وهوية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

أيهما أصعب: إعادة وصل مع انقطع مع العالمين العربي والاسلامي، أم ازالة أطنان الكيدية السياسية والطائفية من أمام عجلة الدولة تسهيلا لاجتماع مجلس الوزراء؟.

في الحقيقة يصعب ايجاد الرد على السؤال، في ظل الطيش الذي يتحكم ببعض الرؤوس المتحكمة بمصير لبنان. لكن يكفي النظر إلى الاتفاقات التاريخية التي توقعها أكبر دولتين عربيتين مصر والسعودية، والتي تصل إلى حد الاندماج، لنكتشف ان على اللبنانيين الهرولة إلى ترتيب بيتهم الداخلي والتصالح مع المحيط.

ولعل خير شاهد على حمى التلاقي بين كبار العرب، هو الرئيس نبيه بري الذي بمعطيات أو بغير معطيات، تأثر بما رأى، فأعلن انه يرى أملا في آخر النفق لجهة انهاء الشغور الرئاسي.

في السياق، يخوض لبنان في القمة الاسلامية في تركيا الأربعاء، اختبار امكان المصالحة مع العالم الاسلامي والسعودية.

أما في الداخل، فجولة جديدة للجنة الاتصالات في ملف الانترنت المهرب، ومواصلة الحرب على البعوض، واستعدادات لاستقبال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

فشلت مناورة الفريق الحكومي الأكثري في جلسة السرايا الأخيرة. لا اختلال العدد نفع. ولا الصراخ ورفع الصوت. ولا خصوصا محاولة إدانة المدافعين عن مؤسسات الدولة وحسن عملها، بأنهم طائفيون ومذهبيون. فالطائفي والمذهبي ليس من يطالب بتطبيق القانون والأنظمة. الطائفي والمذهبي هو من يفرض بالقوة أعرافا جديدة داخل المقرات الرسمية، في المأكل والمشرب وأيام العمل والعطل، بخلفيات انعزالية بحتة. والطائفي والمذهبي ليس من يرفع الصوت مطالبا بالحياة معا، ضمن التوازن والعدالة. بل الطائفي والمذهبي هو من بات يعيش سجينا في مؤسساته الرسمية، في جو من الصفاء المذهبي المتراوح بين 90 و95 بالمئة من أبناء ملته، على حساب الشركاء الآخرين في الوطن.

فشلت مناورة الفريق الحكومي الأكثري في الجلسة الأخيرة. فانكفأ نحو خطته البديلة، ومفادها دعوة إلى جلسة جديدة لمجلس الوزراء يوم الثلثاء المقبل، على أن تعقد تحت وابل من القنابل الدخانية في السياسة والإعلام والأمن. كل المطلوب هو التعمية على الهدف الرئيسي. والهدف هو تعويض بعض المفلسين بعضا من خساراتهم حيث طاروا، علهم يرضون بفتات ما تبقى من هدر ونهب، حيث حطوا.

قنبلة أمنية إعلامية جديدة في مطار بيروت، عشية جلسة السرايا. مصادفة مثالية للتهويل والضغط وتهبيط الحيطان. فهل تكون تمهيدا للتهديد بعنوان: إما الملايين، وإما الإرهابيين؟ فلننتظر ونتابع ونر.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

مطار رفيق الحريري الدولي تحت مجهر الارهاب بعد توقيف الأجهزة الأمنية عاملين في شركة الخدمات الأرضية لطيران الشرق الاوسط. الخبر على قدر كبير من الأهمية، لكن الأبرز فيه اسم احد الموقوفين وهو شقيق محمد قاسم الأحمد المحكوم غيابيا بالأشغال الشاقة لارتباطه بتفجيرات الرويس في العام 2013.

الارتباط العائلي وتوقيت التوقيف يطرحان عددا من الأسئلة: أ. الاحمد يعمل في المطار منذ ستة أعوام، فهل وضعه جهاز أمن المطار تحت المراقبة؟، وإن فعل فكيف تمكن من ادخال مسدسه إلى الحرم بعدما عبر حاجز قوى الامن الداخلي؟.

أسئلة قد تتضح الاجابات عليها، مع اتخاذ قرار بتوقيف المتهمين أو أحدهما او باخلاء سبيلهما.

مهما جاء القرار، فأمن المطار المهزوز عاد إلى قلب الكباش الحكومي، بين من يصر على تمرير عقود التراضي المتعلقة بتجهيزات المطار بمبالغ تفوق 26 مليون دولار، وبين من يرفض تمريرها.

حتى الساعة، الجلسة الحكومية على موعدها الثلاثاء، وأمامها فخان على الأقل، أمن الدولة وأمن المطار. والرئيس تمام سلام مطالب باستخدام ميزان الحكمة انقاذا لما يمكن انقاذه، ليتمكن من الوقوف أمام القمة الاسلامية المقررة الأربعاء في اسطنبول، وأمام الرئيس الفرنسي الذي يصل إلى بيروت السبت ليدعو مجددا إلى الضغط في موضوع الرئاسة الاولى.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

هل ستحمل جلسة مجلس الوزراء الثلاثاء المقبل مسارا جديدا للمناقشات، بعد خلافات الجلسة الاخيرة، في ما يتصل بجهاز أمن الدولة والتجهيزات لمطار رفيق الحريري الدولي، من دون اغفال قضايا الفساد؟.

وهل الكلام التفاؤلي لرئيس مجلس النواب نبيه بري من القاهرة، في مسار الانتخابات الرئاسية، سيأخذ طريقه إلى حيز التنفيذ، أم انه سيبقى مجرد أمنيات، حيث لفت بري إلى أمل يلوح في نهاية النفق، معددا التحركات الدولية الأخيرة تجاه لبنان، والزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى بيروت منتصف الأسبوع المقبل؟.

الأسئلة الداخلية هذه، قابلها يقين يؤكد أهمية التضامن العربي ووحدة الصف لمواجهة التحديات ولتحقيق قفزات اقتصادية، من خلال الخطاب التاريخي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أمام البرلمان المصري.

الملك سلمان أكد أن المهمة الأساسية التي ينبغي أن نعمل من أجلها، تتمثل في مكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب، والذي تؤكد الشواهد أن عالمنا العربي والإسلامي هو أكبر المتضررين منه، لافتا إلى ان المملكة العربية السعودية أدركت ضرورة توحيد الرؤى والمواقف لإيجاد حلول عملية لهذه الظاهرة، فكان تشكيل التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب وتنسيق الجهود بما يكفل معالجة شاملة لهذه الآفة، فكريا وإعلاميا وماليا وعسكريا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

وطني "يا دهب الدبان الأزرق"، دولة احتلتها جيوش البرغش، فراغها امتلأ بالحشرات، والمعالجة أقل من "كاتول". فالبيئة التي سمتها وزارة الصحة "حاضنة"، كانت ملاذا آمنا لخلايا البرغش النائمة. والحشرات لدينا تتدلل، تعيش الرفاهية، تحيا على أعلى قمم النفايات وتقتات أغلاها في العالم.

وإذا كان لا بد من أن تحكمنا مملكة البرغش، فإنها لن تكون أسوأ من بعوض سياسي يتسلم دفة الحكم والقرار، يتفلسف على الناس، يضرب بيد من فراغ، يعطل ولا ينتخب، يهدد الوجود الحكومي على سبب طائفي فارغ من دولته، يحتوي على وزيري بيئة، أحدهما محتل والآخر لا وقت لديه لأنه يطارد البجع وصائدي الطيور المهاجرة. فمن قال إننا لسنا تحت وصاية البعوض؟، من قال إن الرافضين للمطامر سيبقون على رفضهم إذا ما جاءهم "مير" يعدهم "بتفلاية البحصة" ثم يتراجع ويطمر مواقفه قبل أن يعود عن كل ما سبق؟.

اليوم، ومع مأساة اللبنانيين بيئيا، ما عاد أمامهم إلا صلاة الاستسقاء، أو أن يذهبوا للإقامة في مغارة جعيتا التي أصبحت مؤهلة للتنزه، بعدما افتتحها وزير السياحة اليوم.

 

74 لبنانياً أُبعدوا من دول الخليج

الجديد/10 نيسان/16/أكدت وزارة الخارجية والمغتربين أنّها تتابع دوماً مسألة اللبنانيين المبعدين من دول الخليج، وذلك في إطار حرصها الدائم على الانتشار اللبناني. وإزاء ما تمّ التداول به أخيراً عن أخبار تتعلق بترحيل أو بإبعاد أعداد كبيرة من اللبنانيين من دول الخليج العربي، طلبت الوزارة من بعثاتها المعتمدة لدى هذه الدول ايداعها ما يتوفر لديها من معلومات رسمية بهذا الخصوص وتزويدها بلوائح مفصلة بأعداد اللبنانيين الذين اُبلغت رسمياً بترحيلهم أو بإبعادهم خلال الأشهر الثلاثة الماضية. وبحصيلة الردود، تبين أن هناك 74 حالة إبعاد، ترحيل، أو عدم تجديد إقامة لأسباب مختلفة تشمل مختلف الفئات اللبنانية العاملة أو المقيمة بهذه الدول. وكان وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وتحسساً منه لحالة هؤلاء المبعدين، قد قام دائماً في المراسلات والاتصالات التي أجراها مع الجهات المعنية في دول الخليج، بالطلب مراعاة ظروف الأفراد والعائلات، مع تأكيده ضرورة التزام اللبنانيين المنتشرين بالقوانين المرعية الإجراء في البلدان المقيمين فيها، بحسب الخارجية. ولفتت الوزارة إلى أن الأرقام المتداولة في الإعلام والتي تشير الى آلاف الحالات هي أرقام مضخّمة وبالتالي لا تعكس الواقع المشار اليه، ومن شأن ذلك إثارة القلق بين أفراد الجاليات اللبنانية ولدى الرأي العام اللبناني. مثال على ذلك ما تم التداول به عن نيّة دولة الكويت إبعاد آلاف اللبنانيين، تبيّن انه وبعد لقاء القائم بأعمال سفارة لبنان في الكويت وكيل وزارة الداخلية، انه لم يتم على الإطلاق إبعاد او منع أو تجديد إقامة أي لبناني لأسباب غير قانونية بحتة. ونفى كل ما ورد من أخبار في وسائل الإعلام، جازماً عدم وجود أية حالة إبعاد لأي لبناني بسبب إنتماءاته.

وتمنّت الوزارة على وسائل الإعلام توخّي الدقة ومراجعتها قبل الشروع في نشر معلومات غير مؤكدة تثير البلبلة وتساهم في توتير علاقات لبنان مع دول مجلس التعاون الخليجي أو غيرها من الدول العربية، مؤكدة أنها لن تألو جهداً في خدمة الإنتشار اللبناني الذي هو مصدر غنى للدول المضيفة وكنز كبير للبنان، والوزارة ستعمل دائماً للحفاظ على مصلحته اينما وجد.

 

لبنانيون في دول الخليج يخشون الترحيل بسبب.. 'حزب الله”

الانباء الكويتية/١٠ نيسان ٢٠١٦/أغلق أحمد العامل اللبناني المقيم بالإمارات العربية المتحدة حسابه على موقع 'فيسبوك”، وبات الآن يتجنب بعض مواطنيه. يريد أحمد ـ وهو في العقد السادس من العمر ـ قطع صلاته بأشخاص مرتبطين بـ”حزب الله” اللبناني بعدما صنفته دول مجلس التعاون الخليجي كجماعة إرهابية. وقال أحمد الذي يعمل في مجال الطب، ان آخرين غيره أغلقوا حساباتهم على 'فيسبوك” لخشيتهم من إستهدافهم بسبب علاقة مع أي شخص مرتبط بـ”حزب الله”. واضاف: 'الناس خائفون.. وأنا أيضا. نتمنى العودة للبنان، لكن لا توجد هناك أي وظائف خاصة الآن مع وجود الكثير من اللاجئين يبحثون عن عمل. جددت إقامتي قبل فترة دون مشاكل لكني لا أشعر بالأمان”. والأمر غير قاصر على أحمد الذي رفض الكشف عن بقية إسمه، فكثير من أبناء الجالية اللبنانية في الخليج التي قد يصل عددها إلى 400 ألف شخص تعيش الترقب والقلق بعد الإعلان الذي صدر الشهر الماضي من مجلس التعاون الخليجي. وقال حسن عليان من ما يسمى بـ”لجنة اللبنانيين المبعدين من الخليج”، ان البحرين والكويت والإمارات رحلت نحو 100 شخص خلال الشهرين الماضيين. ولم تصدر أي أرقام رسمية تدعم هذا الرقم. وبسؤاله عن إحتمال إبعاد عمال لبنانيين آخرين من دول مجلس التعاون بسبب علاقاتهم مع 'حزب الله”، قال مسؤول بوزارة الخارجية اللبنانية ان حكومة بيروت تتابع الأمر. وقال حسن، وهو موظف مدني يعمل في الكويت وواحد من لبنانيين قلائل وافقوا على التعليق على هذا الأمر: 'ليس لنا أي نشاط سياسي، لكننا نؤيد 'حزب” الله لأنه حركة مقاومة ضد إسرائيل”. وأضاف حسن الذي رفض هو الآخر التصريح بإسم عائلته: 'كثير من اللبنانيين قلقون من الإجراءات الأخيرة”. وقال إنه تراجع عن شراء أي متعلقات جديدة لخوفه من المستقبل بينما يخطط البعض لإعادة أسرهم إلى لبنان. ورفض الأشخاص الصادرة بحقهم قرارات ترحيل إجراء أي مقابلات خوفا على أقاربهم الباقين في الخليج، أو أملا في العودة حين تهدأ العلاقات بين لبنان ودول مجلس التعاون. وفي لبنان تنتشر قصص عن حالات لبنانيين تم ترحيلهم بسبب تدوينات نشرها أقارب لهم على مواقع التواصل الإجتماعي، إعتبرت متعاطفة مع 'حزب الله”.

 

شاغوري يجمع "التيار" و"المستقبل" و"المردة"

علم موقع الـ mtv أنّ رجل الاعمال اللبناني جيلبير شاغوري أقام مساء السبت مأدبة عشاء في مطعم على ساحل المتن، على شرف وفد نيابي فرنسي حضر معه الى لبنان على متن طائرته الخاصة منذ أيّام. وكانت لافتة مشاركة الوزير جبران باسيل في العشاء ووزير الثقافة روني عريجي وطوني فرنجية ممثّلاً والده رئيس تيّار المردة النائب سليمان فرنجيّة، الى جانب مستشار الرئيس سعد الحريري الوزير السابق غطاس خوري ومدير مكتبه نادر الحريري والنواب نعمة الله ابي نصر، سيمون ابي رميا ووليد خوري ورجل الاعمال سركيس سركيس، بالإضافة الى عدد كبير من الشخصيات السياسيّة وممثلين عن مرجعيّات رسميّة. إشارة الى أنّ اسم شاغوري برز أخيراً كداعم لوصول النائب سليمان فرنجيّة الى رئاسة الجمهوريّة، وهو كان استقبل في منزله اللقاء الذي جمع الأخير مع الرئيس الحريري في باريس.

 

بري من القاهرة: مؤامرة كبرى حيكت باسم الديمقراطية في العالم العربي وجيشنا يقوم بدوره على حدودنا الشرقية والشمالية

الأحد 10 نيسان 2016 /وطنية - رد رئيس مجلس النواب رئيس الإتحاد البرلماني العربي نبيه بري على أسئلة عدد من مراسلي وسائل الإعلام العربية واللبنانية، التي تغطي وقائع أعمال المؤتمر الـ23 للاتحاد البرلماني العربي، وقال: ان "الجيش اللبناني هو المؤسسة وعماد الوطن، وان أي جيش في العالم هو حامي الأوطان، والجيش اللبناني يقوم بدوره خصوصا على حدودنا الشرقية والشمالية، وأيضا في مساعدة "اليونيفيل" في الجنوب، وبالتالي، هو حامي الحدود اللبنانية، وأهم من ذلك أقول أن له دورا كبيرا بالإضافة لقوى الأمن الداخلي والأمن العام في حماية الداخل اللبناني ضد الإرهاب المتمثل بـ"داعش" وأخواتها".

وتحدث عن الملف السياسي، فقال: "لا يمكن أن نحصل على الإصلاح بالقوة، ولا يمكن التغيير بالقوة، لذلك لا بد من الحوار خصوصا عندما تكون الفتن مندلعة داخل البلدان، وهذا الأمر مررنا به في لبنان عام 1975 كما تعلمون وبقينا 14 سنة. وبالنتيجة، ثبت هذا الأمر الذي أقوله، لا أحد يستطيع أن ينتصر على أخيه في بلده. أما في العالم العربي، أعتقد أن هناك مؤامرة كبرى حيكت باسم الديمقراطية وفي الحقيقة هي الفوضى الخلاقة التي وعدنا بها وتحققت رغم انكار الكثير بأنها لم تتحقق. وأنا أعتقد أن الفتن داخل الطائفة الإسلامية وداخل المجتمعات العربية انطلقت ولا تزال. وأستطيع القول أن المؤثر الأول والأكبر في هذا الموضوع هي مقاربة ومصالحة بين الخليج والجمهورية الإسلامية الإيرانية، خصوصا بين المملكة العربية السعودية وإيران. هذا الموقف قلته في لبنان وأقوله الآن المصالحة أو التقارب بين الإيرانيين والسعوديين ليس فقط على المسلمين، بل على الجميع".

 

الخلافات بشأن “أمن الدولة” تهدد جلسة الحكومة غداً.

بيروت – “السياسة”/11 نيسان/16/لم تتوصل الاتصالات التي جرت في الساعات الماضية الى نتائج عملية من شأنها تسهيل انعقاد جلسة الحكومة التي دعا إليها الرئيس تمام سلام غداً الثلاثاء، وتحديداً في ما يتصل بملف جهاز “أمن الدولة” الذي يدور بشأنه صراع طائفي بين المكونات الوزارية وسط اتهامات من جانب الوزراء المسيحيين بأن هناك سعياً من قبل البعض في الحكومة وخارجها الى الغاء هذا الجهاز لمصلحة الأجهزة الأمنية الأخرى من خلال وقف مخصصاته المالية العلنية والسرية وعزل رئيسه وعدم دعوته الى الاجتماعات الأمنية التي يترأسها رئيس الحكومة. وقالت مصادر وزارية لـ”السياسة” ان “عدم التوافق على حل ازمة هذا الجهاز يجعل جلسة الحكومة مهددة أو في حال انعقادها فإن مصيرها لن يكون مختلفاً عن مصير الجلسة الأخيرة التي تعطلت بعد فشل الوزراء في ايجاد حل”. من جهته، قال وزير الاتصالات بطرس حرب، انه بعد وقوع الاسكال في جلسة الحكومة الاخيرة، “أبلغنا الرئيس سلام انه سيدرس ملاءمة انعقاد جلسة الاسبوع المقبل، وأرجح عدم انعقاد جلسة الثلاثاء”، لافتا إلى انه لا يمكن تجاوز الوضع الحالي إلا من خلال انتخاب رئيس الجمهورية. من جهته، أكد وزير السياحة ميشال فرعون ان موضوع “أمن الدولة” هو موضوع سياسي وأن وضعه في الخانة الطائفية هو تهرب من المسؤوليات، في حين حذر وزير التجارة والاقتصاد آلان حكم من محاولات تجري لإلغاء جهاز أمن الدولة من دون سبب واضح، داعياً الى مساواته بباقي الأجهزة الامنية.

 

مروان حمادة لـ”السياسة”: “حزب الله” داء ينخر في خلايا الجسد اللبناني لا بد من وقفه

وزارة الخارجية: 74 حالة إبعاد للبنانيين من دول مجلس التعاون الخليجي

بيروت – “السياسة”/11 نيسان/16/عزا عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب مروان حمادة انتشار الفضائح في المؤسسات الرسمية اللبنانية الى فقدان اي حس بالمسؤولية واي احترام للقانون على كل المستويات، مشيراً إلى “ضياع ثقافي وفكري ومعنوي في المجتمع اللبناني لابد من معالجته وبسرعة”.

وشدد حمادة، في تصريحات إلى “السياسة”، على أن ترجمة ذلك يكون بإعادة انتظام المؤسسات الدستورية بانتخاب رئيس للجمهمورية وتشكيل حكومة لائقة وإجراء انتخابات نيابية جديدة وإفساح المجال للاجيال الطالعة بأن تصل الى سدة السلطة، مضيفاً ان الشرط الأساسي للخروج من الازمة هو القضاء على كل ما نشأ الى جانب الدولة وضدها وبموازاتها، “وهنا لابد من وقف حزب الله عند حده لأنه بمثابة الداء الذي ينخر في كل خلايا الجسد اللبناني ولم يترك جزءاً من هذا الجسد إلا وأصابه وعطله وتسلل إليه”. ورأى حمادة أن أمام القضاء اللبناني الكثير لاستعادة كامل هيبته “ونحن لم نكن لنذهب الى المحكمة الدولية لو كان القضاء في لبنان قادراً على متابعة التحقيق والمحاكمة في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه في ثورة الارز، لكن القضاء أثبت في الساعات الماضية (من خلال الحكم على الوزير السابق ميشال سماحة بالسجن 13 عاماً) انه استرجع بعضا من استقلاليته، وهذا ترجمة لميزان قوى لصالح الاستقلالية والديمقراطية بعد ان انهزمت كل محاولات تعويم النظام السوري، سواء كانت ايرانية أم روسية أم غيرها”. وإذ اعتبر أن “بشار الاسد اصبح من الماضي والمهم ان يقذف به سرعة الى سلة مهملات التاريخ”، استبعد حمادة تحقيق خرق في جدار الأزمة الرئاسية في لبنان قبل أن تأخذ قضية إنقاذ سورية بالطرق السليمة أو بغيرها طريقها الى الحل، “فالمعركة واحدة في بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء وهي معركة ليست بين الطوائف والمذاهب كما صورها البعض، بل هي معركة بين نمط في الحكم ديكتاتوري وقمعي وتسخير الدين لخدمة السياسة وبين من يريد ان يعيد العالم العربي الى وفاقه وتقدمه”. وأشار الى ان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند سيحمل معه في زيارته لبنان الاحد المقبل تمنيات كثيرة ونصائح أكثر، “ولكن كل هذه النوايا الحسنة التي نعرف ان الرئيس هولاند يكنها للبنان لا اظن انها ستنتج رئيسا في القريب العاجل”.واعتبر حمادة انه ليس هناك خلل في العلاقات اللبنانية – الخليجية الا “حزب الله” الذي ينفذ أوامر إيران ويواصل عدوانه على الشعوب العربية. من جهة أخرى، أكدت وزارة الخارجية اللبنانية أن هناك 74 حالة إبعاد للبنانيين في دول مجلس التعاون الخليجي لأسباب مختلفة. وجاء في بيان صادر عنها أنه “إزاء ما تم الحديث عنه أخيراُ عن أخبار تتعلق بترحيل أو بإبعاد اعداد كبيرة من اللبنانيين من دول الخليج العربي، طلبت الوزارة من بعثاتها المعتمدة لدى هذه الدول ايداعها ما يتوافر لديها من معلومات رسمية بهذا الشأن وتزويدها بلوائح مفصلة بأعداد اللبنانيين الذين أبلغت رسميا بترحيلهم أو بإبعادهم خلال الأشهر الثلاثة الماضية. وبحصيلة الردود، تبين أن هناك 74 حالة إبعاد، ترحيل، أو عدم تجديد إقامة لأسباب مختلفة تشمل مختلف الفئات اللبنانية العاملة أو المقيمة بهذه الدول”. ولفتت الوزارة الى أن “الأرقام المتداولة في الإعلام والتي تشير الى آلاف الحالات هي أرقام مضخمة وبالتالي لا تعكس الواقع المشار اليه، ومن شأن ذلك إثارة القلق بين أفراد الجاليات اللبنانية ولدى الرأي العام اللبناني”، وأعطت مثالاً على ذلك “ما تم الحديث عن نية دولة الكويت إبعاد آلاف اللبنانيين، تبين انه وبعد لقاء القائم بأعمال سفارة لبنان في الكويت وكيل وزارة الداخلية، انه لم يتم على الإطلاق إبعاد او منع أو تجديد إقامة أي لبناني لأسباب غير قانونية بحتة. ونفى كل ما ورد من أخبار في وسائل الإعلام، جازما عدم وجود أي حالة إبعاد لأي لبناني بسبب انتماءاته”.

وفي السياق، أفادت معلومات عن تفاصيل الـ74 حالة، موضحة أن الامارات أبعدت 27 لبنانياً وستبعد ثلاثة آخرين بعد تنفيذ حكم قضائي، فيما أبعدت الكويت عشرة ويوجد ثمانية آخرون في دائرة الابعاد، كما أن هناك ثمانية مبعدين من السعودية و29 مبعداً من البحرين

 

رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية، استقبل مجموعة الصداقة اللبنانية الفرنسية: نمر بفترة حرجة في لبنان لكننا في حال أفضل من كل الدول المحيطة بنا

الأحد 10 نيسان 2016/وطنية - استقبل رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية، في دارته في بنشعي، مجموعة الصداقة البرلمانية اللبنانية- الفرنسية التي تزور لبنان، حيث كان اجتماع تخلله عشاء في حضور وزير الثقافة ريمون عريجي، الوزير السابق فريد هيكل الخازن، رجل الأعمال جيلبير الشاغوري، الدكتور البير جوخدار وجهاد سعادة. اثر اللقاء، قال فرنجية: "إننا نمر بفترة حرجة في لبنان الذي هو بوابة الشرق الى الغرب. إنما الجيد اننا لسنا في صراع، بل هناك العديد من سوء التفاهم لكن الديمقراطية تعمل بشكل جيد. فيما لدينا مشاكل بالنسبة للفراغ في رئاسة الجمهورية وعمل المؤسسات، انما نتطلع الى الجهة الجيدة من الأمور حيث اننا في حال أفضل من كل الدول التي تحيط بنا". وتوجه إلى ضيوفه قائلا: "فرنسا كانت دائما صديقة للبنان والى جانبه، وانتم اصدقاء لبنان وعلى مسافة واحدة من الجميع. أنتم هنا لمساعدة لبنان ومحاولة فعل شيء ما، الا انه علينا نحن اللبنانيين ان نعمل من اجل بلدنا".

وختم: "نشكر لكم زيارتكم ونرحب بكم مجددا، مع الامل ان تزوروا لبنان في ظروف أفضل". وتحدث باسم الوفد النائب هنري جبرائيل الذي اعرب عن سروره لزيارة لبنان، لافتا الى ان الوضع في المنطقة "ليس على أفضل ما يرام، وقد جئنا لنقل رسالة محبة، وفرنسا كانت دائما إلى جانب لبنان في الظروف الصعبة، والصداقة بين لبنان وفرنسا قديمة جدا". وتحدث عن الوضع الداخلي في لبنان، قائلا: "كان من المفترض ان يلتئم مجلس النواب وينتخب رئيسا جديدا للجمهورية، ولكننا لسنا هنا من اجل ذلك، بل جئنا بصفة مراقبين لمساعدة لبنان كي يستعيد استقراره دون التدخل بشؤونه وكي تعود المؤسسات الى وضعها الطبيعي، لأن الفراغ في سدة الرئاسة يؤدي الى تعطيل بقية المؤسسات". ورأى ان لبنان "على مفترق طرقات، وهو قريب جدا من المشاكل ويحتاج الى رئيس قوي يمثل ولادة لبنان الجديد". وقال: "جئنا الى لبنان بكل صداقة وبكل حرية، ونحن هنا من اجل تأكيد استقلالية لبنان وسيادته وحماية حدوده، وفي هذا الصدد يجب على لبنان ان يبقى كما هو بحدوده المعترف بها دوليا". أضاف: "انا مسرور بلقائي الوزير فرنجية في فرنسا، وأكثر ما لفتني هو حديثه عن لبنان المستقبل، وهو من فئة رجال السياسة الذين ينظرون الى مستقبل لبنان ويهمهم مستقبل وطنهم، وهو يتحدث عن العلمنة فيما قليل من الساسة يتطرقون الى هذا الموضوع في بلد متعدد الطوائف والانتماءات". وختم قائلا لفرنجية: "اعلم انك مرشح الى رئاسة الجمهورية، واتمنى لك باسمي واسم زملائي حظا سعيدا. ونتمنى ان نعود الى لبنان بظروف افضل، واذا وصلت الى سدة الرئاسة فسيكون من دواعي سرورنا زيارتك في بعبدا".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

نهاد المشنوق من جعيتا: هل الآن توقيت صائب لمعركة الأحلام الصغيرة ونحن نكاد نضيع الوطن وأين تصرف قواعد الشراكة إذا ما طار الكيان

الأحد 10 نيسان 2016 /وطنية - أكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، على خيار الدولة "التي هي صخرة اللبنانين، أي دين اعتنقوا، وإلى أي مذهب انتموا، وحين ينتصر لها الشرفاء، تفعل فعلها، كما جرى بالأمس في محاكمة القاتل ميشال سماحة، الذي عاد الى مكانه الطبيعي، منتظرا من سيلحقون به".

وفي كلمة ألقاها خلال افتتاح مبنى القصر البلدي في جعيتا، بحضور راعي الاحتفال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، شدد المشنوق على أن "محاسبة الفساد في قوى الأمن الداخلي مدعاة فخر واعتزاز"، مضيفا: "هذا مصدر تشريف لكل اسم ارتبط بمتابعة هذا الملف من أصغر عنصر في جهاز قوى الأمن الداخلي مرورا بموظفي وزارة الداخلية وصولا لي شخصيا، وهذا شرف أدعيه وأدعيه وأدعيه". وأعاد التأكيد أن "الحملات على وزارة الداخلية بشخص وزيرها وفريقه، والأجهزة الأمنية، والحملات على أي مؤسسة رسمية في الدولة، عبر سوق الإفتراءات والادعاءات الكاذبة ونشر العبارات المسيئة والحاقدة، هي أفعال جرمية يعاقب عليها القانون". ضاف: "أنا أمين لتاريخي الشخصي، ولن تسقط أولويتي، لا في وزارة الداخلية ولا خارجها، حيال حماية الحريات العامة المقدسة. لكن التذرع بالحريات للتغطية على حملات الافتراء والاكاذيب والتشهير والمس بالكرامات من دون أي وجه حق أو مسوغ قانوني هي مسألة لن أقبل بمرورها مرور الكرام". وانتقد ما أسماه "اختراع أشباح وجنيات"، قائلا: "الدولة لا تقوم ولا تستمر بتحويل كل معركة سياسية إلى معركة وجود وحرب مصير، والأوطان لا تقوم باختراع أشباح وجنيات، ثم ندعو اللبنانيين لمطاردتها والقضاء عليها، لدرجة أن يصدق الكذبة من فبركها، ويصدق الخرافة من صنعها". تابع: "التوطين يهددني، أنا المسلم، لو كان واقعا، بمثل ما يهدد المسيحي فهو ليس مشكلة عددية وحسب، تطال الميزان الديموغرافي، بل مشكلة اقتصادية وبيئية وقيمية وسياسية ومناطقية، وكيانية، لا يملك لبنان اي مقومات تساعد على استيعابها. وتزداد خطورة هذا العنوان حين يكون مجرد نسج من الخيال ربطا بمعركة سياسية، أو ربطا بطموح سياسي مشروع". ورأى انه "مثلما هناك فزاعة التوطين هناك فزاعة الحضور المسيحي في الدولة، وخرافة الرئيس الأقوى في طائفته". وثمن "إصرار بكركي وسيدها على إضافة "بموجب الدستور" على الدعوة إلى "إنتخاب رئيس للجمهورية بموجب الدستور"، كما ورد قبل أيام في بيان القمة الروحية المسيحية التي دعا اليها غبطة البطريرك". إذ لفت إلى أن "إن نظامنا السياسي قائم على أن لبنان بلد تعددي، وهو ما يجب أن ينعكس على سلطات الدولة جميعا"، سأل: "مع احترامي وتقديري للجميع، هل الرئيس نبيه بري هو الأقوى في طائفته؟ وهل رؤساء الحكومة الثمانية الذين شكلوا حكومات منذ الطائف الى اليوم، غير الرئيس الشهيد رفيق الحريري والرئيس سعد الحريري، هم الأقوى في طائفتهم؟ الجواب الصريح والصادق والدقيق: كلا". وتابع السؤال: "لماذا المبالغة في اختراع واقع سياسي ومحاولة البناء عليه، فتكون النتيجة المزيد من ضرب الوطنية اللبنانية وضرب منطق الشراكة؟".

وجدد الدعوة إلى "ألا يبالغ المسيحيون في التعبير عن المظلومية، بما يجعل من موظف في وزارة عنوانا للوجود المسيحي في بلد أو في المنطقة، كما أرجو ألا يبالغ المسلمون في القفز فوق موجبات الحد الطبيعي الذي يشعر المسيحيين بشراكة عادلة"، مجددا السؤال: "هل الآن توقيت صائب لمعركة الأحلام الصغيرة، ونحن نكاد نضيع الدولة والكيان والوطن؟ وأين تصرف الحقوق الصغيرة وقواعد الشراكة إذا ما تحللت المؤسسات وتهاوت بقايا السيادة واندثرت أسس الدولة وطار الكيان؟". ورأى ان هناك "فجوة بين جاذبية الخطاب الوطني وبين واقع النظام السياسي التعددي التحاصصي"، مستطردا: "الصحيح ايضا أن الشعارات شبه التقسيمية وعناوين الفدرالية المذهبية، لا تستقيم هي الاخرى مع النظام السياسي اللبناني". ودعا إلى "انتخاب رئيس بمواصفات الكنيسة المارونية التي طالبت برئيس "يلملم الشمل وينتخب وفقا لسيرته بناء على ماضيه وحاضره ومستقبله"، ولنعد الى تكوين السلطة بما يحمي الدولة، التي هي صخرة اللبنانيين جميعا، ولننطلق من جادة الصواب نحو اي تطوير ممكن للنظام السياسي اللبناني".واعتبر أن "الحكم على سماحة يقول بأعلى صوت إن الميزان الوطني في لبنان لم يكسر، مهما بلغت حدود التطاول على إرادة اللبنانيين الحالمين بوطن حر سيد مستقل، عربي، لا يقطع الجسور مع العرب، فيما العرب منهمكون في بناء الجسور المادية والمعنوية في ما بين دولهم ومجتمعاتهم". ووجه "تحية الى خادم الحرمين الشريفين باني جسر العروبة الحديثة بين مصر والسعودية".

 

5 اعضاء جدد لمجلس نقابة مهندسي بيروت وشهاب حيا التوافق

الأحد 10 نيسان 2016 /وطنية - شهدت نقابة المهندسين في بيروت اليوم، انتخابات فرعية لاختيار خمسة اعضاء جدد الى مجلس النقابة وعضوين الى صندوق التقاعد والمجلس التأديبي، في جو من الهدوء ساده التوافق الذي اشرف عليه رئيس اتحاد المهندسين اللبنانيين النقيب خالد شهاب.

وبعد نهار طويل بدأ في الثامنة صباحا واستمر لغاية السادسة مساء موعد اقفال صناديق الاقتراع، وبعد عمليات الفرز، فاز كل من المهندسين: ادي عبد الحي عن الفرع الرابع (الكهرباء) ونال 694 صوتا، وجمال حيدر عن الفرع الثالث (الميكانيك) ب 666 صوتا، وجوزف معلوف عن الفرع الخامس (المتعهدين وموظفي القطاع الخاص)، ومغير سنجابة الذي نال 732 صوتا ووسام الطويل 654 صوتا عن الهيئة العامة. كما فاز عن الصندوق التقاعدي المهندس محمد أمين كشلي ب 693 صوتا. وعن المجلس التأديبي فاز كل من المهندسين منذر قمبريس (703 أصوات) ومحمد زهور (671 صوتا)، نقولا ناصيف 672 وجلال فرحات 659 وجهاد التيماني 675 وشربل سلامة 689.وحيا نقيب المهندسين الروح الوفاقية للمهندسين في انتخاباتهم الفرعية، مؤكدا ان النقابة "ستبقى وحدة متراصة لما فيه خير ومصلحة المهندسين وقطاع الهندسة في لبنان".

 

رعد: ارشدوني الى فضيحة إنكشفت في هذا البلد وحوكم المسؤول عنها منذ ما سمي بالاستقلال الى اليوم وشعب المقاومة لم يعد يقبل بالوضع

الأحد 10 نيسان 2016 /وطنية - سأل رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، عن سبب منع قناة المنار من أن تطل وتعبر عن رأي المقاومين وجمهورها وأن تطرح قضية المقاومة في المنتديات وفي المحافل المحلية والإقليمية والدولية، مستهجنا كيف ان "الذين يدعون حماية الديموقراطية في العالم، يقبلون بقمع رأي شريف يصدر عن شعب شريف، فيصمتون ولا يحركون ساكنا!". كلام رعد جاء خلال احتفال، أقامه "حزب الله" بمناسبة مرور أربعين يوما على "استشهاد القائد علي احمد فياض (الحاج علاء)"، في حسينية أنصار الجنوبية، في حضور مسؤول العلاقات العربية في الحزب الشيخ حسن عز الدين، ومعاون رئيس المجلس التنفيذي الشيخ عبد الكريم عبيد، ولفيف من العلماء وشخصيات وفعاليات إجتماعية وبلدية. وعن الإنتخابات النيابية، قال: "شعبنا يستحق أن يكون في هذا البلد قانون إنتخاب يمنحه حق اختيار الممثلين الحقيقيين، فلا يكون في المجلس النيابي تمثيل لا يعكس التمثيل الواضح في الأحياء والبلدات والمدن، الحضور الشعبي يجب أن يتناسب مع التمثيل النيابي والوزن الشعبي يجب أن يتوازن مع التمثيل النيابي حتى يستطيع الناس عبر ممثليهم أن يحاكموا المسؤولين. ارشدوني الى فضيحة إنكشفت في هذا البلد وحوكم المسؤول عنها منذ ما سمي باستقلال لبنان إلى هذا اليوم؟ لأن التدجيل والتلفيق على الناس هو سيد الموقف، شعب المقاومة لم يعد يقبل أن يبقى الوضع على ما هو عليه". وللذين يتحدثون عن تعطيل إنتخاب رئيس للجمهورية، قال: "جدول طاولة الحوار في عين التينة برعاية دولة الرئيس نبيه بري مع كل الأطراف السياسية متمثلة فيه، لم يكن نقطة واحدة وإنما عبارة عن ست أو سبع نقاط. ومنذ الجلسة الأولى كان اتفاق ان نتحاور من أجل أن نصل إلى نتيجة نهائية في كل نقطة، لكن إذا حسمنا النقطة الأولى لا نذهب إلى التنفيذ قبل أن نتفق على النقاط الأخرى. إذا، لا يوجد فريق يعطل انتخاب رئيس بالمعنى السياسي والعملي، بل هناك طاولة حوار ينبغي أن تنتهي إلى نتائج في كل النقاط التي يجري التحاور حولها، ثم نبدأ بتنفيذها واحدة تلو الأخرى، ولا مانع من أن نبدأ بإنتخاب رئيس الجمهورية. أقول ذلك حتى لا يبقى الناس والرأي العام متأثرين بهذه الأكاذيب والشائعات والإتهامات بأن هذا الفريق يعطل إنتخاب الرئيس. ثمة إتفاق علينا أن نلتزم به جميعا وإذا لم تلتزموا به قولوا للناس أنكم لا تريدون قانون إنتخاب جديد، وأنكم لا تريدون لامركزية إدارية، وأنكم لا تريدون تفعيلا للمجلس النيابي .. لماذا الكذب على الناس وتضليلهم، أنتم تعطلون إنتخاب رئيس للجمهورية لأنكم لا تنفتحون للتوصل إلى نتائج في النقاط الأخرى، أوليسوا هم الذين يقولون نحن لن ننزل إلى المجلس النيابي إلا بشرط كذا وكذا، أوليسوا هم الذين يقولون نحن لن نقبل أن يناقش قانون إنتخاب إلا عندما يحصل إنتخاب لرئيس الجمهورية، هم الذين يعطلون، هم الذين يريدون أن يبقى نفوذهم متفردا وأن يبقى استئثارهم في السلطة هو الحاكم في البلد".

 

دو فريج استغرب الحديث عن خلل طائفي في مؤسسات الدولة ووظائفها

الأحد 10 نيسان 2016 /وطنية - اعتبر وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج، أن "التراكمات العديدة داخل الحكومة أدت الى انفجارها في الجلسة الأخيرة"، وأكد أن "ملف أمن الدولة كان على جدول الأعمال مع اقتراحات وضعها الرئيس تمام سلام شخصيا، ولكن بعض الوزراء أصر على البحث فيه قبل باقي البنود". ولفت في حديث الى برنامج "لقاء الاحد" عبر "صوت لبنان" إلى أن "الجميع متوافق على بقاء جهاز أمن الدولة رغم الأزمة الحالية"، مستغربا "الحديث عن خلل طائفي في مؤسسات الدولة ووظائفها، باعتبار أن أحدا لا يمكنه أن يحدد مكامن هذا الخلل سوى مجلس الخدمة المدنية". وقال: "لو لم يكن بند جهاز أمن الدولة مدرجا على جدول الأعمال، لكنت وافقت على ما قام به الوزراء المسيحييون، إلا أن احترام تراتبية الملفات المطروحة أمر ضروري، والخلاف الذي حصل أطاح بملف أمن المطار الذي يشكل أولوية اليوم في ظل موجة الارهاب التي تضرب المنطقة والعالم". وسأل "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" عن سبب تجميد الملف الرئاسي في هذه الظروف التي يمر بها البلد ومنع انتخاب رئيس"، معتبرا أن "الرئيس سعد الحريري وضع خلافاته جانبا من خلال ترشيحه النائب سليمان فرنجية لسدة الرئاسة"، وشدد على أن "الباب لا يزال مفتوحا لانتخاب رئيس من خارج نادي الأقوياء". وسئل عن سبب عدم حضور نواب "حزب الله" جلسات انتخاب الرئيس رغم دعمهم العلني للعماد ميشال عون، فأشار الى أن "الرئيس القوي هو من يجمع كل الناس ويوحد جميع الافرقاء خلفه"، مشددا على أن "حل الازمات كلها يبدأ بانتخاب الرئيس". وكشف عن أن "رئيس فرنسا فرنسوا هولاند سيبحث في خلال زيارته الى لبنان الاسبوع المقبل في الملف الرئاسي وسيضغط على الأفرقاء لحل هذه الأزمة". وعن جلسة تشريع الضرورة التي يدعو اليها الرئيس نبيه بري، سأل: "عن أي قانون انتخاب يتحدثون ويريدون اقراره"؟ لافتا الى أنه "لم يتم الاتفاق على قانون واحد وبالتالي فإن الاصرار على وضعه كبند أول على أول جلسة تشريعية لا فائدة منه". وأكد أن "ملف التوطين غير مطروح وغير مقبول من قبل أي طرف"، مستغربا "هجوم وزير الخارجية جبران باسيل على مساعدات المجتمع الدولي".

 

الراعي من عينطورة: التفلت يأتي دائما من المسؤولين وننتظر من القاعدة الاصلاح

الأحد 10 نيسان 2016 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي القداس الالهي في دير مار الياس الراس، في اطار زيارته الراعوية الى نيابة صربا المارونية ويتخللها محطات في عدد من البلدات. وكان في استقبال الراعي النائب البطريركي عن نيابة صربا المطران بولس روحانا، المطران غي بولس نجيم وجمهور الدير. ثم، ألقى الراعي في كنيسة مار الياس الراس كلمة بعد رفعه الصلاة، وجه فيها تحية الى المطران نجيم، واصفا إياه ب"رجل الآلام بفرح"، كما وجه تحية الى المطران روحانا، شاكرا إياه على "تحضيره هذه الزيارة الراعوية وخدمته وحضوره في نيابة صربا". وقال: "لا تخفى مدينة مبنية على جبل، وهكذا دير مار الياس بجماعته المصلية. نحيي الرئيسة العامة للرهبنة اللبنانية المارونية، ورئيسة الدير وجمهوه الذين هم نعمة في حياة الكنيسة، وأنا متأكد من ان صلواتهم وصلوات المؤمنين التي ترفع هي وحدها التي تحمي لبنان وتحمينا أمام كل هذا الروح المتفلت والإنحطاط الاخلاقي، هذه هي التي تقينا من الشرور، قيمة حياتنا انها جهاد متواصل نحو الامام، نصلي لكي تزدهر هذه الجماعة الديرية عددا وقداسة وشهادتنا هي ان الكلمة الاخيرة ليست للموت وإنما للحياة". بعدها، التقى الراعي جمهور الدير من الراهبات وكانت خلوة للتحدث في شؤون كنسية رهبانية.

عينطورة

وكانت المحطة الثانية له في كنيسة سيدة الانتقال عينطورة، حيث كان في استقباله كاهن الرعية الياس ابو حرب، رئيس البلدية لبيب عقيقي وأعضاء المجلس البلدي المختار فرنسيس ابي نخلة، السفير السابق موسى مبارك، رئيس دير عينطورة الاب اللعازاري جميل سمعان، أخوية الحبل بلا دنس للرجال، أخوية مار يوسف، الفرسان والطلائع وحشد من المؤمنين. في الكنيسة وبعد إنشاد ترنيمة "يا أم الله" رحب أبو حرب بالراعي والوفد المرافق، عارضا" لتاريخ عينطورة والتي تأسست فيها أول أخوية للرجال 1653"، متوقفا عند "محطات تاريخية في هذه البلدة". وأكد ان "الرسالة المسيحية سنستمر بنشرها وحملها، حمل بشرى الله الكلمة السارة رغم كل التحديات التي نواجهها". وتابع أبو حرب: "سأستشهد بما قلتم سابقا يا صاحب الغبطة، بأننا نصدر التوجيهات وشعبنا يخالف". وأقول:"ان هناك مخالفات كثيرة أدت الى التساهل مع الله والاكليروس، ولكنكم قلتم ايضا ان الكتاب المقدس والتعاليم الكاثوليكية هما من يجب الاعتماد عليهما، نفرح باستقبالكم اليوم ونشكر زيارتكم الكريمة لأبناء رعيتنا". بعدها، ألقى رئيس البلدية لبيب عقيقي كلمة قال فيها: "عينطورة بلدة صغيرة ولكنها كبيرة بمؤسساتها التربوية وأبنائها، وهي تعتبر زيارتكم مساحة مشرقة في تاريخها، ان 70% من مساحتها هي ملك للبطريركية، فأنتم اذا أصحاب البيت، ولن ننسى ابدا مفاهمة الكنيسة منذ اندلاع الحرب في لبنان وحتى التسعينات في مساعدة كل من هجرته الحرب، ونشكر الله ان هذه ال 70 هي ملك لكم، لاننا من خلالها حافظنا على جمال طبيعة بلدتنا". بدوره، شكر الراعي لكل من أسهم ونظم هذه الزيارة، مرحبا بالمؤمنين، وقال: "عينطورة بلدة تاريخية عزيزة على قلبنا، لانها رافقتني كل حياتي، لقد أوحت لي كلمة الاب حرب بكلمتين:التجذر والاصالة، فعينطورة التجذر لا يمكن ان يغفل احد عن تاريخها العريق، نعم من حق أولادنا أن يفكروا بمستقبلهم، ولكننا نؤكد إننا متجذرون بهذه الارض، وهذا يدعونا للحفاظ على أرضنا ووجودنا، وحضارتنا ودورنا، لقد نشأ لبنان نتيجة مسار طويل عاشه الموارنة بخاصة بقيادة بطاركتهم، لقد حكم شعبنا "بالجزمة" وتألم، كذلك البطاركة". وتابع: "فالبطريرك حجولة حرق في ساحة طرابلس، البطريرك الدويهي صفعه والي طرابلس، هذا المسار الطويل صمد في خلاله شعبنا ليحافظ على أمرين: إيمانه الكاثوليكي واستقلاليته، لذلك لا نستطيع نحن أبناء اليوم بوجود المصاعب الامنية والسياسية والاقتصادية وغيرها أن نقول أن لبنان انتهى، هنا تربت الاجيال، وهنا الاصالة والاخلاق والقيم، على الرغم أن العالم تفلت من كل شيء، فللأسف أن التفلت يأتي دائما من القمة من المسؤولين، ونحن ننتظر أن يأتي الاصلاح من القاعدة، علينا التعاون معكم لكي تحافظ عينطورة على عائلاتها". بعدها، قدم كاهن الرعية للبطريرك كتابا عن "تاريخ عينطورة"، ليتوجه والوفد المرافق لتفقد مشروع بناء كنيسة الرعية الجديدة. وفي هذه الاثناء وصل الراعي الى كنيسة الخلاص - عين الريحاني.

 

سماحة الارهابي... انت في منزلك الطبيعي

 خالد موسى/موقع 14 آذار/16

صدق الرئيس سعد الحريري واليوم أكثر عندما قال عقب صدور القرار المخفف السابق في حق المجرم ميشال سماحة أن "قرار إطلاق سماحة عار ومشبوه ولن أسكت عنه". وصدق أيضاً مرة أخرى أمس الأول أيضاً واثبت أن الحق معه واليوم أكثر عندما قال عقب صدور الحكم الجديد على سماحة من محكمة التمييز العسكرية أن "الحكم على يثبت ان المتابعة القضائية والشفافية مع الرأي العام هي الطريق الصحيح للعدالة بعيدا عن المزايدات والتصرفات السياسية الهوجاء". فنتيجة هذه المتابعة الدقيقة لهذا الملف الحساس، عاد المجرم سماحة الى السجن لمدة 13 سنة مع أشغال شاقة مجرداً من حقوقه المدنية. هذا القرار لم يفاجىء اللبنانيين ولم يشف غليلهم، خصوصاً أن مثل المشروع الفتنوي والتفجيري الذي كان ينوي تنفيذه سماحة ومعلميه على الأراضي اللبنانية يجب أن يكون حكمهم بالسجن المؤبد في ظل غياب حكم الإعدام من قانون العقوبات اللبناني.

لا يزال مخففا

في هذا السياق، يعتبر عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش، في حديث لموقع "14 آذار" أن "هذا القرار لم يفاجئنا فالأجواء المحيطة كانت توحي بذلك وتغيير القضاة كان يوحي بأن قراراً جديداً سيتخذ"، مضيفا "على الرغم من أن هذا القرار اتخذ، لكنه لا يزال مخففا وكان يجب أن يكون مؤبدا".

محاكمة النظام السوري

وأكد علوش أن "ميشال سماحة أداة تافهة في هذا الملف، ومن كان يجب أن يحاكم هو النظام السوري الذي أرسل المتفجيرات معه الى لبنان بهدف مخطط فتنوي طائفي"، مضيفا "لو أننا نعيش في بلد غير منقسم وفي مجلس وزراء غير منقسم أيضاً لكان أحيل هذا الملف الى مجلس الأمن الدولي لإتخاذ القرار المناسب به، لأنه ملف كبير جداً وخطير وتدخل سافر في شؤون دول أخرى".

عين العقل

وقال "بطبيعة الحال فإن الخطة التي سار بها الرئيس سعد الحريري هي عين العقل، فالحرد والحماسة ليست بحلول ولو سلكنا هذا الامر لكان ميشال سماحة ما زال حراً طليقاً"، مشيراً الى أن "إعطاء دور للعقل هو من ساهم بشكل أو بآخر بصدور هذا الحكم وليس الحماسة الزائدة والمزايدات على الآخرين، ولو أن هذا القرار لم يحصل اليوم لكان الرئيس الحريري حتماً لجأ الى أساليب أخرى أقوى وأشد لحفظ حق الشهداء ودمائهم الذكية التي روت أرض الوطن وعلى راسهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري واللواء الشهيد وسام الحسن الذي اكتشف هذه المخطط الخطير الذي كاد أن يفجر البلد ويولد فتنة كبيرة لولا ما تم توقيف سماحة وكشف مخططه بطريقة ذكية وبالجرم المشهود بالصوت والصورة". من جهته، اعتبر المنسق ااعام لقطاع الشباب في تيار "المستقبل" وسام شبلي، في حديث لموقعنا أن "القرار اليوم الذي صدر عن محكمة التمييز العسكرية عدل بمسيرة المحكمة والمحاكمة وأنتج تقدما بحق المجرم ميشال سماحة وجعله وراء القضبان 13 سنة مع أشغال شاقة"، مشدداً على ان "هذا الأمر لن يغير نظرتنا الى هذه المحكمة وإلى صلاحياتها التي يجب أن تتغير وتتبدل ولا عن دورها هذه المؤسسة التي يجب أن تكون صلاحياتها محصورة فقط بأمور العسكر".

لإعادة النظر بدور المحكمة

ودعا الى "عدم ربط هذا القرار بالأشخاص، فليس تغيير الأشخاص هو من أدى الى صدور هذا القرار"، لافتاً الى أن "نظرتنا ستبقى هي هي الى هذه المحكمة ولن تتغير، فهناك العديد من الملفات التي تنظر بها هذه المحكمة وهناك العديد من الشكوك حول طريقة العمل بها، منها ملف الموقوفين الإسلاميين وكذلكل هناك شباب لا يزالون في السجون من دون محاكمات ولا يوجد عليهم شيء سوى وثيقة إتصال أو تواصل فيما بين هذا الشخص وشخص آخر، فكل هذا يدعونا الى المطالبة بإعادة النظر بصلاحيات هذه المحكمة وحصرها فقط بأمور العسكر".

لم يشف غليلهم

وأشار الى ان " هذا الحكم اعاد تصويب مسار القضية وخفف من حدة التوتر والغضب حيال هذا الملف عند أغلبية اللبنانيين ولكن لم يشف غليلهم"، مشدداً على أن "الشباب كانوا من أوائل المناضلين في هذا الملف وأول المطالبين بتعديل صلاحيات هذه المحكمة وهذا يعتبر نموذجا لدور الشباب في تحقيق مطالبهم بطريقة حضارية وديموقراطية من خلال التكتل مع بعض وخصوصاً شباب 14 آذار، كما اننا لا ننسى الدور الذي لعبه الرئيس الحريري فمع نشاط الشباب على الارض كان الرئيس الحريري والأحزاب السياسية تخوض اتصالات فيما بينها من أجل متابعة هذه القضية وإعادة نصابها الى الطريقة الصحيحة، فمن خلال متابعة الرئيس الحريري والجهد الذي بذله في هذا السياق أدى الى هذا القرار الذي يسجل له في إطار عدم التهاون بدم الشهداء خصوصاً اللواء الشهيد وسام الحسن وسائر شهداء قوى 14 آذار".

 

الراعي من عين الريحانة: نطالب الأحزاب بإبعاد الانتخابات البلدية عن التجاذبات السياسية والعائلية

الأحد 10 نيسان 2016 /وطنية - زار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في محطته الثالثة مستوصف بلدية عين الريحانة، وباركه برش الماء المقدس، وذلك في اطار زيارته الراعوية الى نيابة صربا المارونية، والتي تتخللها محطات في عدد من البلدات.

 

أرسلان بعد لقائه سلام: نؤكد رفض أهالي الشويفات لمطمر الكوستابرافا

الأحد 10 نيسان 2016/وطنية - استقبل رئيس الحكومة تمام سلام، في دارته في المصيطبة، رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني الأمير طلال أرسلان، على رأس وفد من مدينة الشويفات، ضم رئيس البلدية ملحم السوقي وأعضاء من المجلس البلدي ومخاتير المدينة وممثلين للأحزاب والجمعيات الأهلية والدكتور ابراهيم شحرور من مجلس الانماء والاعمار، وكان بحث في موضوع مطمر الكوستابرافا. بعد اللقاء، قال ارسلان: "جئنا مع فاعليات المدينة، لنعبر بصراحة تامة دون اجتهاد أو تذاك من أحد، عن رفض أهالي الشويفات، بكل ما تجمع هذه المدينة من قوى، لمطمر الكوستابرافا على اختلاف تسمياته، سمعنا الكثير من الوعود، وليس لدينا أدنى شكوك بالرئيس الصديق تمام بك سلام، لا بنزاهته ولا بحرصه ولا بتواضعه ولا بأخلاقياته ولا بنظافة كفه، إنما وبكل ثقة نقولها لا ثقة لدينا بالدولة وبمؤسساتها، وهذا أمر مؤسف، ولا نريد أن نصل إلى معضلة عنوانها "حاميها حراميها"، وليس بإمكاننا مباركة أو القبول أو السكوت عما يحدث في الكوستابرافا، وخصوصا أن تجربتنا في الجبل وتحديدا بمطمر الناعمة، الذي قيل مع إطلاقه أنه لعامين فقط، واستمر لأكثر من 17 عاما، وأصبحت مساحته أكثر من 300 ألف متر مربع، والقرى المجاورة له لم تعد تحتمل الروائح الكريهة والسامة المنبعثة منه". أضاف: "لا نريد تكرار هذه التجربة في مدينة الشويفات، التي كانت من بين القرى والبلدات الذين حصلوا على تعويضات جراء الأضرار الناجمة عن مطمر الناعمة، والحل ليس بيدنا ولا علاقة لنا بإيجاد الحلول، فهذه مسؤولية الدولة والمؤسسات المختصة". وتابع: "إذا اعتمدت اللامركزية في حل النفايات فنحن حاضرون، ومن باب التوضيح للرأي العام، نحن كأهل الشويفات لسنا مستقيلين من دورنا لإيجاد الحلول، والشويفات تنتج يوميا قرابة 160 طنا من النفايات، ومعمل المعالجة الذي تكلمنا عنه في السابق يحتاج لكميات أكبر، فلا نريد أن نصل إلى معالجة نفايات الشويفات فقط، وترك مطمر الكوستابرافا مشرعا أمام كافة الخيارات والاحتمالات. أمام هذا الواقع زرنا الرئيس سلام وأبلغناه موقفنا الواضح مع أهالي الشويفات، ونترك هذا الأمر بيده وبإدارته، وسنبقى على تواصل تام مع دولته، لنرى ما هي الحلول التي يمكن طرحها بمسؤولية، وأن تكون خاضعة للنمط والمعيار البيئي والصحي المطلوبين". وردا على سؤال أكد عدم موافقته على مطمر الكوستابرافا "منذ اليوم الأول الذي تم التداول فيه ولغاية اليوم".

 

 الشعار بعد استقباله بانوسيان: كل ما يحدث في الداخل لا يخيفني طالما أن المشكلة ليست بين المسلم والمسيحي أو بين السني والشيعي

الأحد 10 نيسان 2016 /وطنية - استقبل مفتي طرابلس والشمال الدكتور الشيخ مالك الشعار، في منزله في طرابلس، مطران الأرمن الأرثوذكس شاهيه بانوسيان، يرافقه الأب روبين ميسيسيان وممثل مجلس الطائفة الأرمنية خاتشيك هارونيان مع وفد مرافق، في حضور أمين الفتوى الشيخ محمد إمام، رئيس دائرة الأوقاف الإسلامية الشيخ عبد الرزاق إسلامبولي، مدير مكتب الشعار الدكتور الشيخ ماجد الدرويش، الشيخ أحمد البستاني، الشيخ فراس بلوط والشيخ شادي الشيخ.

 

 واكيم أمينا عاما لمجلس الرابطة المارونية وجرجس أمينا للصندوق

الأحد 10 نيسان 2016 /وطنية - انتخب المجلس التنفيذي للرابطة المارونية انطوان واكيم امينا عاما للرابطة والدكتور عبدو جرجس امينا للصندوق. كما عين المجلس مقرري اللجان المنبثقة من الرابطة من بين اعضائه، بناء على احكام النظام الاساسي. وقرر عقد خلوة لاقرار خطة عمله، طوال يوم السبت في 30 الحالي في مقر الرابطة.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مقتل ثلاثة من «الحرس الثوري» في حلب بينهم مستشار عسكري

السياسة/11 نيسان/16/أعلنت وسائل إعلام إيرانية مقتل ثلاثة من عناصر «الحرس الثوري»، بينهم مستشار عسكري خلال اشتباكات في حلب وريفها. من ناحية ثانية، زعم مساعد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية العميد مسعود جزائري أن مشاركة قوة خاصة من مغاوير الجيش الإيراني في سورية، التي تم إرسالها الأسبوع الماضي، يقتصر على «العمل الاستشاري» فقط. ونقلت وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء عن جزائري تكراره المزاعم الإيرانية التي تشير إلى أن نشاط قواتها العسكرية في سورية «ذات طبيعة استشارية» رغم انتشار صور وفيديوهات من مواقع إيرانية وسورية تظهر المشاركة البرية للقوات الإيرانية في الخطوط الأمامية للجبهات أثناء المعارك ضد المعارضة السورية، بالإضافة إلى أخبار قتلى «الحرس الثوري» و»الباسيج»، الذين يسقطون بشكل شبه يومي خلال المواجهات. في غضون ذلك، نشرت وسائل إعلام إيرانية أول من أمس، أنباء عن مقتل عنصرين من «الحرس الثوري»، وهما رضا أبوالقاسمي وأمير علي محمديان، بمعارك ريف حلب الجنوبي. ووفقا لآخر الإحصائيات، ارتفع عدد القتلى العسكريين الإيرانيين في سورية إلى نحو 300 شخص منذ إعلان «الحرس الثوري» زيادة عدد قواته هناك في أكتوبر العام 2015.

 

25 مليار دولار قيمة الاتفاقيات الموقعة بين مصر والسعودية وإقامة صندوق استثمار بـ16 مليار دولار

نيسان/11/16/القاهرة – وكالات: أعلنت وزيرة التعاون الدولي المصرية سحر نصر، أمس، أن القيمة الإجمالية للاتفاقيات الموقعة خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى مصر تبلغ 25 مليار دولار. وذكرت الوزارة في بيان، أن نصر وقعت مع الجانب السعودي اتفاقيات بنحو اثنين مليار دولار، بينهم منحة لا ترد قيمتها 200 مليون دولار، ليبلغ إجمالي ما تم توقيعه بين البلدين 36 اتفاقية. وقالت نصر «إنه تم (أول من) أمس، بحضور خادم الحرمين والرئيس عبد الفتاح السيسي توقيع اتفاقيات ومذكرة تفاهم لتمويل مشروعات جديدة ضمن مشروع تنمية سيناء، مع كل من صندوق الاستثمارات العامة السعودي والصندوق السعودي للتنمية بقصر عابدين». وأضافت أنها وقعت مع ولي ولي العهد السعودي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة الأمير محمد بن سلمان مذكرة تفاهم تستهدف إنشاء منطقة اقتصادية حرة بسيناء.

واستكمالاً لاتفاقيات تمويل مشروعات تنمية سيناء من قبل الصندوق السعودي للتنمية، والبالغ قيمتها 1.7 مليار دولار، أشارت نصر إلى أنها وقعت مع وزير المالية السعودي رئيس الصندوق السعودي للتنمية إبراهيم العساف 10 اتفاقيات بقيمة 1.130 مليار دولار.

وأوضحت أن الاتفاقية الأولى تتضمن إنشاء أربع وصلات فرعية لربط طريق محور التنمية بالطريق الساحلي بطول 61 كيلومتراً بقيمة 50 مليون دولار، والاتفاقية الثانية تهدف إلى إنشاء طريق محور التنمية بطول 90 كيلومترا بقيمة 80 مليون دولار من أجل خدمة التجمعات السكنية الجديدة بشرق قناة السويس وربطها بالدلتا غرب القناة. وأضافت إن الاتفاقية الثالثة تتضمن استكمال التجهزات الخاصة بجامعة الملك سلمان بن عبد العزيز بقيمة 50 مليون دولار، فيما تهدف الاتفاقية الرابعة إلى إنشاء 13 تجمعاً زراعياً بسيناء بقيمة 106 ملايين دولار، منها 11 في شمال سيناء، واثنان في جنوبها لزراعة 23 مليون متر مربع، موضحة أن الاتفاقية الخامسة تهدف لاستكمال التجمعات السكنية بسيناء بواقع 17 تجمعاً سكنياً، منهم 11 في شمال سيناء وستة في جنوبها، بقيمة 113 مليون دولار، فيما تتضمن الاتفاقية السادسة إنشاء ورصف طريق الجدي بقيمة 66 مليون دولار لدعم التنمية بوسط سيناء.

وأشارت إلى أن الاتفاقية السابعة تتضمن إنشاء محطة معالجة ثلاثية للصرف الصحي بقدرة مليون متر مكعب يومي بقيمة 210 ملايين دولار لتوفير مياه الزراعة في محافظة الإسماعيلية، واستصلاح أراض زراعية بمساحة 60 ألف فدان، مضيفة «إن الاتفاقية الثامنة تتضمن إنشاء سحارة جديدة بسيناء بقيمة 66 مليون دولار لتوفير مياه الزراعة من خلال استغلال مياه مصرف (المحسمة) لاستصلاح أراض زراعية بمساحة 250 مليون متر مكعب»، فيما تتضمن الاتفاقية التاسعة إنشاء طرق النفق بطابا بقيمة 280 مليون دولار لربط مدينة طابا ورأس النفق بغرب قناة السويس. ولفتت إلى أن الاتفاقية العاشرة تتضمن مشروع تطوير طريق عرضي «1» بقيمة 114 مليون دولار لخدمة التجمعات السكنية الجديدة بشرق قناة السويس، ويربط الطريق الساحلي بطريق نفق طابا». وأكدت الوزيرة، بصفتها منسقة الجانب المصري في مجلس التنسيق المصري – السعودي أن القيمة الإجمالية للاتفاقيات التي وقعت خلال الزيارة بلغت نحو 25 مليار دولار، موضحة أن وزارة التعاون الدولي وقعت اتفاقيات بنحو ملياري دولار، وهي قيمة مشروعات تنمية سيناء مع الصندوق السعودي للتنمية بقيمة 1.7 مليار دولار منهم منحة لا ترد قيمتها 200 مليون دولار. ولفتت إلى أن قيمة اتفاقية تطوير مستشفى قصر العيني بلغت 120 مليون دولار، فيما بلغت قيمة اتفاقية تمويل إنشاء محطة كهرباء غرب القاهرة 100 مليون دولار. وأكدت أنه تكليلاً للجهود التي استمرت طوال الأشهر الماضية لأعمال المجلس التنسيقي، تم التوقيع على اتفاق لإنشاء صندوق مصري – سعودي للاستثمار بقيمة 60 مليار ريال (نحو 16 مليار دولار)، إضافة لعدد من مذكرات التفاهم في مجالات الإسكان والبترول والتعليم وتأسيس شركة جسور المحبة لتنمية منطقة قناة السويس بقيمة ثلاثة مليارات جنيه، وشركة لتطوير ستة كيلومترات مربعة من المنطقة الصناعية بمنطقة قناة السويس بقيمة 3.3 مليار دولار. ومساء أول من أمس، استقبل السيسي الملك سلمان بقصر عابدين في القاهرة، حيث شهدا توقيع 21 اتفاقية ومذكرة تفاهم استثمارية بين البلدين في عدد من المجالات.

 

 التحالف: هدنة اليمن تسري الليلة ولنا حق الرد على أي خرق

دبي - قناة العربية/11 نيسان/16/قال العميد الركن أحمد عسيري، المستشار العسكري في مكتب وزير الدفاع السعودي، إن قيادة التحالف تلقت طلباً من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بالتعاطي مع الهدنة التي سوف يسري خلالها وقف إطلاق النار ابتداء من منتصف ليل الأحد، وذلك لتهيئة الظروف للقاء الكويت المقبل. وعبر عسيري، خلال اتصال مع قناة "العربية"، عن أمله أن تلتزم ميليشيات الحوثي ومن معها بالهدنة، مشيراً إلى أن التحالف يحتفظ بحقه بالرد على أية خروقات. وقال عسيري إنه تم الاتفاق على إدخال مساعدات إنسانية إلى 6 محافظات يمنية خلال الهدنة، مؤكداً أن الحكومة اليمنية ستمضي في مباحثات الكويت مهما كانت الظروف. وأضاف عسيري أن الحكومة الشرعية ملتزمة بالقرارات الأممية بشأن وقف إطلاق النار. وكانت قيادة قوات التحالف قد أعلنت أن التعاطي مع الهدنة جاء استجابة لطلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي والمتضمن النص الآتي:

"بناءً على ما أبلغناه لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن السيد إسماعيل ولد الشيخ أحمد بموافقتنا على وقف إطلاق النار بتاريخ 10 إبريل 2016 م تمهيداً للمشاورات التي ستجرى في الكويت بتاريخ 18 إبريل 2016 م، فإن الحكومة اليمنية قررت إعلان وقف إطلاق النار بتاريخ 10 إبريل 2016 م، وأن يستمر إلى الساعة 12:00 من ظهر اليوم التالي من تاريخ انتهاء المشاورات في الكويت ما لم يتم الاتفاق على تمديد وقف إطلاق النار، وستقوم الحكومة اليمنية بإبلاغ قيادة قوات التحالف عن التمديد في حالة الاتفاق عليه، مع احتفاظ قوات التحالف بحق الرد في حال قيام مليشيات الحوثي والقوات الموالية لها بخرق وقف إطلاق النار". وأضاف بيان التحالف أنه "انسجاماً مع الجهود التي ترعاها حكومة المملكة العربية السعودية التي تهدف لإيجاد تهدئة شاملة ووقف إطلاق النار بين الحكومة الشرعية وميليشيات الحوثي والقوات الموالية لها لحقن الدماء ومواصلة إدخال مواد طبية وإغاثية للمحافظات والمناطق المتضررة، وبما يدعم الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لإيجاد أجواء إيجابية تمهيداً لإطلاق المشاورات في الكويت، فإن قوات التحالف سوف تلتزم بوقف إطلاق النار اعتباراً من الساعة (2359) بتاريخ 3 رجب 1437 هـ الموافق 10 إبريل 2016 م، مع احتفاظها بحق الرد على أي خرق لوقف إطلاق النار.

وقيادة التحالف إذ تعلن ذلك لتؤكد استمرارها في دعم الشعب اليمني والحكومة اليمنية في سبيل إنجاح المشاورات التي ترعاها الأمم المتحدة الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وبما يساعد الحكومة على القيام بواجباتها في حفظ الأمن والاستقرار في اليمن ، والتفرغ لمكافحة الإرهاب". وفي وقت سابق، الأحد، أكد الرئيس اليمني أن وفد الحكومة سيذهب إلى المشاورات المقررة في الكويت في الـ18 من الشهر الحالي من أجل السلام والسعي لتحقيقه. وقال هادي، خلال ترؤسه اجتماعاً للفريق السياسي وفريق المشاورات، إنه على الميليشيات تسليم السلاح وتنفيذ الالتزامات التي تضمنها القرار الأممي 2216. ويسود الشارع اليمني ترقب قبل ساعات من الموعد المحدد لوقف الأعمال القتالية، الذي أعلنه المبعوث الدولي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، كخطوة تهدئة تسبق المحادثات التي تجمع الأطراف اليمنية في جولة جديدة بالكويت.

 

الملك سلمان: التعاون مع مصر سيعجل بالقضاء على الإرهاب

العربية/أشرف عبد الحميد/11 نيسان/16/أكد العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، أمام البرلمان المصري، اليوم الأحد، أن التعاون مع مصر سيعجل بالقضاء على الإرهاب. وقال "إنه لمن دواعي سروري أن أكون معكم في هذا اليوم الذي أسعد فيه بلقائكم في مجلسكم الموقر". وأضاف أن مجلس النواب المصري وعلى مدى سنوات طوال أسهم في تشكيل تاريخ مصر ووجهها الحضاري الحديث في مختلف جوانبه. وقال "أود التأكيد على الدور المؤثر لمجلسكم في تعزيز العلاقات التاريخية بين بلدينا الشقيقين". كما قال "إن القناعة الراسخة لدى الشعبين السعودي والمصري، بأن بلدينا شقيقان مترابطان، هي المرتكز الأساس لعلاقاتنا على كافة المستويات". وأضاف الملك سلمان "لقد أسهم أبناء مصر الشقيقة منذ عقود طويلة في مشاركتنا بالعمل والتنمية والبناء، ولا يزال بلدهم الثاني المملكة العربية السعودية يسعد باستضافتهم". وقال "إن معالجة قضايا أمتنا، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، تتطلب منا جميعاً وحدة الصف وجمع الكلمة، ويعد التعاون السعودي – المصري الوثيق الذي نشهده اليوم – ولله الحمد – انطلاقة مباركة لعالمنا العربي والإسلامي لتحقيق توازن بعد سنوات من الاختلال، وانتهاجاً للعمل الجماعي والاستراتيجي بدلاً من التشتت، وقد أثبتت التجارب أن العمل ضمن تحالف مشترك يجعلنا أقوى، ويضمن تنسيق الجهود من خلال آليات عمل واضحة". وأضاف "من المهم أن تتحمل السلطات التنفيذية والتشريعية في دولنا مسؤولياتها الكاملة تجاه شعوبنا ومستقبل أمتنا، وأن نتعاون جميعاً من أجل تحقيق الأهداف المنشودة المشتركة التي تخدم تنمية أوطاننا". وقال "إن لدى المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية فرصة تاريخية لتحقيق قفزات اقتصادية هائلة من خلال التعاون بينهما". وأضاف العاهل السعودي "خلال اليومين الماضيين تم توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية والعقود الاستثمارية، كما اتفقنا على إنشاء جسر بري يربط بين بلدينا الشقيقين، وسيربط من خلالهما بين قارتي آسيا وإفريقيا، ليكون بوابة لإفريقيا، وسيسهم في رفع التبادل التجاري بين القارات، ويدعم صادرات البلدين إلى العالم، ويعزز الحركة الاقتصادية داخل مصر، فضلاً عن أن هذا الجسر يعد معبراً للمسافرين من حجاج ومعتمرين وسياح، وسيتيح فرص عمل لأبناء المنطقة. وقد كان من ثمرات الجسر الأولى ما تم الاتفاق عليه بالأمس للعمل على إنشاء منطقة تجارة حرة في شمال سيناء، وهذا سيساعد في توفير فرص عمل وتنمية المنطقة اقتصادياً، كما سيعزز الصادرات إلى دول العالم، وسنصبح أقوى – بإذن الله – باستثمار الفرص التي ستنعكس بعائد ضخم على مواطنينا وعلى الأجيال القادمة". وقال الملك سلمان "إن المهمة الأخرى التي ينبغي أن نعمل من أجلها سوياً تتمثل في مكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب الذي تؤكد الشواهد أن عالمنا العربي والإسلامي هو أكبر المتضررين منه، وقد أدركت المملكة العربية السعودية ضرورة توحيد الرؤى والمواقف لإيجاد حلول عملية لهذه الظاهرة، فتم تشكيل التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب وتنسيق الجهود بما يكفل معالجة شاملة لهذه الآفة، فكرياً وإعلامياً ومالياً وعسكرياً. كما أننا نعمل سوياً للمضي قدماً لإنشاء القوة العربية المشتركة".كما قال "أسأل الله عز وجل أن يديم على بلداننا نعمة الأمن والأمان، وأن يزيد من تماسك أوطاننا العربية والإسلامية، إنه ولي ذلك والقادر عليه".

 

مقتل 24 من "داعش" في غارات "مجهولة" على الرقة

بيروت – فرانس برس//11 نيسان/16/قُتِل 24 عنصرا على الأقل من تنظيم "داعش" بالإضافة الى ثمانية مدنيين جراء ضربات جوية نفذتها طائرات حربية لم تُعرف هويتها واستهدفت مدينة الرقة، أبرز معاقل الارهابيين في سوريا، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الأحد. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة "فرانس برس": "قُتل 24 عنصراً من تنظيم داعش على الأقل، بينهم ثلاثة قياديين، بالإضافة الى ثمانية مدنيين بينهم امرأة جراء غارات نفذتها طائرات حربية لم يعلم إذا كانت روسية أم تابعة للتحالف الدولي (بقيادة أميركية) أم للنظام السوري واستهدفت بعد منتصف الليل مدينة الرقة" في شمال سوريا. وبحسب المرصد، طالت الضربات الجوية أحياء عدة في مدينة الرقة التي غالبا ما تتعرض لضربات جوية تستهدف مقار تنظيم "داعش" وتحركات عناصره بشكل رئيسي. وأفاد عبد الرحمن أن حصيلة القتلى مرشحة للارتفاع بسبب "وجود جرحى في حالات خطرة".

 

بلجيكا: "ذو القبعة" خطط لهجمات إضافية بفرنسا

دبي – العربية.نت/11 نيسان/16/أعلن الادعاء العام البلجيكي، الأحد، أن، محمد عبريني، كان يعد لتنفيذ اعتداءات جديدة في فرنسا. وكان الادعاء البلجيكي، أعلن السبت، أن عبريني، المشتبه الرئيسي المتبقي في هجمات باريس قد اعترف أنه المهاجم الثالث في مطار بروكسل. وقالت النيابة في بيان مقتضب: لقد ووجه (عبريني) بنتائج العديد من التحاليل وأقر بوجوده أثناء حصول الوقائع. لقد أوضح أنه ألقى بسترته في سلة مهملات ثم باع قبعته". وكان الادعاء البلجيكي قد وجه تهم ارتكاب "اغتيالات إرهابية" و"المشاركة في نشاطات مجموعة إرهابية لمحمد عبريني، الذي اعتقل الجمعة في بروكسل ويعد عبريني أحد المشتبه بهم الرئيسيين في اعتداءات باريس، التي وقعت في نوفمبر من العام الماضي، وأوضحت النيابة العامة البلجيكية أن عبريني اعترف بأنه الشخص الذي ظهر معتمرا القبعة السوداء في مطار بروكسل.

 

ألمانيا: داعش يريد شن هجمات في البلاد

برلين – رويترز11 نيسان/16/قال هانز - جورج ماسن رئيس جهاز المخابرات الداخلية الألماني (بي إف في) لصحيفة، الأحد، إن تنظيم داعش يريد تنفيذ هجمات في ألمانيا، وإن الوضع الأمني "خطير للغاية". وأضاف أن ليس لديه علم بمؤامرة محددة لشن هجوم. وكان تنظيم داعش قد بث تسجيلا مصورا، الثلاثاء، أشار فيه إلى أنه قد يشن هجمات أخرى في الغرب بعد تفجيرات بروكسل وهجمات باريس، محددا لندن وبرلين وروما كأهداف محتملة. وقال ماسن لصحيفة "فيلت ام زونتاج" الألمانية إن "داعش يريد شن هجمات ضد ألمانيا والمصالح الألمانية، ولكنه أضاف ليس لدينا أي علم في هذه اللحظة بأي خطط ملموسة لشن هجمات إرهابية في ألمانيا". وأردف قائلا إن دعاية التنظيم تهدف إلى تشجيع أنصاره على أخذ زمام المبادرة لشن هجمات في ألمانيا. وقال ماسن إن هناك عدة قضايا تربط بين ألمان عائدين من سوريا بخطط لشن هجمات، وحذر من أن الخطر الذي يشكله المتطرفون من ألمانيا ما زال "قويا".

وأضاف أن ألمانيا تفادت التعرض لهجوم كبير حتى الآن بفضل نجاح عمل السلطات الأمنية والحظ، مثل عدم عمل مفجر قنبلة بشكل مناسب في حالة أو حالتين. ففي عام 2014 وُجه لألماني وُصف بأنه متطرف تهمة زرع قنبلة أنبوبية لم تنفجر على الإطلاق في محطة قطارات بون في 2012.

وفي 2006 لم تنفجر حقيبتان ملغمتان تركهما متطرفون في قطارين في كولونيا. وسئل ماسن عن عدد الذين يُصنفون على أنهم شديدو الخطورة في ألمانيا فقال إنه يوجد نحو 1100 متطرف يُنظر إليهم على أنهم خطر إرهابي محتمل. وقال ماسن إن جهازه على علم بنحو 300 محاولة لتجنيد لاجئين. وأضاف "أشعر بقلق بشكل خاص من القُصر الكثيرين الذين ليس معهم ذووهم، فهذه الفئة يجري استهدافها عن عمد"

 

كروبي يصف خامنئي بالطاغية ويعلن رأيا مثيرا بالتدخل في المنطقة

 عربي21/١٠ نيسان ٢٠١٦/ بعث مهدي كروبي، الزعيم الإصلاحي الإيراني الأبرز، ومرشح الانتخابات الرئاسية الإيرانية في عام 2009، برسالة إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني مطالبا إياه بالتدخل لدى خامنئي، الذي وصفه بالطاغية، لمحاكمته علنا أمام الشعب الإيراني. كما انتقد كروبي النظام الإيراني بشدة، وهاجم تدخل الحرس الثوري الإيراني في سوريا والعراق واليمن ولبنان، واتهم النظام بأنه يعتقد بتبعية الشعوب ودول المنطقة لقوة هذا النظام، ويرى أنه من حقه التحكم بمصائرهم. وقال كروبي في رسالته لروحاني: "أطالبكم بالتدخل وفقا للمادة 168 من الدستور الإيراني في الدفاع عن حقوق المواطنين الإيرانيين وتقديم الطلب لدى "طاغية إيران"- بحسب وصفه- لإقامة محاكمة علنا، حتى يرى الشعب الإيراني من هو الصالح ومن الفاسد في هذا النظام". وأضاف كروبي مخاطبا الرئيس روحاني في رسالته قائلا: "أنا لا أطلب منكم أن ترفعوا عني الإقامة الجبرية التي فرضت علي، كما أن هذا القرار أصلا ليس بيدكم، وأنا أعلم ذلك تماما يا سيدي الرئيس، ولكن أنت مكلف قانونيا بالدفاع عن الشعب الإيراني، وعليك أن تتوسط بإيجاد محكمة، ولو أن تتشكل هذه المحكمة وفقا لمزاج الطاغية الحاكم على إيران، فأنا أعلن موافقتك الكاملة عليها، وأريد أن أحضر وأدافع عن نفسي ضد الاتهامات التي وجهت ضدي، كما أريد أن أحضر لإثبات بطلان الانتخابات الرئاسية لعام 2009 ليعلم الشعب الإيراني بأنها كانت غير قانونية". وتابع كروبي في رسالته لروحاني قائلا "سوف أكشف ما جرى من تزوير في الانتخابات الرئاسية، وخفايا السجون والمعتقلات غير القانونية، وأن ظهور هذه المحكمة ستكشف عن الذي انحرف عن المسار الحقيقي للثورة الإيرانية وعن الفاسد". واشتكى كروبي ظروف الاعتقال القاسية التي يعاني منها لروحاني وقال: "منذ عام 2009 وحتى عام 2013 اعتقلت ونقلت لعدة أماكن، وعانيت من ظروف غير طبيعية في الاعتقال، وبعد 2013 فرضت علي الإقامة الجبرية تحت مراقبة ضباط الأمن والاستخبارات وذلك في منزلي الخاص، كما أن وسائل إعلام النظام تشن ضدي هجوما شرسا لتشويه صورتي، ولم تتح لي الفرصة للدفاع عن نفسي والرد على كل الاتهامات التي وجهت إلي حتى يعرف الشعب الإيراني من هم الفاسدون الذين يلعبون بمصيره وبمقدراته، ومن هم الذين يسرقون وينهبون ثرواته، ولأكشف كيف تم نقل 22 مليار دولار إلى الإمارات وتركيا". واتهم كروبي في رسالته لروحاني الحرس الثوري الإيراني ووزارة الاستخبارات بتزوير الانتخابات الرئاسية لعام 2009 في إيران وقال: "رشحت نفسي للانتخابات الرئاسية بطلب من المقربين والتيار الإصلاحي، ولكن تدخلت وزارة الاستخبارات وقوات الحرس الثوري الإيراني لتزوير النتائج الحقيقية في تلك الانتخابات، وتم فرض شخص كذاب وماكر على الشعب الإيراني، كما شكلت على يد هذا الرئيس (أحمدي نجاد) أفسد حكومة إيرانية لم تشهدها إيران لا في العهد الملكي ولا الجمهوري الإسلامي".

وهاجم كروبي لأول مرة التوسع الإيراني في المنطقة قائلا "الجشع وحب السلطة والطموح التوسعي لبعض الشخصيات جعلهم يتصورون ويعتقدون بأن مصير الشعوب ودول المنطقة أصبحت تقرر بأياديهم، وتم نهب ثروات ومقدرات الشعب الإيراني على أساس هذا الطموح التوسعي، ووصل الأمر بهذه الشخصيات إلى التضحية بدماء أبنائنا من أجل تحقيق مطالبهم التوسعية في المنطقة" في إشارة إلى سقوط القتلى من الحرس الثوري في سوريا والعراق. يذكر أن هذه أول رسالة من الزعيم الإيراني المعتقل، مهدي كروبي، بعد اعتقاله عام 2009، توجه إلى الرئيس روحاني والرأي العام الإيراني.

ويقول المراقبون للشأن الإيراني إن قوة هذه الرسالة وهجوم كروبي الشرس على خامنئي، والحرس الثوري، وأحمدي نجاد، يثبت بأن الإصلاحيين لم يتراجعوا عن مطالبهم السياسية في البلاد، ويؤكدون على مواجهة خامنئي والحرس كما جاء في رسالة كروبي لروحاني. واعتبر بعض الإيرانيين رسالة كروبي أنها تبعث بدماء جديدة لأنصاره وللإصلاحيين في عموم إيران، وأن قيادة الإصلاحيين ما زالت قادرة على مواجهة رأس النظام بعدما طلب كروبي محاكمته علنا أمام الشعب الإيراني، ليكون الشعب هو الفيصل بينه وبين المرشد خامنئي. وانتشرت رسالة كروبي بشكل واسع بين وسائل الإعلام الإيرانية، وأصبحت حديث الساعة داخل الأوساط السياسية وغير السياسية في إيران. وتتهم دوائر المحافظين رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام رفسنجاني بأنه المحرض الأساسي لرسالة كروبي، وأن رفسنجاني يقف وراء هجوم كروبي على المرشد والحرس الثوري بعد هجوم المرشد الأخير الذي وصف فيه رفسنجاني بالخائن. وكان كروبي الذي ترشح للانتخابات الرئاسية عام 2009، وخسر أمام محمود أحمدي نجاد، قاد احتجاجات واسعة ضد ما قال إنها "عمليات تزوير" وقعت ضده وضد المرشح الإصلاحي الآخر مير حسين موسوي، ليتم اعتقالهما عقبها بدعوى "إثارة الفتنة" ووضعهما قيد الإقامة الجبرية. ويعد كروبي من رجالات المرشد الأول للثورة الإيرانية روح الله الخميني، وكان ضمن اللجنة التي اختارها الخميني لإعادة النظر في الدستور سنة 1989، وترأس البرلمان من 1989 إلى 1992، ثم من 2000 إلى 2004. ويصنف كروبي ضمن تيار المعتدلين في إيران، وهو أحد أبرز وجوه التيار الإصلاحي المعارض للنظام الإيراني.

 

إسرائيل: جسر الملك سلمان "إعلان حرب"

نصر المجالي/ايلاف/10 نيسان/16

أعلنت إسرائيل اعتراضها على مشروع "جسر الملك سلمان"، الذي اتفقت على إنشائه مصر والمملكة العربية السعودية، باعتباره يمثل "تهديدًا استراتيجيًا لها، لأنه يعرّض حرية الملاحة من وإلى منفذها البحري الجنوبي للخطر".

القدس: قالت الإذاعة الاسرائيلية، إن إسرائيل تعترض على مشروع الجسر البري، الذي تعطل تنفيذه قبل سنوات، إبان حكم الرئيس حسني مبارك، والذي أعيد إحياؤه بعد الثورة. وكشفت الإذاعة الإسرائيلية، يوم السبت، أن إسرائيل أعلنت مرارًا وتكرارًا أنها تعتبر إغلاق مضيق تيران "سببًا مباشرًا للحرب". وكانت القاهرة والرياض اتفقتا خلال الزيارة التي يقوم بها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى مصر على بناء جسر يربط البلدين عبر البحر الأحمر. وقد اقترح الرئيس المصري تسمية الجسر باسم الملك سلمان بن عبد العزيز. وسيساهم الجسر البري في رفع التبادل التجاري بين البلدين، كما سيشكل منفذًا دوليًا للمشاريع الواعدة بين البلدين.

حرية الملاحة

إلى ذلك، أشارت الإذاعة الإسرائيلية إلى أن "معاهدة كامب ديفيد الموقعة بين إسرائيل ومصر تؤكد حق حرية الملاحة عبر مضيق تيران، حيث تنص المادة الخامسة منها على أن الطرفين يعتبران مضيق تيران من الممرات المائية الدولية المفتوحة لكل الدول من دون عائق أو إيقاف لحرية الملاحة أو العبور الجوي، كما يحترم الطرفان حق كل منهما في الملاحة والعبور الجوي من والى أراضيه عبر مضيق تيران". ومن المقرر، أن يربط الجسر بين مصر والسعودية من منطقة منتجع شرم الشيخ مع رأس حميد في منطقة تبوك في شمال السعودية عبر جزيرة تيران، بطول 50 كيلومترًا، ومن المقرر أن يتم تنفيذه خلال 7 سنوات بتكلفة تصل إلى 4 مليار دولار. كما من المقرر أن يمر جسر الملك سلمان من منطقة تبوك إلى جزيرة صنافير، ثم جزيرة تيران ثم إلى منطقة النبق، أقرب نقطة في سيناء. كما إن الجسر سيربط جزيرة تيران بسيناء من خلال نفق بحري، حتى لا يؤثر على حركة الملاحة.

رفض مبارك

يشار إلى أن الرئيس السابق حسني مبارك رفض مشروعًا مفترضًا لبناء جسر بري يربط مصر والسعودية عبر جزيرة تيران في خليج العقبة بين رأس حميد في تبوك في شمال السعودية، ومنتجع شرم الشيخ، بحجة أن إقامة هذا الجسر ستؤثر على المنتجعات السياحية في مدينة شرم الشيخ، وتلحق الضرر بالمشاريع السياحية، وتفسد الحياة الهادئة والآمنة هناك، مما يدفع السيّاح إلى الهروب منها. لكن مبارك نفى في حوار صحافي في وقت لاحق، علمه بأي مشروع مفترض لجسر بين مصر والسعودية، قائلًا إن ما أثير عن وضع حجر أساس الجسر البري لربط مصر بالسعودية مجرد شائعة وكلام غير حقيقي لا أساس له من الصحة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ظاهرة في لبنان.. اسمها سامي الجميّل

 إياد أبو شقرا /الشرق الاوسط اللندنية/10 نيسان/16

ما حظيت أسرة الجميّل، التي برز منها عبر عقود عدد من الشخصيات في معترك السياسة في لبنان، في يوم من الأيام بإجماع وطني عريض. والسبب الأساسي أن الشيخ بيار الجميّل، عميد العائلة وأحد أبرز وجوهها، أسس عام 1936 حزبًا سياسيًا ذا هوية طائفية صريحة. وعلى امتداد زعامته الطويلة له، تأكدت هذه الهوية أكثر فأكثر مع أنه - مثل معظم الأحزاب الناجحة - تمكن من إيجاد صيغة آيديولوجية أقل ارتهانا للحدود الطائفية الجامدة وأكثر تقبلاً للآخرين.. تجسدت في تشديده على الهوية «اللبنانية» في مواجهة «السَّورَنة» و«العروبة». لقد تطور حزب «الكتائب اللبنانية» بفضل بيار الجميّل، الذي شاركه تأسيسه شخصيات سرعان ما نأت عنه واختارت نهجًا أكثر استقلالية مثل شارل حلو، رئيس الجمهورية اللبنانية بين 1964 و1970، والصحافي والمثقف الكبير جورح نقاش، من تنظيم شبابي رياضي إلى حزب عالي التنظيم وواسع الحضور، صار بين 1960 وحتى 1990 أقوى قوة سياسية مسيحية في لبنان. بل إن نجلي المؤسس بيار الجميّل، بشير ثم أمين، انتُخبا رئيسين للبنان. ثم دخل الحفيد بيار أمين الجميّل البرلمان، وتولى الوزارة ورئاسة الحزب قبل اغتياله شابًا، في سن الرابعة والثلاثين، عام 2006. واليوم تتمثل العائلة في البرلمان بحفيدين آخرين هما سامي أمين الجميّل ونديم بشير الجميّل، ويتولى الأول رئاسة الحزب.

عندما كان بيار «الحفيد» في الواجهة السياسية، كان شقيقه الأصغر سامي مُنشغلاً بجماعة شبابية ذات شعارات جريئة رأى كثيرون حينها أنها مثيرة للجدل وهامشية. وبدت، حقًا، أقرب إلى الاعتراض منها إلى الطرح السياسي المتكامل الذي يمكن أخذه بجدية في مجتمع تعددي، طوائفي منقسم على ذاته، زادته حرب أهلية – إقليمية طالت 15 سنة انقسامًا وهواجس وتعصبًا وميلاً إلى الإقصاء والتخوين.

بيار «الحفيد» كان قد أعاد تأسيس الحزب ورص صفوفه إبان وجود أبيه في منفاه الفرنسي، وأفلح - كما يقول كثيرون من المناصرين والمحازبين - بإعادة «الكتائب» إلى درب استعادة مكانته كأكبر قوة مسيحية منظمة في لبنان. وكان الحزب في تلك الفترة قد تأثر سلبيًا بالخلافات السياسية التي عصفت به، ووصلت إلى حد انشقاق وابتعاد قيادات ارتبط بعضها بما كان يُعرف بـ«النظام الأمني اللبناني - السوري». كذلك تأثر سلبيًا ببروز المنظمات المقاتلة الخارج بعضها من تحت عباءة الحزب، مثل «القوات اللبنانية»، وظهور «الحالة العونية» عبر مزايدات الجنرال ميشال عون «مسيحيًا» على كل الشخصيات والمؤسسات المسيحية، بما فيها البطريركية المارونية.. ولا سيما لجهة رفضه «اتفاق الطائف» للوفاق الوطني. وبالتالي، كان اغتيال بيار أمين الجميّل، في مرحلة الاغتيالات المُسددة ضد انتفاضة الاستقلاليين في لبنان على الهيمنة الأمنية لمحور دمشق - طهران، خطوة مدروسة بعناية.

في حسابات القتلة كان لا بد من نسف «مشروع زعامة» مسيحية شابة تستطيع اختراق الحواجز الدينية والمذهبية، خاصة أنها لم تُشارك مباشرة في القتال كحال «القوات»، ولا هي على عداء وجودي مفتوح ضد مكونات لبنانية أخرى كميشال عون. ولبعض الوقت نجح رهان القتلة... وارتبك «الكتائب»، وبخاصة، إن قلة توقعوا أن يملأ الشقيق الأصغر سامي الفراغ.

غير أن سامي أمين الجميّل تمكن بسرعة مفاجئة من فرض وجوده، أولاً داخل الحزب، وثانيًا على مستوى لبنان. وهنا قد يقول قائل إن «الغريزة السياسية» المتوافرة عند مَن ينشأون ويتربّون في بيوتات سياسية تقليدية - وما أكثرها في لبنان - تساهم في «قطع المراحل»، وتساعد على تسريع مسار النضج. وعلى الرغم من حماسة الشباب التي تطل بين الفينة والفينة، يثبت سامي الجميّل حاليًا حضوره مستفيدًا من مزيج يجمع الثقة بالنفس، ووضوح الرؤية، والصراحة، وخيبة أمل كثرة ممن راهنوا على البدائل في الشارع المسيحي.

سامي الجميّل الذي صدم كثرة من اللبنانيين بطرحه «الفيدرالية» عندما كان ينشط قبل 2006 على هامش السياسة العملية، لم يتخلَّ عن جوهر ذلك المبدأ، لكنه بات الآن أكثر دبلوماسية ونضجًا في طرحه وترويجه. أضف إلى ذلك أنه، في أعقاب الكارثتين العراقية والسورية، ما عادت كلمة «الفيدرالية» تلك «الفزاعة التقسيمية» المخيفة، ولا «فعل خيانة».. في ظل مشروع الهيمنة الإيراني المتمدد وتهديد «الداعشية» الظلامية. ثم إن «اتفاق الطائف» نفسه نص على «اللامركزية الإدارية الموسعة»؛ لأنه لحظ استحالة فرض الاندماج الكامل بعد حرب أهلية مدمرة، قبل طمأنة الخائف ووضع حد لأطماع المُنتشي بالنصر.

اليوم، لا بد من القول إن رهان الدكتور سمير جعجع، زعيم «القوات اللبنانية»، على إحداث اختراق سياسي بعقده «مصالحة مسيحية» مع العونيين فقد بريقه، إن لم نقل صدقيته؛ لأنه بدلاً من إقناع عون بالكف عن الاستقواء بـ«حزب الله».. منح إيران عبر «حزب الله» مزيدًا من التغطية المسيحية لاستراتيجيته القائمة على «التعطيل، فالفراغ، فالهيمنة». وبدلاً من إحراج أدوات إيران وجماعة 8 آذار في الداخل اللبناني.. وتَّر العلاقات داخل جماعة 14 آذار وهزَّ الثقة بين مكوناتها.

وهكذا، بات سامي الجميّل الصوت المسيحي الأكثر صراحة وواقعية.. أولاً، في تشخيص أزمة لبنان مع اقتراب الفراغ في رئاسة الجمهورية من السنتين! وثانيًا، في وصف حقيقة «حزب الله» كتنظيم ودور وفلسفة وولاء.. وثالثًا، في التعامل مع المخاوف حول مستقبل لبنان في أيام تساقط المحظورات، وإعادة تعريف الهويات، وشطب الحدود، واتساع نطاق التهجير والتغيير الديموغرافي. في ظل التطورات الإقليمية وانعكاساتها على الداخل اللبناني، كثيرون من اللبنانيين يدركون اليوم تمامًا أن ملعب «حزب الله» أكبر من لبنان، وأن قراره السياسي والأمني خارجه، وأن ولاءاته والتزاماته وارتباطاته ومفاهيمه لا علاقة لها لا بلبنان ولا دستوره ومؤسساته.. لكنهم لا يجدون أنفسهم مضطرين إلى التكلم بصراحة. سامي الجميّل وحده يتكلم بوضوح، مع علمه تكلفة الصراحة في بلد ما عاد يتسع صدره لانتقاد كوميدي من هنا أو رسم كاريكاتوري من هناك، ووحده - ربما - يبدو مستوعبًا عبثية «حوار الطرشان».

 

ميشال سماحة في السجن.. خطوة متواضعة

خيرالله خيرالله/العرب/11 نيسان/16

أن تعيد المحكمة العسكرية في لبنان النظر في الحكم المخفف الذي صدر على الوزير السابق ميشال سماحة، ليس سوى خطوة أولى متواضعة على طريق طويل يستهدف استعادة الدولة اللبنانية. فإحقاق العدل وانتصار القانون هما في أساس نجاح الدول، بل في أساس مفهوم الدولة. لا يزال لبنان بعيدا جدا عن هذا المفهوم المتعارف عليه عالميا، ومنذ زمن طويل، في ظلّ رفض “حزب الله” تسليم “قديسيه” المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه. المهمّ أن خطوة متواضعة لكنّها ذات مغزى سياسي، تحقّقت بعيدا عن المزايدات. تحقّقت الخطوة بطريقة منهجية فرضت أخيرا على القضاء العسكري إعادة النظر بالحكم. حصل ذلك في الإطار القانوني الذي يؤكد أن هناك بقايا دولة في لبنان وأنّ هناك مؤسسات لا يزال بعضها يعمل وإن بحياء وخجل. عاد ميشال سماحة إلى السجن وهو “مكانه الطبيعي” على حد تعبير الرئيس سعد الحريري، زعيم “تيار المستقبل” الذي لديه أكبر كتلة في مجلس النوّاب اللبناني، وهي كتلة تضمّ نوابا من كلّ الطوائف والمذاهب والمناطق. هذه الكتلة، لعبت مع وزراء “تيار المستقبل”، في مقدّمتهم وزير الداخلية نهاد المشنوق، وقواعده الشعبية دورا في الضغط من أجل الوصول إلى إعادة النظر في الحكم عبر محكمة التمييز العسكرية وذلك كي لا تبقى الجريمة المرتكبة من دون عقاب.

كان مطلوبا إعادة ميشال سماحة إلى السجن، أقله لسبب واحد، هو أن الجريمة التي ارتكبها تستأهل في أقلّ تقدير العقوبة القصوى المنصوص عليها في القوانين المعمول بها في لبنان. هل من جريمة أكبر من جريمة تهريب متفجرات مصدرها جهاز أمني سوري على رأسه اللواء علي المملوك لتنفيذ مجازر في لبنان بغية إثارة الفتن الطائفية والمذهبية، مع استهداف خاص لرجال دين من السنّة ومن المسيحيين؟

كان التساهل مع ميشال سماحة جريمة أكبر من الجريمة التي ارتكبها الوزير السابق، وذلك على الرغم من أن الرجل يعاني، بكلّ تأكيد، من مرض نفسي جعل منه يستسهل إهراق دماء الآخرين. هذا المرض النفسي لا يبدو حديثا لدى ميشال سماحة الذي لجأ منذ شبابه إلى استخدام العنف، حتّى عندما كان طالبا “كتائبيا” في قسم إدارة الأعمال في الجامعة اليسوعية. بفضل ضغوط مارسها اللبنانيون الشرفاء، استعاد القضاء العسكري بعضا من هيبته ومن هيبة المؤسسة العسكرية. هذه المؤسسة التي يُفترض أن تكون في خدمة اللبنانيين، جميع اللبنانيين، وليس في خدمة هذه الميليشيا المذهبية أو تلك.

ما حصل كان انتصارا للبنان أوّلا، وللمؤسسة العسكرية وللقضاء العسكري ثانيا وأخيرا. لا شكّ أن “تيّار المستقبل” حظي بدعم كبير من قوى عدّة من أجل الوصول إلى النتيجة المتوخاة. لكنّ قوى معيّنة كانت في الماضي تنادي بالسيادة ودولة القانون، على رأسها جماعة الجنرال ميشال عون، اختارت الصمت حيال كل ما له علاقة بجريمة ميشال سماحة وما أحاط بها. في المقابل اتخّذ حزبا “الكتائب اللبنانية” و”القوات اللبنانية” موقفا شجاعا من القضية وسط دعوات إلى إعادة النظر في صلاحيات القضاء العسكري الذي استخدم بشكل سيء منذ بدء عهد الوصاية السورية على لبنان في خريف العام 1990. هذا العهد الذي مهّد له ميشال عون عندما أدخل الجيش السوري إلى قصر بعبدا ووزارة الدفاع في اليرزة… بعدما رفض تسليم المقرّ الرئاسي إلى الرئيس المنتخب الشهيد رينيه معوّض مسهّلا على النظام السوري مهمّة قتله.

إلى أيّ حدّ يمكن البناء على إعادة ميشال سماحة إلى السجن، بعيدا عن الشعارات والمزايدات، ومن دون تجاهل أنّ ثمن توقيف الوزير السابق وكشف مخطّط سماحة ـ المملوك كلُّف، من بين أمور أخرى، اللواء وسام الحسن حياته. جريمة اغتيال وسام الحسن، الذي لعب دورا أساسيا في تعريف اللبنانيين بمن هو ميشال سماحة وما هي حقيقته، وقعت بعد شهرين من توقيف الوزير السابق استنادا إلى أدلّة بالصوت والصورة واعترافاته الشخصية.

يفسّر الربط القائم بين كشف مخطط سماحة ـ المملوك واغتيال وسام الحسن حرص الرئيس سعد الحريري والوزير نهاد المشنوق على التوّجه فورا إلى حيث ضريح وسام الحسن لقراءة الفاتحة على روحه. هذا بعض من وفاء للدَّيْن الذي لوسام الحسن على لبنان واللبنانيين جميعا. ليست إعادة ميشال سماحة إلى السجن سوى بداية تشير إلى أن الدولة اللبنانية لم تستسلم نهائيا بعد. لا بدّ من حلقة أخرى تندرج في السياق ذاته. تتمثّل هذه الحلقة في كشف بعض التفاصيل المعروفة التي في حوزة التحقيق في ظروف اغتيال وسام الحسن، والجهة التي نفّذت والتي يبدو أنّها معروفة أكثر من اللزوم.

لم يكن استهداف وسام الحسن جريمة عادية بأيّ شكل، ذلك أن رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي كان هدفا واضحا وقديما لكلّ من يسعى إلى القضاء على ما بقي من الدولة اللبنانية. لا تزال شعبة المعلومات، بفضل الدور الذي تؤديه في حماية الأمن الوطني، النقطة التي تركّز عليها الجهات التي تعمل من أجل الانتهاء من مؤسسات الدولة، بما في ذلك قدرتها على ملاحقة المجرمين من أجل تقديمهم للقضاء. لا تزال شعبة المعلومات مستهدفة لأنها رفضت الرضوخ للأمر الواقع واعتبار ميشال سماحة قدّيسا آخر من قدّيسي “حزب الله”. ليس من أجل وسام الحسن وحده أُعيد ميشال سماحة إلى السجن. أعيد إلى السجن من أجل أن يحيا لبنان ومن أجل أن يستعيد اللبنانيون بعض الأمل بأن البلد لا يزال يقاوم.

فوق ذلك كلّه، قد تساعد عودة ميشال سماحة إلى السجن في تحسين النظرة العربية، والخليجية تحديدا، إلى لبنان، إلى مؤسسة الجيش خصوصا. فصورة المؤسسة تخدّشت بعدما أطلق القضاء العسكري سراح الوزير السابق في كانون الثاني ـ يناير الماضي. وثمّة من يعتقد أن التساهل الذي أبداه القضاء العسكري مع ميشال سماحة، كان من بين أسباب تجميد الهبة السعودية للجيش في شباط ـ فبراير الماضي. في كلّ الأحوال، لسنا سوى أمام بداية لبنانية جديدة، لكنّها خجولة، في وقت لا يبدو “حزب الله” مستعدا للذهاب بعيدا في المواجهة مع اللبنانيين الآخرين الذين اعترضوا بأكثريتهم الساحقة على إطلاق ميشال سماحة. يمكن أن يكون ذلك عائدا إلى أنّه يستعد منذ الآن لمرحلة الانسحاب من سوريا بعدما صار بشّار الأسد عبئا على أولئك المصرّين على بقائه في دمشق… كما قد يعود إلى أن الحزب، الذي ليس سوى لواء في “الحرس الثوري الإيراني” عناصره لبنانية، منصرف إلى مهمّات قومية. تشمل هذه المهمّات، التي تحدّدها إيران، دولا مثل سوريا والعراق والكويت والبحرين وصولا إلى اليمن ودول أخرى. تتجاوز هذه المهمّات لبنان الذي، ربّما، لم يعد الحزب يريد الغرق في متاهاته من نوع متاهة ميشال سماحة. لذلك، نجده يكتفي في الوقت الحاضر بمنع انتخاب رئيس جديد للجمهورية!

 

لغسان سلامة التهاني القلبية لأن "الدولة" لم تتبنّ ترشيحه للأونيسكو لبنان الشاعر أرضاً للسقوط المريع في مكبّات الزبالة والأحضان الحيوانية

عقل العويط/النهار/11 نيسان 2016

كان لبنان إلى فترة سابقة قصيرة، بلداً قادراً على أن يجمع في تناقضاته العجيبة الغريبة، أرفع مراتب الخلق والإبداع والحرية والعلم والحداثة، وأدنى مراتب الجهل والحيوانية والخساسة واللؤم والعهر والانحطاط. اليوم، بات لبنان، على مرأى من ذاته، ومن ذات العالم، مرتعاً حصرياً بامتياز لكل أشكال السقوط المادي والمعنوي، خانقاً، باعتزازٍ لا مثيل له، علامات الأنسنة والضوء والتفرّد، للتمرّغ في ليل الأحضان الحيوانية. يعيش العالم اليوم على وقع "أوراق بنما" وفضائحها المالية والقيمية. هذا العالم السعيد، من شماله إلى الجنوب، سيجد الوقت والإثارة الكافيين ليتسلى بانكشاف الفضائح وغوامض الأسرار حول مواقف الدول ورجال المال وأصحاب الصفقات وتجّار السلاح وباعة البشر والأطفال منهم والنساء خصوصاً. لن يضجر هذا العالم السعيد، بل سيقهقه طويلاً وبصوتٍ عالٍ، عندما يشاهد من الوقائع ما يشيب الرؤوس ويزلزل العقول والنفوس. القمة الانسانية العالمية التي ستنعقد في اسطنبول (World Humanitarian Summit) في 23 و24 أيار المقبل ماذا تقول لهذا العالم السعيد؟ هل تبشّره بانتهاء الحروب وبوقف التسلّح النووي وبدنوّ السيطرة على الأمراض وباقتراب زمن السعادة؟ أم تبشّره بإعادة الإعتبار إلى الإنسان، من خلال سلّمٍ جديد للقيم؟ ماذا تروي له، مثلاً، حكايات الاتجار بالبشر، وتدمير التراث الحضاري في بلاد ما بين النهرين وفي سوريا الطبيعية؟ ووقوع أوروبا برمّتها فريسة الهول الظلامي؟ وماذا تحكي له عن مصير أرض فلسطين التي ينتهكها يومياً الوحش الصهيوني الإسرائيلي، ويقضم ترابها، ويجرف زيتونها، ويزهق أرواح أطفالها ونسائها وشبابها؟ ماذا تقول له عن صعود نجم المرشح الرئاسي الأميركي دونالد جون ترامب، المهووس بأمراض العنصرية والرجعية والاعتداد بالعنف والتخلف والقتل؟ هل تعده بالمنّ والسلوى لأن صاحبنا رجل أعمال، وملياردير، وشخصية تلفزيونية، ومؤلف، ورئيس منظمة للعقارات، يدير مشاريع وشركات ومنتجعات للترفيه والعديد من الكازينوهات، والفنادق، وملاعب الغولف، والمنشآت الأخرى في جميع أنحاء العالم؟

"أوراق بنما" ستُغرِق العالم بأسره في النتانة المقيتة. هذا أكيد. والقمة الإنسانية ستبوء بالفشل الذريع لأن المنتدين هم ضدّ الإنسان أصلاً وفصلاً. ليس من شكّ أو التباس في هذه المسألة. لن يكون ثمة حلٌّ ممكن لمأساة البيئة الكونية، ولا لكارثة التلوّث. فاطمئن أيها العالم. لن يحصل شيءٌ من هذا، لا في القريب ولا في البعيد. فما كُتِب قد كُتِب. وما لم يُكتَب، هو في قيد الكتابة، على أيدي القتلة والدجّالين وصغار النفوس. لن يتمكن الإنسان من التغلّب على حيوانيته المريضة، إنقاذاً للعالم من المصير المحتوم.

الفرسان ينقرضون. النبل يموت في العالم. اطمئنوا: الأمثلة المفجعة ستبرز تباعاً.

"أوراق بنما" اللبنانية

لن أطيل الكلام عن أحوال الأمم، وخصوصاً ما يُرتجى لهذا الشرق المثخن الجريح، ولأممه ودوله وشعوبه. ففي لبنان، عندنا من "أوراق بنما" المحلية، "شغل بلدي"، ما يجعلنا موضع افتخار. اطمئنوا. لن نشعر بالغبن، فـ"أوراق بنما" لن تغطّي على أوراقنا، ولن تفسد علينا سبل الزهو المريض. فشر! العبقرية اللبنانية (والعبقرية العربية، ومثلها العبقرية الإسلامية، تحصيل حاصل) ستكون في المرصاد. وهي قد حققت أشواطاً كبيرة في هذا المجال. "لبنان أولاً" مزهوٌّ من أقصاه إلى أقصاه بشبكة الدعارة "الوطنية" التي وصلت مواصيلها إلى جهات العالم الأربع. على كلّ حال، هذا ليس هو الموضوع. إذ ثمة ما هو أجدى. والحال هذه، يجب أن تعبروا يومياً في ضاحية بيروت الشمالية، كما في مداخل بيروت الجنوبية، لتشمّوا الهواء العليل، الخالي من التلوّث، ومن الروائح المكروهة أو غير المستحبة. هنا العطور على أنواعها ومراتبها، بحيث يستطيع أهل السلطان والسياسة والمال أن يمرّوا من هناك وهناك متباهين بأن المنطقة تنتمي جغرافياً ورمزياً إلى "جبل لبنان". وما أدراك ما آل إليه جبل لبنان هذا، وهو أرض البخور واللبان، على أيدي ممرّغيه وساسته ومافياته وتجّاره ورجال عظمته! مكبّ برج حمود المستجدّ، يغني عن كلّ شرح وتوضيح وتفسير. زعماء بيروت وزعماء المتنَين الجنوبي والشمالي، يمكنهم أن يتريّضوا في هذه الديار، كما يمكنهم أن يدعوا أهل الاغتراب والسياح لتمضية الأوقات العزيزة اللذيذة في الربوع. ثم إن الصيف على الأبواب، وقد لاحت تباشيره في هذه الأيام القليلة الماضية، بحيث أن العطور، عطور المكبّ التاريخي الشهير، باتت في غنى عن كل تقريظ. ولن أتحدث عن البحر هناك، وفي الجوار. فالسمك وآكلوه أدرى بالحقيقة وبالفحوى و... المآل. ما أقوله عن مكبّ برج حمود ينطبق على الكوستا برافا والناعمة. وهلمّ.

لكن ما لي وللمكبّ هذا، أو لغيره من المكبّات. يسعدني أن أتحدث عن إنجازنا الوطني اللبناني في منظمة الأونيسكو. أريد لغسان سلامة أن يفتخر لأن بلاده لم ترشّحه للمنصب المعلوم. تصوّروا أن "الدولة" رشّحت غسان سلامة "رسمياً". تصوّروا أن البعد "الرسمي" هو الذي يقف وراء ترشيح غسان سلامة؟! إضحك في عبّك، يا صديقي غسان، لأنك لم تقع في هذا المطبّ. اطمئن. أياً كانت النتيجة التي سيرسو عليها موضوع الترشّح والانتخاب. يكفيك اعتزازاً أن الدولة لم ترشّحك للمنصب. تهانيّ القلبية.

ماذا بعد، أيها اللبنانيون؟! هل يجب أن أذكّركم بأن الصحافة المكتوبة هي، "والحمد لله"، بألف خير؟ وبأنها ستشهد، قريباً جداً، المزيد من أسباب التمكن والازدهار؟ هل يجب أن أحدّثكم بالتفصيل عن "أوراق بنما" اللبنانية في هذا الشأن، وعن المكتبات ودور النشر والملاحق الثقافية المقفلة، أم عن أحوال الصحافيين الذي يضطرون إلى الوقوف على الأبواب، أو "الركوع"، من أجل الحصول على لقمة خبز، لكنهم لا يحصلون على هذه اللقمة؟ هل من الضروري أن ألفتكم إلى أحوال الأدب والأدباء، وما هي التكلفة المادية و"المعنوية" لكي يتمكن شاعرٌ جدير، اليوم، من أن ينشر ديواناً له، وكيف باتت تعامله دور النشر... فضلاً عن القرّاء؟

هل يجب أن أذكّركم بأن طبقتنا السياسية ترضخ منذ سنتين تقريباً للأمر الواقع، باعتزازٍ لا مثيل له، فترضى، موضوعياً، بعدم انتخاب رئيس للجمهورية، لأن "حزب الله" لا يريد للرئيس أن يُنتخَب؟ ثمّ، ماذا يضيرنا، والحال هذه، أن نرفض الرضوخ لإجراء الانتخابات البلدية؟ فلأيّ هدفٍ نجريها، أو نوافق على إجرائها؟ أليس الأجدر "تفريغ" الجمهورية برمّتها من مؤسساتها "الشرعية" و"الدستورية" و... "الميثاقية"، تحقيقاً لشعار "الدولة المارقة"، أو "الدولة الفاشلة"؟ أليس الأجدى استقالة النوّاب الذين لا يوافقون على هذا "الأمر الواقع"، تسريعاً لهذه الغاية أو لمنعها؟ وممّ الخوف؟ من الوصول، موضوعياً، إلى مبتغى "حزب الله" في المثالثة، أو في الفراغ الشامل، تمهيداً لفرض شروطه على الأطراف الآخرين؟ فليكن ما يكون، يا سادة. ثمّ، هل يجب أن ألفت أنظاركم الكريمة إلى أن وزير خارجيتنا العنصري المالك سعيداً، يرفض استقبال الأمين العام للأمم المتحدة... لأيّ سبب كان؟!

هل ضاقت في أعيننا حقاً، "كذبة نيسان" في جريدة "الشرق الأوسط"؟ في رأيي، أن الكاريكاتوريست قد ارتكب ما ارتكب حين "مزج" بين "دولة لبنان" والعلم اللبناني. هو يستطيع أن يرتكب وأن يخطئ. بل "حقّه" أن يرتكب ويخطئ، فيُنتَقد ويُحاسَب. أما أولئك الأشاوس الذين انتهكوا حرمة مكاتب الجريدة، والذين لا وصف "يليق" بهم، فهم، والحقّ يقال، بعض هذا المكبّ العميم العطر، الآنف ذكره في هذا المقال. ماذا بعد، يا أهل لبنان؟ هل يمكنكم أن تتخيّلوا، مثلاً، أن إحدى جامعاتنا العريقة جداً جداً، لا تجد على مقاعدها أكثر من طالبة، أو طالبين، أو ثلاثة، في الأكثر، لاختصاص الأدب واللغة العربيين، هي التي كانت طوال قرن وأكثر من ربع قرن، منارةً للإشراق في هذا الباب؟! ثمّ، هل يمكنكم أن تتخيّلوا، مثلاً، أن أساتذة للأدب العربي من حملة الدكتوراه في "جامعتنا الوطنية" يصدر بعضهم كتباً ملأى بأخطاء النصب والرفع والجر؟ طبيعي. "شو عليه"، سيقول قائل، طالما أن لبنان الشاعر ضريحه الأشواك اليابسة والمراحيض و... مكبّات الزبالة!

 

لبنان يحتضر

ساطع نور الدين/جنوبية/الأحد 10/04/2016

علامات إحتضار لبنان متعددة. الأدلة تكاد تكون يومية. وهي تبدو أقوى من تلك البراهين التي قدمتها الحرب الاهلية، والتي تحضر ذكراها هذه الايام في الروائح الكريهة المنبعثة من كل مكان، والمحفزة على المقارنة، بل المخاطرة في التعبير عن الحنين الى تلك الحقبة السيئة الذكر.العلامة السياسية على ذلك الإحتضار ليست سوى تعبير عن انحدار اقتصادي لم يسبق له مثيل، حتى في ذروة المعارك على الجبهات وخطوط التماس، وتفكك طائفي-مذهبي متجدد زرعت الحرب الاهلية بذوره وحان موعد حصاده الجديد. السلطة الراهنة هي نتاج تلك الحرب، ورموزها هم الورثة الشرعيون، والجمهور في غالبيته الساحقة، ما زال يحارب ولكن باشكال أخرى. الطارىء الوحيد الذي يغذي ذلك الاحساس الداخلي، والتقدير الخارجي (العربي والاجنبي) الذي يتردد في مختلف العواصم الكبرى، بان لبنان على وشك الانهيار، هو الانفجار السوري الذي دمّر دولة الجوار اللصيق، التي كانت وستظل تمتلك شروط بقاء لبنان واستمراره مهما كان نوع نظامها المقبل وطموحه.  الدولة اللبنانية التي تُشيّع اليوم بمرثيات صاخبة، لم يكن لها وجود فعلي سابق، كانت هناك محاولات متكررة لبنائها، او بالاحرى لاعادة بنائها حسب التعبير المهذب، لكنها كلها باءت بالفشل. وكذا الامر بالنسبة الى الاجتماع اللبناني الذي لم يقدم يوماً أدلة دامغة على الوحدة والتماسك ولم يعثر على الكثير من القواسم الوطنية المشتركة. الانفجار السوري فضح الجميع في لبنان، وأربك الجميع خارجه. ولعل الردح اللبناني المتواصل حول تورط حزب الله في سوريا وتدفق مئات الالاف من النازحين السوريين الي الاراضي اللبنانية، هو أقل شأنا من الازمة الاعمق التي يجتازها الكيان اللبناني. وقد يكون هذان الحدثان، اللذان سبق للبنان ان أختبرهما بالتحديد مع التورط اليساري السابق خارج الحدود اللبنانية ومع الهجرة الفلسطينية داخلها، من المعالم الايجابية، ليس بإعتبارهما درساً او عبرة، بل بصفتهما نداء موجهاً الى وسطاء الحل السوري، لوضع لبنان على جدول الأعمال، لا بإعتباره واحداً من خطوط التماس الخلفية السورية، ولا بصفته محافظة سورية ذات حكم ذاتي خاص، على ما يردد بعض الغلاة السوريين، بل بوصفه كياناً ملحقاً بالكيان (الكيانات) السوري العتيد.  ثمة إجماع لبناني على أن الانفجار السوري هو أحد أهم أسباب الإحتضار اللبناني الراهن، على الرغم من الخلاف حول مسؤولية الوصاية السورية او الخارجية، وغيابهما المأسوف عليه من غالبية لبنانية وازنة. لكن ذلك لا يعني بالضرورة ان حلول السلام السوري يقود حكماً الى إستقرار وإزدهار لبناني جديد. والاعتماد على الهدوء النسبي الذي ينعم به لبنان بالمقارنة مع الاضطراب السوري والعربي الشديد، لم يخدم أي غرض ولم يؤسس لغير الموت البطيء للكيان اللبناني، حسب تعبير أشد العرب والاجانب حرصاً على بقاء لبنان. ثمة حاجة الى مخيلة سياسية واسعة تبتكر إلحاق لبنان بعملية السلام السورية التي تخطو خطواتها الاولى المتعثرة. ليس المقصود بذلك ان يتحول حزب الله الى مفاوض او شريك في تلك المفاوضات، لان مستقبله السوري لا يمكن ان يشكل ورقة مؤثرة على أحد من السوريين،  كما ليس المقصود ان يتواصل الزجل اللبناني  حول خطر توطين النازحين السوريين. فالقضيتان خاسرتان، لان الحزب أصغر من أن يكون حاسماً في الداخل اللبناني، بالرغم من كل ما يقال من جانب خصومه عن تحكمه بمفاصل الدولة، ولان النزوح السوري يمكن ان ينقلب الى نزوح لبناني في إتجاه سوريا، في اللحظة التي يتغير فيها النظام في دمشق. أسوأ ما في حالة الإحتضار اللبناني الراهنة أنها تزعم أن إختيار رئيس وتشكيل حكومة واجراء انتخابات بلدية او نيابية هي الشروط الالزامية الوحيدة لقيامة لبنان..الذي لا يزال يعيش في مرحلة ما قبل اختراع فكرة الدولة، ولا يزال يحتقر تلك الفكرة، ولم تنفع جميع التجارب السابقة في إنتاجها.

 

هل قامت الثورات ضدّ الإستبداد؟ حتّى لو كان دينيًّا؟

علي الأمين/جنوبية/10 أبريل، 2016/تعرّض الإسلام، كدين سماوي، لتشوّهات عديدة من قبل الذين رفعوا لواءه، أكثر ممّا تعرّض من أولئك الذين خاصموه. تشوّهات نعانيها اليوم في العالم العربي والاسلامي، وصدّرها أنفسهم الذين مارسوا السياسة باعتبارها فعلاً إلهيًا مقدسًا، بهدف إضفاء قداسة دينية ما على قراراتهم السياسية والإدارية، والتي تعبّر عن نصالح شخصية وحزبية ضيّقة أيضاً. وهذا ما جعل الإسلامويين يعتبرون المعترِض عليها معترضًا على إرادة الله وضاربًا بعرض الحائط بما هو مقدس. بالتأكيد هذا لا يعني أنّ من عارضوا الإسلام السياسي كانوا على حقّ. ولا يعني أنّ الخيارات الأخرى كانت مصيبة، سياسية كانت أو فكرية، وتبعت لأنظمة حاكمة أو لمؤسسات عسكرية أو اجتماعية أو فكرية. أبرز مظاهر التشويه لحقت بالإسلام السياسي من الإجتهاد، مقرونًا بإضفاء القداسة على التراث الديني، في ظلّ خلاف حول هذا التراث. إذ يجمع الفقهاء على أنّه تراث مختلف عليه بين الفقهاء أنفسهم وبين المذاهب الاسلامية في ما بينها، يصل إلى حدّ التكفير المبتادل. أزمة الخلاف حول التراث الإسلامي تجعل كل مسلم، تحديدًا من هو طامح لتطبيق الشريعة، يبحث في خزائن هذا التراث فيجد ما يحتاجه كي يبرر أفعاله، ايّاً كانت… وإلى القراءة القاصرة للنص الديني وتجلياته في التاريخ ومراحله المتنوعة، تصبح النزعة الإنتقائية من خزائن القرآن والسنة، ومن التراث اللاحق بهما، طاغية ومغرية لكل من يشاء. بحيث أنّ أيّ سلطة، مهما كانت مسيئة، تظلّ قادرة على إضفاء شرعية دينية على سلوكها. والنماذج في عالمنا العربي لا تعدّ ولا تُحصى. كما هي حال جماعات الإسلام السياسي على إختلافها. فهي لم تعجز، أمام أيّ موقف تتخذه، عن إضفاء البعد المقدس عليه. هكذا يصير الإسلام السياسي، او مشروع الدولة الدينية الإسلامية، مشروع استبداد في أحسن الأحوال أو مشروع قسمة للمسلمين أقلّه، قبل أن يكون مشروعًا لحروب أهلية بين المسلمين وغير المسلمين.

الثورات العربية

وإذا كان من فضيلة يمكن أن تخرج من هذا التصدع السياسي والإجتماعي وحتى الديني، في عالمنا العربي، فهو أنّ الإسلام تشوّه حين أصرّ البعض على اعتباره سلطة ومصدر شرعية الدولة. ولا يمكن نزع التشوهات عنه إلاّ حين يتم الفصل الموضوعي بين مساحة الإسلام كدين ومساحة الدولة وسلطاتها التي هي من اختيار المواطنين المتساوين في الحقوق والواجبات أيًّا كان انتماءهم الديني أو الإيديولوجي والسياسي…هما مساحتان مختلفتان واحدة منزلة من السماء وأخرى هي من صنع الناس وأنظمة مصالحهم واختياراتهم الحرة. المعضلة الأساسية إذًا تكمن في فشل مشروع الدولة الوطنية التي تقوم على أساس المواطنة، وتداول السلطة، التي تتأتى شرعيتها من المواطنين، وتستند إلى شرعية دستورية. ليست فلسطين مصدر شرعية السلطة ولا شعار الإسلام هو الحل، ولا شعار المقاومة، باعتبار أنّ هذه العناوين كانت سبيلاً لتثبيت الاستبداد. هذا ما تقوله التجارب الإيديولوجية التي حكمت في الدول العربية. الأزمة في الإستبداد نفسه، سواء كان باسم الدين او باسم المذهب او باسم القومية أو باسم تحرير فلسطين او باسم مقاومة المحتلّ. فشل بناء الدولة الوطنية وطوباوية الدعوة إلى الخلافة الاسلامية يتقاطعان عند عطب واحد، هو الاستبداد. الخلافة الاسلامية، أو دولة ولاية الفقيه، تقومان على اساس واحد يتقاطع مع فشل بناء الدولة الوطنية، وهو الاستبداد. الاستبداد هو الاصل في هذه النماذج، أي أنّ شرعية السلطة في هذه النماذج لم تستند إلى خيار المواطنين، فهي إمّا سلطة مستمدة من الله، أو سلطة تكتسب شرعيتها من الإيديولوجيا، سواء كانت قومية او وطنية أو دينية. الإستبداد هو ما يجعل “داعش”، على سبيل المثال لا الحصر، احتمالاً مستحيلاً للحكم. فالعرب يثورون على الاستبداد، وليس على نظام محدد. والأرجح، والأمل، ألا يكون للاستبداد مكان في مستقبلنا العربي.

 

رائحة غامضة في بيروت من عوارض موت وشيك

 حازم الامين/الحياة/11 نيسان/16

ثمة رائحة كريهة تنبعث في أرجاء العاصمة اللبنانية بيروت. ليس في ما ورد هنا أي استعارة. فالجميع في بيروت يشمها، والجميع يحاول أن يتوقع مصدرها، هل هي النفايات المتراكمة منذ ما يقارب السنة في محيط المدينة وقد اختمرت في هذا الطقس المشمس وراحت تبعث غازاتها، أم أن مصدرها المرفأ حيث من المحتمل أن تكون قد رست باخرة تنقل المواشي. لا شيء في بيروت هذه الأيام سوى هذه الرائحة، وأحياناً يُطل علينا بيار الحشاش بواحدة من مآثره الوطنية فينسينا الرائحة لدقائق ثم تعود الأخيرة لتحتل موقعها في وعينا كحقيقة وحيدة في هذا البلد المُطفأ والذاوي. لبنان اليوم أقل من أن يكون مسرحاً لحدث، والرائحة المتفشية في أرجاء عاصمته ليست حدثاً إنما هي جزء من طبيعة الأشياء ومن خمودها وموتها. والعجز عن إحداث واقعة وعن تغيير مسارٍ هو امتداد لموت راح يُمعن في الفتك بكل شيء. ولا وظيفة لبلدنا اليوم سوى هذا الموت السريري، والموت لا يمكن أن يكون انتظارياً أو موقتاً، بل هو أبدي ونهائي.

وقائع كبرى عجزت عن أن تتحول حدثاً في ظل هذا الموت. كشف شبكة هائلة للإتجار بالبشر ليس حدثاً حياً، ذاك أننا جثة سياسية واجتماعية وأخلاقية، ومَن هذه حاله لا تهزه حقيقة أنه حاضنة لسقطات أخلاقية من هذا النوع.ثمة شيء مُفجع فعلاً في أن تعجز عاصمة بلد عن تفسير رائحة متفشية ومنبعثة في أرجائها! ما هي هذه الرائحة؟ من أين تأتي؟ وهل يعقل أن تعجز الحكومة والبلدية والأجهزة الأمنية عن تحديد مصدرها؟ الأمر لا يتعلق بالرغبة في الحد منها، فهذا طموح غير واقعي، بل بمعرفة طبيعة هذه الرائحة وسبب انبعاثها. صحيح أنها رائحة كريهة، إنما يمكن لأهل بيروت أن يتعايشوا معها في حال تم تحديد مصدرها.

هذا العجز هو جزء من عجز هائل راح يصيب كل شيء في لبنان. عجز عن انتخاب رئيس للجمهورية، وعجز عن منع «حزب الله» من القتال في سورية، وعجز عن جمع النفايات وعن ضبط الحدود. وبهذا المعنى، يجب أن نكفّ عن تسمية لبنان بلداً، فشروط الحد الأدنى لهذه التسمية غير متوافرة فيه. الرئيس والحدود والقدرة على جمع النفايات، هذه كلها غير متاحة للبنان، وما هو متاح له لا يزيد عن تظاهرة من خمسة أشخاص يقودها ممثل وطنيتنا الصفيقة بيار الحشاش يقدم فيها على تخريب مكاتب صحيفة وعلى وصف اللاجئين السوريين بأقذع العبارات عنصرية وابتذالاً ورثاثة. وهناك أيضاً شيء آخر متاح في هذا البلد السابق، هو أن يُقدم مواطنون منه على خطف بشر وإجبارهم على ممارسة الدعارة. هذا حدث يجب أن لا ننساه، وإلا كنا غير عادلين بحق بلدنا الذي هو موطن بيار الحشاش.

وبهذا المعنى نحن أمام عناصر مواطنة تتراوح بين التفاهة والجريمة، وهذا لا يصنع بلداً، وإن كان يُنشئ «أمة».

والحال أن التفاهة بدأت تظهر على كل شيء في لبنان هذه الأيام، وليس على سياسييه وحكومته ونفاياته فقط. التفاهة بدأت تمتد إلى التاريخ أيضاً، ذاك أننا من هذه المسافة الزمنية المفعمة بهذه الرائحة الغامضة نستقبل هذه الأيام الذكرى الـ41 للحرب الأهلية اللبنانية، وبالأمس انتبه أحدنا إلى أن حربنا أيضاً كانت حرباً تافهة، وهي كذلك على رغم عنفها وامتدادها لما يقارب العشرين سنة، فحرب بهذا العنف وممتدة لكل هذه الفترة الزمنية لم تحقق شيئاً يُذكر، ولم تُشكل درساً ولا وعياً مختلفاً ولا ثقافة وحساسية لتفادي الحروب، هي حرب مأسوية من دون شك، لكنها حرب تافهة أيضاً على نحو تفاهة جنودها وقادتها. لم يعد لبنان بلداً، فهل تذكرون الرغبة بالاستعاضة عن البلد بـ «ساحة». كانت «العروبة» في حينها ساعية إلى هذه المهمة، وقد أنجزت على ما يبدو جزءاً منها. فلبنان اليوم ساحة بالمعنى الحرفي للكلمة. لا حدود للساحة ولا رئيس ولا أهل يمكنهم أن يتوافقوا على جمع النفايات. ومهمة تحويل البلد ساحة شهدت خطوة أخيرة قبل سنوات قليلة أكملت مشهد التحول. فُتحت الحدود للقتال في سورية، واقتضت الخطوة فراغاً في رئاسة الجمهورية، واستمراراً لعمل حكومة ميتة وعاجزة، وتأجيلاً لكل الاستحقاقات بانتظار إنجاز المهمة خلف الحدود، مع ما قد يعني إنجاز هذه المهمة من احتمالات إلغاء للبنان ولفكرته وتجربته.

لكن حال الانتظار قاتلة، ورائحة بيروت وحدها ما يملأ الفراغ الناجم عنها. ثم إن دولاً لا يمكن أن تبقى في وضع انتظاري من دون أن يزحف الموت إلى أرجائها. فلبنان الذي ينتظر عودة «حزب الله» من مهمته في سورية لكي ينتخب رئيساً ويشكل حكومة، ولكي يعيد ضبط الحدود وجمع النفايات، لبنان هذا، سيأكله العفن قبل أن يعود الحزب من سورية، ذاك أن الحرب هناك طويلة ومديدة ولا يبدو أن ثمة منتصراً فيها حتى الآن. صحيح أننا أثناء انتظارنا عودة الحزب الميمونة من سورية، قد نتعايش مع الرائحة بعد أن تكون قد تفشت في أرواحنا وأمزجتنا، لكن من يضمن بقاءنا على قيد الحياة، فالرائحة أشبه بغاز يكاد يُلمس لشدة قوته في بعض مناطق العاصمة.

ربما في الصورة الأخيرة استعارة لا تشبه واقعية تفشي الرائحة الكريهة في عاصمتنا الكبرى بيروت، لكن الاستعارة تقترب من الواقع حين نكتشف أن الزمن لن ينتظرنا لكي نعود من نزوتنا في سورية. فنهاية الحرب هناك قد تكون نهاية لبلدنا أيضاً، طالما أننا لا نملك حساسية كافية لتقدير معنى أن تفتح حدودك على حرب مشتعلة وعلى احتمالاتها. وقد يسبق الانهيار الأخير هنا نهاية الحرب هناك، فأسباب البقاء، بقاء لبنان، تنضب يوماً بعد يوم، وربما نموت ميتة تافهة من نوع الاختناق بغاز غامض.

 

القمة الإسلامية تجدّد إدانة التدخّلات الإيرانية

ثريا شاهين/المستقبل/11 نيسان/16

تبدأ اليوم في اسطنبول الاجتماعات التحضيرية لأعمال القمة الإسلامية، التي سيشارك فيها ملوك ورؤساء الدول الإسلامية التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، وستكون في مقدمة مواضيع البحث تطورات الوضع في المنطقة ومكافحة الإرهاب. وتجري مشاورات مكثفة بين الدول الأعضاء للخروج ببيان ختامي واضح يحوي رسائل سياسية متعددة. وأفادت مصادر ديبلوماسية معنية، أن البيان سيتضمن إدانة للتدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية، وهو الأمر الذي تطرحه المملكة العربية السعودية. والفقرات المتصلة بذلك شبيهة بما صدر عن اجتماع المنظمة في جدة، وعن جامعة الدول العربية. إنها إدانة أيضاً لهذا التدخل وزعزعة الاستقرار وبث الطائفية. ومن المقرر أن يُتخذ هذا الموقف على الرغم من الحضور الإيراني في القمة. وأوضحت المصادر أن تركيا ستتسلم من مصر رئاسة القمة، وقد تأكد حضور وزير الخارجية المصري إلى اسطنبول حتى الآن، فيما حظوظ حضور الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مرتفعة بنسبة 90 في المئة. وحضوره يعني بداية مرحلة جديدة وإيجابية من العلاقات المصرية التركية بناء على نتائج الزيارة التي قام بها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز للقاهرة أخيراً، والدور الذي يؤديه في هذا المجال، بحيث تكون القمة مناسبة لإيجاد تسوية بين الطرفين، ووضع حد للعلاقات المتوترة بينهما، وهذا أمر غير مستبعد، ما قد يؤدي الى حصول مفاجأة. ولكن إن لم يحصل ذلك، فسيعمل وزير خارجية مصر على تسليم الرئاسة للأتراك. ولفتت المصادر إلى أنه لن تصدر عن القمة قرارات، إنما بيان، لا تزال المشاورات حوله قائمة على أعلى المستويات. ومع هذا البيان سيصدر قرار واحد يتعلق بفلسطين والقدس، من حيث الإصرار على مبدأ الأرض مقابل السلام، والقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، ووقف الاستيطان، وعودة المهجرين الفلسطينيين إلى أراضيهم. أما في البيان الختامي، فعدا عن إدانة التدخلات الإيرانية، هناك العمل لمكافحة الإرهاب، ومعالجة موضوع الخوف من الإسلام، واتخاذ موقف من الصراع الأرمني الأذربيجاني، والموضوع اليمني ودعم العملية السياسية، فضلاً عن السودان والعراق. وأشارت المصادر الى أن دولاً إسلامية عدة ستعمل على السعي إلى ترطيب الجو المتلبد السائد بين الرياض وطهران، وتخفيف الاحتقان. فالمساعي واردة حسب مصادر ديبلوماسية، ولكن من المستبعد القبول السعودي بها، لأن ما يهم المملكة هو أن تلتزم إيران بأقوالها، وأن تتطابق مع أفعالها. وسيندرج في البيان الختامي أيضاً ما يتصل بلبنان، إذ سيتم التضامن معه في صراعه مع إسرائيل، وإدانة انتهاكاتها للقرار 1701، والإشادة بالحوار الداخلي الحاصل والسياسة المتبعة بالنسبة إلى النأي بالنفس. وهناك فقرة متصلة بشكر القمة لكل دول الجوار على تقديم العون والمساعدة إلى اللاجئين السوريين، الى حين عودتهم إلى بلادهم.

وتوقعت المصادر أن يحصل في القمة تقدم ملموس في موقف لبنان، الأمر الذي يشكل بداية لتسهيل علاقاته مع دول الخليج، الذي يريد أن تكون المواقف التي ستُسجل على الورق في المناسبات السياسية العربية أو الإسلامية أو الدولية، متوافقة مع الموقف العربي. وبالتالي فإن أي اتجاه للموقف اللبناني بالنسبة إلى الخليج مبني على مواقف واضحة وليس على تصريحات كلامية، هو الذي سيعيد النظر في المواقف، ولكن ليس سريعاً إنما في مرحلة لاحقة. ولاحظت المصادر أن حدة الموقف الخليجي تجاه لبنان لم تزد، ولكنها لم تتراجع أيضاً. ويحاول لبنان من جهته إعادة العلاقات إلى مسارها، وسيلتزم قدر الإمكان بالإجماع العربي. فما حصل كبير جداً، والوقت مطلوب لاستعادة مسار العلاقات. وسيكون السفير اللبناني في أنقرة منصور عبدالله في عداد السفراء العرب الذين سيشاركون في استقبال الملك سلمان، على أن يلتحق بأعمال القمة لاحقاً، في حين أن السفير اللبناني لدى المملكة عبدالستار عيسى سيمثل لبنان في الاجتماعات التحضيرية للقمة على مستوى المندوبين، كون المملكة هي مقر منظمة التعاون الإسلامي، والتي تبدأ اليوم وتستمر حتى مساء غد الاثنين ويلتحق بالوفد اللبناني لاحقاً في أعمال القمة كافة. أما الاجتماع الثاني التحضيري للقمة فسيلتئم على مستوى وزراء الخارجية يومي 12 و13 نيسان الجاري، على أن تبدأ القمة في 14 الجاري وتستمر حتى 15 منه. ويشارك في القمة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام الذي يغادر بيروت الأربعاء مع الوفد الوزاري. ويسبقه اليها وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل لينضم الى اجتماعات وزراء الخارجية. ويعقد سلام وباسيل لقاءات ثنائية مع نظراء لهما على هامش أعمالها.

 

إيران بين التفاوض و... الصواريخ

 الياس حرفوش/الحياة/11 نيسان/16

الجدل الذي ظهر في الإعلام خلال الأيام الماضية بين الرئيس الإيراني حسن روحاني وقادة «الحرس الثوري» حول الطريقة الأفضل التي يفترض أن تقدّم بها إيران نفسها الى العالم وتتعاطى معه، يؤكد مرة أخرى مدى القلق لدى من يعتبرون أنفسهم مؤتمنين على تراث الثورة الإسلامية وإرثها من أي انفتاح يمكن أن تؤدي إليه خطوات روحاني، ومدى الخوف من «تسلل» الولايات المتحدة الى إيران، وفق التعبير الذي استخدمه قائد «الحرس» محمد علي جعفري لوصف ما يتوقعه من نتائج لسياسة روحاني والتيار الموصوف بـ «الليبرالي» في إيران.

وهكذا، فعلى رغم مضي 37 عاماً على الثورة، لا تزال إيران تبحث عن النهج الأنسب لتعاطيها مع العالم. كأنها لا تزال في مرحلة البدايات. ولا يمكن تفسير القلق حيال سياسة الانفتاح سوى بأنه يعود الى عدم ثقة قادة التيار المحافظ بقدرتهم على حماية بلدهم وشعبهم، ممّا يصفونها بمحاولات لتخريب ما يعتبرون أنهم حققوه من مكتسبات بعد الثورة. يذكّر حجم القلق هذا بالرعب الذي كان يسيطر على عقول وتصرفات قادة دول المعسكر الاشتراكي في زمن الكتلة الشرقية برعاية الاتحاد السوفياتي حيال التعاطي مع العالم الغربي. لهذا الغرض، كان الجواسيس يرافقون كبار المسؤولين والديبلوماسيين خلال زياراتهم الى العواصم الغربية لحمايتهم من «أخطار» الانزلاق الى ما يشكل خطراً على العقيدة الشيوعية أو على مصالح المعسكر الاشتراكي آنذاك. وبالطبع، فإن سياسة الانغلاق تلك مع ما رافقها من جاسوسية وإعدامات بحق المخالفين لم تمنع انهيار الاتحاد السوفياتي وتوابعه، لأن من الصعب على أي نظام أن يغلق رياح التغيير عن شعبه الى الأبد. في إيران يحصل شيء غير بعيد عن هذا. فالأيديولوجيا الجامدة التي تتحكم برؤية المرشد الإيراني وقادة «الحرس الثوري» من ورائه تخالفها الآن رؤية اكثر رغبة في التعاطي مع العالم وفي الانفتاح عليه. وربما كان كثيراً أن يوصف حسن روحاني بغورباتشوف إيران، بسبب القيود المفروضة عليه، وبسبب تحكم المرشد علي خامنئي بالمسار الأخير للقرارات، لكن حديث روحاني المتكرر عن حاجة القادة الإيرانيين الى الثقة بأنفسهم وضرورة التحدث الى العالم، وعن أهمية اتباع سياسة الاعتدال التي يمكن أن تحقق أهداف إيران بطريقة أسرع من سياسة التهديد والإكراه، كل هذا يوحي بأن عقل الرجل في مكان آخر بعيد تماماً عما ينظّر له قادة التيار المتشدد في إيران. تفاعل الصراع بين النهجين، منذ توصلت الحكومة الإيرانية ممثلة بروحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف الى الاتفاق النووي مع الغرب. في البداية، شعر خامنئي والمناوئون للمفاوضات من جماعة «الحرس الثوري» أنه يمكن توظيف المهارات الديبلوماسية لروحاني وظريف لإنقاذ النظام الذي باتوا يخشون عليه من أن يتهاوى تحت ضغط العقوبات. ولكن الباب الذي فتحه الاتفاق أمام المؤسسات والشركات الغربية للاستثمار في إيران أخذ يثير قلق الجهات المحافظة داخل النظام، وهي جهات كانت تعتبر على مدى العقود الأربعة الماضية أن إغلاق النوافذ وبناء الجدران قد يحولان دون أي «تغلغل» خارجي غير مستحب الى الأفكار وطرق العيش وكل مجالات الحياة التي تريدها الثورة الإيرانية لشعبها. وبينما أراد روحاني أن يوظف الاتفاق النووي كنموذج للعلاقات الطبيعية التي يمكن أن تقوم بين إيران وسائر الدول، رد عليه قائد «الحرس الثوري» بالقول أن من يرون الاتفاق النووي نموذجاً يعانون من قصر نظر وإذلال للذات. ثم وجه تهديداً واضحاً الى روحاني بالقول: الأفكار السياسية المنافية للثورة الإسلامية لن تدوم، حتى لو هيمنت في مرحلة معينة على الحكومة... هذا الصراع أصبح معروفاً في إيران بالصراع بين «عهد التفاوض»، ممثلاً باتجاه روحاني، و «عهد الصواريخ» الذي يعبر عنه خطاب «الحرس الثوري». والمدهش هنا هو الانحياز الكامل في موقف خامنئي الى «الحرس» والانتقاد غير المبطن لسياسات الرئيس. يقول خامنئي: من يتحدث عن المستقبل باعتباره عهد التفاوض لا الصواريخ هو إما جاهل أو خائن... عصرنا هو كل شيء، الصواريخ والمفاوضات ايضاً، وإلا ضاعت حقوق الشعب بسهولة.

صراع مرشح للتفاعل، ما يعني أن القلق من سياسات إيران سيمتد الى سنوات مقبلة، بانتظار أن تهيمن سياسات التعقل على نهج المتطرفين الذين يتحكمون اليوم بالقرار الإيراني.

 

عن «وثائق بنما» وخدمة المصلحة العامة

 بيسان الشيخ/الحياة/11 نيسان/16

سجلت الصحافة الاستقصائية في «وثائق بنما» أخيراً، إنجازاً غير مسبوق منذ فضيحة «ووترغيت»، التي لم تدفع الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون إلى الاستقالة فحسب، بل كان لها الفضل في تسطير أول مبادئ حق الوصول إلى المعلومات والوثائق العامة. وتحولت هذه المبادئ لاحقاً في بعض البلدان قوانين يكفلها الدستور، بما يضمن للصحافة حق الكشف وإطلاع الجمهور على ما يحاك في دوائر القرار، وذلك عملاً بمبادئ الشفافية والمحاسبة التي تكفلها الأنظمة الديموقراطية، حيث قطاع الإعلام يشكل احدى ابرز أدوات تلك المحاسبة.وتفوقت «وثائق بنما» حتى على تسريبات «ويكيليكس»، لما شاب الأخيرة من ثغرات مهنية، واصطفافات سياسية، ودوافع انتقائية وانتقامية قابلة للأخذ والرد، أضعفت مصداقيتها وجعلت من يستند إليها كمن يخدم معسكراً ضد آخر. أما «وثائق بنما»، التي عمل عليها جيش دولي من الصحافيين الاستقصائيين بصمت وسرية طوال عام، من دون أن تربطهم شللية وظيفية، أو أيديولوجيا حزبية، أو تعصب وطني، فأثبتت أنه لا يزال هناك بريق أمل لتحقيق الهدف الأول من هذه المهنة، والمتمثل في خدمة المصلحة العامة. لكن تلك الفكرة التي قد تبدو بسيطة وبديهية، أي خدمة المصلحة العامة، هي في الواقع عمل شاق إن لم يكن مستحيلاً في بلداننا. ذاك أن مجرد تعريف المصلحة العامة يصطدم بجدران «المصالح العليا»، و«الأمن القومي»، و«قوانين الطوارئ»، ومصالح الجماعات والطوائف... وغيرها من القيود التي تجعلها ترفاً مهنياً من جهة، ومصدر خطر مجتمعي من جهة أخرى. هذا ناهيك عن خلط واضح ومفتعل في رسم الحدود بين العام والخاص، سواء في المفاهيم النظرية أو ما يترجمها على أرض الواقع. وقد يبدأ ذلك من توسيع شرفة منزل لتقضم جزءاً من الرصيف، إلى استملاك واجهة بحرية لمدينة بأكملها، وصولاً إلى تغذية حسابات مصرفية شخصية وعائلية من خزينة الدولة والمال المرصود لمؤسساتها.

لذا، تبدو مشاركة مجموعة من الصحافيين العرب في كشف «وثائق بنما»، ضرباً من الشجاعة المنقطع النظير. قد يراها البعض تهوراً لما قد يتعرضون له من تهديد مباشر أو من إحباط وانسداد أفق بأن شيئاً في بلدانهم لن يتغير، لكنه يبقى تحدياً كبيراً وحملاً ثقيلاً أخذوه على عاتقهم بالنيابة عنا جميعاً.

لكن ثمة ثغرة لم تأخذ حقها في النقاش وهي تكمن في الأطر الناظمة لهذا النوع من العمل، والذي يجب أن يخرج عن إطار المبادرة الفردية مهما كانت شجاعة، إلى إطار المؤسسات والسلوك المهني الأوسع.

فمن نافل القول إن المصلحة العامة لا يمكن أن تعرف وتخدم ما لم يكن هناك إطار سياسي واقتصادي ونظام حكم يرسم العلاقة بين الدولة والأفراد، ويفصل المناصب عمن يشغلونها في المؤسسات، ويحدد صلاحيات كل طرف وواجباته ومسؤولياته. فتخرج بذلك العلاقة بين العام والخاص عن دائرة الأسرة البطريركية وكيفية إدارة شؤونها، إلى دائرة القوانين والحقوق، لتخرج الصحافة بدورها عن كونها «شغباً» محبباً حيناً ومكروهاً أحياناً، إلى تكريسها كخدمة عامة مثل الكهرباء والماء وبناء الأرصفة. فعوضاً عن الاعتماد على كرم رب الأسرة، وعدالته وسعة صدره، وقد لا يكون أي من ذلك متوافراً، يصبح الاتكال على منظومة حماية ومحاسبة خارجية يكفلها الدستور.

ما يغيب في هذا السياق، أن تلك المؤسسات والأملاك والخزائن وغيرها مما هو نظرياً حق عام وملك عام، لا يمكن إخضاعه لسلطة المواطنين/ الأفراد في الرقابة والمحاسبة، سواء عبر الصحافة أو غيرها من الكيانات المدافعة عن «المصلحة العامة»، إذا كان المواطنون رعايا «طوائف»، وليسوا دافعي ضرائب أولاً وناخبين ثانياً. فإن لم يتوافر شرط دفع الضرائب وتغذية خزينة الدولة من مداخيل القوى العاملة، بما يجعل هؤلاء شركاء فيها، ثم في المقابل ممارستهم المحاسبة عبر صناديق الاقتراع، لا يمكن الحديث عن أي مصلحة عامة... فكيف بصحافة استقصائية تدافع عنها.

واللافت أن بلدان الربيع العربي، التي شهدت فورة إعلام بديل وثورة مواطنين صحافيين قفزت مباشرة إلى إنجاز التقارير الاستقصائية وأكبر عدد منها يصب في ميادين التعليم والصحة والمتاح من المواضيع، من دون السعي إلى تأسيس بيئة سياسية أو أرضية قانونية صلبة لتكريس تلك الممارسة المهنية وحمايتها لاحقاً. ومن مفاعيل ذلك اصطدام عدد كبير من النتاج الاستقصائي الناشئ برفض المؤسسات نشره أو تبنيه أو اعتماده كـ «سياسة تحريرية»، ما يجعل هؤلاء الصحافيين مغردين خارج سربهم. أما البلدان ذات التجربة الإعلامية الأقدم والأكثر تحرراً، كلبنان على سبيل المثال، فكشفت عن عري تام وعطب عميق يعانيه قطاع رسم صورة البلد منذ قيام الجمهورية، ولن تكون التجارب الناشئة من حوله بمنأى عنه. ذاك أن القليل من الاستقصاء الذي أنجز، استخدم في غالبيته من قبل المؤسسات الإعلامية كسلاح «تعبيري» وتشهيري ضد خصم سياسي، لتنطلق بين الفترة والأخرى حملات تراشق وتخوين تتخذ شكل الصحافة الاستقصائية ولا تسعى الى خدمة أي مصلحة عامة. وفي بلد قد يكون منجماً حقيقياً لهذا النوع من الصحافة، لا سيما أن المؤهلات المهنية موجودة وكثيرة، يعاني الجسم الإعلامي من انتهاك حقوقه، واستغلال أرباب العمل له، والأسوأ أن سلطة التقصي وصلاحيات الكشف لا تزال تقتصر على الأجهزة الأمنية والمستثمرين فيها من السياسيين عوضاً عن صحافيين شجعان يعملون بصمت. ربما يفيدنا أن نبدأ مجدداً، في تعريف المصلحة العامة.

 

الراعي مدشنا القصر البلدي لجعيتا: لن نقبل أن نستعد للاحتفال بالمئوية الأولى لإعلان لبنان الكبير بدون رئيس

الأحد 10 نيسان 2016 /وطنية - رعى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، حفل تدشين القصر البلدي الجديد في بلدة جعيتا، في حضور السفير البابوي غابريال كاتشيا، وزيرة المهجرين أليس شبطيني ممثلة الرئيس ميشال سليمان، الوزير السابق سليم الصايغ ممثلا الرئيس أمين الجميل ورئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل، وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، روجيه عازار ممثلا رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، النائبة ستريدا جعجع ممثلة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، النائبين نعمة الله أبي نصر وفريد الخازن، ممثل قائد الجيش العماد جان قهوجي العميد الركن عماد أبو عماد، ممثل المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم العميد وليد عون، ممثل المدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعة العميد ساسين مرعب، قائد الدرك العميد جوزف حلو ورئيس اتحاد بلديات كسروان الفتوح نهاد نوفل.

قدم للحفل الإعلامي ماجد بو هدير، وبعد النشيد الوطني، ألقى رئيس بلدية جعيتا سمير بارود، كلمة ترحيبية شكر فيها الراعي "رعايته الحفل"، مشيرا الى أن "جعيتا وضعت لبنان على خارطة السياحة العالمية".

وقال: "لا نرحب بكم في جعيتا اليوم لأنكم الأولى بالترحيب، وبحضوركم تباركون هذا الصرح، وتؤكدون أن لبنان لن يموت، نحن نضم صوتنا الى نداءتكم يا صاحب الغبطة، بوجوب انتخاب رأس للدولة، التي لن تستقيم من دون رأس يوحدها".

بارود

ثم تم عرض وثائقي عن بلدة جعيتا على شاشة عملاقة، تلاه كلمة من خارج البرنامج للوزير السابق زياد بارود، قال فيها: "نحن هنا يا صاحب الغبطة في رعيتكم على مرمى حجر من بكركي، ونرحب بكم يا معالي الوزير الصديق (نهاد المشنوق)، ونقول إنك من أهل البيت، وأنت لم تتردد ولو لحظة بمشاركتنا هذا الحفل، فنحن نعرف محبتكم للبنان من عرسال الى جعيتا".

المشنوق

وألقى المشنوق كلمة استهلها مخاطبا الراعي بالقول: "اخترتم يا غبطة البطريرك إسم القديس بطرس في لقبكم البطريركي. بطرس الصخرة، صخرة الكنيسة الكاثوليكية التي لا يقوى عليها الجحيم كما ورد في إنجيل متى. الصخرة، أساس العقيدة وسر الوجود، وإكسير حياة المؤمنين المسيحيين الكاثوليك، ممثلا السيد المسيح على الأرض. أستأذنكم بالاستعارة غبطة البطريرك لأقول، إن صخرة اللبنانيين التي لا يقوى عليها الجحيم هي الدولة، أساس العقيدة الوطنية اللبنانية، وسر وجود هذا الكيان المهدد، وإكسير حياة اللبنانيين الذين يختبرون من حولهم انهيار الأوطان والدول، ويشاهدون على الشاشات، "سفر الخروج" إلى براري الشتات وبحار الموت ومدن الصقيع". أضاف: "الدولة هي صخرة اللبنانين، أي دين اعتنقوا، وإلى أي مذهب انتموا. ولهذه الدولة مواطنون ومسؤولون وسياسيون وناشطون، لم يضعف ايمانهم بها، حتى وهي في أكثر لحظات ضعفها وتعبها. هذه الدولة، حين ينتصر لها الشرفاء، تفعل فعلها. بالامس كان لنا وللمشككين فيها، درس وعبرة، في محاكمة القاتل ميشال سماحة، الذي عاد الى مكانه الطبيعي، منتظرا من سيلحقون به بإذن الله وإرادة اللبنانيين وسعيهم. اخترنا ان نعترض من قلب الدولة، وأن نصحح من قلب الدولة، وان نكافح من قلب الدولة، وعبر المحكمة نفسها التي كانت ولا تزال موضع انتقاد، وعنوانا للإصلاح الضروري".

وتابع: "اخترنا الدولة، وانتصرنا لها وبها، رغم ان الكثير منا وأنا أولهم أخذته الحمية بسبب جريمة الاغتيال الظالم للواء وسام الحسن، لكن الرئيس سعد الحريري رفض الشارع ورفض الإستقالة من المسؤولية، وأصر على التمسك بمسارات الشرعية، باختصار لم يستوحش درب الحق والحقيقة رغم قلة سالكيه!".

وقال: "إن الحكم الاخير على سماحة، هو حكم غير مباشر على النظام القاتل في دمشق، وجرس إنذار للمصرين على حمايته لأنهم يحمون قاتلا، لا يستأهل قطرة دم من دماء شباب لبنانيين سلكوا هذا الدرب المذهبي. وهو حكم يقول بأعلى صوت، أن الميزان الوطني في لبنان لم يكسر، مهما بلغت حدود التطاول على إرادة اللبنانيين الحالمين بوطن حر سيد مستقل، عربي، لا يقطع الجسور مع العرب، فيما العرب منهمكون في بناء الجسور المادية والمعنوية في ما بين دولهم ومجتمعاتهم.. تحية إلى خادم الحرمين الشريفين باني جسر العروبة الحديثة بين مصر والسعودية".

وأردف: "أعود إلى الدولة لأقول أنها تتعرض اليوم، كما كانت تتعرض لعقود طويلة، لحملة استنزاف لمعنوياتها ومصداقيتها وسمعتها وثقة الناس فيها، تارة تحت عنوان محاربة الفساد وطورا تحت عنوان الفضائح التي تتناسل، والتي يتبرأ منها كل السياسيون دفعة واحدة، كأنهم مجرد جمهور يتفرج على لعبة إنهيار المؤسسات والدولة والاخلاق والقيم، وليسوا لاعبين في صميمها، أكانوا دخلوها أبان الحرب الاهلية، أو دخلوها بعد الطائف، او إلتحقوا بها بعد العام 2005!".

وتابع: "نشاهد حملات مكافحة فساد، بلا فاسدين، وحملات محاربة تورط بلا متورطين، وحفلة اتهامات تشبه حفلات نشطاء الانترنت، بدل تشكيل ملفات محترفة تقدم للقضاء! والنتيجة؟ تفتيت الصخرة. تفتيت الدولة. والسماح للكل بالتطاول عليها بالإتهام والتعميم والقدح والذم".

واستطرد: "لا يمكن لشخص يمتلك الحد الأدنى من احترام ذاته وعقول من يخاطب، إلا أن يعترف أن الفساد قائم وربما كبير، لكن الفساد لا يعالج بزجليات الإتهام وإطلاق المخيلات المريضة، أو التسلية باللبنانيين ومصيرهم!".

وقال: "سأتحدث بما أعرف. وما أفعل. نعم هناك فضيحة فساد كبيرة في قوى الأمن الداخلي. لكن الصحيح أيضا أن هذه الفضيحة بدأ التحقيق فيها الجهاز نفسه، وبإشراف مدير عام قوى الامن الداخلي، النزيه، الشريف، اللواء إبراهيم بصبوص. فالتحقيقات أجرتها شعبة التحقيق والتفتيش في قوى الأمن، والملفات صارت بعهدة القضاء وستعلن النتائج أمام الشعب اللبناني".

ورأى ان "هذا ليس تفصيلا في مشهد انفجار ملف الفساد في أكثر من قطاع. بل مدعاة فخر واعتزاز، ومصدر تشريف لكل اسم ارتبط بمتابعة هذا الملف من أصغر عنصر في جهاز قوى الأمن الداخلي مرورا بموظفي وزارة الداخلية وصولا لي شخصيا، وهذا شرف أدعيه وأدعيه وأدعيه. فالتحقيق شجاعة. والمحاسبة مسؤولية. ولا أفهم معالجة ملف الفساد خارج هذه الثنائية التي لا تستبدل بمنطق التعميم والتشويه وتجهيل الفاعل أو التسلية والهذر وتزجية الوقت. فاللبنانيون ومستقبلهم، والدولة ومؤسساتها، ليست مطية لطامح هنا او متقاعد هناك.

لذلك اعيد وأكرر ما قلته بالامس، إن الحملات على وزارة الداخلية بشخص وزيرها وفريقه، والأجهزة الأمنية، والحملات على أي مؤسسة رسمية في الدولة، عبر سوق الإفتراءات والادعاءات الكاذبة ونشر العبارات المسيئة والحاقدة، هي أفعال جرمية يعاقب عليها القانون.

وهنا اسمحوا لي ببعض الصراحة. فأنا أمين لتاريخي الشخصي، ولن تسقط أولويتي، لا في وزارة الداخلية ولا خارجها، حيال حماية الحريات العامة المقدسة. لكن التذرع بالحريات للتغطية على حملات الافتراء والاكاذيب والتشهير والمس بالكرامات من دون أي وجه حق او مسوغ قانوني هي مسألة لن أقبل بمرورها مرور الكرام، وهذه مسؤولية كل فرد في الدولة، بل كل مواطن، تعنيه سمعة المؤسسات وهيبة الدولة".

وتابع: "الدولة صخرتنا الأخيرة وإلا فأبواب الجحيم. ولأن الشيء بالشيء يذكر، فالدولة لا تقوم أيضا والأوطان لا تستمر بتحويل كل معركة سياسية الى معركة وجود وحرب مصير. الدولة لا تقوم والاوطان لا تستمر بإختراع أشباح وجنيات، ثم ندعو اللبنانيين لمطاردتها والقضاء عليها، لدرجة ان يصدق الكذبة من فبركها، ويصدق الخرافة من صنعها".

أضاف: "كلنا في لبنان، معا، كمواطنين، وأفراد وجماعات، نتعرض لخطر وجودي، لا يواجه بالمفرق. فلا وجود لفرقة ناجية في لبنان دون غيرها، ولا وجود لحلول خاصة لطائفة تنقذها، بمعزل عن الطوائف الأخرى.

أنا اللبناني المسلم، يهددني التوطين لو كان واقعا، بمثل ما يهدد المسيحي. لأسباب مختلفة ربما، لكنه يهددني بالمقدار نفسه. فالتوطين ليس مشكلة عددية وحسب، تطال الميزان الديموغرافي، بل مشكلة اقتصادية وبيئية وقيمية وسياسية ومناطقية، وكيانية، لا يملك لبنان اي مقومات تساعد على استيعابها. وتزداد خطورة هذا العنوان حين يكون مجرد نسج من الخيال ربطا بمعركة سياسية، أو ربطا بطموح سياسي مشروع".

وأردف: "ومثل فزاعة التوطين، هناك فزاعة الحضور المسيحي في الدولة، وخرافة الرئيس الاقوى في طائفته. أغلب من يتحدثون عن إنتخاب الرئيس، يكتفون بهذه العبارة إنتخاب رئيس للجمهورية. ولهذا أقدر إصرار بكركي وسيدها أنها في كل مرة تأتي على ذكرها تضيف "بموجب الدستور" لتصير العبارة "إنتخاب رئيس للجمهورية بموجب الدستور"، كما ورد قبل أيام في بيان القمة الروحية المسيحية التي دعا اليها غبطة البطريرك".

ورأى ان "إنتخاب رئيس الجمهورية ليس آليه مفتوحة للإجتهاد والتفسير والاسقاطات النفسية والسياسية والشخصية، وتاريخ لبنان المديد، منذ الاستقلال وحتى اليوم حافل بسجل رئاسي لا يترك مجالا لإبتكارات اللحظات الاخيرة، ومعارك تفصيل الدستور على مقاسات الاشخاص، ممن تربطني بهم صداقات عميقة، كالجنرال ميشال عون".

وقال: "دعونا نتصارح أكثر. إن نظامنا السياسي قائم على أن لبنان بلد تعددي، وهو ما يجب أن ينعكس على سلطات الدولة جميعا. لم أخترع أنا هذا النظام، لم أقرر أنا أن يكون رئيس الجمهورية مارونيا، ورئيس مجلس الوزراء سنيا، ورئيس مجلس النواب شيعيا. فهذه من قواعد النظام نفسه. ولو صح أن الأقوى في طائفته هو من يحتل المنصب المرصود لطائفته في النظام السياسي، لاستقام السجال الذي يقول إما فلان رئيسا وإما الفراغ بذريعة حماية الشراكة".

أضاف: "مع إحترامي وتقديري للجميع. هل الرئيس نبيه بري هو الأقوى في طائفته؟ وهل رؤساء الحكومة الثمانية الذين شكلوا حكومات منذ الطائف إلى اليوم، غير الرئيس الشهيد رفيق الحريري والرئيس سعد الحريري، هم الأقوى في طائفتهم؟ الجواب الصريح والصادق والدقيق: كلا. فلماذا المبالغة في إختراع واقع سياسي ومحاولة البناء عليه، فتكون النتيجة المزيد من ضرب الوطنية اللبنانية وضرب منطق الشراكة".

وتابع: "ربما يشعر البعض أن الشعارات الوطنية والعابرة للمذاهب لا تستقيم مع طبيعة النظام السياسي اللبناني. وهذا صحيح. وربما يعتبرها البعض مقدمة للاستحواذ والاستبعاد وغيرها. نعم هناك فجوة بين جاذبية الخطاب الوطني وبين واقع النظام السياسي التعددي التحاصصي. لكن الصحيح أيضا أن الشعارات شبه التقسيمية وعناوين الفديرالية المذهبية لا تستقيم هي الأخرى مع النظام السياسي اللبناني".

واعتبر ان "ما يجري هنا هو صراع طموحات وتصورات لا علاقة لها بانتظام العمل السياسي في لبنان، ومحاولة فرض اجتهادات وأعراف لا علاقة لها بالدستور الذي تتمسك بكركي وسيدها بحمايته. إن المدخل للتعامل مع هذه الطموحات والتصورات لا يمكن أن يمر من خارج الدستور القائم، فلنذهب الى انتخاب رئيس بمواصفات الكنيسة المارونية التي طالبت برئيس "يلملم الشمل وينتخب وفقا لسيرته بناء على ماضيه وحاضره ومستقبله". ولنعد إلى تكوين السلطة بما يحمي الدولة، التي هي صخرة اللبنانيين جميعا، ولننطلق من جادة الصواب نحو أي تطوير ممكن للنظام السياسي اللبناني".

وقال: "هناك فارق كبير بين معركة وطنية لتطوير النظام ومعركة سياسية بحجة تطوير النظام. فالأخيرة لا تبقي نظاما ولا تبقي دولة. وتفتح ابواب الجحيم.

سبق لي في كلمة ألقيتها في ذكرى عميد الوطنية اللبنانية الراحل ريمون إده أن قلت إنني أنتمي إلى جيل أخطأ بحق لبنان. كان الإعتراض على الشراكة في حينها بوابتنا إلى الخطيئة. يومها بالغ المسلمون في حدة التعبير عن اعتراضهم على مطالب الشراكة وفق قواعد الجمهورية الأولى. وبالغ المسيحيون في إهمال مطالب المسلمين. وكان أن ركب بعضنا موجة الثورة الفلسطينية، بعض عن قناعة ووجدان عروبي وأكثر بكثير من باب استغلال الذراع الفلسطينية للي ذراع المارونية السياسية. وذهبت البلاد إلى الحريق الكبير الذي لا زلنا نختنق بدخانه ونتلوى على جمره".

استطرد: "كأننا اليوم أمام نسخة معكوسة من اشتباك الشراكة نفسه، وكلي رجاء أن لا يبالغ المسيحيون في التعبير عن المظلومية، بما يجعل من موظف في وزارة عنوانا للوجود المسيحي في بلد أو في المنطقة، كما أرجو ألا يبالغ المسلمون في القفز فوق موجبات الحد الطبيعي الذي يشعر المسيحيين بشراكة عادلة.

هذا اعتراف بطبيعة المشكلة الآن، من موقع الشريك المسؤول والمحب عن سلامة الشراكة. ومن هذا الموقع أسأل، من باب الحرص وليس التهرب، والمسؤولية الصادقة وليس التعمية والتهويل: هل الآن توقيت صائب لمعركة الأحلام الصغيرة ونحن نكاد نضيع الدولة والكيان والوطن؟، أين تصرف الحقوق الصغيرة وقواعد الشراكة إذا ما تحللت المؤسسات وتهاوت بقايا السيادة واندثرت أسس الدولة وطار الكيان؟، ألم يكن لدى المسيحيين ترسانة من الصلاحيات والمواقع حتى عام 1975؟، كيف حمت هذة الترسانة الموقع المسيحي في النظام السياسي اللبناني حين انهار كل شيء لا سيما السيادة الوطنية اللبنانية نتيجة تهاون إسلامي- مسيحي بها وتقديم كل شيء عليها؟. ما صح يومها يصح اليوم، إن أعدنا التجارب نفسها والعلاجات إياها".

وختم: "أخيرا، كتب الوزير زياد بارود العالي الوطنية مثل الجبل الذي نقف عليه، كتب في رسالة الدعوة التي وجهها الي: "أرجو أن يكون جوابكم بالايجاب، فالناس تحبكم كما كلنا، واطلالتكم في كسروان حلوة ومحببة". أرجو أن أكون قد وفقت في مواكبة خفقان قلب هذا الجبل والاستماع إلى نبضاته المعبرة عن هواجسه وتطلعاته".

الراعي

ثم، ألقى الراعي كلمة، استهلها بالقول: "من أجمل ما يكون في أيامنا هذه، هو هذا اللقاء في جعيتا، فقد زرنا العديد من الرعايا والأديار، وها نحن ندشن القصر البلدي ونكرم المهندس إيلي سلوان، الذي قام ببناء هذا الصرح على نفقته الخاصة". وبعد توجيه تحيات الشكر على الكلمات التي ألقيت بالمناسبة، قال: "نحن في هذا القصر البلدي حامل رونق العمارة، نؤكد أنه لا يمكن أن تكون عمارة من دون سقف، وعبثا نحاول أن نعيش من دون رئيس فنتعثر ونتعثر"، داعيا "لنجدد إيماننا بلبنان، وبمؤسسات هذا الوطن، وعلى رأسها رئيس الجمهورية"، مؤكدا "نحن لن ننفك عن المطالبة بانتخابه، لأنه لا جسم من دون رأس". أضاف "هذه العمارة تجدد إيماننا بوطننا الجميل، وكلنا مسؤول أن نعيد للبنان جماله الطبيعي وجماله التكويني المسيحي والمسلم في الصيغة، التي تميزه عن كل بلدان المنطقة، والتي جعلت منه رساله كما قال عنه البابا يوحنا بولس الثاني. ونحن في البطريركية نواصل الحرص على لبنان المستقل السيد الحر وعلى العيش معا، وكم كنا نتمنى ونحن على مشارف نهاية ولاية رئيس الجمهورية السابق، أن تتم عملية الانتخاب لرئيس جديد، نستعد معه للاحتفال بالمئوية الأولى لإعلان لبنان الكبير في العام 1920". وتابع "لقد وضعنا وثيقة وطنية أردناها أن تكون بيد الرئيس العتيد، لنعمل معا على التهيئة لها. ولن نقبل بهذا الواقع، ولا يمكننا الاستعداد لإحياء المئوية بهذا الشكل"، مجددا مطالبته "كل الكتل السياسية والنيابية بالاسراع في انتخاب الرئيس"، بالقول: "كفى، فقد آن الأوان لانتخاب رئيس، ليعود للبنان كرامته وموقعه في الأسرة الدولية".وقال: "لقد سمعنا الكثير عن تاريخ جعيتا. وهي إنها وفية لتاريخها، ونحيي إبن هذه البلدة زياد بارود، ونقول له: أحبك اللبنانيون وبسببك هم يحبون كل وزير داخلية". ثم وجه كلامه إلى الوزير المشنوق "نهنئكم على قرار إجراء الانتخابات البلدية حرصا على تداول السلطة، ونطالب الأحزاب والسياسيين بعدم الهيمنة على الانتخابات البلدية، لأنها أمر اهلي، محلي، عائلي وإنمائي، وتسييسها يفسدها، أما إجراء هذه الانتخابات فهو تكريس للديمقراطية وتشجيع للمجلس النيابي على انتخاب رئيس للبلاد، لأنه لا يوجد أي مبرر لهذا التأخير". وختم بالقول: "نختم هذا التدشين، بتقليد المهندس إيلي سلوان وسام غريغوريوس الكبير البابوي، لأنه يستحقه، فهو يعطي ويدرك أن بركة الله هي للتقاسم. هذا الوسام البابوي أراده المطران روحانا والمجلس البلدي كتكريم لكم ولجعيتا، ولكل إنسان يحب الخير ويعطي من قلبه". ثم تلا السفير البابوي مرسوم تقليد الوسام باللاتينية، بعدها قلد الراعي سلوان الوسام، ثم أزاح الستار عن اللوحة التي تؤرخ للمناسبة.

 

أي مصير ينتظر الصحافة اللبنانية بعدما فقدت دورها؟

القدس العربي اللندنية/رلى موفّق/11 نيسان/16

 الصحافة اللبنانية في مأزق، تُعاني صعوبات مالية ومهددٌ بعضها بعدم القدرة على الاستمرار. ولكن السؤال المحوري الذي لا بد من طرحه هو: هل إن المأزق يقتصر فقط على الصحافة اللبنانية؟ أم أننا أمام تحوّلات كبرى فرضت نفسها على الصحافة الورقية مع الثورة التكنولوجية التي أسهمت في خلق وسائل اتصال وتواصل حديثة وتدفق للمعلومات عابر للحدود والزمان والمكان، بحيث أضحى العالم الافتراضي مساحة رحبة ومفتوحة للصحافة الإلكترونية التي تشكّل اليوم التحدي الأبرز لحفيف الورق وحنين ملمسه ورائحة الحبر العابقة منه. ففيما كان إعلان جريدة «السفير» لقرارها بالتوقف عن الصدور مع الأول من نيسان الحالي، يشغل المتابعين، كانت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية تُعلن عن توقف نسختها الورقية وتوجهها نحو الصحافة الرقمية، وبكلمات بسيطة مُعبّرة طوت حقبة من تاريخها. أقفلت على الزمن الغابر، لكنها لم تمض إلى غياهب النسيان بل إلى مستقبل جديد ينتظرها. قالت: «اليوم توقّفت المطابع، وجفّ الحبر، وقريباً لن يُصدر الورق حفيفاً. لكن مع إغلاق فصل يُفتح آخر، وستواصل روحية الإندبندنت الازدهار». هنا بيت القصيد. تُطوى صفحة لتُفتح صفحة جديدة. إنه العالم المتغيّر حيث لا مكان للسكون، للبُهتان وحتى لرمشة العين، عالم تحكمه سرعة الحركة… سباق من نوع آخر يقاس بالثواني. في لمحة بصر ينتشر الخبر في كل أصقاع الأرض… بفضل «ثورة الاتصالات» والعولمة التي أصبح معها ما يدور في هذا الكون وعلى هذه الأرض في متناول اليد، لحظة بلحظة، مع تطور وسائل التواصل وانضمام الهواتف الذكية الموصولة بـ «الانترنت» إلى شقيقاتها من الألواح الذكية والكومبيوتر المحمول.

هذا التحوّل الكبير فاجأ الجميع. ولا يتعلق الأمر اليوم بظهور الصحافة الرقمية بديلاً للصحافة الورقية، بل بسبر أغوار الوظيفة الجديدة التي على الصحافة الرقمية نفسها أن تقدمها، وهي حكماً لا تقتصر على نقل الخبر والمعلومة. فكيف الحال بالصحافة الورقية.

أزمة الصحافة اللبنانية أنها أهملت ما يدور من تحوّلات حولها، وتأخرت عن فهمها. استكانت لواقعها، وللدور الذي كانت تلعبه، في نظرة اتسمت بالقصور من جهة، والعجز من جهة ثانية.

فصحافة لبنان، ولا سيما في العهد الحديث، تندرج في خانة الصحافة الليبرالية التي لم تكن يوماً صحافة مموّلة من الدولة، تموّلها وتُحدّد موازنتها وتغطي عجزها وترعاها وتدير توجهاتها السياسية. كانت الصحافة، ولا تزال، صحافة تعود لعائلات وأفراد وتنطق بلسان صاحبها ومحسوبة في غالبيتها على الطائفة التي ينتمي إليها، تعكس مشاريع سياسية تحتدم أحياناً وتتناغم أحياناً أخرى، فضلاً عن الصحافة الحزبية التي تنطق بلسان أحزابها.

يروي كثيرون ممن رافقوا تاريخ الصحافة اللبنانية أنها كانت منذ نشوء لبنان الكبير، وزمن الانتداب الفرنسي منذ عشرينيات القرن الماضي وإلى مرحلة الاستقلال عام 1943 وما تلاها، تصدر بإمكانات متواضعة وبفريق عمل صغير وطباعة بسيطة، فكان المبيع يغطي تكاليف الجريدة، ما حوّل القارىء إلى مموّل رئيسيّ للصحيفة. ولكن مع تطوّر صناعة المطابع والحاجة إلى الالتحاق بركب طور التحديث الحاصل في فن الطباعة، بدأت الصحف اللبنانية، منذ الخمسينيات، باعتماد الآلات المطبعية الحديثة، وكانت يومها «مؤسسة سعيد فريحة» التي تصدر عنها جريدة «الأنوار» ومجلتا «الصياد» و «الشبكة» وغيرها من المطبوعات، السبّاقة في هذا المجال، وكرّت معها السبحة لاحقاً إلى جريدة «النهار» ومثيلاتها من الصحف، وهو الأمر الذي زاد من الأعباء المالية للصحف، والتي ترافقت مع اتساع مساحة التوزيع والانتشار لتتخطى الحدود إلى الخارج. لم يكن الاعتماد، في تلك المرحلة، على المداخيل المتوفرة من مبيع الأعداد إلى القرّاء، بل شكّلت الإعلانات جزءاً من كلفة الأعباء. لكن جزءاً من التمويل كان في تلك الآونة قد ارتبط بتحوّل الصحافة اللبنانية إلـــى جزءٍ من أدوات الصراع بين المــشـــاريع السياسية في المنطقة.

دخل تعبير «المال السياسي» إلى الصحافة اللبنانية مع بروز الرئيس المصري جمال عبد الناصر في خمسينيات القرن الماضي كظاهرة تخطت حدود الدولة الوطنية إلى مشاريع وحدوية تحت شعارات الأنظمة «التقدمية» في مواجهة الأنظمة «الرجعية». التكتلات السياسية اللبنانية كان لكل منها صحافتها، والأحزاب اللبنانية قاطبة، من أقصى اليمين إلى الوسط فأقصى اليسار، حظيت بصحفها، وشهدت تلك الصحف، وفق سياستها، مرحلة طويلة من الاصطفافات على وقع الأحداث التي عصفت بالمنطقة بدءاً من انقلاب عبد الناصر في مصر وما عُرف بـ «ثورة الضباط الأحرار»، إلى الوحدة المصرية ــ السورية في 1958 والانفصال في 1961، إلى حرب اليمن عام 1962 التي جسّدت الصراع بين مصر والمملكة العربية السورية، فاستيلاء «حزب البعث» على السلطة في سوريا عام 1963 وفي العراق عام 1968، وما بين التاريخين من نشوء منظمة التحرير الفلسطينية عام 1965 مروراً بالحدث الأهم والأبرز المتمثل بنكسة 1967، فالانقلاب عام 1969 في ليبيا، وصولاً إلى حرب أكتوبر 1973، فالحرب اللبنانية التي امتدت على مدى 15 سنة.

فحتى بداية الحرب الأهلية في لبنان، كانت أكثر من عشرين مطبوعة تصدر يومياً. يذكر الجيل المخضرم من اللبنانيين أسماء صحف رافقتهم في نشأتهم وشبابهم ولا تزال في الذاكرة، مثل «لسان الحال» و «المحرر» و «الجريدة» و «بيروت المساء» و «اليوم» و «الشمس» و «الهدى» و «الشعب» و «الحياة» و «الأخبار» و «الجمهورية» و «السفير»، والتي توقفت في غالبيتها لوفاة مؤسسيها، فيما تلاشت الجرائد الحزبية مثل «النداء» الناطقة بلسان «الحزب الشيوعي» و «العمل» الناطقة بلسان «حزب الكتائب» و «الأحرار» التابعة لـ «حزب الوطنيين الأحرار» و «الأنباء» التي تعود لـ «الحزب التقدمي الاشتراكي»، لتحلّ محلها الإذاعات الحزبية التي كان أثيرها يخترق الحواجز الإسمنتية. واستطاعت صحف «النهار» و «الأنوار» و «اللواء» و «الشرق» و «الأوريان لوجور» الاستمرار في الصدور، فيما عادت «السفير» إلى الصدور عام 1974 بعدما اشترى امتيازها الصحافي طلال سلمان بـ «المال السياسي»، وهو الذي صقل تجربته في عدد من المطبوعات اللبنانية والعربية مناصراً «للقضية الفلسطينية ونضال الشعوب والفكر التقدمي وأحلام القومية العربية»، وفق تعبير أحد الذين عرفوه. وانضمت صحف جديدة إلى السوق الإعلامية بعيد انتهاء الحرب مثل «الديار» و «المستقبل» و «البلد» وعادت « الديلي ستار» الناطقة بالإنكليزية إلى الصدور، وكذلك «الجمهورية» و «الحياة» إنما بملكية جديدة و»الأخبار» بإدارة وتوجّه سياسي مختلف، فيما غابت «البيرق» مع وفاة مالكها نقيب المحررين السابق ملحم كرم.

وعلى رغم بروز الإعلام المرئي، في تسعينيات القرن الماضي، على الساحة اللبنانية مع نشوء عددٍ من المحطات التلفزيونية ضمن أطر المحاصصة السياسية والحزبية والطائفية، فإن المطبوعات اليومية والأسبوعية استطاعت أن تصمد وتستكمل مشوارها المهني. وما ساهم في ذلك استمرار تدفق المال السياسي، سواء من ليبيا والعراق وسوريا ومصر ودول الخليج أو مما حمله رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري من مشروع سياسي ــ اقتصادي للبلد بعد انتهاء الحرب وبدء مسيرة إعادة الإعمار، حيث ساهم في دعم الكثير من وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة، بالتوازي مع المؤسسات الإعلامية التي أنشأها، والمتمثلة بـ «تلفزيون المستقبل» و «جريدة المستقبل» و «إذاعة الشرق»، فضلاً عن مساهمته بنسبة من أسهم «جريدة النهار» ومطبعتها.

على أن الأزمة الصامتة بدأت بالظهور بعد اغتيال الحريري عام 2005، ودخول لبنان مرحلة جديدة بُعيد الخروج السوري من لبنان والانقسام السياسي الذي حصل والذي عكس في جوانب منه الصراع الإقليمي في المنطقة. ومع سقوط نظام صدّام حسين في العراق، والربيع العربي الذي أطاح بالأنظمة الحاكمة في ليبيا ومصر وتونس، انتفت إمكانات الدعم المالي مع تبدّل المشاريع السياسية التي كانت تحكم تلك البلدان.

تلك العوامل شكّلت تحديات لم تكن متوقعة لدى الإعلام اللبناني، ولا سيما الصحافة الورقية. وزاد عليها فقدانها للدور الذي لعبته بديلاً عن صحافة الخليج، ذلك أن تلك الدول استطاعت أن تخطو خطوات متقدمة في صحافتها المحلية، إلا أن الأهم من ذلك أنها ذهبت مباشرة إلى بناء أمبراطوريات إعلامية مموّلة من قِـبَـلها وتُعبّر عن سياستها، وساهم في ذلك التحوّل الكبير الذي طرأ على الإعلام المرئي مع بروز الفضائيات والقدرة على نقل الأحداث عبر الأقمار الاصنطاعية من مكان الحدث لحظة حدوثه. إذ بدا واضحاً حجم التحوّلات التي حصلت في عالم الإعلام المرئي مع «حرب الخليج» عام 1990، حيث كانت يومها شبكة «سي.أن.أن.» الأميركية تبث مباشرة عملية تحرير الكويت، ومعارك «قوات التحالف»، الذي شكل يومها «ثورة حقيقية» على مستوى المشهد الإعلامي. وأضحت اليوم قنوات عربية عدّة، وفي مقدمها قناة «الجزيرة» القطرية وقناة «العربية» السعودية ذات تأثير واسع وانتشار كبير، ومعها أصبحت تلك القنوات قادرة على نقل الرسائل المباشرة من دون وسائط.

ربما يصحّ القول أن الأزمة في الصحافة اللبنانية باتت اليوم أزمة وجودية، في ظل الحالة الاقتصادية الصعبة التي تعانيها البلاد وتراجع نسبة الإعلانات فيها والتي تشكل مصدراً من مصادر التمويل، نظراً لاتجاه المعلن إلى وسائل إعلانية أقل كلفة وأكثر فاعلية وانتشاراً، من اللوحات الإعلانية إلى الإعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي المتنوعة، فضلاً عن الصحافة الرقمية أو الالكترونية التي لا يزال أصحاب الصحف غير قادرين على مواكبتها، ذلك أن المسألة لا تنحصر في إنشاء موقع الكتروني للجريدة فحسب، بل تتخطاها إلى خلق منظومة متكاملة ذات مفهوم جديد ورؤية متقدمة تُخرج المطبوعة من حال السكون الذي تعيشه إلى حال متحركة. بات الأمر يتعدى الخبر ونقله. إنها مسألة تتطلب الاندماج في العالم الرقمي وإتقان وسائله وأدواته، والقدرة على التفاعل السريع والمستمر مع الخبر أو الحدث في شكل مُبدع ودينامية خلاقة بحيث يتكامل الخبر مع الصورة والفيديو والروابط المفيدة ومساحة التعليق والتفاعل.

أين الصحافة اللبنانية من كل ذلك؟ إنها بعيدة بشكل كبير! وإن كانت جريدة «النهار»، التي تعاني من صعوبات مالية ويرزح صحافيّوها تحت وطأة الأعباء الحياتية الضاغطة مع انقطاع رواتبهم لأشهر، قد سجلت قفزات لافتة على مستوى الصحافة الالكترونية، إلا أنها لا تزال، وفق أحد أركانها القدامى الذين أضحوا خارجها، تتلمس طريقها، ولا تبدو رؤيتها المستقبلية واضحة، ذلك أن التحدي يكمن في الحفاظ على المستوى المهني الرفيع وتقديم المادة الجدّية والرصينة القادرة على جذب القارئ، من دون أن تتخلى عن دورها المؤثر في الرأي العام ورسالتها الحقيقية في التصدّي للقضايا الأساسية التي تمسّ المواطن في بيئته وحياته وصحته وتعليمه وفي صون حريته. يقول أحد كبار الصحافيين الذي استشرف باكراً مسلتزمات العصر الالكتروني إن أصحاب الصحف قد يستفيقون يوماً على خبر غير سار: «لقد قررت شركات صناعة الورق أن تتوقف عن تصنيع الورق المستخدم لطباعة الصحف، كما قررت كبريات المصانع التوقف عن صناعة الآلات الطباعية المتخصصة». هذا سيجعل الصحافة الورقية من التاريخ بغير إراداتهم. إنه خبر غير سار بالتأكيد إذا حصل، لكن ما قد يجعله قليل الوطأة إذا لم يؤخذوا على حين غرّة!

 

هل يُنتخب الرئيس ويُقر قانون للانتخابات خلال جلستين تُعقدان في يوم واحد؟

 اميل خوري/النهار/11 نيسان 2016

إذا كان من حق النواب الذين يواظبون على حضور جلسات انتخاب رئيس الجمهورية أن يقرروا عدم حضورها إذا تحوّلت جلسات للتشريع لأنهم يعتبرون المجلس هيئة ناخبة الى أن يتم انتخاب رئيس، فليس من حق أي نائب يقاطع الجلسات الرئاسية أن يفعل مثلهم لأنهم بمقاطعتهم الجلسات يكونون هم سبب إبقاء مجلس النواب هيئة انتخابية وليس هيئة تشريعية. وإذا كان من حق نواب المطالبة بادراج مشروع قانون للانتخابات النيابية على رأس جدول أعمال أي جلسة تعقد لاقرار مشاريع ضرورية، فإن مشروع الانتخابات هو منها ولا يجوز الاستمرار في تأجيل درسه وإقراره لئلا يحين موعد اجراء الانتخابات النيابية ولا وجود لمشروع جديد تجرى الانتخابات على أساسه فتوضع البلاد عندئذ بين خيارين لا ثالث لهما: إما اجراء الانتخابات النيابية على أساس القانون الحالي، أي قانون الستين، وإما ارتكاب خطيئة تمديد جديدة ثالثة للمجلس وتكون هذه المرة خطيئة مميتة للديموقراطية في لبنان.

لذلك فلا خروج من أزمة الخلاف على "تشريع الضرورة" إلا بالمباشرة بانتخاب رئيس للجمهورية قبل أي أمر آخر، أو تخصيص جلسة لاقرار مشروع قانون جديد للانتخابات، ثم تخصيص جلسة أخرى لانتخاب رئيس في اليوم نفسه، حتى اذا ما اطمأنت الأحزاب والكتل الى أن الانتخابات النيابية سوف تجرى على أساس قانون عادل ومتوازن، فلا يعود لديها مانع من انتخاب رئيس للجمهورية في جلسة مكتملة النصاب، خصوصاً اذا أصبح انتخابه مرتبطاً باقرار مشروع للانتخابات خلال جلستين تعقدان في يوم واحد، ولا يبقى عندئذ في استطاعة أحد تحمّل مسؤولية الاستمرار في تعطيل انتخاب الرئيس بعد اقرار قانون جديد للانتخابات النيابية. الى ذلك، ثمة اجتماعات تعقد بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" للاتفاق على موقف واحد من مشاريع الانتخابات عند طرحها على مجلس النواب وذلك بغية الحؤول دون تأمين الأكثرية المطلوبة لأي مشروع قد لا يكون مقبولاً منهما وربما من أحزاب أخرى فيستمر عندئذ الخلاف على انتخاب رئيس للجمهورية نتيجة استمرار الخلاف حول مشروع قانون الانتخابات النيابية. فهل يتم التوصل في اجتماع هيئة الحوار الوطني المقرر عقده في 20 نيسان الى اتفاق على مشروع واحد للانتخابات النيابية فيسهل عندئذ طرحه على مجلس النواب للمصادقة عليه، ويسهل تالياً انتخاب رئيس للجمهورية، فيعود المجلس إذذاك الى ممارسة عمله الطبيعي في التشريع وإقرار المشاريع الملحة والضرورية، ولا سيما تلك المتعلقة بالأوضاع الاقتصادية والمالية والانمائية ولا تحتمل التأجيل؟ وهل يمكن القول استناداً الى كل ذلك إن اجتماع هيئة الحوار الوطني المقبل مهم لأن التوصل فيه الى اتفاق على مشروع قانون للانتخابات النيابية يسهل انتخاب رئيس للجمهورية خصوصاً بعدما أصبح هذا المشروع الممر الإلزامي لانتخابه. أما إذا لم يتم التوصل الى اتفاق عليه، فهل يقرر الرئيس نبيه بري تخصيص جلسة نيابية تطرح فيها كل المشاريع المحالة على المجلس، وهي عديدة، على التصويت فيتم إقرار ما يحظى منها بأصوات الأكثرية المطلوبة؟

لكن ثمة من يرى في ذلك محاذير ويفضل التوافق على مشروع واحد في هيئة الحوار الوطني يطرح على الهيئة العامة لمجلس النواب لتصبح المصادقة عليه سهلة باعتبار أن هيئة الحوار تجمع كل الاقطاب الذين اذا اتفقوا أصبح الحصول على الأكثرية المطلوبة مضموناً، والأكثرية المطلوبة هي الثلثان كما ينص عليه الدستور في المادة 65 منه التي تعدد المواضيع التي تحتاج الى موافقة الثلثين لأن لها صفة ميثاقية وموضوع الانتخابات النيابية منها. الواقع أن الاتفاق على مشروع قانون جديد للانتخابات النيابية له أهمية لا تقل عن أهمية انتخاب رئيس للجمهورية لأن لا سبيل الى إعادة تكوين السلطة إلا من خلال مشروع للانتخابات النيابية يؤمن التمثيل الصحيح لشتى فئات الشعب وأجياله وينبثق منها مجلس نيابي شرعي ولا يشكك أحد في صحة تمثيله، خصوصاً عندما يتخذ القرارات المهمة التي لها صفة ميثاقية وتفرض موافقة الثلثين عندما يتعذّر التوافق عليها. والسؤال المطروح هو: هل يكون انتخاب رئيس للجمهورية هو المدخل لاقرار مشروع قانون جديد للانتخابات النيابية كي يكون للرئيس حق ردّه اذا تبيّن له أنه غير عادل وغير متوازن، أم أن اقرار مشروع جديد للانتخابات النيابية هو المدخل لانتخاب رئيس للجمهورية على أن يصبح هذا المشروع غير نافذ إلا بعد توقيع الرئيس؟ المهم هو إخراج مجلس النواب من كونه هيئة انتخابية الى كونه هيئة تشريعية لاقرار المشاريع الضرورية وغير الضرورية ويعاود نشاطه المعتاد.

 

سلام أمام تحدي العودة إلى الحضن العربي وأمن المطار أولوية تحت ضغط التحذيرات الدولية

 سابين عويس/النهار/11 نيسان 2016

رغم حرصه الدائم على احترام موقع الرئاسة الاولى، وعمله الدؤوب على التذكير بمخاطر استمرار الشغور، تنتظر رئيس الحكومة تمام سلام محطتان مهمتان هذا الاسبوع، سيتولى فيهما مهمة رئيس الجمهورية، الاولى من خلال ترؤسه وفد لبنان الرسمي الى مؤتمر القمة الاسلامية المنعقد يومي الخميس والجمعة في اسطنبول، حيث درجت العادة ان يكون الرئيس اللبناني هو المسيحي الوحيد في هذه القمة، ليعود السبت فيتولى المهمة الثانية المتمثّلة باستقبال الرئيس الفرنسي في بيروت. لا يُحسد سلام على المهمات المزدوجة المنوطة به منذ شغور موقع الرئاسة الأولى، الى جانب صلاحياته في رئاسة الحكومة. ذلك أن التعطيل الذي تتعرض له الحكومة يعود في غالبيته إلى غياب الرئيس الذي طالما اعتبره سلام (منذ تجربته مع الرئيس ميشال سليمان)، سندا له ومكوناً أساسيا في ضبط إيقاع الجلسات. قبل أن يتوجه سلام الى اسطنبول، يواجهه استحقاق جلسة مجلس الوزراء المقررة غدا الثلثاء. هو سيدير الجلسة ويطرح المواضيع المدرجة في جدول الاعمال، لكنه لا يحمل عشية الجلسة أي أفكار أو مقترحات في شأن الملف الساخن الذي فجر الجلسة الاخيرة، والمتعلق بجهاز أمن الدولة. "على الذين اختلفوا أن يناقشوا الحلول ويتوصلوا اليها"، كما قال أمام زواره أمس.

وعن تحرك الوزير ميشال فرعون والاتصالات التي يجريها، قال رئيس الحكومة: "إسألوه هو". ليس ملف أمن الدولة ما يشغل سلام بقدر ملف أمن المطار المطروح أيضاً على الجدول، "لكونه مرتبطا بمهل بدأت تضيق، انطلاقاً من التحذيرات التي تلقاها لبنان ولا يزال من مطارات العالم التي تدعونا الى التحرك والمعالجة بسرعة، وإلا فسينعكس الامر على علاقاتنا بهذه المطارات التي تهدد بالتوقف عن التعامل مع مطار رفيق الحريري الدولي"، كما يكشف سلام. يبقى التحدي الأهم في اسطنبول حيث انعقاد القمة الإسلامية، من منطلقين: احتمال انعقاد لقاء بين سلام والعاهل السعودي، وما يمكن أن يحمل مثل هذا اللقاء، إذا حصل أو لم يحصل، على تطور العلاقة بين لبنان والمملكة، بعد الاستياء السعودي الأخير وما رافقه من إجراءات عقابية في حق لبنان، والامر الثاني مترابط بالبيان الختامي للقمة وموقف لبنان فيه والتنسيق القائم مع وزير الخارجية في هذا الشأن لمنع تكرار التجربتين الاخيرتين في الجامعة العربية ومؤتمر التعاون الاسلامي، واللتين تسببتا للبنان بجفاء مع محيطه العربي. لا يغفل سلام الإشارة في هذا الشأن الى حزنه لعدم وجود الرئيس المسيحي الذي يرأس وفد لبنان الى القمة، وهذا ما سيحمله على التذكير بأهمية إنهاء الشغور.

وهو يذهب الى القمة، على ما يقول أمام زواره، حاملا هموم لبنان والأخطار المحدقة به نتيجة الوضع المتأجج في المحيط. وهل تبلغ من السفير السعودي موعد اللقاء مع الملك؟ يؤكد سلام أن لبنان طلب الموعد على غرار ما يحصل في القمة من لقاءات تعقد على الهامش، وجرت العادة أن يتبلغ خلال القمة وفقا لأجندة مواعيد المسؤولين والقيادات. وعليه، يشير الى أنه لم يتبلغ أي أمر من السفير عسيري، لكنه يأمل أن يتمكن من لقاء الملك والقادة المشاركين بما يتيح البحث في العلاقات الثنائية. وهل ثمة خشية أن يخرج لبنان مرة أخرى عن الإجماع العربي؟ يلفت سلام الى أن القمة الاسلامية تختلف عن القمة العربية لأن مواضيع بحثها تًعنى بالشؤون الاسلامية بشكل أكبر، ولكن قبل أن يحرج لبنان بهذه القمة، نعمل على رصد مواقف الدول في القمة ولا سيما في ما يتعلق بالتحدي الأكبر الذي يواجه الاسلام اليوم، والمتعلق بالارهاب والتطرف. فهل ستتم معالجة هذه المسائل؟ وهل سيتخذ في شأنها موقف يعيد الى الإسلام موقعه المعتدل؟ هذا يتوقف على المناقشات التي ستحصل هناك. ويلفت سلام الى أن الاجتماعات التحضيرية على مستوى كبار الموظفين أولا ثم على المستوى الوزاري، تنجز الجزء الأكبر من مسودة البيان قبل وصوله الى القمة، كاشفا أن وزير الخارجية جبران باسيل سيتوجه قبل القمة للمشاركة في الاجتماع الوزاري، ومؤكدا أن التنسيق والتشاور سيكونان قائمين. فور عودته من اسطنبول، يستعد رئيس الحكومة لاستقبال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. ويضع سلام الزيارة لدى سؤاله عنها، "في إطار زيارات الدعم التي يقوم بها عدد من الرؤساء والقيادات للبنان، وللرئيس هولاند شخصيا اهتمام استثنائي بلبنان لمسته منذ توليت رئاسة الحكومة، وهو لا يقصّر في التواصل الدائم معنا".

 

موقف لبنان في اسطنبول موضع رصد هل بدأ تصحيح العلاقات مع السعودية؟

روزانا بومنصف /النهار/11 نيسان 2016

كشفت مصادر موثوقة لـ"النهار" انه سيتوقف على الموقف الرسمي الذي سيعلنه لبنان في مؤتمر القمة الاسلامية الذي يعقد في اسطنبول في 14 و15 الجاري المسار الذي يمكن ان يبنى عليه لبدء اعادة تصحيح لبنان علاقاته مع الدول الخليجية ولا سيما مع المملكة العربية السعودية وسط توقعات لهذه المصادر ان يعلن الوفد اللبناني الذي يرأسه رئيس الحكومة تمام سلام ما يمكن ان يعتبر على المستوى العربي والخليجي مواقف تكرس موقع لبنان العروبي في محيطه ومصلحة لبنان ايضا. فمنبر القمة الاسلامية المرتقبة في تركيا سيشكل امتحانا مهما هو الاول بعد تردي علاقات لبنان مع محيطه وستكون له ابعاد سياسية لما يمكن ان يليه نحو افاق افضل في هذه العلاقات انطلاقا من ان سنونوة واحدة لا تكفي للتبشير بالربيع لكن ستكون بداية تصحيح انطلاقا من اقرار لبناني ولو غير مباشر ان المواقف السابقة التي عبرت عنها السياسة الخارجية للبنان كانت خاطئة واساءت الى علاقات لبنان العربية. والمؤشر المهم الذي اعطى ملمحا ايجابيا في هذا الاطار كان اللقاء الذي جمع الجمعة الفائت وزير الخارجية جبران باسيل والسفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري للمرة الاولى منذ بدء هذه الازمة ما اعتبر علامة ايجابية فهم منها ان ثمة انفتاحا سعوديا على المعالجات ولو ان الامر لا يزال في بداياته. وقد علمت "النهار" ان السفير عسيري كان مرتاحا جدا للقاء الذي تم بناء على طلبه، ووفقا لما نقل عنه وجد اللقاء متميزا وبناء ومتسما بصراحة كبيرة بحيث يمكن ان يبنى عليه لجهة مواقف لبنان ازاء محيطه العربي كما ازاء المملكة السعودية بحيث يمكن اعتبار اللقاء تطورا إيجابيا في انطلاق المعالجات نحو اعادة تطبيع العلاقات اللبنانية - السعودية التي يبدو لبنان في احوج الظروف اليها وسط ازماته المعقدة وخصوصا وسط ازدياد الخشية من عمليات ترحيل واسعة للبنانيين العاملين في الدول الخليجية اضافة الى انعكاسات سلبية اخرى نتيجة للتوتر الذي حصل على خلفية اتخاذ لبنان مواقف لم تصب في خانة مصلحته العربية. فثمة 45 دقيقة استغرقها لقاء المصارحة بين الوزير باسيل والسفير عسيري لم يتم فيها العودة الى الثغر التي شابت الموقف الرسمي اللبناني بل الحرص على مواقف مستقبلية مختلفة بما يشي، ولو من دون اقرار الخارجية اللبنانية بذلك، بان المواقف السابقة لم تكن سليمة كليا فضلا عن ان البحث تناول الموقف المرتقب للبنان في مؤتمر اسطنبول والتوقعات العربية او السعودية منه بمعنى ان يكون لبنان من ضمن الاجماع العربي ومع محيطه وليس خارج هذا الاجماع او هذا المحيط.

من المبكر بالنسبة الى المصادر المعنية القول ان صفحة التوتر او التباعد قد طويت استنادا الى ان المواقف المنتظرة والافعال لاحقا ستبرهن مدى صدقية لبنان في المحافل الاقليمية والدولية لكنها بداية " خير " في العلاقة وفقا لتعبير هذه المصادر وبداية اعادة العجلة الى الامام. وتبعا لذلك لا تستبعد هذه المصادر لقاء محتملا بين الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز والرئيس سلام على هامش القمة في اسطنبول بحيث يعطي زخما اضافيا للموقف الرسمي اللبناني لجهة نيته في تصحيح العلاقات مع الدول الخليجية كما موقف لبنان من القضايا والمسائل العربية. والمفارقة ان اللقاء المرتقب يرد في شكل مباشر على ما اثير من شكوك في شأن صحة الملك السعودي علما ان الزيارة التي يقوم بها الى مصر منذ ثلاثة ايام والجهد الذي تفرضه فضلا عن الحجم الهائل من الاستثمارات والمساعدات التي قدمتها المملكة لمصر تدحض المنطق حول صحة الملك كما تدحض الكلام على انهيار مالي للمملكة الامر الذي دفعها وفق البعض الى التخلي عن لبنان. وكان السفير عسيري رد سابقا على ما ذهبت اليه وسائل اعلام لبنانية في هذا الاطار معتبرا انه اقل ما يقال في ما نشرته انه يجافي الحقيقة وفق ما اورد في بيانه وان المملكة بخير ولا تزال كذلك. في اي حال يبدو ان الامور تتجه الى ان تسلك الطريق الصحيح على طريق اعادة رأب التصدع في العلاقات اللبنانية السعودية ولو انها في بدايته. فما يحتاج اليه لبنان وفقا لهذه المصادر هو ان يميز لبنان ووفقا للتعبير الخليجي بين " الزين والشين" اي بين ما هو في مصلحته وما هو ضدها فضلا عن تعويل المملكة في شكل خاص على اهمية وضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية في اقرب وقت ممكن نظرا الى دور الموقع الرئاسي الاول في البلاد من اهمية في استعادة مكانة لبنان الاقليمية والدولية واستعادة الاحترام للبنان ونظرا الى مدى الخلل الذي يحدثه الشغور الرئاسي في العلاقات بين لبنان والخارج. وفيما اعتبرت بعض الاوساط السياسية الحكم الذي اصدرته محكمة التمييز العسكرية في حق الوزير السابق ميشال سماحه مؤشرا او رسالة ايجابية عن السعي الى اخراج لبنان من التأثير المتعاظم لـ"حزب الله"، فان المصادر المعنية رأت في الحكم مؤشرا ايجابيا في اتجاه الحق والعدالة لكن لا رهان عليه حول مدى تأثيره على العلاقة مع المملكة. وكذلك الامر بالنسبة الى ما يمكن ان تساهم فيه زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لبيروت من ايجابيات باعتبار ان ما يتصل بعلاقات لبنان بالدول الخليجية يعود الى لبنان بالذات وقراره في اعادة موقعه الى حيث هو وليس الى طبيعة الوساطات على اهميتها.

 

جذور الحضور الماروني في فرنسا

مارون الخوري/النهار/11 نيسان 2016

صدر أخيرا كتاب جديد للمطران مارون ناصر الجميل، راعي ابرشية سيدة لبنان في باريس والزائر الرسولي على موارنة أوروبا الشمالية والجنوبية. يندرج هذا الكتاب ضمن سلسلة وثائق منسية (9) تتناول الحضور الماروني في باريس من خلال مراسلات البطريرك الحويك يوم كان مطراناً (1890) والآباء البترونيين بولس بصبوص وطوبيا يونس وعمنوئيل فارس (الفرخ) الذين تعاقبوا على النيابة البطريركية في سيدة لبنان في باريس. تتوزّع هذه الوثائق على محورين جوهريّين: أولهما، إعادة إحياء المدرسة المارونية الرومانية القديمة (1584)، وثانيهما، تأسيس الوكالة البطريركية المارونية في باريس (1914)، على غرار الوكالات الآخرى التي تأسّست في عواصم القرار يومذاك، أي في القدس وروما والقاهرة. وتكمن أهمية هذا التأسيس في أنه تحقّق قبيل زمن انتهاء حكم "الرجل المريض"، وقبل انشاء دولة لبنان الكبير. ليست هذه الوثائق سوى جزء يسير من مراسلات المطران الياس الحويك والآباء البترونيين الذين شكّلوا فريق عمله "الاوروبي"، وهم: بولس بصبوص من جربتا (مقّر القديسة رفقا)، وطوبيا يونس من تنورين، وعمنوئيل فارس (الفرخ) من صورات. وتحتفظ المكتبة البطريركية في بكركي بقسم كبير منها، في حين يرتع البعض الآخرفي مكتبات روما وفرنسا، أو في مكتبات الأديار أو المطرانيات التي كانت على علاقة بهم. فالمطران الياس الحويك (البطريرك في ما بعد) غزير الكتابة وقد لا يمكن حصر كلّ ما دبّجته يمينه لكثرته وتنوّعه وتبعثره. يستشفّ القارئ من خلال ذلك الكمّ الهائل من المراسلات أن أصحابها نسجوا شبكة علاقات وتواصل مع كبار القوم في مراكز القرار ووسائل التأثير الديني والسياسي والاجتماعي والتربوي. أما اليوم، وبعد مرور قرن كامل على تسلّم البطريركية المارونية كنيسة سيدة لبنان في باريس، فيمكننا القول إنها شكّلت مركزاً دينياً واجتماعياً وثقافياً وسياسياً ووطنياً واكب، على مرّ السنين، الحياة الكنسية والوطنية اللبنانية والمشرقية على مدى الحربين العالميتين وبخاصة الحرب الأخيرة على أرض لبنان منذ 1975، والتهجير والتشتّت والهجرة الكثيفة الناتجة منها. كما شكّلت بنوع خاص مركزاً لاستقبال الطلاب في جامعات باريس والجوار. كما أصبحت محوراً باريسياً للقاء والتفاعل بين العابرين والمقيمين من اللبنانيين والمشرقيين مع الفرنسيين، ولا غرو في ذلك، فهي المرجعية الدينية والوطنية الناشطة قبل اعلان دولة لبنان الكبير وبعده. وقد شهدت تحركات الوفود اللبنانية الى فرساي لبلورة معاهدة الصلح بعد سقوط الامبراطورية العثمانية في العام 1918.

 

١٩٧٥ - ٢٠١٦ ؟

نبيل بومنصف/النهار/11 نيسان 2016

مع اشتعال الحرب السورية قبل خمس سنوات بدأت ذكرى 13 نيسان 1975 اللبنانية تتخذ توهجا مختلفا محفوفا بخشية كبيرة من التحاق لبنان بالزلزال الاقليمي المتفجر . ولا نبالغ إن اعترفنا كلبنانيين اننا حتى الساعة لا نصدق اننا تجاوزنا أسوأ كوابيسنا الناشئة عن انعدام ثقتنا بأنفسنا في منع تمدد اللهيب مجددا الى لبنان. حصل ذلك على رغم كل شيء الى حدود يغالي معها كثيرون في الحديث عن " أعجوبة " في البلد الذي كانت صورته النمطية انه الأكثر قابلية للاشتعال فاذا به يفاجئ العالم انه اسقط هذه الوصمة عنه. نبرز ذلك عشية الذكرى الـ 41 لاندلاع الحرب في لبنان لا تباهيا سخيفا فيما نحن في عز مآزق وأزمات وقطوعات اين منها حرب مقنعة، ولا تعويضا عن لبنان حضاري يبدو كأنه انتهى وأنهار وحل مكانه تراكم مرعب من البشاعات، وانما فقط من باب يحق لنا كلبنانيين ان نطل منه لننتزع حقاً تاريخيا. هو الحق في الاثبات ان الطبيعة الطائفية للبنان ليست ولم تكن في أساس منع قيام دولة طبيعية تحمي نسيج لبنان بدليل تجربتين. تجربة جمهورية 1943 وتجربة التعايش الشاق والشديد الخطورة مع الحرب السورية الراهنة. مهما تفنن الكثيرون في شيطنة جمهورية 1943 وحتى في المحق من محاكمات لحقت بها وبما اصطلح على تسميته المارونية السياسية ، فان ثابتا لا يرقى اليه شك هو ان العامل الفلسطيني آنذاك كان قاطرة اساسية لجر لبنان الى الأتون المشتعل في مزيج بدأ ب" حروب الآخرين على أرض لبنان " لينتهي بالحرب الأهلية. ومهما تفنن آخرون الآن في اسقاط أهلية اللبنانيين عن اعادة ترميم النظام الدستوري فحسبنا ان نتمسك ببارقة في آخر النفق من خلال عامل واقعي هو ان لبنان نجا من اشتعال قبلي ومذهبي وطائفي محقق. لبنان يضم مخزونا من مليون ونصف مليون لاجئ سوري ونصف مليون لاجئ فلسطيني الى كل فائض الازمات ولا تنشب حرب فيه فان الامر يشكل مدعاة لاعادة النظر في الصورة النمطية الموروثة من 13 نيسان. نقول ذلك بصراحة لنطمئن أنفسنا كلبنانيين أولا ولنستعيد بعضا من ثقة منهارة تماما امام أهوال اليوميات التي تحاصرنا. مع ذلك لن نتجرأ على مزيد من التباهي الفارغ ، فالسيف لا يزال مسلطا، واندثار الجمهورية هو خطر اكبر من ان يرده صمود امام أخطار الانفجار الأمني. واذا كانت تجربة الصمود امام محاولات إشعال لبنان نجحت حتى الآن بفعل قرار دولي ونضج داخلي فان ذلك لن يدرأ الخطر نهائيا ما لم تقم جمهورية برأس على بلد بات ثلث المقيمين فيه من اللاجئين ومعظم ابنائه الصامدين يشارفون كل أنواع الانهيارات .

 

برّي يخوض "مقاومة برلمانية" في القاهرة: أمّ الحلول الحوار بين السعودية وإيران

القاهرة – رضوان عقيل/النهار/11 نيسان 2016

تحت حروف الآية القرآنية "كنتم خير أمة أخرجت للناس"، والمكتوبة في أعلى القاعة الرئيسية في جامعة الدول العربية في القاهرة، افتتح رئيس مجلس النواب نبيه بري بصفته رئيسا للاتحاد البرلماني العربي أعمال دورته أمس. وفيما تتسع الخلافات بين عدد من الدول، يخوض بري "مقاومة برلمانية" تهدف الى توحيد العرب قدر الامكان. ويستمر في سعيه الدؤوب الى تصفية العلاقات بين ابناء الضاد والعمل على فتح كوة حوارية بين السعودية وايران، ولن يتراجع عن تحقيق هذا المنال مهما اعترضت الصعوبات رحلته الشاقة. ولدى زيارته البرلمان المصري، لاقى حفاوة كبيرة من نظيره علي عبد العال "انت السياسي العربي المخضرم، لست غريبا عن هذه الدار، بل أحد أعمدة الاستقرار اللبناني". واثناء جولته، تقدم منه النائب المصري اسامة شرشر وخاطبه: "نثق بك ونريد للاتحاد في عهدك ان يكون صوتا للشعوب في اتخاذ القرار العربي، وليس للحكومات". وبادره بري: "ونريده ايضا لمراقبة الجامعة العربية". ونقل الى العرب المتحمسين لسماع اخبار طيبة عن لبنان، اطمئنانه الى الحوار القائم بين الافرقاء على الرغم من عدم قدرتهم على انتخاب رئيس للجمهورية. وعند الباب الرئيسي للجامعة، حيا بري الجيش اللبناني "حامي الحدود والذي يواجه الارهاب المتمثل بـداعش وأخواته". وحذر من "الفوضى الخلاقة التي حيكت في مؤامرة في المنطقة باسم الديموقراطية". وافتتح بري أعمال المؤتمر الـ23 للاتحاد في حضور الامين العام للجامعة نبيل العربي. وتكلم في البداية عبد العال الذي قال ان "ثوابت الموقف المصري ترتكز على الحفاظ على وحدة سوريا ورفض تقسيمها والتمسك بالحل ومكافحة التنظيمات الارهابية". وسيطرت القضية الفلسطينية على كلمة رئيس مجلس الامة الكويتي مرزوق الغانم، الذي طالب بطرد اسرائيل من البرلمان الدولي. ولم تخل كلمتي وفدي الامارات والبحرين من انتقاد سياسة ايران في المنطقة. ولعل التوصيف الأفضل للارهاب ومقاومته كان من وفد الجزائر الذي خبر شعبها جيدا أوجاع الجماعات التكفيرية. وأجمعت الكلمات على ضرورة التصدي لاخطار "داعش" والجماعات الارهابية في المنطقة. ومما جاء في كلمة بري: "(...) أشدد في عمل اتحادنا على ديبلوماسية برلمانية فاعلة. انا اعلم ان هذه الديبلوماسية لا تغني عن ديبلوماسية الحقائب، ولكن لها حريتها اكثر. والمطلوب إرساء مفهوم الحوار لحل القضايا الخلافية. وإن استقرار انظمتنا السياسية القطرية والعربية الشاملة يجب أن يعتمد الحوار وإقـرار الحلول السياسية، إذ إن التجارب أكدت أنه لا يمكن حسم أي حرب داخلية، ونحن سبق أن أطلقنا من على منبر الاتحاد شعاراً يرتكز على القول إنه لا يمكن منع الإصلاح بالقوة، وفي الوقت نفسه لا يمكن فرض التغيير بالقوة. إن جعل الحوار نهج حياة لا مجرد عملية سياسية يفتح الباب لحل القضايا القطرية والعابرة للحدود. وأرى أن أم الحلول تكمن في إعادة نسج حوار بين الدول العربية الخليجية والمملكة العربية السعودية خصوصاً ودول الاقليم وإيران".

وأكد أن "القضية المركزية بالنسبة الينا هي مواجهة الإرهاب، وفي الأساس إرهاب الدولة الذي تمثله اسرائيل ضد أشقائنا أبناء الشعب الفلسطيني". وأضاف: "بالانتقال الى لبنان، فإنني إذ أؤكد ازدياد اقتناعات اللبنانيين بأن بلدهم يمثل ضرورة عربية، أود أن أنقل اليكم أن بلدنا يمثل ضرورة دولية، وقد عبر عن ذلك الاهتمام الدولي المتزايد ببلدنا من خلال زيارة بان كي- مون الأمين العام للأمم المتحدة. إننا في لبنان بدأنا نرى أملاً في آخر النفق (نسأل الله ألا يكون سراباً يحسبه العطشان ماءً) في توصل الأطراف اللبنانية الى إنجاز الاستحقاق الدستوري، بانتخاب رئيس الجمهورية.

لبنان اليوم يشق طريقه لإنجاز استحقاق الانتخابات البلدية التي ستجرى في الشهر المقبل. وإننا نرى ان حل مشكلة النازحين واللاجئين هي بتعجيل الحلول السورية التي تعيدهم الى وطنهم، وفي انتظار أن تستكمل خطوات الحل في هذا الصيف، فإننا نستدعي دعماً عربياً إنمائياً تربوياً وصحياً وخدماتياً (...). كل ما تقدم يستدعي دعمكم ودعم مختلف الأطر البرلمانية الإسلامية والجهوية والقارية واللغوية والدولية لترسيم الحدود البحرية للبنان والضغط على اسرائيل لتنفيذ مندرجات القرار 1701". ويرافق بري النواب روبير غانم وميشال موسى واميل رحمة وقاسم عبدالعزيز، والقائم باعمال السفارة في القاهرة انطوان عزام.

 

عون مرشح "حزب الله" وجعجع رئاسياً ... وخيار الأقوى في المكوّنات المختلفة

ألين فرح/النهار/11 نيسان 2016

ينقل زوار العماد ميشال عون عنه ارتياحه الى المسار الرئاسي بفعل تحالفاته المقتنع بها: مذكرة التفاهم مع "حزب الله" واتفاق معراب مع "القوات اللبنانية"، وما يهمّه بناء الجمهورية وقوّتها وتعزيز الشراكة فيها. ورغم الاتهامات المتكررة للحليف الأول بأنه غير صادق في دعم العماد عون، لا يشك الأخير بموقف الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله تجاهه وتجاه ترشيحه لرئاسة الجمهورية. في المقابل، ينقل الزوار أن من الطبيعي ألا يضغط السيد نصرالله على الرئيس نبيه برّي، أولاً لأنه ليس من عادته الضغط على حلفائه، وثانياً لاعتبارات شيعية، علماً أن ثمة اقتناعاً بأن الرئيس برّي لن يذهب في خياراته السياسية في موضوع الاستحقاق الرئاسي بما يعاكس مصلحة المقاومة و"حزب الله" واطمئنان المكوّن الشيعي إلى غده ومصيره تحديداً في شقّه المقاوم، وذلك لثقة "حزب الله" بالرئيس بري وبأنه لن يذهب في هذه التوجهات الرئاسية المعاكسة، وبأن برّي يعرف أيضاً ان الاستحقاق الرئاسي يجب أن يكون مصدر اطمئنان ميثاقي للمكونات كلها بدءاً من مكوّنه، رغم انعدام الكيمياء الرئاسية بينه وبين العماد عون وتفضيله النائب سليمان فرنجية عليه. أما عملياً فيفسّر هذا الكلام بأن الرئيس برّي لن يؤمن نصاباً يتأتى عنه انتخاب يعاكس مصلحة المقاومة أو رغبة أمينها العام، وفق مؤيدي العماد عون.

ينتظر المؤيدون التأييد الحريري أو المكوّن السنّي، القائل أبداً إن ثمة "فيتو" سعودياً على اسم العماد عون. وفي رأيهم أن السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري أعطى الضوء الأخضر لبداية الحلّ العكسي عندما قال إنه تبيّن له ان النائب سليمان فرنجية ليس موضوع إجماع لبناني، أي أنه نزع الغطاء السعودي عنه. وفي السياق، يتحدثون عن إرباك واضح يواجهه الرئيس سعد الحريري أولاً لأنه ذهب الى خيار رئيس من 8 آذار ولم يتقدم الاستحقاق قيد أنملة، حتى لو أنه بدا عبر حركته أن ثمة "تحريكاً" للاستحقاق، اضافة الى إرباكه في وضعه المالي، والمهم أيضاً موضوع التعامل السعودي معه وانتفاء الحصرية الحريرية السنية في التعامل مع المملكة العربية السعودية. فلم يعد الرئيس الحريري الشخصية السنية الوحيدة في لبنان التي تتعامل معها المملكة، ومن يلتقي ولي العهد الأمير محمد بن نايف لا يمر بالحريري، ويضاف إلى ذلك موقف ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من أزمة "سعودي اوجيه". ويعتقد أصحاب هذا الرأي أن إرباك الرئيس الحريري يمكن أن يؤدي الى شيء عملي يجعله يعيد النظر في مصلحة وطنه ومكوّنه ومصلحته الشخصية، وهذه الأمور تتحقق في حال عاد هو الى رئاسة الحكومة من ضمن تركيبة أقوياء. يردد مؤيدو العماد عون ما أعلنته "القوات اللبنانية" ورددته ان السعودية لا تضع فيتو على أي اسم لرئاسة الجمهورية بمن فيهم العماد عون، وأن الجو السعودي ليس سلبياً كما يحلو لبعض الأفرقاء الاعتقاد. ويتوقفون عند الاجتماع الأخير الذي جمع وزير الخارجية جبران باسيل والسفير السعودي بعد أزمة العلاقة بالمملكة والتي تلت موقف لبنان الرافض تصنيف "حزب الله" إرهابياً، وفي المعلومات ان الاجتماع الذي دام زهاء 45 دقيقة كان ايجابياً وان البحث لم يقتصر على قمة اسطنبول. وفي الخلاصة انه في ظل الإرباك الداخلي وعدم السلبية الاقليمية لا بد من العودة الى خيار الأقوى في المكوّن المسيحي، أي حليف "حزب الله" ومرشح سمير جعجع في الوقت عينه، من دون معاداة المكونات الأخرى في البلاد. فالدولة اليوم تندثر وهي بحكم الفاشلة، وثمة خطر جدي على الطائف حتى من دون المناداة بمؤتمر تأسيسي، وهذا ما ترفضه السعودية.

 

فوارق كبيرة بين زيارتَي هولاند لبيروت هل يحمل مشروعاً لانتخاب رئيس ويلتقي المرشحين؟

 خليل فليحان/النهار/11 نيسان 2016

يزور الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لبنان ساعات معدودة في 15 من الجاري، للمرة الثانية بعد زيارته الأولى في 4/11/2012 وسط تدابير أمنية غير مسبوقة نظرا الى تهديدات تنظيم "داعش" الإرهابي بعد هجمات باريس وبروكسيل. وتنظّم برنامج الزيارة الرسمي الدوائر المختصة في السرايا.

وأفاد مصدر ديبلوماسي"النهار" بأن سيد الإليزيه أراد أن تكون بيروت محطته الأولى في جولة عربية تقوده إلى مصر فالأردن، تماما على غرار جولته السابقة التي بدأت ببيروت قبل أربع سنوات ومنها الى السعودية ودول أخرى. وأكد أن فوارق عدة بين الزيارتين، مشيراً إلى فراغ موقع رئيس الجمهورية هذه المرة ، والجبهة المفتوحة مع الإرهاب في جرود عرسال والشلل في المؤسسات الرسمية والفساد المستشري على كل الأصعدة. وهولاند هو الزائر الوحيد من رؤساء الدول الكبرى الذي يأتي الى بيروت منذ شغور مركز رئاسة الجمهورية منذ اكثر من سنتين، ويقول المصدر الديبلوماسي ان الرئيس الفرنسي لن يكتم أسفه لعدم تمكنه من زيارة قصر الرئاسة في بعبدا، والاستعاضة عن ذلك بالتعرف الى مكان رسمي آخر حيث سيبّلغ بأنه لن يوقف مساعيه، وإن افشلتها سابقاً القوى الإقليمية وقبلها اللبنانية من أجل انتخاب رئيس للبلاد، وسوف يشدد على ضرورة ملء الفراغ في أسرع وقت ممكن .

ولم يشأ المصدر تأكيد ما إذا كان هولاند يحمل مشروعاً متكاملاً لانتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت أو أفكاراً وسطية محددة، علماً أنه سبق أن اتصل هاتفيا بالمرشح الرئاسي سليمان فرنجية في أعقاب إعلان ترشحه، مما أغاظ المرشح العماد ميشال عون وأركان تياره. ويتكتم مَن يتولون التحضيرات للزيارة عما اذا كان سيلتقي المرشحين الرئاسة ام لا . واضاف ان الرئيس الفرنسي سيلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة تمّام سلام والبطريرك الماروني بشارة الراعي وقادة سياسيين من بينهم الرئيس سعد الحريري ورئيس" اللقاء الديموقراطي" النائب وليد حنبلاط ورئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، وسيركّز على أهمية التوافق على مرشح للرئاسة تتوحد حوله الفاعليات السياسية لتحصين البلاد من محاولة إحداث اي إضطراب أمني أو من أي نوع آخر، سواء أكان بتخطيط عربي أم إقليمي أم دولي، في حين أن المواجهات العسكرية تلهب سوريا على اكثر من جبهة منذ آذار 2011 ، وقد فرزت للبنان جبهة عسكرية من الإرهابيين داخل ارضه في جرود عرسال يحاولون في شكل شبه يومي الاعتداء على الجيش في مواقعه الفاصلة بين الجرود والبلدة، ويتصدى لهم الجيش مانعا اي تقدم لهم أو الاستيلاء على اي موقع له. وسوف يلقى الجيش اللبناني تقديراً علنياً من هولاند بحسب تقارير أمنية يتلقاها من سفارة بلاده في بيروت. كما سيثني على أداء الاجهزة الامنية ولا سيما المتخصة بمكافحة الارهاب لتمكنها من تفكيك خلايا كانت سترتكب جرائم ضد الأبرياء في تجمعات سكنية، إضافة الى نجاحها في القبض على مرتكبي جرائم وتحرير مخطوفين بسرعة ملفتة . وتابع المصدر أن هولاند سيجدّد التاكيد على تعزيز تسليح الجيش ويبدي أسفه لوقف تسليم الهبة السعودية من الأسلحة الفرنسية إلى الجيش وقوى الامن الداخلي بسبب ممارسات "حزب الله"، وسيؤكد أن مساعي تجرى لتأمين ما يحتاج إليه الجيش لمواجهة قوى الإرهاب في جرود عرسال . واشار الى ان الرئيس الفرنسي سيتطرق إلى أزمة اللاجئين السوريين في لبنان ويطلع خصوصاً على كثافة عددهم، وضرورة توفير المساعدات المالية وسواها لتحمّل هذا العبء الذي لا يعرف أحد سبل التوصل إلى حل له، مما يجعل الآمال معلقة على حل له سياسي متكامل في مفاوضات جنيف التي باتت على المحكّ.

 

منعاً للتأويلات، أفرج يا دولة الرئيس عن محاضر الطائف

ريمون عبود/النهار/11 نيسان 2016

"إنّ أخطاء عمّك تسبّبت بالطائف، وما أدّى إليه في شأن صلاحيات رئيس الجمهورية، لو حصلت تسوية يومها لما كان أصاب المسيحيين إجحاف في حقوقهم". بهذه الكلمات خاطب المرشّح سليمان فرنجية الممتنع عن النزول إلى المجلس نزولاً عند رغبة سيّد الكلّ (أين هيبة الرئاسة، إذا هيك مبلّش؟) صهر الجنرال عون المدلّل جبران باسيل الذي بدّد بسرعة فائقة، ما أرساه أسلافه من علاقات خارجية وطيدة، وأتبعها بمقاطعة "بان كي - مون"، إسترضاءً لـ"حزب الله" الذي يُحكم قبضته على البلد. المسألة ليست بهذه البساطة، هناك كمّ من التراكمات والأحقاد: من شعارات شعبوية ناصرية وبعثية، ومزايدات في القضايا القوميّة، فحمّل البلد أكثر ممّا يحتمل، مع يسار متهوّر، لم يرَ أمامه سوى الصراع الطبقي المستعصي، مستخفّاً بالبعد الطائفي المتجذّر، ويمين متحجّر، متمثّل برئيس حزب الكتائب بيار الجميل الذي كان يردّد يومياً "الدستور لا يمسّ، صلاحيّات رئيس الجمهورية لا تُمسّ". وديماغوجيّة سنيّة تطالب بالمشاركة وحرّية العمل الفدائي، فكان عبدالله اليافي يهتف في شوارع بيروت "كلّنا فدائيون". تلاقت المصالح لضرب الصيغة اللبنانية التي شكّلت تحدّياً للصهيونية العنصرية والديكتاتوريات العربية، هالهم النمّو الاقتصادي، وتداول السلطة، والحرّيات الاعلامية، ومتانة الليرة اللبنانية. النظام ليس مثالياً، ينقصه التطوير والانماء المتوازن والشراكة، وليس بالسوء الذي وصلنا إليه في هذا الزمن. "فالمارونية السياسية" التي يترحّم كثيرون عليها، لم تورثهم الفساد والفضائح والديون والتسلّط. كان بيار إده يشتري اونصات الذهب من فائض الموازنة، كذلك الرئيس الياس سركيس، لتأمين تغطية ثابتة للعملة. ماذا سترث الأجيال المقبلة من السنّية المالية والشيعيّة العسكرية، التي رسّخت سلطتها زمن الوصاية، بعد حرب عبثية وتدميرية، أوصلت إلى فرض اتفاق الطائف المثقل بالهفوات والثغر، وأشعر المسيحيين بالقهر ونيات مبيّتة بالاستبعاد والتهميش؟ وضع الاتفاق بين الولايات المتحدة وسوريا والسعودية، على أن يحكم لبنان بأرجحية سنّية مع وصاية سورية وتغطية سعودية. كثرت التفسيرات لبنوده، سألنا بعض النواب: هل الاستشارات ملزمة بإجرائها أو بنتائجها؟ لم نحصل على جواب واضح، لاحقاً بدأت الأمور تتوضّح: عصام نعمان يقول ملزمة بإجرائها. وفي مقابلة على إذاعة "صوت لبنان" مع ميشال معلولي، قال: "محاضر الطائف التي أخفاها الرئيس حسين الحسيني هي خلاصة مناقشات النواب، الاستشارات التي يجريها رئيس الجمهورية لاختيار رئيس حكومة، ملزمة بإجرائها، وليس بنتائجها، فرئيس الجمهورية ليس صندوق بريد، بل له رأيه في الاسم المقترح، وهو المؤتمن على الدستور، والوحيد الذي يحلف اليمين، بالتالي لا يمكنه الموافقة على شخص يرى أنّه غير ملائم، وربّما مجيئه يسبّب إشكاليات". وأضاف: "لم نتطرّق في قانون الانتخاب الى النسبية، بل اقتصر الأمر على النسبية بين المذاهب والمناطق... وأن لا يتجاوز عدد نواب الدائرة الثلاثة".

عن الترهيب الذي اعتمد خلال الاجتماعات صرّح بيار دكاش أنّ سعود الفيصل قال له : "أنتم المسيحيين أخذتم رئاسة الجمهورية والمناصفة. تشكّلون 30% من اللبنانيين وغير راضين، فلماذا تعارض؟". حسن الرفاعي اعتبر الطائف بدعة دستورية، لم يشارك كون المناقشة ممنوعة. فيا دولة الرئيس الحسيني الذي نسجّل لك وقوفك المشرّف عام 1976 إلى جانب العميد ريمون إده في رفض قرار الاذعان السوري بفرض الياس سركيس رئيساً: نأمل منك الافراج عن محاضر الطائف، وأن تكون في تصرّف الجميع للاطّلاع على ما جرى من مناقشات، ولا سيما بعد سماعنا نجاح واكيم يصرّح عند انتهاء المؤتمر: " حرقنا دين الموارنة"، وذلك منعاً للاجتهادات والتأويلات والتفسيرات. للخروج من المأزق الذي يتخبّط فيه البلد، لا بدّ من العودة إلى ما قاله كمال جنبلاط عام 1956 في محاضرة في "الندوة اللبنانية": "لا يستطيع لبنان أن يكون دولة تابعة لأحد، وما نريده، هو القبول بالآخر، بانفتاح ومحبّة، والقبول بعقيدته وتصرّفه...، والذي نرتجيه أن يكون لبنان بلد التسامح الديني الحقيقي، لا بلد التعايش الديني، أي بلد التعصّب والحقد الديني الدفين المكبوت". كم كان الرئيس اميل اده على حق عندما طلب تأجيل الحصول على الاستقلال. إرتضى اللبنانيّون الذلّ العثماني والجزمة السورية، وانتفضوا على الفرنسي الذي كان يبني المؤسسات. هذا الشعب الخنوع والمدجّن، الذي يقبل ثقافة الانتفاع والاستزلام والعاجز عن إدارة أموره، يحتاج الى وصاية دائمة: نطوف العالم لتشكيل حكومة وانتخاب رئيس ونحتفل بذكرى الاستقلال، فلتلغَ حفاظاً على ما تبقّى من كرامة!.

 

إنّ الدولة المدنية هي الحل

سعد الدين البواب/النهار/11 نيسان 2016

تعليقاً على حتمية الجراحة الفكرية العميقة لكي يعود الاسلام، أشارك الاستاذ المحامي عبد الحميد الأحدب قلقه وخوفه من التطورات العنيفة التي نشهدها والتي ترتكب باسم الاسلام وأثرها السلبي على المجتمع وعلى سمعة الإسلام. ومن يرهب هذه الأفكار "الالترا سلفية" نوعان من المفكرين:

الأول – الذي يلوم الإسلام كفكر يحتضن هذه الأفكار بحجة الأمر بالجهاد وأحاديث دار السلم ودار الحرب، ويخرج بنتائج متفاوتة تحضّ على مقاومة الاسلام وظواهره كاملة، وبدرجات تتفاوت من رفض الحجاب الى رفض دخول المسلمين البلاد إن للهجرة أو حتى اللجوء.

الثاني – ذو الخلفية الاسلامية، يدافع عن الدين الاسلامي ويكفّر الفكر السلفي و"الالترا سلفي" باعتباره بدعة لا تتناسب وتعاليم الاسلام. ومقال الاستاذ الاحدب يبرز بالنصوص تعاليم الاسلام التي تدعو الى المحبة واحترام الآخر وحقه في الاختيار.

والإشكال الأساس ليس في الفكر "الالترا سلفي" أو السلفي أو الوهابي، بل في تطبيق هذا الفكر على المجتمع وفرضه بقوة السلاح والعنف الذي لا يقبله الناس أكانوا مسلمين أو غير مسلمين، ومن هنا يبدأ البحث في المعالجة. فالمعالجة لا تكون معالجة للفكر، وإنما تكمن في منع الفكر من فرض نفسه على الآخرين.

واعتبر احترام الفكر وحرية العقيدة حق مقدس وطبيعي لكل افراد المجتمع، وكذلك اعتبار فرض الفكر على الآخرين جريمة في حق الانسان وحقه في تحقيق اقتناعاته بطريق المنطق والتفكير أو القناعة بالوراثة، وكما يقول البعض "حدود حرية الفرد تقف عند حدود حرية الآخرين".

لا يمكننا الدخول في بحث الفكر (الاعتقادي) الديني والدخول في مساجلات تبدأ ولا تنتهي، وذلك لتعدد الاديان في المجتمعات وتعدد المذاهب في الاديان وتعدّد المدارس في المذاهب واختلاف الاجتهادات ضمن المدرسة الواحدة الخ...

لكن يمكننا أن نتحد جميعنا، أي كل من يرفض فرض السلفية مذهباً ومسلكاً بقوة السلاح، يمكننا جميعنا أن نلتقي على محافحة رغبة الفرد في فرض رؤيته ومعتقده وتصوره ما يعتقده خيراً، على بقية الافراد، واستعمال السكين والعصا وحتى أنواع الأسلحة الأخرى من طائرات ودبابات وحاملات طائرات أو استعمال القوة الاقتصادية والتجارية والمالية والسياسية والاعلامية، وأي نوع آخر من القوى لفرض معتقداته على الناس، فهذا يعني الانتقاص من حقنا في اختيار اقتناعاتنا بحرية دون رقيب أو حسيب.

وقد أختلف مع الاستاذ المحامي السيد عبد الحميد في أن الحل قد يكون جذرياً، كما كان في قنبلة هيروشيما، حيث أن ما رأيناه حتى الآن من الربيع العربي ومندرجاته يفوق مفعول القنبلة الفتّاكة.

والإشكال هو في ثقافة الناس، والثقافة تحتاج الى تجربة ووقت وما يجري الآن هو عملية تثقيفية كفيلة بأن يعيد كل فرد منّا حساباته وتصوراته التي تضمن له ولعائلته الحياة الكريمة.

إنّ تعدّد الاتجاهات في تعدّد الطروحات لهذا الإشكال دليل على الوعي بخطورة الموضوع من جهة، ودليل آخر على استحالة التوافق بين هذه الحلول جميعها، وكلنا سنُدرك حتماً بهذا التباين في التصورات للحلول، أن علينا أن نعترف بأن لكل منا رأيه النابع من محيطه وديانته ومعتقده الخ... وهو لن يكون بالضرورة مماثل للرأي الآخر، بل في أكثر الأحوال مختلف في بعض أو كل بنوده عن الرأي الآخر.

لذا سنصل حتماً، كما وصلت أنا، الى قبول الرأي الآخر واحترامه باعتباره حقاً للفرد، أما اذا حاول هذا الفرد أن يفرض رأيه بقوة جسده أو سلاحه أو ماله أو مركزه، فهذا سيقاومه المجتمع بكل ما يستطيع من قوة، وبصرف النظر عن الاختلافات الفكرية، كما يحصل اليوم تماماً في الساحة السورية.

يكفينا أن نحل مشكلات التعايش في ما بيننا ولنترك أمور الآخرة وتحديد من يدخل الجنة ومن يدخل النار ليحلها كل منّا بينه وبين ربه.

إن المعاناة التي نعانيها في يومنا هذا ستتمخّض عن التوصل الى اعتبار أن الدولة المدنية هي الحل، وأنّ الخلافات العقائدية لا يمكن حلها، إن الشيء الوحيد الذي نستطيع أن نفعله حيالها هو تجاهلها واعتبارها ثانوية أمام مشكلات الحياة الآنية والمستقبلية التي نعانيها.

حوار مع رئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون مع اللواء حول الاستحقاقات والصعوبات وطالب انتخاب الرئيس بقرار استثنائي النصف + واحد

د. عامر مشموشي وكارول سلوم/اللواء/11 نيسان/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/04/10/39066/

نصاب الثلثين شلّ البلد وإذا بقي فلا انتخابات جمهورية

النائب دوري شمعون متحدثاً لـ «اللواء»

«حزب الله» محشور بعون ويترك المبادرة للرئيس بري

عون بلا وفاء ولا صديق له ورأينا ماذا فعل بالمسيحيين

الانتخابات البلدية حاصلة و«الأحرار» سيساعد على إحلال التوافق

لا نريد أن نكون في حالة عداء مع العرب والأمور ستعود  إلى نصابها

أفضّل مشروعاً  قائماً على الفردية ولا مشكلة لي مع قانون الستين

بتعابيره «الدارجة» يُطل علينا رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون، شارحاً، مقترحاً، معللاً الأسباب، وساعياً نحو إيصال ما يريد إيصاله من رسائل ومواقف.

اختار النائب شمعون خطاً لا يشبه غيره، وما لا يعجبه مع الحلفاء والأصدقاء يقوله من دون خجل، وفي بعض الأوقات لا يُخفي تصرفاً ما يأتي كردة فعل على تعاطٍ غير سليم معه، أما عندما ينتقد أمراً ما، فينتقي كل ما يدركه المواطن اللبناني من عبارات قريبة له. هكذا هو رئيس حزب الوطنيين الأحرار يرفض المسايرة ويقول كلمته من دون «خوف» وبصراحة تميّزه عن صراحة الآخرين.

معه كانت جولة حول الاستحقاقين البلدي والرئاسي وما يفصل بينهما والوضع العام في البلاد. وعبر صحيفة «اللــواء» أطلق النائب شمعون المبادرة القديمة - الجديدة حول العمل لجعل نصاب جلسة الانتخاب النصف زائداً واحداً، بدلاً من الثلثين.

يبدو أن هذه المبادرة يعمل عليها، وهو لهذه الغاية يدعو رئيس مجلس النواب نبيه برّي إلى المساهمة في ذلك، مؤكداً أهمية العمل على وثيقة تحمل توقيع ثلثي النواب وتدعو إلى اعتماد هذا النصاب.

يقرأ في الاستحقاق البلدي ويتمنى ألا تحاول الأحزاب فرض نفسها بالقوة، ويعلن مساهمة حزب الوطنيين الأحرار في إحلال التوافق.

الوضع غير السليم في لبنان ومصادرة حزب الله للقرار اللبناني، عناوين في حديث النائب شمعون الذي يُركّز على أولوية واحدة دون سواها، ألا وهي انتخاب الرئيس.

وفي ما يلي نص الحوار الذي أجرته «اللــواء» معه:

الانتخابات البلدية ضرورية

{ هل برأيك أن الانتخابات البلدية ستحصل؟ وكيف تتعاطى معها؟

- وفق تأكيدات وزير الداخلية والبلديات، فإن الانتخابات البلدية ستحصل، وأعتقد أنها يجب أن تتم، إذ أنه بعد تعذر إجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية، لا بدّ من إتمام الاستحقاق البلدي، وكما نعلم فإن هذا الاستحقاق مرتبط بحجم القرى، ففي القرى الصغيرة يتحكم الطابق العائلي أكثر، في حين أنه في المدن الكبرى، يطغى الوجود الحزبي بشكل أكثر. هناك اتفاق مبدئي بين «القوات» و«التيار الوطني الحر» على التحالف، لكن في بعض الأمكنة، سيتفقان، وفي أمكنة أخرى، لن يتمكنا من ذلك بسبب دخول العنصر العائلي وسياسة القرى، ونتمنى أن تحصل هذه الانتخابات وسط أجواء مقبولة، فلا تحاول الأحزاب فرض نفسها بالقوة، و«خليهون يحرقولن ياها» بسبب الأجواء غير المريحة في البلاد.

{ كيف تقيّم الوضع وأنت نائب وزعيم من الشوف؟

- لم تعد منطقة الشوف حسّاسة، عندما نتحدث عن المناطق الحسّاسة، نقصد بذلك المناطق المجاورة لسوريا، ما من ضغط خارجي على الشوف.

{ كيف يخوض الوطنيون الأحرار الانتخابات البلدية؟

- تربطنا صداقات كثيرة في مناطق من عكار إلى الجنوب. وحيثما نجد أن هناك مجالاً للمساعدة لإجراء التوافق، فسنسعى إلى ذلك، لأن ذلك هو هدفنا الأساسي.

{ وهل هذا يعني انكم مستعدون للتحالف مع «التيار الوطني الحر» و«القوات»؟

- هذا ليس بـ«الأكل الطيب»، لكن عندما نرى أن هناك إمكانية لإيصال أشخاص كفوئين فسنسعى إلى دعم ذلك.

{ كيف ستسعون إلى ذلك؟

- هناك أشخاص لا يزالون مرتبطين بعائلة الرئيس الراحل كميل شمعون ولا يمكن التخلي عن هؤلاء، وفي الانتخابات البلدية الأخيرة، دعمت الوفاق، واليوم سنحاول أن نجعل من أبناء دير القمر يتمثلون، لأن هناك شخصيات كفوءة، ولا بدّ من إيصال طاقم من هذا القبيل إلى المجلس البلدي في المنطقة.

نصاب النصف زائداً واحداً

{ هل لا تزال هناك من إمكانية بعد للرهان على المرشحين العماد ميشال عون والوزير السابق سليمان فرنجية؟

- في الأساس، كل شخص يملك الحق في الترشّح، ندرك شهوة العماد عون في ما خص الوصول إلى كرسي الرئاسة، وإما هو أو لا أحد، وهذا أمر واضح، وهو مستاء كيف أن هناك فئة رشحت فرنجية، كما انه يستمد قوته من حزب الله، وهما قادران على تطيير نصاب الجلسة. ما يجب العمل عليه هو أن ينصرف عدد من النواب المؤمنين بأهمية انتخاب الرئيس إلى الضغط في اتجاه السير بنصاب النصف زائدا واحدا، بدلاً من اعتماد نصاب الثلثين، وهذا ما نحاول إقناع المعنيين به.

{ لكن ألا تعتقد أن هناك صعوبة في إتمام ذلك؟

- لا، ما من صعوبة في ذلك، في الإمكان أن يُعمل على وثيقة تحمل توقيع ثلثي النواب وتدعو إلى اعتماد نصاب النصف زائدا واحدا، وهذه مسألة تحل المشكلة.

{ من سيقدم على هذه الخطوة؟

- النواب، بدءاً من رئيس مجلس النواب، ويكفي أن يصوت ثلثا مجلس النواب على هذه العريضة للقبول والسير بها.

 { لكن الرئيس برّي لن يصوت على ذلك لأنه يعتبر أن النصاب هو نصاب الثلثين؟

- مع احترامنا للرئيس برّي فإن قصة نصاب الثلثين شلّت البلاد والانتخابات الرئاسية. وهذا الأمر لم يكن منصوصاً عليه في الدستور أساساً، ولماذا لا نصلح الأمر ونتخذ قراراً قد يكون استثنائياً، ولكنه دستوري لجهة العودة إلى نصاب النصف زائدا واحدا.

{ هل تمّ اللجوء إلى نصاب النصف زائدا واحدا سابقاً؟

- بالإمكان اللجوء إلى هذا النصاب، كما لجأوا أو فرضوا نصاب الثلثين.

{ هل تعتقد أن بإمكان هيئة مكتب المجلس أن تقدّم على ذلك؟

- نعم، حين تجعل عدداً من النواب يوقعون على الوثيقة التي ذكرتها.

{ كيف بالإمكان حصول ذلك والمرشح فرنجية لا ينزل إلى مجلس النواب من دون حزب الله؟

- إذا كان هناك من يملك الفهم والإدراك لانتخاب الرئيس عليه أن يسعى إلى ذلك، ووفقاً للمقاربة التي تحدثت عنها.

{ هل لا يزال المجال مفتوحاً أمام المرشحين عون وفرنجية؟

- طالما أن هناك مسألة نصاب الثلثين التي لا تزال تتحكم بالانتخابات الرئاسية، فذاك يعني ان ما من انتخابات حاصلة، وهذا ما نراه اليوم.

الرئيس برّي والمبادرة

{ ماذا عن الحديث حول المهل المحددة والعمل لانتخاب الرئيس في الشهرين المقبلين؟

- سقطت جميع المهل، لا بدّ من القيام بخطوة استثنائية وإنقاذ البلاد من التعطيل.

 { هل من مبادرة في اتجاه موضوع نصاب النصف زائدا واحدا؟

- نعم، يُحكى فيها ويجب أن تحصل.

{ هل تعتقد أن حزب الله ميّال للعودة إلى لبنانيته أم لا يزال القابض على الرئاسة وعلى كل شيء في هذا البلد؟

- أظن أن حزب الله «محشور» بالعماد عون وغير قادر على اتخاذ مبادرة لتغيير شيء، فيترك المبادرة لغيره. هو محشور.

{ لمن يترك المبادرة؟

- للرئيس برّي. هو محشور بالعماد عون، لا يمكنه اتخاذ المبادرة فيتركها بواسطة شخص آخر، إيران محشورة وحزب الله محشور، وهناك شعور بالضغط.

{ إيران ليست محشورة..

- نعم... هي كذلك.

{ أين تراجعت إيران؟

- في الأساس، جاء الدعم الروسي لها ولكن الروسي يحدث اليوم كلاماً آخر.

{ وفق ما سمعناه من الرئيس الحريري بأن نصيحة روسية أسديت لانتخاب رئيس توافقي..؟

- لا مشكلة في ذلك، لكن لا بدّ من إيجاد الأصوات الكافية لإجراء الانتخابات الرئاسية، يجب أولاً تعديل مسألة النصاب لتصبح النصف زائدا واحدا، وإقناع الجميع باللجوء إلى مرشّح آخر.

فيتو على عون

{ هل تعتقد ان ذلك بحاجة إلى تعديل دستوري؟

- لا ليس بحاجة إلى تعديل دستوري.. كما تمّ اتخاذ قرار بأن الأكثرية تكون بنصاب الثلثين، في الإمكان اتخاذ قرار كي يكون النصاب النصف زائدا واحدا.

{ هل تعتقد أن أداء كل من عون وفرنجية يسمح بإجراء الانتخابات الرئاسية؟

- أعتقد انه بالنسبة للعماد عون، هناك فيتو من قبل مجموعة نيابية كبيرة عليه، وطالما ان هناك فيتو عليه، فلا بدّ من إيجاد مرشّح آخر، ونريد أن تجري الانتخابات البلدية لتنتظم الحياة الديمقراطية، وسط وجود بلديات من دون مجلس بلدي لها.

{ هل تؤيد الدعوة إلى التشريع أم أنك تصر على أهمية إدراج قانون الانتخابات فيها؟

- قانون الانتخابات آخر همي، وقبل كل شيء أريد إجراء الانتخابات الرئاسية، لأن للرئيس، أياً يكن، كلمته في قانون الانتخابات، ولا يجوز أن يسير هذا القانون من دون توقيع الرئيس. في البداية، لا بدّ من انتخاب الرئيس ثم نرى كيف يمكن إجراء تغيير في القوانين.

مؤامرة على لبنان

{ في الموقف الأخير للرئيس برّي يقول ان الثغرة الانتخابية نضجت ويخشى سقوطها، لكن كأنك تقول انها سقطت؟

- مع احترامي للرئيس برّي لا أتفق معه على عدّة أمور، هناك أولويات وهي تبدأ مع انتخاب رئيس الجمهورية، ولا بدّ من إظهار ان هناك رغبة في ذلك.

{ ما هو المطلوب من الرئيس برّي؟

- المطلوب من الرئيس برّي اليوم إجراء الانتخابات الرئاسية من خلال تعديل موضوع النصاب وجعله النصف زائدا واحدا بدلاً من الثلثين. وهذه أولوية، على أن نتحدث لاحقاً في كل الأمور، هناك إحباط مسيحي، ما من شيء يحبطني وتربيت في منزل الشخص الذي لم يصب بإحباط وورثت ذلك عنه، وتصرفات حزب الله تدفع بالمزيد من هذا الاحباط المسيحي، فلننته من ذلك ونقلب صفحة جديدة.

{ كأنك تقول ان هناك مؤامرة على رئاسة الجمهورية وعلى المسيحيين في لبنان؟

- طالما ان هناك مؤامرة على لبنان فإن المسيحي أول من يدفع ثمنها، هناك مؤامرة على لبنان، وحزب الله وإيران وراء هذه المؤامرة.

حزب الله وقوة السلاح

{ إلى أين يريد حزب الله الوصول برأيك؟

- لا أعرف، لأن حزب الله ينفذ الحلم الإيراني، أي الهلال الشيعي الممتد من إيران مروراً بسوريا والعراق وصولاً إلى لبنان.

{ لكن هناك جبهة مواجهة؟

- هناك جبهات، ونحن كجبهة داخلية ضد ما يحصل، لكن من يتحدث بلغة «البارودة» شيء ومن لا يملك «النقيفة» شيء آخر، وهؤلاء اعتادوا على السلاح وليس على تبادل الرأي والديمقراطية.

{ اذاً، هل تعتبر ان القرار اللبناني مصادرة من قبل السلاح؟

- هناك محاولة لذلك، ما أقوله هو أن حزب الله غير مسيطر علينا جميعاً ولسنا جميعنا من يضرب له التحية، هناك وضع يؤثر فيه من ضمن الدستور.

{ لكن إلى أن تتجه الأوضاع إذا استمرت الحالة على هذا المنوال؟

- دعونا ألا «نقلب» فنجان القهوة و«نبصّر»، إذا استمرت هذ الحالة فستصعب، ونحن من اعتدنا على الدفاع عن لبنان سنواصل ذلك.

{ لكن هذه المواجهة بحاجة إلى مجموعة؟

- هناك مجموعة أخذت على عاتقها هذا الأمر؟

{ عن أي مجموعة تتحدث وأنتم في 14 آذار تفرقتم؟

- من فرّق، 14 آذار، إلى أين برأيك يمكن أن تصل «القوات اللبنانية». هل ان العملية وصلت إلى حدّ ان القوات ستخرج من هذه القوى؟ الكل في لبنان يريد كسب مقاعد.

{ لم تتمكنوا من الاحتفال في ذكرى 14 آذار؟

- لا يمكن الاحتفال ووضع البلد ليس على ما يرام.

{ لبنان اليوم في حالة عداء مع العرب؟

- من في لبنان في حالة العداء مع العرب؟ أليس حزب الله؟ وأليس الصراع السني - الشيعي، نحن لا نريد أن نكون في حالة عداء مع العرب، هناك صداقات قديمة مع العرب، وأعتقد أن الأمور ستعود إلى مجراها، فليكن ما حصل أمثولة يجري التعلم من خلالها أصول العمل السياسي، ولا يمكن لأحد أن «يزمّر» على هواه.

حسنات الدوائر الفردية

{ ظهر الأمر وكأن ما من اتفاق حول قانون للانتخابات النيابية وبالتالي ما من قانون جديد، ويحكى اليوم عن العودة إلى قانون الستين؟

- قانون الستين موجود ولا مشكلة لديّ معه، وتفصيل قانون الانتخاب على أساس طائفي أي ان المسيحي يصوت للمسيحي والمسلم يصوت للمسلم، لا يمكن أن يتحقق لأننا نريد أن يسير الجميع جنباً إلى جنب وبتفكير واحد، والكل يريد الاستفادة، لكننا في حزب الوطنيين الأحرار تقدمنا بمشروع قانون للانتخابات قائم على الفردية، أي تقسيم لبنان إلى دوائر فردية، بحيث ينخفض العدد من 128 إلى 88 دائرة فردية، ولكل واحد الحق في الترشح فيها، هناك مقعد واحد فردي، وبإمكان أي شخص الترشح له سواء كان مسيحياً أو مسلماً أو درزياً. وهذا الأمر يخرج لبنان من الزواريب الطائفية المزروعة هنا وهناك.

{ ماذا عن النظام المختلط؟

- ما من أحد يفهم معنى النظام المختلط، وهو صُمم لدول يملك أبناؤها شهادات جامعية عليا، ما من أحد يفهم هذا النظام، وكل ذلك ينطوي على اختراعات «بلا طعمة»، لا لزوم لوجود 128 نائباً في بلد بحجم لبنان، أريد أن يُنتخب نائب قادر على العمل من أجل خدمة منطقته في المجلس النيابي.

{ لكن همّ العماد عون في مكان آخر؟

- العماد عون من دون وفاء، والرئيس كميل شمعون أصر على أن يُعين قائدا للجيش، ومن ثم أنا وأخي الراحل وجهنا نداءً للمواطنين للتوجه نحو بعبدا، وكان داني يجول على الضباط لمعرفة النواقص من ذخيرة وعتاد، وعندما أخذ قراراً ليفر لم يتحدث مع داني، ومن ثم ذهبت لزيارته في الدورة الأولى للانتخابات بعدما ألح الشباب في الحزب عليّ وسألني وقتها: هل أنتم موجودون؟ لا صديق له وهو «مصلحجي».

{ لكنه يظهر للناس وكأنه المدافع الأول عن حقوق المسيحيين؟.

- شكراً له، دافع عنه في أيام الحرب ورأينا ماذا فعل بهم، العونيون والقواتيون فتحوا حرباً ضد بعضهم البعض وأين كانت تتجه قنابلهم؟ أليس إلى المناطق المسيحية؟

خطر التقسيم موجود

{ هل تعتقد أن هناك خطراً على وحدة لبنان في ظل ما يمكن من تقسيم للمنطقة؟

- هناك خطر بكل تأكيد، وهذا وارد في لبنان، إذا استمر اللبنانيون يتصرّفون وفق الشكل الحالي، ولذلك أكرر دعوتي لانتخاب رئيس للبلاد.

{ وما هو رأيك بمشروع مكافحة الفقر الذي أطلقه الرئيس سعد الحريري؟

 هناك مليون ونصف مليون لاجئ سوري قسم منهم يعمل مكان اليد العاملة اللبنانية، وهناك الفلسطينيون المنهمكون في محاربة بعضهم البعض ويريدون تحرير فلسطين من لبنان، وفي ظل وجود حكومة كحكومتنا ووزراء ونواب كوزرائنا ونوابنا، فإن الوضع لن يكون سليماً، وأنا أؤيد الرئيس الحريري في هذا المشروع.

 

بقرادوني لـ«المستقبل»: لا كيمياء بين برّي وعون ولا توطين للسوريين و«الجنرال والحكيم اقتبسا الثنائية الشيعية لكن.. للعائلات مكانتها عند المسيحيين»

جورج بكاسيني/المستقبل/11 نيسان/16

بعد أن «أعاد» حزب الكتائب الى آل الجميّل، العام 2007، غاب كريم بقرادوني عن الشاشة، ليظهر من جديد ولو بعيداً عن الأضواء في الحلقة الضيّقة للجنرال ميشال عون التي يحلو له أن يطلق عليها اسم «مجموعة السبت»، حيث يمارس «رياضته السياسية» مرة واحدة في الأسبوع. لمن يعرفه منذ ثلاثة عقود ما زال كريم بقرادوني هو هو: غزير الأفكار والمعادلات السياسية التي طالما بَرَع في تركيبها منذ أن كان في مصلحة الطلاب في حزب الكتائب، وصولاً الى رئاسة الحزب، مروراً طبعاً بالدائرة الإعلامية لـ»القوات اللبنانية» التي أضاف إليها كما الى السياسات المسيحية عموماً في ذلك الزمن «نكهة» خاصة جعلته الأكثر تقلّباً ودوراناً في فضاءات تلك المرحلة. في هذا الحوار يقرأ المحامي بقرادوني مع «المستقبل» هواجس الجنرال «الرئاسية» وأسباب «عناده» في التمسّك بترشيحه، كاشفاً النقاب عن مساعٍ اعتبر انها ليست «حلماً» يقوم بها عون لتقريب وجهات النظر بين «حزب الله» ورئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع، وأخرى يقوم بها الأخير بين عون والرئيس سعد الحريري وصولاً الى تسوية تتطابق مع انفراجات إقليمية ودولية أصبحت «على الباب»: «ميشال عون يوصل سعد الحريري الى السرايا والوحيد الذي يمكّن عون من الوصول الى بعبدا هو الحريري». كما يقارب الثنائية المسيحية الجديدة بين عون وجعجع مشبّهاً إياها بالثنائية الشيعية «رغم خصوصية أن للعائلات مكانة خاصة لدى المسيحيين»، معتبراً أن بذلك أصبح في لبنان أحاديتان في الزعامة (سنّية ودرزية) مقابل ثنائيّتين (مسيحية وشيعية). وبالرغم من تشكيكه في نسبة الـ86 في المئة التي تردّد أن عون وجعجع يمثّلانها في الساحة المسيحية «لأن المجتمع المسيحي متعدّد»، يرى بقرادوني أن هذه الثنائية ستعيد المسيحيين الى زمن «الحلف الثلاثي» الذي «أمسك بالوضع المسيحي في ذلك الحين كما أثّر في الوضع اللبناني عندما تمكّن من إيصال سليمان فرنجية الى قصر بعبدا». في مكتبه في شارع عبد الوهاب الانكليزي وضع بقرادوني ملفات المحاماة جانباً ليجيب أولاً عن سؤال فضولي حول مشاركته في اجتماع أسبوعي يعقد كل سبت في دارة رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب عون في الرابية: «هذه الاجتماعات كانت تعقد بداية كل أربعاء، وليس كل سبت، في مكتب الوزير جبران باسيل في وزارة الاتصالات ومن ثم في وزارة «الطاقة» حول مأدبة غداء. لكن إثر تولّي باسيل وزارة الخارجية أصبح كثير السفر فاعتذر عن عدم المتابعة، لكن الجنرال اقترح أن يكمل هو شخصياً معنا. وهكذا كان». يضيف بقرادوني: «مجموعة السبت» تضمّ ستة أشخاص: أنا، ونائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي، السفير عبدالله بوحبيب، حبيب افرام، الوزير السابق سليم جريصاتي، الصحافي جان عزيز، ويحضر بين الحين والاخر الوزير باسيل. الاجتماعات تحصل كل يوم سبت.. هذه المجموعة تضم أشخاصاً من بيئات معينة وتجارب معينة يعرفون الجنرال بنسب متفاوتة وقد اكون انا الاقدم بينهم كوني اعرفه منذ العام 1980 من زمن الرئيس الشهيد بشير الجميل. الجنرال يحب هذه «الجَمعة« ويسمع أفرادها وإذا كان هناك من موضوع ما يشغل باله، يطرحه على الحضور ويأخذ برأينا. بالنسبة إليّ فإن يوم السبت وتحديدا هذا اللقاء هو نوع من الرياضة السياسية. البعض يحب رياضة المشي او رياضات اخرى، اما أنا فهذه رياضتي. الجيد ان الجنرال يجعلك على اتصال دائم بالوضع السياسي وأنا لولا هذه الاجتماعات لكنت نوعاً ما منفصلاً عن الوضع السياسي خصوصاً أن الجنرال محور اتصالات ومعظم الامور التي تحدث معه يخبرنا بها«. أما آخر ملف ناقشته «مجموعة السبت» فهو الانتخابات البلدية والاختيارية، يقول بقرادوني: ركزت أنا على أهمية الديمقراطية في لبنان لأنها ليست مجرّد كلمة وإنما ممارسة».

[وهل الديمقراطية تنسحب على التعطيل الرئاسي؟

- لا، أنا شخصياً اعتبر أن التأجيل الرئاسي خطأ. ما هو المبرر لعدم اجراء انتخابات رئاسية، لا يوجد مبرر وكان يجب ان تحصل الانتخابات بمعزل عمّن هو صاحب الاكثرية وعمّن سيحصل على اصوات اكثر. تداول السلطة هو جزء من تراث البلد وأنا شخصياً أعتبر ان عدم اجراء انتخابات نيابية كان الخطوة الاولى لعدم اجراء انتخاب رئاسي. كان يجب إما ان تبقى الحكومة السابقة وإما أن تتألف حكومة من عشرة أشخاص ذات طابع تقني ليديروها، أما وانهم شكلوا هذه الحكومة فكأنهم يعلمون في خلفيتهم أنها ستحكم طويلا واحد اسباب الفراغ الرئاسي هو هذه الحكومة«.

[ يعني انك كنت مع انتخاب رئيس من دون تأخير حتى ولو لم يكن الجنرال عون؟

- «طبعاً«.

«حزب الله» يسعى لإقناع برّي بعون

[ هل قلت له هذا الكلام؟

- طبعاً تحدثنا في هذا الأمر وأنا أقول إن الجنرال عون الاكثر استحقاقاً لرئاسة لبنان لأنه مثلما تتمثّل بقية الطوائف بالأقوى لديها، عند المسيحيين يجب ان يكون عون هو الرئيس خصوصاً أن قاعدته توسّعت اليوم بعد التحالف مع «القوات اللبنانية». أصبحت ممتدة من «حزب الله« الى «القوات اللبنانية« وبالتالي لم يعد هو الاقوى فقط بل الاكثر تمثيلاً على الصعيد الوطني. لا يوجد سبب لأن لا يكون عون هو الرئيس وانا افهم أن يكون عون معانداً ببقائه مرشحاً للرئاسة لأن أحداً لا يفصح له عن أسباب عدم انتخابه رئيساً، والجميع يعلم ان الجنرال عون أقل سياسي في لبنان لديه اتصالات خارجية، وبالتالي ليست لديه ارتباطات ولهذا السبب ربما لا يوجد دعم له. ثانياً لا شك أننا بحاجة الى رجل يستطيع ان يكون قوياً لأن لدينا أقوياء في بقية الطوائف. واليوم تتحكم الطوائف بالرئاسة عوضاً عن ان تكون الرئاسة هي المسيطرة. إذاً السؤال: لماذا هناك «فيتو« يمنع انتخاب الجنرال حتى اليوم؟«.

[ رئيس حزب «القوات« سمير جعجع قال بالأمس ان المشكلة عند «حزب الله« وإن الرئيس سعد الحريري أعلن استعداده للنزول الى أي جلسة وقال ان الحزب لم يقم بواجباته مع حلفائه، أليس هذا واقع الحال؟

- «يعني ان «حزب الله« لم يضغط على الرئيس نبيه بري؟ برأيي ان الحزب يدعم عون حتى النهاية ومن خلال تواصلي مع الحزب اعلم انه لن يحيد عن عون، و«حزب الله «يعلم تماما ان هناك خلافاً بين بري وعون وهو يحاول رأب هذا الصدع، لكنه بقي متصدعاً. «حزب الله« لا يتعاطى مع عون من موقع القوة ويفرض شروطه على الجنرال، ولا يتعاطى مع حليفه الاخر الرئيس بري بالطريقة ذاتها. الحزب يراعي حلفاءه ويسعى ان يقنعهم بالتفاوض ولكن ليس من باب القوة. ولهذا السبب أتصور ان محاولات «حزب الله« ما زالت مستمرة حتى الآن. وانا اعلم انه في الفترة الاخيرة كانت هناك محاولة جدية، لكن بين بري وعون لا توجد «كيميا» لكي تقربهما من بعضهما البعض. أنا أيدت عون بسبب خياراته ومنذ ان كنت في حزب الكتائب كان خياري دعم المقاومة والتفاهم مع سوريا وعندما اتخذ عون هذا الخيار، رأيت من الطبيعي أن اكون الى جانبه«.

[إذاً مشكلة الرئاسة ليست ميثاقية؟

- اكثر رؤساء الجمهورية اتوا بهذه الطريقة، إذا كانت هذه هي الميثاقية أي بشبه إجماع. اما بين الميثاقية والشغور أنا أفضّل الشغور، وبعد ان تنتهي كل المحاولات يبقى هناك حل وحيد وهو ان نقول بأن هذا المجلس غير قادر على ان يؤمن الثلثين ولا أكثرية النصف زائداً واحداً. مجلس كهذا لا ينتخب رئيساً. لنذهب الى انتخاب مجلس اخر، ومثل كل بلاد العالم لأن هناك تناقضات داخلية وبرأيي الحل هو الذهاب الى انتخابات نيابية ولو اجريت العام الماضي لكان اليوم لدينا مجلس نواب ورئيس. هذا المجلس لن ينتخب رئيساً نظرا لتركيبته«.

[ كتلتا «حزب الله» والجنرال تقاطعان جلسات الانتخاب.

- للأقلية سلاح دائم هو النصاب. النصاب سلاح للأقلية حتى تستطيع أن تكون في موقع لا يمكن سحقها. انا اتصور ان الاكثرية العددية لا تكفي اذ ان في لبنان يجب ان يكون هناك شبه اجماع والنصاب هو بمثابة ضمانة لان تُجبر الاكثرية على التفاوض مع الاقلية وان تجد الاقلية مكانها داخل الحكم القادم.

لدستورنا فلسفته الخاصة في التطبيق. احدى المشاكل أن هناك كتلة كبيرة لديها مرشحها، في المقابل هناك كتلة اخرى اصبح لديها الان مرشح وهو النائب سليمان فرنجية وبالتالي اليوم لن تؤمن اي جهة النصاب للجهة الأخرى«.

[ يعني انت مع استمرار الفراغ اذا لم يصل عون الى بعبدا؟

- «بين الشغور القائم واجراء انتخابات رئاسية هناك فجوة كبيرة هي تخطي ميشال عون الذي لا يقول «أنا او لا أحد» بل يقول اذا استطعتم ان تتخطوني حاولوا. انا برأيي أن طريق الرئاسة يمرّ بالرابية والامور كلها تجري لصالحه رغم انها لم تنتج بعد، ولكن الخيوط ما زالت مفتوحة، فلا خيوط «المستقبل« أغلقت ولا الخيوط مع النائب وليد جنبلاط مقفلة ايضا ما عدا الخلاف المستجد مع الرئيس بري رغم انه كان هناك خيوط جيدة معه. الامور اصبحت واضحة، لن ينسحب عون لمصلحة اي شخص، انا اقول ان عون يقوم بخطوات صغيرة ويسعى الى اختراق معيّن لكي يصل الى رئاسة الجمهورية، واظن ان الامر سيأخذ وقتاً، واذا تقدمت التسوية في سوريا فإن الانتخابات الرئاسية ستتقدّم أيضا«.

ويعود بقرادوني بالذاكرة الى تجربة انتخاب بشير الجميل رئيساً للجمهورية ليذكّر بأن سلاح النصاب استخدم ضدّه:

«أقاموا «بلوكاج» على بشير لانه كان يمتلك 57 صوتاً وقرروا ان لا ينزلوا الى الانتخابات، خضنا معركة تأجل موعدها مرتين الى أن تمكنّا من تأمين 62 صوتاً، ومنذ هذا التاريخ اكتشف اللاعبون ان هناك لعبة اسمها النصاب في الانتخابات واصبحت جزءاً من المعركة بحيث اصبح تأمين النصاب المدخل لرئاسة الجمهورية رغم انه قبل هذه الفترة كان النصاب يؤمن طبيعيا لانه كان من واجب النائب ان ينزل الى مجلس النواب«.

يضيف: «أقترح مجموعة افكار للمستقبل، مثل اعتماد مبدأ أن يدعى المجلس عشر مرات للانتخاب وفي حال عدم اكتمال النصاب يصبح الانتخاب بمن حضر. هذا النظام بحاجة الى تغيير، فليس من الطبيعي ان يتطلب تأليف الحكومة ستة اشهر. وهنا اقتراح آخر هو ان رئيس الحكومة يجب ان يؤلف حكومته خلال فترة زمنية وإلا تُجرى استشارات جديدة للاتيان برئيس حكومة اخر يقوم بتأليف حكومة. ما يحصل اليوم هو ان الحكومة تصل الى الحكم فيحصل بعد فترة أخْذ ورد لفترة ستة او سبعة اشهر وفي النهاية تكون الاسماء معروفة وما يتغير هو اسم او اثنان فقط فتفقد بريقها منذ انطلاقتها. ولذلك اقول ان رئيس الجمهورية المقبل عليه ان يُعيد النظر في النظام اللبناني«.

[بعض القوى المسيحية يتعمّد الإيحاء بوجود «مظلومية مسيحية» شبيهة بـ»المظلومية الشيعية» في السبعينيات. هل ثمّة أسباب فعلية لذلك أم مجرد اقتباس من أجل الكسب الشعبي، تارة تحت عنوان نقل موظف من الفئة الخامسة وطوراً بحجة خطر توطين السوريين وأخيراً تحويل ملف «أمن الدولة» الى ملف مسيحي؟

- «هذه الأمور كان يمكن حلها خلال اجتماع في القصر الجمهوري يجمع رئيسي الجمهورية والحكومة اللذين يقومان باستدعاء الشخصين المختلفين. أما الآن وفي ظل شغور قصر بعبدا، لا أعتقد أن هناك حلاً للمشاكل. الآن هناك أمر واحد يمكن التحدث فيه وهو أن هذا البرلمان لن ينتخب رئيساً تعالوا نذهب الى انتخابات نيابية».

[في الماضي أطلق البعض شعار الخوف من توطين الفلسطينيين ومن ثم تحالف مع إسرائيل التي هجّرتهم الى لبنان، واليوم يخشى البعض من توطين السوريين وهو متحالف مع الذي هجّرهم، أي بشار الأسد، كما يتحدث عن «مظلومية» في رئاسة الجمهورية وهو متحالف مع من يعطّلها؟

- انا اقول ان ما طبّق على الفلسطيني سوف يطبق على السوري. يعني لا توطين. وأنا أقترح سحب هذا الموضوع من التداول. اللبنانيون مجمعون على رفض توطين الفلسطينيين والسوريين. هناك محاولة حقيقية من الخارج لتحميل لبنان ما لا يحتمله واليوم بدأوا يتحدثون عن الكلفة. لكي يمنع التركي لجوء السوريين الى تركيا يقوم بابتزاز اوروبا بالمليارات. انا شخصيا اقول انه مثلما أجمعنا على عدم توطين الفلسطينيين في لبنان، نحن مجمعون على عدم توطين السوريين. ويجب ان نقول للموفدين الدوليين اننا بحاجة الى اموال لكي نساعد من لا تريدونهم.

خلافا للوضع الفلسطيني الذي تبدو عودته صعبة لأن أرضه محتلة، فان عودة السوري سوف تكون اسهل ولكن علينا ان لا نضيع بين توطين أو لا توطين، بل يجب أن نتحدث مع الدول بأننا ضد التوطين ونطالبهم بتحمل المسؤولية معنا. وبرأيي ان الوضع السوري القائم صعب الى حد ما، لكن اذا صار هناك اتفاق سعودي سوري - ايراني اعتبر ان لا توطين سيحصل. ودعوتي ان يأخذ تيار «المستقبل« هذا الامر على عاتقه مثلما اخذ المسيحيون مسألة توطين الفلسطينيين على عاتقهم. وهذه القضية هي الاخطر على لبنان لأنها لا تمثل خطورة ديموغرافية فقط، بل اقتصادية واجتماعية أيضاً«.

لم يبقَ أمام عون وجعجع سوى التحالف

[ لم تُجبْ عن سؤال تنامي الشعور بالمظلومية لدى المسيحيين؟ هل هي أزمة خوف أو خيارات؟

- «أولاً بالمطلق لدى الأقليات خوف دائم. المسيحيون قلقون إذا ازداد العدد (لدى الطوائف الأخرى). إذا تغيرت المعادلة يقلقون، إذا خسروا موقعاً يقلقون، وهذا أمر ينطبق على اي أقلوي في العالم. ثانياً ما حدث للاقليات المسيحية خارج لبنان يثير القلق«.

[«داعش» و»النصرة« يمثلان خطراً على الجميع، على المسلمين كما على المسيحيين، ففي سوريا سقط ما لا يقل عن ثلاثمائة ألف أو أكثر من المسلمين وفي العراق الأمر نفسه. كيف تقرأ هذا الأمر؟

- «هناك صعود ايديولوجي. مع ظهور «داعش» و»النصرة». طبّقا ممارسات مخيفة في المناطق التي احتلوها. أنا شخصياً أقول انه اذا لم تنتهِ موجة التطرف القلق سيستمر. أما «المظلومية» فهي كلمة جديدة دخلت على الخط».

[هناك من ينسب «المظلومية» الى الصراع على حسم الزعامة المسيحية؟

- «تعددية الزعامات أمر طبيعي في الدولة، أما عند الطوائف فتوجد نزعة لأحادية الزعامة وهي تترجم بشكل واضح لدى الطائفة الدرزية حيث هناك أحادية في الزعامة وكذلك لدى السنّة.

برأيي أن المسيحيين اليوم (تحالف عون جعجع) يقتبسون الثنائية الشيعية. أصبح لدينا ثنائيتان مسيحية وشيعية مقابل أحاديتين سنية ودرزية. ليس معناه أن الأمور قد حلت ولكن نحن ذاهبون في هذا الاتجاه. لأن كل أنواع التحالفات التي أقامها عون وجعجع ضد بعضهما البعض سواء مباشرة أو بالتحالف مع الشيعي مقابل التحالف مع السنّي كلها فشلت وبقي الحل الوحيد أن يتفقا مع بعضهما البعض، كلنا يعلم أن «حزب الله» و»أمل» سالت دماء بينهما ورغم ذلك قرارهما كان التحالف. وأنا برأيي أن المسيحيين وصلوا اليوم الى ما وصل إليه الشيعة في الثمانينات».

[ماذا تنتج هذه الثنائية برأيك؟

- لدى المسيحيين خصوصية، لن يتمكن عون وجعجع من إنجاز ما فعله الشيعة، لأن للعائلات مكانتها عند المسيحيين. مثلاً في حال اتفق «القوات» والعونيون قد يفوزان في الانتخابات في بيروت لكن يبقى هذا الفوز منقوصاً إذا لم يتفاهما مع شخص مثل الوزير ميشال فرعون لأن هذا سيجعل المسيحيين في بيروت يقولون بأنهم ممثلون تمثيلاً كاملاً من دون أن ننسى خصوصيات الأرمن.

أنا أتصور أن القرار الذي ينحو «القوات» و»الوطني الحر» في تجاهه هو أن يمسكا الأرض لكن من دون أن يستبعدا أي طرف مسيحي آخر. صورة الجمهورية الآتية ستكون صورة توازنات حقيقية. وما ينطبق على الانتخابات البلدية سينسحب على النيابية مع العلم أن هذا النقاش حسم منذ الاتفاق على «إعلان النوايا» الى أن وصل الى رئاسة الجمهورية وانتقل الفريقان بعدها الى المستوى البلدي على طريقة الشيعة وهذا الأمر سينسحب على كل شيء«.

[تعتقد أن عون وجعجع سيحصدان 86 في المئة من التصويت المسيحي في البلديات ومن ثم في النيابة؟

- «لا أعتقد أن هذا الرقم صحيح وهذا الأمر بحاجة الى تدقيق احصائي. لو أنهم قالوا إنهم يمثلون هذه النسبة حقيقة ولا يريدون أن يعترفوا بالآخرين، يمكن عندها القول ان هذا الرقم هو فقط من أجل حصر التمثيل المسيحي بهما، لكنهما يقولان أنهما منفتحان على الجميع وبرأيي ان التحالف مع «الكتائب» ممكن والكتائب لن يبقى خارج التحالف حتى وإن لم يدخل في جبهة عون وجعجع. المجتمع المسيحي متعدّد وإذا كانت تكفي عون وجعجع نسبة 51 بالمئة فلماذا يتحدثان عن 86.

ويشرح بقرادوني معنى الثنائية المسيحية الجديدة: «كل المسلمات وُضعت في إعلان النوايا. عدنا اليوم الى زمن «الحلف الثلاثي» الذي أمسك الوضع المسيحي وأثر في الوضع اللبناني وأتى بالرئيس سليمان فرنجية رئيساً. حالياً هناك تماسك كبير وشعرت برغبة كبيرة لدى القواعد وهؤلاء يعرفون بعضهم بعضاً بالأسماء باعتبار أنهم كانوا حزباً واحداً في ما مضى أي في حزب الكتائب. وأنا أؤكد انه اذا جرت خلافات في انتخابات البلديات فهذه القواعد سوف تحل الاشكالات وسوف تقول لجعجع وعون نحن عالجنا الخلافات. وهذا الأمر يريح كثيراً.

في ما مضى كان المسيحي يشعر بالضياع، للمرة الأولى سوف يرتاح وسيخف منسوب القلق لديه. برأيي سوف يؤثر هذا الأمر ايجاباً على الأمن والاقتصاد الخ. وبرأيي أن أي رئيس جمهورية جديد سيرتاح الى هذا الوضع ولبنان كله سيكون بحالة جيدة، بحيث يتحول من الحالة الأكثر قلقاً الى الأكثر استقراراً.

ومع هذا سنبقى متخوفين من هاجس ان تسعى اسرائيل اذا لاحظت ميلاً الى الاستقرار في لبنان الى خربطته، وهنا يجب ان يتماسك عون وجعجع وان يمسكا حلفاءهما معهما.. اذا سألتني ماذا يمكن ان يحصل... فأنا اتصور ان هناك جدية كبيرة من جانب عون للتقريب بين جعجع و«حزب الله« وفي الوقت نفسه يعمل جعجع بجهد للتقريب بين عون و«المستقبل«. وما يجري بحاجة الى وقت«.

[ هل قطع الجنرال شوطاً بين جعجع و«حزب الله«؟

- «انطباعي ان الاتصالات بعيدة عن الاضواء وبعد حين تصبح الاتصالات بين الاشخاص الاقرب لكل من الجانبين على غرار ما حصل بين عون وجعجع اللذين اوكلا الى النائب ابراهيم كنعان والاستاذ ملحم رياشي متابعة الحوار بين الجهتين حتى وصلا الى النتيجة التي رأيناها جميعا. اليوم عون يشعر بمسؤولية: رئيس جمهورية بموافقة «المستقبل«، الحريري رئيس حكومة بموافقة «حزب الله«، جعجع في الحكومة لدعم التمثيل المسيحي كاملا نبيه بري على رأس مجلس النواب. هذا امر نحلم به ولكن معالمه موجودة خصوصا اذا عرفنا كيف نغذيها وهنا يأتي الدور الكبير للاعلام. يحق للبنان ان يصل الى هذا الطموح ليصبح المركز الاقليمي لحل الخلافات بين الاتراك والاكراد، ولدي معلومات ان اميركا لم تعد تكترث لوضعنا وما يهمها ان ترى ماذا يمكن ان تفعله مع الصين وترتب معها العلاقات، وهي ستكتفي بمعركة واحدة ضد الارهاب«.

ويختم: «أنا أقول ان ايران والسعودية ولو كانتا متباعدتين حالياً، سوف تجدان مخرجاً للخلافات. وأعتقد أ روسيا تعي ما يدور، وبوتين يبني زعامته في المنطقة على نجاحه ولهذا السبب نجد انه ليس متقوقعاً في مكان واحد، الرجل ذهب الى تركيا والى اسرائيل والسعودية وبعد حادثة اسقاط الطائرة الروسية في سوريا من قبل الأتراك عاد وحصل تقارب في العلاقات وأول ما فعله بعد هذا الأمر انه أرسل فرقة من جيشه كانت متجهة صوب تركيا الى بلاده وهذا دليل على أن حلاً سلمياً حصل بينه وبين الأتراك.

وما أقوله عن لبنان ليس حلماً. الإطار الاقليمي يأخذ هذا المجرى. نحن على أبواب تسويات في المنطقة. الذي يوصل الحريري الى السرايا هو ميشال عون والوحيد الذي يمكّن عون من الوصول الى بعبدا هو الحريري. هذه التصورات ضرورية في السياسة، وعندما تفكر القيادات بهذه الطريقة يصبح لديها تصور صحيح وصائب. نحن اللبنانيون نتكل دائماً على قدراتنا البشرية. ذات يوم قلت للرئيس الشهيد رفيق الحريري مذهولاً كيف نعالج دين العشرين مليار دولار؟ فقال لي ببساطة ليس المهمّ الدين، المهم أن تجد من يقرضك، وما دام هناك من يقرضك فلا مشكلة بالدين.. هذه نظرة سياسية متكاملة حول إدارة الاقتصاد. نحن بحاجة الى هذا النوع من التصورات السياسية والاقتصادية«.