المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 14 نيسان/2016

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.apri14.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أقُولُ لَكُم: أَلمُؤْمِنُ يَنَالُ حَيَاةً أَبَدِيَّة

بِما أَنَّ المَسِيحَ قَدْ تأَلَّمَ في الجَسَد، تَسلَّحُوا أَنتُم أَيضًا بِهذِهِ الفِكْرَةِ عَينِها، وهِيَ أَنَّ مَنْ تأَلَّمَ في الجَسَدِ ٱنقَطَعَ عنِ الخَطِيئَة

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات وعبّر قي ذكرى حادثة بوسطة عين الرمانة

تأملات وعّبر في حادثة بوسطة عين الرمانة والعّبر/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 13/4/2016

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 13 نيسان 2016

راشد فايد: إخراج الشيعة على عروبتهم يسهّل هيمنة طهران على المنطقة العربية

المحكمة الدولية تتّهم نصرالله باغتيال الحريري

قتلى جدد لحزب الله في سوريا

الرواية الكاملة لـ "ذبح مقاتل حزب الله في حلب"

 سلام يلقي كلمة لبنان في مؤتمر القمة الاسلامية ويلتقي اوغلو في اسطنبول غدا

بري استقبل نائب رئيس سييراليون وزعيتر ونوابا

بلسان قادته.. حزب الله يتحوّل الى شرطي أداب/طارق السيد/موقع 14 آذار

داعشي أمام "العسكرية": الإسلام أحلّ لنا ذبح الأعداء

سلام يحضر القمة الإسلامية وباسيل رافقه منعاً للإحراج التحفظ عن إدانة "حزب الله" قابلته فقرة تدعم الجيش/سابين عويس/النهار

آمال لبنانية بلقاء بين سلام وخادم الحرمين في اسطنبول لطي صفحة التوتر

هل يعود ريفي عن استقالته الليلة؟ وهل تصحّ قانونا؟/سهى جفّال/جنوبية

الميدانيات السورية لا تؤثر في مشروع التسوية ولا تحسّن شروط الاطراف ومحادثات جنيف نحو تحقيق الهدف و"قطع رأس" الارهاب بتحالف عربي متين

مفاعيل التفاهم العوني – القواتي تتوسّع مسيحيا وسياسيّا وبلديّا وتنسـيق في التشريع وقانون الانتخاب.. و"أمن الدولة" خط أحمر

وفد لبنان الى اسطنبول: العين علـــى لقاء سلمان - سلام

"المستقبل" على تعهده بربط المشاركة بالتشريع بقانون الانتخاب

المحكمة الدولية تتهم نصرالله وارفــع المسؤولين السوريين؟

الخليج": لبنان يحتاج إلى عملية نفض جذرية تجتـث الطبقـة السـياسـية القائمــــة

اللواء اشرف ريفي : أنا سيّد قراري

بكركي للخليج: "حزب الله" لا يمثل المسيحيين/نادين مهروسة/المدن

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

مراد: نُنسّق مع الحريري في كل ما له علاقة بالشارع السنّي لانتخاب رئيس من الشعب وعدم "الاساءة" لعلاقتنا بالسعودية

الحريري استقبل عسيري ومخزومي وشخصيات: تجربة الحرب علمتنا أن التمسك بالدولة ومؤسساتها السبيل الوحيد للاستقرار

 الرابطة المارونية: سنستخدم كل الوسائل القانونية للتصدي لكل إساءة الى البطريركية ورأسها

اللقاء الكاثوليكي: لبنان بحاجة لرئيس اقتصادي كفوء وخبير وكفى مهاترات وصراعات دون كيشوتية

حرب في ذكرى 13 نيسان: نتذكر لنعترف كم أخطأنا والتلاعب بالدستور ينتج أسوأ ما تنتجه الحروب

سلام استقبل نظيره المالطي: لجعل البحر المتوسط بحيرة سلام بين دوله موسكات: لا يمكن ترك لبنان بحاله وبموارده الشحيحة مع ازمة النازحين

 مقبل عرض في لندن مع نظيره البريطاني وقائد الجيش ومسؤولين عسكريين سبل دعم الجيش

قداس لبوشبل في كنيسة سيدة التلة في دير القمر بعد تكليفه بأكسرخوسية كولومبيا

اغتـيال زيـدان اســتهداف للاعتـدال الفلسـطيني والتحقيقات مستمرة و"داعش" واسرائيل في قفص الاتهام

ميريام سكاف: سنخوض الانتخابات البلدية وحدنا ككتلة في وجه 3 أحزاب تحالفت ضدنا

 موفد أميركي في بيروت

 الكتائب احياالذكرى ال41 لاندلاع شرارة الحرب وسقوط الشهيد الاول للحزب بقداس في عين الرمانة

حركة "مواطنون ومواطنات في دولة" أعلنت خوض الانتخابات البلدية في بيروت وزحلة وبعلبك

مدير مركز تطوير سياسات الهجرة في فيينا أكد الالتزام بدعم لبنان لمواجهة أزمة اللاجئين السوريين

بيان لقاء "سيدة الجبل" البيان في ذكرة 13 نيسان

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

دي ميستورا: الانتقال السياسي في سوريا هدف المفاوضات

2000 انتهاك من نظام الأسد للهدنة وكيري يدعو للالتزام

السيسي عن تيران وصنافير: أعدنا للسعودية حقها

غارديان": زيارة الملك السعودي لتركيا لحظة هامّة

 مراسلون بلا حدود: حرية الصحافة تشهد تدهورا خطيرا ومقلقا في العالم

السيسي يتحدث عن مؤامرة لأهل الشر في مواجهة انتقادات تتهمه بالتنازل عن الجزيرتين

الأمن الأردني يغلق مقر "الإخوان" بالشمع الأحمر

تضارب حول عدد قتلى إيران بحلب..وقائد القوات البرية يبكي

وزير الإعلام والثقافة السعودي عادل الطريفي: الإيرانيون أمام محاكم 12 دولة بتهم الإرهاب

كندا: تصدير أسلحة للسعودية بـ15 مليار دولار

حزم سعودي يقفل أبواب مصر في وجه إيران

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

رئيس بمواصفات الكنيسة المارونية/غسان حجار/النهار

لبنان يدين إيران في اسطنبول/علي حماده/النهار

هولاند يستضيف حواراً إذا شاء اللبنانيون تظاهرة في قصر الصنوبر وجولة في الوسط/خليل فليحان/النهار

أزمة الأخلاق والنفوس لا تُعالج بتغيير النصوص إنّما بتغيير ذهنيّة سياسيّين فاسدين لا يحاسَبون/اميل خوري/النهار

السلة المتكاملة حين تصل إلى سلاح الحزب بيان بكركي برسم إعادة القراءة بعد "فشله"/روزانا بومنصف/النهار

بلى، انفتحوا على الجنرال وحاوروه/الياس الديري/النهار

وحشية منظمة وحدائق تحكي/هشام ملحم/النهار

75 رائداً لبنانياً ساهموا في النهضة العربية والابداعية في مصر/جوزف باسيل/النهار

الحربان الأهليّتان اللبنانية والسورية متزامنتان/وسام سعادة/المستقبل

لبنان بين الماضي والمستقبل/وليد سالم القنطار/النهار

السيّد محمد حسن الأمين: الدولة الدينية دولة غير شرعية/حاوره: وسام الأمين/جنوبية

في ذكرى 13 نيسان: أهالي المخفيّين/ناتالي اقليموس/الجمهورية/

د. مصطفى علوش: انهيار أركان الدولة الاساسية كان من أهم مسببات 13 نيسان 1975

الامور "مش ماشية" بين بكركي والفاتيكان/ليبانون ديبايت - داود رمال

الحريري استقبل جنبلاط ووفد المعهد الديمقراطي ومؤتمر إنماء بيروت: التحضيرات للانتخابات البلدية تجري على قدم وساق ونؤكد على المناصفة/وطنية

المفاوض السوري والعاجز الأميركي/ الياس حرفوش/الحياة

أميركا والاندفاعة السعودية/ زهير قصيباتي/الحياة

الترجمة الكاملة لتحقيق”نيويوركر”: الأسد نحو المحاكمة الدولية/المدن

هذا ما جرى في عين الرمانة الأحد 13 نيسان 1975/نبيل يوسف

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

أَقُولُ لَكُم: أَلمُؤْمِنُ يَنَالُ حَيَاةً أَبَدِيَّة
إنجيل القدّيس يوحنّا06/من41حتى47/:"أَخَذَ اليَهُودُ يَتَذَمَّرُونَ عَلى يَسُوع، لأَنَّهُ قَال: «أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّمَاء». وكَانُوا يَقُولُون: «أَلَيْسَ هذَا يَسُوعَ بْنَ يُوسُف، ونَحْنُ نَعْرِفُ أَبَاهُ وأُمَّهُ؟ فَكَيْفَ يَقُولُ الآن: إِنِّي نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاء؟». أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «لا تَتَذَمَّرُوا في ما بَيْنَكُم. لا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ إِليَّ، مَا لَمْ يَجْتَذِبْهُ الآبُ الَّذي أَرْسَلَنِي، وأَنَا أُقِيمُهُ في اليَومِ الأَخِير. جَاءَ في كُتُبِ الأَنْبِيَاء: ويَكُونُونَ جَمِيعُهُم مُتَعَلِّمِينَ مِنَ الله. كُلُّ مَنْ سَمِعَ مِنَ الآبِ وتَعَلَّم، يَأْتِي إِليَّ. مَا مِنْ أَحَدٍ رَأَى الآبَ إِلاَّ الَّذي هُوَ مِنْ لَدُنِ الله. فَهذَا قَدْ رَأَى الآب.أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: أَلمُؤْمِنُ يَنَالُ حَيَاةً أَبَدِيَّة".

 

بِما أَنَّ المَسِيحَ قَدْ تأَلَّمَ في الجَسَد، تَسلَّحُوا أَنتُم أَيضًا بِهذِهِ الفِكْرَةِ عَينِها، وهِيَ أَنَّ مَنْ تأَلَّمَ في الجَسَدِ ٱنقَطَعَ عنِ الخَطِيئَة

رسالة القدّيس بطرس الأولى04/من01حتى11/:"يا إخوَتِي، بِما أَنَّ المَسِيحَ قَدْ تأَلَّمَ في الجَسَد، تَسلَّحُوا أَنتُم أَيضًا بِهذِهِ الفِكْرَةِ عَينِها، وهِيَ أَنَّ مَنْ تأَلَّمَ في الجَسَدِ ٱنقَطَعَ عنِ الخَطِيئَة، لِكَي يَحْيَا مَا بَقِيَ لَهُ مِنَ الزَّمَانِ في الجَسَد، لا لِشَهَوَاتِ النَّاسِ بَل لِمَشِيئَةِ الله. فكَفَاكُم مَا قَضَيْتُم مِنَ الزَّمَنِ المَاضِي في العَمَلِ بِمَشِيئَةِ الوَثَنِيِّين، سَالِكِينَ في العِهْرِ والشَّهَوَاتِ والسُّكْرِ والقُصُوفِ والشُّرْبِ وعِبادَةِ الأَوثَانِ المُحَرَّمَة. وهُمُ الآنَ يَسْتَغرِبُونَ مِنْكُم كَيفَ لا تُجَارُونَهُم في غَمْرِ طَيْشِهِم هذا، ويُجَدِّفُونَ عَلَيْكُم. لكِنَّهُم سَيُؤَدُّونَ حِسَابًا للهِ المُزْمِعِ أَنْ يَدِينَ الأَحْيَاءَ والأَمْوَات. فَلِهذَا أُعْلِنَتِ البُشْرى لِلأَمْواتِ أَيْضًا، حتَّى وإِنْ حُكِمَ عَلَيْهِم بِالْمَوتِ في الجَسَدِ وَفْقَ النَّاس، يَحْيَونَ في الرُّوحِ وَفْقَ الله. لقَدِ ٱقْتَرَبَتْ نِهَايَةُ كُلِّ شَيء، فتَعَقَّلُوا وٱصْحُوا لِلْقِيَامِ بِالصَّلوَات.وقَبْلَ كُلِّ شَيءٍ أَحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا مَحبَّةً ثَابِتَة، لأَنَّ الْمَحبَّةَ تَسْتُرُ جَمًّا مِنَ الخَطايَا. أَحْسِنُوا الضِّيَافَةَ بَعْضُكُم لِبَعْضٍ بلا تَذَمُّر. أُخْدُمُوا بَعْضُكُم بَعْضًا، كُلُّ واحِدٍ بِمَا نَالَ مِن مَوْهِبَة، كَمَا يَجْدُرُ بِالوُكَلاءِ الصَّالِحِينَ على نِعَمَةِ اللهِ المُتَنَوِّعَة. وإِذَا تَكَلَّمَ أَحَد، فَلْيَكُنْ كَلامُهُ كَلامَ الله. وإِذَا قَامَ أَحَدٌ بِخِدْمَة، فَلْتَكُنْ خِدْمَتُهُ بِالقُوَّةِ الَّتي يَمْنَحُهَا الله، حَتَّى يُمَجَّدَ اللهُ في كُلِّ شَيءٍ بيَسُوعَ الْمَسِيح، الَّذي لَهُ المَجْدُ والقُدْرَةُ إِلى أَبَدِ الآبِدِين."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات وعبّر قي ذكرى حادثة بوسطة عين الرمانة

http://eliasbejjaninews.com/2016/04/12/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AA%D8%A3%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%B9%D8%A8%D9%91%D8%B1/

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: تأملات وعبّر قي ذكرى حادثة بوسطة عين الرمانة/13 نيسان/16

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio%20wma15/elias%20ain%20rumane%2013%20april.15.wma

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: تأملات وعبّر قي ذكرى حادثة بوسطة عين الرمانة/13 نيسان/16

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias%20ain%20rumane%2013%20april.15.mp3

 

تأملات وعّبر في حادثة بوسطة عين الرمانة والعّبر

الياس بجاني/13 نيسان/16

إن كل صلاة وذكرى وعرفان بالجميل لأي شهيد من الشهداء الأبرار هي لكل شهداء لبنان ولتراب الوطن المجبول والمسقي بتضحياتهم وعرقهم وعطرهم، كما أنها صلاة من أجل كل اللبنانيين والأرض اللبنانية المباركة ولأرزنا المقدس والخالد.

 صلاتنا للشهداء هي صلاة لكل أبناء وأمهات وشباب وشابات وأطفال لبنان. إن اللبناني الحر والسيادي والمؤمن هو كل مواطن مؤمن وحر يرتضي طوعاً أن يكون “مشروع شهيد” وعلى استعداد دائم ليبذل نفسه من اجل لبنان ورسالته وشعبه وصون أرضه المباركة عملا بما جاء في الإنجيل المقدس: “ما من حب أعظم من هذا من أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبائه” (يوحنا 15/13).

 لولا تضحيات الشهداء لما بقي لبنان الرسالة، ولما كنا احتفظنا بحريتنا وكرامتنا، فلنصلي من أجلهم ونقتدي بهم دون خوف أو تردد. “فماذا نقول إذا كان الله معنا، فمن يكون علينا؟

إن الله الذي ما بخل بابنه بل أسلمه إلى الموت من أجلنا جميعا، كيف لا يهب لنا معه كل شيء” (روميه08/31).

 ليس بإمكان وقدرة الشر أن يخيفنا لأنه عاجز عن إبعادنا عن الله مهما فعل: “لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها. بل خافوا بالحري من الذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم”.(متى10-31).

إن كل لبناني قدم نفسه من أجل وطن الأرز لن يموت وسوف يبقى حياً بالنفس مع الأبرار والصديقين في السماء حيث لا وجع ولا حزن ولا حروب، بل فرح وسلام.

إن إكرام الشهداء يتم بالتمسك بالأرض الغالية وبعدم رهن قرارنا للغريب وبالشهادة للحق وبالحفاظ على الثوابت الوطنية وبالابتعاد عن الثقافة الغنمية وعقلية الزرائب والتبعية والارتهان. والأهم التمسك بنعمة الحرية وعدم السير وراء القيادات الدينية والزمنية الواقعة في فخاخ تجارب إبليس وبعدم السماح لهذه القيادات بغشنا وخداعنا.

في عين الرمانة بدأت أولى حلقات المؤامرة على لبنان وكيانه وهويته وتعايش شعبه، وهي لا تزال مستمرة دون هوادة أو تراجع ولو بوجوه جماعات وقوى وشعارات وأطر مختلفة.

الهدف كان ولا يزال اقتلاع اللبناني من أرضه وتفكيك دولته ومؤسساتها وتهميش هويته وتزوير تاريخه وإرهابه وسرقة ممتلكاته ودفعه للهجرة القسرية أو إجباره بالقوة على الرضوخ وقبول الذل والهوان والعيش على قاعدة “أهل الذمة” دون قرار وحرية وكرامة.

بدأت المؤامرة مع “بوسطة عين الرمانة” وهي تتواصل فصولاً دون توقف أو رحمة. كان يومها السلاح الفلسطيني هو الحربة والأداة، واليوم يقوم بهذا الدور الجهنمي جيش حزب الله الإرهابي بواسطة سلاحه ودويلته ومحور الشر الإيراني-السوري وبالتعاون مع المارقين والمرتزقة من الجماعات والقيادات المحلية التي باعت الوطن بثلاثين من فضة.

قاوم اللبناني الحر والسيادي المؤامرة بأسلحة الإيمان والرجاء والمحبة وبشجاعة كبيرة غير آبه بالتضحيات وهو لا يزال في نفس موقع المواجهة هذا رغم اختراق هرمية مجتمعه وثوابته بواسطة رجال دين وسياسيين طرواديين واسخريوتيين.

ن المواجهة مستمرة وبإذن الله سينتصر لبنان وأهله الأحرار والسياديين وسيفشل الأبالسة ويلعن الله والملائكة كل رجل دين ومسؤول وسياسي ومواطن اتخذ من الإسخريوتي مثالاً له وعمل نفس أعماله.

إن أحرار لبنان المؤمنين بشعار “لبنان أولاً” وبالحرية والديموقراطية والتعايش والمساواة والعدل يؤكدون للقاصي والداني وكل يوم وعند كل شدة بالقول والفعل والفكر أنهم صامدون ولن يدعون الشر وأهله ينتصرون، بل أنهم سيغلبونهم بسلاح الإيمان والمحبة والشهادة وحب الوطن.

 إن حال الأحرار في وطننا الأم وكذلك في بلاد الانتشار يقول بصوت عال ومدوي: “سوف نبقى فرحين بالرجاء، صابرين في الضيق، ومواظبين على الصلاة، ومتكلين على الخالق الذي يقول لنا: “لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء، بل أعطوا مكاناً للغضب”. “لي الانتقام، يقول الرب، وأنا الذي يجازي”.

 لنصلي من أجل راحة أنفس الشهداء الأبرار الذين سقوا تراب وطننا المقدس بدمائهم وصانوه بأرواحهم ولنأخذ من ذكرى “بوسطة عين الرمانة” العبر ونعمل بهداها لمنع تكرارها.

 نختم مع رسول الأمم (رومية08/37-39): “فالكتاب يقول: من أجلك نحن نعاني الموت طوال النهار، ونحسب كغنم للذبح. ولكننا في هذه الشدائد ننتصر كل الانتصار بالذي أحبنا.وأننا على يقين أن لا الموت ولا الحياة، ولا الملائكة ولا رؤساء الملائكة، ولا الحاضر ولا المستقبل، ولا قوى الأرض ولا قوى السماء، ولا شيء في الخليقة كلها يقدر أن يفصلنا عن محبة الله في المسيح يسوع ربنا”.

ننهي بتحية إكبار وإجلال وعرفان بالجميل من القلب والوجدان نرفعها إلى روح الشهيد جوزيف أبو عاصي، شهيد 13 نيسان، ولكل شهداء لبنان الهوية والرسالة والتاريخ والتعايش والسلام والمحبة والصمود.

 الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

 مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 13/4/2016

الأربعاء 13 نيسان 2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

قمة اسطنبول في الواجهة لانها تحدد آليات معالجة الأزمات في بعض دول المنطقة وتحدد مصير العلاقات والانفتاحات والانغلاقات بين عدد من العواصم الاقليمية. قمة اسطنبول الجامعة للدول الاسلامية من كل اصقاع العالم تتناول قضايا هذه الدول والتحالفات القائمة العسكرية منها والسياسية.

على جدول اعمال القمة الاسلامية التي تبدأ غدا العديد من البنود. منها ما هو مكرر كالصراع العربي الاسرائيلي ومنها ما هو مستجد كمكافحة الارهاب ومنها ما هو ضروري كالعلاقات السعودية الايرانية وفي هذا البند الأخير ما يسهل الحل للبند الذي يليه والتعلق بحزب الله، فالسعودية على موقفها الذي تلاحق في مؤتمرات وزارية وموقفها لا بد ان يمر بنقاش العلاقات بين الرياض وطهران.

وقد تحفظ لبنان والجزائر وايران على ادراج بند حزب الله في جدول اعمال القمة التي تبدأ غدا والتحفظ مرتقب ايضا في القرارات التي ستصدر والرئيس تمام سلام سيكون ثابتا في دعم كل قرارات القمة لكنه سيسعى الى شرح حقائق الوضع اللبناني على قاعدة التزام لبنان الرسمي الاجماع العربي والعلاقات المميزة مع كل الدول العربية والاسلامية. وفي الوقت نفسه سيشرح أن الموقف الرسمي شيء والمواقف المتفرقة لبعض الاحزاب اللبنانية شيء آخر.

وفي بيروت حركة وفود أجنبية تتوج بزيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي يصل بعيد الثانية بعد ظهر يوم السبت وسيلقي في البرلمان كلمة مهمة كما سيجري محادثات في السرايا الحكومية ويعقد لقاءات في قصر الصنوبر ويقوم بجولة على النازحين السوريين يوم الأحد.

زيارة هولاند ستكون ايذانا بتحرك فرنسي واسع باتجاه العواصم المؤثرة في الوضع اللبناني باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

انه الثالث عشر من نيسان في ذكراه الحادية والاربعين الجميع يدين الحرب البغيضة بأبلغ الكلام لكن قلة استخلصت منها العبر واكثرت من العمل لمنع تكرار التجربة بمعنى اوضح الكل يشتم البوسطة ويحشر الحرب في داخلها الممزق بينما صناعة البوسطات قائمة على قدم وساق، مرة بازدواجية الامن ومرة بالسياستين الخارجيتين ومرة بالتدخل العسكري الخاص في الجوارين القريب والبعيد ومرات بضرب الاستحقاقات الدستورية وبمفردة من قاموس الحرب خطف موقع الرئاسة الاولى على الهوية.

ومن اسقاطات الحرب على الحاضر الرئيس سلام يسعى في القمة الاسلامية في اسطنبول الى اعادة وصل ما قطعه حزب الله مع العالمين العربي والاسلامي وقد ينجح في لقاء العاهل السعودي وقد لا ينجح..

وفي الداخل الرئيس سعد الحريري يدعو الى انتخاب رئيس للجمهورية والى الحوار كضامنين لمنع الفتنة.

اما على الارض فهيبة الدولة على المحك ما لم يثأر القضاء لكرامتها وكرامته وذلك بوقف مسرحيات عبد المنعم يوسف وفبركاته التي تستخف بالكرامات والعقول.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

في ذكرى الحرب الاهلية ماذا تعلم اللبنانيون من التجربة؟ بعد واحد واربعين عاما هل اختفى الخطاب الطائفي والمذهبي؟ ام لا يزال حاضرا يستيقظ عند كل نقطة وفاصلة؟ كل امم العالم تتصارع تتنازع وحين تتصالح تمضي في طريق السلام الوطني، لكن ماذا فعل اللبنانيون؟ هل فكروا بالغاء الطائفية السياسية علة العلل في لبنان؟ هل سلكوا درب الوفاق الحقيقي العابر للطوائف والمذاهب؟ ام ان الحسابات الطائفية هي التي تحرك سياساتهم وتنظم تموضعاتهم وتحكم تصرفاتهم؟ آن اوان الاعتراف في 13 نيسان بعد واحد واربعين عاما على ذلك اليوم ان علة لبنان هي الطائفية وان لا خروج من الازمات الا بالغاء تلك العلة بدءا بدراسة سبل التخلص منها كما نص دستور لبنان.

طريق الخروج من الحرب سلكه السوريون كما بدا في الانتخابات التشريعية اليوم في ظل مشاركة حاشدة ترشيحا واقتراعا ادت لتمديد فترة الانتخابات من الان الى منتصف الليل، تلك الانتخابات شكلت مانعا لاي فراغ دستوري في البلاد ولن تعيق مسار التفاوض المفتوح في جنيف ولا التزام دمشق بالمصالحات، السوريون اقترعوا اليوم من دون قيود ولا توجيهات، وتنافسوا للوصول الى مجلس شعب قد تكون مهامه محصورة في فترة زمنية محدودة.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

لو يقلب اللبنانيون صفحة 13 نيسان، وكل صفحاتها الكربونية.. لو يقلبون صفحات الاقتتال والسجال، والفساد والافساد، وليقرأوا في صفحات العز الوطني، يوم كتب لبنان معادلاته الاقليمية وحتى العالمية..

صفحات ايار الألفين وتموز الألفين وستة، المكتوبة بأغلى التضحيات، والمصاغة بثلاثية ذهبية: جيش وشعب ومقاومة.. عساه يقدر على مواجهة ما يعيشه اليوم مع منطقته من حروب عالمية.. فساد داخلي نخر جل الملفات،ضياع سياسي يعقد المعادلات، وحقد خارجي يستنفر كل ادواته الصهيونية والتكفيرية، ويتربص بنا كل مفترق او استحقاق..

في سوريا استحقاق انتخابي أكد معه السوريون ارادتهم بوطن ومؤسسات رغم كل المؤامرات.. ادى السوريون واجبهم الوطني، فيما اكمل جيشهم واجب الدفاع عن الوطن ضد الارهابيين والتكفيريين من ريف حلب الى ريف اللاذقية..

انتخب السوريون رغم الحرب والدمار وفتحوا صناديق الاقتراع الضائعة في لبنان بين المزايدات والنزالات السياسية، والمفقودة في الكثير من الدول التي تدعي زعامة امة وتنظر باسم السيادة والحرية..

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

واحد واربعون عاما على اندلاع الحرب اللبنانية... ولكن، هل انتهت فعلا؟... كما في كل سنة، يتذكر اللبنانيون المأساة والويلات، "حتى ما تنعاد"... ولكنهم في الواقع لم ينزعوا حتى اللحظة فتيل التفجير. لم يقلبوا الصفحة بالمصالحة والمصارحة، والتأكيد العملي - لا الخطابي والكلامي - للرغبة في العيش معا بالمساواة بالحقوق والواجبات... في العام 1990 توقف المدفع، وبدأ التبشير بعهد جديد قوامه دستور الطائف. ومرت الايام، ليكتشف المواطنون والمواطنات انهم "ابناء ست وابناء جارية في وطن واحد"، بالضرائب والادارة والنيابة والوزارة...تجارب وامثلة علمتهم انه لا يكفي ان تتوقف اصوات المدافع لتنتهي الحرب، بل من المفترض ان تنتهي ممارساتها بوضع اليد والتشليح والهيمنة على الحقوق، وان تدفن سرقة التمثيل ويوضع حجر الشراكة على قبرها... في العام 2016، حان الوقت ليقلب اللبنانيون صفحة الحرب، لكي يتمكنوا من الانطلاق نحو المستقبل، لا ان يعيشوا الحاضر بأشباح الماضي وإسقاطاته.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

في ذكرى الحرب لا يتذكر اللبنانيون غير الحرب، تلك التي تقيم بينهم كما لو أنها واحد من أفراد الأسرة. الحرب التي ما أن خرجنا منها، وحاول الرئيس الشهيد رفيق الحريري أن يصنع مشهدا مضادا لها، بأن أضاء شمعة الامل في عتمة اليأس، ورفع لواء العلم في وجه الميليشيا، وأعاد الإنماء والإعمار.

كما غرد الرئيس سعد الحريري، حتى جاء اغتياله ليحاول محو الحلم وإعادة الحرب إلى لبنان من وسط بيروت حيث وقعت جريمة القرن.

في ذكرى الحرب، هناك من يشن حربا على آخر ما تبقى من الدولة، على مؤسساتها كلها، وأبرزها منع انتخاب رئيس للجمهورية. هذا الانتخاب الذي إن حصل، سيحصن لبنان من امتداد نيران الحروب المحيطة به من الوصول إليه.

في ذكرى الحرب لم ينس اللبنانيون كي يتذكروا، فها هو حزب الله قد جر لبنان إلى الحرب السورية، وجر تداعياتها إلى لبنان، وآخرها الاعلان عن اسر احد عناصره في منطقة حلب وهو من بلدة مجدل سلم الجنوبية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

شيء جاهز واصوات طبول الحرب تصنع من بعيد، الشحن الطائفي والمذهبي وحتى المناطقي انجز وتعبئة النفوس كذلك، السلاح عاد الى ايدي من كان يملكه اصلا ولو بالمفرق، الفساد تغلغل في المؤسسات كافة، والفقر تسلل الى معظم البيوت، الدولة غائبة مفككة، لا رأس يديرها وما بقي من جسمها افشل من تحقيق اي انجاز باستثناء انجاز التمديد، القضاء المستقل وهو حلم ما بعد الحرب تلاشى وتلاشت معه الاحكام العادلة الرادعة، لا يغرنكم احد بالكلام المعسول الذي نسمعه كل عام في الثالث عشر من نيسان ولا يخدعنكم احد بالحديث عن الحوار ونبذ السلاح والعيش الواحد، فقبل ذكر الحرب تواريخ اخرى وحقائق اخرى وارشيف يخبئ تصاريح تمعن في غرس الخنجر في عمق الجرح الذي لم يشف منذ واحد واربعين عاما، كل شيء جاهز اذا باستثناء نقطة الصفر، فمن سيجرأ على جلب الموت الينا جميعا ومن سيجرأ على اعادة احياء ما نحاول محوه من ذاكرتنا الجماعية.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

في الثالث عشر من نيسان.. لبنان بعد واحد وأربعين عاما على نهاية الحرب.. فارغ من سلطته الأولى غير واعد بانتخابات نيابية.. لا لون له ولا طعم بل رائحة وعلى الشرق منا.. في الثالث عشر من نيسان.. سورية تقع في قلب الحرب.. وتنتخب برلمانا على ركامها.. طالعا من نارها لم يتعرف الشعب السوري والمحيط على مجلس نوابها القديم المولود باللون الأسود.. وقد لا يتعرفون إلى مجلس شعبها الجديد المنتخب على حد الخطر.. وفي بلد نزح نصف سكانه.. وتتحكم بأكثر من النصف الآخر مجموعات مسلحة أصبح لديها إمارات ومجالس ومحاكم شرعية. المشترك بين سوريا ولبنان هو أننا شعبان في بلد واحد.. هنا تتعذر علينا الانتخابات وهناك يلجأون إليها لإظهار استمرارية النظام فلا صناديقنا ستفتح ولا صناديقهم ستتغير.. ورسالتها إلى العالم أن الرئيس بشار الأسد مازال قادرا على التحكم وإدارة اللعبة.. وإنزال الورقة الانتخابية على مواقيت محادثات جنيف. وفيما عجلات الانتخابات النيابية مطفأة لبنانيا.. فإن محركات محلية بدأت بالدوران على الصعيد البلدي.. وقد افتتحت مدينة زحلة معركتها بإعلان الانفصال واختيار اللجوء إلى التنافس الأشرس على مستوى لبنان.. قوات عونيون كتائب.. وفتوش بشكل مستقل ضد كتلة الراحل إيلي سكاف لكن رئيسة الكتلة ميريام سكاف قررت المواجهة وأعلنت خيار التحدي منفردة في خطوة رجحت فيها احتمالات الربح والخسارة معا والتي ستكون أكثر كرامة من المقاعد الخمسة المعروضة عليها. وعلى مستوى بيروت فاتحة المعارك.. فإن الحرب لم تستعر بعد فيما زعيم المستقبل بدا كمن يطفئ نيران البلديات في كل اتجاه ويمد اليد للتحالفات حتى "ما يحط إيدو بيجيتو" هو يريدها انتخابات بأقل الأضرار "المادية" الممكنة ليتجنب في المستقبل الانتخابات النيابية.. ونظامها النسبي المكروه لديه إذا وجد. الحريري الذي تحدث في ذكرى الثالث عشر من نيسان عن تمسكه بالطائف يبدو أنه لم يقرأ من الطائف إلا جغرافيتها.. ولم يرشدْه أحد إلى أن النسبية هي ركن من أركان االطائف.. وهي الأساس في منع الحرب الأهلية التي قد تذكر وقد تعاد إذا ما استمر الحكم أكثريا ملغيا للآخرين.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 13 نيسان 2016

الأربعاء 13 نيسان 2016

النهار

بدأت بلديات تنفيذ مشاريع وإن متأخرة لزيادة حماس الناس وإقبالهم على صناديق الاقتراع ولمصلحة الأعضاء الحاليين.

تجرى مساع حقيقية للتوافق في طرابلس وقد سُمع أحد سياسييها يقول: "اذا كان ممكناً أن ننال ما نريد من دون مواجهة فلماذا إعلان الحروب؟".

نصحت جهة أمنية الوزير أشرف ريفي باتخاذ المزيد من إجراءات الحيطة والحذر خلال تنقلاته.

تجري وجوه بيروتية شابة حركة اتصالات للترشح الى انتخابات المجلس البلدي للعاصمة.

قال نائب تعليقاً على الضوء في نهاية النفق: "ولكن الرئيس برّي لم يُشر إلى طول النفق".

السفير

تردد أن اتصالاً من أحد المسؤولين أدى إلى إغلاق ملف فساد يتعلق بصفقة أدوية لمصلحة مؤسسة أمنية.

رجح قطب نيابي أن تفتح زيارة الرئيس نبيه بري إلى القاهرة الطريق لزيارة السعودية.

أبدى مرجع ديني اهتماماً بمعرفة عدد الأسر الفلسطينية التي تم تجنيسها بمرسوم خلال ولاية رئيس الجمهورية السابق.

المستقبل

يقال

إنّ وزير الاتصالات بطرس حرب بدأ سلسلة اتصالات بعيدة من الأضواء منذ يومين مع قوى سياسية مسيحية من أجل احتواء تداعيات ملف "أمن الدولة" داخل مجلس الوزراء وخارجه.

اللواء

يتّجه وزير سيادي للنأي بنفسه عن نقاشات قمّة إقليمية كبيرة، على خلفية حسابات تتعلّق بموازنة المواقف، وانتظار تحوّل لمصلحة رئاسية لبنانية..

ما يزال رئيس كتلة كبرى يدرس خيار عدم المشاركة في لقاءات يعقدها زائر دولي رفيع..

يتقدَّم خيار إحداث تغييرات في قيادة جهاز أمني كمدخل لمعالجة سائر المشكلات التي تواجهه؟!

الجمهورية

أشار وزير سابق تابعَ ملفّ أمن المطار إلى أن المشكلة لا تقتصر على التجهيزات بل على الجهة التي تتحكّم بالمطار.

وجّه أحد الوزراء كلاماً قاسياً الى وفد حزبي كان يفاوضه على الإنتخابات البلدية إذ قال: تريدون أن تأخذوا كل بلديات القضاء وتقاسموني على بلدتي.

لاحظت الأوساط السياسية رفع اللهجة من زعيم تكتل في وجه تيار خصم، ما طرح أسئلة عما إذا كان التصعيد مرتبطاً بالإنتخابات البلدية أو الرئاسية.

البناء

أشارت أوساط "القوات اللبنانية" إلى أنّ معالم التحالفات البلدية والاختيارية بين "القوات" و "التيار الوطني الحر" لم تتضح بعد، لكنها لفتت إلى إمكان إجراء تحالفات بين الجانبين ومع تيار "المستقبل" في المناطق التي يتواجد فيها الأطراف الثلاثة، ولا سيما في البقاع والشمال، منعاً لحصول معارك، خصوصاً أنّ الماكينات الانتخابية لجميع الأطراف لا يتسنّى لها الوقت الكافي للعمل نظراً إلى اقتراب موعد الاستحقاق.

 

راشد فايد: إخراج الشيعة على عروبتهم يسهّل هيمنة طهران على المنطقة العربية

http://eliasbejjaninews.com/2016/04/13/%D8%B1%D8%A7%D8%B4%D8%AF-%D9%81%D8%A7%D9%8A%D8%AF-%D8%A5%D8%AE%D8%B1%D8%A7%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%B9%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%B9%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%AA%D9%87%D9%85-%D9%8A%D8%B3%D9%87/

 

المحكمة الدولية تتّهم نصرالله باغتيال الحريري

"روز اليوسف" - 13 نيسان 2016

ذكرت مصادر من العاصمة اللبنانية بيروت، لصحيفة “روز اليوسف”، إن المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، قد انتهت قبل أيام، من صيغة قرار بضم كل من الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، وبعض رموز النظام السوري الحاكم الى لائحة المتهمين باغتيال الحريري، في تطور خطير، للقضية، ووسط توقعات بمزيد من التوتر في كل من لبنان وسوريا، في الوقت الذي اعتبرت مصادر سعودية، صدور القرار، يعجّل سريعا بتغيير الوضع القائم في سوريا. وقالت المصادر اللبنانية، لـ”روز اليوسف”، إن المدعي العام لمحكمة الحريري نورمان فاريل، بدأ في بحث إجراءات طلب تسليم كل من حسن نصرالله من الحكومة اللبنانية، ومسؤولين سوريين على أعلى مستوى ــ بحسب وصفه ــ من النظام السوري، خلال فترة وجيزة مقبلة، وفور إعلان قرار الاتهامات الجديدة. وأشارت المصادر، إلى أن قرار اتهام نصرالله، المنتظر إعلانه خلال أيام، استند إلى ما أسفرت عنه وقائع جديدة في قضية اغتيال الحريري، منها إجماع شهود على صدور تهديدات سورية للحريري قبل اغتياله بأيام، إضافة لأدلة جديدة، أكدت تلقي منفذي عملية الاغتيال أوامر مباشرة من “حزب الله”، وهو ما يوقع الأمين العام للحزب، تحت طائلة المبدأ القانوني، المنصوص عليه في النظام الأساسي للمحكمة في مادته الثالثة بمسؤولية المتبوع عن أعمال التابع. وأضافت المصادر: “إن قضاة بمحكمة الحريري، أفادوا الأسبوع الماضي، تأكدهم من خضوع منفّذي عملية اغتيال الحريري مباشرة، لسلطة وقيادة أمانة “حزب الله”، وأن الأمين العام للحزب، حسن نصرالله، قد اعتُبر متّهما وفق نظام المحكمة، لعدم اتخاذه التدابير اللازمة لمنع ارتكاب مرؤوسيه عملية الاغتيال، إنما حرض عليها، وموّلها”. ووفقا للمصادر، فإن حسن نصرالله، بعد صدور قرار الإتهام، سوف يُستدعى للمثول أمام المحكمة في لاهاي، ووفق مواد النظام الأساسي للمحكمة، التي سبق واعترض عليها وزراء “حزب الله” في الحكومة اللبنانية، وحاولوا منع إقرارها وقت تأسيس المحكمة. ومن الرياض، هاتفيا، علّقت مصادر سعودية، بتأكيدها أن مجرد صدور قرار اتهام مقربين من الرئيس السوري بشار الأسد، إضافة إلى توجيه الاتهام لنصر الله، سيضيف مزيدا من نقاط الضغط الدولي، لصالح تغيير الوضع السياسي سريعا في سوريا، معتبرة أنه سيتعين على الحكومة اللبنانية بعد صدور قرار الاتهام، العمل جدّيا، على تسليم الأمين العام لـ”حزب الله”، إلى المحكمة، بعد توقيفه.

 

قتلى جدد لحزب الله في سوريا

وكالات/نعى “حزب الله” أربعة من عناصره أستشهدوا  الثلثاء في معارك مع المعارضة السورية بريف حلب الجنوبي، وهم:

 – محمد جواد علي عبد الكريم ياسين “جعفر” من مجدل سلم الجنوبية،

– مصطفى حمزة شحادي “راحل” من بلدة عدلون الجنوبية،

– يوسف خازم من بلدة البازورية الجنوبية،

-علي أحمد حمود من بيت ليف الجنوبية.

كما نعى الإعلام الحربي في الحزب المصوّر الحربي علي حسن علاو مهدي والذي استشهد أثناء تغطية المعارك على جبهة العيس في حلب.

وأعلن الحزب استعادة جثمان علي نبيل حمدان من بلدة كفرملكي والذي كان قد استشهد في معارك الغوطة منذ عامين.

 

الرواية الكاملة لـ "ذبح مقاتل حزب الله في حلب"

"ليبانون ديبايت/13 نيسان 2016/ضجّت وسائل التواصل الإجتماعي يوم أمس، بخبر إقدام عناصر من جبهة النصرة على ذبح مقاتل من حزب الله اُسر خلال معركة "العيس" في ريف حلب الجنوبي. المقاتل، الذي يظهر أنه جريح وموضوع على حمّالة لنقل الجرحى، يقترب منه عنصر ملتحٍ من "النصرة" حاملاً سكيناً في يده ويبادر إلى قطع رأسه وسط تكبيرات، وفق ما ظهر في فيديو تمّ تداوله على نطاقٍ واسع ويتحفظ "ليبانون ديبايت" على نشره. وساد عقب نشر الفيديو هرج ومرج على وسائل التواصل الإجتماعي حول هوية المقاتل وإنتمائه إلى حزب الله، خاصةً بعد ورود معلومات عن أسر مقاتل، حيث خُيل للبعض أن يكون المقاتل "المنحور" هو نفسه الأسير. وفي هذا السياق، علم موقع "ليبانون ديبايت" من مصادر ميدانية، أن "المقاتل الذي نُشر فيديو له، هو عراقي وينتمي إلى حركة النجباء، وهو أسر جريحاً ويبدو من خلال المشاهد أنه قد فارق الحياة قبيل قطع رأسه". وفي سياقٍ متصل، نشر مركز "المنارة البيضاء" وهو المركز الإعلامي التابع لجبهة النصرة ويهتم بشؤونها العسكرية الميدانية، مقابلة مع أسير حزب الله، ويدعى "محمد ياسين"، الذي أسر في معركة العيس في ريف حلب الجنوبي يوم أمس، خلال هجوم الجيش السوري والحزب وفصائل عراقية وإيرانية على المنطقة بهدف إستعادتها من "النصرة". المقاتل الذي ظهر أنه جريح ويعاني جروحاً في وجهه، تحدث أمام الكاميرا حول وجوده وهدف مشاركته في هذه المعركة. وبحسب معلومات "ليبانون ديبايت"، فإن الأسير "ياسين" كان قد نُعيَ شهيداً يوم أمس الثلاثاء في بلدته مجدل سلم الجنوبية إثر إنقطاع الإتصال معه، ما لبثَ أن سُحب النعي لاحقاً بعد أن تبين أنه "أسير". وفي المعلومات أن المقاتل ينتمي إلى "قوات التدخل في حزب الله" وكان قد شارك في معارك عدة في سوريا سابقاً قبل أن ينتقل حديثاً للمشاركة في معارك أرياف حلب.

 

 سلام يلقي كلمة لبنان في مؤتمر القمة الاسلامية ويلتقي اوغلو في اسطنبول غدا

الأربعاء 13 نيسان 2016 /وطنية - اسطنبول - عقد رئيس مجلس الوزراء تمام سلام لدى وصوله الى مقر اقامته في فندق فورسيزن في اسطنبول اجتماعا مع الوفد الوزاري المرافق وسفير لبنان لدى منظمة مجلس التعاون الاسلامي عبد الستار عيسى وقنصل لبنان في اسطنبول هاني شميطلي.

وسيلقي الرئيس سلام كلمة لبنان في مؤتمر القمة الاسلامية تتناول التطورات في المنطقة. ويلتقي الرئيس سلام غدا الخميس رئيس وزراء تركيا احمد داوود اوغلو.

 

بري استقبل نائب رئيس سييراليون وزعيتر ونوابا

الأربعاء 13 نيسان 2016 /وطنية - إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم في عين التينة، نائب رئيس سييراليون فيكتور بوكاري فو والوفد المرافق، في حضور النائب علي بزي والمستشار الاعلامي علي حمدان وسفير لبنان في سييراليون نضال يحيى، وتناول الحديث العلاقات الثنائية وتطوير التعاون بين البلدين، ودور الجالية اللبنانية في سييراليون. وركز الحديث خلال لقاء الاربعاء النيابي اليوم على أجواء مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي الذي ترأسه بري في القاهرة، وقد أطلع النواب على تفاصيل ما دار في المؤتمر والمقررات التي صدرت عنه، أكان بالنسبة الى لبنان أم الى التطورات في الوطن العربي والقضية الفلسطينية. وأطلعهم أيضا على أجواء اللقاءات التي عقدها مع المسؤولين المصريين وفي مقدمهم الرئيس عبد الفتاح السيسي. وكان بري استقبل في إطار لقاء الأربعاء الوزير غازي زعيتر والنواب: اميل رحمة، بلال فرحات، ايوب حميد، قاسم هاشم، حسن فضل الله، ميشال موسى، علي بزي، نوار الساحلي، علي خريس، علي المقداد، عبد المجيد صالح، علي عمار، وهاني قبيسي. من جهة أخرى، أبرق بري الى رئيس افريقيا الوسطى فوستن ارشنج توادير مهنئا بانتخابه.

 

بلسان قادته.. حزب الله يتحوّل الى شرطي أداب

طارق السيد/موقع 14 آذار/13 نيسان/16

من المعروف أن "حزب الله" قنّاص فرص بإمتياز، فهو الحزب الذي لا يوفّر فرصة أو "مصيبة" إلا ويقتنصها لتوجيه سهامه وسمومه ضد خصومه، وأخر هذه السموم وصفه الثورة السورية بعبارات نابية تُسيء لأكثر من ثلثي الشعب السوري لمجرد أنهم أعلنوا تأييدهم لثورتهم ضد نظام فاسد أذاقهم الأمرّين طيلة خمسين عاما. اخر استغلالات "حزب الله" كانت قضية شبكة الدعارة التي كُشف عنها مطلع الاسبوع الماضي والتي عُرفت بفضيحة فندق "شي موريس"، حيث اطل جهابذة الحزب بتصاريح اتحفوا بها الداخل والخارج بانجازات حزبهم التي تعدت دور تصفية الشعب السوري وقتله والتنكيل به، وتعدت ايضا تعطيلهم البلد وزرعهم للاحقاد المذهبية والطائفية بين أبنائه على قاعدة سيدهم الايراني "فرّق تسد"، فوصلت تمنينهم اللبنانيين بأنهم أول من كشف عن شبكة الدعارة وأنه لولا حزب الله الذي يعود له وحده الفضل بالكشف عنها بحسب سياسي الحزب، لغرق لبنان بهذه الأفّة. من طبيعة "حزب الله" أن يمن على اللبنانيين بكل إنجاز يحصل، بدءاً من الأمن والأمان اللذين يعيشانه وصولاً إلى دحر "الارهاب" الذي يعود له وحده الفضل في اختراعه. وبالأمس أطل احد صقور الحزب النائب نواف الموسوي ليقول عن شبكة الدعارة "قد تم إنقاذ 75 فتاة منهن بفضل يقظة حزب الله وثقة هؤلاء المستضعفات به، فبعد أن هربت أربع منهن قبل فترة، ووقوعهن في أيدي أحدى الأجهزة الأمنية اللبنانية، الذي أعاد تسليمهن إلى الشبكة المشغلة والمعروفة، لم تجد تلك الفتيات من تلجأ إليه في هذا البلد سوى "حزب الله"، وهي بذلك لجأت إلى المكان الصحيح". يا سعادة النائب نحن كلبنانيين نعترف ان الفتيات قد لجأت الى المكان الصحيح بعدما أصبح الحزب خبيراً بارتكاب الموبقات والمعصيات وجرائم القتل في سوريا وتهديد الامنين في منازلهم وزرع بذور المخدرات ضمن مساحات دوليته الخاصة من خلال محسوبين عليه. نعم يا سعادة النائب لقد تحول الحزب من العمل الامني والعسكري الى قاتل في سوريا وها هو اليوم يُنصّب نفسه شرطي اداب على فئة من الناس في وقت يغض فيه الطرف عن شبكات لا تقل خطورة عن "شي موريس" ضمن مناطق سيطرته ونفوذه. انتم يا سعادة النائب اصبحتم ترون الخطر في مجموعة فتيات قادهن قدرهن للإنحراف بسبب ممارساتكم انتم والنظام وحلفائكم، من غير ان نُبرّر لهن هذا الانحراف الخطير، ومع هذا، هل سألتم أنفسكم عن سبب تشريد الشعب السوري وعن الفقر والعوز اللذين ألحقا به؟ من المستفيد من هذه الحالة يا سعادة النائب، اليس أنتم وأتباعكم؟. سعادة النائب ليت سهامك تعود وتتوجه للعدو الاسرائيلي بعدما أضلّت طريقه، لكن قبل، ليتك تعود الى حيث يجب أن تعود وتستدبل لقب سعادة النائب بسعادة التائب. من النائب الى رتبة اعلى وهي وزير. وزير حزب الله محمد فنيش، ابى هو الاخر إلّا أن يُرّي ارتكابات حزبه بقصد أو عن غير قصد، بعدما اتهم اكثر من ثلثي الشعب السوري بممارسة الدعارة وهو الذي قال "من اطلع واكتشف وتابع المعطيات يجد نفسه أمام شبكة استرقاق في واحدة من إفرازات ما يسمى بالثورة أو المعارضة السورية". والسؤال هنا يا معالي الوزير، هل أن كل من أيّد الثورة السورية، هم في هذا القفص؟ هل تدرك يا معالي الوزير ان الثورة أفرزت اطباء وعلماء ورجال أشداء هم يواجهونكم اليوم في ساحات الميدان وهم يُقارعونكم من الند الى الند ويتفوقون عليكم من دون أي دعم خارجي وأنتم الذين وصفتم انفسكم ذات يوم بانكم قهرتم أعتى الجيوش في المنطقة. ومع هذا، يبدو أن حزب الله التائه وسط أمواج البحر، لم يعد بمقدوره التمييز بين ما كان عليه سابقاً وما أصبح عليه اليوم بحيث اعترف وعلى لسان قادته بانه في أقصى حالاته يُمكن ان يكون شرطي اداب ليس اكثر، بل ربما أقل.

 

داعشي أمام "العسكرية": الإسلام أحلّ لنا ذبح الأعداء

 المستقبل/13 نيسان/16/قضت المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد خليل ابراهيم، عقوبة الأشغال الشاقة مدة 15 سنة بالموقوف عادل خلاوي، وجرّدته من حقوقه المدنية، بعدما أدانته بتهمة "الإنتماء إلى تنظيم "داعش" الارهابي، والانتقال إلى سوريا للإلتحاق بمعسكراته، والقيام بأعمال ارهابية والقتل".

ويعدّ هذا الحكم عادلاً بحق هذا الشاب الذي أدلة باعترافات صادمة خلال استجوابه من قبل المحكمة، إذ اعتبر أن "الانتماء الى الدولة الاسلامية، هو وسام على صدري". ولم يكتف بذلك، بل ذهب أبعد بقوله "لن تؤخّرني سنوات السجن التي قضيتها وسأقضيها فيه، سأعود وألتحق بالدولة الاسلامية لأبايعها "على السمع والطاعة "، ولأنفذ ما يصدر عن أميري بذبح أي كافر أو متعامل مع النظام السوري". جرأة الموقوف فاقت كل التوقعات، خصوصاً عندما أوضح أن القرار الاتهامي لم يتضمّن كل ما قاله في اعترافاته الأولية، قائلاً "أنا لم أحاول فقط الإلتحاق بالتنظيم كما ورد في القرار الإتهامي، إنّما توجّهت إلى سوريا والتحقت فعلا بالدولة الاسلامية لمدّة 9 أشهر، ولكن فور خروجي من السجن سألتحق مجدداً بالدولة الاسلامية لأنّها الأفضل، وأنّا من أشدّ المؤيدين للثورة السورية وللتنظيمات التي تناصر قضية الشعب السوري". هذا الكلام استفزّ رئيس المحكمة وكلّ من حضر جلسة المحاكمة، والمفارقة أن الموقوف اعتبر أن الإسلام أحلّ عمليات الذبح، مستنداً في تفسيره الشخصي الى الآية الكريمة: "فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كلّ بنان" ، مؤكداً أنّ "كلّ كافر يستحق الذبح وخاصة أزلام النظام السوري وكلّ من يقف معه، أنا كنت بالدولة الإسلامية وسأعود اليها فور خروجي من هنا". وبسؤال خلاوي عن قيامه بذبح أشخاص يوم كان منتمياَ إلى "داعش"، صمت المتهم لثوانٍ، واستطرد: "بقيت هناك 9 أشهر.."، وعما إذا كان مستعدّا للذبح إذا أتاه الأمر بذلك من أمير التنظيم ردّ الموقوف: "طبعا وعلى السمع والطاعة". وفي ملف آخر مثل اليوم أمام المحكمة العسكرية، زيد داعي الإسلام الشهّال، ليحاكم في قضية "الإنتماء إلى مجموعة إرهابية بهدف القيام بأعمال إرهابية والمشاركة في معارك الشمال التي جرت بين باب التبانة وجبل محسن وإطلاق النار وإحداث تخريب في الممتلكات". ونفي الموقوف مشاركته في جولات القتال في طرابلس، مؤكّدا أنّه لا يعرف منطقة باب التبانة ولم يدخلها يوما، وإنّما زُجّ بإسمه كونه معروف في المنطقة نسبة إلى والده "داعي الإسلام" الموجود في السعودية. وأكد المتهم الذي كان يدرس شريعة في إحدى الجامعات الإسلامية التابعة لدار الإفتاء في الشمال قبيل توقيفه، أنّه لا ينتمي إلى "داعش" ولا "جبهة النصرة" ولا لأي تنظيم آخر، مشيرا إلى أنّ مؤيدي تلك التنظيمات كانوا يكفّرونه هو ووالده لأنّهما رفضا تكفير الجيش. ونفى معرفته بقادة محاور الشمال. وقال "تعرّفت على عمر ميقاتي مؤخّرا في سجن رومية، لكن لم أعرفه يوما خارج السجن، تماما كما أجهل والده أحمد سليم ميقاتي".وبعد انتهاء الاستجواب أُرجئت الجلسة إلى 22 الجاري للمرافعة ولفظ الحكم بعدما استمهلت النيابة العامة للإطلاع على الملف.

 

سلام يحضر القمة الإسلامية وباسيل رافقه منعاً للإحراج التحفظ عن إدانة "حزب الله" قابلته فقرة تدعم الجيش

اسطنبول - سابين عويس/النهار/14 نيسان 2016

تحت عنوان "الوحدة والتضامن من أجل العدل والسلام"، تفتتح صباح اليوم اعمال القمة الثالثة عشرة لمنظمة التعاون الاسلامي في اسطنبول، وسط تحديات ضخمة تواجه العالم الاسلامي الرازح تحت ثقل الإرهاب والتطرف الذي يطغى على المناقشات، فيما تسيطر المخاوف الأمنية على الدولة المضيفة التي اتخذت إجراءات أمنية مشددة، ولا سيما أن القمة تنعقد بالتزامن مع عدد من النشاطات الدولية الاخرى التي تستضيفها تركيا في هذا الوقت. وكانت سبقت القمة الاجتماعات التحضيرية على المستوى الوزاري التي أنجزت البيان الختامي. وفي حين شكلت قضية فلسطين البند الوحيد الذي تم التوافق عليه، أبقيت البنود الأخرى للبحث على طاولة القيادات الحاضرة، فيما حظي لبنان بحيز من البيان من باب الدعوة الى إدانة "حزب الله". وعلمت "النهار" من مصادر ديبلوماسية في اسطنبول أن هذا الموضوع لم يكن مدرجا أساسا في البيان، على قاعدة ان القمة تضم دولا إسلامية وليست فقط عربية، كما ان تركيا تسعى الى استبعاد أي موضوع خلافي من شأنه أن يفجر القمة حرصا على نجاحها، ولكن البند أدرج بناء على اقتراح تقدمت به المملكة العربية السعودية واصرت عليه على رغم التحفظ التركي. إذ تسعى أنقره الى إثبات موقعها القوي في العالم الاسلامي وتحقق نجاحا في النتائج المتوخاة من القمة. وهذا ما فسر أن تأتي الإشارة مقتضبة بجملة واحدة، ولكن كافية لإدانة "أعمال حزب الله الإرهابية في اليمن والبحرين وسوريا والكويت ودول أخرى" لم يسمها البيان، وذلك في إطار الادانة العامة للتدخل الإيراني في الشؤون العربية، علما أن ايران تشارك في المؤتمر حتى الآن عبر وزير خارجيتها محمد جواد ظريف. وكشفت المعلومات أن قرار إدانة التدخل الإيراني حظي بإجماع الدول الاسلامية باستثناء طهران المعنية، فيما وضع هذا القرار ايران في عزلة عن محيطها. أما في ما يتعلق بالشأن اللبناني، فأشارت مصادر الوفد اللبناني الى الاجتماع الوزاري ان لبنان ممثلا بالسفير عبد الستار عيسى نقل موافقة الحكومة على البيان، لكنه تحفظ عن الفقرة المتعلقة بإدانة "حزب الله"، رافضا وصف الحزب بالارهابي، ومبررا ذلك بأنه مكون من مكونات المجتمع اللبناني. وقد تحفظت كذلك كل من ايران والجزائر وإندونيسيا، فيما سجل العراق موقفا لافتا اذ طلب مراجعة حكومته قبل اعلان موقفه، ولم يكن حتى مساء امس قد ابلغ الاجتماع بالرد. وكانت لافتة في المقابل الفقرة المتعلقة بالشأن اللبناني، والتي رحبت بـ"الحوار بين الأطراف السياسية اللبنانية، وهي تحض الدول الأعضاء على تقديم كل الدعم لتعزيز قدرات الجيش اللبناني والقوى الأمنية للقيام بمهماتها في محاربة التنظيمات الإرهابية من اجل ضمان السلم الأهلي والاستقرار في لبنان". ورأت مصادر سياسية في هذا الموقف كلاما جديدا في توقيته، اذ يأتي بعد المقاطعة الاخيرة لدول الخليج للبنان على خلفية مواقفه الاخيرة في مؤتمر التعاون الاسلامي والذي خرج فيه عن الاجماع العربي، مما تسبب بدوره بقرار المملكة العربية السعودية تجميد الهبة للجيش، علما ان البيان الصادر عن مؤتمر التعاون الأخير حذف الفقرة المتعلقة بلبنان.

وفيما لا يزال اللقاء بين سلام والعاهل السعودي في إطار التكهنات، باعتبار انه لم يحدد بعد اي موعد رسمي لرئيس الحكومة، باستثناء اللقاء الرسمي مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، تعلق المصادر آمالا على لقاء لسلام مع الملك سلمان، اذ إن مثل هذا اللقاء، معطوفا على الفقرة الداعمة للبنان وجيشه واستقراره، مؤشر لاستعادة لبنان الى الحضن العربي والتراجع العربي عن الحظر المفروض على لبنان. وكان سلام وصل بعد ظهر امس الى اسطنبول على رأس وفد وزاري للمشاركة في القمة، ضم وزير الخارجية جبران باسيل، وزير المال علي حسن خليل، وزير الزراعة أكرم شهيب، ووزير البيئة محمد المشنوق.

وسيلقي كلمة لبنان في القمة ويتناول فيها الوضع الاسلامي عموما والعربي تحديدا، انطلاقا من التحديات التي يفرضها الارهاب والتطرف على الدين الاسلامي. وسيتطرق كذلك الى مسألة الشغور الرئاسي انطلاقا من ان الرئيس اللبناني الغائب هذه السنة عن القمة هو الرئيس المسيحي الوحيد، مما يعكس أهمية التعايش بين الأديان والطوائف وفق النموذج اللبناني. وعقد سلام فور وصوله لقاء مع الوفد الديبلوماسي اللبناني المشارك في الاجتماعات التحضيرية، واطلع منه على ما وصلت اليه التحضيرات والمشاورات، على ان يكون له اليوم لقاءات مع عدد من القادة المشاركين في القمة.

 

آمال لبنانية بلقاء بين سلام وخادم الحرمين في اسطنبول لطي صفحة التوتر

بيروت – «السياسة» والمركزية/14 نيسان/16

في ذكرى بدء الحرب اللبنانية في 13 ابريل انهمرت المواقف، أمس، مذكرة بمسلسل إقتتال دموي دامت حلقاته سنوات طوال وانتهت بـ»تعادل سلبي» لم يسجل فيه اي طرف هدفا في مرمى الآخر، في حين ان اصحاب المواقف انفسهم لا يبدون اليوم استعدادا لتحقيق الهدف الأساسي وهو انتخاب رئيس جمهورية يقود البلاد الى بر الأمان في زمن الارهاب المتمدد، فيبقى بعيداً لا بل متوارياً خلف انعدام الرؤية والارادة السياسية داخليا، وفي ظل انقشاع سيء اقليميا ودوليا بسبب كثافة الغبار المنبعثة من بلدان الجوار التي تشهد نزاعات مسلحة ولم تجد مشاريع تسوياتها طريقها الى الحل بعد، فيما يؤمل ان تحمل حلولها فسحة أمل تفك أسر لبنان وازماته. ووسط الحراك الدولي الناشط في هذا الاتجاه، تتوجه الانظار الى قمة منظمة التعاون الاسلامي اليوم في اسطنبول التي توجه اليها بعد ظهر امس وفد لبنان برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام يرافقه وفد وزاري ضم الوزراء جبران باسيل وعلي حسن خليل وأكرم شهيب ومحمد المشنوق. وفي حين يكبر التعويل اللبناني على امكانية عقد لقاء بين سلام وخادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز يشكل مقدمة لطيّ صفحة التوتر بين المملكة ولبنان، لم يحدد اي موعد حتى مساء أمس للقاء المرجو، إلا أن مصادر وزارية مرافقة لسلام أعربت عبر «السياسة» عن أملها في حصول هذا اللقاء من أجل المساهمة في تصحيح العلاقات اللبنانية – الخليجية وإخراجها تالياً من أزمتها، بما يدفع المملكة العربية السعودية إلى إعادة النظر في قرار وقف الهبة المالية والتخفيف من الإجراءات بحق اللبنانيين العاملين في دول مجلس التعاون الخليجي، مشيرة إلى أن الرئيس سلام حريص على لقاء عدد من القادة الخليجيين، لشرح موقف لبنان من ملفات عدة وطلب المساعدة على حلها، من أجل مصلحة لبنان وتفعيل عمل مؤسساته الدستورية.

في المقابل، سيتعين على لبنان مرة جديدة مواجهة مسعى يقوده عدد من الدول الخليجية والعربية لتضمين بيان القمة الختامي قرارا يصنّف «حزب الله» ارهابيا، حيث من المتوقع ان يتحفّظ الوفد اللبناني على البند الذي لن يكون أصلاً محطّ إجماع. وقبيل سفر سلام، أطلق السفير السعودي لدى لبنان علي عواض عسيري، أمس، جملة مواقف لافتة اتسمت بلغة هادئة تصالحية، حيث أكد ان «العلاقات بين السعودية ولبنان تاريخية وعميقة». وقال إن «حرص القيادات المتتابعة في المملكة وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مشهود لها وملموسة على ارض الواقع، وكذلك مدى حرص المملكة على لبنان ووحدة الصف فيه، وعلى الحوار اللبناني- اللبناني كي يصل الى الحلول البناءة في ظل مرحلة اقليمية ودولية صعبة». واشار الى ان «الحرارة موجودة ولم تختف ولا احد يستطيع ان ينكر هذه العلاقة التاريخية التي لن تشوبها شائبة».

وأكد عسيري، بعد زيارته رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري أن المملكة شجعت ولا تزال اي مبادرة واي تحرك جدي يؤدي الى تعجيل انتخاب رئيس للجمهورية. وكانت الذكرى الـ41 لاندلاع الحرب الاهلية، شكّلت مناسبة أكد فيها الحريري ان «تجربة الحرب المدمرة علمت جميع اللبنانيين أن التمسك بالدولة ومؤسساتها هو السبيل الوحيد للاستقرار والأمن والحياة الكريمة لكل اللبنانيين، وان إنهاء الفراغ الرئاسي بأسرع وقت يحصن سلمنا الأهلي من مخاطر امتداد نيران الحروب المحيطة اليه».إلى ذلك، توقفت أوساط قيادية لبنانية عند اللقاء الذي يعقد اليوم في بكركي، بين البطريرك بشارة الراعي وسفراء دول مجلس التعاون وتعقبه مأدبة غداء بناءً على دعوة مسبقة والذي يأتي في سياق اللقاءات الدورية التي يعقدها الراعي مع السفراء المعتمدين في لبنان. وفي هذا السياق، أوضح المطران سمير مظلوم لـ»السياسة»، أنّ اللقاءات التي تعقد في بكركي بين رأس الكنيسة المارونية وسفراء دول العالم، أصبحت لقاءات عادية ودورية، الهدف منها بحث الأوضاع على الساحة، وإمكانية الدور الذي تلعبه دولهم لحلحلة الأمور التي يصعب على الدولة اللبنانية حلها. وقال إنّ «ما سيبحثه البطريرك الراعي مع سفراء الدول الخليجية، ليس محصوراً بموضوع معين، وقد يدخل في موضوع انتخاب رئيس الجمهورية وعلاقة لبنان مع الدول الخليجية، بعد الأزمة التي استجدت وغيرها من الأوضاع القائمة، بالإضافة إلى الأوضاع في لبنان والمنطقة». ونفى مظلوم علمه بعقد لقاء قريب بين الراعي والقيادات المارونية السياسية، للتباحث بالاستحقاق الرئاسي في الوقت الحاضر، لأنّ ما تريده بكركي في هذا الشأن، معروف من قبل الجميع.

وعشية وصول الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى بيروت السبت المقبل، أكد السفير الفرنسي ايمانويل بون ان «زيارة الرئيس هولاند للبنان ستكون تأكيدا جديدا على الموقف الفرنسي الداعم للبنان وشعبه وان فرنسا تقف الى جانب لبنان تكريسا للعلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين وتزداد تجذرا يوما بعد يوم.

 

هل يعود ريفي عن استقالته الليلة؟ وهل تصحّ قانونا؟‏

سهى جفّال/جنوبية/ 13 أبريل، 2016/بعد أن أظهر وزير العدل المستقيل أشرف ريفي موقفا ايجابيا في شأن إمكانية العودة عن إستقالته قائلا "سأكون حيث يجب أن أكون وطنياً وكان لدي أسبابي للإستقالة". فهل سيعلن اليوم رجوعه عن الاستقالة بعد انتفاء الاسباب؟ وهل تعتبر عودته دستورية؟

مع عودة ميشال سماحة الى وراء القضبان بالحكم عليه بـالسجن 13 سنة، أثير من جديد جدلا حول مسألة عودة وزير العدل المستقيل أشرف ريفي عن استقالته. خصوصاً أن تلك الاستقالة كان سببها الحكم المخفف الذي ناله سماحة وخروجه من السجن وربطاً بعدم مناقشة الحكومة اللبنانية احالة القضية الى المجلس العدلي. .. وكما أوجدت خطوة إستقالة ريفي في 20 شباط الماضي، إشكالية سياسية وقانونية نظرا أنها لم تُقبل للتعقيدات الدستورية الناتجة عن الفراغ الرئاسي، فإن احتمال عودة ريفي الى الحكومة مع انتفاء سبب الاستقالة فتح بدوره باب واسع من الجدل القانوني والدستوري حول إمكانية الرجوع عنها أو لا.. ورجّح مصدر وزاري رفض ذكر اسمه، أن يعلن الوزير ريفي اليوم قراره عبر شاشة الـ “ام تي في” حيث سيحلّ ضيفا في حلقة اليوم من برنامج «بموضوعية» في أول حديث له بعد استقالته وبعد الحكم على سماحة. ووفقا للمعلومات فإن ريفي سيظهر انه استقال “بناء على أسباب وطنية والعودة لن تكون الا لأسباب وطنية كبرى”.”. وفي السياق القانوني، أكّد المحامي ماجد فياض أن ” العودة عن الإستقالة ممكنة، لأن الوزير دستوريّاً، معين بمرسوم عملاماجد فياض بمبدأ توازني”. وفيما يتعلق بالإشكال “فالوزير يعتبر مستقيلا نهائيا ليس لحظة تقديم الإستقالة إنما بعد صدور مرسوم بقبولها موقّع من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء”. وتابع “لكن في حالتنا الراهنة، ونظرا لخلو سدّة الرئاسة واستمرار الشغور فانه عملا بالمادة 62 يحلّ مجلس الوزراء وكالةً مكان رئيس الجمهورية ويتحمل صلاحياته. وبغض النظر عن بعض البدع الدستورية التي سادت عمل مجلس الوزراء التي أعطت الوزراء صلاحيات لا تعود اليهم لجهة التصويت، فانه يتم وفقا للمادة 65 بالتوافق أو بالأغبية المطلقة أو بأكثرية الثلثين في مواقف محددة، مما يجعل فكرة الإجماع في مجلس الوزراء باطلة دستوريا مع التشرذم الحكومي الحصل وهو من بدع هذه الأيام”..وأشار إلى أنه “في موضوع ريفي وبما أن رئيس الحكومة لم يعرض الموضوع على المجلس من أجل اتخاذ القرار لجهة القبول أو عدمه، فإن المرسوم الواجب اصداره لقبول الاستقالة لم يصدر. ويمكن في هذه الحالة التي بقي فيها الأمر معلقا أن يعود ريفي عن الاستقالة ويعود إلى ممارسة أعماله”. لافتا إلى أنه “قد حصل سوابق في هذا المجال من استقالات عاد عنها أصحابها”.. ومن جهة تولي وزيرة المهجرين اليس شبطبني مهام ريفي بالوكالة وما رافق ذلك من تأويل سيما أن ريفي عاد إلى مزاولة عمله في الوزارة، قال فياض إن “تكليفها جاء وفقا لمرسوم يكلف فيه الوزراء للحلول مكان وزراء آخرين في حال غيابهم وعدم قيامهم بأعمال الوظيفة المسندة اليهم لأسباب متعددة”. وتابع “بالتالي هي قد مارست مهامها بحسب ما نقلت وسائل الاعلام بناء على تكليف من رئيس الحكومة ولم يعد هناك ضرورة لممارسة العمل الوزاري بالوكالة. أما عندما عاد ريفي الى استلام بريده القانوني لأن الرئيس سلام لم يعرض الاستقالة بصورة طبيعية على المجلس في ظل مجمل الظروف الحالية. فإن عودة ريفي عن تلك الاستقالة وحضوره الجلسات الوزارية يعني ضمنا وبصورة لا تقبل التأويل أنه قد عاد عن الإستقالة”. وعلى كل حال لكل من الأفرقاء ولا سيما لريفي أن يعلن بصورة حازمة موقفه مما اذا كان عاد عن الاستقالة برمتها أم لا…

 

الميدانيات السورية لا تؤثر في مشروع التسوية ولا تحسّن شروط الاطراف ومحادثات جنيف نحو تحقيق الهدف و"قطع رأس" الارهاب بتحالف عربي متين

المركزية- خلافا لكل الرهانات التي تربط مصير مشروع التسوية السورية ومحادثات جنيف التي تستأنف مساء اليوم بالهدنة الهشة المعرضة للسقوط سيما مع اشتداد المعارك حول حلب بين النظام و"جبهة النصرة" وبعض الفصائل، واعلان قوات النظام نيتها شن حملة برية واسعة هدفها السيطرة على كامل المدينة، يؤكد مصدر دبلوماسي غربي لـ"المركزية" أن التغيير في المعادلة الميدانية، ان حصل، ومحاولة توظيفه ورقة من جانب اي جهة في المفاوضات، لن يبدّل قيد أنملة في مسار التسوية التي اتُفق عليها بالاستناد الى مشروع المبعوث الاممي لسوريا ستيفان دي مستورا بنقاطه الاثنتي عشرة ومرحلته الانتقالية التي لم يعد من جدل في شأنها بعدما بلغت الامور مرحلة البحث في التفاصيل الصغيرة، خصوصا ان في جولة جنيف الاخيرة كان تفاهم حول التسوية بعيدا من معطيات الارض وموازين القوى ونقاط الربح والخسارة لكل طرف، وهي في اي حال لا تعدو كونها مجرد تجميل لصورة من تتمكن آليته العسكرية من احراز تقدم لا اكثر.

واذا كانت الانتخابات النيابية التي تنظمها السلطات السورية اليوم في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، اي ما يعادل ثلث الاراضي السورية ويقطنها 60 في المئة من السكان، ورقة يحاول النظام ان يلعبها لابراز استمرار امساكه بالبلاد، فانها كما يرى المصدر أحد مظاهر محاولة تحسين ظروف النظام واظهار مكامن قوته المتبقية سيما مع نشر صور الرئيس بشار الاسد يدلي بصوته، بيد ان لا نتائج لها على مستوى ما يدور في جنيف بارادة ورعاية القوتين الدوليتين واشنطن وموسكو الممسكتين بقوة بمشروع التسوية وتديران دفته في اتجاه الحل خلال اشهر قليلة وتحديدا قبل ايلول المقبل موعد الانتخابات الاميركية . ويشير في السياق، الى أهمية جولة دي مستورا التي استبقت انطلاق المحادثات على كل من موسكو وسوريا وايران وموقفه من طهران بأنه ونائب وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان اتفقا "على أهمية استمرار وقف الأعمال العدائية والحاجة الملحة الآن الى عملية سياسية تؤدي إلى انتقال سياسي"، وإنه يرغب في أن تكون الجولة التالية من محادثات جنيف "قوية تماماً" في اتجاه انتقال سياسي. ويرى المصدر الدبلوماسي في هذا الكلام مؤشرا قويا في اتجاه احراز تقدم في جولة جنيف الحالية، باعتبار ان ايران تلعب دورا بارزا في الصراع الى جانب النظام وباتت على قناعة ان المعادلات الميدانية لا يمكن ان تعدّل في القرار الدولي للتسوية وينبغي عليها تاليا السعي الى مواكبة الجهد الدولي وحجز مقعد بصفة "شريك" في الحملة الدولية لمواجهة الارهاب بعد ارساء التسوية في سوريا، خصوصا ان الجهود العربية بقيادة السعودية في اتجاه توحيد الموقف لمجابهة "داعش" واخواتها من التنظيمات الارهابية تحقق تقدما كبيرا بعد زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز الى مصر واللقاءات المرتقبة على هذا المستوى على هامش القمة الاسلامية في اسطنبول غدا، لترتيب البيت العربي السني بين مصر وتركيا وقطر ودول الخليج، استعدادا لانطلاق الضوء الاخضر لقطع رأس الارهاب في المنطقة، حتى اذا ما دخلت التسويات الى الدول التي تشهد نزاعات حيز التنفيذ، يكون التحالف العربي على أتم الاستعداد للمرحلة الجديدة. ويختم المصدر الدبلوماسي بالقول: لم يعد من مجال للشك في ان محادثات جنيف ستصل الى هدفها المرسوم روسيا واميركيا، لأن البديل، لا سمح الله، سيكون حربا كبرى في المنطقة تؤمن الارضية الخصبة لتنامي الارهاب وتمدده بسرعة قياسية.

 

مفاعيل التفاهم العوني – القواتي تتوسّع مسيحيا وسياسيّا وبلديّا وتنسـيق في التشريع وقانون الانتخاب.. و"أمن الدولة" خط أحمر

المركزية- تتمددّ جذور التفاهم العوني – القواتي وتتوسّع في الارض المسيحية يوما بعد يوم، منذ 18 كانون الثاني الماضي، حين زَرعت مصالحة معراب نواتَها. فاذا كان أحد أهمّ أغراض الاتفاق الثنائي -انجاز الاستحقاق الرئاسي- لم يتحقق بعد، الا ان أهدافه الاخرى والتي يُعنى بها البيت المسيحي الداخلي، تسير على الطريق الصحيح. فأوساط الحزبين تتحدث لـ"المركزية" عن ارتياح واسع تركه التفاهم العوني – القواتي في الشارع المسيحي، حيث وضع حدّا نهائيا للخلافات والتوترات بين قاعدتي الطرفين وأرسى مكانها تواصلا مفتوحا ومودّة حتى باتت مكاتب الحزبين في المناطق تنسق نشاطات مشتركة كان آخرها في عيد الفصح مثلا، ناهيك عن التحالفات التي قامت بينهما في عدد من الانتخابات النقابية وسواها. وتلفت الاوساط الى ان هذا الارتياح ستنسحب مفاعيله أيضا على الانتخابات البلدية العتيدة. فصحيح ان الطرفين يدركان ان الاستحقاق طابعه انمائي لا سياسي وان الكلمة الفصل فيه غالبا ما تكون للعائلات لا للاحزاب، الا ان غياب التفاهم العوني – القواتي كان يمكن ان يضفي جوّا متشنجا على الانتخابات، أما اليوم فالحال معاكسة. الى ذلك، تؤكد الاوساط ان قنوات التواصل بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" مفتوحة دائما، والتنسيق بينهما في معظم القضايا السياسية والوطنية المطروحة قائم. فإزاء عودة ملف التشريع الى الواجهة وسط اصرار رئيس مجلس النواب نبيه بري على تفعيل عمل مجلس النواب، تقول الاوساط ان الحزبين متفقان على رفض "التطبيع" مع الشغور الرئاسي، وهما لن يحضرا الى البرلمان الا اذا كان قانون الانتخاب على رأس جدول الاعمال. وفي السياق، تقول ان لجانا مشتركة تضم ممثلين عن الحزبين تعمل حاليا لوضع تصوّر مشترك للقانون العتيد والهدف ان يؤمن صحة التميل المسيحي ويلبي تطلعات المسيحيين، والبحث يدور بين صيغة تعتمد النظام النسبي فقط وبين أخرى مختلطة تجمع النسبي والاكثري. واذا كان التحالف الثنائي سمح أيضا باعادة تسليط الضوء على الحضور المسيحي في الادارات العامة حيث تصدى الطرفان لاكثر من ممارسة "تهميشية" على حد تعبيرهما، فان أحدث أوجه هذا الغبن في نظرهما يتمثل في ما يمر به اليوم جهاز "أمن الدولة". وفي هذا الاطار، تؤكد الاوساط ان "التيار" و"القوات" على تنسيق مفتوح ويعتبران ان الجهاز خط أحمر ممنوع تخطيه والمطلوب اليوم تفعيله وهما سيواجهان اي محاولات لالغائه او تحجيمه، سائلا عن أسباب السعي لاضعافه بعد ان بات على رأسه مسيحي. أما رئاسيا، فتقول الاوساط ان "التيار" و"القوات" لا يزالان عند قناعتهما بأن رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون هو الأحق بالرئاسة كما انه الأوفر حظا. وفي حين تلفت الى ان العماد عون ماض في ترشّحه وليس في وارد التراجع في السباق الى قصر بعبدا، تستبعد مصادر نيابية مستقلة في 14 آذار عبر "المركزية" مشاركة "حزب الله" في اي جلسة انتخابية بمعزل عن "التيار" الذي أمّن له أوسع غطاء سياسي في العقد الماضي، وبالتالي فان أي انتخاب في غياب الممثلين الاقويين مسيحيا وشيعيا لن يحصل لانه يشكل ضربة للميثاقية. وتلفت في السياق، الى ان التعثر الانتخابي الذي استمر فصولا رغم اقدام 14 آذار على دعم ترشيح شخصيتين من 8 آذار، يدل الى ان الحل قد يكون بالذهاب نحو مرشح توافقي من خارج الاصطفافات السياسية. أما ما يحصل اليوم، فيصب في خانة ملء الوقت الى حين تقرر ايران الافراج عن ورقة الاستحقاق، تختم المصادر.

 

وفد لبنان الى اسطنبول: العين علـــى لقاء سلمان - سلام

"المستقبل" على تعهده بربط المشاركة بالتشريع بقانون الانتخاب

المحكمة الدولية تتهم نصرالله وارفــع المسؤولين السوريين؟

المركزية- في ذكرى بدء الحرب اللبنانية في 13 نيسان انهمرت المواقف مع أمطار نيسان، مذكرة بمسلسل إقتتال دموي دامت حلقاته سنوات طوال وانتهت بـ"تعادل سلبي" لم يسجل فيه اي طرف هدفا في مرمى الآخر، في حين ان اصحاب المواقف انفسهم لا يبدون اليوم استعدادا لتحقيق الهدف الأساسي وهو انتخاب رئيس جمهورية يقود البلاد الى بر الآمان في زمن الارهاب المتمدد، فيبقى بعيدا لا بل متواريا خلف انعدام الرؤية والارادة السياسية داخليا، وفي ظل انقشاع سيء اقليميا ودوليا بسبب كثافة الغبار المنبعثة من بلدان الجوار التي تشهد نزاعات مسلحة ولم تجد مشاريع تسوياتها طريقها الى الحل بعد، في ما يؤمل ان تحمل حلولها فسحة أمل تفك أسر لبنان وازماته.

بين جنيف واسطنبول: ووسط الحراك الدولي الناشط في هذا الاتجاه، تتوجه الانظار الى محطتين اساسيتين، الاولى في جنيف مع استئناف المحادثات بين وفدين من الحكومة والمعارضة السورية، ستبدأ مساء باجتماع بين الموفد الاممي ستيفان دي مستورا ووفد المعارضة، على وقع تطورات ميدانية تضع مصير الهدنة على المحك في ظل استعدادات يقوم بها النظام و"جبهة النصرة" لمعركة حاسمة في محافظة حلب. في حين انطلقت الانتخابات النيابية في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، وقد ادلى الرئيس بشار الاسد بصوته معلنا ان الإرهاب فشل في تدمير الهوية الوطنية. وتباينت المواقف الدولية من الانتخابات التي وصفتها فرنسا بـ"العار" لأنها تُنظم من حكومة "ظالمة"، فيما اعتبرتها موسكو عملية دستورية للحيلولة دون نشوء فراغ قانوني في سوريا، موضحة ان "الانتخابات المبكرة متوقع انعقادها تحت دستور جديد بعد العملية السياسية.

اما المحطة الثانية ففي قمة منظمة التعاون الاسلامي في اسطنبول غدا التي توجه اليها بعد ظهر اليوم وفد لبنان برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام يرافقه وفد وزاري ضم الوزراء جبران باسيل وعلي حسن خليل وأكرم شهيب ومحمد المشنوق. وفي حين يكبر التعويل اللبناني على امكانية عقد لقاء بين سلام والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يشكل مقدمة لطيّ صفحة التوتر بين المملكة ولبنان، لم يحدد اي موعد بعد للقاء المرجو. في المقابل، سيتعين على لبنان مرة جديدة مواجهة مسعى يقوده عدد من الدول الخليجية والعربية لتضمين بيان القمة الختامي قرارا يصنّف "حزب الله" ارهابيا، حيث من المتوقع ان يتحفّظ الوفد اللبناني على البند الذي لن يكون أصلا محطّ إجماع.

عسيري: وقبيل سفر سلام، أطلق السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري جملة مواقف لافتة اتسمت بلغة هادئة تصالحية، حيث اكد ان "العلاقات بين السعودية ولبنان تاريخية وعميقة". وقال "حرص القيادات المتتابعة في المملكة وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مشهود لها وملموسة على ارض الواقع، وكذلك مدى حرص المملكة على لبنان ووحدة الصف فيه، وعلى الحوار اللبناني- اللبناني كي يصل الى الحلول البناءة في ظل مرحلة اقليمية ودولية صعبة". واشار الى ان "الحرارة موجودة ولم تختف ولا احد يستطيع ان ينكر هذه العلاقة التاريخية التي لن تشوبها شائبة". واكد، بعد زيارته الرئيس سعد الحريري أن المملكة شجعت ولا تزال اي مبادرة واي تحرك جدي يؤدي الى تعجيل انتخاب رئيس للجمهورية.

الحريري: وكانت الذكرى الـ41 لاندلاع الحرب الاهلية، شكّلت مناسبة أكد فيها الحريري ان "تجربة الحرب المدمرة علمت جميع اللبنانيين أن التمسك بالدولة ومؤسساتها هو السبيل الوحيد للاستقرار والأمن والحياة الكريمة لكل اللبنانيين، وان إنهاء الفراغ الرئاسي بأسرع وقت يحصن سلمنا الأهلي من مخاطر امتداد نيران الحروب المحيطة اليه".

بون: وعشية وصول الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى بيروت السبت المقبل، أكد السفير الفرنسي ايمانويل بون ان "زيارة الرئيس هولاند للبنان ستكون تأكيدا جديدا على الموقف الفرنسي الداعم للبنان وشعبه وان فرنسا تقف الى جانب لبنان تكريسا للعلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين وتزداد تجذرا يوما بعد يوم. بري: وسط هذه الاجواء، أطلع رئيس مجلس النواب نبيه بري العائد من مصر، النوابَ، خلال لقاء الاربعاء، على اجواء اللقاءات التي عقدها مع المسؤولين المصريين وفي مقدمهم الرئيس عبد الفتاح السيسي، كما في أجواء مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي الذي رأسه في القاهرة وتفاصيل ما دار في المؤتمر والمقررات التي صدرت عنه ان بالنسبة للبنان ام للتطورات في الوطن العربي والقضية الفلسطينية .أما سياسيا، فأشارت معلومات صحافية الى ان رئيس المجلس شدد على مسؤولية اللبنانيين في العودة الى تفعيل المؤسسات.

التشريع والثنائي: الى ذلك، اوضح مصدر في "تيار المستقبل" لـ "المركزية "ان "التيار لا يزال على "تعهّده" في شأن ربط مشاركته بالجلسة التشريعية بوضع قانون الانتخاب بنداً اوّل على جدول الاعمال"، لافتاً الى ان "البيان الذي صدر عن جلسة الحوار الثنائي امس مشددا على "اهمية انعقاد الجلسات التشريعية تحقيقاً للمصلحة الوطنية وضرورة الوصول الى تفاهمات في جلسات الحوار الوطني"، لا يعني تخلّينا عن "تعهدنا"، ومن المفترض ان يتّفق المتحاورن في جلسة الحوار الشامل في 20 الجاري على ضرورة التشريع وبنود جدول الاعمال، والرئيس بري يسعى لهذا الامر من خلال عرض تقرير اللجنة النيابية المكلّفة دراسة قانون الانتخاب على طاولة الحوار الشامل من اجل الحصول على "توافق" سياسي عريض للتشريع"، مؤكداً "استحالة وضع بند الموازنة الذي تطالب "القوات" و"التيار الوطني الحر" على جدول الاعمال، لان المهلة المُحددة لارسال مشروع الموازنة من الحكومة انقضت، كما انه حتى الان لا مشروع قانون وصل الى الهيئة العامة".واشار الى ان "جلسة الحوار امس كانت "طويلة" مقارنة بالجلسات السابقة، اذ بحث المتحاورن في مختلف القضايا في الداخل اضافة الى وضع المنطقة، لكنهم لم يتوصلوا الى اتفاق على "هدنة اعلامية" في شأن الهجوم على السعودية ودول الخليج". ولفت المصدر الى ان "المتحاورين شددوا على اهمية اجراء الانتخابات البلدية". المحكمة تتهم نصرالله؟! على خط آخر، بدا لافتا ما نقلته صحيفة "روز اليوسف" المصرية عن مصادر لبنانية من ان المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس السابق رفيق الحريري انتهت قبل أيام، من صيغة قرار ينتظر اعلانه قريبا، بضم كل من الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، وبعض رموز النظام السوري الحاكم الى لائحة المتهمين باغتيال الحريري، فى تطور خطير للقضية، ووسط توقعات بمزيد من التوتر فى لبنان وسوريا، في وقت اعتبرت مصادر سعودية ان صدور القرار سيعجّل في تغيير الوضع القائم فى سوريا. وقالت المصادر اللبنانية ان المدعي العام للمحكمة نورمان فاريل، بدأ فى بحث إجراءات طلب تسليم كل من نصرالله من الحكومة اللبنانية، ومسؤولين سوريين على أعلى مستوى- حسب وصفه - من النظام السوري، خلال فترة وجيزة مقبلة، وفور إعلان قرار الاتهامات الجديدة. وأشارت إلى أن قرار اتهام نصر الله، استند إلى ما أسفرت عنه وقائع وأدلة جديدة أكدت تلقي منفذي عملية الاغتيال أوامر مباشرة من "حزب الله"، وهو ما يوقع الأمين العام للحزب، تحت طائلة المبدأ القانوني، المنصوص عليه فى النظام الأساسي للمحكمة فى مادته الثالثة بمسؤولية المتبوع عن أعمال التابع. وسألت " المركزية" الناطقة الرسمية باسم المحكمة الدولية وجد رمضان عن دقة ما نشر فقالت "اننا في المحكمة لا نعلق على أي موضوع يصدر في الاعلام او تكهنات من اي مصدر مهما كان نوعها".

 

الخليج": لبنان يحتاج إلى عملية نفض جذرية تجتـث الطبقـة السـياسـية القائمــــة

المركزية- لفتت صحيفة "الخليج" الاماراتية الى ان "تنفيذ اتفاق الطائف الذي أصبح جزءاً من الدستور اللبناني ظل في بنوده الأساسية منذ ذلك الحين أسير التجاذبات الطائفية والسياسية التي أدخلت البلاد في أزمات متلاحقة سياسية واجتماعية واقتصادية ما زالت تبحث عن حلول من دون جدوى. ويجد المواطن اللبناني نفسه معلقاً على حبل مشدود من القلق على الحاضر والمستقبل". واشارت الى انه "منذ اتفاق الطائف ظل لبنان رهينة صراعات قيادات سياسية كان معظمها من "أمراء الحرب" استخدموا الطائفية سلاحاً يخوضون به معاركهم ويحمون بها أنفسهم باعتباره السلاح الأمضى في عصر تقزمت فيه الهويات الكبرى الجامعة وحلت محلها الهويات الصغرى المتمثلة في الطائفة والمذهب والعشيرة والجهة والحي، وصار الوطن مجرد مزرعة للفساد والكسب غير المشروع والسلب والنهب والصفقات المشبوهة، ولا من يحاسب أو يسأل". اضافت "كان الاعتقاد أن لبنان سيخرج من تداعيات الحرب الأهلية المدمرة ويبدأ تاريخاً جديداً يصوغ من خلاله الوطن المأمول، ويستعيد تألقه في المنطقة العربية كبلد للوعي والعلم والثقافة والتفرد والإنسان. كان مأمولاً أنه تعلم درس الحرب وآلامها ومآسيها ويبدأ عملية بناء جديدة تغسل آثام الماضي ومساوئه وتعيد للمواطن ما سلبه منه تجار الحروب، وتخرجه من ساحة التجاذبات الإقليمية والدولية، لكن مصيبة لبنان في طبقته السياسية التي تمسك بخناقه وتستخدم الطائفية والمذهبية كحائط صد للحؤول دون أي تغيير، لذلك نرى أن كل المحاولات التي يقوم بها البعض لتحقيق تغيير عابر للطوائف ولو في حده الأدنى وخصوصاً من جانب منظمات المجتمع المدني واجهت الفشل لأن النظام الطائفي المصفح كان قادراً على كبحها وشرذمتها". واعلنت ان الأزمات تتصاعد من دون حل، فهناك فراغ رئاسي ممتد، وشلل حكومي وبرلماني شبه كامل، وفشل في حل أبسط احتياجات المواطن اليومية، وأضيف إليها أخيراً أزمة النفايات التي أغرقت شوارع العاصمة وبقية المناطق، وإذا تم التوصل إلى حلول لبعضها فهي حلول ترقيعية ليس إلا".

ورأت ان "لبنان يحتاج إلى عملية نفض جذرية تجتث الطبقة السياسية القائمة المتحكمة في البلاد والعباد والتي تقوده إلى الخراب، والى هبة مجتمعية تتخلص من ربقة الطائفية والمذهبية، على قاعدة الوطن للجميع والولاء للبنان ولعروبته، ونظام انتخابي خارج القيد الطائفي يكنس الطبقة الفاسدة المتحكمة".

 

اللواء اشرف ريفي : أنا سيّد قراري

أكد وزير العدل المستقيل أشرف ريفي أنه "مصرّ على الإستقالة ولن أتراجع عنها لأنني لم أعد أنتمي إلى الحكومة الحالية"، مضيفا، في مقابلة مع برنامج "بموضوعية" عبر شاشة الـmtv "أنا أخضع للقضاء والمحاسبة في مختلف الأحوال، وأنا الوحيد الذي رفع السريّة المصرفية عن كامل حساباته".

ورأى ريفي أن "منظومة المحكمة العسكرية غير مقبولة والحكم على سماحة نسبياً مقبول، لكنه لا ينفي الهيمنة السورية على واقع المحكمة"، لافتا الى أن "ميلاد كفوري بطل وطني بامتياز وقوى الأمن "قصّرت" معه مالياً كثيراً". وتابع ريفي "نحن نقلنا قوى الامن من جهاز تقليدي الى جهاز متطور، ولن أسمح أن يشهّر أحد بماضينا، ولو لدينا منظومة قضائية صحيحة كان جميل السيّد الان مع ميشال سماحة". وفي الشّأن الرئاسي، قال ريفي "معلوماتي تؤكّد أن لا عون ولا فرنجية سيُنتخبان لرئاسة الجمهورية، وسألتقي الحريري حكماً ولكن في الوقت المناسب، وأقول له: نعم كنت جريئاً، لكن آمل أن تفكّر برأيي بما خصّ ترشيح فرنجية". وفي سيّاق منفصل، شدد ريفي على أنه "يجب أن نأخذ الاحتياطات اللازمة فاغتيال شخصية معيّنة وارد ولكن لا خوف من انفجار شامل على كامل الاراضي اللبنانية"، مردفا "لست "مستوزراً" بل أحمل قضية وأنا مع الموقف وليس مع الموقع، ولسنا شموليين ولست عضو حزب توتاليتاري، بل أنا حالة مستقلة مع انني من مدرسة الشهيد رفيق الحريري، ولكن أترك لنفسي الاستقلالية الكاملة كما انني سيّد قراري".

 

بكركي للخليج: "حزب الله" لا يمثل المسيحيين!

نادين مهروسة/المدن/الأربعاء 13/04/2016

عادة، يزور الصرح البطريركي سفراء الدول الممثلة في لبنان. في الفترة الماضية حجزت مجموعة جديدة موقعاً في لقاءات البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي. كان يحضر سفراء مجلس التعاون الخليجي الى بكركي، فرادى، أو من ضمن وفود عربية ديبلوماسية، إلا أنها للمرة الأولى تستقبل المرجعية المارونية سفراء المجلس، كمجوعمة مترابطة للبحث في آخر التطورات. يأتي بروز هذه المجموعة الديبلوماسية اثر الأزمة اللبنانية – السعودية الأخيرة، وما رافقها من إجراءات سعودية، وتضامن خليجي معها تمثل في خطوات اتخذتها كل دولة على حدة وتحديداً ضد "حزب الله"، ما أكد أن هذه المجموعة – على الرغم من بعض التباينات معها – متفقة في الشق اللبناني، على كيفية التعاطي مع هذا الملف، ومع "حزب الله" تحديداً. يأتي اللقاء المرتقب بين السفراء والراعي في إطار اللقاءات الدورية التي ينظمها الراعي مع سفراء الدول، فاللقاء السابق كان مع سفراء الدول الخمس الكبرى الدائمة العضوية في مجلس الامن، وعليه تشير مصادر بكركي لـ"المدن" إلى أن البطريركية إرتأت أن تقسم اللقاءات ليتسنى لها طرح كافة المواضيع العالقة ومناقشتها. لكن أن يأتي موعد سفراء المجلس بعد موعد سفراء الدول الخمس الكبرى، ينظر البعض اليه بوصفه اشارة واضحة الى الدور الذي تلعبه هذه الدول في الساحة اللبنانية، خصوصاً أن الهم الاساسي للبطريركية هو الوصول إلى خاتمة إيجابية لكل المشاكل التي يعانيها لبنان، بدءاً بوضع حد للشغور الرئاسي، اضافة الى اعادة الأمور إلى نصابها في مؤسسات الدولة، ووصولاً إلى إعادة العلاقات بين لبنان ومختلف الدول، وخصوصا العلاقات مع دول مجلس التعاون الخليجي بعد التخبط الذي أصابها. وتؤكد مصادر بكركي لـ"المدن" أن لهذا اللقاء أهمية كبيرة خصوصا أنه يأتي بعد التوتر الذي طبع العلاقات الخليجية اللبنانية، خصوصا أن البطريرك سيطرح أمام السفراء أوضاع اللبنانيين الموجودين في دول الخليج، والذين يكنون كافة الإحترام لهذه الدول، وسيسأل الراعي عن مصيرهم وإلى أين ستتجه الأمور، مؤكدا على ضرورة حمايتهم وإبعادهم عن التوتر السياسي الحاصل. ويؤكد المسؤول الإعلامي لبكركي وليد غياض لـ"المدن" أن "هذا اللقاء سيناقش كافة القضايا العاقلة في البلد لا سيما تأكيدهم وتمسكهم بضرورة إنهاء الشغور الرئاسي، كما أن النقاش الأبرز سيدور حول أهمية الحفاظ على العلاقات الدولية لا سيما العلاقات المشتركة مع دول الخليج وتحديدا وضع اللبنانيين في دول الخليج"، كما يشدد على أن "الصرح يشكر المملكة على استضافة اليد العاملة اللبنانية في الخليج، والتسهيلات التي قدمتها لهم"، آملا "الحفاظ عليها وعدم جرها في المشاكل التي نشبت مؤخرا مع البعض في لبنان". مضيفا إن "لبنان يتميز بعلاقاته الفعالة مع كافة الدول لما فيه من مصالح مشتركة".من جهة أخرى، تأتي هذه الزيارة للتأكيد أن بكركي تتمتع بدور مفصلي وفعال في الساحة اللبنانية، في حين ان هذا اللقاء في شق منه يراد، وفق مصادر "المدن"، الإيحاء أن الطائفة المارونية، والمسيحيين عموماً، لا تزال تحافظ على العلاقة المشتركة مع الخليج العربي. وتختصر المصادر الهدف من دعوة الراعي في سياق توضيح أن العلاقة لا تزال جيدة مع المسيحيين في لبنان وأن المشكلة الأساسية هي مع "حزب الله" تحديداً دون غيره. الزيارة لن تحمل بوادر إيجابية من جهة الإفراج عن الهبة السعودية للمؤسسات الأمنية اللبنانية، أو حتى تخفيض الحملة الهجومية على "حزب الله"، خصوصاً أن القرار ليس بيد السفراء، ولكن تأتي في سياق التأكيد أن هذا الضغط الذي يمارس من قبلهم لا يعني اللبنانيين جميعا.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

مراد: نُنسّق مع الحريري في كل ما له علاقة بالشارع السنّي لانتخاب رئيس من الشعب وعدم "الاساءة" لعلاقتنا بالسعودية

المركزية- في موازاة الحراك الاقليمي لترتيب "البيت السنّي" لمواجهة الارهاب وخطر التطرّف، انطلاقاً من الزيارة التاريخية للملك السعودي الى مصر نهاية الاسبوع الفائت، ورحلته الى تركيا وسعي القيادة السعودية الى لقاء يجمع الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والتركي رجب طيب اردوغان على هامش القمة الاسلامية التي تستضيفها اسطنبول اعتباراً من اليوم، لاعادة المياه بين الدولتين الى مجاريها، اذ ان تحديات كبيرة في المنطقة، خصوصاً الازمة السورية يتعيّن لمواجهتها بقاء قنوات التواصل بين الرياض والقاهرة وانقرة مفتوحة، تنشط حركة لبنانية "سنّية" في المقابل لتلقف هذا المسعى الاقليمي والاستعداد لانطلاق ساعة الصفر للتسوية السورية ومحاربة الارهاب والتطرّف. وفي سياق النشاط "السنّي" الداخلي، سُجّلت منذ عودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان زيارات "لافتة" لخصوم سياسيين سنة الى "بيت الوسط" ابرزهم الوزير السابق عبد الرحيم مراد الذي اظهر في اكثر من مناسبة واستحقاق "تمايزه" عن مواقف فريق الثامن من آذار، خصوصاً لناحية رفضه الهجوم على المملكة العربية والسعودية ودعمه "لعاصفة الحزم" التي قادتها المملكة ضد الحوثيين في اليمن. فهل هذه الزيارة التي كانت "مادة دسمة" للتحليلات مقدمة لخروج الوزير البقاعي من دائرة تحالفه التقليدي مع "8 آذار"، وما اذا كانت "مقدمة" لتحالف نيابي وبلدي بينهما في البقاع، ام انها بهدف ترتيب "البيت السنّي" بالتزامن مع الورشة الاقليمية في هذا المجال"؟ الوزير مراد لم يُخفِ عبر "المركزية" وجود "بعض" الخلافات مع الرئيس الحريري في شأن قضايا سياسية عدة، لكننا رغم ذلك "نُنسّق" معاً في كل ما له علاقة بالشارع السنّي من اجل تخفيف الاحتقان وتقريب المسافات وتقديم المساعدات". ولفت الى ان "الشارع السنّي يُمثّل الصف الوطني الذي يسعى الى اللحمة الوطنية ورفع لواء العروبة، وهو لا يؤمن بالطائفية والمذهبية"، مؤكداً اننا "نتمنى على دار الفتوى ان تدعو القيادات السنّية الى لقاء جامع من اجل ترتيب "البيت السنّي". واوضح ان "من جملة ما اتّفقنا عليه مع الرئيس الحريري ان نكون على مسافة واحدة من الجميع، وان ندعو الى التوافق في الانتخابات البلدية في مختلف المناطق اللبنانية، لان "حرام" في ظل هذه الظروف الذهاب الى معركة انتخابية في القرى وتشتيت العائلات، اما اذا تعذّر التوافق لا سمح الله، فاننا نتمنى اجراء معارك انتخابية "اخوية" وديموقراطية". الى ذلك، جدد مراد موقفه لناحية "وجود مرض سرطاني "مُعشعش" في النظام السياسي منذ العام 1943 وحتى اليوم، حاولنا معالجته بحبوب "مُهدّئة" لكننا لم ننجح في استئصاله"، معتبراً ان "المعالجة تتم بطريقتين: الاولى وضع قانون للانتخابات قائم على النسبية، والثانية انتخاب رئيس الجمهورية (الماروني) مباشرة من الشعب وان يُعاد اليه بعض الصلاحيات التي فقدها، والا سنبقى نعاني من عدم الاستقرار"، ومشدداً على ان "المحافظة على الوجود المسيحي بالمحافظة على التوزيع الطائفي القائم حالياً، وان يستمر مهما بلغ عدد المسيحيين". من جهة ثانية، لفت مراد الى "اهمية عودة العلاقات بين لبنان والسعودية الى طبيعتها"، متمنياً الا "نخلق مبررات جديدة لنسيء الى هذه العلاقات، وان نبقى على علاقة جيّدة بالدول العربية وعلاقة "مميزة" مع سوريا وهذا ما نصّ عليه الدستور". وقال "لا يجوز ان نُسيء الى علاقتنا بالسعودية باي شكل من الاشكال، خصوصاً ان ما يربطنا بها علاقات اخوية ومصالح اقتصادية مشتركة من خلال الاف اللبنانيين الذين يعملون في السعودية والخليج".

 

الحريري استقبل عسيري ومخزومي وشخصيات: تجربة الحرب علمتنا أن التمسك بالدولة ومؤسساتها السبيل الوحيد للاستقرار

الأربعاء 13 نيسان 2016 /وطنية - قال الرئيس سعد الحريري: "في الذكرى الـ 41 لاندلاع الحرب الأهلية، نكرر أننا لن نتوقف عن العمل لتحصين السلم الأهلي ومنع الفتنة لضمان أنها ولت إلى غير رجعة بإذن الله، كما نؤكد في هذه الذكرى تمسكنا باتفاق الطائف الذي وضع حدا نهائيا للحرب وأعاد لبنان نموذجا للعيش الواحد والتنوع في عالم يزداد انعزالا وإقصاء".وأكد الحريري في سلسلة تغريدات له عبر موقع "تويتر" على ثقته "بأن كل المخلصين من كل الطوائف والانتماءات السياسية لن يسمحوا بعودة الإقتتال الأهلي تحت أي ظرف من الظروف"، معتبرا أن "تجربة الحرب المدمرة علمت جميع اللبنانيين أن التمسك بالدولة ومؤسساتها هو السبيل الوحيد للاستقرار والأمن والحياة الكريمة لكل اللبنانيين"، و"ان إنهاء الفراغ الرئاسي بأسرع وقت يحصن سلمنا الأهلي من مخاطر امتداد نيران الحروب المحيطة اليه". وختم الرئيس الحريري قائلا: "هذه الذكرى الأليمة مناسبة لنترحم على أرواح ضحايا الحرب الأبرياء، ولنتضامن مع جرحاها، ولنكرر المطالبة بمعرفة مصير الذين اختطفوا وفقدوا خلالها، وندعو اليوم بالرحمة للرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي أضاء شمعة الأمل في عتمة اليأس ورفع لواء العلم في وجه الميليشيا واعاد الإعمار والإنماء".

لقاءات

من ناحية ثانية استقبل الرئيس سعد الحريري صباح اليوم في بيت الوسط رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل والنائب نديم الجميل وتناول اللقاء تطورات الاوضاع السياسية في البلاد وشؤونا عامة. كما التقى الرئيس الحريري الوزير السابق خليل الهراوي . واستقبل الرئيس الحريري، رئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي، وتناول البحث حسب بيان صادر عن الحزب "الأوضاع المحلية والتطورات الإقليمية والدولية". وقال مخزومي: "إن الزيارة كانت للبحث في أمور المنطقة في ظل الجولات التي نقوم بها، والاطلاع على قراءة الرئيس الحريري للتطورات والواضح أن الأمور تسير بشكل سليم لكن تحتاج إلى تنسيق أكبر". وشدد على أهمية "الحوار بين فاعليات الطائفة السنية وكذلك وحدة الصف السني، لا سيما مع عودة الرئيس الحريري إلى بيروت ومبادرته بالانفتاح على مختلف الفاعليات ليس على المستوى السنّي فحسب، بل وعلى المستوى الوطني عموما وهذا مؤشر إيجابي". وجدد الدعوة إلى "التوافق في الانتخابات البلدية والاختيارية في بيروت والنأي بها عن التباينات السياسية أو اللعبة السياسية عموما باعتبار أن العمل البلدي يخدم إنماء بيروت ويحقق أماني أهلها بإبقائها عروس المتوسط".وقال إن "الرئيس الحريري بارك التوجه إلى التوافق". وتابع: "تطرقنا إلى مخاوف شبابنا في المرحلة القادمة، إذ لا سياسة واضحة في السنوات الأخيرة حول أوضاعهم وهواجسهم المستقبلية". وأوضح مخزومي أن "فكرة تشكيل لوبي من نخبة رجال الأعمال اللبنانيين من الذين نجحوا في الخارج هي بعيدة عن مسألة تحفيز الاستثمار والاقتصاد بشكل عام، لأن لدينا مرجعيات مهمة في لبنان كغرفة التجارة والصناعة تعمل في هذا المجال"، مؤكدا أن "الهدف من اللوبي التسويق للبنان وتحسين صورته في الخارج"، ومشيرا إلى "مباركة الرئيس الحريري لهذه الخطوة التي سنكشف عنها في الوقت المناسب".

عسيري

وبعد الظهر، استقبل الحريري السفير السعودي علي عواض عسيري وعرض معه آخر المستجدات

في لبنان والمنطقة.

 

 الرابطة المارونية: سنستخدم كل الوسائل القانونية للتصدي لكل إساءة الى البطريركية ورأسها

الأربعاء 13 نيسان 2016 /وطنية - صدر عن الرابطة المارونية البيان الآتي: "تصدر بين الحين والآخر مواقف ومقالات وأخبار تتناول مقام البطريرك الماروني من دون الارتكاز على معطيات مبررة. إننا إذ نؤكد احترامنا لحرية الرأي والإعلام، نأسف لاستخدام هذه الحرية أحيانا لتشويه الحقائق. فالهجوم على غبطة البطريرك هو تهجم على مؤسسة البطريركية المارونية التي تجاوز عمرها الألف وأربعمئة سنة، تحققت خلالها إنجازات عظيمة أبرزها نشوء الدولة اللبنانية، وذلك على يد البطاركة الذين ينتسب البطريرك الراعي الى سلالتهم. إن الاضاءة على ما يمكن وصفه بمكامن الخلل بهدف إصلاحه هدف نبيل، لكن التعاطي بخلفيات ملتبسة وغير منزهة عن الغرض يجعلنا نشكك في هذه الأهداف، وكأن المقصود منها التهشيم بالموارنة وبمؤسساتهم الدينية في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ لبنان حيث تؤدي البطريركية المارونية دورا كبيرا في حماية العيش المشترك وحفظ الاستقرار بين اللبنانيين. إن حرية التعبير شفاهة وكتابة التي يتمتع بها كل من يتناول سيد بكركي هي قيمة تميز بها لبنان بفضل الموارنة وكنيستهم وبطريركيتهم، ولولاهم لما قدر لهم ولسواهم أن يفكروا ويكتبوا ويعبروا بحرية يفتقدها الكثيرون في هذا الشرق، ولكن عندما تتجاوز الحرية حدود الحقيقة تصبح انتهاكا لكرامة الآخرين. من هنا نحذر أن ما يتكرر بين الحين والآخر من افتراءات يسيء الى الوحدة الوطنية في ظل شكوك متزايدة حول مرامي هذه الحملات التي تتجاوز العناوين المعلنة إلى ما هو أدهى وأخطر. وإزاء هذا الأمر، لن تكون الرابطة المارونية في موقع المتفرج الصامت، بل ستبني على الشيء مقتضاه مستخدمة كل الوسائل التي يبيحها القانون للتصدي لكل إساءة تتناول البطريركية المارونية ورأسها".

 

اللقاء الكاثوليكي: لبنان بحاجة لرئيس اقتصادي كفوء وخبير وكفى مهاترات وصراعات دون كيشوتية

الأربعاء 13 نيسان 2016 /وطنية - عقد المجلس التنفيذي للقاء الكاثوليكي جلسة اليوم، تداول خلالها في الاوضاع والتطورات في لبنان والمنطقة، واصدر بعده بيانا اعتبر فيه ان "ما نشهده يوميا من فضائح وفساد وافاق مسدودة امام مسار طبيعي لوطن يستحق الحياة مرده اساسا الى افلاس السياسيين الذين يتعاطون مع الوطن والمواطنين كلعبة شطرنج تنتهي دائما بتسويات على حساب ما يجب ان يكون". اضاف: "المصيبة انه رغم كل التطورات المرعية من حولنا في العالم وهشاشة وضعنا ما زال السياسيون يتلهون بالصغائر والشعب غافل مخدر وكأن ادمغة المواطنين قد غسلت ليقبلوا بما يعرض عليهم مهما كان، كأن يصبح جمع النفايات من شوارعنا انجازا وعقد جلسة لمجلس الوزراء عمل يستحق التقدير وكذلك الامر بكشف الفضائح اليومية المعلومة اساسا والتي تكشف بحسب الاهواء السياسية او الخلافات او تضارب المصالح لتنتهي دون نتائج ودون مسؤولين ولا احد يسأل لتأتي اليوم الانتخابات البلدية والاختيارية وعلى ضرورة اجرائها وقانونيته واهميته ملهاة للناس في كل حي وقرية ومدينة. لذلك وبرؤيتنا الموضوعية نرى ان الحل يبدأ بالاساس والاساس هو الثقافة الديموقراطية الحقيقية وحسن الاختيار لتوليد طبقة قيادية جديدة لهذا البلدد قادرة على رفعه من اوساخ نفاياته وفساده وفضائحه وتسويات سياسية ومصالحهم الى مصاف الاوطان فعلا ورؤية ومؤسسات". واكد البيان ان "العملية الديموقراطية في اي كيان وطن او حزب او جماعة، عملية متكاملة تكاملية تطال الثقافة كما التطبيق. وما يشهده لبنان حاليا من تحضيرات لانتخابات بلدية واختيارية ابطالها المواطنون اذا احسنوا الاختيار بعيدا عن التأثيرات السياسية والاهواء الحزبية لاختيار الافضل من اجل الانماء والتطوير تثبيتا للوجود وان لم يحسنوا الاختيار وقعوا في الافخاخ المذكورة اعلاه ستلحقهم لعنات التاريخ واولادهم الاحفاد"، معتبرا انه "اذا كانت الانتخابات البلدية والاختيارية من صنع المواطنين. فالانتخابات النيابية المستقبلية من حقهم ومسؤوليتهم ايضا ويكون نجاحهم عند حسن الاختيار مضاعفا اما العكس يكون فشلهم مضاعفا". ورأى ان "اكتمال العملية الديموقراطية يتطلب التزام ممثلي المواطنين ولو لمرة واحدة انتخاب رئيس للجمهورية مستحق قادر وكفوء ينقل الوطن من حال الاهتراء الى معبد مقدس ركيزة المواطنية الصافية الحقة واعمدته نظافة الكف والرؤية والمصداقية والشخصية القيادية. لبناننا اليوم احوج ما يكون لرئيس اقتصادي لا سياسي صاحب خبرة داخل لبنان وخارجه ذي سمعة طيبة وكفاءة عالية اثبتها على مدى سنين خبرته". واكدان "التحدي الاساسي لوطننا في هذه المرحلة الدقيقة هو الاقتصاد وليس السياسة المال والنقد وليس التحزب والانقسامات الفئوية. نحتاج رئيسا يجمع ولا يفرق، مقبولا من الداخل والخارج لانه ضمانة لوطن يستحق الحياة. وانتخاب هكذا رئيس يستتبع حكما اختيار رئيس للحكومة من الطينة ذاتها، والتوجهات ذاتها والصفات ذاتها ليعملا سويا على تشكيلة حكومية مناسبة ومتناسبة مع مؤهلاتهما في سلطة اجرائية متضامنة متكاملة فاعلة فتتضافر جهود جميع المنتخبين والمختارين على كل المستويات لاعادة البناء لبنان المستقبل على اسس صلبة وثابتة".وختم البيان: "الاقتصاد والمال اولا واخيرا وكفى مهاترات وصراعات دون كيشوتية تدمر الحجر والبشر وتحطم آمالنا بوطن مزدهر وآمن".

 

حرب في ذكرى 13 نيسان: نتذكر لنعترف كم أخطأنا والتلاعب بالدستور ينتج أسوأ ما تنتجه الحروب

الأربعاء 13 نيسان 2016 /وطنية - جدد وزير الاتصالات بطرس حرب تمسكه ب"إتفاق الطائف ووثيقة الوفاق الوطني والدستور قاعدة قام عليها السلام الأهلي اللبناني في اعقاب مأساة الحروب التي دمرت لبنان وكانت بدايتها الرمزية في 13 نيسان 1975".وقال: "إننا نتذكر المآسي التي حلت بوطننا وشعبنا، لنستخلص درسا أساسيا هو أنه مهما بلغت خلافات اللبنانيين حدة وتوترا لا يجوز أبدا الإحتكام إلى السلاح، فما من شيء أثمن من حياة الإنسان وما من شيء أغلى من السلام الأهلي ومن إستقرار لبنان وإزدهاره" وأضاف: "إننا، في هذه المناسبة، نتذكر الجرائم التي إرتكبت في حق شعبنا ووطننا ودستوره ومؤسساته، لنخلص إلى تجديد إيماننا بدولتنا ومؤسساتها الدستورية، التي هي الضمان الأساسي الذي يقوم عليه لبنان، وفي طليعة هذه المؤسسات وعلى رأسها مؤسسة رئاسة الجمهورية. إن خيار الإستخفاف بموقع الرئاسة الذي يمارسه البعض هو طعنة للبنانيين جميعا قبل أن يكون طعنة للدستور والقانون. وقد أظهرت تجربة عامين من الفراغ الرئاسي كيف تتوالى الإنهيارات في المؤسسات وفي الإنتظام السياسي والأخلاقي العام للمجتمع والدولة، ما يزيد الضغط على جدار الحماية الأخير الذي نستند إليه جميعا في رفضنا لتجربة 13 نيسان ومآسيها اللاحقة. وما يزيد الامور خطورة هو ترافق انهيار الانتظام العام مع تضخيم الاصطفافات الطائفية والمذهبية التي يتوهم بعض اصحابها القدرة على تحقيق مكاسب تنتزع من الشركاء في الوطن، فيما يوغل البعض الآخر في نقل تلك الانقسامات الدموية القائمة في المنطقة الى ساحته متنكرا لأبسط ركائز الإنتماء الوطني ولبديهيات الميثاق الوطني المترجم في الدستور والقانون، ما يهدد، مرة أخرى، بنسف الإستقرار والعودة إلى تشنجات ما قبل 1975". وشدد على أن "التلاعب بالدستور ومنع إنتظام المؤسسات، ينتج أسوأ ما يمكن أن تنتجه الحروب، وهو الفساد الذي ينذر مختلف نواحي حياتنا الإجتماعية والإقتصادية، ويمنع في النتيجة الهيئات القائمة، بدءا من مجلس الوزراء وصولا إلى السلطة القضائية، من القيام بواجباتها بشكل طبيعي". واكد أن "القضاء المستقل والعادل كان ولا يزال رهاننا بعد إنتهاء الحرب التي نتذكر إندلاعها اليوم. وهو السلاح الأمضى في يد الشعوب التواقة إلى الحرية والديموقراطية والإنتظام المدني. وفي ظروفنا الراهنة يبقى القضاء، الى جانب الجيش والقوى الامنية الشرعية، ملاذا وملجأ في وجه الفاسدين والمجرمين والارهابيين الذين حولوا الحرب ضد اللبنانيين من حرب قذائف ورصاص إلى حرب سرقة وإجرام وتآمر". وختم: "درجت العادة أن يقال في ذكرى 13 نيسان: إننا نتذكر لننسى، أما أنا فأضيف: لا يكفي ان ننسى، اننا نتذكر لنعترف كم أخطأنا في حق شعبنا وبلدنا ومؤسساتنا، وعند الإعتراف فقط يمكن المحاسبة وإتخاذ المواقف الوطنية الصحيحة كي نقدم الى شعبنا وعدا ينفذ بوطن حر وشعب سعيد واستقلال ناجز غير قابل للنقاش ودولة لا تعرض في سوق البيع بالتجزئة".

 

سلام استقبل نظيره المالطي: لجعل البحر المتوسط بحيرة سلام بين دوله موسكات: لا يمكن ترك لبنان بحاله وبموارده الشحيحة مع ازمة النازحين

الأربعاء 13 نيسان 2016 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام عند الأولى من بعد ظهر اليوم، في السراي الحكومي، رئيس الوزراء المالطي جوزيف موسكات والوفد المرافق في حضور وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل. وجرى بحث في العلاقات الثنائية والمشاريع المشتركة بين البلدين.

بعد ذلك أقام الرئيس سلام مأدبة غداء على شرف رئيس حكومة مالطا والوفد المرافق في حضور باسيل ووزيري الاقتصاد آلان حكيم والسياحة ميشال فرعون.

مؤتمر صحافي

ثم عقد سلام وضيفه مؤتمرا صحافيا مشتركا استهله سلام بالقول: "سعدت اليوم باستقبال رئيس وزراء جمهورية مالطا السيد جوزف موسكات في زيارته الأولى الى لبنان التي نأمل أن تكون فاتحة خير للعلاقات بين لبنان ومالطا وشعبيهما. كثيرة هي الجوامع المشتركة بيننا وبين جمهورية مالطا. نحن بلدان صغيران ضعيفا الموارد، يكافح كل منهما لتثبيت موقعه ولتعزيز اقتصاده مستندا الى رأسمال أساسي هو الموقع والطبيعة والثروة البشرية. وإذا كان التاريخ يتحدث عن حقبة فينيقية مديدة في الأرخبيل المالطي الجميل، فإن الجغرافيا التي تجمعنا مع أصدقائنا المالطيين في فضاء حضاري واحد هو البحر الأبيض المتوسط، تظهر الكثير من المزايا المشتركة التي يمكن البناء عليها لتأسيس علاقة تعاون مفيدة". اضاف: "ناقشنا مع السيد موسكات وأعضاء الوفد المرافق، إمكانات التعاون بين لبنان وجمهورية مالطا، خصوصا في مجال السياحة التي حققت فيها بلاده انجازات كبيرة مستفيدة من موقعها المميز وطبيعتها الجميلة وكرم شعبها الطيب. وتعرفون ان لبنان لديه الكثير مما يقدمه في هذا المجال، الأمر الذي يجعل تبادل المعارف والخبرات والخطط أمرا جوهريا يعود بالمنفعة على البلدين. كذلك بحثنا مع السيد موسكات امكانية تسهيل ودعم الاستثمارات المشتركة في مختلف المجالات بين مؤسسات القطاع الخاص في البلدين. وأكدنا والجانب المالطي على أهمية جعل البحر المتوسط بحيرة سلام، يسمح بالتبادل التجاري والثقافي الحر والمثمر بين الدول المشاطئة له". وختم: "عرضنا لضيفنا الكبير أيضا موضوع النزوح السوري، والعبء الكبير الذي يمثله هذا الملف بالنسبة للبنان. واستمعنا الى آرائه في هذا الشأن، خصوصا وأن مالطا شكلت في فترات معينة محطة لموجات نزوح من افريقيا في اتجاه اوروبا. وبطبيعة الحال، كان لنا نقاش حول الأوضاع في الشرق الاوسط وبخاصة الأزمة السورية وظاهرة الارهاب التي عانينا وما زلنا نعاني منها في منطقتنا، والتي انتقلت عدواها اليوم الى اوروبا".

موسكات

بدوره، قال موسكات: "شكرا لك دولة الرئيس على حسن ضيافتك. نحن نقوم بهذه الزيارة التي لطالما انتظرناها بالكثير من الحماسة. هذه اول زيارة لرئيس وزراء مالطي الى لبنان وآمل ان تردوا لنا هذه الزيارة الى مالطا. كثيرة هي القطاعات التي يمكن ان نتعاون فيها معا، لذلك انا على رأس وفد يتضمن غرفة التجارة وعددا من رجال الأعمال سعيا الى العمل في عدد من المجالات". اضاف: "أود ان اشكر غرفة تجارة بيروت وجبل لبنان على عملها الحثيث وبامكاننا ان نقدم الخدمات في مالطا باعتبارنا مركزا في منطقة المتوسط لكي تأتي الينا الشركات اللبنانية وتدخل عبرنا سوق شمال افريقيا في وقت يمكن فيه للبنان ان يقدم لنا ولشركاتنا مدخلا الى هذا الجزء من المنطقة، ونحن نتطلع الى ان يتجدد هذا التعاون، وبرأيي يمكن ان يحصل ذلك من خلال السماح لغرفتينا لتعملا معا ونترك الأمر بين يدي القطاع الخاص وهذا ما فهمته ايضا منك دولة الرئيس من اجل تسهيل عملية التبادل". وعلى الصعيد السياسي، أكد موسكات اننا "معجبون بما تقومون به بالنسبة الى النازحين ونحن لا نستند فقط الى الارقام ولكن الى مشاعرنا، لأننا ندرك مدى صعوبة ان يشعر المرء نفسه وحيدا في هذه الحالة. نحن عشنا هذه الحالة في العقود القليلة الماضية وقد تحسن الوضع عندنا ولكننا ندرك ما هو الشعور الذي ينتابكم عندما تشعرون بأن الآخرين يهملون حالكم ويتغاضون عنه. انا مقتنع ويمكنني ان اتحدث باسم حكومتي بأن هنالك شعورا في اوروبا بأنه لا يمكن ان نترك لبنان بحاله وبموارده الشحيحة لكي يتجاوب مع هذه الازمة، وهنالك اتفاقيات يجب على الدول الصغيرة مثل لبنان ان تلتزم بها، ونحن نؤيد ما قاله الرئيس سلام بأن هذه المسألة ليست مسألة مساعدة دولة للتكيف والتأقلم مع الوافدين اليه وانما المساعدة على تطوير البنية التحتية الاقتصادية والمجتمعات المضيفة من اجل خلق فرص عمل والبيئة المؤاتية ليس فقط للحؤول دون المعاناة جراء هذا الوضع وانما من اجل ضمان الاستدامة والبقاء". وقال: "كن على ثقة دولة الرئيس اننا لسنا فقط نفهم هذه الرسالة وانما سنقوم بارسالها الى غيرنا ونحن نؤكد لكم التزامنا ودعمنا الكاملين لمفهوم الامن والاستقرار في لبنان، فهذا امر اساسي لا بل هو من الدعائم الاولى والشروط الاساسية ليس فقط من اجل النمو الاقتصادي والرفاه الاجتماعي. ولا يغيب عنكم ان مالطا هي دولة محايدة، ونحن كدولة محايدة تقضي مهمتنا باتخاذ كل التدابير والاجراءات اللازمة للمساعدة ليس على الصعيد العسكري لاننا لسنا قوة عسكرية، وسنبذل جهدنا لكي نساعد عندما يطلب منا ذلك لتحقيق السلام بين كل الاطراف المعنية".

اسئلة

وردا على سؤال قال رئيس الوزراء المالطي: "هنالك مجال للتعاون من خلال أعمال مشتركة يمكننا القيام بها بطريقة تفيد الطرفين، ولا اعتقد ان علينا ان نقارب هذه العلاقة على اساس من يبيع ماذا لمن، ولكن في الحقيقة نحن في وضع يميزنا من الناحية الجغرافية على الرغم من وجود الكثير من الاضطرابات ولكننا في موقع يوفر الكثير من الفرص على باب افريقيا وغيرها، وبالتالي يمكننا ان نقدم مدخلا آمنا وسليما للاسواق الاوروبية وهنالك الكثير من الشركات شأنها شأن الشركات اللبنانية بحاجة الى قاعدة مستقرة تتمتع بالاستقرار، وطبعا ان الفاعليات الاقتصادية عندنا محدودة من حيث الارقام ولكن سيكون هنالك الكثير من الاطراف الاقتصادية التي تفيد الشركات اللبنانية من خلالنا. طبعا هنالك فرص اخرى بدأنا بمناقشتها ولكن من السابق لاوانه ان ندخل في هذه التفاصيل".بدوره قال سلام: "ان العمل يجري من اجل التعاون لايجاد فرص للمشاريع المشتركة في مجال الاعمال والانتاج وهذا الامر سيتطلب المزيد من المتابعة والبحث، ولكن ثقتي بأن المؤسسات الرسمية لا تألو جهدا لتأمين كل الفرص التي نسعى اليها، وما شهدناه اليوم من تعاون وتبادل مع غرفة التجارة والصناعة وغيرها من المؤسسات التي تحرص على التواصل مع الدول الاخرى ومؤسساتها الاهلية". اضاف: "اما بالنسبة لموضوع سفري اليوم الى اسطنبول فهذا امر نتطلع اليه للتواصل مع اخواننا في دول التعاون الاسلامي والتي يبلغ عددها 57 دولة وسنعمل كما عملنا دائما لنقل همومنا وهواجسنا والاستماع الى ما لدى غيرنا من هموم وهواجس وللخروج بمواقف ربما تعزز التضامن وتعزز موقع كل بلد، ولبنان حريص على تعزيز موقعه دائما مع جميع اخوانه".

 

 مقبل عرض في لندن مع نظيره البريطاني وقائد الجيش ومسؤولين عسكريين سبل دعم الجيش

الأربعاء 13 نيسان 2016/وطنية - اجرى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني سمير مقبل سلسلة لقاءات خلال زيارته الى لندن اليوم، شملت وزير الدفاع البريطاني ميكايل فالون وقائد الجيش البريطاني نيكولاس هاوغتون والمنسق العام لشؤون الدفاع في الشرق الاوسط توماس بيكيت وكبار المسؤولين العسكريين وتطرق البحث خلال الزيارة الى الدعم الفعلي للجيش اللبناني وتطوير التعاون العسكري في مرحلة الشراكة العسكرية الهادفة لمحاربة الارهاب، وهذا ما بدا جليا خلال اللقاء مع وزير الدفاع الذي كان وديا ومثمرا. واثنى مقبل على "موقف الحكومة البريطانية"، شاكرا "ما قدمته وتقدمه وما وعدت بتقديمه من دعم للجيش اللبناني سواء لجهة التدريب في موقع حامات او لجهة اقامة ابراج المراقبة على الحدود الشمالية الشرقية".

 

قداس لبوشبل في كنيسة سيدة التلة في دير القمر بعد تكليفه بأكسرخوسية كولومبيا

الأربعاء 13 نيسان 2016 /وطنية - أقيم قداس في كنيسة سيدة التلة في دير القمر، ترأسه الاكسرخوس الاباتي فادي بو شبل مسقط رأسه، بعد تكليفه بأكسرخوسية كولومبيا للموارنة ورفعه الى رتبة الاباتية. وشارك في القداس حشد من الفاعاليات الروحية والسياسية والرسمية وجمع من أبناء البلدة والجوار.

والقى بو شبل عظة في المناسبة، قال فيها: "نشكر السيدة مريم العذراء التي لطالما رافقتني في المسيرة والكهنوت، وأسألكم ترافقوني بصلاتكم ليتمم الرسالة التي أوكلتني إياها الكنيسة في بلاد الانتشار". وفي ختام القداس، قدمت له أخويات فرسان وطلائع وشبيبة العذراء درعا تقديرية لمساهمته في تأسيس "الفرسان"، وجرى تقبل التهاني في باحة الكنيسة.

 

اغتـيال زيـدان اســتهداف للاعتـدال الفلسـطيني والتحقيقات مستمرة و"داعش" واسرائيل في قفص الاتهام

المركزية- غداة اغتيال مسؤول حركة فتح في مخيم المية ومية فتحي زيدان، برزت اسئلة عديدة في عاصمة الجنوب صيدا حول القوة القادرة على النفاذ الى جبهة الامن الوطني اللبناني وتفجير عبوة ناسفة بقيادي فلسطيني معتدل ومتعاون مع الاجهزة الامنية اللبنانية. وفي السياق، ذكّر مصدر فلسطيني عبر "المركزية" أن زيدان قاتل الاسرائيليين في قلعة الشقيف يوم كان ملازما ويسارع الى ايجاد الحلول عند اي توتر، وعلاقته بالفصائل الفلسطينية ممتازة وكان حريصا على الامن في المخيمات. وكشف المصدر ان لجنة التحقيق التي شكلتها فتح فور وقوع الجريمة باشرت مهامها والتقت المقربين والمرافقين لزيدان وقيادة فتح في المية ومية لمعرفة كيفية وضع العبوة في السيارة. إضافة إلى معاينة كاميرات المراقبة امام منزله والاتصالات الهاتفية التي تلقاها قبل اغتياله، وهي مستمرة في عملها لكشف كل الخيوط وصولا الى معرفة القتلة، علما أن زيدان كان صمام امان لمخيم المية ومية وكان يطلب نشر القوة الامنية في المخيم ونقل تجربتها من عين الحلوة الى المية ومية لوضع حد للمرتزقة الذين لطالما هددوا امن المخيم وحاولوا نقل التوتير اليه، مشيرا إلى ان مخيم المية ومية خليط من كل القوى والفصائل. واعتبر المصدر ان الانفجار رسالة متعددة الاهداف، منها لجوار المخيمات اي الأمن اللبناني لانه وقع على مدخل ثكنة محمد زغيب العسكرية وداخل الاراضي اللبنانية وهو خرق للأمن اللبناني وللمخيمات بأصابع قد تكون تكفيرية ارهابية او اسرائيلية، لان التفجير تم لاسلكيا وتزامن مع تحليق للطيران الحربي الاسرائيلي، لان الاثنين لهما مصلحة بتفجير المخيمات لاشعال الجوار اللبناني، فاذا تبين ان للتكفيريين في المية ومية او في عين الحلوة علاقة باغتيال زيدان فان ساعة اجتثاثهم تكون قد دنت، لانهم باتوا "بكتيريا" في المجتمع الفلسطيني تهدده بالانهيار والامر لا يحتاج الا الى الارادة الصلبة للحسم لانه لم يعد مقبولا تركهم يهددون امن المخيمات ويستنزفون فتح ويغتالون قياداتها وضباطها واحدا بعد الآخر.

وقد اعلن الحداد العام في المية ومية وعين الحلوة على ان يشيع زيدان عصر اليوم الى مقبرة سيروب في صيدا. وفي اتصال مع "المركزية"، أكد قائد الامن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب ان لجنة التحقيق في اغتيال زيدان تواصل مهامها، ولم يستبعد ان تكون الجماعات المتطرفة من داعش والنصرة وراء عملية الاغتيال. وقال أبو عرب "لو وقع الانفجار الذي استهدف العميد زيدان داخل مخيم عين الحلوة لكانت الرسالة دموية والجريمة اكبر بكثير، وهناك من يعمل لتفجير الوضع داخل المخيمات، وما حصل في عين الحلوة من اغتيالات، بغية استهداف المخيمات وزعزعة الاستقرار فيها".

وشدد على ان مخيم عين الحلوة مستهدف من الجماعات المتطرفة، وهناك اغتيالات لقيادات من فتح لانها صمام الامان داخل المخيمات، وحاضرة لضبط الوضع.  واوضح انه لو كانت فتح موجودة في نهر البارد، لما حصل ما حصل فيه، مؤكدا اننا جمعيا مشاريع شهداء ودماؤنا على اكفنا لاننا ام الصبي للشعب الفلسطيني وخسارتنا العميد زيدان عظيمة.

 

ميريام سكاف: سنخوض الانتخابات البلدية وحدنا ككتلة في وجه 3 أحزاب تحالفت ضدنا

الأربعاء 13 نيسان 2016 /وطنية - عقدت رئيسة "الكتلة الشعبية" ميريام سكاف مؤتمرا صحافيا في زحلة تحدثت فيه عن الإنتخابات البلدية، وقالت: "لأول مرة، نلتقي حول عنوان إنتخابي بعد رحيل الياس سكاف، ولاول مرة هو ليس معنا، لكننا سنحكي إنتخابات باللغة نفسها التي كان يقولها بكل شفافية وصدق واحترام لكل مكونات المدينة. لذلك، ستكبر مسؤولياتنا لنكون على مستوى أمله بنا. ووعدنا له أن أمانته وضعت على سكة التطبيق، وأن نصون مدينتنا، كما كان يصونها بكل ما أوتي من محبة". أضافت: "نزولا عند رغبته، ذهبنا الى خيار التشاور، فقد زرناهم في بيوتهم ومقراتهم خارج زحلة، ومددنا أيدينا على قاعدة التوافق مع الحفاظ على خصوصية المدينة، وطرحنا رؤيتنا لمجلس بلدي لا يلغي أحدا، يكون هدفه إنمائيا قبل الحصص وتوزيع المقاعد كمغانم. وكان هدفنا ألا نصل الى كسر عظم، لكنهم فهمونا خطأ واعتقدوا أن طرحنا للتوافق هو ضعف أو استجداء للتحالف". وتابعت: "نقول لا، لأننا نعرف كيف نطبقها، فزحلة وعائلاتها الكريمة تستأهل ألا تباع في سوق الاحزاب، التي لن تعمل إلا وفق قرار قياداتها، لا وفق القرار الزحلي الحر. واليوم نقول "لهون وبس" ولنذهب الى معركة. نحن في الكتلة الشعبية، ومن قبل إعلان مواعيد الانتخابات البلدية، سعينا الى طرح التوافق آخذين في الإعتبار التحالف المسيحي - المسيحي على مستوى لبنان المتمثل بجمع القطبين العوني والقواتي. لقد رحبنا بالخطوة المهمة الجامعة للصف المسيحي، انطلاقا من حرصنا على صون هذه الوحدة وتمنياتنا أن تعمم وتصبح نموذجا لكل طرفين بينهما خلاف، لان وطننا لا يحتمل انقساما وشرذمة في ظل رئاسة فارغة ومؤسسات شبه معطلة".

وأردفت: "لكن أمام سياسة الباب المفتوح، بادرونا بإعطائنا خمسة اعضاء بلدية فقط ومن دون الرئيس أو برئيس ملك، بينما كان طرحنا الحصول على عشرة اعضاء. فقدمنا طرحا أكثر ليونة يقضي برئيس بلدية محايد، ورفضوا أيضا، وحجمونا بخمسة من أصل واحد وعشرين مقعدا. نحن انطلقنا من هدف تحصين قرار البلدية في حال حصلت أي مستجدات سياسية أطاحت بالتحالف، بينما هم انطلقوا من حرب إلغاء ضدنا. اليوم، الذين اتفقوا سيغلبون مصالحهم السياسية على مصلحة مدينة زحلة، لأن القرار لن يكون نابعا من قلبها".وقالت: "يكفي تهميشا، فأين المشاريع التي قدمها ممثلو المدينة في السلطة؟ وأين تمثلت المدينة في الاستحقاقات المهمة؟ لقد اعترفوا بأنفسهم بأنهم لم يتمكنوا من القيام بأي شيء لأن قرارهم ليس بأيديهم، ولأن التخطيط لا ينبع من قلب المدينة، والآخرون يخططون وينفذون، وزحلة ليست على خريطة إنمائهم وسياستهم الا وقت الانتخابات. لقد راقبنا ودققنا وحاسبنا وصرخنا في وجه الايدي الممتدة على المدينة محاولة تلويث بيئتها، ولا حرج لدينا في أن نحاسب كل طرف يحاول الاساءة واستغلال منصب، حتى لو كنا نتحدث عن شخصيات وثقنا بها، وانقلبت على الثقة".أضافت: "لن نسمح للاحزاب بإلغائنا واقفال بيوت عاشت مفتوحة لخدمة الناس. كما أننا لسنا حصة، ووجودنا ليس للتفاوض على المصير، فبدل أن تفاوضوا على إلغاء أولاد مدينتكم، كان من الاولى بما أنكم ممثلون في السلطة أن تطالبوا بمقعدين لتعنايل، التي أضافوها إنتخابيا إلى المدينة. إن تعنايل وأهلها يستحقون تمثيلهم ببلدية صاروا جزءا منها. ونحن سنخوض هذه المعركة وحدنا ككتلة شعبية في وجه ثلاثة أحزاب تحالفت ضدنا، وقررت الغاء بيت ايلي جوزف طعمة سكاف الذي رحل عن هذه الدنيا، وهو يوصيني بزحلة وأبنائها ووحدتها". وردا على سؤال، لفتت إلى أنها لم تتحاور بعد مع الاحزاب غير المسيحية"، معلنة عن "لقاءات قريبة معها".

 

 موفد أميركي في بيروت

الأربعاء 13 نيسان 2016 /وطنية - وصل الى بيروت مساء اليوم الموفد الأميركي جيمس أوبراين آتيا من دبي في اطار زيارة الى لبنان.

 

 الكتائب احياالذكرى ال41 لاندلاع شرارة الحرب وسقوط الشهيد الاول للحزب بقداس في عين الرمانة

الأربعاء 13 نيسان 2016 /وطنية - احيا حزب الكتائب اللبنانية الذكرى ال 41 لاندلاع شرارة الحرب وسقوط الشهيد الاول للحزب جوزف ابو عاصي، في قداس اقيم في كنيسة سيدة الخلاص في عين الرمانة، بحضور السيدة جويس الجميل ممثلة الرئيس امين الجميل ورئيس الكتائب النائب سامي الجميل، النائب نديم الجميل ، رئيس اقليم بعبدا رمزي بو خالد وحشد من اعضاء المكتب السياسي والمجلس المركزي وفعاليات بلدية واختيارية. وركزت العظة على معاني الذكرى و"درب الشهادة الذي سلكته الكتائب لتحافظ على لبنان الكيان والوجود الحر في هذه المنطقة، على امل ان تثمر تضحيات الشهداء سلاما للبنان، الذي لا يزال يتخبط بأزمات متتالية".

 

حركة "مواطنون ومواطنات في دولة" أعلنت خوض الانتخابات البلدية في بيروت وزحلة وبعلبك

الأربعاء 13 نيسان 2016

وطنية - أعلنت حركة "مواطنون ومواطنات في دولة"، في مؤتمر صحافي عقدته من امام المتحف الوطني لمناسبة ذكرى 13 نيسان، خوض الانتخابات البلدية في كل لبنان، بدءا بمحافظات بيروت والبقاع وبعلبك الهرمل. وأعلنت عن أسماء منسقي اللوائح في مراكزها، في بيروت الدكتورة غادة اليافي وشربل نحاس، في زحلة المهندسة اليسار سماحة، وفي بعلبك الدكتور علي غصوب حيدر.

نحاس

وألقى الوزير السابق نحاس كلمة الحركة اشار فيها الى انه "في هذا المكان وفي مثل هذا اليوم كانت الحرب". وقال: "أقاموا شبه دولة على حطام أحلام اللبنانيين، وقاموا برشوة الناس بالمال ليثبتوا سلطتهم. تراكم الدين، فراحوا يبتزون الناس بالدين"، مشيرا الى انه "بسبب عجزهم عن إدارة المالية، تركوا الكهرباء وشبكة المياه والاتصالات تتقهقر...عطلوا الدستور والقانون، وألغوا الموازنات والمحاسبة والانتخابات والقضاء وأفرغوا الإدارة".

ورأى انه "لولا الطمع بالمزيد من الديون من البنك الدولي عبر البلديات، لما دعي لانتخابات بلدية". وقال: "إلغاؤها وارد في كل لحظة والحجج تهيأ لذلك"، وقال: "لديهم بواسط للتفجير وبواسط للتعليب، أما نحن فلدينا بوسطة سوف تجول لبنان كله، بدءا من بيروت، لتبين أن الهموم الأساسية التي يعاني منها اللبنانيون واللبنانيات في بلداتهم المختلفة ليست مختلفة، وهي تجمعهم ولا تفرقهم".

وتابع: "نعلن كحركة "مواطنون ومواطنات في دولة" خوضنا الانتخابات في كل لبنان، بدءا بمحافظات بيروت والبقاع وبعلبك الهرمل، وفقا لبرنامج العملية الانتخابية، من خلال إطلاق الترشح في كل من مراكزها، بيروت وزحلة وبعلبك".واكد "اننا سنتابع بدقة تطور المشهد السياسي في كل من هذه المدن، ونرصد بالتحديد محاولات تعطيل الانتخابات". وأعلن أسماء منسقي اللوائح في كل من هذه المدن: في بيروت الدكتورة غادة اليافي وشربل نحاس، في زحلة المهندسة إليسار سماحة، في بعلبك الدكتور علي غصوب حيدر".

اليافي

وتحدثت منسقة لائحة بيروت اليافي، متساءلة أين أهل بيروت، وقالت: "جزء سرقت حقوقه في الوسط التجاري وجزء أكبر تهجر منها الى الضواحي القريبة والبعيدة وجزء تهجر من البلد كله"، منتقدة بلدية بيروت "التي معها ألف مليار ليرة نقدا ولديها رصيد آخر عند الدولة لكنها لا تستطيع ان ترفع النفايات من الشارع وان تنظم السير وان تقيم الحدائق العامة".

وأكدت "ان بيروت تستأهل ارصفة واسعة و نظيفة وشوارع مضاءة نقل مشترك يخدم الناس ويخفف الزحمة ومساحات خضراء وحدائق عامة مفتوحة للعموم، ومجلس بلدي يعبر عن حاجات سكانها"، وقالت: "لا نريد بلدية تشتري الاملاك العامة وتحولها الى املاك خاصة بالاحتيال".

وختمت: "حتى تبقى بيروت مدينتنا وعاصمتنا، نحن مرشحون في بيروت وفي كل لبنان، لأننا مواطنون ومواطنات في دولة".

سماحة

بعدها، تحدثت منسقة لائحة زحلة اليسار سماحة عن زحلة، مؤكدة ان "مشروع بناء الدولة والمواطنة يعني مدينة زحلة كما يعني كل لبنان". وقالت: "زحلة ليست جميلة في موقعها وعمرانها فقط، زحلة مركز البقاع الاقتصادي والثقافي...ولأنها عاصمة البقاع يجب ان نقدرها ونؤمن فرص العمل لشبابها وان تتواصل مع محيطها تجمعه وتنعشه وتنتعش منه". اضافت: "جئنا اليوم لنرفع مستوى النقاش ونوسع آفاقنا ونتطلع بعيدا، نستبق المشاكل ولا نهرب منها"، مؤكدة ان زحلة ليست جزيرة، زحلة ركن من أركان الدولة في لبنان. جئنا لنبني دولة مدنية وديموقراطية وعادلة وقادرة لتكون عاصمة فعلية للبقاع".

الرفاعي

وألقت مهى الرفاعي مساعدة منسق لائحة بعلبك الدكتور علي حيدر، مشيرة الى أن بعلبك، من أكثر المدن التي تتلاقى فيها الطوائف، لا لتكون ميدانا لاستنفار عصبيات الطوائف ولا ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية ولا صاعقا للتفجير أو لتطيير الانتخابات، لا هي ولا جارتها عرسال الضحية".

وقالت: "بعلبك، تقاطع الطرق التاريخية صارت مهمشة. ولولا الآثارات التي يزورها السياح لما كان يقصدها احد، حتى الآثارات تصب قربها مجاري الصرف الصحي. بعلبك واحة راس العين ومنبع الأنهر مقطوعة فيها المياه، شبابها يفتشون عن سبل العيش ولا يجدونها الا في العسكر. الكثير من اهلها تركوها وتوافد اليها الفقراء من حولها، وسموها أم الفقير، وتجمع النازحون السوريون فيها وحولها". وختمت: "بعلبك وزحلة رئتا البقاع اي نصف مساحة لبنان. معا يعمران أو يتحولان الى قلعتين ويذبل البقاع ولبنان معه"، مؤكدة ان "وحدها دولة مدنية ديموقراطية عادلة وقادرة تجعلنا نعيش أحرارا وأعزاء مواطنين ومواطنات".

 

مدير مركز تطوير سياسات الهجرة في فيينا أكد الالتزام بدعم لبنان لمواجهة أزمة اللاجئين السوريين

الأربعاء 13 نيسان 2016 /وطنية - اوضح المدير العام للمركز "الدولي لتطوير سياسات الهجرة" في فيينا السيد مايكل شبينديليغر، بعد لقائه المسؤولين اللبنانيين وعلى رأسهم رئيس مجلس الوزراء الاستاذ تمام سلام اليوم، انه "من الضروري الحصول على دعم اوروبي ودولي، اضافي لدعم الجهود اللبنانية لمواجهة انعكاسات الازمة السورية"، معتبرا "ان موارد وقدرات لبنان تفوق امكانيات هذا العدد الكبير من النازحين السوريين على اراضيه". واضاف في بيان "يجب ان تتضافر كافة الجهود والدعم لمعالجة جذور اسباب الازمة السورية وضرورة بذل جهود اضافية لانهاء هذه الازمة وتأمين العودة الامنة وبكرامة للنازحين السوريين الى بلادهم". كما شدد المدير العام على "ان المركز الدولي لتطوير سياسات الهجرة على استعداد لوضع علاقاته الجيدة مع مؤسسات الاتحاد الاوروبي والدول الاعضاء بهدف خلق فهم اوسع للحاجات التي حددتها وعبرت عنها الحكومة اللبنانية، وذلك للمساعدة على مواجهة التحديات جراء الازمة السورية، على المدى المتوسط والطويل، وللعمل على ايجاد الحلول الدائمة".ونقل المدير العام استعداد المركز الدولي لوضع معرفة وخبرات المركز بتصرف الدولة اللبنانية. وكان المدير العام التقى تباعا اليوم، مع وزير العمل سجعان قزي، وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، رئيسة بعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان السفيرة كريستينا لاسن ووزير الداخلية نهاد المشنوق.

 

بيان لقاء "سيدة الجبل" البيان في ذكرة 13 نيسان

بيــان/13 نيسان 2016/بمناسبة الذكرى الـ41 لاندلاع الحرب الأهلية اللبنانية التي أدت إلى انهيار الدولة ، نؤكّد على ما يلي: أولاً- إن لبنان الذي عرف القتل والتقاتل والسيارات المفخخة والتصفيات على الهوية واقتطاع مناطق جغرافية للطوائف والمذاهب قد خرج من هذه التجربة في العام 1990 بدروس قد تكون صالحة اليوم لكل المجتمعات المأزومة والتي تعيش، وللأسف، ما عشناه من قبل. يؤكد اللقاء أن اللبنانيين رجالاً ونساءً، وبالأخص جيل الحرب والعنف والتهجير، يتمنون لكل شعوب المنطقة، وبالتحديد للسوريين واليمينيين والعراقيين والليبيين، الخروج من هذه الدوامة القاتلة والعودة إلى السلام والتلاقي وبناء دول معاصرة قادرة على مخاطبة المستقبل. ثانياً- في هذه الذكرى الأليمة يتوجه اللقاء إلى جميع اللبنانيين، وخاصةً إلى الذين لم يستخلصوا دروس الحرب وبالتحديد إلى الذين ينادون بالانسحاب من لبنان والعودة إلى أولويات طائفية - أكانت إسلامية تحت عنوان الوفاق الاسلامي - الاسلامي أم مسيحية تحت عنوان "الحقوق"، وتدعوهم للإنتساب مجدداً إلى شرعياتٍ ثلاث:

* الشرعية اللبنانية المتمثلة باتفاق الطائف،

* الشرعية العربية المتمثلة بقرارات جامعة الدول العربية،

* الشرعية الدولية المتمثلة بقرارات الأمم المتحدة 1559 1680 1757 و1701.

إن التمسك بالعيش المشترك والشراكة الإسلامية المسيحية هو الحل الوحيد للعبور بلبنان إلى شاطىء الأمان.

أما الذين ينظرون إلى اتفاق الطائف على قاعدة موازين قوى فهم مخطئون لأن موازين القوى هي متحركة ورجراجة، اليوم لصالح فريق وغداً لصالح آخر.

ثالثاً- يتوجه لقاء سيدة الجبل إلى جميع اللبنانيين أينما وجدوا، في لبنان أو في الخارج، ويدعوهم إلى التمسك بالمساحات السياسية المشتركة لأنها تتجاوز المناكفات السياسية الزمنية.

إن ما يجري اليوم، على أهميته، لا يعبّر عن حقيقة وجدان وضمير لبنان. وإن اختزال مشروع وطن بمشروع سلطة لا يعبّر عن رغبة اللبنانيين.

إننا ندعوهم إلى التمسّك بـ"لبنان الرسالة"، الذي دافعت عنه الكنيسة في العام 1920، وانتزعت استقلاله في العام 1943 بالتعاون مع نخبة من الشباب المسلم، وحققت استقلاله في العام 2005 بمشاركة جميع اللبنانيين مسلمين ومسيحيين.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

دي ميستورا: الانتقال السياسي في سوريا هدف المفاوضات

جنيف – رويترز/13 نيسان/16/افتتح مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا، ستافان دي ميستورا، جولة جديدة من مباحثات السلام الأربعاء، وقال إنه يسعى لتجديد الالتزام بالحفاظ على الهدنة الهشة في سوريا. وقال دي ميستورا أيضا إنه خلال اجتماعات عقدها في الفترة الأخيرة مع مسؤولين بارزين في موسكو ودمشق وطهران وعمان رأى تأييداً واهتماماً للمحادثات يهدف لتحقيق انتقال سياسي في سوريا. وكان المبعوث الأممي بدأ جولة المحادثات الأربعاء بمقابلة أعضاء بالهيئة العليا للمفاوضات الممثلة للمعارضة السورية. من جهته، أكد رئيس الهيئة العليا السورية للمفاوضات أن النظام السوري ارتكب أكثر من 2000 انتهاك لوقف إطلاق النار وأسقط 420 برميلاً متفجرا في مارس فقط. يشار إلى أنه من المتوقع وصول وفد النظام السوري إلى جنيف يوم الجمعة. وانتهت الجولة السابقة في24 مارس بتعهد دي ميستورا التركيز على الانتقال السياسي عندما تعود الأطراف المتحاربة إلى جنيف.

 

2000 انتهاك من نظام الأسد للهدنة وكيري يدعو للالتزام

العربية.نت- وكالات/13 نيسان/16/في الوقت الذي يستعد المبعوث الدولي ستافان دي ميستورا الذي التقى الهيئة العليا للمفاوضات الأربعاء، لاستنهاض الهمم بغية اعطاء دفعة جديدة للمفاوضات السورية التي لا تشي حتى الآن بأنها دربها سالك، أكدت المعارضة السورية أن نظام الأسد ارتكب أكثر من 200 انتهاك للهدنة في سوريا. وقال رئيس وفد الهيئة العليا السورية للمفاوضات إن النظام ارتكب أكثر من 2000 انتهاك لوقف إطلاق النار وأسقطت 420 برميلاً متفجرا في مارس فقط. من جهته، دعا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الأربعاء إن على جميع الأطراف في الحرب المستمرة منذ 5 أعوام في سوريا الالتزام بوقف الاقتتال وإعطاء محادثات السلام التي تقودها الأمم المتحدة فرصة. إلى ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان الأربعاء أن اكثر من 100 مقاتل من جميع الأطراف المشاركين في الحرب قتلوا على مدى 4 أيام من المعارك في محافظة حلب في شمال سوريا. ومنذ الأحد، أسفرت المعارك حول العيس وخان طومان عن مقتل 61 من الفصائل المسلحة وجبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، فضلا عن 50 جندياً من قوات النظام والميليشيات الموالية له. كما  "قتل 34 من داعمي النظام، و42 مسلحا من النصرة خلال الساعات الـ 24 الماضية وحدها".

 

السيسي عن تيران وصنافير: أعدنا للسعودية حقها

القاهرة - أشرف عبدالحميد/العربية/13 نيسان/16/أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أنه لا يمكن أن يتنازل عن أرض مصر أو ذرة من ترابها، كما أنه لا يمكن أن يطمع المصريون في أراضي الآخرين. وحول أزمة جزيرتي تيران وصنافير، قال السيسي إن مصر لم تفرط في حقها ولن تفرط في ذرة رمل، لكنها أعادت الجزيرتين للسعودية، لأنهما مملوكتان لها وهذا حقها وكان لزاما على مصر أن تعيد حقوق الأشقاء ولم نخرج عن القرار الجمهوري الصادر في عام 1990 أي منذ 26 عاما، والذي تم إيداعه في الأمم المتحدة. وأضاف السيسي أن كافة الوثائق بوزارتي الخارجية والدفاع إضافة إلى المخابرات العامة تؤكد أن الجزيرتين تتبعان السعودية، رافضا التشكيك في نزاهة ووطنية المسؤولين في هذه الأجهزة والوزارات. وقال خلال لقائه بوفد من ممثلي المجتمع المصري اليوم الأربعاء في لقاء الأسرة المصرية إنه تعلم من والدته ألا يطمع فيما هو في يد الغير، مؤكدا أن مصر والمصريين لا يمكن أن يبيعوا أرضهم أو يأخذوا أراضي الآخرين. وأضاف السيسي أن أهل الشر لا يزالون يعملون ضد مصر والمصريين ويحاولون تفتيت الكتلة الصلبة من المجتمع المصري، التي وقفت بجوار بلدها في 30 يونيو مؤكدا أن مصر لا تتدخل في تحالفات مع أحد ضد أحد أو تتآمر مع أحد ضد أحد. وكشف السيسي ما دار بينه وبين الرئيس المعزول محمد مرسي بعد اختياره وزيرا للدفاع حتى 3 يوليو 2013 وقال لقد قدمت نفسي له بأنني لست إخوانيا ولن أكون ولست سلفيا ولن أكون أنا مسلم فقط، وقلت له طالما شعب مصر موافق عليك أنا معك وجيش مصر ليس للإخوان أو السلفيين، مضيفا أنه ساعده جدا من أجل مصر و90 مليون مصري. وأضاف السيسي، لقد قدمنا له الكثير وكنا نقدم له التقارير، وتقديرات الموقف حتى لا يتخذ قرارات ضد البلد أو تضر الدولة والشعب "وقلت له "الشعب المصري اختارك ولذلك سنعاملك بأمانة وشرف ولم نتآمر على أحد، وساعدناه جدا بكل قوة ولم نتركه لأننا كنا نريد التقدم لبلدنا".وأضاف أنه حتي يوم 3 يوليو كنا نبحث عن مخرج للأزمة، وما قدمناه لن يحصلوا عليه مرة أخرى، وحتى عصر 3 يوليو 2013 كنا نريد حلا للأزمة. وتابع السيسي هناك حالة تشكيك في كل شيء، ويجب التوقف أمام هذه الحالة. وشدد الرئيس المصري على أهمية الحفاظ على وحدة المجتمع المصري، قائلاً: "نحتاج للحفاظ على توحد المصريين". وكشف عن أن التحديات كثيرة، وأن فكرة المؤامرة موجودة من أهل الشر، وأنهم لا يزالون يعملون ضد مصر، متابعاً.. "أقف أمام الدنيا كلها بفضل المصريين".

 

غارديان": زيارة الملك السعودي لتركيا لحظة هامّة

المركزية- أشارت صحيفة "غارديان" البريطانية الى أن "زيارة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز الى تركيا تعتبر لحظة هامّة في العلاقات بين الدولتين اللتين يجمعهما الكثير من المصالح المشتركة من بينها الرغبة في اطاحة الرئيس السوري بشار الأسد". ولفتت الى أن "الرئيس التركي رجب طيب اردوغان متعاطف مع السعوديين في تنافسهم مع إيران"، متوقعة "أن يسعى الملك سلمان الى حشد الدول السنية إلى جانبه خلال قمة منظمة المؤتمر الإسلامي التي تستضيفها اسطنبول".

 

 مراسلون بلا حدود: حرية الصحافة تشهد تدهورا خطيرا ومقلقا في العالم

الأربعاء 13 نيسان 2016 /وطنية - شهدت حرية الصحافة "تدهورا خطيرا ومقلقا" في العالم بين 2013 و2016، بحسب ما اعلنت اليوم منظمة "مراسلون بلا حدود" التي ستنشر الاسبوع المقبل تصنيفها السنوي لحرية الصحافة في كل بلد. واشار بيان للمنظمة الى ان "اسباب تراجع حرية الصحافة متعددة: توجه الحكومات نحو خنق الحريات كما هو الحال في تركيا او في مصر، الرقابة على وسائل الاعلام العامة بما في ذلك في اوروبا، كما هي الحال في بولندا مثلا، الاوضاع الامنية التي تزداد توترا، كما هي الحال في ليبيا وبوروندي، او الاوضاع الكارثية، كما هي الحال في اليمن". اضاف البيان: "تجاه الايديولوجيات خصوصا الدينية، والمعادية لحرية الاعلام والوسائل الكبرى للدعاية، فان وضع الاعلام المستقل اصبح هشا في القطاع العام كما في القطاع الخاص". وتدهور الوضع في كل القارات مع تطور سلبي خصوصا في اميركا اللاتينية "التي تشهد عمليات اغتيال وهجمات ضد الصحافيين في المكسيك واميركا الوسطى". وتنشر منظمة "مراسلون بلا حدود" سنويا منذ العام 2002 تصنيفا عالميا لحرية الصحافة في 180 بلدا. وستصدر نسخة العام 2016 في 20 نيسان الحالي.

 

السيسي يتحدث عن مؤامرة لأهل الشر في مواجهة انتقادات تتهمه بالتنازل عن الجزيرتين

الأربعاء 13 نيسان 2016 /وطنية - تحدث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم، عن "مؤامرة يقف وراءها أهل الشر"، مؤكدا انه لم "يفرط في ذرة رمل"، في مواجهة عاصفة غير مسبوقة من الانتقادات تتهمه ب"التنازل عن جزيرتين في مضيق تيران للرياض"، لقاء مليارات الدولارات من الاستثمارات السعودية. وكان السيسي يتحدث امام مجموعة من النواب والمسؤولين النقابيين والصحافيين ردا على انتقادات عنيفة تعرض لها في وسائل الاعلام وعلى وسائل التواصل الاجتماعي تتهمه ب "التنازل" للسعودية عن جزيرتي تيران وصنافير الواقعتين في البحر الاحمر قرب مضيق تيران عند المدخل الجنوبي لخليج العقبة، لقاء استثمارات سعودية بمليارات الدولارات في مصر". واعلن عن هذه الاستثمارات الجمعة الماضي بالتزامن مع توقيع اتفاق لترسيم الحدود البحرية بين البلدين تمنح السيادة على الجزيرتين للسعودية، خلال زيارة للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز للقاهرة. وقال السيسي: "لا وثائق لدى اجهزة الدولة المصرية تثبت تبعية جزيرتي تيران وصنافير لمصر، ولكنه ترك الباب مفتوحا امام البرلمان "لارار او عدم امرار" اتفاق ترسيم الحدود البحرية. واشار الى انه في هذا الاتفاق "لم نخرج عن القرار الجمهوري الصادر من 26 عاما، وتم إخطار الأمم المتحدة به وقتها"، في اشارة الى قرار اصدره الرئيس حسني مبارك عام 1990 يرسم حدود مصر البحرية في البحر الاحمر ويخرج جزيرتي تيران وصنافير من مياهها الاقليمية. واكد انه طلب من كل اجهزة الدولة الوثائق المتوافرة لديها حول الجزيرتين وابلغته انه "ليس هناك شيء" يثبت تبعيتها لمصر، مضيفا "نحن لا نعطي ارضنا لاحد وايضا لا نأخذ حق احد" مضيفا انه "لا يفرط بذرة رمل".وتابع: "نحن لا نفرط بحقنا واعطينا الناس حقهم"، داعيا الى "عدم التحدث في موضوع الجزيرتين مجددا":.وقال: "أرجو الا نتكلم في هذا الموضوع مرة اخرى، لأنكم (من يتحدثون فيه) تسيئون الى أنفسكم وبلدكم، أرجو أن نتوقف لأنه من غير المعقول ان نتشكك في أجهزتنا وفي كل شيء حولنا". ولكنه اكد ان البرلمان المصري، الذي ينبغي له ان يوافق على اي اتفاقات تبرمها الدولة مع دول اخرى لتصبح سارية المفعول، "سيناقش الاتفاق ويمرره او لا يمرره".واستهل الرئيس المصري كلمته بحديث طويل عن مؤامرة حمل مسؤوليتها "لاهل الشر"، وهو تعبير يستخدمه عادة للاشارة الى جماعة الاخوان المسلمين. واكد ان "أهل الشر لا يزالون يعملون وسيعملون ضد مصر، بهدف إحداث شقاق في النسيج المجتمعي للمصريين"، مضيفا "أنا حريص على الحفاظ على هذا النسيج، ولا بد لجميع الفئات الموجودة هنا المشاركة في ذلك". وتطرق السيسي الى مقتل طالب الدكتوراه جوليو ريجيني الذي اختفي في 25 كانون الثاني ثم عثر على جثته وعليها اثار تعذيب وحشي في الثالث من شباط ملقاة على جانب طريق صحراوي في القاهرة، وقال: "نحن من صنعنا الأزمة في هذه القضية" مضيفا "بمجرد أن تم الإعلان عن مقتل ريجيني البعض منا اتهم الأجهزة الأمنية المصرية بالتورط في هذه الجريمة، وشبكات التواصل الاجتماعي تحدثت عن ذلك، ونقل كثير من الإعلاميين عنها، ومن يتابع من الخارج ما يحدث في مصر صدق هذه الرواية بسبب تناولنا لها".

 

الأمن الأردني يغلق مقر "الإخوان" بالشمع الأحمر

عمان - نادر المناصير/العربية/13 نيسان/16/أغلقت الأجهزة الأمنية الأردنية مقر جماعة الإخوان المسلمين في عمّان بالشمع الأحمر باعتبارها غير مرخصة وتعمل في المملكة بشكل غير قانوني. وطوقت الأجهزة الأمنية صباح الأربعاء، مقر جماعة الإخوان المسلمين في منطقة العبدلي بقرار من وزارة الداخلية الأردنية، حيث أغلقت المقر بالشمع الأحمر باعتبارها جماعة غير مرخصة وتعمل بشكل غير قانوني

 

تضارب حول عدد قتلى إيران بحلب..وقائد القوات البرية يبكي

صالح حميد– العربية.نت/13 نيسان/16/تضاربت الأنباء حول عدد القتلى الإيرانيين بمعارك ريف حلب خلال اليومين الماضيين، فبينما قال قائد القوات البرية في الجيش الإيراني العميد أحمد رضا بوردستان، إن 4 من الكوماندوس الإيرانيين المعروفين بذوي القبعات الخضراء، قتلوا بمعارك العيس ومحيطها بريف حلب الجنوبي، أفادت مصادر المعارضة السورية بمقتل أكثر من 50 عنصرا من القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها بنفس المعارك. وقال بوردستان خلال مراسم تشييع الضباط الأربعة من القوات الخاصة، الثلاثاء، إن " القبعات الخضراء من اللواء 65 التابع للقوات البرية، تمكنت من قتل 200 مسلح من جبهة النصرة وغيرها من الجماعات المسلحة، خلال المواجهات التي شهدتها حلب خلال الأيام الماضية"، بحسب ما نقلت عنه وكالة "تسنيم". ونشرت "تسنيم" ووكالات إيرانية أخرى الثلاثاء، صورا لبوردستان وهو يبكي أثناء تشييع القتلى الأربعة من القبعات الخضراء وهم كل من الضابط برتبة نقيب مرتضى زرهرند من مدينة خراسان الشمالية، والعقيد مجتبى ذو الفقار نسب، والملازم مجتبى يد اللهي من طهران، والملازم الأول محسن قيطاسلو". كما أعلن الجيش الإيراني عن مقتل خامس عناصره على يد الثوار في سوريا، وأحدث القتلى هو العقيد حمدالله بخشنده، وهو ضابط في القوات الخاصة الإيرانية. وكان نائب رئيس قيادة التنسيق في القوات البرية الإيرانية، اللواء علي آراسته، أعلن قبل نحو أسبوع، إرسال بلاده قوات خاصة من اللواء 65، ووحدات أخرى إلى سوريا. من جهة أخرى، أفادت مصادر سورية أن طيران نظام الأسد استهدف في غاراته الجوية عن طريق الخطأ مجموعات تابعة للميليشيات الأجنبية التي تقاتل إلى جانب قواته في منطقة العيس بريف حلب الجنوبي، وأكدت أن هناك حوالي 20 عنصرا من القوات الإيرانية وعناصر من ميليشيا حزب الله اللبناني من بين القتلى. وعلى مدى الأيام الماضية فشلت جميع محاولات القوات الإيرانية والميليشيات الأفغانية وعناصر ‏حزب الله للتقدم في منطقة العيس وريف ‏ حلب الجنوبي.

 

وزير الإعلام والثقافة السعودي عادل الطريفي: الإيرانيون أمام محاكم 12 دولة بتهم الإرهاب

أنقرة - هدى الصالح/العربية/13 نيسان/16/قال الدكتور عادل الطريفي وزير الإعلام والثقافة السعودي إن التصريحات الإيرانية الأخيرة ناجمة عن كراهية لشعب المملكة ومعتقداتها وتقاليدها، مؤكدا أن 12 دولة أدانت مسؤولين إيرانيين بتهم الإرهاب وغسيل الأموال والتورط في جرائم أخرى. وكان علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني، قال خلال لقائه مع التلفزيون الإيراني "إنني أوصي السعوديين بضرورة الحكمة من أجل الحفاظ على النظام والدولة السعودية بالعودة إلى مبادئ الشريعة الإسلامية السمحاء". وأضاف الطريفي لـ"العربية.نت" أن "المجتمع الدولي يدرك جيدا أن النظام الإيراني والحرس الثوري هم من يقفون وراء زعزعة المنطقة العربية والخليجية والشرق الأوسط ، إضافةً لزراعتهم لخلايا إرهابية لمسؤوليتهم عن حوادث اعتداءات إرهابية في المنطقة". وأكد وزير الثقافة والإعلام خلال لقائه في أنقرة أمس الثلاثاء، للوفد الإعلامي المرافق لتغطية زيارة خادم الحرمين الشريفين لتركيا، إن محاكم الإرهاب لـ١٢ دولة حكمت ضد مسؤولين إيرانيين بقيامهم بعمليات اغتيال وغسيل أموال وتورطهم كذلك بالجريمة المنظمة في دول مختلفة عربية وغربية. وشدد الطريفي على أن القيادة السعودية تفرق بين الشعب والنظام الإيراني وكذلك الحرس الثوري. وقال "الإجابة على ما يذكره المسؤولون الإيرانيون تتوفر على أرض الواقع وذلك بإدراج أسماء مسؤولين إيرانيين ومن الحرس الثوري على قوائم المطلوبين الدولية للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وتمت محاكمة البعض منهم على جرائمهم". وأوضح الطريفي أن الموقف السعودي واضحا بقطع العلاقات مع إيران بعد حرق سفارتها في طهران وقنصليتها بمدينة مشهد الإيرانية، مضيفا "النظام الإيراني يقوم على الاعتداء على السعوديين في كل مكان والسعودية اتخذت خطوات فاعلة في إدانة التصرفات الإيرانية وممثلي إيران كحزب الله. وأوضح وزير الثقافة والإعلام أن المملكة في تاريخها لم تعاد أي شعب، بل على العكس من ذلك فهي الأولى في مساندة مواطني وشعوب العالم منذ عهود الاستقلال العربي حتى يومنا هذا، مبيناً أن الخلاف مع عناصر في النظام الإيراني وميليشيات تابعة لهم لا يهمهم إلا محاولة زعزعة الاستقرار في أي دولة يستطيعون الوصول إليها. وأردف قائلاً "إيران بعد مرور ثلاثة عقود لم تستطع أن تحسم أمرها هل هي (ثورة ) أم (دولة) ومازال العالم يعاني من هذا العبث". أما بالنسبة للشعب الإيراني فهو شعب له حضارة مميزة وكانت له علاقات طيبة بالمملكة قبل أن يبدأ الحرس الثوري الإيراني دوره الإرهابي في محاولة لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

 

كندا: تصدير أسلحة للسعودية بـ15 مليار دولار

السياسة/14 نيسان/16/وافق وزير الخارجية الكندي ستيفان ديون على تصدير الجزء الأكبر من صفقة السلاح الكندية – السعودية، التي تبلغ قيمتها نحو 15 مليار دولار، وتشمل بيع عدد من المركبات القتالية للمملكة. ونقل موقع «السعودي» الإلكتروني أمس، عن صحيفة «غلوب آند ميل» الكندية، أن وزارة الخارجية أصدرت ست موافقات الجمعة الماضي، تغطي نحو 70 في المئة من الصفقة، موضحة أن المملكة عقدت الصفقة مع حكومة رئيس الوزراء السابق ستيفن هاربر. وأشارت الصحيفة إلى أن الصفقة تغطي عربات مدرعة خفيفة، بالإضافة إلى قطع الغيار ومنظومات الأسلحة المرتبطة بها، حيث سيتم تجهيز المدرعات بالأسلحة الرشاشة والأسلحة المضادة للدبابات، موضحة أن الموافقات الست تصل قيمتها إلى 11 مليار دولار، كجزء من الصفقة التي تبلغ 15 ملياراً. وأضافت إن عدداً من مناوئي الصفقة رفضوا ادعاءات الحكومة بشأن عدم قدرتها على التدخل في صفقات عقدت بالفعل مع الحكومة السابقة، حيث أن تلك الصفقات لا يمكن أن تتم من دون إصدار الموافقات، موضحة أن وزير الخارجية في الحكومة السابقة لم يصدر سوى عدداً ضئيلاً من الموافقات في هذا الإطار إذا ما قورن بالحكومة الحالية.

 

حزم سعودي يقفل أبواب مصر في وجه إيران

العرب/14 نيسان/16/القاهرة - قال مراقبون إنّ أبواب مصر غدت موصدة بشكل كامل أمام أي نوع من أنواع النفوذ الإيراني، معتبرين ذلك نتيجة مباشرة لجهد سعودي نجح في ربط القاهرة والرياض بشبكة مصالح تجعل مصر عصية عن أي إغراء اقتصادي يمكن أن تعرضه طهران. ولا يستبعد أن تصل مصر في ابتعادها عن إيران حدّ قطع العلاقات الدبلوماسية معها بعد أن قررت الدائرة الأولى بمحكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة المصري، إحالة الدعوى التي تطالب بطرد السفير الايراني وإغلاق السفارة الإيرانية بالقاهرة إلى هيئة مفوضي الدولة. واختصمت الدعوى التي حملت رقم 43607 قضائيا كلا من رئيس الجمهورية ووزير الخارجية والسفير الإيراني بمصر بصفتهم جميعا. وورد في الدعوى أن دولة إيران تعبث في جميع الدول العربية ولا يعنيها سوى تنفيذ مخططها الإرهابي، وتدعم ميليشيات إرهابية وكونت عصابات ومرتزقة بدعم مادي تارة ودعم لوجيستي استخباراتي تارة أخرى.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

رئيس بمواصفات الكنيسة المارونية

غسان حجار/النهار/14 نيسان 2016

لعل العبارة التي استعارها وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق من بيانات بكركي الرئاسية هي خير تعبير عما نطمح اليه جميعاً في الاستحقاق الرئاسي المقبل علينا في زمن لا يمكننا تحديده بعدما قارب الشغور الرئاسي حدود السنتين وأسقط كل محاولاتنا للتبصير بموعد تلو الآخر. انه "رئيس يلملم الشمل وينتخب وفقاً لسيرته بناء على ماضيه وحاضره ومستقبله". وهنا تكمن المشكلة والحل معاً، وهو حل لن يعجب معظم الحزبيين في الذكرى الحادية والاربعين للحرب اللبنانية، لاننا نختلف في توصيف المرحلة السابقة وفي تصنيف زعماء الحرب الذين دخلوا السياسة والحكم من الابواب الواسعة، فكثيرون يعتبرونهم مقاومين كل في منطقته وطائفته وحزبه، وكثيرون ايضاً يرونهم مرتكبين، كي لا نقول مجرمي حرب. وبناء عليه، فان ماضي معظم "الزعماء" الحاليين، اذا افترضنا ان مواصفات الزعامة متوافرة فيهم، لا يشرّف، ولا يساعد في بناء مستقبل نطمح اليه. اما حاضرهم فأكثر مأسوية من ماضيهم، اذ انهم دخلوا جنة السلطة قبل 25 سنة، او اقل بالنسبة الى المسيحيين (بعد زوال الوصاية السورية)، لكن هؤلاء واولئك لم يفلحوا في اعادة الهيبة الى الدولة ومؤسساتها، بل لم يسعوا بشكل جدي لاعادة بناء الدولة، دولة ما بعد الحرب التي تبدلت كثيراً. هؤلاء لا يتفقون على انتخاب رئيس، وعلى قانون للانتخاب، وعلى النفايات، وعلى النفط، وعلى امن الدولة، وعلى التعامل مع اللاجئين، ومع المخيمات، ومع الحدود... يتصارعون ويبدلون تحالفاتهم غير المبدئية، ويقدّمون مصالحهم الشخصية، ووارثيهم السياسيين والماليين على ما عداها. واعود الى وصف الوزير المشنوق : "ما يجري هو صراع طموحات وتصورات لا علاقة لها بانتظام العمل السياسي في لبنان، ومحاولة فرض اجتهادات وأعراف لا علاقة لها بالدستور الذي تتمسك بكركي وسيّدها بحمايته(...) اما المدخل للتعامل مع هذه الطموحات والتصوّرات فلا يمكن أن يمرّ من خارج الدستور القائم. لنذهب الى انتخاب رئيس بمواصفات الكنيسة المارونية، ولنعد الى تكوين السلطة بما يحمي الدولة، التي هي صخرة اللبنانيين جميعاً، ولننطلق من جادة الصواب نحو اي تطوير ممكن للنظام السياسي اللبناني". اذاً يكمن الحل الاول، او المنطلق الى الحلول، بانتخاب رئيس للجمهورية، وقد بات من الافضل ان يكون من خارج ما سمي اتفاق الاربعة الكبار في بكركي، اذ ان الكنيسة المارونية حددت المواصفات التي لا تنطبق على معظمهم في سيرته، والاخطر في مستقبله المبني على ماضيه وحاضره. والكنيسة المارونية في هذا المجال وصفت بمبدئية بعكس ما فعلت في اجتماع الاربعة. وليطلق الرئيس الجديد ورشة عمل وطنية نحو تطوير النظام اللبناني الذي بات حاجة وطنية ملحة حتى لا تتكرر حالة الشغور الرئاسي وحالات الصراع في الحكومة ومجلس النواب والاجهزة الامنية والتفتيش المركزي والقضاء وغيرها.

 

لبنان يدين إيران في اسطنبول

علي حماده/النهار/14 نيسان 2016

حتى لحظة كتابة هذه السطور ، لم يتضح ما اذا كان رئيس الحكومة تمام سلام سيلتقي العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز على هامش القمة الاسلامية في مدينة اسطنبول. واللقاء اذا تم سيكون اختراقا وإن اوليا في جدار أزمة لبنان مع دول مجلس التعاون إثر المواقف التي جرى اتخاذها في مجلس وزراء الخارجية العرب في القاهرة ، ثم في منظمة التعاون الاسلامي في جدة. وقد أتت العواقب وخيمة في مستوى تردي العلاقات بين لبنان ودول المنظومة الخليجية التي مضى على شكواها من ارتكابات "حزب الله" وأعماله الإرهابية في منطقة الخليج سنوات طويلة، ولم يتغير سلوك الحزب، فوصلت الأمور الى حد فاضت فيه الكأس ، وما عاد ممكناً للحكومة اللبنانية، أي حكومة لبنانية أن تتنصل من أعمال "حزب الله" الإرهابية وتضعها في خانة السلوكيات التي لا تقدر فيها حكومة لبنان على فعل أي شيء، فيتفهم العرب ظروف لبنان الخاصة (سطوة "حزب الله" على الدولة بالقوة والترهيب). وما عاد ممكناً ان يتسامح العرب مع استسلام قسم كبير من اللبنانيين أمام الامر الواقع ، في حين برز تواطؤ موصوف من قوى سياسية لبنانية مع "حزب الله" في سلوكياته الإرهابية في منطقة الخليج . لم تعد علاقات لبنان مع المنظومة العربية المركزية على ما كانت عليه . والرئيس تمام سلام يدرك ذلك ، فقد طلب زيارة السعودية في الساعات الأولى بعد انفجار الأزمة ولم يوفق، ولم يحاول افتتاح جولة خليجية خطط لها من غير البوابة السعودية . ولذلك قد تكون قمة منظمة التعاون الإسلامي في اسطنبول اليوم مناسبة تعيد فتح الباب امام لبنان الرسمي للملمة ما أمكن من العلاقات بالخليج .

لكن ماذا تغير حتى تعود المياه الى مجاريها مع السعودية ؟ هل امتنع لبنان عن تأييد بند اعتبار "حزب الله" منظمة إرهابية الوارد في مسودة البيان الختامي؟ ام انه تحفظ؟ ثمة فارق كبير بين الامتناع والتحفظ. وسلام يعرف اكثر من غيره ان الدول النادرة التي تحفظت كالجزائر وغيرها لا تزن كثيرا في ميزان مصالح لبنان العربية، كما انها لا تعتبر من دول المركز. حتى العراق الدولة العربية المركزية في ما مضى، يمر اليوم بفوضى سياسية وأمنية عارمة، معطوفة عليها أزمة مالية واقتصادية مهولة نتيجة قيام حكومة نوري المالكي بنهب الخزينة العراقية بمئات المليارات من الدولارات راح قسم كبير منها للخزينة الإيرانية، مما يطرح سؤالا: عن أي عراق نتحدث اليوم ؟ هل ضعفت سطوة "حزب الله" على الدولة اللبنانية؟ وهل ظهرت ملامح تغير في سلوكياته خارج الحدود اللبنانية؟ هذا النوع من الأسئلة يفترض ان يطرح قبل الجلوس مع قادة دول الخليج . فالعرب يا دولة الرئيس تمام سلام ما عادوا ينتظرون شعرا وانما كلاما سياسيا ذا وزن . وأول الخطوات امام لبنان ان يوافق على بند التنديد بتدخلات إيران في العالم العربي ، بدءا بقضية الممثليات السعودية في ايران وانتهاء بالتدخلات في سوريا واليمن وغيرهما . على لبنان ان يوافق على إدانة تدخلات إيران أسوة ببقية الدول العربية في المركز . غير ذلك لن يكون هناك اختراق في جدار الأزمة .

 

هولاند يستضيف حواراً إذا شاء اللبنانيون تظاهرة في قصر الصنوبر وجولة في الوسط

 خليل فليحان/النهار/14 نيسان 2016

يغيب رئيس لبنان في مناسبتين، الأولى خارجية غدا في اسطنبول حيث ينوب رئيس الحكومة تمّام سلام مناب رئيس الجمهورية الغائب عن قصر بعبدا منذ أكثر من سنتين، لعائقين، الاول داخلي والثاني إقليمي. ويخوض المعركة رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون الذي جعل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ينسحب له عندما تخلى رئيس "تيار المستقبل" الرئيس سعد الحريري عن دعمه له وأيد ترشيح النائب سليمان فرنجية العضو في كتلة عون النيابية. أما العائق الثاني فهو إقليمي، والواضح أن لا انتخاب لرئيس جديد قبل عودة العلاقات السعودية – الايرانية الى طبيعتها، وهذا لم يتحقق حتى الان بفعل سلسلة تطورات سلبية زادت توتير العلاقات، ليس فقط البرنامج النووي الايراني، بل قطع المملكة علاقاتها الديبلوماسية بإيران بعدما أقدم متظاهرون في طهران على إحراق السفارة في طهران والقنصلية العامة في مشهد إحتجاجا على إعدام الشيخ الشيعي نمر النمر السعودي الجنسية. وأيدت موقف المملكة دول مجلس التعاون الخليجي، مع تمنع البعض منها عن قطع العلاقات الديبلوماسية مع ايران. وبذل الرئيس الفرنسي جهودا كبيرة مع كل من السعودية وإيران ودول كبرى كأميركا لدعم مساعيه. لم ييأس سيد الاليزيه، فاستمر في سعيه البعيد عن الاعلام، وتشاور مع الحريري ومع النائب وليد جنبلاط بهدف تكوين افكار تصلح كي تكون خريطة طريق تنهي الفراغ في قصر بعبدا، وأحجم عن إرسال موفديه الى العاصمة الايرانية بعدما أكدت القيادة فيها أن انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية شأن لبناني. وأفاد مصدر ديبلوماسي فرنسي "النهار" أن هولاند قرّر المجيء الى لبنان ليحاور مباشرة المفاتيح الانتخابية والفاعليات، ويبدي استعداه لاستقبال اهل الحوار للتفاهم على كيفية تمهيّد الطريق امام الرئيس الى قصر بعبدا، وذلك في تظاهرة هي الاولى من نوعها دعا اليها في قصر الصنوبر، حيث سيستضيف جميع النواب والوزراء، وقبل ذلك سيزور كلا من رئيسي مجلسي النواب والحكومة في مأدبة عشاء يلقي خلالها كلمة في المناسبة يحضّ فيها على ضرورة التفاهم على انتخاب رئيس للبلاد، مؤكدا ان التفاهم اللبناني هو الطريق الاقصر لتحقيق هذا الهدف، كما سينوه بأداء الجيش اللبناني وبأداء القوات المسلحة التي تتصدى ببسالة لإرهابيي "داعش" على جبهة عرسال، وانه مهتم جدا بإقناع الدول الغنية بتزويد الجيش اللبناني الاسلحة والذخائر التي يحتاج اليها، ولا سيما في هذا الظرف بالذات. ولن ينسى هولاند التنويه بما يستوعبه لبنان من لاجئين سوريين يفوق عددهم المليون و200 الف نسمة، وفق ما هو وارد في سجلات المفوضية العليا للاجئين، وما ينتج من هذا العدد الهائل من أعباء اقتصادية وتربوية وصحية وديموغرافية ومخاطر ارهابية من بعض المندسين بين اللاجئين، وتمكنت الاجهزة الامنية المختصة من تفكيك خلايا كانت تخطط للقيام بأعمال إرهابية. ولفت الى أن الرئيس الفرنسي سيلتقي البطريرك الماروني بشارة الراعي، والطبق الرئيسي في الاجتماع هو كيف يمكن تذليل كل ما يعوق إعادة فتح أبواب قصر بعبدا. كذلك يتضمن برنامج هولاند جولة في الوسط التجاري بعد وصوله السبت عند الساعة الثانية والنصف بعد الظهر من باريس، وسط إجراءات امنية غير مسبوقة، مستهلا جولة تشمل إضافة الى لبنان الاردن ومصر، ومتجاوزا موضوع غياب رئيس للجمهورية يستقبله في المطار. وسيعقد مؤتمرا صحافيا في قصر الصنوبر حيث سيبيت ليل السبت قبل مغادرته لبنان.

 

أزمة الأخلاق والنفوس لا تُعالج بتغيير النصوص إنّما بتغيير ذهنيّة سياسيّين فاسدين لا يحاسَبون

اميل خوري/النهار/14 نيسان 2016

لبنان ليس في حاجة الى تغيير نظامه بذريعة تحقيق مزيد من العدالة والمساواة، ولا سيما في توزيع الصلاحيات بين السلطات الثلاث، إنما هو في حاجة الى تغيير ذهنية طبقة سياسية ومصلحية لا ينفع معها تغيير الأنظمة ما دامت تتعمّد اساءة ممارستها، كما لا ينفع معها تغيير النصوص ما لم تغير ما في نفوسها. وليس الدستور هو الذي أحدث أزمة انتخابات رئاسية إنّما من حلّلوا لأنفسهم حق التغيب من دون عذر مشروع عن جلساتها. ولا الدستور هو الذي أحدث ويحدث أزمات عند تشكيل الحكومات بحيث يذهب نصف ولاية رئيس الجمهورية على معالجتها والبحث عن حلول للخروج منها. وليس الدستور هو الذي منع ويمنع إجراء انتخابات نيابية في موعدها، انما الخلاف على القانون الذي ستجرى على أساسه وكل حزب يريد أن يكون على قياس مصالحه. وليس الدستور هو الذي يمنع الاعتراف بنتائج الانتخابات كما فعل "حزب الله" عندما اعتبر الأكثرية النيابية التي فازت فيها أكثرية نيابية وليست أكثرية شعبية خلافاً للقانون وللدستور وللديموقراطية ليجعل الأقلية تتحكم بالأكثرية، وخلافاً لما يجري في الدول المتحضرة، وأن من لا يتعرف بهذه النتائج يساوي عند تشكيل الحكومات بين الرابح والخاسر منها فيجمعهما في حكومة واحدة ليتخاصما ويتشاحنا ويعطلا عملها. وليس الدستور هو الذي أجاز لكل وزير حق عدم توقيع المراسيم التي تصدر عن مجلس الوزراء ولا حق الاعتراض عليها ليس داخل مجلس الوزراء انما خارجه فيقوم بدور المعارض ويبقى في الحكومة...أو يخالف سياسة الحكومة وقراراتها ولا يستقيل منها. للوزير السابق الدكتور خالد قباني، وهو القانوني المعروف، رأي في تداعيات شغور موقع رئاسة الجمهورية يقول فيه: "ليس موقع ودور رئيس الجمهورية في الدستور وفي الحياة السياسية والوطنية أمراً عابراً أو ثانوياً، إنه موقع أساسي وبارز ودوره محوري في ادارة الحكم وتوجيهه وفي استقرار البلاد والحفاظ على استمرار عمل المؤسسات والسهر على تطبيق الدستور ولعب دور الحكم في النظام السياسي البرلماني الذي يقوم على التنافس الحاد بين قوى سياسية تتصارع على السلطة وعلى قيادة الحكم في البلاد، فيشكل الرئيس صمام الأمان والضابط للحياة السياسية والمرجع الدستوري والوطني لما يمكن أن ينتج من نزاعات وصراعات بين هذه القوى من شأنها أن تؤثر على الاستقرار في البلاد سياسياً وأمنياً واقتصادياً واجتماعياً وتؤدي الى اضطراب الأمن والسلم الأهلي". ويضيف أن "الاستخفاف بموقع رئيس الجمهورية ودوره بلغ حداً خطيراً كشف عن عدم القبول بأن يكون في لبنان مرجعية وطنية محايدة ومنزهة ومستقلة لكي تتولى دور الحكم بين المتصارعين على السلطة والحكم الى حد تدمير آليات ومبادئ الحكم الديموقراطي من انتخابات دورية وتداول للسلطة والمساءلة والمحاسبة وتعكير صفو العلاقات بين اللبنانيين وزرع الفتنة وضرب الوئام والسلام الوطني وتفضيل الاستقواء بالخارج وإيكال أمورنا الوطنية اليه لكي يتحكم في مصيرنا الوطني وفي تغليب فريق على آخر، وتغيير موازين القوى الداخلية عن طريق الغلبة، لا بالطرق الديموقراطية التي شرّعها الدستور. فالتجربة التاريخية المريرة والحروب الأهلية أثبتت أنه كلما تدخل الخارج في شؤوننا الداخلية حلَّ الخراب والدمار والانقسام في البلاد. وكلما كان رئيس الجمهورية فريقاً في الصراع الداخلي، انتهى الأمر الى فتنة وحروب أهلية كان ضحيتها الشعب اللبناني بكل فئاته وعناصره. وعندما أراد الدستور إناطة هذه المرجعية برئيس الجمهورية، لم تمكّن القوى السياسية الرئيس من أن يلعب هذا الدور فكان الرفض والتمرد والعداء لهذا الرئيس، مما أوصلنا واقعياً إلى حد الغاء وجوده بالامتناع عن تلبية الدعوة لانتخابه وملء هذا الشغور". وتساءل الوزير قباني: "هل يعقل أن نصل في ممارستنا السياسية الى حد الاستغناء عن منصب قيادة الدولة وعن رأس الدولة في نظامنا السياسي، فيجيز النائب لنفسه التمتع بامتيازاته الدستورية ويمتنع عن القيام بموجباته الدستورية والوطنية وأولها تلبية الدعوة لانتخاب رئيس للجمهورية بحجة أن حضور الجلسات أو عدم حضورها يعود إلى خيار النائب واستنسابه... ونسي أنه نائب للأمة جمعاء وأن الدستور اللبناني نص على ان انتخاب رئيس الجمهورية ليس حقاً شخصياً له، بل هو حق وتكليف دستوري عهد به الدستور الى النائب نيابة عن الشعب، والسؤال الذي يطرح هو: رأي من يسمع النواب الذين يتغيبون عمداً عن جلسات انتخاب رئيس الجمهورية، رأي الدستور ورجال القانون أم رأي خارج يريد مخالفته خدمة لمصالحه، أم رأي النفوس الامّارة بالسوء وحب الذات؟!

 

السلة المتكاملة حين تصل إلى سلاح الحزب بيان بكركي برسم إعادة القراءة بعد "فشله"

روزانا بومنصف/النهار/14 نيسان 2016

استلّ السياسيون حتى الآن في موضوع الانتخابات الرئاسية، ما بات معروفا ببيان بكركي، وكان آخر الخطوات في هذا الاطار دعم الرئيس سعد الحريري ترشيح النائب سليمان فرنجية، باعتباره أحد الاقطاب الاربعة الذين اجتمعوا في الصرح البطريركي، وله حصة متوازية مع الاقطاب الآخرين، وأعقب ذلك إعلان الدكتور سمير جعجع دعم ترشيح العماد ميشال عون. بعد أكثر من سنتين على بيان بكركي الذي شكل ناظما لموضوع الانتخابات، يعتبر أفرقاء معنيون بالرباعية التي باركتها الكنيسة المارونية ورعتها، أن القواعد التي بني عليها دعم ترشيح أحد الاقطاب الاربعة فشلت، وفشلها ظاهر في عدم القدرة على انتخاب رئيس حتى الآن. ومع أن ما خلص اليه بيان بكركي يعتبره كثر من أكبر الاخطاء التي ارتكبت في هذا الملف وساهمت في تعطيل الانتخابات، خصوصا انه فهم منه حصر الرئاسة بأربعة، في حين أنه حق لجميع السياسيين المؤهلين، يفكر هؤلاء الافرقاء في طرح مقاربة مختلفة انطلاقا من عاملين متناقضين: الأول يقضي بأنه إذا أخذ بيان بكركي في الاعتبار، فإن إعادة نظر، لا بل إعادة قراءة لهذا البيان لم تحقق ما فهم أنه حصر المرجعية بالاقطاب الاربعة، في حين أن البنود الاخرى أهملت، على رغم ان العماد عون يحاول ان يستند من دون نجاح كبير الى كلمة ميثاقية من أجل الاستمرار في ترشيحه رغم ضآلة حظوظه في الرئاسة. فثمة تهاون في إجراء الانتخابات واحترام موعدها وفقا للأصول الدستورية، وهناك تجاوز للبند الذي يقول بألا يكون لأي من الأقطاب فيتو على الآخر، في حين أن هذا البند لا يحترم، ولو لم يعلن في شكل واضح. والأهم أن هناك تجاوزا للبند الثالث المتعلق بضرورة الاتفاق على أن حضور جلسات الانتخاب واجب وطني، وهو يؤكد الدور المسيحي والحرص على الدستور، وهذا لا يتم التزامه ايضا. وتقول في البند الخامس أنه من الصعب أخلاقيا وقانونيا حصر مواصفات الرئيس وحق الترشح بالاقطاب الاربعة، لذا فإن هذا الاستحقاق يدعو الى قيام تنسيق حول آلية العملية الانتخابية. أما العامل الآخر فهو يقضي بقلب صفحة هذا البيان ما دام المستفيدون سعوا الى أن يأخذوا منه ما يريدون ويهملوا المضمون الأهم المتصل بعدم ترك الفراغ في الموقع الرئاسي الاول والعودة الى الانطلاق من الصفر ما دام البيان فشل في تأمين حصول الانتخابات، خصوصا ان مفهوم الرئيس القوي الذي رفع عنوانا، أطاحه الهامش الضيق للمرشحين اللذين لم يتمكنا من إثبات القول بالفعل في هذا الملف تحديدا. هذا الكلام يعبّر عن أزمة لا تنتهي، وباتت تثقل على مواقع عدة ولا سيما لدى المسيحيين. إلا أنه كيفما كانت المقاربة فلن تؤدي الى تغيير الواقع، أقله من ضمن اللعبة السياسية القائمة، إذ لا مؤشرات توحي بتغيير المواقف المتناقضة، خصوصا في ظل استمرار التباعد الإقليمي. فمع التسليم جدلا بأن لا انتخابات في الأفق المنظور، وان هذه أضحت مرتبطة بعوامل عدة ليس اقلها انتظار اتضاح صورة الوضع في سوريا، فإن هذا يعني عمليا ان لا استعداد لاي من الافرقاء للتخلي عما يملكه من أوراق، أو يعتقد أنه يملكه. فـ"حزب الله" لا يزال يتمسك في خطابات امينه العام السيد حسن نصرالله بالعماد ميشال عون مرشحه الوحيد، ويبدي استعدادا للتخلي عن السلة التي كان طالب بها في وقت سابق في حال انتخابه، وهو ما يفسره نواب الحزب بأنه فك لعقدة الرئاسة، على غرار قول النائب محمد رعد قبل يومين ان "لا فريق يعطل انتخاب رئيس بالمعنى السياسي والعملي، بل هناك طاولة حوار ينبغي ان تنتهي الى نتائج في كل النقاط التي يجري التحاور حولها، ثم نبدأ بتنفيذها واحدة تلو الاخرى، ولا مانع ان نبدأ بانتخاب رئيس الجمهورية. وهذا الموقف لم يلق ردود فعل كبيرة لان المواقف يتم تكرارها بصيغة او أخرى، إلا ان موقف الحزب ككل من موضوع السلة المتكاملة قوبل من الرئيس سعد الحريري بالقول إننا نريد ان تشمل السلة سلاح الحزب تحديدا، وعليه ان يعرف في النهاية انه مكون كسائر مكونات البلد"، الامر الذي يعني ان الانتخابات قد تكون معبرا لاتفاق متكامل في حال لم يتم التعامل معها على انها بند ملح في ذاته ينبغي تنفيذه على نحو فوري. وهذا لم يظهر حتى الان في حين كانت الخشية دوما مع تعطيل رئاسة الجمهورية الا تأتي الانتخابات الا من ضمن اتفاق بنقاط عدة على ما حصل حين عطلت انتخابات الرئاسة في وقت سابق، خصوصا ان هناك مبررات قد تسوق الى ذلك على وقع التغيير الذي يمكن ان تحمله التطورات الدرامية في دول الجوار، ومن بينها في شكل اساسي تورط "حزب الله" في الحرب السورية. لكن ما يطرح عبر وسائل الاعلام في المواقف السياسية لا يطرح حتى الآن في الحوار الثنائي او الحوار الاوسع، الا أنه ممهد للامور حين يحين اوانها.

 

بلى، انفتحوا على الجنرال وحاوروه...

الياس الديري/النهار/14 نيسان 2016

للمرَّة الأولى، منذ شهور عدَّة، يتَّصل بنا مثل هذا العدد من السياسيّين والمميّزين، كما المواطنين العاديّين، معلنين تأييدهم ودعمهم لاقتراح إزالة الدشم والعراقيل من طريق التحاور والتشاور مع الجنرال ميشال عون في الموضوع الرئاسي، والفراغ الذي يكاد يلتهم ما تبقّى من اللبنان. بعضهم شدَّد على وجوب تولّي قيادات ومرجعيّات مشهودٍ لها بترفُّعها، وتتمتَّع بصدقيَّة ونزاهة لدى جميع الفئات، عملية الحوار المفتوح والموضوعي مع رئيس "تكتُّل التغيير والاصلاح". فلربما تنقش معنا أخيراً، وتتحقَّق أعجوبة ما، تؤدِّي بنتائجها ودورها الى انتشال لبنان واللبنانيّين، الواقفين بين حقيبة الهجرة والفرصة السانحة، من جب الأفاعي و"الاحتمالات المفتوحة على المخاطر والمصير المجهول". هذه الاتصالات والاقتراحات تبلِّغ مَنْ يعنيهم الأمر، وفي الطليعة الجنرال شخصيّاً، أنَّ الناس انفلقوا من الرهانات المفتوحة في سبيل "تاج الكرسي"، فيما لبنان يدفع من لحم وجوده ولحم نظامه ولحم صيغته وتركيبته، الفُتات المتبقيَّة في رصيده.

وها نحن اليوم نعرض خلاصة ما سمعنا من لبنانيّين مخلصين همّهم الوحيد خروج لبنان من النفق المظلم، الذي كان قد غادره بعد انتهاء حروب الآخرين واتفاق الطائف، ثم أُعيد اليه بموجات ضاغطة ومخرَّبة من داخل ومن خارج... لا جواب كاملاً وصادقاً وأكيداً لدى أيِّ من المسؤولين الكبار، الذين باتوا بدورهم يبحثون عن المزيد من المحاولات والاختراعات واللقاءات التي تحافظ على "الحوار المتواضع" بين أهل ضيعة جبال المجد وأهل القاطع، في رعاية الرئيس نبيه بري وبمساعدة الرئيس سعد الحريري. واقعيَّاً، لا يزال وضع لبنان حتى هذه الساعة وهذه اللحظة على ما كان قبل سنتين. بل ارتقى الى درجات عدة في سلم الأسوأ. مع بروز مقلق جداً لعناصر الركود الاقتصادي، واندفاع الناس زرافات لا وحداناً الى الهجرة في اتجاه المجهول. من البديهي إذاً، والحال يشجِّع على نشدان الهجرة لا التشبث بالصمود والصبر، أن يجد الضائعون والحائرون والتائهون احتمالاً إيجابيّاً في اقتراح فتح باب الحوار مع الجنرال، فلعلَّ...

لم يعد يخفى على هذا اللبناني أو ذاك، ولا على هذا الفريق السياسي أو ذاك، أن حجم دور إيران في التمديد المستمر للفراغ الرئاسي، يكاد يغطّي كل المطارح، وكل الكراسي، وكل المساحات. يجب الاعتراف في هذه المناسبة، وعبر هذه السطور، بأن كل ما يتعرَّض له لبنان منذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان الى اليوم يثير الشبهات. ويوقظ المخاوف القديمة من رقدةٍ تصوّر البعض أنها أعمق من نومة أهل الكهف. ليس من الحكمة تجاهل أهمية الانفتاح على الجنرال عون، وبكثير من الواقعية والصراحة.

 

وحشية منظمة وحدائق تحكي

هشام ملحم/النهار/14 نيسان 2016

العنف الشمولي الذي مزق المجتمع السوري في السنوات الخمس الأخيرة يختلف نوعياً عن عنف بعض الحروب الاهلية في العقود السابقة مثل حروب البلقان في تسعينات القرن الماضي. النظام في سوريا اعتمد وحشية ممنهجة أدت الى مقتل عشرات الآلاف من المعتقلين في السجون بواسطة أساليب تعذيب رهيبة، ووثق سبل قتلهم وفق اوامر خطية موقعة من بشار الاسد وكبار مساعديه وصغار جلاديه. الانظمة الشمولية توثق دوماً همجيتها. هذا ما فعله البعث العراقي في ظل طغيان صدام حسين، وهذا ما يفعله نظام الاسد في سوريا. المقال الطويل الذي نشرته مجلة "نيويوركر" بعنوان "ملفات الاسد" يرسم صورة مروعة وموثقة لوحشية منظمة اعتمدها النظام لتحطيم الانتفاضة الشعبية عليه. نظام الاسد استخدم الطائرات الحربية والمروحيات والصواريخ والمدفعية الثقيلة والاسلحة الكيماوية ضد شعبه، ودك مدناً وبلدات، وهذه الوحشية علنية وموثقة. ولكن ما كشفه مقال "ملفات الاسد" هو ما يمكن تسميته بيروقراطية القتل المنظم في معتقلات النظام وسجونه، وما يسمى بمستشفياته العسكرية، حيث يشارك الاطباء والممرضون في تعذيب المعتقلين وقتلهم. المقال يتطرق تفصيلاً الى عمل "الخلية السورية المركزية لإدارة الأزمة" التي شكلها الأسد والتي يشرف عليها، وهي تنسق اعمال آلة التعذيب والقمع المؤلفة من اجهزة الاستخبارات المختلفة والسجون والمعتقلات، وتتولى بشكل ممنهج تنفيذ الاوامر والتعليمات الخطية للقيادة. هذا عالم تحت أرضي تمارس فيه فظائع لا تصدق: تجويع، تشويه، تقطيع للاوصال، حرق للمعتقلين ليموتوا ببطء، ضربهم لكسر عظامهم، وخنقهم وحتى تذويبهم. ولدى المحققين الدوليين نصف مليون صفحة من الوثائق وهناك اطنان من الوثائق المخبأة داخل سوريا، سوف تستخدم في المستقبل لمحاكمة المسؤولين عن هذه الجرائم. واذا كان النظام السوري يمارس وحشية منظمة ضد معارضيه، فان "داعش" يعتمد ويمارس ما يسمى "ادارة التوحش"، أي استخدام أبشع أنواع العنف الطقوسي والعلني لترهيب الاعداء ولتقوية عزيمة الانصار ليعتادوا قسوة الجهاد. ارهابيو "داعش" مثلهم مثل جلادي الاسد يتلذذون بالتفنن في قتل العزل. وقد وصل حديثاً الى واشنطن عرض فني تفاعلي بعنوان "الحدائق تحكي" انتجته اللبنانية تانيا الخوري وهو يروي التاريخ الشفوي لعشرة ناشطين قتلهم قناصة النظام ودفنوا في حدائق خاصة. عشرة قبور مع شواهدها وترابها. عليك ان تدخل الحديقة - المقبرة حافيا وان تنبش التراب وتضع خدك في الثرى لتسمع قصة حياة الشهيد ومقتله. هكذا تعرفت إلى حياة وأمال أحمد بوابة الذي قتله قناص وهو في الثانية والعشرين في حلب. "كتير موتي كان بيشبهني، موت عادي ما حدا عرف فيه ولا انتبهلو غير اللي كانوا بلحظتها واقفين جنبي". ودعته قائلاً: يا أحمد محكوم علينا بالامل.

 

75 رائداً لبنانياً ساهموا في النهضة العربية والابداعية في مصر

جوزف باسيل/النهار/14 نيسان 2016

خمسة وسبعون هم "الرواد اللبنانيون في مصر" الذين اختارهم كريم مروة للكتابة عنهم، باختصار، لأن كلاً منهم يستحق كتاباً. كل من ورد اسمه هو علم من أعلام النهضة العربية، منهم المشهور جداً أو الأقل شهرة، أو لم يُلقَ الضوء عليه كفاية. هم لبنانيون، وليسوا قلة، ساهموا في النهوض بالحضارة العربية في أسوأ مراحل انحطاطها، واحيائها بعدما كانت تنوء بعوامل التتريك، وتحت وقائع التخلّف والاستبداد. هؤلاء ليسوا قلة، لكنهم ليسوا الكل، إنهم الصف الأول في التراتبية، وخلفهم صفوف، وإن البحث عن الجميع واجب، لكنه يحتاج الى جهد كبير. ويقول مروة: إن اسهامي في الاضاءة على تراث روّادنا اللبنانيين الكبار، ليس إلاّ استكمالاً متواضعاً، لما كان قد سبقني اليه باحثون مجتهدون من أجل المعرفة، كتّاباً ومبدعين ومؤرخين ونقاداً في الأدب والفن بأجناسهما المختلفة". عدا عن مجال شهرة كل علم من هؤلاء عرض مروّة نبذة تاريخية عن نشأتهم وحياتهم للتعريف بهم، كما بما اشتهروا به. وهؤلاء لم يكونوا صحافيين فحسب، بل أساتذة جامعات وعلماء في اللغة والأدب والعلوم ولهم مؤلفات مشهورة آنذاك. كانت الصحافة مهنة اللبنانيّين الأحرار ورسالة لبنان إلى العالم، رسالة الأحرار إلى الشعوب الراضخة أو المستكينة أو المحتلة، فأين صارت؟

بدأ مروة كتابه بما يلاقي اهتمامنا، من الصحافة التي أسسها لبنانيون في مصر، ونالت شهرة واسعة امتدت عقوداً وبعضها ما زال مستمراً، خصوصاً أن تلك الصحافة سبقت اللبنانية بشهرتها وانتشارها، وأثّرت في نشوئها في بيروت بعد زوال الاحتلال العثماني. لكن سبقتها نحو ست عشرة صحيفة صدرت في بيروت، نذكر منها: "حديقة الأخبار" لخليل الخوري عام 1858، ثم "نفير سوريا" لبطرس البستاني عام 1860.

صحف ومجلات مستمرة

أسماء الصحف في مصر كثيرة، لكن الصحيفة الأولى التي استحوذت على الشهرة والاهتمام في كل العالم العربي، هي "الاهرام" التي أسسها اللبنانيان سليم وبشارة تقلا في الاسكندرية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وتعاقب على رئاسة تحريرها بعدهما: داوود بركات الذي جعلها الأوسع انتشاراً والأكبر في عدد الصفحات في الثلث الأول من القرن العشرين، ثم انطون الجميل، قبل مرحلة محمد حسنين هيكل في عهد جمال عبد الناصر، في خمسينيات القرن الماضي. والمطبوعة الثانية التي حظيت بالاهتمام هي مجلة "المقتطف" التي أصدرها يعقوب صروف وفارس نمر في بيروت عام 1876، وانتقلا بها الى مصر عام 1885، ثم تسلّمها فؤاد صروف. أما مجلة "الهلال" فهي قرين اسم جورجي زيدان الذي اشتهر برواياته عن التاريخ العربي والتي ظلت تحظى باهتمام اليافعين حتى أواخر القرن الماضي، وبمؤلفاته عن تاريخ الشرق. و"الهلال" هي مجلة القضايا والسجالات والمناقشات. وتعاقب عليها كل من اميل وشكري زيدان، اللذين أصدرا بين أعوام 1924 و1956 مجلات: "المصوّر"، "كل شيء والدنيا"، "الفكاهة"، "الدنيا المصوّرة"، "الأبطال"، "الاثنين"، "الكواكب"، "حواء"، و"سمير". كذلك أصدرا سلسلة "روايات الهلال" الشهرية، ثم كتاب الهلال.

ويذكر لحبيب جاماتي دور كبير في الصحافة في مصر وباريس، خصوصاً في دار الهلال بعد الاهرام. واشهر المجلات المصرية الفنية "روز اليوسف" التي أسّستها فاطمة اليوسف من طرابلس - لبنان. الحديث عن الصحافة يعبر الى الفكر والمفكرين وهم رواد الصحافة كتابة وقراءة، ومنهم رشيد الشميّل مؤسس جريدة "البصير" في الاسكندرية، وتوالى على اصدارها شقيقاه سبع وقيصر وابنه شارل. ولا نُغفِل من آل الشميّل شبلي الذي اشتهر طبيباً وأديباً ومفكراً. وكثيرون غير رشيد الشميّل عملوا في "الأهرام وكتبوا فيها، مثل: خليل زينية الذي أصدر لاحقاً مجلة "الراوي"، ثم جريدة "الثبات" في بيروت، ومجلة "المرآة" في القاهرة. وعبده بدران الذي أصدر "الصباح" و"لسان العرب". وأمين حداد. وطانيوس عبده الذي أنشأ جريدة "الرقيب" مع حنا النقاش، و"فصل الخطاب" و"الشرق". وسليم سركيس الذي أصدر "المشير" الاسبوعية، و"المرأة الحسناء" باسم مستعار هو الآنسة مريم مزهر، وكان أصدر في لندن جريدة "رجع الصدى"، وبسفره الى أميركا أنشأ "الراوي" و"البستان" ومجلة "سركيس". وفي الصحافة لا يمكن أن نغفل يوسف الخازن الذي أسس بالتعاون مع داوود بركات جريدة "الأخبار" الاسبوعية عام 1892. ثم عاود إصدارها يومية، وباعها عام 1902. واشتراها عام 1952 الاخوان مصطفى وعلي أمين لتصبح الشقيقة اليومية لجريدة "أخبار اليوم" الاسبوعية، ومازالت تصدر حتى الآن.ونجيب كنعان هو آخر لبناني مديراً للتحرير في "الأهرام" من 1954 - 1968، وكان سبقه الى رئاسة تحريرها عزيز ميرزا.

"دار المعارف" رائدة نشر الكتب

لا بدّ من ذكر نجيب متري مؤسس "دار المعارف" في مصر عام 1865، اكثر دور النشر العربية انتشاراً، اذ نشرت دواوين ومؤلفات أشهر الشعراء والأدباء. وورث ابنه شفيق المهمة حتى تأميم الدار.

إن أسماء لمعت في الفكر واللغة والشعر والفلسفة منذ القرن التاسع عشر فشغلت الأوساط الثقافية العربية انطلق فكرها من مصر وانتشر وما زالت أسماؤهم مدعاة فخر واعتزاز، ومن هؤلاء: شبلي الشميّل، فرح انطون، خليل سعادة، ابرهيم اليازجي، محمد رشيد رضا، نجيب الحداد، خليل مطران، يوسف كرم، فليكس فارس، بشر فارس، فؤاد حداد.

يضاف الى هؤلاء: أسعد داغر أحد رموز الحركة الوطنية العربية، جورج انطونيوس الذي تتلمذ كثيرون على العروبة في كتابه "يقظة العرب"، وجميل نخلة المدوّر. خصّ مروة روّاد الاشتراكية بصفحات غنية لفكر ناشئ، وهم نقولا الحداد المفكر الاشتراكي والباحث في علمي الاجتماع والنفس، رفيق جبور أحد رموز الحركة الشيوعية في مصر، والى جانبه المحامي انطون مارون والنقابي فؤاد الشمالي (أحد المؤسسين الأوائل للحزب الشيوعي اللبناني عام 1924، بعد تأسيس الشيوعي المصري عام 1923)، وكان الثلاثة يناضلون دفاعاً عن الطبقة العمالية ويبذرون فكرهم في النقابات وجريدة "النظام" ذات المنحى الشيوعي. وهؤلاء من طليعة الحركة الاشتراكية.

أسماء مشهورة أو مغمورة

تتردّد أسماء في ذاكرتنا، لم نكن نعرف أنها من أصول لبنانية، وأنها رفدت الفن في مصر بإبداعات على صعد مختلفة، فوسم اسمها هذه النهضة جيلاً بعد جيل: جورج أبيض رائد المسرح العربي في مصر بعد جورج نقاش، ومؤسس "دار الأوبرا" فيها. وفي مسرحياته برز بشارة واكيم في التراجيديا قبل ان يشتهر بأدواره الكوميدية، وضرب المثل بـ"عفش بشارة واكيم". وعزيز عيد تنقّل في العمل المسرحي في حلقة مارون نقاش وسليمان القرداحي وجورج أبيض ونجيب الريحاني وروز اليوسف، وجميعهم لبنانيون. في الاخراج السينمائي برز هنري بركات الذي أخرج أكثر من مئة فيلم نال بعضها جوائز عالمية، بدأ أعماله مع آسيا داغر. وهي التي أخرجت عبد السلام النابلسي اللبناني من عكار الى أضواء السينما، كذلك أخرجت يوسف معلوف الى الاخراج. محمد سلمان اللبناني الجنوبي أخرج أربعة وثلاثين فيلماً، وتزوج بنجاح سلام، وصف بالعفوية وخفة الدم. أما اشهر المخرجين فيوسف شاهين الذي أثارت أفلامه الملتزمة، خصوصاً الأخيرة، جدالاً واسعاً قاده الى المحاكم. أما عمر الشريف (ميشال شلهوب) فأول ظهوره السينمائي ففي فيلم من اخراج شاهين. قبل أن تجذبه هوليوود فيصبح ممثلاً عالمياً. والى جانب هؤلاء برزت أسماء: أمين وسليم عطاالله في العروض المسرحية الشعبية، ورفائيل جبور الذي اشتهر مديراً للانتاج في أكثر من مئة فيلم.

لم تقتصر الريادة على الرجال، بل برزت أسماء نسائية كثيرة نذكر منها، إضافة الى روز اليوسف: هند نوفل التي أسست عام 1892 مجلة "الفتاة" وترأستها، دفاعاً عن حقوق المرأة، وزينب فواز الأديبة الرائدة في حركة تحرير المرأة، ومي زيادة الأديبة الذائعة الصيت خلال القرن العشرين بسبب منتداها الأدبي، وقد وصفها معاصروها بالنبوغ. ووردة ناصيف اليازجي الأديبة والشاعرة، لبيبة هاشم الأديبة التي أنشأت مجلة "فتاة الشرق" وجمعية "نهضة السيدات". ورائدات السينما والمسرح نذكر منهن: بديعة مصابني متعددة المواهب وذات فرقة فنية. آسيا (الماظة) داغر رائدة في تأسيس شركات إنتاج الأفلام السينمائية في مصر، ولها أيادٍ بيضاء في اخراج أشهر الأفلام المصرية خلال الثلث الثاني من القرن العشرين وأطلقت مجموعة من المخرجين والممثلين والممثلات. ماري كويني ابنة شقيقة داغر الممثلة السينمائية والمنتجة. ماري منيب (ماري سليم حبيب نصرالله) بدأت راقصة وممثلة سينمائية، ثم عملت في التمثيل المسرحي وانضمت الى فرقتي رمسيس ونجيب الريحاني. علوية جميل (اليصابات خليل مجدلاني) مثّلت في تسعين مسرحية في فرقة رمسيس والمسرح القومي، وفي عدد من الأفلام السينمائية، لور دكاش اشتهرت بالغناء، خصوصاً أغنيتها "آمنت بالله". صباح شحرورة الوادي أشهر من أن تعرَّف، مطربة ذات صوت صدّاح غنّت مئات الأغنيات ومثّلت في عشرات الأفلام. وفي لبنان شاركت في المهرجانات الغنائية، سعاد محمد من كبار المطربات العربيات، لحّن لها أشهر الملحنين ما يقدّر بثلاثة آلاف أغنية. نور الهدى أطلق عليها لقب "أم كلثوم لبنان" ولحّن لها كبار الملحنين المصريين، مثّلت في أفلام سينمائية، واعتزلت الفن باكراً نجاح سلام اشتهرت بالأغنية الشعبية اللبنانية مثل: "حوّل يا غنّام"، "برهوم حاكيني"، "ميّل يا غزيّل" والاغنيات الوطنية المصرية. كل هذا التراث الغنائي العربي، خصوصاً النسائي منه، يعود الفضل في انتشاره الى شركة "بيضافون" لمؤسسيها جبران وفرج الله بيضا التي انطلقت عام 1914 بتسجيل أغاني سيد درويش وعبد اللطيف البنّا ومنيرة المهدية. وهي الأرشيف الأقدم والأكبر للأغاني العربية القديمة. هذا جزء من سيرة اللبنانيين في مصر، وهو ليس باليسير ولا القليل. إذا قرأ المرء الكتاب وقارن الأسماء وأعدادها، والأهم إنجازاتها الكبيرة في المجالات التي عملت فيها، سيكتشف دوراً كبيراً للبنانيين في النهضة العربية انطلاقاً من وادي النيل.

 

الحربان الأهليّتان اللبنانية والسورية متزامنتان

وسام سعادة/المستقبل/14 نيسان/16

ذكرى الحرب اللبنانية لم تعد هي هي بعد انفجار الحرب السورية. العلاقة بين هاتين الحربين الأهليتين باتت تفرض نفسها، ليس فقط لقراءة ماضي لبنان وحاضر سوريا، بل أيضاً لقراءة حاضر لبنان وماضي سوريا. منذ تدخل النظام السوري في لبنان لحسم حرب السنتين في اتجاه ظهر سريعاً أنه لفرض هيمنته هو، نشأ خطاب سياسي لبناني تناقله كذا طرفا، كل حسب ظرفه ومصطلحاته، ويتعلق باستعجال انفجار الصراع الأهلي في الداخل السوري. هناك مادة يمكن استجماعها في السبعينيات والثمانينيات ويتوقع فيها زعماء وسياسيون لبنانيون من مواقع حربية متضادة مصيراً احترابياً سورياً داخلياً، ويستدلون بالحاصل ميدانياً، وصولاً الى مجزرة حماة. لكن الحرب السورية بالمعنى الشامل والمزمن للكلمة لم تنفجر وقتها. الادارة النظامية السورية للحرب اللبنانية نجحت في تأمين استقرار لنظام كان، على كثرة استبداده، أكثر عرضة للتحدي من جانب شعبه، مقارنة بحال العديد من «النظم التقدمية» أو «الديموقراطية الشعبية» أو «الديكتاتوريات العسكرية» العربية (حسب ما اخترت الترسيمة). كما أن الأيديولوجية البعثية التي يحملها النظام بقيت الى حد كبير نقمة عليه أيضاً، فهو لا يستطيع الذهاب فيها بعيداً، بالشكل الذي ذهب اليه العراق، ولا يستطيع تسريحها أو تجاوزها. هذا في وقت انتزع صدام حسين بصلفه وفظاظته و»ماتشيته» المجنونة كاريزما شعبية في «قادسيته» مع ايران. أما حافظ الأسد فلم يكن له مثل هذا. لم يكن له حتى ما ناله معمر القذافي من شعبية في وقت من الأوقات، سواء في داخل بلده، أو في العالم العربي. الحرب اللبنانية كانت مع ذلك حبلى بالحرب السورية، تحتبسها، ما دامت حرباً نجح النظام السوري بعد سنتين من انطلاقتها في ادارتها الى حد كان يزيد وينقص، لكنه اتضح انه تعاظم على المدى الطويل، حتى أمّن لنفسه، بتقاطعات ما بعد الحرب الباردة وحرب الخليج الثانية، وصاية عسكرية وأمنية مرهقة للبنان بعد الحرب. أدوار ووظائف النظام السوري في الحرب اللبنانية لم تدرس بعد في الشكل الكافي، ولم يدرس كذلك كيفية نقل هذا النظام لمشكلاته البنيوية في سوريا الى لبنان. الحربان السورية واللبنانية متعاقبتان زمنياً. يفصل عقدان بين الواحدة والثانية. لكن، تبقيان مع ذلك حربين متزامنتين على صعيد منطق سير واستفحال كل منهما، رغم كل لائحة الاختلافات، سواء في الايقاع الحربي نفسه، او في السعة التدميرية، او في التدخل الاجنبي. أهم عنصر تلاقٍ هو ان النظام نفسه الذي نجح في ادارة الحرب الاهلية اللبنانية لاعوام طويلة وخرج منها منتصراً بوصاية على جميع اللبنانيين، عاد وانفجرت التناقضات الداخلية بوجهه بعد سنوات قليلة من خروجه من لبنان، لكنه استفاد، بمدفعيته أولاً قبل أي شيء آخر، وبفهمه «الأنثروبولوجي» لسمات المجتمعات المتعددة طائفياً واثنياً وطرائق التفاعل بين أبنائها، ومآلات ديناميات العنف داخلها، كيف يدير ما انفجر أساساً بوجهه من تناقض عميق، وغير قابل للاطفاء، فاذ عجز عن اخماد الثورة عليه، وعجزت الثورة عن الاطاحة به، سرع الخطى باتجاه الحرب الأهلية، ولم تذوبه الحرب نفسها ، رغم كل الانتظارات المماثلة، ورغم كل التعليلات لاستمراره بالتدخلات الايرانية والحزب اللهية والروسية. نجح في التحول الى ادارة الحرب الأهلية السورية، بشكل ما زال مستمرا في حده الأدنى. من المبكر قليلا القول اذا كانت الحرب السورية تجاوزت منذ اعلان الهدنة الهشة الاخيرة وبدء المفاوضات، مرحلة «حرب السنتين» السورية التي دامت خمس سنوات. لكن ثمة هنا أيضاً اغراء بالمقارنة. حرب السنتين كانت الى حد كبير الحرب الأهلية اللبنانية وما بعدها كان حروب ما بعد الحرب الأهلية. لا يمكن استشراف ملامح ما بعد الخمس سنوات الدمويات التي، حولت أقل قليلا من نصف السوريين الى مهجرين في الداخل والخارج وعلى امتداد كوكب الارض. كل ما يمكن توقعه ان هذا النظام لم يعد بمقدوره ان يبقى الا كنظام ادارة حرب اهلية، وادارته هذه، تقدم ميدانيا او تراجع، في اتجاه تراجعي من سنة الى سنة. هو نظام يحتاج الى حد كبير للهدنة لترميم نفسه، ويعي خطورة ان يتفكك نخاعه الشوكي متأثراً «بجراح هدنته».

 

لبنان بين الماضي والمستقبل

وليد سالم القنطار/النهار/14 نيسان 2016

مرّت بلبنان في تاريخه الطويل قبائل وشعوب وأقوام حطت فيه واستوطنته وتفاعلت مع سكّانه الأصليّين، وتركت بصماتها على عاداته وتقاليده وتراثه وثقافته ومجمل حضارته، سواء تلك الّتي استمرّت في إقامتها فيه أو الّتي غادرته، وسواء تلك الّتي حافظت على هويّتها الّتي جاءت منها أو الّتي اندمجت بالمجتمع المتنوّع الّذي أقامت فيه وأغنته بما جاءت به. ولبنان اليوم هو حصيلة هذا الماضي الطّويل، تعيش فيه مجموعات بشريّة ذات انتماءات وارتباطات قوميّة وثقافيّة ودينيّة وفكريّة متعدّدة تضيف إليه الكثير من جماليّات التّنوّع وتسمح له بالمزيد من التّفاعل والتّأثير المتبادل والإغتناء المستمر، ولكنّها تترك على أرض الواقع عبء خلافات وصراعات ونزاعات الماضي الّتي يفترض أن يعمل الإنسان الحديث على إزالتها والعودة إلى ما هو إنساني فيه. وهذا لا يعني إيجاد مجتمع دون إختلافات وتناقضات، إذ لا يمكن أن نحلم بمجتمع دون إختلافات، بل الإمكانيّة ستكون متاحة لوضع آليّات ديموقراطيّة لحل تلك الإختلافات قبل أو حتّى عند وصولها إلى درجة النّزاعات بين المجموعات البشريّة القاطنة فيه أو الطّارئة عليه. وهو ما يفترض أن نسعى إليه رغم اللّيل المظلم والنّفق المعتم الطّويل الّذي يعيش فيه لبنان في المرحلة الرّاهنة. في ظلّ الإستبداد الّذي تجاوز كل أشكال الإستبداد المنصرمة الّتي عرفها هذا البلد في تاريخه من بعض تكويناته بالأحكام المسبقة والتّصوّرات الخاطئة الّتي تعيش في رأسها إزاء الآخر والتّصوّر غير الصّحيح بإمتلاك الحقيقة المطلقة وعدم الإعتراف بالآخر أو رفضه وقد يتحوّل ذلك إلى خلافات حادّة ونزاعات تعود إلى مظالم غير قليلة تتراكم مع الزّمن وتصعب إزالتها من الذّاكرة. وإذا كانت الأديان قد نشأت في رأس الإنسان في تصوّراته وفكره لتساعده في الـتّغلّب على مخاوفه ومشكلاته وزيادة أوجه أمنه واستقراره وإشباع حاجاته اليوميّة، فإنّها وفي فترات مختلفة وطويلة إستغلّت أيضاً في غير مصلحة الإنسان، كما هو حاصل اليوم في مناطق عدّة من العالم. وهكذا عانت هذه المجموعات الكثير عبر التّاريخ بسبب دينها أحياناً كثيرة أو قوميّتها أو عاداتها وتقاليدها وطقوسها أو ربّما بسبب شكلها أو لونها أو بسبب لغتها أو ما في أرضها من موارد أوّليّة غنيّة كانت مطمعاًُ للأقوياء. ولم ينتهِ هذا الألم الّذي يعانيه الكثير من الشعوب، ونحن منها، وسيبقى لمرحلة مقبلة حتّى يتغيّر الكثير من أسس المجتمعات والأنظمة من حولنا بإحترامهم حقوق الإنسان السّياسيّة والإقتصاديّة والإجتماعيّة والثّقافيّة بما فيها الدّينيّة. قد يكون بعض رجال دين من مختلف الطّوائف والمذاهب ساهم في جانب من هذه المظاهر، وعلى خلاف ما يطرح في تلك الأديان في الجانب النّظري منها، يتحدّثون عن المساواة ولكنّهم يمارسون عمليّاً عدم المساواة، ويتحدّثون عن الحرّيّة ويمارسون نقيضها، ويتحدّثون عن التّسامح الدّيني ويمارسون التّعصّب والتّزمّت والكراهيّة. فالدّين بدأ تعبيراً عن حاجة إنسانيّة لدى بني البشر، عن ضعف الإنسان إزاء الطّبيعة وظواهرها الّتي كانت ولا يزال بعضها يهدّد حياته ويشكّل خطراً عليه. فإنّ الدّين تحوّل بمرور الزّمن وعبر هؤلاء إلى أداة فرض الهيمنة وتبرير الإستغلال والخطر الّذي تعانيه شريحة كبيرة من الشّعب. أما وقد وصلنا إلى هذه الحالة غير المرضية، فعلى الجماعات المتنوّرة في المجتمع اللّبناني الّتي كانت وما زالت تؤدّي دوراً مهمّاً، مواصلة البحث الدّائم والدّؤوب في التّراث الثّقافي والحضاري من أجل المساعدة على السّير بخطوات قويّة نحو الدّيموقراطيّة الصّادقة الصّحيحة.

والتّقدّم الإجتماعي والتّخلّص من أعباء الماضي السّلبيّة للإنفتاح على العالم الجديد في ظلّ العولمة الموضوعيّة الّتي تعيشها البشريّة في هذا العالم وبعيداً عن التّقوقع الّذي يتّجه إليه البعض بإرتباطاته المختلفة، والفصل بين الدّين والدّولة أو بين السّلطة الدّينيّة والسّلطة الدّنيويّة، وهي إشكاليّة نعانيها في لبنان منذ قيامته. وإنّ الّذين يصرّون على فرض مفاهيمهم على العالم لن يلاقوا إلّا الفشل.

 

السيّد محمد حسن الأمين: الدولة الدينية دولة غير شرعية

حاوره: وسام الأمين/جنوبية/13 أبريل، 2016

للعلامة المفكر الاسلامي السيد محمد حسن الأمين موقف حاسم من مسألة الدولة الدينية فهو يقول أن "لا شرعية للدولة الدينية على الإطلاق"، ولكن على ماذا بنى السيّد موقفه هذا في ظل تنافس المذاهب الاسلامية على تظهير نماذج من الحكم الديني في أيامنا هذه مسبغة عليها شرعية النصوص والاحاديث الشريفة؟ ينفي السيد الأمين منذ البدء امكانية المقارنة بين مفهومين يجري الصراع والجدل حولهما، وهما ما يسميان: بالدولة الدينية، والدولة المدنية”.أما عدم جواز المقارنة فيعيدها السيد الأمين الى “أن الدولة اللادينية هي دولة الحاضر والمستقبل، وأن الدولة بالضرورة، هي دولة مدنية ولا علاقة لها بالشأن الديني، فإذا كانت الدولة الدينية تعني السلطة بإسم الدين وهي فعلاً كذلك، فمن وجهة نظري فإن هذه السلطة لا شرعية لها على الإطلاق إذ لا يجوز أن يكون الدين غطاء لأي سياسة بما يعني أن مصدر الشرعية للدولة هو الدين الذي يقضي بالضرورة أن يكون ممثلوه هم رجال الدين، فقد أصبح من الضروري أن يحسم هذا الجدل لصالح أن الدولة لا تكتسب شرعيتها أو السلطة، إلا بالعقد الذي يقوم بين السلطة وشعبها، أي الذين تمثلهم وتمثل اختياراتهم، وفي هذه الحالة، قد يكون الطابع لهذه الدولة في بعض البلدان طابعاً دينياً ولكنه ليس نابعاً من أن الدين هو مصدر شرعية الحاكم أو السلطان أو الحكومة، فهذا الطابع الديني الذي أشرنا إليه قد يكون ناشئاً عن التوجهات الدينية الغالبة في هذا المجتمع والتي من شأنها أن تنتج قوانينا مستلهمة من الدين، وبالتالي فهي حين تفعل ذلك تمارس حريتها واختيارها الحرّ للقوانين التي تطمح إلى تطبيقيها في إطار الاجتماع السياسي والاجتماعي والأخلاقي وعلى كل المستويات، وهذه في نظري هي دولة شرعية ولكنها ليس دولة دينية، أي أن السلطة لا تحكم فيها بوصفها ممثلة لله على الأرض كما كان شأن الكنيسة في العصور الوسطى، وكما كان شأن الخلافة الإسلامية بعد العهد الأول لهذه الخلافة أي الخلافة الراشدة، حيث أصبح الخليفة وهو السلطان الحاكم يستمد شرعية سلطته من أنه يمثل إرادة الله على هذه الأرض “.

ويفصل السيّد الأمين قائلا: “إن الدولة هي شأن بشري وليست شأنا إلهياً كما هو الدين، والدين ثابت لا يتغير ولا يتحوّل، بينما الدولة صيغة متحركة ومتغيرة ومتطورة وتختلف سماتها بين عصر وآخر وشعب وآخر، إنها اختيار شعب ما لسلطته وللأحكام القانونية التي تحد من صلاحيات الحاكم وتقيدها ولا يمكن بالتالي للسلطة أن تتجاوز الحدود والقيود”.

وتابع : “بصورة عامة فإن كل مفكري عصر الإحياء والذين تتلخّص وجهتهم الفكرية والسياسية إلى استعادة الكيان السياسي للمسلمين، التي كان آخر من يمثلها هو الدولة العثمانية، إن كل هؤلاء الإحيائيين يجب إعادة النظر في تفكيرهم وتراثهم وثقافتهم، فمن الملاحظ أن النزعة العاطفية وأستطيع أن أقول الرومانسية الإسلامية كانت تطغى على تفكريهم وكانوا يظنون أن إقامة دولة في الإسلام سيكون كفيلاً بحدوث النهضة التي يطمحون إليها، وهذا ما يتجلى في نزعة هؤلاء المفكرين الإسلاميين، ولكن نحن الجيل الذي تلا، يجب ان نكون أكثر تحرّراً من الصدمة التي أصابت هؤلاء المفكرين جراء سقوط الدولة العثمانية، أي الكيان السياسي الإسلامي، وأصبح لدينا القدرة والمعطيات التي تسمح لنا بأن نتجاوز رؤيتهم إلى اعتبار الخلاص من مراحل التشتت والتخلف والضعف بتجديد النظرة إلى معنى الدين ومعنى الدولة في آن.

وبالنسبة للشعارات الكبرى التي تعنون وتحرّك الاسلام السياسي، برأي السيّد الأمين أن “أوّل شعار يجب أن نضعه على المحك والذي شكل الأساس الفكري لهؤلاء الإحيائيين في تصورهم لمفهوم الدولة وأعني به شعار أن “الإسلام دين ودولة” لنقول أن الدين باق سواء أقامت دولة باسمه أم لم تقم، يعني أن للدولة مفهوماً آخر غيرلمفكر به كان يجب ان يعرفه الذين كانوا يريدون استعادة الخلافة أو استعادة أي شكل من أشكال السلطة التي تتناسب مع اتباع كل مذهب من مذاهب المسلمين”.

وبالنسبة للفكر الاسلامي الشيعي الذي نشأ في النصف الأخير من القرن الماضي مع الشهيد السيد محمد باقر الصدر الذي عرفه جيداً السيد الأمين وقرأه بكل العمق والشموخ على حدّ تعبيره فيقول “لقد اعتبرت اغتياله من قبل النظام السابق أفظع جريمة ترتكب بحق العلم والمعرفة وأنا أريد أن أقول له وأنا أقرأ كتابك “اقتصادناً الذي يحوي علما جميلا ومثاليا ترتكز عليه رؤيتك لإطلاق مشاريع التنمية الكبيرة وهي رؤية تشدد على أن  قيام نظام إسلامي سوف يستولد بالضرورة لدى الشعوب الإسلامية حوافز للعمل والإنتاج والإبداع والأمانة، مما سيغيّر في الواقع الاقتصادي الفاسد لأنظمتنا القائمة آنذاك وأتابع لأقول ما أعرفه ويعرفه الشهيد جيّداً أن البشر هم البشر، وأن التطور الأخلاقي للأمة هو نتاج مخاض حضاري دائم ومستمر، وأن دولة تحكم بإسم الإسلام تقفز فجأة إلى سدّة السلطة لا يمكن أن تحقق هذه الأحلام الجميلة والنوايا الطيبة التي كتبت أطروحتك الاقتصادية تحت تأثيرها”.

وأضيف في نهاية هذا الخطاب: قم وتأمل العراق اليوم أيها الشهيد، والذي يفترض أن حزباً إسلامياً هو الذي يتولى إن لم يكن السلطة بالكامل، فشطراً واسعاً من سلطتها، فهل منع الإسلام هذه السلطة أن تقدم بكل أسف هذا النموذج الأسوء بين سلطات العالم، كما تشير كل الإحصاءات إلى ذلك في العراق”.

ويؤكد السيّد الأمين في النهاية ان هذا الخطاب يمكن توجيهه لكل من الشهيد الشيخ حسن البنا والشهيد السيد قطب والمودودي وسواهم ممن توخوا تجديد الحضارة الإسلامية وإعادة حضورها الفاعل في هذا العالم.

 

في ذكرى 13 نيسان: أهالي المخفيّين

ناتالي اقليموس/الجمهورية/13 نيسان/16

“إقرَعوا على قبورنا وأبلِغونا عنهم”

41 عاماً مضَت على الحرب الأهلية، غابت محاور القتال: الشيّاح – عين الرمّانة، القبّة – زغرتا، تل الزعر والمخيّمات الفلسطينية… أسكتت المدافع، وكذلك أزيز الرصاص والقذائف، هدأت الجبهات، غاب المقاتلون، همدت الحركة في الخنادق… إلّا أنّ الحرب لم تنتهِ بل تبدّلت متاريسها وطبيعة أدواتها. ولم تعُد الأزمة اللبنانية محصورةً في النزاع العربي – الإسرائيلي أو التدخّل السوري، لكنّها باتت في مكان آخر. أزمة شلل دولة برُمَّتها وتَهاوي مؤسسات رسمية تباعاً كأحجار الدومينو، في ظلّ فراغ رئاسي يشارف على دخول عامه الثالث.اليوم 13 نيسان. لم تعُد القضية منحصرة بترداد عبارة “تِنذكر وما تِنعاد” سنوياً لضمان عدم اندلاع الحرب مجدّداً. فأكثر من أيّ وقتٍ مضى يمرّ اللبنانيون في نفقِِ مظلِم، لم يتجرّعوا مرارتَه حتى في أشدّ فترات الحرب فداحةً. ففي تلك الحقبة من تاريخهم لم تُغيّب الاستحقاقات الدستورية، والمواعيد الرسمية، ولم تصِل النفايات إلى تخوم أبواب منازلهم، ولم يَسمعوا بهذا الكمّ مِن فضائح الفساد الإداري.

لذا تطلّ ذكرى الحرب اليوم في ظروف لا يُحسَدون عليها، فالمخيّمات متفشّية على امتداد الوطن كقنابل موقوتة وبؤَر أمنية، وعوضَ ترتيب أوضاع المخيّمات وإكمال حلمِ عودة الفلسطينيين إلى ديارهم، جاءَ همُّ اللجوء السوري ليضاعف أزمة أعداد اللاجئين على أرضٍ لا تتجاوز مساحتها الـ 10452 كلم مربّع. فلم تكد تكتمل فرحة اللبنانيين بجَلاء الجيش السوري، ودحرِ الاحتلال عن وطنهم، حتى فُرض عليهم أكثر من مليون ونصف مليون لاجئ سوري. وفي هذا السياق، لا يعتبر رئيس لجنة “سوليد” غازي عاد أنّ 13 نيسان موعد اندلاع الحرب، فيُبدي اقتناعه بأنّ “بداية الحرب كانت قبل هذا التاريخ، بين الجيش اللبناني والفصائل الفلسطينية، وفي 13 نيسان وقعَ التغيير، وانتقلَ القتال بين الميليشيات والفصائل الفلسطينية”.

الوصية الأخيرة

على طريقة “بَدنا نكمِّل بلّي بقيو”، يُحصي عاد العائلات التي ماتت تباعاً وهي تطالب بمعرفة مصير المخطوفين، فيقول: “بتنا لا نتجاوز عدد أصابع اليدين ونحن نطالب بمعرفة مصير المخطوفين في السجون السوريّة، المؤسف أنّ الموت غيّبَ بعضَ الأهالي، والمرض أقعدَ الأمّهات”. ويضيف من قلبٍ محروق: “في قلوبنا غصّة. فالقضية تعيش معنا، تكبر معنا، والحادثة في عيون الأهالي كأنّها وقعَت البارحة. لا يزال وقعُها موجعاً ومحرقاً لهم، وعلى رغم تقدّمِهم في العمر لم تبرُد مشاعرهم ولم يملّوا الصلاة والدعاء، وهم سريعو التعلّقِ بأيّ خبَر يسمعونه قد يقودهم إلى معرفة مصير أبنائهم”. لذا يَعتبر عاد أنّ حال الأهالي “بالويل” وفي قلقٍ دائم. لا يَعتبر عاد أنّ الحرب انتهَت طالما ملفّ المخفيين لم يبلغ خواتيمه، فيقول: “الحرب لا تزال قائمة، وأكبر دليل على استمرارها مسلسل معاناة العائلات التي نخسرها تباعاً، ووصيتُها واحدة: “نريد معرفة مصير أولادنا، وإذا عرفتم بعد مماتِنا شيئاً عنهم، إقرَعوا على قبورنا وأبلِغونا”.

الهيئة الوطنية

نتيجة المشكلات الصحّية، الاجتماعية، الاقتصادية وغيرها، التي تعاني منها العائلات، يلفت عاد إلى أنّه “ما عاد بوسعِهم البقاء في الطرُق”، لذا وحيال الأجواء السياسية المتوتّرة، ما مِن تحرّكات مرتقبة راهناً. بل إنّهم مصِرّون على متابعة القضية بقنوات رسمية. فيوضح عاد: “أتابع شخصياً من خلال مجلس النواب مع لجنة الحقوق النيابية مشروع قانون تشكيل الهيئة الوطنية، وذلك بعدما أقفَلنا الخيمة. إختلفَ أسلوب متابعتِنا للقضية، لذا نعمل في المجلس لإقرار تشكيل الهيئة التي ستكون بداية حلّ لقضية المخفيّين”.وعمّا إذا كان التبديل في آليّة التحرّك قد أفضى إلى نتيجة ملموسة، يُجيب: “لا يمكن القول إنّنا نراوح مكاننا، لا شكّ في أنّ المسألة تسير ببطء، ولكن بخطوات مدروسة”، مشيراً إلى أنّه في الاجتماع الأخير، “تحوّلَ القانون من لجنة حقوق الإنسان إلى لجنة الإدارة والعدل، في انتظار تحويله قريباً إلى الهيئة العامة للتصديق عليه، ومن ثمّ يتمّ تشكيل الهيئة”. أمّا بالنسبة إلى دورها فيقول: “إنّها هيئة متخصّصة، ستشكّل المرجعية الأولى في متابعة الإخفاء القسري، والبحث في المقابر الجماعية، وتفنيد ملفّات المخفيين، وغيرها من القضايا في هذا المجال”.

بنك الـ DNA

تُعلّق عائلات المخفيّين آمالاً كبيرة على تشكيل الهيئة الوطنية لكشفِ مصير أبنائها، لكنّ إنشاءَ بنك الـDNA مطلب قديم جديد، يلحّون عليه، مردّدين: “شو ناطرين نموت كِلنا؟”. في هذا الإطار يوضح عاد: “سيشكّل هذا البنك صلة الوصل بين الأهل وأبنائهم المخفيّين، لذا لا بدّ مِن الاحتفاظ بداتا عن الجينات الوراثية، وإذا اكتشَفنا في المستقبل جثثاً، أو بقايا رفات، بفضل إجراء فحص DNA سنتمكّن من التعرّف إلى هوية الجثة وتطابقِها مع عائلات المخفيّين”. ويضيف: “المؤسف أنّ الأهالي يموتون تباعاً من دون أيّ داتا جينية عنهم، وبذلك نفقد كمّاً هائلاً من المعلومات، وعلى رغم مطالبتنا الدؤوبة لم نصل إلى نتيجة فعلية”.

وردّاً على تخوّف البعض من إنشاء هذا البنك، ولا سيّما بعض السياسيين، يجيب: “لا أرى من سبب مباشَر، هناك جملة عوامل خلفَ الرفض، أبرزُها التهرّب من مقاربة الموضوع برُمّته، خصوصاً أنّ أيديهم تلوّثت في الحرب”، ملاحظاً أنّ “العدد الأكبر من السياسيين يرفض الاقترابَ من هذا الموضوع أو مناقشته، والدليل هو التأخير في إعداد الداتا المساعدة وتوفير المعطيات اللازمة، وكأنّهم يريدون إلغاءَ الموضوع من الذاكرة. وهذا جلُّ ما نخشاه”.

 

د. مصطفى علوش: انهيار أركان الدولة الاساسية كان من أهم مسببات 13 نيسان 1975

د. مصطفى علوش/موقع مونليبانون/13 نيسان/16

ان ابعد الناس عن الحقيقة هو من كان على يقين انه يعرضها واقربهم هو من يبحث عنها.

بالرغم من مضي قرنين على احتلال المسألة القومية مركز الصدارة في الطروحات السياسية العالمية، فان هذه الظاهرة لا تزال غير مفهوم بصورة واضحة على المستويين السياسي والاجتماعي، ذلك على الرغم من محاولات العشرات من المفكرين حول العالم لتحليلها، امثال ستيوارت ورينان ولينين وستالين وهاينز وهوبسباوم وجيلنر. وكانت محاولات مماثلة في العالم العربي لساطع الحصري وميشال عفلق وانطون سعادة واحمد لطفي السيد وعصمت سيف الدولة. وقد يكون اجتهاد جيلنر هو الاكثر مباشرة بين التعريفات حين قال عن القموية بانها اساسا "مبدأ سياسي يقوم على ضرورة التطابق بين الوحدة السياسية والوحدة القومية".

وتعرف القومية في شكلها الاحدث والاكثر انتشارا بالامة انطلاقا من مسوغات علمانية وثقافية على اساسا انها "مجموعة من الناس الذين يملكون لغة مشتركة وتقاليد ثقافية، نمكنهم من تأليف وحدة سياسية مستقلة وموحدة"، وهذا هو الاطار المفترض لتكوين الدول في اوروبا وفي معظم العالم. وقد كانت ولادة الفكرة القومية على خلفية الثورة الفرنسية سنة 1789 وتركزت على منطق الدولة الجامعة للامة، وعلى اساس ان الدولة هي الغاية النهائية للقوم او الامة، ولكن بروز تعبير القومية اتى على لسان "جوزيبي مانزيني" في اواسط القرن التاسع عشر وهو الذي لقب لاحقا بروح ايطاليا. وهذا ما كان مدخل عصر القوميات الذي اشار الى بداية افول عهد الابراطوريات والممالك والامارات، الذي كان سائدا قبل القرن الثامن عشر واستمر الى اواخر القرن التاسع عشر، وجزء من القرن العشرين. وكان نظام الامبراطورية يتكون من دولة تحوي اثنيات واديانا وثقافات متعددة.

بروز القومية عند العرب

على الرغم من بروز الوعي بالهوية القبلية العربية من خلال دور العرب في تأسيس الدول الاسلامية، لم يتم ترجمة ذلك الى قيام دولة عربية على حساب الامة الاسلامية، وذلك على الرغم من ان هذا العنصر هو من كان الرافعة الاولى للامة، وتم نعت كل الحركات القومية بالشعوبية التي تهدف الى تقويض الامة الاسلامية. وكانت هذه الحركات قد ظهرت بقوة في اواسط عهد الخلافة العباسية. كما ان انشاء الدولة الصفوية في ايران في اول القرن السادس عشر كان يعد في اطار الحركات القومية التي سبغت لاحقا بطابع عقائي اسس لبروز مبدأ ولاية الفقيه المطبق حاليا في الجمهورية الاسلامية الايرانية. اما في العصور الحديثة فقد ظهرت اولى بوادر مبدأ الدولة القومية من خلال احتكاك المصريين مع الحملة الفرنسية. فسعى الخديوي محمد علي الى تقليد النمط الاوروبي وارسل بعثات تعليمية الى باريس وليندن، كان احد روادها الشيخ الازهري رفاعة الطهطهاوي الذي صرح ان "الوطنية والحماسة الشعبية لمصلحة الدولة هي اساس نجاح الدول الاوروبية". اما في المشرق فقد كان مسيحيو لبنان رواد حركة ثقافية تركزت على احياء الثقافة العربية في مواجهة حملة التتريك والطوارنية المعتمدة هي اصلا على بروز الوعي القومي التركي. وقد كانت اللغة هي الحاضنة الاساسية لهذه الحركة م خلال جمعية ادبية سرية، وضعت نظام تعليم متكامل ومناهج دراسية تنادي بالقومية العربية، كان روادها ناصيف اليازحي وبطرس البستاني. لقد وضعوا الاسس لعشرات المدارس ولكلية لاعداد المعلمين وانشأوا الجامعة الانجيلية السورية التي اصبحت فيما بعد الجامعة الاميركية والتي خرجت اكثرية قادة الفكر القومي. وقد نعتت هذه الحركة بكثير من الاتهامات من قبل الاصوليين الاسلاميين، بالدعوة الجاهلية وموالاة الكفر وغيرها من الصفات التي لا مجال لطرحها باسهاب في هذا المقال، ولكن الرسالة الواضحة من ريادة المسيحيين في ثقافة العروبة هي محاولة صادقة منهم لايجاد قاسم مشترك مع محطيهم لا يجبرهم على التخلي عن معتقداتهم، ولكن، في الوقت نفسه، يعطيهم الفرصة للمشاركة في تطوير بناء هذا المحيط. ولم يتم تطوير هذه الافكار الى المستوى السياسي الا بعد بروز مؤشرات انهيار الامبراطورية العثمانية التي تمثلت في لبنان بتجمع سياسي نخبوي من مختلف الطوائف، لم يتأخر الحاكم التركي العسكرية جمال باشا في قمعها من خلال حملة م العادامات التي خلدها شعبنا بيوم الشهداء في 6 ايار. اما على المستوى العربي فقد قام الشريف حسين بتمرد مدعوم من قبل الانلكيز ضد العثمانيين بهدف انشاء مملكة عربية انتهت بمعركة ميسلون الشهيرة بعدما فرضت فرنسا الانتداب على سوريا ولبنان. وقد شهدت المنطقة بعدها دعوات ادت الى ظهور احزاء وتجمعات على اسس قومية مشابهة للتجارب الاوروبية مثل الحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب العبث العربي الاشتراكي وحركة القوميين العرب وكانت قياداتها بمعظمها من المسيحيين. ولكن الحالة الابرز فقد كانت الناصرية التي سيطرت بقوة على العقدين السادس والسابع من القرن العشرين في العالم العربي.

التسوية اللبنانية التاريخية

لقد اسهبت الصديقة ريتا بشرح تلك الفترة بشكل مفصل يمكن ان يجعل من الكتاب مرجعا بحثيا بهذا الخصوص، ومن وجهة نظري اليوم بعد تجاري طويلة في مكان آخر ارى التجربة اللبنانية في الاطار الآتي:

فبمسعى من المثلث الرحمات، البطريرك الياس الحويك، اعلنت دولة "لبنان الكبير" بعد ضم الاقاليم الاربعة الى جبل لبنان. لا نعلم اليوم ما كان يجول في خاطر البطريرك وقتها فدفعه الى وضع مسيجي الجبل، و معظمهم من الموارنة، تحت رحمة التبدلات الديموغراقية غير المحسوبة، بدل البقاء في دويلة صافية مذهبيا. فضم اقاليم ذات اكثرية ساحقة من المسملين (مع وجود مجموعات متفقرة من الموارنة) وقد يكون في سجلات الكنيسة المارونية مدونات عن مسوغات هذا القرار. ولكن، وبالنتيجة، اصبح لبنان مشروعا لمغامرة حضارية، ونموذجا لا مثيل له في العالم، وقد يكون الهدف من هذه المغامرة هو اثبات ان الطبيعة الانسانية قادرة على التسامح متى اعطيت لها الفرصة للتعارف، لان التعصب والعدائية اساسهما الجهل في معظم الاحيان. ولكن هذا القرار ترك الجرح اللبناني مفتوحا، يتجاذب ضفتيه حلم الوحدة العربية والم الانسلاخ عن المحيط من جهة، وحلم الامتيازات المسيحية في محمية فرنسية وخوف من الوبات في المحيط المسلم من جهة اخرى. حتى اتت التسوية التاريخية التي جعلت لبنان بلدا حرا ومستقلا "ذوب وجه عربي" وكطان ابطالها بشارة الخوري ورياض الصلح زعيما الاستقلال اللبناني الاول.

ولكن، كما اشار رغيد الصلح في كتابه "لبنان والعروبة" فان فكرة "الوجه العربي" تركت الباب مفتوحا امام تفسيرات مختلفة لعروبة لبنان. فهي في نظر القوميين اللبنانيين تعني ان لبنان اقل عروبة من بقي البلاد العربي بل انه بالنسبة لهم غير عربي، مما حلل لهم القيام بتحالفات مع قوى مناهضة لتوجهات القوميين العرب. وقد ادت هذه السياسة، وفي محاولة للمحافظة على الخصوصية اللبنانية، الى محاولة اقصاء ثقافة العروبة عن التعليم والى محاولة اقصاء القوميين العرب عن مواقع السلطة لمصلحة العروبيين التوفيقيين. ولا شك ان هذا التوجه ادى الى اعاقة الديموقراطية اللبنانية وتطورها وجعل الديموقراطية اللبنانية بتراء ومشوهة بحيث انها اصبحت عرضة للسقوط عند اول المنعطفات، كما ان هذا الواقع اعاق انشاء احزاب جماهيرية سياسية غير طائفية وحرمت هذه الخصوصية ايضا الديموقراطية اللبنانية من التفاع مع القوى الديموقراطية الاخرى في العالم العربي وخصوصا في بدايات عهود استقلال شعوب المنطقة.

في الفترة الممتدة بين 1948 و1958، تراجع الق الميثاق اللبناني بعد نكبة فلسطين واغتيال رياض الصلح والانقلابات على الانظمة المدنية في سوريا ومصر. ولا يمكن في هذا المجال المرور على هذه الفترة من دون الحديث عن الظاهرة الناصرية التي اجتاحت العالم العربي خاصة بعد حرب العدوان الثلاثي على مصر. لقد ادخلت الناصرية العالم العربي في حالة عاطفية اختلط فيها المنطق القومي بالمنطق الديني مع محاولات غير مكتملة لاعطائها بعدا ايديولوجيا وفلسفيا. وكان لشخصية الزعيم جمال عبد الناصر الجذابة الدور الاهم في تحشيد الجماهير. لقد كان التأثير الناصري واضحا في الواقع اللبناني مما ادى الى الدخول في الحرب الاهلي الاولى بعد الاستقلال خاصة بعد دخول السلطة اللبنانية في لعبة المحاور (حلف بغداد).

وبعد 1958، لم يعد الميثاق الوطني يرمز لشراكة اللبنانيين، وصار الاستقرار في لبنان مبنيا على تسوية بين القوميين اللبنانيين من جهة يمثلهم رئيس الجمهورية اللبنانية وبين دولة عربية اخرى ترعى التوازن من جهة اخرى كانت بدايتها مع الرئيس جمال عبد الناصر ومن ثم منظمة التحرير وآخرها مع الرئيس حافظ الاسد.

وبناء على زوال العمق الوطني للميثاق الوطني، لم يكن غريبا دخول لبنان في فترة الكارثة الوطنية المتمثلة بالحرب الاهلية التي اصبحت في حكم الواقعة منذ توقيع اتفاق القاهرة سنة 1969.

1975

عشية 13 نيسان 1975، اليوم الذي شكل الانطلاقة الرسمية لحرب لبنان الطويلة مع نفسه، انقسم اللبنانيون بشكل عام الى ثلاثة فئات:

الاولى تضم غلاة القوميين المسيحيين اللنبانيين الذين اعتبروا وقد يكونون عن حق ان لبنان قد وجد لاجلهم، فتعاملوا معه على اساس انه ملكية خاصة، وعندما طالب باقي اللبنانيين بالمساواة، فضلت هذه الفئة ان تدمر الوطن عى ان تشارك فيه مع الباقين بناء على القول المشهور: "نحنا يا بدنا لبنان مثل ما بدنا يأما عمرو ما يكون". الثانية ضمت من لم يقتنعوا اصلا بحق لبنان بالوجود كوطن مستقل وتضم غلاة القومية العربية- الاسلامية، فتعاملوا معه على اساس انه حال موقتة، او جزء من تركيبة خبية (سايكس- بيكو) لا بد ان تزول يونا. فتعاملوا مع الوطن والدولة على هذا الاساس، فشرعوا الابواب لكل الخيارات ليمعنوا تخريبا في كل مقومات الدولة، وهم اما مشاركون او متفرجون بتجاهل مريب وشماتة ظالمة.الثالثة ضمت فوضويين ويساريين ويمنيين وثوريين ومهمشين اعلنوا فشل تجربة لبنان الدولة فقرروا هدمها لبنائها من جديد كل منهم على قياسه.

قد يكون من قبيل التبسيط حصر تحليل اسباب انهيار الدولة والحرب الاهلية، في الوضع الداخلي، فقد كان للظروف الاقليمية والدولية دورا خطيرا خاصة في مراحل السبعينيات من القرن الماضي، ولكن المؤكد هو ان انهياراركان الدولة الاساسية كان من اهم مسبباته، فقدان ايمان ابنائه بتركيبته، مما شرع الابواب عريضة امام التدخلات الخارجية. ولا شك ان عامل التربية والتعليم دخل ليضيف على الشرخ الكبير في الهوية الوطنية للبنانيين ويجعل من امم شتى لم تجمعنا حتى يومنا هذا امة واحدة على الرغم من لمحات خاطفة مثل يوم 14 آذار. وعلى الرغم من وجود طائفة اضافية من النخب اخرجت نفسها من القومية المذهبية الطائفية وعبرت الى المواطنة ويمكن البناء على رؤياها الفلسفية. يقول افلاطون بان العالم لا يسقتر الا اذا حكم الفيلسوف او اصبح الحاكم فيلسوفا. ولكنه اكد على الدور المحوري للمدرسة التي تعد وتغربل املؤهلين لكل موقع في الجمهورية الفاضلة.

لكنت الاشكال الذي اهمل بالاجمال في معظم الادبيات التي حاولت معالجة معضلة الانتماء الوطني في لبنان كانت مسألة الاقتصاد. في بحث مثير للجدل قدمه الباحثان الاميركيان اسموغلو وروبنسن عنوان "لماذا تفشل الامم؟" ركزا على هامشية العوامل التقليدية مثل التاريخ والحضارة والموقع الجغرافي والعرقي والمناح وحتى الموارد الطبيعية في تقرير نجاح الامم وان لعبت دورا جزئيا او موقتا. ما يراه الاثنان هو ان مركزية الدوة وقدرتها على فرض القانون مع المحافظة على حرية المبادرة للفرد وخضوع الحاكم للقانون وثقة المواطن بالقدرة على التغيير من خلال الديموقراطية والعمل وبالاداع والعلم وتدني نسبة الفساد كلها عوامل تدعم الاستقرار والنمو والازدهار، بالاضافة الى التدمير الابداعي. يقول الكاتبان انه "من الافضل طرح السؤال الصحيح والاجابة عنه بشكل جزئي قابل للتطوير على طرح السؤال الخاطأ والاجابة عنه بشكل كامل".

Creative destruction

وقد طرحت ريتا شرارة السؤال الصحيح، وان كانت لا اجابة غير مكتملة لعدم القدرة على التدمير الابداعي وغير وارد في ادبياتنا السياسية والاجتماعية

الشكر الكبير هو لصانعة هذا الحدث العزيزة ريتا شرارة وانصح كل باحث ومهتم بقراءة الكتاب

http://www.monliban.org/monliban/ui/topic.php?id=716

 

الامور "مش ماشية" بين بكركي والفاتيكان

ليبانون ديبايت - داود رمال/13 نيسان 2016

لا يحتاج زائر العاصمة الايطالية روما الى من يخبره ان العلاقة بين الكرسي الرسولي في الفاتيكان وكرسي انطاكيا وسائر المشرق للموارنة ليست بخير، فهذا بائن من خلال تتبع الحضور الماروني اللبناني في دوائر حاضرة الفاتيكان مع اشارات توحي بوجود خيبة بعدما لم تحقق بكركي ما كان مأمولا منها في عهد الكاردينال ما بشارة بطرس الراعي.

لدى الفاتيكان سياسته وتوجهه، فهو يريد انتخاب رئيس جمهورية ويؤكد على ذلك باستمرار، ولكن رئيسا لا يحدث شرخا بين المسيحيين، اما مع الكنيسة المارونية لا يخفى وجود خلافات بين الكاردينال الراعي والفاتيكان، والسؤال الذي يتردد اصداؤه في روما "من يحيط بالبطريرك؟"، خصوصا ان الدور الحاسم في انتخاب الراعي في سدة البطريركية كان للسفارة البابوية في لبنان ولشخص السفير غبريال كاتشيا، الذي كان مشجعا لشخص الراعي على اعتبار ان البطريرك يجب ان يكون جامعا بعد مرحلة الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، وايضا قادرا على الجمع وعلى التعاطي مع الجميع، يومها اقنع كاتشيا الفاتيكان بامكانية السير بالراعي، علما ان المطران الراعي هو من الرهبان ونادرا جدا في الكنيسة المارونية ان يصبح الراهب مطرانا والنادر الاستثنائي ان ينتخب هذا الراهب المطران بطريركا.

التوجه كان لانتخاب بطريرك غير ممسوك لانه بذلك قادر على فرض كلمته ويكون مطاعا، اذا لم يطاع من القيادات على الاقل ان يطاع من الشعب، والراعي بدايته فور انتخابه بطريركا كانت ممتازة، مدّ جسور التواصل مع الجميع وتحديدا جهات لم تكن تزور بكركي وعلى وجه الخصوص حزب الله. امر مهم حصل ولم يعط اهمية مطلوبة، وهوعقب التفجير الارهابي في برج البراجنة زار السفير البابوي شخصيا الجرحى في مستشفايات الضاحية واضطر ان يرافقه مطران بيروت للموارنة بولس مطر، كان مطلوبا متابعة هذه الخطوة، وتفقد كاتشيا للجرحى رسالة للراعي لمتابعة انفتاحه على المكون الشيعي، حتى يحيط نفسه بقوة وطنية كبيرة، خصوصا ان السنة كانوا بدأوا يفتحون خطوطا مع بكركي منذ ايام البطريرك صفير، ولدى الراعي قاعدة هي اتفاق الطائف وبالتالي قادر على انتاج قيادات، هذه كانت فكرة الفاتيكان، وهذا ما لم يحصل.

لا بل ما بناه الراعي فور جلوسه على كرسي انطاكية وسائر المشرق للموارنة ، بدأ يهدم بمواقف غير معلوم لماذا وكيف تصدر اضافة الى الاكثار من الكلام، واكتشف لاحقا انه لم يكن هناك احاطة او البطريرك لا يريد ان يكون محاطا بمجلس استشاري او بمستشارين ذوي خبرة، لان البطريرك ليس بمقدوره لوحده الاحاطة بكل الواجبات، علما انه بدأ في الفترة الاولى الاستعانة بهكذا نخب، (اصدار الوثيقة الاقتصادية، توجه الكنيسة في الشرق..) ولكن لاحقا أبعد الجميع وحصر التواصل مع البطريرك بمعبر الزامي معروف، ولم يكتف بابعاد العلمانيين انما ابعد الدينيين، علما ان "المونسنيورية" قادرين على ترجمة السياسات والتوجهات، و"بتركيبة العقل الفاتيكاني لا يقبلون بذلك، لانهم ككنيسة تركيزهم على المؤسسات"، والبابا الحالي فرنسيس رغم وجود مؤسسات في الفاتيكان اصرّ مجلس من ثمانية كرادلة لانه لا يريد اتخاذ قرارات بمفرده، واختار الكرادلة من كل انحاء العالم ليكون لديه فكرة جامعة عن اي توجه سيسلكه، اطلق الرسالة العامة عن البيئة في العالم ورحب بها كل قادة العالم بمن فيهم من ليسوا مسيحيين، لانه كان الى هذه الدرجة يمتلك المعطيات وبعد النظر والتطلع، وعندما هاجم البابا ابرز المرشحين الجمهوريين للرئاسة في الولايات المتحدو دونالد ترامب كان يتخذ موقفا نادرا لان البابا الراحل يوحنا بولس الثاني لم يكن يهاجم مباشرة، هذا كله لانه يريد تفكيرا جامعا يجمع، يرتكز على اسس وقادر على البناء.

ناهيك عن التسريبات التي نشرت في وسائل الاعلام حول البطريركية المارونية وعن البطريرك، والذي لم يوفق في مكان ما في عملية الدفاع وتبيان الحقيقة، "الامر الذي ولّد نقزة في الفاتيكان تجاهه، تحتاج الى جهد من قبله لكي تسوى الامور مجددا"، ومن المشاكل التي لا يرضى عنها الفاتيكان، "ان المطران الذي يتقاعد في سن ال75، عند اقترابه من سن التقاعد يعمد شكليا الى تقديم استقالته ويعود مجلس المطارنة الى تكليفه الاستمرار سنة اضافية وقبل انتهاء السنة يمدد له سنة اخرى.. وهذا غير مقبول في الفاتيكان، هناك قانون يجب ان يطبق"، ماذا يفعل المطارنة الذين يقتربون من سن التقاعد، يعمدون الى اطلاق مشروع في ابرشيتهم يحتاج الى خمس سنوات لينفذ وربما اكثر ويعرضون المشروع على بكركي مقرونا بتمني ان ينجز في ايام توليهم للابرشية فيكون ذلك ذريعة للتمديد".

طالما ان لبنان بظرف دقيق لا يمكن للفاتيكان غض الطرف، وما يحصل نتيجة ذلك ان كلمة بطريرك السريان وبطريرك الروم الكاثوليك صارت مسموعة اكثر من بطريرك الموارنة وهذه سابقة، "وهذا يعرف من دوائر الفاتيكان عندما نجد ان بطريرك الموارنة لا يتمكن من ادخال احد الكهنة ليعمل في دوائر الفاتيكان، ناهيك انه لم يطرح يوما اسم علماني للدخول الى هذه الدوائر، اما ضمور الحضور الكهنوتي الماروني في دوائلر الفاتيكان امرا ليس هينا، فأين نحن من زمن الحضور اللبناني يوم كان المطران ادمون فرحات سفيرا بابويا في عدة دول مجتمعة وهو الذي اجرى اول اتصال بين الفاتيكان وليبيا، والمطران الهاشم الذي كان سفيرا بابويا في الكويت وغيرها؟..اليوم لا يوجد احد باستثناء شخص واحد في محكمة (الروكا) بعدما كان فيها ثلاثة لبنانيين، بينما في يومنا الحاضر الاقباط المصريين هم من يتولون المواقع في الدوائر الفاتيكانية لانهم يشتغلون بجدية ومثابرة ونظافة، ولا يلمس تجاوب مع بطريرك الموارنة".

هناك ضمور في الحضور اللبناني في الفاتيكان عكس ما كان عليه الحال ايام يوحنا بولس الثاني وبينديكتوس السادس عشر، "كان رهان الفاتيكان ان يتم تحويل الكنيسة الى مؤسسة تشبه الفاتيكان، وهذا ما بدأه الراعي في اول عهده ولكن المسغرب لماذا لم يكمل؟"، علما ان الراعي يعتبر في الفاتيكان متقدما على آخرين فهو ليس كاردينالا فقط انما رأس كنيسة مشرقية، الان من ينشط هو البطريرك لحام ويتكل عليه واستطاع التأثير بقوة في مقاربة الفاتيكان للازمة السورية، علما ان التقييم الفاتيكاني للراعي انه "يمتلك قدرات كبيرة ويوم استقال صفير كانوا على حق عندما اجمعوا على انه افضل الموارنة، وعند انتخابه اتى بمطارنة مثله متنورين ورجال صلاة وكنيسة، وكان ذلك مؤشرا لنفضة في الكنيسة، ما الذي حصل لتتوقف او تتراجع؟، كان هناك اندفاعة يقدّر لها ان تثمر وتعطي نتائج، والسؤال الفاتيكاني الآخر "هناك طاقات هائلة في الكنيسة المارونية لماذا لا يتم استثمارها؟".

لذلك، ليس مستغربا ان تكثر زيارات الراعي الى روما لا سيما الاخيرة منها، لان في جانب منها "مصارحة" فاتيكانية بالملاحظات الجوهرية التي يتردد صداها بوضوح في الفاتيكان.

 

الحريري استقبل جنبلاط ووفد المعهد الديمقراطي ومؤتمر إنماء بيروت: التحضيرات للانتخابات البلدية تجري على قدم وساق ونؤكد على المناصفة

الأربعاء 13 نيسان 2016 /وطنية -استقبل الرئيس سعد الحريري مساء اليوم، في "بيت الوسط"، وفد "مؤتمر إنماء بيروت" في حضور المنسق العام للمؤتمر النائب محمد قباني والنواب: عاطف مجدلاني، هاني قبيسي، جان أوغاسبيان، عمار حوري، سيرج طور سركيسيان وسيبوه قلبكيان، النائبين السابقين سليم دياب ومحمد الأمين عيتاني، الوزير السابق حسن السبع، رئيس بلدية بيروت بلال حمد وأعضاء المجلس البلدي، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت محمد شقير، مخاتير العاصمة، رؤساء الهيئات المنتخبة في العاصمة، نقيب الصحافة عوني الكعكي، وفعاليات بيروتية. استهل اللقاء بكلمة للنائب قباني قال فيها:"أشكر الرئيس الحريري على استقباله لـ "مؤتمر إنماء بيروت"، الذي هو عمليا برلمان بيروت الشعبي، ويتألف من هيئات منتخبة ونواب ومجلس بلدي ومخاتير وهيئات اقتصادية وفعاليات ونقابات وجمعيات وغيرها".

الحريري

وتحدث الرئيس الحريري وقال: "أهلا بكم جميعا في هذا البيت الذي يجمع اللبنانيين ولا يفرقهم. بيروت كانت حبيبة رفيق الحريري وبيته وكل ما لديه، حتى قبل أن يعمل بالسياسة، فقد كانت عينه على بيروت منذ الثمانينيات، وأتى إليها وعمل فيها وبدأ مسيرته السياسية معكم أنتم أهالي بيروت، واستشهد في بيروت، ونحن أكملنا هذه المسيرة. لا شك أن إنماء بيروت هو بالنسبة لنا الهدف والأساس لكي نتمكن من القيام مجددا بهذه العاصمة، وسط العواصم التي نراها حولنا تنهار يوميا. الحمد لله، نحن تمكنا من الحفاظ على بيروت وعلى لبنان، وسط هذه العواصف المحيطة، وهدفنا الأساسي أن يقوم البلد مجددا ونشهد من جديد نموا اقتصاديا وإنماء حقيقيا، لكي يعيش المواطن اللبناني بكرامته ولا يحتاج إلى أحد. هذه كانت فكرة رفيق الحريري الأساسية، وهي الإنماء بالاقتصاد وإعطاء الناس فرص العمل لكي يتمكنوا هم من النهوض بحياتهم، وهو عليه أن يمهد لهذه الفرص ويخلق نوعا من الاستقرار السياسي والإنمائي والاقتصادي في البلد. وخلال السنوات الإحدى عشر التي فقدنا فيها رفيق الحريري، لم نر سوى استهدافا لكل فكرة رفيق الحريري، بدءا من وسط بيروت، سوليدير، وصولا إلى كل ما يحصل من استنزاف للعاصمة ومحاولة إحباط عزيمة أبنائها، ولكن يبقى أهل بيروت هم الأساس وهم القادرون وحدهم على القيام بمدينتهم. لا شك أنه خلال هذه المرحلة الصعبة التي مررنا بها، تأثرت بيروت بعوامل سلبية، وخاصة الاحتقان والانقسام الحاصلين، واللذين أديا إلى تراجع كبير في نطاق الخدمات للعاصمة، ونحن واجبنا كتيار سياسي، وأنا واجبي كسعد الحريري، أن نستنهض الناس، ونقول لهم أننا لا نقبل أن نفقد الأمل، فبيروت حين تسلم أمورها رفيق الحريري كانت أسوأ بكثير مما هي عليه اليوم، والآن علينا فقط أن نرى كيف يمكننا أن نؤمن الاستقرار للبلد، وأنا على ثقة أنه في لحظة انتخاب رئيس للجمهورية وتولي حكومة جديدة، سنرى مدى الأمل الموجود عند الناس وكم هم قادرون على القيام بهذا البلد، ومدى قدرة بيروت على استرجاع موقعها بين عواصم العالم".

أضاف: " بيروت شمعتها لا تنطفئ، بل ستظل مضاءة دائمة، أنا مؤمن بذلك فعلا، وبأن مشروعنا هو الوحيد القادر على أن يقوم بالبلد، وبأننا بإذن الله سنعمل سويا مع أهل بيروت وشبابها وشاباتها وسنكون قادرين على القيام بالبلد. هناك تحديات كبيرة ومشاكل كثيرة، هذا صحيح، ولكن ذلك لا يعني أننا لسنا بمستوى ذلك، نحن "قدها وقدود" إن شاء الله علينا أن سنخرجها من العاصفة التي تمر في المنطقة. قد يقول البعض ما هي الإنجازات التي حققناها، ونحن نقول أننا إذا نظرنا حولنا ورأينا مدى العواصف التي دمرت البلدان المحيطة، إن في مصر أو سوريا أو ليبيا أو تونس أو العراق أو غيرها، فإننا نحن في قلب هذه المنطقة وعلى الرغم من ذلك تمكنا من الحفاظ على البلد وعلى وحدتنا وتجنبنا الانجرار إلى اقتتال طائفي ومذهبي، وهذا أمر نفخر به، كما نجحنا في أن نقول أن التطرف ليس هو الحل بل الاعتدال. ولكن آن الأوان أن ننتخب رئيسا للجمهورية، والآن لدينا انتخابات بلدية في كل لبنان، وهذا أمر صحي لنا ولبيروت ولكل المناطق اللبنانية لأنه يجدد بعض الدماء ويقويها. وأنا أقول أنني إن شاء الله باق معكم في بيروت، ولكن كما سبق أن قال رفيق الحريري، ممنوع علينا أن نفقد الأمل، وأنا أكرر هذا الأمر اليوم، لأنه بالأمل فقط يمكننا أن نعيد بيروت إلى ما كانت عليه، فهناك دائما أمل ودائما هناك ضوء خلف ذاك الظلام الذي شهدناه في السنوات الماضية، ونحن سنجد هذا الضوء إن شاء الله، وسننهض ببيروت وسنعيدها كما يحبها أبناؤها وكما أرادها الشهيد رفيق الحريري".

حوار

ثم دار حوار بين الرئيس الحريري والحضور تمحور حول مطالب العاصمة ومشاكلها، وأهمهما إنشاء سوق مركزي للخضار ومعمل لمعالجة النفايات على أسس حديثة وتوفير الكهرباء على مدى 24 ساعة، إضافة إلى تزويد بيروت بمياه الشفة التي تزداد الحاجة الملحة لها يوما بعد يوم من مصادر جديدة وتنظيم الشوارع في العاصمة. وعما يقوله للمواطنين على ابواب إجراء الانتخابات البلدية، قال: "نحن جادون بالانتخابات البلدية، وكل التحضيرات تجري على قدم وساق، ونطلب من المواطنين النزول إلى صناديق الاقتراع لاختيار من يمثلهم، إن كان في بيروت أو في كل المناطق اللبنانية. هذه الانتخابات بالنسبة إلينا مهمة جدا، ونؤكد على المناصفة بين المسلمين والمسيحيين، وهذا نعتبره جزءا من إرث رفيق الحريري، وعلينا أن نحافظ عليه وخاصة في مدينة بيروت التي دفعت ثمنا غاليا لتكريس هذه المعادلة. رفيق الحريري استشهد في بيروت لأنه كان حريصا على العاصمة وعلى المناصفة وتكريس صيغة العيش المشترك فيها بالفعل وليس بالقول".

وردا على سؤال، اعتبر الرئيس الحريري أن الالتزام بالدستور واحترام القوانين يعيد دورة الحياة السياسية إلى طبيعتها ويؤدي إلى النهوض بالبلد، وقال: "المشكل أن البعض يتغنى بالدستور في خطبه ومواقفه، ولا يلتزم به في ممارساته وسلوكه السياسي. فتارة يعلن تمسكه بالدستور وتارة أخرى يعطله ولا يذهب إلى المجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية. ثم يذهبون إلى اليمن وإلى دول أخرى للقتال فيها من دون تفويض من أي فريق لبناني، كما يفعل "حزب الله". وتطرق الرئيس الحريري إلى موضوع قانون الانتخابات النيابية، وقال: "المشكل ليس بالقانون ولكن بالعقلية والمنطق. ذهبنا إلى مؤتمر "الدوحة" وتوافقنا على سلة متكاملة لكل المسائل المختلف عليها ومن ضمنها قانون الستين الذي أطلق عليه البعض شعار "عاد الحق لأصحابه". وتم إجراء الانتخابات الماضية على أساس قانون الستين، وربحنا الانتخابات حينها، ولم يعد القانون الذي طالبوا به يعجبهم، فطالبوا بتغييره، نحن لا نرفض تغيير القانون وتوافقنا مع القوات والحزب التقدمي الاشتراكي على مشروع قانون يجمع بين النسبي والأكثري، وقلنا فلنبحث المشروع في المجلس النيابي، ولكنهم يرفضون ذلك لأنهم غير راضين عن المشروع المطروح. وأنا أستغرب كيف أن بعض حلفائنا الذين ربحنا الانتخابات معهم، يريدون تغيير القانون".

واعتبر "أن ما يطرح من صيغ لأحزاب مذهبية أو طائفية هو أمر مؤسف "، وقال: "نحن نرفض كل هذه الطروحات. وعلينا أن نعود لفكرة 14 آذار وكيف نشأت. هي لم تكن على أساس سني أو شيعي أو مسيحي أو مسلم، الفكرة لم تفرق بين كل المكونات، وعندما خضنا الانتخابات النيابية عام 2009 خضناها على أساس برنامج سياسي وليس طائفيا أو مذهبيا". وشدد على "أن لبنان يقوم على أساس أحزاب وطنية وليس طائفية، وعلى سياسة وطنية. رفيق الحريري نجح لأن سياسته كانت وطنية تشمل كل المناطق اللبنانية من دون استثناء"، متسائلا لماذا التهجم على سعد الحريري اليوم؟ لأنني أرفض أن أتصرف على أساس مذهبي أو طائفي بل على أساس وطني. وردا على سؤال عما يحكى عن إحباط من قبل أهالي بيروت، وخصوصا عدم الحماس للمشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة، قال: "البعض يقول أننا أصبنا بالإحباط واليأس، وأنا شخصيا، ومع كل الذي واجهته منذ 14 شباط 2005 وحتى اليوم، لم أفقد يوما الأمل، ولن أفقده وليس مسموحا أن أفقده، ومن سيفقد الأمل هم من يحاولون أخذ البلد إلى المكان الذي يريدونه، لأننا سنبقى في مواجهتهم وسنجعلهم يفقدون الأمل. يريدون أخذ بيروت وابتلاعها، لكن بيروت لا تبتلع وهي أكبر منهم جميعا. وفي الوقت نفسه نقول، نحن لا يمكننا أن نعيش إلا سويا، وإذا كان هناك من يحاول الوصول إلى مآربه السياسية، منذ 11 سنة وحتى اليوم، فإني أؤكد أنهم لن يصلوا إلى هدفهم هذا".

المعهد الديمقراطي

واستقبل الرئيس الحريري وفدا من المعهد الديمقراطي الوطني للشؤون الدولية برئاسة نيكول روزيل وتناولت الأحاديث الأوضاع في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط.

جنبلاط

ثم استقبل الرئيس الحريري رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط في حضور وزير الصحة وائل أبو فاعور والسيد نادر الحريري ومستشار الرئيس الحريري الدكتور غطاس خوري، وجرى عرض للتطورات والأوضاع السياسية من مختلف جوانبها.

 

المفاوض السوري والعاجز الأميركي

 الياس حرفوش/الحياة/14 نيسان/16

إنه مشهد سوريالي فعلاً كيفما نظرت إليه. في سورية يذهبون إلى صناديق الاقتراع لاختيار 250 عضواً جديداً في مجلس الشعب. وفي جنيف يذهبون، في الوقت ذاته، إلى غرف المفاوضات للبحث في مصير النظام الذي يُجري الانتخابات في سورية للتأكيد على شرعيته وديمومته.

قد يكون التقاء التوقيت بين الحدثين مجرد صدفة، مع أن حصول الصدف أمر نادر في السياسة السورية. لكن هذا الالتقاء يعبر عن مفارقة أخرى، هي حجم التباعد بين رؤية دمشق ورؤية معظم العالم لما بات متعارفاً عليه على أنه «الحل السياسي». في سورية يتحدثون عن حل سوري نتيجة حوار سوري وبقيادة سورية، والمقصود طبعاً هو قيادة بشار الأسد. وفي الأروقة الدولية، بعيداً من موسكو وطهران، تتكرر عبارة «الانتقال السياسي» على كل شفة ولسان، بهدف إيصال رسالة إلى الأسد وشركائه، أن عبارة «انتقال» تعني، باللغة العربية كما بسائر لغات الأرض، الذهاب من مكان إلى آخر، وفي الحالة السورية الانتقال من الوضع السياسي الشاذ للنظام الحالي إلى وضع آخر يكتسب فيه النظام شرعيته من علاقاته السويّة مع شعبه ومن علاقاته الطبيعية مع سائر العالم. عملية الانتقال هذه، التي كان يفترض أن تكون بديهية بعد كميات الدماء التي سالت على الأرض السورية، تجد عائقاً مهماً في طريق الوصول إليها. هذا العائق ليس النظام السوري، فهو أسهل العوائق وأبسطها عندما يحين وقت إزاحته. بل يتمثل العائق في القوتين الأساسيتين اللتين تشكلان مظلة للنظام السوري، وتتنافسان على قبض ثمن سقوطه، وهما روسيا وإيران. وأمامهما تقف الولايات المتحدة ومعها سائر الدول، التي ترى أن الحل في سورية لن يأتي سوى من طريق تغيير النظام، موقفَ العاجز. من هنا، لا يُحسد المفاوضون السوريون الذاهبون إلى جنيف على الوضع الذي يجدون أنفسهم فيه، فهم بين فكّي كمّاشة: النظام ببطشه وآلته الدموية من جهة، والتنظيمات الإرهابية التي تتوسع على حساب ضعف النظام، وأحياناً كثيرة بالتواطؤ معه، وتهدد بالقضاء على أي أمل في إنقاذ سورية من هاتين الكارثتين. المفاوضون الذاهبون إلى جنيف لا يجدون خياراً أمامهم، ولا شرعية لصفتهم التمثيلية لمعظم الشعب السوري، سوى بالإصرار على إبعاد بشار الأسد عن السلطة، لفتح الطريق أمام الإصلاحات الأخرى، التي تحافظ على مؤسسات الدولة، قبل أن تقضي الحرب عليها نهائياً. غير أن هؤلاء المفاوضين هم من دون سند دولي يسمح لمطلبهم هذا أن يرى النور. الولايات المتحدة فقدت القدرة على لعب أي دور في سورية، وبات دورها يقتصر الآن على اللعب في الملعب الروسي. الوزير سيرغي لافروف يفاخر بأن الأميركيين يدركون الآن أنهم لا يستطيعون أن يفعلوا شيئاً من دون روسيا. بل إن حالة الانهيار الأميركية بلغت حداً صارت مضطرة معه لاستجداء المساعدة الإيرانية من أجل إقناع الأسد بالتخلي عن السلطة، على ما كشفه علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد علي خامنئي، عندما قال إن الوزير جون كيري هو الذي طلب ذلك من الإيرانيين، الذين ردوا بأن من حق الأسد أن يكمل ولايته، وأن يترشح لولاية أخرى إذا شاء، «مثله مثل أي مواطن سوري». وزاد ولايتي موضحاً أن «رحيل بشار هو خط أحمر بالنسبة إلينا». علماً أن طهران تلتزم بخطوطها الحمر وتحترمها، على عكس ما يفعل رئيس جون كيري. انتخابات مجلس الشعب السوري مضمونة النتائج، «ديموقراطية» كاملة الأوصاف بميزان النظام الذي تخلّى عن صفته البعثية لمصلحة «الوحدة الوطنية»، حيث لم يعد للشعارات أي معنى من فرط ابتذالها. أما مفاوضات جنيف الواقعة بين يدي دي ميستورا وسائر العاجزين عن فرض أي حل ينقذ سورية، فمضمونة النتائج هي أيضاً. من سينقذ السوريين من هذا المصير؟

 

أميركا والاندفاعة السعودية

 زهير قصيباتي/الحياة/14 نيسان/16

تعيد الاندفاعة الديبلوماسية السعودية في المنطقة رسم ملامح نظام إقليمي جديد، على قاعدة استعادة التوازن الذي فقده العالم العربي، منذ انهارت مناعته، خصوصاً نتيجة تداعيات الغزو الأميركي للعراق عام 2003، وانقضاض إيران للهيمنة على عواصم كانت دائماً نقاط ارتكاز لتعزيز تلك المناعة.

والمفارقة قياساً إلى الأميركي الذي كان شريكاً في أمن المنطقة، أنه يعاني في عهد الرئيس باراك أوباما نحولاً في الذاكرة، وفيما يترك العرب «ليقلعوا أشواكهم بأيديهم»، قبل الاتفاق النووي مع إيران وبعده، لا يتوانى عن إعطاء «النصائح»، ولا يتردد في البحث عن تمويل خليجي للعجز المالي العراقي! هوة ضخمة بين الواقعية السعودية التي تجسّدها خصوصاً زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز مصر وتركيا، والتي تنقل التعاون العربي الإسلامي إلى مرحلة التعاضد بدل التطاحن، والفعل بدل الشعارات، وبين محاولة إدارة أوباما استدراك أخطائها، في نهاية عهده.حين ودّع أوباما قادة دول الخليج بعد قمة كامب ديفيد (14-5- 2015)، كانت نصيحته «حاوروا إيران وافتحوا صفحة جديدة معها». كرر بالطبع التزام واشنطن أمن الخليج، وما حصل منذ نحو سنة، لا يشير إلى أي رغبة لدى طهران في وقف سياسة استعداء دول الجوار والاستعلاء عليها، وترك مصير سورية للسوريين والعراق للعراقيين، واليمن لليمنيين. وكل ذلك بالطبع يترافق مع «ديبلوماسية» التطاول والتهجُّم التي لم تعد حكراً على «الحرس الثوري» أو المتشدّدين ممن يظنون أن مصير المنطقة بيد إيران وحدها، ولسان الولي الفقيه... أو أنه في جيب الذين يشتمون أميركا ليلاً ونهاراً، لكنهم يزرعون خلايا التجسس والتخريب والتفجير في دول عربية إسلامية.

وإذا كان إرسال طهران وحدات «كوماندوس» إلى سورية لدعم نظامها، وللإمعان في تحريضه على مزيد من القتال والقتل، يكفي للدلالة على أن إيران ليست في وارد تبديل موقفها من جهود الأمم المتحدة، ومسار جنيف ومرحلة الحكم الانتقالي، فالمفاوضات اليمنية المرتقبة في الكويت ستكون اختباراً آخر لقدرة الحوثيين على النأي بأنفسهم عن التحريض الإيراني. الوجه الآخر للمأزق مع «الشراكة» الأميركية الذي كرّسه «حذر» أوباما وقوته «الناعمة»، أنه لم يتفهم المخاوف الأمنية والعسكرية الخليجية من النهج الإيراني الذي يراه أهل المنطقة مدمِّراً، ولا يقل خطورة عن كل ما ارتكبه «داعش». المأزق أبعد بكثير من وعود التسليح الأميركية وفواتير التسلُّح في عصر هبوط عائدات النفط. المعضلة أن سنوات طويلة من العقوبات الدولية على إيران، لم تبدّل نزوعها إلى الضغط على الجيران وترهيبهم، بذريعة حرصها على أمن الخليج وإبعاد القوى الأجنبية عنه. وحين يفكر الأميركي في مطالبة الخليجي بتقديم مساعدات للعراق، لكي يتخطى أزمته المالية، يتناسى كم أهدر ساسة بغداد، حلفاء طهران ورعاة «الحشد الشعبي» المتهم بالتنكيل بعراقيين من السنّة. بصرف النظر عن الهوية المذهبية لهؤلاء وللمحاصرين في الفلوجة، يطلب الأميركي عملياً دعماً مالياً خليجياً لتعويم المحاصصة بين المتهمين بتكريس الهيمنة الإيرانية على قرار بغداد!

إنه وجه واحد للتهويم الأميركي والانفصال عن الواقع الذي تكرّس منذ حرص أوباما على إعلان انسحاب الولايات المتحدة من أزمات المنطقة، محرّضاً إيران على ملء الفراغ. والأكيد أن الارتباك الأميركي- الإيراني بدأ بالتدخُّل الخليجي لحماية استقرار البحرين، وتكرَّس مع قيادة السعودية التحالف العربي لمنع سقوط اليمن في الفلك الإيراني. أما ذروة الاندفاعة السياسية السعودية التي وضعت خلال زيارة الملك سلمان مصر وتركيا، آليات جديدة للشراكة مع البلدين الكبيرين، فتفتح صفحة لنظام إقليمي شعاره الواقعية، واحتواء الأخطار الهائلة للإرهاب... التكامل في السلم والحرب، وسد نوافذ التخريب بتحصين اقتصادات دول كبرى، وخلق فرص عمل تقي الشباب من رياح التطرُّف. وإلى حماية أمن اجتماعي لدول لا يمكن أن ينفعه أي دعم من الخارج، واضح أن أبرز مقتضيات تلك الواقعية، هو جهوزية عسكرية وطنية، تكون بمثابة ردع لأطماع الخارج.منذ العام 2011، سقطت المنطقة رهينة، بين شلالات دم وحدود تتأرجح على حرائق الخرائط، وحملات تهويل إيرانية، وغزل أميركي لطهران يكاد أن يعتبرها ضحية لـ «عداء» خليجي. لم يتعلّم أوباما بعد، أن كل عاصمة عربية توهّمت إيران دخولها دخول الفاتحين، ضيّعت استقرارها إن لم يكن هويتها. الاندفاعة السعودية حرب ديبلوماسية واقعية لاستعادة التوازن الباهظ وتنقية القرار العربي من شوائب الاختراقات، وكوارث سياسة الابتزاز بالتهويل بالفتن.

 

الترجمة الكاملة لتحقيق”نيويوركر”: الأسد نحو المحاكمة الدولية

المدن – عرب وعالم | الأربعاء 13/04/2016

الترجمة الكاملة لتحقيق”نيويوركر”: الأسد نحو المحاكمة الدولية كانت ثقة الأسد متجذرة بالفعل في فاعلية أذرع الأمن الاستخباراتي السورية والتي أبقته وعائلته في السلطة (أ ف ب)

ملفات الأسد

* بن توب – نيويوركر

كان المحقق قد قام بنفس المشوار مئات المرات. دائماً في نفس الشاحنة البالية وبدون أي بضائع أبداً. كانت الحدود على بعد أربعين ميلاً عبر أحد عشر حاجز تفتيش أمني، حيث يراه الجنود على أنه أحد السكان المحليين. محامٍ تضمنت مظاهر سوء حظه في الحرب، تنقلاً عبر منطقتهم من الطريق. كان يأتيهم أحياناً بالوجبات الخفيفة والمياه، وكان يحرص على شكرهم على حماية المدنيين من أمثاله. عبَّأ الشاحنة لأجل هذه الرحلة بأكثر من مائة ألف وثيقة حكومية سورية، كان قد جرى دفنها في حفر وإخفاؤها في كهوف وبيوت مهجورة.

انطلق مع الغروب. بالنسبة للمقاتلين الذي يحرسون الحاجز كان كأنه خفي. مرت ثلاث مركبات استطلاع أمامه وأكدت إحداها عبر الراديو ما كان المحقق يرجو سماعه. لا نقاط تفتيش جديدة. كالعادة كانت الحدود مغلقة ولكن الجنود من الدولة المجاورة سمحوا بمروره. أخيراً وصل إلى سفارة غربية حيث أوصل البضاعة كي تصل بأمان إلى محامٍ أمريكي يدعى كريس إنجلز Chris Engels. كان إنجلز يتوقع أن تتضمن الأوراق أدلة تربط مسؤولين سوريين كباراً ببشاعات جماعية. بعد تدريب ممارسي العدالة الجنائية في البلقان وأفغانستان وكمبوديا لعقد من الزمن يقود إنجلز اليوم وحدة جرائم النظام في لجنة العدالة والمساءلة الدولية the Commission for International Justice and Accountability، جهة تحقيق مستقلة أُسست في 2012 كرد فعل على الحرب السورية.

قام العاملون مع لجنة العدالة في السنوات الأربع الماضية بتهريب أكثر من ستمائة ألف وثيقة حكومية خارج سورية، الكثير منها من منشآت استخباراتية شديدة السرية. يتم جلب كمية الأوراق إلى مقر للمجموعة في إحدى الدول الغربية، وأحياناً تحت غطاء دبلوماسي. يتم هناك مسح كل ورقة ضوئيّاً وتحديد بار كود ورقم لها وتخزينها تحت الأرض. يطن جهاز مزيل للرطوبة داخل غرفة الأدلة وخارجها مباشرة صندوق صغير به سم فئران.

في الأعلى في غرفة مؤمنة بباب معدني، تغطي الحوائط خرائط لقرى سورية وقوائم بالأدوار التي قام بها متهمين عديدين في الحكومة السورية على لوح أبيض. تملأ أقوال الشهود والوثائق المترجمة عشرات الملفات يتم وضعها داخل خزانة مضادة للحريق مغلقة ليلاً. إنجلز البالغ من العمر واحداً وأربعين عاماً، والأصلع الرياضي صاحب الأسلوب المحدد والمتحفظ يشرف على العملية، ويرفع المحللون والمترجمون تقاريرهم إليه مباشرة.

توج عمل لجنة العدالة مؤخراً بمذكرة قانونية تبلغ أربعمائة صفحة تربط التعذيب والقتل الممنهج لعشرات الآلاف من السوريين بسياسة مكتوبة، وافق عليها الرئيس بشار الأسد، ويتم تنسيقها بين وكالات أمنه الاستخباراتية، ويطبقها عملاء النظام الذين يرفعون تقاريرهم عن نجاح حملتهم إلى رؤسائهم في دمشق. تسرد المذكرة أحداثاً يومية في سورية عبر عيون الأسد وشركائه وضحاياهم، وتقدم سجلّاً للتعذيب المدعوم من الدولة يكاد لا يصدق في مداه وقسوته. لقد حكى الناجون قبل ذلك عن القتل وأعمال التعذيب والاحتجاز غير الإنساني في سورية، ولكن لم يتم تتبع ذلك إلى أوامر موقعة. ستيفن راب Stephen Rapp الذي قاد فرق الادعاء في المحاكم الجنائية الدولية في رواندا وسيراليون قبل أن يخدم لست سنوات كسفير الولايات المتحدة لقضايا جرائم الحرب قال لي إن توثيق لجنة العدالة “أغنى بكثير من أي شيء رأيته وأي شيء قمت بالادعاء فيه في هذا المجال”.

هذه القضية هي أول تحقيق دولي حول جرائم حرب تقوم به وكالة مستقلة مثل لجنة العدالة والمساءلة الدولية والتي تمولها حكومات ولكن بدون ولاية محكمة. مؤسس لجنة العدالة بيل ويلي Bill Wiley وهو محقق كندي في جرائم الحرب عمل مع عدة محاكم دولية بارزة أصابه الإحباط بالخطوط الحمراء الجيو- سياسية التي عادة ما تشكل السعي وراء العدالة. ولأن عملية جمع الأدلة وترتيبها في قضايا هي عملية تنفيذية صرفة فقد توصل إلى منطق أنه من الممكن القيام بها قبل وجود الإرادة السياسية في السير في القضية.

مجلس الأمن في الأمم المتحدة وحده بمقدوره إحالة الأزمة في سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية: في مايو 2014 حجبت روسيا والصين مشروع قرار كان سيعطي المحكمة السلطة القضائية على جرائم الحرب التي ارتكبتها جميع أطراف الصراع. وقد قال لي ويلي مع ذلك إن اللجنة عليها أيضاً أن تحدد عدداً من “الجناة الخطرين الآتين من خدمات الأمن الاستخباراتية” الذين دخلوا إلى أوروبا. “لجنة العدالة ملتزمة بشدة بمساعدة السلطات المحلية في الادعاء”.

لقد أصبح من المستحيل تقريباً حصر القتلى في سورية- توقفت الأمم المتحدة عن المحاولة منذ أكثر من عامين- ولكن مجموعات حقوق الإنسان التي تراقب الأزمة قدرت أن العدد يصل إلى نصف مليون تقريباً بمعدل قتل متصاعد كل عام. لقد أفرغت الحرب البلاد من حوالي خمسة ملايين سوري هاربين إلى الدول المجاورة وأوروبا، مما ينهك إمكانيات حتى تلك البلاد المستعدة لتوفير اللجوء والمساعدة الإنسانية. لعبت الفوضى أيضاً دوراً أساسيّاً في صعود داعش، أكثر الجماعات الجهادية دموية والتي استخدمت سورية كقاعدة لتوسيع مدى الإرهاب.

في الخريف الماضي دعاني ويلي لفحص حالة لجنة العدالة في مقرها بشرط ألا أكشف موقع المكتب والحكومات التي تساعد في استخلاص الوثائق وأسماء العاملين باستثناءات قليلة.

التمرد

في ديسمبر 2010 قام بائع فاكهة في الريف التونسي، وقد ضجر من حياة مليئة بالتحرش والابتزاز من مسؤولي الحكومة المرتشين، بإغراق نفسه بالجازولين وضرب عود ثقاب مشعلاً الربيع العربي. قام مئات الآلاف من المواطنين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ضد تشكيلة من المتسلطين والملوك. طالبوا بإصلاحات ديموقراطية وفرص اقتصادية ونهاية للفساد عاكسين سخط بائع الفاكهة ويأسه. في نهاية يناير 2011 قال بشار الأسد لوول ستريت جورنال Wall Street Journal “ما ترونه في المنطقة هو نوع من المرض”. بقيت سورية مستقلة وهو ما أرجعه الأسد لانتباهه إلى “معتقدات الناس” وأضاف “تلك قضية محورية. عندما يكون هناك انفصال بين سياستك ومعتقدات الناس ومصالحهم، سيكون لديك ذلك الفراغ الذي يخلق الاضطراب”.

كانت ثقة الأسد متجذرة بالفعل في فاعلية أذرع الأمن الاستخباراتي السورية والتي أبقته وعائلته في السلطة منذ 1971. المتسلطون الآخرون في المنطقة وضعوا ثقة مماثلة في قوات أمنهم. ثم سقطت الديكتاتورية في مصر، وصوت مجلس الأمن لإحالة الموقف في ليبيا حيث حكم معمر القذافي منذ اثنين وأربعين عاماً، إلى المحكمة الجنائية الدولية. في مارس شنت قوات الناتو حملة لقصف ليبيا. في سورية بدأ الناس في مطالبة الحكومة بتنازلات- على استحياء في البداية. لقد قضت البلاد ثمانية وأربعين عاماً تحت قانون الطوارئ ولم تكن فكرة المظاهرات العامة مألوفة وقد قوبلت الاحتجاجات بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص، ولكنها سريعاً ما جذبت عشرات الآلاف من الأشخاص.

في 30 مارس 2011 خاطب الأسد الأمة من الغرفة الدائرية في مبنى البرلمان السوري. كان قد صرف وزارته وتوقع العديد من الناس أن يعلن عن إصلاحات ليبرالية. بدلاً من ذلك أعلن نيته في الانقضاض على المعارضة، على نهج والده حافظ الأسد “سورية تواجه مؤامرة كبيرة تمتد أذرعها” إلى قوى خارجية تخطط لتدمير البلاد. وقال: “لا توجد نظرية مؤامرة”. وأضاف: “هناك مؤامرة”. وأنهى كلامه بتوجيهات منذرة “إن دفن التحريض على العصيان واجب وطني وأخلاقي وديني، وكل من يستطيع المساهمة في دفنه ولا يفعل هو جزء منه” وأكد: “لا توجد تسوية أو طريق وسطي في ذلك”.

بعد يومين كبرت الاحتجاجات حول البلاد. كان الأسد قد كون بالفعل لجنة أمن سرية تُسمى الخلية المركزية السورية لإدارة الأزمة لتنسيق الهجمة. كان رئيسها محمد سعيد بخيتان أكبر مسؤول في حزب البعث الحاكم بعد الأسد، وكان الأعضاء الآخرون جميعاً مقربين من قبيلة الأسد. وكان يتم تدوير مناصب هؤلاء المسؤولين بين المناصب الأكبر في القوات المسلحة والوزارات وأذرعة الأمن الاستخباراتي.

كانت خلية الأزمة تلتقي كل ليلة في مكتب باهت في الدور الأول من القيادة الإقليمية لحزب البعث في وسط دمشق لمناقشة إستراتيجيات لسحق التمرد. وكان ذلك يتطلب معلومات مفصلة عن كل احتجاج، لذا كان يلزم الخلية تقارير من اللجان الأمنية والعملاء الاستخباراتيين في أكثر المقاطعات تمرداً. قررت المجموعة توظيف شخص يقوم بكل العمل الكتابي.

كان أحد المتقدمين عبد المجيد بركات البالغ من العمر أربعة وعشرين عاماً، وصاحب الشعر المصفف بعناية للخلف. كان بركات قد أنهى لتوه درجة الماجستير في العلاقات الدولية وكان يعمل في وزارة التعليم. عن مقابلته في أبريل فحص مسؤول كبير يدعى صلاح الدين النعيمي سيرته المهنية وسأله إن كان قادراً على استخدام الكمبيوتر. ثم سأله النعيمي كيف سيحل الأزمة التي تطورت. رد بركات إنه لتفادي رد فعل عسكري يجب على الحكومة أن تقدم بعض التنازلات وتقوم بإصلاحات حديثة.

فوجئ بركات أنه قد تم توظيفه. في الكلية استجوبه عملاء المخابرات الحربية حول شكوك أنه وزملاءه متورطون في أنشطة سياسية مضادة للحكومة. كان قد انضم في وقت مبكر من الاضطرابات إلى إحدى أولى الجهات الثورية المنظمة. والآن في هرولة خلية الأزمة لجعل نفسها أكثر فاعلية، قامت بتوظيف عضو في المعارضة ليقوم بتسيير مذكرات أمنية سرية من جميع أنحاء البلاد. في أغلب الأيام كان يصل إلى مكتب بركات أكثر من مائة وخمسين صفحة تصنف دقائق التهديدات المتصورة لحكم الأسد — جرافيتي، منشورات الفيسبوك، واحتجاجات — وأخيراً تهديدات فعلية مثل وجود مجموعات مسلحة. قرأ بركات كل شيء وكتب ملخصات أوصلها النعيمي إلى أعضاء خلية الأزمة لتوجيه كل اجتماع.

لم يسمح لبركات أبداً بدخول غرفة الاجتماعات، ولكنه رأى الأعضاء يدخلون إليها واحتفظ النعيمي بمحاضر مفصلة على أوراق تحمل شعار حزب البعث. وتضمن ضيوف المجموعة أحياناً مسؤولين بعثيين كباراً ونائب الرئيس السوري وشقيق الرئيس الأسد الأصغر، ماهر وهو قائد عسكري عصبي وصفه الاتحاد الأوروبي في قائمة العقوبات بأنه “المشرف الرئيسي على العنف ضد المتظاهرين”.

في نهاية كل اجتماع كانت خلية الأزمة تتفق على خطة لكل مسألة أمنية. ثم كان الرئيس بخيتان يوقع على محضر الاجتماع ويحمله مراسل إلى الأسد في القصر الرئاسي. وعلم بركات أن الأسد يراجع الاقتراحات ويوقعها ويعيدها إلى خلية الأزمة للتطبيق. أحياناً كان يجري مراجعات بشطب توجيهات وإضافة أخرى. كما أصدر قرارات بدون مراجعة خلية الأزمة. كان بركات واثقاً أن أي قرار أمني مهما كان صغيراً، لا يتم بدون موافقة الأسد.

وبعد بداية عمل بركات في خلية الأزمة بفترة قصيرة بدأ في تسريب وثائق. ومع أن النظام كان قد ادعى علناً أنه سيسمح بالمظاهرات السلمية، إلا أن المذكرات الأمنية أوضحت أن عملاء المخابرات كانوا يستهدفون المحتجين ونشطاء الإعلام ويطلقون النار عليهم بلا تمييز. صور بركات الوثائق في الحمام وأرسل الصور إلى صلاته في المعارضة السورية الذين حولوها إلى مؤسسات إعلامية عربية. كانت خطته أن يسرق أكبر قدر ممكن من المعلومات ثم يهرب. ولكن التسريبات زادت من الشكوك داخل المكتب وكان يعرف أنه عاجلاً أم آجلاً سيكتشف النظام أنه هو الواشي.

المحققون

في أحد أيام أكتوبر 2011 وبينما كان بيل ويلي يزورمواطنا ليبيّاً منفيّاً في النيجر تلقى مكالمة من صديق ينقل له طلباً من الحكومة البريطانية: بينما تتصاعد الأزمة السورية سريعاً إلى حرب أهلية، فهي تبحث عن شخص يدرب النشطاء على توثيق انتهاكات حقوق الإنسان. قال ويلي للمتصل إن العديد من المجموعات تقوم بالفعل بتوثيق الانتهاكات. ولكن كان لديه عرض مقابل: كان بإمكانه تدريب السوريين على جمع النوع من الأدلة الذي سيخدم الادعاء بشكل أفضل، متعقبين المسؤولية الجنائية إلى أعلى مكان تصل إليه. كان ذلك توجهاً جديداً — بدلاً من رفع الوعي بالجرائم، كان ينوي إثباتها على أطراف من الدولة سواء أقر المجتمع الدولي التحقيق أم لا. وافقت الحكومة البريطانية.

كانت مسيرة ويلي المهنية قد تقاطعت مع إعادة إحياء مجال القانون الجنائي الدولي. لم تكن هناك تحقيقات دولية كبرى منذ محاكمات نورمبرج وطوكيو حتى الأعمال الوحشية في البلقان في التسعينيات والتي أدت إلى محكمة يوغوسلافيا. ويلي والذي كان قد نال درجة الدكتوراه في القانون الجنائي الدولي من جامعة يورك York University وهو يخدم في الجيش الكندي — كتب رسالته حول جرائم الحرب وتقييم القانون الإنساني الدولي — أصبح محللاً في المحكمة. عام 2002 سافر إلى كيجالي للتحقيق في جرائم الحرب في رواندا وفي العام التالي انتقل إلى المنطقة الشرقية لجمهورية الكونغو الديموقراطية حيث كان أول محقق توكله المحكمة الجنائية الدولية.

ويلي الذي يعتبر نفسه “رجل حقل وليس رجل مكتب” طويل بشعر أحمر يميل إلى الشقار ويتعامل مع القدر الكبير من الضغط في مهنته باستخدام السيجار الكوبي والكوميديا السوداء وممارسة الرياضة. (يرفع في عمر اثنين وخمسين عاماً ما يزيد على ثلاثمائة وخمسين رطلاً من الحديد مستلقياً على ظهره). وقد توصل إلى اعتقاد أن نظام المحاكمة الدولية كثيراً ما يصيبه “عدم كفاءة” الإدارة العليا. منذ إطلاقها عام 2002 فتحت المحكمة الجنائية الدولية تسعة تحقيقات فقط، وأنفقت أكثر من مليار دولار، وأمنت إدانات ضد ثلاثة رجال فقط: اثنان من أمراء الحرب وسياسي سابق جميعهم في الكونغو. بعد عامين في العمل لدى المحكمة الجنائية الدولية تقدم ويلي ليصبح مراقب حقوق إنسان لصالح الأمم المتحدة في العراق.

يوم 19 أكتوبر 2005 وبينما يجلس ويلي في هنجر في قاعدة جوية في عمَّان بالأردن منتظراً نقله إلى بغداد، ظهر على التلفزيون صدام حسين في مناقشة حادة مع القاضي، وهو يصر على أنه لا يزال رئيس العراق. كان ذلك أول يوم في محاكمة الديكتاتور السابق “لم أعر الأمر أي اهتمام مطلقاً” كما يتذكر ويلي. كان التحالف الدولي قد أنشأ محكمة خاصة يعمل بها قضاة وممثلو ادعاء عراقيون للقيام بالإجراءات القانونية المتسقة مع المعايير الدولية. ولكن الحكومة العراقية استبدلت القضاة الذين رأت أنهم يبدون متعاطفين مع الدفاع وبعد أيام من ظهور محامي صدام حسين في نشرات الأخبار تم اغتيال اثنين منهم.

في بداية 2006 وظف التحالف ويلي ليقدم استشارات لمحامي صدام الذين كان دفعهم الأساسي أن المحكمة نفسها غير قانونية، وقاموا بشكل دوري بمقاطعة الإجراءات، مغادرين العراق ومتابعين الجلسات على التلفزيون. بالنسبة لويلي لم تكن المحاكمة عن “صدام في حد ذاته” ولكن “عن إرسال إشارات لمجتمع متأثر بالصراع أنه بداية من ذلك الوقت ستحكم هذه الأمة على أساس من القانون” وقد حث المحامين على العودة إلى العراق والدفاع عن موكلهم.

في النهاية عاد محامو صدام حسين إلى المحكمة، ولكن قبل نهاية الجلسات بوقت قصير تم اختطاف محامٍ ثالث، وفي اليوم التالي وجدت جثته مشوهة. ألقى الأعضاء المتبقون من الفريق باللوم على الحكومة العراقية ولم يظهروا لإلقاء المرافعة النهائية. صاغ ويلي دفاع صدام وقرأه محامٍ عراقي عينته المحكمة. اعترض صدام “لقد كتب المرافعة النهائية كندي. أنا أعرف أنه جاسوس”. كان من الواضح أن المحكمة ستدين صدام، ولكن كان ويلي ناقش أن حياته يجب ألا تهدر. بدلاً من ذلك وبعد سبعة أسابيع في قاعدة عسكرية تسمى معسكر العدالة تم شنق صدام حسين، بينما يقوم حراس شيعة بالاستهزاء به. تم إيصال جثمانه إلى منزل رئيس الوزراء من أجل حفلة عرض.

بقي ويلي في بغداد عامين آخرين قام خلالهما بملء مذكرات دفاع لأعضاء سابقين في نظام صدام. وقد قال لي أحد مسؤولي العدالة الأمريكيين إن مجهودات ويلي لجلب الإجراءات الواجبة إلى المحكمة “بطولية”. عندما غادر ويلي العراق عام 2008 أنشأ مكتب استشارات خاصّاً اسمه تساموتا Tsamota، يساعد الحكومات الغربية ووكالات الأمم المتحدة في منع جرائم الحرب في الدول المضطربة، بتدريب الشرطة بالإضافة إلى أعضاء في القوات المسلحة والأمن والخدمات الاستخباراتية على التصرف بشكل مطابق للقانون الدولي.

في نوفمبر 2011 سافر ويلي إلى إسطنبول مع اثنين من زملائه في تساموتا لتدريب السوريين على جمع الأدلة التي ستكون مفيدة للادعاء. كان مستشار أمني يعرفه قد اختار بعض النشطاء السوريين الشباب والمحامين الذين تمت دعوتهم لترشيح أصدقاء موثوق بهم. انبهر ويلي بشجاعتهم، ولكنه كان يعتقد أن أساليبهم غير فعالة. “كانوا يميلون في تلك الأيام إلى التجول بكاميرات فوتوغرافية وكاميرات فيديو وهواتف ذكية ليصوروا هجمات النظام على المناطق الحضرية ثم يضعون مادتهم على اليوتيوب” كما قال لي. “من أوائل ما فعلناه هو أننا شرحنا لهم أن هذا يكاد يكون بلا قيمة كدليل جنائي” بلا إثبات “إنكم تخوضون مخاطرات كبيرة – وبالفعل كان العديد من الشباب يقتلون أو يصابون وهم ينتجون فيديوهات أو صوراً- بلا جدوى”. على سبيل المثال فإن تصوير قصف جوي لمستشفى على سبيل المثال لا يوفر أي دليل على أن الهجمة كانت مخططة من قبل المسؤولين الكبار الذين يثيرون اهتمام نظام العدالة الدولي. يقول ويلي: “يحتاج الشخص أن يثبت عليهم مسؤولية جنائية فردية”.

بحلول ذلك الوقت كانت الآلاف من القوات الحكومية قد هربت من الخدمة وانضمت إلى الكتائب الرثة المكونة من الفلاحين المحليين والعمال البسطاء. بعض المقاتلين صنعوا متفجراتهم بأنفسهم وأطلقوا قذائف من مقاليع عملاقة. قصفت القوات السورية المساحات الضئيلة التي كان هؤلاء المتمردون يسيطرون عليها. كان العديد من النشطاء الذين يحضرون جلسات التدريب في إسطنبول يعيشون في مناطق محاصرة. علمهم ويلي وزملاؤهم كيف يلتقطون الصور ويقدرون حجم صناديق ذخيرة المدافع وزوايا الصدمات، ويجمعون الشظايا لتحديد نوع السلاح المستخدم وحساب نقطة الانطلاق. ولكنه قال: “الشيء الأكبر الذي أردنا أن يركزوا عليه هو التوثيق الناتج عن الحكومة” والذي أسماه “ملك أو ملكة الأدلة في الإجراءات الجنائية الدولية”.

بعد جلسات التدريب القليلة الأولى دعا ويلي ستيفن راب الذي كان في ذلك الوقت السفير الأمريكي لشؤون جرائم الحرب، للتحدث مع السوريين الذين كان عددهم قد وصل إلى بضعة عشرات. كان الرجلان قد التقيا قبل عقد من الزمن بينما كانا يعملان في محكمة رواندا، ناقش ويلي وراب وهما يحتسيان المشروبات في إسطنبول إمكانيات إنشاء مركز توضع به الوثائق التي يتم الاستحواذ عليها والتي يمكن أن تستخدم في يوم من الأيام في تلك المحاكمات. كانت الأمم المتحدة قد أطلقت لجنة للمساءلة والتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في سورية، ولكن سلطتها لم تمتد إلى الادعاء وبدلاً من التعامل مع الوثائق فإن الأمم المتحدة اعتمدت في الأغلب على مقابلات مع شهود أجريت في معسكرات اللاجئين وعبر السكايب. قال لي راب “أغلب الأدلة التي جمعوها لن تكون متاحة للادعاء”، لأن الأمم المتحدة عاهدت الشهود على السرية غير محددة المدى والمحاكمات علنية.

عندما عاد النشطاء والمحامون — هم الآن محققون — إلى سورية صاغ ويلي خطة لإنشاء لجنة العدالة والمساءلة الدولية ووضع ميزانية. ومع أن بريطانيا استمرت في دعمها إلا أنه قد ثبت أنه من الصعب العثور على متبرعين آخرين. تخصص الحكومات الغربية مئات الملايين من الدولارات سنويّاً لمشاريع حقوق الإنسان، ولكن ويلي قال لي إن ردهم المعتاد كان “ما تعرض فعله هو شيء تفعله الحكومات أو تفعله الأمم المتحدة وتفعله المحكمة الجنائية الدولية”. في النهاية استطاعت لجنة العدالة والمساءلة الدولية بمساندة من راب أن تؤمن ثلاثة ملايين يورو من الاتحاد الأوروبي. لاحقاً تعهدت ألمانيا وسويسرا والنرويج والدنمارك وكندا بتمويل مستمر.

الإمساك بالوثائق

كانت الحرب تجري بشكل سيئ بالنسبة للأسد. في 2012 ارتفع عدد الهاربين من القوات المسلحة ومن الوزارات المدنية بشكل دراماتيكي. انضم الهاربون إلى الجيش السوري الحر وهي منظمة فضفاضة من المجموعات المتمردة عبر البلاد. تحدثوا عن تحويل سورية إلى ديموقراطية، ولكن الجهاديين المتطرفين بدأوا في الظهور على أرض المعركة أيضاً، وأثبتوا بشكل عام أنهم أكثر قدرة في القتال. استولى عدد من المتمردين على ممرات رئيسية إلى داخل تركيا ودفعوا القوات الحكومية خارج جزء كبير من شمال سورية بما في ذلك أجزاء من إدلب وحلب، أكبر مدينة سورية.

بحلول فبراير من نفس العام كان رئيس الخلية المركزية السورية لإدارة الأزمة قد استجوب بركات بالفعل حول التسريبات. قال موظف آخر في خلية الأزمة لبركات إن سكرتيرته تتجسس عليه. قرر بركات الهروب من البلاد ولكن ليس قبل تأمين الحصول على محاضر الاجتماعات التي كانت تحفظ مؤمنة في مكاتب الأعضاء. كما خطط أيضاً لسرقة المراسلات بين خلية الأزمة ومكتب الرئيس ورئيس الوزراء ووزير الداخلية. في يوم عطلة قام بركات بنهب المكاتب وأخذ أكبر عدد استطاع الحصول عليه من الوثائق قبل الانتقال عبر مسافة تقدر بمائتين وخمسين ميلاً شمال دمشق إلى الحدود التركية.

كانت القوات السورية تسيطر على نقطة المرور، ولكن بركات استطاع التسلل عبر النقطة بأكثر من ألف صفحة ملصقة بجسمه وحجز غرفة في فندق باسم مستعار قبل أن يلاحظ أي شخص في دمشق أنه قد رحل. في الشهر التالي وبعد مغادرة والدته سورية قال لمحطة تلفزيون الجزيرة أنه أرد أن تصل الوثائق إلى المحكمة الجنائية الدولية.

بعد هروب بركات بوقت قصير نقلت خلية الأزمة اجتماعاتها من قيادة حزب البعث الإقليمية إلى مقر مكتب الأمن الوطني شديد الحراسة. في يوليو ووسط شائعات عن ترقب انقلاب، دوى انفجار داخل غرفة الاجتماعات متسبباً في مقتل رئيس خلية الأزمة ورئيس مكتب الأمن الوطني ووزير الدفاع وزوج شقيقة الأسد آصف شوكت الذي كان قد تولى مؤخراً منصب نائب وزير الدفاع. (تبنت مجموعتان متمردتان على الأقل مسؤولية الهجوم ولكنهم طرحوا سرداً غير مطابق بشكل كبير للأمور اللوجستية للأمر). في اليوم التالي حملت التايمز Times عنواناً رئيسيّاً يقول: “واشنطون تبدأ التخطيط لسقوط الحكومة السورية” ثم هرب رئيس وزراء الأسد إلى المعارضة. كما فعل المتحدث الرئيسي باسم وزارة الخارجية نفس الشيء. حتى الجنرال الأكبر المسؤول عن منع الهروب اتهم القوات المسلحة “بالقيام بمذابح ضد شعبنا المدني البريء” وأعلن “أنا أنضم إلى ثورة الشعب”.

أقام المحققون السوريون في لجنة العدالة تحالفات مع كتائب محورية في الجيش السوري الحر بينما كانوا يكسبون أرضاً. لم يكن لدى الثوار في البداية “اهتمام بالتوثيق” كما شرح ويلي. “كانوا يدخلون ويستولون على منشأة تابعة للنظام. تظهر الهواتف الذكية. يكون هناك الكثير من الفرح والصياح وإطلاق الأعيرة في الهواء. يقومون بنهب المكان باحثين عن أسلحة وذخيرة لأنها كانت ما يحتاجونه ثم يضرمون النيران في المكان”. كل الأدلة المحتملة يتم تدميرها.

يقول ويلي إن لجنة العدالة قالت للثوار: “استولوا على الوثائق أولاً، ثم نحوها جانباً حتى يمكن إخراجها من البلاد. واحتفظوا بملاحظات — ملاحظات بسيطة جدّاً — عن من أين تم الحصول على الوثائق وفي أي تاريخ. احفظوها في صناديق. اقفلوا الصناديق بأفضل شكل تستطيعونه بمغلف بلاستك أو شيء شبيه — أي شي متاح. ثم مع انتقال المواد، احتفظوا بجدول لتلك الحركة. ولكن لا تعبثوا بتلك المواد أوتقلبوها” لأنه في المحكمة بإمكان محامي الدفاع أن يقول “إنكم تجاهلتم أدلة نفي عن عمد”.

كثيراً ما كان المحققون السوريون يصحبون الثوار المعتدلين بينما يهاجمون مباني الأمن الاستخباراتي ولكن القوات الحكومية حاولت تدمير أي ملفات لم يستطيعوا أخذها معهم. في الأيام التالية للانسحاب “يكون هناك قصف بلا هوادة” لمواقع محورية كما قال لي المحقق الرئيسي في لجنة العدالة. تنفجر مواسير المياه مدمرة مئات الآلاف من الصفحات قبل أن يتمكن هو وزملاؤه من الدخول. أحياناً تتصل بهم مجموعات مسلحة بغرض أن يأتوا ويجمعوا الملفات بعد انتهاء تبادل إطلاق النار. قال لي ويلي: “تسلسل الحيازة مهم، ولكنه لا يفسد الأموركليا.. لقد قتل وأصيب أشخاص خلال نقل تلك الأشياء”.

أول الضحايا كان مرسال (الذي يتولى مهمة تهريب الوثائق) تم إطلاق النار عليه وإصابته في 2012 بينما كان يجري نحو طريق تهريب خارج سورية بحقيبة ملابس ممتلئة بالوثائق. منذ ذلك الوقت أصيب اثنان آخران خلال إخراج (الوثائق) وأحدهما — شقيق نائب رئيس محققي اللجنة — قتل في فخ نصبته القوات السورية. في 2012 أيضاً وصل مرسال وزوجته إلى نقطة تفتيش غير متوقعة خارج حلب. كان يقوم عليها مقاتلون منتمون لجبهة النصرة وهي مجموعة جهادية تبين لاحقاً أنها الفرع السوري من القاعدة. وجد المقاتلون وثائق المرسال في خلفية السيارة. تركوا زوجته تذهب ولكنهم احتجزوه. قال لي ويلي: “هددوا بأن يحاكموه ويعدموه كجاسوس للنظام… تمكن من الوصول إلى صفقة حيث تمت إدانته بشيء ما في المحكمة الشرعية وكانت الغرامة خمسة آلاف دولار فقام بدفع الغرامة”.

قامت الجماعات الجهادية باختطاف خمسة أو ستة محققين ولكن أُطلق سراحهم جميعاً. ويشكل الإسلاميون الراديكاليون خطراً مساوياً لخطر النظام. تنظر تلك المجموعات للارتباط بالغرب ومفهوم العدالة الدولية الذي كثيراً ما يكون غير مألوف لهم بشك عميق. ومع ذلك فكثيراً ما جعل المحققين مهمتهم معروفة للمتمردين والجهاديين في سعيهم للوثائق. قال لي ويلي “أفرادنا مدربون جيداً في ما يفعلونه إذا تم الإمساك بهم… الأدوات التي بحوزتهم مشفرة ومعقدة بشكل كافٍ لدرجة أن أي شخص يفحصها لن يجد بها أي أدلة عن العمل الذي يقومون به”. محقق واحد فقط، تم إلقاء القبض عليه قبل عامين، يحتجزه النظام السوري حاليّاً.

نقل الوثائق إلى الحدود الدولية هو أخطر الخطوات على الإطلاق في عمل لجنة العدالة. الأوراق ثقيلة وتدين المرسال ولكن الصور، مع أنها أكثر قابلية للحمل إلا أنه من الصعب التأكد من صحتها في المحكمة. عادة تصل حزم يبلغ وزنها 50 رطلاً “في طيف مربك من حقائب السفر الرديئة” التي يتم تهريبها عبر الحدود. قال لي ويلي إنه بينما تتطلب الحمولة الضخمة تخطيطاً أكثر دقة “فكر في صناديق الأوراق التي تقبع بجوار ماكينة التصوير” كما يفسر “في ذلك الصندوق خمس رزم من الأوراق بكل منها خمسمائة ورقة فقط” يزن إجماليها عشرين رطلاً. “وذلك ألفان وخمسمائة ورقة فقط. لقد استخلصنا من سورية ما يقارب ستمائة ألف ورقة”- عدة أطنان. “لذا نحتاج إلى سيارات. وتلك السيارات تحتاج أن تعبر نقاط التفتيش. تحتاج أن تجري استطلاعاً. تحتاج أن تعرف أي نوع من نقاط التفتيش سيصادفك” تدفع اللجنة لمجموعات الثوار والمراسيل من أجل الدعم اللوجيستي. يقول “نحرق مبالغ باهظة في نقل تلك الأشياء”.

إخراج كميات كبيرة يعتمد عادة على أن تفاوض الدول الصديقة من أجل فتح الحدود التي تكون مغلقة، لذا قد تبقى الوثائق مخبأة لشهور. في إحدى الحالات تركت عدة آلاف من الصفحات من الأدلة مع سيدة عجوز في بيت ريفي معزول في جنوب سورية ولكن المحققين لم يشرحوا أهمية الملفات. قال ويلي إنه عندما أتى الشتاء “للحق كانت تشعر بالبرد فأحرقت المجموعة كاملة كوقود”. قال لي المحقق الرئيسي للجنة وهو سوري إنه في الأماكن المعادية بشكل استثنائي يخفي هو ورفاقه الوثائق في كهوف أو يدفنونها في الأرض، ويسجلون الموقع ويأملون أن يستعيدوها بعد شهور أو سنوات من ذلك الوقت — عندما يتوقف القتل. يقول ويلي، “لا يزال لدينا في سورية كميات كبيرة من المواد لن ننقلها” لأن ذلك خطير جدّاً “ربما نصف مليون صفحة”.

وبينما يجمع السوريون وثائق يوظف ويلي محللين عسكريين وسياسيين ومحققين ومترجمين ومحامين في أوروبا. بحلول 2015 تضخمت ميزانية لجنة العدالة إلى ثمانية ملايين دولار سنويّاً وبلغ موظفوها حوالي مائة وخمسين بما في ذلك الموظفون في المقر الرئيسي وفي مكتب تحليل أفلام الفيديو في مكان ما من أوروبا بالإضافة إلى المحققين في الشرق الأوسط. توظف اللجنة عدداً من المحققين مساوياً لمن يعملون على كل قضايا المحكمة الجنائية الدولية مجتمعين.

تأتي العديد من الوثائق من منشآت أمن استخباراتي بعيدة عن العاصمة. وتشير تلك الصفحات عادة إلى قرارات اتخذتها الخلية المركزية السورية لإدارة الأزمة، ولكنها لم تكن ثمينة بنفس قدر الملاحظات التي أتت من داخل تلك الاجتماعات. لا تعرف لجنة العدالة الشهود علناً، ولكن بركات الذي يعيش في إسطنبول اليوم قال لي إنه في 2014 زاره كريس إنجلز ومحلل لفحص وثائقه من خلية الأزمة وقال: “قضيا ثلاثة أيام هنا يسألانني بالتفاصيل الدقيقة عن العمل الذي قمت به، تفاصيل عن سير الاجتماعات”. كما قاما بتصوير الأوراق المهربة ووعدهما بركات بتقديم الأصول إذا وصلت القضية للمحكمة.

بينما أتحدث مع بركات عبر الفيديو، رفع كومة من الملفات التي تبقى عادة في منشأة مؤمنة. قال: “هذه هي محاضر اجتماعات الخلية المركزية السورية لإدارة الأزمة”، وقام بسحب صفحة وأشار إلى شعار غائر في الأعلى. “كما ترى — هذا الصقر الذهبي الصغير؟ تلك هي الوثائق الأصلية، وهي موقعة بالأخضر”. بدأت لجنة العدالة في التقليب في ملفات بركات محللة الصلة بين قرارات خلية الأزمة والسلوك الإجرامي لعملاء الأمن في المقاطعات البعيدة.

تم تسهيل مهمة تعقب عملاء النظام السابق المستعدين لشرح أدوارهم في النظام بسبب حقيقة أن الكثير منهم قد هربوا من الحكومة. وجد محللون عاملون مع لجنة العدالة هاربين أثرياء في دول الخليج وتركيا وأوروبا. كما حصلوا على شهادات من شهود عيان في جنوب تركيا في معسكر مشدد الحراسة للاجئين يسمى أبايدين ويسكنه حصريّاً مسؤولو النظام السابق وعائلاتهم. (لم يتم إدراج أي منهم كمشتبه بهم في القضية والتي تركز على المسؤولين في مناصب أعلى).

قال ويلي عن الشهود: “إذا كان لي أن أستخدم تشبيهاً بارداً — فإنهم (العشرة بقرش)”. فضلت لجنة العدالة أن تقابل الضحايا الذين بقوا في سوريا ولم يتحدثوا أبداً مع صحفيين أو مجموعات حقوق إنسان أو لجنة التحقيق الدولية المستقلة (قد يقترح محامي الدفاع أنه داخل مخيمات اللاجئين المكتظة قد تقترب الشهادات بشكل غير عادل). لذا فقد أجرى المحققون السوريون مقابلات مع ما يقرب من مائتين وخمسين ضحية في عدة مقاطعات لتأمين “أدلة على نمط” تظهر أنه قد تم ارتكاب الجرائم بشكل ممنهج بما يتسق مع الأدلة الواردة في الوثائق. كان الهدف هو إيجاد صلات قوية بين سياسات الحكومة السورية وتأثيرها على الأفراد عبر وثائق النظام وشهادات الشهود والضحايا.

الناشط

بعد ظهيرة أحد أيام هذا الشتاء وفي غرفة فندق بجوار أمستردام، التقيت ناشطاً سوريّاً هزيلاً يبلغ من العمر ثمانية وثلاثين عاماً ويدعى مازن الحمادة. تقدم قصة الحمادة، وهو ليس شاهداً للجنة العدالة )هؤلاء ستبقى هويتهم سرّاً إلا إذا تم استدعاؤهم للشهادة( فرصة لتعقب الأثر المحدد لسياسات النظام السوري على المواطنين التي كانت تحاول باستماتة إسكاتهم.

ولد الحمادة في 1977 وهو الأصغر بين سبعة عشر طفلاً في عائلة متعلمة من الطبقة الوسطى في مدينة ديرالزور الشرقية. أصبح إخوته صيادلة ومدرسين ومحامين، بينما أصبح هو أخصائي ميداني في شركة شلمبرجيه، شركة خدمات البترول الدولية والتي لديها قاعدة عمليات في حقول البترول الغنية حول ديرالزور. كان أعضاء عائلة الحمادة ينتقدون النظام وكان يتم تعقبهم واعتقالهم بشكل دوري حتى قبل الثورة. كانوا غاضبين بشكل خاص بسبب فشل الحكومة في فعل أي شيء بخصوص الفجوة المتزايدة بين الأغنياء والفقراء. قال لي الحمادة “كان كل شيء مرتباً لاستفادة الصفوة”. في 2011 قام رئيس مكتب الأمن الوطني بكتابة مذكرة سرية لرئيس خلية الأزمة مرجعاً بها قلة الوطنية في ديرالزور إلى “النظام القضائي الفاسد والتأخر الطويل في الفصل في القضايا والمحسوبية واللجوء إلى الرشوة لاستعادة الحقوق”.

كانت وكالات الأمن الاستخباراتي في المنطقة موالية للأسد. بداية من أول إشارات الاضطراب في فبراير 2011 أرسل قائد فرع ديرالزور في المخابرات العسكرية اللواء جامع جامع تعليمات لجميع من هم تحت إدارته أن “يحضروا الكاميرات… لتصوير المشاركين والمحرضين كي يتم تحديد هويتهم وتحميلهم المسؤولية في المستقبل” (لاحقاً استعاد محققو لجنة العدالة هذا الأمر من ضمن أوامر أخرى متصلة بالهجمة من مقر المخابرات الحربية في ديرالزور بعد أن تم هجره).

يوم 4 فبراير وقع رئيس مكتب الأمن الوطني في دمشق على أوامر “بالتحقيق حول والبحث عن والقبض على” أيّاً كان من كتب “يسقط بشار” على ماسورة قطرها عشر بوصات، عبر جزء مبهم من الطريق السريع بالقرب من ديرالزور. أمضى رئيس الأمن السياسي للمقاطعة شهراً في التحقيق حول الواقعة ثم أجاب “لم يكن لدينا أي معلومات عن الفاعلين”.

يوم 18 مارس كانت هناك مبارة لكرة القدم في ديرالزور بين الفريق المحلي، الفتوة وفريق تشرين من اللاذقية والذي يفضله الأسد. كان الحمادة يعيش بجوار الاستاد وكان يستطيع سماع صوت الجمهور “بدأ الناس في الجمهور يهتفون من أجل الإصلاح وضد النظام” ويتذكر أن فريق الأسد قد فاز. كان الجمهور غاضباً ولكن الحمادة ضحك. كان يتصور أن نتيجة المباراة محددة سلفاً. يقول: “فور أن أطلق الحكم صفارة إيقاف المباراة خرج الجميع إلى الشارع” كان ذلك أول احتجاج ذي وزن في ديرالزور. تم إلغاء جميع مباريات كرة القدم لبقية الموسم.

عبر أغلب شهر مارس وصف مسؤولو الأمن الاستخباراتي في ديرالزور الاضطرابات بكلمات مباشرة. في تلغراف إلى مرؤوسيه عبر المقاطعة شرح اللواء جامع أن الاحتجاجات في سورية هي بتأثير من “بعض البلدان العربية التي انفجرت فيها ثورات شبابية تطالب بالتغيير وإرساء الديموقراطية والحريات وإجراء إصلاحات لتوفير فرص العمل للشباب وتحسن مستوى المعيشة ومكافحة الفساد”. ولكن بنهاية الشهر تبنى رؤساء الأجهزة الأمنية في ديرالزور لغة المؤامرة التي تنبثق من دمشق. بعد ساعات من إلقاء الأسد لخطابه التلفزيوني في مبنى البرلمان يوم 30 مارس وافق أعضاء لجنة الأمن بديرالزور على اعتباره “مرجعاً وأساساً لعملنا” وكانت أغلب مناقشاتها التالية يتخللها قلق من الخيانة والتحريض والاختراق الأجنبي و”المشروع الصهيوني الأمريكي”.

كان الحمادة وأصدقاؤه متحمسين لإمكانية الثورة وبدأوا كل يوم أربعاء في الاجتماع داخل مسجد الحي، مسجد عثمان بن عفان، لتنظيم احتجاجات تعقب صلاة الجمعة. قال لي “أنها مسالة لوجيستية. الجميع يذهبون إلى المسجد يوم الجمعة والجميع يخرجون منه” وأضاف إن كنا نستطيع ان نخرج من الكنائس كنا خرجنا من الكنائس”.

حسبما ورد في محضر اجتماع تم الاستيلاء عليه من لجنة الأمن بديرالزور فإن أعضاءها قد قرروا أن يخترقوا السجون بموالين لحزب البعث “قمنا بتوزيع الرفاق على المساجد بمعدل من مائتي رفيق في المسجد الواحد والتعامل مع أية حالة تثير الفتنة”. قسمت اللجنة كل مجموعة إلى ثلاث فرق: واحدة داخله وواحدة للاستطلاع خارجه والثالثة مستعدة احتياطيّاً. ولكن في الأسبوع التالي أبلغ محافظ ديرالزور لجنة الأمن أن “معظم من تم توقيفهم لدى الأجهزة الأمنية هم رفاق بعثيون” الذين هجروا الحزب للانضمام للمحتجين.

كثيراً ما كان الحمادة يصور المحتجين ورد فعل الأمن. كان النظام قد قام بقطع الإنترنت في حيه، لذا فقد قام برفع الفيديوهات على يوتيوب في محل عمل أحد أقربائه، بعضها وصل إلى إذاعات إخبارية عربية. لمناهضة مثل تلك الأنشطة، قال محافظ ديرالزور للجنة الأمن: “ويجب ترشيح عدد من الرفاق الخبراء في مجال الإنترنت للتعامل مع المواقع المعادية التي تبث سمومها داخل القطر مثل فيسبوك”. وبينما كانت لجنة الأمن تناقش أهمية إبداء البعض لضبط النفس، كان العنف يتصاعد. قال جامع إن المحتجين يداعبون “إراقة الدماء تمهيداً لطلب قوات أجنبية”. وهي نتيجة قال إنه يريد تفاديها بأي ثمن. في وقت مبكر من اليوم التالي أرسل برقية من سطر واحد لجميع أفرع الأمن الاستخباراتي في المقاطعة: “نطلب منكم إصدار تعليمات لعملائكم بالامتناع عن فتح النار عشوائيّاً وقتل الناس”.

في مايو انحدر الأمن سريعاً في المقاطعة. قام رجال مسلحون بعصي وبنادق والقنابل الحارقة بحرق قسمي شرطة وأربع سيارات شرطة وست دراجات بخارية خاصة بالشرطة. علم عملاء المخابرات أن شخصاً قد حاول تجنيد متطوعين لإبطال مفعول سيارة مفخخة خارج منزل جامع. حذر رئيس فرع الأمن السياسي في ديرالزور “ستكون هناك موجة من الاغتيالات”.

استمر الحمادة الذي كان قد تم احتجازه مرتين، في تنظيم الاحتجاجات، ولكنه بدأ في قضاء الليل في بيوت آمنة مع نشطاء آخرين. كان قد تم القبض على أحد أشقائه ولم يطلق سراحه. في اجتماع مع لجنة الأمن حذر جامع من أن الاعتقالات قد تكون “سلاحاً ذا حدين”، إذ إنها تزيد من عدد الأشخاص الغاضبين المطالبين بإطلاق سراح أفراد من عائلاتهم. في نهاية مايو أرسل جامع عدة برقيات معبراً عن غضبه أن المحققين يصعقون المعتقلين بالكهرباء ويطفئون السجائر في أجسادهم ويقومون بضربهم “الضرب المبرح والمؤذي على كافة أنحاء الجسد بشكل مثير للاشمئزاز” والاعتداء عليهم جنسيّاً بإجبارهم على الجلوس على زجاجات المشروبات الغازية. قال إن سجنه سيقرر “عدم استلام أي موقوف تعرض للضرب في سجن رئاسة الفرع إلا بتقرير خطي عن وضعه الصحي والقائمين بضربه”.

بدا أن تردد جامع تلاشى في صيف 2011. وحسبما قال شهود عيان، يصف محتجزون في فرع المخابرات الحربية الخاص به، ضربهم بالقبضات والعصي حتى يفقدوا الوعي وتكسر عظامهم وتسقط أسنانهم وكانوا يحشرون في إطارات سيارات ويضربون حتى تدمى أقدامهم ويتعرضون لصدمات كهربائية بعد إلقاء المياه عليهم ويتم انتهاك أعضائهم الجنسية حتى يتبولوا دماء، وكانوا يجبرون على مشاهدة مساجين آخرين يضربون حتى الموت. قال العديدون إن جامع كان يشارك بنفسه في التحقيق.

الأوامر

في مساء يوم 5 أغسطس 2011 عقدت الخلية السورية المركزية لإدارة الأزمة اجتماعها المعتاد في المقر الإقليمي لحزب البعث في دمشق. في خمسة شهور من الثورة امتدت الاضطرابات إلى عدة مقاطعات أخرى. وأرجع أعضاء لجنة الأمن هذا الأمر إلى “التداعيات في معالجة الأزمة” حسبما ورد في الوثائق التي استولت عليها لجنة العدالة. وألقوا اللوم على ضعف التنسيق والتعاون بين الأجهزة الأمنية”. في ذلك المساء قاموا بوضع خطة لاستهداف فئات محددة من الناس.

أولاً كان على جميع الأفرع الأمنية أن تشن حملات يومية ضد منظمي الإحتجاجات الذين يتحدثون إلى الصحافة الدولية. ثانياً “بعد تنظيف كل قطاع من المطلوبين” سيقوم عملاء الأمن بالتنسيق مع الموالين للبعث ومليشيات الأحياء وقادة المجتمع، لضمان ألا يستطيع نشطاء المعارضة العودة إلى تلك المناطق. ثالثاً سيتم “تشكيل لجنة تحقيق مشتركة في المحافظة” مكونة من ممثلين لكل الأفرع الأمنية يقومون باستجواب المعتقلين.النتيجة “تعميم نتائج التحقيق على كافة الفروع الأمنية لاستثمارها في توزيع الأهداف الجديدة والجدية في ملاحقتهم”. كان الهدف الأساسي هو “التوصل إلى أسماء التنسيقيات المحلية” منظمي الاحتجاجات- “وتوقيفهم”. كما تم إعطاء أوامر لعملاء الأمن بـ “موافاة رئيس مكتب الأمن القومي يوميّاً بتقرير عن نتائج التفتيش يتضمن أسماء المطلوبين الذين تم توقيفهم”. بعد ذلك بوقت قليل سافر أعضاء خلية الأزمة إلى المقاطعات التي تشكل مشكلة بما فيها ديرالزور للإشراف على تشكيل لجان تحقيق مشتركة.

أصبحت هذه السياسة وتداً في قضية لجنة العدالة ضد المسؤولين في النظام السوري. قال ويلي عن أعضاء خلية الأزمة “أسماؤهم في كل مكان في هذه الوثائق”. استطاع المحللون في أوروبا أن يتتبعوا، بين وثائق بركات من دمشق والوثائق الستمائة ألف الخاصة بلجنة العدالة، توزيع تلك الأوامر إلى عدة سلاسل قيادية موازية مختلفة من خلية الأزمة. أرسل هشام بختيار رئيس مكتب الأمن القومي تعليمات إلى السكرتيريات الإقليمية لحزب البعث الذين يرأسون مجلس الأمن في كل مقاطعة بأوامر إضافية بـ “التقيد بالمطلوب للإسراع في إنهاء الأزمة”. أرسل رؤساء أجهزة الأمن الأربعة — المخابرات العسكرية ومخابرات القوات الجوية والأمن السياسي وإدارة المخابرات العامة — توجيهات إلى المقاطعات ورؤساء الأفرع الإقليمية الذين حولوها بدورهم إلى عملاء الأمن المحليين.

قال لي كريس إنجلز: “إن كانت تلك الأوامر ترسل ولا يعمل على أساسها أحد، فلم يكن ذلك ليقول لنا الكثير… لذا فقد كانت هناك أهمية مساوية لأن نرى التقارير الآتية إلى أعلى سلم القيادة “للتأكد أن تلك الفئات من الناس قد تم استهدافها بالاعتقال والتحقيق وأن القيادة في دمشق بقيت على علم بالانتهاكات في مراكز الاعتقال. قال ويلي: “إن الفشل الممنهج في السيطرة على مرؤوسي الشخص الذين يتصرفون بشكل إجرامي ستتم محاسبته… إن قانون القيادة ومسؤولية الأعلى مركزاً متطور جدّاً”. كان بعض أعضاء لجان الأمن الإقليمية متحمسين لإبلاغ رؤسائهم. وجدت نسخة من تعليمات خلية الأزمة في الرقة مع ملحوظة بخط اليد “فعلنا ذلك منذ زمن”.

تجبر الحكومات في القانون الدولي أن تحقق في التقارير عن انتهاكات حقوق الإنسان. في سبتمبر أرسل المحامي العام لديرالزور ثلاث رسائل بالفاكس — استعادها محققو اللجنة فيما بعد — يحثهم فيها على التوقف عن خرق القانون السوري. في إحداها كتب “ولاستمرار المراجعات اليومية إلينا من قبل ذوي وأقرباء المواقيف للتعرف عن مصير أبنائهم وآبائهم وإخوانهم … وسماع أقوالهم… ولوجود عدد من الجثث في براد المشفى مجهولة الهوية، تفسخت مضى عليها مدة زمنية طويلة”.

الاحتجاز

سرعان ما ظهر اسم مازن الحمادة في قائمة اعتقال في ديرالزور. كان اثنان من إخوته مطلوبين أيضاً بالإضافة إلى أحد أزواج أخواته. في أحد أيام مارس 2012 طلب طبيب من الحمادة أن يقوم بتهريب لبن أطفال إلى امرأة في داريا، وهي ضاحية ثائرة في دمشق. جمع هو وأبناء إخوته خمساً وخمسين علبة من لبن الأطفال وخبأوها تحت ملابسهم، وسافر ليقابلها في مقهى. فور أن سلم الحمادة الأكياس قيده عملاء أمن هو وأبناء إخوته وغطوا وجوههم بقمصانهم ودفعوهم داخل ميكروباص. يقول الحمادة: “لم يكن لديَّ فكرة عن وجهتنا.. طوال الطريق كانوا يقولون لنا سنعدمكم”.

بعد أن تم نزع ملابسهم مع إبقاء الداخلية منها وضربهم ورميهم في زنزانة تبلغ ما يقرب من 12 قدماً مربعاً بها 40 سجيناً آخرون، وقد علموا أنهم في فرع المخابرات الجوية في مطار المزة العسكري أحد أكثر منشآت الاعتقال في البلاد شهرة بسوء السمعة.

بعد أسبوعين تم توزيع المساجين بين ثلاثة هناجر صغيرة، كل منها أطول قليلاً من أربعين قدماً وبعرض عشرين قدماً . يتكدس داخل كل منها مائة وسبعون شخصاً، تلتف أذرعهم على سيقانهم ويميلون بذقونهم على ركبهم؟ قال لي الحمادة: “أنت تتعفن.. ليس هناك هواء ولا شمس، أظافرك طويلة لأنك لا تستطيع قصها، لذا فعندما تحك نفسك تنزع جلدك”. لم يكن المساجين يستطيعون أن يستحموا أو يغيروا ملابسهم الداخلية. وغطت أجسادهم تقيحات من الجرب وأمراض جلدية أخرى. عبر البلاد يشرب المحتجزون بشكل دوري مياهاً من المرحاض ويموتون من الاختناق والأمراض. قال الحمادة: “أصيب أشخاص بالجنون… ويفقد ناس ذاكرتهم ويفقد ناس عقلهم”، في النهاية تم نقله إلى زنزانة انفرادية تقاسمها مع عشرة أشخاص.

في أحد الأيام تم جر الحمادة وهو مُغمَّى إلى غرفة أخرى للاستجواب. بدأ رئيس قسم الاستجواب الذي كان الحمادة يعرفه باسم سهيل في التأكد من هوية الحمادة (كان بعض المواطنين يُعتقلون ويُعذبون بالصدفة، أسماؤهم تشبه أسماء آخرين في القائمة). عندما طلب سهيل معلومات عن نشطاء المعارضة الآخرين الذين التقاهم في دمشق تردد الحمادة. بدأ التعذيب. “في البداية كانوا يستخدمون السجائر.. كانوا يطفئونها في ساقيَّ”. رفع ساق بنطلونه الجينز حتى الركبة وأراني أربع ندوب دائرية على ساقه اليسرى وخمساً على اليمنى. كانت هناك حروق على فخذيه أيضاً. كما ألقوا مياهاً عليه وصعقوه بأسلاك ومهاميز. لإيقاف التعدي أعطاهم الحمادة أسماء أصدقاء ماتوا بالفعل في ديرالزور.

كانت الأسماء هي البداية فقط. سأله سهيل: “كم شخصاً قتلت من الجيش العربي السوري؟”. كان الحمادة قد اعترف بالفعل أنه ينظم احتجاجات ويرفع فيديوهات على اليوتيوب ويتحدث مع الصحافة الأجنبية. قال: “كان التحدي هنا هو كيفية تأليف قصة عن كيف قتلت هؤلاء الناس؟” كانت يداه مقيدتين إلى أنبوبة قرب السقف. يقول: “كانت قدماي على بعد ست عشرة بوصة من الأرض، لذا كان كل ثقلي على معصمي… كنت أشعر أن القيود تنشر، تقطع يديَّ. بقيت لمدة نصف ساعة ثم بدأت في الصراخ. ولأني استمررت في الصراخ فقد دفعوا بحذاء عسكري في فمي وقالوا لي: عض هذا كي لا تصرخ”. كانت هذه الطريقة في التعذيب مستخدمة في أغلب منشآت الاحتجاز السورية الخاصة بالأمن الاستخباراتي بتنويعات مبدعة. كانت معاصم الكثير من المحتجزين تربط خلف ظهورهم قبل تعليقهم منها. وكان البعض يبقى معلقاً لأيام، وآخرون حتى يتوقفوا عن التنفس.

قال مساعدو سهيل لالحمادة إنه إذا اعترف بحمل السلاح سيتم إطلاق سراحه. لم يعترف فكسروا أربعة من ضلوعه. عند تلك النقطة وافق أنه كان مسلحاً ببندقية صيد فأنزلوه. ولكن سهيل أراد أن يتضمن الاعتراف كلاشينكوف كي يليق أكثر بتهمة إرهاب. الحمادة رفض وقال: “نزعوا عني ملابسي الداخلية وأحضروا إبزيماً خاصّاً بالسباكة مثل الذي يستخدم في ضبط الضغط في الخراطيم. “وضعوه على قضيبي وبدأوا في تضييقه” قال الحمادة إن سهيل سأل: “هل ستعترف أم أقطعه؟” وافق الحمادة على أنه كان يحمل كلاشينكوف فأطلق سهيل الإبزيم. وسأل كم مشطاً كان الحمادة يحمل. سأل الحمادة: “كم مشطاً تريد أن يكون بحوزتي؟” ولكن سهيل ذكره أنه يجب أن يعترف وحده فقال الحمادة: “لديَّ خمس رصاصات”. لم يكن ذلك كافياً. قال له سهيل: “أريد مخزن رصاص”. وتصاعد التعذيب حتى اعترف الحمادة بكل شيء سألوا عنه.

في مئات المقابلات مع شهود وجدت لجنة العدالة نمطاً سائداً في أساليب التحقيق عبر جميع فروع أجهزة الأمن. كان الناس يحتجزون تبعاً لسياسة خلية الأزمة. بالإضافة إلى تحديد “أهداف جديدة” كانت الأجهزة تتشارك في نتائج تلك المقابلات. كان المحتجزون يبقون في ظروف غير إنسانية لشهور أو سنوات بدون الدخول إلى النظام القضائي.

ولا تخدم الاعترافات على ما يبدو أي أغراض خاصة بجمع المعلومات، ولكنها تعطي مظهراً قانونيّاً لعملية الاحتجاز. يمكن أن يتم اتهام النشطاء ضد الدولة بجرائم جادة بعد اعترافهم بجرائم عنيفة، وإذا أدينوا يمكن أن يبقوا في السجن لسنوات. كما أنها تديم وهم المؤامرة الواسعة ضد سورية بينما يعترف المحتجزون باشتراكهم في التحريض أو الإرهاب.

كان للوحشية وقعها على المحققين أيضاً. في حالة واحدة على الأقل ترجى أحد المحققين معتقلاً أن يعترف بجريمة كي يستطيع التوقف عن إيذائه. قال كريس إنجلز من لجنة العدالة: “كان رأيهم إلى حد كبير أن عليهم الإتيان بنتائج… كانت عواقب عدم أدائهم لوظيفتهم جيداً حقيقية، وكانت هناك أدلة عن ما حدث لمن لم يفعلوا ذلك”. كان السطر الأخير في سياسة الاستهداف الخاصة بخلية الأزمة يأمر رؤساء الأفرع الأمنية بـ “موافاة مكتب الأمن القومي دوريّاً بأسماء العناصر المتخاذلين”، وانتهى الأمر ببعضهم في زنزانة الحمادة.

بعد عدة شهور وقف الحمادة وابن أخيه فهد في طابور كي يضعا بصمتيهما على تقريريهما. تصور الحمادة أن التقرير الخاص به يتضمن اعترافاً. لم يكن يعرف لأن قراءة التقرير لم تكن متاحة. وقف فتى يبلغ من العمر سبعة عشر عاماً خلف الحمادة وفهد في الطابور. عندما علم الحراس أنه من داريا، ضاحية دمشق، دفعوه إلى الأرض. جلب أحدهم مسدس لحام وحرق الفتى “من هنا إلى هنا”، قال الحمادة وهو يتتبع بإصبعه خط فكه. “ثم أداروه وحرقوا رقبته وظهره بالكامل… وجهه — أعني، كان حريق. كان يذوب”.

بتذكر الواقعة صارت عيون الحمادة دامعة وحمراء. خانه صوته وبكى بيأس. لمدة يومين حاول هو والمساجين الآخرون في الهنجر تطييب جروح الفتى وهو يموت. عندما أتى الحراس لاستعادة الجثة صرخ الحمادة بهم. رداً عليه علقوه من معصميه لعدة ساعات. قال لي: “أنت تريدهم أن يقتلوك على أي حال كي تخلص من ذلك. أنت منهك من التعذيب. منهك من النوم ومن الصحيان ومن الحياة كل يوم”.

مستشفى 601

في بداية 2013 بعد حوالي عام من الاعتقال استلقى الحمادة على أرض الهنجر. كان قد تم استجوابه وتعذيبه سبع أو ثماني مرات. كان هناك التهاب في عينه يقطر قيحاً. وجلد ساقيه مصاب بالغرغرينا. كان يجب على المساجين أن يقفوا عندما يدخل الحراس إلى الزنزانة، ولكن في ذلك اليوم لم يقف الحمادة. قال: “أنا أتبول دماً”. في اليوم التالي أتى رئيس المحققين إلى الزنزانة وأبلغ الحمادة أنه سيذهب إلى المستشفى 601، وهو مستشفى عسكري يقبع عند سفح جبل المزة: يجثم قصر الرئاسة في الأعلى. قال رئيس المحققين لالحمادة أيضاً أن ينسى اسمه: “اسمك 1858.

كان الحمادة قد سمع عن مستشفى 601. كان عدد من المحتجزين قد احتجز هناك، وقال إن من عادوا قد حذروا “هذا ليس مستشفى — إنه مذبح”. وبالرغم من إصابة الحمادة فقد ضربه الحراس في الطريق إلى المستشفى. استخدم أحدهم أنبوباً أخضر. بسبب اللون الأخضر كان عملاء الأمن في أنحاء سورية يتهكمون على المساجين بتسمية هذا السلاح الأخضر الإبراهيمي الذي كان في ذلك الوقت مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية.

في ممر المستشفى بدأ الممرضون من الرجال والنساء في ضرب الحمادة بأحذيتهم ودعوته إرهابيّاً. عندما وصل إلى العنبر تم ربطه إلى السرير مع سجينين آخرين. سألته ممرضة عن أعراضه ثم ضربته بعصا. ويسجل تقرير الأمم المتحدة لتلك السنة: “تم ضم بعض ممارسي المهن الطبية إلى سوء معاملة” المساجين في مستشفى 601. كان الحمادة يعاني من عدم التصديق قدر معاناته من الألم.

تلك الليلة استيقظ الحمادة راغباً في استخدام الحمام. ضربه حارس طوال الطريق إلى دورة المياه، ولكنه ذهب هناك وحده. عندما فتح أول حمام وجد كومة جثث محطمة وزرقاء. ووجد اثنين آخرين في الحمام الثاني ضامرين وبلا عينين. كانت هناك جثة آخر بجوار الحوض. خرج الحمادة مصاباً بالهلع، ولكن الحارس أعاده وقال له: “تبول فوق الجثث”. لم يستطع، بدأ في الشعور أنه يفقد إحساسه بالواقع. حسبما قال محققو الأمم المتحدة، فإن المحتجزين الذين يموتون كانوا “يحفظون في الحمامات” في عدة أفرع أمنية في دمشق.

في وقت لاحق من نفس الليلة دخل جنديان في حالة سكر إلى العنبر وصاح أحدهما: “من يريد دواء؟” رفع عدد من المعتقلين أيديهم. لم يكن الأطباء قد أعطوا الحمادة أي أدوية — فقط كيس محاليل شبه فارغ — ولكن أحد شركائه في السرير والذي كان قد قضى بضعة أيام في العنبر حذره ألا يتطوع. اختار الجندي سجيناً متحمساً. استل الجندي سلاحاً حادّاً، وبينما يركع السجين عند قدميه برأسه في مواجهة الأرض بدأ في ضرب قاعدة جمجمته فاصلاً عموده الفقري عن رأسه ثم أمر مريضاً آخر بإلقاء الجثة في الحمام. قالت تقارير الأمم المتحدة عن المستشفى 601 “تم تعذيب الكثير من المرضى حتى الموت في تلك المنشأة”. كان الجندي يطلق على نفسه عزرائيل، يتذكره ناجون آخرون وهو يقتل سجناء بطرق مماثلة في وحشيتها.

قال لي الحمادة: “عندما رأيت ذلك أقسم – تلك كانت اللحظة التي فكرت فيها أن ذلك هو مصيري… سأموت هنا”. في اليوم التالي ترجى طبيباً أن يعيده إلى فرع المخابرات الجوية. لاحظ الطبيب أن الحمادة لا يزال مريضاً. قال: “لا لا لا.. أنا قد شفيت بالكامل”. في اليوم الخامس اصطحبه إلى خارج مستشفى 601 نفس الحراس الذين أودعوه به. قالوا: “يا حيوان، يا ابن الكلب… لم تمت بعد”. وضربوه طوال طريق العودة إلى الفرع ثم علقوه من رسغيه لأربع ساعات.

في يونيو 2013 تمت إحالة قضية الحمادة إلى القضاء وتم تحويله لسجن أردا في دمشق، حيث تقدم بطلب لإثبات التهم المنسوبة إليه (السجون السورية تابعة اسميّاً لإشراف القضاء ولكن ليس الأجهزة الأمنية) قال الرد المكتوب أنه قد تم إلقاء القبض عليه “بجريمة الإرهاب وقد حرم من حريته منذ 5 يونيو 2013 — نفس تاريخ توجيه التهم إليه. رسميّاً فإن الشهور الخمسة عشر التي قضاها في فرع المخابرات الجوية في مطار المزة الحربي لم تحدث قط.

 في نهاية أغسطس شنت الحكومة السورية قذائف تحمل غاز السارين في أحياء عالية الكثافة السكانية في دمشق، وقتلت أكثر من ألف وأربعمائة شخص. كرد فعل أعلن الرئيس أوباما الذي كان قد التزم في وقت سابق بأن استخدام الأسد للأسلحة الكيميائية خط أحمر: “لقد قررت أن الولايات المتحدة عليها أن تتخذ فعلاً عسكريّاً ضد أهداف النظام في سوريا”. وقال إنه سينتظر موافقة الكونجرس ولكنه أضاف: “ما هي الرسالة التي سنرسلها إذا كان ديكتاتور يستطيع أن يقتل مئات الأطفال بالغاز علناً ولا يدفع الثمن؟”.

في أحد الأيام تم نقل الحمادة وعدد كبير من المساجين إلى المزة بلا تفسير. في تلك الليلة نقل عملاء المساجين بعدد كبير إلى هنجر فارغ في القاعدة. يعتقد أنه تم إطلاق صاروخ سارين واحد على الأقل من المزة وكانت هدفاً منطقيّاً لغارة جوية أمريكية. داخل الهنجر كان الحراس يسخرون من المعتقلين. قالوا إنه عندما يقصف الأمريكيون سورية فسيقتلون جميعاً.

في بداية سبتمبر تراجعت الولايات المتحدة عن احتمالية الحملة العسكرية وتمت إعادة الحمادة إلى محكمة الإرهاب في دمشق حيث تم أخيراً نظر قضيته. لاحظ القاضي أنه قد اعترف بأنه هاجم نقاط تفتيش وقتل جنوداً. رفع الحمادة بنطاله وأرى القاضي أثر حريق السجائر كما رفع رسغيه كاشفاً عن الندوب البنفسجية العميقة وأظهر الآثار السوداء والبيضاء للضرب على جذعه. كان المشهد مألوفاً داخل قاعة المحكمة. قال القاضي على كل تهمة: “غير مذنب”.

قبل إطلاق سراح الحمادة تم استجوابه مرة أخرى من عملاء قسم الأمن السياسي وسألوه عن الاحتجاجات التي حضرها من سنتين. اعترف فوراً. “قلت نعم كنت في الاحتجاجات. وقلت إن الرئيس وغد!” وأضاف: “كنت قد مررت بالجحيم بالفعل. إن كان هذا هو الأمر فسأعترف بكل شيء”. بعد وقت قصير أعاد العملاء الحمادة إلى قاعة المحكمة. تعرف عليه القاضي وشطب القضية فوراً.

عاد الحمادة إلى ديرالزور التي وصفها بأنها “مدينة أشباح”. عامان من القتال المكثف والغارات الجوية دمرت الكثير من المباني. مئذنة المسجد العثماني كانت قد قصفت. كان ابنا إخوته الاثنان لا يزالان محتجزين في فرع المخابرات الجوية في دمشق وقد اختفى أفراد آخرون من أسرته في منشآت أمنية.

خلال اعتقال الحمادة كانت الثورة قد تحولت إلى حرب طائفية. أرست جبهة النصرة نفسها كقوة كبيرة لا يطغى عليها في الوحشية إلا داعش. كانت مجموعات المعارضة المعتدلة لا تزال موجودة، ولكنها عادة ما كان يقودها أمراء حرب فاسدون وفقدت مقاتلين إلى فصائل جهادية أكثر قدرة. العديد من الثوريين الذين قاتلوا يوماً ما من أجل الحرية أصبحوا راديكاليين أو قتلوا. المحاربون الموالون للأسد أتوا من العراق ولبنان وأفغانستان وإيران. وكان لداعش تواجد مهم في ديرالزور. يقول الحمادة: “كانوا يقتلون جميع نشطاء الإعلام والنشطاء الديموقراطيين، وفي كل مرة كانوا يفعلون ذلك بطريقة هوليوودية مختلفة”.

هرب الحمادة إلى تركيا. ركب طوفاً خاصّاً بالتهريب إلى اليونان، ومن هناك سافر عبر أكثر من ألف وسبعمائة ميل إلى هولاندا حيث انتقلت أخته قبل الحرب. يتذكر الهجرة بهزة كتف وفي جملة واحدة كأنها لا شيء.

تم تأكيد سرد الحمادة للأعمال الوحشية في المستشفى 601 من خلال أكثر من خمسة وخمسين ألف صورة تم تهريبها من سورية عبر ضابط في الشرطة العسكرية يعرف باسم قيصر وهو اسم مستعار. قبل الحرب وثق قيصر وزملاؤه مشاهد لجرائم وحوادث مرور في دمشق، أحد أطرافها شخصيات عسكرية. وحمل الصور على كمبيوترات خاصة بالحكومة ثم طبعها وقام بتدبيسها مع شهادات وفاة رسمية. ولكن بداية من 2011 كانت الجثث لمعتقلين تم جمعها يوميّاً من أفرع أمنية وإيصالها إلى المستشفيات العسكرية.

في مستشفى 601 قام فريق قيصر بتصوير الجثث في المشرحة وفي مرفأ الجراج. كان لكل جثة مصورة رقم مميز يتكون عادة من أربعة أرقام — مثل رقم الحمادة 1858 — مكتوبة بخط رديء على ورقة أو شريط لاصق أو على الصدر أو الجبهة بقلم خطاط سميك. يحدد رقم آخر فرع المخابرات الذي قتل فيه المريض. كان هناك حوالي ألف ومائة جثة. كان فريق قيصر يصنف أكثر من خمسين جثة يوميّاً- هزيلة، مشوهة، مقطعة، محروقة، مضروبة بالرصاص، مخنوقة، مكسرة، ذائبة.

حسبما ورد في تقرير الأمم المتحدة، بعد أن انتهى فريق قيصر من التوثيق عادة ما كان طبيب في المستشفى يكتب “أزمة قلبية” على شهادة الوفاة. ثم يتم تحميل الجثث على شاحنات وإلقاؤها بعيداً. في حالات نادرة تمكن أفراد العائلة من استعادة جثمان ولكن محققي الأمم المتحدة لاحظوا أنه في كل حالة معروفة “كانت تحمل علامات تعذيب شديد”. وأكمل التقرير “بعض الجثامين كانت تعاد من مشرحة المستشفى إلى العائلة، فقط بعد أن توافق العائلة على التوقيع على إفادة تؤكد أن المتوفى قتله “إرهابيون”.

هرب قيصر من سورية في أغسطس 2013 مع وحدات ذاكرة مخبأة في جواربه. بقيت الصور سرّاً حتى بعد أن تكلم مع فريق من المحققين الدوليين وخبراء الطب الشرعي في يناير التالي. بدون مفتاح الشفرة الذي يربط أسماء المعتقلين بأرقام الجثث كان من الصعب تحديد هوية المتوفين. الكثير من الوجوه تم تدميره بإتقان أو أن العيون تم نزعها. النشطاء السوريون المقربون من قيصر نشروا عدة آلاف من الصور على الإنترنت مما يسمح لأفراد العائلة أن يبحثوا عن أحبائهم المفقودين. تم توزيع الصور في مخيمات اللاجئين أيضاً واكتشفت بعض العائلات أنهم كانوا يدفعون رشاوى لضمان معاملة جيدة لأقارب تم قتلهم قبل وقت بعيد. حتى الآن تم التعرف على سبعمائة وثلاثين ضحية بمن فيهم بعض من زملاء الحمادة في الزنزانة.

نهاية اللعبة

بين صور قيصر وقضية لجنة العدالة قال لي ستيفن راب: “عندما يأتي يوم العدالة. سيكون لدينا أدلة أفضل مما كان لدينا في أي مكان آخر منذ نورمبرج”. ويعتقد ويلي وإنجلز أنه إذا وصلت القضية للمحكمة فإن لجنة العدالة لديها ما يكفي من الأدلة كي تدين الأسد ومعاونيه بعدد من التهم تتضمن القتل والتعذيب وأعمالاً أخرى ضد الإنسانية.

في العام الماضي عندما سُئل الأسد عن صور قيصر خلال مقابلة مع مجلة فورين أفيرز Foreign Affairs قال: “من قال إن الحكومة فعلت ذلك وليس المتمردين؟ من قال إن هذه ضحية سورية وليس شخصاً آخر؟” عام 2011 ادعت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة أن طفلاً يبلغ من العمر ثلاثة عشر عاماً يدعى حمزة الخطيب عذب حتى الموت في المعتقل. وكرد توصل تحقيق سوري إلى أنه بعد وفاة الطفل بوقت قصير التقط “مصور شرعي.. ست صور ملونة” للجثمان “وأعطيناه رقم ثلاثة وعشرين”.

توصلت التحقيقات السورية إلى أن الصور أظهرت “عدم وجود علامات ضرب وعدم وجود علامات تعذيب وأن الطفل قُتل رمياً بالرصاص “في الأغلب من زملائه الإرهابيين”. كما وجد التحقيق أن الطبيب الذي أبلغ بأن قضيب الطفل مقطوع “أساء تقدير الموقف في فحص سابق”. تتضمن مجموعة قيصر ست صور لجثمان حمزة الخطيب. عيناه مغلقتان من الورم ورأسه لونه بنفسجي غامق من الضرب. قضيبه غير موجود وفي كل صورة هناك كارت ملطخ بالدم يحمل رقم ثلاثة وعشرين.

في رد رسمي على تحقيق الأمم المتحدة أشارت بعثة سورية الدائمة في الأمم المتحدة إلى الدستور السوري والقوانين المحلية السورية كدليل على أن “الادعاءات بوجود اعتقال تعسفي وانتهاكات للقانون في أي من مؤسساتنا لحماية القانون غير معقولة بعد الآن”. ويستمر الخطاب “ليس لدينا مساجين تم القبض عليهم خارج القانون لأمور لها صلة بالتظاهر السلمي. إذا كان سؤالكم بخصوص أفراد إستخدموا أسلحة أو إرهاب ضد الدولة فتلك مسألة مختلفة تماما”. في 2011 قال الأسد لبربارة والترزBarbara Walters إن مشاركة سورية في الأمم المتحدة “هي لعبة نلعبها وهذا لا يعني أننا نصدقها”.

من المنتظر أن تعقد هذا الأسبوع جولة جديدة من المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة في جنيف حيث ينتقل مسؤولو الأمم المتحدة بين الوفدين اللذين لا يزالان يرفضان أن يتقابلا وجهاً لوجه. قبيل المفاوضات قال لي بركات – الواشي السابق في دمشق – إن وفد المعارضة طلب منه نسخاً من الوثائق التي سرقها من حكومة الأسد، فشل الوفد مع ذلك في ترتيب الاستلام.

في الشهور القليلة الماضية استعاد الجيش السوري الأراضي التي خسرها أمام قوات المتمردين وأصبح يبدو بشكل متزايد أنه من غير المتوقع أن يتنحى الأسد. أعلن وزير خارجيته وليد المعلم مؤخراً: “لن نتحدث مع أي شخص يرغب في مناقشة الرئاسة”. ويتفادى ويلي وطاقم لجنة العدالة والمساءلة الدولية التعليق على تغيير النظام. قال لي: “نحن لا نريد التورط كثيراً في المعاناة السياسية” لمجهودات إنهاء الحرب السورية “نحن ببساطة واثقون- ولا أظن أنها غطرسة- أن عملنا سيرى النور في المحكمة في وقت قصير نسبيّاً”.

يذهب الحمادة في هولاندا إلى جلسات علاج طبيعي لإعادة تأهيل أطرافه المشوهة ويدرس الهولاندية وينظم احتجاجات مناهضة للأسد في الميادين العامة مع أن حضورها يكون ضئيلاً. يتساءل عن أبناء إخوته وعن أخيه وعن زوج أخته وعن أصدقائه العديدين المفقودين. يبكي وهو يقول: “أين هم؟.. هل هم على قيد الحياة؟ هل هم أموات؟” تطلب شقيقته في سورية شهادات وفاة من الشرطة العسكرية بلا جدوى. يقول كل يوم: “تعاسة.. إنها تعاسة. إنها تعاسة. إنه موت. إنها حياة في موت”.

* ترجمة: نرمين نزار

 

هذا ما جرى في عين الرمانة الأحد 13 نيسان 1975

نبيل يوسف

إعتباراً من ظهر الأحد 13 نيسان 1975 راح الناس يتناقلون معلومات مصدرها عين الرمانة في ضاحية بيروت الشرقية. بعضها يقول أن رئيس حزب الكتائب اللبنانية الشيخ بيار الجميل تعرض لمحاولة إغتيال هناك وإستشهد مرافقه، وأخرى تقول أن مقاتلين فلسطينيين خرجوا من مخيم تل الزعتر وحاولوا إقتحام عين الرمانة. وفي بيروت الغربية سرت إشاعات أن مقاتلي حزبي الكتائب والأحرار إرتكبوا مجزرة بحق العشرات من المدنيين الفلسطينيين.

سرعان ما رافق هذه الاشاعات إطلاق زخات كثيفة من الرصاص وتفجير أصابع الديناميت في العديد من شوارع بيروت وضواحيها.

فقد الناس عقولهم، فعندما تبدأ أصوات الرصاص والديناميت والقنابل والصواريخ تملأ الأسماع، وتستفز الناس لحمل السلاح، لا يستطيع أحد أن يسمع صوت العقل.

ولكن ماذا حدث تحديداً في عين الرمانة قبل ظهر ذلك الأحد؟

1- كان مقرراً أن يبدأ عند الساعة الحادية عشر من قبل الظهر إحتفال تدشين كنيسة سيدة الخلاص للروم الكاثوليك في شارع مار مارون المتفرع من شارع بيار الجميل، بحضور رئيس حزب الكتائب اللبنانية الشيخ بيار الجميل.

2- طلبت قوة للمحافظة على السير، فحضر عناصر من مفرزة السيّار المحلية.

3- في الوقت ذاته كانت منظمة التحرير الفلسطينية تحتفل بمهرجان تأبيني لشهداء الثورة الفلسطينية أقيم في مخيم صبرا ، اشتركت فيه جميع الفصائل الفلسطينية.

4- نحو الساعة العاشرة تقريباً، وصلت إلى عين الرمانة سيارة فولكسفاغن يقودها لبناني إسمه منتصر احمد ناصر، كانت لوحتها مكشوفة ومعروفة بأنها تابعة للكفاح المسلّح الفلسطيني.

5- حاول رجال السير منعه من التقدم إلى حيث يقام الاحتفال فتجاوزهم، ليصطدم بشباب الكتائب الذين حاولوا أيضاً منعه من المرور، لكنه لم يذعن وأكمل طريقه بسرعة، فأطلقت عليه النار، فتوقف ونزل من سيارته بسرعة، وإذ به يسقط على الأرض ويجرح في كفه.

6- نقل الجريح إلى مستشفى القدس الذي تشرف عليه المقاومة الفلسطينية. وبحسب تقرير قوى الأمن الداخلي إختفى من المستشفى صباح اليوم التالي.

7- بعد ثلثي الساعة تقريباً أي قبل بدء الاحتفال بنحو ربع ساعة، وصلت إلى مكان الاحتفال سيارة فيات حمراء غطيت لوحتها الأمامية بأوراق تحمل شعارات فلسطينية، فيما نزعت اللوحة الخلفية. وداخلها أربعة مسلحين، فتجاوزت حاجز الدرك الذي أقيم إثر عملية إطلاق النار السابقة، وأخذ من فيها يطلق النار عشوائياً على الناس المتجمعين عند مدخل الكنيسة فسقط شهيداً كل من: جوزف كميل أبو عاصي مرافق الشيخ بيار الجميل وكتائبي آخر هو أنطوان ميشال الحسيني وديب يوسف عساف وإبراهيم حنا أبو خاطر. وأصيب سبعة أشخاص. تجدر الإشارة إلى أن الطفل بشير جوزف أبي عاصي كان سيتقبل بعد الظهر سر العماد المقدس

8- ردّ أبناء المحلة ومن بينهم عناصر من حزبي الكتائب والأحرار بالرصاص على السيارة عندما حاولت الهرب، فقتل فدائي وأصيب اثنان نقلتهما قوى الدرك إلى مستشفى القدس، بينما نقل الجرحى من أبناء عين الرمانة إلى مستشفى الحياة.

9- فور وقوع الحادث شاع الخبر بأن مسلّحين فلسطينيين إستهدفوا الشيخ بيار الجميل في محاولة لإغتياله ومن ثم إنتشر المسلحون، الذين كانوا موجودين بكثافة في المنطقة، في الشوارع المحيطة.

10- في هذا الجو المشحون والمتوتر جداً وبعد أقل من ساعة على مقتل الواقفين أمام الكنيسة، وفيما الأهالي ما زالوا مذهولين مما جرى ويحاولون لملمة آثار ما حدث، والرجال يقفون على أعصابهم المشدودة، إقتحمت فجأة الشارع الخالي حافلةٌ مزدحمة بالمسلّحين الفلسطينيين كانوا متوجهين إلى مخيم تل الزعتر، وبنادقهم وثيابهم المرقطة وأعلامهم ظاهرة من نوافذ الأوتوبيس، وهم ينشدون الأناشيد الحماسية. فاعتقد الأهالي أن هجوماً مفاجئاً تتعرض له عين الرمانة.

11- لحظات وإنهال الرصاص على الحافلة، الأمر الذي أدّى إلى مقتل 27 راكباً ونجا السائق واثنان من رجال المقاومة بأعجوبة بعد أن غطتهم الجثث.

12- على أثر حادث الأوتوبيس أقيمت حواجز في عين الرمانة وفرن الشباك، وأشعلت دواليب كاوتشوك لقطع الطرق، وانتشر المسلحون في الشوارع.

13- خلال ساعات معدودة، امتلأت المناطق المسيحية بالإشاعات، تدب الصوت قائلة: أن الشيخ بيار الجميل تعرض للإغتيال على أيدي الفلسطينيين، واثنين من مرافقيه قتلا. بينما راحت الاشاعات تنتشر في المناطق الإسلامية تقول أن الكتائب هاجمت مخيم تل الزعتر.

14- من عين الرمانة توجه الشيخ بيار الجميل إلى البيت المركزي في الصيفي، حيث تلقى إتصالاً من رئيس الحكومة رشيد الصلح الموجود في مبنى المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي يتمنى عليه الحضور إلى المقر مع وزيري الكتائب لويس أبو شرف وجورج سعاده للتداول فيما حصل.

16- بعد وصوله إلى البيت المركزي أدلى الشيخ بيار الجميل بأول تصريح أعلن فيه أننا نلاحظ منذ شهرين أن هناك أيادي مجرمة قد لا تكون فلسطينية تعمل على إشعال الفتنة في لبنان. معدداً الحوادث التي حصلت قبل أيام قليلة من محاولة خطف الشيخ أمين الجميل إلى نسف خمسة مراكز للحزب في مناطق مختلفة إلى إطلاق النار على شبان من سيارة مرسيدس مسرعة وإصابة أحدهم بجروح في عنقه. وختم تصريحه مؤكداً أن العقلاء الفلسطينيين لا يريدون ذلك ولا يقدمون على مثل هذه الأعمال. ولم يستبعد أن تكون اسرائيل هي التي تحاول إشعال الفتنة لضرب لبنان.

17- بهدف السعي لتطويق ما يجري غادر الشيخ بيار الجميل البيت المركزي يرافقه وزيرا حزب الكتائب ورئيس إقليم عاليه الكتائبي طانيوس سابا.

18- في مقر قيادة قوى الأمن الداخلي كان رئيس الحكومة والوزراء: ميشال ساسين، فيليب تقلا، نديم نعيم، محمود عمار، عباس خلف، زكي مزبودي، سورين خان أميريان، إضافة إلى مدعي عام التمييز والمدعي العام العسكري ومدير عام الأمن العام والمدير العام لقوى الأمن الداخلي وعدد من ضباط الجيش وقوى الأمن والمحققين.

19- خلال الإجتماع وصلت أخبار عن تدهور الوضع في منطقة فرن الشباك فغادر الشيخ بيار الجميل إلى هناك يرافقه ممثل حزب الأحرار الوزير ميشال ساسين والسيد طانيوس سابا وكانت الساعة تشير إلى نحو الخامسة والنصف من بعد الظهر. فيما استمر باقي الوزراء في اجتماعهم.

20- خلال المداولات راح عدد من المسؤولين الأمنيين يضعون المجتمعين في الأجواء الحقيقية للحادثة، كلٌّ بحسب المعلومات التي وصلته والتي كانت متناقضة في غالبيتها، وكان يستدل من البحث الجاري أن الهم الأوحد خاصة لدى رئيس الحكومة البحث عن مخرج للأزمة وافتداء ما حصل بضحية دون البحث عن الأسباب الحقيقية للحادثة في حد ذاتها.

21- حاول وزيرا الكتائب الدخول إلى عمق ما جرى، فسألا المسؤولين الأمنيين صراحة لماذا اتخذت عين الرمانة طريقاً للاوتوبيس وبالشكل الاستفزازي المعروف؟ مع أن مديرية الأمن الداخلي كانت تلقت برقيات من المسؤولين عن الأمن وقبل حصول الحادثة تحذر من كارثة قد تحصل بعد ما رافق مرور سيارة الفيات. لكن أسئلة الوزيرين بقيت من دون أجوبة.

22- خلال الاجتماع قال المحقق العسكري: "مع علمي بأن الكتائب ليست هي البادئة بالعملية فأنا أطلب إلى ممثلي الكتائب التعاون لتظهير صورة ما جرى". فيما طلب الرئيس الصلح من وزيري الكتائب تسليمه "كم شخص" متعهداً بتسلم العناصر التي أطلقت الرصاص من سيارة الفيات. فأكد الوزيران سعاده وأبو شرف أن لا معلومات لدى الحزب عن الذين شاركوا في أحداث عين الرمانة معلنين التزام الحزب تسليم أي كتائبي تثبت علاقته بالموضوع. فطلب رئيس الحكومة من المدير العام لقوى الامن الداخلي تحضير لائحة ببعض الأسماء "كيفما كان" استعمالاً للاخراج التمويهي الذي خطط له منذ البدء وقال بوضوح أن المقصود تقديم بعض الأشخاص للتهدئة.

23- غاب المدير العام لقوى الأمن وعاد قرابة منتصف الليل ومعه لائحة بسبعة أسماء، فطلب الرئيس الصلح قطع مذكرات توقيف بحقهم، فاعترض وزيرا الكتائب وسأل الدكتور جورج سعاده عن الأدلة بحق هؤلاء الأشخاص، وإن كانوا فعلاً على علاقة بما جرى في عين الرمانة، فصمت المدير العام لقوى الأمن الداخلي قليلاً ثم قال: "لا لكن هذه الأسماء موجودة في الأرشيف لأشخاص من عين الرمانة، ولا دليل عليهم والأسماء أخذت من الملفات وهي لبعض القبضايات".

24- في هذا الوقت عاد الوزير ميشال ساسين ليبلغ الحاضرين أنه تمت تهدئة الحالة في منطقة فرن الشباك وتم وضع الرئيس شمعون الموجود في السعديات بالأجواء. وكان رئيس الأحرار يشارك يومها في جناز أقيم في دير القمر للدركي ناصيف بويز الذي كان قتل أواخر شهر آذار في الشياح، وفور تبلغه ما جرى في عين الرمانة انتقل إلى السعديات وأجرى سلسلة اتصالات لاحتواء الأزمة. وبحسب عماد يونس في كتابه "سلسلة الوثايق الأساسية للأزمة اللبنانية" الجزء الثالث صفحة 82 فقد اتصل الرئيس شمعون بآمر فصيلة درك عاليه الذي يتسلم قيادة سرية بعبدا بالوكالة بسبب غياب قائد السرية العقيد سليم درويش في مصر في مهمة، وطلب منه العمل على تعزيز قوى الأمن في عين الرمانة لمحاولة احتواء الوضع. وعصراً دخلت إلى عين الرمانة قوة من الدرك تمركزت في شارع بيار الجميل، لكن مساءً اتصل الرئيس الصلح بقيادة الدرك وطلب سحب القوة وأعفى آمر فصيلة عاليه من قيادة سرية بعبدا وعيّن الضابط ميشال خوري قائداً للسرية بالوكالة.

25- رفض الأطباء اطلاع الرئيس سليمان فرنجية الذي كان أدخل نهار السبت 12 نيسان إلى الجامعة الأميركية لإجراء عملية إستئصال المرارة، على ما حصل خوفاً من تدهور صحته.

26- رغم تحفظهم على طريقة معالجة الوضع، غادر وزيرا الكتائب، يرافقهما وزراء حزب الأحرار: ميشال ساسين ونديم نعيم ومحمود عمار إلى البيت المركزي حاملين الأسماء المطلوبة، وهناك كانت القيادة الكتائبية مستنفرة، وكانت تباشير الفجر بدأت تلوح. فيما بقي الرئيس الصلح في مبنى السيّار مع عدد من الوزراء والقادة الأمنيين الذين بقوا على اتصال دائم مع البيت المركزي.

27- قدم الوزير سعاده للمسؤولين في الحزب لائحة بأسماء المطلوبين فتبين أن أحدهم موجود خارج لبنان منذ أكثر من شهر ونصف، وآخر يعالج منذ أسبوع في إحدى المستشفيات، والمضحك أن أحد الأسماء قد تكون لشخص متوفٍ. ومن بين الأسماء السبعة يوجد فقط كتائبيان لم يكونا في عين الرمانة ساعة وقوع الحادث. من هنا وضحت الطريقة التي تعالج بواسطتها الأحداث الضخمة.

28- بعد حصوله على هذه المعلومات إتصل الوزير سعاده فجراً برئيس الحكومة وأطلعه على معلومات الكتائب فرجاه الرئيس الصلح تسليم الكتائبيين مع الوعد الجازم بتسليم المسؤولين من الفريق الآخر متعهداً بإطلاقهما خلال أيام معدودة في محاولة لإطفاء المشكل.

29- راحت الأخبار تصل تلك الليلة إلى البيت المركزي عن أصوات طلقات تسمع في محيط سيّار الدرك وعدة أحياء في بيروت. كما مرت سيارة أطلق من فيها الرصاص على الواقفين أمام سينما سلوى على كورنيش المزرعة، وتعرضت محلات نعوم أبي راشد في محلة باب ادريس للتفجير. وتعرض بيت الكتائب في حارة حريك لانفجار عبوة بالقرب منه. وراحت أصوات الانفجارات تزداد مع تقدم الوقت، والإشاعات تنتشر بين الناس بسرعة البرق ومعظمها لا أساس له من الصحة.

30- في مقابل ذلك، دعا قادة الأحزاب اليسارية إلى إجتماع عقد السادسة من مساء ذلك الأحد في منزل الزعيم كمال جنبلاط، لكن بسبب إنقطاع الكهرباء إنتقلوا إلى منزل محسن دلول. شارك فيه: كمال جنبلاط وتوفيق سلطان وداود حامد وعبد الله شيا (الحزب التقدمي الأشتراكي)، نقولا الفرزلي ورغيد الصلح (البعث العراقي)، اسامة فاخوري وعزت حرب وعصام نعمان (الهيئات الاسلامية)، انعام رعد (رئيس الحزب القومي)، جورج حاوي (أمين عام الحزب الشيوعي)، محمد قانصوه (البعث السوري)، محسن إبراهيم وحكمت السيد (منظمة العمل الشيوعي)، وجان عبيد.

31- أصدرت القوى اليسارية المجتمعة بياناً هاجمت فيه حزب الكتائب، وإتهمته بتدبير ما أسمته مجزرة عين الرمانة، وتوصلوا في النتيجة إلى قرار عزل الكتائب، وطالبوا بحلّه.

32- لم تكد تشرق شمس الاثنين 14 نيسان 1975 حتى كانت جميع طرق ضاحية بيروت الجنوبية قطعت، بسبب الإنتشار الكثيف للمسلحين وأحراق الدواليب. وبدأ توسع القتال. وهكذا اندلعت الحرب اللبنانية.

هذه كانت تفاصيل ما جرى ذلك الأحد بحسب ما روته الصحف الصادرة يومها والكتب التي أرّخت للحرب اللبنانية، ولكن يبقى ذكر خلفيات وأسرار ما جرى يومها التي انكشف بعضها فيما البعض الاخر ما يزال يلفه الغموض.