المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 15 نيسان/2016

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.apri15.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

هذَا هُوَ الخُبْزُ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاء، لِيَأْكُلَ مِنْهُ الإِنْسَانُ فلا يَمُوت. َانَا هُوَ الخُبْزُ الحَيُّ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاء

ٱفْرَحُوا بِمِقْدَارِ مَا تَشْتَرِكُونَ في آلامِ المَسِيح، حتَّى إِذَا ظَهَرَ مَجْدُهُ تَفْرَحُونَ أَيْضًا وتَبْتَهِجُون

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

 

عناوين الأخبار اللبنانية

وقائع مقابلة اللواء ريفي من تلفزيون المر فيديو ونص

ريفي اكد عدم العودة عن الاستقالة: لا فرنجية ولا عون سيصلان للرئاسة وسأبقى سيد قراري دائما

.سلام في قمة اسطنبول لا يخرج عن الإجماع: متضامنون مع العرب ولا لفرض وقائع جديدة/سابين عويس/النهار

إضاءة على أبعاد عودة السجال العلني حول سلاح "حزب الله" والسلة المتكاملة/ألين فرح/النهار

السفير الكويتي: لا ترحيل اعتباطياً للبنانيين والخلاف قائم طالما استمر هجوم “حزب الله”

لا لقاء بين سلام والملك سلمان في اسطنبول

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 14/4/2016

بري دعا الى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية الاثنين

سلام ألقى كلمة في قمة منظمة التعاون الإسلامي ال13:امل في انجاز الانتخابات الرئاسية في اقرب وقت ولبنان يرفض توطين النازحين

نصر الله يتولى إعادة ترتيب «البيت الشيعي» العراقي بتكليف من خامئني

المحكمة الجنائية الدولية والنسيج اللبناني الممزق والمشلّع/محمد عبد الحميد بيضون/فايسبوك

 13 نيسان الجديد...في أي لحظة/أحمد الأسعد

الخارجية: الافراج عن المخطوف بوهدير في نيجيريا

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الخميس الواقع في 14 نيسان 2016

الراعي أسف لغيمة صيف مرت مع دول الخليج القناعي : ليضع اللبنانيون مصلحة بلدهم فوق كل اعتبار

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

اهتمام دولي - أممي بلبنان رغم الانشغال بملفات المنطقة وحرص على الاستقرار وخشية من توتير الحدود الجنوبية

"عروس البقـاع" نحـو معركـة تحديد احجام وخطـاب التوافـق "سـقط" وتحالف ثلاثي في وجه "الكتلة الشعبية" و"المستقبل" ينتظر قرار "بيت الوسط"

الراعي يزور بلجيكا في 26 الجاري وفرنســـا في 6 و7 ايار المقبل

مبعوث روسي الى بيروت الشهـر المقبل تسهيلا للاستحقاق وحزب الله يرسم استراتيجيته لمرحلة ما بعد التسوية السورية

قمة اسطنبول تدين "ارهاب ايران" ولقاء سلمان-سلام مجرد مصافحة

الراعي الى بلجيكا وفرنسا وجسـور العلاقة مع الخليج ترمم تدريجـا

كابل نهر الكلب انترنت واكثر... والاتصالات: المخالفــون قطعــوه

عربيد: نعوّل على اجتماع بكركي مع سفراء الخليج لموسم سياحي جيد و"زيارة الهيئات إلى السعودية قائمة ومؤتمر "بيفكس" على موعده في أيار"

 زيارة ابو عرب لـ"حركة انصار الله"هل لها علاقة باغتيال فتحي زيدان؟

جونز: رسائل كراهيــة التنظيم نقيض قيم لبنــان وحيّا "شجاعة" الجيش وقوى الأمن في مواجهة "داعش"

رئيس الكتائب عرض مع كاربوني موضوعي المفقودين خلال الحرب والنازحين السوريين

المحكمة العسكرية وافقت على تخلية سبيل قاتل المقدم ربيع كحيل

الامن العام: ابراهيم لم يطلب من الحلبي مواصلة عمله في ملف العسكريين

جريصاتي: طموح الزحليين المواءمة بين التفاهمات الوطنية والخصوصيات الزحلية

الصفدي: تجاوز إرادة المسيحيين في انتخاب الرئيس أمر صعب وغير جائز

بري استقبل وفدا فرنسيا وأولم للشهرستاني: للحفاظ على وحدة المسلمين وإرساء ثقافة مقاومة إسرائيل

الحريري التقى السفير الاميركي ونواب عكار ووفدا بقاعيا جونز: هناك شبه اجماع أن الانتخابات الرئاسية لا تزال في طريق مسدود

جونز في ندوة "اختراق_التطرف":الصراع ضد داعش طويل ولبنان يتمتع بميزات تؤهله لأداء دور متقدم في مسار جبه التطرف

بري استقبل وفدا فرنسيا وأولم للشهرستاني: للحفاظ على وحدة المسلمين وإرساء ثقافة مقاومة إسرائيل

منسقية زحلة في القوات ترد على سكاف

يوسف: بوادر أمل في ملف العسكريين المخطوفين 

رئيس تحرير صحيفة لوريان لو جور ميشال توما : عون يدرك جيداً ان حزب الله لا يريده رئيساً للجمهورية 

قهوجي استقبل وفد جمعية الصداقة البرلمانية الفرنسية اللبنانية وشخصيات

تنسيقية مسيحيي الشرق في خطر: سنبدأ مع نواب فرنسيين جولة في لبنان وسوريا والعراق

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مقتل ضابط إيراني

أردوغان لم يقدم ما يعزز ثقة العرب به في القمة الإسلامية

دعوة كويتية لإيران لإنهاء أجواء التوتر

مكاتب الإخوان تسقط تباعا في الأردن

القمة الإسلامية: الأتراك يواجهون وضوح الدبلوماسية العربية بمواقف غامضة

مجلس النواب العراقي أقال رئيسه سليم الجبوري

دي ميستورا: الانتقال السياسي في سوريا هدف المفاوضات

افتتاح قمة منظمة التعاون الإسلامي في اسطنبول

البرلمان الاوروبي أقر اجراء لتبادل المعلومات حول المسافرين لمكافحة الارهاب وأبدى قلقه ازاء تراجع دولة القانون في تركيا

سفراء بريطانيا وفرنسا واسبانيا في ليبيا للمرة الاولى منذ 2014

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان أسير الفراغ و«حزب الله» محاصر/أسعد حيدر/المستقبل

وتبقى الرئاسة الأولى الهمّ البطريركي الأول/بسام أبو زيد/المستقبل

هولاند يحث «المعنيين» لإحداث اختراق.. في الاستحقاق الرئاسي/ثريا شاهين/المستقبل

رئيسة المحكمة لـ"النهار: لبنان جميل وشعبه أثار دهشتي كلنا ملتزمون عملنا وإنجازه بطريقة فعّالة وعادلة ومنصفة/كلوديت سركيس/النهار

شكرًا زحلة/نبيل بومنصف/النهار

مفهوم "الميثاقية" يكتمل بقانون جديد للانتخابات يحقق التمثيل الصحيح لشتى فئات الشعب وأجياله/اميل خوري/النهار

مجموعة رسائل بارزة في زيارة هولاند: بداية مسار وتعبئة دولية ودعم للجيش/روزانا بومنصف/النهار

أمل وحزب الله: الثنائية المفخخة/محمد قواص/العرب

لبنان قد "يُهرغِل" وثائق بنما/حـازم الأميـن/لبنان الآن

ما لم يُقل في قضية ''أمن الدولة'/أنطوان سعد/موقع مون ليبانون

الانتخابات البلدية: بيّي أقوى من بيّك/غسان سعود/الأخبار

إيران والدولار الأميركي/إيلـي فــواز/لبنان الآن

هذا انا جورج نادر.. معركة نهر البارد: المقاتل الشجاع لا يتخلّى عن إنسانيته/ليبانون ديبايت

 «يد النحس» الإيرانيّة/حسان حيدر/الحياة

أميركا والاندفاعة السعودية/زهير قصيباتي/الحياة

الكويت ونهاية الكابوس اليمني/خيرالله خيرالله/العرب

الحرس الثوري… ذراع السياسة الإيرانية/سالم الكتبي/العرب

نحو دعم خليجي وعربي للمعارضة الإيرانية/داود البصري/السياسة

الديبلوماسية أوباما والحليف السعودي/عبد الكريم أبو النصر/النهار

جسور سلمان وجدران إيران/نديم قطيش/الشرق الأوسط

لماذا فشلت "مقامرة" أوباما/أمير طاهري/الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

هذَا هُوَ الخُبْزُ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاء، لِيَأْكُلَ مِنْهُ الإِنْسَانُ فلا يَمُوت. َانَا هُوَ الخُبْزُ الحَيُّ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاء

"إنجيل القدّيس يوحنّا06/من48حتى59/: قال الرَبُّ يَسُوع: «أَنَا هُوَ خُبْزُ الحَيَاة. أبَاؤُكُم أَكَلُوا المَنَّ في البَرِّيَّة، ومَاتُوا. هذَا هُوَ الخُبْزُ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاء، لِيَأْكُلَ مِنْهُ الإِنْسَانُ فلا يَمُوت. َانَا هُوَ الخُبْزُ الحَيُّ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاء. مَنْ يَأْكُلْ مِنْ هذَا الخُبْزِ يَحْيَ إِلى الأَبَد. والخُبْزُ الَّذِي أَنَا أُعْطِيهِ هُوَ جَسَدِي، مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ العَالَم». فَأَخَذَ اليَهُودُ يَتَجَادَلُونَ ويَقُولُون: «كَيْفَ يَقْدِرُ هذَا أَنْ يُعْطِيَنَا جَسَدَهُ لِنَأْكُلَهُ؟». َقَالَ لَهُم يَسُوع: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنْ لَمْ تَأْكُلُوا جَسَدَ ٱبْنِ الإِنْسَان، وتَشْرَبُوا دَمَهُ، فلا تَكُونُ لَكُم حَيَاةٌ في أَنْفُسِكُم. مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي ويَشْرَبُ دَمِي يَنَالُ حَيَاةً أَبَدِيَّة، وأَنَا أُقِيمُهُ في اليَوْمِ الأَخِير،لأَنَّ جَسَدِي طَعَامٌ حَقِيقِيّ، ودَمِي شَرَابٌ حَقِيقِيّ. َنْ يَأْكُلُ جَسَدِي ويَشْرَبُ دَمِي يَثْبُتُ فِيَّ وأَنَا فِيه. كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ الحَيّ، وأَنَا بِٱلآبِ أَحْيَا، كَذلِكَ مَنْ يَأْكُلُنِي يَحْيَا هُوَ أَيْضًا بِي. ذَا هُوَ الخُبْزُ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّمَاء، لا كَمَا أَكَلَ آبَاؤُكُم ومَاتُوا. مَنْ يَأْكُلُ هذَا الخُبْزَ يَحْيَا إِلى الأَبَد». هذَا قَالَهُ يَسُوعُ في المَجْمَعِ وهُوَ يُعَلِّمُ في كَفَرْنَاحُوم".

 

ٱفْرَحُوا بِمِقْدَارِ مَا تَشْتَرِكُونَ في آلامِ المَسِيح، حتَّى إِذَا ظَهَرَ مَجْدُهُ تَفْرَحُونَ أَيْضًا وتَبْتَهِجُون

"رسالة القدّيس بطرس الأولى04/من12حتى19/:"يا إخوَتِي، أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لا تَتَعَجَّبُوا مِن نَارِ ٱلٱضْطِهَادِ ٱلمُشْتَعِلَةِ عِنْدَكُم لٱمْتِحَانِكُم، كَأَنَّهُ أَمرٌ غَرِيبٌ يَحْدُثُ لَكُم. بلِ ٱفْرَحُوا بِمِقْدَارِ مَا تَشْتَرِكُونَ في آلامِ المَسِيح، حتَّى إِذَا ظَهَرَ مَجْدُهُ تَفْرَحُونَ أَيْضًا وتَبْتَهِجُون. وإِنْ عَيَّروكُم بِٱسْمِ الْمَسِيح، فَطُوبَى لَكُم، لأَنَّ رُوحَ الْمَجْد، رُوحَ الله، يَسْتَقِرُّ فيكُم. َلا يَكُونَنَّ فِيكُم مَنْ يتَأَلَّمُ لأَنَّهُ قَاتِلٌ أَو سَارِقٌ أَو فَاعِلُ شرٍّ أَو مُتَطَفِّلٌ عَلى الغَير. لكِنْ إِنْ تَأَلَّمَ أَحَدُكُم لأَنَّهُ مسِيحِيّ، فلا يَخْجَلْ! بَلْ فَلْيُمَجِّدِ اللهَ بِهذَا ٱلٱسْم؛ لأَنَّ الوَقْتَ قَدْ حَانَ لِيَبْتَدِئَ القَضَاءُ بِأَهْلِ بَيْتِ الله. وإِنْ كانَ بَدْؤُهُ بِنَا، فَمَا تَكُونُ نِهايَةُ الَّذِينَ لا يُطِيعُونَ إِنْجِيلَ الله؟«وَإِنْ كَانَ البَارُّ بِالجَهْدِ يَخْلُص، فمَا حَالُ الكَافِرِ والخَاطِئ؟». لِذلِكَ فَالَّذِينَ يتأَلَّمُونَ وَفْقَ مَشِيئَةِ الله، فَلْيَسْتَودِعُوا الخَالِقَ الأَمِينَ نُفُوسَهُم، وهُم مُوَاظِبُونَ على عَمَلِ الخَير".

 

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

الحب في العمق هو النور الوحيد الذي ينير على الدوام عالمًا مظلمًا

Love is the only light which can constantly illuminate a world grown dim

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

وقائع مقابلة اللواء ريفي من تلفزيون المر فيديو ونص

http://eliasbejjaninews.com/2016/04/14/%D9%88%D9%82%D8%A7%D8%A6%D8%B9-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%88%D8%A7%D8%A1-%D8%B1%D9%8A%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%86-%D8%AA%D9%84%D9%81%D8%B2%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84/

رابط مقابلة اللواء ريفي من تلفزيون المر /برنامج بموضوعية/13 نيسان/16/اضغط هنا لمشاهدة المقابلة

https://www.youtube.com/watch?v=NbP8UFvJQ5I&feature=youtu.be

ريفي اكد عدم العودة عن الاستقالة: لا فرنجية ولا عون سيصلان للرئاسة وسأبقى سيد قراري دائما

الخميس 14 نيسان 2016

وطنية - أكد وزير العدل المستقيل اللواء اشرف ريفي، في حديث الى برنامج "بموضوعية" عبر قناة الـMTV، انه لن يعود عن استقالته من الحكومة لانه لم يعد ينتمي لها ويرفض منطق التسويات، وأعلن "ان تبني الرئيس سعد الحريري للنائب سليمان فرنجية امر خاطئ استراتيجيا وسيسبب الخسارة لتيار المستقبل"، معتبرا ان "لا فرنجية ولا النائب ميشال عون سيصلان للرئاسة".

وقال ريفي: "لا خوف امنيا كبيرا من انفجار شامل في الوضع اللبناني الذي ما زال مقبولا رغم الوضع الاقليمي المشتعل"، مشيرا الى "ان احتمال حصول اغتيال او حدث امني في منطقة معينة وارد لكن دون انفجار شامل". وأعلن انه أبلغ منذ فترة "من جهاز امني موثوق انه يجب ان يتخذ اقصى الاحتياطات ثم أكد جهاز امني لبناني المعلومات ومن الضروري اخذ الاحتياطات اللازمة".

ولفت الى ان "عدم انتخاب رئيس في أوانه جريمة في حق الوطن والشراكة"، مؤكدا انه لا يرى انتخاب رئيس "قبل فترة 6 اشهر من الان، وان ما يجري في المنطقة ترتيبات لكن تتعثر انطلاقتها".

لست مستوزرا

وقال ردا على سؤال: "ان ثقة الناس جعلتني وزيرا وهي التي جعلت غيري زعيما، ولا يجب ان يخطئ احد بذلك"، مضيفا: "حين يكون لديك حيثية شعبية وسياسية وتاريخ وطني يعطيك الناس الثقة وتفرضك وزيرا"، مذكرا بانه عندما عرض عليه وزارة معينة رفضها، "وقلت انني لست مستوزرا، ولكن ثقة الناس أجبرت تأخير التشكيلة الحكومية لساعات الى ان وافقت".

وتابع: "انا رجل أمني محترف وتحولت لسياسي وكسبت ثقة الناس، وهي التي جعلتني ان اكون وزيرا. لست مستوزرا بل حامل قضية، انا مع الموقف وليس الموقع، وليست غاية عندي سواء اصبحت وزيرا ام لا وساحمل قضيتي لتحقيق الغاية المطلوبة".

واكد "اننا لسنا شموليين، وانا لست عضوا في حزب شمولي او توتاليتاري"، وقال: "انا حالة مستقلة من مدرسة الشهيد رفيق الحريري وألتقي مع تيار المستقبل في الكثير من النقاط لكن مع استقلالية كاملة وسأبقى سيد قراري دائما. فلا أطيع بشكل اعمى، لكن أقتنع فأسير وان لم اقتنع لا أسير".

لا عودة عن الاستقالة

وعن استقالته من الحكومة، اكد ريفي انه لن يعود عنها لانه لم يعد ينتمي للحكومة، مشددا على ان "الاستقالة موقف وليست هروبا بل قلب للطاولة للقول "مش ماشي الحال" وقال: "الحكومة بدأت على انها ربط نزاع، لكن قواعد اللعبة في الحكومة لم تعد متكافئة"، مشيرا الى انه عدد في بيان استقالته الاسباب، منها عدم تنفيذ قرارات بشأن ملف النفايات رغم اقرارها، في المقابل أتى ملف ميشال سماحة الذي كان معنيا به فبدأ الملف حين كنت في الامن ولم يكن ليقبل بالتسوية بأي شكل".

واكد ريفي انه سيد قراره، وقال: "في الظروف التي استقلت بها لم اكن مستعدا لمشاورة احد، وفي اللحظة التي بدأ بها الهجوم على دول الخليج استقلت لانه لا يمكن القبول بالتعرض للهوية العربية، وفي المقابل ثمة ملفات داخلية اوجبت عدم امكانية استمراري كشاهد زور".

وعن عدم ذكر الرئيس سعد الحريري في بيان استقالته مقابل ذكر الرئيس الشهيد رفيق الحريري، قال ريفي: "انا اعمل لقضية، والشهداء يتقدمون على الآخرين. توجهت بالاستقالة للحكومة وقلت للشعب اللبناني اني مستمر في تحمل المسؤولية من خارج الحكومة. فالشهداء يتقدمون على الجميع علي وعلى كل العالم ونقطة على السطر".

وعن كيفية تصريف اعمال وزارة العدل، قال ريفي: "انا باق في وزارة العدل الى حين صدور مرسوم الاستقالة ولن اتصرف الا بالحد الادنى. وآمل غدا ان ينتخب رئيس وان اسلم الامانة لوزير العدل المقبل".

ملف سماحة

وعن قضية الحكم على الوزير السابق ميشال سماحة، انتقد ريفي "المنظومة القضائية الاستثنائية التي تخلت عنها كل الدول لكنها باقية في لبنان"، لافتا الى انه "بالواقع الحالي هذه المحاكم وضعت لتخدم السلطات وتخدم سلاح حزب الله اكثر من خدمتها للعدالة".

وقال: "لم ولن اعطي الثقة للمحكمة العسكرية، والحكم على سماحة مقبول لكن القانون يؤكد ان محاولة فعل الجرم كفعل الجرم"، مؤكدا ان "الحكم لا يلغي الهيمنة السورية على المحكمة العسكرية، كما ان هناك هيمنة من "حزب الله" على مجلس الوزراء". وحيا قائد الجيش العماد جان قهوجي "الذي احتوى الغضب الشعبي بشأن حكم المحكمة العسكرية".

واعتبر ريفي ان "موضوع سماحة يمس أمننا والعيش المشترك"، وقال: "انا لا اقبل التسوية فيه ولا اسمح لنفسي ان يكون لدي خيار ولا اقوم به، ولذا اعلنت خيار الذهاب الى القضاء الدولي والمطالبة بالاحالة الى المجلس العدلي، ولو لم يحدث الحراك الشبابي والشعبي والسياسي لكان سماحة في المنزل الآن".

واكد "ان المنظومة استثنائية وتخضع لقوى الامر الواقع"، مذكرا بأنه قال: "بئس الزمن الذي يتآمر فيه ضابط على أمن وطنه. فما جرى في المحكمة العسكرية لناحية الحكم على سماحة بمثابة الخيانة الوطنية".

ورفض المنطق القائل انه لو احيلت قضية سماحة الى المجلس العدلي لكان في منزله الان، مؤكدا ان هذا المنطق لتبرير الكسل". وقال : "انا رجل امني لا اتساهل في أي موضوع امني. حين كان بشار الاسد بكل قوته، قررت انا ووسام الحسن توقيف ميشال سماحة لان امن الوطن اكبر من كل التهديدات التي تعرضنا لها".

الحريري

وعن تغريدة الرئيس الحريري بعد صدور الحكم على سماحة، قال ريفي: "اسامح الرئيس سعد الحريري على تغريدته، ان كان يقصدني او لا، ولو كان مسؤولا لما كان ليتكلم هذا الكلام. انا امني محترف اعرف كيف تعالج الامور الامنية اكثر من غيري".

وتابع: "قمت بواجبي كوزير عدل ضمن صلاحياتي، ولو كنت في الامن لوضعت القاضي الذي يبيع وطنه في السجن، وقصدت طاني لطوف عندما تحدثت عن الضابط الذي باع وطنه وتعريضنا للاغتيالات".

ترشيح فرنجية

وعن خلافه مع الحريري، قال ريفي: "اختلفنا على نقاط معينة خصوصا في مسألة ترشيح فرنجية ولا يمكن ان اقبل بذلك مهما كان، وقلت له ان ذلك خطأ استراتيجي والتاريخ سيسجل ذلك".

وكشف ريفي، انه "بناء على معلومات، فان سليمان فرنجية لن يصل الى رئاسة الجمهورية ابدا كذلك لن ينتخب النائب ميشال عون رئيسا". "وذكر ان ثمة مسؤولية معنوية على فرنجية الذي كان وزيرا للداخلية عند اغتيال الرئيس الحريري وماذا لو انتخب رئيسا ثم استدعي للشهادة في المحكمة؟".

وأوضح ان أحد مآخذه على ترشيح فرنجية "ان لنا حليفا وشريكا مسيحيا اساسيا لم يخطئ معنا ولديه انتشار على كامل الاراضي اللبنانية هو الدكتور سمير جعجع فكيف نستبدل حليفا كبيرا كالقوات اللبنانية بفرنجية". واعتبر "ان الذهاب لفرنجية سيؤدي لخسارة كبرى في تيار المستقبل والقادم سيحكم عليه الناس".

وكشف ان السفير السعودي قام بوساطة وما زال يقوم بذلك في موضوع خلافه مع الحريري، واللقاء بينهما سيكون في الوقت المناسب بعد الافتراق على قضية ترشيح فرنجية".

وتوجه الى الرئيس الحريري قائلا: "لك كل الاحترام والتقدير على المستوى الشخصي، وكنت جريئا بالقول لك ان ترشيح فرنجية خطأ كبير واتمنى ان تفكر في ذلك".

وعن امكانية انشاء حزب جديد، قال ريفي: "رفضت ان اكون جزءا من حزب او تيار، وبيئتي لا تقبل الشمولية لذلك لا اريد ان انشئ حزبا جديدا".

زيارة السعودية

اما في ما خص زيارته الاخيرة الى السعودية، اوضح انها "كانت في اطار حضور مؤتمر معين"، وقال: "العلاقة مع السعودية وثيقة دائما وانا لا اسعى لموقع معين بل الى تحقيق قضيتي. كنت مرتاحا جدا بزيارة السعودية وعدت مسرورا جدا ومطمئنا والمجالس بالامانات"، مؤكدا انه لم يسع "يوما لمركز كي استثمر السلطة لامور خاصة بل للامور الوطنية وليس اشرف ريفي من يتصرف بمنطق المكاسب الشخصية".

الانتخابات

من جهة ثانية، أعلن ريفي انه "لو كان وزيرا للداخلية لكان اصر على اجراء الانتخابات البلدية وكذلك النيابية"، وقال: "اما ان نكون دولة ديموقراطية تجري استحقاقاتها الديموقراطية في مواعيدها واما "علينا العوض".

اضاف: "على الصعيد البلدي في طرابلس، عشنا اسوأ تجربة يمكن ان تعيشها بلدية عبر ما يسمى التوافق او المحاصصة. اليوم ثمة رأي عام يرفض المحاصصة وسأدعم المجتمع المدني. لدينا خامات رائعة ولن اشارك في اختيار اشخاص، لكن يجب تشكيل فريق منسجم من 24 شخصا، وليختر الناس من يريدون".

وتابع: "نحن أدرى بالمدينة من الاخرين، فهي تريد فريقا متجانسا يؤمن لها الانماء ولدينا اسماء محترمة جدا لرئاسة البلدية. ساخوض الانتخابات دعما لهذا الخيار ويمكن اجراء استطلاع راي لمعرفة من لديه شعبية اكبر بين المؤهلين ليكون رئيسا للبلدية".

واشار الى ان حليفيه "من بيت كرامي هما وليد ومعن كرامي، ولا يمكن ان اكون الى جانب فيصل كرامي الذي يفاخر بعلاقته بالنظام السوري، فقاعدتنا الشعبية ترفض المؤيدين للنظام السوري وحزب الله".

وقال :"ثمة سياسي يريدني ان اذهب الى خياره في الانتخابات البلدية، لكنني لا اتحالف مع احد من 8 آذار ولا يمكن ان اقبل بذلك. انا ابن طبقة عصامية افخر بها وفخور بكل تاريخي، انا خادم لمدينتي وأحفظ لها كل الجميل. اما رسالة مصباح الاحدب فهي معروفة عبر اختراع قضية لا علاقة لنا بها، والطرح الذي يتم طرحه علي لن يلقى صدى ايجابيا ابدا".

المفتي الشعار

وتوجه ريفي الى مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار الذي استقبل فرنجية بالقول: "ليهتم بالشؤون الدينية ويترك الامور السياسية ويقم بواجباته، عمله ليس الترويج لفرنجية رئيسا للجمهورية بل عليه القيام بعمله".

واضاف: "علاقتي بالشعار ليست جيدة ولا يجوز ان يكون مفتي السلطان بل مفتي الشعب. وهو لديه السلطان متقلب، فحينا يكون الحريري ومنزل كرامي او ميقاتي...".

واكد "ان حلفائي كثر وهم الناس والمجتمع المدني والفقراء و"الاوادم""، كما اكد ان "الانتخابات البلدية آتية"، داعيا تيار "المستقبل" الى دعم المجتمع المدني، فالمحاصصة كارثية".

الانتخابات

وعن امكانية ترشحه للانتخابات النيابية، قال ريفي: "انا مستقل اساسا ولا يمكن ان اكون خاضعا لاحد ابدا واربح نفسي وليس من الضروري ان اربح موقعا. ليست النيابة غاية لي لكن الامور في أوانها".

وعن موضوع الرئاسة، قال: "لست حالة اعتراضية لكن حالة منسجمة مع نضالنا، لذلك اعتراضي على عون وفرنجية لانهما حليفا المحور السوري - الايراني وكان يجب الابقاء على مرشح 14 آذار الدكتور سمير جعجع ".

واكد ان "لا انتخابات رئاسية لغاية الستة اشهر المقبلة، والرئيس المقبل لن يكون عون او فرنجية، وحسب ملامح المرحلة، فان كانت عسكرية فالرئيس قد يكون عسكريا وتحديدا قائد الجيش جان قهوجي، وان كانت اقتصادية فيمكن ان يكون حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، اما سياسيا فجان عبيد"، معتبرا انه "لا يمكن كسر ارادة المكون المسيحي الاكثري بهذا الشكل ويجب ان يكون هناك ثمة رضى اقليمي ايضا".

المطار

ورأى ريفي ان "أمن المطار بحاجة الى تحسينات"، وقال: "لا ارى انفجارا شاملا في لبنان، والمرحلة تقتضي يقظة كاملة. من الخطأ الكبير ان يحرم جهاز امن الدولة فلا يجوز "تطييف" الجهاز. وكما كنت اعترض على حرمان قوى الامن من الداتا فلا يجوز حرمان امن الدولة من المخصصات والداتا التي يجب تأمينها فورا. ارى ان المعاناة التي عشتها تتكرر في امن الدولة، ونحن نريد الشراكة الوطنية".

واعتبر ريفي ان "السعودية اصبحت مملكة الحزم بعد ان كانت تعطي الفرص للمبادات"، مشيرا الى انه قال ل"حزب الله" احذر غضب الحليم"، مؤكدا انه "ليس مقبولا تدخل "حزب الله" في امور داخلية سعودية لتنفيذ دور ايراني، ما اثار الحساسية في المنطقة واذى للبنان بشكل كبير". وشدد على ان "حزب الله أداة من ادوات ايران في المنطقة، وان الصراع لس مذهبيا بل صراع عربي - فارسي"، مشيرا الى انه قال ل"حزب الله" انه "سيدفع الثمن كبيرا في سوريا جراء قتاله وسيزيد الثمن اكثر واكثر". ورفض ريفي الحوار السياسي بين حزب الله والمستقبل، "اذ كان يمكن استمرار الحوار الميداني دون اعلام، والحوار السياسي ضمن المؤسسات الدستورية".

لاستقالة سلام

ودعا ريفي الرئيس تمام سلام الى الاستقالة وتحويل الحكومة الى حكومة تصريف اعمال، وقال: "في كل جلسة ثمة خطر "فرط" الحكومة و"شرشحة" المؤسسات الدستورية، ولا استغرب ان يصل للاستقالة في اي جلسة"، معتبرا ان عمل الحكومة تحول الى تبرير ل"حزب الله" لتأخير انتخاب الرئيس"، وقال: " لـ"تفرط" الحكومة لعل انتخاب الرئيس يسرع".

واذ لاحظ "ثمة قرار دولي لحصول تسويات في اليمن ثم سوريا"، تمنى ريفي على "حزب الله" "ان يحذو حذو الحوثيين ويسلم سلاحه الى لدولة وتعود الشراكة الوطنية المتكافئة من دون استقواء طرف على آخر بسلاحه". وقال: "حين اقام حزب الله "سرايا مقاومة" او بالاحرى "صرامي مقاومة" فان سلاحه غير شرعي حتما وهو اصبح ميليشيا تابعة للمشروع الايراني ولن ينتصر".

قوى الامن

وعما يثار من "فضائح" في قوى الامن الداخلي، قال ريفي: "اخضع للقضاء دائما وانا المدير العام والوزير الوحيد الذي رفعت السرية المصرفية عني وعن عائلتي. ومن يحاول الاصطياد بالماء العكر اقول له ان منزل اشرف ريفي ليس من زجاج. كشفنا مع اللواء وسام الحسن عددا كبيرا من حالات الفساد وكافحناها ولم يعلم احد بذلك نهائيا. وهل كنا مقصرين حين كشفنا 33 شبكة اسرائيلية؟"

وشدد على انه "حين يخرج اللواء ابراهيم بصبوص ويقول انه يريد اصلاح الاخطاء السابقة فهذا غير مسموح، فبصبوص والعميد عثمان ليسا "أكثر رجولة" من ريفي واللواء الحسن، وهما أخطآ في حق مؤسسة قوى الامن. ليس مسموحا التشهير بقوى الامن ويجب الابقاء عليه. هناك من حاول الغمز من قناة اشرف ريفي، انا مستعد ان اخضع للمحاسبة بالامس واليوم وغدا. ابواق 8 آذار معروفة تماما وتحاول التشكيك بمرحلتي في قيادة قوى الامن واهنئ قيادة قوى الامن على انجازها لكنني ضد الخروج بذلك الى الاعلام".

وردا على جميل السيد، قال ريفي: "ليكشف هو السرية المصرفية عن امواله، ولو كان ثمة منظومة قضائية شفافة لكان حوكم مع ميشال سماحة. ثمة مسؤولية امنية عليه في موضوع ميشال سماحة وهو يعرف ان المتفجرات كانت معه بالسيارة. ولو ذهبت القضية للمجلس العدلي لحوكم جميع المعنيين بها وضاع جميل السيد في غياهب المحكمة العسكرية كما جرى تفريع القضايا المتعلقة بها".

اما في موضوع المازوت، فذكر ريفي ان "القرار الذي اتخذته كان قانونيا 100% ولنا حق التسليف لقاء ضمانة معينة لتسهيل عمل المؤسسة".

وقال: "كشفنا بالاموال المرصودة لنا 33 شبكة تجسس وشبكة ميشال سماحة، عبر البطل ميلاد كفوري الذي حميناه بالقانون، وبكل اسف فان قوى الامن قصرت معه وطلبت الالتزام بما اتفق عليه. يجب التعويض على كفوري ودفع الاموال المستحقة له".

وأعلن ان القذائف التي اشتراها موجودة في مخازن قوى الامن الداخلي وكل المشتريات بحاجة لموافقات رسمية، وكفي رمي التهم جزافا".

وعن ملفات قضائية اخرى، قال ريفي: "أعدنا توزيع خريطة المحاكم في لبنان. هذا المشروع أنهيناه كوزارة عدل وحولناه الى مجلس الوزراء، وحين يقر ستنشأ مناطق قضائية في عكار والبقاع الشمالي"، مؤكدا ان الهيكل التنظيمي لوزارة العدل لا يتناسب مع المرحلة الحالية ويجب تحرير القضاء من الحاجة لكل المؤسسات الاخرى لتحقيق استقلاليته"، مشيدا بعلاقته مع مجلس القضاء الاعلى، ووصفها بالممتازة.

 

سلام في قمة اسطنبول لا يخرج عن الإجماع: متضامنون مع العرب ولا لفرض وقائع جديدة

سابين عويس/النهار/15 نيسان 2016

اكتسبت القمة الثالثة عشرة لمنظمة التعاون الاسلامي التي بدأت أعمالها امس في مدينة إسطنبول، بمشاركة أكثر من ٣٠ رئيس دولة وحكومة، دلالات بارزة طغى عليها الحضور الاول من نوعه للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الايراني حسن روحاني وجها لوجه منذ تفجر المواجهة بين البلدين في أعقاب تفجير السفارة السعودية في طهران قبل أشهر، وبعد بيانات الادانة العربية أولا، ومن ثم الاسلامية للتدخل الإيراني في الشؤون العربية. إذ بدا من المواقف التي أطلقاها في كلمتيهما امام القمة أن ثمة قرارا مشتركا بعدم رفع سقف المواجهة، في ظل الحاجة الى لملمة العالم الإسلامي وعدم الذهاب بالصراع الى سقوف أعلى. وإذا كانت أزمة اليمن وسوريا والتطلعات لمواجهة الارهاب والتطرف الذي يطال العالم الاسلامي شكلت العناوين الأبرز لكلمات رؤساء الوفود في الجلسة الافتتاحية، ومن ثم في جلسات العمل، فإن سقف هذه الكلمات جاء أقل مما ورد في مسودة البيان الختامي.

وبعد انتهاء أعمال اليوم الأول للقمة، يمكن ترقب نتائجها وقراءة الخلاصات التي خرجت بها كالآتي:

- نجحت مساعي تركيا بقيادة رجب طيب اردوغان في إنجاح القمة والخروج بأفضل التوصيات بما يعزز موقعها الفعلي في معالجة أزمات العالم الاسلامي، وقد أضفى حضور العاهل السعودي الملك سلمان الى انقرة بداية، ثم الى اسطنبول، دعما غير مسبوق لأنقرة، سيستكمل باللقاءات الثنائية التي سيعقدها روحاني مع اردوغان في انقرة التي سينتقل اليها بعد انتهاء أعمال القمة في اسطنبول.

- صحيح أن الجهود المشتركة لسلمان وأردوغان لم تنجح في حض الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على المشاركة في القمة، بحيث انتدب عنه وزير خارجية بلاده سامح شكري ليلقي كلمة مصر ولتسليم رئاسة المنظمة والدورة الـ١٣ الى تركيا، من دون أن يصافحه، بما يدل على حجم القطيعة، ولكن المصادر في اسطنبول تشير الى أن زيارة سلمان عبّدت الطريق أمام تخفيف حدة الجفاء التركي - المصري في المرحلة المقبلة.

- حمل حضور روحاني على رأس وفد كبير جداً دلالات بارزة، ولا سيما بعدما تبنت مسودة البيان الختامي للقمة بندا يرمي الى إدانة التدخل الايراني في الشؤون العربية، حظي بإجماع الدول الأعضاء بما فيها لبنان. ذلك أن روحاني نجح في تخفيف الاحتقان، لكنه لم ينجح حتى يوم أمس في تعديل البند المتعلق ببلاده في البيان الختامي. وكشفت مصادر ديبلوماسية عربية أن النيات الحسنة لا تكفي، وعلى ايران أن تقرن أقوالها بالافعال من أجل كسر العزلة التي أُحيطت بها أخيراً، ولا سيما بعد قرارات الإدانة العربية لتدخلها في شؤون عدد من الدول العربية.

ولا بد من الإشارة في هذا السياق الى أن هذه القمة هي الأولى التي تجمع بين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الإيراني حسن روحاني، منذ تولي سلمان الحكم في كانون الثاني الماضي، وبعد قطع العلاقات الديبلوماسية بينهما في كانون الثاني 2016.

- خلت كلمة الملك سلمان من أي اشارة واضحة الى ايران، وكذلك كانت حال كلمة روحاني الذي دعا المنظمة الى عدم إصدار ما يؤدي الى التفرقة بين الدول الاسلامية، وذلك في إشارة الى البند المتعلق بإدانة تدخل إيران في الشأن العربي.

- في المقابل، بدت لافتة إشارة روحاني الى دور "حزب الله"، مع تأكيد استعداد طهران لمساعدة أي بلد إسلامي يطلب المساعدة. وفي هذا أيضا اشارة الى الفقرة المتعلقة بإدانة تدخل الحزب في عدد من الدول العربية.

وللقمة دلالات بارزة لبنانياً أيضاً، إذ إنها أول مناسبة تجمع رئيس الحكومة تمام سلام بالملك سلمان منذ صدور القرار الملكي في شباط الماضي وقف المساعدات العسكرية للجيش بسبب ما اعتبرته المملكة "هيمنة" من "حزب الله" على القرار السياسي في لبنان. وعلى رغم أن اللقاء لم يتجاوز الدقائق القليلة وقوفا على هامش القمة، وقبل مغادرة سلمان اسطنبول بعد إلقائه كلمته في القمة، فإن الود الذي أظهره الملك بتحيته سلام كسر شيئا من البرودة في العلاقات بين البلدين، وشجع رئيس الحكومة اللبنانية على المضي في مساعيه الرامية الى إعادة لبنان الى الحضن العربي.

ومعلوم أن سلام لم يوقف مسعاه منذ تأزم العلاقة مع المملكة ودول الخليج تباعاً للقاء سلمان، وإنما من دون نتيجة.

والواقع أن رئيس الحكومة المدرك أن رفع الحظر العربي عن لبنان لن يتم ما لم يعد بمواقفه الى الإجماع العربي، استدرك هذا الواقع من خلال خطوتين لجأ إليهما في القمة: الاولى عبر التزامه البند المتعلق بإدانة التدخل الايراني أسوة بالدول الاسلامية الأخرى، مع اقتصار تحفظه عن الفقرة المتعلقة بإدانة أعمال "حزب الله" الإرهابية في اليمن وسوريا والبحرين والكويت. ومن شأن هذا الموقف أن يصحح الخطأ الذي ارتكبه لبنان سابقا بخروجه عن الإجماع العربي في إدانة طهران في مؤتمر التعاون الاسلامي المنعقد قبل شهرين في جدة، خصوصا أن هذا الالتزام عبر عنه سفير لبنان لدى المنظمة عبد الستار عيسى الذي مثل لبنان بعدما آثر وزير الخارجية جبران باسيل عدم المشاركة في اجتماع وزراء الخارجية التحضيري، والاستعاضة عن ذلك بالمشاركة في أعمال القمة ضمن عداد الوفد اللبناني الرسمي، بما يعطي إشارة واضحة الى التزام باسيل موقف الحكومة ورئيسها.

أما الخطوة الثانية فتمثلت بكلمة سلام في المؤتمر، والتي كانت موضع رصد عربي، ولم يخرج فيها عن السقف السعودي تحديدا والعربي عموماً.

وفيما كان ينتظر أن يرفع سلام سقف كلمة لبنان، قالت مصادر وزارية في الوفد اللبناني إن الأجواء العامة للقمة خيمت على كلمة لبنان وحكمت مضمونها، بحيث لم يكن واردا أن يتجاوز لبنان السقف العام أو يزايد فيه.

وبالفعل، فقد أشار سلام في كلمته الى "ما تشهده المنطقة من توترات سياسية حادة ومواجهات عسكرية نتيجة عوامل متعددة، ويشكو العديد من الدول الشقيقة وتحديدا دول مجلس التعاون الخليجي، تدخلات خارجية تؤجج هذه الصراعات"، ولم يسمّ إيران، إلا أنه أكد رفض لبنان "محاولة فرض وقائع سياسية في الدول العربية عن طريق القوة بما يؤدي الى تعريض الاستقرار في المنطقة للخطر"، معلنا تضامن لبنان "الكامل مع العرب في كل ما يمس أمنهم واستقرارهم وسيادة أوطانهم ووحدة مجتمعاتهم"، مع تأكيد "وقوفنا الدائم الى جانب الإجماع العربي". وقال إن "المصلحة العليا للأمة الاسلامية لا تتحقق الا بالعودة الى المخزون العظيم للإسلام والابتعاد عن سياسات التربص وزرع الفرقة واعتماد مقاربات مختلفة للعلاقات في ما بينها، بما يعيد الثقة المفقودة ويخفض التوترات المذهبية". وتطرق سلام الى موضوع الرئاسة، آملا انتخاب الرئيس لتستعيد المؤسسات توازنها. وتناول كذلك موضوع الإرهاب وأزمة اللاجئين السوريين، داعيا الدول الاسلامية الى "المساهمة في تحمل هذا العبء الثقيل على لبنان". وسيكون لسلام اليوم لقاءات مع اردوغان وامير قطر، وكان التقى أمس على هامش أعمال القمة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح.

 

إضاءة على أبعاد عودة السجال العلني حول سلاح "حزب الله" والسلة المتكاملة

ألين فرح/النهار/15 نيسان 2016

في دردشة مع الاعلاميين قبل أربعة أيام، أدخل الرئيس سعد الحريري معادلة جديدة بطرحه تسليم "حزب الله" سلاحه في مقابل السلة المتكاملة التي أعاد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد طرحها قبل 6 أيام. فلماذا الحديث اليوم عن سلاح الحزب علناً وعلى المنابر الاعلامية، وقت يتحاور الفريقان، أي "المستقبل" و"حزب الله" مباشرة في عين التينة؟ يرى بعض مناوئي الحريري في طرحه تضمين السلة المتكاملة سلاح "حزب الله" جزءاً من سجال في الوقت الضائع، وخصوصاً أنه أتى كردّ على النائب رعد، وبعد تصريح للنائب أحمد فتفت قال فيه: "ساءني جداً أن يتوقف الحديث عن سلاح حزب الله، وكأن ثمة محاولة لإعادة الضوء الى هذه المسألة وشدّ العصب، وتحديداً في ظل الحراك الديبلوماسي المتجدد للإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية". وفي رأي هؤلاء أن منطق "السلال المثقوبة" لا ينفع، بدليل أن الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله تكلم على سلة متكاملة ركيزتها الاساسية قانون انتخاب عادل وميثاقي وحكومة واستحقاق رئاسي، وعاد واستغنى عن السلة في مقابل الاتيان بالعماد ميشال عون رئيساً، الامر الذي يحرر من كل السلال، وأن "حزب الله" لن يردّ على هذا الطرح، خصوصاً أن وظيفة السلاح الاقليمية والوطنية هي في الدرجة الأولى في محاربة اسرائيل وفي وجه الإرهاب. كما أن السلاح، بالنسبة الى حامليه، هو نهائياً وقطعاً خارج منطق السلال، علماً أن الحزب يأتمن العماد عون على وظيفة سلاحه في وأد الفتنة السنية – الشيعية، وفي بناء دولة قوية وعادلة، لذا فان التمسّك به يتخطّى مجرد ترف إيصاله الى الرئاسة بدليل ثقته الكاملة به استراتيجياً ووطنياً. وفي توصيف هذا الفريق أن الرئيس الحريري مأزوم، خصوصاً انه يعرف جيداً ان الرد على المطالبة بتسليم سلاحه سيكون قطعاً لا، وان الحل للاستحقاق الرئاسي ليس بالمطالبة بتسليم السلاح بل يكون بعد الاستحقاق لمقاربة موضوع السلاح.يشدد الحريري، المتمسّك بترشيح النائب سليمان فرنجية، على دستورية الاستحقاق ويعوّل على حراكه لإيجاد حلحلة ما رئاسياً لاعتباره أن المواجهة ما زالت مفتوحة بين الرياض وطهران مع انعكاسها على الداخل اللبناني، وأن الحلول الاقليمية لم يحن قطافها بعد. ووفق معارضيه أن مجرد ربطه السلاح بتأمين الاستحقاق الرئاسي، يعني أنه لا يريد الاستحقاق، وهو يناور كمناوراته السابقة التي فشلت كلها بدءاً من تسميته رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع مرشح فريق 14 آذار، ثم ترشيحه النائب فرنجية، وأن هذه "العرقلة" أتت بعد عودته من موسكو، حيث لمس جواً اقليمياً ودولياً بدأ يتغيّر وان ثمة عوامل اطمئنان الى العماد عون. ذلك ان ما سمعه الحريري من المسؤولين الروس هو أن العماد عون ركيزة أساسية في الوضع في المنطقة ويحسب له حساب عند اي كلام رئاسي، كما انه أحد ضامني الوجود المسيحي في المنطقة، بمعنى ان له دوراً في الحفاظ على المسيحية المشرقية وأنه يشكّل ضمانة للمسيحيين في لبنان والمشرق، خصوصاً بعد التهجير والاضطهاد اللذين أصابا المسيحيين في العراق وسوريا.

على رغم كل ذلك تؤكد الرابية أن أبوابها مفتوحة للحريري ولكل من يريد النقاش في الاستحقاق الرئاسي، ولعلّ اللبيب من الاشارة يفهم.

 

السفير الكويتي: لا ترحيل اعتباطياً للبنانيين والخلاف قائم طالما استمر هجوم “حزب الله”

لا لقاء بين سلام والملك سلمان في اسطنبول

والوكالات/السياسة/15 نيسان/16/فيما كانت الانظار اللبنانية شاخصة الى اسطنبول لرصد أي لقاء يجمع رئيس الحكومة تمام سلام بخادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز قد يؤسس لإعادة المياه الى مجاريها بين لبنان والدول الخليجية، لم يحصل الاجتماع المنتظر، أمس، فيما سجل لقاء جانبي سريع في نهاية الجلسة الافتتاحية لأعمال قمة منظمة التعاون الاسلامي اقتصر على المصافحة والمجاملات. في موازاة ذلك، شكل موضوع تدهور العلاقات اللبنانية – الخليجية وتعثر الاستحقاق الرئاسي، الطبق الأساسي للقاء الذي عقده البطريرك بشارة الراعي في بكركي، أمس، مع سفراء دول مجلس التعاون الخليجي المعتمدين في لبنان، حيث جرى استعراض لمسار التطورات السياسية وتحديداً في ما يتصل بالإجراءات الخليجية ضد لبنان واستمرار الفراغ الرئاسي الذي يقترب من دخول عامه الثالث. واستناداً إلى المعلومات المتوافرة لـ”السياسة”، من أوساط مقربة من بكركي، فإن البطريرك الراعي وبعدما استعرض مع ضيوفه لتطور العلاقات اللبنانية – الخليجية وتميزها على مدى عقود، شدد على أن لبنان لا يكن إلا التقدير والاحترام لدور الدول الخليجية تجاه لبنان، واللبنانيون يذكرون بالخير ما قدمته هذه الدول للبنان وشعبه، كذلك الأمر استقبالها مئات الآلاف من اللبنانيين منذ عشرات السنين وفتح أبوابها لهم، داعياً السفراء الخليجيين إلى العمل مع حكوماتهم، من أجل إعادة هذه العلاقات إلى طبيعتها لما فيه مصلحة اللبنانيين والخليجيين. كذلك دعا البطريرك الدول الخليجية إلى القيام بما تستطيع من أجل الإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية وطي صفحة الشغور إلى غير رجعة. وأكد البطريرك الراعي للسفراء الخليجيين، “الحرص على حماية الكنز المشترك الذي نحمله معاً، بمسؤولية تاريخية، مسلمين ومسيحيين، وهو العيش معاً القائم على التعاون والاحترام المتبادل”، مشدداً على “تأكيد الصداقة بين لبنان وكل بلد من بلدانكم النبيلة والإعراب عن أسفنا لغيمة صيف مرت وعكرت الأجواء مع بعض أوطانكم”. وقال “أود التعبير عن امتنان شعبنا اللبناني الذي يعمل في بلدانكم. وقد وجد فيها مجالاً لتحقيق ذاته وإيجاد فرص عمل، ويعتز بأنه أسهم في نموها الاقتصادي والتجاري والإعماري، ولذا يعنينا أن نحافظ على هذه العلاقات البنّاءة لخير الجميع”. من جهته، قال سفير الكويت لدى لبنان عبد العال القناعي الذي تحدث باسم السفراء الخليجيين، إنه “طالما هناك هجوم من “حزب الله” وغيره على دول الخليج، فالخلاف قائم”، نافياً ترحيل أي لبناني بطريقة اعتباطية من دول مجلس التعاون، ومؤكداً أن لا أزمة دبلوماسية بين البلدين. وأمل أن يكون ما حصل غيمة صيف ومرت، منوهاً بالجهود التي يبذلها البطريرك في سبيل تحقيق المصلحة العليا للبنان. وطالب بانتخاب رئيس للبنان لوضع حد للشلل في المؤسسات والمحافظة على هوية لبنان. وكان السفير الإماراتي حمد بن سعيد الشامسي ورداً على سؤال للبطريرك الراعي عن أوضاع الجاليات اللبنانية، قال إنهم من أحسن الجاليات ويقومون بأفضل الأدوار والأعمال ويديرون كبرى الشركات العالمية. إلى ذلك، ذكرت معلومات صحافية ان وفدا من “حزب الله” قد يزور بكركي اليوم. من جهة أخرى، واصل القائم بالأعمال الأميركي السفير ريتشارد جونز زيارته القيادات اللبنانية، حيث التقى أمس، رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري وبحث معه الأوضاع في لبنان والمنطقة. ولفت جونز بعد اللقاء، إلى وجود شبه اجماع لدى جميع الفرقاء على أن الأمور ما زالت في طريق مسدودة في ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية، مشيراً إلى “أننا نحاول معرفة ما إذا كان هناك أي طريقة للمساعدة في هذا الشأن بعد إنهاء اللقاءات مع الجميع”.

 

 مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 14/4/2016

الخميس 14 نيسان 2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

اقل من أربعة أيام تفصل عن جلسة الإنتخاب الرئاسي ولا شيء يوحي بأن الإنتخاب سيتم وكما يبدو فإن الإنتخاب الجدي لن يتم قبل إنقشاع الغيوم الإقليمية التي تغطي أجواء المنطقة بداء من العلاقات السعودية - الإيرانية ومصير الحل السياسي لسوريا وحسم الوضع في اليمن.

وتأتي مقررات القمة الإسلامية في اسطنبول والتي تصدر رسميا في الساعات القليلة المقبلة معبرة عن واقع جديد يتطلب إنفراجات نحو تحالفات جديدة إلا أن عدم حضور الرئيس المصري القمة يؤشر الى أن التقارب بين أنقرة والقاهرة يحتاج الى مزيد من الجهد على الخطين السعودي القريب من مصر والإيراني المتناغم حاليا مع تركيا ولذا فإن بمقدور السعودية السعي لدى تركيا مصريا وبمقدور تركيا السعي لدى السعودية إيرانيا وهذا ما يمهد للتقارب بين الرياض وطهران وفي هذا ما ينعكس إيجابا على لبنان الذي يحمل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ملف انتخابه الرئاسي الى العاصمتين السعودية والإيرانية بعد زيارته المهمة جدا لبيروت بعد غد السبت.

ويعتزم الرئيس الفرنسي عقد لقاءات لبنانية مساء السبت وصباح الأحد بينها لقاء مع وفد من حزب الله عقب كلمة يلقيها في البرلمان بعد الظهر ومحادثات يجريها في السرايا بعد ذلك.

وقد برزت اليوم مباحثات البطريرك الراعي مع سفراء دول مجلس التعاون الخليجي في وقت تحدثت أوساط بكركي عن لقاء بين البطريرك ووفد من حزب الله غدا.

وفي اسطنبول لقاء سريع للرئيس تمام سلام مع العاهل السعودي. أما أجواء القمة وقراراتها نضيء عليها في هذا التقرير.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

اسطنبول شكلت المكان للحدث الإقليمي المتمثل بانعقاد القمة الاسلامية تحت شعار "الوحدة والتضامن من أجل العدالة والسلام" بمشاركة أكثر من 30 رئيس دولة وحكومة.

وفي القمة التطورات المتسارعة وما تشهده المنطقة من احداث ان في سوريا او اليمن او العراق حضرت، وفي مداولاتها ادانة الارهاب الذي يمارسه نظام الاسد في سوريا ودعوة الى حل الازمة السورية وفقا لمقررات جنيف 1. القمة ادانت التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للبحرين واليمن وسوريا.

وفي نهاية الجلسة الافتتاحية لأعمال القمة سجل لقاء سريع بين خادم الحرمين الشريقين الملك سلمان بن عبد العزيز ورئيس الحكومة تمام سلام فيما غادر الملك سلمان اسطنبول عائدا الى الرياض بعد ان انتهى من القاء كلمته.

داخليا شهد الصرح البطريركي اجتماعا بين البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وسفراء دول مجلس التعاون الخليجي، جدد السفير الكويتي عبد العال القناعي في نهايته الدعوة الى انتخاب رئيس جمهورية في اقرب وقت لينتظم عمل الدولة اللبنانية ومؤسساتها.

فيما تحدث القائم بالاميركي في لبنان ريتشارد جونز بعد لقائه الرئيس سعد الحريري في بيت الوسط عن شبه اجماع بان الامور فيما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي لا تزال في طريق مسدود.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

توطين النازحين السوريين الذي رأى وزير الداخلية نهاد المشنوق منذ ايام انه فزاعة والذي قال فيه الرئيس سلام اثر رده على الوزير جبران باسيل وبعيد زيارة بان كي مون لبنان كفى تلويحا بشبح التوطين شكل اليوم صلب كلمة الرئيس تمام سلام في القمة الثالثة عشرة لمنظمة التعاون الاسلامي، فلم يقل انه فزاعة او شبح بل تخوف منه قائلا لبنان يرفض اي شكل من اشكال توطين النازحين السوريين، وهكذا فإن ما يقال في جعيتا غير ما يقال في اسطنبول التي لم تجر رياحها بما تشتهيه سفينة الرئيس سلام، رئيس الحكومة الذي كان يعلل نفسه بلقاء الملك السعودية سلمان بن عبد العزيز لم يحظ سوى بمصافحة الدقائق، اشار اليها الاعلام اللبناني فيما تجاهلتها كلياً وكالة الانباء السعودية، هذه القطيعة لم تقتصر على السعودية، بل ان الرئيس سلام لم يلتق اي من قادة دول مجلس التعاون الخليجي.

في لبنان ما زال السجال قائما حول ما بات يعرف بكابل نهر الكلب، هل هو كابل دش او كابل انترنت، في وقت يصعد النائب وليد جنبلاط حملته على الدكتور عبد المنعم يوسف الى حد تسميته عبد المنعم تلفون، ولكن اعتباراً من غد سيكون لبنان في انشغال باستقبال الرئيس الفرنسي فرونسوا هولاند السبت ومن ضمن الشخصيات التي سيلتقيها الرئيس الفرنسي رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ومن المرجح ان يجري اللقاء في قصر الصنوبر.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

تحديات بالجملة امام العالم الاسلامي حضرت في قمة اسطنبول اليوم، في العناوين اتفاق بين العواصم الاسلامية على اولوية محاربة الارهاب، وفي التفاصيل حسابات سياسية وتباين يبدأ من سوريا الى مقاربة الملفات الاقليمية ما يعزز وجوب التلاقي السعودي الايراني اولا.

جوهر التقارب الاسلامي بدا واضحا في المقاربة التي قدمها رئيس الاتحاد البرلماني العربي نبيه بري في القاهرة منذ ايام، وظهرها في بيروت اليوم خلال تكريم الوكيل العام للمرجع الاعلى السيد علي السيستاني، الرئيس بري انطلق من وجوب البحث عن ثقافة اصولية متجددة تنبع من النجف الاشرف وقم والازهر الشريف بمواجهة ثقافة ارساها الانتداب ومخلفاته فأنتجت داعش والنصرة وكل المسميات القاتلة والمجرمة.

ومن هنا يأتي دور المؤسسات الاسلامية في اطلاق ثقافة التوحيد والتقريب ومقاومة الاحتلال، ومن هنا ايضا يأتي الرهان على تلك المؤسسات وهو ما سمعه الرئيس بري من شيخ الازهر الذي بدا مصرا على التصدي لثقافة التكفير والتدمير والتهجير، هذا هو عنوان المرحلة وتلك هي التفاصيل ولا اجتياز للمحن ولا تخطي للازمات من دونها، فأي دور للعواصم في ترجمة تلك التوصيات؟

لبنان يترقب، سوريا انتخبت مجلسها التشريعي وتنتظر مسار جنيف من جديد، اما العراق فدخل في ازمة جديدة، بدت في الكباش السياسي واقالة رئيس البرلمان والمطالبة بأن تطال رئيسي الجمهورية والحكومة، الاردن مضى في معركته ضد الاخوان المسلمين وواصل اغلاق مقراتهم، بينما كان صوت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حواره السنوي مع مواطنيه يتردد في عواصم العالم المعنية بالتباين او التسوية الروسية الاميركية وتحديدا حول سوريا، لا تراجع روسي، ولكن المطبات الميدانية موجودة في حلب الى حد وصف بوتين الوضع بالمعقد في الشهباء وريفها، كصورة مطابقة لهذه المنطقة الاستراتيجية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

سلام لكن بلا موعد ولا لقاء هذا هو واقع ما حصل بين الرئيس تمام سلام والعاهل السعودي الملك سلمان خلال القمة الاسلامية ما يعني ان محاولة اعادة العلاقات بين البلدين الى سابق عهدها فشلت ولم يسهل موقف لبنان المتحفظ عن اعتبار حزب الله منظمة ارهابية عملية استرضاء الرياض.

في المحصلة على لبنان ان يكتفي بما أعلنه سفراء دول مجلس التعاون من بكركي لا مزيد من التدهور في العلاقات لكن طالما هناك هجوم من حزب الله على دول الخليج فالخلاف قائم.

وسط هذه الاجواء يتطلع المسؤولون الى زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لبنان السبت بغير كثير تفاؤل لمعرفتهم بعمق الخلافات الداخلية اللبنانية ولمعرفتهم بمحدودية الدور الفرنسي ولمعرفتهم ايضا بان عرابي الحلول لمشاكل الاقليم لم يتوصلوا بعد الى خريطة طريق للحل الشامل.

توازيا يواصل وزير الاتصالات وعلى خصره مدير اوجيرو وصل الالياف الضوئية لسنترالات المختارة من دون ان يضيع تركيز عبد المنعم يوسف عن فحص كابل نهر الكابل ويصر رغم كل تقارير الخبراء بأنه كابل للانترنت لانه تعرض للتشويه على أيدي المهربين بمعاونة كلب بحري .

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

إسطنبول.. قمة.. وحدة.. تضامن.. من أجل عدالة وسلام لا عبارة منها تؤكد صدق النيات فلا اسطنبول التركية المستضيفة القمة عاملة على الوحدة.. ولا القادة متضامنون أو متعاونون بالحد الأدنى.. لا العدالة عادلة.. وليس على الأرض السلام لكنهم اجتمعوا.. الإيراني يأخذ مسافة من السعودي.. اللبناني يقترب من السعودي.. يصافح يقبل ولا يجتمع.. التركي يحاضر بالعفة ويعلم الدول كيفية محاربة الإرهاب.. لكن الرد عليه جاءه من خارج حدود القمة عندما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن القيادة التركية الحالية تتعاون مع المتطرفين بدلا من محاربتهم. فعلام يجتمعون.. وهل يحاربون أنفسهم؟ وإذا كان لدى الدول الإسلامية العربية حرج في مقاتلة ما صنعته أيديها.. فهلا يرفع الإحراج عن مساندتهم قضية فلسطين.. وهلا سمعوا بمصطلح اسمه الاستيطان؟ وإن من كان عدوا لهم يستفزهم اليوم ويقرر على توقيت قمتهم بناء أكثر من مئتي وحدة سكنية في مستوطنات معزولة في الضفة الغربية. كاد تمام سلام يكون وحده فلسطيني القضية بين العرب.. عندما طالب بعدم السماح للأحداث التي تعيشها أمتنا بأن تنسينا قضية العرب والمسلمين الأولى ومدعون لوضع حد للهجمة الاستيطانية الإسرائيلية.. معلنا أن إسرائيل هي العدو الأول لهذه الأمة.. تتفرج على حروبنا وانهياراتنا وتحقق علينا الانتصار تلو الانتصار.. من دون أن نرفع إصبعا أو أن نحرك جنديا واحدا لكنْ على الارجح أن هذا الخطاب لن يسعد دولا حاضرة.. باتت فلسطين وراءها وإسرائيل في عرينها وعلى الاغلب أيضا أن كلام رئيس الحكومة اللبنانية سيزعج عربا أكثر من نقمتهم على التحفظ عن فقرة إدراج حزب الله في عداد المنظمات الارهابية. صدى إسطنبول غير مدو في بيروت التي دخلت عصر الزفت.. ورفع صور المرشيحين ..واطلاق عجلات المعركة البلدية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

يمكن اختصار اخبار لبنان اليوم بكمتين: سلام، وورقة! الا ان اللافت، ان السلام بقي بلا كلام، فيما الورقة تخفي كلاما مباحا، وآخر يستشرف بين سطورها... في اسطنبول، وبلا موعد، سجل اللقاء بين رئيس الحكومة تمام سلام والملك السعودي سلمان... انجزت مجالات السلام، وانتهى اللقاء بلا كلام جدي بعد كل التعويل الذي حكي عنه، والرهان على ان اللقاء يسهم في رأب الهوة بين بيروت والرياض، والتي تفاقمت اسبوعا تلو الآخر... وعلى عكس المثل القائل بأن "الكنيسة القريبة ما بتشفي"، بدت بكركي اليوم اكثر ملاءمة من اسطنبول في هذا الموضوع، فشكل الصرح البطريركي وجهة سفراء مجلس التعاون الخليجي للبحث في الغيمة، كما سماها البطريرك الماروني... واذا كان هذا الموضوع غيمة قد تمضي، تبدو مواضيع الفساد والفضائح المتواصلة ماضية نحو فصول جديدة... وموثقة! والجديد اليوم ما تكشفه Otv عن كتاب رسمي يتعلق بفضيحة الانترنت: مراسلات شرعية، في ملف غير شرعي، ممهورة بتوقيع مرسل واضح الاسم، واستلام مرسل اليه معلوم الهوية والانتماء والموقع.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

اجتمع قادة المسلمين في اسطنبول، فعلام أجمعوا؟

امتهم تنزف من اقصاها المقدس الى اقصاها، بسكين أبنائها المضللين، وفكر بعض قادتها.. خيراتهم تصرف سلاحا ورشى خدمة لنزْعات بعض حكامها. احلافها العسكرية فمعدة لقتل الفقراء من ابنائها، لا لمواجهة عدوها المغتصب لمقدساتها.. امة لا تعرف تشخيصا واضحا للارهاب، فكيف لها ان تعرف عدوها من صديقها.. اجتمع قادتها، سلموا رئاستها بلا مصافحات، وسط تعدد الاجندات والصفحات.. حتى باتت القمم الاسلامية مصابة بعدوى شقيقاتها العربية..

في لبنان عدوى الفساد التي تصيب الكثير من الملفات لم تتمكن منها بعد وسائط العلاج.. ملف فساد قوى الامن الداخلي عند القضاء، وسط عجز التحقيقات الى الآن عن الاحاطة بجل تشعبات الملف..

وفي ملف الانترنت غير الشرعي حديث على لسان وزير الاتصالات، بان رؤوسا كبيرة ستطالها التوقيفات..

برأس مرفوع تقف المنار في الرابع عشر من نيسان. بعزيمة البقاء، تتذكر قرابين العز التي قدمتها على مذبح حرية الامة العربية والاسلامية.. تتذكر شهداءها حمزة الحاج حسن، حليم علاو ومحمد منتش، وتتذكر كل شهدائها بوجه العدوين الصهيوني والتكفيري، وتذكر العالـم بأن من قدم الدماء فداء للواجب والحرية، لن تخنقه اقمار صناعية.. وستبقى صوت الحق بوجه الرصاصة نفسها التي طالت شهداءها، وما زالت تلاحقها حتى فضائها..

 

بري دعا الى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية الاثنين

الخميس 14 نيسان 2016 /وطنية - دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جلسة تعقد عند الثانية عشرة ظهر يوم الاثنين الواقع في 18 نيسان الحالي 2016، وذلك لانتخاب رئيس الجمهورية .

 

سلام ألقى كلمة في قمة منظمة التعاون الإسلامي ال13:امل في انجاز الانتخابات الرئاسية في اقرب وقت ولبنان يرفض توطين النازحين

الخميس 14 نيسان 2016 /وطنية - امل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في "انجاز الانتخابات الرئاسية في اقرب وقت ممكن لكي يعود التوازن الى المؤسسات الدستورية وتستقيم الحياة السياسية في بلدنا ولكي يأتي الرئيس الماروني الى المحافل الدولية متحدثا باسم بلد العيش المشترك لبنان". كلام الرئيس سلام جاء في كلمته التي القاها مساء اليوم في قمة منظمة التعاون الاسلامي الثالثة عشرة في اسطنبول طالب فيها "الدول الاسلامية بدعم لبنان بتحمل اعباء النازحين السوريين" مؤكدا "على رفض التوطين" ومشددا على "التزام لبنان بالاجماع العربي"، وقال فيها: "أود أن أتقدم من فخامة رئيس الجمهورية التركية الأخ رجب طيب إردوغان، بوافر الشكر والتقدير على حسن الوفادة، وعلى ما بذله والحكومة التركية من جهود، لتنظيم هذا المؤتمر وتوفير سبل النجاح له. إننا سعداء بوجودنا في اسطنبول، هذه الحاضرة العظيمة التي سكنت ذاكرتنا، وصنعت بعض مخزوننا الثقافي وجزءا أساسيا من تاريخنا الإسلامي. كما نتطلع بإعجاب الى ما حققته الجمهورية التركية من نجاح اقتصادي وتقدم علمي، مما جعلها تحتل موقعا متقدما بين الأمم. إسمحوا لي في البداية، أن أعبر عما أشعر به من ألم، لأنني أتحدث من على هذا المنبر باسم لبنان، بديلا من متحدث أصيل، هو رئيس الجمهورية اللبنانية الذي ما زال مقعده شاغرا منذ قرابة عامين. إننا نأمل في إنجاز الانتخابات الرئاسية في أقرب وقت ممكن، لكي يعود التوازن الى المؤسسات الدستورية وتستقيم الحياة السياسية في بلدنا، ولكي يأتي الرئيس المسيحي الماروني إلى المحافل الدولية متحدثا باسم بلد العيش المشترك... لبنان". أضاف: "تنعقد قمتنا هذه وسط تحديات غير مسبوقة تواجه عالمنا الاسلامي، يأتي في طليعتها تحدي الإرهاب الذي ينشر الموت والخراب في بلداننا وخارجها باسم الاسلام، ملحقا إساءة بالغة بصورة الدين الحنيف، ومتسببا بموجة من العداء للاسلام والمسلمين في العالم يصعب حصر أضرارها. نحن في لبنان دفعنا ثمنا غاليا في مواجهة هذا الشر، وما زال عدد من أبنائنا العسكريين محتجزا لدى المنظمات الإرهابية. ومع ذلك، فإن قواتنا العسكرية وأجهزتنا الأمنية تواصل التصدي للارهاب في الداخل وعلى الحدود، محققة قدرا عاليا من النجاح، رغم ضعف الإمكانات ومحدوديتها". وتابع: "يواجه لبنان، بإمكانات محدودة أيضا، عبئا هائلا يتمثل في وجود قرابة مليون ونصف مليون نازح سوري على أراضيه، في ظاهرة غير مسبوقة في العالم اذا ما قيست بمساحة بلدنا وعدد سكانه. لقد سبق أن حذرنا من أن عدم توفير المعونة المطلوبة للنازحين وللمجتمع اللبناني المضيف، قد يؤدي ليس فقط إلى مزيد من إضعاف الاقتصاد اللبناني المنهك أصلا، بل إلى حال من عدم الاستقرار الأمني، لأن الفقر والحرمان والبؤس هي المولد الأول للتطرف. إن مقتضيات الأخوة والتضامن التي تقع في صلب روحية منظمة التعاون الاسلامي منذ تأسيسها، تفترض أن هذا العبء هو أيضا مسؤولية أخلاقية، يجب أن تساهم الدول الاسلامية جميعا في تحملها".

وأردف: "عليه، فإننا ندعو مؤتمرنا الموقر إلى إيلاء هذه المسألة العناية التي تستحق، مؤكدين مرة جديدة أن لبنان يرفض أي شكل من أشكال توطين النازحين السوريين، ويعتبر وجودهم على أراضيه وجودا موقتا يجب أن يزول بزوال مسبباته. إننا نتابع بكثير من الأمل، الحركة الدبلوماسية الناشطة الرامية الى إنهاء الحرب في سوريا، ونتطلع إلى يوم يتوصل فيه السوريون إلى حل سياسي ينهي هذه المأساة، ويحقق طموحات الشعب السوري في العيش بحرية وكرامة في دولة سيدة موحدة". وقال: "تشهد المنطقة العربية توترات سياسية حادة ومواجهات عسكرية نتيجة عوامل متعددة. ويشكو العديد من الدول الشقيقة، وتحديدا دول مجلس التعاون الخليجي، من تدخلات خارجية تؤجج هذه الصراعات. إننا نرفض محاولة فرض وقائع سياسية في الدول العربية عن طريق القوة، بما يؤدي إلى تعريض الاستقرار في المنطقة للخطر، وإثارة الضغائن بين شعوب ودول لديها ما يجمعها أكثر بكثير مما يفرق بينها. إننا نعلن تضامننا الكامل مع أشقائنا العرب، في كل ما يمس أمنهم واستقرارهم وسيادة أوطانهم ووحدة مجتمعاتهم، ونؤكد وقوفنا الدائم إلى جانب الإجماع العربي. إن المصلحة العليا للأمة الإسلامية، لا تتحقق إلا بالعودة الى المخزون العظيم للاسلام الحق، وبالإبتعاد عن سياسات التربص وزرع الفرقة، وبتجنيد كل الطاقات والثروات في خدمة الصالح العام للمسلمين. إننا نوجه نداء صادقا إلى الدول الاقليمية، من أجل اعتماد مقاربات مختلفة للعلاقات في ما بينها، بما يعيد الثقة المفقودة، ويخفض التوترات المذهبية، ويفتح الطريق أمام علاقات تحقق الخير لبلدان المنطقة وشعوبها". أضاف: "يتعرض القدس الشريف، ثاني القبلتين وثالث الحرمين، لاعتداءات يومية ممنهجة على ماضيه وحاضره ومستقبله، في محاولة لطمس هويته ومعناه، ولتغييب حق أصحابه الى الأبد. إننا مطالبون بعدم السماح للأحداث التي تعيشها أمتنا، بأن تنسينا قضية العرب والمسلمين الأولى، ومدعوون إلى إيجاد السبل لوضع حد للهجمة الاستيطانية الاسرائيلية، ولإحياء العملية السياسية الهادفة الى ايجاد تسوية على اساس حل الدولتين ومرجعية مدريد ومبادرة السلام العربية. إن اسرائيل، العدو الأول لهذه الأمة، تتفرج على حروبنا وانهياراتنا. إنها تحقق علينا الانتصار تلو الانتصار، من دون أن ترفع إصبعا أو تحرك جنديا واحدا... وتسعد بتفتت مجتمعاتنا وتفكك أوطاننا، وتحتفي بنزيف دمائنا وثرواتنا ومقدراتنا. إن ما نحن فيه من أوضاع بالغة الخطورة، يضع على عاتقنا مسؤوليات تاريخية كبيرة". وختم: "إن العالم الإسلامي يعج بالطاقات البشرية المبدعة، ويفيض بموارد طبيعية وإمكانات مادية هائلة، ويستند إلى تراث ديني وفكري وحضاري غني. ولذا، فإن التاريخ لن يرحمنا، إن كان الإرث الوحيد الذي سنتركه لأبنائنا هو الخراب العميم. بمقدورنا أن نمنع ذلك، ولن يستطيع أحد، إن نحن عقدنا العزم ووحدنا الإرادات، أن يحول دون خروجنا من البؤس الراهن، إلى موقع في هذا العالم، يليق بنا ويفتح أمام أبنائنا باب الأمل"

لقاءات

وفي اليوم الاول للقمة التقى الرئيس سلام على هامش المؤتمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز. كما عقد الرئيس سلام لقاء ثنائيا مع رئيس وزراء تركيا احمد داوود أوغلو في مركز اسطنبول للمؤتمرات وتناول البحث في الاوضاع والتطورات في المنطقة. وبحث الرئيس سلام العلاقات الثنائية خلال لقائه كلا من نائب رئيس جمهورية اندونيسيا محمد يوسف كالا و رئيس وزراء ماليزيا محمد نجيب عبد الرزاق .

 

نصر الله يتولى إعادة ترتيب «البيت الشيعي» العراقي بتكليف من خامئني

السياسة/15 نيسان/16/حط زعيم «التيار الصدري» العراقي مقتدى الصدر، بشكل مفاجئ في بيروت، إلى جانب عدد من القيادات العراقية الشيعية، حيث من المقرر أن يجري زعيم ميليشيا «حزب الله» حسن نصر الله سلسلة لقاءات لإعادة ترتيب «البيت الشيعي» في العراق. وكشفت مصادر سياسية في بيروت لموقع «أورينت نت» الالكتروني السوري المعارض، عن انعقاد اجتماع موسع، أمس، لقيادات شيعية من إيران والعراق ولبنان في ضاحية بيروت الجنوبية معقل ميليشيا «حزب الله». وأوضحت المصادر أن اللقاء جمع نصر الله إلى جانب مقتدى الصدر وجواد الشهرستاني الوكيل العام للمرجع الديني علي السيستاني، ومندوب عن رئيس «ائتلاف دولة القانون» نوري المالكي، بالإضافة إلى بعض من قيادات ميليشيات «الحشد الشعبي»، وقيادات عراقية شيعية رفيعة قادمة من لندن، بحضور ممثلين عن ميليشيا «الحرس الثوري» الإيراني ومندوبين من «حركة أمل» اللبنانية. ولفتت المصادر إلى أن المرشد الإيراني علي خامنئي كلف نصر الله بإعداد مبادرة تهدف إلى إعادة «توحيد البيت الشيعي» في العراق في ظل الأزمة السياسية الخانقة التي تشهدها البلاد. وتناقش اللقاءات دور الميليشيات الشيعية في سورية، إلى جانب إعادة الاعتبار إلى ميليشيات «الحشد الشعبي» لتولي العمليات العسكرية في العراق، بالإضافة إلى المواجهة الإقليمية مع السعودية والخليج، ولا سيما بعد تصنيف ميليشيا «حزب الله» منظمة إرهابية. إلى ذلك، زار جواد الشهرستاني الوكيل العام للسيستاني دار الافتاء الجعفري في بيروت، حيث التقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، كما زار حارة صيدا معقل «حزب الله» وسرايا المقاومة في المدينة، وعقد لقاء مع فعاليات حزبية في النادي الحسيني.

 

المحكمة الجنائية الدولية والنسيج اللبناني الممزق والمشلّع٠

محمد عبد الحميد بيضون/فايسبوك/14 نيسان/16

البارحة مرت الذكرى الحادية والاربعين للحرب الأهلية اللبنانية دون ان تحصل ولو صحوة ضمير على المستوى الرسمي او على المستوى السياسي للقيام بمبادرات تدين مجرمي الحرب وأمراء الحرب كأساس لإظهار قليل من التضامن والتعاطف مع ضحايا هذه الحرب٠الدولة ومؤسساتها لا تعير اي اهتمام لا نصب تذكاري لا اهتمام بعائلات الضحايا اوبالذين تعرضوا لإعاقات دائمة والتستر على مصير عشرات آلاف المخطوفين والمفقودين٠لم يتم تخصيص ولو يوم مدرسي او حتّى ساعة دراسية في المدارس او الجامعات لإدانة جرائم الحرب ولترميم الضمير الوطني ولزرع السلام في القلوب والعقول٠

صورة لبنان ودولته وطبقته السياسية كانت البارحة ليست بعيدة عن المدنية فحسب بل بعيدة عن الانسانية والسبب بسيط وهو ان أمراء الحرب لا زالوا يمسكون بقوة السلاح وبقوة العصبيات المذهبية القاتلة بكل مفاصل الدولة ومؤسساتها ويمعنون في تفتيتها وشرذمتها ويحوّلون البلد بكامله الى مرتع وملعب للأخوين التؤامين "السلاح والفساد"٠ الشرط الأساسي لتحرير لبنان من الحرب وإعادة ترميم النسيج اللبناني هو محاسبة مجرمي الحرب والذين ارتكبوا كل انواع الجرائم بما فيه جرائم ضد الانسانية وجرائم الاغتيال والتفجير وتدمير المدن والبلدات والتهجير الجماعي والقصف العشوائي على المدنيين ٠مجرمي الحرب هؤلاء مارسوا بحق لبنان ممارسات تفوق في بشاعتها جرائم العدوان الاسرائيلي وأعطوا لإسرائيل شهادات "حسن سلوك"٠ المهم اليوم اعلاء مبدأ المحاسبة والنقطة الاولى هي انضمام لبنان الى معاهدة المحكمة الجنائية الدولية٠هذه المحكمة صارت تضم حتى الان اكثر من مئة وعشرين دولة والسنة الماضية اعتبر الفلسطينيون انهم حققوا انتصاراً كبيراً بإنضمامهم اليها ورغم ذلك لا نرى اي تحرك سياسي او شعبي للضغط على مجلس النواب لإقرار هذه المعاهدة رغم انها معروضة على هذا المجلس منذ أربعة عشر سنة٠هذه المعاهدة صارت من اساسيات القانون الدولي لحماية الشعوب والبلدان من كوارث الحروب ومجرمي الحروب والقانون الدولي هو الطريق الاول لحماية لبنان ودولته ولترميم النسيج اللبناني٠ إسرئيل هي الدولة الوحيدة التي تخاف مفاعيل المحكمة الجنائية الدولية وكذلك أمراء الحرب اللبنانيين>

 

 13 نيسان الجديد...في أي لحظة

أحمد الأسعد

مرّ 41 عاماً على 13 نيسان 1975، تلك اللحظة المشؤونة التي اندلعت فيها الحرب الأهلية في لبنان لتمتد 15 عاماً من الموت والدمار المآسي.

وإذا كان بعضنا يعتقد أن شيئاً تغيّر، فهو مخطىء وواهم بل شكّ، فما أشبه اليوم بالبارحة!

إذا قارنّا لبنان اليوم بلبنان في تلك الحقبة، يتبيّن لنا بوضوح أن المشهدين شديدا التشابه.

فالنظام السياسي في لبنان لا يزال متخلفاً، يقوم على أساس المصالح الخاصة والإقطاع والفساد، ولا يزال المتحكمون بهذا النظام يتخذون من حماية طوائفهم ذريعة لهذه الممارسات. وفي الواقع، هؤلاء الذين تطلق عليهم تسمية زعماء، يتسترون بطوائفهم لحماية نفوذهم.

وللعلم، في الولايات المتحدة الأميركية، على سبيل المثال، انتماءات دينية وعرقية وثقافية أكثر بكثير مما في لبنان. ومع ذلك، ثمة هوية أميركية وطنية جامعة،تسمو فوق كل هذه الجماعات الآتية من خلفيات مختلفة. والسرّ أن رجال دولة كباراًتولّواالسلطة في لحظة زمنية معينة، وأرسوا أسس دولة تعددية ومتعددة الثقافات، دولة تحكمها سيادة القانون. أما في لبنان، فيا للأسف نادراً ما كان لدينا عبر مراحل تاريخنا،رجال دولة كهؤلاء، وهم انقرضوا كلياً في أيامنا هذه.

كأن عقارب الزمن في لبنان توقفت عند العام 1975. لم يتغير شيء، وحتى معظم اللاعبين السياسيين هم أنفسهم.

وإلى جانب المؤسسة السياسية الفاسدة والمتخلفة التي لا تزال قائمة، ثمة أيضاً الكثير من أوجه التشابه الأخرى:

في العام 1975، كانت تسيطر على لبنان ميليشيا منظمة التحرير الفلسطينية، ومنذ نهاية تسعينات القرن الفائت، تسيطر على لبنان ميليشيا أخرى هي حزب الله.

في الستينات والسبعينات من القرن العشرين، كان جزء كبير من الشعب اللبناني غاضباً من هيمنة منظمة التحرير الفلسطينية على لبنان.وفي الوقت الراهن أيضا، ثمة جزء كبير من الشعب اللبناني غاضب أيضاًمن هيمنة حزب الله على البلد.

في سبعينات القرن المنصرم، كنا في خضمّ الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، وهذه الحرب الباردة تُرجِمَت إلى حروب فعلية في مختلف بلدان العالم الثالث، وكانت كل من القوتين العظميينتتولى تمويل فصيل معين في هذه الحروب أو تسليحه.

يومها، كان الاتحاد السوفياتي وكل دول المنطقة التي تدور في فلكه،تدعم منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، في حين كانت الولايات المتحدة والدول المنضوية تحت مظلتها، تدعم كل الجماعات التي تقاتل ضد منظمة التحرير الفلسطينية.

أما اليوم، فثمة حرب باردة أخرى دائرة،طرفاها إيران من جهة، ودول الخليج العربية على الجانب الآخر.وقد تُرجِمَت هذه الحرب الباردة إلى حروب أهلية في بعض دول المنطقة، وتحديدا في سورياوالعراق واليمن، حيث كل معسكر بدعم فصيلاً معيناً.

حتى الآن لم تندلع حرب أهلية في لبنان، ليس بسبب حكمة الشعب اللبناني حتماً،وليس بالطبع لأن اللبنانيين تعلموا من أخطاء الماضي! السبب الوحيد لعدم اندلاع حرب أهلية في لبنان حى الآن، هو أن المعسكر الايراني يسلّح وكلاءه في لبنان، بينما المعسكر الآخر منشغلبخوض الحرب الباردة على العديد من الجبهات، ولم يصدر قرارا بعد بتسليح بعض الجماعات اللبنانية الدائرة في فلكه. وكما يُقال، "يد واحدة لا تصفق"، وسلاح من طرف واحد لا يُنتِج حرباً.

حتى اللحظة، حزب الله هو الميليشيا المسلحة الوحيدة في لبنان، لكنّ هذا الوضع قد يتغير في المستقبل، وإذا حصل ذلك، فإن الحرب الأهلية لن تتأخر حتى تندلع،تماماً كما حصل في العام 1975، مع فارق اساسي و هو ان حزب الله سيكون الهدف كما كانت منظمة التحرير الفلسطنية قبل 41 عاما".

 

الخارجية: الافراج عن المخطوف بوهدير في نيجيريا

الخميس 14 نيسان 2016 /وطنية - تبلغت وزارة الخارجية والمغتربين من القائم بأعمال سفارة لبنان في أبوجا-نيجيريا، انه تم الإفراج ليل أمس عن اللبناني رمزي عارف بوهدير الذي كان قد خطف الأسبوع الفائت على يد عصابة مسلحة في منطقة بايلسا في جنوب شرق نيجيريا.

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الخميس الواقع في 14 نيسان 2016

الخميس 14 نيسان 2016

النهار

وصف وزير سابق ما يجري في الانتخابات البلدية للمدن والبلدات المسيحية بأنه محاولة إلغائية من تحالف التيار - القوات.

يشكو أعضاء ومرشّحون إلى المجلس البلدي لبيروت من اتفاقات فوقية لا تراعي مشاعر أهل العاصمة وخصوصاً في الشطر الشرقي منها.

تراجعت الحملة على النائب محمد قباني برعاية مباشرة من مفتي الجمهورية بعد عودته من السفر.

يواجه "تيار المستقبل" مشكلة في بعض البلديات بين رغبة في التعاون الجزئي مع "القوات" وعدم الرغبة في إعطاء الأصوات لمرشّحي "التيار".

السفير

أعاد سفير عربي تنشيط مساعي الوساطة بين قطبين سياسيين بعد فترة من التجميد.

قرر مرجع روحي إطلاق "عمليّة تنظيف" في إحدى المؤسّسات الدينية التابعة له.

أظهرت دراسات أجراها أطبّاء متخصّصون لآثار أزمة تراكم النّفايات، أنّ المضاعفات ستظهر على اللبنانيين بعد نحو 3 سنوات.

المستقبل

يقال

إن بيان القمة الإسلامية الذي سيصدر عن مؤتمر اسطنبول يوم غد، سيرحّب بترشيحات لبنان ومصر وقطر للأمانة العامة للأونيسكو.

اللواء

سمع المسؤولون في مؤسسات نقدية دولية في عاصمة كبرى، أكثر من وجهة نظر من الوفد اللبناني الذي التقوه!

كادت علاقة قطب سياسي وأحد الوزراء المحسوبين على خطّه أن تصل إلى طريق مسدود؟!

ترتّبت خسائر فادحة في معارك الأيام الأخيرة في حلب بين طرفي المواجهة، الأمر الذي يُهدّد جدّياً بتعريض مؤتمر جنيف للانهيار؟!

الجمهورية

أبلغ مرجع سياسي محازبيه ومناصريه أن لا شيء سيحول دون إجراء الإنتخابات البلدية وبالتالي تكثيف الإستعدادات الميدانية.

رأت أوساط جبيلية أن رئيس بلدية جرّ تيار خصم لمعركة محتملة من أجل تسجيل إنتصار ساحق عليه.

بالرغم من الأجواء التفاؤلية التي نشأت من حين الى آخر بدأ يُسجّل في أوساط المعنيّين باستحقاق حسّاس أنه ابتعد الى أشهر إضافية في لعبة الشغور المستمرة.

البناء

أشار نائب سابق إلى معلومات وردت إليه من مصادر مطلعة، مفادها أنّ السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري يقوم بما يشبه الوساطة بين الرئيسين سعد الحريري ونجيب ميقاتي، وهو التقى الاثنين يوم أمس من أجل التوفيق بينهما في الانتخابات البلدية في طرابلس، لأنّ عدم التوافق يعني معركة كسر عظم لن يخرج منها تيار المستقبل سالماً… وفق معطيات وحسابات انتخابية أكدها أكثر من مختصّ في هذا المجال.

 

الراعي أسف لغيمة صيف مرت مع دول الخليج القناعي : ليضع اللبنانيون مصلحة بلدهم فوق كل اعتبار

الخميس 14 نيسان 2016

وطنية - استقبل البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، وفد سفراء دول مجلس التعاون الخليجي الذي ضم عميد سفراء الخليج سفير الكويت عبد العال القناعي، سفير المملكة العربية السعودية علي عواض عسيري، سفير الإمارات العربية المتحدة حمد بن سعيد الشامسي وسفير قطر علي بن حمد المري. وتغيب عن اللقاء سفير سلطنة عمان لاسباب طارئة. بداية اللقاء، ألقى الراعي كلمة قال فيها: "أصحاب السعادة سفراء دول مجلس التعاون الخليجي، يسعدني أن أرحب بكم في هذا اللقاء الذي يجمعنا، وقد اعتدنا على عقد لقاءات من أمثاله مع سفراء مختلف الدول من أجل مزيد من التعارف والتشاور بشأن لبنان، وأنتم تمثِلون دولكم الشقيقة فيه، وبشأن بلدان المنطقة التي تعيش ويلات الحرب والقتل والتدمير والتهجير والتعذيب، وأصبحت كأنها مسرح للمنظمات الإرهابية". اضاف: "نحن حرصاء على حماية الكنز المشترك الذي نحمله معا، بمسؤولية تاريخية، مسلمين ومسيحيين، وهو العيش معا على أرض فيها قدسياتنا المسيحية والإسلامية، منذ الف وأربعماية سنة وفي ظل عيشنا المشترك، رغم ما مرت به من ظروف صعبة، قائما على التعاون والاحترام المتبادل، ذلك أن مصيرا واحدا يجمعنا، وثقافة حضارية بنيناها معا. فلا يمكن الاستمرار والسماح بتدمير كل شيء. ولا بد من الرجوع إلى الذات المشتركة، وإيقاف الحروب والنزاعات، وإيجاد الحلول السياسية، وإرساء أساس سلام عادل وشامل ودائم في منطقتنا العربية، وتوحيد الصوت". وتابع: "يعنينا اليوم بنوع خاص تأكيد الصداقة بين لبنان وكل بلد من بلدانكم النبيلة، والإعراب عن أسفنا لغيمة صيف مرت وعكرت الأجواء مع بعض من أوطانكم. وأود في المناسبة التعبير عن امتنان شعبنا اللبناني الذي يعمل في بلدانكم، وقد وجد فيها مجالا لتحقيق ذاته وإيجاد فرص عمل. ويعتز بأنه أسهم في نموها الاقتصادي والتجاري والإعماري. ولذا يعنينا أن نحافظ على هذه العلاقات البناءة لخير الجميع".

وختم: "باسم أسرتنا البطريركية، نشكر لكم حضوركم العزيز على قلبنا في هذا الكرسي البطريركي، ونعرب لكم ولبلدانكم وحكامها عن عميق احترامنا وتقديرنا ومودتنا".

بيان

بعد الاجتماع، تلا عميد سفراء دول الخليج سفير الكويت البيان الآتي:"لبى سفراء دول مجلس التعاون الخليجي في لبنان دعوة غبطة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى لقاء عقد اليوم الخميس الموافق 14/4/2016 في الصرح البطريركي في بكركي للتداول في عدد من المواضيع الداخلية والاقليمية.

بعد اللقاء، ادلى سعادة سفير دولة الكويت الاستاذ عبد العال القناعي باسم السفراء بالتصريح التالي: "لقد سعدنا اليوم بزيادة صاحب الغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في بكركي التي تعتبر مرجعية وطنية للبنانيين الكافة واستمعنا باهتمام كبير الى الافكار والمواضيع التي عرضها غبطته خلال اللقاء حول الوضع الداخلي اللبناني، ولمسنا حرصه على التواصل مع القوى السياسية كافة من اجل تحقيق المصلحة العليا للبنان وفي مقدمها التوصل الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية في اقرب وقت ممكن لينتظم عمل الدولة ومؤسساتها الدستورية، كما اكد صاحب الغبطة اهمية تنقية علاقات لبنان مع اشقائه العرب وانهاء اسباب التوتر التي شهدتها المرحلة السابقة وضرورة المحافظة على افضل العلاقات الاخوية بين لبنان والدول العربية الشقيقة ودول الخليج بشكل خاص. وقد اشاد اصحاب السعادة السفراء بالجهود الحثيثة التي يقوم بها صاحب الغبطة لجمع كلمة اللبنانيين ودعواته المتكررة الى انتخاب رئيس للجمهورية، واكدوا له ان مواقف دول الخليج تجاه لبنان وشعبه اتسمت بالاخوة والدعم انطلاقا من العلاقات التاريخية العميقة التي تربط هذه الدول بلبنان، وهذه الدول كانت ولا تزال تحتضن المواطنين اللبنانيين وتحيطهم برعاية خاصة للعمل والاقامة وتقدم لهم افضل التسهيلات وفق القوانين المرعية. ويغتنم اصحاب السعادة وجودهم في هذا الصرح لدعوة الاشقاء اللبنانيين الى وضع مصلحة بلدهم فوق كل اعتبار وتعزيز وحدتهم الداخلية والاسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية لوقف التدهور، لا قدر الله، ووضع حد للشلل الذي اخذ يصيب مؤسسات الدولة، والى المحافظة على هوية لبنان العربية وعدم الجنوح به نحو مشاريع غريبة عن محيطه وبيئته، وقطع الطريق على بعض الجهات الخارجية التي تسعى الى تخريب علاقات لبنان بأشقائه العرب. ان الدول العربية وفي مقدمتها دول الخليج هي المدى الطبيعي للبنان والرئة الاقتصادية والسياسية التي يتنفس منها، ولبنان هو قبلة العرب السياحية والخدماتية والثقافية. ومن المهم المحافظة على هذه المعادلة التي ادى اختلالها الى الحالة التي يشهدها لبنان حاليا".

اسئلة واجوبة

وردا على اسئلة الاعلاميين، اكد السفير الكويتي "انه لم يرحل اي لبناني من دول الخليج بطريقة اعتباطية انما لاسباب قانونية ولا ازمة دبلوماسية مع لبنان ولكن حصلت بعض الخلافات بسبب الاختلاف في وجهات النظر".

واكد "ان الخلاف مستمر مع "حزب الله" وغيره طالما هناك هجوم على دول الخليج من "حزب الله" وغيره".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

اهتمام دولي - أممي بلبنان رغم الانشغال بملفات المنطقة وحرص على الاستقرار وخشية من توتير الحدود الجنوبية

المركزية- رغم ازدحام أجندات الدول الوازنة اقليميا ودوليا والمسؤولين الامميين، بملفات دسمة أبرزها الازمة السورية والتطورات في اليمن والعراق وليبيا وسواها، الا ان لبنان لا يزال يفرض نفسه ضمن جدول أعمال هؤلاء، وما حجّ أرفع المرجعيات الى ربوعه، التي يزورها السبت المقبل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، بعد ان كانت استقبلت الشهر الماضي الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، الا دليل قاطع الى ان وضعَه غير منسي ويبقى محطّ اهتمام الدول الكبرى. وتقول اوساط دبلوماسية مطلعة على الاتصالات التي تجري على الساحتين الاقليمية والدولية في شقّها اللبناني لـ"المركزية" ان المسؤولين وخلال بحثهم ملف لبنان، يركّزون على نقطتين: الاولى، ضرورة صون استقرار الساحة المحلية وابقائها مضبوطة، اذ ان خرق الهدوء السائد حاليا يمكن ان يطيح آخر أركان الهيكل اللبناني المتصدّع سياسيا واقتصاديا. ومن هنا، يشدد هؤلاء على أولوية دعم المؤسسة العسكرية والقوى الامنية التي أثبتت قدرة عالية على التصدي للارهاب، ومدّها بما تحتاجه لتواصل مواجهتها التطرف، حيث يدعون الى تكثيف جهود مجموعة الدعم الدولية للبنان في هذا السياق.وفي مقلب أمني آخر، يتخّوف الدبلوماسيون من تحريك الجبهة الجنوبية. ففي غمرة التطورات المتسارعة في المنطقة، وفيما "حزب الله" منشغل في سوريا والعراق واليمن وميادين عربية أخرى، من غير المستبعد وفق المسؤولين الدوليين، أن تقدم اسرائيل على تسديد ضربة للبنان وشن حرب عليه تساعدها في تحسين موقعها ضمن التسوية التي تحاك للمنطقة. وعليه، يدعو هؤلاء اللبنانيين الى اليقظة وعدم إهمال الوضع على الحدود الجنوبية ويحثون على تفادي اي ممارسات يمكن ان تقدم ذريعة للكيان العبري لشن هجوم على لبنان. أما النقطة الثانية الحاضرة في صلب المتابعة الخارجية للواقع اللبناني، فتتمثل في الشغور الرئاسي. ويرى الدبلوماسيون في هذا السياق، ان الاستحقاق لا يزال للاسف مرتبطا بأزمات المنطقة لا سيما منها أزمة سوريا. واذ يكررون ان المطلوب لبننة الرئاسة وفصلها عن التطورات الاقليمية، يشيرون الى ان مساعي جدية تبذل لتحقيق ذلك الا انها حتى الساعة باءت بالفشل. ومع أن هؤلاء لا يتحدّثون بتفاؤل كبير عن الرئاسة، الا انهم يتوقعون في المرحلة المقبلة مفاجآت او بوادر قد تبدّل في الموازين المتحكمة بها وتعجّل في انجازها. ويبني الدبلوماسيون آمالهم في تحريك المستنقع الرئاسي، على سير المفاوضات الجارية في جنيف لحل النزاع السوري رغم الصعوبات الكثيرة التي تعتريها وعلى العزم الاميركي – الروسي القوي على انهاء الازمة السورية واطلاق عجلة الحل السياسي في البلاد، كمقدمة لتسوية شاملة تطال مناطق النزاع في الشرق الاوسط، على ان يتبع ذلك التفرغ لانهاء حالة "داعش" بجهود عربية ودولية مشتركة.

 

"عروس البقـاع" نحـو معركـة تحديد احجام وخطـاب التوافـق "سـقط" وتحالف ثلاثي في وجه "الكتلة الشعبية" و"المستقبل" ينتظر قرار "بيت الوسط"

المركزية- أسدل الستار عن "وُجهة" استحقاق الانتخابات البلدية في زحلة. فـ"عروس البقاع" التي اعتبرت "بيضة القبّان" في استحقاقات لبنانية عدة، تتجه الى معركة انتخابية في 8 ايار ينطبق عليها القول "ام المعارك". نُعيت فرص التوافق في المدينة في شكل نهائي، وقرعت الطبول ايذاناً بمعركة انتخابية "شرسة" بدأت جميع القوى والفاعليات السياسية والعائلات التقليدية في زحلة تُعدّ العدة لخوضها لانها معركة وجود. سقط خطاب الوفاق، واصبح "الصندوق" سيّد الموقف في تحديد "الاحجام" بعدما اعلنت "الكتلة الشعبية" أمس على لسان رئيستها ميريام سكاف خوض الانتخابات "منفردة" في وجه الاحزاب المسيحية الثلاثة: "القوات اللبنانية"، "الكتائب" و"التيار الوطني الحر".

"3 لوائح انتخابية تتنافس للفوز ببلدية زحلة، الاولى برئاسة اسعد زغيب مدعومة من الاحزاب المسيحية الثلاث، الثانية برئاسة يوسف سكاف من "الكتلة الشعبية" والثالثة من النائب نقولا فتّوش برئاسة شقيقه"، وفق ما صرّح عضو كتلة "المستقبل" النائب عاصم عراجي لـ"المركزية".

واشار الى ان "التيار" لم يحسم موقفه حتى الان اما بتجيير اصوات قاعدته في المدينة لصالح لائحة زغيب او الى "الكتلة الشعبية"، بانتظار القرار النهائي من الرئيس سعد الحريري"، لكنه شدد في الوقت نفسه على اهمية "الجانب الانمائي من الانتخابات البلدية".

واذ لم ينكر ان قنوات التواصل بين "التيار" و"الكتلة الشعبية" مفتوحة منذ ما قبل وفاة رئيسها الياس سكاف، وتوّجت بزيارة الرئيس الحريري الى زحلة اخيراً"، ذكّر بان "زحلة وفي استحقاقات انتخايبة عدة عدة لطالما كانت "بيضة القبّان" وتخطف الاضواء عن استحقاقات مناطق اخرى".

وقال عراجي "نحن نتمنى التوافق في اي استحقاق لان البلد على "كفّ عفريت" بسبب ما يحصل من حولنا، وكنا ندعو كتيار الى التوافق في زحلة، لكن المدينة ذاهبة نحو معركة انتخابية، وموقفنا النهائي يُحدد قريباً".

اما "القوات" و"التيار الوطني" اللذان سيُترجمان تحالفهما الجديد في معركة زحلة بدعمهما مع "الكتائب" لائحة زغيب، يشددان على اهمية "وضوح" موقف الاحزاب الاخرى: "تيار المستقبل" و"حركة امل" و"حزب الله"، اما دعمهم لتحالفنا او التصويت للائحة التي تدعمها "الكتلة الشعبية"، بحسب عضو كتلة "نواب زحلة" النائب شانت جنجنيان الذي ذكّر في اتصال مع "المركزية" "بان "تيار المستقبل" و"حزب الله" و"امل" سبق واعلنت وقوفها على الحياد، لكن الحقيقة تظهر بعد الانتخابات".

ولفت الى ان "لعامل "المال" تأثيراً في معركة زحلة، خصوصاً على غير الملتزمين حزبياً".

واشار الى ان "ذهاب زحلة الى معركة انتخابية ليس بالامر الخطأ، لنترك الديموقراطية تلعب دورها"، وقال "الجميع يُطالب بحصة تمثيلية في البلدية، فمن سيُعطي هذه الحصص؟ "الله العاطي".

واكد جنجنيان اننا "نتواصل مع "تيار المستقبل" كي يُحدد الاسماء التي يريد تمثيلها في بلدية زحلة"، مبدياً تخوفه من ان "اعلان "الكتلة الشعبية" خوضها معركة زحلة "منفردة" في وجه الاحزاب الثلاثة، ابعد من "الكتلة الشعبية"، اذ ان عدة فرقاء يستفيدون من "شرذمة" اهالي المدينة من باب الاستحقاق البلدي".

عون: اما النائب السباق سليم عون فيؤكد لـ"المركزية" ان "كل محاولات "الوفاق" استنفدت"، مشيراً الى ان "تحالفنا مع "القوات"، منسجم مع تحالفنا على مستوى لبنان".

وسأل من "يحاولون تصوير الوضع في زحلة على انه "هجمة احزاب"، "هل تحالفنا مع "القوات" من اجل غاية في زحلة، ام ان تحالفنا على مستوى لبنان انعكس على زحلة"؟ موضحاً ان "لا شيء يجمعنا بـ "الكتائب" في زحلة، ونحن لم نتواصل معهم لأننا نعتبر انهم لا يزالون يستهدفون الاتفاق المسيحي وليسوا منخرطين فيه، فأين هم من تفاهمنا مع "القوات"؟

منسقية زحلة: في السياق، صدر عن المكتب الاعلامي لمنسقية زحلة في "القوات اللبنانية" البيان الآتي:

"انسجاما مع تاريخ زحلة التي كانت السبّاقة في فتح ذراعيها لفاعلي السلام، وتجانسا مع تطلعات "القوات" كان القرار بالعمل من اجل بلدية توافقية للجميع ومن اجل الجميع هدفها تصحيح الخلل الانمائي والتقهقر الاقتصادي والثقافي في مدينة زحلة، ما يرتّب مسؤولية مشتركة تقع على عاتق كل الزحليين، لأننا نؤمن بان الشراكة الحقيقية لا تتحقق من دون وحدتنا فكانت سياسة اليد الممدودة وكنا اول من بادر الى الاتصال والاجتماع بجميع اهالي زحلة وجميع مكونات مجتمعها، وعملنا جاهدين للتنسيق مع الجميع تحضيراً للانتخابات البلدية، انطلاقا من قاعدة ان الغاء الآخر بحجم الغاء الذات، وان التعاون هو المشروع وهو العنوان، لان الضرر لا يوفر احداً والتطور هو للجميع". اضاف البيان "يوم طرحنا ان يكون كل فريق ممثلا بخمسة اعضاء كنا على يقين بان زحلة تستحق منا ان نخدمها مجتمعين، عل اساس ان تتمثل "الكتلة الشعبية" بخمسة اعضاء، و"القوات" و"التيار الوطني الحر" و"الكتائب" والشخصيات المستقلة والرئيس الحيادي يتمثلون مجتمعين بخمسة عشر عضواً، إنطلاقا من مبدأ "من ساواك بنفسه ما ظلمك"، لكن هذا الامر اثار استياء ميريام سكاف التي لم تتراجع عن خيار العشرة اعضاء وهو ما يترك عشرة اعضاء فقط لكل مكونات المجتمع الزحلي الذي نحرص كل الحرص على تمثيله حزبياً وعائلياً وبقطاعاته كافة".

ولفتت منسقية زحلة الى ان "ما يقوم به حزب "القوات" اليوم يقع مباشرة في خانة المصالحة المسيحية التي تهدف في ما تهدف اليه المحافظة على من يريد المحافظة على بيته وحماية مناصريه، فالأولى بنا جميعا ان نحافظ على مدينتنا التي هي بيتنا وبيت كل زحلي، فيوم دافعنا عن الكيان والوجود لم نحدد بيت من نحمي وبيت من لا نحمي وهذا ما نحن عليه اليوم، فكما في الحرب كذلك في السلم ندافع عن كل زحلة ونحافظ على كل زحلة". وختم البيان "ان "القوات اللبنانية" في زحلة لا تريد بلدية لنا او بلدية لكم او بلدية لهم بل كل ما تصبو اليه بلدية لزحلة بكل اهلها وكل ارضها".

 

الراعي يزور بلجيكا في 26 الجاري وفرنســـا في 6 و7 ايار المقبل

المركزية- يفتتح البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عامه الخامس في سدة البطريركية بزيارتين لافتتين الى أوروبا، اذ علمت "المركزية" انه سيزور بلجيكا في 26 الجاري لثلاثة ايام، حيث يفتتح الزيارة بقداس يشارك فيه ابناء الرعية مساء الثلثاء. ويتضمن برنامج الزيارة محاضرة يلقيها البطريرك الراعي في مقر الاتحاد الاوروبي، ثم لقاء مع رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز ورئيس مجلس الشيوخ وعدد من المسؤولين، وقد يلتقي أيضا رئيس الحزب المسيحي. كما يقيم رئيس الرابطة المارونية في بلجيكا مارون كرم حفل عشاء على شرف الراعي، على ان يعود الى لبنان في 29 الجاري. أما في 6 ايار المقبل، فيغادر الراعي بيروت متوجّها الى فرنسا في زيارة تستمر يومين، يرعى في خلالها حفل تدشين تمثال سيدة العذراء الذي تقدم به رئيس المؤسسة المارونية للانتشار نعمت فرام، وتتضمن الزيارة التي لا يزال جدولها قيد التحضير، كلمة للبطريرك الراعي امام أركان الجالية ولقاءات مع عدد من المسؤولين.

       

مبعوث روسي الى بيروت الشهـر المقبل تسهيلا للاستحقاق وحزب الله يرسم استراتيجيته لمرحلة ما بعد التسوية السورية

المركزية- تعوّل أوساط سياسية في فريق 14 آذار على التسوية السورية الجاري تعبيد طريقها في محادثات جنيف مع انطلاق جولتها الجديدة، من أجل اعادة رسم خريطة الطريق لبنانيا لمرحلة ما بعد التسويات في منطقة الشرق الاوسط التي تفترض تعاطيا سياسيا من نوع آخر لاسيما من الاطراف التي انخرطت "حتى العظم" في الصراع السوري وتحديدا حزب الله، بحيث بات لزاما عليه خطّ استراتيجية عمل من نوع آخر تختلف عن كل ما سبقها حتى اليوم. ولا بد للحزب، أكثر الاطراف تأثرا بالمرحلة الجديدة، وفق الاوساط، ان يكون بدأ ورشة عمل جدية لمواكبة جديد المنطقة، وهو العالق بين فكّي كماشة قانون العقوبات الاميركية لتجفيف موارده المالية وتضييق الخناق عليه عربيا بعد تصنيفه ارهابيا من جانب دول مجلس التعاون الخليجي ومحاصرته من النواحي كافة أمنيا وسياسيا واقتصاديا واعلاميا. وتشير من بوابة الموقف الاخير للرئيس سعد الحريري عن "ان الحزب اذا اراد سلة فنحن نريد سلاحه من ضمنها"، الى ان حزب الله الذي تحدث في المرحلة السابقة عن السلة لم يعد يأتي على ذكرها لانها لم تعد تناسبه بعد المعطيات الاقليمية الاخيرة، وبات يتطلع الى هدفين، الاول قيام سلطة سياسية مكتملة تكون له حصة وازنة فيها وتؤمن له الغطاء الشرعي اثر العودة من سوريا، والثاني ايصال رئيس جمهورية حليف يؤمن بمشروع المقاومة ولا يسعى الى استكمال مشروع حصار الحزب داخليا في موازاة خنقه اميركيا وعربيا . وتتحدث الاوساط في هذا السياق عن جملة هواجس يضعها الحزب في اعتباراته تنطلق اولا من استمرار الخطر الاسرائيلي وتحيّن تل ابيب الفرصة لتسديد ضربة موجعة والانقضاض عليه في لحظة يحاصر فيها من اكثر من دولة ولا يحظى بغطاء داخلي. اما الهاجس الثاني فيتمثل بالنازحين السوريين والكتلة السنية الثقيلة التي يشكلونها وتأثيرها في ميزان المعادلة الداخلي خصوصا ان لا اشارات دولية في اتجاه العمل على اعادتهم الى بلادهم، لا بل تتركز الجهود على توفير ظروف افضل لبقائهم ودعوة الحكومة اللبنانية لتخفيف القيود المفروضة عليهم، فيما القرارات الدولية تنص على عودتهم الطوعية. ولا تغفل الاوساط الاشارة الى احد ابرز الهواجس الكامن في البيئة الحاضنة لحزب الله التي تبدي تململا من الانخراط في الصراع السوري وسقوط شهداء في شكل يومي، من دون تسجيل انتصارات، اذ ان الجميع سيخرج من التسوية خاسرا، والحزب الذي يتنبه للامر اتخذ مواقع له على طول الحدود مع سوريا لمنع اي ردات فعل انتقامية من الارهابيين في اتجاه الداخل والايحاء لجمهوره انه ما زال موجودا على الحدود لحمايتهم. ومواكبة لهذا المشهد وتحضيرا للمرحلة الجديدة، تنقل الاوساط عن مصادر دبلوماسية توقعها ان يزور لبنان الشهر المقبل مبعوث روسي سعيا لبدء تحضير الارضية اللبنانية لزمن التسويات السياسية في المنطقة من نقطة تسهيل مسار انتخاب رئيس جمهورية يعيد الزخم الى الموقع الرئاسي المسيحي الوحيد في الشرق الاوسط ،وهو شأن تحرص عليه موسكو كثيرا كونه يعزز الوجود والدور المسيحيين. وتفيد ان المبعوث الروسي سيجري لقاءات مع المسؤولين والقادة السياسيين اللبنانيين في هذا الاتجاه ، بعدما تكون ملامح مشروع التسوية تظهّرت والحل السوري شقّ طريقه على سكة الحل.

 

قمة اسطنبول تدين "ارهاب ايران" ولقاء سلمان-سلام مجرد مصافحة

الراعي الى بلجيكا وفرنسا وجسـور العلاقة مع الخليج ترمم تدريجـا

كابل نهر الكلب انترنت واكثر... والاتصالات: المخالفــون قطعــوه

المركزية- التطورات الداخلية على اهميتها، انحسرت امام محطتين خارجيتين بارزتين الاولى في جنيف حيث تعقد مجموعتا العمل المسؤولتان عن متابعة الشؤون الانسانية ووقف إطلاق النار في سوريا، اجتماعات على هامش محادثات السلام بدأت بين مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي مستورا ووفد المعارضة، على أن يصل الوفد الحكومي الجمعة، لبدء اجتماعاته مع دي ميستورا. اما الثانية، ففي اسطنبول مع انعقاد القمة الاسلامية تحت شعار "الوحدة والتضامن من أجل العدالة والسلام"، بمشاركة أكثر من 30 رئيس دولة وحكومة، إلى جانب رؤساء برلمانات، ووزراء خارجية الدول الأعضاء في المنظمة.

مصافحة لا لقاء: واذا كانت القمة دانت في ابرز مقرراتها استمرار دعم إيران للإرهاب والتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للبحرين واليمن وسوريا والصومال والاعتداءات على البعثات السعودية في إيران،

ورفضت التصريحات الإيرانية التحريضية فيما يتعلق بتنفيذ الأحكام القضائية بحق مرتكبي الجرائم الإرهابية في السعودية، فانها لم تحمل الخبر السارّ الى اللبنانيين، حيث لم تنجح المساعي التي بذلت في الاسابيع الماضية لعقد اجتماع يضم رئيس الحكومة تمام سلام والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يعيد الدفء الى العلاقات اللبنانية – الخليجية المتوترة حاليا، في تحقيق هدفها. الا ان لقاء جانبيا سريعا سُجل بين الرئيس سلام والملك سلمان في نهاية الجلسة الافتتاحية لأعمال قمة منظمة التعاون الاسلامي اقتصر على المصافحة والمجاملات، في حين غادر الملك السعودي اسطنبول عائدا الى الرياض بعد ان انتهى من القاء كلمته في القمة.

غيمة الصيف: وكانت بكركي تحرّكت اليوم على خط ترطيب العلاقات اللبنانية – الخليجية، حيث أعلن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، خلال اجتماعه مع سفراء دول مجلس التعاون الخليجي الذين لبوا دعوته الى الصرح، أن "يعنينا اليوم بنوع خاص تأكيد الصداقة بين لبنان وكل بلد من بلدانكم النبيلة، والإعراب عن أسفنا لغيمة صيف مرت وعكرت الأجواء مع بعض من أوطانكم". من جهته، جدد السفير الكويتي عبد العال القناعي، باسم السفراء، الدعوة الى "انتخاب رئيس جمهورية في اقرب وقت لينتظم عمل الدولة اللبنانية ومؤسساتها"، مؤكدا "تنقية علاقات لبنان مع الدول العربية وانهاء التوتر والمحافظة على افضل العلاقات مع دول الخليج". واذ لفت الى "ان مواقف دول الخليج اتسمت بالدعم وهذه الدول كانت ولاتزال تحتضن اللبنانيين وتقدّم لهم افضل التسهيلات"، أعلن ان لم يتم ترحيل اي لبناني من دول الخليج اعتباطياً، مشدداً على ان جميع الحالات جاءت وفق امور قانونية ودستورية، وجازماً بأن لا أزمة دبلوماسية مع لبنان فكل السفراء موجودون على رأس سفاراتهم. وقال رداً على سؤال "طالما هناك هجوم من حزب الله وغيره على دول الخليج فالخلاف قائم".الى ذلك ، ذكرت معلومات صحافية ان وفدا من حزب الله قد يزور بكركي غدا.

طريق مسدود: على خط آخر، تزامنت الدعوة التي وجهها رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الجلسة الانتخابية الثامنة والثلاثين الاثنين المقبل مع كلام لافت للقائم بالاعمال الاميركي في لبنان السفير ريتشارد جونز عكس عقم المحاولات الدولية والاممية لانجاز الاستحقاق، الا انه ألمح أيضا الى مسعى قد تكون واشنطن تحضر له. فقال بعيد لقائه الرئيس سعد الحريري في بيت الوسط "أقوم بجولة من المشاورات على جميع القيادات، والتقيت بالامس النائب وليد جنبلاط والجنرال ميشال عون واليوم الرئيس سعد الحريري، وسألتقي زعماء آخرين في الأيام القليلة المقبلة. وتتركز المحادثات التي اجريها على موضوعين، الاول الانتخابات البلدية والتي يبدو أنها تسير بشكل جيد ولم أشعر بوجود أي تردد لدى أي من الأفرقاء حول اجرائها وهذا أمر جيد. أما بالنسبة للموضوع الثاني فهو الانتخابات الرئاسية، هناك شبه اجماع على أن الأمور لا تزال في طريق مسدود، ونحن نحاول معرفة إذا كان هناك أي طريقة للمساعدة في هذا الشأن، ولكن لا يمكنني إعطاء أي جواب إلا بعد أن انهي لقاءاتي مع الجميع".

كاغ: وليس بعيدا ودائما في اطار الاهتمام الدولي والاممي بالواقع اللبناني، حضر ملف لبنان في لقاء جمع المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ ووزير خارجية فرنسا جان مارك أيرولت أمس في باريس. وركزت المباحثات على ضرورة إستمرار الدعم الدولي المنسق للبنان لمواجهة التحديات المتعددة التي تواجه البلاد، خاصةً تلك الناجمة عن تداعيات الصراع في سوريا.. كما تناول البحث الوضع السياسي في لبنان والحاجة الملحة لأن تقوم جميع الاطراف بتسهيل عمل مؤسسات الدولة وتقديم الخدمات العامة إضافةً إلى معالجة الفراغ الرئاسي المطول والذي أدى إلى تقويض قدرة لبنان على معالجة التحديات الامنية والاقتصادية والاجتماعية والانسانية التي تواجه البلاد. ويأتي اللقاء ضمن مشاورات تجريها كاغ مع الجهات الاقليمية والدولية المؤثرة في الملف اللبناني، وعشية وصول الرئيس الفرنسي فرنسواهولاند الى بيروت السبت المقبل.

لقاءات هولاند: في الاثناء، تستمر التحضيرات لزيارة العمل التي يقوم بها هولاند لبيروت اعتبارا من بعد ظهر السبت المقبل وحتى مساء الاحد قبل ان ينتقل الى الاردن. وافادت مصادر مواكبة "المركزية" ان هولاند وفور وصوله الى مطار رفيق الحريري الدولي سيستقبله نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، ليتوجه مباشرة الى وسط العاصمة حيث يجول في بعض شوارعها واسواقها ثم يجتمع مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في المجلس النيابي وينتقل الى السراي الحكومي للقاء رئيس الحكومة تمام سلام. ومساء يبدأ استقبالاته في قصر الصنوبر باجتماع مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لتكر بعده سبحة الاجتماعات الفردية مع القيادات السياسية من الاتجاهات كافة ،على ان يشاركوا الى آخرين في حفل استقبال يقام للمناسبة .

جولة الراعي: ولقاء الراعي مع هولاند لن يكون يتيما، اذ يتوقع ان يلتقيه مجددا في فرنسا خلال زيارة يقوم بها في 6 ايار المقبل، تستمر يومين، يرعى خلالها حفل تدشين تمثال سيدة العذراء الذي تقدم به رئيس المؤسسة المارونية للانتشار نعمة فرام، وتتضمن الزيارة ايضا كلمة للبطريرك امام الجالية، ولقاءات مع عدد من المسؤولين. وقبل ذلك يزور الراعي في 26 الجاري بلجيكا على مدى ثلاثة ايام، يعقد خلالها لقاءات مع رئيس الاتحاد الاوروبي دونالد توسك، ومجلس الشيوخ وعدد من المسؤولين، ويشارك في احتفالات تقيمها الجالية.

انترنت واكثر: في مجال آخر، وبعدما اشيع اثر الكشف على الكابل البحري على مسار نهر الكلب انه لـ"الدّش" فقط دحضت وزارة الاتصالات هذه المقولة . واعلنت في بيان مفصل ان الكشف الفني على الكابل "أكد أنه كابل إتصالات من الألياف الضوئية وبقدرة عالية، ويسمح بتمرير كل أنواع خدمات الإتصالات: نقل الصوت، نقل المعلومات، نقل الإنترنت، ونقل الصورة، والتلفزيون"، لافتاً إلى أن "من قبيل تبسيط الأمور وتسطيحها الزعم أن استخدامات هذا الكابل تنحصر فقط بنقل الصورة وخدمات التلفزيون (أو الدِش)"، ولفت إلى أن "وزارة الإتصالات كانت أشارت رسمياً إلى وجود هذا الكابل منذ تاريخ 04/03/2016 في الشكويين اللتين تقدمت بهما إلى وزارة العدل. ما أدى إلى شيوع خبر وجود هذا الكابل عبر وسائل الإعلام منذ ما يقارب الـ 40 يوماً، وإنها فترة طويلة جداً وكافية لقيام المخالفين بقطع هذا الكابل".

 

عربيد: نعوّل على اجتماع بكركي مع سفراء الخليج لموسم سياحي جيد و"زيارة الهيئات إلى السعودية قائمة ومؤتمر "بيفكس" على موعده في أيار"

المركزية- أوضح رئيس الجمعية اللبنانية لتراخيص الإمتياز "فرانشايز" شارل عربيد أن زيارة وفد من الهيئات الإقتصادية إلى المملكة العربية السعودية "لا تزال قائمة وقيد التحضير، لكن لم يُحدّد موعدها بعد" والمرجّح بين نهاية نيسان الجاري ومطلع أيار المقبل. ولفت لـ"المركزية" في هذا السياق، إلى "حيوية القطاع الخاص والهيئات الإقتصادية بهدف المحافظة على حركة دائمة في اتجاه تحريك الأسواق وتحفيز التصدير وذلك للتصدي للجمود الإقتصادي في البلد، عبر محاولات الإنفتاح على أسواق وقطاعات جديدة وتسويق السلع والخدمات اللبنانية، والعمل على إزالة المطبّات من أمام القطاعت الإقتصادية اللبنانية، ولا سيما غيمة الصيف التي مرّت على علاقة لبنان مع دول الخليج، فالسياسة تتحرك صعوداً وهبوطاً، إنما علاقات الإقتصاد والشعوب تبقى قائمة برغم كل شيء. نحن نريد أن يكون لبنان بأفضل العلاقات مع جميع الناس. وتعليقاً على زيارة الوفد المالطي إلى لبنان في اليومين الأخيرين، قال عربيد: الإهتمام بلبنان واقتصاده مستمر ولا سيما بالصناعة والإمتيازات وغيرهما، وتم أمس في خلال الإجتماع مع الوفد المالطي، البحث في إمكان تبادل الزيارات وإقامة المعارض والندوات والمؤتمرات، والتبادل الإقتصادي بما فيه إدخال الإمتيازات والسلع والصناعات اللبنانية إلى أسواق مالطا.

وتابع: نحمل الهمّ الإقتصادي ونحاول ضمن إمكاناتنا وعلاقاتنا أن تبقى الأمور مستمرة، فالقطاع الخاص يعمل من دون كلل وبإصرار ومتابعة فنحن في وضع صعب جداً، ونتمنى لو يفعل ذلك المسؤولون السياسيون.

اجتماع بكركي: وأكد عربيد أن القطاع الخاص اللبناني يعوّل على الإجتماع الذي عقده البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مع سفراء دول الخليج المعتمدين في لبنان اليوم في بكركي، وقال: اللقاء مع غبطته يحمل دائماً البركة ونأمل أن نكون مقبلين على موسم سياحي جيد، وأن تهدأ الأوضاع المحيطة بلبنان". وشدد على ضرورة القيام بالمبادرات من الداخل "إذ نأمل من الحكومة تكثيف جهودها في الملفات الإقتصادية والإجتماعية والمعيشية لأنها تعني الجميع، فالمشكلات السياسية يعالجها أهل السياسة، لكن علينا ألا ندع الجمود يستشري أكثر ويصبح عاماً في أنحاء البلد".

قطاع الـ"فرانشايز": وعن وضع قطاع الإمتيازات حالياً، قال عربيد: من الناحية التصديرية هو في تحسّن مضطرد، ويشهد بعض النمو ولو بشكل محدود، فـ"الفرانشايز" اللبناني مطلوب في الخليج والدول العربية وإن شاء الله في كل العالم، لكنه بالطبع يتأثر حالياً بحركة الأسواق الداخلية الجامدة.

وأعلن عن انعقاد مؤتمر "بيفكس" في 18 أيار المقبل و19 منه في مجمّع "بيال"، ويصادف انعقاده هذا العام مع الإحتفال بالذكرى العاشرة لتأسيس الجمعية، مشيراً إلى أن المؤتمر سيضمّ أكثر من 14 متحدثاً من أوروبا.

 

 زيارة ابو عرب لـ"حركة انصار الله"هل لها علاقة باغتيال فتحي زيدان؟

المركزية- تتسارع وتيرة التحقيقات في قضية اغتيال القائد الفتحاوي في مخيم المية ومية فتحي زيدان الذي انفجرت في سيارته عبوة لاصقة عند "دوار الاميركان" في صيدا. وابلغت مصادر فلسطينية "المركزية" "ان "الزيارة التي قام بها قائد الامن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب الى مقر "حركة انصار الله" في المية ومية ولقاءه الامين العام للحركة جمال سليمان الذي انشق عن "فتح عام" 1990 انما جاءت بطلب من سليمان الذي ارسل وفداً من قبله طالبا من ابو عرب التوجه الى المية ومية للبحث في قضية الاغتيال"، وسألت عن السبب وراء "استدعاء ابو عرب للتشاور في قضية زيدان ما دام سليمان يطّلع على نتائج التحقيقات من مندوبه في اللجنة الامنية الفلسطينية المسؤول العسكري "لانصار الله" ابراهيم ابو السمك؟ واوضحت المصادر ان "البحث بين الرجلين كان صريحا، خصوصا انه لا يوجد في مخيم المية ومية سوى 3 فصائل قوية: "انصار الله" التي تسيطر على كامل المخيم الذي يعتبر معقلها الاول والاخير، "حركة فتح"، اضافة الى "حركة حماس" وقوى مشرذمة اخرى تنتمي الى تيارات سلفية متشددة بدأ حضورها ينمو في المخيم اخيراً وثقافتها تشبه ثقافة "جبهة النصرة" والجماعات الارهابية والتكفيرية". واعتبرت المصادر ان "من قتل زيدان اراد ازاحة "فتح" عن المية ومية والسيطرة عليه، لانه كان صمّام امان المخيم، فـ "زورو" قٌتل لاضعاف "فتح" في المخيم". وجزمت بان "العبوة لم توضع في سيارة زيدان لحظة ركنها امام منزله بسبب وجود مرافقي زيدان في المكان، لكنها "اُلصقت" بسيارته عندما تم ركنها عند مدخل المخيم بعدما استقلها زيدان متوجهاً الى الاجتماع الامني في مخيم "المية ومية"، وهناك فُجّرت لاسلكيا"، ولفتت الى ان "الكاميرا الموضوعة قرب مكان الاجتماع تبين انها معطلة و"ال دي. في. ار" لم تكن مربوطة بتلفزيون، ما يُعّقد التحقيق والنتيجة"، تضيف المصادر".

 

جونز: رسائل كراهيــة التنظيم نقيض قيم لبنــان وحيّا "شجاعة" الجيش وقوى الأمن في مواجهة "داعش"

المركزية- اشار القائم بالاعمال في السفارة الاميركية ريشارد جونز الى "ان "داعش" و"النصرة" وباقي الجماعات المتطرفة يشكّلون خطراً على لبنان سواء على المستوى التكتيكي او الايديولوجي"، وحيّا ما وصفه "العناصر الشجاعة في الجيش اللبناني وقوات الأمن التي تواجه "داعش" بانتظام على طول الحدود الشمالية، وتلاحقهم في اي مكان يهددون استقرار لبنان". كلام جونز جاء خلال اطلاقه برعاية السفارة الاميركية ندوة بالتعاون مع منظمة تبادل الاعلام الاجتماعي (SMEX) تحت عنوان "#اختراق_ التطرف"، وهي ندوة تشاركية حول مكافحة التطرف العنيف على الانترنت. هذه الندوة التي ستمتد على مدى ثلاثة ايام وهي الأولى من نوعها في لبنان، ستجمع قادة من الحكومة اللبنانية والمجتمع المدني والقطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية لتقييم التهديدات التي يُشكّلها التطرف العنيف على الانترنت في لبنان، وتطوير مقاربة منسقة، بقيادة مجتمعية، من اجل تسويق رؤى بديلة وشاملة لأمل في مستقبل افضل.

وقال جونز "هذه الندوة هي الحدث الأول من نوعه في لبنان. قيادات من المجتمع المدني، والقطاع الخاص، والحكومة اللبنانية يجتمعون هنا، من اجل فحص دوافع التطرف، وتعلم المزيد حول الأدوات اللازمة لرفع مستوى الوعي ومواجهة رسائل الكراهية عبر الانترنت، وتطوير مقاربة منسقة، بقيادة مجتمعية، من اجل تسويق رؤى بديلة وشاملة للأمل في مستقبل افضل". ولفت الى ان "التحدي الملح للتطرف العنيف يتطلب منا تبنّي مقاربة إيجابية استباقية، تتضمن مساهمات من مجموعة واسعة من اصحاب المصلحة من اجل تقويض جاذبية الحركات المتطرفة وايديولوجياتها التي تسعى إلى تجنيد الشباب والجنوح نحو التطرف والتشديد على العنف، لكن ما هو اكثر اهمية من ذلك، ينطوي على نهج يقوده اولئك الذين هم على خطوط المواجهة في لبمعركة مع التطرف العنيف في مجتمعاتهم".

اضاف "لماذا تعلَق السفارة الاميركية اهمية على هذا المسعى؟ وما هي الصلة بلبنان؟ "داعش" و"النصرة" وباقي الجماعات المتطرفة يشكّلون خطراً على لبنان سواء على المستوى التكتيكي او الايديولوجي. إن العناصر الشجاعة في الجيش اللبناني وقوات الأمن تواجه "داعش" بانتظام على طول الحدود الشمالية، وتلاحقهم في اي مكان يهددون استقرار لبنان. إن التفجير الجبان الذي قامت به "داعش" في حق المدنيين في منطقة برج البراجنة في تشرين الثاني الماضي، كان تذكيراً صارخا بقدرة "داعش" على الاختراق عميقا في لبنان، لكن القوى الأمنية اللبنانية ردّت بسرعة والقت القبض على الإرهابيين الذين كانت لهم صلة بالهجوم. لقد قاموا بعمل رائع حقا للحفاظ على امن لبنان في مواجهة هذه التهديدات الحقيقية والمباشرة من قبل المتطرفين الذين يمارسون العنف". وشدد السفير جونز على ان "التطرف العنيف سرطان يلتهم بسرعة النسيج الاجتماعي، وهو يسعى إلى جذب الشباب عن طريق التصوير المشوّه للواقع، سارقين بذلك مستقبل هؤلاء الشباب، وسالبين العائلات اولادهم او بناتهم"، مشيراً الى ان "رسائل الكراهية لـ"داعش" نقيض القيم اللبنانية المبنية على التسامح والانفتاح والتعايش". وتابع "خلال الشهر الماضي، اصدرت "داعش" فيديو على يوتيوب هددت من خلاله لبنان، مستخدمة مرّة اخرى تكنولوجيا العالم الحديث لإيصال التعابير الأكثر بدائية من التحيز والوحشية. ليس لدى ما يسمى "الدولة الإسلامية" اية رسائل ايجابية لتقديمها. للأسف، فإن "داعش" تستخدم الانترنت وهي اداة يجب ان تستخدم عادة لتشجيع التدفق الحر للمعلومات، كأداة لنشر الخوف والكراهية والعنف لتصيب قلوب وعقول شبابنا. نحن نعيش في عصر يؤمن لنا معلومات متاحة لتكون في متناولنا كل يوم وهي تتخطى كثيراً ما كانت تحتويه جميع المكتبات عبر التاريخ. انه لمأساوي انه بدلا من جني ثمار تلك الفرصة، فإن بعض الشباب يسقطون ضحية للتضليل من قبل مروجي التضليل الإعلامي المنحط. في كل من مستويات المجتمع من القاعدة، إلى السلطات المحلية، إلى الحكومة، علينا جميعا ان نلعب دوراً، في وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، لهزيمة الدعاية الخبيثة لـ "داعش" والكشف عن حقيقة السرديات المتطرفة والعنيفة: "عواء الوحوش". وكرر قوله "ان "داعش" يُشكّل خطراً على الولايات المتحدة وعلى المجتمع الدولي بأكمله، والولايات المتحدة وشركاؤها في التحالف العالمي لمكافحة هذا التنظيم التزموا استخدام كل ادوات القوة لإلحاق الهزيمة به"، معتبراً ان "الانتصار في هذه المعركة لن يتم بسرعة، ولن يتم من خلال الوسائل العسكرية فقط، وليس من خلال دولة وحدها. إنه صراع طويل الأمد سيؤدي إلى تحقيق النصر من خلال اتباع نهج شامل في توحيد مجهود الجهات الحكومية وغير الحكومية في جميع انحاء العالم".

 

رئيس الكتائب عرض مع كاربوني موضوعي المفقودين خلال الحرب والنازحين السوريين

الخميس 14 نيسان 2016 /وطنية - استقبل رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل في بيت الكتائب المركزي في الصيفي، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيروت فابريزيو كاربوني، وجرى التطرق الى موضوع المفقودين والمخفيين قسرا خلال الحرب اللبنانية، والبحث في السبل المتاحة للوصول الى حل لهذا الملف . كما شمل البحث موضوع اللاجئين السوريين في لبنان، وتم الاستماع الى وجهة نظر الكتائب في هذا الخصوص.

 

المحكمة العسكرية وافقت على تخلية سبيل قاتل المقدم ربيع كحيل

الخميس 14 نيسان 2016/وطنية - أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" هدى منعم أن المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد خليل ابراهيم على طلب تخلية سبيل إيلي ضو الذي يحاكم امامها بجرم قتل المقدم ربيع كحيل.

 

الامن العام: ابراهيم لم يطلب من الحلبي مواصلة عمله في ملف العسكريين

الخميس 14 نيسان 2016 /وطنية - صدر عن المديرية العامة للأمن العام البيان التالي: "ورد في تاريخ اليوم على أحد المواقع الاخبارية الالكترونية خبر مفاده أن المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم طلب من المحامي نبيل الحلبي مواصلة عمله في ملف العسكريين المخطوفين لدى تنظيم الدولة الاسلامية.

إن المديرية العامة للأمن العام تنفي هذا الخبر جملة وتفصيلا، وهي غير مسؤولة عن الاخبار التي لا تصدر بموجب بيانات رسمية عنها، وتهيب هذه المديرية العامة بكل وسائل الاعلام توخي الدقة والمسؤولية في نقلها للاخبار، ولا سيما المتعلقة بقضية العسكريين المخطوفين لما لها من بعد انساني".

 

جريصاتي: طموح الزحليين المواءمة بين التفاهمات الوطنية والخصوصيات الزحلية

الخميس 14 نيسان 2016/وطنية - صدر عن الوزير السابق سليم جريصاتي البيان الآتي: "ترسخ اقتناعي، بعد الاستماع الى بياني كل من المرشح الى رئاسة بلدية زحلة المهندس اسعد زغيب والسيدة ميريام طوق سكاف، ان الاستحقاق البلدي في زحلة اتخذ عند الاول طابعا انمائيا مدعوما من مروحة تحالف مسيحي كبير وشركاء آخرين في الوطن وفي عاصمة البقاع تحديدا، وعند عقيلة الراحل الياس سكاف طابعا سياسيا بامتياز ينطلق من زعم اقفال البيت السياسي العريق، في حين ان لا احد يرغب في هذا الاغلاق وان عقيلة الراحل الكبير لم تسع الى اي مصالحة داخل زحلة مع رجال دين ودنيا كي تهدأ النفوس قبل الانطلاق الى خارج المدينة في رحلة رفع العتب، وفي حين ان الركن الاساس في التحالف المسيحي، العماد ميشال عون، جعل من الراحل الياس سكاف شريكا مؤسسا في "تكتل التغيير والاصلاح" ومارس ضغطا معروفا، ضمن اقصى المتاح في حينه، لتوزيره في ظل معارضة شرسة من الطارئين اليوم على البيت السكافي وضيافة ميريام. مكشوف اصبح توسل شهادة كبارنا او وفاتهم لاستجرار العطف واستيلاد السلطة او ادامتها رغما عن ارادة الناخب. اقصى طموح الزحليين اليوم المواءمة بين التفاهمات المسيحية والوطنية الوازنة، من جهة، والخصوصيات الزحلية من منطلق ان زحلة عاصمة الكثلكة واكبر مدينة مسيحية على طريق الحرير وانها رمز العيش الواحد وباب الشرق، وان نسيجها الاجتماعي عائلات متراصة تعرف ان مصلحة المدينة، هي قبل كل شيء آخر، في توظيف خصوصياتها في معركة الانماء المستدام تمهيدا لارساء قواعد الللامركزية الادارية الموسعة، التي هي مطلب نوعي للتفاهمات السياسية المسيحية الكبرى. نشد على يد اسعد زغيب وندعوه الى تأليف فريق عمل بلدي متجانس، مع ميريام إن عادت الى بيئتها الطبيعية، او من دونها إن استمرت في غيها، مجلس ينهض بالمدينة وبالزحليين جميعا من دون تمييز".

 

الصفدي: تجاوز إرادة المسيحيين في انتخاب الرئيس أمر صعب وغير جائز

الخميس 14 نيسان 2016 /وطنية - أسف النائب محمد الصفدي، ل"حال الانقسام الداخلي الذي يجعل الحكومة عاجزة عن مواكبة المفاوضات الجارية بشأن مستقبل سوريا، والتدخل لمنع حلول أو تسويات على حساب لبنان". ونبه الى أن "التطورات الميدانية في سوريا تستوجب يقظة لبنانية ودعما للجيش ليكون مستعدا لاي طارىء". ورأى الصفدي في حديث لجريدة "البيان" الطرابلسية، أنه "لم يعد بالامكان تأمين الاستحقاق الرئاسي من دون اتفاق على مجموعة ملفات، فالازمة أصبحت أزمة نظام ودستور"، معتبرا أن "تجاوز إرادة المسيحيين في انتخاب الرئيس أمر صعب، وغير جائز". وقال: "ان كلا من العماد عون والوزير فرنجية يتمتع بحيثية سياسية وشعبية، وأنا مقتنع بأن وصول أحدهما لن يكون الا بمباركة الاخر". ورحب ب-"أي تفاهم بين اللبنانيين، طالما أنه لا يحمل مشروعا يناقض وحدة لبنان واستقلاله وعروبته". وردا على سؤال، قال الصفدي: "لا حاجة لنا للفدرالية، بل يكفي تطبيق الطائف لجهة اقرار اللامركزية الادارية الموسعة، واجراء الاصلاحات الدستورية والسياسية الضرورية". وذكر بأنه "كان من أوائل الوزراء الذين طرحوا تحديد سقف لعدد النازحين السوريين الى لبنان، لكي يتمكن من إدارة الملف ضمن إمكاناته، ولكن للأسف لم يتم التجاوب مع الاقتراح". وقال: "فوجئت بأن دولا كبرى تضغط لفتح الحدود أمام النازحين دون ضوابط، حتى أن بعضهم اقترح أن نقترض أموالا لتلبية حاجات النازحين، فرفضت الاقتراح آنذاك بصفتي وزيرا للمالية وأدركت أن الموقف الدولي يخفي أهدافا غامضة". ووصف الحكومة الحالية ب"أنها شر لا بد منه، فهي غير منتجة وغير منسجمة ولا فرق في بقائها أو استقالتها"، مؤيدا "حصول انتخابات بلدية وفقا لمبدأ المنافسة وليس التسويات الفوقية التي تعلب نتائج الانتخابات سلفا". وقال: "اذا فرض التدخل السياسي أمرا واقعا في البلديات، فإنني أرحب بالتفاهم لما فيه مصلحة طرابلس، لكنني أعلن منذ الان أنني لا أريد أي حصة في البلدية". وشدد على "علاقة الاحترام المتبادل والتواصل بينه وبين الرئيس سعد الحريري"، مشيرا الى أنه "لا يحبذ نشوء تكتلات مذهبية"، متمنيا "اقرار قانون انتخابات على أساس النسبية والدوائر الكبرى، لتجاوز الخطاب الطائفي الذي يشوه العمل السياسي".

 

بري استقبل وفدا فرنسيا وأولم للشهرستاني: للحفاظ على وحدة المسلمين وإرساء ثقافة مقاومة إسرائيل

الخميس 14 نيسان 2016 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم في عين التينة السيد جواد الشهرستاني، الوكيل العام للمرجع الشيعي الاعلى السيد علي السيستاني، ثم أقام مأدبة غداء حاشدة تكريما له وللوفد المرافق، في حضور مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، نائب رئيس مجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان، شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نعيم حسن، رئيس الطائفة العلوية الشيخ اسد عاصي، ممثل البطريرك الماروني المطران بولس مطر، ممثل بطريرك الروم الارثوذكس المطران الياس كفوري، ممثل بطريرك الارمن الارثوذكس المطران شاهي بانوسيان، ممثل بطريرك الارمن الكاثوليك المطران جورج اسدوريان، السفير الايراني محمد فتحعلي، السفير العراقي علي عباس بندر العامري، رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، ممثل السستاني في لبنان حامد الخفاف، والمفتي الجعفري الممتاز الشيح احمد قبلان، وعدد من النواب وقيادة حركة "أمل".

بري

وألقى بري خلال المأدبة الكلمة الآتية: "أهلا بكم يا صاحب السماحة في بيروت الى جانب رؤسائنا الروحيين، المدينة البالغة، الناضجة المدافعة، المقاومة المحروسة بمحراب الامام القائد السيد موسى الصدر حيث اعتصم في مسجد الصفا من اجل سلام لبنان، وبين مسجد الامام الاوزاعي والمقاصد ومذابح مارالياس ومار جريس والكبوشيين والضاحية الشموس.

أهلا بكم في العاصمة العربية التي حاصرت حصارها اثنين وسبعين يوما عام 1982، وصمدت وقهرت بصمودها الجلاد الصهيوني وكرة ناره الجوية والبحرية.

أهلا بكم في عاصمة الحوار والوفاق الوطني والمشاركة ومنبر الكلمة الحرة، وحديقة الحرية ومعرض الكتاب ومطبعة الشرق.

أهلا بكم في لبنان مجد الارز في جبل ابي ذر الغفاري، جبل عامل ومحبسة مار شربل جبل لبنان، ومغارة عرس قانا، وصيدون التي احرقت نفسها ذات يوم ولم تستسلم للغزاة، ومدينة الكرامة طرابلس الفيحاء والسهل الممتنع البقاع وشراع الحرف في صور.

أهلا بالوكيل المكلف للمرجع الاكبر آية الله العظمى الامام السيد علي السيستاني، أهلا بكم يا صاحب السماحة العلامة العلم آية الله السيد جواد الشهرستاني المحقق المثقف، المترجم لروح العصر، المنفتح والحافظ للتراث، ومطلق مؤسسات المصادر والمراكز المعلوماتية والثقافية والمكتبات. إننا في هذا الوقت الضاغط على الامتين الاسلامية والعربية بالحرب الهادفة للسيطرة على مواردنا البشرية والطبيعية، وهي الحرب التي استهلكت الكثير من ارواح مواطنينا في مختلف اقطارنا وتسببت بالدمار الهائل الذي اصاب اوطاننا ومدننا ولا تزال تضغط بالفتنة على الشرق. إننا نعبر عن حاجتنا الى صوت وموقف المرجعية متمثلة بصوتكم الصارخ في برية الله من اجل بناء وهي لمنع الاستخدام السياسي للاسلام، ومحاولة جعله غطاء لتفتيت بلادنا وإشعال الحروب والفتن ومن اجل إصلاح نظامنا".

وأضاف: "إنني في هذا الإطار أنقل عن صاحب السماحة الدكتور الشيخ احمد محمد طيب شيخ مشايخ الازهر الشريف الذي تشرفت بلقائه منذ أيام تأكيده وجوب الحفاظ على إسلام الوحدة والتصدي لثقافة التكفير والتدمير والتهجير التي هي الاداة الاساس لإستراتيجية الفوضى البناءة.

إننا يا صاحب السماحة ومن لبنان نتطلع بعين الامل الى دور المرجعية في حفظ وحدة الارض والشعب والؤسسات في العراق الشقيق، وترتيب الاولويات إنطلاقا من منع سقوط العراق وجعله رهينة التطرف وقاعدة ارتكاز له وحفظ صيغة التعايش التي هي ميزة المنطقة، ومنع الارهاب التهجيري من تخريب صيغة وحدة وتماسك مجتمعاتنا، وكذلك لإسقاط المشروع الذي يحاول ان يرسم نهاية للتاريخ الذي كان منطلقه من هذا الشرق ومن بلاد ما بين النهرين، ومن حوض النيل وممالك الشاطئ في لبنان".

وتابع: "نوابكم يعتصمون داخل المجلس في هذه الايام، ونوابنا يعتصمون خارجه.

إننا نبحث عن ثقافة أصولية متجددة تنبع من النجف الاشرف وقم والازهر الشريف، في مواجهة الثقافة التي أرساها الانتداب ومخلفاته من أنماط النظام العربي المتنوعة من منطقتنا، سلطات العشائر والقبائل والفئات والجهات والطوائف والمذاهب. هذه الثقافة هي التي أنتجت داعش والنصرة وكل المسميات القاتلة والمجرمة. ونحن نريد ان تتمكنوا يا صاحب السماحة من اطلاق ثقافة التوحيد والتقريب ورفع الظلم والحرمان، وبالاساس إطلاق ثقافة المقاومة لمشروع اسرائيل وتحقيق الاماني الوطنية للشعب الفلسطيني الشقيق الذي حرمناه. لقد باتت الحاجة ملحة يا صاحب السماحة وانتم تؤسسون في هذا المجال الى نشر وإستخدام وسائل الاتصالات العصرية لمحو الامية المعلوماتية ولتحرير الاسلام من احتلاله بالجهل، وهزيمة دويلات الوهم التي اقيمت بالاستثمار على اسم الاسلام، وتحرير العالم من محاولات خلق "الاسلام فوبيا"، ونشر وعي ثقافي للاسلام الحقيقي".

وختم: "إننا في ذلك نراهن على مؤسساتكم ومؤسسات الازهر لحفظ الاسلام ومكانته والقرآن الكريم وتفسيره والابحاث العقائدية، وإقامة مكتبات تخصصية للتاريخ، وعلوم الحديث، وفقه الحقوق التخصصية، الكلام، الفلسفة والعرفان. ولكم دائما الجميل والعرفان".

الوفد البرلماني الفرنسي

وكان بري استقبل وفدا برلمانيا فرنسيا برئاسة رئيس جمعية الصداقة الفرنسية-اللبنانية النائب هنري جبرايل والسفير الفرنسي في لبنان ايمانويل بون، في حضور الدكتور محمود بري، وتناول الحديث العلاقات الثنائية والتطورات الراهنة.

كذلك استقبل رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي جان فهد.

 

الحريري التقى السفير الاميركي ونواب عكار ووفدا بقاعيا جونز: هناك شبه اجماع أن الانتخابات الرئاسية لا تزال في طريق مسدود

الخميس 14 نيسان 2016 /وطنية - استقبل الرئيس سعد الحريري ظهر اليوم في بيت الوسط، القائم باعمال سفارة الولايات المتحدة الاميركية السفير ريتشارد جونز في حضور السيد نادر الحريري وعرض معه على مدى ساعة الاوضاع في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين. وتحدث جونز اثر اللقاء، فقال:" أقوم بجولة من المشاورات على جميع القيادات، وقد التقيت بالامس النائب وليد جنبلاط والجنرال ميشال عون واليوم الرئيس سعد الحريري، وسألتقي زعماء آخرين في الأيام القليلة المقبلة. وتتركز المحادثات التي اجريها على موضوعين، الاول الانتخابات البلدية والتي يبدو أنها تسير بشكل جيد ولم أشعر بوجود أي تردد لدى أي فريق من الأفرقاء حول اجرائها وهذا أمر جيد. أما بالنسبة للموضوع الثاني فهو الانتخابات الرئاسية، هناك شبه اجماع على أن الأمور لا تزال في طريق مسدود، ونحن نحاول معرفة إذا كان هناك أية طريقة للمساعدة في هذا الشأن، ولكن لا يمكنني إعطاء أي جواب إلا بعد أن انهي لقاءاتي مع الجميع".

حمادة

كما استقبل الرئيس الحريري النائب مروان حمادة وعرض معه التطورات الراهنة.

وفد بقاعي

وكان الرئيس الحريري قد استقبل وفدا من البقاع ضم المفتي الشيخ خليل الميس ومفتي بعلبك الشيخ خالد صلح ورؤساء بلديات: بر الياس سعد الدين ميتا وسعدنايل خليل شحيمي ومكسه خليل الميس وعرض معه شؤونا مطلبية واوضاع المنطقة.

نواب عكار

كما التقى الرئيس الحريري، وفدا من نواب عكار ضم: هادي حبيش ومعين المرعبي وخالد زهرمان وخضر حبيب ونضال طعمة. وتناول اللقاء اوضاع منطقة عكار ومطالبها.

 

جونز في ندوة "اختراق_التطرف":الصراع ضد داعش طويل ولبنان يتمتع بميزات تؤهله لأداء دور متقدم في مسار جبه التطرف

الخميس 14 نيسان 2016 /وطنية - أطلق القائم بالاعمال في السفارة الاميركية السفير ريتشارد جونز، بالتعاون مع منظمة "تبادل الاعلام الاجتماعي"(SMEX)، وبرعاية السفارة الاميركية، ندوة تشاركية عن "مكافحة التطرف العنيف على الانترنت بعنوان "اختراق_التطرف" في فندق "الموفنبيك" في بيروت، شارك فيها ممثل وزارة الخارجية شربل وهبة ورئيس شعبة العلاقات العامة في قوى الامن الداخلي العقيد جوزف مسلم وشخصيات أمنية وإعلامية وممثلون للمجتمع المدني.

جونز

والقى السفير جونز كلمة قال فيها: "يسعدني أن أرحب بكم في ندوة "#اختراق_التطرف"، وهي ندوة تشاركية عن مكافحة التطرف العنيف على الانترنت، التي تستضيفها سفارة الولايات المتحدة في بيروت، بالتعاون مع منظمة "تبادل الاعلام الاجتماعي" (SMEX). هذه الندوة هي الحدث الأول من نوعه في لبنان. قيادات من المجتمع المدني والقطاع الخاص، والحكومة اللبنانية تجتمع هنا من أجل فحص دوافع التطرف، وتعلم المزيد عن الأدوات اللازمة لرفع مستوى الوعي ومواجهة رسائل الكراهية عبر الانترنت، وتطوير مقاربة منسقة، بقيادة مجتمعية، من أجل تسويق رؤى بديلة وشاملة للأمل في مستقبل أفضل".

اضاف: "قال الرئيس أوباما: "الأيديولوجيات لا تهزم بواسطة البنادق، بل بأفكار أفضل ورؤية أكثر جاذبية واقناعا". إن التحدي الملح للتطرف العنيف يتطلب منا تبني مقاربة إيجابية استباقية، تتضمن مساهمات من مجموعة واسعة من أصحاب المصلحة من أجل تقويض جاذبية الحركات المتطرفة وأيديولوجياتها التي تسعى إلى تجنيد الشباب والجنوح نحو التطرف والتشديد على العنف. ولكن ما هو أكثر أهمية من ذلك، ينطوي على نهج يقوده أولئك الذين هم على خطوط المواجهة في معركة المواجهة مع التطرف العنيف في مجتمعاتهم - أولئك من بينكم من تجمعوا في هذه القاعة اليوم".

وتابع: "لماذا تعلق السفارة الاميركية أهمية على هذا المسعى؟ وما هي الصلة بلبنان؟ "داعش" والنصرة وباقي الجماعات المتطرفة تشكل خطرا على لبنان سواء على المستوى التكتي أو الايديولوجي. إن العناصر الشجاعة في الجيش اللبناني وقوات الأمن تواجه "داعش" بانتظام على طول الحدود الشمالية، وتلاحقه في أي مكان يهدد استقرار لبنان. إن التفجير الجبان الذي قام به "داعش" في حق المدنيين في منطقة برج البراجنة في تشرين الثاني الماضي، كان تذكيرا صارخا بقدرة "داعش" على الخرق عميقا في لبنان. ولكن القوى الأمنية اللبنانية ردت بسرعة وقبضت على الإرهابيين الذين كانت لهم صلة بالهجوم. لقد قامت بعمل رائع حقا للحفاظ على أمن لبنان في مواجهة هذه التهديدات الحقيقية والمباشرة من المتطرفين الذين يمارسون العنف".

وقال: "التطرف العنيف هو سرطان يلتهم بسرعة النسيج الاجتماعي، وهو يسعى إلى جذب الشباب من طريق التصوير المشوه للواقع، سارقين بذلك مستقبل هؤلاء الشباب، وسالبين العائلات أولادها أو بناتهم. إن رسائل الكراهية لداعش هي نقيض القيم اللبنانية المبنية على التسامح والانفتاح والتعايش. خلال الشهر الماضي، أصدر "داعش" فيديو على "يوتيوب" هدد عبره لبنان، مستخدما، مرة أخرى، تكنولوجيا العالم الحديث لإيصال التعابير الأكثر بدائية من التحيز والوحشية. ليس لدى ما يسمى "الدولة الإسلامية" أي رسائل ايجابية لتقديمها. للأسف، فإن "داعش" يستخدم الانترنت - وهي أداة يجب أن تستخدم عادة لتشجيع التدفق الحر للمعلومات - أداة لنشر الخوف والكراهية والعنف لتصيب قلوب شبابنا وعقولهم. نحن نعيش في عصر يوفر لنا معلومات متاحة لتكون في متناولنا كل يوم وهي تتخطى كثيرا ما كانت تحتويه جميع المكتبات عبر التاريخ منذ أن كنت فتى. انه لمأسوي أنه بدلا من جني ثمار تلك الفرصة، فإن بعض الشباب يسقطون ضحية للتضليل من مروجي التضليل الإعلامي المنحط. في كل من مستويات المجتمع من القاعدة، إلى السلطات المحلية، إلى الحكومة، علينا جميعا أن نؤدي دورا، في وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، لهزيمة الدعاية الخبيثة لداعش والكشف عن حقيقة السرديات المتطرفة والعنيفة: عواء الوحوش".

واضاف: "إننا نعتقد أن "داعش" يشكل خطرا على الولايات المتحدة وعلى المجتمع الدولي بأكمله. والولايات المتحدة وشركاؤها في التحالف العالمي لمكافحة هذا التنظيم قد التزموا استخدام كل أدوات القوة لإلحاق الهزيمة به. وكما قال وزير الخارجية السيد كيري أخيرا، إن الناس يتعلمون أكثر وأكثر عن كذب هؤلاء الذي يبنون عليه "خلافتهم" المزيفة. ولكننا نعلم أن الانتصار في هذه المعركة لن يتم بسرعة، ولن يتم عبر الوسائل العسكرية فقط، وليس عبر دولة وحدها. إنه صراع طويل الأمد سيؤدي إلى تحقيق النصر عبر اتباع نهج شامل في توحيد مجهود الجهات الحكومية وغير الحكومية في جميع أنحاء العالم".

وتابع: "هذا هو جوهر دعمنا لهذه الندوة التي ستستمر ثلاثة أيام. لا نفترض الولايات المتحدة أن تكون لديها كل الإجابات حول التطرف العنيف أو أي مواضيع أخرى. وعلى كل حال، سوف تختلف الحلول من دولة لأخرى، وكل حل يتطلب معرفة محلية وخبرة وفهما للقيم الأساسية للمجتمع المتضرر. لقد جرى العمل على هذه الندوة بهدف تمكيننا جميعا ولنتعلم من بعضنا، ومن أجل تشكيل تحالفات من شأنها أن تساعد على بناء الوعي وتطوير مدارك مجتمعاتنا. ومع ذلك، بما أن مواجهة التطرف العنيف قد أصبحت قضية عالمية أيضا، فإننا أتينا ايضا بخبراء دوليين للمساهمة في النقاش من خلال التشارك بخبراتهم ووجهات نظرهم حول وسائل التواصل الاجتماعي ، واطلاق الرسائل، وأساليب داعش".

وختم: "أود أن أشكركم جميعا على الخدمة التي توفرونها بالفعل لبلدكم ومجتمعكم. نأمل أن تجلب لكم ندوة "#اختراق_التطرف" مصادر جديدة وفرصا من شأنها أن تكون مفيدة في مكافحة الرسائل الضارة لداعش ونظرائها، ولوضع حلول جديدة ومبتكرة للتحديات التي يشكلها المتطرفون العنيفون، وخاصة عبر شبكة الانترنت. أريد ايضا أن أشكر جيسيكا ديري ومحمد نجم، وفريقهم في SMEX لمساعدتنا في تحويل هذه الرؤية إلى واقع. وأتمنى للجميع نتائج مثمرة للغاية في الأيام الثلاثة المقبلة، ونتطلع قدما الى سماع النتائج!".

وهبة

بدوره،اعتبر وهبة انه "في وقت لا تزال بعض اراضي لبنان محتلة وسيادته منتهكة، تستمر مضاعفات الازمة التي تمر بها سوريا بالارتداد على لبنان وتنعكس من خلال أمرين: تحدي النزوح السوري الكثيف وتحدي محاولات تمدد الارهاب".

ورأى ان "التنظيمات الارهابية تحاول النيل من لبنان لأنه يستفزها فهو نموذج نقيض لما تبشر به، وهي تصطدم بمناعة الشعب اللبناني وصلابه القوات المسلحة اللبنانية التي تخوض معركة على حدوده الشرقية تدافع فيها عن سيادة لبنان وعن العالم المتحضر بأسره"، لافتا الى ان "داعش مثال التطرف والعنف وهو قاعدي المنشأ".

واوضح ان "مفهوم مكافحة التطرف العنيف ومنع التطرف العنيف مفهومان حديثان نسبيا لمقاربة مشكلة ليست جديدة، يزداد عنهما الحديث اليوم في العالم وتزداد اهمية تأطيرهما معرفيا وتحديد معناهما"، متحدثا عن "اهمية ان تكون المقاربة للمفهومين شاملة وذات معايير واضحة".

واشار الى ان "خطة العمل التي اطلقها بان - كي مون في كانون الثاني خطوة مفيدة ومهمة لصناعة توافق دولي حول المفهومين، وانطلاقا من هذا الاقتناع كان لبنان من اول المشاركين فيها"، موضحا ان "لبنان يتميز بميزات تفاضلية تؤهله لأداء دور متقدم في مسار مواجهة التطرف العنيف".

ولفت الى ان "الادارات المختصة في لبنان تعمل اليوم على برامج تصب في خانة مكافحة التطرف كل ضمن نطاق اختصاصه، ساعية الى أن يكون "للبنان الرسمي خطة جامعة لمكافحة التطرف منها عبر الانترنت وتقوم على شمولية في المقاربة وتتوحد فيها جهود الجميع".

وفي بداية اللقاء، كان ترحيب لممثل "SMEX" ("منظمة تبادل الاعلام الاجتماعي") محمد نجم الذي ابدى حماسته لهذه الندوة، آملا ان "تأتي بمقاربات حلول لمكافحة التطرف بطرق ابداعية وحماية حقوق الافراد كافة"، مبديا ثقته ب"نجاح هذا العمل".

وتشارك في الندوة مجموعة من الخبراء المحليين والدوليين، وتشمل دورات عن مواقع التواصل الاجتماعي وتوجيه الرسائل، وتكتيكات دعاية "داعش" وأهمية حماية حقوق الإنسان والحريات المدنية على الانترنت عند وضع التدابير المضادة.

وهذه الندوة عن "#اختراق_ التطرف" هي رمز للالتزام المشترك بين لبنان والولايات المتحدة لمكافحة المنظمات المتطرفة العنيفة مثل "داعش" ونظرائه.

وتهدف الى "تقويم التهديدات التي يشكلها التطرف العنيف على الانترنت في لبنان وتطوير مقاربة منسقة، بقيادة مجتمعية، من اجل تسويق رؤى بديلة وشاملة لمستقبل افضل".

 

بري استقبل وفدا فرنسيا وأولم للشهرستاني: للحفاظ على وحدة المسلمين وإرساء ثقافة مقاومة إسرائيل

الخميس 14 نيسان 2016 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم في عين التينة السيد جواد الشهرستاني، الوكيل العام للمرجع الشيعي الاعلى السيد علي السيستاني، ثم أقام مأدبة غداء حاشدة تكريما له وللوفد المرافق، في حضور مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، نائب رئيس مجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان، شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نعيم حسن، رئيس الطائفة العلوية الشيخ اسد عاصي، ممثل البطريرك الماروني المطران بولس مطر، ممثل بطريرك الروم الارثوذكس المطران الياس كفوري، ممثل بطريرك الارمن الارثوذكس المطران شاهي بانوسيان، ممثل بطريرك الارمن الكاثوليك المطران جورج اسدوريان، السفير الايراني محمد فتحعلي، السفير العراقي علي عباس بندر العامري، رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، ممثل السستاني في لبنان حامد الخفاف، والمفتي الجعفري الممتاز الشيح احمد قبلان، وعدد من النواب وقيادة حركة "أمل".

بري

وألقى بري خلال المأدبة الكلمة الآتية: "أهلا بكم يا صاحب السماحة في بيروت الى جانب رؤسائنا الروحيين، المدينة البالغة، الناضجة المدافعة، المقاومة المحروسة بمحراب الامام القائد السيد موسى الصدر حيث اعتصم في مسجد الصفا من اجل سلام لبنان، وبين مسجد الامام الاوزاعي والمقاصد ومذابح مارالياس ومار جريس والكبوشيين والضاحية الشموس. أهلا بكم في العاصمة العربية التي حاصرت حصارها اثنين وسبعين يوما عام 1982، وصمدت وقهرت بصمودها الجلاد الصهيوني وكرة ناره الجوية والبحرية. أهلا بكم في عاصمة الحوار والوفاق الوطني والمشاركة ومنبر الكلمة الحرة، وحديقة الحرية ومعرض الكتاب ومطبعة الشرق. أهلا بكم في لبنان مجد الارز في جبل ابي ذر الغفاري، جبل عامل ومحبسة مار شربل جبل لبنان، ومغارة عرس قانا، وصيدون التي احرقت نفسها ذات يوم ولم تستسلم للغزاة، ومدينة الكرامة طرابلس الفيحاء والسهل الممتنع البقاع وشراع الحرف في صور. أهلا بالوكيل المكلف للمرجع الاكبر آية الله العظمى الامام السيد علي السيستاني، أهلا بكم يا صاحب السماحة العلامة العلم آية الله السيد جواد الشهرستاني المحقق المثقف، المترجم لروح العصر، المنفتح والحافظ للتراث، ومطلق مؤسسات المصادر والمراكز المعلوماتية والثقافية والمكتبات. إننا في هذا الوقت الضاغط على الامتين الاسلامية والعربية بالحرب الهادفة للسيطرة على مواردنا البشرية والطبيعية، وهي الحرب التي استهلكت الكثير من ارواح مواطنينا في مختلف اقطارنا وتسببت بالدمار الهائل الذي اصاب اوطاننا ومدننا ولا تزال تضغط بالفتنة على الشرق. إننا نعبر عن حاجتنا الى صوت وموقف المرجعية متمثلة بصوتكم الصارخ في برية الله من اجل بناء وهي لمنع الاستخدام السياسي للاسلام، ومحاولة جعله غطاء لتفتيت بلادنا وإشعال الحروب والفتن ومن اجل إصلاح نظامنا". وأضاف: "إنني في هذا الإطار أنقل عن صاحب السماحة الدكتور الشيخ احمد محمد طيب شيخ مشايخ الازهر الشريف الذي تشرفت بلقائه منذ أيام تأكيده وجوب الحفاظ على إسلام الوحدة والتصدي لثقافة التكفير والتدمير والتهجير التي هي الاداة الاساس لإستراتيجية الفوضى البناءة. إننا يا صاحب السماحة ومن لبنان نتطلع بعين الامل الى دور المرجعية في حفظ وحدة الارض والشعب والؤسسات في العراق الشقيق، وترتيب الاولويات إنطلاقا من منع سقوط العراق وجعله رهينة التطرف وقاعدة ارتكاز له وحفظ صيغة التعايش التي هي ميزة المنطقة، ومنع الارهاب التهجيري من تخريب صيغة وحدة وتماسك مجتمعاتنا، وكذلك لإسقاط المشروع الذي يحاول ان يرسم نهاية للتاريخ الذي كان منطلقه من هذا الشرق ومن بلاد ما بين النهرين، ومن حوض النيل وممالك الشاطئ في لبنان".

وتابع: "نوابكم يعتصمون داخل المجلس في هذه الايام، ونوابنا يعتصمون خارجه. إننا نبحث عن ثقافة أصولية متجددة تنبع من النجف الاشرف وقم والازهر الشريف، في مواجهة الثقافة التي أرساها الانتداب ومخلفاته من أنماط النظام العربي المتنوعة من منطقتنا، سلطات العشائر والقبائل والفئات والجهات والطوائف والمذاهب. هذه الثقافة هي التي أنتجت داعش والنصرة وكل المسميات القاتلة والمجرمة. ونحن نريد ان تتمكنوا يا صاحب السماحة من اطلاق ثقافة التوحيد والتقريب ورفع الظلم والحرمان، وبالاساس إطلاق ثقافة المقاومة لمشروع اسرائيل وتحقيق الاماني الوطنية للشعب الفلسطيني الشقيق الذي حرمناه. لقد باتت الحاجة ملحة يا صاحب السماحة وانتم تؤسسون في هذا المجال الى نشر وإستخدام وسائل الاتصالات العصرية لمحو الامية المعلوماتية ولتحرير الاسلام من احتلاله بالجهل، وهزيمة دويلات الوهم التي اقيمت بالاستثمار على اسم الاسلام، وتحرير العالم من محاولات خلق "الاسلام فوبيا"، ونشر وعي ثقافي للاسلام الحقيقي". وختم: "إننا في ذلك نراهن على مؤسساتكم ومؤسسات الازهر لحفظ الاسلام ومكانته والقرآن الكريم وتفسيره والابحاث العقائدية، وإقامة مكتبات تخصصية للتاريخ، وعلوم الحديث، وفقه الحقوق التخصصية، الكلام، الفلسفة والعرفان. ولكم دائما الجميل والعرفان".

الوفد البرلماني الفرنسي

وكان بري استقبل وفدا برلمانيا فرنسيا برئاسة رئيس جمعية الصداقة الفرنسية-اللبنانية النائب هنري جبرايل والسفير الفرنسي في لبنان ايمانويل بون، في حضور الدكتور محمود بري، وتناول الحديث العلاقات الثنائية والتطورات الراهنة.

كذلك استقبل رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي جان فهد

 

منسقية زحلة في القوات ترد على سكاف

لبنان الحر/الخميس 14-04-2016/صدر عن المكتب الاعلامي لمنسقية زحلة في القوات اللبنانية البيان الآتي: إنسجاما مع تاريخ زحلة التي كانت السباقة في فتح ذراعيها لفاعلي السلام، وتجانسا مع تطلعات القوات اللبنانية كان القرار بالعمل من أجل بلدية توافقية للجميع ومن اجل الجميع هدفها تصحيح الخلل الانمائي والتقهقر الاقتصادي والثقافي في مدينة زحلة، ما يرتّب مسؤولية مشتركة تقع على عاتق كل الزحليين، لأننا نؤمن بأن الشراكة الحقيقية لا تتحقق من دون وحدتنا فكانت سياسة اليد الممدودة وكنا أول من بادر الى الاتصال والاجتماع بجميع أهالي زحلة وجميع مكونات مجتمعها، وعملنا جاهدين للتنسيق مع الجميع تحضيرا للانتخابات البلدية، انطلاقا من قاعدة ان الغاء الآخر هو بحجم الغاء الذات، وان التعاون هو المشروع وهو العنوان، لان الضرر لا يوفر أحدا والتطور هو للجميع. اضاف: يوم طرحنا أن يكون كل فريق ممثلا بخمسة أعضاء كنا على يقين بأن زحلة تستحق منا ان نخدمها مجتمعين، عل أساس أن تتمثل الكتلة الشعبية بخمسة أعضاء، والقوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والكتائب اللبنانية والشخصيات المستقلة والرئيس الحيادي يتمثلون مجتمعين بخمسة عشر عضواً ، إنطلاقا من مبدأ "من ساواك بنفسه ما ظلمك"؛ لكن هذا الامر أثار استياء السيدة سكاف التي لم تتراجع عن خيار العشرة أعضاء وهو ما يترك عشرة اعضاء فقط لكل مكونات المجتمع الزحلي الذي نحرص كل الحرص على تمثيله حزبياً وعائلياً وبكافة قطاعاته. ان ما يقوم به حزب القوات اللبنانية اليوم يقع مباشرة في خانة المصالحة المسيحية التي تهدف في ما تهدف اليه الى المحافظة على من يريد المحافظة على بيته وحماية مناصريه، فالأولى بنا جميعا أن نحافظ على مدينتنا التي هي بيتنا وبيت كل زحلي، فيوم دافعنا عن الكيان والوجود لم نحدد بيت من نحمي وبيت من لا نحمي وهذا ما نحن عليه اليوم، فكما في الحرب كذلك في السلم ندافع عن كل زحلة ونحافظ على كل زحلة. ان القوات اللبنانية في زحلة لا تريد بلدية لنا او بلدية لكم  او بلدية  لهم بل كل ما تصبو اليه هو بلدية لزحلة بكل اهلها وكل ارضها.

 

يوسف: بوادر أمل في ملف العسكريين المخطوفين 

صوت لبنان/14 نيسان/16/أكد حسين يوسف والد الجندي المخطوف لدى داعش محمد يوسف في حديث لصوت لبنان، وجود خيوط امل في ملف أبنائنا مشيراً الى ان هناك إتصالات تجري بشكل غير مباشر على كل الأصعدة على أمل فتح ثغرة في جدار الصمت الذي استمر سنة وثمانية أشهر

واسف يوسف لعدم التوصل لاي معلومة او دليل حسي عن ابنائنا، مشيراً الى ان هناك تواصلا مع الجهات الرسمية التي تقوم بواجبها وهناك تجاوب منها تجاهنا.

 

رئيس تحرير صحيفة لوريان لو جور ميشال توما : عون يدرك جيداً ان حزب الله لا يريده رئيساً للجمهورية 

صوت لبنان/14 نيسان/16/رأى رئيس تحرير صحيفة لوريان لو جور ميشال توما في حديث لـ”مانشيت المساء” من صوت لبنان، ان اغتيال القيادي الفتحاوي  فتحي زيدان ادخل مخيم المية ومية في حلقة اللااستقرار. ولفت الى ان وضع المخيمات في لبنان قابل للانفجار خصوصاً في ظل وجود تيار فتحاوي يريد وضع حد لتمدد المتشددين، معتبراً ان اي صدام سيحصل سيكون محصوراً بين الاطراف الفلسطينية، ولن تتطاير شظاياه الى الداخل اللبناني. وفي الشأن الرئاسي، أشار توما الى وجود إشارات ودلائل على امكانية حصول الانتخابات الرئاسية من الآن وحتى الصيف المقبل. وأضاف: “الانتخابات ستحصل نتيجة حلحلة اقليمية، والعنصر الروسي بات يعتبر عاملاً مهماً، واليوم يمكن ان يكون هناك ارادة روسية لتسهيل الانتخابات  الرئاسية اللبنانية اما خلق الظروف والشروط  التي تسهل الحلحلة فستكون نتيجة تعاون روسي فرنسي فاتيكاني.” ورأى  توما ان زيارة الملك السعودي لمصر وتركيا تشكل تطوراً استراتيجياً مهماً سيترجم بإنشاء حلف سني اقليمي، وقد يكون تحرك الرئيس نبيه بري باتجاه مصر، في اطار السعي لتخفيف التوتر بين لبنان والسعودية وتحضير الجو لانتخابات رئاسية. وأشار توما الى ان السعودية لن تخوض معركة سليمان فرنجية الى قصر بعبدا، وان ما يتم تداوله اليوم في الكواليس السياسية هو العودة الى خيار المرشح الوسطي، مضيفاً: “العماد ميشال عون يدرك جيداً ان حزب الله لا يريده رئيساً للجمهورية، ولكنه لا يستطيع ان يتمايز عن موقف الحزب لاسباب امنية.” وقال: “من المحتمل ان يصل عون في مرحلة ما الى الاقتناع بسحب ترشيحه شرط ان يقبض ثمن ذلك.”

 

قهوجي استقبل وفد جمعية الصداقة البرلمانية الفرنسية اللبنانية وشخصيات

الخميس 14 نيسان 2016 /وطنية - استقبل قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه في اليرزة، قبل ظهر اليوم، وفدا من جمعية الصداقة البرلمانية الفرنسية - اللبنانية برئاسة النائب الفرنسي من أصل لبناني هنري جبرايل، وجرى البحث في الأوضاع اللبنانية والإقليمية، وسبل دعم جهود الجيش في مكافحة الإرهاب. كما استقبل مدير عام المركز الدولي لتطوير سياسات الهجرة ICMPD في فيينا ميشال سبينديلوجير على رأس وفد مرافق، وتناول البحث شؤونا تتعلق بالهجرة غير الشرعية، وسبل تعزيز التعاون مع الجيش في هذا الإطار.

كما استقبل قهوجي ملحق الدفاع الأميركي في لبنان العقيد ريتشارد كيرك، وجرى التداول في العلاقات الثنائية بين جيشي البلدين.

 

تنسيقية مسيحيي الشرق في خطر: سنبدأ مع نواب فرنسيين جولة في لبنان وسوريا والعراق

الخميس 14 نيسان 2016 /وطنية - باريس - أعلنت "تنسيقية مسيحيي الشرق في خطر"، في بيان اليوم، أنها ستبدأ جولة في لبنان وسوريا والعراق أواخر هذا الأسبوع "لدرس وضع مسيحيي الشرق وتقويم أخطار زوالهم من الأرض التي عاشوا فيها منذ ألفي عام". وسيضم الوفد زهاء 30 شخصا بينهم 7 نواب وأعضاء في مجلس الشيوخ من حزبي "الاشتراكي" و"الجمهوريون"، وجمعيات خيرية ومجتمع مدني ورجال دين. وسيجري الوفد لقاءات سياسية وأمنية ودينية في كل من لبنان والعراق، وأوضح أنه لن يكون هناك أي لقاء سياسي في سوريا". وقال رئيس التنسيقية باتريك كرم في البيان: "إن الوفد سيعاين وضع اللاجئين السوريين في لبنان وموقفهم من الأوضاع السورية والأخطار المحدقة بوحدة البلد المضيف واستقراره"، و"إجراء تحقيق عن حال اللاجئين المسيحيين أو النازحين في مخيمات لبنان والأخطار على أمنهم بسبب طائفتهم ودينهم". وسيدرس الوفد الدور السياسي للمسيحيين في لبنان ودعم مسيرة إنتخاب رئيس للجمهورية، والاطلاع على الوضع الأمني في المنطقة، والأخطار التي تشكلها "داعش" و"جبهة النصرة" أو "جيش الإسلام" ولا سيما على لبنان والأردن".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مقتل ضابط إيراني

السياسة/15 نيسان/16/اسطنبول – الأناضول: لقي ضابط إيراني من عناصر “اللواء 65 التابع للقوات الخاصة الإيرانية مصرعه في سورية. وذكرت وكالة “فارس” الإيرانية للأنباء أول من أمس، أن النقيب حمد الله باهشند من عناصر الوحدات الخاصة في الجيش الإيراني، قتل خلال الاشتباكات جنوب محافظة حلب السورية. وفقدت إيران منذ مطلع أبريل الجاري، 24 جندياً من قواتها في اشتباكات داخل سورية، بينهم خمسة عناصر من الوحدات الخاصة.

 

أردوغان لم يقدم ما يعزز ثقة العرب به في القمة الإسلامية

العرب/15 نيسان/16/إسطنبول - بدا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال كلمته في افتتاح القمة الإسلامية، كأنه يتحدث إلى عالم آخر لا يعرف الأدوار التي تلعبها تركيا تحت إمرة “السلطان” العثماني. وحث أردوغان الخميس قادة الدول والحكومات المشاركين في قمة منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول على إنهاء الانقسامات المذهبية لمحاربة الإرهاب. وقال الرئيس التركي “أعتقد أن أكبر تحد يتعين تجاوزه هو المذهبية. ديانتي ليست السنة والشيعة. ديانتي هي الإسلام”. وأضاف “يجب أن نتحد. في النزاعات وفي الطغيان، المسلمون فقط يعانون”، آملا أن تكون “نقطة تحول” لكافة العالم الإسلامي. وقال متابعون لفعاليات القمة الإسلامية إن أنقرة تلعب دورا رئيسيا في إشاعة الانقسام بين دول المنطقة، فكيف تطالب بإنهائه دون أن تقدم نقدا ذاتيا وتتعهد بوقف خططها في سوريا وليبيا، وعدائها لمصر الدولة المحورية في المنظمة الإسلامية. وأشار المتابعون إلى أنه لو كانت القيادة التركية جادة في تنقية الأجواء من جانبها لكانت استغلت فرصة الحديث عن وساطة سعودية بينها وبين مصر وأطلقت تصريحات لتهدئة الخواطر، فضلا عن إجراءات عملية تظهر أنها جادة في رأب الصدع بين الدول الإسلامية المركزية. ويطالب المصريون بأن يثبت أردوغان جديته لإنهاء التوتر مع القاهرة عبر خطوات أولية بينها وقف الحملات الإعلامية التي تستهدف مصر وقيادتها السياسية، وهي حملات يقودها أردوغان بنفسه، فضلا عن فتح قنوات تلفزيونية ليهاجم فيها مصريون هاربون من العدالة في بلادهم ويحرضون على أمنها القومي. وتجاهل وزير الخارجية المصري السفير سامح شكري، الرئيس التركي في كلمته أثناء الجلسة اﻻفتتاحية للقمة. وقال شكري، في ختام كلمته “تتوجه مصر بالشكر إلى كل الدول التي ساندتها خلال رئاستها للدورة الـ12 للقمة اﻹسلامية، واﻵن أعلن انتقال القمة إلى الرئاسة التركية” متجاهلا ذكر اسم أردوغان. وظهرت علامات الغضب على وجه أردوغان خلال كلمة شكري. وحذرت كلمة الرئيس التركي من الفتنة المذهبية في المنطقة، لكنّ هناك وجوها أخرى لهذه الفتنة تقوم على الاستثمار في الإسلام السياسي للبحث عن مواقع نفوذ جديدة وهو ما تفعله تركيا أردوغان، الحالمة باستعادة الهيمنة التي كانت تفرضها الدولة العثمانية على العرب. وتسللت أنقرة إلى المنطقة في ظل فوضى الربيع العربي التي بدأت في 2011، ووسعت دعمها لجماعات الإسلام السياسي، وخاصة الإخوان المسلمين، لأجل السيطرة على الحكم في تونس ومصر. وخرج الدعم التركي من بعده الدبلوماسي والمالي لإخوان مصر وتونس إلى بعد أكثر شمولا، حيث كشفت تقارير مختلفة، بعضها تركي، أن أنقرة مورطة في دعم جماعات متشددة في سوريا وليبيا، وأنها ساهمت بشكل واضح في تعقيد أزمة سوريا خاصة بعد التصريحات العنيفة للرئيس التركي التي استهدف فيها نظيره السوري بشار الأسد. وأشار مراقبون إلى أنه طالما أن أردوغان لا ينظر إلى دور بلاده في سوريا وليبيا على أنه تعميق للفتنة ومساعدة على توسيع دائرة الإرهاب، فلا يمكنه أن يقنع القادة المشاركين بأن يتفاعلوا مع دعوته لإقامة “منظمة لتعزيز التعاون في الحرب ضد الإرهاب”. وهاجم أردوغان داعش وجماعة بوكو حرام في نيجيريا بوصفهما “تنظيمين إرهابيين يخدمان الأهداف الشريرة ذاتها”. واعتبر أن الإرهابيين الذين يقتلون الناس لا يمكن أن يمثلوا الإسلام، وأن الدول الإسلامية لا تستطيع أن تتحمل وزر أولئك الذين يقتلون. ورغم التبرؤ التركي من أي علاقة بالإرهاب، فإن اتهامات متعددة رفعت في وجه القادة الأتراك بأنهم يدعمون المجموعات المتشددة في سوريا، وكان آخر هذه الاتهامات صادرا عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي قال الخميس إن القيادة الحالية في تركيا تتعاون مع الإرهابيين. وقال المراقبون إن الرئيس التركي لم ينجح في الاستفادة من الحضور الكبير والوازن لقيادات دول إسلامية مؤثرة ليكسب ثقتهم، وخاصة العاهل السعودي الذي كان ينتظر أن يحسم أردوغان تردده في الموقف من إيران، وأن يعلن موقفا واضحا يحثها فيه على الكف عن إثارة الأزمات الطائفية في المنطقة. لكنه لم يفعل ليستمر في أسلوبه باللعب على الحبال. ولم يستبعد المحللون أن تكون إشارة أردوغان إلى رفض الاستقطاب السني الشيعي رفضا ضمنيا للالتحاق بالتحالف الإسلامي الذي سبق أن أعلنت عنه السعودية في ديسمبر الماضي، بما يتناقض مع تصريحات سابقة له يعرض فيها الانضمام لتحالف سني يقف في مواجهة إيران. وبالنتيجة، فإن غموض مواقف الرئيس التركي سيجعله يفقد المزيد من ثقة القادة العرب، ويجعل بلاده تخسر فرصا كثيرة للخروج من أزمتها الاقتصادية. وأشار المراقبون إلى أن السعودية التي تستعد لضخ 55 مليار دولار بين اتفاقيات ومشاريع في مصر، يمكن أن تنقذ الاقتصاد التركي من أزمته الخانقة والتي بلغت ذروتها بعد إسقاط أنقرة مقاتلة روسية في 24 نوفمبر الماضي ما دفع موسكو إلى فرض عقوبات مشددة على قطاعات حيوية تركية. وكانت تركيا قد أعلنت خلال زيارة رئيس الوزراء أحمد داودأوغلو إلى طهران عن توسيع التبادل التجاري مع إيران ليصل إلى 30 مليار دولار سنويا.

 

دعوة كويتية لإيران لإنهاء أجواء التوتر

العرب/15 نيسان/16/اسطنبول - دعا أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الخميس من اسطنبول، حيث كان يشارك في قمّة منظمة التعاون الإسلامي، إيران إلى العمل على إزالة مظاهر التوتر وإقامة علاقات طبيعية مع جيرانها. وتعتبر الكويت من الدول المتضرّرة بشكل مباشر من السياسات الإيرانية، القائمة في بعض وجوهها على استخدام أذرع وأتباع لطهران، في تهديد أمن دول الجوار واستقرارها، وفي المساس بوحدة مجتمعاتها التي يتعايش في بعضها أبناء الطائفتين السنية والشيعية. ومايزال القضاء الكويتي ينظر في قضية خلية مسؤولة عن تهريب وتخزين أسلحة والتخطيط لأعمال إرهابية داخل الأراضي الكويتية متورّط فيها شخص إيراني وعدد من عناصر حزب الله اللبناني الموالي لإيران. ودعا الشيخ صباح الأحمد في كلمته أمام القمة المذكورة إيران إلى العمل على «إقامة علاقات طبيعية –مع جيرانها- ترتكز على المواثيق والقوانين الدولية، وتقوم على مبدأ احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية». وتشهد العلاقات بين إيران وأغلب دول الخليج أزمة حادة وصلت حدّ إعلان السعودية في الثالث يناير الماضي قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة في طهران، وقنصليتها في مدينة مشهد.وفي أعقاب ذلك أخذت الأزمة بين البلدين بعدا إقليميا بعد إعلان 9 دول عربية اتخاذ إجراءات ومواقف دبلوماسية تضامنية مع السعودية. وحول الأزمة اليمنية، التي لا تغيب عنها إيران باعتبارها الداعم الرئيسي لجماعة أنصار الله الحوثية المنقلبة على السلطات الشرعية، أعرب أمير الكويت عن أمله في أن يساهم وقف إطلاق النار الذي بدأ في اليمن قبل أيام في خلق أجواء تساعد على إنجاح المفاوضات التي تستضيفها بلاده في الثامن عشر من الشهر الجاري. وعن الوضع في سوريا –حيث تدعم طهران أيضا نظام بشار الأسد- قال أمير الكويت «نأمل للجهود السياسية التي تبذل حاليا أن يتحقق لها التوفيق والنجاح في إنهاء هذه الكارثة الإنسانية غير المسبوقة في عصرنا الحالي، وندعو في هذا الصدد أطراف النزاع إلى عدم تفويت هذه الفرصة وإلى تغليب مصلحة وطنهم وحقن دماء شعبهم».

 

مكاتب الإخوان تسقط تباعا في الأردن

العرب/15 نيسان/16/عمان - يتوالى سقوط فروع جماعة الإخوان المسلمين غير المرخصة في الأردن كأحجار الدومينو، فبعد إغلاق مقرها الرئيسي في عمان وفرعها في جرش (59 كلم شمال عمان)، أقدمت السلطات، الخميس، على إغلاق مقرات الجماعة في كل من محافظات المفرق (شمال شرق) ومأدبا (غرب) والرمثا وإربد (شمال) والكرك (جنوب). وقال محمد السميران محافظ مدينة مأدبا في تصريح صحافي، إن قرار إغلاق مقر الجماعة بالمدينة، جاء على خلفية “عدم قيامها بالحصول على التراخيص اللازمة حسب الأصول، ومخالفة القوانين النافذة في البلاد، الناظمة لعمل الجماعات والجمعيات والأحزاب وغيرها”. وتشهد جماعة الإخوان غير المرخصة والتي يتزعمها همام سعيد، حالة ارتباك كبيرة، بسبب خطوات الحكومة الأردنية التي اعتبرتها “سياسية”. وذهب المراقب العام همام سعيد إلى حد تهديد الدولة بشكل غير مباشر حين دعا مساء الأربعاء أنصاره إلى “رص الصفوف”. واعتبر أن ما يحدث هو “هجمة منكرة لم تراع مصلحة هذا البلد”، متسائلا “هل من باب المصادفة أن يعامل الإخوان المسلمون في الأردن بالإجراءات نفسها التي عوملت بها الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة”. وأثارت تصريحات سعيد جدلا كبيرا على الساحة الأردنية، خاصة وأن قرار إغلاق هذه المقرات من المنظور القانوني سليم، فالحكومة كانت قد طالبت الجماعة في أكثر من مناسبة بتصحيح وضعها الأمر الذي تجاهلته الأخيرة. وقد أدى ذلك إلى خروج مجموعة من القيادات الإخوانية بزعامة المراقب العام السابق عبدالمجيد ذنيبات بشكل منفرد والتقدم بطلب للحصول على ترخيص، وهو ما تم فعلا في العام الماضي. وأصبح اليوم في الأردن جماعتان؛ الأولى الجماعة الأم بقيادة سعيد والثانية الجماعة القانونية بزعامة ذنيبات، والتي من المتوقع أن يتم تسليمها المقرات التي أخذت من الأولى. ورفضت جمعية الإخوان التي يتزعمها ذنيبات الخميس، في رد على تهديدات سعيد الضمنية للدولة، أي دعوات من “شأنها بث بذور الفتنة والعبث بالوحدة الوطنية، مثلما تؤكد رفضها لأي ربط بين ما حدث من إغلاق لمقرات جماعة الإخوان المسلمين غير القانونية وما يحدث خارج الوطن”. واعتبرت ذلك “خلطا للأوراق وتضليلا للعقول ونوعا من أنواع الدعوة للتصعيد غير المبرر”. ودعت الجمعية في بيان لها، من وصفتهم بـ“الغيورين على فكر الجماعة من جماعة الإخوان غير المرخصة إلى تحكيم العقل والمنطق، والانضمام إليها واختيار المسارات التي يحافظون بها على فكرة الجماعة وروحها، وبذات الوقت الالتزام بالقوانين الناظمة حفاظا على الوطن”.

 

القمة الإسلامية: الأتراك يواجهون وضوح الدبلوماسية العربية بمواقف غامضة

العرب/15 نيسان/16/إسطنبول - خلال استقباله للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان «إن السعودية صمام أمان المنطقة»، بعدها بيومين انطلقت أشغال القمة الـ13 لمنظمة التعاون الإسلامي، في العاصمة التاريخية إسطنبول، وشعارها “الوحدة والتضامن من أجل العدالة والسلام”. لا شكّ في أن الحدث كان كبيرا بحجمه ودلالاته وأبعاده، لكن لا يتوقّع الخبراء أن يكون كبيرا على مستوى تطلّعاته ومخرجاته، فرغم أن القمة ترفع شعار الوحدة والتضامن إلا أنها توصف من قبل الخبراء بأنها قمّة التناقضات، التي تبدأ من البلد المضيف، تركيا، وصولا إلى الاختلاف في وجهات نظر الدول المشاركة في الملفات والقضايات المطروحة. ولم تقلل تصريحات المسؤولين الأتراك من هذه الشكوك، فالديباجة التي وشّح بها وزير الخارجية التركي أحمد داودأوغلو كلمته خلال مأدبة غداء، أقيمت على شرف المشاركين في اجتماعات القمة، لم تكن أكثر من تصريح دبلوماسي لا يبدو أنه أقنع حتى المتحدّث به، الذي قال “من واجبنا ترك تطلعاتنا السياسية المختلفة جانبا، والسعي لرفع مستوى علاقاتنا السياسية إلى أعلى مستوى، والعمل على حل كافة المشاكل التي يعاني منها العالم الإسلامي بنضج”. ليس معنى هذا أنه لا يمكن تحقيق ما دعا إليه كبير الدبلوماسية التركي، ولكن لأن على تركيا أن تكون أول العاملين بهذه النصيحة، وأيضا أول المنفّذين لما جاء في كلمة رئيسها رجب طيب أردوغان، الذي قال”علينا أن نتجنب الخلافات والخصومات”. وتتفرد القمة، التي تنعقد على مرمى حجر من مقام الباب العالي الذي ظلّ سلاطينه لقرون طويلة يقودون البلاد العربية ومعظم العالم الإسلامي تحت لواء دولة الخلافة العثمانية، وعمل رجب طيب أردوغان جاهدا على إعادة أمجادها، خلال السنوات الماضية، بأحداث تقع “لأول مرة”، من بينها أنها القمة الإسلامية الأولى التي تستضيفها تركيا منذ أن عُقدت الأولى في الرباط عام 1969 وأول قمة تجمع بين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الإيراني حسن روحاني.

ينتظر أن تكون القمة الإسلامية مناسبة جديدة لإدانة سلوك إيران والميليشيات الحليفة وتدخلاتهما في دول الجوار

لكن، وكما أكّد مراقبون لن يكون هذا الحدث متكاملا إلا في حالة توضيح أنقرة لمواقفها إزاء قضايا المنطقة الراهنة. وأكدت الرئاسة التركية في بيان صدر في وقت سابق أنها ستبذل خلال فترة توليها رئاسة منظمة التعاون الإسلامي، وفي قمة إسطنبول، جهودا لإيجاد حلول للمشاكل الداخلية والخارجية التي يواجهها العالم الإسلامي وتعزيز العلاقات بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون. لكن مراقبين قالوا إن العلاقات بين الدول العربية المركزية وتركيا لن تتحسن، ما لم يغير الرئيس التركي من أسلوبه في إدارة الأزمات مع الخارج.

تحديد المواقف

يدعو خبراء أتراك أنقرة إلى إعادة النظر في سياستها لتجنّب العزلة، حيث يرى الباحث التركي عمر تاسبينار، مدير المشروع التركي في مؤسسة بروكنغز بواشنطن، أن على تركيا أن تتبنى رؤيا أكثر واقعية لتوازن القوى المستجد في المنطقة، وهذا يتطلب توازنا أفضل بين التوجهات الأردوغانية (العثمانية) والتوجهات الكمالية في السياسة الخارجية التركية عبر التركيز على المصالح والأهداف الوطنية. وأمام إخفاق الاخوان المسلمين والحرب في سوريا، آن الأوان لحزب العدالة والتنمية لكي يتخلى عن رؤيته المغرقة في المثالية لمصلحة مقاربة أكثر واقعية. وبعد أن تمكنت المملكة العربية السعودية ودول الخليج ومصر من الوصول إلى شكل تنسيقي منظم في الأيام الأخيرة فإن مراجعة أنقرة لمناوراتها أصبحت ضرورة. ويؤكّد الخبراء أن الجهود العربية الأخيرة التي تقودها المملكة العربية السعودية من شأنها أن تدفع الأتراك إلى مراجعة الكيفية التي يتعاطون بها مع الملفات الساخنة في المنطقة وعلى رأسها: توضيح العلاقات مع إيران والمسألتان السورية والعراقية، والموقف من التطورات في ليبيا، والموقف من جماعة الإخوان المسلمين والنظام المصري.

مواقف غامضة لتركيا من ملفات كثيرة

وتحضر إيران القمة الإسلامية، بعد أقل من 3 أشهر من إدانة منظمة التعاون الإسلامي، لما تقوم به إيران وتدخلاتها فبعض دول المنطقة في عزلة حقيقة عن محيطها، ومن المؤكد أن هذه العزلة ستلقي بظلالها على تركيا المطالبة اليوم أكثر من أي وقت بتحديد موقفها وفي أي صف تريد أن تقف، فالصورة باتت واضحة، ومن يقف في الطرف السعودي لا يمكن أن يقف في نفس الوقت في الجهة الإيرانية. وينتظر أن تكون القمة الإسلامية مناسبة جديدة لإدانة سلوك إيران وتدخلاتهما الإجرامية في دول الجوار العربي، بشكل بات يهدد الأمن القومي العربي على نحو خطر وغير مسبوق.

وذكرت مصادر رفيعة المستوى مشاركة في اجتماعات القمة أن مشروع البيان الختامي للقمة الإسلامية في تركيا يتضمن بندا يدين حادثة الاقتحام التي تعرضت لها البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران، ويعتبرها انتهاكا صارخا وفاضحا للمواثيق والأعراف والقوانين الدولية بما فيها اتفاقية جنيف. ويطالب مشروع البيان النظام الإيراني بوقف تدخلاته في الشؤون الداخلية للدول الخليجية والعربية. وأوضحت المصادر أن هذا البند حظي بإجماع الدول الإسلامية باستثناء إيران.

وحسب المصادر نفسها فإن مشروع البيان الختامي للقمة يتضمن كذلك بندا يندد بالأعمال الإرهابية التي يرتكبها حزب الله.

موقف تركيا من العراق واليمن

الغموض الذي لا تزال تركيا تحتفظ به حول ملف العراق، والذي لا يعني سوى محاولاتها تأبيد الواقع كما هو خاصة في شمال البلاد، يعد عائقا أمام التسويات الشاملة التي تريد بعض القوى الإقليمية الوصول إليها في العراق، خاصة في ما يتعلق بالأكراد. ومن ناحية أخرى، فإن الموقف التركي من الأزمة في سوريا يعتبر أيضا محل خلاف. إذ في الحين الذي لم ترفض فيه الرياض العلميات الروسية في سوريا والتي من شأنها أن تحجم قوة تنظيم الدولة الإسلامية في البلاد، إلا أن الأتراك لم يخفوا انزعاجهم من التدخل الروسي وبوضوح.وهذا ما جعل الرأي العام العربي والدولي يزيد من احتمالات تورط الأتراك في دعم داعش في سوريا (وربما العراق أيضا) في الحين الذي تسعى فيه القوى العربية إلى محاربة التنظيم الإرهابي بجدية. وعلى الأتراك أيضا مراجعة طريقة تعاطيهم مع الملف السوري بشكل جذري ليتمكن الطرف العربي بقيادة السعودية من التعامل معها في سياق انتقال سلمي للسلطة في البلاد. ربما للملفين العراقي والسوري أولوية لدى المملكة العربية السعودية في هذا التوقيت، لكن الملف الأهم هو موقف الأتراك من عاصفة الحزم، الحرب التي جعلت من القوى العالمية تقتنع أن للعرب قوة ردع ناجعة. فاكتفاء أردوغان بالإشادة بعاصفة الحزم دون المشاركة فيها يزيد من الغموض حول مواقفه الخارجية التي لا تزال خيوط تربطها بإيران، وقد يكون غياب أردوغان في عاصفة الحزم مناورة لإبقاء الخيط الرابط مع إيران غير منقطع. فمباركته للعملية الخليجية في اليمن ليست سوى تمسكا بـ”سنية” العملية لا أكثر، لأن المنطق الذي يفكر به أردوغان لم يخرج بعد من إبراء الذمة والكيل بسياسة المكيالين. ولن يفوت الدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية مثل هذا الفهم، ولذلك فإن القراءات لزيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى مصر ثم تركيا، وحضوره القمة الإسلامية، تقول إن الاتجاه الأساسي يكمن في دفع تركيا، التي تطبّع العلاقات مع إسرائيل وفي نفس الوقت تروج لنفسها كمدافع عن القضية الفلسطينية، إلى توضيح وضعيتها بدقة، وتحول شعارات القمة الإسلامية إلى سياسات ملموسة وواضحة ومحددة الصف.

 

مجلس النواب العراقي أقال رئيسه سليم الجبوري

الخميس 14 نيسان 2016 /وطنية - صوت أعضاء مجلس النواب العراقي، اليوم، لمصلحة اقالة رئيس المجلس سليم الجبوري، اثر ازمة سياسية ناتجة من خلاف حول تسمية وزراء جدد اقترحهم رئيس الوزراء حيدر العبادي بين مؤيدين لوزراء تكنوقراط ومتمسكين بامتيازات الاحزاب السياسية.

وقالت مقررة الجلسة النائبة نيازي اوغلوا ل"وكالة الصحافة الفرنسية": "تمت اقالة هيئة رئاسة مجلس النواب خلال جلسة اليوم عبر تصويت باجماع 173 نائبا حضروا الجلسة" من اصل 328 هم مجموع اعضاء المجلس.

 

دي ميستورا: الانتقال السياسي في سوريا هدف المفاوضات

جنيف – رويترز/العربية/14 نيسان/16/افتتح مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا، ستافان دي ميستورا، جولة جديدة من مباحثات السلام الأربعاء، وقال إنه يسعى لتجديد الالتزام بالحفاظ على الهدنة الهشة في سوريا. وقال دي ميستورا أيضا إنه خلال اجتماعات عقدها في الفترة الأخيرة مع مسؤولين بارزين في موسكو ودمشق وطهران وعمان رأى تأييداً واهتماماً للمحادثات يهدف لتحقيق انتقال سياسي في سوريا. وكان المبعوث الأممي بدأ جولة المحادثات الأربعاء بمقابلة أعضاء بالهيئة العليا للمفاوضات الممثلة للمعارضة السورية. من جهته، أكد رئيس الهيئة العليا السورية للمفاوضات أن النظام السوري ارتكب أكثر من 2000 انتهاك لوقف إطلاق النار وأسقط 420 برميلاً متفجرا في مارس فقط. يشار إلى أنه من المتوقع وصول وفد النظام السوري إلى جنيف يوم الجمعة. وانتهت الجولة السابقة في24 مارس بتعهد دي ميستورا التركيز على الانتقال السياسي عندما تعود الأطراف المتحاربة إلى جنيف.

 

افتتاح قمة منظمة التعاون الإسلامي في اسطنبول

العربية/14 نيسان/16/سلمت مصر التي رأست الدورة الثانية عشرة لمنظمة التعاون الإسلامي، رئاسة الدورة الثالثة عشرة إلى تركيا، على أن تكون فلسطين وجيبوتي وبوركينا فاسو نواباً، ومصر مقرراً. وبدأت أعمال قمة منظمة التعاون الإسلامي في اسطنبول، ومن المتوقع أن تشهد القمة اليوم، والتي يحضرها قادة العالم الإسلامي، اتخاذ قرارات ومبادرات عملية تسعى إلى النهوض بالعمل الإسلامي المشترك، والارتقاء بالدور المنوط بمنظمة التعاون الإسلامي على الساحتين الإقليمية والدولية. كما تشهد القمة التي تستمر يومين حضورا متميزا للقادة العرب يتقدمهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي وصل اسطنبول الأربعاء قادماً من أنقرة ليرأس وفد المملكة إلى القمة.

كلمة مصر

وفي افتتاح القمة، ألقى وزير خارجية مصر سامح شكري، كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي. وقال شكري: الاضطرابات في سوريا واليمن وليبيا هي نتاج مشكلات على مستويات داخلية وخارجية. واعتبر الوزير المصري أن منظمة التعاون الإسلامي تلعب دوراً مهماً. وأضاف: "اتساع الصراعات تكاد تمثل تهديداً للجنس البشري". وطالب بضرورة تفعيل دور منظمة التعاون الإسلامي. وقال لا تزال القضية الفلسطينية دون حل، ونأمل أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته لإقامة دولة فلسطينية، مشيداً بدور المنظمة حيث دعت لقمة مخصصة لهذه القضية. وأكد حرص مصر على حل الأزمة في ليبيا، مرحباً باستقرار المجلس الرئاسي في طرابلس. وفيما يتعلق بالأزمة السورية، فأكد حرص مصر على التمسك بحل يسمح بمجابهة الإرهاب والحفاظ على وحدة الأراضي السورية. ودعا شكري إلى حماية حقوق الأقليات المسلمة في مختلف أنحاء العالم.

كلمة أمين عام المنظمة

وقال إياد مدني، أمين عام منظمة التعاون الإسلامي، في كلمة افتتاح القمة: "لا تزال القضية الفلسطينية القضية الأم للمنظمة". وأضاف: "دعت قمة جاكرتا إلى مطالبة مجلس الأمن الدولي بإصدار قرار لإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية".وناشد الفرقاء الفلسطينيين التنازل عن الاختلافات لتشكيل حكومة وفاق فلسطينية. وقال مدني إن المنظمة وضعت مكافحة الإرهاب في صدر اهتماماتها، لكنه قال إن اتفاقية محاربة الإرهاب لم تصدق عليها سوى 21 دولة من الدول الأعضاء. وأضاف: المنظمة تفتقر إلى تنظيم جماعي لفض النزاعات فيها. وأعلن أن المنظمة تعمل مع العراق على عقد مؤتمر مكة 2 لتحقيق المصالحة في ذلك البلد الذي يشهد نزاعات على أكثر من صعيد. وجدد دعوة المنظمة لرفع "العقوبات الأميركية الجائرة" على السودان. وناشد أمين عام "التعاون الإسلامي" تطوير العمل الإنساني في المنظمة.

كلمة تركيا

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الموضوع العام للقمة هو العدالة والسلام، وعلينا أن نستعجل بتشخيص هذه المعاني بأسرع وقت ممكن، لأن عدد القتلى في تزايد مستمر. وتابع: "وغالبية هؤلاء الضحايا من المسلمين. إن العالم الإسلامي يهفو بقلبه إلى هذه القمة باسطنبول وأنا واثق بأننا نستطيع أن نفعل ذلك". وأضاف: "نواجه كثيراً من المصاعب على رأسها الفتنة المذهبية والتمميز العنصري".واعتبر أن الإرهابيين الذين يقتلون الناس لا يمكن أن يمثلوا الإسلام لأن ديننا دين السلام والسلم والمصالحة والنبي محمد جاء لينشر العدالة الإلهية وأمرنا بالتعاون ونهانا عن الاعتداء والظلم. وقال إننا كدول إسلامية مهما وقعت بيننا المشاكل لا نستطيع أن نتحمل وزر أولئك الذين يقتلون لذلك يجب علينا أن نلتزم بالتآخي والمحبة والسلام، وأن نبتعد عن العدوان. ودعا أردوغان إلى "جعل المؤتمر إلى تحقيق التآخي"، معتبراً مشكلة الإرهاب والعنف أكبر مشكلة يعاني منها العالم الإسلامي (..) بسبب تنظيم القاعدة تم تدمير أفغانستان، والآن الأمر يتكرر بسبب تنظيم داعش، وحركة الشباب وبوكو حرام". وانتقد الرئيس التركي "ازدواجية المعايير عند الدول الغربية كغض الطرف عن الاعتداءات التي ضربت أنقرة واسطنبول ولاهور والتركيز على بروكسل". وقال: "أنا أنادي دول العالم أن تبدأ عملية جدية لمكافحة الإرهاب على المستوى الأمني والمالي، وأقول لدول منظمة التعاون الإسلامي علينا أن نؤسس هيئة أو جسماً لمكافحة الإرهاب، وذلك يمكن أن يكون مؤسسة للشرطة والمخابرات تابعة للمنظمة، وقدمنا المقترح وقد قبل". واعتبر أردوغان أن "ازدواجية المعايير أمر لا يمكن التغاضي عنه فكثير من المسلمين يعانون في بلادهم من القتل والظلم والقهر وهناك تتأجج ظاهرة عداء الإسلام ويتحول العالم الغربي إلى عالم خطير على المسلمين". كما دعا أردوغان إلى إعادة هيكلة مجلس الأمن على ضوء الخريطة العرقية والدينية، قائلاً إن "علينا أن نعد بلدنا ومستقبلنا للأجيال القادمة، ومن حق النساء اللائي يشكلن نصف مجتمعاتنا دعمهن".

واقترح على المنظمة عقد مؤتمر نسائي في إطار "التعاون الإسلامي لأن من حق المرأة المسلمة أن تكون لها مؤسسة تمثلها (..) اتركوا النساء يتحدثن عن مشاكلهن" داعيا إلى توسيع نشاطات جمعيات الهلال الأحمر. وطالب بإنشاء آلية لحل المشاكل الاقتصادية للدول الإسلامية.

وقال الرئيس التركي إن "علينا أن نعمل لإنهاء الاحتلال وتأسيس دولة فلسطينية عاصمتها القدس، وعلى المنظمة أن تدعم كافة الشعوب المسلمة التي تكافح من أجل حقوقها في مختلف أنحاء العالم".

الأربعاء.. اختتام الأعمال التحضيرية

وكان وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي، أنهوا أمس الأربعاء أعمالهم التحضيرية للقمة التي ستعقد تحت شعار "الوحدة والتضامن من أجل العدالة والسلام. وتوقف وزراء الخارجية عند النقاط الخلافية، ورفعوها إلى اجتماع القادة، خصوصا فيما يتعلق بالتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية العربية، وتوصيف "حزب الله" بالمنظمة الإرهابية. من جهته، قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد مدني في تصريح للشرق الأوسط إن القمة الإسلامية الـ13 ستشهد أكبر مشاركة على المستوى الرفيع في تاريخها، مشيرا إلى مشاركة أكثر من 30 رئيس دولة وحكومة.وعن الاجتماع التحضيري للمجلس الوزاري، أوضح مدني أن اللقاءات تطرقت إلى قضايا السلام، والأمن، والمسألة الفلسطينية، إضافة إلى مكافحة الفساد والتطرّف والإرهاب، فضلا عن مسائل الاستثمار، والعلوم والتكنولوجيا، وتغيّر المناخ، وظاهرة "الإسلاموفوبيا".

 

البرلمان الاوروبي أقر اجراء لتبادل المعلومات حول المسافرين لمكافحة الارهاب وأبدى قلقه ازاء تراجع دولة القانون في تركيا

الخميس 14 نيسان 2016/وطنية - تبنى النواب الاوروبيون، اليوم، السجل الاوروبي للمعلومات حول المسافرين جوا، وهو "اجراء جديد من شأنه افساح المجال امام الاتحاد الاوروبي لمكافحة الارهاب بشكل افضل". وهذه التوجيهات التي طرحتها المفوضية الاوروبية منذ العام 2011، صوت عليها البرلمان الاوروبي بغالبية كبرى (461 صوتا في مقابل 179 وامتناع 9 نواب عن التصويت) خلال جلسة عامة في ستراسبورغ. وتأتي هذه الخطوة بعد نقاش استمر 5 أعوام وتكثف بعد اعتداءات باريس وبروكسيل "في محاولة لاقتفاء اثر المتطرفين". من جهة أخرى، أعرب الاتحاد الاوروبي عن "القلق الشديد" ازاء تراجع دولة القانون في تركيا"، واعتبر ان "هذه الدولة تبتعد عن تحقيق المعايير التي يتعين عليها احترامها اذا ارادت الانضمام الى عضويته". وفي قرار تم تبنيه في ستراسبورغ بتأييد 375 صوتا في مقابل 133، ندد النواب الاوروبيون ب"القمع الملاحظ في بعض المجالات الاساسية مثل استقلال القضاء وحرية التجمع وحرية التعبير واحترام حقوق الانسان ودولة القانون التي تبتعد بشكل متزايد عن تحقيق معايير كوبنهاغن التي يتعين على الدول المرشحة لعضوية الاتحاد الاوروبي احترامها".

 

سفراء بريطانيا وفرنسا واسبانيا في ليبيا للمرة الاولى منذ 2014

الخميس 14 نيسان 2016 /وطنية - وصل سفراء فرنسا وبريطانيا واسبانيا الذين كانوا غادروا طرابلس في 2014، الى العاصمة الليبية اليوم في بادرة دعم من دولهم لحكومة الوفاق الوطني الليبية الجديدة، وذلك بعد يومين على زيارة وزير الخارجية الايطالي الى طرابلس، كما ذكر مراسل "لوكالة فرانس برس".

وهي الزيارة الاولى التي يقوم بها دبلوماسيون اوروبيون الى طرابلس منذ اغلاق سفارات دول الاتحاد الاوروبي في العاصمة الليبية بسبب المعارك خلال صيف 2014. ووصل السفراء الفرنسي انتوان سيفان والبريطاني بيتر ميليت والاسباني خوسيه انتونيو بوردالو الى مطار معيتيقة قبل التوجه الى القاعدة البحرية في طرابلس حيث مقر رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج. وكان السراج دعا الثلاثاء عند استقباله وزير الخارجية الايطالي باولو جنتيلوني الى "عودة البعثات الدبلوماسية الى طرابلس في اسرع وقت والى استئناف الرحلات الجوية المباشرة" مع ايطاليا.

وسيعود السفراء الى بلادهم بعد هذه الزيارة قبل عودة دائمة ممكنة.ورافق ملحقان عسكريان فرنسي وبريطاني الديبلوماسيين في رحلتهم، بحسب اجهزة التشريفات الليبية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان أسير الفراغ و«حزب الله» محاصر!

أسعد حيدر/المستقبل/15 نيسان/16

«حزب الله» محرَج ومربَك، ليس في لبنان وإنما حيث «ظهره» في الجمهورية الإسلامية في إيران، و»صدره» في سوريا. الأصعب، أن هذه الحالة مفتوحة على الوقت، والمتغيرات متحركة على تطورات منها محسوبة وأكثرها خارجة عن الحسابات والإمكانات. في لبنان، لم يعد «الحزب»، الذي كلمته لا ترد ولا تناقش. لم يعد السيد حسن نصرالله القائد «المقدس»، الذي لا يتجاسر لبناني أو عربي على عدم احترامه وتقديره. أصبحت مساءلته يومية وطبيعية. انتهى تملك «عرس» حرب تموز العام 2006. بدأت المحاسبة يومية وهي تتضاعف. «جمهور» الحزب من الطائفة الشيعية الذي يردد «فدا السيد»، لم يتراجع في العلن. هذا الجمهور ممسوك من «آلة» حزبية حديدية تملك العطاءات والمنح والوظائف. التغيير لا يظهر في العلن، لكنه حاصل في المنازل «المجروحة» سواء بفقد ابن «مجاهد»، أو معوّق مدى الحياة، أو جريح يتوجع في النقاهة. تتكاثر الأسئلة تدريجياً ولعل أقواها: الى متى؟ ما يعمق الجراح ويرفع منسوب الأسئلة الشرعية والمشروعة، ارتفاع أعداد ضحايا «الحزب« في سوريا عن شهداء حرب تموز، دون ظهور أي إشارة أو أمل بأن لهذا «النهر» من التضحيات نهاية يقف عندها. «شهداء حرب تموز» حرروا الجنوب. أما «ضحايا» سوريا فماذا سيغيّرون؟

في قلب الاستنزاف الذي «بوابة» خلاصه سياسية كانت أو عسكرية، أن «المجاهدين» يقاتلون، والقيادة خارج التفاوض. حتى ولو كان السيّد حسن نصرالله متواجداً في أجواء المفاوضات عبر الاتصالات المباشرة وغير المباشرة مع طهران، فإنه يسمع ورأيه استشاري وليس مقرراً. طهران هي التي تفاوض وهي التي تقرر وهي التي ترسم مسارات التدخل في الحرب في سوريا واليمن والعراق. داخلياً، مضى عامان، و36 جلسة انتخابية رئاسية والفراغ سيد الأحكام. الوفاء للجنرال ميشال عون ليس فقط لأن الجنرال «عنيد» مثل «شعب لبنان العظيم»، ولكن أيضاً لأن «الحزب» غير قادر على التخلي عن عون، وليس لأن كلمة «السيد» كلمة ولكن لأن الحزب وعلى رأسه السيد نصرالله ذهب الى كنيسة مار مخايل التي تمثل في الحرب الأهلية كنيسة «الصمود والتصدي« في حرب الشياح عين الرمانة ومنها بين بيروت الشرقية والغربية.

في الماضي اختار السيد موسى الصدر المغيّب بهدوئه ورؤيته البعيدة الخطابة في الكنيسة وتحت الصليب فكسب «رمزية» الشراكة. اختلاف الزمن والانتقال من الحرب الأهلية الساخنة الى الحرب الأهلية الباردة غيّرت «الرمزية» فاختلف «العنوان المسيحي» الذي جسده السيد موسى الصدر.

لا يريد السيد نصرالله أن يكشف «ظهره» وهذا من حقه، مسيحياً، فيؤكد تحالفه مع عون، رغم أن النائب سليمان فرنجية ركن من أركان 8 آذار. مشكلة «السيد»، أن فرنجية بعيد عن إيران وإن كان يراعيها. وهو له شخصيته، ويعرف وزن «نعم« وموقع «لائه».

و»السيّد» تهمه إيران أولاً ومن ثم سوريا وباقي العالم. والعقدة أن إيران ليست مستعجلة على خروج وإخراج لبنان من السباحة في الفراغ. طهران لديها حسابات أكبر بكثير من لبنان، طالما أن «الحزب» قادر على الصمود واستثمار فائض القوة الذي يملكه في إبقاء لبنان في «الثلاجة» فلا داعي للعجلة.

القيادة الإيرانية تريد معرفة اتجاهات المسارات التي ترسم لمنطقة الشرق الأوسط وما هو موقعها ومكتسباتها في الساحات المشتعلة قبل أي شيء آخر في لبنان، والحزب جزء من هذه الاستراتيجية مهما قيل عن حريته في القرار على مستوى الساحة اللبنانية.

«الظهر» الإيراني، الذي كان حتى الانتخابات التشريعية والخبراء، «جبلاً» يضمن ويؤمن ويسهل للحزب كل مواقفه، هو حالياً «مربك وضعيف». انتهى زمن أحمدي نجاد وأمواله وقبوله الجلوس مع «الجمهور« لساعتين وهو رئيس جمهورية إيران ليسمع السيد حسن نصرالله الذي مهما بلغت التهديدات الأمنية له، فإنها تبقى مشتركة مع وجود الرئيس الإيراني وبالتحديد أحمدي نجاد.

انتهت أيضاً مرحلة «التمويل» بلا حساب، كل شيء أصبح بحساب. صحيح أن الرئيس حسن روحاني ليس الرئيس محمد خاتمي في كل رؤيته السياسية وفلسفته الخاصة بالحوار والتفاهم، والذي عندما جاء الى لبنان تمنّع «الحزب« عن الاحتفاء الشعبي به، في حين لم يترك وسيلة احتفائية إلا ورفعها لأحمدي نجاد. من الثابت أن الجمهور الإصلاحي الإيراني، شعاره كان ولا يزال «لا غزة ولا لبنان نريد عزة إيران». الرؤساء هاشمي رفسنجاني وحسن روحاني ومحمد خاتمي «ليسوا مع تجميد الساحة اللبنانية». مهما دعمت هذه «الترويكا» استراتيجية الانتشار خارج الحدود الإيرانية للدفاع عن الحدود الإيرانية فإنها ترى في المحافظة على الساحة اللبنانية محافظة على «حزب الله» وليس العكس الذي يجعل من القوة وفائض القوة الكلمة الفصل. الى جانب ذلك فإن رفسنجاني هو في الأصل «رجل الحوار مع السعودية» وخاتمي «فيلسوف الحوار» منذ البداية، وروحاني شعاره الأمن والاستقرار لإيران والمنطقة.

من هنا كلما قويت «الترويكا» الرئاسية ارتفع منسوب إرباك وإحراج «الحزب« لأنه مهما كان قوياً لا يمكنه أن يقول لا لمن يمسك بالقرار في طهران. يكفي لتقدير حرج الحزب أن السيد حسن نصرالله في احدى كلماته الأخيرة قال: «لقد التقيت الرئيس روحاني مرة واحدة وكان اللقاء طيباً وإيجابياً« كأنه في ذلك يتحدث عن لقاء مع مسؤول أجنبي وليس رئيساً لدولة في «شراكة» معه. من مظاهر قوة الترويكا»، أنها قد ترشح محمد عارف النائب الإصلاحي عن طهران والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية لرئاسة مجلس الشورى، بدلاً من علي لاريجاني مما يعني أن المواجهة مفتوحة بقوة مع المحافظين بجميع فصائلهم، وأن «الرسالة» لها عنوان واحد هو: المرشد آية الله علي خامنئي. تبقى سوريا عقدة العقد وهي متداخلة مع الساحة اللبنانية، لهذه الساحة عنوان واحد: الاستنزاف المفتوح، والخسارة المضمونة. سوريا ما بعد الحل (أياً كان وفي أي مرحلة زمنية سواء الآن أو بعد 18 شهراً أو أكثر) ليست ولن تكون كما كانت. «الحزب» محاصر في الساحة السورية لا يمكنه الانسحاب إلا بعد صياغة الحل النهائي. وهو يخوض وسيخوض معارك ضخمة، كلفتها البشرية أكبر بكثير من السابق. جبهة حلب «دولية» وليست سورية فقط. مؤخراً لجأ السيد حسن نصرالله الى «عرفانية» الشيخ بهجت ليستمد منه القوة و»القداسة» كل ذلك في وقت يكتسب فيه «خطه البياني مزيداً من الظلمة والانزلاق الى الضعف»...

 

وتبقى الرئاسة الأولى الهمّ البطريركي الأول

بسام أبو زيد/المستقبل/15 نيسان/16

ما زال المسيحيون يتحسرون على انتخاب رئيس للجمهورية وينتظرون كلمة السر كي يتم اختيار رئيس من صفوف الموارنة ليدخل مجددا إلى قصر بعبدا الخالي من الرئاسة. ولكن اللافت في هذه القضية أنه وبعد مرور نحو عامين على هذا الفراغ فلا كلمة القادة السياسيين للموارنة مسموعة في هذا الاستحقاق وكذلك الكلمة الروحية التي تجسدها بكركي وعلى رأسها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي. وتقول مصادر في بكركي إن البطريرك الراعي مصاب بإحباط تجاه هذا الموضوع ولا سيما من طريقة تعاطي القيادات المارونية معه بحيث ان كلمته أصبحت غير مسموعة لدى هؤلاء، وهو يعلم علم اليقين أن هؤلاء القادة قد تعهدوا أمامه بدعم من لديه الحظوظ الأقوى للوصول إلى سدة الرئاسة ولكنهم نكثوا بوعودهم مستخدما كلمة قاسية تدل على هذا الواقع. وأشارت المصادر إلى أن البطريرك كان يدرك منذ البداية أن لا أمل في توافق القادة الموارنة على أحدهم أو على شخصية من خارج صفوفهم كي تصل إلى سدة الرئاسة بل أن كل واحد منهم كان يعمل كي يصل هو وان يتم استبعاد أخصامه عاملا على تشويه صورتهم وصيتهم السياسي.ورغم أن البطريرك يبارك كل خطوات التقارب المارونية إلا أنه يرى فيها تكتيكات سياسية تستخدم في النزاع القائم بين هذه القيادات، بحيث تساهم في قطع الطريق الرئاسي على بعضهم البعض لاسيما وأن هؤلاء القادة يدركون في شكل حاسم أنهم وحدهم مجتمعين أو في شكل ثنائي لا يمكنهم إيصال رئيس للجمهورية إلى قصر بعبدا من دون التوافق مع القيادات الإسلامية. هذا العتب البطريركي ليس فقط عتبا على مسيحيين،بل هو يمتد ليطال أيضا قادة من المسلمين السنة والشيعة ولا سيما أولئك الذين يرفعون شعارات الوحدة الوطنية، ولم يتردد البطريرك الماروني في الحديث معهم أكثر من مرة منبها إلى مخاطر الفراغ الرئاسي وانعكاساته السلبية على دور المسيحيين ووجودهم في لبنان والمنطقةـ، حتى تعاظمت لديه الشكوك بأن بعض هؤلاء يريدون بالفعل لهذا الوجود أن يضمحل في ظل لا مبالاة لبنانية وإقليمية. وتشدد هذه المصادر على أن البطريرك الماروني يريد رئيسا للجمهورية في أسرع وقت ممكن لأن الأمور ما عادت تتحمل الصراعات المسيحية والحسابات الإسلامية، لافتا إلى أن القضية أصبحت قضية وطنية بامتياز إلا أن ذلك لا يعني كما يحلو للبعض أن يروج بأن بكركي تريد رئيسا كيفما كان بل هي تعتقد وتؤمن بوجود شخصيات مسيحية مستقلة تستطيع أن تتبوأ هذه المسؤولية بكل جدية وحس وطني وتستطيع بكل الحالات أن تكون أفضل من الفراغ السائد في البلد والمتسببين به. المصادر في بكركي تقول قد تكون هناك مآخذ مسيحية على البطريرك وقد يكون هو تجاهل بعض المواقف المسيئة للمسيحيين ولكن ما من إساءة أكبر من التفريط بالموقع الرئاسي المسيحي الوحيد في الشرق الأوسط حتى يكرر القول الديني المأثور ومن بيتي أبي ضربت.

 

هولاند يحث «المعنيين» لإحداث اختراق.. في الاستحقاق الرئاسي

ثريا شاهين/المستقبل/15 نيسان/16

لم يشأ الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند القيام بجولة في المنطقة من دون زيارة لبنان على الرغم من عدم وجود نظير له أي رئيس للجمهورية، وذلك وفقاً لمصادر ديبلوماسية. وبالتالي، تكتسب زيارته غداً السبت أهمية خاصة لا ترتبط فقط بوجود رئيس. مع الأهمية التي توليها فرنسا لهذا الملف. إذ لا يمكن استثناء لبنان لسببين؛ الأول مباشر وأساسي، والثاني غير مباشر متصل بمتابعة الرئيس هولاند للوضع في المنطقة كلها، إذ لن يسمح بحصول حل فيها على حساب لبنان. وفي هذا الاطار، تندرج الزيارة حيث أولوية الوضع في المنطقة لديه مع اهتمام خاص بملف الرئاسة، وإن كانت فرنسا لا تملك وحدها القرار الخارجي في هذا الشأن، الأمر الذي يفسّر جموده لأن اطرافاً اقليمية تعرقل حصوله. وتكشف مصادر ديبلوماسية في باريس ان هولاند لا يحمل أفكاراً محددة بالنسبة إلى ملف الرئاسة، وليس لدى فرنسا مرشح معين. إنما سيبحث موضوع الرئاسة، انطلاقاً من انه سيطلب من المسؤولين اللبنانيين تحمل مسؤولياتهم واختيار رئيس في أسرع وقت، لما يمثل هذا الاستحقاق من عامل استقرار سياسي وأمني، ومن استعادة كاملة لعمل المؤسسات، وهو الأمر الذي يهم فرنسا جداً. وسيدعو هولاند المسؤولين إلى القيام بعمل ما لحصول اختراق، وان حل مشكلة الرئاسة هو في يدهم. ولن تتدخل فرنسا في تفاصيل الاستحقاق الرئاسي، ولن يطرح أي سيناريو أو تصور معين، وسيكون هولاند في زيارته مستمعاً أكثر مما هو متحدث، مستطلعاً كافة التطورات، وفي مقدمها ما آل إليه ملف الرئاسة، وهو سيقابل كافة القيادات لهذه الغاية.

كذلك تهدف الزيارة إلى التضامن مع لبنان والتعاطف مع اوضاعه نظراً إلى أنه يمرّ بفترة صعبة، لا سيما في ظل الوضع المحيط في المنطقة وخطورته. هناك تشجيع على حل موضوع الرئاسة، انما لا قرار دولياً حول ذلك يسوّقه، وإلا لكان زار كلاً من السعودية وإيران. هناك أسئلة لبنانية ستطرح عليه خصوصاً ما يتصل بتسليح الجيش. وسيعلن هولاند دعمه للجيش الذي يساهم بشكل فعلي في محاربة الإرهاب الذي يطال أوروبا، ومواجهة الإرهاب مطلب ثنائي لبناني فرنسي. فضلاً عن اهمية الاستقرار وتعزيزه، وحسن سير المؤسسات، والمساعدة على التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بحسب المصادر الديبلوماسية.

هناك موضوع اللاجئين السوريين، والقرار 2254 الذي صدر، ما يتطلب من هولاند توضيحاً لموقف بلاده من العودة «الطوعية» الواردة فيه. إذ ان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لم يتخذ هذا القرار بل مجلس الأمن، الذي يضم فرنسا والولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وغيرها. وتفسير القرار وتوضيحه موجّه إلى كل الدول، مع ان العودة «الآمنة» هي الكلمة الأصح. المقصود «بالطوعية» عودة غير زجرية. والآن لا يزال الوضع السوري في مرحلة حرب، الأمر الذي لن يجعل العودة سهلة. موضوع العودة كما هو وارد في القرار، قابل للنقاش والتعديل لدى التنفيذ. أي تفسير له لا يمكن ان يلزم لبنان إلا إذا وافق عليه، وسيوضح هولاند ما المقصود بالأمر، والتعبير عن التطمينات لأنه من غير المقبول وضع عبء إضافي على لبنان بعد العبء الوجودي، ومن المؤكد ان على المجتمع الدولي القيام بشيء ما لتحمل مسؤولياته. من الصعب تعديل القرار، لكن ليس من الصعب أن يتفسر اذا بقيت الحالة السورية طويلاً على ما هي عليه، ولا يتم أي توجه إلا إذا قبل لبنان به، كدولة صاحبة سيادة. وسيعبر هولاند عن الاهتمام الفرنسي لعقد مؤتمر دولي للسلام في المنطقة، وتحضر له باريس. ولبنان يفترض أن يكون حاضراً في أي مؤتمر من هذا النوع. وسيتم الاستماع الى رأيه. وفكرة ان لا حل على حساب لبنان ولا حل من دونه تنطبق على كافة التسويات ذات الصلة بالمنطقة. ولبنان يعتمد على أصدقائه من الدول لكن لا يُغيب موقفه أو لا يحصل ما لا يناسب مصلحته. ويفترض أن يكون حاضراً في كل ملف لكي لا تحصل أمور لا تصبّ في مصلحته. الرئيس هولاند سيلتقي في بيروت رئيس مجلسي النواب نبيه بري وتمام سلام والوزراء، كما سيلتقي كافة القيادات اللبنانية، وستستغرق زيارته 24 ساعة، إذ يصل ظهراً ويغادر ظهر الأحد. وسيحرص على التركيز على عمق العلاقات بين البلدين، كما سيستفسر عن تطورات العلاقات مع الخليج، لا سيما وأن فرنسا لعبت دوراً كبيراً في تخفيف الضغوط عن لبنان خصوصاً في مجال الأوضاع الاقتصادية.

 

رئيسة المحكمة لـ"النهار: لبنان جميل وشعبه أثار دهشتي كلنا ملتزمون عملنا وإنجازه بطريقة فعّالة وعادلة ومنصفة

كلوديت سركيس/النهار/15 نيسان 2016

رفضت رئيسة المحكمة الخاصة بلبنان إيفانا هردليشكوفا الكلام على أي عمل يقوم به مكتب المدعي العام. وقالت في حديث إلى"النهار" إن قاضي الاجراءات التمهيدية "هو من يقرر في كل الأحوال ربط القضايا او عدمها في حال تقدم المدعي العام بها امامه"، وذلك في اطار الاستفهام عن قضية اغتيال النائب والصحافي جبران تويني. ورأت في سياق كلامها على قرار تبرئة"الجديد" ان عدم عرقلة سير العدالة من الصلاحيات الاساسية للمحكمة وتحرص عليها. ووصفت لبنان بأنه بلد جميل ونوهت بشعبه "العالي الثقافة والذي أثار دهشتي تداوله اللغات". واكدت القاضية هردليشكوفا التي تتعلم العربية وبدأت تتكلم بمفرداتها "ان جميع العاملين في المحكمة الخاصة بلبنان ملتزمون القيام بعملنا وانجازه بطريقة فعالة وعادلة ومنصفة".

ما طبيعة الدعم الذي يواصل مكتب المدعي العام لدى المحكمة تقديمه الى القضاء اللبناني في القضايا التي تقع ضمن اختصاصها، بحسب ما أورده التقرير السنوي للمحكمة؟

- عبّر المدعي العام لدى المحكمة الخاصة بلبنان عن رغبته في مساعدة القضاء اللبناني وتأمين المواد له في حال كان ذلك مناسبا او في حال كان يستطيع ان يقوم بذلك. وكرئيسة للمحكمة من غير المناسب ان أعلق على أعمال الادعاء.

وصف تقرير المحكمة القضايا الثلاث المتلازمة بأنها متشابهة في طريقة التنفيذ. وهي مماثلة للطريقة التي اغتيل بها النائب والصحافي جبران تويني. لماذا لم يضم ملف اغتياله الى المحكمة رغم نقاط التشابه في جريمة الاغتيال؟

- اود القول ان ثمة ميزة رائعة للمحكمة هي ان كل الوثائق والمواد متوافرة على الموقع الالكتروني الخاص بها وباللغات الثلاث ويمكن الجميع الاطلاع عليها. اما بالنسبة الى المادة الاولى من النظام الاساسي للمحكمة فهي تصف كل المعايير المتعلقة بالقضايا المتلازمة لقضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005 وما إذا كانت هذه الجرائم ذات طبيعة متشابهة بالاهمية نفسها ويتوافر فيها عدد من العناصر المشتركة، مثل النية الجرمية وطبيعة الشخصية المغتالة والطريقة التي جرت فيها هذه الامور والمرتكبين، على ان يكون ذلك ضمن فترة تراوح بين الاول من تشرين الاول 2004 الى 12 كانون الاول 2005. وفي حال وجد مكتب الادعاء ان ثمة عناصر كافية لربط هذه القضية يتقدم بطلب الى قاضي الإجراءات التمهيدية وهو من يقرر ربطها . فكل العناصر والمعايير واردة في النظام الاساسي . وربط قضية واعتبارها متلازمة ام لا يكون بقرار قضائي.

هل نفهم من هذا الكلام ان ثمة عملا جاريا في المحكمة على صعيد ملف تويني تمهيدا لمعرفة اذا كان ثمة ترابط بينه وبين القضية الأساسية؟

- لا استطيع ان اعلق على اي قضايا او القول ان كان ثمة شيء عالق ام لا .فمكتب المدعي العام هو الذي يحقق في هذه القضايا وفي حال وجد عناصر كافية يتقدم بطلب بشأنها.

هل من جديد في طلب المحكمة من السلطات اللبنانية بذل الجهود لتوقيف المتهمين الخمسة في قضية اغتيال الحريري؟.

- عملية التعاون بين المحكمة والسلطات اللبنانية هي مسألة اساسية في عملنا. فنحن على غرار كل المحاكم الدولية ليست لدينا شرطة قضائية، لذا نعتمد على السلطات اللبنانية التي تطلعنا دائما على جهودها في هذا المجال، اضافة الى ذلك تم اصدار مذكرة توقيف دولية. وهذا يعني ان الشرطة الجنائية الدولية متمثلة بالانتربول مطلعة على هذا الموضوع.

ماذا عن تعاون السلطات اللبنانية مع المحكمة عموما في هذه المرحلة ؟

- اكرر ان عملية التعاون بين السلطات اللبنانية والمحكمة مسألة اساسية ولا سيما ان الحكومة اللبنانية يحق لها بأن تكون على اطلاع دائم على عمل المحكمة. وهذا احد الاهداف الاساسية للزيارات المتكررة التي تقوم بها رئيسة المحكمة الى لبنان لاطلاع السلطات على ما يجري. وفي المقابل تطلع السلطات اللبنانية رئيسة المحكمة دائما على جهودها في هذا المجال. واضافت، ردا على سؤال،"ان السلطات اللبنانية سددت ما يتوجب عليها للمحكمة للعام 2015".

يلاحظ تراجع اهتمام الإعلام المحلي في متابعة المحاكمة في قضية الحريري. فهل يعود السبب الى طول مدة المحاكمة ؟ ومتى تتوقعين ختم المحاكمة واصدار غرفة الدرجة الاولى حكمها؟.

- من الصعب جدا لوسائل الاعلام ان تعمل دائما على متابعة مجريات المحكمة. ففي بعض الاحيان قد تكون ثمة صعوبة في متابعة مجرياتها وخصوصا عندما تتناول أدلة تقنية . هناك خمس صحف على الأقل وثلاث محطات تلفزيونية في لبنان تعمل دائما على نقل أخبار المحكمة. وهذا أمر لا بأس به خصوصا ان وسائل الاعلام في لبنان تضطلع بدور مهم جدا لأنها تسهل في عملها عملية فهم الناس لما يجري. وعلى صعيد طول سير الاجراءات فهي احدى الصعوبات التي تواجهها كل المحاكم الدولية، وأفهم احباط الناس حيال هذا الموضوع وحيال سرعة المحكمة. ولكن موضوع العدالة وان تكون لدينا محاكمة عادلة هي غاية في الأهمية وخصوصا ان هناك خمسة متهمين لكل منهم فريق دفاع يحاول ان يقوم بعمله على أتم وجه ، ويدافع عن حقوقهم بكل الوسائل المتاحة له. فالمحاكمة في قضية عياش وآخرين تتواصل حاليا. ومكتب الادعاء سيحاول ان يختم أعماله نهاية هذه السنة. وبعد ذلك ستكون مشاركة للمتضررين بالتقدم بشكاويهم ومخاوفهم خلال فترة اتوقعها من ثلاثة اشهر الى اربعة اشهر، ثم يأتي دور الدفاع. لذلك من الصعب ان نتوقع في شكل دقيق متى تنتهي الاجراءات. نحاول ان نبذل كل جهدنا لتنتهي امام غرفة الدرجة الاولى بحلول نهاية ولاية المحكمة التي حددت في شباط 2018.

لوحظ ان مضمون قرار تبرئة تلفزيون "الجديد" يحمل نوعا من التنبيه الى وسائل الاعلام في شأن طريقة التعامل مع الاخبار المتعلقة بالمحكمة.هل الاستنتاج في محله؟

- كل التشريعات الوطنية والاجراءات والمعاهدات الدولية تُعنى بموضوع عرقلة سير العدالة. ومن الصلاحيات الاساسية للمحكمة حماية المدعين والقضاة والمتضررين والشهود وإجراءات المحكمة من اي عرقلة. ويمكن ان نتابع هذا النوع من الاخبار في كل وسائل الاعلام على المستويين الوطني والدولي. فهذا من دور المحكمة التي تحرص على هذا الموضوع. وطبعا المحكمة الخاصة بلبنان ليست استثناء في هذا المجال ومن المهم ان تكون لديها هذه الصلاحية لحماية مجرياتها وسير العدالة، اضافة الى ان القانون اللبناني يتناول سير العدالة والجرائم المخلة بإدارة القضاء، فالمادة 420 من قانون المطبوعات تحظر نشر وثائق تتعلق باجراءات قائمة، اضافة الى ان كل المعاهدات الدولية تحمي وسائل الاعلام ولكنها ايضا تحمي سير العدالة.

وفي خلاصة زيارتها الثالثة للبنان ولقائها مسؤولين وزيارتها نقابة المحامين في بيروت وجامعة القديس يوسف والجامعة اللبنانية الاميركية في بيروت ضمن برنامج ترعاه المحكمة بين الجامعات. وقالت "إنها طريقة رائعة للتعاون في ما بينها في لبنان، وانطباعي رائع جدا عن هذا البلد الجميل وقدرات شعبه في شكل اساسي وطاقاته الكبيرة جدا . فهو شعب عالي الثقافة أثار دهشتي بتداوله اللغات واعتبر ان الشباب اللبناني هم امل المستقبل ليس للبنان فحسب انما ايضا على المستوى العالمي . سرتني زيارة لبنان التي اتاحت لي ان التقي هذا النوع من الاشخاص. وأود القول للبنانيين اننا كل العاملين في المحكمة الخاصة بلبنان ملتزمون القيام بعملنا وانجازه بطريقة فعالة وعادلة ومنصفة. وحرف الجر "ب" ( for) في تسمية المحكمة الخاصة بلبنان مهم جدا وكلنا مدركون هذا الموضوع" .

 

شكرًا زحلة !

نبيل بومنصف/النهار/15 نيسان 2016

لا يتقن معظم اللبنانيون توجيه الشكر الى ذواتهم لفرط ما عانوا ويعانون من عقد نقص باتت لا تريهم في أنفسهم الا النقائص وتأنيب الضمير "والنق " وتبعدهم تاليا عن معنى الانتفاض الحقيقي ونفض واقعهم بأيديهم . لذا ترانا نقف من اول طريق الانتخابات البلدية والاختيارية المقبلة منحازين بالكامل الى اي معركة انتخابية في أي مدينة وبلدة وقرية لان طريق المعارك هنا هو وحده السبيل الطبيعي للتغيير والانتفاض من تحت الى فوق وسط هذا العار الديموقراطي الذي ابتلينا به على أيدي حراس النظام والدولة والسياسة . ولا بأس في مطالع هذا الاستحقاق من التوقف بإمعان عند ظواهر واعدة، ولو بكثير من حذر وخشية من إحباطات اضافية . تعكس الاستعدادات الانتخابية اشتداد العصب لدى القوى المسيحية خصوصا لخوض مبارزات مشهودة يختلط فيها عامل اثبات القوة لدى الأحزاب والتيارات المسيحية الكبيرة مع عوامل التأثير العائلية الساحقة في طبيعة هذا الاستحقاق . ولعل أفضل ما في هذا المشهد ان يحمل المسيحيون لواء نشر العدوى في تعميم معارك تقوم على إطلاق نمط التغيير الشامل . في ذلك ترانا ننظر الى ظاهرة الاحتدام المبكر لمعركة زحلة بما تنطوي عليه من تحفيز قوي لمبارزة حقيقية بين مختلف القوى فيها كمعركة نموذجية لما يجب ان يكون عليه الاستحقاق الانتخابي ولو انها تتخذ أبعادا "معملقة" على الطريقة اللبنانية في نفخ وتضخيم كل صغيرة وكبيرة . بعض هذه الأبعاد المزعومة ذهبت ببعض المتنافسين في معركة عاصمة البقاع الى استحضار سلاح توطين اللاجئين السوريين ورسم سيناريوات استجلبت إرادات " الأشرار " الدوليين الى صحن الدار الزحلاوي . يذكرنا ذلك ، بتلك المعركة " الكونية " التي لا تنتهي في مسار دعائي "طريف" لبعض الزعامات السياسية التي لا تنفك تصور لقواعدها انها هدف كوني . لا بأس ما دام الزمن زمنا انتخابيا وما دامت " حروب الإلغاء " تطوى من جهة لتفرخ وتنبعث من جهات أخرى وأخصها في زحلة المدينة التي تحتضن الكتلة الكاثوليكية الاكبر مع خليط واسع من مختلف الطوائف والأحزاب والاتجاهات ولو ان شدة العصف السياسي في المعركة قد يحمل نذير التحسب لمجلس منتخب سيكون مضطرا الى التعايش مع تلاوينه المتناقضة . المعركة الإنمائية الحقيقية في هذا الاستحقاق تبقى المعيار الاول والأساسي الذي يفترض ان يحفز المعارك في زحلة وسواها ، واذا تمددت عدوى زحلة على ما توحي البوادر الإيجابية في اتجاهات مختلفة من لبنان سنكون امام المفاجأة السارة من دون أي تحفظ مهما استعمل في المعارك من أسلحة دعائية مضخمة وتنافسات مشروعة شرط الا نستفيق على صفحات وافدة من أنماط فاسدة وتدخلات سلطوية من هنا وهناك تدمر الفرصة الثمينة . شكرًا زحلة ، والى اللقاء مع زحليات تعم لبنان

 

مفهوم "الميثاقية" يكتمل بقانون جديد للانتخابات يحقق التمثيل الصحيح لشتى فئات الشعب وأجياله

 اميل خوري/النهار/15 نيسان 2016

مفهوم "الميثاقية" الذي يثير جدلاً اليوم، صار الاتفاق عليه بين رجال الاستقلال عام 1943 بأن تكون عرفاً يتم بموجبه توزيع مناصب السلطات الثلاث بحيث تكون رئاسة الجمهورية للموارنة ورئاسة مجلس النواب للشيعة ورئاسة الحكومة للسنّة، ولم يكرّس هذا التوزيع في الدستور كي يبقى باب البحث في إلغاء الطائفية السياسية تطبيقاً للمادة 95 مطروحاً. وفي اتفاق الطائف صار تعزيز "الميثاقية" بنصوص دستورية جعلت توزيع المقاعد في مجلس النواب وفقاً للآتي:

أ - بالتساوي بين المسيحيين والمسلمين.

ب - نسبياً بين طوائف كل من الفئتين.

ج - نسبياً بين المناطق.

وهذا التوزيع يبقى معمولاً به الى أن يضع مجلس النواب قانون انتخاب خارج القيد الطائفي.

أما بالنسبة الى الحكومة وتعزيزاً لـ"الميثاقية" أيضاً فإن المقاعد الوزارية تم توزيعها مناصفة بين المسيحيين والمسلمين، على ألا ينعقد مجلس الوزراء إلا بحضور أكثرية ثلثي أعضائه (المادة 65) وذلك بغية الحؤول دون انعقاده بحضور أكثرية عادية من فئة واحدة أو طائفة واحدة ما يسيء الى جوهر الميثاق وروحه. وتأكيداً لـ"الميثاقية" حددت المادة 65 من الدستور 14 موضوعاً أساسياً تحتاج الموافقة عليها الى ثلثي أعضاء الحكومة المحدد في مرسوم تشكيلها وهي الآتية: تعديل الدستور، إعلان حالة الطوارئ وإلغاؤها، الحرب والسلم،التعبئة العامة، الاتفاقات والمعاهدات الدولية، الموازنة العامة للدولة، الخطط الانمائية الشاملة والطويلة المدى، تعيين موظفي الفئة الأولى وما يعادلها، إعادة النظر في التقسيم الاداري، حلّ مجلس النواب، قانون الانتخابات، قانون الجنسية، قوانين الأحوال الشخصية، إقالة الوزراء.

وإذا كان البعض لم يعد يرى أن عدد هذه المواضيع غير كاف وينبغي إضافة مواضيع إليها، فإن هذا يبحث عند الدخول في تعديل بعض المواد في الدستور.

لقد حرص الرئيس نبيه بري ورؤساء سابقون على ألاّ يعقد مجلس النواب جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية إلا بحضور الثلثين احتراماً لـ"الميثاقية" بحيث لا يكون في استطاعة فئة أو طائفة انتخاب من تريد رئيساً للجمهورية من دون مشاركة فئات وطوائف أخرى كي لا يعتبر عندئذ رئيساً غير ميثاقي بل رئيساً لكل لبنان ولكل اللبنانيين. كما حرص الرئيس بري على عدم عقد جلسة نيابية إذا لم تحضرها أكثرية تمثل كل المذاهب عندما تكون مخصصة لاقرار مشاريع مهمة وأساسية تحتاج الموافقة عليها الى أكثرية الثلثين وليس الى أكثرية عادية يستطيع حزب أو فئة أو طائفة تأمينها. وهذا الاحترام للميثاق الوطني حرص عليه قادة مسلمون ومسيحيون بحيث أنهم لم يوافقوا غير مرة على عقد جلسة بحضور فئة من دون أخرى.

وحرص دستور الطائف أيضاً على تحقيق المشاركة الوطنية بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة تعزيزاً للميثاق وذك بربط تنفيذ عدد من المواد بالاتفاق بينهما مثل: افتتاح العقود العادية واختتامها، وصدور مرسوم تشكيل الحكومة ومراسيم قبول استقالة الوزراء وإقالتهم، ودعوة مجلس الوزراء استثنائياً، ومشاركة رئيس الحكومة رئيس الجمهورية في توقيع المراسيم والقوانين.

ويدور الخلاف حالياً حول معايير "الميثاقية" بحيث لا يكون العدد وحده كافياً من دون النوعية. وهذا الخلاف لا حل له في رأي الرئيس حسين الحسيني إلا بقانون للانتخابات يعتمد النسبية والصوت التفضيلي، وعندها لا يعود في الامكان القول إن هذا النائب لا يمثل تمثيلاً صحيحاً إرادة الشعب لأنه فاز بأصوات مسلمين أو بأصوات مسيحيين. فهل يتوصل القادة الى اتفاق على قانون جديد للانتخابات يكون عادلاً ومتوازناً ويحقق التمثيل الصحيح لشتى فئات الشعب وأجياله كي لا يصير تمييز في تطبيق "الميثاقية" بين العددية والنوعية، أو يصير خلاف كما هو حالياً على معاييرها وذلك بالتمييز بين نائب يمثل ونائب لا يمثل. أما الجديد الذي دخل أخيراً على قواعد "الميثاقية" ومعاييرها وأخلّ بها فهو السلاح الذي تمتكله فئة في لبنان من دون أخرى، وأن يقرر حاملوه الحرب والسلم من دون الرجوع الى مجلس الوزراء الذي يتطلب اتخاذ قرار في شأنه موافقة أكثرية الثلثين، وأن يشارك هذا السلاح في حروب خارج لبنان بقرار من حامليه ومن دون الرجوع الى مجلس الوزراء كما ينص الدستور وكأنهم باتوا هم الدولة.

لذلك طالب الرئيس سعد الحريري بأن يكون سلاح "حزب الله" من ضمن السلة التي يطالب الحزب بالاتفاق عليها شرطاً لانتخاب رئيس للجمهورية، لأن بقاء السلاح مع حزب واحد من دون سواه هو خرق فاضح للميثاق والدستور. فالفقرة "ج" من مقدمته تنص صراحة: "لبنان جمهورية ديموقراطية برلمانية تقوم على احترام الحريات العامة وفي طليعتها حرية الرأي والمعتقد، وعلى العدالة الاجتماعية والمساواة في الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين دون تمايز أو تفضيل". وهذا معناه أن سلاح "حزب الله" غير ميثاقي لأنه يخل بالتوازن الداخلي وينعكس سلباً على الوحدة الوطنية والعيش المشترك والسلم الأهلي.

 

مجموعة رسائل بارزة في زيارة هولاند: بداية مسار وتعبئة دولية ودعم للجيش

روزانا بومنصف/النهار/15 نيسان 2016

لن تخلو زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى لبيروت غدا من ضمن جولة تقوده الى مصر فالاردن من مجموعة رسائل تتعدى موضوع التزام فرنسا سياسيا في المنطقة وعسكريا ضد تنظيم الدولة الاسلامية في الاردن وانسانيا في مواجهة تداعيات الازمة السورية. قرار هولاند بالمجيء الى لبنان كما اعلنه في ايلول الماضي هو تعبيرعن اهتمام فرنسا بلبنان وايجاد حل لازمته السياسية وبدء مرحلة جديدة من اعادة تعبئة الشركاء الدوليين لدعم لبنان في مواجهة الازمات في المنطقة. الزيارة كما يحددها مصدرفرنسي مطلع هي للصداقة والدعم ولا تدعي انها تحمل حلا يتعلق ايجاده باللبنانيين ولا تدعم مرشحا للرئاسة ولو ان كثرا بنوا على اتصال الرئيس الفرنسي بالنائب سليمان فرنجيه او انتقدوه وهو كان في اطار تحديد الشروط التي يمكن تدعم فيها فرنسا اي اتفاق. يرغب هولاند وفق المصدر في توجيه رسالة ارتباط وتعلق بلبنان وتمسك بالنموذج اللبناني في الانفتاح والتسامح والعيش المشترك اضافة الى رسالة التزام من فرنسا ازاء لبنان. وهذا ينسجم مع واقع ديبلوماسي يتمثل في ان فرنسا هي في طليعة الدول او لعلها الوحيدة التي تأخذ المبادرة في اثارة موضوع لبنان على الصعيدين الدولي والاقليمي فيما لا تدعي حل مشاكل لبنان مكان اللبنانيين لان لبنان بلد سيد وان كان يخضع لتأثيرات سياسية لكنها تبقى حريصة على الحصول من الشركاء الدوليين على التزام استقرار لبنان وامنه وحسن سير مؤسساته.

مراحل الزيارة المندرجة تحت ثلاثة عناوين هي دعم لبنان في مواجهة تداعيات الازمة السورية على المستوى الانساني والتنمية والدعم المالي ثم في مجال الامن والدفاع ومواجهة الارهاب واخيرا من اجل مساعدته على ايجاد حل لازمته السياسية لا تغفل الرسالة الابرز وهي خلفية عدم وجود رئيس للجمهورية. وترتكز في جوانبها البروتوكولية ومضمونها على التركيز على ضرورة عدم اهمال انتخاب رئيس وضرورة فصل انتخابه عن ازمة المنطقة ولا سيما الازمة السورية لان لبنان يستحق ذلك ومن المهم ان تعمل مؤسساته من اجل حمايته وازدهاره وفق ما لمس المصدر المعني ان الافرقاء اللبنانيين لا يختلفون على ذلك. الزيارة بحسب المصدر كان يمكن مقاربتها من زاويتين احداهما ان الرئيس لا يمكن ان يزور لبنان الى حين تنتهي الازمة وتحل كل الامور او ان الازمة تفترض زيارة من اجل فتح مرحلة ديبلوماسية جديدة، وهذا الخيار الاخير هو ما ارتآه هولاند. ولذلك فان الزيارة لا تتصف بانها زيارة دولة بل هي زيارة صداقة وزيارة عمل يرتكز برنامجها باسره على التشديد على موضوع الشغور الرئاسي من العشاء غير الرسمي الذي يقيمه الى غياب اي استقبال رسمي في مطار بيروت ومن هنا استقبال الرئيس الفرنسي لعدد محدود من الوزراء المعنيين بالمسائل موضوع الزيارة الى جانب الرؤساء السابقين والوزراء السابقين لكن من دون لقاءات ثنائية مع زعماء الاحزاب السياسية. ويشار الى ان هولاند الذي كان آخر رئيس دولة زار لبنان في 2012 لن يغفل اعلان رغبته في زيارة قصر بعبدا مجددا لدى انتخاب رئيس جديد. وتاليا فان الرسالة الابرز هي ان الزيارة ليست نهاية مسار بل بداية مسار او مرحلة جديدة، كما يقول المصدر، علما ان موضوع الشغور الرئاسي ليس وحده الشغل الشاغل بل ان لبنان يحتاج الى استئناف مؤسساته عملها الدستوري من اجل مواجهة التحديات في مرحلة خطرة. ففرنسا بحسب المصدر المعني لا ترى انتخابات الرئاسة الا بداية مرحلة او مسار تتضمن تأليف حكومة واجراء انتخابات نيابية وما الى ذلك من خطوات. ومن هنا المقاربة الفرنسية المبنية على ضرورة الوصول الى تسوية ضرورية من اجل عودة عمل المؤسسات الدستورية والادوات التي تعتمدها لذلك ليس املاء ما يجب على اللبنانيين القيام به او حل الازمة مكانهم بل الحصول من الشركاء الاقليميين الاصدقاء للافرقاء اللبنانيين على تشجيع هؤلاء على السير في هذا الاتجاه. ويكشف المصدر المطلع ان المملكة العربية السعودية رغبت في اعطاء اسلحة فرنسية للجيش اللبناني وفرنسا وافقت على ذلك لثقتها بمؤسسة الجيش والعلاقة الوثيقة معها ولكونها شكلت مناسبة لفرنسا من اجل دعمه. وان هذه الهبة تم تجميدها راهنا لكنها لم تتوقف وان الاسلحة المقررة تبقى متوافرة للجيش اللبناني حين تقرر السعودية وقف تجميد الهبة. الا انه من ضمن متابعة التعاون الثنائي على صعيد الجيش بين البلدين التي لم تتوقف بحسب المصدر يكشف هذا الاخير ان وزير الدفاع الفرنسي سيعلن ابان الزيارة عن امور للجيش خصوصا انه في وضع مماثل من المهم ان يتواصل التعاون لان الحاجات اهم علما ان الجهد الذي ينبغي ان يبذل على هذا الصعيد هو جهد دولي ملاحظا ان شركاء اوروبيين دخلوا على خط التعاون مع الجيش ودعمه.

والاهم وفق المصدر انه ستكون هناك متابعة للزيارة ليس فقط عبر زيارات يقوم بها وزراء فرنسيون بل ان فرنسا ستواصل اتصالاتها ايضا مع القوى الاقليمية والدولية اذ ان هناك قلقا دوليا على لبنان.فعلى رغم ان وضعه افضل من وضع سوريا او العراق الا ان هناك تداعيات خطيرة لا تود فرنسا رؤية مفاعيلها على لبنان. وفي رأيه ان التوصل الى تسوية ليس صعبا كما يعتقد والتوصل اليها يمكن ان يوجه رسالة قوية الى المنطقة. ونفى المصدر ان تكون فرنسا في وارد تنظيم دعوة او رعاية اجتماع للافرقاء اللبنانيين على غرار اتفاق الدوحة انطلاقا من ان الوضع مختلف عن ظروف الاتفاق السابق وليس هناك من يعارض تسوية يتفق عليها اللبنانيون في ما بينهم اقله وفق ما هو معلن بما يحفظ ادوار الجميع وفي مقدمهم المسيحيين

 

أمل وحزب الله: الثنائية المفخخة

محمد قواص/العرب/15 نيسان/16

بين حركة أمل وحزب الله في لبنان حساب قديم. في الحساب صراع دموي مازالت نُدوبه بارزة داخل المدن والقرى والحارات الشيعية في البلد، كما داخل العائلة الواحدة. ولئن جمع الفريقان دفاعهما عن “القضية الشيعية” في لبنان، فإن تباينا عميقا يفصل ما بين رؤى الحركة والحزب حول الشيعة والقضية ولبنان.

يغلب داخل حزب الله شعور، عُبّر عنه، على الأغلب في السرّ، وأحيانا في العلن، أن مراعاة الحركة والتمسّك بالشراكة معها لا يعبّران عن ميزان القوى الحقيقي داخل الطائفة، بالمعنييْن العسكري والشعبي، وأن تلك الثنائية في تمثيل شيعة البلد تعود لتنازل الحزب عن موقع طاغ لا نقاش فيه. لا يأمن أنصار الحزب أنصار أمل، فبين الطرفين مواجهة ودماء، كما أن لدى بطانة الحزب قناعة بأن تضامن الحركة وتحالفها معه ليس بنيويا أصيلا، وأن أمل ستغادر الميدان عند أول مفترق مناسب.

تسود داخل حركة أمل مشاعر يعكسها الأنصار في حالات الاحتكاك مع جماعة الحزب تعكس جمرا تحت الرماد في مقاربة تنظيم نبيه بري بتنظيم حسن نصرالله. يعتبر قدماء أمل أن حركتهم هي الأصل، وأن الحزب هو الفرع. تذكّر أوساط الحركة أن حزب الله خرج من عباءة أمل بالأبعاد التي أرادها المؤسس السيّد موسى الصدر لحراك الشيعة في لبنان، وأن السيّد حسن نصرالله والكثير الكثير من قيادات حزب الله نما وترعرع وكبر داخل صفوف أمل، وأن في قصة تشكّل حزب الله قصة في الانقلاب على حركة أمل.

لا يخفي الصراع داخل البيت الشيعي اللبناني ذلك التناقض ما بين قيادة الثورة الإسلامية في إيران وقيادة السيد موسى الصدر وحيويته في لبنان، أي ذلك الصراع حول هوية من يقود الشيعة وماهية علاقته بالجمهورية الإسلامية ووليّها الفقيه. حتى أن سيناريوهات جديدة أفرج عنها كتاب أميركي صدر مؤخرا، وضع مسألة اختفاء السيّد موسى الصدر في ليبيا ضمن سياق الصراع بين قادة الجمهورية الإسلامية الجدد وشخصية الصدر القادم من إيران أيضا، متهما الخميني بالوقوف وراء عملية وظروف الإخفاء التي لم يكشف النقاب عنها حتى الآن رغم سقوط نظام القذافي.

لا تمثّل رواية الكاتب الأميركي (البروفسور في جامعة كولومبيا أندرو كوبر) إلا رواية أخرى تضاف إلى أُخريات تكدست منذ اختفاء السيد موسى الصدر عام 1978. لكن داخل حركة أمل من لن يستغرب الرواية ويضعها ضمن سياق متسلسل أفضى إلى ما أفضى إليه داخل البيت الشيعي اللبناني من انقسام بين حزب وحركة. ثم إن ما أراده الصدر للشيعة في لبنان من صلابة عود ضمن شروط العائلة اللبنانية يتناقض، جذريا، مع ما أراده حزب الله لهم من تحويلهم إلى تمدد إيراني يخضع لإرادة الوليّ الفقيه.

في السؤال داخل حركة أمل عما يميزهم عن حزب الله ويجعلهم تيارا مختلفا جواب واحد: العروبة. لكن في ذلك الجواب جسامة تذكّر بأدبيات عروبية لطالما تحدثت عن الشعوبية وخطرها على العروبة. ورغم أن في تلك الأدبيات ما ينضح بعنصرية إلا أنه يعبّر عن مكنون، راج كثيرا في العراق، يعتبر الفارسية عدوا للعرب، وينعت من تهون عصبيته العربية بأنه عجمي. بمعنى آخر لا يرى ابن أمل إلا العروبة دستورا يبعده عن حزب الله ومرجعيته الإيرانية، وبالتالي يتمسّك بهوية الشيعة العرب عربا جزءا كاملا من هموم العرب وراهنهم ومستقبلهم، وينظر إلى العلاقة مع إيران، حتى من موقع شيعي، بكونها علاقة ندّية بين عرب وغير عرب وجب اتّسامها بالاحترام المتبادل.

في لحظة الصراع الدموي بين حركة أمل وحزب الله في ثمانينات القرن الماضي، كانت المواجهة تمثّل صراعا على الشيعة بين سوريا الداعمة لحركة أمل، وإيران الداعمة لحزب الله. لم تتوقف حرب الأشقاء تلك إلا بعد تسوية سورية إيرانية كانت تتبدلُ شروطها بتبدّل ميزان القوى في المنطقة بين دمشق وطهران. بدا أن هيمنة حزب الله على قرار الشيعة في البلد، رغم الكلام عن الثنائية، هو ترجمة لهيمنة إيران على مفاصل النظام السوري، رغم الكلام عن التحالف بين البلدين. بمعنى آخر، فإن حلف الضرورة بين الحزب والحركة هو نسخة مصغّرة لذلك بين إيران وسوريا.

أول مفترق تخشاه أوساط حزب الله في العلاقة مع حركة يُعبّد هذه الأيام من خلال الميدان السوري. يلاحظ نبيه بري، وهو السياسي العتيق الحذق، أن الرياح الراهنة تبشّر بتبدل شروط حلف الضرورة بين أمل والحزب. يخبرني أحد رجال الدين الشيعة الكبار في لبنان أنه سمع من الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد يقول “أنا من صنعت حركة أمل”. وما هو مفارقة تستحقّ التأمل أن نبيه بري، وهو حليف دمشق الأول منذ عهد الأسد الأب، رفض الزجّ بحركة أمل داخل الأتون السوري، على الرغم مما كان مسلما به من أن الحركة هي من حصّة دمشق، ورغم إطلالة أمل على العروبة من بوابة دمشق. في ذلك أن بري نفسه لم يعد يعتبر أن سوريا بشار تشبه سوريا حافظ الأسد في تميّزها عن إيران، وفي ذلك أيضا، وهنا المفارقة، أن الرجل لا يجد أن هناك خطرا وجوديا على الشيعة في لبنان إذا ما سقط نظام دمشق، وربما إذا كان من خطر مفترض فقوات الحزب تقوم باللازم، فإن نجحوا فهو حليف لم يبتعد عن الخطوط العريضة للتحالف، وإن فشلوا فهو البديل الشرعي والوحيد لتمثيل الشيعة في عهد ما بعد الأسد الابن.

يُنقل عن الرئيس نبيه بري أنه نُميّ إليه أن أعضاء في حركة أمل قد تطوعوا في صفوف حزب الله للقتال في سوريا فعلّق “الله لا يردهم”. لا ضرورة لتأكيد التعليق فسلوك الرجل في الامتناع عن الانخراط عسكريا في سوريا يعبّر بلا لبس عن ذلك. لا يبتعد بري عن دمشق، ولا يتردد في التعبير عن تضامنه مع زعيمها وفي تخصيص حيز كبير داخل الفضائية التابعة له للدفاع عن نظامها. ومع ذلك يمتلك بري هامشا عريضا رحبا للتواصل مع كافة الفرقاء اللبنانيين الخصوم لدمشق، كما مع العواصم العربية التي تعادي نظامها. يعرف بري أن لكل زمن رجاله وأن زمنا قادما ستكون أمل فيه ضرورة للشيعة، ربما شيعة الحزب قبل شيعة الحركة، كما ضرورة للبنان، ولا سيما في إطلاق دور شيعي مفعّل لا معطّل للنظام السياسي للبلد (دون أن نهمل دوره في تعطيل البرلمان كأداة خصومة ضد الخصوم).

يستعيد نبيه بري بسهولة دوره ودور حركته كمدافع عن حقوق الشيعة في لبنان. يشتغل بري ضمن شروط الطائف وبالتالي فلديه مصلحة في تدعيمه وإعادة الاعتبار إليه، في وقت لا ينظر حزب الله للطائف إلا بعين تُسقطه وتدعو إلى استبدالة من خلال المؤتمر التأسيسي الشهير. يلاحظ بري اعتكاف حزب الله عن الانخراط داخل الحكومة في سجالات الدفاع عن الحصّة الشيعية داخل زواريب المؤسسات اللبنانية (ربما لأن معركة الحزب السورية تجعله طامحا إلى أكثر من ذلك)، فيصعّد مدافعا عن ذلك في السجال المتعلّق بجهاز أمن الدولة. يكرر بري في تصريح حديث أن الشيعة ليسوا “بويجية” (ماسحي أحذية)، وهو وصف كان السيّد حسن نصرالله قد استخدمه في قوله إن الشيعة ليسوا ماسحي أحذية.

لم يقبل الرئيس بري ولم يهضم الغطاء المسيحي الذي وفّره الجنرال ميشال عون لحزب الله من خلال ورقة التفاهم الشهيرة. والغريب أن بري كان يعبّر عن نفوره من الجنرال كلما ازدادت علاقة الرابية بحارة حريك، والأغرب أن حزب الله لم يتدخل إلا موسمياً في رأب الصدع بين “الأستاذ” و”الجنرال” لإدراكه بأن خلاف الرجلين ليس شكليا، بل هو بنيوي متّصل بطباعهما، كما أن الحزب يستفيدُ من ذلك البُعد بين الحركة والتيار للتذرّع بذلك في تبرير عدم ذهابه بعيدا في التسليم برغبات عون. وواضح أن موقف حزب الله من مسألة انتخاب عون رئيسا للجمهورية يحتاج إلى أطنان من الأعذار التي قد يوفّر بعضها موقف بري.

تفرج الأيام المتّصلة بتفاصيل الساعات السورية عن علنية التشقق بين الحركة وحزب الله. أفرج مزاج الحركة مؤخرا عن غضب جرّاء إغفال قناة الميادين المقرّبة من الحزب لدور أمل في المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي. تنعش الحركة من خلال غضبها ذاكرة اللبنانيين، ولا سيما الشيعة منهم، بمفصلية علاقة أمل (أفواج المقاومة اللبنانية) بفكرة وتاريخ المقاومة في الوجدان الشيعي العام، بما يسعى لانتزاع ذلك الاحتكار الذي يفرضه الحزب على مسألة المقاومة والتحرير، مستعيدا تلك المقاومة التي كانت لبنانية عروبية قبل أن تطيح بها أخرى تستلهم نظام الوليّ الفقيه في إيران.

 

لبنان قد "يُهرغِل" وثائق بنما

حـازم الأميـن/لبنان الآن/14 نيسان/16

حين باشر الإتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين عمله على وثائق بنما، بعد أن استدعى للمهمة بداية نحو مئة صحفي من أرجاء العالم، لم يخطر له أن يستدعي لبنانياً إلى هذه المهمة، ولا أن يستدرج مؤسسة إعلامية لبنانية لشيء من الشراكة في العمل. هذه صفعة على وجوهنا جميعاً كصحفيين، ووصفها على هذا النحو لا يهدف إلى إدانة الإتحاد، انما للتأمل بحالنا وقد أصبحنا خارج طموحات العالم وخارج توقعاته. وحتى الآن لا أثر يُذكر للبنانيين متهرّبين من الضرائب في وثائق بنما، وهذا أيضاً ليس مؤشّراً على صحة ولا على قوة الرادع أو انعدام الإغراء، إنما هو مؤشّر على موت، ذاك أن الهرب من الضرائب يُقدم عليه رأس مالٍ حيٍّ وساعٍ ومتحفّز، وإن انطوت الفعلة على شُبهة فساد وعلى تنصّل من المسؤولية الإجتماعية لرأس المال. فما كشفته وثائق بنما أظهر أن الفضيحة غربية بالدرجة الأولى، ورؤوس الأموال المهرّبة إلى الجنة الضريبية البنمية إنّما هُرِّبت من اقتصادات حيّة، ومن مجتمعات فرضت على أغنيائها مسؤوليات لا يبدو أن أغنياءنا يشعرون باقترابها من رؤوس أموالهم. والأرجح أن ذلك هو ما يُفسر انعدام أثر لبنانيين بين من وردت أسماءهم في الوثائق. لكننا أمام 11 مليون وثيقة، وربما كان من التسرّع أنّ نستنتج أن لا أثر لأيادٍ لبنانية بين هذه الوثائق. الصحافة الغربية قالت إنّها عملت في بحثها في الوثائق على مستويين، الأول النجوم الكبار من قادة العالم ممن وصلت إليهم أيادي الصحفيين المتقصين، والثاني هو ما أوكل إلى الصحف المحلية في الدول المختلفة، فتقصّت وسائل الإعلام المحلية أسماء مواطنيها وسياسييها ونجومها المحليين.

لا شيء يُغري الصحافة العالمية في سياسيي لبنان وفي أغنيائه، لكي تتولى الأخيرة البحث عنهم في الوثائق. أما الصحافة المحلية فيحول دون قيامها بهذه المهمة عاملان، الأول هو أنها تعيش حال شلل وانهيارٍ انعكست تراجعاً هائلاً في الخبرات وفي الدوافع للقيام بهذه المهمة، والثاني هو أن الانقسام المعيق للوظيفة الأصلية لهذا الإعلام يجعل من القيام بمهمة البحث جزءاً من مشهد الإنقسام. إعلام "14 آذار" سيبحث في الوثائق، في حال أتيح البحث فيها، على ما يدين حزب الله، وسيغضّ طرفاً، إذا ما عثر أثناء بحثه، عن وثائق تكشف سياسيين وقادة واقتصاديين قريبين منه، والأمر نفسه سيمارسه إعلام "8 آذار" معكوساً.

جرى ما يُشبه ذلك مع وثائق ويكيليكس، فشهدنا تراشقاً بالوثائق بين الإعلامين، وكانت خدمة القارىء وإيصال الحقيقة إليه آخر هموم طرفي الإعلام. إعلام الممانعة اعتقد بداية أن وثائق ويكيليكس ستكون طريقاً لتدمير الخصوم، فراح يُمعن في البحث إلى أن اكتشف أن ما قاله الحلفاء في "8 آذار" للسفير الأميركي عن حزب الله كان أفدح وأخطر ممّا قاله الخصوم. نجيب ميقاتي قال إن حزب الله ورم في الجسم اللبناني، ومحمد جواد خليفة قال ما هو أفظع من ذلك وابراهيم كنعان أيضاً. وكان على حزب الله أن يُقفل الملف قبل أن ينفجر التحالف بين يديه. وكان صمت الحزب عن وشاية الحلفاء به مخيفاً، ذاك أنه وجه آخر للعلاقة بين الحزب وبين حلفائه، فهو استثمر في الوشاية لمزيد من الإخضاع، بينما شعر الواشون من الحلفاء بوطأة صمت الحزب على وضاعتهم، فردوا على ذلك بمزيد من الطاعة. إعلام "14 آذار" كان مذعوراً في البداية، ذاك أن محاضر اجتماعات السفارة الأميركية في بيروت قد تكشف تبعيته وزبائنيته، لكنّه عاد والتقط أنفاسه بعد ما كُشف من فظائع زوار السفارة من جماعة "8 آذار"، وهو إذ بادر في الهجوم في حينها، أوقعه فقر خياله في معضلة الحذف والانتقاء، فانخفضت مصداقية الوثائق التي نشرها، وصارت ويكيليكس اللبنانية أقرب إلى سجال الشقيقين جوزيف وسيمون أبو فاضل، بدل أن تكون مرآة كاشفة للعلاقات الزبائنية الرثة التي تربط القوى السياسية المنقسمة بعضها ببعض، والتي تربطها أيضاً بالسفارة الأميركية. اليوم أيضاً لبنان قد يتولى "هرغلة" وثائق بنما، وتفادياً لذلك يجب أن تُكف يد الإعلام اللبناني عنها. 

 

ما لم يُقل في قضية ''أمن الدولة''

أنطوان سعد/موقع مون ليبانون/14 نيسان/16

بعد الهزيمة التي منيت بها القوى السياسية المسيحية وحتى غير السياسية في ملف الموظفة من الفئة الثالثة في وزارة المالية، ها هي هزيمة مديرية أمن الدولة تلوح في الأفق. والسبب ليس فقط أداء القوى السياسية المسيحية غير الموفّق الذي رأينا نموذجًا عنه في مجلس الوزراء ما قبل الأخير يوم الخميس الماضي، بل أيضًا توجّس القوى الأخرى من تفاهم معراب بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وانعكاسه على القوى السياسية المسيحية الأخرى التي باتت تشعر بدورها بالحاجة إلى أن تبرهن قدرتها على الدفاع عما يسمّى "حقوق المسيحيين". ما لم يجر التداول في شأنه، علنًا على الأقل، هو صلاحيات نائب المدير العام لأمن الدولة بحسب القانون الذي تم وضعه في النصف الأول من ثمانينات القرن الماضي. فقد كانت الغاية من إنشاء هذا الجهاز الأمني في ذلك الحين إرضاء القوى السياسية الشيعية العسكرية الصاعدة المطالبة بإلحاح بضرورة أن يتولّى شيعي مسؤولية أمنية قيادية. فجرى إنشاء جهاز أمن الدولة بصلاحيات واسعة جدًا، خصوصًا على مستوى العمل الاستخباري، ولكن من أجل أن يتمكن رئيس الجمهورية في حينه أمين الجميل من ضبط عمل هذا الجهاز والسيطرة على توجهاته وحركته، أعطيت لنائب المدير صلاحيات على مستوى التوقيع على نفقات السفر والمصاريف السرية أي على المسألتين الأكثر أهمية في حركة الجهاز.

تعاقب عدد من الضباط الكبار الشيعة على رأس مديرية أمن الدولة التي لم تتمكن من تنفيذ كل ما جاء في نص المرسوم الاشتراعي الذي أنشأها، بل تركّز عملها على تأمين حماية الشخصيات السياسية وبخاصة النواب والوزراء. وقد تضاربت التفسيرات حول الأسباب: فمن المراقبين واللاعبين السياسيين مَن يقول إن السبب هو عدم توافر الإمكانيات المالية الكبيرة اللازمة ومنهم مَن اعتبر أن ثمة تفاهمًا بين بعض القوى السياسية غير معلن بعد انتهاء الحرب، على الإبقاء على مديرية أمن الدولة كما هي إلى حين تعيين شيعي على رأس الأمن العام، علمًا بأن مهامها تنص على الآتي:

أولًا: جمع المعلومات المتعلقة بأمن الدولة الداخلي ، بواسطة شبكات خاصة بها تغطي الأراضي اللبنانية واستقصاء المعلومات الخارجية من الأجهزة القائمة ، والتحقق منها وتحليلها وتصنيفها وحفظها أو إحالتها إلى الجهات المختصة .

ثانيًا: مراقبة الأجانب بالتحري عما يقومون به من أعمال تمس بأمن الدولة ومراقبة علاقات المواطنين بالجهات الأجنبية في ما يتعلق بأمن الدولة .

ثالثًا: مكافحة التجسس والنشاط المعادي بمختلف أشكاله .

رابعًا: التحقيقات الأولية في الأفعال التي تمس أمن الدولة الداخلي والخارجي بواسطة مفرزة أو أكثر منتدبة من قوى الأمن الداخلي أو الأمن العام أو منهما معا وملحقة بالمديرية العامة للقيام بمهامها بصفة ضابطة عدلية وفقًا للدستور والقوانين المرعية الإجراء .

خامسًا: التنسيق مع باقي الجهات الأمنية المختصة في المديرية العامة للأمن العام وقوى الأمن الداخلي ومديرية المخابرات في الجيش بشؤون الاستعلام وتبادل المعلومات .

سادسًا : وضع التقارير الدورية لإطلاع المجلس الأعلى للدفاع على الوضع العام الأمني والسياسي ووضع المقترحات المناسبة لمجابهة الأخطار الداخلية والخارجية وإطلاع رئيس المجلس الأعلى للدفاع ونائبه بصورة دائمة على الوضعين الأمني والسياسي .

عند بدء ولاية الرئيس السابق إميل لحود، أُسندت مديرية الأمن العام إلى اللواء الركن جميل السيد. وقد بدا في حينه أن مديرية أمن الدولة لم تكن تلبِّ طموحات الضابط الأمني الراغب في دور أكبر على مستوى الأمن السياسي. فاستفاد من علاقته برئيس الجمهورية والقيادة السورية العليا، وجرى كسر قاعدة الاحتكار المسيحي لمديرية الأمن العام. في المقابل، عُيّن اللواء الركن إدوار منصور مديرًا عامًا لأمن الدولة. ومنذ ذلك الحين، بدأ الحديث عن عدم جدوى بقاء هذا الجهاز وضرورة دمجه بالأجهزة الأخرى توفيرًا للمصاريف وللجهود وتأمينًا للفاعلية وعدم ضياع المسؤولية.

عندما استقال اللواء جميل السيد وجرى البحث في تعيين مدير عام للأمن العام مكانه، دار جدل في حينه حول إمكانية إعادة العرف الذي كان قائمًا بتعيين شخص مسيحي مكانه. غير أن القوى السياسية كرّست الموقع لشخصية عسكرية شيعية على رأس الأمن العام، في خطوة اعتبرت في حينه مندرجة في سياق التحالف الرباعي الذي خاض انتخابات العام 2005 وشكّل حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الأولى.

يومها أثير الكثير من الكلام حول مفاعيل التحالف الرباعي وأهدافه. وفيما بدا أن التفاهم قوي بين تيار المستقبل وحركة أمل وحزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي على إبقاء الأمن العام برئاسة ضابط شيعي، رغم ما أثير في حينه من كلام حول حركة حزب الله وحصوله على جوازات سفر لبنانية رسمية، انكبّت شخصية أمنية لبنانية رفيعة على دراسة المرسوم الاشتراعي الذي أنشأ مديرية أمن الدولة.

وقد اعتبرت هذه الشخصية الأمنية أن القوى المسيحية بانقساماتها وعداواتها وطموحاتها الشخصية وارتباطاتها المالية والسياسية غير قادرة على مواجهة التفاهم بين أركان التحالف الرباعي على تكريس مديرية الأمن العام لضابط شيعي. لذلك قد يكون من الأجدى بذل الجهود في سبيل بناء مؤسسة جديّة في مديرية أمن الدولة تكون مستندة من حيث القانون على ما لحظه لها المرسوم الاشتراعي من صلاحيات، ومن حيث الأداء والمناقبية على الذهنية المؤسساتية الحكومية المنزّهة عن الارتباطات والزبائنية الطائفية من أجل تكون المديرية العامة لأمن الدولة مؤسسة حكومية ضامنة لحقوق جميع اللبنانيين وأمنهم. ففي مثل هكذا مؤسسة تتأمن حقوق المسيحيين وحقوق غيرهم. أما لماذا تتبنى القوى السياسية غير المسيحية موقفًا متوجسًا من أداء القوى السياسية المسيحية في ملفات الأمن العام والوظائف في الإدارات العامة وأمن الدولة، فللبحث صلة.

 

الانتخابات البلدية: بيّي أقوى من بيّك

غسان سعود/الأخبار/14 نيسان/16

لا توازي خيبة المطابع من عدم تكبيد المرشحين إلى الانتخابات البلدية جيوبهم عناء طباعة برامجهم الانتخابية أو صورهم أقله، سوى خيبة البرامج التلفزيونية التي اكتشفت صعوبة إجراء مناظرة تلفزيونية تتجاوز مدتها دقيقتين بين المرشحين إلى هذه الانتخابات، لعدم وجود مادة يتناقشون بشأنها غير «بيّي أقوى من بيّك»

البلدية قادرة على إيجاد حلول بديلة لمولدات الكهرباء الخاصة وموزعي الدش والإنترنت، ويمكنها دائماً استحداث سوق منظم للخضر واللحوم والأسماك وغيرها، وبوسعها تبني ودعم مجموعة مشاريع سياحية صغيرة تعود بالنفع على البلدة مجتمعة، ويمكنها التحكم بطبيعة الحركة العمرانية في البلدة، إضافة إلى تبني المدارس والمؤسسات الرسمية والمستوصفات التي تقع في نطاقها، والضغط على الوزارات المعنية بالمشاعات لاستغلالها في مشاريع إنتاجية تربح الأهالي.

إلا أن المشكلة بدأت مع فوز مسؤولي الميليشيات السابقين والمقاولين والمتمولين الباحثين عن الوجاهة، برئاسة معظم المجالس البلدية منذ عام 1998. والنتيجة المرئية لعمل هؤلاء تكاد تختصر بـ: 1 ــ السكوت عن تحويل الجزء الأكبر من عائدات المجالس البلدية لحسابات شركة «سوكلين»، علماً بأن الامتناع عن الدفع عامين فقط كان سيوفر للبلدية المبلغ الكافي لإقامة معمل فرز للنفايات وتشغيله. 2 ــ صرف العائدات الباقية على بناء قصور بلدية لا أحد يفهم الحاجة الحقيقية لكل ضخامتها، علماً أن شراء مولد كهربائي وإدارته كان سيفيد أهالي البلدة والبلدية أكثر بكثير من ظاهرة القصور البلدية. 3 ــ إحلال المجمعات التجارية الضخمة التي تفيد بضع شركات كبيرة محل الأسواق التجارية الصغيرة التي تفيد كل أهالي البلدة. 4 ــ وضع شبكة خدمات يومية هائلة في تصرف مرجعياتهم السياسية. 5 ــ التنسيق مع سماسرة مجلس الإنماء والإعمار والهيئة العليا للإغاثة وصندوقي المهجرين والجنوب ووزارة الأشغال العامة والنقل من أجل إبقاء ورش العمل «شغالة» على مدار العام في بلداتهم. 5 ــ تكوّن مجموعة منتفعين حول رئيس البلدية، تضم غالباً الأعضاء وبعض الموظفين وشرطة البلدية وأحد المقاولين وصاحب المولّد الكهربائي والدش وغيرهما. 6 ــ تدمير الطابع القروي التراثي لغالبية القرى والبلدات بحكم الأذونات المعطاة لمخالفات البناء المختلفة التي حولت القرى إلى عشوائيات سكنية مكتظة بالباطون. وتبرز هنا أمثلة «فاقعة» في ساحل جبل لبنان، كالحازمية وساحل علما والكسليك.

يمكن أي مطعم تنظيم حفلات مماثلة لما تصفه البلديات بمهرجانات ــ انجازات

أما الإنجاز الرئيسي الذي يفاخر رؤساء مجالس حاليون به، غير القصور البلدية الفارهة، فهو المهرجان الصيفي الذي توكل معظم البلديات تنظيمه إلى إحدى الشركات الخاصة، مكتفية بثلاث أو أربع حفلات فنية يمكن أي مطعم أن ينظمها، وهي لا تترك أي أثر اقتصادي أو اجتماعي أو فني في حياة البلدة. علماً أن بعض البلديات ــ أنطلياس مثلاً ــ تحوي في صناديقها مبالغ خيالية، لكن لا أحد لديه نية العمل لصرفها. ولا يمكن في هذا السياق تعداد أكثر من سبعة أو ثمانية رؤساء مجالس بلدية يمكنهم القول إنهم أنجزوا مشروعاً إنمائياً جدياً واحداً في مناطقهم، سواء أكان زراعياً أم صناعياً أم سياحياً أم بيئياً.

إلا أن المشكلة الأكبر من رتابة رؤساء المجالس البلدية والغطاء السياسي والأمني والقضائي والإعلامي المتوافر لهم، هي فائض اللامبالاة الشعبية تجاه هؤلاء. ففي شكا، مثلاً، لا معركة انتخابية حتى الآن: لا أحد ينوي مزاحمة رئيس المجلس البلدي المعروف بتعاونه الوثيق مع كل الشركات المتهمة بإلحاق ضرر رهيب ببيئة المنطقة، علماً بأن الجريمة واضحة وعلنية. بوضوح أكثر: هناك من يطلب ممن يحفر له القبر أن يعمّقه أكثر. في البترون حيث السوق القديم والشاطئ والصناعات الحرفية والطرقات و»لمبات» الإضاءة وعقود النفايات وغيرها وغيرها من الملفات التي تخبر عن حجم الخيبة من المجلس البلدي، لا معركة جدية. عادة في طرابلس تفرض العناوين السياسية والمذهبية نفسها على جدول أعمال الناخبين، فلا يسألون عن مصلحة مدينتهم. لكن الاستحقاق الانتخابي المقبل يمكن أن ينتج فريقاً إنمائياً متكاملاً يأخذ أولويات المدينة بالاعتبار، ومع ذلك لا أحد يسأل أو يهتم؛ الكل ينتظر اجتماع رئيسي الحكومة السابقين سعد الحريري ونجيب ميقاتي لبتّ موضوع التحالف وتسمية أزلامهما أعضاء. وفي المتن الشمالي تحسن الوضع في بعض القرى، لكن في غالبية دويلات النائب ميشال المر، لا تزال الأحزاب الإصلاحية المفترضة تقف على باب الرياس المشهورين بفسادهم، متسولة بضعة مقاعد في مجلسه الكريم. في الجديدة ــ البوشرية ــ السدّ لا يجد رئيس المجلس البلدي أنطوان جبارة الذي استحدث مكبات للنفايات وسط الأحياء الشعبية وطافت نفاياته في شوارع البلدة مرشحاً جدياً واحداً يناوئه. كل من ذاع صيت إهمالهم للمدن الصناعية الواقعة في نطاق مجالسهم البلدية واستغلالهم في المقابل للمرامل والكسارات يكادون أن يفوزوا بالتزكية. وباستثناء حركة «مواطنون ومواطنات في دولة» التي تحاول تحريك الركود الشعبي، لا يمكن الوقوع على مرشح واحد يرفع صوته في هذا الاستحقاق ملوّحاً بملف جديّ أو قضية. علماً أن المواطنين في الزلقا، كما في المنصورية والحازمية والشياح وغيرها العشرات، يكررون الكلام نفسه عن «أين كان رئيس المجلس البلدي وأين أصبح؟»، وحين تسألهم عن موقفهم في الانتخابات المقبلة يجيبون بأنهم مع الريس ويبدأون التبرير التافه. فالآن لا يمكن أحداً القول إن ثمة معادلات دولية وإقليمية ومحلية ومالاً سياسياً وأخطبوطاً خدماتياً وغيره يمنع إسقاط المجالس البلديّة المحيطة بنا. حتى الحديث عن حسابات عائلية غير دقيق، فغالبية رؤساء المجالس البلدية المشكو من إنتاجيتهم لا ينتمون إلى عائلات كبيرة، وغالبية العائلات مقسومة. الأمر يتعلق بالناخبين فقط، وغالبية الناخبين لا يبالون بكل ما سبق: لا أحد يسأل مرشحه عمّا حقق مما وعد بتحقيقه قبل ست سنوات، ولا أحد يفكر في صلاحيات المجلس البلدي، ولا أحد يسأل نفسه عن مصلحته ومصلحة بلدته في تمثل ابن عمه في المجلس البلديّ. باختصار، لا أحد يبالي ولا أحد يعتبرها فرصة للتغيير أو التقدم خطوة إنمائية إلى الأمام.

 

إيران والدولار الأميركي

إيلـي فــواز/لبنان الآن/14 نيسان/16

لم يعد مفاجئاً تراجع باراك أوباما عن وعود كان قطعها للشعب الأميركي والكونغرس على حد سواء، آخرها عدم السماح لإيران بالتعامل بالعملة الاميركية. لكن على ما يبدو هناك إشارات من وزارة الخزانة الأميركية قد تطيح بتلك العقوبة وتسمح للمصارف الإيرانية التعامل بالدولار. عندما سئل وزير الخزانة جاك ليو من قبل الكونغرس حول استعداد إدارة أوباما السماح لإيران الاستفادة من النظام المالي في الولايات المتحدة أو التعامل بالدولار، رفض الوزير الإجابة عن هذا السؤال مع انه كان أكد للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ في يوليو ان بنود الاتفاق النووي (JCPOA) لن تسمح لإيران استعمال النظام المالي الأميركي. في كلمة ألقاها في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، قال وزير الخزانة: "بما ان إيران احترمت بنود الاتفاق، فإنه علينا ايضاً احترام بنود الاتفاق نصًا وروحًا". ما إن انهى الوزير ليو كلامه حتى علت الاصوات المعترضة على هذا التغيير الخطير في نهج الادارة الاميركية التي كانت قطعت وعداً على الكونغرس بعدم ازالة العقوبات المفروضة على ايران في شأن التعامل مع المصارف الاميركية او حتى التعامل بالدولار. في رسالة الى الرئيس اوباما قال النائب براد شيرمان نائب كاليفورنيا الديمقراطي، ان السماح لإيران بالتعامل بالدولار في الأعمال التجارية مع إيران "من الواضح أنه غير مطلوب" في الاتفاق النووي، معتبراً ان هذا القرار يشكل سابقة خطيرة، وأنها لن تكون المرة الأخيرة التي يتلقى الايرانيون مساعدة إضافية من ادارة البيت الابيض. من شأن توجه ادارة الرئيس اوباما الجديد ان يفقد واشنطن ورقة ضغط اساسية تستطيع فيها استهداف برنامج ايران والحرس الثوري لتمويل الارهاب، وسيسمح لها بمتابعة برنامجها الصاروخي من دون الخوف من عقوبات موجعة؛ كما من شأنه تمكينها الاستمرار في زعزعة استقرار المنطقة من خلال دعمها المالي لنظام الاسد وحزب الله تحديداً لا حصراً، خاصة وأن الافراج عن مئات المليارات من الدولارات المحجوزة بفعل العقوبات الاقتصادية لم يمنع النظام الايراني عن الاستمرار بإطلاق تجاربه الصاروخية المحظورة بفعل الاتفاق النووي الذي وقّع في فيينا. إذا كانت إدارة أوباما ستمنح ايران حق التعامل بالدولار -أهم عملة في العالم-، فعقوبات الولايات المتحدة على ايران سوف تقوَّض بشكل كبير دون الحصول على ادنى مقابل من الجهة الايرانية، وسوف تحصل طهران على تنازل آخر من قبل الرئيس اوباما من جانب واحد كالعادة

 

هذا انا جورج نادر.. معركة نهر البارد: المقاتل الشجاع لا يتخلّى عن إنسانيته

ليبانون ديبايت - الحلقة السادسة والعشرون من مذكرات العميد الركن المتقاعد جورج نادر

14 نيسان/16/في أواخر شهر آب، ونتيجة للضغط المتواصل من وحدات الفوج على مراكز المسلّحين، تمّ وصل بقعة عمل الفوج ببقعة عمل فوج مغاوير البحر الذي يهاجم من الجهة الجنوبية للمخيّم، وبالتالي إقفال المنفذ الوحيد للمسلّحين على البحر، الذي كان مضروباً بالنار ودوريات القوات البحرية تمنع الخروج منه، وبالرغم من ذلك ( قبل إقفاله من قبل الفوج ) تمكّن عنصران من الإرهابيين من إستخدامه والخروج من المخيّم سباحة، وقد أُلقي القبض عليهما على شاطىء "العبدة " .فبعد تلك العملية، وكونها تمّت بسرعة قياسية ودون خسائر في الأرواح، كدت أطيرُ فرحاً: إحكام الحصار على المسلّحين، ودون إصابات بليغة أو إستشهاد أحد من العسكريين، يعني إقتراب سقوطهم. لم تكتمل فرحة النصر المرحلي، جاءني العقيد الطبيب خليل الحلو قائلاً : "ميشال مفلح" .. دون إضافة اي كلمة. (النقيب ميشال مفلح من فوج مغاوير البحر ) . قلت: " ما به ؟ " ، أجاب :" إصابة في الرأس وحالته خطيرة جدّاً" .أطرقت لبرهةٍ وأحسست بفداحة الخسارة، ثم بعد دقائق، وصل نبأ إستشهاد النقيب ميشال مفلح ..

كنت احبّ هذا الضابط، مع أننا لم نخدم سويّةُ، بل إلتقيت به مرّات عدّة في مناسبات مختلفة، صيته الحسن بين رفاقه، وصورة وجهه "القريب من القلب" لا تبارح مخيّلتي . ما أصعب حياة الميدان، خصوصاً بعد فقدان الرجال الذين نحبّ .

في خلال هذه العملية ، أي وصل بقعة الفوج جغرافياً بقعة عمل فوج مغاوير البحر، سقط ستة جرحى من الفوج . الجروح الطفيفة لم نكن نحسبها ، لأن المصابين سرعان ما كانوا يعالجون ويعودون إلى وحداتهم، ومن هذه الإصابات الرقيب عصام مسلماني الذي اصيب في ساقه إصابة طفيفة ، لكن بعد عدة ايام إتصل بي ضابط الإدارة في الفوج :

"إستشهد عصام مسلماني ..." صعقت لهذا الخبر المشؤوم، فسألته غير مصدّق :

"كيف هالحكي، إصابتو طفيفي وبأجرو وأنا شفتو، ما بيصير .."

طلبت إلى العقيد الحلو :

"خليل بشرفك بدي اعرف كيف مات العسكري وإصابتو طفيفي وأنا متأكد منها، بدي تتألف لجني طبيي ت اعرف شو سبب الوفاة .."

"خليك بشغلك أنا بهتم وبخبرك شو بيصير معي .. "

عرفت لاحقاً أن العريف مسلماني لم يوضع حتى في غرفة العناية الفائقة بل أجريت له عملية جراحية في ساقه، ووضع في غرفة عادة لأن إصابته لم تكن خطرة ، لكن تقارير اللجنة الطبية اثبتت أن "نسرة" صغيرة جداً من عظم الساق المصابة دخلت في مجرى الدم وسبّبت له إنسداد الشريان الرئيسي وبالتالي وفاته، وأن حالة كهذه نسبتها واحد على مليون مصاب ..... يا لسوء حظه .إحدى الليالي الحارة من شهر آب ، وصل مدير العمليات العميد الركن فرنسوا الحاج .

-"المسلحين عم يطلبو أخلاء عائلاتهم، شو رايك ؟" .

- " الإخلاء الإنساني للعائلات والمدنيين لا مانع لدينا سيدي، لكن المسلّحين يجب ألا يخرجوا إلا موقوفين أو قتلى ... " . عرفت أنه إستمزج رأي قادة الوحدات المهاجمة .

حُدّد يوم الإخلاء الذي سيتمّ في بقعة عمل الفوج. شدّدت على ضباط الفوج وجوب الإلتزام الكامل بتنفيذ العملية، فنحن عسكريون ننفّذ أوامر قيادتنا، ثم أنه من الناحية الإنسانية لا حقّ لنا عند النساء والأطفال وغير المقاتلين، ولو كانوا من عائلات الإرهابيين، فهم لا ذنب لهم. وأوكلت إلى الضبّاط مراقبة ردّات فعل العسكريين، خصوصاً المتحمّسين منهم، والتواجد الدائم قربهم لمنع اي ردّة فعل عنيفة من قبلهم تُفشل عملية الإخلاء .

رأينا، وعلى بعد أمتار معدودة، مسلّحي "فتح الإسلام" يساعدون زوجاتهم وأطفالهم على المرور بين الركام، وكنّا منتبهين إلى أقصى الحدود خوفاً من ردود فعل غرائزية..

في الحقيقة، لم أكن أتوقّع من العسكريين الذين يقاتلون منذ أكثر من ثلاثة أشهر، في ظروف خطرة وصعبة للغاية، والذين خسروا أمامهم رفاق لهم، أن يعمدوا إلى حمل أولاد الإرهابيين وإيصالهم إلى سيارات الصليب الأحمر بالرغم من الشتائم والألفاظ التي كانت تكيلها نساء الإرهابيين لهم :

"إيدك عنّو ...بتنجّسو" قالتها أم أحد الأطفال للجندي الذي يحمل إبنها، وتمنّت إمرأة أخرى :

" نشالله البحر بيقوم وبيغرّقكن كلكن سوا " .

بالرغم من "التمنيات الحارّة" لنا ، هرع العقيد الطبيب خليل الحلو إلى حمل أحد الأطفال المصابين مجرياً له الإسعافات الأولية، ونقله بسيارة الصليب الأحمر إلى المستشفى حيث اشرف على علاجه، وكانت والدته تدعو له "بكسر اليد " ..

يا ألله، كيف تنتصر الإنسانية على الكراهية، وكيف تطغى المناقبية العسكرية على الغرائز والأحقاد .يا ألله ....كم أنا فخور بهؤلاء الجنود الشجعان، الكبار بإنسانيتهم، الملتزمين بروح الجندية، كيف "عضّوا" على الجراح وتسامت إنسانيتهم فوق كل إعتبار.

تمّت عملية إخلاء 21 إمرأة و 23 طفل، يشكّلون عائلات الإرهابيين، دون اية حادثة، وسُجّل للجيش إحترامه الكامل للإتفاقات والمعاهدات الدولية ولحقوق الإنسان، في الوقت الذي يتمّ "خرق" هذه الإتفاقات والحقوق من قبل أكبر واقوى الجيوش في العالم، ومن دول تدّعي إحترام حقوق الإنسان و "تُنظّر" في مجال الإلتزام بالأعراف والمواثيق الدولية . هذا هو الجيش الذي أعتزّ بإنتمائي له، هؤلاء هم العسكريون الذين أحببتهم حتى العظم، ولا أزال، بالرغم من إحالتي على التقاعد، لا زلت أعتبرهم أبناء لي وأخوة، ولنا سوية شرف الإنتماء لهذه البزّة المرقّطة، وشرف القتال تحت رايتها، وفخر الإلتزام بالإتفاقات الدولية والمواثيق والأعراف ، بالرغم من الجراح التي اصابتنا في الصميم ... (في الحلقة المقبلة الجيش ينتصر على الإرهاب في نهر البارد)

 

«يد النحس» الإيرانيّة

حسان حيدر/الحياة/14 نيسان/15

في كل مرة تمتد يد إيران الى دولة عربية، تقع تلك الدولة في الفوضى والحرب والتقاتل، ويتدهور اقتصادها، ويتهدّد التفتّت مكوناتها السياسية والاجتماعية، وتصاب مؤسساتها بالعجز، ونظامها بالشلل، ويهجّر سكانها ويجبرون على النزوح، كأنما اليد الإيرانية تجلب سوء الطالع وتُحِلّ «النحس» بكل ما تلمس أو تداني، أو كأنها «لعنة» سُلطت على كل من وما تقترب منه. وإذ نشاهد ما يحصل في العراق اليوم من تخبّط سياسي وأمني واجتماعي، ومن صراعات دينية وطائفية وعرقية، ومن حملات إقصاء وانتقام، واستشراء للفساد والمحسوبية، ونهب للمال العام، فضلاً عن التزلف للحامي الإيراني واستدرار تأييده لهذه الكتلة أو الوزير أو النائب أو حتى الموظف، ندرك الى أي مستوى انحدر وضع هذا البلد في ظل هيمنة إيران وتسلّطها على قراره. حتى صارت بلاد الرافدين الغنية بشعبها وحضارتها وثقافتها ونفطها، أقرب الى الدول الفاشلة، وسط انقسام حاد يعبّر عن نفسه بالإبعاد السياسي والطائفي، والتهجير وفقدان الأمن، وإذلال الأقليات، وتضييع الثروات، وحصار المدن وتجويعها، وتكاثر المرجعيات وتفريخها، والارتجال في القرارات. كأن إيران تنتقم لتاريخها من العراق، فتختار الأسوأ لقيادته، وتدعم الأكثر فساداً وإفساداً، وتزرع الفتنة بين أبنائه، وتتفرج على اقتتالهم متلذِّذة بسقوط جدار طالما وقف في وجه أطماعها وتمدّدها.

والأمر نفسه ينطبق على سورية ولبنان منذ مدّت طهران جسور الإغراءات المادية والطائفية الى نظام حافظ الأسد، وابتكرت بمشاركته جهازاً عسكرياً - أمنياً في لبنان أسمته «حزب الله»، هدفه إيصال هذا البلد الى حال من التسيّب والانهيار يسهل معها ضمّه عملياً إذا تعذر ذلك قانونياً ودستورياً، وهي مهمة نجح فيها الحزب الذي يتفرغ الآن لرعاية «إنجازه» وتكريسه. وأدى تسليم الوريث بشار الأسد قراره بالكامل لطهران و «حرسها»، الى اندلاع ثورة تغيير سلمية لم يلبث أن قمعها بعنف شديد أدى الى عسكرتها دفاعاً عن النفس، ليباشر بعد ذلك بدعم من إيران وميليشياتها المتعددة أكبر سلسلة من الجرائم ضد الإنسانية في التاريخ، بحيث قارب عدد ضحاياه نصف مليون قتيل وأربعة ملايين جريح وعشرة ملايين نازح ومهجر، إضافة الى مئات آلاف المعتقلين. وبالطبع، لم يعد في سورية اقتصاد ولا استقرار ولا أمل بسلام قريب أو استعادة لوحدة جغرافية، بل نهب وفساد وانهيار وحروب متعددة وتقسيم عملي، بعدما اشتغل النظام الطائفي على إيقاظ العداوات بين مكونات شعبها الى حدودها القصوى، وبات يعتمد على جيوش وميليشيات أجنبية، يدافعون عنه وفق شروطهم وارتباطاتهم الإقليمية والدولية. وكان اليمن آخر ما طاولته اليد الإيرانية. فبعدما صرفت طهران سنوات في تسليح إحدى طوائفه وتمويلها وأدلجتها، ثم أقحمتها في سلسلة حروب على الدولة وباقي اليمنيين، عادت فحرّضتها على نقض اتفاق سلام أبرم بالإجماع، والانقضاض عليه، وحاولت إعادة رسم خريطة البلاد السياسية والاجتماعية، فأنتجت حرباً أهلية جديدة، وعمّمت الخراب في سائر أنحائه، وألحقت به أضراراً على كل صعيد لن يسهل تعويضها.وعلى رغم أن إيران تفرّق تماماً بين السياسة المعتمدة للخارج الذي لا يهمها سوى إخضاعه كيفما كان، وتلك التي تمارسها في الداخل، إلا أنها ليست في منأى عما تحدثه في الجوار الإقليمي. فتقسيم الولاءات والإمعان في تفتيت مراكز القرار وقمع المعارضين، سجناً وإعدامات، واللعب على التناقضات بين «متطرف» و «معتدل»، جزء من الأيديولوجية العامة التي يطبقها المرشد في الداخل الإيراني لإبقاء الخيوط كلها في يده، حائلاً دون أي تغيير. وهو استقرار هشّ لن يدوم، فطابخ السم آكله.

 

أميركا والاندفاعة السعودية

 زهير قصيباتي/الحياة/14 نيسان/15

تعيد الاندفاعة الديبلوماسية السعودية في المنطقة رسم ملامح نظام إقليمي جديد، على قاعدة استعادة التوازن الذي فقده العالم العربي، منذ انهارت مناعته، خصوصاً نتيجة تداعيات الغزو الأميركي للعراق عام 2003، وانقضاض إيران للهيمنة على عواصم كانت دائماً نقاط ارتكاز لتعزيز تلك المناعة. والمفارقة قياساً إلى الأميركي الذي كان شريكاً في أمن المنطقة، أنه يعاني في عهد الرئيس باراك أوباما نحولاً في الذاكرة، وفيما يترك العرب «ليقلعوا أشواكهم بأيديهم»، قبل الاتفاق النووي مع إيران وبعده، لا يتوانى عن إعطاء «النصائح»، ولا يتردد في البحث عن تمويل خليجي للعجز المالي العراقي! هوة ضخمة بين الواقعية السعودية التي تجسّدها خصوصاً زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز مصر وتركيا، والتي تنقل التعاون العربي الإسلامي إلى مرحلة التعاضد بدل التطاحن، والفعل بدل الشعارات، وبين محاولة إدارة أوباما استدراك أخطائها، في نهاية عهده. حين ودّع أوباما قادة دول الخليج بعد قمة كامب ديفيد (14-5- 2015)، كانت نصيحته «حاوروا إيران وافتحوا صفحة جديدة معها». كرر بالطبع التزام واشنطن أمن الخليج، وما حصل منذ نحو سنة، لا يشير إلى أي رغبة لدى طهران في وقف سياسة استعداء دول الجوار والاستعلاء عليها، وترك مصير سورية للسوريين والعراق للعراقيين، واليمن لليمنيين. وكل ذلك بالطبع يترافق مع «ديبلوماسية» التطاول والتهجُّم التي لم تعد حكراً على «الحرس الثوري» أو المتشدّدين ممن يظنون أن مصير المنطقة بيد إيران وحدها، ولسان الولي الفقيه... أو أنه في جيب الذين يشتمون أميركا ليلاً ونهاراً، لكنهم يزرعون خلايا التجسس والتخريب والتفجير في دول عربية إسلامية. وإذا كان إرسال طهران وحدات «كوماندوس» إلى سورية لدعم نظامها، وللإمعان في تحريضه على مزيد من القتال والقتل، يكفي للدلالة على أن إيران ليست في وارد تبديل موقفها من جهود الأمم المتحدة، ومسار جنيف ومرحلة الحكم الانتقالي، فالمفاوضات اليمنية المرتقبة في الكويت ستكون اختباراً آخر لقدرة الحوثيين على النأي بأنفسهم عن التحريض الإيراني.

الوجه الآخر للمأزق مع «الشراكة» الأميركية الذي كرّسه «حذر» أوباما وقوته «الناعمة»، أنه لم يتفهم المخاوف الأمنية والعسكرية الخليجية من النهج الإيراني الذي يراه أهل المنطقة مدمِّراً، ولا يقل خطورة عن كل ما ارتكبه «داعش». المأزق أبعد بكثير من وعود التسليح الأميركية وفواتير التسلُّح في عصر هبوط عائدات النفط. المعضلة أن سنوات طويلة من العقوبات الدولية على إيران، لم تبدّل نزوعها إلى الضغط على الجيران وترهيبهم، بذريعة حرصها على أمن الخليج وإبعاد القوى الأجنبية عنه.

وحين يفكر الأميركي في مطالبة الخليجي بتقديم مساعدات للعراق، لكي يتخطى أزمته المالية، يتناسى كم أهدر ساسة بغداد، حلفاء طهران ورعاة «الحشد الشعبي» المتهم بالتنكيل بعراقيين من السنّة. بصرف النظر عن الهوية المذهبية لهؤلاء وللمحاصرين في الفلوجة، يطلب الأميركي عملياً دعماً مالياً خليجياً لتعويم المحاصصة بين المتهمين بتكريس الهيمنة الإيرانية على قرار بغداد!

إنه وجه واحد للتهويم الأميركي والانفصال عن الواقع الذي تكرّس منذ حرص أوباما على إعلان انسحاب الولايات المتحدة من أزمات المنطقة، محرّضاً إيران على ملء الفراغ. والأكيد أن الارتباك الأميركي- الإيراني بدأ بالتدخُّل الخليجي لحماية استقرار البحرين، وتكرَّس مع قيادة السعودية التحالف العربي لمنع سقوط اليمن في الفلك الإيراني. أما ذروة الاندفاعة السياسية السعودية التي وضعت خلال زيارة الملك سلمان مصر وتركيا، آليات جديدة للشراكة مع البلدين الكبيرين، فتفتح صفحة لنظام إقليمي شعاره الواقعية، واحتواء الأخطار الهائلة للإرهاب... التكامل في السلم والحرب، وسد نوافذ التخريب بتحصين اقتصادات دول كبرى، وخلق فرص عمل تقي الشباب من رياح التطرُّف. وإلى حماية أمن اجتماعي لدول لا يمكن أن ينفعه أي دعم من الخارج، واضح أن أبرز مقتضيات تلك الواقعية، هو جهوزية عسكرية وطنية، تكون بمثابة ردع لأطماع الخارج. منذ العام 2011، سقطت المنطقة رهينة، بين شلالات دم وحدود تتأرجح على حرائق الخرائط، وحملات تهويل إيرانية، وغزل أميركي لطهران يكاد أن يعتبرها ضحية لـ «عداء» خليجي. لم يتعلّم أوباما بعد، أن كل عاصمة عربية توهّمت إيران دخولها دخول الفاتحين، ضيّعت استقرارها إن لم يكن هويتها. الاندفاعة السعودية حرب ديبلوماسية واقعية لاستعادة التوازن الباهظ وتنقية القرار العربي من شوائب الاختراقات، وكوارث سياسة الابتزاز بالتهويل بالفتن.

 

الكويت ونهاية الكابوس اليمني

خيرالله خيرالله/العرب/15 نيسان/16

لم يدخل وقف النار في اليمن حيز التنفيذ. بقيت جبهات عدّة مشتعلة. هذا لا يعفي من التفكير منذ الآن في ما إذا كان في الإمكان التوصّل إلى اتفاق سياسي يعيد الهدوء إلى بلد في حاجة إلى صيغة جديدة للحكم، بل إلى تركيبة مختلفة، خصوصا أن الحروب فيه لا يمكن أن تستمرّ إلى ما لا نهاية.

يُفترض أن تأخذ التركيبة، التي لا مفرّ من البحث فيها، في الاعتبار أنّ لا مجال بعد الآن لحكم اليمن من المركز، أي من صنعاء. تحقّق وقف النار أم لم يتحقّق، هناك جولة مفاوضات يمنية ـ يمنية في الكويت يوم الثامن عشر من نيسان – أبريل الجاري بإشراف الأمم المتحدة. ستكون جولة المفاوضات هذه في غاية الأهمية، كونها ستكشف ما إذا كان هناك من استعداد لمباشرة البحث في الصيغة الجديدة لليمن. بكلام أوضح، ستكشف جولة الكويت ما إذا كانت التسوية نضجت أم أن الحاجة إلى المزيد من الحروب بين اليمنيين في غياب القناعة لدى الحوثيين “أنصارالله”، المستفيدين إلى حدّ كبير من التحالف مع الرئيس علي عبدالله صالح، بأنّ لا مجال أمامهم لتنفيذ المشروع المكلفين به. تبلور هذا المشروع في الحادي والعشرين من سبتمبر – أيلول 2014 عندما استطاع “أنصارالله” وضع اليد على كلّ صنعاء. استطاعوا ذلك بفضل الحسابات الخاطئة للرئيس الانتقالي عبدربّه منصور هادي الذي رفض التصدي لهم، بموافقة وزير الدفاع، آنذاك، محمد ناصر أحمد علي، الذي كان بإمرته. لم يكن من تصدّ للحوثيين في محافظة عمران وهم في طريقهم إلى صنعاء التي بلغوها بسهولة. اصطدم الحوثيون باللواء 310 الذي كان على رأسه العميد حميد القشيبي القريب من الإخوان المسلمين، ومن الفريق علي محسن صالح الأحمر الذي أصبح قبل أيام قليلة نائبا لرئيس الجمهورية خلفا لخالد بحّاح. لم يحصل اللواء 310 على الدعم المطلوب، فأباده “أنصارالله” بدعم قبلي، واستولوا على ما لديه من أسلحة، بما في ذلك دبابات حديثة.

في صنعاء، كشف الحوثيون عن وجههم الحقيقي، خصوصا بعد فرضهم “اتفاق السلم والشراكة” بغطاء من عبدربه منصور هادي والأمم المتحدة التي كانت ممثلة، وقتذاك، بجمال بنعمر مبعوث الأمين العام. أكد زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي أن نظاما جديدا قام في البلد. يستند هذا النظام على ما أسماه “الشرعية الثورية”. قال صراحة إن نظاما جديدا قام مكان النظام الجمهوري الذي أُعلن في السادس والعشرين من أيلول – سبتمبر 1962، تاريخ سقوط نظام آل حميد الدين الإمامي. لم يتردد “حزب الله” في لبنان، عبر أمينه العام، عن الإعلان عن دعمه لـ”اتفاق السلم والشراكة” والإشادة به، مؤكدا بذلك أن إيران ليست بعيدة عن التطورات اليمنية، بل هي طرف فاعل ومباشر في البلد.

من هذا المنطلق، يمكن اعتبار جولة المفاوضات في الكويت مفصلية، خصوصا أن الكويت كانت دائما مكانا يساعد في التوصل إلى تسويات. هذا عائد أساسا إلى الاهتمام الكويتي القديم باليمن من جهة، وإلى عدم وجود أجندة كويتية في ما يخصّ البلد من جهة أخرى.

لدى الكويت اهتمام باليمن منذ التدخل العسكري المصري الذي أدّى إلى حرب غير مباشرة سعودية – مصرية في ستينات القرن الماضي. بقي الاهتمام الكويتي بعد الانسحاب المصري وبعد قيام دولة في الجنوب، حتّى عندما اتخذت هذه الدولة منحى ماركسيا وتحوّلت جرما يدور في فلك الاتحاد السوفياتي. وعندما اندلعت حرب بين الشمال اليمني والجنوب في 1979، كانت الكويت المكان الذي استضاف مفاوضات سلام ناجحة بين الجانبين. يبدو اليمن في حاجة إلى إعادة تركيب من أساسه بعد كلّ الذي حصل في السنوات الأخيرة، خصوصا منذ خطف الإخوان المسلمون “الربيع العربي”، الذي كان ثورة شبابية حقيقية انتهت بالطريقة المزرية التي انتهت بها وتخللها فاصلان مهمان. الأوّل محاولة الاغتيال التي استهدفت الرئيس السابق علي عبدالله صالح في الثالث من حزيران ـ يونيو 2011، والآخر خروجه من السلطة استنادا إلى المبادرة الخليجية في شباط ـ فبراير 2012 وتسليمه الرئاسة إلى نائبه عبدربّه منصور هادي وذلك لفترة انتقالية تستمرّ سنتين. ثمة واقع يمني لم يعد في الإمكان تجاوزه. استطاعت “عاصفة الحزم” كسر المشروع الإيراني في اليمن. المهمّ الآن الانتقال من هذه المرحلة إلى مرحلة جديدة تقوم على البحث عن صيغة مختلفة للبلد. تأخذ هذه الصيغة في الاعتبار أن لا مجال للعودة إلى الماضي بأي شكل. أما السؤال الكبير الأوّل الذي يطرح نفسه؛ هل من استعداد لدى “أنصار الله” للتوصل إلى تسوية مع “الشرعية” الممثلة، إلى إشعار آخر، بعبدربّه منصور وحكومته ونائب الرئيس الجديد الفريق علي محسن صالح الأحمر، قريب علي عبدالله صالح وعدوّه اللدود في الوقت ذاته؟

كان علي محسن صالح طرفا مباشرا في كلّ الحروب على الحوثيين منذ العام 2004. لا شكّ أن تسميته نائبا للرئيس تشير إلى تطوّر كبير في جانب الشرعية، خصوصا أنّه شمالي. ولكن هل انتماؤه إلى التيّار الديني المتشدّد (الإخوان والسلفيون) يخدم جولة المفاوضات في الكويت أم سيزيد من التعقيدات؟ هل يخدم وجود علي محسن صالح في موقع القرار الوصول إلى تسوية تتجاوز عقد الماضي، بما في ذلك عقدة المركز الذي اسمه صنعاء. الكثير سيعتمد على ما إذا كان هناك استعداد لدى الأطراف اليمنية للذهاب بعيدا في المصارحة والابتعاد عن الجمود، بما في ذلك الوحدة اليمنية. هذه الوحدة لم تعد قائمة. الأكيد أن ليس في الشمال من لا يزال متحمّسا للعودة إلى هذه الوحدة، كذلك في الجنوب. كذلك، لم يعد حل الدولتين المستقلتين قابلا للحياة. لو كان هذا الحل يشكّل حلا، لما كانت دولة الجنوب انتهت بالطريقة التي انتهت بها في أيار ـ مايو 1990.

يمكن اختزال المشكلة التي ستواجه جولة المفاوضات في الكويت بالآتي: هل في الإمكان إيجاد أي قاسم مشترك بين الحوثيين وعلي محسن صالح رجل “الشرعية” القويّ؟ ثمّ ماذا بعد إيجاد هذا القاسم المشترك الذي يحتاج إلى معجزة؟ ما العمل بالجنوب وكيف يمكن حلّ مشكلة تعز القريبة من عدن والبحث في مستقبل الجنوب؟ ما العمل أيضا بعلي عبدالله صالح، خصوصا في ضوء الحشد الكبير الذي أقامه في صنعاء يوم السادس والعشرين من آذار ـ مارس الماضي والذي أثبت من خلاله أن سيطرة الحوثيين على العاصمة تضعضعت؟ ستكون الكويت مكانا لتدوير الزوايا الحادة. هل تسود العقلانية والواقعية. على الأصحّ هل تعلّم اليمنيون شيئا من التجارب التي مروا بها منذ العام 2011، تاريخ المحاولة الانقلابية الفاشلة للإخوان المسلمين التي سمحت للحوثيين بالتمدد في كل الاتجاهات وتعميق تحالفهم مع علي عبدالله صالح الذي كان في الماضي القريب عدوا أساسيا لهم. لا تزال الحاجة إلى أيّام قليلة لمعرفة ما إذا كان الكابوس اليمني سيجد نهاية قريبة أم لا.

 

الحرس الثوري… ذراع السياسة الإيرانية

سالم الكتبي/العرب/15 نيسان/16

في عام 1997 انتخب الإيرانيون الرئيس “الإصلاحي” محمد خاتمي، واستبشر الكثيرون خيرا بوجوده في منصب الرئاسة الإيراني، وتجاهلوا أن هذا المنصب لا يضمن للجالس عليه التحكم بشكل حقيقي في مفاصل السياسة الإيرانية وتوجهاتها، وأن الرئيس ليس قمة هرم السلطة في النظام الثيوقراطي الإيراني. ولكن الغالبية، إقليميا ودوليا، انساقت وراء الخطاب السياسي الناعم للرئيس الأسبق خاتمي، واعتقدت أن إجادته للغة العربية ودراسته الجامعية للفلسفة تعنيان، بالضرورة، تحولا نوعيا في السياسة الخارجية الإيرانية، ولكن خاتمي بقي فترتين رئاسيتين مارس خلالهما تقية سياسية استشعر معها العالم بالخدر يسري في أوصاله، وأسهمت في ذلك تلك المبادرة التي شبعت جدلا ونقاشا وهي مبادرة، “حوار الحضارات” التي أطلقها خاتمي من فوق منبر الأمم المتحدة في مستهل فترته الرئاسية الأولى، تاركا إياها تتفاعل وتحدث الكثير من الضجيج وسط الدوائر البحثية والسياسية من دون خطة تنفيذية حقيقية تترجمها.

ولكن ما لبث الجميع أن أفاقوا على خبر وصول الرئيس السابق أحمدي نجاد إلى كرسي الرئاسة، منتهجا خطا سياسيا مغايرا تماما لسلفه، طاويا صفحة حوار الحضارات بعد أن حققت أهدافها، وتمّ تمرير الجزء الأكبر من البرنامج النووي الإيراني وإشغال المجتمع الدولي والقوى الكبرى عما يدور في مفاعلات بوشهر ونطنز وأصفهان وآراك وفوردو، بعيدا عن تلك المبادرة “الغطاء”، وجاء نجاد ليطلق تصريحه الشهير “القضية النووية انتهت، الأعداء لا يمكنهم سوى اللعب بقصاصات ورق، ولن يتمكنوا من القيام بشيء”، وبعدها بعامين عاد إلى نيويورك ليسخر من واشنطن داعيا باراك أوباما إلى حوار “وجها لوجه، من رجل إلى رجل” من فوق المنصة ذاتها التي تحدث خاتمي من فوقها عن التعايش والحوار العالمي. إيران اختارت أحمدي نجاد عضو الحرس الثوري الإيراني خلفا لخاتمي، وتجاهلت هاشمي رفسنجاني، وكلنا يعرف كيف تمضي اللعبة السياسية في إيران وفق معايير مشددة تضمن وصول الشخص المناسب لولي الفقيه إلى كرسي الرئاسة، وليس الشخص الذي يريده الشعب الإيراني، فلم يكن المرشد يريد وقتذاك رفسنجاني بعد تصريحاته التي تناثرت حول تأييده لإقامة علاقات جيدة مع واشنطن والتفاوض مع الغرب.

في عام 2013 انتخب الإيرانيون، كبير المفاوضين الإيرانيين حول البرنامج النووي الإيراني رئيسا للبلاد في توجه لم يكن يعكس تغيرا في استراتيجيات إيران بقدر ما انطوى على تغيرات على المستوى التكتيكي، فلم يكن الأمر مصادفة، فالأمور لا تمضي في بلاد الفستق والسجاد وفق منطق الصدفة، حيث أعطى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي ضوءا أخضر لتتويج ماراثون المفاوضات السرية مع القوى الكبرى باتفاق نهائي. اللافت أن روحاني وجد من انخدع مرة ثانية في رسائل ودلالات وصوله للمنصب، وانتشرت التحليلات والتقارير والدراسات حول مغزى وصول الرجل إلى رئاسة إيران، ودلالات ذلك بالنسبة للأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي، ولكن روحاني لم يخيب ظن من هم على علم ودراية عميقة بالسياسة الإيرانية، فأطلق في نهاية العام الماضي تصريحات انتقد فيها وزير خارجية دولة إقليمية كبرى مثل المملكة العربية السعودية قائلا بلغة لا تليق برئيس دولة لم يسبقه إليها من سبقوه في منصبه “هناك شبان بلا خبرة في أحد بلدان المنطقة لن يصلوا إلى أي مكان بمخاطبتهم الكبار بفظاظة”، في إشارة إلى عادل الجبير وزير الخارجية السعودي، وكانت تلك نبرة مغايرة تماما لتصريح آخر له كان قد أطلقه روحاني ذاته فور وصوله إلى السلطة وصف فيه المملكة العربية السعودية بأنها “شقيقة وصديقة لإيران في المنطقة”، مؤكدا وقتذاك رغبته في إزالة التوترات الطفيفة بين البلدين.

كلمة السر وراء تلك التحولات ليست في الأشخاص، الذين هم أدوات تنفذ إرادة المهندس الحقيقي للسياسة الخارجية الإيرانية، وهو المرشد الأعلى علي خامنئي، فهو من يختار الرجل المناسب لكل مرحلة.

في هذه الحالة قد يقول قائل “كيف نفهم إذن بوصلة السياسة الخارجية الإيرانية؟” والإجابة على هذا التساؤل بسيطة للغاية، فمن يريد فهم البوصلة عليه أن يتابع تصريحات قادة الحرس الثوري الإيراني، فخطوات وتصريحات قادته تعكس بوضوح إرادة المرشد الأعلى، الذي هو الرئيس الفعلي المباشر للحرس، الذي يشرف بشكل مباشر على البرنامج النووي والصاروخي الإيراني، وكذلك ترسانة إيران الكيميائية والبيولوجية.

وفي ضوء كل ما سبق يمكن أن نفهم ما وراء التصريحات العدائية التي أطلقها محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري الإيراني مؤخرا ضد كل من المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين، حيث نقلت وسائل إعلام إيرانية، ومنها وكالة تسنيم القريبة من الحرس الثوري، تصريحات جعفري في أول اجتماع للمجلس الأعلى لقادة الحرس في السنة الإيرانية الجديدة، حيث هدد بأن بلاده ستردّ على أيّ إجراء، خاصة من قبل السعودية والبحرين. والأمر هنا قد يبدو أيضا عاديّا للبعض باعتبار أن الردّ على أي إجراءات عقابية مسألة بديهية، وقد يكون الرد عقابيا ضمن إجراءات المعاملة بالمثل المتعارف عليها دوليا. ولكن ما لا يجب أن نتجاهله أن جعفري تحدث عن الرد في سياق حديث عن الصواريخ الإيرانية التي “باتت أكثر دقة وتدميرا من السابق”، وهي رسالة تهديد واضحة لدول مجلس التعاون. وما يؤيّد ذلك أن تصريحات جعفري قد صدرت عقب قرار المملكة العربية السعودية، حظر أجوائها ومطاراتها على شركة ماهان للطيران المدني، التابعة للحرس الثوري، واتهام مستشار وزير الدفاع السعودي أحمد عسيري إيران بأنها لم تعد عامل “عدم استقرار في المنطقة” فحسب، وإنما تسعى أيضا إلى إطالة أمد النزاعات في دول عربية عبر دعم ميليشيات مرتبطة بطهران. كما أن تصريحات جعفري قد أعقبت كذلك تصريحات تهديد أكثر غلظة وفظاظة وردت على لسان القيادي في الحرس الثوري الإيراني سعيد قاسمي، الذي طالب في مارس الماضي بضم مملكة البحرين إلى إيران. زاعما أن “البحرين محافظة إيرانية مقتطعة”. ناهيك عن أن جعفري ذاته لوح في تحدّ لدول مجلس التعاون بما وصفه بـ”سيف حزب الله” حيث قال إن “سيف أنصار الله سيبقى بتّارا أكثر من أي وقت مضى”، واصفا الحزب الذي يعدّ أحد أذرع إيران التي تستوجب البتر والاستئصال، بـ”أعظم ظاهرة في شرق المتوسط”، معلنا أن بلاده ستواصل دعم الحزب بكل ما لديها من قوة. الغطرسة الإيرانية التي ينطق بها قادة الحرس الثوري هي المرآة الحقيقية للسياسة الخارجية الإيرانية لمن يسعى إلى فهم ما وراء القناع الإيراني الزائف، ومن لا تخدعه “التقية السياسية”، فإيران التي تتحدث كثيرا عن ضرورة فتح صفحة جديدة في العلاقات مع دول مجلس التعاون، هي ذاتها التي تطلق السم من أفواه أفاعي الحرس الثوري.

*باحث وكاتب في القضايا السياسية – الإمارات العربية المتحدة

 

نحو دعم خليجي وعربي للمعارضة الإيرانية

داود البصري/السياسة/15 نيسان/16

التطورات المتسارعة في الشرق القديم، وتوسع الحرب السورية لتتحول لحرب “ميني عالمية” بعد دخول دول كبرى كالاتحاد الروسي، ودول اقليمية مهمة كايران التي وسعت من مجال تدخلها الذي كان مقتصرا على مجاميع استشارية من الحرس الثوري الايراني، تزايدوا مع مرور الأيام، ومجاميع أخرى من الميليشيات الطائفية الخاضعة للهيمنة الايرانية كعصابة حزب اللات اللبناني، وجماعات العصابات الطائفية العراقية والباكستانية والأفغانية، أمور أدت في نهاية المطاف لأن تتحول الشام لمنطقة قتل شاملة، تتحارب فيها ارادات وجماعات وأطراف متناقضة وفق هدف نهائي يتمثل في السيطرة على المنطقة. ويبدو أن معادلة الصراع على سورية والتي تتمثل في قوة وهيمنة من يسيطر عليها، تبقى هي السائدة في ظل الأوضاع الراهنة، والنظام الايراني الذي وضع كل ثقله الستراتيجي في خانة دعم النظام السوري حتى النهاية، يعلم بأن مصيره مرتبط جدليا بمصير النظام السوري. وأن معركته وجماعته هناك هي معركة المصير الواحد الذي لا انفصام عنه. وتطبيقا لذلك الواقع الذي عمل عليه الايرانيون بصبر وتركيز واستثمار طويل منذ العام 1980، فانهم لايملكون من خيار سوى الاستمرار في التوغل والغوص في الأوحال السورية من واقع الضرورة الستراتيجية الملحة . وعلى مستوى ادارة الصراع الاقليمي فإن النظام الايراني لم يحرص يوما على اخفاء أجندته الحقيقية في قلب الأنظمة العربية والخليجية تحديدا. كما لم يخف سعيه لاقامة المجال الحيوي الايراني والذي يستطيع فيه الجندي الايراني من التحرك بحرية ودون عوائق من كابول الأفغانية وحتى بيروت على البحر المتوسط مرورا بعاصمتي الخلافة الاسلامية بغداد ودمشق. وهو ما تحقق فعلا بعد الغزو الأميركي للعراق الذي كسح ذلك البلد المشرقي العربي المهم وجلب وكلاء النظام الايراني الذين رباهم على يديه للحكم في العراق من أمثال حزب الدعوة العميل أو عصابة آل الحكيم وغيرهم من الطائفيين القتلة الفاشست، ما حقق الطموحات الايرانية التاريخية بأقل تكلفة.

النظام الايراني يتعامل بحرية مع مختلف أحزاب وقوى المعارضة العربية ويقدم لهم كل الامكانيات وينسق حملات الدعم بشكل سري أو علني،ويترافق ذلك مع هجمة ايرانية منسقة على الشرق والجنوب العربي بعد أن اجتاح العراق بالكامل وجعل من الساحة السورية رأس رمح لتواجد وعبور قواته العسكرية واخترق كل قواعد وأسس اللعبة الاقليمية وملف ادارة الصراع، وهو ما يتطلب ردا عربيا معاكسا مساوياً في المقدار ومعاكساً في الاتجاه، يعتمد أساسا على فتح خطوط التواصل مع القوى الايرانية الوطنية المعارضة للنظام الايراني ومن التي تستطيع توفير خدمات جمة للدول العربية من خلال استشعارها بما يدور في العمق الايراني، وتوفير خدمات لوجستية ومعلوماتية لا تقدر بثمن يمكن من خلالها قراءة العقل السلطوي الايراني، تردد النظام السياسي العربي عن التعاطي مع ملف المعارضة الايرانية وخصوصا أكبر قواها وهي جماعة (مجاهدون خلق) صاحبة التاريخ النضالي الكبير والخبرة المتميزة في المقاومة الوطنية الايرانية والتي لها انتشار وشعبية واسعة في العمق الايراني وبما تمتلك من تاريخ نضالي وخبرات ميدانية، يمثل خللا جوهريا في ستراتيجية الاختراق للعمق الايراني وبناء جدار واق فعال ضد المخططات الايرانية هي أشد ما يحتاجه اليوم المعسكر المقاوم والمتصدي لنظام الملالي الفاشي العدواني، وقد يحتج بعض العرب بالقول ان جماعة مجاهدي خلق هي وجه آخر للنظام، وهي لا تختلف عنه من حيث التعصب القومي أو حتى الأهداف التوسعية! ولكن هذا القول والرأي لا يعبر عن حقيقة مطلقة، فالتحالفات السياسية تحتاج لمرونة قبل أي اعتبارات آيديولوجية وفكرية، وقد تحالف العالم الرأسمالي الغربي مع العالم الشيوعي الاشتراكي خلال الحرب العالمية الثانية في مقاومة النازية والفاشية في أوروبا والعالم رغم ما بينهم من خلاف، واختلاف وجهات النظر بين حركة المقاومة الوطنية الايرانية (مجاهدي الشعب الايراني) والحركات القومية العربية في عربستان والبلوشية أو الكردية أو الآذرية لا تعني أبدا انقطاع الحوار والتعاون المشترك للخلاص من الفاشية أولا، ومن ثم الوصول لبرنامج عمل وطني ايراني يلتفت لبناء الداخل وينهي العنصرية والقمع والارهاب، المهم ان الضرورات الستراتيجية الملحة تحتم على صانع القرار السياسي العربي الاسراع في فتح ملف التعاون الوثيق مع حركة المقاومة الوطنية الايرانية والاستفادة من تاريخها وارثها النضالي وخبراتها الميدانية وبناء علاقات مستقبلية قوية مع الشعوب الايرانية تنهي فصول الصراع العبثي وتؤسس لتعاون اقليمي، فايران في النهاية جارة أبدية للعالم العربي ويرتبط شعبها بوثاق تاريخي واجتماعي وثقافي وحضاري ضخم جدا يمكن استثماره في البناء لا الهدم والتخريب، انها فرصة لاكتشاف ايران الأخرى ايران الحضارة والتاريخ والمستقبل عبر مد اليد للمناضلين الايرانيين الأحرار.. نتمنى أن تترجم آراؤنا لتحرك سياسي حقيقي ينفتح على المعارضة من أجل اسقاط المنهج التخريبي العدواني واعادة ايران لشعبها، ومن الله التوفيق.

لا تهدروا الفرصة التاريخية المتاحة.

 

من حقيبة النهار الديبلوماسية أوباما والحليف السعودي

عبد الكريم أبو النصر/النهار/15 نيسان 2016

"لن تحدث أزمة في العلاقات بين أميركا والسعودية بعد تصريحات الرئيس باراك أوباما الى مجلة "اتلانتيك" التي أثارت وتثير جدلاً واسعاً وردود فعل سلبية سعودية وعربية، ولن تشهد العلاقات الاميركية – السعودية تدهوراً أو توتراً حقيقياً ولن تتغير في جوهرها وأهدافها وتوجهاتها ولن يتوقف أو يتعطل التعاون بين البلدين في أي مجال من المجالات الحيوية الثنائية أو الاقليمية أو الدولية". هكذا اختصر مسؤول غربي بارز في باريس وثيق الصلة بالادارة الاميركية الموقف بعد تصريحات أ وباما الى المجلة الاميركية والتي تضمنت ملاحظات على مسألتين أو ثلاث مسائل تتعلق بالسعودية. وشدد على أن "حقائق العلاقات الاميركية – السعودية القوية ثابتة والتعاون واضح ومتواصل بين البلدين الحريصين على روابطهما الوثيقة، وفي المقابل إن ملاحظات أوباما عابرة وهي مشابهة لملاحظات سلبية أبداها الرئيس الأميركي في هذه المقابلة تتعلق بعدد من الحلفاء الغربيين والاقليميين لاميركا ولم يتأثر بها فعلاً أي من هؤلاء. وليست مصادفة أن أوباما أعلن بعد نشر المقابلة أنه سيزور السعودية في الثلث الأخير من نيسان للتباحث مع قيادتها والمشاركة في القمة الخليجية في الرياض الأمر الذي يعكس حرصه على العلاقات الوثيقة مع الحليف السعودي".

وركّز المسؤول الغربي على الأمور الأساسية الآتية المتعلقة بتصريحات أوباما هذه:

أولاً، تحدث أوباما في هذه المقابلة عن السعودية على أنها دولة صديقة وحليفة وشدد على أهمية دورها، وهذا ينسجم مع الواقع.

ثانياً، رفض أوباما النظرية التي يروّج لها البعض والقائلة إن توقيع الاتفاق النووي مع إيران سيدفع أميركا الى التخلي عن تحالفها مع السعودية من أجل التعاون مع طهران بل قال في هذه المقابلة حرفياً: "لم أعتقد يوماً أنه يجب التخلي عن حلفائنا التقليديين السعوديين لمصلحة إيران". وفي المقال ذاته ذكرت سوزان رايس مستشارة أوباما لشؤون الأمن القومي "إن الاتفاق النووي مع إيران لم يهدف الى بدء مرحلة جديدة في العلاقات الأميركية – الايرانية بل أن الهدف كان ببساطة جعل دولة خطرة – أي إيران – أقل خطراً" من طريق الاتفاق معها على التخلي عن قدراتها التي تسمح لها بانتاج السلاح النووي.

ثالثاً، كلام أوباما هذا ينسجم مع الوقائع والحقائق أذ أن السعودية يربطها بأميركا تحالف استراتيجي وهي ليست على قائمة الإرهاب الأميركية بل إنها جزء من الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد "داعش" والتنظيمات الارهابية الأخرى. وفي المقابل ليست إيران دولة حليفة أو صديقة لأميركا وهي على قائمة الإرهاب الأميركية وتخضع لعقوبات أميركية قاسية بسبب دعمها الإرهاب ونشاطاتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة وخصوصاً في سوريا واليمن استناداً الى البيانات الاميركية الرسمية.

رابعاً، سجل أوباما في هذه المقابلة ملاحظة رأى البعض أنها تعكس موقفاً سلبياً من السعودية إذ قال: "إن التنافس بين السعوديين والايرانيين الذي ساعد على تغذية الحرب بالوكالة وانتشار الفوضى في سوريا والعراق واليمن يتطلب منا أن نقول لأصدقائنا وكذلك للإيرانيين إنهم يحتاجون الى ايجاد طريقة فعالة من أجل إيجاد نوع من السلام البارد بينهم وتقاسم المنطقة المجاورة لهم". وتظهر الحقائق والوقائع أن أميركا تدعم السعودية في حرب اليمن وتعارض السياسات الايرانية في العراق وفي المنطقة وتتعاون مع الرياض وجهات أخرى من أجل ايجاد حل سياسي للأزمة السورية تشمل رحيل بشار الأسد عن السلطة وقيام نظام جديد وترفض سياسات إيران المتمسكة ببقاء الأسد وبمواصلة الخيار العسكري.

خامساً، قلل أوباما في هذه المقابلة أهمية منطقة الشرق الأوسط واشتكى من مشاكلها المتعددة، لكن هذا موقف شخصي يتناقض مع الاهتمام الكبير الذي توليه الادارة الأميركية لهذه المنطقة وهو موقف يرفضه الكثير من المسؤولين الأميركيين الحاليين وعلى رأسهم وزير الخارجية جون كيري ويرفضه أيضاً الكثيرون من المسؤولين الأميركيين السابقين وعلى رأسهم المرشحة الديموقراطية للرئاسة هيلاري كلينتون. وموقف أوباما الشخصي هذا يتناقض مع الحقائق اذ ان مسؤولاً أميركياً كبيراً أبلغ المسؤولين الفرنسيين أخيراً أن ثمانين في المئة من النقاشات في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض تتركز على قضايا منطقة الشرق الأوسط والدول المجاورة لها. وخلص المسؤول الغربي الى القول: "سيشدد أوباما في زيارته المقبلة للرياض على أهمية التحالف الأميركي – السعودي وسيتفق معه السعوديون في هذا الشأن، لأن الحقائق والوقائع ثابتة والملاحظات الشخصية عابرة".

 

جسور سلمان وجدران إيران

نديم قطيش/الشرق الأوسط/15 نيسان/16

ليس الجسر منشأة هندسية وحسب. الجسر فكرة ومفهوم. وهو، ربما إلى جانب محركات البخار والطائرات، من الاختراعات التي لازمت فكرة النهوض والتقدم، والانتصار على الجغرافيا. كل نشاط تقدمي في حركة الإنسان، اقترن بتطويع ما للجغرافيا، والتحايل على عقباتها، متجاوزًا بالاتصال مكونات الفصل.

في العالم الحديث، صارت الجسور ضوئية أيضًا. ملايين الألياف والوسائط الافتراضية التي تصل نقاطًا على سطح الكوكب لم يكن وصلها ممكنًا. باراغ خانا، أحد أبرز المفكرين الشباب، وأحد أكثر الشخصيات تأثيرًا في العالم، صاغ مفهومًا حديثًا لوصف خريطة العالم الراهن. ثمة خريطتان، يقول الرجل، في محاضرة باهرة في تقديم كتابه «جغرافيا الاتصال» «Connectography»، العالم كما نعرفه، والذي تحدده الخطوط السياسية للخرائط، والعالم كما نستخدمه، والذي تحدده خطوط الاتصال المادية والافتراضية. العالم وفق هذه النظرية ليس مقسومًا بين شرق وغرب، أو جنوب وشمال، أو معسكر شيوعي مقابل معسكر ليبرالي، بل بين مجموعة الدول، أو المدن في حالات كثيرة، المتصلة، وتلك التي تعاني من نواقص الاتصال. ليس طول الحدود البحرية وحده ما يصنع الفرق، بل طول الألياف الضوئية ومستوى انخراطها الاتصالي بألياف أخرى. المطارات، القنوات المائية، الجسور، الموانئ البحرية والنهرية، وغيرها من وسائط اتصال مادية وافتراضية وبنى تحتية، هي محددات القوة السياسية والاستراتيجية في القرن الحادي والعشرين، بل محددات الخريطة غير المرئية للعالم الذي نعيش فيه فعلاً، خلافًا للعالم الواقعي الذي اعتدنا على العيش فيه افتراضيًا. هذه مفارقة مهمة. نعيش واقعيًا في عالم شبه افتراضي، في مقابل عيشنا شبه الافتراضي في العالم الواقعي الذي تدربنا على رؤيته وفهمه. فما يحدد العلاقة بين سياتل وتيجوانا، أو فانكوفر ومكسيكو سيتي، أو توغو وجوهانسبورغ، أو بكين وغيرها، ليس الحدود الجغرافية التي نراها على الخريطة، بل الخطوط الافتراضية والمادية التي تصل بين هذه النقاط والمدن، وتصنع مقومات القوة والتقدم.

في هذا الواقع التحولي على مستوى العالم، جاءت الأنباء عن تجديد الالتزام ببناء الجسر بين المملكة العربية السعودية ومصر، أو بين آسيا وأفريقيا فوق مياه البحر الأحمر.

الفكرة ليست جديدة. طرحت بداية عبر دراسات أولية عام 1988. ثم تقرر وضع حجر الأساس للمشروع عام 2006، قبل أن يتم التراجع عن الخطوة لأسباب سياسية، بينها ضغوطات مارستها إسرائيل على نظام الرئيس حسني مبارك، ثم أثير المشروع مرارًا عامي 2011 و2012، فيما أعلنت وزارة النقل السعودية تاريخًا مبدئيًا للعمل بالمشروع في منتصف 2013. وتنوعت المخططات الهندسية للمشروع، وتباينت مقاييسه ونقاط انطلاقه ونقاط وصوله ومسارات مروره. غير أنه للمرة الأولى يبدو المشروع أقرب إلى التحقق والواقع، لا سيما في توقيت حساس يمر به العالم العربي على مستويات الاقتصاد والسياسة، تحكمه متغيرات تتحرك بسرعات قياسية. «جسر سلمان» جزء من عقيدة جسور أوسع تتبناها المملكة، جسر جوي للأمن في اليمن، وجسر سياسي عسكري إسلامي جسدته مناورات «رعد الشمال»، وجسر دبلوماسي وسياسي مع روسيا، وجسور نامية مع الصين والهند، وجسور اقتصاد وتنمية مع مصر، كان من بينها جسر سلمان، فيما الهدف الأعمق جسر عروبة حديثة ناهضة واثقة فاعلة ومتحركة، ومنخرطة إيجابيًا في العالم. حاولت العروبة الناصرية، بناء جسور عقائدية، شابها من الاضطراب أكثر بكثير مما حملت من مكونات الانسجام. فكانت الوحدة السورية المصرية، تجسيدًا لهذا الافتعال، وكان انهيارها مريعًا. ثم جاءت عروبة البعث، لتقترح التوحيد القسري والاستحواذ العنيف، من بعث سوريا وعلاقته بلبنان ومنظمة التحرير الفلسطينية، إلى بعث العراق وعلاقته بالكويت وما بينهما من عسكر ومخابرات وسجون. وهي صفحات تطويها اليوم عروبة «جسور سلمان»، التي تواجه أيضًا، في الداخل، جدران إيران. الجدران التي يحاول تشييدها نظام الملالي بين المكونات الاجتماعية في الدولة الوطنية العربية، أو بين الدول نفسها، عبر اختطاف جزء من مكوناتها. جدران بين الشيعة والسنة، جدران بين اليمنيين، جدران بين العراقيين، جدران بين أهل الخليج، وبين دوله في مرحلة سابقة. ولعل لبنان يشكل أبرز نجاحات الملالي حتى الآن في رفع الجدران بين الوطن الصغير والمملكة.

في فيلمه الأخير «جسر الجواسيس» يعيد المخرج الأميركي ستيفن سبيلبرغ بناء رواية «جسر غلينيكه»، أحد أشهر الجسور بالعاصمة الألمانية برلين، والذي يصل بينها وبين مدينة بوتسدام. في السنوات الأولى للحرب الباردة، ومع بناء جدار برلين، أقفلت سلطات ألمانيا الشرقية الجسر في وجه مواطني ألمانيا الغربية. وما لبث أن تحول الجسر مسرحًا سريًا لتبادل الكثير من الأسرى والعملاء والجواسيس بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي. ارتفع الجدار وألغي الجسر. غير أن واحدة من المفارقات بالغة الدلالة، أنه حين هدم جدار برلين، أعيد ترميم «جسر الجواسيس»، وفتح أمام المشاة ليعود إلى وظيفته الأولى. الوصل في مواجهة الفصل. وحدها الجسور تستمر وتحيا، فيما الجدران مصيرها العدم. جسور سلمان ستزدهر، أما مصير جدران طهران، فلن يختلف عن مصير جدار برلين.

 

لماذا فشلت "مقامرة" أوباما؟

أمير طاهري/الشرق الأوسط/15 نيسان/16

يوقع الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال الأيام القليلة القادمة على أمر تنفيذي جديد بشأن تمديد تعليق بعض العقوبات ضد إيران، في سياق اتفاق ضمني غير موقع عليه يهدف إلى كبح جماح البرنامج النووي الإيراني. تقول واشنطن «إن إيران التزمت بتعهداتها من الاتفاق ضمن ما يسمى بخطة العمل الشاملة المشتركة». ومع ذلك، ونظرًا لأن هذه الخطة ليست معاهدة دولية، ولا هي اتفاقًا ملزمًا لأي طرف، فلا يمكن لأوباما رفع العقوبات عن إيران بكل بساطة. وكل ما يستطيع الرئيس الأميركي فعله هو تعليق العمل ببعض من تلك العقوبات لفترات من الوقت تراوح بين 90 و180 يومًا بحد أقصى. ولقد مرر الكونغرس الأميركي، ابتداء من عام 1995، سلسلة من القوانين المعنية بفرض العقوبات على إيران، ولكنه منح الرئيس حق اتخاذ القرار في كيفية سريان العقوبات ودخولها حيز التنفيذ. ولقد وقع الرؤساء كلينتون، وجورج دبليو بوش وأوباما، الأوامر التنفيذية التي صعّدت من تلك العقوبات، ولكنهم كانوا غير قادرين بمنتهى البساطة على رفعها تمامًا. أكد المسؤولون في إدارة الرئيس أوباما، رغم ذلك، أن العقوبات الأميركية الأخرى بحق إيران سيستمر العمل بها. حيث صرح جاكوب ليو، وزير الخزانة الأميركي، في يناير (كانون الثاني) من هذا العام قائلاً «إننا جميعنا نستهدف الأنشطة الموجبة للعقوبات، بما في ذلك تلك الأنشطة ذات الصلة بدعم إيران للإرهاب الدولي، وعدم الاستقرار الإقليمي، وانتهاكات حقوق الإنسان، وتطوير القدرات الصاروخية الباليستية».

والأمر التنفيذي، من ثماني صفحات، الذي يعزم الرئيس الأميركي التوقيع عليه، يوقف عمل أربعة أوامر تنفيذية أخرى، ويعدل من صيغة أمر تنفيذي خامس. ولكن هناك ثمانية أوامر تنفيذية أخرى تتعلق بفرض العقوبات الأميركية على إيران، لا تزال سارية المفعول من دون تغيير بشأنها. أيضًا، ومع ذلك، فإن الرفع الكامل لحزمة العقوبات الدولية المفروضة على إيران هو عين ما تعهد به الرئيس الإيراني حسن روحاني، وفريقه الرئاسي المعروف داخليًا باسم «فتيان نيويورك». أعلن الرئيس روحاني في يوليو (تموز) الماضي، أن إيران لن توقع على شيء ما لم «يتم رفع العقوبات كافة في اليوم نفسه». وسواء وقع الرئيس الإيراني ضحية أوهامه الذاتية، أو لعله تلقى وعودًا كاذبة من قبل الأميركيين، فتلك نقطة نقاش هامشية. ففي نهاية المطاف، لم يتم رفع أي عقوبات عن إيران، ولم توقع الأخيرة على أي شيء في المقابل.

بدلاً من ذلك، قررت الإدارة الأميركية مع الفصيل الموالي لرفسنجاني، والذي يعد روحاني أحد أضلاعه، المراوغة حول القضية عن طريق اختراع ما يعرف بـ«الاتفاقية غير الرسمية»، وهي الوثيقة التي تبلغ صفحاتها 179 صفحة، لكنها لا تزال تعد «غير رسمية»؛ نظرًا لأنه ما من أحد قد وقع عليها حتى الآن.

أعلن روحاني تلك الخطوة، واصفًا إياها بأنها «أعظم انتصار دبلوماسي في تاريخ الإسلام». ولقد كان أوباما على القدر نفسه من الابتهاج والجزل في مدحه لـ«الفرصة التي تتاح مرة واحدة في الحياة». وكان وصف الملالي في إيران لخطة العمل الشاملة المشتركة هو المختصر الفارسي المعروف باسم «بارجام».

وبعد ما يقرب من أربعة أشهر يبدو أن الرئيس روحاني اعتبر أن «بارجام» هي عبارة عن سلسلة من التحركات عبر مجموعة من القضايا، بدلاً من كونها حادثة مفردة ذات تركيز محدد على النزاع النووي. وكان ذلك هو السبب وراء حديثه الأخير حول «بارجام» الثانية و«بارجام» الثالثة... وهكذا دواليك.

ولكن ما الذي يعنيه الرئيس الإيراني؟ نظرا لأن الملالي في إيران لا يتحدثون صراحة قط، فلا يمكن للمرء سوى التكهن بشأن الإجابة. قد يساور الرئيس الإيراني الآمال بأن الاتفاق غير الرسمي سيساعده في إطلاق الخطة «بارجام» الثانية في صورة جهود منسقة لكسب السيطرة على مجلس الشورى الإسلامي، أو ما يعرف بالبرلمان الإيراني المصطنع، ومجلس الخبراء، الذي من صلاحياته اختيار «المرشد الإيراني الأعلى » أو رفضه. من الواضح أن أوباما قد قامر حول تلك الآمال، وفعل كل ما في وسعه لمساعدة الفصيل الموالي لرفسنجاني. أفرج أوباما عن 1.7 مليار دولار من الأصول الإيرانية المجمدة قرابة نهاية السنة الإيرانية لمساعدة روحاني في سداد مكافآت نهاية العام وسداد الرواتب المتأخرة لبعض من الموظفين الحكوميين عشية الانتخابات. ومن سوء الطالع بالنسبة لأوباما، وعلى الرغم من أن الفصيل الموالي لرفسنجاني قد أحسن صنعًا في انتخابات طهران، إلا أنه أخفق في الفوز في انتخابات أي من المجلسين الكبيرين الحاسمين. وبالتالي، فإن السيناريو الذي سيُغلق «المعتدلون» هذا الفصل من المسرحية الثورية الإيرانية، ويحولون إيران إلى دولة قومية طبيعية وفقًا له، قد واجه عقبة كبيرة في الطريق. وكانت خطة «بارجام» الثالثة لدى روحاني من المفترض أن تأتي في صورة تحول في الاقتصاد الإيراني، والذي ظل يعيش على جهاز الإنعاش منذ عام 2012، وفي جزء من ذلك يرجع إلى الهبوط العالمي الكبير في أسعار النفط. وتقدر الأصول الإيرانية المجمدة في الخارج بما بين 50 و150 مليار دولار، والتي إذا ما أتيحت للحكومة الإيرانية، يمكنها المساعدة في إحياء اقتصاد البلاد المحتضر.

ومع ذلك، فلم يحدث من ذلك شيء.

بعض الدول المدينة لإيران بمبالغ تصل إلى 28 مليار دولار، مثل الصين والهند، عرضت سداد ديونها عن طريق السلع والخدمات، مما يعد دعوة فاعلة موجهة إلى إيران للدخول في المقايضات التجارية. ولكن جُل الأموال، المحتجزة في المصارف الغربية، لا يمكن الإفراج عنها فورًا بسبب أن تلك العملية تتطلب مجموعة معقدة من الإجراءات من قبل واشنطن، والتعاون المسبق بين المصارف الأميركية والأوروبية. ووفقا لتصريح صادر عن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في فبراير (شباط) الماضي، فإن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، قد تعهد بـ«العمل الجاد على إزالة العقبات المالية عن طريق إيران»؛ حتى يتسنى للجمهورية الإسلامية الوصول إلى أصولها المجمدة لدى الغرب.

ويعتقد بعض المحللين، أن واشنطن تتباطأ في التحرك حول هذه المسألة؛ انتظارًا لما تسفر عنه نتائج الانتخابات الإيرانية في مارس (آذار). ونظرًا لأن الفصيل الموالي لرفسنجاني لم يفلح في تأمين الفوز في الانتخابات، كما تعهد، انقضى السبب لدى واشنطن التي كانت لأجله ستسرع من عملية وصول إيران إلى الأموال المجمدة في المصارف الغربية، التي يمكن استخدامها من قبل المعسكر المتطرف في طهران في مواصلة تنفيذ الطموحات الثورية الإيرانية. ومن شأن الخطة «بارجام» الثالثة أن تهدف إلى مضاعفة العلاقات التجارية الإيرانية، وخصوصًا مع دول الاتحاد الأوروبي. ويعلم الملالي في إيران أن الاتحاد الأوروبي يعاني حالة ركود اقتصادي عميقة، ودول الاتحاد متعطشة للتعاقدات الباهظة مع طهران. ولقد كان روحاني مستعدًا أيما استعداد للرضوخ. ولقد عمد الرئيس الإيراني، عبر سلسلة متوالية من الزيارات إلى مختلف العواصم الأوروبية إلى جانب استضافة عديد من الزعماء الأوروبيين في طهران، إلى التوقيع على التعاقد تلو التعاقد. ووفقًا لتقديري، وبأي حالة من الأحوال الشاملة، فإنه قد وقع على ما مجموعه 85 تعاقدًا بقيمة إجمالية تبلغ نحو 100 مليار دولار مع 15 دولة أوروبية. ولقد أشرف وزير النفط بيغن زنكنه على إعداد الخطط التي تتطلب ما يربو على 300 مليار دولار من الاستثمارات في موارد النفط والغاز الطبيعي الإيرانية.

فلنطلق عليها اسم «حمى التوقيع»، أو متلازمة التوقيع التعاقدي المجرد، إذا ما شئتم، ولكن هناك حقيقة مفادها أن «إيران ليست لديها ذلك القدر من الأموال». يقول وزير النقل في الجمهورية الإسلامية، عباس أخوندي، وهو على ما يبدو رجل على مستوى المسؤولية: إن «إيران ستبتاع الأشياء التي وقعت على التعاقدات بشأنها إذا ما وفر البائعون الأموال اللازمة لإتمام التعاقدات». بعبارة أخرى، قد تجد إيران نفسها في القريب العاجل في وسط سوق رأس المال العالمية باحثة عن القروض الضخمة! تدرك الدول الأوروبية، والدول الأخرى التي وقعت معها إيران على التعاقدات، أن الجمهورية الإسلامية تفتقر وبشدة إلى الأموال. ولكنهم يعلمون كذلك أن إيران تملك ضمانات في صورة الموارد الضخمة من النفط والغاز المحلي، وتعداد سكاني يبلغ 78 مليون نسمة، وطبقة وسطى ذات ارتياح معقول، ومجال واسع من التنمية الزراعية والصناعية. وإنها لتسديدة موفقة، غير أنها ليست تسديدة بأي حال من الأحوال. وخلاصة القول، تحتاج إيران إلى أن تتحول إلى دولة مدينة؛ حتى يمكنها الانضمام إلى النظام المالي العالمي، وهي الاستراتيجية نفسها التي اعتمدها بوريس يلتسين، الرئيس الروسي الأسبق، في أعقاب انهيار الإمبراطورية السوفياتية. ولكن الآن، وفي هذا التوقيت بالضبط، يطلق المرشد الأعلى خامنئي استراتيجية «الاقتصاد المقاوم» من الاعتماد على الذات، والحد من التجارة الخارجية. فعدنا من حيث بدأنا. ليس بمقدور إيران تغيير المسار حيال أي قضية حتى تتمكن من تسوية الصراع الداخلي على السلطة في المركز الذي يدور الجدال فيه حول سؤال واحد: هل تريد إيران لأن تصبح دولة أم مجرد ثورة؟