المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 22 نيسان/2016

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.apri22.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فَقَالَ لَهُم يَسُوع: «أَنَا هُوَ، لا تَخَافُوا

وَلْيُثَبِّتْ قُلُوبَكُم في القَدَاسَةِ بِغَيرِ لَوْم، في حَضْرَةِ إِلهِنَا وأَبِينَا، عِندَ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوع في صُحْبَةِ جَميعِ قِدِّيسِيه

 

عناوين الأخبار اللبنانية

مقابلة النائب وليد جنبلاط من تلفزيون ال بي سي فيديو ونص

ملخص مقابلة النائب وليد جنبلاط من تلفزيون ال بي سي

مسؤول أميركي في لبنان لإطلاع قياداته على حيثيات قرار “منع تمويل حزب الله”

الهبر لـ "السياسة": أفكار بري "تشاطر" على الدستور لتأمين التشريع

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 21/4/2016

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الخميس الواقع في 21 نيسان 2016

سلام غادر الى نيويورك

بري استقبل جونز ومايلز ووفدا فلسطينيا الاحمد: للتعاون الى أبعد الحدود مع الاجهزة الامنية اللبنانية

فرنجية عرض الاوضاع مع لاسن

القاء القبض على قاتل جوزف القاصوف

 وأصبح للبشير حفيدة

إسرائيل: الحرب المقبلة مع "حزب الله" ستكون وخيمةً ومدمّرةً

هل يردّ "حزب الله" على التدابير المالية الأميركية بالتشدد أو بالإفراج عن الانتخابات الرئاسية؟

سامي الجميّل: التشريع خطأ وعون وفرنجية لن يصلا مع النصف زائد واحد وأقبل بشامل روكز رئيساً/رضوان عقيل/النهار

مفارقتان تطبعان الانتخابات البلدية والاختيارية نجاح إجرائها إخراج لكثيرين وإحراج لآخرين/حبيب شلوق/النهار

بري يدعو مطلع الاسبوع هيـئة المكتب للانعقاد ويسعى لتوفير اكبر مشاركة مسيحية في الجلسة

 قاطيشا: "الانتخاب" اوّلاً او لا مشاركة في التشريع

ابو دهن: سننقل رسـالتنا الى العالم اجمـع وحضور شعبي كثيف لفيلم تدمر في سويسرا

شمس الإستقرار/أحمد الأسعد

ماذا جرى بين الحريري وبن سلمان؟

حزب الله جنّد عملاء اماراتيين عن طريق الجنس

مقتل اثنين من “مشاة البحرية” الإيرانية في سوريا

عسيري: الخليج حريص على استقرار لبنان وسلام مرحب به في اي وقت

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الحسيني أولم تكريما للنائب الاول للرئيس الايراني

عون عرض مع وفد استرالي الاوضاع والعلاقات الثنائية

رئيس الكتائب استقبل الوفد البرلماني الاوروبي: اقتراحات للخروج من الازمات

 ماروني: الاولوية لاقرار قانون الانتخاب

جابر: لا اتفاق حتى الآن على قانون الانتخاب

سليمان خلال رعايته مؤتمر أطباء الأسنان في البلمند: هناك ضرورة لتشكيل هيئة وطنية لإعادة النازحين

مقبل عرض وقهوجي أوضاع المؤسسة العسكرية واجراءات الجيش لمواجهة الإرهاب

حوري واوغاسابيان في حوار عن التشريع والرقابة في قضايا الاتصالات: لتطبيق القوانين ومعاقبة مرتكبي فضيحة الانترنت

المؤسسة اللبنانية المسيحية: باشرنا لقاءات مع لبنانيين أميركيين لامعين للتوعية على أهمية التسجيل في لبنان

شهيب: السيطرة على انفلونزا الطيور في النبي شيت ولا داعي للذعر ونتائج المسح الوبائي ستعلن بشفافية

اقتـــراح "تعديـل الدســتور" حضر في الحـوار بيـن حرب ورعــد ولا مبرر سياسيا وقانونيا لتعطيل حزب الله "الرئاسة".. وأسبابه كشفها فرنجية!

القمة الاميركية– الخليجية: العراق وسوريا واليمن والارهاب.. ونتنياهو في موسكو

مبادرة بري تحت مجهر التمحيص السـياسي والتجاوب المسـيحي غير متــوافر

ايرولت وموغريني يبحثان غدا تحضيرات مجموعة الدعم في بيروت والاسـتحقاق

"بين عون وفـرنجية عتب رئاسـي لا يلغـــي الاحتـرام" والتيار يريد تأييد "الجنرال" وأبواب الرابية مفتوحة أمام "ابنها"

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

نتنياهو من موسكو: الجولان خط أحمر

خطاب الاسترضاء يفشل في جسر الهوة مع الخليجيين

تفاؤل حذر يرافق انطلاق محادثات السلام اليمنية في الكويت

المكسيك: 13 قتيلا على الاقل في انفجار مجمع بتروكيميائي

التعثر في مسارات التسوية الاقليمية مؤشر لغياب الاتفـاق الرؤيوي ومواجهة "داعش" توجب وحدة داخلية عراقية وتفاهما ودعما خارجيا

"اتفاقية باريس للمناخ" العين علــى لقاء كيري – ظريف وملف لبنان ليس في صلبه والتركيز على مرحلة تعاط جديدة

"ليبراسيون": الحل بالانتخابات النيابية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان.. الدولة الوطنية وعباءة الولي الفقيه/فاروق يوسف/العرب

لهذه الأسباب يعتبر الحريري الانتخابات البلدية كنزاً ثميناً/علي الأمين /جنوبية

انتخاب رئيس للبنان... خروج على «الإجماع»/ حسان حيدر/الحياة

لبنان يرضخ للعقوبات الأميركية ضد "حزب الله".. والمطار مشبوه/منير الربيع /المدن

ما تطرحه زيارة هولاند للبنان/خيرالله خيرالله /العرب

هولاند في بيروت: الحصاد المقبل/محمد قواص/العرب

استمرار الشغور الرئاسي الى أجل غير معروف يثير المخاوف على استمرار الاستقرار الأمني/اميل خوري/النهار

دومينو الهروب/ نبيل بومنصف/النهار

لبنان لا يُزار يا هولاند/حـازم الأميـن/لبنان الآن

التحالف الانتخابي المسيحي/ميـرا عبـدالله//لبنان الآن

تمرين إيراني و روسي بالذخيرة الحية في الأجساد العربية/داود البصري/السياسة

السنيورة محاضرا في بوسطن : المسؤولية تقع على كاهل العرب المعتدلين في ما يخص الحث على إصلاحات دينية في المنطقة/الوطنية

الراعي في ندوة عن كتاب "المطران يوسف رزق الجزيني": لتكن قصة هذا الكبير عبرة للأجيال فلا مدرسة أعظم من مدرسة التاريخ/الوطنية

من حقيبة النهار الديبلوماسية - سوريا: الرئيس الموقّت والنظام الجديد/عبد الكريم أبو النصر/النهار

قوة التفاهم الأميركي ـ الروسي «تفرض» نجاح التفاوض السوري/ثريا شاهين/المستقبل

مسارات الحلول مقفلة/أسعد حيدر/المستقبل

بين خط أحمر لإيران وآخر لإسرائيل هل فُتح باب المساومات ورفع الأثمان/روزانا بومنصف/النهار

نظام الأسد مستميت على قتل مبدأ «الانتقال السياسي»/عبدالوهاب بدرخان/الحياة

 

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

فَقَالَ لَهُم يَسُوع: «أَنَا هُوَ، لا تَخَافُوا

إنجيل القدّيس يوحنّا06/من16حتى21/:"لَمَّا حَلَّ المَسَاء، نَزَلَ التَلامِيذُ إِلى البَحر. فَرَكِبُوا سَفِينَةً لِيَعْبُرُوا البَحْرَ إِلى كَفَرْنَاحُوم. وخَيَّمَ الظَّلامُ ولَمْ يَكُنْ يَسُوعُ قَد لَحِقَ بِهِم. وهَبَّتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ فَهَاجَ البَحْر. وبَعْدَمَا جَذَّفُوا نَحْوَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ غَلْوَةً أَو ثَلاثِين، شَاهَدُوا يَسُوعَ مَاشِيًا عَلى البَحْرِ مُقْتَرِبًا مِنَ السَّفِينَة، فَخَافُوا. فَقَالَ لَهُم يَسُوع: «أَنَا هُوَ، لا تَخَافُوا».فَأَرَادُوا أَنْ يُصْعِدُوهُ إِلى السَّفِينَة، وإِذَا بِٱلسَّفِينَةِ تَصِلُ إِلى الأَرْضِ الَّتِي كَانُوا ذَاهِبينَ إِلَيْهَا."

 

وَلْيُثَبِّتْ قُلُوبَكُم في القَدَاسَةِ بِغَيرِ لَوْم، في حَضْرَةِ إِلهِنَا وأَبِينَا، عِندَ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوع في صُحْبَةِ جَميعِ قِدِّيسِيه

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل تسالونيقي03/من01حتى13/:"يا إخوَتِي، لَمَّا لَمْ نَعُدْ نُطِيقُ ٱلٱنْتِظَار، إِرْتَضَيْنَا أَنْ نَبْقى وَحْدَنَا في أَثينَا، وأَرْسَلْنَا إِلَيْكُم طِيمُوتَاوُس، أَخانَا، ومُعَاوِنَ اللهِ في إِنْجِيلِ الْمَسِيح، لِيُثَبِّتَكُم في إِيْمَانِكُم ويَعِظَكُم، فلا يَتَزَعْزَعَ أَحَدٌ في هذِهِ الضِّيقَات، وأَنْتُم أَنْفُسُكُم تَعْلَمُونَ أَنَّنَا جُعِلْنَا لِذلِكَ. ولَمَّا كُنَّا عِنْدَكُم، كُنَّا نُنْبِئُكُم أَنَّنَا سَنُعَاني الضِّيقات، وهذَا مَا حَدَث، كَمَا تَعْلَمُون. لِذلِكَ، أَنا أَيضًا، إِذْ لَمْ أَعُدْ أُطِيقُ ٱلٱنْتِظَار، أَرْسَلْتُ أَسْتَخْبِرُ عَنْ إِيْمَانِكُم، لِئَلاَّ يَكُونَ المُجَرِّبُ قَدْ جَرَّبَكُم، ويَذْهَبَ تَعَبُنَا بَاطِلاً. أَمَّا الآنَ فقَدْ عَادَ طِيمُوتَاوُسُ مِنْ عِنْدِكُم إِلَيْنَا، وبَشَّرَنَا بإِيْمِانِكُم ومَحَبَّتِكُم، وبِأَنَّكُم تَذكُرُونَنَا عَلى الدَّوَامِ ذِكْرًا طيِّبًا، وَأَنَّكُم مُشْتَاقُونَ إِلى رُؤْيَتِنَا كَما أَنَّنَا نَحْنُ مُشْتَاقُونَ إِلى رُؤْيَتِكُم. لِذلِكَ تَعَزَّيْنَا بِكُم، أَيُّهَا الإِخْوَة، في شِدَّتِنَا وضِيقِنَا، بِفَضْلِ إِيْمَانِكُم. وإِنَّنَا الآنَ نَحْيَا، بِمَا أَنَّكُم أَنْتُم ثَابِتُونَ في الرَّبّ. فَأَيَّ شُكْرٍ نَسْتَطيعُ أَنْ نُؤَدِّيَ إِلى اللهِ مِنْ أَجلِكُم، عَنْ كُلِّ الفَرَحِ الَّذي نَفْرَحُهُ بِكُم، في حَضْرَةِ إِلهِنَا؟ ونَحنُ نَطلُبُ إِلَيهِ بإِلْحَاحٍ لَيْلَ نَهَار، أَنْ نَرَى وَجْهَكُم، ونُكَمِّلَ مَا نَقَصَ مِنْ إِيْمَانِكُم. عَسَى أَنْ يُقَوِّمَ طَرِيقَنَا إِلَيكُمُ اللهُ أَبُونَا نَفْسُهُ، ورَبُّنَا يَسُوع! وَلْيَجْعَلْكُمُ ٱلرَّبُّ تَزِيدُونَ وتَفِيْضُونَ مَحَبَّةً بَعضُكُم لِبَعْضٍ وَلِلجَمِيع، كَما نَحْنُ نُحِبُّكُم! وَلْيُثَبِّتْ قُلُوبَكُم في القَدَاسَةِ بِغَيرِ لَوْم، في حَضْرَةِ إِلهِنَا وأَبِينَا، عِندَ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوع في صُحْبَةِ جَميعِ قِدِّيسِيه!"

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

مقابلة النائب وليد جنبلاط من تلفزيون ال بي سي فيديو ونص

http://eliasbejjaninews.com/2016/04/21/%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%A6%D8%A8-%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AF-%D8%AC%D9%86%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%B7-%D9%86%D8%B5-%D9%88%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88-%D9%85%D9%86/

اضغط هنا لمشاهدة فيديو مقابلة النائب وليد جنبلاط من تلفزيون ال بي سي/21 نيسان/16

http://www.lbcgroup.tv/watch/27387/%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AF-%D8%AC%D9%86%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%B7/ar

في اسفل ملخص مقابلة النائب وليد جنبلاط من تلفزيون ال بي سي

21 نيسان/16

حزب الله” يتحمّل تبعات الفساد… جنبلاط للحريري: مصلحة لبنان بإنتخاب رئيس أهم من الشخص

رأى رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط أن “كل الأحزاب اللبنانية أفلست باستثناء “حزب الله”، معتبراً أن “النظام اللبناني من خلال الترابط المصلحي بين الطوائف والطبقة السياسية هو أقوى نظام سياسي في العالم”.

جنبلاط وفي مقابلة له عبر الـLBCI، أشار إلى “أننا وصلنا إلى مرحلة عبثية من السياسة ولم نعد ندرك كيف نبدأ أو نحاسب”، لافتا الى ان “الكلامات التي أزرعها على مواقع التواصل هي لمجتمع مدني انتفض، وهذه الإنتفاضة ممتازة بالرغم من الطابع العنفي الذي أخذته بعض التظاهرات، لكن رأينا جيلا جديدا من الشباب الذي لم يعد يصدقنا”.

وأوضح انه خرج من حركة المجتمع المدني لأن بعض التنظيمات سبقته، مضيفا “أنا أخسر لأن الطرح السياسي القديم لم يعد يجدي لدى الشباب الجديد، الذي يريد التغيير وممنوع أن نفقد الأمل”.

ولفت جنبلاط إلى ان “هيبة قوى الامن الداخلي سقطت، والقضاء لم يعد يمتلك الحصانة التي كانت لديه”، مشددا على انه لا يفتعل أزمة مع وزير الداخلية نهاد المشنوق، مبديا استغرابه كيف أن “تغريدة جديدة تسبب له هذا الإنفعال”، ومشيرا الى انه لا يثق بوزارة الداخلية حتى يثبت المشنوق العكس.

وأضاف: “تحدثت عن موضوع الدعارة وسألت عن أسباب حماية هذا الوكر منذ عشرات السنوات وهذا الملف من مسؤولية قوى الأمن الداخلي، وهذا الملف لم يكشف الا بعد ذهاب الفتيات الى الضاحية الجنوبية حيث يوجد امن “حزب الله”.

ورأى جنبلاط ان “الشرطة القضائية ليست للطائفة الدرزية بل رئيسها درزي وقد يكون رئيسها ناجح أو فاسد واليوم هناك حرب على موضوع الشرطة القضائية”.

وأوضح ان فرع المعلومات ولد على أيام الرئيس الراحل رفيق الحريري وكان الهدف إيجاد جهاز أمني للطائفة السنية وكان تحت ظل الشرطة القضائية”، داعيا إلى “طلاق بين المعلومات والشرطة القضائية على أن يكون ملف الإرهاب من إختصاص المعلومات لانه منتج أكثر من الشرطة القضائية بسبب الإمكانيات التي لديه”.

وأكد جنبلاط أن “لا علاقة لرئيس تيار “المستقبل” النائب سعد الحريري بالأزمة مع المشنوق”، مشيرا الى ان “الحريري تحدث معي والمهم أن تكون الهرمية التي يقع على رأسها المشنوق نظيفة”.

وشدد على أن “القضية مع المشنوق لا تحتاج إلى كل هذه الضجة لصالحه ولصالح هيبة وزارة الداخلية”، مضيفا “لم يقنعني المشنوق عندما اتصل بي وليخبرني أين أصبحت التحقيقات في العديد من الملفات ولماذا توقيف ضابطين في قضية الإختلاسات في قوى الأمن الداخلي فقط ولماذا ترك الأخرين؟”

ولفت الى انه كان يتمنى لو خصصت أموال من أجل الحفاظ على الأبنية التراثية في بيروت بدلا من تركيب الكاميرات، موضحا انه “لو كانت الأمور تعود الي كنت الغيت منصب المحافظ وليكن هناك مداورة في منصب رئاسة البلدية بين المسيحيين والمسلمين”، مشيرا الى ان “القضية ليست قضية مذهبية لكن بالصدفة ظهرت ملفات شبكات الدعارة، الانترنت غير الشرعي، بلدية بيروت”.

وشدد جنبلاط على ان “هناك كم هائل من المصالح السياسية والأمنية والاقتصادية الكبيرة المتشابكة حول رئيس هيئة “أوجيرو” عبد المنعم يوسف والتي تجعله في الواجهة ولربما يقتلوه اذا حاول كشفها”، متسائلا “كيف دخلت المعدات إلى لبنان عبر المعابر الشرعية كما يقول القاضي سمير حمود ولصالح من؟ وكيف لم تعرف المؤسسات الأمنية كيف دخلت هذه المعدات وأين اختفت؟ وكيف خرج اسم عماد لحود من قضية الانترنت غير الشرعي؟ وليخبرنا وزير الدفاع سمير مقبل بأن ليس لديه علاقة بهذا الموضوع”.

واعتبر في هذا السياق انه “من الجيد وجود النائب حسن فضل الله على رأس لجنة الإتصالات النيابية وإلا كانت قضية الانترنت غير الشرعي قد دفنت”، لافتا الى ان “نفايات الناعمة فجرت النفايات السياسية والنفايات الأمنية”، مشيرا الى ان “الأمنيين ليسوا الحل والبديل عن السياسيين وليسمحوا لي كلن في “الزبالة”، مضيفا “أنا لم أعد أثق بهم ونعم أنا أطلق النار على بعض الفاسدين في الجيش اللبناني، لانني لست مقتنعا بأن تلك الأجهزة دخلت من دون علم الجهات المعنية في الجيش اللبناني”، موضحا ان “لا علاقة لهذا الموقف برئيس الأركان ولا أعلم من هو الرئيس المقبل، ولا مواجهة بموضوع الأركان، لانني أحترم تراتبية الجيش”.

وأكد جنبلاط انه “مع محاسبة الجميع ولكن “بدك من يحاسب” ولا اهتم لمن سيصل إلى رئاسة الحكومة وأنا على باب الإنسحاب”، معتبرا ان “الفساد مشتري في كل مكان وأننا نعيش في مكب نفايات لكن السلطة السياسية لاتريد ان تحاسب”، داعيا القضاء الى محاسبة الفاسدين.

وتوقع جنبلاط ان “تنفجر أزمة النفايات من جديد في حال لم يتم تلزيم حامي البحر في “الكوستابرافا” وبرج حمود”، لافتا الى ان “الحل الذي توصلنا إليه يشبه لامركزية النفايات من خلال توزيع الضرر”، مشيرا الى انه “لم نصل إلى حل حتى الآن في كيفية معالجة النفايات في إقليم الخروب”.

ولفت جنبلاط الى “عدم وجود تجاوزات في الأمن العام كالتي نسمع بها في قوى الامن الداخلي والجيش”، معتبرا ان “الإفراج عن قاتل المقدم ربيع كحيل يعتبر من مهازل القضاء العسكري، كما انه لا يمكن قبول المسرحية التي حصلت حيث صدر عن المحكمة نفسها حكمين مختلفين في قضية الوزير السابق ميشال سماحة”.

ورأى جنبلاط ان “زيارة رئيس الجمهورية الفرنسي فرنسوا هولاند إيجابية جدا لانه ذكرنا بأهمية انتخاب رئيس للجمهورية”، معتبرا انه “في ظل وجود مرشحين من الفريق نفسه عليهما ان يتنازلا لشخص ثالث أم يتنازل أحدهما إلى الآخر وإلا لا رئيس”.

وشدد على ان “النائب هنري حلو لا يزال لديه حظوظ في الإنتخابات الرئاسية وأنا طرحت اسمه من أجل الهروب من تداعيات الرئيس القوي”، مشيرا الى انه “إذا كان علينا إتهام “حزب الله” بالتعطيل يجب أن نتهم أنفسنا بالإنتظار”، موضحا ان “الضمانات جميعها اعطيت للحزب، فموضوع السلاح يستوعب سلميا ضمن الجيش اللبناني وبحسب الظروف والحديث الحالي عنه بدون جدوى، وفي موضوع الإرهاب، أكدنا أكثر من مرة عدم القدرة على إتهام “حزب الله” بالإرهاب ولن يأت أي رئيس حكومة يتفهم حاجات “حزب الله” في الصراع مع اسرائيل كتمام سلام”.

ولفت إلى انه لا يشارك في جلسة رئاسية يتأمن فيها النصاب لا يشارك فيها “حزب الله” لأنه “فريق أساسي ونحن نتمسك بالعرف، مشيرا إلى “أن “حزب الله” يتحمل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة تبعات الفساد اللبناني وهذا سيترك تداعيات عليه ويجب أن يتنبه الحزب إلى هذا الأمر”، متمنيا أن “تفرج محادثات الكويت في اليمن تسوية في العلاقات السعودية الإيرانية”.

واعتبر ان “امين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله شريك في القرار المركزي الإيراني في سوريا والعراق واليمن واليوم نوجه رسالة له بأننا نريد الوصول إلى تسوية معك بالثوابت التي تريدها وبالثوابات اللبنانية”، مشددا على ضرورة عدم معارضة الإجراءات الأميركية ضد “حزب الله” لأنها أكبر منا.

وعن الحوار القائم، قال جنبلاط: لا داعي إلى الخطابات التصعيدية التي تحول حوار عين التينة إلى حوار طرشان”.

وفي موضوع الإنتخابات البلدية، وأعلن جنبلاط ان “مشروع قانوننا الإنتخابي مع “القوات اللبنانية” وتيار “المستقبل” غير متكامل وحتى الساعة لم نتفق على تقسيم الدوائر وبالتالي أصبح مشروعنا وغيره من المشاريع غير قابل للحياة”، مشيرا الى “اننا نسعى مع رئيس مجلس النواب نبيه بري للوصول إلى نافذة يقتنع من خلالها الافرقاء المسيحيين بتشريع الضرورة”.

وأكد جنبلاط أن “الإنتخابات البلدية ستحصل ولم أطرح التأجيل مع أحد وسنخوضها على قاعدة المساعدة أو الوفاق وفي حال الفشل سنترك الموضوع إلى العائلات والأحزاب بالإضافة إلى ضرورة التمسك بالأعراف”، معتبرا ان “العصبية العائلية نجحت في الإنتصار على الأحزاب في العديد من البلدات”، لافتا الى انه اتفق مع رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان على توافق حيث تسنح الفرصة، معلنا انه مع التمثيل الشيعي في المجلس البلدي وإذا لم يكن في هذه الدورة فيلكن في المقبلة، داعيا إلى ترك التقسيم التقليدي في الدامور والى إبعاد مدينة بيروت عن الأحزاب.

وعن العلاقة مع السعودية، أشار إلى أنه “من الأفضل أن يكون هناك حوارا عربيا مع إيران وأن لا يكون هناك كلام قاسي في لبنان ضد الدول الخليجية”، موضحا انه “من خلال حوار هادىء مع السعودية ممكن إعادة الهبة إلى الجيش اللبناني لانه مصلحة السعودية دعم الجيش اللبناني والكلام السعودي عن تخاذل الجيش اللبناني أمام سلاح “حزب الله” مرفوض”.

وفي ملف أمن الدولة، قال: “أزمة جهاز أمن الدولة تافهة لان هذا الجهاز تم اختراعه في الماضي من أجل ضمان التوازنات الطائفية، فنحن لسنا بحاجة إلى جهاز اضافي فيما يتعلق بالمعلومات بل بحاجة إلى جهاز أمن اجتماعي يعطي تقارير عن الأصولية والفقر”.

وتابع جنبلاط: “من المستحيل تقسيم لبنان بل يجب الحفاظ على لبنان الكبير”، مشيرا الى “اننا حاولنا على مدى سنوات القيام بأي خطوات لكن الوضع في سوريا مختلف ونحن أصغر من أن تشملنا اتفاقية سايكس بيكو جديدة”. وأردف: “النظام السياسي اللبناني أفلس ويجب أن يقتنع أركانه بضرورة إصلاحه”.

وطالب جنبلاط بالإفراج عن الملف النفطي، مؤكدا انه ليس لدي أي فكرة عن سبب عدم صدور مراسيم النفط، موضحا انه “من الممكن تأسيس صندوق سيادي من خلال هذا المشروع”.

وفي الوضع السوري، رأى جنبلاط أننا امام مأزق عالق بين المواقف المعارضة والموالية في سوريا، لافتا إلى أن الوضع السوري يشبه فييتنام اليوم ونحن أمام 10 سنوات بكل سهولة لحل الوضع.

 وفي الختام، أكد جنبلاط أنه لا يعترض على ميشال عون ولا غيره متوجهاً إلى الرئيس سعد الحريري بالقول إن مصلحة لبنان بإنتخاب رئيس هي الأهم وليس الشخص، وإلى السيد نصرالله قال: “لا تنتظر اللحظة التاريخية لانتخاب الرئيس لان البلد ينهار”.

وأضاف: “أنتظر تقديم استقالتي في جلسة تشريع الضرورة”.

 

مسؤول أميركي في لبنان لإطلاع قياداته على حيثيات قرار “منع تمويل حزب الله”

الهبر لـ "السياسة": أفكار بري "تشاطر" على الدستور لتأمين التشريع

السياسة/22 نيسان/16/يزور مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون تمويل الإرهاب في مكتب شؤون الإرهاب والاستخبارات المالية في الوزارة دانيال غلازر، بيروت مطلع الشهر المقبل، لوضع القيادات اللبنانية التي التقاها في منتصف مارس الماضي خلال زيارته لبنان، في أجواء القانون الأميركي لمنع التمويل الدولي لـ”حزب الله” الذي يفرض عقوبات على المصارف والمؤسسات المالية التي تتعامل مع الحزب، وأصبح ساري المفعول اعتباراً من 15 الجاري، بعدما أصدر مكتب وزارة الخزانة الأميركية لمراقبة الأصول الأجنبية مراسيمه التضييقية، متضمنة لوائح بـ95 اسماً لمسؤولين سياسيين ورجال أعمال وشركات ومؤسسات ستعتبرها واشنطن مرتبطة بـ”حزب الله”، في مقدمها أمينه العام حسن نصر الله والقائد العسكري مصطفى بدر الدين، أحد المتهمين الأربعة في جريمة اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري. وفي هذا الإطار، أكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، أن المصارف اللبنانية ملتزمة بتطبيق القرار الأميركي في إطار احترام القطاع المصرفي اللبناني القوانين والقرارات المالية الدولية. إلى ذلك، وبعد اعترافات خلية “حزب الله” في دولة الإمارات العربية المتحدة، قالت الإعلامية ماريا معلوف عبر صفحتها على موقع “تويتر”، “نرى جلياً أن هذا الحزب بُني على الدعارة تحت شعار المتعة”، مضيفة في تغريدة أخرى، إنه “ثبت للجميع أن حزب الله هو حزب الدعارة بامتياز، تشغيل نساء هنا وهناك ومن بينهن زوجات قتلاه في سورية”. وسألت معلوف: “كيف تعيل نساء هؤلاء القتلى أبناءهن، لولا المهمات الموكلة لهن في حقل الدعارة تحت مسمى المتعة؟”.في سياق منفصل، لا تبدي مصادر نيابية في تكتلات “8 و14 آذار” المسيحية كثير تفاؤل، بإمكانية التجاوب مع المشروع الذي طرحه رئيس مجلس النواب نبيه بري في جلسة الحوار الأخيرة، طالما أن لا انتخابات قريبة لرئيس الجمهورية. وأكدت المصادر لـ”السياسة” أن “كل ما يُطرح من أفكار ومشروعات من هنا وهناك، ما هي إلا دوران في الحلقة المفرغة، لأن الجميع يعرفون أن المدخل لعودة التشريع إلى طبيعته، ينحصر حكماً في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لتستعيد المؤسسات الدستورية عملها بشكلٍ منتظم”، مضيفة “لا يمكن القبول بأي نوع من التشريع، في ظل الفراغ الرئاسي القائم، باعتبار أن أي اجتماع للنواب بهدف التشريع ولو في حدود معينة، غير قانوني وغير دستوري، لأن مجلس النواب هيئة ناخبة وليس هيئة تشريعية، بإجماع الفقهاء والدستوريين، وبالتالي فإن كل هذه المحاولات الالتفافية على انتخابات الرئاسة، لن تجدي نفعاً ولن يقود هذا الحراك الدائر، لا في جلسات الحوار ولا في سواها إلى شيء، قبل الاقتناع بحتمية انتخاب رئيس الجمهورية كأولوية مطلقة تتقدم على ما عداها”. وفي هذا الخصوص، قال عضو كتلة “حزب الكتائب” النيابية النائب فادي الهبر لـ”السياسة”، إن “ما طرحه الرئيس بري هو تشاطر على الدستور من أجل تأمين التشريع الذي يسميه بصيغة أخرى تشريع الضرورة، في وقت إن وظيفة المجلس النيابي موجودة في مواد واضحة في الدستور، وهي أن المجلس يتحول إلى هيئة انتخابية فقط، أي أنه لا يعود هناك تشريع في جلسة الشغور الرئاسي”، مشدداً على أن “الأمر الوحيد الذي يمكننا التمسك به هو الدستور، مع أننا ميالون لتطويره بالأطر القانونية ومن خلال المؤسسات وخاصة مجلس النواب، لكن ينبغي أن نبقى متمسكين بهذا الدستور على مختلف المستويات في مواجهة التفكك على كل المستويات وما يجري من استباحة للأمن والسيادة وكرامة الناس والمؤسسات وفي مقدمها رئاسة الجمهورية من قبل حزب الله والنائب ميشال عون”. وأشار إلى أن “نواب الكتائب يشاركون فقط في جلسة إقرار قانون جديد للانتخابات النيابية وليس في جلسة لمناقشته وإضاعة الوقت ونصب فخاخ في هذا الموضوع، ولذلك فإننا حريصون على مبدأ انبثاق السلطة”.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 21/4/2016

الخميس 21 نيسان 2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

على عكس الحياة السياسية المحلية الضعيفة الأزمات الاجتماعية والبيئية والصحية قوية وناشطة وجديدها انفلونزا طيور في بعض مناطق البقاع ووزارة الزراعة أعدمت عشرين ألف دجاجة والوزير المختص دعا الى عدم الهلع.

وفي السياسة لم يبرز ما يوحي بأن الانتخاب الرئاسي قريب وتقارير دبلوماسية تؤكد ان الانتخاب رهن نضوج حل أزمات المنطقة. وهذه الازمات ستكون لها حلول في اليمن من خلال محادثات في الكويت اليوم وحلول سياسية في سوريا من خلال تأكيدات الرئيس الاميركي الذي اتصل بالرئيس الروسي من الرياض وطلب منه الضغط على الرئيس بشار الاسد لوقف قصف المعارضة.

أوباما والعاهل السعودي في قمتهما ركزا على محاربة الارهاب وعلى تطوير العلاقات التاريخية بين واشنطن والرياض وسائر عواصم دول الخليج.

وفي القمة الخليجية التي شارك فيها أوباما كان تأكيد أيضا على أمن الخليج.

وفي القمتين الاميركية - السعودية والاميركية - الخليجية كان تشديد على تقوية المكون السني في العراق وعلى التعاون مع الحكومة برئاسة العبادي.

وفي القمتين أيضا كانت دعوة من أوباما لقادة دول الخليج التمسك والمساعدة في حماية الأمن والاستقرار في لبنان.

وفي نيويورك يستأنف وزيرا الخارجية الاميركي والايراني غدا محادثاتهما. وفي نيويورك ايضا توقيع على اتفاقات قمة المناخ يشارك فيه لبنان ممثلا بالرئيس تمام سلام.

نبقى في المنطقة لنشير الى إجتماع وزاري دولي تقرر عقده في باريس في الثلاثين من أيار لبحث تسريع حل القضية الفلسطينية.

إذن في الرياض قمتان أميركية - سعودية وأميركية - خليجية والى التفاصيل.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

باراك أوباما الذي أنهى المشروع النووي الإيراني، حط في الرياض للمرة الرابعة منذ توليه الرئاسة، قاطعا الشك باليقين. وزير دفاعه أشتون كارتر كان واضحا في الحديث عن "خبث إيران في استخدام حزب الله"، وفي الإعلان عن التعاون العسكري والبحري لمواجهة أنشطة إيران التي تزعزع المنطقة.

الزيارة أفضت إلى الاتفاق على تعزيز التعاون الاقتصادي المشترك بين الولايات المتحدة والسعودية، كما قال أوباما، وإلى دعم الشعب السوري وتنفيذ القرارات الدولية والترحيب بخطط واشنطن لعقد قمة بشأن اللاجئين في أيلول.

البيان الختامي للقمة الخليجية الاميركية أكد اتفاق الطرفين على تنسيق الجهود لهزيمة الجماعات الإرهابية والقيام بمناورات عسكرية مشتركة في آذار المقبل، وعلى إدانة إيران لدعمها جماعات إرهابية منها حزب الله.

حزب الله الذي كان يتلقى أنباء إعلان الحرب المالية على 99 شخصية وشركة تساعده على تمويل حربه على الشعب السوري انطلاقا من لبنان.

وفي لبنان فإن خبر اكتشاف إصابات بشرية بأنفلونزا الطيور في مزارع دجاج في النبي شيت أثار موجة ذعر، كبحتها تطمينات وزير الزراعة أكرم شهيب ومسؤولو وزارة الصحة الذين أكدوا أن لا وباء وأن الأمور تحت السيطرة وأن هذا النوع من الأنفلونزا لا ينتقل بين البشر ولا في الدجاج المطهو.

حديث الأنفلونزا لم يغط على الهموم البلدية التي بدأت تنتشر في كل زنقة لبنانية، مع تأكيد وزارة الداخلية أن لا شيء يمكن أن يؤجل إجراءها في موعدها، ومع تأكيد وزير الداخلية نهاد المشنوق أن النائب وليد جنبلاط لم يفاتحه بطلب تأجيلها على الإطلاق.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

لأن الطيور على أشكالها تقع فقد أبت إلا أن تقع على ملفات لبنانية بالغة السوء فمن بين شبكات وألياف ورقيق بشري ومن بين فراغ وتعطيل ومتاريس وزارية غطت على لبنان إنفلونزا طيور دبت الرعب بقاعا لكن إحدى أهم ظواهرها كانت في عودة أكرم شهيب وزيرا للزراعة بعدما استهلك خبرته في وزارة البيئة خمسة وثلاثون ألف طائر جرى أتلافها في النبي شيت فيما تحركت الأجهزة الوزارية والوقائية على خطوط المعالجة لكن كل التدابير لم تلغ الخطر الذي استوجب على سبيل التحوط: تجنب الدجاج والبيض وإذا كانت أنفلونزا الطيور "إتش فايف" قد جرى تطويقها فإن الديوك السياسية الصياحة حقنت بمهدئات تمنع انتشار مرضها وفيما كان الزعيم وليد جنبلاط حتى ليل أمس عازما على تفعيل التوتر المتوتر فقد دخل الرئيس سعد الحريري في مساع حميدة أرجأت الخلاف ولم تلغه ليبقى الخلاف الأبرز قائما بين الحريري ووزير العدل المستعصي أشرف ريفي واليوم برز تطور قانوني على وضعه غير الدستوري إذ تقدم أحد كتاب العدل بمراجعة طعن أمام مجلس شورى الدولة تنزع عن ريفي صفته الوزارية لكن ليس بالقانون وحده يحيا هذا الإنسان فوجوده غير الشرعي وغير الموقت هو من ضعف القرار الحكومي الذي لم يتجرأ على بت وضعه أو وضع حد له كما أن الرئيس الحريري يتجنب وزيرا أصبح معتمدا لدى السعودية فلا هو قادر على إزاحته، وليس في يده سلاح مواجهته في السلاح الأفعل بنما اللبنانية أصبحت حقا حصريا للجديد وفيما تتسرب أسماء هنا وهناك على أنها من وثائق بنما وهي في الواقع لا تمت إلى بنما بصلة حصلت الجديد على الوثائق الأصلية المتعلقة بالشخصيات اللبنانية من المركز الدولي للصحافيين وشبكة "إعلاميون من أجل صحافة استقصائية (أريج)" وهي وثائق لم تظهر في أي وسيلة إعلامية حتى الساعة وتشتمل على أسماء كبار مسؤولي لبنان وسياسيه وسنقوم بنشرها قريبا في تقارير مفصلة وانطلاقا من علمنا بأن امتلاك شركات "أوف شور" بحد ذاته لا يشكل جرما ستبحث الجديد في تفاصيل الوثائق عن شياطين السياسة والتهرب الضريبي وتبييض الأموال ومع أن المساءلة تقع بشكل أساسي على السياسيين لكن الجديد ستكشف نفسها على بساط "أحمدي" وستنشر جميع أسماء المساهمين والشركات المرتبطة بآل خياط حرصا منا على الشفافية والوضوح.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

في لبنان يتقدم عنوان ويتراجع عنوان ويصبح اهتمام الناس فجأة بملف صحي معيشي كما هو الحال الان مع انفلونزا الطيور الذي ظهر في مزارع محددة في بلدة النبي شيت لكن من دون اي اصابات ظهرت في صفوف المواطنين بل الاجراءات السريعة المشددة التي اتخذت وحاصرت المرض بالقضاء على الطيور المصابة وغير المصابة من الدجاج المتواجد في تلك المساحات، لا خوف ولا قلق ولا داعي للهلع طالما ان المعالجة حصلت بتأكيد الوزارات المعنية والسلطات المحلية ونقابات الدواجن.

في السياسة انتظار لمعرفة مسار التشريع، فالتعطيل لا ينتج حلولا ولا انتخاب رئيس كما اكد رئيس المردة سليمان فرنجية سائلا ماذا يربح المسيحيون اذا تعطل التشريع؟

في الخارج كباش حول المفاوضات السورية في جنيف ما بين الانسحابات المتدرجة للمعارضة وما خلفها ومضي دمشق بالتزاماتها الى حد قول رئيس الحكومة السورية ان بلاده ستجري استفتاء على الدستور بعد تأليف حكومة جديدة.

وفي روسيا كان الرئيس فلاديمير بوتين يؤكد ان الجيش السوري يمسك بالمبادرة مع المضي بدعم دمشق في محاربة الارهاب، لكن ما هو اخطر بدا في الخطوة الاسرائيلية حول ترسيخ الاحتلال للجولان السوري وحديث بنيامين نتنياهو قبل وصوله الى موسكو عن ان الجولان خط احمر بالنسبة لاسرائيل ما يعني ان البعد الاخر للازمة السورية تظهر الان، فهل تستطيع موسكو فرملة اندفاعة نتنياهو؟

في الرياض قمة خليجية اميركية سبقها عتاب الحلفاء المتبادل لكن بيان القمة رسخ التفاهمات الاستراتجية بين الطرفين، حوار مفتوح وتعقيدات خصوصاً حول دور ايران حاول الرئيس الاميركي ان يتجاوزها بطمأنة الخليجيين، فجاء التشديد على تقوية قدرة دول الخليج على مواجهة الاخطار وتأكيد اتفاقيات الدفاع المشتركة وتحديد مناورات عسكرية خليجية اميركية في اذار من العام المقبل والاهم دعم مشاريع الحلول ومنها محادثات الكويت حول اليمن التي تبدأ الليلة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

انفلونزا الطيور التي ظهرت في النبي شيت تبدو على خطورتها غير عاصية على الحل وقد تحرك المعنيون لحصر اضرارها ودفنها مع الفراريج الموصدة،اما الانفلونزا السياسية والدستورية فتبدو عصية على الحل لاحتجاز الوسائل الديمقراطية الكفيلة بانقاذ الدولة بانتخاب رئيس.

وفي الاطار يخشى المراقبون من ان تؤدي محاولات تشريع الضرورة والتخلي عن اولوية قانون الانتخاب كشرط ميثاقي الى تفكيك ما بقي صامدا من التحالفات الضامنة للوحدة ما سيضع البلد في خطر اكيد.

والعلة الكبرى ان بين المسيحيين من يسهل لبرغماتية مقلقة هذا المنحى مزينا الامر بشتى الاعذار والحجج في ما بدا تيار المستقبل اكثر تهيبا لركوب هذه المغامرة.

الاستقالة شبه الشاملة من السعي الى حل انقاذي لبناني نقلت الاهتمام والانظار الى القمة الاميركية الخليجية علها تستولد لنا رئيسا، لكن ما رشح من كواليسها ومن منابرها انه يتعين حل جبال وصحارى من الخلافات الثنائية والشاملة بين الدول المعنية بازمات الشرق الاوسط قبل ان نصل الى حل للبنان .

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

اللبناني يسأل وكأنه لا يكفينا الذي فينا حتى نحمل هم انفلونزا الطيور هذا الوباء اكتشفت اكثر من عينة منه بعد وفاة اكثر من طن دجاج في بلدة النبي شيت، اتخذت الاجراءات وستجري متابعتها لحصر الازمة وعدم انفلاش الوضع؟

واللبناني يسأل هل بعد عشرين عاما يجري تمنينا بان فلاتر ركبت في معمل سبلين وهل يجوز ان توضع الستائر في المعمل لاخفاء استثمارات ومرامل تسبب التلوث؟

واللبناني يسأل هل يجوز ان يبقى جسر على اوتوستراد دولي من دون صيانة خمسة عشر عاما؟

واللبناني يسأل الى متى سنبقى ننتظر بين تشريع الضرورة وضرورة التشريع؟ والى متى ستبقى ساحة النجمة ساحة لتصفية الحسابات السياسية بدلا من ان تكون ساحة لانجاز الاستحقاقات؟

واللبناني يسأل حتى الانتخابات البلدية اي جدوى منها اذا كانت اموال البلديات تذهب من دون فرز الى سوكلين؟

اللبناني يسال فهل من مجيب؟

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

كأن ما ينقص اللبنانيين هو ما بشر به وزير الزراعة …. استعدوا لانفلونزا الطيور..

فايروس على خطورته لم يصل بعد الى وباء .. لكنْ يكفي في لبنان ان يعلن على وسائل الاعلام، حتى تستنفر البلاد ويتقدم الخبر كل الملفات..

خبر يستحق المتابعة الجدية من قبل الوزارات المعنية، من دون ان يعفي المعنيين من السؤال: هل انفلونزا الطيور اخطر من النفايات المخمرة على مساحة لبنان، الحاملة مع روائحها كل انواع الفيروسات والمكروبات؟ وهل مصير هذا الكشف الجديد كمصير القمح المسرطن الذي سرعان ما ضاع بين اهراءات السياسيين؟

وهل التمكن من رؤوس الطيور المصابة بالـh5n1 يعفي السياسيين من الوصول الى الرؤوس المسببة لوباء الانترنت التجسسي وغير الشرعي؟

لا شك ان بلادنا مشْرعة على كل انواع الاوبئة والامراض، ومناعتنا السياسية في اصعب حال..

حالنا كمنطقة قرر من اوصلتهم الاقدار واموال البيترو دولار الى التلاعب بمصيرها، ومحاولة ضرب ممانعتها.. بل استجداء الاميركي وحتى الاستعانة بالاسرائيلي - كما كشف الاعلام الغربي - لمواجهة المقاومين المجابهين للمشروع الصهيوني في فلسطين، والتكفيري في كل مكان..

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

قبل نحو أسبوع، خرجت صحيفة أكثرية بعنوان صاعق، على حجم مانشيت صفحة أولى: إرهابيان في مطار بيروت! وفي التفاصيل هناك دائما معلومات مؤكدة وجهات رسمية ومصادر موثوقة. لا بل ذهب التدبيج أبعد، فتحدث عن ضبط مواد متفجرة في خزانة أحد المفترضين إرهابيين، ومسدس لدى الآخر ... في اليوم التالي مباشرة، وزع خبر من سطرين، بحرف صغير، في زاوية صفحة داخلية ... عنوانه أن الجيش أطلق سراح موقوفي المطار، لعدم ثبوت أي شبهة عليهما ... هذا ليس خطأ، ولا سهوا وعفوا ولا تسرعا صحفيا. وهو ليس مسؤولية وسيلة إعلامية ولا نتاج عملها. هذا نهج ثابت في التعامل مع الناس والرأي العام، من قبل سلطة كاملة، وطبقة سياسية متكاملة ... أخطبوطية ومتخبطة معا... من منا يذكر بعد، ماذا حصل في فضيحة النفايات وتزويري سييراليون وروسيا؟ ومن منا سيسأل بعد عن المزورين ومصيرهم؟ من منا يذكر بعد، فضيحة الإتجار البشر، والحديث عن رؤوس كبيرة وحمايات أمنية؟ من منا سيذكر بعد أسابيع، فضيحة الإنترنت وتجسس اسرائيل ومئات الملايين المهدورة؟ علما أنها فضائح طازجة. والأخطر أنها جرائم متمادية.... ومع ذلك محوها من ذاكرة المحاسبة والمحاكمة والمقاضاة ... النهج نفسه يطبقونه في كل صغيرة وكبيرة. في الانتخابات النيابية التي طارت. وفي البلدية المهددة بالتطيير. وفي الرئاسية المأزومة بين أن يعينوا لنا رئيسا، أو يحملونا مسؤولية فراغهم وفراغاتهم ... كل شيء عندهم نسج أكاذيب وأساطير، كي ننسى فيروس الفساد لا غير... لكننا لن ننسى. لمجرد أن فيروس الفساد قاتل. فإما أن نبيده وإما أن يبيدنا. تماما كما مأساة دواجن البقاع... مع فارق جازم حاسم، أننا لا نتلقى توجيهاتنا من وسطاء الرقيق الأبيض، ولم نكن يوما مدجنين، ولن نكون.

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الخميس الواقع في 21 نيسان 2016

الخميس 21 نيسان 2016

النهار

ولدت أجواء استقبال معراب للسيدة ميريام سكاف ووفد من الكتلة الشعبية استياء في الأوساط الزحلية التي رأت فيه نوعاً من الإهانة.

يجهد العونيّون والقواتيّون لإقامة تحالفات مع "خصوم" في المتن الشمالي لضمان فوزهم في بلديات عدة.

تردّد أن إيران أبلغت إلى روسيا موقفها من الانتخابات الرئاسية اللبنانية وهو عدم التدخّل فيها.

سُمع ديبلوماسي عربي يقول إن فشل محادثات حل الأزمة السورية قد يعيد الحرب فيها أشد وأقوى.

تبلّغ لبنان الرسمي أن السلاح الذي تصنّعه فرنسا للجيش اللبناني سيبقى محفوظاً له إلى أن تحل أزمة الهبة السعودية.

السفير

يواجه حزب يساري عشية مؤتمره مخاطر تفسخات جديدة على عكس الآمال بإمكان استعادة شرائح واسعة خارج التنظيم الحزبي!

لعب رئيس سابق لدولة إقليمية دوراً بارزاً في تسمية مستشار لرئيس الدولة حالياً، حسب المقربين من المستشار الذي زار لبنان مؤخراً.

تبين أن أحد الأمراء الخليجيين يخضع حالياً لعلاج في الولايات المتحدة بسبب إدمانه على المخدرات وليس بسبب حادثة تسمم.

المستقبل

يقال

إن عشرات المواطنين الكويتيين بدأوا بالتوافد تباعاً الى لبنان لتمضية عطلهم السنوية بينما يتحضر آخرون لإنجاز حجوزاتهم تمهيداً لزيارة بيروت خلال عطلة الصيف.

اللواء

أثار استقبال رئيس دولة كبرى لمرشح رئاسي حفيظة "مرشح بارز" وفريقه، وانعكس الموقف بعدم استقبال الرئيس للمرشح؟!

يكشف نشطاء معتدلون أن رائحة الطائفية تفوح من ألسنة المتحدّثين في الاجتماعات التحضيرية للانتخابات البلدية.

شكّل حديث بين قطب وسطي ووزير سيادي حول مظلومية موقوف بخلاف مع القطب، بداية الاحتقان بين الرجلين.

الجمهورية

أكد وزير بارز أن اتفاقاً تمّ بين مَرجعين سابقين على الإنتخابات البلدية في مدينة كبيرة وإنهما ينتظران إجابة نائب بارز للإنضمام إلى التوافق.

أبدى مسؤولون في الأمم المتحدة دهشتهم وإعجابهم الشديدين بأداء وحرفية القوى الأمنية اللبنانية التي سهرت على تأمين وحماية الأمين العام خلال وجوده في بيروت.

أكّدت إحدى القوى الأساسية في زحلة أنها لم تُبلّغ رسمياً بعد بموقف قوى أخرى لها وجودها في المنطقة على رغم ترجيح الجميع الوقوف الى جانبها.

البناء

لوحظ أنّ أصواتاً بدأت تعلو مطالِبةً بتأجيل الانتخابات البلدية التي اقترب موعد إجرائها عازية السبب إلى أنّ بعض المناطق "الحسّاسة" أمنياً ستشهد معارك حامية بين الخصوم السياسيين، وتحديداً في بيروت وصيدا وطرابلس وبعض مناطق الجبل والبقاع. وفي السياق نُقل عن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق تلميحه في مجلس خاص إلى احتمال تأجيل الانتخابات، لكنه أكد لمحدّثيه أنه لا يستطيع إعلان ذلك من دون تغطيته من أغلبية القوى السياسية الفاعلة.

 

سلام غادر الى نيويورك

الخميس 21 نيسان16/ وطنية - غادر رئيس مجلس الوزراء تمام سلام بيروت صباح اليوم الى نيويورك للمشاركة في حفل توقيع اتفاقية باريس لتغيّر المناخ . وسيكون للرئيس سلام كلمة في المناسبة يتطرق فيهاالى مختلف الاوضاع والتطورات الراهنة.

 

بري استقبل جونز ومايلز ووفدا فلسطينيا الاحمد: للتعاون الى أبعد الحدود مع الاجهزة الامنية اللبنانية

الخميس 21 نيسان 2016 /وطنية - إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم في عين التينة، القائم بالاعمال الاميركي السفير ريتشارد جونز، وعرض معه التطورات، في حضور المستشار الاعلامي علي حمدان.

مايلز

ثم استقبل سفير أوستراليا غلين مايلز في حضور حمدان، وبحث معه في الوضع والعلاقات الثنائية بين البلدين.

الاحمد

وبعد الظهر استقبل بري وفدا فلسطينيا برئاسة عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد والسفير الفلسطيني أشرف دبور، في حضور عضو المكتب السياسي لحركة "أمل" محمد جباوي.

وقال الأحمد بعد الزيارة: "الزيارة لدولته هي في إطار التشاور والتنسيق الدائمين، وأطلعناه على التطورات في فلسطين والتحرك لإنقاذ عملية السلام وحل الدولتين في ضوء المبادرة الفرنسية التي أعلن عنها أخيرا الرئيس هولاند، سواء في بيروت أو في عمان والقاهرة، والعمل من أجل عقد مؤتمر دولي للسلام بعد الجمود المستمر نتيجة فشل اللجنة الرباعية الدولية في تنفيذ خريطة الطريق التي استندت الى قرارات الشرعية الدولية. كما أطلعنا دولته بدوره على ما جرى معه في هذا الموضوع مع الرئيس هولاند".

أضاف: "ناقشنا الأوضاع الفلسطينية في لبنان في ضوء المحاولات الجديدة لتفجير الاوضاع الامنية بعد هدوء أكثر من ثمانية أشهر في المخيمات، ومنها مخيم عين الحلوة، ولا سيما بعدما شهد الأسبوعان الأخيران ثلاث حالات قتل واغتيال مجرمة من قوى لا تريد الاستقرار للمخيم الفلسطيني ولا للبنان. وأطلعنا دولة الرئيس على الجهود التي تبذلها الحكومة اللبنانية لكشف خبايا هذه المحاولات المرفوضة، واكد ضرورة تعزيز التنسيق بين المؤسسات الفلسطينية مع أجهزة الدولة اللبنانية لملاحقة الذين يحاولون العبث بأمن المخيمات والمجرمين الذين امتدت ايديهم على شخصيات وضباط فلسطينيين كما جرى أخيرا في عين الحلوة".

وختم: "اطلعنا دولته على استمرار اسرائيل في عمليات الاستيطان ومحاولات تهويد القدس والنيل من المسجد الاقصى، وضرورة توحيد الجهد العربي والاسلامي للتصدي لهذه الاعتداءات. نحن أيضا نشعر بالارتياح بلقائنا الرئيس بري وما سمعناه منه، وأكدنا له حرصنا على السلم الاهلي واستقرار الأوضاع في لبنان، والتعاون الى أبعد الحدود مع الاجهزة الامنية اللبنانية، وفي مقدمها الجيش اللبناني، ومع القيادة السياسية في لبنان للتصدى لمحاولات العبث بأمن لبنان والمخيمات الفلسطينية".

شربل

كذلك استقبل بري وزير الداخلية السابق مروان شربل.

 

فرنجية عرض الاوضاع مع لاسن

الخميس 21 نيسان 2016 /وطنية - استقبل رئيس "تيار المرده" النائب سليمان فرنجيه في دارته في بنشعي، سفيرة الاتحاد الاوروبي في لبنان كريستينا لاسن حيث عقد اجتماع في حضور عضو المكتب السياسي في المرده الدكتور البير جوخدار تخلله بحث بالاوضاع الراهنة.

 

القاء القبض على قاتل جوزف القاصوف

الخميس 21 نيسان 2016 /وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" الياس شاهين، ان شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي أوقفت قاتل جوزف القاصوف، وهو سوري يدعى علي أحمد علي.

 

 وأصبح للبشير حفيدة

نشر النائب نديم الجميل صورةً جمعته بطفل حديث الولادة على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي أرفقها بعبارة قال فيها: “تعرفوا على ابنة أختي، التي تحمل اسم أختي الكبرى والتي جعلت بشير وصولانج جدين فخورين. مبروك ليمنى وروجيه لملاكهما الصغير مايا زكار”.

 

إسرائيل: الحرب المقبلة مع "حزب الله" ستكون وخيمةً ومدمّرةً

يديعوت احرنوت/حذّر يائير جولان، نائب رئيس هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي 'حزب الله” من أنّ أي حرب مقبلة قد تندلع بين إسرائيل ولبنان، ستكون عواقبها وخيمة ومدمّرة. وفي حديثه لعدد من الصحافيين الأجانب والذي نقلته صحيفة 'يديعوت أحرونوت”، قال جولان إنّ '”حزب الله” طوّر قدراته التي تشكّل تهديدًا غير مسبوق لإسرائيل”، لافتاً إلى أنّ الحزب يمتلك 100 ألف صاروخ ضمن ترسانة الأسلحة لديه. وقال جولان: 'إنّ الحرب المقبلة ستكون أكثر قسوة وحدّة من جميع الحروب التي اختبرتها إسرائيل في غضون العشرين عاماً الماضية”. وكانت تقارير إسرائيلية عدّة تحدثت من قبل عن الحرب المقبلة، وحذّرت من أنّ 'حزب الله” اكتسب خبرات قتالية في سوريا، لكنّ جولان تحدث رسمياً باسم الجيش الإسرائيلي.

 

هل يردّ "حزب الله" على التدابير المالية الأميركية بالتشدد أو بالإفراج عن الانتخابات الرئاسية؟

باريس - سمير تويني/النهار/22 نيسان 2016

ما زال "حزب الله" يواصل عرقلة جميع الجهود المبذولة محلياً ودولياً لسد الفراغ الرئاسي وانتخاب رئيس جديد للجمهورية لإعادة الحركة المنتظمة الى المؤسسات الدستورية بعدما أصبحت في غرفة العناية الفائقة. والواقع أن المزيد من المخاوف الغربية على الوضع الامني الداخلي، تحتم على عدد من الدول الفاعلة السعي إلى إقناع الناخبين بإجراء هذه الانتخابات في أسرع وقت. وهي تقود مبادرات لتسهيل التوافق على مرشح بين الأفرقاء اللبنانيين. وتوضح مصادر ديبلوماسية غربية أن الحزب لم يطلب من النائب سليمان فرنجية المدعوم من أكثرية نيابية منها "تيار المستقبل"، سحب ترشيحه أمام منافسه المدعوم من "حزب الله" و"القوات اللبنانية" العماد ميشال عون، والهدف من ذلك استمرار الفراغ الرئاسي. ومن الواضح أن موقف الحزب هو الذي يقطع الطريق أمام المحاولات الفرنسية لإيجاد حل يتوافق عليه جميع اللاعبين في هذا الملف. وخلال زيارته للبنان في 16 نيسان الحالي و17 منه، لم يلتقِ الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أي ممثل للحزب، على رغم أن لقاءاته في قصر الصنوبر في بيروت جمعت كل الأفرقاء، من سياسيين الى رجال دين وناشطين مدنيين. والسبب قد يكون أن باريس التي رصدت الموقف الإيراني، تعلم أن الحزب سيرفض أي وساطة فرنسية من أجل تسهيل خروج الانتخابات الرئاسية من عنق الزجاجة. وفي هذا السياق، يمكن اعتبار العزلة التي يواجهها الحزب من جراء مواقفه المحلية والإقليمية، تتّسع، وخصوصاً بعدما دانت مواقفه دول الخليج ومنظمة التعاون الإسلامي بعد اجتماعها في تركيا. وحاول الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله الخروج من هذه العزلة العربية والإسلامية والدولية بأداء دور الوسيط في الأزمة السياسية التي يعيشها العراق، عبر قيامه بوساطة بين الاطراف الشيعة المتنازعين في العراق، بين مؤيد للخط الإيراني ومعارض للتدخلات الإيرانية في السياسة الداخلية العراقية، مما أدى الى تراجع النفوذ الإيراني في بلاد ما بين النهرين. غير أن محاولة الوساطة التي قام بها نصرالله توجت بالفشل على رغم زيارة كل من رئيس الوزراء السابق نوري المالكي والزعيم الشيعي مقتدى الصدر وممثل آية الله على السيستاني جواد الشهرستاني بيروت للاجتماع به، وذلك دليل آخر على تراجع دور نصرالله حتى داخل الطائفة الشيعية في العراق. وهذه العزلة التي يتعرض لها "حزب الله"، إضافة الى التضييق عليه بعد دخول مراسيم تطبيقية أميركية لمكافحة تمويل "حزب الله" حيز التنفيذ، يضعانه في موقع حرج تجاه ما يمكن أن يترتب على لبنان والداعمين له في القارات الخمس من جراء هذه التدابير. والسؤال المطروح: ماذا سيكون رد الحزب على هذه العزلة العربية والإسلامية وهذا التضييق الدولي؟ هل يكون ذلك من خلال مزيد من التشدد أو من خلال فك ارتباط مصير الانتخابات الرئاسية اللبنانية بمستقبل الاحداث في سوريا والسماح بانتخاب رئيس يعيد الحياة الى المؤسسات الدستورية المشلولة؟

 

سامي الجميّل: التشريع خطأ وعون وفرنجية لن يصلا مع النصف زائد واحد وأقبل بشامل روكز رئيساً

رضوان عقيل/النهار/22 نيسان 2016

لا تغيير ولا تبديل في موقف النائب سامي الجميل من عقد جلسات تشريعية، وقد أكد في هيئة الحوار أنه لا يؤيد مبادرة الرئيس نبيه بري. ويخالف الكثيرين الذين يقبلون بالتشريع قبل انتخاب رئيس الجمهورية، إذ إن "المجلس الآن هيئة انتخابية لا تشريعية، والكتائب لن تخالف الدستور في نهاية المطاف". والنص يبقى بالنسبة الى الجميل ضابط الإيقاع ولا قيمة له اذا كان يأخذ البلد الى الحرب والتقسيم والازمات المفتوحة. ويقول إن "الدستور ليس وجهة نظر وليس منزلا في الوقت نفسه، وعلينا التعامل بالموجود، وما دمنا لم نغيره علينا الرجوع اليه". وردا على سؤال، يعتبر أن تصميم بري على عقد جلسة تشريعية "أمر خطير لن نسير به، وإذا انعقدت تلك الجلسة فنكون ارتكبنا خطأً كبيرا". ويرفض منطق "تشريع الضرورة". ويرد على النائب سليمان فرنجية المؤيد للتشريع في الامور الضرورية: "سمعت هذا الكلام من سياسيين ودستوريين بهدف تسيير شؤون المواطنين. وردي عليهم أن لا تخيرونا بين تطبيق القانون وتسيير شؤون البلد. ما يسمّى تشريع الضرورة لم أفهم من أين جاء". ويبقى الجديد في مواقفه قبوله بالنصف زائد واحد، باعتباره غاضبا لعدم انتخاب رئيس طوال الجلسات الاخيرة، وتحديدا بعد حصر المنافسة بين فرنجية والعماد ميشال عون. وكان قد لمّح الى هذا الأمر الى طاولة الحوار "وان المشرع لم يكن يتصور أن النواب سيتغيبون عن جلسات الانتخاب، ولم يضع تطيير النصاب احتمالا واردا مهما كانت قوة المرشح للرئاسة". لا يقول الجميل هنا إن توافر الثلثين مسألة لا يقبلها، لكن في حال عدم تحقق هذا الامر لا يمانع في اعتماد النصف زائد واحد وتطبيق المادة 49، "لا يحق لنا اختراع قواعد مخالفة، بل نرجع الى النص الحرفي ونطبقه، لا أكثر ولا أقل"، وجاءت دعوته الصريحة هذه بدل الاستمرار في شل البلد أكثر ومخالفة الدستور. ولا يخاف من المسلمين في حال اتباع هذا الطرح في المستقبل والاتيان بالرئيس المسيحي الذي يريدونه. ويكرر: "اهلا بالنصف زائد واحد". ويستغرب كيف ان المرشحين عون وفرنجية لا يحضران جلسات الانتخاب، معتبرا أن "الجنرال يرتكب خطأً كبيرا في حق البلد جراء عدم حضوره، إضافة الى من يدعمه للرئاسة ويبرر له هذا الموقف" (الدكتور سمير جعجع). وهل وصل ترشيحا عون وفرنجية الى طريق مسدود وانتهت فرصة وصول أحدهما؟

يرد على الفور بـ"نعم". ولم يكتف بذلك، بل يقول إن "الشخص غير المؤمن بالدستور لا يؤتمن عليه". وردا على القائلين بأحقية إيصال الاقوى تمثيلا الى الرئاسة، في إشارة الى عون، يرد بأن "الجنرال لم يكن أكثر تمثيلا من بيار الجميل عام 1976، ومع ذلك اختار الياس سركيس للرئاسة لانقاذ البلد".

وللخروج من النفق الرئاسي يقول ان "ثمة اسماء ليست طرفا في البلد وتصلح للرئاسة، على غرار زياد بارود وصلاح حنين ونعمت افرام وروجيه ديب". ولا يعترض على اسم شامل روكز. ويذكر بأن رؤساء الجمهورية لم يكونوا من الاقوياء، "باستثناء بشير". ويبدي انزعاجه الشديد عند سماعه التساؤل "هل يكون ميشال سليمان آخر رئيس ماروني؟". ويدعو "حزب الله" الى دور أكبر في هذه المرحلة وأن يفتح صفحة جديدة مع اللبنانيين "لا تتوقف عند حدود نزول نوابه الى البرلمان". وكان الجميل قد استقبل رابطة خريجي كلية الإعلام برئاسة عامر مشموشي.

 

مفارقتان تطبعان الانتخابات البلدية والاختيارية نجاح إجرائها إخراج لكثيرين وإحراج لآخرين

حبيب شلوق/النهار/22 نيسان 2016

مفارقتان تطبعان الانتخابات البلدية والاختيارية هذه السنة، الأولى أن هناك شبه إجماع سياسياً على عدم إجراء هذه الانتخابات لأكثر من اعتبار، والثانية أن انتخابات 2016 تبدأ في البقاع وبعلبك - الهرمل، وللمرة الأولى في محافظة غير جبل لبنان، الأمر الذي يفتح المجال للتأويلات. وبالنسبة إلى المفارقة الأولى، الواضح أن فريقين سياسيين لا غيرهما "طاحشان" في الانتخابات البلدية والاختيارية من الشمال إلى الجنوب هذه المرة، هما "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر"، وهما انطلقا في التحضير لها منذ أشهر على أثر "إعلان النيات" بينهما في 2 حزيران 2015، في حين يبدو أن كل القيادات الأخرى تفضل تأجيلها، ووحده رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط أعلن مباشرة أو عبر "إيحاءات" رغبته في تأجيل الانتخابات، لأنه يرى أن تحالف "التيار" و"القوات" لن يكون في مصلحته في معظم القرى والبلدات الشوفية المسيحية. بينما يجمع مراقبون على أن الرئيس سعد الحريري و"تيار المستقبل" يرغبان في التأجيل نظراً إلى أن الانتخابات ليست مضمونة، وخصوصاً في طرابلس وبعض عكار حيث للرئيس نجيب ميقاتي حضور وازن على الأرض كما هي الحال لآل كرامي والوزير محمد الصفدي وبعض القيادات الإسلامية المتطرفة، وأخيراً الوجود المتنامي للوزير أشرف ريفي الذي ولو لم تنقطع العلاقة بينه وبين الرئيس الحريري، فإن ثمة فتورا على صعيد القاعدة. أضف إلى ذلك الوضع البيروتي وخشية البعض من إمكان خرق، ولو محدودا، للائحة المدعومة من الحريري. بالنسبة إلى "حزب الله" وحركة "أمل"، وعلى رغم التفاهم بينهما على صعيد الجنوب والبقاع على ضرورة "بقاء القديم على قدمه"، أو على تغييرات بسيطة، فإن الحزب تحديداً يفضل ألا يخوض هذه التجربة في هذا الوقت الذي لم يحسم فيه شيء بعد على صعيد أوضاع المنطقة، وكان من الأنسب بالنسبة اليه حصول الانتخابات بعد ظهور تباشير الحلول المرسومة للمنطقة وعودة مقاتلي الحزب من الأماكن التي يخوضون فيها حروباً، من سوريا إلى العراق واليمن.

من هنا تبدو معظم تركيبة البلد كل ينتظر الآخر للمجاهرة بطلب التأجيل ليلصق به التهمة، أو هم يصلون ويبتهلون أن "يا رب أبعد عني هذه الكأس". أما في ما يتعلّق بالمفارقة الثانية المتعلقة ببدء الانتخابات في محافظة غير جبل لبنان، فإن مراقبين - وبعضهم من الخبثاء - يرون أن تحديد موعد الانتخابات في البقاع وبعلبك - الهرمل يؤدي في حال حصول أي إخلال أمني - وكم من قادر على توتير الأجواء في منطقة هي عرضة لكل شيء بوجود المسلحين المتطرفين والمتضررين من حصول أي خطوة حضارية - إلى تأجيل الانتخابات ليس في المنطقة الملتهبة إنما في كل لبنان، بدءاً من الجبل المقررة انتخاباته في 15 أيار. أما لو حصلت الانتخابات في الجبل في مرحلة أولى، فهي ستمر على خير ومن دون حادث يذكر، في رأي المراقبين أنفسهم، الأمر الذي يحتم إجراءها في بقية المحافظات، ونعود إلى النتائج التي يتخوّف منها السياسيون الساعون سراً إلى تأجيلها. يبقى الأهم من كل هذه الأسباب "المشجّعة" على التأجيل إجراء انتخابات في وضع أمني مقبول تعهد الجيش والقوى الأمنية بتأمينه، تعقبها مباشرة مطالبة قيادات وتيارات بإجراء انتخابات نيابية في أسرع وقت، ما دامت تلك البلدية والاختيارية نجحت، وتتبعها حكماً انتخابات رئاسية تضع حداً نهائياً للشغور. مطلب قد يدعو اليه كثر، وفي مقدمهم العماد ميشال عون وحليفه "القوات اللبنانية" المتفاهم معه على ورقة "إعلان النيات"، وهو إخراج مربح لكثيرين وإحراج لكثيرين آخرين.

 

بري يدعو مطلع الاسبوع هيـئة المكتب للانعقاد ويسعى لتوفير اكبر مشاركة مسيحية في الجلسة

المركزية- عودة المجلس النيابي الى التشريع ولو تحت عنوان "الضرورة" باتت في حكم المؤكد، خصوصا بعدما وضع رئيس المجلس نبيه بري رؤساء الكتل والتيارات المشاركين في طاولة الحوار التي انعقدت امس في عين التينة امام مسؤولياتهم. ويحرص بري كما تقول مصادر نيابية قريبة في عين التينة على رغم مواقف بعض القوى المسيحية الرافضة البحث في اي موضوع ان لم يدرج مشروع قانون الانتخاب بندا اول على جدول اعمال الجلسة، الى التوفيق ضمانا لحضور المكون المسيحي لئلا يقال ان الجلسة تفتقر الى الميثاقية، لذلك فهو اوعز الى معاونيه ومقربين منه التواصل مع الرافضين الكتائب والقوات والتيار الوني الحر لتقريب وجهات النظر انطلاقا من المبادرة او الطرح الذي تقدم به على طاولة الحوار والقاضي بترك تحديد وجدولة بنود الجلسة للهيئة العامة للمكتب مع وعد بطرح قانون الانتخاب اولوية على جدول اعمال الجلسة التشريعية التي يتطلع الى عقدها قبل نهاية شهر ايار المقبل، خصوصا ان ثمة مشاريع وبروتوكولات مالية ملحة تستدعي البحث والاقرار في الجلسة التي تفترض عقدها قبل نهاية الجاري. وفي السياق، تكشف المصادر ان بري سيدعو مطلع الاسبوع هيئة مكتب المجلس الى الانعقاد والاتفاق على جدول اعمال الجلسة التشريعية عله يستطيع عقد الجلسة قبل نهاية الجاري، خصوصا ان الاسبوع الاول من شهر ايار المقبل حافل بالاعياد والا فان موعد عقد الجلسة لن يكون حكما قبل الربع الاول من ايار. وفي رأي بري، كما تضيف المصادر ان الاوضاع في البلاد تستوجب انعقاد المجلس في اكثر من جلسة خلال هذه الدورة العادية نظرا لكثرة البنود الملحة التي تفوق الخمسين قانونا واقتراحا تستوجب المناقشة والاقرار. وفي رأي بري ايضا ان مثل هذه الجلسات النيابية في حال التمكن من عقدها من شأنها ان تعيد الحياة ليس الى المجلس وحسب وانما الى الحياة السياسية برمتها انطلاقا من ان التقاء النواب تحت قبة البرلمان من شأنه ان يقرب المسافات بين الكتل والاطراف المتباعدة ويحرك المياه الراكدة في الحياة السياسية ككل.

 

 قاطيشا: "الانتخاب" اوّلاً او لا مشاركة في التشريع

المركزية- اوضح مستشار رئيس حزب "القوات اللبنانية" لشؤون الرئاسة العميد وهبة قاطيشا اننا "و"التيار الوطني الحر" لا زلنا على موقفنا لجهة رفض المشاركة في اي جلسة تشريعية لا يتم فيها وضع قانون الانتخاب بنداً اوّل على جدول الاعمال وإقراره، ومن ثم الانتقال الى البنود الاخرى".

وقال عبر "المركزية" "لنترك للهيئة العامة التصويت على القانون الذي تراه مناسباً، نحن و"التيار الوطني الحرّ" لم نتّفق حتى الان على صيغة "موحّدة" لقانون الانتخاب، لكنهم لا يرفضون القانون "المختلط" الذي توافقنا عليه نحن و"تيار المستقبل" والحزب "التقدمي الاشتراكي" مادام سيخضع للنقاش داخل الهيئة العامة". واكد ان "لاعودة الى قانون "الستين"، مستبعداً عقد جلسة تشريعية قريباً يكون على جدول اعمالها قانون الانتخاب الذي منه تنبثق السلطة، لان من يُمسك بزمام السلطة اليوم لا يُمكن ان يقبل بقانون يؤدي الى تخلّيه عنها". واعتبر قاطيشا ان "الاستئثار بالساحة المسيحية واستضعافها كما حصل منذ العام 1990 حتى اليوم "انتهى"، يجب اقرار قانون انتخابي يؤمّن التمثيل الصحيح لشرائح المجتمع كافة".

 

ابو دهن: سننقل رسـالتنا الى العالم اجمـع وحضور شعبي كثيف لفيلم تدمر في سويسرا

المركزية- افتتح العرض الاول لفيلم "تدمر" الذي يجسّد معاناة المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، في مهرجان vision de reel في سويسرا امس، وسط حضور شعبي كثيف. واعلن متابعون من مكان الحدث ان التعليق جاء اكثر من المتوقع، حيث أثنى المشاهدون على قوة وقدرة المعتقلين على أداء ادوارهم ونقل عذابات عاشوها في سجون النظام السوري بصدق وشفافية. من جهته، قال رئيس جمعية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية علي ابو دهن في اتصال مع "المركزية" من سويسرا "ان نجاح الفيلم يعني خروجنا الى من قوقعة العذابات التي فتكت بنا طيلة اعوام، ولا يمكن الا ان نتذكر دائما المعتقلين اللبنانيين في سجون النظام السوري ونأمل عودتهم سريعا الى حضن الوطن"، داعيا المسؤولين اللبنانيين الى العمل على معالجة الموضوع سريعا. اضاف "ان الكاميرا التي استطاعت الدخول الى أعماقنا عملت على استئصال الألم والخوف والرعب الدفين في داخل كل معتقل منّا، ونعتذر من المشاهدين الذين بدت علامات التأثر على وجوههم بعد عرض مشاهد التعذيب وتجسيد حياة القهر والذل، ونتمنى ان تصل الرسالة الى العالم اجمع بضرورة تحرير كل سجين مظلوم، واقفال السجون غير المستوفية شروط المعاملة الانسانية التي لم تعد تصلح في القرن الراهن".وأثنى ابو دهن على التصوير والإخراج والتقنية في هذا الفيلم باشراف المخرجين مونيكا بورغمان ولقمان سليم، معلنا ان الفيلم سيعرض اليوم ايضا ضمن مهرجانات سويسرا.

 

شمس الإستقرار

أحمد الأسعد/21 نيسان/16/لا غرابة في أن يصف النظام الإيراني، بلسان مرشده الأعلى، حزب الله بأنه "شمس ساطعة يفخر بها العالم الإسلامي"، فهذا بالفعل دليل تقدير النظام المذكور لحزب يعمل لصالحه بإخلاص لامتناهِ، ولا يتردد إطلاقاً في تنفيذ المهام الموكلة إليه، من سوريا إلى اليمن، مروراً بالبحرين والعراق، وطبعاً...لبنان. الحزب "شمس ساطعة" في نظر النظام الذي صنعه، لأنه يعمل بجدّ وكدّ على زرع ظلام الحروب في كل أنحاء هذا العالم الإسلامي، ويتسلل إلى دوله في ليالٍ بلا ضوء قمر، ليعيث فيها فوضىً واضطراباتٍ وفِتناً. الحزب "شمس ساطعة" في عيون النظام الذي يرعاه، لأنه ينفّذ الأجندة الإيرانية بتفانٍ يصل حتى...افناء شعبه! يرسل شباب لبنان، الشيعة منهم تحديداً، إلى ساحات الموت، ويستجلب له المخاطر الأمنية والعداوات السياسية والإجراءات السلبية من العالم العربي والإسلامي الذي...لا يفخر به! وإذا كان النظام الإيراني يتمنى للحكومات التي تدين حزب الله أن تذهب "إلى الجحيم"،  فإن حزب الله، في الواقع، يجعل لبنان يعيش كل يوم في جحيم المخاطر والشلل المؤسساتي والإقتصادي، وكل ذلك إنفاذاً لرغبات هذا النظام. وبفضل "الشمس الساطعة" تلك، أصبح اللبنانيون "مشموسين" ومحلّ شبهة في كل أنحاء العالم، وأولها دول...العالم الإسلامي! لقد تعب اللبنانيون من تلك الشمس التي تحرق حياتهم وبلدهم، وهم يتعطشون إلى أن تشرق عليهم شمس الإستقرار والدولة الحقيقية ، وهم لن يتعبوا من العمل بكل الطرق لتحقيق هذا الهدف.

*المستشار العام لحزب الإنتماء اللبناني

 

ماذا جرى بين الحريري وبن سلمان؟

موقع ال أم تي في/21 نيسان/16/كان الحدث الاقليمي ـ الدولي امس لقاء القمة الذي دام ساعتين في الرياض بين الرئيس الأميركي باراك أوباما وخادم الحرمين الشريفين الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز حيث ركزا خلاله على تعزيزالعلاقات بين البلدين، وتطرّقا إلى النزاعات الدائرة في إنحاء الشرق الأوسط، ومخاوف الولايات المتحدة في شأن حقوق الإنسان في المملكة. وجدّد الزعيمان تأكيد "الصداقة التاريخية والشراكة الإستراتيجية العميقة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية"، و"ناقشا قضايا بينها اليمن وسوريا والعراق ولبنان"، وفق ما قال بيان اصدره البيت الأبيض. ونبقى في الرياض ولكن مع حدث آخر شهدته العاصمة السعوديّة أخيراً. فقد علمت "الجمهورية" أنّ الرئيس سعد الحريري الذي غادر بيروت قبل أيام من دون إعلان، زارَ الرياض والتقى فيها بعض أركان القيادة السعودية للتشاور في مجمل التطورات المحلية والإقليمية والدولية وحصيلة المشاورات الجارية في عواصم عدة بعد زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز القاهرة والتي انتقل منها إلى اسطنبول حيث شاركَ في قمّة منظمة التعاون الإسلامي. وقالت مصادر مطّلعة إنّ الحريري عَقد لقاءً طويلاً مع وليّ وليّ العهد ووزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، وأفادت المعلومات القليلة التي وردت إلى بيروت أنّ هذا اللقاء "كان إيجابياً وتخلّله توضيح لكثير من القضايا التي أثيرَت أخيراً على أكثر من مستوى، ما يضع حدّاً لِما أثيرَ حول علاقة الحريري مع القيادة السعودية". في سياق آخر، كشفَت مصادر روسية معنية بالملف اللبناني لـ"الجمهورية" أنّ الحريري تبلّغَ خلال زيارته الأخيرة لموسكو والتقى خلالها الرئيس فلاديمير بوتين "أنّ الاستحقاق الرئاسي اللبناني لم تنضج ظروفه بعد". وتلقّى الحريري نصيحة من القيادة الروسية التي تنظر إليه كصديق قديم، بعدمِ استنزاف طاقاته السياسية، في محاولة لتأمين نصاب لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية في القريب العاجل والاهتمام بقضايا أُخرى إلى حين نضوج اللحظة الرئاسية المرتبطة بالحلّ السياسي في سوريا والمنطقة

 

حزب الله جنّد عملاء اماراتيين عن طريق الجنس

"السياسة الكويتية" - 21 نيسان 2016 /كشفت صحف إماراتية عن الأساليب التي كان يستخدمها عناصر “حزب الله” في تجنيد أعضاء جدد للانضمام إلى الخلية التي تعمل في دولة الإمارات، حيث اعتمدت على العلاقات النسائية والأفلام المخلة بالآداب. وكانت دائرة أمن الدولة في المحكمة الاتحادية العليا قد استمعت إلى أقوال شهود الاثبات بقضية سبعة متهمين من جنسيات عربية في تسليم معلومات خاصة بدائرة حكومية محظور نشرها لـ”حزب الله” اللبناني، ولمصلحة دولة أجنبية وتصوير دوائر حكومية خلافاً للحظر، ومعلومات اقتصادية تتعلق بإنتاج الامارات من النفط وخرائط تبين مواقع حقول البترول والغاز. وحددت المحكمة جلسة 23 أيار المقبل لسماع مرافعة النيابة العامة ودفاع المتهمين. وبحسب ما ذكرت صحيفة “الخليج”، فإن الشاهد الأول، قال إنه تم تشكيل خلية “حزب الله” في الإمارات، بواسطة عملاء تابعين لجهاز الاستخبارات الإيرانية، وهم أعضاء فيما يسمى بـ “الحرس الثوري” الإيراني، بالتعاون مع عناصر تابعة لـ “حزب الله”، منذ العام 2004، وبقيت تعمل خلية نائمة في الإمارات، حتى انكشف أمرها، وافتضحت العام 2013، بعد أن أصبحت خلية فعالة استطاعت تجنيد مجموعة من الأعضاء. وأضاف الشاهد “أن مصادرنا السرية داخل الدولة وخارجها أسهمت في الكشف عن خلية “حزب الله العنقودية”، مشيراً إلى أن تلك المصادر كشفت أن مخابرات “حزب الله” والمخابرات الإيرانية كانت تجمع هذه المعلومات بهدف التخطيط لـ”استهداف وضرب المواقع الحساسة في دولة الإمارات”. أمّا الشاهد الثاني، فكشف أن “عدد أفراد الخلية يبلغ 7، منهم امرأة وإماراتيان، وأربعة لبنانيين أحدهم يحمل الجنسية الكندية، وقامت الخلية بتجنيد إماراتيين يعملان في مواقع حساسة، عن طريق ترتيب السهرات والجلسات النسائية، وسهرات الرقص والسمر والخمر والعلاقات المحرمة، ومن ثم القيام بتصويرهم في أوضاع مخلة”. وأضاف الشاهد ان الخلية قامت بتسليم الأفلام المخلة إلى عناصر في جهاز استخبارات “حزب الله” لإرسالها إلى لبنان، وأعادت تركيب مقاطعها، ثم إعادة إرسالها للإمارات، وتهديد الموجودين في تلك الأفلام بفضحهم إذا لم يتعاونوا مع الحزب، حيث استخدموا هذا التهديد لإجبارهم على التعاون مع عناصر الخلية. من جهتها، ذكرت صحيفة “الرؤية”، أن المتهمة المصرية استغلت وظيفتها في إحدى شركات البترول لكونها رسامة جيولوجية، وسلمت المتهم السادس الذي تعرف إليها، وارتبط بها بزواج المتعة سعياً منه للحصول على معلومات حساسة عن المؤسسة التي تعمل بها، منها معلومات اقتصادية تتضمن كشف إنتاجية البترول لإمارة أبوظبي، وأفشت أسماء الحقول المنتجة، وخريطة تبين مواقع الحقول البترولية، وأخرى تبين الحقول النفطية، وبيانات البريد الإلكتروني لموظفي الشركة البترولية.

 

مقتل اثنين من “مشاة البحرية” الإيرانية في سوريا

قُتل أول عنصرين من قوات المشاة البحرية الإيرانية في سوريا، بينما تنصل القائد العام للجيش الإيراني، اللواء عطاء الله صالحي، من مسؤولية مشاركة قوات بلاده في الحرب إلى جانب قوات الأسد. ونعت وسائل إعلام إيرانية كلاً من “حسین همتی” و “صادق شیبك” من قوات مشاة البحرية الإيرانية، خلال قتالهم إلى جانب قوات الأسد في سوريا. يشار الى أن موقع “ديبكا” الاستخباري الإسرائيلي، أكد أن إيران أرسلت في الشهر التاسع من العام المنصرم أول دفعة من قوات مشاة البحرية إلى سوريا، وقد تمركزوا في معسكر “جورين” بمنطقة سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، ليتم ربطهم بمشاة البحرية الروسية. وتأتي هذه التطورات بعد أقل من أسبوع من إعلان إيران عن مقتل ستة من قواتها الخاصة معظمهم من “الفرقة 65 ” قوات خاصة أو ما تعرف بـ”القبعات الخاصة”. بموازاة ذلك، قال قائد الجيش الإيراني الأربعاء، إن القوات التي تم نشرها في سوريا في أول عملية من نوعها خارج البلاد منذ قيام “الثورة الإسلامية” عام 1979، مدعياً أناه تتكون من متطوعين يعملون تحت إمرة ميليشيات “الحرس الثوري”، زاعماً في الوقت نفسه بأن الجيش النظامي لم يتدخل بشكل مباشر. وكانت طهران أعلنت هذا الشهر، أنها أرسلت قوات خاصة من اللواء 65 بالجيش إلى سوريا كمستشارين، مشيرة إلى أنها تستخدم جيشها النظامي إلى جانب قوات الحرس الثوري في مساعدة قوات بشار الأسد. ونقلت وكالة تسنيم للأنباء عن قائد القوات المسلحة الإيراني عطاء الله صالحي قوله “بعض المتطوعين أرسلوا إلى سوريا تحت إمرة المنظمة المعنية وقد يكون بينهم بعض من أفراد اللواء 65. وأضاف صالحي :”الجيش غير مسؤول عن النصائح العسكرية التي تقدم لسوريا”. وكان قائد القوات البرية الإيرانية الجنرال “أحمد رضا بوردستان”، قد اعتبر قبل أيام أن إرسال قوات الجيش الإيراني إلى سوريا هدفه “تلقيهم التجارب والخبرات في ساحات المعارك حيث يتمتع الجيش الإيراني بخبرة قتالية محدودة في الخارج”.

 

عسيري: الخليج حريص على استقرار لبنان وسلام مرحب به في اي وقت

"السياسة الكويتية" - 21 نيسان 2016 /أكد سفير المملكة العربية السعودية على عواض ًعسيري لـ”السياسة”، أن هناك حرصاً خليجياً على استقرار وأمن لبنان، في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، داعياً القيادات اللبنانية إلى التوافق بشأن الاستحقاق الرئاسي وانتخاب الرئيس العتيد، لتستعيد المؤسسات دورها وعافيتها، ومشدداً على أن لا دور للمملكة في هذا الموضوع، لأنه شأن لبناني سيادي، على اللبنانيين وحدهم إيجاد الحل له. وقال إن بلاده تكنّ للبنان وشعبه كل التقدير والمودة، مشدداً على أن تصويب مسار العلاقات اللبنانية – الخليجية بالعودة عن الأخطاء التي ارتكبت، خاصة أن دول مجلس التعاون الخليجي حريصة على أن تبقى العلاقات مع لبنان متميزة لما فيه مصلحة الجميع. وإذ رفض عسيري تحديد موعد لزيارة سلام إلى الرياض، لفت إلى أن رئيس الحكومة مرحب به في أي وقت، مؤكداً أهمية توافق اللبنانيين لتعزيز الاستقرار وإبقاء الحوار قائماً بين المكونات السياسية في هذا البلد.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الحسيني أولم تكريما للنائب الاول للرئيس الايراني

الخميس 21 نيسان 2016 /وطنية - أقام الرئيس حسين الحسيني مأدبة عشاء في منزله في عين التينة، مساء الأربعاء، على شرف النائب الأول للرئيس الإيراني الدكتور صادق خرازي والوفد المرافق، في حضور السفير محمد فتحعلي. وكانت مناسبة لاستعراض الأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة.

 

عون عرض مع وفد استرالي الاوضاع والعلاقات الثنائية

الخميس 21 نيسان 2016 /وطنية - التقى رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم في دارته في الرابية، وفدا من البرلمانيين الاستراليين من بينهم مسؤولين ورؤساء بلديات من اصل لبناني برئاسة رئيس المعارضة بولاية نيو ساوت وايلز لوك فولي وبحضور منسق اللجنة المركزية للانتشار في التيار الوطني الحر سعد حنوش.

 

رئيس الكتائب استقبل الوفد البرلماني الاوروبي: اقتراحات للخروج من الازمات

الخميس 21 نيسان 2016 /وطنية - استقبل رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل، في بيت الكتائب المركزي في الصيفي، وفدا من البرلمانيين واعضاء مجلس شيوخ فرنسيين من البرلمان الأوروبي يزورون لبنان، تلبية لدعوة "تنسيقية المسيحيين المشرقيين في خطر - chredo- ". حضر اللقاء النائب سامر سعاده وعضوا المكتب السياسي شادي معربس وميرا واكيم والمستشار ميشال الخوري ونقيب المحامين السابق جورج جريج. وتم البحث، بحسب بيان المكتب الاعلامي لرئيس الكتائب، في الملفات المطروحة على الساحة اللبنانية والتي تدخل في اهتمامات الوفد. واستمع الحاضرون من رئيس الكتائب الى وجهة نظر الحزب والحلول التي يقترحها للخروج من الأزمات التي يعيشها لبنان وتحافظ على هويته ورسالته ودوره في الشرق

 

 ماروني: الاولوية لاقرار قانون الانتخاب

الخميس 21 نيسان 2016 /وطنية - لفت النائب ايلي ماروني في حديث الى اذاعة "صوت لبنان 100,3 - 100,5" الى "اهمية اقرار قانون انتخابي حديث يؤمن التمثيل الصحيح بعيدا عن التزوير الانتخابي".. وقال :"ان رئيس مجلس النواب نبيه بري "كان يحاول ان يجد مخرجا لانعقاد الجلسة التشريعية، ولكن هناك تباين كبير في وجهات النظر بين الافرقاء السياسيين"، مشيرا الى ان "الكتائب تبغي النزول الى المجلس النيابي بهدف التصويت على قانون انتخابي وممارسة اللعبة الديموقراطية" . اضاف :"ان هناك 17 مشروع قانون او اقتراح قانون للانتخابات النيابية في ادراج المجلس النيابي ، فلنضعها على الطاولة ولنمارس الديموقراطية ونصوت" . وتابع :"ان المشروع الفائز سيعتمد، لكن من غير الجائز ان نبقى خارج اللعبة الديموقراطية"، مؤكدا ان "الاولوية لاقرار قانون انتخابي"، ومشددا على ان "الكتائب هي مع انبثاق السلطة، ولكن القوانين المطروحة الآن لاسيما القانون الذي طرحته اللجنة المصغرة، فيها الكثير من التباين في وجهات النظر، خصوصا في ما يتعلق بالتقسيمات والدوائر وعدد النواب" . وختم ماروني :" لقد تبين ان التركيز على القانون المختلط بين النسبي والاكثري، فيه تباين في وجهات النظر ايضا" .

 

جابر: لا اتفاق حتى الآن على قانون الانتخاب

الخميس 21 نيسان 2016 /وطنية - تمنى النائب ياسين جابر في حديث الى اذاعة "صوت لبنان - 93,3"، "افساح المجال امام الكتل النيابية حتى نهاية الاسبوع للرد على اقتراح رئيس مجلس النواب نبيه بري حيال ربط قانون الانتخاب بالتشريع خصوصا انه ما من اتفاق ضمن الفريق الواحد حتى الآن على قانون الانتخاب"، معتبرا ان "تشريع الضرورة هو ضروري في هذه المرحلة"، ومتمنيا "انعقاد المجلس النيابي في اقرب وقت ممكن". وعن ملفات الفساد، شدد على "ان يقوم القضاء بدوره كاملا"، رافضا "سحب الملف من الاعلام لأنه اذا سحب دفن"، معتبرا "ان هذه الملفات خطيرة جدا ويجب معاقبة المسؤولين عنها".

وأيد "دعوة النائب ابراهيم كنعان الى رفع السرية عن محاضر اللجان النيابية"، معتبرا ان "عدم حضور الوزراء المعنيين الى اجتماع لجنة المال والموازنة رسالة سيئة".

 

سليمان خلال رعايته مؤتمر أطباء الأسنان في البلمند: هناك ضرورة لتشكيل هيئة وطنية لإعادة النازحين

الخميس 21 نيسان 2016 /وطنية - الكورة - افتتحت نقابة اطباء الاسنان في الشمال، برعاية الرئيس العماد ميشال سليمان وفي حضوره، مؤتمرها السنوي الثامن تحت عنوان North International Dental Congress في "قاعة الزاخم" في حرم جامعة البلمند - الكورة، في حضور الرئيس نجيب ميقاتي ممثلا بالدكتور خلدون الشريف، وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، وزير الاتصالات بطرس حرب ممثلا بالمهندس وسيم أبو صعب، وزير الخارجية جبران باسيل ممثلا بطوني ماروني، وزير العدل المستقيل اشرف ريفي ممثلا بفادي الشامي، النواب سمير الجسر، فادي كرم، خضر حبيب، كاظم الخير، قاسم عبد العزيز، النائبة السابقة نايلة معوض، رئيس جامعة البلمند الدكتور ايلي سالم ممثلا بنائبه الدكتور ميشال نجار، مفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور مالك الشعار، الامين العام ل"تيار المستقبل" أحمد الحريري ممثلا بالمهندسة بشرى عيتاني، والنائب محمد الصفدي ممثلا بالدكتور مصطفى الحلوة، النائب روبير فاضل ممثلا بالسيد سعد الدين فاخوري، مستشار الرئيس سليمان بشارة خيرالله، قائد الجيش العماد جان قهوجي ممثلا بالعقيد انطوان عطاالله، المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم ممثلا بالعميد ريمون ايوب، مدير مخابرات الجيش العميد كميل ضاهر ممثلا بالمقدم نجيب النبوت، رئيس اتحاد بلديات الفيحاء عامر الرافعي، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس ولبنان الشمالي توفيق دبوسي، نقيب اطباء الاسنان في الشمال الدكتور اديب زكريا ونقباء المهن الحرة اللبنانيون والعرب والاجانب، وحشد من اطباء الاسنان في لبنان.

 

مقبل عرض وقهوجي أوضاع المؤسسة العسكرية واجراءات الجيش لمواجهة الإرهاب

الخميس 21 نيسان 2016 /وطنية - زار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني سمير مقبل، قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه باليرزة، وبحث معه في أوضاع المؤسسة العسكرية وحاجاتها المختلفة، والإجراءات التي ينفذها الجيش لمواجهة الإرهاب، وضبط الأمن والاستقرار في البلاد.

 

حوري واوغاسابيان في حوار عن التشريع والرقابة في قضايا الاتصالات: لتطبيق القوانين ومعاقبة مرتكبي فضيحة الانترنت

الخميس 21 نيسان 2016 /وطنية - نظم المركز اللبناني للتربية المدنية بالشراكة مع المعهد الديمقراطي الوطني حلقة نقاش بعنوان "التشريع والرقابة في قضايا الاتصالات والانترنت"، في جامعة بيروت العربية، وذلك ضمن مشروع "شارك وغير"، شارك فيها النائبان عمار حوري وجان اوغاسابيان وطلاب كلية الحقوق في الجامعة الذين وجهوا اليهما سلسلة من الاسئلة. حضر الحلقة رئيس جامعة بيروت العربية عمرو جلال العدوي وعميد كلية الحقوق محمد قاسم وحشد من الطلاب.

حوري

وقد عرض النائب حوري في مستهل اللقاء، واقع قطاع الاتصالات في لبنان، لافتا الى القوانين التي اقرها مجلس النواب في هذا الاتجاه. وقال: "لا ينقصنا قوانين للاتصالات فهي موجودة وواضحة، والعامل الاساسي ليس في النصوص بل في التطبيق". وردا على اسئلة الطلاب، لفت حوري الى ان "اوجيرو" انشئت بقانون، واكد ان شبكة الباروك التي تم الكشف عنها في العام 2009 ثبت تورطها مع العدو. وقال: "ان جزءا من الادوات التي تمت مصادرتها اظهرت ان هذه الشبكة غير شرعية وكانت متصلة بمؤسسات الدولة كافة". وقال: "لا يمكن الجزم حاليا، ان الامان كامل، وعلينا ان نتضامن في المسؤولية". واكد حوري ان "لجنة الاتصالات تبحث موضوع الانترنت غير الشرعي بطريقة راقية، وهي تحقق الكثير من النتائج وسوف تستكمل الموضوع الى النهاية".

اوغاسبيان

بدوره، شدد اوغاسبيان امام الطلاب على عدم السكوت على فضيحة شبكة الانترنت غير الشرعي وضرورة معاقبة كل مرتكب. وقال: "هذه القضية يجب ان تتفاعل وتتحول الى قضية رأي عام للوصول بالملف الى خواتيمه". وردا على سؤال عما اذا كان يحق لعبد المنعم يوسف تولي ادارة "اوجيرو" والمديرية العامة للاتصالات، قال اوغاسبيان: "لا يجوز ان يكون ذات الشخص في هذا الموقع، ولا احد يغطي احد"، مطالبا "بوضع الامور على الطاولة". ورأى "ان لجنة الاتصالات ليست الجهة التي تحقق وتحاسب، واذا كانت هناك من مسؤولية تترتب على اوجيرو فعلى القضاء ان يقول كلمته"، لافتا الى ان وزير الدفاع قال في الجلسة الاخيرة للجنة الاتصالات ان لا اختراق امنيا للشبكة غير الشرعية، ونحن نقول ان شاء الله". وقال: "نحن في اللجنة نتابع الموضوع مع القضاة المعنيين، مدعي عام التمييز والمدعي العام المالي. نريد معرفة الاشخاص المسؤولين وكيف تتم عملية المحاسبة وهل سيحاسبون ام لا"، مؤكدا ان "هناك ما هو أسوا من ذلك، فالمؤسسات الرسمية كانت تستفيد من هذه الشركات غير الشرعية".

 

المؤسسة اللبنانية المسيحية: باشرنا لقاءات مع لبنانيين أميركيين لامعين للتوعية على أهمية التسجيل في لبنان

الخميس 21 نيسان 2016 /وطنية - أعلنت المؤسسة اللبنانية المسيحية في العالم - واشنطن CLFW/Project Roots في بيان، أنها "باشرت بإجراء لقاءات مع شخصيات لبنانية أميركية لامعة في مختلف المجالات العلمية والثقافية والسياسية وغيرها في الولايات المتحدة، بهدف حث هؤلاء على المشاركة في التوعية على أهمية التسجيل في لبنان، وخاصة بعد إقرار مجلس النواب اللبناني قانون حق استعادة الجنسية للمغتربين"، مشيرة الى أنها تجري هذه اللقاءات "بالتعاون مع مجلة جبلنا ماغازين الاغترابية ورئيسة تحريرها فاديا سمعان". وأوضحت أن "اللقاء الأول كان مع رئيس قسم الجراحة الآلية في مستشفى سان جورج في واشنطن الدكتور غابي معوض، ابن زغرتا، وأحد ألمع وجوه الجراحة النسائية الروبوتية في الولايات المتحدة والعالم. وقد صوت له أطباء واشنطن العام الماضي ليحمل لقب أفضل طبيب، وبعدها ببضعة أسابيع انتخب ليكون اعتبارا من العام المقبل 2017 رئيسا للمنظمة العالمية للجراحة الروبوتية، التي يشغل فيها حاليا منصب نائب الرئيس. وقد التقته المنسقة الإقليمية لـ Project Roots في واشنطن جوزفين صفير باسيل". ودعا معوض "كل مغترب لبناني الى الحفاظ على جذوره من خلال الابقاء على الروابط الاجتماعية مع أهله في بلده الأم وتسجيل زواجه وأطفاله في لبنان"، مطالبا "المغتربين اللبنانيين بالتضامن والتكاتف من اجل الحفاظ على خصوصية لبنان، إذ أنه البلد الوحيد في العالم الذي يتمتع بتعددية وخصوصية مماثلة".

 

شهيب: السيطرة على انفلونزا الطيور في النبي شيت ولا داعي للذعر ونتائج المسح الوبائي ستعلن بشفافية

الخميس 21 نيسان 2016 /وطنية - عقد وزير الزراعة أكرم شهيب مؤتمرا صحافيا، في مكتبه في وزارة الزراعة في وسط بيروت، في حضور المدير العام لوزارة الصحة الدكتور وليد عمار، مدير الثروة الحيوانية في المديرية العامة للزراعة الدكتور الياس ابراهيم وعدد من المسؤولين في مديرية الثروة الحيوانية والحجر الصحي البيطري في وزارة الزراعة. وقال شهيب: "في ظل السائد على المستوى السياسي محليا واقليميا هناك معاناة كبيرة، من اقفال للحدود البرية الى التهريب المنظم القاتل للقطاع، وفي الوقت الذي نواجه فيه هذه المعاناة أطلت علينا مشكلة مستجدة في لبنان سبق ان اعددنا خطط مواجهتها تحسبا، لأنها منتشرة في كثير من الدول وهي انفلونزا الطيور وهي من نوع عترة H5، قطاع الدواجن يعيش منه حوالي 30 الف عائلة مباشرة وغير مباشرة". اضاف: "هناك مسألتان اساسيتان تحكم سياستنا الزراعية: سلامة الانتاج وصحة الناس، وتحصين قطاع الانتاج ومنها قطاع الدواجن.

وتابع: "ففي إطار التعاون بين وزارة الزراعة ومربي الدواجن، وبناء على المسح الدوري والطارىء التي تقوم بها فرق وزارة الزراعة، تم رصد فيروس انفلونزا الطيور من عترة H5 في احدى مزارع بلدة النبي شيت - قضاء بعلبك". وأعلن انه "منذ ان تأكدنا، وبناء للخطة الوطنية الموافق عليها من قبل مجلس الوزراء والتي أعدتها وزارة الزراعة في عام 2007 تجنبا لأي طارىء لمواجهته والسيطرة عليه، بدأنا تنفيذ الاجراءات المطلوبة مع الوزارات المعنية، منذ يوم امس وفور تأكدنا بعد صدور نتائج مختبرات الوزارة، ومنها:

1- طوق أمني بقيادة الجيش حول منطقة البؤرة المصابة للسيطرة على الوضع بينما تقوم فرق وزارة الزراعة بالتعاون مع الجهات المختصة بتنفيذ خطة السيطرة على المزارع المصابة للحؤول دون انتقال المرض الى المزارع المجاورة.

2- تتولى وزارة الصحة متابعة حالات العاملين في المزرعة الموبوءة للتأكد من سلامتهم الصحية.

3- تشرف وزارة البيئة: على الطمر الصحي للطيور بعد انشاء خلية خاصة معزولة بغلاف خاص عازل واضافة كمية من الكلس والتراب.

4- تواكب الهيئة العليا للاغاثة كل الاجراءات والمتابعة واعداد تقارير واجراء المقتضى لتأمين التعويض العادل للمتضررين.

وقال شهيب: "حتى الآن، الاصابات هي حصرا في بلدة النبي شيت ولا داعي للقلق والكشوفات طالت محيط البلدة وستطال كل لبنان ونتائج المسح الوبائي ستعلن بكل شفافية. همنا الوحيد السيطرة على البؤرة المصابة كي لا تتحول هذه الاصابة الى وباء، ولا داعي لحصول اي حالة ذعر". واشار شهيب الى ان "كل الدجاج البياض واللاحم (الفروج) والصيصان والبيض وكل انواع الطيور في المنطقة المصابة ستتلف باشراف فريق وزارة الزراعة والوزارات المعنية والهيئة العليا للاغاثة وذلك لضمان السيطرة على الفيروس والقضاء عليه، وبدأنا العمل". وقال: "لنجاح المكافحة، نأمل من أهلنا في النبي شيت ومن البلدية والقوى السسياسية التعاون مع فرق مكافحة المرض الموجودة في البلدة لإنجاح خطة الطوارىء وتطبيق ارشادات وزارة الزراعة والوزارات المعنية". اضاف: "ولمزيد من الاطمئنان فإن فرق وزارة الزراعة بدأت اجراء تحقيق وباء لرصد مصدر الفيروس وتحديده لاتخاذ الاجراءات المناسبة في ضوء ذلك وللحؤول دون تكرار هذه الاصابة".

واوضح انه "طبقا للاجراءات المتبعة حسب Code المنظمة العالمية للصحة الحيوانية OIE وحسب خطة الطوارئ بالوزارة للقضاء على مرض الانفلونزا تم ما يلي:

1- توسيع رقعة المسح الوبائي من 3 كلم الى 10 كلم كمرحلة اولى ثم أخذ عينات من كل المزارع على الأراضي اللبنانية للتأكد من انتشار المرض.

2- ارسال عينة الى مختبر مرجعي (خارج لبنان) معتمد عالميا (اجراء روتيني) للتوسع في التحقيقات لمعرفة مصدر الفيروس.

وقال شهيب: "الهمرجة الاعلامية نحترمها ونحبها، اتمنى ان لا ينشر أي خبر بهذا الملف العلمي الا بالاستناد الى المراجع العلمية والوزارة. نحن لا نريد ان نخيف الناس، ولن نتهاون في معالجة مشكلات القطاع، تمت السيطرة على المرض في البؤرة المصابة واليوم مساءا سننهي اعمالنا ونتابع عملية الرصد والكشف واخذ العينات، هناك مشكلة وهناك معالجة جدية نريد ان يتعاطى معها الاعلام برصانة". واكد "ان هذه الانفلونزا موجودة في كل العالم ولا داعي للذعر، وسنطلع الرأي العام على اي مستجدات، وسنعلن عن اي انتقال للمرض الى اي منطقة اخرى وسنعلن اغلاقها بالتعاون مع الجيش اللبناني".

عمار

واكد المدير العام للصحة الدكتور عمار "ارتياح الوزارة لاجراءات وزارة الزراعة السريعة وفق الخطة الموضوعة"، واعلن ان "لا اصابات بشرية، ولفت الى أن مرض انفلونزا الطيور ينتقل من الطيور الى البشر عبر الاحتكاك المباشر بواسطة الجهاز التنفسي، ولا ينتقل عبر الاحتكاك بين البشر، واعلن انه تم تحديد المحتكين بالطيور في البؤرة المصابة وتم اعطاؤهم العلاج الدوائي احتياطا على سبيل الوقاية والدواء متوفر لدى وزارة الصحة". ولفت عمار الى "ان اي حالة عوارض للانفلونزا يضاف اليها آلام في البطن لدى المحتكين بالطيور في المزارع العشر اي في البؤرة المصابة، سيتم التعاطي معها مباشرة على انها انفلونزا الطيور احتياطا". واكد "ان المرض لا ينتقل عن طريق اكل لحوم الدواجن لان الطهي يقضي على الفيروس كما ان المرض لا ينتقل عبر الجهاز الهضمي، انما عبر الجهاز التنفسي"، وقال: "نحن نترصد المنطقة وسنتحرك عند ظهور اي حالة مشتبهة".

اسئلة واجوبة

وردا على سؤال عن تاريخ ظهور انفلونزا H5 في لبنان، اوضح شهيب ان المرض ظهر اول من امس بعد حصول اصابتين واخذت العينات الى المختبر فظهرت نتائج ايجابية لجهة ال H5، هناك 35000 طائر، وتم عزل عشر مزارع عبر الجيش اللبناني بعد اتصال مع رئيس الحكومة تمام سلام والوزارات المعنية، وتم منع نقل اي دجاج حي او طيور حية من المنطقة لمنع انتقال العدوى. والجيد ان هناك مناطق في النبي شيب لم تصب بالعدوى، كما ان هناك حفرة للطمر الصحي تم اعدادها وسنقوم بالقضاء على الطيور الموجودة في المزارع العشرة في البؤرة المصابة وضمن المنطقة المحددة للعزل الصحي". وعن التعويض على مربي الدواجن، قال شهيب: "ما يهمنا هو حماية القطاع وتوفير الحماية الصحية للعاملين فيه، الموضوع المالي لجهة التعويض سيتم عبر مجلس الوزراء والهيئة العليا للاغاثة". وشدد على التعويض على المتضررين من المربين في المزارع او المربين للدجاج البياض في المنازل، لانه سيتم ايضا القضاء عليه في البؤرة المصابة"، منوها بالوعي الكامل لدى المواطنين والقوى السياسية والبلدية". وتمنى ان "تبقى الانفلونزا محصورة في البؤرة المصابة وان لا تنتقل الى مناطق اخرى". من جهته، اكد الدكتور عمار ردا على سؤال حول تعاطي وزارة الصحة، "ان العنصر الاساس هو الوقاية ومنع انتقال المرض لان نسبة الوفيات تكون مرتفعة، بدأنا بإعطاء العلاج الدوائي لكل من احتك بالطيور في البؤرة المصابة"، مكررا "ان المرض لا ينتقل بين البشر".

 

اقتـــراح "تعديـل الدســتور" حضر في الحـوار بيـن حرب ورعــد ولا مبرر سياسيا وقانونيا لتعطيل حزب الله "الرئاسة".. وأسبابه كشفها فرنجية!

المركزية- لا يتردّد مرجع قضائي في إطلاق توصيف "العصفورية الدستورية" على الواقع الذي تعيشه الحياة السياسية اللبنانية، حيث بات الدستور وجهة نظر يفسّره كل طرف وفق مصالحه، مشيرا عبر "المركزية" الى ان أبرز تجليات هذا الاستخفاف بالقانون يتظهر في فضيحة عدم انتخاب رئيس الجمهورية بسبب مقاطعة بعض الجهات السياسية جلسات الانتخاب التي بلغ عددها 38، معتبرين ان ما من بند في الدستور يلزمهم بالحضور وبالتالي فان الغياب حقّ، الامر الذي ترى فيه مصادر في "14 آذار" جريمة معنوية بحق البلاد من جهة وقوانينها من جهة أخرى، فالمادة 74 واضحة ولا تحتمل التأويل لناحية الزامية مشاركة النائب في الجلسات وفي شكل فوري وتقول "اذا خلت سدة الرئاسة بسبب وفاة الرئيس أو استقالته أو سبب آخر فلأجل انتخاب الخلف يجتمع المجلس فورا بحكم القانون"... لكن، وفي مقابل استسهال البعض ضرب القوانين عرض الحائط، تسجَّل مبادرات محلية تحاول اعادة الاعتبار الى الدستور بما يوقف مسلسل التعطيل الذي امتدت مفاعيله من الرئاسة الى سائر المؤسسات، ومنها مشروع لتعديل الدستور أعده وزير العمل بطرس حرب ينصّ على اعتبار كل نائب يتغيب 3 مرات عن جلسات انتخاب الرئيس بصورة متتالية، مستقيلا، وهو حاليا في مرحلة جمع التواقيع. هذا الاقتراح حضر أمس على طاولة الحوار الوطني حيث أعرب عرّابها رئيس مجلس النواب نبيه بري عن تأييده للفكرة التي وصفها بـ"الجيدة". وتطور النقاش في هذا الموضوع حيث سأل حرب الحاضرين "هل يمكن ان يطلعنا المعطلون على اسباب مقاطعتهم الجلسات"؟ فأجابه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد "الاسباب ميثاقية". استطرد وزير الاتصالات "اشرح لنا أكثر لو سمحت، فربما هناك أسباب غافلة عنا"، فكرر رعد جوابه مجددا "أسبابنا ميثاقية وتعرفونها". وعند هذا الحد انتهى الحديث في الموضوع. تعقيبا، تقول أوساط نيابية بارزة في قوى 14 آذار عبر "المركزية" ان "حزب الله" لا يملك اي حجّة فعلية وازنة يمكن ان يفسّر بها مقاطعته جلسات الانتخاب وهو يفتقد الى المبرر القانوني كما السياسي في هذا السياق، حيث يكتفي باعلان وقوفه خلف رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون رئاسيا. أما السبب الفعلي لهذا التعطيل، وفق الأوساط، فيكمن في تنفيذه أجندة ايرانية تربط الاستحقاق بملفات المنطقة على ان تستخدمه طهران ورقة ضغط لتحسين موقعها في التسويات التي يُعمل عليها وفرض نفسها شريكة فيها. وتتابع الاوساط "شهد شاهد من أهله في هذا المجال، حيث قطع كلام رئيس تيار الماردة النائب سليمان فرنجية أي شك كان لا زال يساور البعض حول أهداف حزب الله الحقيقية من التعطيل، باليقين، اذ تحدث عن "جوّ داخل فريق 8 آذار اليوم يقول لا مصلحة لنا الآن في رئيس". وتضيف الاوساط "مواقف فرنجية أكدت المؤكد لدى مكونات 14 آذار، "حزب الله" يربط الاستحقاق بمصير التطورات الاقليمية وبكلمة السرّ الايرانية بعد اتضاحه، وإلا فكيف يفسر الحزب مقاطعته جلسات الانتخاب في حين أن المرشحين من صلب فريقه السياسي"؟ وتختم مشيرة الى ان "الحزب" يدرك ان حظوظ العماد عون تتضاءل مع مرور الوقت، في حين ترشيح فرنجية لا يزال قابلا للتعويم، فهل يستدرك ويبدل خطته فينتخب رئيسا من خطه السياسي، أم يضيّع الفرصة ويضحي بحليفيه لحساب مصالح الجمهورية الاسلامية وهو الخيار الأكثر ترجيحا حتى الساعة"؟

 

القمة الاميركية– الخليجية: العراق وسوريا واليمن والارهاب.. ونتنياهو في موسكو

مبادرة بري تحت مجهر التمحيص السـياسي والتجاوب المسـيحي غير متــوافر

ايرولت وموغريني يبحثان غدا تحضيرات مجموعة الدعم في بيروت والاسـتحقاق

المركزية- وسط غياب أي معطى داخلي إيجابي يوحي بامكان تحقيق خرق في جدار الازمة السياسية التي يعيشها لبنان جراء الشغور الرئاسي الذي يقترب من طي عامه الثاني، انتقل اللبنانيون الى رصد التطورات على الساحتين الاقليمية والدولية وبات تعويلهم على لقاءات القادة صنّاع القرار، علّها تفرد حيّزا من مداولاتها للملف اللبناني فتجد صيغةً ما تضع حدا للواقع الصعب الذي يتخبطون فيه، بعد ان أثبتت الاطراف المحلية بمعظمها عجزا كاملا عن التلاقي ولبننة الحلول.

بين الرياض وواشنطن: ومن المحطات الخارجية التي تُبنى عليها الآمال، اللقاء الذي جمع في الساعات الماضية في السعودية، الرئيس الاميركي باراك أوباما بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي لم تغب عنه ملفات المنطقة، اضافة الى قمة زعماء دول مجلس التعاون الخليجي التي احتضنتها الرياض وشارك فيها أوباما. وتضاف اليها أيضا، مشاركة رئيس الحكومة تمام سلام في حفل توقيع اتفاقية باريس لتغيّر المناخ في نيويورك التي غادر اليها صباحا، حيث ستكون له كلمة يتطرق فيها الى مختلف الاوضاع والتطورات الراهنة، من دون استبعاد عقد لقاءات على الهامش مع مسؤولين دوليين كبار.

مبادرة بري: وفي العودة الى اليوميات السياسية المحلية، فقد أضيفت اليها المبادرة التي أطلقها أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري لتزيدها تعقيدا. فربط الاخير بين التشريع وقانون الانتخاب ونقله السجال الى نقطة من يأتي اولا "رئيس الجمهورية" أم "قانون الانتخاب"، يبدو لن يمرّ لدى الأحزاب المسيحية وأبرزها "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" التي اعتبرت أوساطها ان ما تم اقتراحه هو مناورة لجرّها للنزول الى المجلس ومحاولة مكشوفة للتهرب من طرح قانون الانتخاب واقراره. في المقابل، يبدو ان رئيس المجلس سينتظر حتى نهاية الاسبوع الاجوبة النهائية على طرحه، لكنه عازم على توجيه الدعوة لجلسات تشريعية وتقول اوساطه لـ"المركزية" ان الميثاقية يؤمنها النواب المسيحيون المستقلون الذين سيحضرون اضافة الى نواب كتلة النائب سليمان فرنجية.

المستقبل... غير واضحة: اما "المستقبل" فأكد مصدر نيابي في الكتلة " لـ "المركزية" ان "التيار" لا يزال على موقفه الرافض المشاركة في اي جلسة تشريعية يدعو اليها الرئيس بري لا يكون على جدول اعمالها قانون الانتخاب"، لكنه لفت في الوقت نفسه الى ان "المبادرة التي اطلقها بري امس على طاولة الحوار الشامل في شأن الربط بين قانون الانتخاب والتشريع "غير واضحة، علماً ان "التيار" بدأ دراستها للخروج بموقف "رسمي" منها".

واعتبر المصدر ان "كلام فرنجية اليوم واضح سبق ان سمعناه في اكثر من مناسبة، لكن الجديد فيه اشارته الى ان فريق الثامن من آذار، وتحديداً "حزب الله" لا يريد انجاز الاستحقاق الرئاسي الان".

رسالة الراعي لكيريل: في الضفة الرئاسية المحتجبة عن واجهة المشهد السياسي الداخلي الا من زاوية مسلسل الارجاءات المتتالية للجلسات الانتخابية، علمت "المركزية" ان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ارسل الى بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل أخيرا، رسالة ضمّنها تمنيا ببذل اقصى ما يمكن من جهود ووساطات مع من يلزم من أجل تسهيل الاستحقاق، نسبة لما لروسيا من مونة على هذه المواقع، شارحا تداعيات الفراغ الخطيرة على اوضاع المسيحيين في لبنان ودول المنطقة. وافادت المعلومات ان البطريرك كيريل بحث في مضمون الرسالة مع الرئيس فلاديمير بوتين الذي اوفد نائب وزيرالخارجية ميخائيل بوغدانوف الى طهران، حيث استطلع الاجواء لكنه لم يتمكن من تحقيق اي خرق في جدار التصلب كون ايران وضعت حزمة شروط مقابل الافراج عن الاستحقاق من بينها رفع العقوبات المفروضة على حزب الله وتخفيف القيود المالية وشطبه عن لائحة الارهاب. وفي السياق، كشفت مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" عن توجيه موسكو دعوات الى شخصيات لبنانية للتشاور معها.

ايرولت- موغريني: وليس بعيدا من الدعم الدولي للبنان، وفي اطار التحضيرات لاجتماع مجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان في 27 ايار المقبل في بيروت، علمت "المركزية" ان الممثلة العليا للسياسة والأمن والشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني ستجتمع غدا في باريس مع وزير الخارجية جان مارك ايرولت للتشاور في الملف قبل ان تتوجه مجددا الى طهران في اطار المساعي المبذولة على الخط الرئاسي.

أمن المخيمات: في الاثناء، بقيت الاضواء مسلطة على امن المخيمات الفسطينية في ضوء التوترات المتنقلة في شكل شبه يومي بين مخيم وآخر، والقلق الفرنسي من امكان دخول طرف اقليمي على خط تفجيرها،وهو ما اثاره الرئيس فرنسوا هولاند مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في باريس واستدعى ارسال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الاحمد الى بيروت، حيث يجري لقاءات تشمل القيادات الفلسطينية واللبنانية، وقد زار اليوم الرئيس بري الذي اكد ضرورة تعزيز التنسيق لكشف وملاحقة من يحاول العبث بأمن المخيمات.

انفلونزا الطيور: وكان اللبنانيون الذين لم تعد متابعة المماحكات السياسية العقيمة من أولوياتهم، انشغلوا بأمنهم الصحي مجددا. فبعد كمّ الامراض والاوبئة الذي تسببت به أزمة النفايات، أعلن وزير الزراعة اكرم شهيب، عن رصد حالة فيروس انفلونزا الطيور H5 في احدى مزارع النبي شيت في بعلبك، الا انه أكد ان لا داعي للذعر، مطمئنا الى ان "فريق وزارة الزراعة بدأ بالتحقيق لرصد مصدر هذا الفيروس". من جهتها، وزعت وزارة الصحة معلومات عن عوارض انفلونزا الطيور من أجل سلامة المواطنين، معلنة انها وبالتعاون مع وزارة الزراعة والهيئة العليا للاغاثة والجهات المعنية من جيش وقوى امنية وغيرها، قامت بتفعيل خطة الطوارىء المتعلقة بهذا المرض.

أوباما في مجلس التعاون: اقليميا، بدأت اليوم أعمال القمة الاميركية – الخليجية في الرياض بانطلاق اجتماع دول مجلس التعاون في حضور أوباما الذي أعلن "اننا نعمل على مكافحة الإرهاب وإحلال السلم في المنطقة العربية"، مشيرا الى ان "هناك سبيلا واحدا لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا وهو الحكم الانتقالي"، ولافتا الى "أننا نواصل دعم القوات العراقية لطرد داعش من مناطق سيطرتها".واذا كان همّ مكافحة الارهاب، اضافة الى ملفات العراق واليمن وسوريا، شكّلا محور المباحثات، فان أوساطاً دبلوماسية أكدت عبر "المركزية" ان أوباما سيكرر خلال لقاءاته مع القادة الخليجيين ضرورة قيام علاقات جديدة بين مجلس التعاون وايران، لافتة الى ان نجاح هذا المسعى سيقود حتما الى تبريد الاحتقان في المنطقة والى حلحلة الازمات التي تتخبط فيها، ومن جملتها الشغور الرئاسي في لبنان.

نتيناهو في روسيا: على خط آخر، وفي موازاة التسوية الشاملة التي يعمل عليها الاميركيون والروس لوضع حد للصراعات القائمة في عدد من دول الاقليم، ورغم التباعد بين موسكو والقدس في النظرة الى الملف النووي والى طهران وحزب الله، حطّ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في روسيا اليوم حيث استهل زيارة رسمية التقى خلالها الرئيس الروسي. وكرر نتنياهو أمام الاخير تأكيده أن "مرتفعات الجولان خط أحمر بالنسبة لإسرائيل ولا بد أن تظل جزءا منها"، معلنا "اننا سنفعل كل ما في وسعنا لتفادي وقوع السلاح المرسل من إيران في يد حزب الله".

 

"بين عون وفـرنجية عتب رئاسـي لا يلغـــي الاحتـرام" والتيار يريد تأييد "الجنرال" وأبواب الرابية مفتوحة أمام "ابنها"

المركزية- لا يترك المرشح الرئاسي، زعيم تيار المردة سليمان فرنجية إطلالة إعلامية، إلا ويحرص فيها على تأكيد وتكريس دخوله حلبة السباق الرئاسي بشكل جدي، متمسكا بما يعتبرها فرصته وحظوظه الكفيلة بايصاله إلى قصر بعبدا. غير أن كل هذا لا يحجب الضوء عن الهوة العميقة التي أحدثتها "تسوية باريس" الرئاسية الشهيرة على خط الرابية- بنشعي، والآخذة في الاتساع مع كل حديث صحافي يدلي به فرنجية. ففي وقت تصر الرابية على أحقية زعيمها بالكرسي الرئاسي مدعومة بإعلان معراب ومفاعيله المسيحية الشعبية، يؤكد زعيم المردة أيضا استمرار ترشحه، من دون أن تفوته الاشارة إلى أن عون كان يمكن أن "يمون عليه لينسحب، وأن الخلافات لا تزال موجودة في صفوف 8 آذار، خصوصا بفعل الأزمة الرئاسية. كيف يرد التيار الوطني الحر على كلام فرنجية؟ وكيف يصف علاقته به اليوم؟ وما مصير الرئاسة في ضوء تصلب المواقف هذا؟ يشير وزير سابق في التيار عبر "المركزية" إلى أن "القضية أعمق من مجرد مونة من شخص على آخر. بالنسبة إلينا، ترشيح العماد ميشال عون خيار استراتيجي، باعتباره زعيما مشرقيا، والرجل الأول مشرقيا عند المسيحيين. ونحن نعتبر أن القضية تتعلق بالميثاقية وبالشراكة الوطنية الكبرى. ونحن نقدر ونحترم مكانة الوزير فرنجية. لذلك نقول إن الأمور ليست شخصية. ونذكر أن فرنجية كان يقول: ما دام العماد عون مرشحا، فأنا لست كذلك. ونحن نعتبر أن ترشيح الجنرال استراتيجي لأنه يكرس شراكة المسيحيين للعقود المقبلة، وهو اليوم أكبر زعيم مسيحي منفتح، لم يتوان عن الانفتاح على خصمه التاريخي (القوات اللبنانية) لأسباب ميثاقية لأن ليس لدينا ترف الانقسام فيما نواجه مخاطر وجودية". وشدد على أن "من المؤكد أن بيننا وبين الوزير فرنجية خلافا في موضوع رئاسة الجمهورية، لكننا كنا نفضل ألا يكون له موقف كهذا".

وعن إعلان فرنجية أن لا رئاسة لأن في 8 آذار جوا يفيد بأن لا مصلحة في اتمام الاستحقاق راهنا، وفي وقت فسر هذا الكلام على أنه "سهم" سدده المرشح الرئاسي الشمالي في اتجاه "حليفيه" اللذين يقاطعان الجلسات الانتخابية التيار وحزب الله، أكد الوزير السابق أننا "لا نعتبر هذا الكلام موجها إلينا لأن لنا مصلحة في وجود رئيس للجمهورية، وهذا أمر واضح لا يختلف عليه اثنان ما دام العماد عون هو المرشح الأقوى، وقد عزز قوته هذه بالتفاهم الذي نسجه مع القوات اللبنانية. وهذا اتهام لحزب الله بناء على المنطق الذي يعتمده تيار المستقبل. وإن كان فرنجية يوافق على هذا الأخير، فليؤيد وتيار المستقبل العماد عون ويحشروا الحزب، علما أنه ليس محشورا، وسبق أن أعلن خياره الرئاسي بلسان السيد حسن نصرالله. وهنا نسأل: كيف يمكن أن يضغط الحزب؟ وهل المطلوب أن يستخدم سلاحه في هذا الاطار؟". وردا على أن فرنجية كرس مرة جديدة معادلة المرشحين الرئاسيين، التي تضمه والجنرال، أشار إلى أن "بالنسبة إلينا الموضوع توافقي. ذلك أن مجلس النواب الحالي لا يملك الشرعية الشعبية ليفصل بين مرشحين. فإما أن يتم الأمر بتوافق عريض يشمل الجميع بواسطة هذا المجلس ذي الشرعية المنتقصة، والذي بات أمرا واقعا، ولذلك فمن المفترض به أن يكرس المكرس. أي أن على مجلس الأمر الواقع أن يكرس واقع الأمر بانتخاب الأقوى الذي اختاره الوجدان الوطني". وعن مآل االعلاقة على خط الر ابية- بنشعي والتي تتعرض لهزات كبيرة ليس أقلها تلك التي أحدثها تشريع الضرورة والاستحقاق، أكد "أن باب الرابية فتح أمام من حاول اغتيال العماد عون، والأخير لن يقفله أمام من يعتبره "ابنه" في السياسة. غير أن لا شك أن هناك اختلافا وعتبا على الموقف من رئاسة الجمهورية، ونحن نعتبر أن هناك انحرافا عن المسار الذي كنا نتمناه في الملف الرئاسي".تشريعيا، وفي ضوء اختلاف المواقف بين كتلتي عون وفرنجية من الجلسة المزمع عقدها قريبا، اعتبر أن هناك جوا عاما في البلد تناسى فيه الناس أن مجلس النواب مدد لنفسه مرتين، علما أن المجلس الدستوري أعلن أن التمديد يستوجب الإبطال لكن هذا الأمر ليس من صلاحياته، ودعا المجلس النيابي إلى العودة عن التمديد وجعله "تمديدا بسيطا" لتنشئ الحكومة هيئة الاشراف على الانتخابات، لإنجاز الاستحقاق الانتخابي. وندعو الرئيس بري إلى إجراء الانتخابات ما دام القانون موجودا. وما الذي يضمن اتفاقا على قانون جديد عام 2017؟ وما الذي يمنع اجراء الانتخابات النيابية في حزيران 2016 بدلا من حزيران 2017؟

 

تفاصيل الإقليمية والدولية

نتنياهو من موسكو: الجولان خط أحمر

العرب/22 نيسان/16/موسكو - قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، بزيارة رسمية إلى روسيا هي الثانية له خلال أشهر، التقى خلالها بالرئيس فلاديمير بوتين. وجاءت زيارة نتنياهو بعد زيارة أداها الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى موسكو والتقى خلالها، الاثنين، بوتين، حيث بحث معه سبل تسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. وكما هو متوقع لم تكن عملية السلام مع الفلسطينيين في قمة أولويات رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال اجتماعه مع الرئيس الروسي، حيث تركز الحديث أساسا على الأزمة السورية وقضية الجولان المحتل. وقال نتنياهو في مستهل محادثاته مع بوتين، إن الجولان “خط أحمر” بالنسبة إلى إسرائيل ولا بد أن يظل جزءا منها. وأثار نتنياهو خلال الأيام الأخيرة ضجة كبيرة، حين عقد اجتماعا لمجلس وزرائه هو الأول في الجولان السوري، ملقيا خطابا وصف بالاستفزازي، مفاده أن هذه المنطقة ستبقى إلى الأبد بأيدي إسرائيل. ويأتي التصعيد الكلامي الإسرائيلي الجديد حول الجولان، بعد تسريبات لوسائل إعلام إسرائيلية تقول إنه تم تضمين المنطقة ضمن التسوية السياسية للأزمة في سوريا. وقال نتنياهو خلال اجتماعه مع بوتين “نبذل قصارى جهدنا لمنع ظهور جبهة إرهاب إضافية ضدنا في مرتفعات الجولان”، في إشارة إلى حزب الله اللبناني. وسعى حزب الله خلال السنوات الثلاث الأخيرة إلى إيجاد موطئ قدم له في هذه المنطقة التي احتلتها إسرائيل عام 1967 وأعلنتها في العام 1982 أرضا إسرائيلية. وتعتبر تل أبيب الحزب الشيعي، أحد أبرز أعدائها وقد خاضت معه أكثر من حرب، وهي تحرص على أن لا تسقط بيده أسلحة نوعية. وأوضح نتنياهو أن “لدى إسرائيل خطوط حمراء تتعلق بأمننا، أولها أننا نعمل كل ما في وسعنا لمنع وقوع الأسلحة الأكثر تطورا في يد حزب الله”. ويرجح محللون أن يقدم بوتين فعليا لإسرائيل ضمانات حول عدم وقوع مثل هذه الأسلحة بأيدي الحزب، ولكن مسألة الجولان تبقى أمرا صعبا خاصة أن هناك تمسكا عربيا بأن هذه المنطقة سورية عربية. وحذر مندوبو الجامعة العربية في اجتماع طارئ، الخميس، من “المحاولات الإسرائيلية الرامية إلى فرض الأمر الواقع لضم الجولان العربي السوري، مؤكدين أن تلك الخطوة تشكل تحديا صارخا للمجتمع الدولي”.

 

خطاب الاسترضاء يفشل في جسر الهوة مع الخليجيين

العرب/22 نيسان/16/الرياض - ركز الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال زيارته إلى المملكة العربية السعودية على استرضاء دول الخليج وتأكيد تقارب مواقف بلاده مع مواقفها تجاه معظم القضايا، وخاصة تجاه إيران. وتعمد التغاضي عن أي إشارات قد يفهم منها نقد لسياسات هذه الدول في الداخل والخارج، مثلما تعوّد أن يفعل بخصوص حقوق الإنسان، أو رعاية التشدد. وهو مسعى يهدف إلى محو مخلفات تصريحات سابقة له بدا فيها منحازا لإيران ومغلبا لعلاقة طارئة معها على تحالف استراتيجي مع دول الخليج يمتد لعقود. وقلل مراقبون من فرص نجاح هذا المسعى في جسر الهوة بين إدارة أوباما في ما تبقى لها من أشهر، وبين دول الخليج التي دخلت في السنتين الأخيرتين سباقا للعب دور إقليمي مؤثر بالرهان على قدراتها الذاتية وبناء تحالفات جديدة تقوم على تداخل المصالح مع العمق الاستراتيجي الحضاري الذي تمثله. ولم يخف الرئيس الأميركي قلقه من نشاطات وصفها بأنها “مزعزعة للاستقرار” تقوم بها طهران في المنطقة، وعرض على نظرائه الخليجيين المساعدة في مراقبة السفن الإيرانية. لكنه في نفس الوقت قال إنّه لا مصلحة لأي دولة في خوض نزاع مع إيران، وهو ما يحمل رسالة طمأنة للإيرانيين مفادها أن الولايات المتحدة لا تفكر في أي مواجهة مستقبلية معهم، ما يفتح أمامهم الأبواب لتوسيع دائرة نفوذهم في دول مثل اليمن والعراق وسوريا.وفي مؤتمر صحافي عقب اختتام القمة الخليجية الأميركية في الرياض، كشف أوباما أن “هناك خلافا تكتيكيا مع دول الخليج بشأن إيران”، مبينا أن الخلاف “يتعلق بأن هناك قلقا من أن حوارنا مع إيران قد يجعلها أكثر جرأة في التصرف كما يحلو لها”. واستدرك قائلا “لكن نؤكد أننا دخلنا هذا الحوار لكي تكون هناك قوة أكثر عقلانية داخل إيران وأطراف نتفاوض معها”.

ويعتبر المراقبون أن هذا التناقض في رسائل أوباما يعود إلى ارتباك الاستراتيجية التي بناها في السنوات الثلاث الأخيرة، فهو يريد استمالة إيران دون أن يحصل منها على تنازلات داعمة للتوازن الإقليمي، ويشجعها بذلك على التشدد بدل الميل إلى الإصلاح، وعلى التمرد بما في ذلك على المصالح الأميركية في المنطقة. وقال فيليب لي، عضو مجلس العموم البريطاني ونائب رئيس مجلس الشرق الأوسط في حزب المحافظين “يحاول الغرب الآن أن يصوغ سياساته تجاه إيران عبر طرح سؤال: هل سندعم عملية إصلاح واسعة هناك، أم سنعيد إيران إلى العزلة مرة أخرى وندفع في اتجاه اندلاع ثورة على النظام؟ أعتقد أن الغرب الآن يميل لتبني الاتجاه الأول”. وأضاف في تصريح لـ”العرب”، “لكن الخليجيين وسط كل هذا يقولون: انتظروا دقيقة، لا تتحدثوا من بعيد، تعالوا وعيشوا معنا وشاهدوا بأعينكم ما نتعامل معه كل يوم. رغم أنني أؤمن بضرورة الحديث مع إيران، لكني أعتقد أن الأهم هو الاستماع بحرص إلى حلفائنا في الخليج، وتفهم مخاوفهم”. وبدل أن يعترف بأن استراتيجيته في احتواء إيران عبر تقديم المزيد من التنازلات لها قد فشلت في تحقيق مكاسب ملموسة للولايات المتحدة نفسها، سعى أوباما إلى التحدث بلسان المسؤولين الخليجيين لتأكيد تفهمه لمطالبهم سواء ما تعلق بإيران نفسها أو بسوريا التي مثلت إحدى نقاط الخلاف الرئيسية مع شركائه في دول مجلس التعاون. وربما وجد أوباما خلال لقاء القمة الذي جمعه مع نظرائه الخليجيين أن الأمور تغيرت فعلا، وأن دول مجلس التعاون لم تعد تراهن على شراء المواقف العلنية الداعمة لها بصفقات الأسلحة، أو بامتيازات للشركات الأميركية، وأن عهدا خليجيا جديدا قد بدأ.

ويبدو أن روبرت بن رودس نائب مستشار الأمن القومي الأميركي قد وقف على هذا التغير حين قال للصحافيين إن اجتماعا دام ساعتين بين أوباما والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز الأربعاء كان أطول لقاء بين الزعيمين وشهد “مناقشة صريحة وصادقة” شملت قضايا كانت مصدرا للتوتر.

وتقول صحيفة “ذا تايمز” في افتتاحيتها التي نشرت الخميس إن الوقت حان للمصارحة بين الولايات المتحدة وحلفائها الخليجيين، لكن مثل تلك المصارحة لن تكون حلا بقدر ما تفتح الباب على المزيد من المشاكل. وذكرت الصحيفة البريطانية أن السعودية تشعر أنها أصبحت خارج بؤرة الأمن الأميركي التي اعتادت أن تتوسطها من قبل، منذ أن حل النفط الصخري في المرتبة الأولى كأول مصدر للطاقة في الولايات المتحدة.وأضافت “الآن حان الوقت لهذه العلاقة لأن تعاد صياغتها. بات الطرفان أكثر انتقادا في العلن لبعضهما البعض. ستعود العلاقات إلى سابق عهدها فقط حينما يتبع الطرفان سياسة تقوم على الوضوح”.

 

تفاؤل حذر يرافق انطلاق محادثات السلام اليمنية في الكويت

العرب/22 نيسان/16/الكويت - انطلقت مساء الخميس الجلسة الافتتاحية لمباحثات السلام اليمنية التي ترعاها الأمم المتحدة في الكويت، بعد تأخيرها ثلاثة أيام بسبب امتناع وفد الحوثيين وممثلي حزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح عن الحضور. وبث التلفزيون الرسمي الكويتي لقطات لـ«افتتاح جلسة المشاورات اليمنية في الكويت»، بعد ساعات على وصول وفد المتمردين الحوثيين وحلفائهم من الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح إلى العاصمة الكويتية. ومع انطلاق المحادثات ساد تفاؤل حذر بنجاح المسار السلمي بسبب ما سماه مراقبون مناورات المتمرّدين التي لا يستبعد أن تكون وراءها إيران بهدف تفخيخ المسار السلمي وإطالة الصراع في اليمن، كي تحرم منافسيها بدول الخليج من تحقيق اختراق في الملف. وأبدى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت، عايد المناع، تفاؤلا حذرا إزاء المحادثات، مستندا إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه الكويت الدولة المضيفة، دون أن يخفي في الوقت ذاته شعوره بـصعوبة المحادثات. وقال المناع لوكالة الأناضول، إن «علاقات الكويت التاريخية مع اليمن تشفع للأولى بممارسة دور يقرّب وجهات النظر بين الطرفين»، رغم أنها ليست طرفا بالمحادثات، لكنها تحرص على إنجاحها، ووضع حد لسفك الدماء، وإنهاء معاناة الشعب اليمني. وعن طبيعة الزوايا التي يمكن للكويت تدويرها، قال المناع «القرار الأممي 2216 لابد من تنفيذه، لكن البحث في الآليات وترسيخ بناء الثقة بين الطرفين، وبالتالي لابد من الوصول إلى اتفاق لأن البديل استمرار الحرب واليمنيون هم الخاسر الأكبر». وذكر أن «وضع الحوثيين يزداد صعوبة مع الحصار البحري والجوي لليمن، وعدم إمكانية استقدام الأسلحة والرقابة الأميركية السعودية للبحر، ومنع شحنات الأسلحة الإيرانية من الوصول لهم ستساهم في تقليص قوتهم». وأوضح «السعودية لن تقبل الخسارة، حتى لو اضطرت إلى إرسال قوات برية»، ولذلك لابد من المحادثات السياسية واستغلال هذه الفرصة.

 

المكسيك: 13 قتيلا على الاقل في انفجار مجمع بتروكيميائي

الخميس 21 نيسان 2016 /وطنية - قتل 13 شخصا على الاقل نتيجة الانفجار العنيف الذي شهده مجمع نفطي تابع لمجموعة "بيميكس" في ولاية فيراكروز شرق المكسيك، بحسب حصيلة جديدة نشرتها السلطات اليوم. وصرح المنسق العام للدفاع المدني في ولاية فيراكروز لويس فيليبي بوينتي عبر "تويتر": "بحثنا في المنطقة المتضررة وعثرنا على 13 قتيلا"، وكذلك 136 جريحا بينهم 13 في وضع حرج. ووقع الانفجار في مصنع ينتج كلوريد الفينيل وحمض الكلوريد تملكه شركة "بتروكيميا مكسيكانا دي فينيلو" لحساب مجموعة "بيميكس" في كواتزاكوالكوس قرب خليج المكسيك. وغالبا ما تشهد المنشآت النفطية في المكسيك انفجارات وخصوصا بسبب قيام عصابات بسرقة الوقود عبر إحداث فتحات في انابيب النفط.

 

التعثر في مسارات التسوية الاقليمية مؤشر لغياب الاتفـاق الرؤيوي ومواجهة "داعش" توجب وحدة داخلية عراقية وتفاهما ودعما خارجيا

المركزية- مجمل المواقف السياسية والمعطيات الميدانية المستجدة المتصلة بمسار التسويات لأزمات دول المنطقة يوحي بوجود قطبة مخفية في التوافقات الدولية الكبرى حيال مشاريع الحلول، عنوانها العريض غياب الاتفاق الرؤيوي الدولي – الاقليمي الموحد، كما تؤكد اوساط دبلوماسية تراقب التعثر الحاصل على اكثر من جبهة، من محادثات جنيف التي استدعى توقفها اتصالا بين الراعيين الدوليين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والاميركي باراك اوباما اعرب فيه الاخير عن قلقه ازاء ما اعتبره "تفسخاً سريعا في سوريا اذا استمر التصعيد العسكري والجمود السياسي وان الوضع لا يمكن ان يتحرك إلى الأمام ما لم تتفق آراء الولايات المتحدة وروسيا، الى العراق الذي يتخبط في وحول صراعاته حتى داخل البيت الواحد في ظل التباعد الحاد بين القيادات الشيعية التي أخفقت الجهود في التخفيف من حدته واستمرار التجاذب الشيعي – السني الذي ينعكس مباشرة تضعضعا على المسرح الميداني وتفوقا لمصلحة التنظيمات الارهابية، الى اليمن المتعثر حواره ولئن جزئيا، علما ان التسوية اليمنية تشكل بوابة الحل لكثير من الازمات، ذلك انها المؤشر الاقوى الى عودة الاتصال السعودي- الايراني مفتاح كل الحلول، ولا سيما لأزمة لبنان الرئاسية التي كان رئيس مجلس النواب نبيه بري قال انها بعد الحل في اليمن.

وازاء هذا الواقع، تعتبر الاوساط ان اكثر مكامن الخطر حراجة ودقة موجود في العراق، حيث "الوحش الداعشي" واستحالة مواجهته الا بالوحدة الداخلية غير المتوافرة راهنا، والتفاهم الاميركي- السعودي- الايراني- التركي الغائب عن واجهة المشهد الاقليمي. وتشير في المحور الاول الى ارتفاع منسوب الهواجس من امكان استعادة سيناريو رئيس الوزراء السابق العراقي نوري المالكي الذي أقصى المكون السني عن السلطة وتسببب بما تسبب من خلافات وصراعات، علما ان الجانب الايراني الذي يشرف على اداء شيعة العراق، يدرك تماما ان اقصاء السنّة عن القرار والشراكة في السلطة يعني افساح المجال امام تنامي الحالة الاصولية وتمدد داعش وقطع كل طريق على مواجهته، لان كل قرار قد يتخذ في هذا السياق يستوجب غطاء سنيا ومشاركة فاعلة في مكافحته ودعما خارجيا. وتعزو الاوساط تعثر التسوية في العراق الى التصلب الايراني ومحاولة اللعب على وتر تحصيل مكاسب سياسية تكرس مواقع شراكة لطهران في قرارات دول المنطقة، في محاولة تشبه الى حد بعيد طريقة التعاطي الايراني مع ملف الاستحقاق الرئاسي اللبناني عبر حليفها حزب الله الذي يتلطى خلف جدار ترشح رئيس تكتل الاصلاح والتغيير النائب ميشال عون لعدم توفير نصاب جلسات الانتخاب على رغم بلوغها نهاية العقد الثالث ودخول البلاد عامها الثالث من الفراغ بعد نحو شهر. وتؤكد ان طهران وحتى موعد انجاز التسويات ستمضي في ممارسة سياسة شدّ الحبال وتوظيف كل ما تملك من اوراق ضغط، علّها تحصّل ولو القليل من المكتسبات الاقليمية، بيد انها مضطرة في نهاية المطاف الى الالتحاق بقطار الحلول المرسومة دوليا حينما ينطلق. أما مراكز الضغط السياسي راهنا، تختم الاوساط، فترتكز الى اعادة العلاقات السعودية – الايرانية الى مجاريها والتأسيس لمرحلة تعاون جديد وجدي يفتح باب الحلول لكل الازمات المنسوجة دوليا.

 

"اتفاقية باريس للمناخ" العين علــى لقاء كيري – ظريف وملف لبنان ليس في صلبه والتركيز على مرحلة تعاط جديدة

المركزية- فيما ينتظر ان تشهد نيويورك على هامش حفل التوقيع على اتفاقية باريس لتغيير المناخ الذي تنظمه الأمم المتحدة، لقاءات ثنائية تتناول الوضع في المنطقة، تتجه الإنظار الى اللقاء الأميركي - الإيراني الذي يعقب زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما للرياض حيث شارك في القمة الخليجية.

وأفاد مصدر ديبلوماسي "المركزية" ان لا يمكن استخلاص مدى إيجابية زيارة أوباما للسعودية، قبل انعقاد الإجتماع بين وزير خارجيته جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف، لافتا الى ان كيري سيحمل معه من الرياض الى نيويورك ما سمعه من المسؤولين السعوديين وما استخلصه الرئيس الأميركي من محادثاته الخليجية.وان لم تكن احتمالات تبديد التوتر بين طهران والرياض على القدر اللازم من الإيجابية، أوضح المصدر، ان ما سبق الزيارة الأميركية الرفيعة المستوى للمملكة العربية السعودية من تشنج سعودي - إيراني من جهة، وسعودي - أميركي من جهة أخرى، لم تمحه زيارة الساعات الثماني والأربعين، بعدما تحدث مساعد الرئيس الأميركي للأمن القومي دانيال غلازر عن تورط رجال أعمال سعوديين في تمويل القاعدة مباشرة، وتوجه الجمهوريين الى اعتماد قانون تعويض لذوي ضحايا هجمات 11 أيلول. وأشار المصدر الى ان القمة السعودية - الأميركية لم تخلص الى ما يمكن إعتباره إتفاقا حول الرؤية الإستراتيجية للمنطقة بعد توسع النفوذ الإيراني في اليمن وسوريا ولبنان عبر حزب الله الذي ضيّق مجلس التعاون الخليجي الخناق عليه، وبعد الإتفاق النووي الإيراني مع الدول الخمس زائدا واحدا. ويسعى الرئيس الأميركي الى إنهاء ولايته الثانية والأخيرة بأقل الخسائر الممكنة على خط العلاقة مع الرياض وإرساء التفاهم معها على أساس انها "الحليف القديم" للإدارة الأميركية. ولفت المصدر الى ان لقاء كيري - ظريف لن يبحث في شكل مباشر ملف لبنان الذي يصنف حتى اليوم فاترا، إلا ان ما سيخرخ به اللقاء سيؤسس لمرحلة تعاط جديدة يمكن الركون اليها في ما يخص توازن القوى في الجوار الخليجي والشرق الأوسط.

 

"ليبراسيون": الحل بالانتخابات النيابية

المركزية- تساءلت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية عن عواقب بقاء كرسي رئاسة الجمهورية في لبنان شاغرا، معتبرة أن عجز الحكومة عام 2013 عن تلبية مطالب اللبنانيين يعدّ من بين أهم الأسباب التي أدت بالوضع في هذا البلد إلى ما هو عليه اليوم. ورأت أن غياب رئيس الجمهورية اللبنانية أدى إلى تفاقم العديد من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والأمنية ومنها أزمة النفايات، لافتة الى ان الحل في لبنان الآن هو إجراء انتخابات تشريعية بعدما فشل الفرقاء المعنيون في انتخاب رئيس الجمهورية بالمعايير التي ينص عليها الدستور اللبناني.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لبنان.. الدولة الوطنية وعباءة الولي الفقيه

فاروق يوسف/العرب/22 نيسان/16

أن يكون لله حزب فهي فكرة مجازية وردت في القرآن الكريم، بالرغم من أن الأحزاب قد تم نبذها في غير مكان من الكتاب المقدس نفسه.ومن الصعب التكهن بما تنطوي عليه الكتب السماوية من ألغاز. فهناك سيل من العبارات التي يمكن أن تؤدي إلى معان مختلفة. فـ“حزب الله” اللبناني مثلا هو عصابة طائفية. فهل يُقبل أن تتماهى عصابة قامت باختطاف طائفة من المسلمين في بلد صغير مثل لبنان كما ورد في كتاب مقدس، كان الغرض منه هداية البشرية إلى الصراط المستقيم؟ وفي سنوات سابقة وقع الكثيرون في غرام حزب الله. اللبنانيون كانوا الأشد بلاهة حين اصطفوا وراءه في مغامرته المدمرة عام 2006. وقد وقع الكثيرون يومها في شركه. كان من غير المعقول أن يقف المرء مع إسرائيل كرها في حزب الله الذي استفز الدولة العبرية لكي تشن عدوانها الذي دفع اللبنانيون ثمنه. وكما يبدو فإن اللبنانيين كانوا في حاجة إلى أن تقوم ميليشيا الحزب باحتلال بيروت عام 2008 ليتأكدوا من أن الوحش الذي احتضنوه لن يمتنع عن التهامهم.

لقد أيقظتهم الصدمة، لكن بعد فوات الأوان. بعدها اختلفت لغة سيد المقاومة، فصار يوجه عصاه مرة في اتجاه إسرائيل، ومرات في اتجاه اللبنانيين الذين ارتفعت أصواتهم منددة بالسلاح الذي يقع خارج سيطرة الدولة التي استباحها حزب الله. وفي حقيقة الأمر فلبنان لم يعد دولة مستقلة في قرارها السياسي، سواء في ما يتعلق بشؤونها الداخلية أو في علاقتها بالعالم الخارجي. وهو ما لا يعني أن حزب الله الذي صار يملي قراراته على الدولة اللبنانية كان يتخذ تلك القرارات ليكون لبنان تحت هيمنته المستقلة والحرة. فبعد أن صار لبنان بمثابة رهينة بيد منظمة تتلقى التعليمات حرفيا من إيران، صار عليه أن يفاجئ الآخرين بتبعيته المفضوحة للقرار الإيراني. فعلى سبيل المثال كشف اللبنانيون عن عجزهم عن انتخاب رئيس لدولتهم. لا لشيء إلا لأن الولي الفقيه لا يملك الوقت للالتفات إلى تلك المسألة الثانوية، في خضم الصراع الذي يديره ضد العرب.نصرالله لم يكن غامضا في مسألة تبعيته لخامنئي، فقد قال غير مرة "أنا جندي في جيش الولي الفقيه" وقد تكون مسألة انتخاب رئيس هي أقل مشكلات لبنان تعقيدا في ظل الهيمنة الإيرانية التي سببت حرجا للدول العربية، وبالأخص تلك التي كانت حريصة على دعم لبنان. فهل كان من المقبول أن تستمر تلك الدول في ضخ الأموال خدمة للمشروع الإيراني في لبنان؟

لقد تبيّن لتلك الدول أن الفصل بين لبنان وذلك المشروع الخبيث لم يعد متاحا. فزعيم الحزب يجاهر بولائه لنظام ولاية الفقيه وهو ما لم يفعله مريدو إيران في العراق، بالرغم من أنهم لا يخفون غرامهم بإيران. ناهيك عن أن المرجعيات الدينية الشيعية كلها (باستثناء عدد من المرجعيات الإيرانية في قم) لا تعترف بولاية الفقيه. ولم يكن نصرالله غامضا في مسألة تبعيته لخامنئي. لقد قال غير مرة “أنا جندي في جيش الولي الفقيه”. وهو ما يعني أن الرجل قد حسم انحيازه في حالة وقوع خلاف إيراني- عربي. ومثله في ذلك مثل هادي العامري، الذي يتزعم اليوم ميليشيات الحشد الشعبي في العراق، بعد أن كان مقاتلا في صفوف الجيش الإيراني أثناء الحرب العراقية الإيرانية. لذلك فإن هيمنة حزب الله على لبنان تعني، بالضرورة، انتقال البلد ذي التركيبة الطائفية المعقدة إلى الضفة الأخرى، وهي ضفة سيكون من الجنون أن يأمن العرب إلى ما يمكن أن يصدر عنها من شرور وأذى. ولأن حزب الله لا يملك مشروعا وطنيا، فإن مصير لبنان بين يديه سيكون كالحا، وبالأخص بعد أن فقد غطاءه العربي.        

 

لهذه الأسباب يعتبر الحريري الانتخابات البلدية كنزاً ثميناً

علي الأمين /جنوبية/21 أبريل، 2016

الإستعدادات للإنتخابات البلدية شبه مكتملة ولا قلق لدى المعنيين في وزارة الداخلية من جهوزية الوزارة الإدارية والأمنية على هذا الصعيد. كما أنّ قيادة الجيش أعلنت استعدادها لتوفير الشروط الأمنية والعسكرية لإجرائها. في المعيار الإداري والأمني لا عوائق تحول دون إجرائها. وإلى ذلك ثمة جانب يتمثّل في أنّ الاستحقاق البلدي الشهر المقبل هو الاستحقاق الديمقراطي اليتيم في الدولة اللبنانية في ظلّ تعطيل انتخابات الرئاسة من جهة، وبعد تمديدين لمجلس النواب من جهة أخرى. وبالتالي يكتسب استحقاق البلديات أهمية دستورية وقانونية كونه يؤكّد المحافظة على قواعد الديمقراطية، وإن على مستوى انتخاب المجالس البلدية. ثمّة بعد سياسي لم يعد غامضاً في هذه الانتخابات التي تكتسب أبعاداً سياسية استثنائية. فالثابت أنّ الحماسة السياسية لها غير موجودة عموماً، لاسيما في المناطق الشيعية والسنية، فيما الحيوية الإنتخابية أكثر بروزاً في المناطق المسيحية. ومنشأ الأخيرة أنّ الاجتماع المسيحي لم يزل عصيّا على الاختصار بولاء لجهة سياسية أو تحالف؟ فيما الانتخابات البلدية في الاصل تفرض حسابات عائلية وتعطي دوراً للنفوذ السياسي المناطقي من خلال الزعامات التقليدية او المناطقية، التي لم تغب تماماً عن الساحة المسيحية بخلاف الطوائف الإسلامية. لكن في جانب آخر ثمّة خصوصية سياسية يبدو أنّ الرئيس سعد الحريري يتحيّن انتهازها في الانتخابات البلدية. فهو من تعرّض لحملة سياسية، من خصومه ومن بعض حلفائه، جاهدت لتثبيت فكرة أنّه بات ضعيفًا داخل بيئته السنية، وأنّ الجمهور الذي أيّده في انتخابات 2009 النيابية تفكّك وتوزّع نحو ولاءات دينية أو اتجه نحو قيادات أخرى. وقد جهدت منظومة 8 آذار الإعلامية في تثبيت هذه الفكرة ودفعت الملايين لتعميمها. وجهدت أيضاً لتثبيت مقولة أنّ العماد ميشال عون هو الزعيم المسيحي الأكثر تمثيلاً والذي يستحق رئاسة الجمهورية.

سعد الحريري اليوم، رغم معاناته من أزمات مالية، ويقال من أزمات “سعودية”، يبدو أمام امتحان جديّ هو الأقسى والأكبر منذ دخوله الحلبة السياسية اللبنانية. سعد الحريري هذا، المثقل بخيبات سياسية من بعض حلفائه، وممن كانوا أصدقاء الأمس، يتعامل مع الانتخابات البلدية كفرصة سياسية، يريد من خلالها التأكيد لمن يعنيهم الأمر، من الأصدقاء والخصوم في الداخل والخارج، أنّه الرقم الصعب في المعادلة السياسية. لذا فهو مرشّح ليكون المقرّر الأوّل في الانتخابات البلدية داخل المدن الكبرى الثلاث في لبنان: بيروت وطرابلس وصيدا. كما أنّه يبدو مرتاحاً لما يجري في زحلة مع حليفته الجديد ميريام سكاف.

لن يدخل الحريري في رهانات قروية وفي بلدات صغيرة وفي تحديد أسماء المختارين. لهذا هو الأكثر حرصاً على إجراء الانتخابات. وهي معركة لن تحتاج إلى جهد غير عادي لتحقيق أهداف سياسية كبيرة. فالرئيس الحريري وتيار المستقبل أمام فرصة إثبات أنّ كل ما يقال عن انكفاء دورهما وتراجعه ليس سوى خيال وأمنيات في أذهان البعض. وأنّ هذه الزعامة ليست طارئة بل راسخة وثابتة. نظرية “الـ86 % من المسيحيين” التي أطلقتها القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، بعد إعلان تحالفهما، تجد من يهزّها اليوم في الشارع المسيحي. بل يتمنّى أصحابها لو ينساها الجمهور على مشارف انتخابات بلدية قد تشكّل صدمة قواتية وعونية في اكتشاف أنّ حساب الحقل السياسي غير البيدر الشعبي. خصوم هذا التحالف في الضفة الإسلامية أو في ساحة الكتائب والمستقلين والعائلات والبيوتات السياسية المسيحية، يريدون فضح مقولة الـ86 % للبناء على نتائج هذا الفضح لاحقاً، إن في السياسة أو في مفاوضات انتخاب رئيس للجمهورية أو على صعيد تفصيل قانون انتخاب جديد بناء على نتائج “البلديات”.  لا ننسى وليد جنبلاط، الذي سيكون “مزروكًا” في القرى الدرزية، مع تنامي نفوذ طلال أرسلان ووئام وهاب، وفي القرى السنية التي يخاصم بيئاتها، وفي القرى المسيحية حيث يريد المسيحيون ما يعتبرونه ملكًا لهم… هكذا يبدو واضحاً أنّ إجراء الانتخابات البلدية، وإن لم تغيّر كثيرًا في خريطة القوى السياسية الحاكمة، إلا أنّها ستكون منصّة لأحاديث سياسية جديدة، ولحسابات مختلفة. وستفرز أحجاما سياسية جديدة ومعطيات قابلة للاستثمار السياسي. جنبلاط سيلمس تشدّدًا حريريًا كان لا يتمناه في أكثر من منطقة، والدكتور سمير جعجع لن يكون بمنأى عن رسائل حريرية مفاجئة له في أكثر من منطقة، أما الجنرال عون فسيبدو أمام انفضاض بعض الحلفاء من حوله، من دون أن ينجح التحالف المستجدّ مع القوات في تعويضه. الحريري هو الرابح الأكبر، والخاسر هو المتوتّر الأكبر هذه الأيام، وجعجع وعون أمام امتحان صعب جدًا جدًا

 

انتخاب رئيس للبنان... خروج على «الإجماع»

 حسان حيدر/الحياة/22 نيسان/16

لا فائدة ترجى... هؤلاء اللبنانيون مصابون بـ «لوثة» اسمها «رئيس الجمهورية»، لا تنفك تظهر بأشكال متعددة في سلوكهم وخياراتهم وطرق توافقهم وتناكفهم. تم تجريب مختلف الأدوية والعلاجات واللقاحات والابتكارات للقضاء عليها، فأخفقت جميعها. لم ينجح أيضاً خيار الاستئصال بالسيارات الملغومة والعبوات الناسفة وكواتم الصوت... لا يتغيرون، ولا تظهر علامات تبدل في أعراضها. ثمة من زرع في عقولهم وأجسادهم هذه الرغبة في الاختلاف عن المحيط العربي والإقليمي، فحلّت عليهم لعنة قاتلة. وصار الجيران، من عرب وفرس، يمعنون في التنكيل بهم بسبب إدمانهم الذي لا شفاء منه على انتخاب رئيس، حتى لو كانوا يعرفون أن انتخابه شكلي أحياناً وليس نابعاً من إراداتهم ولا اختيارهم... تمسكهم بممارسة حق غريب عن المنطقة، ولو صورياً، يكاد يودي ببلدهم، وعلى رغم ذلك يصرون عليه ويقاتلون من أجله ويتقاتلون بسببه. في العالم المحيط بهم، المرشد يحكم إلى أن يموت، والرئيس يحكم إلى أن يموت... لا تبديل ولا تغيير سوى بالموت. أما هم فمصرّون وحدهم، على رغم ضعفهم الاقتصادي وهزالهم السياسي وضآلة جغرافيتهم ومواردهم، على أن يكون لهم رئيس مختلف كل ست سنوات. قبل عقود، حاول بعضهم إقناع أحد الجنرالات الرؤساء بتجديد ولايته فرفض خوفاً من أن يساويه التاريخ بغيره من معاصريه... وعندما مدّدت سورية لجنرال آخر من صنعها احتج معظم اللبنانيين، وانتهى الأمر باغتيال صانع سلْمِهم رفيق الحريري، من بين أسباب أخرى لإبعاده نهائياً. لبنان اليوم بلا رئيس منذ ما يقارب السنتين، عقاباً له على رغبته الدائمة في التميّز... والعقاب متنوع: أتباع إيران يرون أنه لا ضرورة لرئيس في بيروت طالما هناك رئيس في دمشق وولي فقيه في طهران، ويقطّعون الوقت بطرح اسم أقرب حلفائهم، لكنهم يفعلون ما بوسعهم لمنعه من الوصول. وأتباع دمشق يفضلون أن يكون الرئيس أقرب إليها من طهران «حفظاً للتوازن» مع النافذين على الأرض، ويحرصون على ربط انتخابه بما سيؤول إليه مسار الاحتراب في سورية. لكنّ الطرفين مقتنعان أصلاً بأن انتخاب رئيس لبناني «ترف» غير ضروري، وأن حاكم دمشق يكفي لإدارة البلدين. أما معارضو الوصايتين السورية والإيرانية، فقليلو الحيلة وخياراتهم شبه منعدمة، ويناور بعضهم في هامش ضيق بهدف الحفاظ على موقع الرئاسة، بغض النظر عن الأشخاص وأهوائهم. خطاب التأسف الدولي لا يُجدي كثيراً، وزيارة هولاند الأخيرة لم تحمل مبادرة إنقاذ مثلما تنبأ عديدون. غادر بعدما «أخذ علماً» بالواقع السياسي: الطرف المسلح والمسيطر لا يرى خللاً في «إقصاء» الرئيس المسيحي الوحيد في العالم العربي، وفي استمرار الفراغ كي لا تزيد «المرجعيات» واحدة، ولو في الشكل. وحين يزداد الضغط على «حزب الله» لتخفيف قبضته عن البرلمان والسماح له بالانعقاد والانتخاب، يلوح بـ «المجلس التأسيسي» الذي ينسف سلام الطائف، أو يرمي للضاغطين «كرة» الانتخابات البلدية لإلهائهم وإعادة بعثرة صفوفهم. وسيظل الوضع على حاله إلى أن «يقتنع» اللبنانيون بالتخلي عن «هاجس» الرئاسة والرئيس، وبأن استمرار خروجهم على «الإجماع» برفضهم التقليد السائد من حولهم، قد يؤدي الى حرمانهم من كليهما الى الأبد.

 

لبنان يرضخ للعقوبات الأميركية ضد "حزب الله".. والمطار مشبوه!

منير الربيع /المدن/الخميس 21/04/2016

يضيق الخناق يوماً بعد يوم ضد "حزب الله". المرحلة السابقة التي تصاعدت فيها حدة الحملة العربية ضده، وعلى الرغم مما رافقها من إجراءات، إلا أن وضع إدارة الرئيس باراك أوباما المراسيم التطبيقية لقانون مكافحة تمويل "حزب الله" قيد التطبيق، قد يكون الإجراء الأكثر خطورة ضد الحزب، في مرحلة تدخل فيها المنطقة حسابات جديدة. فور صدور المراسيم بدا لبنان عاجزاً وملزماً بالتطبيق، وخصوصاً أن الإدارة الأميركية قررت إيفاد مساعد وزير الخزانة لشؤون تمويل الإرهاب في مكتب شؤون الإرهاب والاستخبارات المالية دانيال غلازر إلى بيروت الشهر المقبل لمتابعة التنفيذ. وتؤكد مصادر "المدن" أن "لبنان يتقيّد منذ فترة ما قبل صدور المراسيم التطبيقية لهذا القانون بمندرجاته، ولكن سابقاً لم تكن كيفية التطبيق واضحة بالنسبة إلى المصارف اللبنانية، أما اليوم فإن الوجهة ستتوضح أكثر"، مع إقتراب صدور "لائحة جديدة بالعقوبات في حق العديد من الأسماء والشركات والمؤسسات التي لها علاقة بالحزب"، على الرغم من "أحداً لم يطّلع على هذه اللائحة بعد، والتي من الممكن أن تظهر بعيد عودة وفد "جمعية المصارف" من نيويورك، على أن توضع بتصرف المصارف اللبنانية". لكن هذه العقوبات، لا تطال الحزب بشكل مباشر، بمعنى أنها تسهم في تضييق الخناق عليه أكثر فأكثر عبر الأفرع المالية التي يستفيد منها بغير أسمائه، إلا أنها لا تقتصر على ذلك، لا بل قد تطال في مرحلة لاحقة، نواباً ووزراء وقادة في الحزب. ما قد يفرض على المصارف وقف فتح حسابات بأسمائهم، على الرغم من المعضلة التي ستواجه الدولة اللبنانية التي تدفع رواتب نواب ووزراء "حزب الله" بالليرة اللبنانية. وهنا، تلفت المصادر إلى إمكانية إقتصار هذه الحسابات على الرواتب. أما لناحية العقوبات المباشرة على الحزب، فيبدو أن الحزب قادر على تلافيها، خصوصاً، أن الأموال تأتيه بشكل مباشر وليس عبر تحويلات مالية عبر المصارف، لا بل تنقلها كل فترة معينة طائرة إيرانية خاصة، تحط في مطار رفيق الحريري الدولي، وتحديداً في المدرج رقم 1، أي أن هذا المدرج مخصص لهذه الطائرة، وهو على ما يبدو غير خاضع لأي رقابة، أو أن الرقابة تتسهال في إدخال صناديق الأموال هذه. وعليه، فإن الإجراءات التي تتخذ عبر المصارف لا تطال الحزب بشكل مباشر، بمعنى أنها تطال الشركات القريبة منه والتي يستفيد منها.

وعلى خلفية هذه المعلومات، تلفت المصادر إلى أن هذه هي الثغرة الأساس التي أُثيرت لأجلها مسألة المطار وإمكانية إختراقه أمنياً، على إعتبار أن فرضية أي خرق أمني قائمة طالما أن تهريب الأموال يتم بسهولة، وبالتالي هناك إمكانية لتهريب الأسلحة عبر المطار. وتعتبر المصادر أن الضغط لأجل إصلاح الوضع في المطار، هدفه زيادة الضغط على "حزب الله"، تماماً كما تربط كل ذلك مع الضغوط المعنوية والسياسية التي يتعرّض لها الحزب من قبل الدول العربية، وتصنيفه منظمة إرهابية منها ومن الولايات المتحدة. وفور صدور المراسيم التطبيقية، وزّعت لائحة جديدة بأسماء الشركات والأشخاص التي تشملها العقوبات، وضمّت، اسم الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، على الرغم من أن مصادر "المدن" تؤكد أنه لا يوجد باسمه أي حساب مصرفي في أي من المصارف اللبنانية، وبالتالي فإن هذه العقوبات المالية لن تطاله، ومثله حال مسؤولي الحزب الكبار لا توجد باسمهم حسابات مصرفية. إلا أن ثمة مشكلة أساسية بحسب المصادر قد تواجه مصرف لبنان، وتتعلّق ببنك "صادرات إيران"، على الرغم من أن المصرف غير لبناني ولكن بما أن لديه فروعاً في لبنان فإن العقوبات تسري عليه. وهنا، تكشف المصادر أن هذا المصرف يخضع لمقاصة خاصة مع مصرف لبنان، لا تمرّ بنيويورك، أما الآن فإن الأمور ستتغير. وفيما لا يمكن معرفة ما سيكون موقف مصرف لبنان من الأمر، فإن الأكيد هو أنه لا يمكن أن يستمر بالتعامل مع "صادرات إيران".

 

ما تطرحه زيارة هولاند للبنان

خيرالله خيرالله /العرب/22 نيسان/16/

زار الرئيس فرنسوا هولاند لبنان ومصر والأردن في جولة شرق أوسطية دامت أقلّ من أسبوع. كشفت هذه الجولة حدود الدور الأوروبي على الصعيد العالمي. كشفت الجولة أن دولة مثل فرنسا تتمتع بعضوية دائمة في مجلس الأمن لم تعد قادرة سوى على العمل من أجل حماية مصالحها المباشرة. لم يعد في الإمكان الحديث عن دور أوروبي ولا عن تعاون وتنسيق أوروبي- أميركي، كما في الماضي القريب. مفهوم لماذا زار هولاند كلّا من مصر والأردن. هناك اهتمام فرنسي بالسوق المصرية، وهناك تعاون مع الأردن في مجال الحرب على الإرهاب. يعبّر عن ذلك وجود طائرات فرنسية ترابط في الأردن وتشنّ، بين حين وآخر، غارات على مواقع “داعش”. ولكن ماذا عن زيارة لبنان التي تبدو زيارة غريبة، خصوصا أن فرنسا باتت عاجزة عن مساعدة هذا البلد في أيّ مجال من المجالات، بما في ذلك إزالة العقبات التي تقف في وجه انتخاب رئيس للجمهورية.

ليس في الإمكان لوم فرنسا على الفراغ الرئاسي في لبنان. حاولت فرنسا وما زالت تحاول، عبر رئيسها، جعل إيران توافق على السماح لمجلس النوّاب بانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية في وقت ما زال قصر بعبدا شاغرا منذ عامين تقريبا. فالرئيس ميشال سليمان غادر القصر مع انتهاء ولايته في الخامس والعشرين من أيّار/ مايو 2014. لا يزال القصر ينتظر منذ ذلك التاريخ من يشغله، ولا تزال إيران تعتقد أن في استطاعتها استخدام الرئاسة اللبنانية ورقة في يدها من جهة، وتغيير طبيعة النظام في البلد من جهة أخرى. جرت العادة في لبنان، عندما كانت هناك حياة سياسية طبيعية، وحتّى شبه طبيعية، أن يُنتخب الرئيس قبل نحو شهر من انتهاء ولاية سلفه. كانت هناك عملية تسلّم وتسليم في القصر بما يؤكد أن لبنان بلد فيه تداول سلمي للسلطة في منطقة لا مكان فيها سوى للانقلابات العسكرية، ولشرعية لا علاقة لها بالشرعية.

كان الانقلاب العسكري، الذي تنبثق عنه سلطة مشوّهة، القاسم المشترك بين الأنظمة القائمة في العراق وسوريا، وصولا حتّى إلى مصر، والسودان وليبيا والجزائر. في أساس كلّ من هذه الأنظمة انقلاب عسكري حصل في مرحلة ما. النظام السوري، على سبيل المثال، امتداد للانقلاب الذي حصل في الثامن من آذار/ مارس 1963. تطوّر هذا النظام وصولا إلى تمكّن حافظ الأسد من توريث سوريا لبشّار الأسد الذي أقام نظام العائلة الحاكمة المستند إلى الطائفة الحاكمة. في مصر هناك انقلاب حصل في العام 1952، لا يزال النظام يستمدّ منه شرعيته. وفي الجزائر، هناك انقلاب هواري بومدين في العام 1965 الذي أقام نظاما ليست معروفة طبيعته باستثناء أنّه أخذ الجزائر من كارثة إلى أخرى. هذا المسلسل، ذو الطابع الكارثي، يبرّر إلى حدّ كبير قيام “مجلس التعاون لدول الخليج العربية” ويفسّر ديمومته منذ العام 1981. ضمّ المجلس مجموعة دول ذات أنظمة متجانسة، تجمع بينها وبين المملكتيْن في المغرب والأردن صفات كثيرة، في مقدّمتها وجود توافق وتكامل وتصالح بين الأسرة الحاكمة والمواطن. كان لبنان في الماضي استثناء. جاء الفراغ الرئاسي ليؤكد أن هذا الاستثناء لم يعد قائما. هل بدأ العالم يتعوّد على لبنان الجديد، خصوصا بعدما جاء فرنسوا هولاند إلى بيروت، أي إلى جمهورية من دون رأس؟

هناك تحولات في العمق يشهدها الشرق الأوسط والمشرق العربي تحديدا. قلبت هذه التحولات التي بدأت بالزلزال العراقي في العام 2003، موازين القوى في المنطقة. جعلت هذه التحوّلات من الاستثناء اللبناني جزءا من الماضي. صارت إيران اللاعب الأساسي في لبنان. أكثر من ذلك، صارت إيران من يقرّر ما إذا كان لبنان يستطيع انتخاب رئيس للجمهورية أم لا؟

كان لبنان إلى مرحلة قريبة طائرا يغرّد خارج سربه. في عزّ الحرب اللبنانية، انتخب رئيس للجمهورية بشكل طبيعي، إلى حدّ ما طبعا. كان ذلك في العام 1976، عندما خلف إلياس سركيس سليمان فرنجيه الجدّ.ما يكشفه الوضع اللبناني حاليا ليس التغيير العميق الذي طرأ على الوضع اللبناني. يكشف الوضع اللبناني فرنسا بشكل خاص، وأوروبا بشكل عام. لم يعد هناك من اهتمام بالوضع اللبناني إلا من زاوية اللاجئين السوريين والإرهاب. هناك خوف أوروبي من أزمة اللاجئين والإرهاب. وهذا ما يفسّر كل هذا الاهتمام الأوروبي بلبنان. بكلام أوضح لم يعد من اهتمام بلبنان كنموذج للعيش المشترك بين المسلم والمسيحي في ظلّ دولة يحكمها القانون. ما الذي تستطيع فرنسا عمله في لبنان؟ الجواب بكلّ بساطة أنّها لا تستطيع شيئا. هذا عائد إلى أن لبنان سقط تحت هيمنة “حزب الله” الذي بات من حقّه أن يعتبر نفسه الممثل الشرعي الوحيد للجمهورية اللبنانية. يستفيد “حزب الله” من مؤسسات الدولة إلى أبعد الحدود من دون أن تكون لديه أيّ مسؤوليات يتحمّلها. يتحكّم بقراراتها على كلّ صعيد. ذهب إلى سوريا لمقاتلة الشعب السوري بإذن إيراني من منطلق مذهبي بحت. لا تتجرّأ الدولة اللبنانية، التي استقبلت رئيس الجمهورية الفرنسية، على الاعتراض على تورّط الحزب في الحرب التي يشنّها النظام على شعبه. لا تتجرّأ هذه الدولة على إدانة الدور الإيراني في الحرب التي يتعرّض لها الشعب السوري في المحافل الدولية… أو على اتخاذ موقف من ممارسات “حزب الله”، باسم إيران، في العراق واليمن والبحرين على سبيل المثال وليس الحصر. في الواقع، ليست أوروبا وحدها العاجزة. هناك انكفاء أميركي عن الشرق الأوسط والخليج جعل أوروبا مكشوفة. كان هناك دور لأوروبا عندما كانت هناك إدارة أميركية فاعلة. هناك في الوقت الراهن إدارة أميركية، على رأسها باراك أوباما، تركت سوريا لروسيا تفعل فيها ما تشاء. واعتبرت في الوقت ذاته التوصّل إلى مصالحة مع إيران، بغض النظر عن ثمن هذه المصالحة وانعكاساتها على الحلفاء العرب، هدفا في حدّ ذاته. نعم، ما الذي تستطيع فرنسا عمله للبنان في مثل هذه الأجواء وفي ظلّ هذه المعطيات؟ ليس في استطاعتها الكثير باستثناء إظهار النيات الطيبة. وهذا يفسّر تكيّف فرنسوا هولاند مع الوضع اللبناني الجديد وإصراره على زيارة بيروت في غياب رئيس للجمهورية. أقدم الرئيس الفرنسي على ما أقدم عليه على الرغم من معرفته أن لبنان لم يعد لبنان. يعرف خصوصا من يمنع انتخاب رئيس للبنان. لم تبق لهولاند سوى سنة واحدة في قصر الإليزيه. هل هناك من يأخذه على محمل الجدّ؟ في النهاية، لا تفهم إيران سوى لغة القوّة. لا تستطيع فرنسا ممارسة أيّ ضغط على إيران. هذا واقع لا مفرّ من الاعتراف به. ما لا يمكن الاعتراف به هو الشعور العميق لدى اللبنانيين بأن العالم بات مهيّأ للتعامل مع بلدهم من دون رئيس للجمهورية. هل آن تغيير النظام في لبنان؟ هل تقبل أوروبا بالهيمنة الإيرانية على لبنان، وبرغبتها في تغيير النظام السياسي فيه؟ هذا ما تطرحه زيارة هولاند للبلد بصراحة ليس بعدها صراحة في ضوء العجز الأوروبي ودور المتفرّج الأميركي. تكمن المفارقة في أن هولاند غادر بيروت، فيما كانت طائرة “آر فرانس” تهبط للمرّة الأولى منذ سنوات عدّة في طهران، وفيما كان وزير النقل الفرنسي يتحدّث عن مدى التقدم في صفقة شراء إيران لطائرات “إيرباص”!

 

هولاند في بيروت: الحصاد المقبل

محمد قواص/العرب/22 نيسان/16

أن يستهل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند جولته في الشرق الأوسط بـ”زيارة عمل” إلى بيروت، وأن يخصص لها يومين للقاء قيادات البلد والتجوال في أكثر من منطقة داخله، ففي ذلك رسالة لأولي الأمر بأن البلد مازال على رأس أولويات باريس في مقاربة علاقاتها الشرق أوسطية، وأن غياب رئيس مسيحي عن قصر بعبدا لا يخفف من مواكبة الحكم في فرنسا ليوميات الحكم في لبنان ومساراته. وفي الزيارة ورسائلها إشارات تنطلق صوب لاعبين حيويين في الشأن اللبناني: إسرائيل، إيران، السعودية والولايات المتحدة. يستنتج المراقب أن باريس تلعب من خلال زائرها في ملعب الآخرين. أول هؤلاء الآخرين هو إيران التي هاجمت صحفها زيارة هولاند “المعادي للمقاومة”، ولا سيما أن زعيم الإليزيه لم يلتق وفد حزب الله، على ما يفاقم توصيف الزيارة بالنسبة للحزب كما طهران. يتذكّر هولاند ما عانته فرنسا في لبنان جرّاء موقفيْ طهران ودمشق. سقط لباريس سفيرها في بيروت لوي ديلامار (1981) على مسافة ليست بعيدة عن حاجز عسكري سوري، بما عكس رغبةً سوريةً آنذاك في التعريف بهوية القاتل ومضامين رسائله. وسقط لباريس 58 جنديا في هجمات على ثكنتهم في لبنان (1985) عُرف أنها من تدبير إيراني الهوى، كما تذكر باريس قصصا عن رهائن قتلوا وآخرين أفرج عنهم من ضمن البازار المتعلّق بسوء العلاقة بين فرنسا وإيران.

تصرّ باريس على لعب دور متقدم في شأن لبنان وعلى التمسك بعلاقات استثنائية مع بيروت على الرغم من اندثار زمن أرجحية دورها في الشرق. كانت باريس على الدوام حاضرة في كل مفصل تاريخي للبلد، فيما كان حضورها العسكري سباقا من ضمن قوات الأمم المتحدة للفصل على الحدود مع إسرائيل في السابق والراهن، كما حضورها ضمن القوات المتعددة الجنسيات التي دخلت البلد عقب الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982.

يتقدم هولاند نحو لبنان وهو يعرف أن المنطقة أضحت رهينة لعبة أمم لا تنخرط داخلها تلك التقليدية المعروفة التي راجت بعد الحرب العالمية الثانية. تهيمن الولايات المتحدة (أو تحاول) على شؤون الساعة في العراق، فيما تهيمن روسيا (أو تحاول) على شؤون الراهن في سوريا. وما بين القطبين لاعبون إقليميون يناكفون ويعطّلون ويتواطأون حسب أجندات متنافسة. وفي تقاطع الخطوط بين أنظمة المنطقة وتلك الوافدة من موسكو وواشنطن تبدو باريس غائبة مغيّبة تتحرّى، كالمعتاد، طريقا يبعدها عن واشنطن ولا يقربها من موسكو. يقف هولاند في منتصف تقاطع قد لا يجد له مؤازرا أو مباركا من قبل القوى المعنية بأمر لبنان. يتحدث الرجل عن معونات عسكرية للجيش اللبناني قد لا تحبّذها الرياض في موسم غضبها من بيروت وجيشها، وفي أعقاب معاقبتها للبنان بوقف الهبات لجيشه. لن تحبّ طهران كرم باريس لجيش لبنان وهي التي عرضت كرمها فلم تستجب بيروت، ناهيك عن حساسية حزب الله من أي مساعدة عسكرية للجيش اللبناني (وسبق أن توجّست من منحة روسية لتقديم مقاتلات له)، ولا سيما إذا لم تكن تلك المساعدات إيرانية المصدر. ثم إن الهجوم الدبلوماسي لهولاند على لبنان قد لا تستأنس به واشنطن التي تشرف على كل المنطقة وتنخرط في ملفاتها، سواء تلك الإيرانية أو العراقية أو السورية أو الخليجية.

والحقيقة تقال أن باريس تدّعي دورا لا تمتلكُ إمكانات لعبه. ولئن أثبتت العاصمة الفرنسية في السنوات الأخيرة أنها صاحبة قرار في شؤون ليبيا ومالي وأفريقيا الوسطى، كما في شؤون مكافحة الإرهاب في الساحل الأفريقي، فإن موقعها في الشرق بدا متواضعا، وكثيرا ما يكون شكليا ملتحقا برؤى واشنطن رغم الإدعاء بمعاندته. ولا بدّ أننا نذكر أن باريس أعلنت تحريك حاملة الطائرات شارل ديغول نحو المنطقة لمحاربة داعش، ثم أعلنت بعد أشهر عودتها دون أن تسجّل الرحلة شيئا لافتا في تقويض قوى تنظيم أبوبكر البغدادي.

ومع ذلك تعرف بيروت أن ردّ فعل واشنطن إزاء اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري لم يكن بالمستوى المطلوب، وأن تحرّك الرئيس الفرنسي جاك شيراك، آنذاك، ومطالبته بتشكيل محكمة دولية لمتابعة الجريمة هو ما قلب المزاج الدولي العام رأسا على عقب. وتعرف طهران أن باريس لعبت دورا متصلبا في مفاوضات البرنامج النووي وطالما اعتبرت مطالبها الأكثر خشونة ضدّ إيران. وتعرف دمشق أن مواقف باريس، وأيّا كان الرئيس في الإليزيه، ولا سيما في السنوات الأخيرة بدءا بشيراك، مرورا بنيكولا ساركوزي (رغم موسم العسل مع الأسد في بداية عهده في الإليزيه) وانتهاء بهولاند، هي تواصل لمعارضة عنيدة ضدّ النظام السوري ودعوة متقدمة لاستخدام الخيار العسكري ضده. بهذا المعنى تملك باريس مهارة اللعب بجدارة داخل ملاعب لا تهيمن على مفاتيحها. تكفي متابعة مواقف باريس إزاء واشنطن وموسكو في رعايتهما للملف السوري لاستنتاج تلك البراعة في التحفّظ دون الاستعداء، على نحو يجعل من باريس حاجة للولايات المتحدة كما لروسيا في تدوير الزوايا، ولا سيما حين يلوح انسداد ما بين واشنطن وموسكو. وعلى هذه، ومن خلال المتاح، تمررُ فرنسا ورئيسها خياراتهما اللبنانية، على ما يرفع من ثقة اللبنانيين بالخيمة الدولية المفترضة المنصوبة فوق بلادهم (سيعود وزير الخارجية الفرنسي إلى بيروت للتحضير لاجتماعات مجموعة الدعم الدولي لمساعدة لبنان). في أزمان القطيعة الدولية لحزب الله بقيت أبواب باريس مفتوحة للتواصل والحوار مع شخصيات الحزب. في الأمر أيضا حماية للجنود الفرنسيين المتواجدين في جنوب لبنان من ضمن قوات اليونيفيل. لكن باريس كانت تعتبر أن الحزب ممثل في البرلمان والحكومة، وكانت من ضمن من شجّع الراحل رفيق الحريري، وربما نجله سعد، على الانفتاح على الحزب. لذلك تبدو القطيعة بين الحزب وهولاند في بيروت تتداعى من موقف خليجي عربي إسلامي يصنف الحزب إرهابيا، على نحو لا تريد باريس معاندته على ما قد يستفز بيئة من الأصدقاء في مقدمتهم دول الخليج.

لم يعرض هولاند أي مبادرة لانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان. استمع الرجل، تهذيبا، لساسة لبنان وهو العارف بمواقفهم. يعرف سيد الإليزيه أن مفتاح الحلّ في طهران، وأنه حين أرسل دبلوماسييه يسألون نظراءهم الإيرانيين عن ذلك المفتاح جاء الردّ الإيراني سرياليا: الحلّ بيد اللبنانيين.

يصف الزعيم اللبناني وليد جنبلاط بأن الرد الإيراني هو نكتة، هولاند أيضا يعرف نفس النكتة، ولا بد أنهما تذكراها سويا حين التقيا قبل أيام في قصر الصنوبر ببيروت. لكن باريس تراقب عن كثب مآلات الكارثة السورية ومداولاتها، فمنها تخرج خارطة طريق النفق اللبناني. في زيارة هولاند دعم مالي لبيروت لمواجهة أزمة اللاجئين السوريين، ما اعتبره الخبثاء طريقة للقول “أبقوهم عندكم وامنعوا انتقالهم لعندنا”. وفي زيارة الرجل عرض لاستضافة حوار لبناني لبناني لإنتاج رئيس. وفي زيارة الرجل ما فهم بأنه تمسّك بالصيغة اللبنانية أرضا ووحدة ونظاما، على هامش ما قد يُعَدُّ لسوريا ولبنان في جنيف في غياب رئيس يمثّل مصالح كل لبنان. قد يعتبر البعض أن زيارة فرانسوا هولاند شكلية في راهنها، لكن الرئيس الفرنسي، الذاهب في العام المقبل لخوض غمار السباق الرئاسي في بلاده مجددا، يدرك أهمية لبنان كمفتاح أساسي لفرنسا في الشرق الأوسط. يجري في المنطقة زرعٌ كثير، لكن لموسم الحصاد فلسفة أخرى. حينها تكون باريس جاهزة لقطف حصادها، وحينها ستكون ربما محجّا مقبلا للاعبين لا فرق إن أتوا من بغداد أو طهران أو دمشق أو الرياض، أو طبعا من بيروت.

 

استمرار الشغور الرئاسي الى أجل غير معروف يثير المخاوف على استمرار الاستقرار الأمني

اميل خوري/النهار/22 نيسان 2016

السؤال الذي يثير قلق الناس ويقضّ مضاجعهم هو: هل في الامكان أن يستمر الاستقرار الأمني اذا ما استمر الشغور الرئاسي الى أجل غير معروف؟ ثمة من يقول إن المظلة الدولية هي التي حمت وتحمي الاستقرار الأمني في لبنان وقد تجاوبت الإرادة اللبنانية مع الإرادة الدولية في تحقيق ذلك. لأن لا الخارج يريد حرباً داخلية في لبنان ولا الداخل أيضاً هو الذي لم ينس بعد أهوالها ومآسيها وبات لا يريد حتى أن يسمع بها. لذلك التقت الآراء لان أياً منها لا يرى مصلحة في جعل الحرب المستعرة في المنطقة تمتد الى لبنان، والا لكانت امتدت اليه حتى برغم الارادات، فالحرب التي اشتعلت في لبنان عام 1975 لم تكن من صنع الخارج وحده بل كانت من صنع الداخل أيضاً عندما انقسم اللبنانيون بين من هم مع السلاح الفلسطيني ومن هم ضده. وصوّر الخارج لفريق لبناني ان اللاجئين الفلسطينيين سوف يستوطنون لبنان ويكون لهم الوطن البديل من فلسطين، وصوّر للاجئين الفلسطينيين أن فريقاً من اللبنانيين سيقاتلهم ويرميهم في البحر، فكان هذا التخويف المتبادل كافياً لاشتعال حرب لبنانية - فلسطينية دامت سنتين ثم تحوّلت حرباً لبنانية - لبنانية بمشاركة فلسطينية دامت 15 سنة الى أن اصبحت حرب الآخرين على أرض لبنان. وعندما لم ينتصر أي فريق على الآخر بوضع خطوط أميركية لكل فريق ممنوع تجاوزها كان الحل لوقف العبثية المدمرة باخضاع لبنان بفرقائه المتحاربين لوصاية سورية دامت 30 سنة... ولأن إرادة الخارج التقت مع إرادة الداخل لاشتعال الحرب في لبنان كان تفجير بوسطة عين الرمانة كافياً لاشتعال تلك الحرب ولكن عندما التقت إرادة الخارج مع إرادة الداخل على عدم إشعالها في لبنان. فإن تفجير مئات البوسطات والسيارات والاغتيالات لم تشعل الحرب لأن القرار متخذ بعدم اشعالها. لذلك استمر الاستقرار الأمني وان في حده الأدنى برغم النفخ الدائم في نار الفتنة المذهبية وتحديداً السنية - الشيعية. الا أنه يمكن القول أن روح الحرب في لبنان ما زالت حية في النفوس ليس بسبب ما يجري حوله إنما بسبب انقسام اللبنانيين بين من هم مع المحور الايراني ومن هم ضدهن وبسبب سلاح يمتلكه حزب الله ولا يمتلكه أي حزب آخر ما أحدث خللاً في التوازن الداخلي، وهو خلل كلما حصل ينعكس سلباً على الوحدة الوطنية والعيش المشترك والسلم الأهلي. واذا كان انقسام اللبنانيين حول السلاح الفلسطيني أشعل حرباً، أوقفها الاتفاق على دستور جديد عرف باتفاق الطائف الذي فوّض الى سوريا تنفيذه بتشريع وجود قواتها في لبنان آنذاك، فإن الانقسام في ما بينهم الآن حول سلاح حزب الله لم يشعل حرباً بل أشعل من حين الى آخر حرب كلام عالي النبرة وكان الحوار السني - الشيعي وهو الوسيلة المتاحة تعمل على الحد منها لأن إرادة اللبنانيين التقت على اختلاف اتجاهاتهم ومشاربهم ومذاهبهم على رفض الحرب لأن الجميع قاسوا منها الأمرّين ولم تلتئم جراحها بعد. والسؤال المطروح: هو كيف السبيل الى استمرار الاستقرار الأمني في لبنان، والى متى تظل الإرادة الخارجية تلتقي والإرادة اللبنانية على حفظ هذا الاستقرار وحمايته.

الواقع أن ما يحفظ هذا الاستقرار ويحميه هو اعتماد أحد الحلول الآتية:

أولاً: انتخاب رئيس للجمهورية يستطيع أن يحقق المصالحة الوطنية الشاملة المبنية على ثوابت ترسّخ العيش المشترك والسلم الأهلي وتحقق الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي الدائم والثابت.

ثانياً: انتظار حل الأزمة السورية التي يخشى مع طول الوقت أن تنعكس تداعياتها على الداخل اللبناني فتهز استقراره ومعلوم أن لبنان هو المستفيد من التوصل الى هذا الحل اذ يتخلص من أعباء اللاجئين السوريين ويتوقف الكلام السياسي على توطينهم والتخويف به فيتكرر ما حصل مع اللاجئين الفلسطينيين...

 

دومينو الهروب !

 نبيل بومنصف/النهار/22 نيسان 2016

غالبا ما لا يتنبه الافرقاء السياسيون في لبنان الى وعورة المسالك التي انزلقوا اليها ووضعوا أنفسهم داخل أقفاصها الا بعد فوات الاوان . بدأنا الآن نعود الى نغمة البيضة قبل الدجاجة ، تشريع الضرورة ام قانون الانتخاب ام الانتخابات الرئاسية، وماذا لو ااستحالت كلها مع مطالع السنة الثالثة من الفراغ الرئاسي ؟ ولمجرد إنعاش فان المعزوفة اياها لم تطو العام الماضي الا بجلسة تشريعية اتخذت طابعا جراحيا عاجلا لأقرار مجموعة قوانين ذات صلة بمعاهدات مالية دولية استدركت حصارا دوليا كان ليكون قاتلا للبنان . ترانا نتساءل هل يعي "اللاعبون" اللبنانيون ، اذا صح انهم لا يزالون لاعبين على ساحة تقرير مصير لبنان ، معنى انعكاسات تحولات هائلة تجري في ملاعب العلاقات الاقليمية ذات التأثير على أزمات لبنان بفضل الربط الجهنمي لمحنة الفراغ بهذه التحولات ؟ بالامس ، وقبل ان يحط الرئيس اوباما رحاله في الرياض ،عاينا مع العالم كله تصاعد أزمة غير مسبوقة بين السعودية والولايات المتحدة مع كل ما يمكن ان تتركه من تفسخات على دول المنطقة ، حتى لو اشار البيان المشترك لمحادثات الرئيس الاميركي والملك السعودي الى ادراج لبنان ضمن الدول التي تناولها البحث في اتساع النفوذ الايراني وضمنا بالتأكيد " حزب الله " . كذلك لم تكن مصادفة ان ينبري في اليوم نفسه مرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية الامام الخامنئي الى أقوى دفاع عن " حزب الله " وتبجيل بأفعاله وقت ضرب الأميركيون آخر حلقات حصارهم المالي على الحزب ووقت اتسعت وتتسع أُطر الحصارات الخليجية والعربية وربما لاحقا الاممية على الحزب المقتدر البالغ حجما يفوق التصور . بذلك ترانا لا نملك واقعيا الا ان نتساءل اي قيمة لكل هذا الردح الداخلي الذي يدور برتابة تقتلنا يوميا في خطب الساسة والأفرقاء الداخليين واي جدوى من كل الإنهاك الذي يتحملونه ويحملون اللبنانيين تبعاته؟ كأننا فعلا امام اهل الكهف الذين يقف العالم عند عتبات مغارتهم ، وأي مغارة ؟ لو لم يتحفونا ويمعنون في اتحافنا يوميا بعبق الفضائح والملفات النتنة المهترئة لهان الامر وتحملنا مزيدا من محنة صنعوها بايديهم . اما ان تضيع الجمهورية والرئاسة والنظام امام قصور سياسي غير مسبوق في كل حقبات السلم والحرب ، وبسبب تبعيات داخلية عمياء لخوارج يتحاربون على كل ملاعب الشرق الاوسط ، ثم يتهاوى دومينو الفساد كاشفا عن طبقة متوحشة وجشعة بمعايير قياسية ، فان كل ذلك يضعنا امام رعب حقيقي من الداخل اكثر بكثير من تداعيات مقبلة اضافية من الخارج . ومن أوهمهم ان تشريع الضرورة او قانون الانتخاب او حتى الانتخابات الرئاسية نفسها باقية عناوين مؤثرة في احوال الناس ؟ فهل تركتم لهم الا الهروب الى البصارات وضاربي الكف وسائر المشتقات ؟

 

لبنان لا يُزار يا هولاند

حـازم الأميـن/لبنان الآن/21 نيسان/16

كان لافتاً للبعض "الحجم الضئيل" للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي كشفته زيارته إلى لبنان، فالرجل باعتقاد هؤلاء أقلّ من حجم البلد الذي يُمثّله، ووقع زيارته بيروت لم يكن على مستوى الحضور الفرنسي التاريخي في لبنان. لا أوافق على هذا التشخيص وإن كنتُ شعرتُ أيضًا أنّ وقع زيارة هولاند لم يكن بحجم البلد الذي يُمثّله الرجل، لكنني أميل إلى الاعتقاد بأن هولاند زار بلداً فاقداً الحياة. جثة بلدٍ كان صاحبها قد لفظ أنفاسه. وبهذا المعنى لا يُمكن لهولاند أن يكشف حجم بلده في زيارة لبلد بلا حجم وبلا موقع وبلا حياة. لنُدقق قليلاً، ولنحاول أن نُحدد ما هو لبنان الذي زاره الرئيس الفرنسي؟ لا شيء على الإطلاق! القيمة الوحيدة التي يُمكن أن تُعطى للبنان اليوم هي أنه يُقاتل في سوريا. القوة الوحيدة القادرة والمؤثّرة هي حزب الله. المهمة الوحيدة المُكلّفة بها المؤسسات من مطار ومرفأ وجيش ودرك وإعلامٍ ومعابر وحدود، هي تسهيل المهمة على الحزب. وهذا هو لبنان الذي زاره فرنسوا هولاند، والسؤال الفعلي هو ما الذي جاء يفعله الرجل؟ لبنان فعلاً بلد لا يُزار في هذه الأيام. من يُقدِم على هذه الفعلة بقصد مشاركتنا مصائبنا سيعيش لحظات موحشة. الزيارة ستكون أقرب إلى الإقامة في فندق مهجور. فندق فلسطين في بغداد، حين أقمنا فيه غداة سقوط النظام العراقي وبعد عشر سنوات من الحصار. هذا هو لبنان الآن.

الضاحية الجنوبية هي المكان الحي الوحيد، اذا ما اعتبرنا أن الحياة هي تطلّعٌ لبلوغ الأهداف، وهولاند لن يزور الضاحية طبعاً، هنا يكمن الخلل، أي في أن يزور رئيس دولة كبرى بلداً صغيراً وأن يحجم عن زيارة موضع القوة فيه! هل يكفي أن يجتمع مع رئيسي المجلس والحكومة نبيه بري وتمام سلام؟ وبماذا يمكن أن يفيداه؟ حزب الله هو الحقيقة الوحيدة في لبنان اليوم، وهذه الحقيقة لم تتشكّل من تلقائها. جرى عمل حثيث لبلورتها، وكانت الوقائع كلها تشير إلى سيرنا باتجاهها. ثمّة قوى انكفأت وأخرى تقاضت أثماناً من وهم. الطائفة الشيعية تمّت مصادرتها والطائفة السنّية هُزِمت والمسيحيون أُطعِموا "جوزاً فارغاً" وها هم يسقطون في فخ انعدام القدرة على تمثيلهم برئيس للجمهورية. وهذا كله جرى تحت أنظارنا وأنظار العالم، إلى أن وصل هولاند إلى بيروت ليجد صحراء سياسية بانتظاره. ربما شكلت زيارة هولاند مخيمات اللاجئين السوريين في البقاع مؤشراً آخر على أن لبنان جثة سياسية، فبينما تريد طهران له أن يؤدي مهمة واحدة تتمثل في أن يكون قاعدة خلفية للقتال في سوريا، يريده الغرب أن يكون خط دفاع عنه في موضوع تدفق اللاجئين. أن يكون لبنان دولة حزب الله، فهذا يعني أنه وظيفة لا بلد، فالحزب لا يمكن أن يكون وطناً حتى لمجتمعه. هو جهاز وليس حزباً، وهو جهاز يثير في العالم وفي الدول محاذير ومخاوف. وبما أن لبنان هو فعلاً دولة حزب الله، فإن أي زيارة له لا تأخذ بعين الاعتبار هذه الحقيقة ستكون زيارة للأجزاء غير الحية في هذا الجسم المحتضر. كان على هولاند أن يزور حارة حريك.

 

التحالف الانتخابي المسيحي

ميـرا عبـدالله//لبنان الآن/21 نيسان/16

عام 2010، عُقدت آخر انتخابات بلدية في لبنان، وذلك كان آخر نشاط انتخابي رسمي يُنظّم في البلد حتى اليوم. عام 2010، كانت الكتل السياسية في لبنان مختلفة جداً عن التحالفات الموجودة اليوم. حيث شهدت السنوات الست الأخيرة في لبنان تحولات سياسية كبيرة أثرّت على كافة الأحزاب السياسية، وعلى الأحزاب المسيحية بشكل خاص. عندما جرت الانتخابات البلدية الأخيرة، كان التيار الوطني الحر مدعوماً من حليفه الشيعي، "حزب الله"، ضد منافسه المسيحي "القوات اللبنانية" التي كانت بدورها مدعومة من تيار المستقبل. العام الماضي، بدأت التقسيمات السياسية التي كانت قبل عشر سنوات لفريقي 8 و14 آذار بالتفكّك تدريجياً، وبدا ذلك واضحاً إلى حدّ بعيد بعد أن رشّح رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، العضو في 8 آذار النائب سليمان فرنجية للرئاسة في كانون الأول 2015. وبعد هذا الترشيح في كانون الثاني 2016، تصالح رئيسا أبرز حزبين سياسيين مسيحيين متنافسين، أي ميشال عون وسمير جعجع، بعد قرابة الثلاثين عاماً من من الصراع وعدم التواصل. وها هي المصالحة التي وُصفت حينها بـ"التاريخية" تُترجَم على الأرض، فيما لبنان يستعد لعقد انتخابات بلدية في أيار من هذا العام. مع الاصطفافات السياسية الجديدة، بات واضحاً أنّ الحزبين السياسيين الأساسيين لا يريدان أن يكونا على طرفي النقيض في هذا الاستحقاق المهم في لبنان. "في غالبية المناطق، نحاول التحالف مع التيار الوطني الحر"، قالت رئيسة المكتب الإعلامي في القوات اللبنانية أنطوانيت جعجع، وتابعت: "لكل منطقة وبلدة في لبنان خصائصها، ونحن نتعامل مع كل بلدة على حدة، آخذين في عين الاعتبار خصائصها ومتطلباتها".

وقالت جعجع لـ NOW إنّ التحالف مع عون والتيار الوطني الحر لا يمنع القوات اللبنانية من العمل مع أحزاب سياسية أخرى، وإن التحالفات يمكن أن تتم مع تيار المستقبل ومع السياسيين المستقلين وفقاً لكل منطقة ومتطلباتها.

غير أنّ الحزبين المسيحيين كليهما يستعدان لخوض الانتخابات البلدية كفريق واحد. "نحن نستعد للانتخابات كما لو أننّا حزب واحد، على الرغم من بعض سوء التفاهم الذي يمكن أن يحدث على مستوى محدود بين المناصرين"، قال جوزيف فهد، المنسّق الانتخابي للتيار الوطني الحر في كسروان، مضيفاً: "هذه المشاكل يمكن حلّها بسهولة طالما أنّ قيادتي الحزبين تعملان معاً. خلق ذلك اختلافاً كبيراً بين انتخابات 2010 والانتخابات الحالية. نشعر بعدم وجود أي توتر بين المناصرين من شأنه أن يدفعهم الى صراعات فيما بينهم".

وتزعم تقارير بأنّ تحالف التيار الوطني الحر- القوات اللبنانية هو محاولة لخلق محور قوي سيعيد الحزبين المسيحيين الى موقعٍ مسيطر في السياسة اللبنانية. "يدّعي البعض مخطئأً بأنّ التحالف هذا سوف يفوز بـ86% من البلديات"، قال المحلل السياسي شارل جبور، وتابع: "والمقصود بهذا التنبؤ الإثبات بأنّ في نهاية الانتخابات البلدية، سوف ينجح التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية في هدفهما بتمثيل الطائفة المسيحية في لبنان بأكملها. غير أنّ الحزبين يعلمان بأنّ المعركة الانتخابية هذه ليست سياسية بالمطلق بل يجب كذلك أخذ المصالح العائلية المحلية في البلدات بعين الاعتبار".

على الرغم من أنّ تمثيلهما غالبية المسيحيين وخوضهما معركة انتخابية مشتركة قد لا يشكّل فقط كتلة سياسية قوية في وجه الأحزاب الأخرى من الطوائف الأخرى. فقد بات أوضح أكثر فأكثر بأنّ التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية يسعيان لعقد تحالف طويل الأمد من شأنه تقويتهما للفوز في الانتخابات النيابية والرئاسية ضد منافسيهم من المسيحيين. "المقصود هو تشكيل قاعدة انتخابية في كل بلدة قادرة على الفوز على الأحزاب الأخرى. وحتى ولو استطاع الآخرون تجميع دعم من العائلات والمجموعات المحلية، فلن يستطيعوا أن يكونوا أقوياء كأبرز حزبين"، قال جبور، مضيفاً: "هذه الانتخابات سوف تشكّل قاعدة للانتخابات المستقبلية. وإذا نجح التحالف بين القوات والتيار خلال الانتخابات البلدية، سوف ينجحون في الانتخابات المستقبلية". وبرز قلق حول إذا ما كانت معركة الانتخابات البلدية في لبنان سوف تتحوّل إلى معركة طائفية. وقد نفى محللون تحدّث إليهم NOW حقيقة أنّ وجود تحالف بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر سوف يؤثّر على تحالفاتهما مع الأحزاب الأخرى غير المسيحية. "في المدن والبلدات التي يوجد فيها تنوّع ديني، نتحالف كذلك مع تيار المستقبل. التحالف مع حزب سياسي ما، لا يعني العداء للأحزاب السياسية الأخرى أو للأفراد المستقلين وللعائلات"، قالت جعجع. "هذا التحالف لن يؤثّر سلباً على علاقة هذين الحزبين مع الأحزاب غير المسيحية. على العكس من ذلك، في البلدات التي يوجد فيها تنوّع ديني، يعمل التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية كجسر وصل. مثلاً، في بيروت، القوات اللبنانية هي صلة الوصل بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل لتسهيل حصول الانتخابات بسلاسة وضمان التمثيل العادل للتيار الوطني الحر بين المقاعد الـ 12 للمسيحيين في البلدية"، قال جبور لـNOW.

ميرا عبدالله تغرّد على تويتر @myraabdallah

هذا المقال ترجمة للنص الأصلي بالإنكليزية

(ترجمة زينة أبو فاعور)

 

تمرين إيراني و روسي بالذخيرة الحية في الأجساد العربية

داود البصري/السياسة/22 نيسان/16

حجم ودرجة التورط الإيراني العسكري في الحرب على الشعب السوري تجاوزا كل الأطر المسموح بها ، وأضحيا بشكل واضح حربا عدوانية إيرانية همجية سافرة لا على الشعب السوري فقط في مساندة نظام إرهابي فاقد للشرعية ، بل أنها حرب مفتوحة ضد نظام الأمن القومي العربي ، وإنتهاك فظ لمبادئ الجوار ومواثيق الأمم المتحدة. فالتدخل الإيراني لم يعد مجرد مساعدات إستشارية محدودة ضمن إطار وسقف عسكري محدد ، بل إنها حرب حقيقية كاملة تدار بهيئة أركان من طهران إشتركت فيها الجيوش العقائدية كالحرس الإرهابي الثوري و الميليشيات الشيعية الطائفية العراقية و اللبنانية و الأفغانية وحتى الباكستانية في أبشع حشد طائفي مريض موجه ضد الشعب السوري ، كما دخل الجيش الإيراني في المعمعة القائمة و تورط بحرب شرسة لن يخرج منها سالما بل سيجر أذيال الخيبة و الهزيمة وسيتجرعون بعدها كؤوس سم الهزيمة التي يبدو أنهم قد إشتاقوا لها، الحرب الإيرانية القذرة في الشام تعبير عن المنهج العدواني المريض للنظام الإيراني، وفي لهجة غطرسة ودناءة وعدوانية فظة أعلن قائد القوات البرية الإيرانية محمد رضا بوردستان أن قواته تقاتل في سورية ليس لغرض مقاتلة السوريين فقط، بل أن مايقومون به هو تمرين بالذخيرة الحية وعملي لشكل المواجهة المقبلة مع الجيش الأميركي! وطبعا الجنرال الإيراني يكذب حتى الثمالة ولايخجل من الكذب البواح والصريح، فالجيش والنظام الإيراني ليسا أبدا في وارد مواجهة محتملة مع الأميركان بل العكس هو الصحيح تماما ، فتوافق المصالح الأميركية والإيرانية هو السياسة المتبعة حاليا ، ولو كان الإيرانيون يخشون فعلا من مواجهة مع الأميركان لما تمددوا سنتمترا واحدا خارج حدودهم ولكن التواطؤ قد فضح وفاحت رائحته وتبادل الأدوار في الساحة العراقية أضحى من فضائح السياسة الدولية ، فالحشد الطائفي حامل رايات الموت لأميركا الهزلية يقاتل و يتقدم تحت رعاية سلاح الجو الأميركي، كما أن الطائرات الأميركية بدون طيار هي في خدمة قطعات الحرس الثوري كما أن جنرالات الحرس الممنوعين إسميا وظاهريا من السفر خارج إيران يتجولون بحرية ويتبادلون الأنخاب مع القادة الأميركان في مرابع المنطقة البغدادية الخضراء ، وقيادات الحرس الثوري الإيراني تزدحم بهم المناطق بين بغداد ودمشق.

وقد أضاف الرئيس الروسي بوتين صورة كارثية للموقف حينما وصف تدخل قواته في سورية بكونها إستفادت من معرفة الأخطاء في السلاح الروسي الجديد. أي كل شيء يجرب في الأجساد السورية. وهي جريمة إنسانية كبرى يصمت عنها العالم صمت القبور ، وتغض المنظمات الدولية الطرف عنها ، وهاهو طيران النظام السوري يقترف المجازر ضد المدنيين في المدن والأسواق السورية و بالسلاح الروسي الحديث و أمام عيون الأميركان الحنونة جدا جدا! الأميركان للأسف وصلوا في عبثهم المدمر لدرجة إنتقاد بعض دول المنطقة التي تسعى لحماية أمنها الداخلي على بعض الإجراءات البسيطة بينما يغضون النظر بالكامل عن الجرائم المقترفة في أرضي الشام والعراق وحينما يؤكد قائد القوات البرية الإيرانية على مناوراته بالذخيرة الحية في أجساد السوريين ، فإنه يخفي بالمقابل حجم الخسائر البشرية الهائلة التي تكبدها الإيرانيون سواء في قوات الحرس الإرهابي الثوري ، أو قوات النخبة الإيرانية للجيش من اللواء 65 والتي أكلت علقة ثقيلة جدا في معارك ريف حلب الجنوبي أفقدتها عددا لايستهان به من قياداتها! وضباطها، وحديث القادة العسكريين الإيرانيين يعبر عن خيبة ثقيلة لن يفلتوا من تبعاتها ، وسيضطرون لاحقا للهروب من الجحيم السوري بعد أن تصل أعداد توابيتهم لأرقام فلكية وأكثر مما هو جار اليوم ، ورطة الإيرانيين ثقيلة وخيبتهم في الميدان السوري ستكون جدثا تاريخيا سيهز أسس وقواعد نظام الملالي الذي سيواجه لحظات الهزيمة التاريخية الكبرى المرة ، الآلة العسكرية الإيرانية ستهان و تهزم في الشام ، فمن يجعل الضرغام بازا لصيده ، تصيده الضرغام فيما تصيدا.. وستكون هزيمة الجيش والحرس الثوري الإيراني في سورية كارثية، وسينصر الله من ينصره ويقصم ظهور الجبارين.. والدجالين.

 

السنيورة محاضرا في بوسطن : المسؤولية تقع على كاهل العرب المعتدلين في ما يخص الحث على إصلاحات دينية في المنطقة

الخميس 21 نيسان 2016

وطنية - اعتبر رئيس "كتلة المستقبل النيابية" الرئيس فؤاد السنيورة ان "المسؤولية الآن تقع على كاهل العرب المعتدلين في ما يخص الحث على القيام بالإصلاحات الدينية في المنطقة وفي تبني المبادرات الهامة. ومن هذه المبادرات على سبيل المثال: (الإعلانات الأربعة للأزهر في مصر، وإعلان جمعية المقاصد في بيروت، لبنان: إعلان بيروت حول الحريات الدينية" وإعلان مراكش في المغرب: "حقوق الأقليات الدينية في المجتمعات ذات الأكثرية المسلمة".

وقال: "في هذا العالم الذي يتراجع فيه النمو الاقتصادي في أكثر المناطق الأخرى وتنحسر قوتها الاقتصادية، يمكن أن يكون الشرق الأوسط وبفضل موارده الهائلة ولكن أيضا بفضل حجم الطلب المكبوت لديه، مصدرا هاما لنمو الاقتصاد العالمي. ولكن هذا الأمر يتطلب دعما من المجتمع الدولي وبذل المزيد من التعاون والتكامل الاقتصادي في المنطقة أيضا لتوزيع الموارد بشكل أفضل وأكثر فعالية".

أضاف: "التاريخ لم يكن عادلا مع العرب، فلا يزال الفلسطينيون يدفعون ثمن أخطاء الآخرين، أخطاء ارتكبتها أوروبا في خلال القرن الماضي. وساهمت هذه الأخطاء في خلق المأساة الفلسطينية. أزمة تعتبر مصدر معظم الشرور في المنطقة ومصدرا لمشاعر الذل والهزيمة كلها التي يعاني ويقاسي منها العرب".

وسأل: "هل يقوم رئيس الولايات المتحدة بالإيحاء إلى اتفاقية سايكس - بيكو جديدة ولكن مع لاعبين إقليميين (السعودية وإيران)، بدلا من القوى الاستعمارية القديمة (بريطانيا وفرنسا) هادفا إلى تقسيم المنطقة ضمن شقين: بين النفوذ والاحتفاظ بالسلطة، تكون قائمة على أسس دينية وطائفية؟ استنادا الى كلامه الى مجلة اتلانتيك التي قال فيها : أنه ينبغي على السعوديين أن يتعلموا تقاسم المنطقة مع إيران".

أضاف: "من قال إن شعوب المنطقة وبلاد الشام على وجه الخصوص، موافقة أن تكون تحت رعاية هذه أو تلك القوة الإقليمية؟".

كلام الرئيس السنيورة ورد في محاضرة له في كلية فليتشر للقانون والدبلوماسية - في جامعة تافتس في بوسطن بعنوان: "الشرق الأوسط الناهض: المخاطر والفرص".

وقال: "من دواعي سروري أن أكون معكم اليوم في هذه الكلية العريقة. اليوم، يتم إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط الناهض كما يتم إعادة دمغ تاريخه بالدم والدمار والمعاناة. من اليمن إلى العراق وسوريا ووصولا الى ليبيا، دمرت الحروب الأهلية المستشرسة الدول وشردت الأُمم وبددت مستقبل الاجيال. وما يضيف إلى التعقيد في هذا اللغز الجيوسياسي، هو السلام المحفوف بالمخاطر في لبنان واستمرار الاحتلال في فلسطين. في الوقت ذاته، لا يزال الاستقرار بعيد المنال في مرحلة ما بعد الثورة في تونس ومصر حيث يواصل المسلحون المتطرفون تشكيل تهديد جدي على الأمن والتنمية والتطور على حد سواء".

أضاف: "وعندما نلقي نظرة على المنطقة، لا يرى الكثير من أمثال المهاجرين (سواء أكانوا مهاجرين سياسيين أم اقتصاديين) أي فسحة أمل في الأفق، وبالتالي يركبون في قوارب الموت والذل هاربين، رامين أنفسهم في غمار البحار. أما البعض الآخر، مثل الرئيس بوتين، فيرى في ذلك ميدانا مفتوحا أمامه للطائرات والصواريخ، وفرصة لفرض وعرض عضلاته العسكرية ولاستحقاق الهيبة المفقودة من جديد. في حين أن آخرين، مثل الرئيس أوباما، ينظرون إلى المنطقة ويرون مدينة "غوثام"، هي مدينة فاسدة تسيطر عليها العصابات وقطاع الطرق، فيأتي عندها المهرج أو الجوكر ويضرم النار بالمدينة كلها. ويبدو أن فكرة وجود منطقة ميؤوس منها شكلت احد الأسباب التي دفعت الإدارة الأمريكية إلى الحد من اهتمامها بمنطقة الشرق الأوسط. ولكن هل هذه المنطقة ميؤوس منها حقا؟ وهل شعوبها محكوم عليها بالعيش إما تحت وطأة استبداد الحكام أو الخضوع لعدمية الإرهاب والتطرف؟ وهل كان الربيع العربي مجرد سراب في وسط صحراء قاسية وفارغة؟".

وتابع: "في الواقع، اسمحوا لنا أن نتحدث بصراحة محضة ونطرح الأسئلة التي تجول في بال معظمكم، سواء في السر أو في العلن: ممن يشكو العرب؟ ممن يشكو المسلمون؟ لماذا لا يمكنهم أن ينخرطوا بسهولة في ما أصبح اليوم حضارة عالمية للحرية، وللحقوق الفردية والمدنية وللانفتاح؟. هنا، لا يجدر بنا أن ننسى معاناة منطقة الشرق الأوسط من زعزعات كبيرة وبشكل مستمر على مدى العقود السبعة الماضية، بدءا من قيام دولة إسرائيل والنكبة المستمرة للاجئين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي المتجذر والقاسي في الضفة الغربية والتي لم تنته بعد مع استمرار الفاجعة في سوريا والعراق وانهيار التوازن الاستراتيجي في المنطقة".

وقال:"يتساءل المرء، من هو المسؤول عن هذه الزعزعات كلها؟ فمن جهة، طوعا أو كرها، فقد قامت القوات الغربية بلعب دور رئيس في التسبب في الكثير من مآسي العرب. مآسٍ أدت إلى وضع البلاد العربية الراهن. بعدها، استقال هؤلاء اللاعبون الغربيون من دورهم الأخلاقي والسياسي وتنحوا حتى عن رغبتهم في المساعدة لإيجاد حلول لهذه المشاكل. بدايةً، بدأ هذا الوضع مع المشكلة الفلسطينية ولم ينتهِ بعد إذ إستمر بدعم الغرب المباشر أو غير المباشر للأنظمة العسكرية في المنطقة؛ هذه الأنظمة التي بدورها لطالما شجعت ورعت واستغلت المتطرفين، مستعينة بهم لابتزاز الغرب. ولم تكتف بذلك، بل قامت هذه الأنظمة أيضا بابتزاز المعتدلين والأقليات في العالم العربي عبر استخدام المتطرفين للتهويل بهم. لذلك، يلقى اللوم وإلى حد كبير على الدور التاريخي الذي لعبه الغرب في قيام دولة إسرائيل، وفي قيامه بدعم الكثير من الأنظمة العسكرية بشكل مباشر أو غير مباشر، مرورا بدعم المجاهدين في أفغانستان (الأمر الذي فتح صندوق باندورا الذي يتضمن الشرور المتجسدة بالتطرف كلها)، وصولا إلى تغيير النظام في العراق".

أضاف:"ومع ذلك، اسمحوا لي أيضا أن أوضح بشكل أكبر: أنا لا أجرد العرب من مسؤولية ما آل إليه الوضع الحالي. فهم يتحملون جزءا كبيرا من المسؤولية، لا سيما بسبب الفشل المتراكم على المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية كما في كيفية إدارة الشؤون العامة عموما. في الواقع، قام الكثير من السياسيين والمفكرين في المنطقة بإطراء الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية في الشرق الأوسط معتبرين أنها ضرورة قصوى وليست خيارا. وبالإضافة إلى ذلك، فأنا أعتبر شخصيا أننا بحاجة ماسة إلى إصلاحات دينية جدية، وخاصة في طريقة فهم الإسلام وممارسته وتدريسه من أجل التوصل إلى فهم أفضل للروح الحقيقية للاسلام التي تدعو للشفقة والرحمة والتسامح والتعارف وبالنهاية إلى قبول الآخر بشكل أفضل. ولكن التاريخ لم يكن عادلا مع العرب، فلا يزال الفلسطينيون يدفعون ثمن أخطاء الآخرين، أخطاء ارتكبتها أوروبا في خلال القرن الماضي. وساهمت هذه الأخطاء في خلق المأساة الفلسطينية. أزمة تعتبر مصدر معظم الشرور في المنطقة ومصدرا لمشاعر الذل والهزيمة كلها التي يعاني ويقاسي منها العرب فيما يشهدون على إخوتهم وأخواتهم الذين لا يزالوا يعانون من ذل الاحتلال ومن الممارسات العنصرية التي ترتكبها إسرائيل في الضفة الغربية والقدس".

وتابع:"لقد تمكنت الأنظمة العسكرية والاستبدادية من الاستيلاء على السلطة في عدد من الدول العربية بحجة إسرائيل، بدءاً من الأربعينات من القرن الماضي ودامت حتى الستينات، حيث حكمت هذه الأنظمة بقبضة من حديد، واعدةً باستعادة الأرض المحتلة واسترجاع الكرامة المفقودة، غير أنها خسرت كلاهما معا، ولم تقم إلا بإدامة أنظمة حكمها. هذه الأنظمة، التي فشلت في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية اللازمة فشلت أيضا بتحقيق النمو والازدهار. ولطالما كان الغرب يشجعها ويدعمها عندما كان يرى في وجودها منافع له. وعندما تدخل الغرب لتغيير نظام بالقوة، كما الحال في العراق في العام 2003، فإن ذلك قد تسبب بالمزيد من الفوضى من خلال تدمير مؤسسات الدولة والسماح للقوات الإقليمية المعاكسة بملء الفراغ. أليس من الواضح أن الفظائع التي يشهدها العراق اليوم هي نتيجة مباشرة لتفكيك الجيش العراقي في العام 2003 وبعدها في سقوط الدولة العراقية تحت تأثير الميليشيات المسلحة؟ ألم يكن القضاء على مؤسسات الدولة في العراق دعوة لإيران لبسط نفوذها وهيمنتها في هذا البلد وعبر ومن بلاد الشام وزعزعة استقرار المنطقة بأكملها من خلال إشعال فتيل الانقسامات الطائفية والعرقية؟ وطالما نحن في الحديث عن إيران، فلقد قال الرئيس أوباما في مقابلة أجراها مؤخرا مع مجلة ذي أتلانتيك أنه ينبغي على السعوديين أن يتعلموا تقاسم المنطقة مع إيران. ونحن كعرب معتدلين ونمثل الغالبية الساحقة فإننا نريد أفضل العلاقات مع ايران التي نشاركها الجغرافيا والتاريخ والثقافة والمصالح الاقتصادية والاجتماعية. فنحن نريد علاقات أخوية ودية مع ايران، تستند على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل. وبصراحة، أعتقد أن السماح لإيران ببسط نفوذ أكبر في شؤون العالم العربي من شأنه أن يعقد أكثر ويعمق المشاكل المعقدة في منطقتنا بدلا من أن يحلها. وبالإضافة إلى ذلك، فهل يقوم رئيس الولايات المتحدة بالإيحاء إلى اتفاقية سايكس - بيكو جديدة ولكن مع لاعبين إقليميين (السعودية وإيران)، بدلا من القوى الاستعمارية القديمة (بريطانيا وفرنسا) هادفا إلى تقسيم المنطقة ضمن شقين: بين النفوذ والاحتفاظ بالسلطة، تكون قائمة على أسس دينية وطائفية؟".

وقال: "هنا اسمحوا لي أن أطرح الأسئلة التالية: من قال إن شعوب المنطقة وبلاد الشام على وجه الخصوص، موافقة أن تكون تحت رعاية هذه أو تلك القوة الإقليمية؟ ما هي مطالب ايران ازاء شعوب المنطقة؟ أم أننا ببساطة نتقبل الأفكار الخطيرة والمزعزعة للاستقرار التي تجعل الروابط الطائفية تتجاوز الروابط الوطنية؟ وهذه الأفكار هي الوصفة لصراعات لا متناهية في المنطقة". والنقطة الأهم، كيف تمكنت ايران من توسيع نفوذها لتصل إلى وعلى مدى ضفاف البحر الأبيض المتوسط؟ ألم يكن تدمير دولة العراق الذي يعتبر الدولة الحاجز، وبعدها تجاهل ما أفضت إليه نتائج الانتخابات العراقية وبالتالي دعم الحزب المدعوم من إيران وكل ذلك دعوة مباشرة لإيران لبسط نفوذها على بلاد الشام؟ ألم يكن التزايد في حدة التطرف الشيعي دعوة لتعزيز صعود التطرف السني من أجل الحد من محاولات إيران لتصدير الثورة الإسلامية إلى جانب اعتماد نظرية ولاية الفقيه التي يتم تطبيقها عبر الحدود الوطنية والسياسية وسيلة لقلب التوازن، وذلك وفقا لما يمليه المرشد الأكبر؟".

أضاف:"أنا لا أسعى إلى توجيه أصابع الاتهام. في النهاية، نحن جميعا غارقين في مجرى النهر الموحل نفسه. إن الأحداث الجارية في آسيا وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وتزايد الإرهاب في جميع أنحاء العالم، تظهر أن المارد الشرير قد خرج من قمقمه وأن العالم كله أصبح في خطر. لا يمكن للولايات المتحدة أن تستريح ببساطة في المقعد الخلفي وتترك الأمر لروسيا وإيران لأخذ زمام المبادرة في المنطقة. ولا يمكن لأوروبا أن تختار ببساطة أن تشيح بنظرها عن جذور المشكلة، وأن تستمر في الانغماس والجدال بشكل متواصل في قضية اللاجئين والهجرة وأن تسعى لتفسير معنى الحدود، وهذه كلها مسائل هامة ولكن ليس بنفس أهمية العمل الجاد على إنهاء الحروب التي ولدت هذا التدفق من اللاجئين بشكل أساسي. وفي الوقت ذاته يجري السماح لإيران بالتفاوض مع الغرب كدولة والاستمرار في التصرف في الشرق الأوسط كجهة وكإيديولوجيا مصدرة للثورات. ومن جهتهم، لا يمكن للعرب أن يلقوا اللوم كله على نظرية المؤامرة الكبرى وأن يتجنبوا النظر إلى أنفسهم في المرآة ويستوعبوا كيف أهدروا الكثير من الفرص في الماضي، وكيف أنهم يجدون نفسهم اليوم أمام أجيال سبقها التقدم والتطور بأشواط".

وتابع: "أظن أنه أصبح لزاما علينا جميعا أن نتقاسم العبء كما والاتفاق على استراتيجية تتألف من أربعة مسارات متوازية يجب تبنيها على المستويين العالمي والإقليمي:

1 - إيجاد حلول دائمة للمشاكل البديهية والاساسية من خلال العمل على التصدي ودرء الاحتلال والدكتاتوريات في آن واحد، وعلى أن يتم في ذات الوقت العمل على تشجيع الاعتدال باعتباره وسيلة فعالة ومستدامة لمحاربة التطرف.

2 - بناء دولة مدنية متينة: ويكون ذلك بالتمسك بسيادة القانون والتصدي بشكل صحيح وقاطع لقضايا الأقليات والحقوق المدنية للجميع، في حين يتم تعزيز الحريات العامة والخاصة. كما يجب تطبيق اللامركزية في الحكومات في المكان والزمان المناسبين والسماح للمجتمعات المحلية أن يكون لها دور أكبر في إدارة الشؤون الداخلية، والتي ينبغي عليها ان تقوم بدورها بتعزيز المساءلة والمحاسبة والحكم الرشيد بشكل أفضل في الإدارات الحكومية كلها على مختلف مستوياتها مهما كان حجمها.

3 - الحث على المباشرة في الإصلاحات الدينية الضرورية.

4 - المباشرة في وضع " مشروع مارشال " اقتصادي للمنطقة، يهدف لأن يعزز أيضا التكامل الإقليمي الداخلي ويحوله من أرض التحديات إلى أرض الفرص.

وتابع :"اسمحوا لي أن أتوسع قليلا في شرح هذه النقاط التي هي من مسؤولية الأطراف كلهم: الغرب والعرب والإيرانيون.لقد تسبب الاحتلال بحالة الذل والفشل، وبخاصة في عدم إحراز تقدم في تحقيق مطالب الفلسطينيين بحقهم من أجل إقامة دولة مستقلة سيدة لنفسها وقابلة للحياة. كل ذلك شكل البيئة المثالية للأنظمة الاستبدادية وأنصارها كي تزدهر. فلطالما مرت "الطريق إلى القدس" من خلال هذه أو تلك المدينة العربية، كما تنص الجملة الشهيرة التي تكرر استعمالها، ولكن للأسف لم تتمكن من أن توصل الفلسطينيين قط إلى القدس. وفي الوقت نفسه، قامت الأنظمة الاستبدادية، وغالبا ما تعرف على أنها فاسدة وجشعة، برعاية البيئة المناسبة لولادة التطرف والعناية به وتكاثره. ومن ذلك فإن هذه الشعارات من "الإسلام هو الحل" و"الجهاد هو الجواب" لا تتأتى من جذور مفاهيم دينية إسلامية متمرسة، بل هي في الحقيقة نتاج الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية".

وقال: "لذا فإن فكرة تشجيع سلام عادل ودائم في فلسطين جنبا إلى جنب مع تحقيق مبادرة السلام العربية، التي أطلقت في بيروت عام 2002، فضلا عن دعم التحول السياسي وانتقال السلطة سلميا في سوريا، والتأكيد على وجود تمثيل أفضل في العراق يحتضن كل المكونات العراقية، وفي حين يتم الحفاظ على وحدة كل بلد وشعبه، من الشروط الأساسية والضرورية للبدء في عملية القضاء على التطرف من جذوره. انه، وهنا يجب التنبه، إلى أن اعتماد أي استراتيجية أخرى يظن أنها تهدف إلى مكافحة التطرف ولكن لا تأخذ بعين الاعتبار إيجاد الحلول الناجعة لهذه المشاكل الجذرية تصبح مضيعة للوقت والمال، تماما مثل نظرية الأوعية المتصلة أو المستطرقة: حيث يتم الحد من الضغط في مكان ما فقط لنجد انه يتضاعف في مكان آخر. بالإضافة إلى ذلك، فقد حان الوقت أن نستخلص الدروس المناسبة والحاسمة من التاريخ. فكما لا يمكن للأنظمة الاستبدادية أن تكون موازنة للتطرف، فإنه أيضا لا يستطيع نوع آخر من التطرف أن يشكل بوجوده في المقابل توازنا مستداما. إن استيراد الميليشيات الشيعية من العراق ولبنان واليمن وأفغانستان لمحاربة الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، ودعم الأسد يشكل وصفة لمزيد من الدمار والمزيد من التهجير والمزيد من التطرف لدى كل جانب. وكما اتضح من تجربة الصحوات في العراق التي وضعها بكل براعة الجنرال بتريوس في ذلك الوقت، فإنه لا يمكن هزيمة السنة المتطرفين إلا من خلال السنة المعتدلين. وهذا الأسلوب من المواجهة أمر ينطبق على كيفية مواجهة جميع أشكال التطرف. ولذلك يشكل دعم القوى الديمقراطية ودعم الاعتدال في المنطقة، بالإضافة إلى إيجاد الحلول الحقيقية للمشكلات البديهية والأساسية في المنطقة بدءا من فلسطين، الطريق الأقل كلفة والأكثر فعالية لمحاربة التطرف العالمي بنجاح وبشكل مستدام".

وأضاف: "أيضا ضمن هذا الإطار: لا يمكن لإيران أن تستمر في التصرف كدولة وثورة في آن. فليس من مصلحة الغرب تقبل التفكك المستمر لدول عدة في المنطقة نتيجة للتدخل الإيراني، ولا سيما أن الغرب يدفع الآن مباشرة ثمناً باهظاً لهذا التفكك. فمن مصلحة هذا الغرب الذي يعمل الآن على تحسين علاقته مع ايران، أن يجعل هذا الأمر واضحا للايرانيين. حيث يجب على إيران أن تدرك أنه لا يمكنها أن تهيمن على العالم العربي كما يجب على العرب أن يدركوا أنه سيكون من المستحيل عزل إيران. وفيما يتعلق بمسألة بناء دولة مدنية متينة، فإنه وفي الواقع لقد أصابت فكرة الدولة في جميع أنحاء العالم كثير من الوهن مع التحول الجاري لمصلحة أهمية اللاعبين غير الحكوميين. وجميعنا خير شهود على هذا الأمر في أوروبا وفي الولايات المتحدة، من خلال ما نلحظه من هيمنة الغرباء في الانتخابات. ولكن ما نشهده في العالم هو نتيجة لعملية طبيعية ناتجة عن التطور الحاصل واللامركزية التي آلت إليها الأمور، حيث تحول الاتجاه عن الدولة المركزية إلى المجتمع ومن ثم إلى الفرد، والذي من خلال التكنولوجيا ووسائل الإعلام الاجتماعية، أصبح هؤلاء اللاعبين الجدد أقوى من أي وقت مضى".

وتابع: "في الوقت ذاته، ان ما نشهده في العالم العربي مختلف تماما. فنحن نشهد تفكك الدولة ولكن من دون تمكين للفرد، وهذا أمر خطير جدا، بالإضافة إلى ذلك، فإنه لم تتم معالجة مسألة الأقليات في الشرق الأوسط، كما أنه لم يجر تناول قضايا ومسائل مختلف مكونات المجتمعات العربية بعمق وشمولية في المنطقة. فالحركة القومية العربية المتمكنة في وقت مضى وضعت الأقنعة على هذه القضايا ولم تعالجها بانفتاح، فيما قامت الأنظمة الاستبدادية بعدها باستخدامها بمهارة لمصلحتها، وبالأخص فيما يتعلق بالطوائف المسيحية (وخاصة في مصر وسوريا والعراق). ولكن اليوم، في حين تعتبر الحركة القومية العربية في أضعف حالاتها في الوقت الحاضر، وفيما تطفو على السطح قضايا الهويات العرقية والدينية وتتقدم الهوية الوطنية، فإنه يجب على مسألة الأقليات أن تكون جزءا لا يتجزأ من السؤال: أي دولة نريد؟ وبالتالي ضرورة تعزيز الهوية الوطنية وفي الوقت ذاته التعامل مع الهويات العرقية والدينية بانفتاح واعتراف واستيعاب".

وقال: "لقد أصبح من الضروري جدا أن يباشر القادة العرب والمفكرين بوضع الأساس لدولة عربية مستقبلية: وهي الدولة المدنية التي تحترم وتعزز التنوع، وحيث تكون المجتمعات كلها متساوية في الحقوق والواجبات في ظل سيادة القانون. وفي هذا الشأن، تلوح مبادرات واعدة وجيدة في هذا الإطار. ولقد حان الوقت أيضا للبدء بالتفكير في تطبيق اللامركزية في الدولة المركزية وإعطاء المجتمعات المحلية ومختلف مكونات المجتمع دورا أكبر في التعامل مع شؤونها الداخلية، ولكن مع التأكيد الدائم أن يتم ذلك ضمن قواعد الدولة المتكاملة ذات السيادة الموحدة. ثالثا: لم يعد الإقدام على خوض غمار الإصلاحات الدينية نختاره أو لا نختاره بين المباشرة أو عدم المباشرة في هذا المشروع. ان موضوع الاصلاح الديني يجب أن يعطى الأولوية القصوى وبالأخص أنه يجري تشويه الإسلام وانتزاعه من حقيقته ونبل مقاصده على مستوى غير مسبوق. ولذلك فإنه يجب إعداد برامج جديدة لإصلاح التعليم الديني الذي نعلمه لشبابنا واجيالنا الصاعدة، وكذلك أيضا التعليم الديني الذي نعلمه لرجال الدين الذين يجب أن يكونوا في الأساس روادا في الدعوة إلى الانفتاح والتسامح والاعتدال واحترام حقوق الإنسان، وتشجيع التفكير النقدي. كل هذه المواضيع تشكل تحديا كبيرا يحتاج إلى المعالجة الجدية ولاسيما بعد عقود من خضوع المؤسسات الدينية لغير المؤسسات العسكرية والأنظمة الأمنية".

وتابع: "تقع المسؤولية الآن على كاهل العرب المعتدلين فيما يخص الحث على القيام بالإصلاحات الدينية في المنطقة وفي تبني المبادرات الهامة. ونورد هنا وعلى سبيل المثال بعض المبادرات الاصلاحية الهامة مثل (الإعلانات الأربعة للأزهر في مصر، وإعلان جمعية المقاصد في بيروت، لبنان: إعلان بيروت حول الحريات الدينية" وإعلان مراكش في المغرب: "حقوق الأقليات الدينية في المجتمعات ذات الأكثرية المسلمة". في هذا الصدد فإنه يجب اعتماد هذه الإعلانات وأخذها على محمل الجد ودعمها على نطاق واسع بما يشجع على القيام بالمزيد من المبادرات".

وقال: "إن تحديات السلام أكبر بكثير من تحديات الحرب. فمنذ أكثر من 70 عاما، فهم المسؤولون الذين وضعوا "مشروع مارشال" لإعادة إعمار أوروبا هذا الأمر، وأدركوا أنه لا يمكن تحقيق سلام دائم إلا بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، والتعليم الأفضل وتحقيق التقدم. اليوم، الشرق الأوسط الذي يشكل موطنا لما يفوق 400 مليون نسمة، بحاجة إلى رؤية عظيمة، رؤية تدرك تحديات اليوم ولكن تدرك أيضا فرص الغد. يحتاج هذا الشرق إلى رؤية غير مهووسة بالخوف من الإسلام، رؤية لا ترى 400 مليون إرهابيا، ولكن ترى فيهم 400 مليون إنسان يريدون العمل بجد لكسب حقهم بأن يكون لهم مستقبل أفضل، 400 مليون إنسان يريدون استعادة كرامتهم التي تمت المساومة عليها والتفريط بها لعقود من الزمن، 400 مليون مستهلك، حريصين على الإلتحاق بالقطار العالمي للتنمية والتقدم. في هذا العالم الذي يتراجع فيه النمو الاقتصادي في أكثر المناطق الأخرى وتنحسر قوتها الاقتصادية، يمكن أن يكون الشرق الأوسط وبفضل موارده الهائلة ولكن أيضا بفضل حجم الطلب المكبوت لديه، مصدراً هاماً لنمو الاقتصاد العالمي. ولكن هذا الأمر يتطلب دعما من المجتمع الدولي وبذل المزيد من التعاون والتكامل الاقتصادي في المنطقة أيضا لتوزيع الموارد بشكل أفضل وأكثر فعالية".

وختم الرئيس السنيورة : "اسمحوا لي أن أختتم بالقول: إن الشرق الأوسط الناهض هو أمر واقع، إنما الأمر بأيدينا كلنا لتحديد ما إذا كان سيكون مصدرا لتصدير التطرف أو ما إذا كان منبعا سيولد النمو والازدهار. الأمر بأيدينا لتحديد ما إذا كان سيصنف كمنطقة مخاطر أو منطقة تضج بالفرص. قد يختار الغرب بشكل عام والولايات المتحدة بوجه خاص، أن يديروا ظهرهم لنا ويحدوا من تدخلهم الإيجابي في منطقتنا. ولكن سيكون من الصعب جدا عليهم قطع الاتصال معنا ونحن جميعا في عالم يتواصل ويعتمد على بعضه. إن المخاطر لواضحة ويجب العمل جميعا من أجل تداركها وتجنبها، من باريس إلى بروكسل، وصولا إلى مختلف المدن الأميركية. ولكن بالمقابل، فإن الاستثمار في مستقبل منطقتنا هو أيضا استثمار مباشر في مستقبلكم. في الختام، أود أن أشكر جامعة تافتس لاستضافتي اليوم، وأود أن أشكر صديقي العزيز الدكتور نديم شحادة من مركز عصام فارس، وصديقي العزيز الدكتور نديم روحانا من كلية فليتشر لدعوتهم لي وعلى جهودهم في تنظيم هذا اللقاء.

أشكر مشاركتكم وأتطلع لسماع آراءكم ولمناقشة تفاعلية".

 

الراعي في ندوة عن كتاب "المطران يوسف رزق الجزيني": لتكن قصة هذا الكبير عبرة للأجيال فلا مدرسة أعظم من مدرسة التاريخ

الخميس 21 نيسان 2016

وطنية - أطلق بعد ظهر اليوم كتاب "المطران يوسف رزق الجزيني 1780-1865" للمؤلف الخوري مخايل قنبر، خلال ندوة أقيمت في الصرح البطريركي ببكركي، برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وحضوره، وشارك فيها رئيس جامعة القديس يوسف البروفسور الأب اليسوعي سليم دكاش، امين الاعلام في الحركة الثقافية -انطلياس الدكتور عصام خليفة، المحامي أمين رزق من لجنة وقف مار يوسف - جزين وأمين عام جامعة الحكمة الدكتور أنطوان سعد.

خليفة

وألقى خليفة كلمة قال فيها: "في زمن الزلازل والانهيارات يأتي كتاب الخوري مخائيل قنبر في الوقت المناسب. انه كشف لجوهر الذاكرة التي نحن بأمس الحاجة اليها في زمن الفراغ وتشلع المؤسسات". أضاف: "لان كتاب الأب قنبر قد ركز على المطران يوسف رزق، فحسبي في مداخلتي المقتضبة ان اتوقف عند ابرز ملامح الإصلاح التي كشفها المؤلف عند هذا الحبر الجليل. كان المطران يوسف رزق، في حياته الروحية، مثالا طيبا لتلاميذه وعارفيه، يحرص على أداء الصلاة في اوقاتها، وعلى ممارسة التقشف وكان ورعا في عبادته. لا يجلس في الكنيسة بل يكون فيها دائما منتصبا في ركوعه. وكان ملجأ للضعيف ووسيطا للخير. يلجأ اليه الجزينيون في الشدائد فيدافع عنهم. كان يحنو على الفقراء فيمدهم بالهبات، او يقرضهم من ماله الخاص. ولا يستعيد من تلك المبالغ الا الجزء اليسير. امن المعيشة لكهول عائلته من خلال وقف مدرسة جزين، وارسل المعونات الزراعية والغذائية للمحتاجين، كما كان يحرص على تأمين الاعمال للعاطلين عن العمل. كان سخيا مضيافا يساعد كل قاصد". وتابع: "أدخل الى مدرسة عين ورقة تعليم اللغتين الإيطالية واللاتينية إضافة للسريانية والعربية ابتداء من سنة 1826، كما ادخل اليها تعليم اللغة الفرنسية سنة 1860. اقام للتلامذة معلمين اكفياء ومرشدين مناسبين ورعاة اتقياء، هو الذي كان وراء تحويلها الى صرح للتعليم العالي وادخل فيها (كاتدرا العلوم الفلسفية واللاهوت) أكد أولوية الفضيلة والعلم وكان يوكل الى البطريرك بتفحص سلوك التلامذة في كل شيء. اعطى الجوائز لكل طالب حسب استحقاقه. كان يضع لائحة بجميع الهفوات التي تصدر عن كل التلاميذ -اذا وجدت- بهدف اصلاح ما يمكن إصلاحه. وفي جزين بنى من ماله الخاص مدرسة متمثلا بمعلمه المطران يوسف اسطفان، امنت التعليم المجاني لأبناء المدرسة وجوارها، لا بل ان البند السادس في بيان انشاء المدرسة اكد انه اذا افتقر احد افراد عائلة رزق او اصبح عاجزا عن العمل، فعلى وقف المدرسة تأمين معيشته. لقد اصلح ارزاق المدرسة، ووفى جميع الديون عنها ثم اشترى للمدرسة الارزاق الجديدة. لقد دفع من حسابه الخاص مبلغ 150 الف غرش عثماني بمثابة دين عن المدرسة. وكان يقدم للبطريرك حسابا سنويا دقيقا عن مداخيل المدرسة ومصاريفها. وكان يصرف كامل ثروته على مدرستي عين ورقة وجزين وكنيستيهما".

واردف: "أدار المطران بكفاءة عالية الممتلكات والأموال، وكان على صلة بشبكة تجارية واسعة في لبنان والشرق وأوروبا. وكان يعتمد على خبراء في عمليات البيع والشراء. وفي كل الأحوال كان شفافا وصارما في القضاء على الفساد والمفسدين. كما كان مطران العمل، يعمل بيديه كسائر العمال لانجاز الكنيسة، كان قوي البنية، داوم واستمر في العمل وحده يوميا مدى سنة ونصف. وما كان يتوقف الا وقت الصلاة والاكل والنوم والامطار. كان في حياته الاجتماعية والسياسية شديد المقاومة لارباب السلطة. تمايز عن البطريرك مسعد في موقفه من حركة كسروان 1858 - 1859. ورغم التباعد عادا وتعانقا باكيين قبل وفاته بأيام. وعام 1845 دعا الى اخماد نيران الفتنة وبذل جهده في الدعوة للألفة بين الفرقاء مستعملا كل الوسائط مع اعيان الدروز للمحافظة على السلام. حتى انه تعرض للرصاص من احد الجزينيين مقاومة لسياسته السلمية".

أضاف: "من خلال كتاب الخوري مخائيل قنبر نعرف سر قوة الموارنة، عندما نعرف من قاد صناعة المعرفة في ام مدارسهم، فانتجت عبر خريجيها رجال دين ودنيا ساهموا في تقدم العلم والمعرفة، وقادوا الشعب في عاميات شعبية ضد ظلم الحاكم. والاسئلة الخطيرة التي تقرع ضمائرنا كل يوم: اين روحية بناة عين ورقة الذين علموا الطلاب مجانا من خلال مساهمة الأغنياء ومتوسطي الحال والفقراء في تمويل هذه المؤسسة، بالمقارنة مع جشع المؤسسات التربوية في وقتنا الحاضر؟ أين معلمي عين ورقة الذين كانوا يتمتعون بالرصانة والتهذيب والتقوى والآداب والفضائل والعلم والكفاءة من بعض معلمي هذه الأيام؟ هل يتم تطبيق المجمع الماروني الانطاكي الأخير بصدد التربية والتعليم العالي عموما وحقوق المعلمين خاصة لجهة تطبيق اتفاقية الاونسكو للعام 1966 وإقرار غلاء المعيشة بموازاة غلاء الأسعار وإقرار السلسلة التي أصبحت بمثابة سلسلة تكبل ذوي الدخل المحدود؟ في مرحلة هجوم الفكر الإرهابي بطبعاته المختلفة وفي ظل الإغراق الديمغرافي لجغرافية الوطن من قبل النازحين السوريين والفلسطينيين والتي ستؤدي حتما الى تغيير هويته، أين لنا أمثال يوسف اسطفان يؤمن بقيم العدالة المساواة والحرية حتى الاستشهاد؟ أين الرجال الذي يقودون الشعب للحيلولة دون انهيار الدولة التي ضحى الإباء والاجداد لقيامها؟ من يسهر على مصالحنا العليا في مرحلة صياغة الخرائط الجديدة للمنطقة؟". وختم: "نحن نعرف من الاطلاع على آلاف الوثائق، دور بكركي في بقاء أكثرية الموارنة على قيد الحياة -من خلال توجيه البطريرك العظيم الياس الحويك ودينامية توزيع المساعدات- بقيادة الخوري بولس عقل (لاحقا المطران) (خلال مجاعة الحرب الكبرى) ونعرف جيدا دور هذا الصرح في قيادة اللبنانيين في معركة قيام دولة لبنان الكبير. والقيادة كانت على صعيد التحرك الديبلوماسي والفهم العميق لمصالح الدول الكبرى، وعلى صعيد التحركات الشعبية والتعبئة الإعلامية المناسبة. فهل ان المناسبة تسمح لنا ان نطرح هذه الأسئلة الكبرى مع صدور الكتاب الحدث- للخوري قنبر ام نبقى صامتين وتمر جريمة اغتيال الوطن التي تقترب من نهاياتها الكارثية؟".

الراعي

ومن جهته، القى الراعي كلمة قال فيها: "يسعدني أن أعرب باسمكم عن الشكر الكبير للخوري مخايل قنبر على تحقيق هذا الكتاب النفيس عن حياة المثلث الرحمة المطران يوسف رزق، ابن جزين العزيزة، باني ومؤسس وقفية مار يوسف ومدرستها وكنيستها ومقدم أراضيها، ورئيس مدرسة عين ورقة، وعن الأحداث الكنسية والمدنية والسياسية التي رافقت حياته من مولده سنة 1780 حتى مماته سنة 1865. وقد توزعت بين 28 سنة قبل الكهنوت، و26 سنة بعده، و31 سنة في الأسقفية. وكان له دور مميز ودقيق في معالجة العديد منها. هذا الكتيب يبرز شخصية كاهن وأسقف مميزة وصفحة غنية من تاريخ لبنان اتصف بها القرن التاسع عشر. أهمية هذا الكتاب أنه ينهل من مخطوطات رسمية محفوظة في أرشيف كل من عين ورقة في بكركي ومجمع انتشار الإيمان في روما وجمعية المرسلين اللبنانيين".

أضاف: "كان المطران القدوة الذي يتمتع بخصال حميدة عديدة، فكان في حياته الروحية قدوة لتلاميذه ومعارفه، يحرص على أداء فروض صلاته في أوقاتها، وعلى ممارسة الإماتات وأعمال التقشف. وكان ورعا في عبادته، لا يجلس في الكنيسة بل يكون فيها دائما منتصبا في ركوعه. كان في حياته اليومية محبا للعلم والعمل، وكثيرا ما كان يتمثل بهذا القول "إن البطالة قبر الأحياء". كان بارعا في إدارة الأعمال، ويتمتع بنظرة ثاقبة في الأمور الاقتصادية، وكان ذا فراسة غريبة. ولهذا، كان معاشروه عند وقوع الحوادث يتذكرون أنباءه بوقوعها قبل أوانه. وكان سخيا مضيافا يساعد من يلتجىء إليه. كما كان في حياته الاجتماعية والسياسية شديد المقاومة لأرباب السلطة، الذين يستغلون سلطتهم الزمنية من أجل تحقيق مآربهم الشخصية، وقد اتخذ في السياسة مواقف متمايزة عن بقية رجال الإكليروس في أيامه".

وتابع: "يقترن اسم مدرسة عين ورقة باسم المطران يوسف رزق. لقد تولى الوكالة العامة على أرزاقها سنة 1825، فبدأ حالا بورشة الإصلاح الكبير، ثم تسلم رئاستها سنة 1834 فواصل ترقيها وازدهارها ونموها على كل صعيد. ضبط إدارتها، وحرر أملاكها من الاعتداءات، وأصلح أرزاقها وحفظها، وأوفى ديونها، واشترى لها في مدة أربع سنوات (1853-1839) أربعة عشر عقارا في مناطق عشقوت، والدامور، والشويفات، وحالات وغوسطا وعلما وسواها".

وأردف: "هذا من الناحية المادية، أما من الناحية العلمية والروحية، فبتشجيع ومساندة من البطريرك يوسف حبيش، راح المطران يوسف رزق يعمل على رفع مستواها، بحيث تسد الفراغ الذي أحدثه إقفال المدرسة المارونية في روما سنة 1733. فأضاف تعليم اللغتين الإيطالية واللاتينية على اللغتين العربية والسريانية منذ سنة 1826، ثم اللغة الفرنسية سنة 1860. وهكذا أصبحت أول مدرسة أكاديمية عالية للكنيسة في لبنان، بعد مدرسة روما التي تأسست سنة 1584. وبعد أن أحرزت مدرسة عين ورقة نجاحا مرموقا، توصل المطران يوسف إلى الحصول من مجمع إنتشار الإيمان بروما، على جعلها بمرسوم 20 تموز 1840 كاتدرائية العلوم الفلسفية واللاهوتية. ولقد خرجت العديد من رجالات التاسع عشر والقرن العشرين، من بطاركة وأساقفة وكهنة وعلماء، ومن أعلام في الخطابة والفلسفة واللاهوت والشعر واللغة العربية والرياضيات والموسيقى والتاريخ والفقه".

وقال: "وسارت، كعادة ضعفاء النفوس، حملات الافتراء وشهادات الزور بحق المطران يوسف رزق، عبر القصاد الرسوليين، لدى مجمع انتشار الإيمان في روما، الذي كان في حينه مرجع كنائس الشرق، قبل تأسيس مجمع الكنائس الشرقية. فدافع المطران يوسف عن نفسه بأعماله وإنجازاته، وبنزاهته وصلاته وتقشفاته وأعمال الخير. هذه كلها كانت خط دفاعه الأول، لكن الكذب والإفتراء والنميمة كلها سريعة الإنكشاف، فتسطع الحقيقة كالشمس. وهكذا سرعان ما وصلت الحقيقة إلى الحبر الأعظم البابا الطوباوي بيوس التاسع، فكلف إسكندر برنابو رئيس مجمع إنتشار الإيمان أن يكتب إلى المطران يوسف رزق في 22 أيلول 1856، رسالة امتداح على أعماله في مدرسة عين ورقة، مع هدية كأس كرسه البابا القديس". أضاف: "أسعدت في ايلول الماضي برفع الستارة عن نصب المطران يوسف رزق بمناسبة الزيارة الراعوية التي قمت بها إلى منطقة جزين، بدعوة كريمة من سيادة أخينا المطران الياس نصار رئيس أساقفة صيدا. وقد شاء معالي النائب والوزير السابق الأستاذ إدمون رزق وآل رزق الكرام رفع هذا النصب أمام وقفية المطران يوسف المؤلفة من المدرسة والكنيسة والعقارات الموقوفة لها".

وتابع: "في سنة 1845، بنى من ماله الخاص مدرسة جزين بأقبيتها الأربعة وملاعبها، وجهزها بأملاك وفيرة. فكان لها الفضل الخاص في تثقيف أبناء جزين والمنطقة من سنة 1856 إلى سنة 1913، وأرادها أن تتبع منهج مدرسة عين ورقة. وفي سنة 1865، أنهى بناء كنيستها الجميلة على اسم القديس يوسف. وكان قد جعل المدرسة والكنيسة المنوي بناؤها وقفا على فقراء أبرشية صيدا، بتولية مطران صيدا ووكالة آل رزق، فأثبت البطريرك بولس مسعد هذه الوقفية، وسجل صكها في ديوان البطريركية".

وأردف: "لقد تزامنت حياة المطران يوسف رزق مع مجرى تاريخ القرن التاسع عشر وأحداثه الكنسية والمدنية ،وأهمها الفتن التي توالت سنة 1840 و1845 و1860، وضربت الجبل اللبناني ووحدته، وإنشاء القائمقاميتين، ثم نظام المتصرفية. كانت للمطران يوسف في كل هذه الأحداث والإمارة الشهابية ديبلوماسية وحكمة ودراية، ورؤية ورأي، بشجاعة وتجرد وتواضع. يصف الخوري مخايل قنبر القرن التاسع عشر بأنه "القرن المتلون العقود، الذي صبغ تاريخ لبنان الحديث بألوان لم يزل بعضها باهتا حتى الآن. فهو القرن الذي ظهر هوية لبنان التعددية بمزاياها وبلاياها، هو القرن الذي أطلق قطار العلم والمعرفة، فاستقله كثيرون من أبناء الوطن. كما أنه القرن الذي أظهر براثن الطائفية، قتقاتل إخوان الأمس، وتحالف أعداء الماضي. كل ذلك برعاية قناصل الدول الأوروبية، وتحريض السلطنة العثمانية الهرمة، هو القرن الذي لعبت فيه الكنيسة المارونية أدوارا متعددة تشبه شخصيات أحبارها فخطت في تاريخ لبنان سطورا لن تمحى".

وختم: "غاية هذا الكتاب القريبة التعريف بشخصية المطران يوسف رزق وإنجازاته في مدرسة عين ورقة التي رئسها، ومدرسة جزين التي أسسها، ودوره الكنسي والوطني في أحداث القرن التاسع عشر. أما غايته البعيدة والمنشودة فهي أن تكون قصة هذا الكبير من عندنا "عبرة للأجيال، فلا من مدرسة أرقى وأعظم من مدرسة التاريخ والزمن. إن خلاص لبنان يكمن في حسن قراءة تاريخه الثقافي والحضاري العريق، حيث الرجال مثال يحتذى به"، ومعلوم أن الحاضر المبني على وعي الماضي هو الأساس الضامن للمستقبل الأفضل. كتاب الخوري ميخائيل قنبر خير برهان لهذه الحقيقة. فالشكر كل الشكر له على تعبه. نرجو لكتابه الرواج الذي يستحقه، ولغايته بلوغ مبتغاها".

 

من حقيبة النهار الديبلوماسية - سوريا: الرئيس الموقّت والنظام الجديد

عبد الكريم أبو النصر/النهار/22 نيسان 2016

"الحقيقة الأساسية التي تفرض ذاتها على مفاوضات جنيف وعلى مسار الأوضاع هي أن قيام نظام جديد في سوريا أمر حتمي وضروري من أجل انهاء الحرب والانتقال الى مرحلة الاستقرار والأمن والسلام، ولن يستطيع الرئيس بشار الأسد ولو دعمته إيران منع قيام النظام الجديد بل يستطيع تأجيل تنفيذ عملية التغيير الجذري هذه فترة من الزمان وليس أكثر من طريق محاولة عرقلة مفاوضات جنيف مع المعارضة والتمسّك بمواصلة حرب لن تحقق له أهدافه". هذا ما أوضحه لنا مسؤول دولي في باريس معني بالملف السوري. وقال إن قيام نظام جديد أمر حتمي وهذا مردّه الى العوامل والأسباب الأساسية الآتية:

أولاً، فشل نظام الأسد في الحرب والسلم ودمّر ذاته بذاته وفقد القدرة على حكم سوريا والإمساك بها وإدارة شؤونها ومعالجة مشاكلها الهائلة ولم يستطع الانتصار عسكرياً أو سياسياً على المعارضين والثوار على رغم الدعم الكبير الذي قدمه له حلفاؤه ولم يطرح أي مشروع حلّ سياسي للأزمة مقبول داخلياً وخارجياً ورفض تنفيذ المطالب الإقليمية والدولية والسورية الداعية الى تسوية الصراع سلمياً وانقاذ البلد. وبات مصير الأسد ونظامه ورقة مساومة يستخدمها الروس في مفاوضاتهم مع أميركا وحلفائها.

ثانياً، روسيا أنقذت نظام الأسد من أجل دفعه الى التفاوض جدياً على الحل السلمي للأزمة وهي أسقطت الرهان على مواصلة حرب طويلة ضد المعارضة المعتدلة وباتت تركز جهودها على إنجاز حل سياسي شامل للصراع بالتفاهم مع أميركا والدول الحليفة لها يحقق لها مكاسب سياسية واستراتيجية.

ثالثاً، روسيا وقّعت اتفاقاً رسمياً مع أميركا واتفقت معها ومع الدول المؤثرة الأخرى على جملة قرارات وتفاهمات دولية رسمية واضحة، أبرزها قرار مجلس الأمن الرقم 2254 وبيان جنيف للعام 2012 وهي تنص كلها على أن الحل السياسي للأزمة يتطلّب الانتقال من طريق المفاوضات بين ممثلي النظام والمعارضة المعتدلة الى نظام جديد يحقّق التطلعات والمطالب المشروعة لكل مكونات الشعب. وهذا يعني أن روسيا ترفض بقاء نظام الأسد بتركيبته وتوجهاته الراهنة.

واستناداً الى المسؤول الدولي فإن المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستافان دو ميستورا يدرك أربعة أمور أساسية تتعلّق بمصير الأسد هي: أولاً، ان وجود الأسد في السلطة موقت وان قرار بقائه رئيساً للبلاد ليس مرتبطاً بما يريده لأن الحرب بدّلت جذرياً الأوضاع وانتزعت منه القدرة على الاحتفاظ بمنصبه بقرار منه فترة طويلة من الزمان. ثانياً، ليس ممكناً وواقعياً أن تنتقل السلطة الى نظام جديد وأن يبقى الأسد في منصبه. ثالثاً، ان مصير الأسد بات جزءاً من عملية التفاوض بين واشنطن وموسكو وسيكون جزءاً أساسياً من مفاوضات جنيف. رابعاً، ليس ممكناً تجاهل كون الغالبية من الدول الأعضاء في المجموعة الدولية لدعم سوريا وعلى رأسها أميركا والدول الحليفة لها تتمسك بضرورة رحيل الأسد من أجل تحقيق السلام وليس ممكناً تجاهل واقع كون الحرب التي فجرها الرئيس السوري ضد شعبه المحتج ألحقت الكوارث بسوريا في كل المجالات. وهذه الوقائع أقوى من أي استفتاء شعبي على مصير الأسد.

واستناداً الى المسؤول الدولي فإن الاقتراح الذي طرحه دو ميستورا وأوضح أنه ليس منه ويقضي ببقاء الأسد بصلاحيات محدودة في المرحلة الانتقالية مع تعيين ثلاثة نوّاب له تختارهم المعارضة يظهر أن مفاوضات جنيف دخلت في صلب الموضوع ولو رفضت المعارضة هذا الاقتراح، وهذا مردّه الى عاملين: الأول أنه لن تكون ثمة عملية تفاوضية حقيقية في حال رفض النظام تشكيل هيئة الحكم الانتقالي وممارستها السلطات التنفيذية ا لكاملة الأمر الذي يتطلّب من الأسد التخلي عن سلطاته لمصلحة هيئة الحكم. العامل الثاني هو ان القرارات والتفاهمات الدولية بما فيها بيان جنيف للعام 2012 تمنح وفد المعارضة الحق في رفض وجود الأسد في هيئة الحكم الانتقالي إذ أنها تنصّ بوضوح على أن هيئة الحكم هذه ستشكل على أساس "القبول المتبادل" من وفدي النظام والمعارضة مما يمنح المعارضة حق المطالبة بابعاد الأسد عن تركيبة الحكم الجديد.

وخلص المسؤول الدولي الى القول: "وزير الخارجية الأميركي جون كيري لخّص الموقف في محادثاته الأخيرة مع المسؤولين الروس على الشكل الآتي: إما العمل جدياً على إنجاز التفاهمات الدولية وتحقيق السلام الأمر الذي يتطلب رحيل الأسد عن السلطة وقيام نظام جديد، وإما مواصلة حرب عبثية لن تحقق لروسيا ولأي طرف المكاسب بل إنها تلحق بسوريا المزيد من الكوارث والدماء والخراب وتعزّز الإرهاب وتقود في النهاية الى رحيل الأسد.

 

قوة التفاهم الأميركي ـ الروسي «تفرض» نجاح التفاوض السوري

 ثريا شاهين/المستقبل/22 نيسان/16

تكشف مصادر ديبلوماسية قريبة من موسكو، أن روسيا أبلغت الرئيس السوري بشار الأسد بشكل واضح وصريح، ضرورة تعاونه مع العلمية السلمية بصورة كاملة، والمساهمة في تحقيق الخطوات المطلوبة لتنفيذ القرار 2254 حول الحل في سوريا. جاء ذلك قبيل التئام التفاوض السوري في جنيف أخيراً، بحيث تتوالى الضغوط الأميركية والروسية من أجل إنجاح المباحثات السلمية. فضلاً عن أن التوافق الأميركي الروسي السائد حالياً حول سوريا تحديداً يجب بالنسبة الى الطرفين الدوليين الالتزام الكامل به. وعلى الرغم من أن روسيا دعمت النظام للوقوف على رجليه بعدما كان على شفير الانهيار، لكنها تريد منه الآن الالتزام بالعلمية السياسية التي تحدد خطوات واضحة لتشكيل حكومة في الأول من حزيران المقبل، ووضع دستور جديد في آب، وإجراء انتخابات رئاسية في 2017.ومن المؤكد أن الروس يمسكون بأوراق اللعبة السورية جيداً، وفقاً للمصادر، وأكثر من أي وقت مضى. وبات مستقبل سوريا بيد الروس وتفاهمهم مع الأميركيين مئة في المئة، أما بقية الأطراف الدولية والاقليمية ذات العلاقة بالملف السوري، فإن تأثيرهم يبدو محدوداً. وقد أكدت زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري لموسكو أخيراً، هذا الأمر، ووضعت خارطة طريق لكي يتم تنفيذها بمنتهى الدقة والتفاهم معاً بغض النظر عمّا تريده إيران في هذا الملف وطموحاتها، وكل الأطراف الأخرى، تدرك تماماً انه أمام التوافق الروسي الأميركي، سيكون تأثيرها محدوداً. إيران متورطة بالوضع السوري، لكن لولا التدخل الروسي لما تمكن النظام من الصمود، هذا الأمر يدركه النظام، وتدركه إيران بصورة واضحة. وفي إطار العملية السلمية السورية، توافق روسيا على المراحل التي يقطعها الانتقال السياسي وفقاً للقرار 2254، على أساس أن السوريين جميعاً سيشاركون في الانتخابات بمن فيهم الموجودون في الخارج وأكثريتهم ضد النظام. وهذا المنحى تلتزم روسيا بالموافقة علنية وهو الأمر المتفق حوله مع الأميركيين مثلما هو متفق حول دعم العملية السياسية.

وروسيا تأمل أن يسلك النظام بإيجابية ويلتزم بمقتضيات التفاوض والقرار 2254، إذ إن دورها على المحك بالنسبة الى الولايات المتحدة ولا تقبل بأن تتم خردقة اتفاقها معها والالتزام به من قبل النظام، وسيحتم أيضاً احتراماً له من إيران، ما ينعكس على أدائها في سوريا وفي عدد من ملفات المنطقة التي يجب تهدئتها بالتزامن. وتفيد المصادر، ان المشكلة أساساً في التفاوض السوري، هي ظروف المد والجزر التي يعاني منها خصوصاً بسبب مواقف النظام والوضع الميداني. لكن حالياً يبدو أن التفاهم الأميركي الروسي قائم، والضغوط التركية الخليجية معقولة. انما العملية التفاوضية ليست بالأمر السهل، وإذا مر الوقت من الآن وحتى الانتخابات الأميركية وتسلم الرئيس الجديد منصبه في كانون الثاني المقبل، ولم يحرز التفاوض تقدماً جوهرياً، فان الغموض سيلف الوضع السوري وكذلك مزيد من المخاطر، والمرحلة التي تفصل من الآن وحتى الوصول الى ادارة جديدة في الولايات المتحدة ضيقة وقريبة. ما يستدعي العمل الجدي لحصول اختراق قبل الاستحقاق الاميركي. واحراز التقدم الجوهري، في التفاوض مربوط مباشرة بمدى قوة التفاهم الاميركي الروسي. فضلاً عن انه مربوط ايضاً، بصمود وقف النار على الارض، وهما عنصران اساسيان، لان اي فشل في وقف النار بالتزامن مع اي تراخ في تطبيق التفاهم، سيعرض العملية السياسية للفشل. عادة، التفاوض يحصل في ظل وقف النار الكامل، او تحت ضغوط عسكرية في ظل وقف نار هش، ومقاييس متقلبة للقوى على الارض. والاسهل والافضل في هذا الملف، ان يتم تحقيق اختراق جدي في التفاوض قبل صول ادارة جديدة في واشنطن. لان اي ادارة سيلزمها وقت للتعرف الى كافة الملفات الخارجية ومن بينها الملف السوري. فضلاً عن ان العلاقة بين روسيا واية ادارة مقبلة ليست واضحة منذ الآن، فقد تأتي ادارة متفاهمة مع الروس، وقد تأتي ادارة معادية لهم. ما يخربط الامور حول سوريا، ويزيدها تعقيداً، خصوصاً لدى تزامن كل ذلك مع تصعيد على الارض. وهناك نقاش داخلي اميركي حول سياسة الرئيس باراك اوباما في سوريا، فهناك من يؤيد «التطنيش» الحاصل، وهناك من يرفضه ويريد تدخلاً حاسماً. وليس واضحاً منذ الآن اية ادارة ستأتي، وكيف ستتعاطى مع الازمة السورية؟

 

مسارات الحلول مقفلة!

أسعد حيدر/المستقبل/22 نيسان/16

«ربيع التسويات» قادم، لكن ليس في العام 2016. أمام منطقة الشرق الأوسط، عشرة أشهر أو أكثر، من الحروب والمواجهات و«الجليد». هذه المنطقة ولدت في «النار»، وهي محكومة في كل «ولاداتها» بأحكام «النار والحديد». جميع المؤتمرات واللقاءات العلنية منها والسرية، تعمل على إطلاق مسارات للتسويات، لكنها ما زالت بعيدة عن صياغة اقتراح واحد يُجمع عليه طرفان فكيف بعدة أطراف من الوزن الثقيل؟ الرغبات في النجاح متوفرة لدى الجميع، خصوصاً أنه طال «شتاء» الصدامات والحروب. الخوف من المجهول يتعاظم يومياً، في ظل صعود «داعش» ونموه حتى داخل المجتمعات الغربية، مهما اختلفت الظروف والأسباب. الإرادات هي الغائبة الكبرى. لا تحضر الإرادات سوى عند اكتمال «خريطة« توزيع المصالح جدياً. ما يرفع منسوب التأجيل، أن القوى المعنية من دولية وإقليمية تقف أمام استحقاقات معقدة، وهي متداخلة في الكثير من تفاصيلها بملفات المنطقة المشتعلة. بعض التوضيحات ووضع بعض النقاط على الحروف يؤكدان أن أي طرف على مواعيد داخلية، لا يمكنه الدخول في تسويات حتى تمكّنُه من الوقوف على أرض صلبة.

[ الولايات المتحدة الأميركية: الرئيس باراك أوباما، أصبح حُكْماً «البطة العرجاء» والذي لن يرغب أحد حتى ولو أراد الانخراط في خطة ما في أن يمنحه التزامات وتوقيعات، وهو الذي قبل أن يغادر البيت الأبيض في أواخر كانون الثاني من العام 2017، لا يمكنه ولو أخلاقياً التوقيع على اتفاقية استراتيجية، حتى لا يقيد يدي خَلَفه سواء كان ديموقراطياً أو جمهورياً. أيضاً لن ترغب الأطراف المعنية في أن تعطي لرئيس مغادر ولا يملك اتخاذ القرار المطلوب ومتابعة تنفيذه. الأفضل التفاهم والتوقيع مع رئيس منتخب حديثاً وباق في البيت الأبيض أربع سنوات كاملة.

[ روسيا: «القيصر» فلاديمير بوتين قوي ومصمم على أخذ ما يعتقد أنه من حق روسيا. لكن بوتين غارق في معالجة وضع بلاده الاقتصادي الذي يغرق يوماً بعد يوم، انهيار سعر النفط حشره في زاوية العجز المالي والاقتصادي، طموحه أيضاً يقيده. على «القيصر» التعامل مع أوكرانيا والانتباه الى أوروبا. وفي اقليم «ناغورني كاراباخ»، عليه اخماد الحريق، لأن وقوفه الى جانب أرمينيا يجعله في مواجهة حتمية مع التيارات والقوى الاسلامية المتطرفة في الجمهوريات الاسلامية السابقة من الاتحاد السوفياتي، في وقت رغم كل المجازر التي ارتكبت في الشيشان لم تخمد نارها، وهو نزل في سوريا على أمل محاربة الشيشانيين. فمن هدفه الاستراتيجي في التمدد بالمنطقة.. مشكلة بوتين الكبيرة هي سوريا، حيث الحسم العسكري ممنوع، والحل السياسي بعيد، و»داعش» قوي لأن قرار «الاعدام» معلّق على خفايا وأسرار بعضها غامض وبعضها الآخر مرتبط بالتوصل الى صيغة أميركية روسية نهائية حول مستقبل سوريا والأسد.

[ السعودية: منذ «عاصفة الحزم»، لم تعد السعودية التي كانت. حالياً السعودية تواجه وتحارب وترفض التراجع مهما تعددت الأسباب والضغوط. مع السعودية هذه لا يمكن التوقيع على حلول دون موافقتها على كل نقطة فيها. هذا التحول المهم والعميق يفرض على الآخرين سواء واشنطن أو طهران، قرع أبواب الحلول من موقع آخر، هو ان تصميم السعودية على المواجهة تمهيد لرسم مسار التفاهم على الحلول.

[ إيران: منذ عقد وضعت القيادة الايرانية استراتيجية لها نفذتها بقوة وشراسة ومن دون الأخذ بحجم الكلفة والخسائر المالية والبشرية. في صلب هذه الخطة تمديد الحدود للدفاع عن ايران الى أبعد نقطة ممكنة، والامساك بعناصر داخلية في كل عاصمة حيث من خلالها ومعها التفاوض بقوة على وجودها داخل السلطة والقرار وفي ملفات وعواصم أخرى. سقوط العواصم العربية، سَهل مهمتها الى أن جاءت «عاصفة الحزم».

مشكلة إيران الحالية في الداخل، إيران تقف أمام مفترق طرق وجهاتها مستقبلية. في نهاية أيار، تكون الخريطة السياسية الداخلية قد توضحت أكثر، مما يمكّن من تقرير وجهتها والآخرين من معرفة كيفية التعامل معها سلباً أو إيجاباً.

[ تركيا: حتى إسقاط طائرة السوخوي الروسية، وما تلاها من تطورات خصوصاً في المنطقتين الكرديتين السورية والتركية، كانت تركيا أقوى وأقدر على التفاوض. حالياً تعاني تركيا الكثير مع روسيا وأوروبا. ما لم تمسك أنقرة بورقة تمنحها بعض القوة في سوريا وداخل تركيا مع الأكراد فإنها غير قادرة على الدخول في مفاوضات نهائية وحاسمة. هذا العجز هو الذي يزيد عزلة لبنان وبقاءه مجمّداً في «الثلاجة». من حظ لبنان أن كل الأطراف تحول دون خروجه من «الثلاجة» قبل الحلول. خروجه من دون اتفاقات يضعه في قلب «النار». أحياناً، ما هو سلبي ومكروه يكون حتى إشعار آخر إيجابياً.

 

بين خط أحمر لإيران وآخر لإسرائيل هل فُتح باب المساومات ورفع الأثمان؟

 روزانا بومنصف/النهار/22 نيسان 2016

في موازاة المفاوضات التي تجري في جنيف بين وفدي النظام والمعارضة في سوريا والتي اسقطها النظام باستئناف قصفه المدنيين من اجل اجهاض التفاوض على المرحلة الانتقالية، على رغم ان المفاوضات الاهم تجرى بعيدا من الاضواء والجزء الاهم منها يجري بين روسيا والولايات المتحدة، رسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ما سماه "خطا احمر" ابلغه الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اثناء استقبال الاخير نتنياهو في موسكو وهو يتمثل في ان مرتفعات الجولان هي خط احمر بالنسبة الى اسرائيل قائلا انها لا بد ان تكون جزءا منها. وكان نتنياهو مهد لما ابلغه للرئيس الروسي الاحد الماضي حين ترأس اجتماعا لحكومته في الجولان معلنا ان هذه الاراضي التي احتلتها اسرائيل عام 1967 ستبقى اسرائيلية الى الابد. وفي مقابل ذلك سبق لايران ان حددت خطها الاحمر بالنسبة الى مسار المفاوضات وهو يتمثل في استمرار بقاء بشار الاسد في السلطة. اذ ان ايران بكرت في رسم خطها الاحمر في سوريا في الخريف الماضي حين بدأ الكلام الجدي على مفاوضات سورية سورية نتيجة اتفاق الولايات المتحدة وروسيا. اذ اعلن مستشار المرشد الاعلى للجمهورية الايرانية علي اكبر ولايتي ان الاسد هو خط احمر لطهران وعاد وكرر هذا الكلام في العاشر من الشهر الجاري بقوله ان رحيل الاسد بعد المرحلة الانتقالية هو خط احمر. بات هناك خطان احمران بالنسبة الى سوريا احدهما ايراني والاخر اسرائيلي فيما سقط الخط الاحمر الاميركي حين تراجع الرئيس باراك اوباما عن توجيه ضربة عسكرية لمواقع النظام السوري لاستخدامه اسلحة كيميائية ضد شعبه. ويوحي تحديد كل من اسرائيل وايران خطوطهما الحمر اقتساما لسوريا او ما قد يؤدي الى مقايضة انطلاقا من ان من يدخل السوق يمكن ان يبيع ويشتري بحيث ان ضمان ايران بقاء الاسد سيقابله حصول اسرائيل على مقابل مجز لها. ويبدو حتى الان ان الردود على اسرائيل كانت حازمة من الولايات المتحدة وبعض الدول كالمانيا والاتحاد الاوروبي والجامعة العربية على اثر ما اعلنه نتنياهو من ان الجولان سيبقى في ايدي اسرائيل الى الابد على نحو لا يوحي بامكان تساهل المجتمع الدولي مع ذلك. وهذه جميعها رفضت ما ذهب اليه نتنياهو الذي سبق لحكومته ولحكومات اسرائيلية اخرى ان دخلت مع النظام السوري في عهد الاسد الاب كما في عهد الاسد الابن وآخرها عام 2008 بوساطة تركية في مفاوضات مباشرة من اجل مقايضة اعادة الجولان الى سوريا بتوقيع اتفاق سلام بينهما، ما يجعل الجولان ارضا محتلة باقرار اسرائيل بذلك. الا ان ذلك لم يمنع الدخول الاسرائيلي المباشر على خط الحرب السورية على هذا النحو العلني بما لا ينفي صلته بالخط الاحمر الايراني حول بقاء الاسد. فهناك اثمان سينبري كثر للحصول عليها في سوريا علما ان الاسد كان ولا يزال على الارجح الانسب بالنسبة الى اسرائيل التي لا يعتقد مسؤولوها ان النظام يمكن ان يستعيدها بالقوة ولا حتى بمفاوضات قريبة، لكن يمكن دوما مقايضة ذلك بثمن مرتفع جدا اذا كان زمن المساومات بدأ او هو على وشك ان يبدأ او اذا كان يستشف وضع وثائق نهائية لحلول سياسية تلحظ مصالح الافرقاء في المنطقة فيما لا تود اسرائيل ان تبقى خارجها. وهي بذلك تضع على الطاولة شروطها بحيث لا تريد الا تحظى بأي ثمن على غرار ما حصل بالنسبة الى الاتفاق النووي بين الدول الخمس الكبرى زائد المانيا وايران.

وفي وقت لا تستقيم فيه المبررات التي قدمها نتنياهو اي احتمال تعريض اسرائيل للخطر عبر الجولان، وهو كان اعلن قبل ايام من اعلانه النية للاحتفاظ بالاراضي السورية المحتلة ان اسرائيل خرقت مرات كثيرة السيادة السورية مستهدفة مواقع اسلحة او طرق اسلحة الى "حزب الله"، فان مراقبين يعتقدون ان ثمة ما ينبغي التوقف عنده وهو اولا توقيت اعلان نتنياهو في شأن الجولان في الوقت الذي لم يحدث هناك ومنذ نهاية العام الماضي وبعد القصف الذي وجهه الطيران الاسرائيلي لفريق عسكري من ايران و" حزب الله" ما يستدعي استنفاره راهنا حول موضوع الجولان، فشتت الانتباه عن سقوط المفاوضات في جنيف لرفض النظام البحث في اي مرحلة انتقالية، والانقسام الكبير بين وفدي النظام والمعارضة الى الجولان الذي سبق ان اجمع الطرفان السوريان على استعادة اراضيها المحتلة والمحافظة على سيادة سوريا. وثانيا ابلاغه الى روسيا المعنية المباشرة والمسؤولة عن قيادة العمل العسكري والحل السياسي في سوريا وان كان نتنياهو تحدث الى وزير الخارجية الاميركي جون كيري في هذا الشأن كما تردد. لكن الامر مثير للانتباه من حيث التوجه الى روسيا ليس فقط بالاقرار بمرجعيتها في الشأن السوري في الوقت الذي كان نتنياهو توجه الى روسيا غداة تدخل القوات الروسية عسكريا لانقاذ الاسد في اواخر ايلول الماضي من اجل تنسيق الطلعات الجوية لكلا البلدين فوق سوريا، بل في ضوء تعاظم الدور الروسي في المنطقة والانسحاب الاميركي الملموس منها.

وتاليا فان السؤال الاساسي يتصل بما اذا كان التصويب من جانب نتنياهو على الجولان هو من اجل الجولان باعتبار ان هذه الاراضي المحتلة غدت مهمة لاسرائيل ام ان التصويب هو لأهداف اخرى. وهل يمكن ان يطاول ذلك ضمان تقييد " حزب الله"؟

 

نظام الأسد مستميت على قتل مبدأ «الانتقال السياسي»

عبدالوهاب بدرخان/الحياة/22 نيسان/16

ما فعله الصراع في سورية، عدا ارتكابات نظام بشار الأسد من مجازر وتدمير وتصفيات تحت التعذيب، أن استحالة الحسم العسكري فرضت خيار الحل السياسي، لكنّ حلاً كهذا يفترض وجود «قنوات» اتصال بين الطرفين، وهذه مفقودة تماماً بإرادة الطرفين، وحتى الدور الذي يمكن أن يتولاه مستقلّون متعذّر أيضاً، فهؤلاء قد يرغبون في أدائه إلا أنهم يفتقدون اعتراف النظام والمعارضة بهم كـ «وسطاء»... لذلك، استقرّ إنهاء الصراع في كنف القوى الخارجية، وهو يخضع بالضرورة لمصالحها واصطفافاتها وانحيازاتها، فيما أظهرت المراحل المتعاقبة لمحاولات الحسم، عسكرياً أو سياسياً، أن إدارة الأزمة والكلمة الفصل كانتا دائماً لدى الثنائي الأميركي - الروسي. تسلّطت الأضواء مجدّداً على الجولة الثالثة للمفاوضات السورية في جنيف، وكان واضحاً أن أفقها مسدود، وأنها آيلة الى «التعليق» أو الانهيار. فالنظام يشارك فيها شكلياً، لأن حليفه الروسي طالبه بلعب اللعبة وحليفه الإيراني لم يمانع، لكنه أقبل على التفاوض بأطروحة مستهلكة تفيد بأن النظام قائم وباق، بل إنه أجرى انتخابات صوَرية للمرّة الثالثة طوال الأزمة، وكل ما يستطيع التنازل عنه هو بضع حقائب وزارية للمعارضة في «حكومة وحدة وطنية» لاستئاف الحكم، كأن شيئاً لم يكن، على رغم أن الرجل الباقي أيضاً على رأس النظام هو صاحب «ملف الأسد» الموثّق الذي لا يثبت إجازته الجرائم فحسب، بل يطلب التشدّد بمعاقبة مَن يقصّرون في استخدام أقسى أنواع التعذيب (وفق لجنة العدالة والمساءلة الدولية/ مجلة «نيويوركر»، وتقارير دولية عديدة). ويستند نظام الأسد الى عناصر عدة لدعم موقفه «التفاوضي»: انقلاب المقاربات الدولية من أولوية إطاحته الى أولوية محاربة الإرهاب ومواجهة تدفّق اللاجئين، تحسّن وضعه العسكري بفضل التدخل الروسي، وصلابة الدعم الإيراني. والأهم، أن المحور الأساسي للتفاهمات الأميركية - الروسية («الحفاظ على الدولة والمؤسسات») عنى دائماً ضرورة الحؤول دون انهيار النظام، على رغم عدم تردّده طوال الأزمة في تقويض تلك الدولة والمؤسسات كما في تدمير كل مقوّمات الاقتصاد. صيغة «الحل» هذه كما عرضها الأسد في خطبه وأعاد الإيرانيون اختراعها في «مبادرة النقاط الـ4» وأيّدها الروس في كل مناسبة، كانت ولا تزال غير كافية وبالغة الانفصال عن طبيعة الأزمة. ليس هذا مشروع حل أو تسوية يعرضه «رئيس» تعلّم مما حصل، فالأسد يقترح فيه مواصلة احتقار شعبه وإخضاع البلد لمصالح حلفائه، مخيّراً المجتمع الدولي بينه وبين «داعش»، ومهدّداً بفوضى عامة في حال سقوطه أو إسقاطه، فوضى أخطر ما فيها سيكون صراع شبّيحته في ما بينهم، فضلاً عن صراعات الفصائل المعارضة نفسها. هذه الاحتمالات تجعل القوى الخارجية متردّدة حيال خيار «هيئة الحكم الانتقالي»، الذي بني أساساً على فرضيتين: الأولى، أن الأسد يريد التنحّي وسيجد في هذه «الهيئة» مخرجاً «آمناً»، والثانية أن الدعم الدولي لـ «الهيئة» سيشكّل ضغوطاً على الأسد تضطرّه للرضوخ والانكفاء... لم يتأكّد أي من الفرضيتين في أي مرحلة، لا في جنيف 2014 بعد القرار 2118 في سياق التوافق الأميركي - الروسي على تدمير الترسانة الكيماوية، ولا في جنيف 2016 بعد ذروة «التوافق» الدولي في لقاءات فيينا والقرار 2254.

ما تأكّد فعلاً، أن العجز عن الحسم العسكري كان انعكاساً للعجز عن الحسم السياسي، والعكس صحيح. ينطبق ذلك على النظام وإيران كما على المعارضة، على رغم أن الأخيرة قدّمت تنازلاً كبيراً بقبولها تقاسم «هيئة الحكم الانتقالي» مع النظام. لكنه عجزٌ ينطبق أيضاً على الولايات المتحدة وروسيا اللتين تتحكّمان بالحركة الميدانية (مع أفضلية انتزعتها روسيا لمصلحة النظام، بموافقة أميركية مشروطة)، ولا تبدوان متحكّمتين بالتحرّك نحو الحل السياسي، سواء لصعوبة توافقهما على صيغة متوازنة لهذا الحل، أو لأنهما تختلفان علناً على «مصير الأسد» وتتفقان ضمناً على ضرورة وجوده في بداية أي عملية سياسية، حتى لو لم يكن تعاونه مضموناً لتحقيق أهدافها. وعلى رغم أنهما توصّلا الى فرض هدنة «وقف العمليات العدائية»، إلا أن استثمارها سياسياً يبدو متعذّراً حتى الآن، مع افتراض أنهما مصممتان فعلاً على إنهاء الصراع، لكن ما أظهرتاه من «إرادة» لا يؤكّد ذلك.

هناك مفاوضات في جنيف لكنها بين الأميركيين والروس، ويتردّد أنهم يبحثون في صيغة لـ «الانتقال السياسي» يمكن فرضها على الطرفين، صيغة لا تتضمّن رحيل الأسد ولا تمنحه «حكومة وحدة وطنية» كما يصفها ويتوقعها إحياءً لـ «شرعيته»، ولا تلتزم حرفية «هيئة الحكم الانتقالي» بل تتجاوزها لمصلحة «حكومة جامعة» وفقاً لصياغات لقاءات فيينا. قد يدعونها «حكومة انتقالية»، لكن المهم ليس اسمها بل وظيفتها، لذلك ينكبّون على صوغ «إعلان دستوري» بمحتوى يتيح لهم الضغط على الدول الداعمة ومن ثمَّ على الطرفين. إذا اتفقت الدولتان الكبريان على هذا «الإعلان»، فإنه ينزع من الأسد ديماغوجية المحاججة بأن «دستور 2012» لا ينص على «انتقال سياسي» (وهل ينص على تشريع جرائم النظام؟)، كما أنه الطريقة الوحيدة لنقل صلاحيات الأسد الى «الحكومة» أو «هيئة الحكم» الانتقاليتين. أما هل تستطيع الدولتان فرض ما تتفقان عليه؟ فهذا سيكون موضع اختبار.

هناك آليات طرحتها موسكو، وأهمها «المجلس العسكري» المشترك بين الجيش النظامي و «الجيش الحرّ» والضباط المنشقّين الذين لم يشاركوا في القتال، وهو يشكّل عيّنة من الأفكار ذات المنحى الانتقالي الواضح، إذ يُفترض أن تكون إعادة الهيكلة محور عمله، وأن تشمل أيضاً أجهزة الأمن. لكنه غير قابل للتفعيل إلا في ظلّ حل سياسي. لكن هناك أيضاً اقتراح الـ «ثلاثة نواب للرئيس تختارهم المعارضة»، الذي وضعه ستيفان دي ميستورا أمام وفد المعارضة، مع «صلاحيات محدودة للأسد في المرحلة الانتقالية». لم يكن المبعوث الأممي يهَلْوِس أو يستخرج الاقتراح من خياله أو من اجتهادات أحد مستشاريه، كما قال، فهو يعرف أن نظام دمشق لن يمرّر له مثل هذا التعرّض لـ «مقام الرئيس». الأرجح، أن موسكو حمّلته هذا العرض كـ «بالون اختبار» يمكن أن يحدث بلبلةً في صفوف المعارضين. لكن المنحى الإغرائي المكشوف أفشل التجربة وأحبط الإيحاء بأن النظام بدأ يفكّر في «تنازلات» لا لدفع الحل السياسي وتسهيله بل لتغيير وجهته، وبالتالي لنسف فكرتَي «الانتقال السياسي» و «هيئة الحكم الانتقالي» من جذورهما.

كان الهدف من «بالون الـ3 نواب» إظهار النظام كأنه ينخرط جديّاً وإيجابياً في المفاوضات، وجعل من فكرة «حكومة وحدة وطنية» خياراً محفّزاً وجذاباً، بحيث يكون دي ميستورا وفريقه جاهزَين لطيّ صفحة «هيئة الحكم الانتقالي» وتوجيه التفاوض نحو «ما يتوافق عليه الطرفان»، وهذا في أعراف الأمم المتحدة أقوى وأعلى من بنود أي قرار دولي. لكن طبيعة الصراع في سورية حدّدت وجهة بوصلة الشعب في شكل نهائي، فأي طرح لا يلبي مطلب «رحيل الأسد» هو بالنسبة الى المعارضة، أحزاباً وأفراداً، تجاهلٌ لشرعيتها ومشروعيتها. لذلك، أخفق «الاقتراح» الروسي في إضعاف تماسك المعارضة وزاد من تشبّثها بمطالبها، بل إنه على العكس أظهر أمرَين: الأول، أن النظام مستميت للقضاء على مبدأ «الانتقال السياسي» الذي ثُبِّت كاستحقاق سوري (ودولي) لا بدّ منه. والثاني، أن النظام وحلفاءه يعترفون بأن هذه المعارضة التي ميّزت نفسها بوضوح عن الجماعات الإرهابية، والمستعدة للتفاوض، هي التي تخوض الصراع الداخلي، وبالتالي فإن أي اتفاق سياسي في جنيف ينبغي أن يتمّ معها، خصوصاً أنها تمكّنت من فرض احترام الهدنة، وهذا ليس في متناول أي «معارضات» أخرى... لكن هذه المعارضة تعاني، في المقابل، من غياب إرادة دولية، أميركية - روسية تحديداً، لدعم جديّ ومجدٍ لمقتضيات الحل التفاوضي. بل إنها مدركة أن روسيا تدخّلت في الأساس لضربها وتصفيتها تعزيزاً لوضع الأسد ونظامه، وهذا في حدّ ذاته لا يسهّل أي حل بل يقوّضه.