المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 32 نيسان/2016

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.apri23.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إِعْمَلُوا، لا لِلطَّعَامِ الفَانِي، بَلْ لِلطَّعَامِ البَاقِي لِحَيَاةٍ أَبَدِيَّة، ذَاكَ الَّذي يُعْطِيكُم إِيَّاهُ ٱبْنُ الإِنْسَان، لأَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ هُوَ الَّذي خَتَمَهُ اللهُ الآب».

فاللهُ مَا دعَانَا إِلى النَّجاسَة، بَلْ إِلى القَدَاسَة. إِذًا فَمَنْ يَحْتَقِرُ أَخَاهُ لا يَحْتَقِرُ إِنْسَانًا، بَلْ يَحْتَقِرُ اللهَ الَّذي يَمْنَحُكُم رُوحَهُ القُدُّوس

عجيبة جديدة لمار شربل/ وقعت الحادثة للشاب محمد كردي... فتدخّل مار شربل

 

عناوين الأخبار اللبنانية

 تحالف رباعي تشريعي" في وجه "الثنائي المسيحي" بري مع" البلديات" في موعدها وماذا بعد الاثنين/رضوان عقيل/النهار

هل دخل "حزب الله" مساراً انحدارياً/علي حماده/النهار

ساعات حاسمة ولا "تسونامي" في الأفق... ولا موجة زحلة وجونية تحضران لمواجهة وتفاوضان لتوافق/ايلي الحاج/النهار

سلام: ملتزمون إزالة الفقر وتحسين الصحة

شمعون: الحوار بين اللبنانيين 'حوار طرشان” وتخدير للواقع

توقيف طبيبين وممرضة في قضية الاتجار بالبشر

 تبادل إطلاق نار بين قوى الامن وعصابة سرقة سيارات في زغرتا

جنبلاط يستعد لـ«تكويعة» جديدة نحو حزب الله والسبب…البلديات/نسرين مرعب/جنوبية

فاتورة «تفجير المارينز» تثير قلق حزب الله

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 22/4/2016

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الجمعة الواقع في 22 نيسان 2016

ثرثرة في تشييع الطبقة السياسية/محمد عبد الحميد بيضون

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

هذا ما سيحصل عند استقالة جنبلاطL محمد نمر/ النهار

كباش "التشريع" بين بري والثنائي المسيحي علـــــى أشدّه

موغريني وايرولت يستعرضان الرئاسة ومصر على خط المعالجة

الانترنت: حمود يختم تحقيق" غوغل كاش" ومقبل يتحـــدى...

الراعي يلتقي ملك بلجيكا خلال جولته الاوروبيـة وويدشن كابيلا لذخائر القديسين اللبنانيين في فرنسا

مقبل الى موسـكو الثلـثاء للمشـاركة في مؤتمـر الامـن الدولـي: تركيز على تحديي الارهاب والنزوح ووجوب مساعدة الجيش للمواجهة

لقاءات عسكرية مع شويغو وبوغدانوف ورئاسية مع البطريرك كيريل

مبادرة بري "المفخخة" تحشر المسيحيين وتحرّر الحريري و"التيار" نحو "النيابية" بعد "البلدية" ولـو وفق "السـتين"؟

الاستحقاق الرئاسي بين موغريني وايرولت.. والخرق بعيد المنال؟ وعرض لجدول أعمال اجتماع "مجموعة الدعم الدولية" أواخـر أيار

وفد قيادي فلسطيني في عين الحلوة استبق الاحمد

درباس: لا نية لأحد بـ"التوطين" ونطالب بـ"هيئة وطنية عليـا"واهتمام دولي بدعم لبنان لتحمّل أعباء النازحين شرط بقائهم فيه

 مفاوضات "ناجحة" تُعيد التمثيل المسيحي الى بلديتي مشّان والحصون في جبيل وتأكيد علـى العيش المشترك وعـدم العودة الـى "خطـأ" انتخابـات 2010

الاعلامية في القوات: فبركات ومغالطات عن الاجتماع في معراب مع الكتلة الشعبية

معلولي في عشاء رابطة النواب السابقين : للتصدي للمخاطر المهددة للكيان والاستقرار

النابلسي: لم يعد مقبولا استمرار الفساد والنزف المالي

لقاء الجمهورية : لمعالجة الحد الأدنى من متطلبات اللبنانيين

كنعان ورياشي : لمقاطعة اي جلسة تشريعية من دون قانون انتخاب والتوازن الطبيعي يعزز قيام الدولة

سليمان فرنجية إستقبل وفدا نيابيا من حزب العمال الاوسترالي فولي: نأمل أن ينتخب البرلمان اللبناني رئيسا جديدا قريبا

قهوجي كتب في افتتاح حساب الجيش على انستغرام: هدفنا الإضاءة على الحقيقة بروح الموضوعية والمصداقية

الحريري استقبل وفودا من العائلات البيروتية :انتخاب رئيس للجمهورية سيعيد انتظام مسيرة الدولة وتحريك المؤسسات وتنشيط الاقتصاد والإنماء

 الراعي: نشهد تفكيكا لأوصال الدولة وآن الأوان لتطرح القوى السياسية الأسباب الحقيقية لعدم انتخاب رئيس

وقائع احتفال معراب في  ذكرى الإبادة الأرمنية

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مصادر روسية: إيران اختبرت سراً صاروخاً عابراً للقارات

قمة الرياض «بناءة ومثمرة» وتعزز تعاون دول الخليج وواشنطن

أوباما: حل الأزمة السورية لن يأتي إلا عبر المفاوضات

دي مستورا يطلب اجتماعاً وزارياً طارئاً لدعم جهود السلام في سورية

المعارضة السورية رداً على لافروف: لا مفاوضات من دوننا

الإمارات تخصص 4 مليارات دولار دعماً لمصر

الخارجية الاميركية: واشنطن ستشتري 32 طنا من المياه الثقيلة من ايران

واشنطن تنفق 12 مليون دولار يومياً لتمويــل العمليـات ضــد "داعش"

كندا تشرّع الماريغوانا

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

والد سوري مفجوع الى نصرالله: «نيالك» حضنت إبنك/علي الحسيني/المستقبيل

ميشال تامر لبناني رئيسا للبرازيل ولبنان بلا رئيس/محمد قبيلات/العرب

ميتات جنبلاط الثلاث/شادي علاء الدين/العرب

ثنائية مسيحية تهدد التحالفات التقليدية في لبنان/العرب

الاتهامات بالفساد: نميمة وليست سياسة/حسام عيتاني/الحياة

الاحتلال السوري غيَّب الأحزاب المسيحية لا العائلات/شارل جبّور/ليبانون فايلز

السفير الفرنسي ايمانويل بون لـ"النهار": لانتخاب رئيس تسوية والحل ليس في فرنسا أو إيران أو السعودية لإعادة إطلاق هبة الجيش و ندعم الأقليات وتعزيز التعددية في لبنان والمنطقة/ريتا صفير/النهار

لغة التعطيل تبدلت لتصبح لغة الحلول؟ المتاح في الرابية انتخاب عون لإنقاذ البلاد/ألين فرح/النهار

إلى أَين تذهب بمواطنيها هذه الدولة/هنري زغيب/النهار

سوريا... لم يحن أوان التسوية/سميح صعب/النهار

درس لن يقرأه النواب اللبنانيون/مروان اسكندر/النهار

انهيار المفاوضات يكرّر تجربتي 2012 و2014؟ النظام يخرق الاتفاق فتتوتّر بين واشنطن وموسكو/روزانا بومنصف/النهار

العقوبات الأميركية الوجه الاخر للقرار 1559/هيام القصيفي/الأخبار

موسكو و «الحليف الصعب»/ وليد شقير/الحياة

الأسد ينسف «جنيف 3»... كما فعل بسابقيه/ محمد مشموشي/الحياة

 قمة الرياض أكدت الشراكة بين أميركا ودول الخليج/راغدة درغام/الحياة

عقيدة أوباما ومبدأ سلمان/د. خطار أبودياب/العرب

القمة الإسلامية.. صفعة للسياسات الإيرانية/سالم الكتبي/العرب

جرجي زيدان سرد التاريخ/وارد بدر السالم/العرب

حين قتل الإيرانيون محمد باقر الصدر/داود البصري/السياسة

عن إعادة إحياء السلام.. وإعادة ما للعرب للعرب/بسام النونو/المستقبيل

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إِعْمَلُوا، لا لِلطَّعَامِ الفَانِي، بَلْ لِلطَّعَامِ البَاقِي لِحَيَاةٍ أَبَدِيَّة، ذَاكَ الَّذي يُعْطِيكُم إِيَّاهُ ٱبْنُ الإِنْسَان، لأَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ هُوَ الَّذي خَتَمَهُ اللهُ الآب».

إنجيل القدّيس يوحنّا06/من22حتى27/:"في الغَدِ، رَأَى الجَمْعُ الَّذي بَقِيَ عَلى الضَّفَّةِ الأُخْرَى مِنَ البَحْر، أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ سِوَى سَفِينَةٍ وَاحِدَة، وأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَدْخُلِ السَّفِينَةَ مَعَ تَلامِيذِهِ، بَلْ مَضَى التَّلامِيذُ وَحْدَهُم. وجَاءَتْ سُفُنٌ أُخْرَى مِنْ طَبَرَيَّة، إِلى قُرْبِ المَوْضِعِ الَّذي أَكَلُوا فِيهِ الخُبْزَ، بَعْدَ أَنْ شَكَرَ الرَّبّ. فَلَمَّا رَأَى الجَمْعُ أَنَّ يَسُوعَ لَيْسَ هُنَاك، ولا تَلامِيذُهُ، رَكِبُوا السُّفُن، وجَاؤُوا إِلى كَفَرْنَاحُومَ يَطْلُبُونَ يَسُوع. ولَمَّا وَجَدُوهُ عَلى الضَّفَّةِ المُقَابِلَة، قَالُوا لَهُ: «رَابِّي، مَتَى وَصَلْتَ إِلى هُنَا؟». أَجَابَهُم يَسُوعُ وقَال: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: أَنْتُم تَطْلُبُونِي، لا لأَنَّكُم رَأَيْتُمُ الآيَات، بَلْ لأَنَّكُم أَكَلْتُم مِنَ الخُبْزِ وشَبِعْتُم. إِعْمَلُوا، لا لِلطَّعَامِ الفَانِي، بَلْ لِلطَّعَامِ البَاقِي لِحَيَاةٍ أَبَدِيَّة، ذَاكَ الَّذي يُعْطِيكُم إِيَّاهُ ٱبْنُ الإِنْسَان، لأَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ هُوَ الَّذي خَتَمَهُ اللهُ الآب».

 

فاللهُ مَا دعَانَا إِلى النَّجاسَة، بَلْ إِلى القَدَاسَة. إِذًا فَمَنْ يَحْتَقِرُ أَخَاهُ لا يَحْتَقِرُ إِنْسَانًا، بَلْ يَحْتَقِرُ اللهَ الَّذي يَمْنَحُكُم رُوحَهُ القُدُّوس

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل تسالونيقي04/من01حتى12/:"يا إخوَتِي، لَقَدْ تَعَلَّمْتُم مِنَّا كَيفَ يَجِبُ أَنْ تَسْلُكُوا وتُرْضُوا اللهَ، وهكَذا أَنْتُم سَالِكُون، لِذلِكَ نَسْأَلُكُم ونُنَاشِدُكُم في الرَّبِّ يَسُوعَ أَنْ تَسْتَزِيدُوا أَكْثَرَ فأَكْثَر. فإِنَّكُم تَعْلَمُونَ أَيَّ وَصَايَا ٱسْتَودَعْنَكُم بِالرَّبِّ يَسُوع. إِنَّ مشيئَةَ اللهِ هِيَ تَقْدِيسُكُم، أَيْ أَنْ تَمْتَنِعُوا عَنِ الفُجُور؛ وأَنْ يَعْرِفَ كُلُّ واحِدٍ مِنْكُم كَيْفَ يَصُونُ جَسَدَهُ في القَدَاسَةِ والكَرَامَة، لا في أَهْوَاءِ الشَّهْوَة، كَمَا يَفْعَلُ الأُمَمُ الَّذِينَ لا يَعْرِفُونَ الله؛ وأَلاَّ يتَعَدَّى أَحَدٌ عَلى أَخِيهِ ويَسْتَغِلَّهُ في هذَا الأَمْر، لأَنَّ الرَّبَّ يُعَاقِبُ عَلى كُلِّ هذِهِ الأُمُور، كَمَا سَبَقَ فَقُلْنَا لَكُم وَأَنْذَرْنَاكُم. فاللهُ مَا دعَانَا إِلى النَّجاسَة، بَلْ إِلى القَدَاسَة. إِذًا فَمَنْ يَحْتَقِرُ أَخَاهُ لا يَحْتَقِرُ إِنْسَانًا، بَلْ يَحْتَقِرُ اللهَ الَّذي يَمْنَحُكُم رُوحَهُ القُدُّوس.أَمَّا المَحَبَّةُ الأَخَوِيَّةُ فلا حَاجَةَ بِكُم إِلى أَنْ نَكْتُبَ إِلَيْكُم في شَأْنِهَا، فأَنْتُم أَنْفُسُكُم تَعَلَّمْتُم مِنَ اللهِ أَنْ تُحِبُّوا بِعْضُكُم بَعْضًا. وإِنَّكُم لَتَفْعَلُونَ ذلِكَ لِجَمِيعِ الإِخْوَةِ في مَقْدُونِيَةَ كُلِّهَا. فَنُنَاشِدُكُم، أَيُّهَا الإِخْوَة، أَنْ تَسْتَزِيدُوا أَكْثَرَ فأَكْثَر، وأَنْ تَحرَصُوا على أَنْ تَلزَمُوا الهُدُوء، وتَهْتَمُّوا بأُمُورِكُمُ الْخَاصَّة، وتَعْمَلُوا بِأَيْدِيكُم، كَما أَوْصَيْنَاكُم، لِكَي تَسْلُكُوا سُلُوكًا كَرِيْمًا تُجَاهَ الَّذِينَ في خَارِجِ الجَمَاعَة، ولا يَكُونَ بِكُم حَاجَةٌ إِلى أَحَد".

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

عجيبة جديدة لمار شربل/ وقعت الحادثة للشاب محمد كردي... فتدخّل مار شربل

جيزيل نعيم/تلفزيون أم تي في/22 نيسان/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/04/22/%D8%B9%D8%AC%D9%8A%D8%A8%D8%A9-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B1-%D8%B4%D8%B1%D8%A8%D9%84%D9%88%D9%82%D8%B9%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%AF%D8%AB%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%B4/

هو الشّاب فضل محمد (كردي، مسلمٌ سنّي)، لم يَكد يُكمِل 23 ربيعاً حتى وقعت الفاجعة. حادثة مأسوية نغّصت فرحة شبابه، وحوّلته الى "جثّة حيّة" على أحد أسرّة العناية الفائقة في مستشفى سبلين الحكومي.

والدته صفاء طه كردي، التي منذ ان صعقها الخبر المشؤوم لم تفارق الدّموع عينيها، تحمل الانجيل بيدها اليمنى والقرآن في يدها اليسرى، تتمتم آيات من الاوّل، وأخرى من الثاني... ولأنه لا بدَّ للصلاة المثمرة التي تنبع من القلبِ من أن تلمس قلب الله... حصلت المعجزة.

تسترجع السيّدة صفاء الحادثة الاليمة التي واجهت ابنها في ذاك اليوم اللعين في 29-8-2015، وتروي التفاصيل في حديث لموقع mtv، موضحةً ان "فضل كان عائداً من عمله الى منزله في الناعمة، حين سمع صراخاً قرب بركة زراعيّة للمياه بعمق مترين تقريباً ورأى شبّاناً يتجمهرون في المكان، فاقترب ليرى ماذا يحصل، وإذ بنظره يقع على شاب غارق في البركة، فهمّ فوراً وغطس لسحب جثّته الى الحافّة، حيث لاقاه أحد الشّبان الذي انحنى لينتشلها، فاصطدم رأسه بشريط كهرباء نحاسيّ وصعقه التيار الكهربائي فوراً وانتقلت الكهرباء إلى فضل الممسك بجثّة الشاب ما أدخله فوراً في حالة غيبوبة استمرت نحو شهرين ذقنا خلالها الامرّين. وقد أفادتنا الدكتورة كريمة محمود سيف الدين ان فضل مصاب باعاقة عقلية ناتجة عن توقف في القلب بعد صدمة كهربائية وهو بحاجة إلى عناية طبية دائمة".

تضيف صفاء: "بعد العلاج الذي تلّقاه، واستفاقته من الغيبوبة بفضل العناية الالهيّة، كانت مسيرة فضل مكلّلة بالاوجاع والشّوك، والالم، حتى انه لم يكن بإمكانه قضاء حاجاته، ولا حتى الوقوف على رجليه أو تحريك يديه، أو الاكل، إلّا بواسطة الادوات الطبّية وبمساعدتنا".

وتتابع صفاء: "هنا تدخّلت يد مار شربل لتمنحه نعمة الشفاء، صدفة أرادها القدّيس عن طريق جارتي السيّدة سامية مطر التي ما ان سلّمتني أنبوباً من الزيت، حتى دهنت بعضاً منه على رأس ابني. وعلى الفور تحسّنت حالته، وبدأ يمشي، ويأكل ويتكلّم... إنها اعجوبة وأنا اعترف بذلك، والفضل يعود للصلوات بالانجيل والقرآن وزيت وبخور مار شربل... تحسّنت حالة ابني والحمد للّه".

صفاء تتابع حتى السّاعة ولدها الذي تحسّن بشكل كبير، إلّا انه ما زال يعاني من فقدان الذاكرة وعدم التوازن، وتحتاج الى الدّعم المادي، لتتمكن من متابعة علاج ولدها، وإجراء الفحوص الضرورية لدماغه وهي مكلفة، وإمكاناتها الماديّة لا تسمح لها بذلك، وتحتاج الى من يساعدها ولو بفلس الارملة، ليعود فضل الى حياته الطّبيعية، ويزاول عمله كالعادة". للراغبين بالمساعدة، الرّجاء الإتصال على رقم السّيدة صفاء: 76673432

رابط التقرير والفيديو من موقع تلففزيون المر

http://mtv.com.lb/News/Local/588595/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88_%D9%88%D9%82%D8%B9%D8%AA_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%AF%D8%AB%D8%A9_%D9%81%D8%AA%D8%AF%D8%AE%D9%91%D9%84_%D9%85%D8%A7%D8%B1_%D8%B4%D8%B1%D8%A8%D9%84

 

 تحالف رباعي تشريعي" في وجه "الثنائي المسيحي" بري مع" البلديات" في موعدها وماذا بعد الاثنين؟

رضوان عقيل/النهار/23 نيسان 2016

فيما تنشغل القوى السياسية بالانتخابات البلدية ولا سيما في المناطق المسيحية الساخنة مع تأكيد الجميع ان لا تأجيل لها ولا قدرة لأي فريق على اعلان هذا الامر حتى لو كان في الاصل لا يريد تجرع هذه الكأس، تتجه الانظار الى الكباش المفتوح بين الرئيس نبيه بري والمعارضين لانعقاد جلسة تشريعية مهما كانت ضرورة المشاريع الحيوية قبل بت مصير قانون الانتخاب المعلق على خشبة الكتل النيابية ومن دون ان تتوصل الى قانون تجري على اساسه الانتخابات المقبلة بدل قانون "الستين" الساري المفعول. ويبدو ان تحالفا رباعيا يعمل على النزول الى البرلمان وعقد الجلسة التشريعية ويتمثل في: "أمل"،"حزب الله"، "تيار المستقبل" والتقدمي على غرار التحالف النيابي الذي ولد في العام 2005. وكان بري قد تلقى الاجوبة على المبادرة التي اطلقها على طاولة الحوار حيال التوجه الى التشريع ومن دون اغفال قانون الانتخاب. وينتظر اجوبة الافرقاء ليبني على الشيء مقتضاه ومن دون ان يتراجع عن دعوته. وسيضع هيئة مكتب المجلس عند انعقادها في كل هذه الامور تمهيدا لتحديد موعد للجلسة المنتظرة. ويردد بري ان كرة الجلسة الان موجودة في مرمى الكتل النيابية ويأمل ان يتلقى منها الاجوبة المشجعة والايجابية على ضوء ما تقدم في طرحه. ويشدد هنا على مسألة مصالح المواطنين وتسيير عمل الحكومة التي توافق على مشاريع تحتاج الى توقيعه ومناقشة النواب لتبصر النور وتأخذ طريقها الى التنفيذ.

ويكرر لازمة "لا تحرجوني فتخرجوني" واذا كانت الردود ايجابية فـ" اهلا وسهلا بها. واذا لم تكن هكذا فانني سأنصرف الى تحقيق ما يؤمن مصالح الناس، لان ثمة مشاريع شديدة الاهمية ولا بد من اقرارها". وانه على التزامه ادراج مشاريع قوانين الانتخاب المطروحة على جدول الاعمال بالتنسيق مع هيئة المكتب والتصويت عليها في الهيئة العامة مع الاشارة الى تناول مسألة قرار تأكيد البرلمان عدم بت قانون الانتخاب قبل انتخاب رئيس الجمهورية وان التراجع عن هذا القرار يبقى ملك الهيئة العامة "وقد تلغيه او تبقي عليه".

في المقابل لا تغيب الدعوة لعقد جلسة عن المناقشات اليومية عند الكتل النيابية المسيحية. ويردد نائب عوني ناشط من خلال مواكبته ان بري لن يخرق قواعد الميثاقية وهذا ما درج عليه طوال عمله النيابي وادارته لهذه المؤسسة وهو "رجل الميثاقية الاول" الذي يراعي التوازنات ولن يقدم على "ارتكاب هذه الخطيئة".

في غضون ذلك يرى بري ان اشهر الشغور في رئاسة الجمهورية ستطول اكثر ولا سيما بعد اصطدامها بترشيحي العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية. والواضح ان بري والرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط ضاقوا ذرعاً بالسياسيين المسيحيين ولا سيما بعد التقارب الذي تم بين الجنرال والدكتور سمير جعجع وتأليفهما هذه الثنائية التي ستظهر في الانتخابات البلدية والتي ستتمدد الى النيابية عند حصولها. ومن هنا ليس من السهولة ان يقبل "الثنائي المسيحي" والكتائب في طبيعة الحال بالتشريع وانهم سيقفون في وجه "لرباعي التشريعي" الذي يعول على النواب المسيحيين من خارج نادي "الـ86 في المئة". وامام هذا المشهد فإن الجميع وفي مقدمهم بري يدفعون بمواقفهم من التشريع الى الحد الاقصى الى نهاية أيار المقبل موعد انتهاء العقد العادي للمجلس مع ادراك الجميع ان لا قدرة للحكومة على طلب فتح دورة استثنائية على ابواب الاستحقاق البلدي التي سيتم في موعده بالتمام والكمال على قول بري الذي يستغرب ما يردد عن نية البعض في تأجيلها. وان جنبلاط او سواه لم يراجعه او يفاتحه في هذا الامر" ولا علم لي في هذا الموضوع الا عبر الاعلام". ويرد على المشككين: الانتخابات في موعدها لا تمديد للمجالس ولا الغاء للانتخابات حتى لو كان هناك من يفكر في تأجيلها". ويرى ان ظروف هذا الاستحقاق تختلف عن الانتخابات النيابية عندما فاتحه "تيار المستقبل" بالتمديد للاخيرة ونزل عند رغبة الحريري. اما في البلديات فإنه لن يسمح ولن يقبل ولو في ادراج التمديد للبلديات على جدول اعمال اي جلسة.

 

هل دخل "حزب الله" مساراً انحدارياً؟

 علي حماده/النهار/23 نيسان 2016

هل من المصلحة تقديم تنازلات لـ"حزب الله" في هذه المرحلة؟

هذا السؤال مطروح أكثر من أي وقت مضى. ففي ضوء التطورات التي تشهدها المنطقة، ماذا سيفعل من يقدمون التنازل تلو الاخر لـ"حزب الله"، أكان على صعيد الاستحقاق الرئاسي أم على صعيد العمل الحكومي، أم حتى على صعيد المنطق الذي يقول انه من المناسب الدخول اليوم في تسوية شاملة مع الحزب تداركا لمزيد من التنازلات في المستقبل، على اساس ان الحزب لا يزال في مرحلة صعود، ويمكن ان يرفض مستقبلا ما يقبل به اليوم؟. هناك وجهة نظر مغايرة للمنحى الحالي الذي يبدو ان معظم قوى ١٤ سابقا تعتمده، ويعتمد على التسليم بغلبة "حزب الله" الامنية والعسكرية، وتركيبته الفولاذية، واحتفاظه بقوة تمثيلية شيعية شبه تامة، في مقابل قوى متنوعة ومشتتة تعاني أزمات متلاحقة على مستوى قواعدها الشعبية، فضلا عن لامبالاة الخارج الاقليمي والدولي بتمدد الحزب المذكور في لبنان على حساب القوى الاخرى المكونة للنسيج اللبناني.

وجهة النظر المغايرة تستند الى قراءة خارجية وداخلية تستنتج منها ان "حزب الله" ليس في مرحلة صعود، بل انه على العكس من ذلك، فقد دخل منذ مدة مرحلة انحدارية متواصلة. فمن التورط المديد في الصراع السوري، وتكبده خسائر فادحة تتجاوز بحسب تقديرات اوروبية دقيقة ألفا وخمسمئة قتيل، وستة آلاف جريح من دون تحقيق انجازات حاسمة قادرة على تغيير موازين القوى قبل التدخل الروسي، الى تورط خطير في اعمال امنية صنفت ارهابية في العديد من الدول العربية، واطلاق تلك الدول حملات مطاردة لمناصري الحزب او المتورطين معه، وتصنيفه ارهابيا في المحافل العربية والاسلامية وملاحقة ناشطيه، فتصاعد الحملة الاميركية المؤذية لتجفيف مصادر تمويله في لبنان وخارجه، ومحاصرة إعلامه عربيا ودوليا، وصولا الى بروز اشارات عن قرب صدور ملحق للقرار الاتهامي عن المدعي العام في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، المصنفة إرهابية من مجلس الامن، واخيرا وليس آخرا تراجع إمكان توظيف الايرانيين للحزب لإشعال حرب اقليمية مع اسرائيل على غرار حرب ٢٠٠٦. ف"حزب الله" ينام على مخزون كبير من الصواريخ في حين تلاشت القضية، وسقط شعار ما يسمى "المقاومة " ... بعدما بات اسم الحزب وتصنيفه متلازما مع تصنيف تنظيم "داعش" على قاعدة ان الارهاب ليس مقتصرا على "داعش" السني بل انه يشمل "حزب الله" الشيعي ايضا. لا أحد خارج لبنان يحفل بحجم "حزب الله" التمثيلي، ولا بتمدده في لبنان على حساب القوى الاخرى. صحيح أن المجتمع الدولي لا يرغب في رؤية لبنان مشتعلا أسوة بسوريا، ولكن "حزب الله" لا يملك، بحسب القراءة المشار اليها آنفا، الكثير من الاوراق الابتزازية. حتى أمن حدود اسرائيل الشمالية لم يعد مطروحا، مع إدراك إيران والحزب أن أي حرب قد يفتعلها الحزب ستكون حربا دولية - اسرائيلية شاملة لسحقه. من هنا يسأل أصحاب وجهة النظر المغايرة: هل من الحكمة تقديم تنازلات لحزب دخل مرحلة انحدارية حقيقية؟

 

ساعات حاسمة ولا "تسونامي" في الأفق... ولا موجة زحلة وجونية تحضران لمواجهة وتفاوضان لتوافق

 ايلي الحاج/النهار/23 نيسان 2016

تكاد المهل تنتهي قبل أن يخرج الساسة والأحزاب من مرحلة التريث وتنقل الخيارات كرقّاص الساعة، إلى تحديد الخيارات في المدن القابلة للتحول أرض معارك انتخابية بلدية، ولعلّ أكبر مثل عن هذه الحال مدينتا جونية وزحلة. ساعات أو أيام قليلة وتعلن القرارات والاتجاهات في عاصمتي كسروان والبقاع، والثابت أن لا "تسونامي" فيهما ولا خارجهما، خلافاً لانطباعات خاطئة تكوّنت لدى مراقبين خارج البيئة المسيحية خصوصاً، ربما بفعل تركيز إعلامي مقصود لإحداث أثر نفسي لا أكثر. ظل رهان كبير يسود جونية طوال الأيام الماضية على التوصل إلى لائحة توافقية، مرتكزها بحسب متابعين عدم رغبة قيادة "القوات اللبنانية" في خلاف علني مع قيادة "التيار الوطني الحر" المؤيدة للسيد جوان حبيش الذي أطلق حملته الانتخابية الإعلانية سابقاً الجميع. وقوف "القوات" ضد لائحة "التيار" في إحدى أكبر المدن ذات الغالبية المسيحية في لبنان سيظهر بوضوح "التحالف الثنائي" الذي أُعلن من معراب كأنه لم يكن. في هذه الحال سيتقاسم فريقا التحالف هذه الخسارة حتى لو فاز أحدهما على الآخر. في الوقت نفسه لا تريد قيادة "القوات" بموقفها المائل إلى اللائحة التي سيدعمها رئيس "المؤسسة المارونية للانتشار" نعمت افرام أن تجد نفسها في موقع مناقض لموقع سبقها إليه ثلاثة أرباع "القواتيين" تقريباً في جونية لاعتبارات كثيرة. فوق ذلك يُعتبر السيد فادي فياض الذي يؤيد افرام رئاسته للبلدية ذا هوى "قواتي" يضيّق الخيارات أمام معراب. لكن الجميع يفاوضون الجميع في جونية، والمسألة المعقدة تزداد تعقيداً عندما يتبيّن أن للنائب السابق منصور غانم البون ثقله الكبير شعبياً، ومثله النائب السابق فريد هيكل الخازن. لا يريد البون والخازن فيّاض رئيساً للائحة التوافق المقترحة عليهما مع افرام و"القوات". لا يستطيع فيّاض في رأي البون والخازن الفوز على حبيش، لكن البون يصرّ على ترئيس النائب الحالي لرئيس بلدية جونية فؤاد البواري، في حين يقترح الخازن لرئاسة اللائحة أحد السيدين رودريك فنيانوس وملحم عضيمي، أو غيرهما.

الأرجح أن يقرر البون والخازن والآخرون اليوم الأمكنة التي سيقفون فيها. كما أن الجانبين، افرام وحبيش، يخطبان ودّ حزب الكتائب الذي ينتظر بدوره جلاء صورة الموقف ليقرّر، مع أنه يجد نفسه في المبدأ أقرب إلى افرام. وتتقارب أعداد الحزبيين الذين يقترعون في جونية من أصل نحو 10 آلاف مقترع (18 ألفاً على لوائح الشطب) لمقاعد البلدية الـ 18. يبلغ عدد الملتزمين عونياً نحو 900 والكتائبيين نحو 750 و"القواتيين" نحو 600. ويتابع وسطاء من طرفي آل افرام السعي إلى توافق على صيغة "لا يموت معها ديب ولا يفنى غنم". لا يخسر مرشح افرام ولا حبيش ولا يضطر "القوات" و"التيار العوني" إلى منازلة تنقض أسطورة تحالف "أوعى خيّك" و"تسونامي الـ86%" الباهتة بينهما أقله في الانتخابات البلدية. كان البحث لهذه الغاية في إمكان التوصل إلى تفاهم على اسم رئيس للائحة تضم الجميع، يكون فيها مرشح افرام فادي فياض نائباً للرئيس وحبيش عضواً في المجلس البلدي مع وعد بترئيسه على "اتحاد بلديات كسروان". في هذه الحال سيكون على النائب الحالي لرئيس بلدية زوق مكايل، إيلي بعينو، أن يكتفي بخلافة السيد نهاد نوفل في رئاسة البلدية فقط وليس في الاتحاد أيضاً، لكن "التيار الوطني الحر" يستطيع ضمان هذه التسوية بين المرشحين "العونيين" إذا تقرر السير فيها. لا يختلف الوضع كثيراً في زحلة حيث لا يزال ينشط وسطاء بين رئيسة "الكتلة الشعبية" ميريام سكاف والرئيس السابق للبلدية أسعد زغيب وقيادات الأحزاب وشخصيات. ينطلق الوسطاء من ضرورة عدم كسر سكاف، التمسك بمشاركة الجميع، ورئاسة زغيب. ويقترح بعضهم تشكيلة ائتلافية من "ثلاث سبعات": 7 أعضاء لسكاف و7 للأحزاب الثلاثة و7 لمجموعة زغيب من العائلات. لكن المسعى لا يزال يصطدم برفض ترئيس زغيب في دارة آل سكاف مع القبول بمبدأ البحث في التوزيعة. بالطبع حل كهذا لن يكون فيه مكان لمرشحي النائب نقولا فتوش الذين كان "التيار الوطني الحر" طلب إلى زغيب ضمهم إلى اللائحة، فلم يتجاوب.

هكذا تبدو كل الخيارات مفتوحة في زحلة، كما في جونية، للتوافق وللمواجهة أيضاً.

 

سلام: ملتزمون إزالة الفقر وتحسين الصحة

وطنية/23 نيسان/16/وقّع رئيس الحكومة تمام سلام اتفاقية باريس لتغيير المناخ في مبنى القاعة العامة لمقر الامم المتحدة في نيويورك.

والقى سلام، كلمة في الحفل جاء فيها: "أود أن أشدد على التزام لبنان بلعب دوره كاملا كعضو فاعل في معاهدة الأمم المتحدة للتغير المناخي، وبتطبيق الاهداف البعيدة المدى لاتفاقية باريس. إن "المساهمة المحددة وطنيا" التي قدمها لبنان مسبقا الى اجتماعات باريس تتحدث عن نفسها. ان خطة العمل الشفافة والشاملة هذه، التي وضعت بعد مشاورات مكثفة بين كل المعنيين اللبنانيين والدوليين، تتوافق مع الاهداف التي رسمها لبنان لنفسه لتحقيق استراتيجية التنمية الوطنية المستدامة". وقال: "إن لبنان، وعلى غرار العديد من دولكم، لن ينتظر حتى العام 2020 لكي يبدأ العمل. فلدينا الآن ثلاث خطط عمل انجزت او هي في طريق الانجاز في قطاعات النفايات والنقل والغابات. وهذه الخطط تنتظر المزيد من الدعم من قبل المانحين الدوليين". اضاف: "إن منطقتنا تشهد مرحلة من عدم الاستقرار نتيجة الاضطرابات التي تعصف بها. وعدم الاستقرار هذا قد يكون العقبة الأكبر في طريقنا لتحقيق اهدافنا المناخية. لكن لبنان ملتزم التزاما كاملا بالانضمام الى جهود الأسرة الدولية لإزالة الفقر، وتحسين الصحة العامة ومستويات التعليم، وتطوير فاعلية البنى التحتية ومصادر الثروة. ولقد حققنا الكثير حتى الآن على الرغم من شح الموارد والتحديات الهائلة التي تواجهها البلاد حاليا نتيجة استضافتها اكثر من مليون ومئتي ألف نازح. إن التصدي لهذه التحديات يتطلب بالضرورة تضامنا دوليا. فلنثبت معا حق كوكبنا علينا، ولنظهر ماذا يمكن ان نحقق معا إذا تلاقت الارادات، حتى في احلك الاوقات".

 

شمعون: الحوار بين اللبنانيين 'حوار طرشان” وتخدير للواقع

الأنباء الكويتيّة/23 نيسان/16/رأى رئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب دوري شمعون، أن المشكلة مع طاولة الحوار، وبغض النظر عن أهمية تواصل الفرقاء اللبنانيين، هي أنها تحولت الى مؤسسة دستورية غير معلنة وعلى حساب دور الحكومة ومجلس النواب، معتبرا أن آخر بدعة أحيلت الى الطاولة الحوارية كانت 'البحث بتفعيل المجلس النيابي”، في حين ان الدستور واضح لجهة عمل المجلس ودوره، ما يعني أن الكلام عن تفعيل المجلس هو اعتراف كامل وصريح بتعطيله من قبل الرافضين تأمين نصاب جلسة انتخاب الرئيس. ولفت شمعون في تصريح لـ”الأنباء” الى أن طاولة الحوار بشروطها وظروفها الراهنة غير قادرة على تذليل الخلافات بين الفرقاء اللبنانيين، بدليل أن عشرات الجلسات سواء بين القوى الوطنية أو بين الثنائي حزب الله – المستقبل، لم تحقق أي تقدم ملموس في أي من الملفات الخلافية المطروحة، الأمر الذي يؤكد المؤكد أن الحوار بشكله ومضمونه مجرد عملية تخدير للواقع بهدف شراء الوقت لتمرير المقتضى المطلوب إيرانيا، علما أن المتحاورين أنفسهم يدركون أن الحوار سيكون على موعد دائم مع المراوحة والفشل. وردا على سؤال، أكد شمعون أن أعتى الملفات وأشرسها بين الشعوب في العالم والذي كان آخرها الملف النووي الايراني، وجدت طريقها الى الحل عبر حوار جدي وبناء، إلا في لبنان، حيث الحوار فيه كناية عن وسيلة ناجحة لتقطيع المرحلة، وعلاج تقني لتخدير الواقع، كبدعتي البحث بمواصفات الرئيس وتفعيل مجلس النواب، معتبرا بالتالي أن الحوار بين اللبنانيين ليس مجرد 'حوار بين طرشان” فحسب، إنما والأهم أنه حوار دون مادة حوارية، وقوامه توزيع التحيات والابتسامات والتقاط الصور التذكارية

 

توقيف طبيبين وممرضة في قضية الاتجار بالبشر

بيروت – “السياسة23 نيسان/16/أوقف الجيش اللبناني موسى رضا شومان ومعه أربعة أشخاص سوريين وضبطت بحوزتهم سيارتان تستخدمان في أعمال التهريب، كما تمت مداهمة منزل المدعو أحمد خالد الصميلي حيث وجد داخله 18 شخصاً سورياً، من دون العثور عليه، وضبطت قنبلة يدوية وكمية من الصواعق الكهربائية.إلى ذلك، أوقفت قوى الأمن الداخلي الطبيب رياض علم والطبيب (و.ح.أ) والممرضة (ج.أ) لعلاقتهم بعمليات الإجهاض في قضية الاتجار بالبشر.كما أوقف الأمن العام، السوري (ع.ب) الذي اعترف بتزويد القيادي في أحد التنظيمات الإرهابية أبو صهيب التلي بتحركات الجيش اللبناني.

 

 تبادل إطلاق نار بين قوى الامن وعصابة سرقة سيارات في زغرتا

نهارنت/22 نيسان/16/حصل تبادل لاطلاق نار بين الاجهزة الامنية وعصابة سرقة سيارات في زغرتا قبل أن يتم إلقاء القبض على بعض أفرادها. وقالت الوكالة الوطنية للاعلام الجمعة ان "عناصر من قوى الامن الداخلي سرية في زغرتا التابعة لوحدة الدرك الإقليمي القبض على عصابة سرقة سيارات بعد تبادل لاطلاق النار معها في بلدة عشاش في قضاء زغرتا".وأدى ذلك الى اصابة اثنين من السارقين وفرار ثالث الى جهة مجهولة ولا تزال عناصر قوى الأمن تعمل على مطاردته.

 

جنبلاط يستعد لـ«تكويعة» جديدة نحو حزب الله والسبب…البلديات!

نسرين مرعب/جنوبية 22 أبريل، 2016/لم يعد خافيًا على أحد، أنّ عدم استشارة زعيم المختارة في ملف البلديات من قبل الرئيس سعد الحريري، انعكس جبهةً مشتعلة بين الاثنين، فما بدا ظاهريًا خلافًا بين جنبلاط - المشنوق، ما هو إلاّ مؤشرات لتباين أعمق بين كل من الحزب التقدمي الإشتراكي وتيار المستقبل .

الانتخابات البلدية لن تؤجل، هذا المانشيت الذي جعل وليد بك جنبلاط يتحوّل عن خطّه وثوابته ففتح جميع ملفات الفساد “منه وجر” وقلب الطاولة على نفسه أولاً وعلى الحلفاء ثانيًا، وصولاً للإعتراف بفشله وإعلانه عن نيته تقديم استقالته في الجلسة المقبلة بسبب جلسة تشريع الضرورة التي يدعو إليها الرئيس نبيه بري.

ولكن اللافت في كل المواقف التي أصدرها أمس وليد بك جنبلاط من خلال برنامج كلام الناس مع الإعلامي مارسيل غانم هو الغزل الصريح لحزب الله والإعتراف به وبدوره كلاعب إقليمي يمثل إيران وتطلعاتها. أولاً، وقبل السؤال عن أسباب الاستهداف للوزير نهاد المشنوق من قبل زعيم المختارة، وعن “التكويعة” الأخيرة لحارة حريك لا بدّ أن نقرأ واقع النائب وليد جنبلاط في البلديات، في هذا الشأن أكدت مصادر صحفية أنّ الانتخابات البلدية سوف تحرج جنبلاط إن في القرى المسيحية الملحقة بورقة معراب أو السنية المتحالفة ضده، أو الدرزية والتي شهدت في المرحلة الأخيرة تنام واضح لنفوذ كل من الأمير طلال أرسلان والوزير السابق وئام وهاب. هذا الواقع، المرتبط بشحّ التمويل السعودي، وبالتشدد الحريري الذي لن تكون هداياه الانتخابية متاحة هذه المرة، إذ أنّ القرى الدرزية سوف تشهد معارك بلدية فضلاً عن سيطرة قرار المستقبل على إقليم الخروب.

إنطلاقًا من هذه المعطيات، اعتبرت الصحف اللبنانية أنّ زعيم المختارة منزعج من إجراء الانتخابات في هذه الظروف التي لا يحكمها توافق وتحالف بينه وبين أيّ فريق سياسي يمكّنه من خوضها، إضافة لكونه لا يريد الدخول في لعبة العائلات وزواريبها، ولا هز استقرار الجبل، كما صرّحت مصادر الصحف نفسها أنّ جنبلاط يوصف الانتخابات البلدية بالمصيبة التي يتمنى إيجاد السبيل لتأجيلها. فـ “تكويعة” جنبلاط أمس من خلال إطلالته الإعلامية لم تشكل عنصر مفاجأة، إذ أصبح من المسلمات على زعيم المختارة أن يقلب التحالفات وبوصلتها حيث تصّب مصلحته، فملفات الفساد التي يخوض بها جنبلاط حربًا شرسة منطلقًا من مبدأ محاسبة الذات أولاً، ما هي إلاّ ورقة يحرقها للضغط على شريكه تيار المستقبل. ولكن الإصرار المتقاطع بين الحريري- المشنوق، لإعادة اللعبة الديمقراطية المغيبة منذ سنوات عن الساحة اللبنانية، لم تخضع لابتزاز ملفات الفساد. فلا الحملة على عبد المنعم يوسف ساهمت في تليين مواقف المستقبل، ولا الهجمة الشرسة على قوى الأمن الداخلي وعناصرها، بل على العكس هذه الملفات منحت الوزير نهاد المشنوق وتياره من خلفه حقّ الرد والتوضيح والتصويب. العناد المستقبلي من جهة، والبلديات من جهة ثانية، دفعت بوليد بك لتغيير اللعبة، فإنقلب مجددًا على ذاته معلنًا أنّه لن يشارك بجلسة انتخاب رئيس الجمهورية ولو اكتمل بها النصاب ما لم يشارك حزب الله الشريك في الوطني، كذلك أوضح رغبته بلقاء السيد حسن نصرالله وفق الثوابت التي تريّح الأخير. وغازل في معرض إطلالته أداء النائب حسن فضل الله في ملف الانترنت غير الشرعي، كما ركز على دور حزب الله وإيران في المنطقة، وعلى أنّ حزب الله هو الوحيد الذي يستأثر بالمصداقية نظرًا لحيثيته. هذا التلميع لحزب الله ترافق بهجمة مرتدة ضد المستقبل عنوانها “كلنا زبالة” والتصويب على كل من عبد المنعم يوسف والوزير المشنوق وسوليدير “أي الحريرية السياسية”. فهل ينفع التودد لحزب الله من قبل وليد بك جنبلاط، بحصد ما خسره مستقبلًا، وهل هو صادق باستقالته التي يريد أن يعلنها؟ ناشطون متابعون، علقوا على هذه المواقف أنّ حزب الله لن يثق بالجنبلاطية المتقلبة، وأكدوا أنّ الاستقالة ما هي إلا لعبة أخرى من زعيم المختارة.

 

فاتورة «تفجير المارينز» تثير قلق حزب الله

خاصّ جنوبية 22 أبريل، 2016

أميركا تحاسب ايران على ما فات من أعمال تخريبية استهدفتها، ويخشى مقربون أن يفتح ملف كل العمليات الامنية المتهمة فيها ايران وحزب الله من قبل عدد من الدول في العالم بالسنوات الماضية، خصوصا تلك التي تلت انتصار الثورة الاسلامية في العقدين الاخيرين من القرن الفائت. “لن يهددنا الإرهابيون” عبارة قالها رونالد ريغن بعد ساعات من تفجير “إسماعيل العسكري” شاحنته بقاعدة الماشاة الأميركية (المارينز) التي تمركزت في مطار بيروت والذي تبنته فوراً منظمة الجهاد الإسلامي، إلا أن الولايات المتحدة الأميركية كانت قد وجهت أصبع إتهامها إلى مجموعة شيعية لبنانية حديثة النشوء من المرجح أن تكون نفسها التي إنبثق منها حزب الله عام 1985. منذ يومين تداول الإعلام خبر إعلان المحكمة العليا الأميركية إجتزاء مبلغ ملياري دولار من الأصول الأميركية المجمدة لإيران ومنحها على شكل تعويضات للجرحى القدامى وأهالي الضحايا والمتضررين من تفجير المارينز، وقد أعربت إيران إستيائها من خطوة المحكمة الأميركية. في العام المنصرم توصلت مجموعة الدول 5 + 1 التي تضم الولايات المتحدة الأميركية إلى “إتفاق فيينا” مع إيران، القاضي بالإفراج عن أموال الجمهورية الإسلامية المحجوزة لدى اميركا ودول أخرى. تتهم الولايات المتحدة الأميركية حزب الله اللبناني وإيران بالوقوف خلف التفجير مستندة بإتهامها على ما توصلت له المحكمة الأميركية إلى أن الكيفية التي تم بها تنفيذ التفجير بحاجة إلى عقل ضالع في مسألة التفجيرات وقادر على تمويل العملية وتأمين الخبرات اللوجستية لمراقبة التحركات داخل المطار بالإضافة إلى تأمين 6 طن من المواد المتفجرة. في أكثر من مناسبة، نفت الجمهورية الإسلامية الإيرانية وإلى جانبها حزب الله تهمة ضلوعهما بالتفجير ولكن منفذ التفجير إسماعيل العسكري المنتمي إلى الجالية الإيرانية وإلى الطائفة الشيعية ضاعف الترجيحات حول ضلوع إيران وذراعها العسكري في لبنان بالعملية. إن الولايات المتحدة تُدرج هذه العملية بقائمة العمليات المؤلمة التي تلقاها الجيش الأميركي بحيث ذهب ضحيتها ما يزيد عن 241 أميركيا وأصيب حوالي 120 أميركي بجروح خطيرة، وترافق التفجير الأول بتفجير اخر إستهدف كتيبة المظليين الفرنسية، فسقط لفرنسا أيضاً نحو 50 قتيلاً جلهم من العسكر، مما دفع الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران انذاك إلى التوجه نحو بيروت بزيارة غير رسمية، ليتفقد مكان التفجير. وعلى ضوء القرار الأميركي، إعتبر المرشد الأعلى لإيران الإمام علي الخامنئي “أن رجال حزب الله هم شرف الأمة الإسلامية ويسطعون كالشمس”، وإستنكر المتحدث بإسم الخارجية الإيرانية حسين جابر أنصاري بتصريح له لوكالة رويترز، إستمرارية اميركا بسلوكها العدائي تجاه إيران واضعاً ما حدث في خانة الإفتراء ودليل على إستمرار عداء أميركا لدولته التي يستحيل الثقة بها. وعود على بدء، يبدو أن الاتفاق النووي الذي وقّع منتصف العام الفائت بين ايران والدول الكبرى لن يجبّ ما قبله، وهو بالتالي لن يشفع لإيران ولا لحزب الله أو تنظيم الجهاد ما قاموا به من عمليات أمنية وعسكرية ضدّ أميركا وحلفائها الغربيين في العقود المنصرمة، والفاتورة جاهزة، دفعتها ايران من ودائعها في أميركا التي كان من المفروض أن يفرج عنها تطبيقا لاتفاق فيينا، ولكن يد القضاء كانت أسرع فحرمت شعب ايران منها ليفهم بوضوح أن هذه العمليات ستكلفه غاليا، واذا كان الاتفاق النووي قد جنّب ايران الانتقام العسكري، فإنّ الجزاء المالي بالمرصاد لها ولشعبها الذي لن يرض بعد اليوم ان يتحمّل تبعات الأعمال التخريبية التي تقوم بها بلادهم في الخارج بواسطة أذرعها وخلاياها الأمنية الكثيرة الموجودة في العالم. أما حزب الله الذي يستنزف في سوريا، والذي فوجىء بعقوبات اقتصادية شهرية بحق مؤسساته وأفراد متعاونين معه في الفترة التي تلت توقيع الاتفاق النووي، وهو كان يتمنى ان تنعكس روح هذا الاتفاق عليه بدل من محاصرته، فانه يخشى ان يكون حكم تعويض الملياري دولار بسبب عملية تفجير المارينزالذي أصدرته المحاكم الاميركية أول أمس، بداية لفتح ملفاته في العمليات الداخلية والخارجية التي كان يقوم بها يوم كان الجهاد ضدّ أميركا والغرب يعتبره فرضا واجبا عليه، كما الجهاد والقتال ضدّ اسرائيل.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 22/4/2016

الجمعة 22 نيسان 2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

اذا كان من وصف حقيقي للوضع اللبناني فهو ان هذا الوضع مستقر أمنيا مثقوب اقتصاديا مترهل سياسيا.

وإذا كانت من مخاوف على هذا الوضع فانها تتعلق بامكان هز الارهاب الاستقرار وتوسيع الخلافات السياسية ثقب الاقتصاد وتحويل الترهل السياسي إلى شلل للمؤسسات.

وإذا كانت المعالجات واجبة فانها لا بد أن تمر أولا بتعزيز قدرات الجيش والقوى الأمنية وانتخاب رئيس للجمهورية يكون قادرا على رعاية حكومة منتجة وبرلمان فاعل.

وإذا كان الانتخاب الرئاسي مؤجلا يحكم ارتباطه بتطورات الخارج فإن المطلوب تشريع هبات وقروض دولية بقيمة خمسة مليارات دولار قبل أن تلغى.

وإذا كانت الانتخابات البلدية بروقة للانتخابات النيابية فان بالإمكان ان يتماشى التشريع مع بحث في مشاريع قوانين الانتخابات.

المهم ان لا يستمر الوضع على ما هو عليه وعلى ما تزيده من فضائح تنشر غسيلها الوسخ على حبال الدول بما يعرض سمعة لبنان للخطر.

وفي نيويورك كلمة للرئيس تمام سلام بعد مشاركته في توقيع اتفاقات قمة باريس للمناخ.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

مشكلتان تعترضان تشريع الضرورة، الاولى سياسية فالرئيس بري مصر على عقد الجلسة التشريعية بأي طريقة ويسعى الى تحرير الرئيس الحريري من الوعد الذي قطعه بالامتناع عن حضور جلسات لا يكون قانون الانتخاب على رأس جدول اعمالها.

في المقابل القوى المسيحية الاساسية على موقفها وهي ستقاطع كل جلسة تشريعية من دون قانون انتخاب، اما المشكلة الثانية فمعيشية اذ ان هيئة التنسيق تؤكد انها ستصعد بطريقة غير مسبوقة اذا لم يدرج بند السلسلة على جدول اعمال الجلسة.

توازيا، الاستعدادات تستكمل للمعارك الانتخابية البلدية والاختيارية بدءا من الثامن من ايار المقبل اما في الانتخابات الرئاسية فلا جديد باستثناء تصاعد خطاب جديد فحواه ان اختيار رئيس وسطي من خارج الاقطاب الاربعة هو الحل للخروج من المازق الرئاسي وقد تردد ان ثمة تحرك عربي ودولي لمحاولة تمرير هذا الحل من ضمن سلة متكاملة فهل يحقق هذا التحرك نتائج عملية؟

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

تملأ التصريحات التقدمية فراغ السياسة اللبنانية من كتاب استقالة النائب وليد جنبلاط الذي ينتظر جلسة التشريع الى ردود الوزير ابو فاعور المتدرجة من وزارة الداخلية الى وزارة الدفاع الى حد وصفه الوزير سمير مقبل بسمير الكيماوي، بعد دعوة الاخير كل من لديه سندات في ملف الانترنت غير الشرعي لوضعها او تقديمها للمحاكمة والا فليصمتوا، قال مقبل.

عبارة وزير الدفاع استفزت الاشتراكيين ما استدعى رد ابو فاعور مستهزئا بالتصريح قائلا انه ظن للوهلة الاولى ان البيان صادر عن علي الكيماوي لكن لحسن الحظ جاء من ينبئه بالخبر الصحيح فاطمأن قلبه لعلمه ان معالي الوزير سيرأف بحالهم ولن يمارس صلاحياته المطلقة عليهم حامدا ابو فاعور الله هنا.

وعلى خط التشريع مطالبة وطنية بحجم حاجة البلد ومصالح الناس لجلسة الضرورة وبالانتظار تزدحم العناوين الخارجية فتمضي دولة الكويت باستضافة حوار يمني تاريخي برعاية اممية وتكمل روسيا مسارها الدفاعي عن سوريا ويصبح معها انسحاب وفد المعارضة من جنيف عبئا على المعارضين لا على الوفد الحكومي الملتزم بسياسة التفاوض المفتوح الى حين الاتفاق.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

أي شيء مقبول ... إلا الحق والعدل ... هكذا يمكن وصف مأساة لبنان في تصرفات البعض من سياسييه، كما جسدتها أزمة رئاسة الجمهورية ... آخر عوارض المرض ظهرت اليوم. علما أنها بدأت قبل سنتين بالتمام ... ففي 23 نيسان 2014، ذهب هؤلاء في شكل تحايلي، إلى ترشيح سمير جعجع. لم يكونوا يريدونه رئيسا. ولا حتى مرشحا. انتزع ترشيحه منهم بالقوة. فذهبوا بعدها بأيام إلى بكركي ليقولوا صراحة: لا نؤيده... كانت مناورتهم مكشوفة. لكنها أدت غرضهم منها. في أن تخلصوا من حليف صادق لهم، من دون جهد ولا عناء... بعدها ظلوا يناورون سنة ونصفا. حتى حطوا في محطة مناورتهم التالية: ترشيح سليمان فرنجيه... علما أن الانتقال من جعجع إلى فرنجيه، رغم تجاور بشري وزغرتا، يشبه الانتقال من الأقصى إلى الأقصى... فجسدوا دور رقاص ساعة الحائط، وكأن تحالفاتهم وخصوماتهم مجرد حائط آخر ... وهنا أيضا كانت مناورتهم مكشوفة كذلك ... ألا وهي إحراج علاقة أبوة بين الرابية وبنشعي، وإحراق جماعة وطنية كاملة ... وفشلوا مرة ثانية ... اليوم بدأوا مسرحية المناورة الثالثة: رئيس. لسنتين، أو لسنة، أو كل يوم بيومه... كما يديرون إفلاساتهم المتراكمة في الوطنين وخارجهما ... يريدون إذن رئيسا مياوما... بينما الوطن يحتاج رئيسا مقاوما. يريدون رئيسا يساوم. فيما الدولة تقتضي رئيسا يقاوم العدو والإرهاب والفساد... وينتصر... ردا على كل المناورات، نقول باسم ميشال عون: لم نسمع بها ولن. ولم نخضع لها ولن. نحن نريد رئيسا لجمهورية. رئيسا كاملا لجمهورية كاملة... خذوا وقتكم. لكن ممنوع أن تسرقوا ساعة الحقيقة ولا تاريخ النضال، ولا زمن الوطن، ولا عهد الرئاسة ... صحيح أن في لبنان دواجن مريضة. وأن فيه من تدجن. لكن غالبيته لم تفعل ولن ...

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

حزب الله بات حاميا للبنان. والقول لاعلى الجهات الاستخبارية الصهيونية حقيقة وان انكرها بعض الحاقدين وحاربها بعض الوازنين لم يستطع حجبها الاسرائيلي. فالدور الذي يلعبه حزب الله على الساحة السورية اكسبه تجربة قتالية مهمة وحيازته لمنظومة صاروخية نوعية ردع تل ابيب عن اي حرب محتملة لمعرفتها الاثمان التي ستدفعها.

اضاف المصدر الصهيوني فماذا عن مصادر التيه والضياع العربي التي تعمل على تصنيف الحزب ارهابيا؟ وهل ستدفع للاسرائيلي كي يغير تقريره الاستخباري؟ وما هم حزب الله متى اصاب الهدف بحماية وطنه وردع عدوه ودعم قضيته فلسطين.

مع دفع التقرير الصهيوني هو القلق من دعم ايران للمقاومة اللبنانية والفلسطينية وقتالها داعش الذي وضعها في معسكر الاخيار رغم انها التهديد الاكبر لامن اسرائيل، وما هم الجمهورية الاسلامية في ايران ان عاداها داعش واسرائيل وبعض التائهين وكسبت قضية الامة فلسطين وما همها من كل العويل وضجيج القمم والمؤتمرات اذا ما اضطر الاميركي الى الاعلان عن شراء اكثر من 30 طن من مياهها الثقيلة.

معادلة لا شك انها ثقيلة على من بذل كل المال والرجال وحشد قمما ومؤتمرات وعاد اليوم مرغما للقبول بمفاوضات يمنية للسلام بعد كل جولات الوهم اما الواهم من اللبنانيين فيكفيهم الالياف التجسسية التي تزيد من حمق ومن خنق الاوضاع وما تسببوه بنفاياتهم من أوبئة وامراض.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

بين التحضيرات للانتخابات البلدية التي تنطلق في الثامن من ايار، والسعي المتلاحق لعقد جلسة لتشريع الضرورة تتراوح الاهتمامات المحلية، بالتوازي مع متابعة ملفي الانترنت غير الشرعي وفضيحة الاتجار بالبشر.

غير ان اللبنانيين انشغلوا بالاجراءات الميدانية لانهاء قضية انفلونزا الطيور، التي ظهرت في مزارع الدواجن في بلدة النبي شيت البقاعية، في وقت طمأنت وزارة الصحة المواطنين إلى عدم تسرب أي من الدجاج المصاب إلى الأسواق، مؤكدة إستمرار حال الاستنفار بمواكبة وزارة الزراعة والجيش اللبناني، لتطويق هذا الفيروس، كما انطلقت عملية رش الادوية لقتل الدواجن المصابة.

اقليميا وفي رد واضح على اعلان المعارضة السورية، عدم عودتها الى مفاوضات السلام في جنيف قبل تطبيق القرارات الدولية، صعد نظام الاسد وحلفاؤه الهجمات الميدانية في حلب والبلدات المجاورة، مما ادى الى مقتل العشرات من المدنيين في سلسلة غارات شنتها طائرات حربية تابعة للنظام وأخرى روسية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

اذا كانت الوزارات والادارات المعنية قد استطاعت ضبط انفلاش انفلونزا الطيور فمن يستطيع ضبط انفلونزا السياسة التي تفشت وانفلشت بين كليمنصو واليرزة؟ النائب وليد جنبلاط حمل امس في برنامج كلام الناس وزير الدفاع سمير مقبل بعضا من المسؤولية في ملف الانترنت، رد عليه مقبل اليوم بعنف الى حد قوله من يملك مستندات فليضعها على الطاولة والا فليصمتوا، الوزير وائل ابو فاعور الذي اصبح المعاون الاعلامي للنائب جنبلاط والناطق باسمه عاجل وزير الدفاع برد عنيف جاء فيه: "تفرست في بيان وزير الدفاع اللبناني سمير الكيماوي فطالعتني عبارة فليصمتوا، فظننت للوهلة الاولى ان البيان صادر عن علي الكيماوي وزير الدفاع العراقي الاسبق في زمن صدام حسين" والسؤال هل انكسرت الجرة بين اليرزة والمختارة؟ وهل الامر مرتبط فقط بوزير الدفاع ام ان المقصود قيادة الجيش؟ وما هو البلياردو السياسي الذي يمارسه جنبلاط هذه الايام؟

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الجمعة الواقع في 22 نيسان 2016

الجمعة 22 نيسان 2016

النهار

عيّن الرئيس سلام السيدة مروى عكاري مديرة لمكتبه في السرايا خلفاً للسفير المستقيل رامز دمشقية.

تشعر الأحزاب في زحلة بالحرج من التعاون مع النائب نقولا فتوش ولو من تحت الطاولة.

عدد اللبنانيين الذين وردت أسماؤهم في وثائق بناما في ازدياد مستمر كلّما تكشّف مزيد من الأوراق

نُقل عن مقربين من أحد زعماء الطوائف أن مصاريفه الشهرية تجاوزت الاربعمئة ألف دولار فيما تراجعت مداخيله.

لا تُسجّل دوائر وزارة الخارجية طلبات لمتحدرين راغبين في استعادة الجنسية اللبنانية.

السفير

استدعى "تيار المستقبل" عدداً من الشخصيات المحسوبة عليه في العاصمة لأجل الاستفسار عن سبب ترشحها للانتخابات البلدية من دون التشاور مع قيادة التيار.

قالت مصادر مطلعة على الأجواء الداخلية لتنظيم إسلامي دولي إن قيادة التنظيم في بلد عربي كبير تعاني من انشقاقات داخلية عميقـة حـول إدارة المرحلـة المقبلة.

أدت القرارات الخليجية لمنع السفر الى لبنان الى تعثر العمـل فـي بعـض المنظمات الإغاثية.

اللواء

يخشى دبلوماسيون أجانب من أن يؤدي التجاذب حول الجلسات التشريعية إلى الإطاحة بالإنتخابات البلدية؟!

تتولى جهات حزبية مسيحية في 8 آذار تحريض مرشحين للائتلاف البلدي في مدينة بيروت، لحسابات طائفية وحزبية..

لا يُخفي رئيس حزب مسيحي بارز "اقتناعه" بأن حظوظ المرشحين الأقوياء للرئاسة تلاشت بصورة ملموسة؟

الجمهورية

يُنتظر أن يزور لبنان الأسبوع المقبل رئيس حكومة أوروبية في إطار الإهتمام بالنازحين.

إتفق مرجع حكومي سابق مع نائب بارز في الشمال على المعركة البلدية في طرابلس.

لاحظت أوساط سياسية وجود وفد ألماني في لبنان أتى للبحث في كيفية توظيف النازحين.

البناء

يدور في كواليس ماكينة انتخابية تابعة لجهة سياسية وازنة حديث عن دعاوى قانونية يتمّ الإعداد لها ضدّ رؤساء وأعضاء عدد من المجالس البلدية الكبيرة والصغيرة على السواء، وفي أكثر من منطقة، وذلك على خلفية الفوضى العارمة والهدر والصرف العشوائي للأموال عشية الانتخابات البلدية، إما لغايات سياسية تتصل بالانتخابات نفسها، بغية استقطاب الناخبين، أو لأسباب شخصية تتصل بتحويش ما أمكن من الأموال قبل مغادرة المنصب…!

 

ثرثرة في تشييع الطبقة السياسية

محمد عبد الحميد بيضون/فايسبوك/22 نيسان/16

أعلن وليد جنبلاط البارحة ان الطبقة السياسية المستولية على السلطة في لبنان صارت في حالة افلاس شاملة بالإضافة الى غرقها في فساد معمم لا يستثني أحداً وشدّد جنبلاط بكل وضوح ان الفساد موجود فوق وتحت اي في السياسة والإدارة والأمن والاجهزة وانّ الجميع في الفساد غارقون ومتساوون٠صراحة جنبلاط في فضح جميع أطراف الطبقة السياسية وأمراء الحرب والطوائف تؤشر الى شعوره ان نهاية هؤلاء ونظامهم صارت قريبة وهو يريد القفز من المركب قبل الغرق وأعلن بشرى للبنانيين بأنه سينسحب من الحياة السياسية وسيقدم استقالته في اول جلسة يعقدها مجلس النواب٠

جنبلاط لم يطرح اي حلول او اي علاج لإنقاذ البلد من براثن هؤلاء الكواسر الذين نهشوا وينهشون في جسد هذا البلد وشعبه الذي يعاني كل ألوان الأزمات والإذلال وفقدان الكرامة٠فقط اوحى ان هؤلاءالمتزعمين يجب ان يسقطوا سويةً وبدون سقوطهم لا أمل في اي إصلاحات او اي تحسن في مستوى البلد ومستوى معيشة أهله ٠ أمراء الحرب وملوك الطوائف أعفوا ويعفون أنفسهم من المحاسبة عن كل الاذى والجرائم والدمار والضحايا التي تسببوا بها٠اقل الإيمان ان ينسحبوا مع بعضهم الان وباقرب وقت ليوفروا على البلد المزيد من كوارثهم وأطماعهم وتدميرهم للبلد ومؤسساته واقتصاده ولقمة عيش مواطنيه٠

الشعب اللبناني يريد من جنبلاط اقناع نظرائه الأمراء ان ينسحبوا معه وبألاخص ان لا يعود عن قراره اذا دبّت فيهم النخوة وحاولوا إقناعه بالعودة الى الحظيرة

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

هذا ما سيحصل عند استقالة جنبلاط؟

 محمد نمر/ النهار/ 22 نيسان/16

تعتبر استقالة نائب في الجمهورية اللبنانية حالة نادرة والتاريخ يشهد أن صاحب هذا المنصب لا يتخلى عن كرسيه النيابي إلا في حال الموت، لكن هذه المرة هناك من يعيش أيامه أو أشهره الأخيرة بهذه الصفة، ليس مجرد نائب بل زعيم ورئيس حزب شهد وشارك في أهم المحطات في العقود الاخيرة. قرار الاستقالة بالنسبة إلى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد #جنبلاط بات محسوماً، وكتب نصه وجهزه لكنه ينتظر أول جلسة نيابية لـ"تشريع الضرورة" ليقدّمها إلى رئيس المجلس نبيه #بري، وبالتالي فإن الجلسة - في حال عقدت - ستشهد تشريعات تخص شؤون اللبنانيين ووداع النائب جنبلاط، وربما من المبكر السؤال ماذا بعد الاستقالة، طالما أن امكانية عقد جلسة مكتملة النصاب ميثاقياً صعب في ظل رفض بعض الأطراف الاتجاه إلى المجلس لأداء مهمة أخرى بعيدة من انتخاب رئيس جمهورية، لكن تساؤلات عديدة طفت على سطح الحراك السياسي: هل تنعقد جلسة وتقدم الاستقالة قبل 6 أشهر من موعد انتهاء ولاية مجلس النواب (أيار 2017) الممدد لنفسه، فإذا نجحت القوى السياسية بذلك فإنها ستكون أمام استحقاق جديد: انتخابات فرعية في قضاء الشوف لانتخاب البديل من جنبلاط، ليأتي السؤال الثاني: هل ستحتفظ المختارة بالمقعد بين جدرانها؟ ووفق مصادر قيادية في الحزب التقدمي فإن "اجراء انتخابات فرعية مرهون بمسار استقالة جنبلاط وتوقيتها والمدة المتبقية من ولاية المجلس، اضافة إلى موعد تقديمها في شكل رسمي، وعلى هذا الأساس يبنى على الشيء مقتضاه". وهي المرة الثانية التي يتحدث بها جنبلاط عن الاستقالة، وتقول المصادر لـ"النهار": "قرار الاستقالة ليس جديداً والمشروع في ذهن جنبلاط من أكثر من سنة ونصف السنة، وطواه في المرة الأولى بسبب مسألة الانتخابات الفرعية لأن الظروف لم تكن مناسبة فيما اليوم وطالما هناك انتخابات بلدية وفرعية في جزين، فيعني ان اجراء انتخابات فرعية في الشوف بات ممكناً". ولا يخفي جنبلاط تحضير نجله #تيمور لاستلام الكرسي في المختارة وحمل ارث الراية الجنبلاطية ، ويبدو أن المسار نفسه سيطغى على الانتخابات الفرعية، فإذا حصلت "هناك توجه اكيد لترشيح تيمور للمقعد الذي شغله جده ووالده وأن يخوض معركة ديموقراطية، لكن هذه القرارات تبقى رهن جنبلاط وما ستطرأ عليه الأيام المقبلة". ووفق المواد 16 و17 و18 في الفصل الخامس من النظام الداخلي لمجلس النواب: "للنائب أن يستقيل من النيابة بكتاب خطي صريح يقدم إلى رئيس المجلس، فإن وردت الإستقالة مقيدة بشرط تعتبر لاغية. وعلى الرئيس أن يعلم المجلس بالاستقالة بأن يتلو كتاب الإستقالة في أول جلسة علنية تلي تقديمها وتعتبر الإستقالة نهائية فور أخذ المجلس علماً بها. كما للنائب المستقيل أن يرجع عن استقالته بكتاب خطي يقدم إلى رئيس المجلس قبل أخذ المجلس علماً بها وتعتبر الإستقالة كأنها لم تكن". ويؤكد أستاذ القانون الدستوري المحامي هادي راشد حتمية اجراء انتخابات فرعية في الشوف في حال استقال جنبلاط كنائب قبل مهلة انتهاء ولاية مجلس النواب بـ 6 أشهر وذلك وفقاً للدستور"، معرباً عن استيائه لعدم اجرائها خلال شهرين من وفاة نائب جزين ميشال حلو ويقول: "خرقت وزارة الداخلية الدستور، فهي يجب أن تجري خلال مهلة شهرين من تقديم الاستقالة أو في حالة وفاة النائب". ويضيف: "في حال جرت الموافقة على الاستقالة وكانت المدة المتبقية أقل من 6 أشهر فحينها ينتظر موعد الانتخابات لاجرائها مع باقي المناطق اللبنانية، أما في حال تم تأجيل الانتخابات أو تمديد الولاية فلا بد من اتخاذ القرار باجرائها طالما عادت المدة (6 اشهر قبل اجراء الانتخابات)، وهذا ما كان يجب ان يحصل بعد وفاة حلو".

 

كباش "التشريع" بين بري والثنائي المسيحي علـــــى أشدّه

موغريني وايرولت يستعرضان الرئاسة ومصر على خط المعالجة

الانترنت: حمود يختم تحقيق" غوغل كاش" ومقبل يتحـــدى...

المركزية- وسط الغبار الكثيف الذي يُرتقب ان يثيره ملف "تشريع الضرورة" من جهة، وعلى وقع ضجيج الماكينات الانتخابية التي انطلقت تحضيرا للاستحقاق البلدي الذي يسير قدما على سكة الانجاز.. الا اذا، من جهة أخرى، يرجّح أن تعيش الساحة الداخلية في قابل الايام.في حين يبقى طيف الاستحقاق الرئاسي مظلّلا الوساطات الخارجية من بوابة ضرورة ملء الفراغ وتعزيز الوجود المسيحي.

تشريع الضرورة: في النقطة الاولى، يبدو رئيس مجلس النواب نبيه بري مصرا على فتح أبواب مجلس النواب، على رغم رفض أهم القوى المسيحية للطرح، الا اذا ادرج على رأس جدول الاعمال قانون الانتخاب لاقراره، ويصب جهده على محاولة تحرير الرئيس سعد الحريري من الوعد الذي كان أطلقه ابان جلسات تشريع الضرورة في تشرين الثاني الماضي. واعتبرت مصادر التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، ان ما سُمي "مبادرة" بري، هو عمليا مناورة لجرّهما الى الهيئة العامة للمجلس من باب ادارج القانون على جدول الاعمال أوّلا لكن ربط السير في مناقشته بتراجع المجلس عن التوصية السابقة التي كان أصدرها ورفض فيها التصديق على أي قانون انتخابي جديد قبل انتخاب رئيس للجمهورية. واشارت عبر "المركزية" الى ان بري يسعى الى اعادة احياء التوصية المذكورة لان من شأنها ان تعتق الرئيس سعد الحريري من التعهد الذي كان قطعه والتزم فيه عدم المشاركة في أي جلسات تشريعية لا يكون على رأس جدول أعمالها قانون الانتخاب. واضافت الاوساط ان "رئيس المجلس يحاول ايضا من خلال مبادرته "المفخخة"، دق اسفين بين القوى المسيحية مستفيدا من غياب الرؤية الموحدة بينها ازاء قانون الانتخاب العتيد، وهو ما اعتبرته محاولة يائسة لان القوات والتيار يواصلان اجتماعاتهما ولقاءاتهما للتوصل الى تصور مشترك للقانون، وقالت "ليظهر بري رغبة جدية ليس فقط في بحث القانون بل في اقراره، وليترك مسألة الاتفاق على شكله وصيغته بين التيار والقوات، للحزبين".

كنعان والرياشي: وكان أمين سر تكتل "التغيير والإصلاح" النائب إبراهيم كنعان ورئيس جهاز التواصل والاعلام في "القوات اللبنانية" ملحم الرياشي أكدا مقاطعة أي جلسة تشريعية من دون قانون انتخاب، معلنين خلال لقاء تحت عنوان "من الوحدة المسيحية الى الوحدة الوطنية"، أن "التيار" و"القوات" لا يريدان الغاء احد في الانتخابات البلدية، بل يهدفان الى ارساء رافعة لجمع المسيحيين".

اضراب الثلثاء: ومواكبة لمساعي عقد جلسات تشريعية ولئلا تضيع قضية سلسلة الرتب والرواتب، تعتصم هيئة التنسيق النقابية الثلثاء المقبل، وقد دعت رابطة أساتذة التعليم المهني والتقني الرسمي في لبنان الى الاضراب والمشاركة الكثيفة في الاعتصامات، مشيرة الى ان "مهما طالت مدة التسويف والمماطلة فانها لن تتخاذل وتفرط في حقوق من تمثل.

الانتخابات البلدية والفرعية: من جهة ثانية، تواصلت الاستعدادات للمعركة الانتخابية البلدية في المناطق والقرى اللبنانية عشية انطلاقها في 8 أيار المقبل. أما على الصعيد النيابي، فافتتح مرشح "التيار الوطني الحر" الدكتور أمل أبو زيد الترشيحات للانتخابات النيابية الفرعية في دائرة قضاء جزين، لملء المقعد الماروني الشاغر بوفاة النائب ميشال الحلو فقدم المستندات اللازمة للانتخابات التي ستجري الاحد في 22 ايار.

موغريني وايرولت: وفي مقابل الزخم الانتخابي البلدي، الجمود سمة الاستحقاق الرئاسي. لكن المساعي الدبلوماسية الخارجية تستمر لمحاولة كسر هذه المراوحة وتسهيل انجاز الاستحقاق. وفي هذا المجال ، خصص جزء من المباحثات التي جرت اليوم بين الممثلة العليا للسياسة والأمن والشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني ووزير الخارجية الفرنسية جان مارك ايرولت في باريس للملف اللبناني. وأشارت أوساط دبلوماسية عربية مقيمة في فرنسا عبر "المركزية" الى ان اللقاء يندرج في خانة الجهود الغربية للبحث عن سبيل لاحداث ثغرة في جدار الاستحقاق الرئاسي، مشيرة الى ان ثمة تعويلا دوليا على دور فرنسي في هذا المجال، حيث يؤمل أن تتمكن باريس من اقناع ايران بالافراج عن الرئاسة اللبنانية. الا ان هذا الخرق لا يزال حتى الساعة بعيد المنال ويصطدم وفق الاوساط، بتصلب طهران. ومن المرجح ان تتوجه موغريني الى ايران في الاسابيع المقبلة للاطلاع عن كثب على موقفها من الرئاسة اللبنانية. الا ان حيزا كبيرا من مناقشات موغريني وايرولت استحوذت عليه التحضيرات الجارية لاجتماع مجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان المقرر في 27 ايار المقبل في بيروت، حيث كان عرض لجدول أعمال الاجتماع العتيد وبحث في المساعدات التي يتعين تقديمها الى لبنان الذي يتحمل الكمّ الاكبر من تداعيات النزوح السوري.

وساطة مصرية: وليس بعيدا، ومع توجه السفير الفاتيكاني غابريال كاتشيا قريبا الى الفاتيكان للتشاور مع المسؤولين في الكرسي الرسولي في آخر ما افرزه المشهد اللبناني الرئاسي والمساعي التي تقودها الكنيسة الكاثوليكية لوضع حد للفراغ، تحدثت مصادر سياسية مطلعة لـ"المركزية" عما اعتبرته شيئاً ما يدور في الفلك الرئاسي من البوابة المصرية رافضة تصنيفه في اطار المبادرة، بيد انها اشارت الى ان حراكا ما تقوده مصر باعتبارها ليست بعيدة عن ايران التي تحمل في جيبها مفتاح الحل للازمة ، بعدما لم تفلح الجهود الفرنسية التي بذلت في هذا الاتجاه في حمل طهران على تغيير موقفها، وانكفأت روسيا اثر زيارة نائب وزير خارجيتها ميخائيل بوغدانوف لطهران من دون نتيجة بسبب ربط الاخيرة تسهيل الاستحقاق بحزمة شروط تتصل بمكاسب سياسية في التسوية السورية وطلب رفع العقوبات عن حزب الله. ولفتت في هذا المجال حركة سفير مصر في لبنان احمد بدر الدين زيدان الذي كان زار الرابية امس.

مجلس الوزراء: على خط آخر، أشارت معلومات صحافية الى ان رئيس الحكومة تمام سلام، الذي شارك اليوم في قمة المناخ في نيويورك، سيرأس جلسة لمجلس الوزراء الاربعاء المقبل، على جدول اعمالها 165 بندا.

الانترنت غير الشرعي: من جهة ثانية، وفي جديد التحقيقات في ملف الانترنت غير الشرعي، كشف المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود انه اعطى الاشارة بختم التحقيق المنظم من قبل مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية في قوى الامن الداخلي في شأن قضية غوغل كاش"، مشيرا الى "انه وبنتيجة التحقيق تم توقيف شخصين، والاستماع الى افادة موظفين". اما نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل الذي يتوجه الثلثاء الى موسكو للمشاركة في مؤتمر الامن الدولي الخامس، فشدد عبر " المركزية" على "ان القيادة العسكرية رفعت للمسؤولين والمعنيين تقارير بكل ما لديها في هذا الشأن، ولا يجوز ان تقحم المؤسسة في قضية مماثلة وتحل مكان اجهزة امنية أخرى، وقال: من يملك مستندات او وثائق فليضعها على الطاولة او يقدمها للجهات المختصة لتتم في ضوئها المحاسبة والمحاكمة والا فليصمتوا. أتحدى كل من يطلق الاتهامات في اتجاهي، ان يثبت علاقتي او اي من انسبائي بالملف. وأرفض رفضا قاطعا حتى محاولة الغمز من قناة مسؤوليتي لانني اشتمّ رائحة محاولة تشويه صورتي وموقعي."

 

الراعي يلتقي ملك بلجيكا خلال جولته الاوروبيـة وويدشن كابيلا لذخائر القديسين اللبنانيين في فرنسا

المركزية- من المؤكّد ان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي سيحمل هواجس لبنان التي تتمثل اولا بضرورة انتخاب رئيس الجمهورية، في خلال زيارته المرتقبة الى بلجيكا في 26 الجاري لثلاثة ايام، وان كانت تتسم بطابع رعوي. فسيد بكركي الذي دخل عامه الخامس في سدة البطريركية المارونية، يسعى جاهدا لاعادة انتخاب رئيس يحفظ المقعد الماروني الاول والاوحد في الشرق الاوسط، الذي تُعتبر حمايته حماية للوجود المسيحي المكوّن الاساس للبنان، فوفق معلومات "المركزية" سيلتقي البطريرك الراعي في بلجيكا الملك لويس فيليب ليوبولد ماري مدة 45 دقيقة، وسيناقش معه اوضاع الجالية اللبنانية والتطورات في الداخل اللبناني وخارجه، ويشارك مساء في قداس سيدة لبنان في بروكسل. ويتضمن برنامج الزيارة محاضرة يلقيها البطريرك الراعي في مقر البرلمان الاوروبي، ثم لقاء مع رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز ورئيس مجلس الشيوخ وعدد من المسؤولين، والرعية المارونية المتواجدة هناك وأبناء الجالية، وقد يلتقي أيضا رئيس الحزب المسيحي. كما يقيم رئيس الرابطة المارونية في بلجيكا مارون كرم حفل عشاء على شرف الراعي، يقدّم في خلاله كرم للراعي درع مقاطعة الوالونية، على ان يعود الى لبنان في 29 الجاري. اما في 6 ايار المقبل، فيغادر البطريرك الراعي بيروت متوجّها الى فرنسا في زيارة تستمر يومين، يرعى في خلالها حفل تدشين تمثال السيدة العذراء الذي تقدم به رئيس المؤسسة المارونية للانتشار نعمت فرام، وستكون كلمة للبطريرك امام أركان الجالية ولقاءات مع عدد من المسؤولين الفرنسيين، اضافة الى وجوده كضيف اساس في حفل توقيع كتاب الكاتبة الفرنسية ايزابيل دلمان التي سبق ان اصدرت كتابا عن جان بول 2 والام تيريزا.وفي 8 ايار يفتتح البطريرك الراعي حفل تدشين كابيلا لبنان التي تتضمن ذخائر القدسين اللبنانيين في حدث كنسي كبير يحصل للمرة الاولى في حضور رسمي وشعبي. ويرافق البطريرك الراعي في جولته الفرنسية راعي أبرشية الموارنة في فرنسا والزائر الرسولي على أوروبا المطران مارون ناصر الجميل.

وبعد جولته الاوروبية، سيتوجّه البطريرك الراعي الى جنوب افريقيا في زيارة رعوية من 18 ايار المقبل الى 23 منه، تعتبر الاولى له حيث سيلتقي جالية مارونية لبنانية قديمة، اضافة الى لقاءات مع ابناء الرعية والمسؤولين عنها. ثم يتوجه البطريرك في زيارة لم يحدّد برنامجها بعد ولا مواعيد اللقاءات فيها الى الولايات المتحدة الاميركية في حزيران المقبل، حيث سيشارك في مؤتمر "NAM" الذي تنظمه "الجمعية المارونية الرسولية" الاميركية والذي يفتتح اعماله في الاسبوع الاول من تموز في سان فرنسيسكو بعد ان كان العام الفائت في ولاية كليفلاند – اوهايو.

 

مقبل الى موسـكو الثلـثاء للمشـاركة في مؤتمـر الامـن الدولـي: تركيز على تحديي الارهاب والنزوح ووجوب مساعدة الجيش للمواجهة

لقاءات عسكرية مع شويغو وبوغدانوف ورئاسية مع البطريرك كيريل

المركزية- علمت "المركزية" ان وزير الدفاع سمير مقبل سيتوجه يوم الثلثاء الى موسكو يرافقه وفد عسكري تلبية لدعوة من نظيره سيرغي شويغو للمشاركة في المؤتمر الخامس للأمن الدولي في 26 و27 الجاري الى جانب عشرين من نظرائه في دول العالم من بينهم الايراني حسين دهقان وخمسة عشر رئيسا لهيئات الأركان العامة اضافة إلى الخبراء غير الحكوميين لمناقشة قضايا الحرب والسلام والتعاون العسكري الدولي. ويستضيف المؤتمر لهذا العام عشرةً ممثّلين للمنظّمات الدولية، والممثّليْن (الاثنين) للأمين العام للأمم المتّحدة وكبار مسؤولي منظّمة الأمن والتعاون في أوروبا واللجنة الدولية للصليب الأحمر وقيادة رابطة الدول المستقلّة ومنظّمة معاهدة الأمن الجماعي وجامعة الدول العربية. يبدأ المؤتمر، الذي يعتبر أحد أبرز النشاطات في وزارة الدفاع الروسية، وفق معلومات "المركزية" بخطاب للوزير شويغو ثم يتحدث وزير الخارجية سيرغي لافروف، يليه مدير هيئة الأمن الفدرالي ألكساندر بورتنيكوف وكلمة للأمين العام للأمم المتّحدة بان كي مون، ثم يتوالى على الكلام وزراء الدفاع المدعوون ومدراء الهيئات العسكرية خلال أربع جلسات عامة. اما كلمة الوزير مقبل، فستتناول موقف لبنان من الارهاب وتنظيماته سيما منها "داعش" التي يواجهها جيشه على الحدود الشرقية ويفنّد التحديات من زاويتي الارهاب الحدودي حيث المؤسسة العسكرية تقوم بمهام التصدي والمواجهة بما لديها من قدرات، وذاك المتغلغل في مخيمات النازحين السوريين المنتشرة في مختلف المناطق وتشكل قنابل موقوته، ذلك ان الارهابيين الذين يتسللون اليها يوظفونها في مجال تجنيد بعض هؤلاء لتنفيذ عمليات لا تقتصر مخاطرها على لبنان فحسب بل تمتد الى دول الجوار وصولا الى اوروبا.

والى المشاركة في المؤتمر الامني، تفيد مصادر المعلومات "المركزية" ان وزير الدفاع سيعقد لقاءات مع مسؤولين عسكريين وسياسيين وروحيين بدءا من نظيره شويغو حيث يبحثان في شؤون امنية وعسكرية تخص البلدين على ان يثير الوزير مقبل مسألة المساعدات العسكرية الروسية للجيش اللبناني لمساعدته على الاستمرار في مهمة مواجهة الارهاب . وتكشف المصادر في هذا المجال عن ان مقبل يحمل في جعبته لائحة بحاجات المؤسسة العسكرية الملحة والمفترض توفيرها سريعا لتحسين الاداء ورفعه الى المستوى النوعي في موازاة الجهود الدولية لمكافحة الارهاب. اما في جدول مواعيد وزير الدفاع في المقلب الروحي- السياسي الروسي، فتم تحديد لقاء مع بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل يحضره نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف باعتباره مسؤولا عن ملف لبنان والمنطقة سيتركز النقاش خلاله على الوضع اللبناني عموما والمسيحي خصوصا في ضوء ما يتعرض له مسيحيو المنطقة من اضطهاد وتهجير والدور الممكن ان تلعبه الكنيسة للحد من نزيف الهجرة ووقف تفريغ الشرق الاوسط من المكون المسيحي، الى جانب الاستحقاق الرئاسي الذي يشكل انتخاب رئيس جمهورية،وهو المسيحي الوحيد في المنطقة، سندا قويا ودعما لهؤلاء، خصوصا ان البطريرك كيريل يلعب دورا في هذا المجال من خلال اثارة الملف مع الرئيس فلاديمير بوتين في ضوء الرسالة التي كان تلقاها من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي متضمنة تمنيا ببذل روسيا اقصى الممكن مع ايران لتسهيل الاستحقاق وتحرك في ضوئها بوغدانوف نحو طهران. يذكر ان مقبل كان استقبل اليوم سفير روسيا الكسندر زاسبكين وعرض معه لتحضيرات الزيارة الى موسكو التي يعود منها يوم الخميس المقبل.

 

مبادرة بري "المفخخة" تحشر المسيحيين وتحرّر الحريري و"التيار" نحو "النيابية" بعد "البلدية" ولـو وفق "السـتين"؟

المركزية- لم يترك الاقتراح الجديد الذي طرحه رئيس مجلس النواب نبيه بري على طاولة الحوار الوطني الاربعاء، أية أصداء ايجابية في أوساط القوى المسيحية الكبرى أي التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، المتمسكة بإدراج قانون الانتخاب على رأس جدول أعمال جلسات تشريع الضرورة التي يعدّ بري العدة للدعوة اليها، كشرط رئيس للمشاركة فيها. حتى ان مصادر الحزبين المسيحيين اعتبرت ان ما سُمي "مبادرة"، هو في واقع الحال مناورة من رئيس المجلس لجرّهما الى الهيئة العامة للمجلس من باب ادراج القانون على جدول الاعمال أوّلا لكن ربط السير في مناقشته بتراجع المجلس عن التوصية السابقة التي أصدرها ورفض فيها التصديق على أي قانون انتخابي جديد قبل انتخاب رئيس للجمهورية. وتقول المصادر لـ"المركزية" في هذا الاطار، إن بري الذي يبدو مصرا على اعادة تفعيل التشريع، يسعى الى اعادة احياء التوصية المذكورة لان من شأنها تحرير الرئيس سعد الحريري من التعهد الذي قطعه ابان مشاركته في جلسات تشريع الضرورة الاخيرة في تشرين الثاني الماضي والتزم فيه بعدم المشاركة في أي جلسات تشريعية لا يكون على رأس جدول أعمالها قانون الانتخاب. ذلك ان بري الذي يرى ان الغطاء المسيحي للجلسات سيؤمنه نواب مسيحيون من خارج كتل التيار والقوات والكتائب، ومنهم نواب كتلة رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، يحتاج أيضا الى حضور المكون السني لضمان ميثاقية الجلسات التي يتمسك بها رئيس المجلس. الا ان برّي يسعى ايضا من خلال مبادرته "المفخخة" حسب الأوساط، الى دق اسفين بين القوى المسيحية مستفيدا من غياب الرؤية الموحدة بينها ازاء قانون الانتخاب العتيد، وهو ما تعتبره محاولة يائسة لان القوات والتيار يواصلان اجتماعاتهما ولقاءاتهما للتوصل الى تصور مشترك للقانون، وتقول "ليظهر بري رغبة جدية ليس فقط في بحث القانون بل في اقراره، وليترك مسألة الاتفاق على شكله وصيغته بين التيار والقوات، للحزبين".

على خط آخر، تكشف مصادر نيابية مستقلة عبر "المركزية" ان رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون يزمع المطالبة باجراء انتخابات نيابية ولو وفق قانون الستين بعد اجراء الانتخابات البلدية، وسينطلق في خطوته من نجاح الاجهزة العسكرية والامنية في تأمين سلامة ونزاهة وحرية الاستحقاق البلدي، ما يعني ان العامل الامني الذي قيل انه سبب التمديد لمجلس النواب لم يعد قائما، وبات من المطلوب لا بل الواجب اجراء الانتخابات النيابية على ان يضع المجلس الجديد قانون الانتخاب العتيد وينتخب رئيسا للجمهورية. وتعقيبا، تشير المصادر الى ان رئيس المجلس الذي سيدرج على جدول اعمال الجلسات العتيدة عددا من البنود الاقتصادية والمالية وجملة مشاريع ملحة تحتاج الى الاقرار ولم تعد تحتمل المماطلة والانتظار، بما يلتقي ومبدأ "تشريع الضرورة"، قد يدرج ضمن هذه البنود، مشروعا يقضي بتمديد ولاية المخاتير لتفادي تعطيل المرفق العام في جبل لبنان بعد تأجيل الانتخابات الاختيارية فيها من 1 أيار الى 15 منه، وقد يكون هذا التمديد مدخلا الى تمديد للبلديات فيتأجل الاستحقاق، ويكون بري، بـ"الحجر نفسه"، قطع الطريق على طرح عون، تختم المصادر.

 

الاستحقاق الرئاسي بين موغريني وايرولت.. والخرق بعيد المنال؟ وعرض لجدول أعمال اجتماع "مجموعة الدعم الدولية" أواخـر أيار

المركزية- الإحاطة الدولية الدائمة بالوضع اللبناني والتي تجلّت مؤخرا بزيارة أرفع المسؤولين في الدول والمنظمات الوازنة على المسرح العالمي بيروت، وأبرزهم الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، مستمرة، وتركّز في شكل خاص على دعم استقراره وعلى مساعدته في تحمل أعباء النزوح، لكنها تحاول أيضا ايجاد حل لأزمة الشغور الرئاسي التي تدخل في 25 أيار المقبل عامها الثالث. وفي هذا الاطار، وبعد ان كانت ممثلة الامين العام للامم المتحدة سيغريد كاغ بحثت منذ نحو أسبوعين مع وزير الخارجية الفرنسية جان مارك ايرولت في ما يمكن ان تقدمه فرنسا لتسهيل اجراء الاستحقاق الرئاسي، حيث كان اتفاق على ان تقوم باريس بخطوات تجاه طهران التي تنوي الدبلوماسية الاممية بدورها زيارتها قبل نهاية الجاري، حطت الممثلة العليا للسياسة والأمن والشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني في باريس اليوم حيث التقت ايرولت. وأشارت أوساط دبلوماسية عربية مقيمة في باريس عبر "المركزية" الى ان هذا اللقاء الذي خصص جزء واسع منه للملف اللبناني، يندرج في خانة المساعي الدبلوماسية الغربية للبحث عن سبيل لإحداث ثغرة في جدار الاستحقاق الرئاسي، مشيرة الى ان ثمة تعويلا دوليا على دور فرنسي في هذا المجال، حيث يؤمل أن تتمكن باريس من اقناع ايران بالافراج عن الرئاسة اللبنانية. الا ان هذا الخرق لا يزال حتى الساعة بعيد المنال ويصطدم وفق الاوساط، بتصلب طهران الباحثة عن دور لها في التسوية التي يعمل الاميركيون والروس على رسمها للمنطقة، حيث تنتظر ان "تبيع" ورقة الاستحقاق في الوقت المناسب ومقابل حصّة في قالب الجبنة الجاري تقاسمه في الاقليم. على أي حال فان موغريني تعتزم التوجه الى ايران في الاسابيع المقبلة للاطلاع عن كثب على موقفها من الرئاسة اللبنانية. الا ان حيزا كبيرا من مناقشات موغريني وايرولت استحوذت عليه التحضيرات الجارية لاجتماع مجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان المقرر في 27 ايار المقبل في بيروت، علما انه قد ينقل الى باريس اذا قرر وزيرا الخارجية الاميركية والروسية المشاركة فيه، لاعتبارات أمنية، علما ان الاوساط تلفت في هذا المجال الى ان عدم حضور الرجلين الى بيروت له أيضا أبعاد سياسية، حيث لا يحبذان الانتقال الى لبنان وجعبتهما خالية من أي طرح قد يساعد على تخطي الأزمة الرئاسية... وبحثت موغريني مع ايرولت في جدول أعمال الاجتماع العتيد وغاصا وفق الاوساط في المساعدات التي يتعين تقديمها الى لبنان الذي يتحمل الكمّ الاكبر من تداعيات النزوح السوري الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتربوية والسياسية والامنية، وذلك في ضوء تقديم بيروت في أكثر من محفل دولي جردة بما يحتاجه من قروض ومساعدات مالية وعينية ليتمكن من الصمود، حيث عرض المسؤولان أفكارا لمشاريع في البنى التحتية والمدارس والمستشفيات تساعد لبنان على مواجهة التحديات الملقاة على عاتقه. وكان تشديد على ضرورة ان يخرج الاجتماع المرتقب بتجديد دعوة لبنان ومسؤوليه الى الاسراع في انتخاب رئيس بمبادرات لبنانية، بما يعيد اطلاق عجلة المؤسسات ويعزز الاستقرار، وان يتضمن إشادة بدور الجيش والمؤسسات الامنية، بعد ان أثبتا تفوقا في مواجهة الارهاب.

 

وفد قيادي فلسطيني في عين الحلوة استبق الاحمد

المركزية- علمت "المركزية" من مسؤول فلسطيني في مخيم عين الحلوة ان وفدا قياديا فلسطينيا من رام الله، يجول في المخيم بهدف رفع الكفاءة والقدرة القتالية لدى ضباط الامن الوطني الفلسطيني ورفع مخصصاتهم المالية ورواتبهم ورتبهم العسكرية، حيث أنهم لم يحصلوا على حقوقهم منذ دمج الوحدات العسكرية في "فتح" في اطار الامن الوطني الفلسطيني كما هي الحال في رام الله برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس . وأعلن المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه ان الوفد القيادي وصل الى لبنان قبل وصول عضو اللجنة المركزية لحركة فتح المشرف على الساحة اللبنانية اللواء عزام الاحمد موفدا من الرئيس عباس، والذي يلتقي المسؤولين والقيادات الامنية الفلسطينية واللبنانية لترتيب البيت الفلسطيني والاطلاع على تداعيات عملية اغتيال ممثل حركة فتح في مخيم المية ومية فتحي زيدان ونتائج التحقيقات التي تجريها لجنة من الحركة واخرى من الدولة اللبنانية. وشملت الجولات حتى الآن قيادة قوات الامن الوطني، وكتائب شهداء الاقصى، وشهداء عين الحلوة، وشهداء شاتيلا، وابو جهاد الوزير، والتسليح المركزي، ودائرة العلاقات العامة والاعلام، واللاسلكي، والقوة الامنية المشتركة، والوحدات والاجهزة الاخرى. وبحسب المسؤول، فإن الوفد كان قد التقى قائد قوات الامن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب و نائب قائد القوات قائد القوة الامنية الفلسطينية المشتركة في لبنان اللواء منير المقدح.

 

درباس: لا نية لأحد بـ"التوطين" ونطالب بـ"هيئة وطنية عليـا"واهتمام دولي بدعم لبنان لتحمّل أعباء النازحين شرط بقائهم فيه

المركزية- شكّل النزوح السوري ملفاً ساخناً في مؤتمر "الربيع" السنوي الذي نظمه البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في واشنطن الأسبوع الفائت، وشارك فيه من الجانب اللبناني وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب والنائبان ياسين جابر وابراهيم كنعان. وأخذ ملف النزوح في لبنان حيّزاً كبيراً من أعمال المؤتمر، بعدما بدأ العالم يتلمس حجم الأكلاف التي يتكبدّها لبنان جراء هذا النزوح، من النواحي الإقتصادية والإجتماعية والإنسانية والتربوية، الأمر الذي استدعى رفع سقف الإستغاثة طلباً لدعم دولي أوسع وأكبر. وبعدما ركز المسؤولون اللبنانيون المشاركون في أعمال المؤتمر، على معاناة لبنان من عدم قدرته على تأمين تغطية الأكلاف الموجبة لدعم النازحين، قرر المؤتمرون رصد 3 مليارات دولار للدول المضيفة للنازحين السوريين ولا سيما لبنان، على أن يتابع وفد من البنك الدولي نتائج المؤتمر وتوصياته، في زيارة قريبة سيقوم بها إلى لبنان ولقائه المسؤولين اللبنانيين في هذا الإطار، ولا سيما في ما يتعلق بالملف التربوي حيث أفضى المؤتمر إلى دعم المدارس الرسمية في لبنان وبرامجها التربوية، من أجل تعليم النازحين السوريين. مصادر متابعة للملف، لفتت لـ"المركزية"، إلى "الجهود الدولية المنكبة على مساعدة لبنان ودعمه بشتى الطرق لتأمين احتياجات النازحين المختلفة، شرط إبقائهم حيث هم وعدم مغادرتهم الأراضي اللبنانية". درباس: وفي هذا السياق، أوضح وزير الشؤون الإجتماعية رشيد درباس لـ"المركزية"، أن موضوع "توطين النازحين" غير وارد إطلاقاً عند اللبنانيين ولا عند النازحين السوريين ولا حتى لدى المجتمع الدولي"، داعياً إلى "التعامل بعقلانية مع الملف، عبر الإفادة من قلق المجتمع الدولي من الوجود السوري، بهدف مساعدة لبنان على تحمّل عبء أكلافه". وتابع: في هذا الإطار وتحت سقف القوانين اللبنانية، وضعنا خططاً منها خطة "الإستجابة للأزمة" في العام 2014 وتم تجديدها نهاية العام 2015، وتلحظ حالياً مليارين و480 مليون دولار، ونعمل على أساسها بكثير من الدقة مع المنظمات الدولية والجهات المانحة. وشدد على مبدأ "قبول لبنان مساعدات دولية في ملف النازحين، على شكل هبات فقط وليس قروضاً، أما دعم الشعب اللبناني بقروض بفوائد صفر، فلن يرفضها لبنان إطلاقاً، لكن من غير الوارد أن نقترض قرشاً واحداً من أجل اللاجئين السوريين".وعن دعوة لبنان في مؤتمر واشنطن الأسبوع الفائت، إلى اعتماد كلمة "نازح" وليس "لاجئا"، قال درباس: لا معنى لهذا "اللعب في الكلام"، فأنا أستخدم كلمة "لاجئين" عمداً. وإذ أكد رداً على سؤال، أن "لبنان عمل ما في وسعه لاستقطاب أكبر قدر ممكن من دعم المجتمع الدولي في قضية النزوح السوري"، دعا إلى "تشكيل هيئة وطنية عليا لقضية اللاجئين السوريين، من أجل اعتماد خطة واضحة لمعالجة الحالة الراهنة، والتوطئة لتشجيع اللاجئين على العودة إلى بلادهم وفق خطط ملموسة".

 

 مفاوضات "ناجحة" تُعيد التمثيل المسيحي الى بلديتي مشّان والحصون في جبيل وتأكيد علـى العيش المشترك وعـدم العودة الـى "خطـأ" انتخابـات 2010

المركزية- مشّان والحصون، بلدتان في وسط قضاء جبيل تستعدان لخوض غمار استحقاق الانتخابات البلدية بدءاً من 8 ايار المقبل اما بالتوافق او المعركة الديموقراطية شأنهما شأن معظم المناطق اللبنانية، لكن ما "يُميّزهما" عن باقي المناطق انهما سيوضعان تحت مجهر تثبيت "العيش المشترك" في التمثيل داخل المجلس البلدي. كيفولماذا؟ في الانتخابات البلدية في العام 2010 غاب التمثيل المسيحي في المجلس البلدي للبلدتين لاسباب تتصل بالعامل الديموغرافي لان ثلثي سكان مشّان والحصون هم من الطائفة الشيعية والثلث من المسيحيين، علماً ان 70 % من اراضي البلدتين تعود ملكيتها الى المسيحيين.

اليوم تجري مفاوضات تقود زمامها عائلات من الجانبين وبدعم من الاحزاب في جبيل من اجل عودة التمثيل المسيحي. فهل ستنجح فتُثبّت بذلك ان لا مكان للعامل الديموغرافي في مناطق "خبرت" العيش المشترك منذ سنوات؟

"المركزية" استطلعت آراء مسؤولين حزبيين في قضاء جبيل ودورهم في إنجاح المفاوضات".

ابي عقل: منسق جبيل في حزب "القوات اللبنانية" شربل ابي عقل اوضح ان "المفاوضات تجري على اساس عودة التمثيل المسيحي في مجلس بلديتي مشّان والحصون، والامور ذاهبة في اتّجاه تحقيق هذا الامر"، مؤكداً ان "الاجواء اليوم تختلف تماماً عن تلك التي سادت في الانتخابات السابقة". ولفت الى اننا "على تنسيق مع "التيار الوطني الحرّ" في هذا المجال"، مشيراً رداً على سؤال الى ان "التمثيل المسيحي في البلديتين سيكون تبعاً لما يتم الاتفاق عليه لناحية الارقام، مثلاً في بلدية الحصون مطروح تمثيل المسيحيين بـ4 اعضاء من اصل 9". واوضح ابي عقل ان "المسيحيين لم يتخلّوا عن حصّتهم في انتخابات العام 2010، انما الكلمة الاخيرة والحاسمة كانت للعبة الديموقراطية، علماً ان سكّان البلدتين الشيعة هم اكثر عدداً من المسيحيين"، اسفاً لان "الشيعة "كثروا" العرف في انتخابات 2010 لناحية تمثيل المسيحيين في البلدية، لكنه اشار في الوقت نفسه الى انهم "يحاولون اليوم "إعادة" العرف الى المجلس البلدي، و"تصحيح الخطأ" الذي ارتكب في الانتخابات السابقة".

بو يونس: من جهته، يؤكد مسؤول "التيار الوطني الحرّ" في جبيل طوني بو يونس ان "المفاوضات حتى الان نجحت في عودة التمثيل المسيحي الى البلديتين، على ان يُترك للعائلات تحديد عدد الاعضاء المسيحيين والشيعة"، مثنياً في هذا السياق على "دور العائلات في البلدتين في إنجاح المفاوضات.

وشدد على اهمية "المشاركة وليس عدد الاعضاء في البلديتين، فالعيش المشترك في مشّان والحصون كان وسيبقى"، ولفت ردأً على سؤال الى ان "نجاح المفاوضات لا يعني ان التوافق سيكون سيّد الموقف في الانتخابات، فيُمكن ان تذهب البلدتان الى معركة انتخابية بلائحتين متنافستين، وهذا امر طبيعي وديموقراطي". برّو: اما مسؤول "حزب الله" في جبيل الشيخ علي برّو فاشار الى "وجود لجان في البلدتين يتواصلان مع الاطراف كافة من اجل إنتاج مجلس بلدي توافقي يضمّ المسيحيين والشيعة، وحتى لو ذهبت الامور الى معركة انتخابية فان اي مجلس بلدي يُنتخب سيُراعي التمثيل المسيحي والمسلم". وتحدّث عن "تواصل بين عائلتي سعيد وشمص في بلدة مشّان وان شاء الله يتوصلان الى اتّفاق حول مجلس بلدي يُمثّل مكوّنات البلدة كافة"، ولفت الى ان "بلدة الحصون قد تتجه الى معركة انتخابية وهذا امر طبيعي وديموقراطي، لانتخاب مجلس بلدي تتمثّل فيه المكوّنات الدينية كافة".واكد الشيخ برّو رداً على سؤال اننا "حريصون على تمثيل جميع الاطراف في بلدتي مشّان والحصون، والتنافس الديموقراطي امر طبيعي يحصل في معظم المناطق اللبنانية"، معتبراً ان "ما جرى في العام 2010 في البلدتين هو "انكفاء" من جانب المسيحيين نتيجة خلاف بين الشيعة، ونأمل الا يتكرر ذلك".

 

الاعلامية في القوات: فبركات ومغالطات عن الاجتماع في معراب مع الكتلة الشعبية

الجمعة 22 نيسان 2016 /وطنية - صدر عن الدائرة الإعلامية في "القوات اللبنانية" البيان الآتي: "تستغرب الدائرة الإعلامية في "القوات اللبنانية" أشد الاستغراب الأخبار المفبركة المغلوطة المتداولة في بعض الصحف ووسائل الإعلام عن الاجتماع الذي عقد في معراب بين "القوات اللبنانية" و"الكتلة الشعبية" في محاولة واضحة ومكشوفة لحرف الأنظار عن الخلاف الحقيقي في وجهات النظر ووضعه في أطر أخرى منها شكلي ومنها شخصي، ولذلك يهم الدائرة الإعلامية أن توضح ما يلي:

أولا، تنسج "القوات اللبنانية" أفضل العلاقات الشخصية مع معظم القوى السياسية، ولكنها لا تخلط أطلاقا بين البعد الشخصي والبعد السياسي، وأبواب معراب مفتوحة دائما للحلفاء والخصوم وما بينهما، والمعيار لم يكن يوما شخصيا، إنما سياسيا بامتياز.

ثانيا، علاقة الود والمحبة والاحترام التي تكنها "القوات اللبنانية" للنائب المرحوم الياس سكاف وعائلته لم تتأثر يوما بالتباينات السياسية، بل هي تثمن عاليا نهج المرحوم سكاف.

ثالثا، كل ما حكي عن استقبال غير لائق أو بارد لـ"الكتلة الشعبية" والسيدة ميريام سكاف تحديدا تدحضه الوقائع، ويكفي في هذا السياق العودة إلى ارشيف الصحف أو التلفزيون التي تظهر بما لا يقبل الشك مدى حسن الاستقبال، كما أجواء الود التي أحاطت باللقاء.

رابعا، ما يدحض كل تلك الأقاويل والشائعات المؤتمر الصحافي الذي عقدته السيدة سكاف وعرضت فيه نقاط الاختلاف في النظرة الى تشكيل البلدية بين"القوات اللبنانية" و"الكتلة الشعبية" من دون أن تأتي على ذكر أي أسباب أخرى لا من قريب ولا من بعيد، ما يعني ان فشل المفاوضات بين الطرفين يعود الى أسباب موضوعية بحتة وليس الى أسباب عائلية أو شخصية أو أي شيء من هذا القبيل.

خامسا، الخلاف في وجهات النظر حول موضوع البلدية لا يفسد في الود قضية، والتعاون لما فيه مصلحة زحلة والوطن يتجاوز المحطات الانتخابية.

سادسا، لا يخفى على أحد أن الغاية من هذه الأخبار الملفقة، في هذه المرحلة كما في محطات أخرى سابقة لم تكن تمت الى موضوع زحلة بصلة، هي استهداف النائبة ستريدا جعجع انطلاقا من خلفيات باتت معروفة، ومن أبرزها فبركة مسائل شخصية عنها في ظل عجز البعض عن إيجاد أي مأخذ على أدائها البرلماني أو المناطقي.

سابعا، تتمنى الدائرة الإعلامية على الزملاء المعنيين الابتعاد عن فبركة واختلاق القضايا الشخصية التي لا تهدف الا الى الإثارة الرخيصة".

 

معلولي في عشاء رابطة النواب السابقين : للتصدي للمخاطر المهددة للكيان والاستقرار

الجمعة 22 نيسان 2016 /وطنية - أقامت رابطة النواب السابقين حفل عشاء، لمناسبة عيد الفصح المجيد، حضره الوزراء والنواب السابقون وعقيلاتهم.

معلولي

وفي المناسبة، ألقى رئيس الرابطة نائب رئيس مجلس النواب سابقا ميشال معلولي، كلمة عن "المبادرات التي تقوم بها الهيئة الادارية في التصدي للمخاطر التي تهدد الكيان والاستقرار والسلام، وأولى هذه المخاطر الحراكات التكفيرية وعرسال هي المثال على ذلك"، مثنيا على "الجهود التي تقوم بها القوى الامنية من جيش وقوى أمن".وتطرق الى "الخطر الوجودي المتمثل بالنازحين السوريين الذين يمثلون مع اللاجئين الفلسطينيين نصف سكان لبنان"، وأشار الى "الاجتماعات التي عقدتها الهيئة الادارية مع الرؤساء الثلاثة والوزراء المختصين والقيادات الامنية، مقدمة لهم مشاريع الحلول". وختم بالتأكيد على "مثابرة الرابطة في العمل الدؤوب، في ايصال لبنان الى بر الامان والاستقرار".

 

النابلسي: لم يعد مقبولا استمرار الفساد والنزف المالي

الجمعة 22 نيسان 2016 /وطنية - اعتبر العلامة الشيخ عفيف النابلسي في تصريح ان " البلدان التي أصيبت بمرض الفساد وشفيت منها كثيرة، لكن بلدنا بقي متلبسا بهذا المرض، وكأنه لا يريد أن يخرج منه. مع كل صباح نسمع عن فساد في هذا القطاع وذاك ، ثم نسمع اتهامات متبادلة بين مسؤولين كبار ولكن لا يتغير شيء على الإطلاق . فلا الفساد يقف ولا المسؤولون يحالون إلى الحساب". وسأل :" كيف يدعي البعض حرصه الدفاع عن سيادة لبنان ، وحرصه على الإصلاح السياسي ، وحرصه على الاستقرار الاجتماعي ، وهو إما شريك وإما متواطئ في الخلل والخراب والفساد المروع الذي ما عاد بالإمكان الحديث عن انتخاب رئيس للجمهورية أو تفعيل عمل المؤسسات من دون محاربة كل مفسد ومعتد على أملاك وأموال الدولة ومصالح المواطنين". وشدد على ان " هذا الواقع المزري لم يعد مقبولا أن يبقى. لم يعد مقبولا أن تكون الوزارات ومؤسسات الدولة مزارع يتحكم بها أشخاص. لم يعد مقبولاً أن تُحجز أموال البلديات وتُعطى لشركة محسوبة على مسؤولين في السلطة . لم يعد مقبولاً أن يستمر هذا النزيف المالي من دون حسيب أو رقيب والدولة تقع تحت عجز مخيف".

 

لقاء الجمهورية : لمعالجة الحد الأدنى من متطلبات اللبنانيين

الجمعة 22 نيسان 2016 /وطنية - عقد "لقاء الجمهورية" اجتماعه الدوري برئاسة الرئيس العماد ميشال سليمان وتداول في الاوضاع السياسية العامة والمعيشية التي تتعلق بهموم الناس ومتطلباتهم. واعتبر المجتمعون في بيان تلاه الأستاذ صلاح سلام أنه "في ظل استشراء التعطيل لمؤسسات الدولة، واستفحال التخلي عن المسؤولية الوطنية والواجب الدستوري. وبعدما أدى تلاحق الأزمات العاصفة بالبلاد الى تكتلات وانشقاقات، انكفأ بعضها على نفسه في إطار إفرازات واضحة أو مبهمة، وبما أن الأوضاع المرتبكة في المنطقة تبطن تطورات متقلبة قد تنعكس على لبنان ولا يقوى على ارتداداتها، ولأن الحلول المرتقبة لإحياء مؤسسات الدولة وعودة العجلة الدستورية الى طبيعتها، لا يبدو أنها متيسرة على المدى المأمول، فيما البلاد تعاني نزفا قاتلا في شتى مجالات الحياة، ينذر عند استمراره المتراكم بمضاعفات تفوق التوقع، ولأن هناك حدا أدنى من المعالجات يلتقي حولها في المطلق مجمل الأطراف والأفرقاء السياسيين، وفي انتظار ما تسفر عنه طوالع الأيام من تطور، ندعو القوى السياسية والحزبية الى أن تسقط من خلافاتها التآزر، حول ما يحقق البقية الباقية من متطلبات عيش ملح يشكل قاسما مشتركا، لمختلف المواطنين أينما كانوا، وأيا كان انتماؤهم، ومنها: المحافظة على الاستقرار الامني والسلم الاهلي، الالتزام بالقانون واستقلالية القضاء، الحرص على استقرار الليرة اللبنانية، تأمين سلامة الرغيف والمواد الغذائية، مكافحة الأوبئة والأمراض ومعالجة النفايات، الدقة في توزيع الكهرباء والمياه ووسائل الإتصال، الحد من انهيار المؤسسات، وقف الهدر التنفعي والعبث بالمال العام، المهادنة الاعلامية والطائفية والمذهبية، الاهتمام الاوفر برعاية مصالح اللبنانيين في بلاد الانتشار، تشكيل هيئة وطنية لمعالجة عودة النازحين بصورة آنية غير طوعية".

 

كنعان ورياشي : لمقاطعة اي جلسة تشريعية من دون قانون انتخاب والتوازن الطبيعي يعزز قيام الدولة

الجمعة 22 نيسان 2016

وطنية - نظمت رابطة قدامى مدرسة "سيدة الجمهور" لقاء بعنوان "من الوحدة المسيحية الى الوحدة الوطنية" في المدرسة، تحدث فيه امين سر تكتل التغيير والإصلاح النائب إبراهيم كنعان ورئيس جهاز التواصل والاعلام في "القوات اللبنانية" ملحم الرياشي.

كنعان

واشار كنعان الى أن "المشكلة اليوم في البلد، والتي ستظهر في الاسبوع المقبل اكثر فأكثر، هي في المطالبة بقانون انتخاب. وهناك من يأخذ على خاطره ويتهمنا لأننا نريد قانونا يؤمن صحة التمثيل. في الوقت الذي نحن لا ندعو الى ثورة، بل الى ما يؤمن الشراكة الحقيقية. واليوم، وبعد الوحدة المسيحية، بات هناك رأي واحد لا يمكن تجاوزه بسهولة. ومن يتجاوز التوازن والمساواة والديموقراطية الصحيحية، يضر نفسه، لانه يضرب مفهوم الدولة". وقال: " صحيح ان حزبين قاما بالمبادرة، ولكنها ليست مبادرة ليتصالح حزبان. فعندما اختلفا تأثر الحضور المسيحي والدولة، وعندما اتفقا، فاتفاقهما سينعكس ايجابا على الجميع. وبعيدا من الحسابات الحزبية، فكل منطقة فيها حضور مسيحي سعيدة بما حصل، والقواعد مرتاحة". وكرر "التأكيد ان "التيار" و"القوات" لا يريدان الغاء احد في الانتخابات البلدية، بل يهدفان الى ارساء رافعة لجمع المسيحيين"، وقال: "هي رافعة على مستوى الحقوق والملفات التي يطالب بها الجميع. وأملنا اننا بالتراكم الإيجابي يمكن ان نحقق. واذا دعي لجلسة تشريعية من دون قانون انتخاب سنقاطع جميعا. هذا الالتقاء يظهر انه ليس الغائيا، ولا يريد عزل احد، بل يسعى الى تقوية الموقف الجامع لكي لا يستفردنا احد. هي مبادرة حزبية ولكنها لجميع المسيحيين من اجل اللبنانيين كافة". ورأى كنعان "ان هناك مدرستين، الأولى لديها رؤية واستراتيجيا والثانية هي مدرسة سلطة ومواقع. أصحاب مدرسة السلطة انزعجوا لانهم بنوا موقفهم على هذا الاساس، ولم يقرأوا الحدث وامتداداته وماذا يعني لكل مسيحي في هذا الشرق بأن يتوحد المسيحيون في لبنان. اما دوليا، فكل طامع بلبنان انفلج، لان معادلة الطائف التي قامت على تلزيم السيادة مقابل الأمن، بغطاء دولي واقليمي، تتأثر بوحدة المسيحيين التي تنهي "تناتش" الحقوق". وقال: "ما حصل اهم من مصالحة، اذ لم نكتف بالمصارحة وصولا الى المصالحة، بل ارسينا رؤية للمستقبل، هي ضرورية بالنسبة الى المسيحيين في مجتمع تعددي، وفي رحاب المنطقة التي تشهد خضات كبيرة، وتغييرات جغرافية واجتماعية، تنعكس على كل المذاهب والطوائف الموجودة من خلال التهجير والعنصرية والتعاطي بالكثير من الحدية". اضاف: "اليوم تحققت المصالحة، وأرسيت الرؤية التي ندعو كل الاطراف السياسيين للمشاركة فيها. ففي السنوات الماضية، لم تطبق الشراكة، وبقي من يحدثنا بالوحدة الوطنية. فهل الوحدة الوطنية هي عملية الغاء، ولا يمكن ارساء هذه الوحدة الا بضرب المسيحيي؟ ام انها يجب ان تقوم على الرؤية المشتركة التي تتحدد بموجبها المسؤوليات والاحجام؟". وأشار كنعان الى أن "الثامن عشر من كانون الثاني 2016 ليس مشروعا حصريا بين التيار "الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، وقال "صحيح اننا فخورون بما قمنا به من مبادرة، ولكن هدفنا ليس ان نجمع بعضنا فقط، بل همنا أن نجمع المسيحيين على مشروع وطني له علاقة ببناء الدولة في لبنان، ويأخذنا لا الى الغاء التنافس المسيحي المسيحي، بل يسمح بأن تكون كلمتنا واحدة في ما يتعلق بالحقوق والنظرة الى الدولة. ومن هنا، فعلى كلمتنا ان تكون واحدة في ما يتعلق بقانون الانتخاب الذي وعدونا به منذ 26 عاما، وبات الوعد دائما من دون ان يتحول الى واقع. تماما كما سوكلين التي بدأت بعقد موقت لاربع سنوات، لنعيش حالة تمديد للعقود والتلزيمات اليوم التي يتم الحديث عنها، بعد كل الازمة التي عشناها، شبيهة بالأمس. وفي ما يتعلق بقانون الانتخاب، فالقانون المعتمد منذ الطائف ألغى الشريك وهمش طرفا اساسيا له دور أساس في تكوين لبنان". اضاف: "في السنوات الماضية، كنا في حالة انقسام عمودي فعلي، وبين "التيار" و"القوات" ما لا يقل عن 120 دعوى قضائية. وعندما بدأنا ندخل الى الملفات لنحصي الخلافات والعداوات اكتشفنا ما هو محزن، وتوصلنا الى ما توصلنا اليه. واليوم، بتنا نسأل هل من بلدة نختلف فيها، بعدما كان السؤال في السابق، هل من مكان لا تختلفون فيه؟ وقد استغل شركاؤنا هذا الانقسام، معتبرين ان المسيحيين سيلغون بعضهم بخلافاتهم". وقال: "بعد اتفاق معراب، بات المستقبل افضل، ونحن نعرف ماذا نريد. نلتقي على فكرة الحضور والوجود والرؤية للدولة وتحسين التوازنات الموجودة وتفعيل دورنا، لا لنكون منعزلين، من دون ان نستحي بأننا نفكر معا في ضوء ما تعيشه المنطقة من تطورات. نحن نتمنى ان تبقى سوريا دولة قائمة بحدودها، ولكن ما هو تأثيرنا كمسيحيين ولبنانيين بهذا الصراع؟ لا شيء، لا بل سندفع فاتورة ما يحصل، وازمة النزوح اكبر دليل على ذلك، اذا لم نحسن التعاطي معها". وتابع: "قبل ايام، أتيت من واشنطن حيث شاركت في مؤتمر من تنظيم البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وتناولنا عناوين عدة، من بينها النزوح السوري. وعندما يتم الحديث عن مساعدات للبنان، يتبين انها قروض ب4 مليار دولار لمليون و400 الف نازح سوري في لبنان، ويريدوننا ان ننشىء لهم المدارس والطرقات والبنى التحتية. أما جوابنا فكان اننا لا يمكن ان نخضع لسيناريوهات بقاء السوري على ارض لبنان. من هنا، اذا كنا منقسمين تمرر المشاريع على ظهرنا، وان كانت كلمتنا واحدة يمكننا ان نمنع ذلك. وعندما قلنا اننا لا نريد ذلك، وقف في القاعة من يقول لي في المؤتمر: انت تعرف انهم سيبقون في لبنان. فهل نرضخ لهذا الواقع بتردداته السلبية على لبنان؟". ورأى اننا "في وضع دقيق، والمصالحة باتت أساسا لبناء عصب مسيحي من اجل لبنان، ومن اجل وحدة وطنية قائمة على الشراكة، لحماية لبنان وحدوده والصورة التي تربينا عليها".

وقال: "اننا فخورون بما انجزناه وأهدافه وجودية لنعود ونلعب دورنا التاريخي منذ نشأة لبنان، الذي تراجع كفكرة ودولة عندما تراجعنا. والمطلوب ان نفكر معا في بناء الدولة العصرية، وذلك لا يبدأ الا بحماية حضورنا ووجودنا، ولا سيما في ظل ما يحدث في المنطقة والصراعات السياسية والمذهبية، ما يفرض ان نلبنن بوحدتنا الحلول ولا ننتظر ما تفرضه علينا سياسة المحاور المختلفة. نحن اقوى، ويمكن ان نكون مع حلفائنا افضل في اتجاه الوحدة الوطنية التي نريد".

الرياشي

بدوره، قال الرياشي: "بدأنا بمشوار اللقاءات منذ تشرين الثاني 2014، وكنا نريد تمهيد الطريق لقاعدة اشتباك مشترك. نصفي الملفات المتفق عليها، ونخفف الضغط عن ناسنا في ملفات أخرى، الى ان تطورت الأمور، وصولا الى 24 كانون الأول 2014، حيث حصل اول اتصال علني بين معراب والرابية، وفتح المجال امام أمور أخرى، وكثرت الأسئلة. واستمر العمل بشكل دقيق رغم كل الضغوط وصولا الى 2 حزيران 2015، يوم زار الحكيم الرابية بعد اجتماع تكتل "التغيير والإصلاح" في شكل مفاجئ، وجرى اعلان النيات، وهي اول ورقة خطية بعد ثلاثين عاما من الصراع الدموي والسياسي". اضاف: "لقد انفرج الجو، وانعكست ايجابا على القاعدة، وحصل التجاوب، واستمرت الأمور الى 18 كانون الثاني 2016، حيث تم الاتفاق على المبادىء العشر التي تحولت الى وثيقة، واعلن تبني القوات ترشيح العماد ميشال عون. وكان يوم عودة وحدة المسيحيين". وتابع: "في هذا التاريخ، ختمت المصالحة، وكانت بداية صفحة جديدة ستكون مكلفة، لانها مسؤولية كل مسيحي وكل لبناني. لبنان في الأساس فكرة مسيحية، ولكنه ليس حكرا على المسيحيين، وهو شراكة ورسالة ونموذجا يحتذى بعد تجربة داعش. وهذا هو لبنان الذي نؤمن به ونقاتل من اجله". واعتبر الرياشي ان "قوة المسيحيين من قوة لبنان، وقوة لبنان من قوة المسيحيين، ولا يمكن ان نكون أقوياء في حال تفرقنا. واليوم القضية باتت اغنية وأصبحت ملك الناس. وكما قال فخر الدين لعطر الليل، اذا انكسر السيف، تكمل الاغنية، وتصبح مسؤولية الجميع، وتصبح التزاما اجباريا وصلابة بضرورة عدم التراجع". واشار الى أنه "قبل المصالحة المسيحية، وفي فترة الوصاية وزمن الاحتلال، كان هناك بعد آخر للعلاقة الإسلامية الإسلامية، بحيث كان المسلم يعطي شريكه من السيادة والشراكة من الصندوق المسيحي. وعندما عاد المسيحي، ما بعد الطائف، عاد ضعيفا لانه كان منقسما. وعندما توحد المسيحون أقفلت هذه الإمكانات على مد اليد على الحقوق"، وقال "هناك من يريد دفن المصالحة المسيحية وهي بعد في عامها الأول. ومسؤوليتنا جميعا ان نحمي هذا الإنجاز ليكبر ويثمر اكثر. هناك توقف لوحدة المسيحيين، من اجل وحدة لبنان". وقال: "كل من يفكر بذهنية صراعات السلطة ينفلج مما تحقق، لانه سيعتبر ان المصالحة اخذت من حصته، فيما هي تريد إرساء توازن جديد، لا تأخذ من احد، بل ترد الحق لاصحابه. ويفترض ان ينفرج الجميع لان التوازن الطبيعي يعزز قيام الدولة والعدالة والقضاء".

 

سليمان فرنجية إستقبل وفدا نيابيا من حزب العمال الاوسترالي فولي: نأمل أن ينتخب البرلمان اللبناني رئيسا جديدا قريبا

الجمعة 22 نيسان 2016 /وطنية - إستقبل رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، في مؤسسة المرده اليوم، وفدا نيابيا من حزب العمال الاوسترالي، برئاسة السيد لوك فولي يرافقه السفير الاوسترالي في لبنان غلين مايلز، حيث عقد اجتماع بحضور الدكتور جان بطرس ومسؤول الانتشار في المردةالمحامي جواد خوري. اثر اللقاء قال السيد فولي: "إنه شرف لي كرئيس لحزب العمال الاوسترالي، أن التقي السيد سليمان فرنجيه هنا في شمالي لبنان، انني احمل للسيد فرنجية الدعم القوي الذي يتمتع به من خلال الجالية اللبنانية في اوستراليا خصوصا في سدني اكبر مدن اوستراليا". وتابع: في الحقيقة سيكون هناك غدا مساء في سيدني، عشاء كبير جدا لتيار المردة واتوقع ان يضم حوالى الف شخص، إلا انني اعتذر عن عدم تمكني من الحضور إلا ان لدي عذرا جيدا لانني هنا مع سليمان فرنجية". واضاف: "لقد ناقشنا اليوم، الحالة السياسية في لبنان وبعثتنا في حزب العمال الاوسترالي تمنت له كل التوفيق في ترشحه للرئاسة في لبنان، ونأمل بالتأكيد ان ينتخب البرلمان اللبناني رئيسا جديدا للبنان قريبا، الامر الذي يشكل رغبة قوية جدا للجالية اللبنانية الكبيرة في اوستراليا، كما حملت للسيد فرنجيه الاخبار الجيدة عن نجاح الاغتراب اللبناني واللبنانيين القاطنين في اوستراليا، حيث في بعثتي هناك اعضاء في البرلمان ورؤساء بلديات من اصل لبناني، من الذين غادرت عائلاتهم لبنان الى اوستراليا والنجاح الكبير لابنائهم وبناتهم في اوستراليا، سواء في التجارة وفي العمل السياسي بدخولهم في البرلمان الاوسترالي وهذا ما اعتقد انه شيء مرحب به، من الناس هنا في بلدهم الام لبنان، وبالتأكيد إن السيد سليمان فرنجيه كان سعيدا جدا ان تصله هذه الاخبار عن نجاح اللبنانيين الاوستراليين في الاحزاب السياسية، ضمن ذلك حزب العمال الاوسترالي وكذلك النجاح في السياسة والتجارة". وختم : "اشكر النائب سليمان فرنجية على لقائه معي اليوم ومع اعضاء بعثتي من لبنانيين واوستراليين ناجحين وفتح الفرصة لحوار ونقاش لبناء صداقة".

 

قهوجي كتب في افتتاح حساب الجيش على انستغرام: هدفنا الإضاءة على الحقيقة بروح الموضوعية والمصداقية

الجمعة 22 نيسان 2016 /وطنية - أطلق الجيش اللبناني حسابا خاصا على انستغرام، وقد كتب قائد الجيش العماد جان قهوجي في افتتاح الحساب الآتي: "بعد إطلاق الصفحة الرسمية للجيش على الفيسبوك وحسابه الرسمي على تويتر، يطلق الجيش اليوم حسابه على الإنستغرام، كجسر تواصل إضافي ومساحة للتفاعل بين المؤسسة العسكرية والمواطنين، بجناحيهم المقيم والمغترب، كذلك للراغبين في أي مكان من العالم، الاطلاع على إنجازات الجيش ونشاطاته المختلفة. يبقى هدفنا الأساس من هذه الإطلالة الاعلامية الجديدة، هو الإضاءة على الحقيقة بروح الموضوعية والمصداقية، فبالحقيقة وحدها نعرف ما لدينا وماذا نريد، ونمضي بكل أمل وثقة في طريق التقدم والنجاح".

 

الحريري استقبل وفودا من العائلات البيروتية :انتخاب رئيس للجمهورية سيعيد انتظام مسيرة الدولة وتحريك المؤسسات وتنشيط الاقتصاد والإنماء

الجمعة 22 نيسان 2016 /وطنية - أكد الرئيس سعد الحريري، "أن انتخاب رئيس للجمهورية، سيشكل مفصلا مهما في إعادة انتظام مسيرة الدولة وتحريك عجلة المؤسسات الدستورية وتنشيط الدورة الاقتصادية وتفعيل العمل الإنمائي على صعيد البلد ككل"، وقال: "إذا تأمن النصاب سأنزل إلى مجلس النواب وأنتخب رئيسا، وحتى إذا فاز العماد ميشال عون سأكون أول المهنئين وأقول له: "مبروك يا جنرال"، فوصول أي شخص إلى سدة الرئاسة يكون أفضل من الفراغ". كلام الرئيس الحريري جاء خلال استقباله مساء اليوم، في "بيت الوسط" على التوالي وفدا من آل الهبري برئاسة باسم الهبري وآل النصولي برئاسة هشام النصولي ووفدا موسعا من آل عيتاني تقدمه النائبان السابقان محمد الأمين عيتاني وبهاء الدين عيتاني في حضور المرشح لرئاسة المجلس البلدي لمدينة بيروت المهندس جمال عيتاني. وتحدث الرئيس الحريري أمام الحضور فقال: "نحن مقبلون على انتخابات بلدية بعد أيام معدودة، وقد أكدنا منذ البداية التزامنا بها، وهي ستجري إن شاء الله في موعدها". وأضاف: "اليوم هناك مرشح لرئاسة المجلس البلدي هو المهندس جمال عيتاني الذي سبق أن شغل منصب رئيس مجلس الإنماء والإعمار وعمل في "سوليدير" وعدة مناصب أخرى، وإن شاء الله سنكمل معه المشوار. فهو بالطبع يحمل برنامجا لإنماء بيروت وإعمارها بيئيا وصحيا وعلى كافة الصعد. في السنوات الست الماضية لم نشهد الإنماء الذي كنا نطمح إليه في بيروت، ولكن هذا لا يعني أن من كانوا في سدة المسؤولية لم يعملوا ما بوسعهم، ولكن التحديات كانت كبيرة جدا والبلد كله كان مشلولا. واليوم علينا أن نعمل بشكل أفضل بما يمكننا من القيام بواجباتنا بشكل أوسع تجاه أهل بيروت، الذين كانوا بالنسبة للشهيد رفيق الحريري كما بالنسبة لي، صمام أمان للبلد. وقد سرنا في موضوع المناصفة بعد استشهاد الرئيس الحريري لأن ذلك كان إيمانه ورؤيته للبلد، مناصفة بين المسلمين والمسيحيين. أعرف أن معاناة أهل بيروت كبيرة ولكن هذه المعاناة موجودة في كل البلد، ولا يمكننا أن نفقد الأمل بل علينا أن نكمل المشوار". وجدد التزامه بتحالفاته، رغم بعض التفاوت في الآراء السياسية، وقال: "نحن اليوم أمام فرصة ومرشحنا مهندس معروف بكفاءته ومحافظ بيروت أظهر من جهته استعدادا واضحا للتعاون مع رئيس البلدية من أجل تحقيق ما فيه مصلحة العاصمة، وقد بذلنا بأقصى جهودنا من أجل اختيار ما هو الأفضل لبيروت، وأنا مؤمن بأننا جزء لا يتجزأ من هذا البلد ونتابع نهج ومشروع رفيق الحريري، الذي هو المشروع الوحيد القادر على النهوض بالبلد، ومن هنا أدعوكم للتصويت للائحة التي سنشكلها". وأضاف: "نحن سنسعى للتوافق مع كافة الأحزاب في بيروت من أجل التوصل إلى اللائحة الأفضل التي تضم كافة مكونات المجتمع البيروتي، وحتى الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والذي كان زعيما وطنيا لم يقص أحدا بل تواصل مع الجميع من أجل صالح العاصمة. ونحن اليوم نسعى لأن نشكل لائحة تضم أبناء العائلات البيروتية وتمثل الجميع". وفي ختام اللقاء، ألقى كل من النائبين السابقين محمد الأمين عيتاني وبهاء الدين عيتاني كلمتين بالمناسبة أكدا فيهما على دعم العائلة لخط وتوجهات الرئيس سعد الحريري الوطنية وشددا على ضرورة التوحد بين جميع أبناء العاصمة لمواجهة التحديات التي تتعرض لها بيروت ولانتخاب اللائحة التي ستشكل برئاسة المهندس جمال عيتاني.

 

 الراعي: نشهد تفكيكا لأوصال الدولة وآن الأوان لتطرح القوى السياسية الأسباب الحقيقية لعدم انتخاب رئيس

الجمعة 22 نيسان 2016 /وطنية - دشن البطريرك اماروني الكادردينال مار بشاره بطرس الراعي مسرح مدرسة الراهبات الأنطونيات روميه، والقى كلمة قال فيها: "يسعدني أن أحتفل معكم بصلاة تبريك مسرح الراهبات الأنطونيات - قاعة نديم خلف، هنا في ثانوية مار ضومط - روميه. وهو مسرح شاءه السيد سعيد خلف وزوجته كأفضل تعزية لهما من عند الله عن فقدان عزيزهما نديم. فذكره يبقى خالدا فيه عبر تاريخ البشر، ويعكس ذكراه المؤبدة في مجد السماء. وفوق ذلك، إن الوالدين يعبران في هذه المبادرة السخية عن حبهما لكل شاب وشابة يؤم هذا المسرح، وعن رؤيتهما وجه نديم في وجه كل واحد وواحدة منهم، وعن توقهما بأن يحقق كل طالب وطالبة ذاته ومستقبله في الحياة من خلال العلم والثقافة والتربية التي ينالها من هذا الصرح التربوي، الأمر الذي حُرم منه الحبيب نديم بوفاته المبكرة والموجعة". اضاف: "وإني، فيما أضم عاطفة الشكر الجزيل معكم للسيد سعيد خلف وزوجته، أستطيع التأكيد أن الراهبات الأنطونيات والأسرة التربوية في هذه الثانوية، إدارة وهيئة تعليمية وأهلا وطلابا، جميعهم يلتزمون في تحقيق نوايا الوالدين، ويذهبون إلى أبعد. فالمدارس الكاثوليكية عامة، ومن بينها هذه المدرسة وسائر مدارس الراهبات الأنطونيات، تسعى بشكل دؤوب إلى رفع نوعية التعليم، وتعزيز التربية على القيم الروحية والإنسانية والأخلاقية والوطنية، والتقدم في تكوين الجسم التعليمي مهنيا وروحيا وأخلاقيا، وتحسين المباني والملاعب ومحيطاتها. ويبقى همها الأكبر كيفية الوصول إلى تطوير المناهج التعليمية التقليدية بحيث تتماشى مع ثورة تكنولوجيا المعلومات. بالإضافة إلى هذا السعي المتنوع، تجد المدرسة الكاثوليكية نفسها ملتزمة بإدخال الإنجيل، بشكل فاعل، في التربية والعلم والثقافة، وبإعداد الطلاب للدخول في أريوباغس الثقافات الراهنة، وللحوار معها ومع الديانات الأخرى".

واشار الى ان "لبنان، بحكم خصوصيته وحالة العيش معا فيه، بشكل منظم ومضمون في الدستور، يرى في المدرسة عامة وفي الكاثوليكية خاصة، أفضل معاون لإعداد مواطنيه، أجياله الطالعة، ورجاله ونسائه، لخير العائلة والمجتمع والدولة. ما يقتضي فتح آفاق التربية خارج حدود البرامج الرسمية. والإرشاد الرسولي"رجاء جديد للبنان" للقديس البابا يوحنا بولس الثاني يؤكد أن الكنيسة تعتمد على المدرسة الكاثوليكية " لكي يحصل الشباب على الأسس الثقافية والروحية والخلقية التي تجعل منهم مسيحيين ناشطين، وشهودا للانجيل، ومواطنين مسؤولين في بلدهم" (الفقرة 106)؛ وأن الكنيسة حريصة على أن تتوفر للشبيبة تربية متكاملة، تقتضي إبراز البعد الديني وتعليم الكنيسة في أسلوب معالجة المواد الدينية، وفي طرح رؤيةٍ للإنسان والتاريخ ينيرها الإيمان، على أن يتم ذلك بواسطة معلمين ومعلمات مهيئين وذوي قدوة في طريقة عيشهم وتصرفاتهم". وقال: "لقد أصدرت البطريركية المارونية وثيقة سمتها "شرعة العمل السياسي، في ضوء تعليم الكنيسة وخصوصية لبنان". من أهدافها أن توفر للشعب اللبناني الثقافة السياسية كفنٍ شريف في خدمة الشخص البشري والخير العام، مع أبعاد هذه الثقافة الروحية والخلقية والاجتماعية والوطنية. فبينت خصوصية لبنان الوطن والكيان، الميثاق والصيغة، من أجل الالتزام معا في إعادة بناء لبنان على أسس ثابتة، كي يستعيد استقراره ودوره في الأسرتين العربية والدولية، وتبتغي الكنيسة، من خلال هذه "الوثيقة"، تعزيز تربية وطنية، وتنشئة على المواطنة في المدارس والجامعات، في العائلة والمجتمع، في المجالس الراعوية والمنظمات الرسولية واللجان العاملة في الرعايا والأبرشيات، ولاسيما بالتعاون مع الإعلاميين عبر تنظيم ندوات تثقيفية. وكنا نأمل أن تكون خريطة طريق للجماعة السياسية". اضاف: "لقد بلغنا في لبنان إلى حالة لا يمكن قبولها، إذ نشهد تفكيكا لأوصال الدولة، وكأنه مبرمج، بدءا من فراغ سدة الرئاسة الأولى منذ سنتين، وصولا إلى تعطيل عمل المجلس النيابي، وتعثر نشاط الحكومة وسائر المؤسسات العامة، وبالتالي ازدياد الفساد فيها، وتفاقم الأزمة الاقتصادية الخانقة، وخطر استيطان النازحين واللاجئين والحالة الأمنية وفقدان الهوية اللبنانية، وهجرة الأدمغة والقوى الحية. لقد آن الأوان لأن تطرح القوى السياسية المعنية، بمسؤولية وشجاعة، الأسباب الحقيقية التي تحول دون إكمال النصاب وانتخاب رئيس للجمهورية. فالمسؤولية في الدرجة الأولى تقع على اللبنانيين، أصحاب البيت". وختم: "غير أن الكنيسة، بمؤسساتها الروحية والراعوية، التربوية والاستشفائية، الاجتماعية والخيرية، تشكل علامة رجاء لشعبنا. وهي مدعوة لحماية وحدة المجتمع الأهلي، ولمضاعفة جهودها وتضحياتها، لكي تكون دائما أقرب أكثر فأكثر من شعبنا في محنته وحاجاته، والله بجودته يبارك عملها. وإنا نحيي معها كل ذوي الإرادات الحسنة، وأصحاب المبادرات السخية، من أشخاص ومؤسسات وروابط وجمعيات في المجتمعَين المدني والكنسي. وتبقى قوتنا في صلاتنا إلى الله الحاضر بيننا بواسطة المسيح الإله القائم من الموت الذي يسير معنا في دروب الحياة ويهدينا بأنوار روحه القدوس حتى يبلغ بنا إلى كل خير".

 

وقائع احتفال معراب في  ذكرى الإبادة الأرمنية

الجمعة 22 نيسان 2016

وطنية - نظم حزب "القوات اللبنانية" اليوم، احتفالا بمناسبة ذكرى الإبادة الأرمنية تحت عنوان: "قصة حياة وموت... وحق ما بيموت"، في المقر العام للحزب في معراب، في حضور: الوزيرة السابقة منى عفيش ممثلة الرئيس ميشال سليمان، وزير الطاقة آرتور نظاريان، وزير السياحة ميشال فرعون ممثلا بمدير مكتبه سيبوه مخجيان، النائب وليد خوري ممثلا النائب العماد ميشال عون، النواب: هاغوب بقرادونيان، باسم الشاب، سيبوه قلبكيان، نعمة الله ابي نصر، سليم سلهب، شانت جنجنيان، غسان مخيبر، وحشد من الوزراء والنواب السابقين والفاعليات السياسية والديبلوماسية والدينية والاجتماعية.

استهل الحفل بالنشيدين اللبناني والأرمني ونشيد حزب القوات اللبنانية ثم وصلة غنائية أرمنية قدمها كورال الفيحاء في طرابلس، تلاه عرض لفيلم عن المخرج الراحل بيرج فازليان.

جعجع

ثم القى رئيس حزب القوات سمير جعجع كلمة قال فيها: "يحمل نيسان في طياته الذكرى، وكأن شقلبة حروفه تحذر من النسيان والنسيان موت آخر، موت ثان، ونحن لا نهوى الموت مرتين إرادة الحياة فينا أقوى من الموت، لذلك نحن هنا لنشارك في حياة هوية، حياة لغة، حياة فن، حياة ثقافة لنشارك في حياة شعب، نحن هنا كي لا ننسى، كي لا يطال الموت شهداءنا مرتين، كي لا يطال الظلم والموت مستقبلنا، كي لا يموت الحق في صمت الخوف، كي لا يطال الموت والظلم الإنسان."

اضاف: "24 نيسان ليس بيوم، إنه تاريخ، إنه تاريخ يتجسد في "اللحظة"، كأنه "ألف عام وفي عين الرب كأمس الذي عبر، إنه تاريخ لا يختصر معاناة الشعب الأرمني وحسب، بل معاناة كل المسيحيين المشرقيين. معاناة الإنسان، كل إنسان حيث يتربص الظلم للحق. إنه صراع الإنسان الحر مع الإنسان المستبد، ولد مع ولادة الإنسان ويكمل اليوم في عالمنا، في منطقتنا وفي وطننا. إن معاناة الشعب الأرمني هي معاناة كل المسيحية المشرقية، هي معاناة جميع أحرار هذا الشرق من كل الطوائف، لم تفتأ تتكرر، في ظل صمت وتواطؤ يرخي بثقله على تاريخنا وحاضرنا ونتذكر اليوم على أمل ألا يرخي هذا الصمت، هذا التواطؤ بظله على مستقبلنا، مستقبل منطقتنا ووطننا، كي لا يرخي بثقله على أولادنا وعلى مستقبل البشرية جمعاء. إنه الشرق المذبوح بالأمس كما اليوم، شرق مذبوح، ليس بسيف الجلاد وحسب وإنما بسيف المتفرجين الصامتين، وسيف الخائفين القابعين بعيدا عن المواجهة، وسيف العارفين لكنهم يغسلون أيديهم من دم هذا الصديق وسيف المنتفعين وأكلة الجبنة الذين يفتشون في مأساة الآخرين عن مصالحهم الخاصة، عن قطعة من الجبنة، إنه سيف اللامبالاة واللاإلتزام بالإنسان وقضاياه، يشرع للجزار باب المجزرة. هكذا البارحة، وهكذا اليوم أيضا".

ولفت الى "أننا نشهد مذبحة مكررة في القرن الواحد والعشرين، وتفاديها كان ممكنا لو أننا اعترفنا بالمذابح الأرمنية التي افتتحت القرن المنصرم، لأن المذابح لا يمكنها إلا أن تكرر نفسها طالما أن النكران هو الموقف المبدئي تجاهها. في ذلك الزمان، من لم يمت من الأرمن بحد السيف، سقط في بحر رمال الصحراء الملتهبة، في كافة أراضي السلطنة باتجاه ماردين، القامشلي، دير الزور، حلب، حمص، دمشق وصولا الى بيروت أسماء تتكرر اليوم، كل يوم على صفحات الجرائد وفي أخبار المساء. السمات نفسها، صفات المجرم نفسها، والمتفرجون تضاعفت أعدادهم، إن عام الإبادة غير مفصول عما سبقه ويتبعه اليوم من مآس من الاعتقالات، الى فنون التعذيب وتنويعاته، الى الأسلحة الكيماوية".

واردف: "إذا كان ما حصل في مطلع القرن السابق مرفوض بالمطلق، ولا يمكن تحت أي ذريعة التقليل من فداحته وكارثيته وخطورته، فإنه من غير المقبول إطلاقا أن نشهد بعد قرن تقريبا على تلك المذابح، مذابح أخرى أدت إلى تهجير ما تبقى من مسيحية مشرقية في العراق وسوريا، كما الى تهجير نصف الشعب السوري، فيما النصف الآخر سقط بين شهيد ومعتقل ومغيب وخاضع لسلطة أعتى الديكتاتوريات في المنطقة. في مطلع القرن السابق لم يكن هناك من أمم متحدة ولا شرعة عالمية لحقوق الانسان ولا محكمة عدل دولية ولا قدرة فورية على التدخل لوقف المجازر المتمادية ولا إعلام ينقل لحظة بلحظة الفظائع والجرائم والارتكابات التي لا تتحمل العين مجرد رؤيتها، أما اليوم وعلى الرغم من وجود كل ذلك ما زال الشعب السوري متروكا لقدره ومصيره، فيما كان المطلوب منذ اللحظة الأولى أن يتدخل المجتمع الدولي لحماية هذا الشعب. فلو حصل هذا التدخل لما كان هناك "داعش" ولا من يحزنون، ولا كان تهجر الشعب السوري، ولا تهجر المسيحيون من العراق وسوريا، ولا كان الإرهاب توسع وتمدد وتعولم وضرب في قلب أوروبا وأنحاء أخرى من العالم".

وأشار الى أن "تضامننا اليوم وفي كل يوم مع الشعب الأرمني وكل انسان مضطهد في هذا العالم يعود إلى سببين أساسيين: لأننا نعلي قضية الانسان وحريته وكرامته وأمنه على أي شيء آخر، فهي قضيتنا أولا وأخيرا وفي كل زمان ومكان. والسبب الثاني لتضامننا هو أن ما حصل بالأمس مع الشعب الأرمني ويحصل اليوم مع شعوب المنطقة بمكوناتها المسيحية والإسلامية يمكن أن يحصل غدا مع أي شعب آخر. لو اتعظ المجتمع الدولي من المجازر الأرمنية ومذابح "سيفو" وما تعرض له الكلدان والأشوريون والسريان وغيرها الكثير من المجازر والحروب التي طاولت دولا وجماعات، لكان العالم بألف خير اليوم، سيما أن أزمات المنطقة أظهرت بالملموس انه لا يمكن لأي دولة أو شعب في العالم أن يكون بمنأى عن مجازر تقع ولو في منطقة أخرى بعيدة جدا".

وتابع: "لم يعد انكفاء الدول الكبرى لترتيب شؤونها الداخلية خيارا يمكن أن تلجأ إليه في هذا الزمن الذي أصبح كل شيء فيه معولما خصوصا العنف والإرهاب، وبالتالي لا خيار أمام عالم ينشد الأمن والاستقرار والطمأنينة سوى تطوير الآليات التي تسمح لمجلس الأمن باتخاذ القرارات الفورية بالتدخل السريع لحماية الشعوب المظلومة والمقهورة، لأن خلاف ذلك سيكون الشعور بالمظلومية مع ارتداداته السلبية كما هو حاصل وعلى نطاق واسع اليوم".

وأكد ان "المذابح الأرمنية التي نحيي ذكراها اليوم تدفعنا إلى استذكار كل القضايا المماثلة وبالأخص مأساة محاصرة جبل لبنان إبان الحرب العالمية الأولى والتي تسببت بموت واستشهاد ثلث شعبه جوعا في تلك الأيام، وتجعلنا أكثر إصرارا على التمسك بإنصاف الشعب الأرمني كمدخل لإنصاف كل الشعوب المضطهدة والمقهورة. فمن غير المسموح أن يتحول الظلم إلى قدر لشعوب هذه المنطقة، وقد حان الوقت لقيام دولة الحق في فلسطين، ودولة السيادة في لبنان، ودولة الحرية في سوريا، وأن يسود الاستقرار في كل عالمنا العربي".

ورأى جعجع ان "المجرم في الجوهر هو نفسه، لكل منهم أدواته ونياشين فخره، وهم يتباهون بأعداد المعتقلين وجثث الأطفال المشوهين في المقابر الجماعية، ليست هذه الأحداث منفصلة وإنما هي روح واحدة، ليست حلقات متتالية وإنما شر مجسد ينبغي علينا مواجهته بشجاعة، عبر الذكرى والاعتراف، وعبر الرأي الحر والموقف الواضح والجريء في مواجهة إبادات اليوم. إن القضية التي تتماهى مع الحق وتكون علامة بارزة في مواجهة الظلم والشر لا يمر عليها الزمن ولا يحين وقتها في تاريخ محدد، إنها ملحاحة باقية، بقاء الحق الذي يؤسسها. إنها كما تصفها الشاعرة والمناضلة الفسلطينية رشا القاسم حين تقول: "لا يلزمك أن تكون أرمينيا حتى تهتم بالقضية الأرمنية، ولكن بالتأكيد يلزمك أن تكون إنسانا تملك مشاعر وأحاسيس إنسانية كي تشعر بمعاناة أخيك الإنسان بغض النظر عن لونه أو دينه أو جنسه".

وختم: "إنسان واحد، قضية واحدة في كل زمان ومكان. وهل نستسلم أمام حجم البربرية واستمرارها؟ إن تجربة ضحايا المذابح الأرمنية تحتم علينا عدم الإستسلام كماأوصت الأرمنية الأميركية نانسي كريكوريان عن لسان جدتها الناجية من المذبحة حين قالت لها: "هذا العالم مكون من الظلام والنور يا ابنتي، في فترات الظلام عليك أن تؤمني أن الشمس ستشرق من جديد، حتى لو لم يتسن لك رؤيتها". لا بد شمسنا طالعة، لا بد غدنا مشرق، لا بد نضالنا مثمر، وفاء لضحايا المذابح الأرمنية، وفاء لدم كل شهدائنا الأبرار، لتحيا القضية الأرمنية، لتحيا القضية اللبنانية، عاشت القوات اللبنانية، يحيا لبنان!".

قيومجيان

أما القيادي في القوات اللبنانية الدكتور ريشار قيومجيان، قال في كلمته:"ان المجزرة الارمنية اعطت شعبا رفض ان يكتب قصة موت، بل كتب قصة حياة تخللا ثقوبا وتضحيات وشقاء، كذلك امتلأت أيضا بالتفوق والابداع والكرامة، قصة شعب لا يموت والحقيقة لا تموت والحق لا يموت ولن يموت حق وراءه مطالب".

اضاف: "انا اليوم حين ارى هذه الوجوه الارمنية للسنة الثانية على التوالي في معراب حيث القوات تحيي ذكرى الابادة الارمنية ورئيسها يقف الى جانب قضية الحق وحين نرى نبضا ارمنيا في معراب، فانا باسم كل الشباب والصبايا الارمن الذين ينتمون الى حزب القوات وبإسم كل شهداء الارمن الذين سقطوا على كل الجبهات، في الاسواق، الأشرفية، عين الرمانة، الجنوب، في الجبل، شكا وقنات، اريد ان اقول للحكيم: "اليوم وصلني حقي".وختم: "مليون ونصف شهيد، اصبحنا 6 ملايين زهرة حرية وكرامة وعنفوان، نحن هنا، ولدنا هنا، نحيا هنا ونموت هنا من أجل لبنان، نحن هنا شعب يجمعه مع اخوته اللبنانيين، ايمان واحد ومصير واحد وقضية واحدة، نحن هنا شعب صادق وصديق، مثل النخل يعلو ومثل ارز لبنان يزهر ويعلو، من الآن وحتى انتهاء الأزمان يوم ترتاح رفات الشهداء والقديسين، في ترابها المقدس والثمين، تراب يحرسه ارارات وصنين وتباركه انوار القداسة المشعة في آني وسيس واشمبادزين، وفي انطلياس وبزمار وعنايا وقنوبين، الى ابد الابدين آمين".

يعقوبيان

بدورها، ألقت المديرة التنفيذية "للهيئة الوطنية الأرمنية في الشرق الأوسط" الدكتورة فيرا يعقوبيان كلمة أكاديمية حول تاريخ الأرمن والمجازر فقالت:" كتب نعيم بك السكرتير الاول لدى المدير العام المساعد لشؤون المنفيين الارمن في مذكراته ما يلي: "اعتقد بأن مسألة النفي والقتل المفجعين للارمن تجعل اسم التركي حليفا باللعنة الابدية للانسانية، لانها لاتشبه أيا من الوقائع الرهيبة التي سجلها التاريخ العالمي حتى اليوم. هذه المذكرات تقاطعت مع الشهادة التي قدمها الضابط مصطفى كمال اثناء محاكمات زعماء حزب الاتحاد والترقي بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى، حيث قال: لقد ارتكب مواطنونا جرائم لايصدقها عقل ولجؤوا الى كل اشكال الاستبداد التي لايمكن تصورها ونظموا أعمال النفي والمجازر وأحرقوا أطفالا رضعا وهم أحياء بعد ان صبوا عليهم النفط واغتصبوا النساء والفتيات امام ذويهم المقيدي الارجل والايدي".

واستطردت: "ليلة 24 نيسان من عام 1915 كانت بداية قدر مأساوي للشعب الارمني، ففي تلك الليلة، اعتقل المئات من القادة السياسيين والمفكرين ورجال الدين الارمن في اسطنبول وتم اغتيالهم كمرحلة اولية لاول ابادة في القرن العشرين. تبعها عمليات نفي وتهجير مئات الالاف من الارمن بشكل منتظم بذريعة اعادة اسكانهم في مناطق آمنة بسبب الاعمال الحربية"، مضيفة "بين عامي 1915 و1923 تم قتل مليون ونصف ارمني وتهجير الباقي فمات معظم الناجين من الجوع او الانهاك خلال عمليات الترحيل القسرية نحو الصحراء السورية في دير الزور، كما محيت القرى والمناطق الارمنية من الجغرافيا العثمانية، واستهدف كل ما يرمز للثقافة الارمنية من اجل تدميره. فحسب احصائيات بطريركية الارمن في اسطنبول، انه من اصل 2100000 ارمني في السلطنة العثمانية عام 1915 كانوا يشكلون الاغلبية الساحقة للشعب الارمني، بقي فقط 77,435 عام 1927. فالابادة التي تمت عام 1915 شكلت جزءا من سياسة الدولة التركية على مدى بعيد، سبقتها مجازر مخططة مركزيا حصدت اكثر من 300,000 ارمني بين عامي 1894 - 1896 على يد السلطان عبد الحميد الثاني".

وتابعت: "عندما اتت حكومة الاتحاد والترقي الى سدة الحكم عام 1908 قامت بتطبيق سياسة ابادة رسمية باسم القومية التركية. فبعد سنة على توليهم السلطة حصدت مجازر اضنا ومناطق اخرى من كيليكيا حياة اكثر من 30 الف ارمني خلال بضعة ايام. لقد تمت ابادة الارمن على امتداد المناطق التركية باستغلال فوضى الحرب العالمية الاولى وانهماك الحلفاء بالحرب. وقد صرح الدكتور ناظم، احد الايديولوجيين في جمعية الاتحاد والترقي آنذاك، في جلسة مغلقة للجنة المركزية في شباط عام 1915 مايلي: من الضروري جدا التخلص من الشعب الارمني بأكمله حتى لايبقى أرمني واحد على وجه البسيطة ويقضى على ارمينيا".

واشارت يعقوبيان الى ان "الاعمال الاجرامية التي اقترفت بحق الشعب الارمني كانت وبوضوح تعتبر جرائم في القانون الدولي. كانت تلك الخلاصة التي توصلت اليها كل من فرنسا وبريطانيا العظمى وروسيا في البيان المشترك في 24 ايار عام 1915، حيث اكدوا جميعا ان مجازر الارمن في السلطنة العثمانية كانت جرائم ضد الانسانية والحضارة ويجدر على كافة اعضاء الحكومة التركية تحمل المسؤولية اضافة الى الذين اقترفوا تلك المجازر فعليا". وعلاوة على ذلك اكدت معاهدة سيفر الموقعة عام 1920 بين الحلفاء وتركيا بدولة ارمينيا وبالطبيعة الاجرامية للمجازر حسب القانون الدولي. واجبرت هذه المعاهدة الحكومة التركية لتسليم الحلفاء هؤلاء القادة المسؤولين عن تلك الجرائم لكي يحاكموا امام المحكمة القضائية، لكن تركيا التي وقعت هذه المعاهدة لم تلتزم تنفيذها، وتخلت معاهدة لوزان الموقعة في عام 1923 عن طلب الحلفاء لمحاكمة ومعاقبة الاتراك العثمانييين لارتكابهم جريمة ابادة بحق الارمن وعن الالتزام بمنح التعويض للناجين من الابادة وكذلك عن اعتراف سيفر بدولة ارمينيا الحرة التي اعلنت استقلالها في ايار 1918".

وأردفت: "بهذا خسر الارمن ارمينيا الغربية لتركيا وارمينيا الشرقية للاتحاد السوفياتي لاحقا. لكن عمليات القتل بحق الارمن وان توقفت عند ابواب العام 1923، الا ان الاستمرار في تدمير ممتلكاتهم وتدمير ذاكرتهم التاريخية لم يتوقف. وكانت هذه الاعمال تتعمد تأمين السعي الى الابادة بتدمير الذاكرة، الدليل التاريخي على وجود الارمن في آسيا الصغرى فترة عشرين قرنا. فقد تم حرق كنائسهم واديرتهم عن عمد وتم تدميرها بالمتفجرات. وبالمجمل تم تدمير 1036 كنيسة وديرا. كذلك تم اسقاط اسم "ارمينيا" من الخرائط الرسمية وتغيير اسماء القرى والبلدات الارمنية الواقعة في اسيا الصغرى التي استمرت حتى الخمسينيات. وكل هذا كان يتعارض مع المادتين 38 و 44 من اتفاقية لوزان عام 1923 التي كانت تنوي حماية حقوق الاقليات بما فيها الحقوق الثقافية للاقلية الارمنية في تركيا."

وقالت: "ان تركيا تحاول اليوم انكار الحقيقة التاريخية للابادة بشتى الوسائل المتاحة اليها، ولم يتمكن اي مؤرخ يعمل في الارشيفات التركية تقديم صورة متماسكة عن ترحيل الارمن واعادة اسكانهم في اي منطقة من الدولة العثمانية على اساس التقارير العثمانية. ان العثمانيين لم يحتفظوا بتقارير مفصلة عن ترحيل الارمن وعن اعادة اسكانهم، وهذه الوثائق غير موجودة في الارشيفات العثمانية. وكيف يحتفظ المجرم بالاداة التي تدينه؟ لكن الوثيقة الاهم، هي مذكرات طلعت باشا، وزير الداخلية العثماني في عام 1915، والعقل المدبر والمنفذ للابادة الارمنية، قد تم اكتشافها في العام 2008. يضم الكتاب في صفحاته السبع والسبعين قسما اساسيا عن ترحيل الارمن خلال 1915-1917. والكتاب ومحتواه لم يكشف عنهما قط عندما كان طلعت باشا على قيد الحياة. واحتفظت ارملته عقب اغتياله في 1921 على يد احد الشبان الارمن بالكتاب، واعطته لمؤرخ تركي في 1982، الذي قام بنشر اجزاء منه في صحيفة تركية عام 2005، اما الكتاب الكامل فقد نشر عام 2008".

وتابعت: "ارقام طلعت باشا ان معظم الارمن العثمانيين المقيمين خارج اسطنبول قد هجروا بالطبع من ديارهم، وان اغلب هؤلاء المهجرين اختفوا من الوجود حتى عام 1917، وان 90% من الارمن القاطنين في الولايات هجروا، وان 90% من هؤلاء المهجرين قتلوا. تبين الارقام الواردة في الكتاب بوضوح ان عمليات الترحيل كانت بمنزلة حكم بالاعدام". مضيفة ان "العداء التركي للارمن لم ينته عند حدود العام 1915، بل انه لايزال مستمرا حتى اليوم. فتركيا تحاصر ارمينيا اقتصاديا باغلاق حدودها من جهة واحدة منذ عشرين عاما، وذلك لتضييق الخناق عليها، والحصول على تنازلات تتعلق بموضوع الابادة الجماعية وبمسألة النزاع بين ارمينيا واذربيجان حول اقليم كاراباخ الارمني".

وختمت يعقوبيان: "ان العدالة تحتم علينا جميعا النضال من اجل الحقيقة التاريخية. فالانقسام الحاصل اليوم ليس بين الارمن والاتراك، بل هو انقسام بين الذين يعترفون بحقيقة الابادة وبين الذين ينكرونها بغض النظر عن انتماءهم وهويتهم ومذهبهم وعرقهم. انها ليست مسألة دم بل هي مسألة عقيدة، هي ليست مسألة عرق او دين بل هدف مشترك، يجب ان نسعى اليه جميعا حتى نمنع تكرار مثل هذه المآسي بحق الانسانية جمعاء".

غيدانيان

أما نائب أمين عام حزب الطاشناق أفيدس غيدانيان فقال في كلمته: "نحيي هذه السنة الذكرى الواحدة بعد المئة للابادة الارمنية وما زالت تركيا مستمرة بالتغاضي عما تم ارتكابه على ايدي اجدادها من جرائم اقل ما يمكن القول فيها، انها من ابشع ما يمكن ان يرتكبه الانسان بحق اخيه الانسان. وكان من الممكن اعتبار أن هذه الابادة وقعت نتيجة الفظاعات التي ارتكبت ابان الحرب العالمية الاولى كما هو مزعوم من قبل القادة الاتراك، دون الاخذ بعين الاعتبار العديد من الوقائع التي تثبت عكس ذلك ، والمدونة في مراسلات سفراء الدول المعتمدة في السلطنة العثمانية انذاك، بالاضافة الى كتب المؤرخين والى ما رواه الناجون من هذه الابادة، لكن واقع الحال هو نقيض ذلك بشكل مطلق ، لأن ما ارتكبه الاتراك بحق الارمن ما زال مستمرا تحت عناوين ومسميات عدة حتى يومنا هذا".

اضاف:"في هذا السياق يأتي الهجوم العسكري الذي شنته اذربيجان في الثاني من نيسان من هذا العام على طول حدود جمهورية كاراباخ وبخرق فاضح لاتفاق وقف اطلاق النار والهدنة المستمرة بشكل هش منذ العام 1994، بدعم واضح من السلطات التركية التي اعلنت صراحة دعمها لهذه العمليات العسكرية وكذلك الوقوف الى جانب اذربيجان في استعادة ما تزعم انها اراض اذيرية محتلة من قبل ارمينيا، مع العلم ان دولة اذربيجان تأسست عام 1918 وان كاراباخ هي جزء من ارمينيا منذ القرن الخامس، كما نخص بالذكر الاعمال العدائية الاذيرية التي ترجمت خلال هذة الهجمات بقتل المدنيين الارمن وقطع اذانهم والتنكيل بجثثهم والتي هي شبيهة كل الشبه لما ارتكبه العثمانيون بحق الابرياء والعزل من الارمن خلال المجازر التي اودت بحياة مليون ونصف المليون عام 1915. هذا بالاضافة الى الحصار الذي تفرضه تركيا على ارمينيا والذي يمثل وجها آخر من وجوه النزعة العدائية التركية تجاه الارمن".

واعتبر "ان عدم اعتراف تركيا الوريثة الشرعية للسلطنة العثمانية بواقع الابادة والقبول بالتعويض المادي والمعنوي عنها واعادة الاراضي المحتلة من قبلها يعتبر استمرارا لهذه الابادة، خاصة بعد اعتراف العديد من الدول بواقع الابادة الارمنية. فإذا كان كل ما سبق سرده يصف النزعة اللاانسانية التركية تجاه الارمن فان الدعم التركي للارهاب في النزاعات التي تجري في الشرق الاوسط منذ اكثر من خمس سنوات والارهاب الذي تمارسه السلطات التركية بحق شعبها بمختلف مكوناته من اتراك واكراد وارمن وغيرهم فإن كل ذلك يؤدي الى استنتاج واضح يحدد هوية الدولة التركية كدولة ارهابية بكل ما للكلمة من معنى".

وختم غيدانيان: "لا اجدني مضطرا الى سرد المزيد من الوقائع والبراهين بل اريد ان ادعو في هذه المناسبة ومن هذا المقر الذي نكن له كل الاحترام ، الى مقاطعة كل ما له صلة بالدولة التركية التي تتغذى بالارهاب وتغذيه ، وذلك من خلال مقاطعة منتوجاتها وسياحتها وتجارتها وصناعتها لان لبنان لم يكن يوما بمنىء عن هذا الارهاب وإن ساحة الشهداء في وسط العاصمة بيروت هو اسطع دليل على ذلك".

ثم جرى عرض وثائقي عن القضية الأرمنية من إعداد المخرجة كارمن لبكي التي تحدثت عن تجربتها مع المعاناة الارمنية حين قامت بتصوير فيلم "اسمي آرام".

هاغوبيان

وقال امين سر حزب الرامغافار سيفاغ هاغوبيان في كلمته:" يمر العام الأول بعد المئة على الإبادة التي ارتكبها العثمانيون في حق الأرمن، ورغم ذلك، بإرادتهم واصرارهم، يتمسكون بالحياة، مئة وعام لا تزال صورها في الذاكرة، حية، موجعة، نابضة بالحضور العميق والاقتناع بعدالة القضية ورفض التنازل عنها مهما مر الوقت، ليست مصادفة أن تستضيف القوات اللبنانية على رأسها الدكتور سمير جعجع، للسنة الثانية هنا في معراب، ذكرى إحياء الإبادة، وتشارك الأرمن في لبنان إيمانهم بأن "الحق ما بيموت" وليست مصادفة أيضا أن تتزامن ذكرى المئة عام وعام على الإبادة الأرمنية في 24 نيسان، مع الفظاعات التي يرتكبها الأذريون، الذين هم أحفاد الاتراك، اليوم في ناغورني كاراباخ، والهجوم المفاجئ منذ بداية نيسان. حق إنساني مشروع للشعوب بالاستقلال وتقرير المصير، وهذا ما يناضل من أجله الأرمن في ناغورني كاراباخ، ولن يهزموا أبدا مهما عصف الدهر. كم يحمل نيسان للأرمن ذكريات وتحديات واستعدادا للمواجهة والتحمل والبقاء". وأردف: "نجتمع في معراب اليوم لنتشارك، نحن الأرمن، مع مسيحيي الشرق، حلافائنا الطبيعيين، المصير الواحد والقلق الواحد والتمسك بوجودنا وتاريخنا. لا نزال مهددين بقضيتنا وأرضنا وحدودنا وأجيالنا، في كل مكان يوجد فيه أحفاد العثمانيين، المختزلون حديثا بالأذريين، أصحاب القومية نفسها التي فتكت بالشعب الأرمني قبل مئة عام وعام من اليوم، ولا تزال رافضة الاعتراف أو الاعتذار أو غسل الدم عن اليد. ومرة جديدة الحق ما بيموت". وختم هاغوبيان: "يكفي أن يجمعنا المصير الواحد، لنكون نحن، مسيحيي الشرق، والشعب الأرمني، حلفاء، وتجمعنا وحدة الحال. قد يتساءل البعض، لماذا لا ننسى؟ لماذا لا نطوي الصفحة؟. الجواب: وهل تنتزع الذاكرة؟ هل تردم الجراحات؟ هل ينسى التشرد والموت والذل والآلام المحفورة عميقا؟ لن ننسى لأن الحق لا يموت، وأنتم يا حكيم تدركون معنى أن الحق لا يموت، وأثمان الحرية والوطنية والعدالة، دائما باهظة، لذلك نستحقها. لن أطيل الكلام. دعوني أتوجه باسم الشعب الارمني عامتا وباسم حزب الرامغافار خاصة بعميق الشكر إليكم، لتنظيم هذا الحفل الكريم، ومشاركتنا الإيمان بالقضية. "قصة حياة أو موت... وحق ما بيموت"، ليس شعارا رومانسيا ترفعه القوات. إنه تأكيد على أن الحقيقة أقوى من الموت، وستظل كذلك وإن كره الكارهون".

سالباغيان

تلاه رئيس اللجنة الطالبية في حزب الهانشاك انترانيك سالباغيان الذي قال في كلمته: "في البداية أشكر حزب القوات اللبنانية، بشخص رئيسه الدكتور سمير جعجع، لتعبير تضامن حزب القوات مع قضية الشعب الأرمني ولتنظيم هذا الإحتفال لإحياء ذكرى إبادة الأرمن للمرة الثانية على التوالي في معراب".

وتابع: "إن الجريمة التي تعرض لها شعبنا والشعوب الأصلية في الأناضول، من سريان وكلدان واشوريين وايزيديين، إبادة جماعية بكل المعايير والمواصفات الدولية، إنها جريمة يعاقب عليها القانون الدولي وشرائع حقوق الانسان. إن جمهورية تركيا هي شريكة في إستمرار مفاعيل الإبادة الجماعية، فعلي مدى ثلاثة وتسعين عاما"، حاولت ازالة جميع المعالم الاثرية للأرمن التي يعود تاريخها لعشرات القرون، غيرت اسماء المواقع الجغرافية لمحو الوجود الأرمني على الارض، صادرت ممتلكات الأرمن الذين هجروا من ديارهم وقتلوا على الطريق، بحجة انها "املاك متروكة" وتم توزيع الممتلكات على النافذين من ضباط الجيش والقيادات الحزبية، صودرت جميع موجودات البنوك العائدة للأرمن لصالح البنك المركزي للجمهورية التركية". واعتبر ان "تركيا اليوم دولة استبدادية تضطهد شعبها من الاقليات العرقية، حيث قامت سياستها الداخلية على صهر الشعوب المسلمة في بوتقة العنصر التركي، وإنكار وجود القوميات الاخرى من اكراد وعرب وشركس وقوميات اخرى. أضف الى ذلك مئات الالاف، من الإتنيات الجيورجية والارمنية الذين اجبروا على التتريك وإعتناق الدين الاسلامي. إن سياسة الإنكار التي تمعن بها تركيا، والتضييق على المناضلين لاجل حقوق الشعوب في الداخل، والتورط في ازمات المنطقة ومعاداة جيرانها. وبإجماع المراقبين والمتابعين ان الإنتهاك الخطير الذي حصل مؤخرا" في ارتساخ الارمنية والمتعارف دوليا" بناغورني كاراباغ، كان بتحريض من تركيا، وإن قراره كان قد اتخذ اثناء زيارة رئيس جمهورية اذربيجان الهام علييف الى تركيا".

وختم سالباغيان متوجها الى الشعب التركي بالقول: "لسنا هواة حرب ودعاة احقاد، بل طلاب سلام، نريد العدالة لكل ضحايا جرائم الابادات، وبالاخص نذكر اخوتنا العرب الذين علقت مشانقهم في بيروت ودمشق في 6 آيار 1916 اخوتنا السريان والاشوريين والكلدان الذي عرفت ابادتهم بمجازر "سيفو" وجميع الشعوب المظلومة في كل اصقاع الارض. نحن ثوار حرية ضد الاستعباد وثورتنا ليست موجهة ضد اي دين من الاديان بل ضد كل من يتاجر بالاديان ويستغل الشعوب. الخلود لشهداء الابادة الارمنية في 24 نيسان 1915 وشهداء 6 آيار".

نيشان دير هاروتيونيان

أما الاعلامي نيشان دير هاروتيونيان فألقى كلمة وجدانية قال فيها: "من سنة صعدنا الى معراب واحتفينا بالذكرى المئوية للمجازر الارمنية. من سنة جئنا الى هنا واجتمعنا وألقينا كلمات وحضرتك حكيم استقبلتنا وأحييت المناسبة ووجهت كلمة مؤثرة. وهذه السنة، في ذكرى المئة سنة وسنة، موجودون هنا لإحياء الذكرى التاريخية لمحاولة إبادة الشعب الأرمني". وتابع: "انا أتكلم عن قضيتي من خلال نشأتي اللبنانية، انا اتكلم عن قضيتي من خلال تربيتي اللبنانية، وثقافتي اللبنانية، وقيمي اللبنانية. انا أتكلم عن قضيتي من خلال قضيتي اللبنانية، من منطلق اللاتنازل عن أي شبر من ال 10452 كلم2. ثقافات تمحى، وطوائف وأعراق تباد، وجماعات تعنف، وتساق الى الصحارى، تهجر، تعذب، ينكل بها، تقتل، وتذبح وتنحر. ولكن، من سنة لسنة، تبقى إبادة الشعب الأرمني ومحاولة تطهير هذا العرق وصمة عار دامغة على جبين الانسانية وتشجع مجازاة كثيرة ان ترتكب، على قاعدة: Genocide unpunished is genocide encouraged، أي الجريمة التي يفر مقترفها من العدالة تشجع جرائم أخرى ان تقع". ولفت الى ان "المسألة الارمنية ليست مسألة دينية ولا طائفية ولا مذهبية ولا فئوية.المسألة هي مسألة إنسانية صرف. واليوم، كل ارمن لبنان، وأرمن كل لبنان، من سنة لسنة، بكل أطيافهم وشرائحهم يجددون هذا الامتنان التاريخي للبنان. هذا الوطن الذي احتضن، لم يفرق ولم يميز على أساس المساواة وتحت سقف المواطنة". وختم: "حكيم، الأرمن شعب قليل بالعدد، صحيح. ولكنه شعب قوي وقوته من قوة إيمانو بربو. قوته من قوة مثقفيه.قوته من قوة مفكريه. من قوة شعرائه، ونحاتيه، وموسيقييه، وعازفيه، ومربيه، ومبدعيه، وإعلامييه، وطلابه، وتلامذته، وامهاته، وابائه. وبس تجمع كل هذه القوات وتضيف عليها شمعة وبخور وسراج وزيت، تبقى القضية من سنة لسنة قصة حياة وموت وحق مقدس لا يموت طالما منجتمع كل سنة بمعراب ولبنان ووين ما كان ليعلو الصوت: حقوقنا مقدسة". ومن ثم كرم جعجع السيدة الارمنية اللبنانية ماري ليكيكيان عمرها 106 سنوات كانت شاهدة حية على المجازر الأرمنية. ثم قدمت الرسامة مارال مانيساليان لوحة فنية الى رئيس القوات

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مصادر روسية: إيران اختبرت سراً صاروخاً عابراً للقارات

صالح حميد - العربية.نت/23 نيسان/16/كشفت وكالة الأنباء الروسية "انترفاكس"، نقلاً عن مصدر روسي مطلع، الخميس، أن التقارير التي كشفتها رادارات السيطرة الروسية، أكدت أن إيران اختبرت يوم الثلاثاء الماضي، صاروخاً باليستيا عابراً للقارات من نوع "سيمرغ" القادر على حمل رؤوس نووية". وأوضح المصدر الروسي أن "محطتي الرادار هيذر وأرمافير الروسيتين، كشفتا عن " إطلاق صاروخ باليستي إيراني بنجاح من صحراء كوير وسط الهضبة الإيرانية" مشيراً إلى أن " القسم الأكبر من الصاروخ سقط جنوب إيران". كما ذكرت صحيفة "كوميرسانت" الروسية، أن إيران اختبرت الثلاثاء 19 أبريل، صاروخا باليستيا عابرا للقارات من صحراء كوير وسط الهضبة الإيرانية. وأوضحت الصحيفة أن "خبراء روس يقومون حالياً بتحليل المعلومات لتحديد خصائص الصاروخ الذي تم إطلاقه". وعلى غير العادة، لم تعلن السلطات الإيرانية أو وسائل الإعلام التابعة للحرس الثوري، أي معلومات بخصوص اختبارها لإطلاق الصاروخ. وكانت إيران أطلقت في مارس الماضي عدة صواريخ باليستية من منصات مختلفة في أرجاء البلاد كجزء من تدريبات عسكرية، مما حدا بالولايات المتحدة إلى فرض عقوبات جديدة تستهدف برنامج الصواريخ في إيران ردا على آخر تلك الاختبارات. بدوره، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي الثلاثاء الماضي، إن "واشنطن لا يمكنها تأكيد إطلاق إيران لتجربة صاروخية جديدة"، لافتاً إلى أن بلاده تراقب قيام طهران بمثل تلك التجارب. وتشير تقارير صحفية أجنبية، إلى أن الصاروخ الذي أطلقته إيران الثلاثاء الماضي كانت قد حصلت عليه من كوريا الشمالية، مشيرة إلى أن "كوريا الشمالية باتت تزود إيران بالكثير من البيانات المتعلقة بإنتاج الصواريخ".

 

قمة الرياض «بناءة ومثمرة» وتعزز تعاون دول الخليج وواشنطن

الحياة/23 نيسان/16/دانت القمة الخليجية - الأميركية التي عُقدت في الرياض أمس، إيران لزعزعتها أمن المنطقة واستقرارها، ودعمها لجماعات إرهابية، ومنها «حزب الله» في لبنان، واتفق القادة المشاركون في القمة على زيادة تبادل المعلومات في شأن الأخطار الإيرانية في المنطقة، ورهنوا عودة العلاقات مع إيران بوقف ممارساتها وتدخلاتها. وترأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز القمة الخليجية - الأميركية التي استضافها قصر الدرعية في الرياض أمس، بمشاركة الرئيس باراك أوباما وقادة دول مجلس التعاون، وتناولت ملفات المنطقة في اليمن وسورية والعراق وليبيا ومكافحة الإرهاب، وغيرها من القضايا.

ووصف الملك سلمان في كلمة خاطب بها المجتمعين أنها «بناءة ومثمرة، وستسهم في تعزيز التشاور والتعاون بين دول المجلس والولايات المتحدة»، مؤكداً «حرص دول المجلس والتزامها تطوير العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين دولنا والولايات المتحدة خدمة لمصالحنا المشتركة وللأمن والسلم في المنطقة والعالم». وسعى الرئيس الأميركي إلى تهدئة مخاوف دول الخليج المتعلقة بإيران، وأكد خلال مؤتمر صحافي أن بلاده «ستردع وتواجه أي عدوان على دول الخليج التي تشعر بالقلق إزاء تهديدات من إيران»، مضيفاً: «حتى مع توقيع الاتفاق النووي نحن نقر بشكل جماعي أننا ما زالت لدينا مخاوف خطرة في شأن تصرفات إيران»، نافياً أن تكون واشنطن تعاملت بسذاجة مع التهديدات التي تمثلها طهران للمنطقة والعديد من الدول، معتبراً أن «التوصل إلى اتفاق مع إيران لا يعني تجاهل أعمالها الاستفزازية في المنطقة». وأضاف: «ما زالت لدينا بعض الشكوك المتحفظة تجاه التصرفات الإيرانية، بخاصة في ما يتعلق بقذائفها العابرة للقارات، وبحسب ما توصلنا إليه في قمة كامب ديفيد من العام الماضي وحتى الآن فليست هناك أي دولة لها مصلحة في الدخول في نزاع أو صراع مع إيران». وقلل أوباما من الخلافات بين واشنطن ودول مجلس التعاون وتأثيرها في علاقات الجانبين، وقال: «ما ينطبق على أميركا ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربي ينطبق على جميع حلفائنا وأصدقائنا، وهو أن خلافات قد تحدث في أية لحظة». وشدد على عمق الصداقة بين أميركا ودول مجلس التعاون الخليجي، وأن التعاون مع الخليج مهم وراسخ وسيتواصل في مواجهة التحديات، مثل الإرهاب والطائفية، مبيناً أن بلاده ستُجري مع دول مجلس التعاون الخليجي حواراً اقتصادياً جديداً، لتوفير فرص عمل للشباب وللمواطنين. وتابع: «إذا رجعنا للعام الماضي، فأحرزنا كثيراً من التقدم، وبسبب الأعمال التي قمنا بها أصبحت دولنا أكثر أماناً ورخاء». وقال أوباما إن على دول منطقة الخليج أن تكون قادرة على العمل معاً على رغم خلافاتها سواء في ذلك التعامل مع إيران أو الحفاظ على حكومة مستقرة وموحدة في بلد مثل العراق. واضاف أن «رخاء المنطقة مرهون بمعاملة الدول لجميع مواطنيها بشكل عادل وتلك النزعة الطائفية عدو للسلام والرخاء». وأنه «إذا لم يعتبر الناس أنفسهم مواطنين في بلد ما... وإنما كمنتمين لمذهب إسلامي معين، فهذه وصفة لتفكك الدول». وشدد على أن لا مصلحة لاي دولة في خوض نزاع مع ايران وقال «حتى مع الاتفاق النووي ندرك بشكل جماعي انه لا يزال يساورنا القلق من التصرف الايراني». وفي شأن تنظيم «داعش»، أكد الرئيس الأميركي أن جميع الزعماء ملتزمون محاربة التنظيم وتهدئة الصراعات الإقليمية، وقال: «سنبقى متحدين في القضاء على تنظيم داعش الإرهابي، وسنسخّر قواتنا الجوية والخاصة خلال التحالف الذي أنشأناه». وأشار الى ان بلاده ستعمل مع دول الخليج للتأقلم مع اسعار النفط المنخفضة. وقال «ان الطرفين سيجريان حواراً اقتصادياً على مستوى عال، مع التركيز على التأقلم مع اسعار النفط المنخفضة، وتعزيز علاقاتنا الاقتصادية ودعم الاصلاحات في دول مجلس التعاون الخليجي». ووفقاً للبيان الختامي، اتفق القادة على تنسيق الجهود لهزيمة الجماعات الإرهابية والقيام بمناورات عسكرية مشتركة في آذار (مارس) 2017. وسئل أوباما عن الأزمة السورية، فكشف أنه دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الضغط على الرئيس بشار الأسد، مشيراً إلى أن أميركا تدعو إلى التوصل إلى حل سياسي لأزمة سورية، معتبراً أن «إغفال أية تسوية سياسية سيُبقي الصراع السوري مفتوحاً»، مؤكداً أن «بشار الأسد لا يمكن أن يكون جزءاً من أية حكومة سورية قادمة، لأنه مثار خلاف». وحول العراق، أكد سعي الجميع إلى استقرار العراق من خلال تحرير المناطق التي يسيطر عليها تنظيم القاعدة، مشدداً على ضرورة دعم المكون السني في البلاد، داعياً العراقيين إلى أن يتخذوا قراراتهم بأنفسهم حول الحياة السياسية، وأن يعملوا لأجل مصلحة بلادهم ومؤسساتهم. وحول اليمن، أكد الرئيس الأميركي أن الهدف الذي يسعى إليه هو إيصال المساعدات الإنسانية قدر الإمكان إلى هناك، موضحاً أن القمة أجمعت على دعم محادثات الكويت، مشيراً إلى أن وقف إطلاق النار أتاح بدء عملية تفاوض سلمية بين مختلف الأطراف. وعن الشأن الليبي، أوضح أنه اتفق مع قادة دول مجلس التعاون على تقديم الدعم والبناء لليبيين، ودعم المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق في ليبيا.

 

أوباما: حل الأزمة السورية لن يأتي إلا عبر المفاوضات

23 نيسان/16لندن- رويترز/شدد الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال زيارة يقوم بها إلى لندن على أن الأزمة السورية لا يمكن أن تحل دون مفاوضات سياسية وإنها تتطلب التعامل مع أشخاص هو شخصيا على خلاف معهم. وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون "لن نحل المشكلة بشكل كلي إلا إذا تمكنا من دفع هذا المسار السياسي قدما."وتابع أوباما إنه لطالما تشكك في تصرفات بوتين وتحركاته في سوريا وإن روسيا ستعترف بأن الأزمة السورية لا يمكن حلها بالوسائل العسكرية. وتقود واشنطن حملة منفصلة تنفذ فيها غارات جوية ضد مواقع لداعش في العراق وسوريا. واعترفت الجمعة بمقتل 20 مدنيا بين من قتلوا في غاراتها بين العاشر من سبتمبر والثاني من فبراير. وقد توصلت موسكو وواشنطن لاتفاق هش لوقف الأعمال القتالية دخل حيز التنفيذ في 27 فبراير الماضي، لكنه الآن يواجه خطر الانهيار في ظل تصاعد القتال خلال الأسبوع المنقضي.

 

دي مستورا يطلب اجتماعاً وزارياً طارئاً لدعم جهود السلام في سورية

الحياة/23 نيسان/16/طالب الموفد الدولي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا اليوم (الجمعة) بـ«اجتماع طارىء» لمجموعة العمل الدولية حول سورية على المستوى الوزاري، في ظل التدهور الحاصل بالنسبة إلى الوضع الانساني واتفاق وقف الاعمال القتالية والعملية السياسية في جنيف. وقال دي ميستورا خلال مؤتمر صحافي في الأمم المتحدة في جنيف: «نحتاج بالتأكيد إلى اجتماع جديد لمجموعة العمل الدولية حول سورية بالنظر إلى مستوى الخطورة، على صعيد المساعدات الإنسانية واتفاق وقف الأعمال القتالية» الساري منذ 27 شباط (فبراير) وعملية الانتقال السياسي التي تشكل أساس مفاوضات جنيف بين ممثلين للحكومة والمعارضة السورية.

 

المعارضة السورية رداً على لافروف: لا مفاوضات من دوننا

العربية.نت/23 نيسان/16/قال رئيس المجلس الوطني السوري ونائب رئيس الوفد المفاوض إلى جنيف، جورج صبرا، إنه لا يمكن استئناف المفاوضات من دون وفد الهيئة العليا للمعارضة. وأكدت هيئة المفاوضات السورية أنها الممثل الوحيد للمعارضة السورية في مفاوضات جنيف، قائلة في ردها على كل من الموفد الدولي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن النظام وحلفاءه الروسي والإيرانيين هم من يستعرضون بالجرائم التي يرتكبونها بحق السوريين.وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، صرح اليوم الجمعة بأن قرار الهيئة العليا للمفاوضات، الممثل الرئيسي للمعارضة السورية، الانسحاب من محادثات السلام في جنيف بشأن الصراع ليس خسارة سوى للهيئة نفسها. فيما وصف دي ميستورا انسحاب المعارضة السورية بالاستعراض الدبلوماسي، معلنا استئناف المفاوضات الأسبوع المقبل. وكانت المعارضة السورية غادرت جنيف الخميس احتجاجا على انتهاكات النظام السوري. وقال كبير المفاوضين في هيئة التفاوض المعارضة محمد علوش، إنه يجب على النظام السوري وقف "المذابح" قبل استئناف المفاوضات. وأضاف علوش الذي يمثل جماعة جيش الإسلام المعارضة أنه لا يمكن استئناف محادثات السلام في جنيف والحكومة لم توقف "المذابح" وتطلق سراح آلاف السجناء. وقبل أن يغادر محادثات جنيف، قال علوش موجهاً حديثاً لمفاوض الحكومة بشار الجعفري، إنه إذا كان يريد حكومة وحدة وطنية حقيقية فعليه أولا إطلاق سراح عشرة آلاف سيدة في السجون، وعشرات الآلاف من السجناء. وكان المبعوث الأممي أعلن في وقت سابق، الخميس، أنه تم إحراز تقدم "متواضع" على صعيد توصيل المساعدات الإنسانية للسوريين المحاصرين، وإن الحكومة السورية ما زالت تمنع دخول الإمدادات الطبية والجراحية لبعض المناطق، ووصف ذلك بأنه أمر "غير مقبول".

 

الإمارات تخصص 4 مليارات دولار دعماً لمصر

دبي- العربية.نت، القاهرة – أشرف عبد الحميد/23 نيسان/16/أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في ختام زيارته لمصر، اليوم الجمعة، بتقديم مبلغ 4 مليارات دولار دعماً لمصر، ملياران منها توجه للاستثمار في عدد من المجالات التنموية في مصر، وملياران وديعة في البنك المركزي المصري لدعم الاحتياطي النقدي المصري، نقلا عن وكالة أنباء الإمارات (وام). ويأتي هذا الدعم في إطار التعاون والتنسيق الاستراتيجي بين البلدين ومن منطلق موقف دولة الإمارات الثابت في دعم مصر وشعبها لتعزيز مسيرة التنمية المصرية وتقديرا لدور القاهرة المحوري في المنطقة. وجدد الشيخ محمد بن زايد موقف الإمارات الداعم لمصر وشعبها في تحقيق تطلعاته في الاستقرار والتنمية والبناء، مشيرا إلى أن مصر تعد ركيزة للاستقرار وصمام أمان للمنطقة بما تمثله من ثقل استراتيجي وأمني ودورها الريادي في المنطقة. وغادر القاهرة، اليوم الجمعة، الشيخ محمد بن زايد عائدا إلى أبوظبي بعد زيارة لمصر استغرقت يومين. وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قد استقبل، أمس الخميس، الشيخ محمد بن زايد، وذلك بحضور الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع، وسامح شكري وزير الخارجية، وخالد فوزي رئيس المخابرات العامة، وحضر من الجانب الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، إضافة إلى علي بن حماد الشامسي نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني، وخلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية، وسفير دولة الإمارات بالقاهرة محمد بن نخيرة الظاهري. وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إن الرئيس رحب بولي عهد أبوظبي، مشيداً بالمواقف المشرفة التي تتخذها دولة الإمارات لدعم مصر ومساندة إرادة شعبها، تحت قيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وطلب الرئيس نقل تحياته وتقديره للشيخ خليفة، متمنياً لدولة الإمارات الشقيقة، قيادة وشعباً، مزيداً من الرخاء والتقدم.

وأضاف يوسف أن الرئيس عرض خلال اللقاء لمشروعات التنمية الشاملة التي تنفذها مصر في مختلف المجالات، والتي تشمل تنمية سيناء، وإنشاء المدن الجديدة، واستكمال الشبكة القومية للطرق وتطوير وبناء الموانئ والمطارات لتيسير حركة التجارة وتصدير مختلف المنتجات إلى الأسواق العربية والإفريقية والأوروبية، إضافة إلى مشروع تنمية منطقة قناة السويس وما يشمله من مشروعات ومناطق صناعية واقتصادية خاصة، علاوةً على مشروع استصلاح وتنمية المليون ونصف المليون فدان. وقال إن الرئيس استعرض كذلك الإجراءات التي تتخذها الدولة من أجل تهيئة البيئة الجاذبة للاستثمار، فضلاً عن جهود توفير الطاقة اللازمة سواء للمواطنين أو لقطاع الصناعة، منوهاً بحرص الدولة على جذب الاستثمارات العربية والأجنبية، وترحيبها بالمستثمرين الإماراتيين في مصر. وأضاف المتحدث الرسمي أنه تم خلال اللقاء التباحث بشأن العلاقات الثنائية بين البلدين على مختلف أصعدتها السياسية والاقتصادية والتنموية، وسبل تنميتها وتطويرها للارتقاء بها إلى آفاق أرحب ومستوى أكثر تميزاً من التعاون والتنسيق الاستراتيجي بين البلدين بما يخدم مصالح الدولتين والشعبين الشقيقين، لاسيما في ضوء الظروف التي تمر بها المنطقة، والتي تتطلب تضافراً للجهود وتعزيزاً للتكاتف ووحدة الصف العربي في مواجهة التحديات المختلفة، لاسيما تلك المتعلقة بمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف. وأكد الشيخ محمد بن زايد أن الإمارات حريصة على مزيد من تعزيز علاقاتها مع مصر على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية، لافتاً إلى ما تتمتع به مصر من مقومات اقتصادية، فضلاً عن تنفيذها استراتيجيات استثمارية مشجعة تصب في صالح نمو الاقتصاد المصري. وتوافقت رؤى الجانبين بشأن أهمية التوصل إلى حلول سياسية للأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية واليمن وسوريا وليبيا، بما يحافظ على كيانات ومؤسسات تلك الدول ويحمي وحدتها الإقليمية ويصون مقدرات شعوبها.

وأشار السفير علاء يوسف إلى أن رؤى البلدين تطابقت بشأن العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث تم التأكيد على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات سريعة لمواجهة الأخطار التي تهدد الأمن القومي العربي، وكذا السلم والأمن الدوليين، لاسيما في ظل اتساع دائرة انتشار الإرهاب الذي أصبح لا يعرف حدوداً.

 

الخارجية الاميركية: واشنطن ستشتري 32 طنا من المياه الثقيلة من ايران

الجمعة 22 نيسان 2016 /وطنية - اعلنت وزارة الخارجية الاميركية، اليوم، ان "واشنطن ستشتري 32 طنا من المياه الثقيلة من ايران للمساعدة في تصريف هذه المادة التي وفرها برنامجها النووي". وقال المتحدث باسم الوزارة جون كيربي ان هذه العملية "ستوفر للصناعة الاميركية متنجا مهما، في حين تمكن ايران، في الوقت نفسه، من بيع بعض المياه الثقيلة الفائضة لديها". ولم يحدد قيمة هذه الصفقة.

 

واشنطن تنفق 12 مليون دولار يومياً لتمويــل العمليـات ضــد "داعش"

المركزية- كشفت تقارير نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" الاميركية، صادرة عن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن واشنطن تنفق حوالي 6.8 مليارات دولار أي ما يقارب 12 مليونا في اليوم لتمويل العمليات التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، وأشارت إلى أن الطائرات القتالية التابعة للولايات المتحدة ودول التحالف نفذت أكثر من 11 ألف ضربة جوية ضد أهداف لتنظيم الدولة في الشرق الأوسط.وأضافت الصحيفة أن المقاتلات الأميركية شنت ثمانية آلاف ضربة من مجموع الطلعات الجوية المذكورة، وأن غالبية تلك الضربات الجوية كانت موجهة ضد أهداف تابعة لتنظيم الدولة في العراق، وأشارت إلى أن هذا التقرير يأتي في وقت يستعد فيه قادة البيت الأبيض والبنتاغون للزج بمزيد من القوات والأجهزة العسكرية الأميركية في العراق، وأعلن وزير الدفاع آشتون كارتر أن قوات قوامها 217 عسكريا من المدرِبين والقوات الخاصة الأميركية مدعومين بقوات جوية أميركية إضافية، وشحنة من الأسلحة الثقيلة، تتجه إلى العراق لدعم القوات العراقية لاستعادة السيطرة على الموصل.

 

كندا تشرّع الماريغوانا

تعمل الحكومة الكندية على سن تشريع جديد يوسع استخدام الماريغوانا للأغراض الترفيهية مع حلول ربيع عام 2017، بعد أن شرعت استخدامها لغايات صحية. وحسب ما ذكرت وكالة "رويترز"، فقد قالت وزيرة الصحة الكندية جين فيلبوت، خلال جلسة خاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك بشأن مشكلة المخدرات في العالم، إن القانون الكندي سيكفل ألا تصبح الماريغوانا في متناول أيدي الأطفال مع إبعاد المجرمين حتى لا يتربحون من بيعها. وأضافت فيلبوت: "سنتعاون مع شركائنا في إنفاذ القانون لتشجيع الإجراءات الملائمة والمتناسبة للعدالة الجنائية". ويشار الى ان استخدام الماريغوانا للأغراض الطبية مباح قانونا في كندا.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 والد سوري مفجوع الى نصرالله: «نيالك» حضنت إبنك

علي الحسيني/المستقبيل/23 نيسان/16

بعد مضي أربعة أيام على إرتكابه مجزرة في ريف ادلب، وتحديداً يوم الثلاثاء الماضي، والتي ذهب ضحيتها أكثر من خمسين مدنياً سوريّاً معظمهم من الاطفال والنساء بعد قصفه بالطائرات سوقين شعبيين في مدينة «معرة النعمان« وبلدة «كفرنبل»، إستعاد النظام السوري أمس، منظومة إجرامه مجدداً من خلال إرتكابه مجزرة جديدة في حلب، بعد قصفه أحياء كانت تُعتبر آمنة، ما أدى إلى سقوط مبنى بكامله مكتظ بالسكان راح ضحيته أكثر من عشرين مدنيّاً.

الإبادة الجماعية، هو نهج يسير عليه النظام السوري منذ إعلان انطلاق الثورة في سوريا، وهو اسلوب اعتبره أجدى وأسرع من نهج القتل الإفرادي الذي كان إفتتحه بالطفل حمزة الخطيب البالغ من العمر ثلاثة عشر عاماً، إبن بلدة الجيزة في محافظة درعا، والذي قُتل بعد تعرّضه للتعذيب على يد النظام واستكمله باقتلاع حنجرة «بلبل» الثورة السورية المُغنّي ابراهيم قاشوش ورمي جثته في نهر العاصي، من دون ان تُسمع كلمة إستنكار واحدة من قبل «حزب الله» أو إيران، الامر الذي يؤكد دعمهما المُطلق لمنطق القتل والتعذيب ولمنطق حرب الإبادة الجماعية بحق المُتمسكين بأرضهم وكرامتهم.

لا يُمكن الإستدلال أو التعريف على مجزرتي حلب وإدلب بكلمة الأخيرتين، فالذاكرة التي عنونت محطّة القتل الأولى، لم تعد تتسع لإحصاء عدد الشهداء الذين يسقطون تباعاً لكثرة محطات القتل التي يسلكها النظام السوري وحلفاؤه، ومع هذا فلن تسقط من الذاكرة مجزرة أطفال «الغوطة» و»ريف حلب» و»دوما» التي لم تشفع مساجدها الثمانين في إبعاد نار البراميل المتفجرة عن أكثر من مئة وخمسين سورياً نصفهم من الأطفال، ولا حتى بتحريك مشاعر «حزب الله» الذي إدّعى دخوله الحرب السورية بهدف حماية المقامات ودور العبادة. مجزرة أعادت اللبنانيين على وجه التحديد يومها، بالذاكرة إلى زمن حرب تموز ومن قبلها مجزرة «قانا» التي سقط فيها أطفال ونساء ذنبهم الوحيد أنهم التحفوا خيمة «الأمم المتحدة» ظناً منهم بأنها قد تحميهم من الموت.

هو صمت مريب ومخيف يُمارسه الحزب في سوريا، تارة من خلال قتله المدنيين وارتكاب عناصره أبشع المجازر، وطوراً من خلال سكوته على مشاهد الجثث والأشلاء التي تُخلّفها براميل حليفه المتفجرة، وكأن هناك تناغماً يصل إلى حد الشراكة والتواطؤ على سوريا الوطن وعلى شعبها. واليوم لا بيانات اعتذار ولا توضيحات إستنكار تصدر عن الحزب حول المجازر ربما كانت لتكفي في أن تُريح أجساداً أنهكت وهي تنتظر ستر عورتها في التراب، وكأن المجازر في حسابات الحزب العامة والخاصّة أصبحت تُصنّف بين مجزرة «حلال» وأخرى «حرام».

اليوم وبفعل مشاركته النظام السوري في حربه ضد المدنيين، تحوّل «حزب الله» إلى ساكت عن الحق، فعندما يعجز عن إحراز أي تقدم في منطقة او بلدة ما، يلجأ إلى تدميرها فوق رؤوس أهاليها وإلى إحراق قرى وبلدات على غرار ما حصل سابقاً في «الزبداني» و»مضايا» و»القلمون». صور هذه المجازر استطاعت ان تُحرّك العالم بأسره وأن تهزّه، لكنها لم تستطع تحريك مشاعر قيادة «حزب الله» في حارة حريك. فبالأمس لم يسأل أهل حلب وإدلب الحزب عن رد الجميل ولم يطلبوا منه شربة ماء يروون بها عطشا خلّفه لهيب البراميل المتفجرة في حناجرهم، ولا حتى سألوه عن إنصافهم في الموت بعد التنكّر لهم في الحياة، بل كل ما توسلوه لا يتجاوز كلمة «الرحمة».

يبدو أن جرائم الحلفاء بالنسبة إلى «حزب الله» بحاجة على الدوام إلى أدلة وبراهين، وإلا تبقى في قاموسه السياسي والعسكري مُجرّد دعاية «مسبوقة الدفع» يستخدمها الأعداء والخصوم في مواجهتهم مع محور «الممانعة». وهذا النوع من التعاطي الذي يُمارسه الحزب والذي يصل إلى درجة الإستخفاف بدماء الأبرياء والتغاضي عن جرائم حلفائه، يُقابل بتعاطف واسع من كافة الاعمار وفئات المجتمع الدولي قبل العربي لكنه يقف عند عتبة المسؤولين في الحزب الذين يُصرّون على أن يكونوا شركاء في دماء الشعب السوري، من دون أن تهزّهم كلمة لوالد طفل قضى تحت مبنىً سكني «أحسدك يا سيد حسن نصرالله، نيّالك، فيوم استشهاد نجلك استطعت بعد استرجاع جثته أن تحتضنه للمرة الاخيرة وأن تُشبع نظراتك ونظرات والدته منه، لكن يا سيد، أنا اليوم لم أتمكن من إلقاء النظرة الأخيرة على ولدي الذي ضاعت أشلاؤه بين أشلاء الآخرين».

هي جملة لا شك بأنها تختصر وجع الشعب السوري وتعكس مدى المظلومية الفعلية التي تُلحق به على يد الحزب، وهنا يبرز السؤال التالي: مع كل هذا التورّط الذي يزداد يوماً يعد يوم، ماذا سيتبقّى في الوجدان المُقاوم على أراض حوّلت «المقاومة» زرعها وبساتينها إلى مقابر جماعية لا تنبت أرضها سوى روائح البارود والموت؟.

 

ميشال تامر لبناني رئيسا للبرازيل ولبنان بلا رئيس

محمد قبيلات/العرب/23 نيسان/16

عمّان - “لو لم أكن في البرازيل لكنت نافستك في الانتخابات البلدية”. كلمات مازح بها ميشال تامر رئيس بلدية بتعبورة، القرية اللبنانية التي ولد فيها والداه وإخوته الكبار. اليوم تامر أصبح رئيسا للبرازيل وليس لبلدية بتعبورة التي زارها عام 2012 والتقى فيها الأهل والأقرباء. بطبيعة الحال وكما هو متوقع من مغترب بحجم ميشال، سيسأل أهل قريته عن الصغيرة والكبيرة في القرية عن عيشهم ومصروفهم ودخلهم وسبل تحسين زراعة الزيتون والإنتاج. مزاح ميشال الجاد مع رئيس بلدته سيعكس “جِد الرجل” ويظهر جانبا من طموحاته بالزعامة. على أيّ حال لم يفت الرجل أن يعد أهالي مسقط رأس والده أن يعود إليهم رئيسا. وها قد حصل. القرويون في بتعبورة صرّحوا لوسائل إعلامية الكثير عن الزيارة، ومن بين ما قالوا إنه شرب معهم المشروب البلدي الذي أهدوه له. كما أهدوه الزيت والصابون البلدي من إنتاج أرض الكورة الخيرة، هو بدوره شكرهم ووعد بالعودة إليهم رئيسا.

تلك زيارة لم تكن كافية ليتعمق ميشال تامر في المشهد اللبناني، وإلا لكان غيّر رأيه، فبينما تحتدم الصراعات في دول المشرق بين طوائف ومنابت وأصول وأعراق على الرئاسات، تتفتق ذهنيات المحاصصات عن تقسيمات، آخر ما تراعى فيها أو تلتفت إلى الكفاية، تحقيق العدالة، أو المصالح العليا للدولة بالمعنى القومي الأشمل. فلم يزل البرلمان اللبناني يخفق مرة بعد أخرى وهو يسعى لانتخاب رئيس جديد للبلاد، منذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان، في 25 مايو 2014، حتى بلغ عدد المحاولات إلى حدود الأسبوع الماضي 39 محاولة فاشلة، كلها لم تنجح في التوافق على ملء الفراغ الرئاسي، فظل المقعد الرئاسي شاغرا في بعبدا، حيث ما يزال الارتجال يهيمن على السياسة في بلداننا، ولم تترسخ إلى هذه اللحظة قوانين وإجراءات تراعي المصالح الوطنية لا الفئوية. ميشال تامر يمارس المحاماة والتدريس الجامعي، قبل أن يدخل الحياة السياسية البرازيلية. حيث أسندت إليه عدة مسؤوليات حزبية ووظائف قضائية وتشريعية وتنفيذية، فقد تولى رئاسة حزب (الحركة الديمقراطية البرازيلية)، وانتخب نائبا في مجلس النواب الفيدرالي الذي اختير رئيسا له ثلاث مرات، ثم عين نائبا لرئيسة البلاد عام 2011

ميشال اللبناني ليس مثل البرازيلي

هنا، تُقدم لنا البرازيل مثالا جديدا في الحكم وتداوله. فلقد حلّ اللبناني ميشال تامر في المقعد الرئاسي بحكم موقعه كنائب للرئيس، بعد أن أطاح البرلمان بالرئيسة ديلما روسيف، التي تتحدر أيضا من أصول غير برازيلية، فهي بلغارية الأصل.

تامر مارس المحاماة والتدريس الجامعي، ثم دخل الحياة السياسية البرازيلية فأسندت إليه عدة مسؤوليات حزبية ووظائف قضائية وتشريعية وتنفيذية، فقد تولّى رئاسة حزب “الحركة الديمقراطية البرازيلية”، وانتخِب نائبا في مجلس النواب الفيدرالي البرازيلي الذي اختير رئيسا له ثلاث مرات، ثم عُيّن نائبا لرئيسة البلاد عام 2011. لم يقف أصله أو انتماؤه الديني حائلا دون وصوله إلى الرئاسة، فلا أحد هناك يناقش مسألة الأصول، ومردّ ذلك أن المواطن البرازيلي يثق ببنى الدولة ومؤسساتها ورؤيتها، ويثق بالعدالة والقانون، لذلك هو لا يخاف من انحياز قد يمارسه من يشغل منصب الرئيس، خصوصا أنه محدد الصلاحيات ويخضع للرقابة والمحاسبة، ثم إن تقسيم العمل السياسي يضمن سير العملية السياسية ضمن أطر وممرات دستورية واضحة وثابتة. لقد أُنتخِب تامر في يناير 2011 للمرة الثالثة ليكون نائبا لرئيسة البرازيل روسيف، بعد أن كُلّف بهذه المهمة بالوكالة للمرة الأولى بين 27 و31 يناير 1998، والثانية ليوم واحد في 15 يونيو 1999. ويعتبر ثاني سياسي من أصل لبناني يتولّى هذا المنصب في البرازيل بعد خوسي ماريا ألكمين الذي شغل هذا المقعد خلال فترة (1964-1967). والدا ميشال؛ مخايل تامر ومرشا بربر، هما لبنانيان هاجرا في 1925 من قرية بتعبورة المنسية بجرود مرتفعات قضاء الكورة شمال لبنان، مع من هربوا من المجاعات التي عمّت المنطقة إبان وبعد الحرب العالمية الأولى، أنجبا عدة أطفال كان ميشال أصغرهم والتحقا بأقارب لهما في مدينة برازيلية ريفية اسمها “تييتيه” تبعد 145 كيلومترًا عن سان باولو.

تامر أصبح محاميا وسياسياً برازيلياً لامعاً، بعد أنهاء دراسته في جامعة سان باولو، ونال الدكتوراه من الجامعة الكاثوليكية.

تزيد خبرته في العمل السياسي على 40 سنة، فهو يتولى منذ أكثر من 10 سنوات رئاسة “حزب الحركة الديمقراطية البرازيلية” المتمتع بأغلبية نسبية في البرلمان البرازيلي الجديد. وله كتب في القانون، آخرها في 1994 تحت عنوان “الدستور والسياسة” بيع منه أكثر من 300 ألف نسخة.    

روسيف وتعبيراً عن حالة من حالات اليأس، خرجت من القصر الرئاسي لتتجول على دراجة هوائية حين كانوا يصوّتون على تنحيتها.

تحالف ينتهي بفتح بوابات الجحيم

تحالفَ مع “حزب العمال” وهو حزب يساري قويّ، لكن لا تحالفات أبدية في السياسة، فكان لا بد من أن تأتي لحظة تتضارب فيها المصالح، أو تصبح الفرصة سانحة لعبور مرحلة التحالف وتجاوزها للوصول إلى السلطة.

تعبيراً عن حالة من حالات اليأس من هذه التحالفات، خرجت روسيف من القصر الرئاسي لتتجول على دراجة هوائية حين كانوا يصوّتون على تنحيتها، وهي المتّهمة بالفساد والإفساد، والتلاعب بالخزينة، وبانتهاج سياسة اقتصادية شعبوية أدت إلى ركود مستفحل، لم تعرف مثله بلاد الأمازون طوال 25 سنة مضت.

إلا أن أكثر ما سرّع بفتح بوابات الجحيم عليها، هو الحديث عن تورّطها بفضيحة فساد ضخمة طالت شركة النفط الوطنية “بتروبراس”. وصل صداها إلى الشارع البرازيلي فانتفض عليها باحتجاجات ومظاهرات مليونية، معززة باستطلاعات أكدت أنها مرفوضة بنسبة 61 بالمئة من البرازيليين، وانعكست هذه الرغبة في المجلس النيابي، فثار معظم أعضائه ضدها. روسيف، اليسارية بلغارية الأصل عمرها 68 سنة من “حزب العمال” الحاكم منذ 13 سنة، تنفي الاتهامات وتراها نتاج مؤامرة من معارضين، ضمت الثلاثاء الماضي إليهم نائبها تامر نفسه، حين اعتبرته في بيان أصدرته في وقت متأخر أنه أحد قادة محاولة “الانقلاب” ضدّها، وبأنه وزّع رسالة صوتية على نطاق واسع عن قبوله بفكرة الحلول مكانها كرئيس. تامر يشتهر بالدهاء السياسي وقدراته البراغماتية على قراءة المراحل والمفاصل السياسية لاتخاذ مواقفه، وهذا ربما ما جعله يوصَف في وسائل الإعلام الدولية بأنه قاد “انقلابا” على حليفه في السلطة حزب العمال الحاكم منذ عام 2003 (بقيادة ديلما روسيف) لتولّي رئاسة البلاد. ويُتهم في هذا الصدد بإبرام توافقات مع المعارضة ممثلة في “الحزب الديمقراطي اليميني”، بعد التحقيقات التي بدأتها الشرطة على وقع الاتهامات لروسيف ومقرّبيها بالفساد المالي.

جرم المسؤولية

هناك من يرى أن المسار القضائي تلازم مع المسار السياسي في صياغة المشهد الحالي، وأن طلب إقالة الرئيسة استند في الأساس إلى ما أُطلق عليه اسم «جرم المسؤولية» عن عمليات الفساد، وليس التورّط المباشر، فيما استُبعد ما كانت تشير إليه المعارضة سابقا حول مبالغ تقاضتها روسيف أثناء حملتها الانتخابية، والسبب هو أن تورّط الرئيسة في مخالفات انتخابية سيُسقطها وتامر معًا، لذا أخذ القضاء مسارًا يوقع بروسيف وحدها، ويعوّم تامر بديلا.

إلى ذلك، لا يشعر البعض من البرازيليين المتحدرين من أصول لبنانية أن تنصيب تامر هو انتصار يُحتفى به؛ فالرجل ينتهز اللحظة السياسية ليصل إلى الرئاسة، من دون أن يأخذ في الحسبان التبعات السياسية والاقتصادية لقراره.

الصحف العربية استشهدت بآراء برازيليين من أصول لبنانية، فسجّلت أن تامر سيبقى رئيسا غير شرعي في نظر جزء كبير من الشعب البرازيلي، وأنه لن يكون مناصرًا للقضايا العربية، وتستند هذه الآراء إلى أن تقارب البرازيل مع العالم العربي، وتحديدًا تبني القضية الفلسطينية، كان موقفاً عمّالياً التحق به تامر بحكم الشراكة السياسية. اليوم، يتحالف تامر مع الأحزاب التي تربطها بالولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل علاقات مميزة، وبالتالي فإن وجوده في القصر الجمهوري لن يحقق بالضرورة آمال البرازيليين العرب.

عاصفة تحت السيطرة

ما يملأ الدنيا ويشغل الناس هذه الأيام من أخبار البرازيل، مجرد عملية سياسية تجري وفق أطر دستورية، تضمنها محددات قانونية وأخلاقيات تلتزم بالمصالح البرازيلية، لذلك هي عملية انتقال مأمونة للسلطة برغم كل هذا الصخب. البرازيل؛ بفضل نظامها السياسي المستقر، وما تتمتع به من أجهزة وآليات مراقبة ومحاسبة للأداء العام، استطاعت خلال السنوات العشر الماضية، أن تعبر مراحل المجاعة والفقر، وأن تصبح من أكثر بلدان العالم نموا، وأن تتخطى المديونية الكبيرة التي كانت تثقل كاهل اقتصادها، وبتعاون مع صندوق النقد الدولي، لكن قاد هذا الأمر من الطرف البرازيلي من استطاع أن يضع المصالح الوطنية على الطاولة، وأن يطوّع شروط الصندوق بحيث توائم الاقتصاد البرازيلي وإمكاناته. وعلى الصعيد السياسي الداخلي، عبرت البرازيل مثلها مثل الكثير من دول أمريكا اللاتينية، الأزمات والقلاقل السياسية كافة، من دون وصفات المحاصصة وحقوق الأقليات وهيمنة الأغلبيات. بالتنمية الاقتصادية الناجحة، والعائدة توزيعاتها بعدالة على الجميع، وبدستور راسخ يراعي حقوق المواطنين جميعهم بغض النظر عن أصولهم ومنابتهم وطوائفهم وأديانهم، استطاعت دولة مثل البرازيل أن تتجاوز أكبر المشكلات السياسية والاقتصادية. هذا لم يفعله لبنان الوطن الأمّ لتامر.

 

ميتات جنبلاط الثلاث

شادي علاء الدين/العرب/23 نيسان/16

دخل وليد جنبلاط السياسة وفي جعبته، كما في الألعاب الإلكترونية الحديثة، عدد محدود من الميتات التي يحق له استعمالها، وكان المحللون يبالغون كثيرا في تقدير عددها. البعض الآخر كان يميل إلى تصميم نظرة تنسب إلى الرجل امتلاكه لعدد غير محدود من الميتات، ما يجعله عصيا على كل أنواع النهايات السياسية مهما تقلبت الظروف وتغيرت الموازين وانقلبت. لا يبدو الزعيم الدرزي في حاضر أحواله، كما عبر عنها في مقابلته الأخيرة مع مارسيل غانم في برنامج كلام الناس، متمتعا بما اعتاد أن ينسب إليه، وأن يعبر عن نفسه من خلاله. الصورة التي حاول أن يبثها بدت هزيلة ومتناقضة، فثوب محارب الفساد الساعي إلى كشفه والداعي إلى محاسبة مرتكبيه، بدا ثوبا فضفاضا على من وصف نفسه بأنه واحد من الحيتان الذين ابتلعوا البلاد. لم ينجح جنبلاط في بث شخصية الرائي المستقبلي الذي يعلم كل شيء، ولكنه يختار، بإرادته، تقطير المواقف لحكمة لا يعلمها إلا الراسخون في تقلباته الزلزالية، التي تتبع في جميع أحوالها رادار الرعب، وترصد مكان بثه وتعمل على التفاهم معه. السجال مع وزير الداخلية نهاد المشنوق، واتهام قيادة الجيش، والهجوم على سوليدير لم تكن أكثر من ثرثرة لا معنى سياسيا لها، لأنها تصدر عنه في لحظة صار فيها الفساد تاريخا متكاملا لا يمكن معالجة لحظة واحدة منه، من دون كشف كل ملابسات هذا التاريخ وتفاصيله، وهي مهمة يعلم جنبلاط أنها مستحيلة. من هنا يأتي إصراره على طرح موضوع الفساد لأنه موضوع لا شك في أحقيته، ولكنه غير قابل للطرح. لعل هذا المنطق يلخص حال جنبلاط فهو قد أصبح هكذا بالضبط حيث أنه لم يعد يمثل حالة قابلة للطرح ولا للابتزاز ولا لتقمص دور “بيضة القبان” الشهير.

أنجز جنبلاط ميتاته جميعها وهي لا تتجاوز الثلاث ميتات؛ أولها كانت مع الخروج الفلسطيني من لبنان الذي اتخذ في تلك اللحظة صيغة تسليم نهائي للبلد إلى سلطة الأبد الأسدي، الذي انطلقت حياة جنبلاط السياسية مع محاولة التعايش معه في انتظار اللحظة التي سترى فيها جثته طافية على النهر. دخل جنبلاط السياسة من باب الانتظار، وكانت ميتته الأولى مع الخروج الفلسطيني من لبنان، حيث بكى للمرة الأولى وهو يطلق الرصاص مودعا الشاحنات الفلسطينية المغادرة لأنه كان يعي أن تلك اللحظة قد فتحت باب انتظاره على أبد مفتوح. ميتته الثانية كانت إثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري والنتائج التي تمخضت عن الاغتيال، حيث ظن جنبلاط أنه سينجح في وراثة ثقل الحريري السياسي، وأن يعبر سياسيا حدود أقلويته الطائفية من باب التحول إلى الرمز الأبرز في ثورة الأرز التي نجحت في طرد الوجود السوري العسكري من لبنان. اعتقد حينها أن باب الانتظار قد أقفل، وأن جثث أعدائه ستطفو على النهر بسرعة. ما حدث أثبت له أنه كان مخطئا؛ فالنظام السوري أبقى ورثة مسلحين له في البلاد، أكد واقع الأمور أن قدرتهم على شل كل شيء في البلاد أعلى بكثير من كل زخم ووعود ثورة الأرز التي كانت لحظة نشوة “جنبلاطية” لم تكتمل، اضطرّ بعدها للعودة إلى أحضان التفاهم مع الأسد الذي لم ينته أبده اللبناني والسوري بعدُ. وهنا كانت ميتته الثانية. الميتة الثالثة والتي تبدو ثابتة ودفعت بجنبلاط إلى تبني سلوك الدروشة، والإعلان عن استقالة قريبة، هي تلك التي ينتجها صعود التطرف السني في المنطقة. اقتنع جنبلاط مع صعود المدّ السني أن كل وسائل الحماية والتحايل المألوفة وحتى المبتكرة، لا تستطيع أن تغني عنه وعن طائفته شيئا أمام هذا المدّ الذي لا يشك أنه سيقرر مصير لبنان والمنطقة. هكذا وربما للمرة الأولى يعلن بوضوح أنه ليس سوى زعيم أقلية ضئيلة لا قدرة لها على التأثير. هذا هو المشهد الختامي الذي يعلن أن أرواح جنبلاط الكثيرة قد نفدت. كل جهوده تنصبّ الآن في تدبير شؤون النهايات، واختيار الأنسب منها للتاريخ والذاكرة حيث يعلم أن السياسة من حيث هي تدبير لحدث يجري وتهيئة لما سيأتي، لم تعد ممكنة، ولم تعد في يديه أيّ مفاتيح تمكنه من فتح أبوابها المستعصية.

 

ثنائية مسيحية تهدد التحالفات التقليدية في لبنان

العرب/23 نيسان/16

بيروت - تتآكل يوما بعد يوم التصورات والمواقف المقللة من أهمية التقارب الحاصل بين التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية. ويترسخ الرأي القائل بأن هذا التقارب جدي وليس ظرفيا على خلاف ما يروج له البعض لدوافع عدة. ويتجسد هذا التقارب، الذي هو أقرب إلى التحالف، في عدة خطوات لعل أهمها تجانس مواقفهما وتماهيها حيال أمهات القضايا في لبنان بدءا برئاسة الجمهورية مرورا بالانتخابات البلدية وصولا إلى جلسة تشريع الضرورة، الأمر الذي يشكل تهديدا للتحالفات التقليدية القائمة في لبنان منذ العام 2005. وأبدى، الجمعة، أمين سر تكتل التغيير والإصلاح النائب إبراهيم كنعان ورئيس جهاز التواصل والإعلام في القوات اللبنانية ملحم الرياشي، خلال لقاء مشترك تحت عنوان “من الوحدة المسيحية إلى الوحدة الوطنية” تمسكهما بمقاطعة أي جلسة تشريعية تعقد ما لم تتضمن في بنودها قانون الانتخاب. وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري قد أكد خلال جلسة الحوار الوطني هذا الأسبوع، إصراره على عقد جلسات تشريعية قبل نهاية العقد النيابي العادي في 31 مايو المقبل. وشدد بري على أن هناك جلسة تشريعية ستقام بعد أيام، لأن هناك عدة ملفات حيوية تهم مباشرة المواطن اللبناني تحتاج إلى المناقشة والمصادقة عليها، ولا يجوز تأجيلها خاصة المتعلقة بالجوانب المالية.

ويرى متابعون أن بري لن يجد صعوبة في عقد هذه الجلسة، حتى وإن تمت مقاطعتها من قبل التيار والقوات، حيث من المتوقع مشاركة نواب المستقبل وحزب الله وحركة أمل، واللقاء الديمقراطي، وعدد من المستقلين ما سيؤمن النصاب. وهناك خلاف بين القوى السياسية اللبنانية حيال طرح قانون انتخابي جديد، فحزب الله على سبيل المثال رافض لطرح حليفه التيار الوطني الحر بخصوص القانون، كما أن المستقبل لا يبدي حماسة للأمر وهو ما يثير غضب حليفه القواتي. وقال كنعان إن “المشكلة اليوم في البلد، والتي ستظهر في الأسبوع المقبل أكثر فأكثر، هي المطالبة بقانون انتخاب. وهناك من يأخذ على خاطره ويتهمنا لأننا نريد قانونا يؤمن صحة التمثيل، في الوقت الذي نحن لا ندعو فيه إلى ثورة، بل إلى ما يؤمن الشراكة الحقيقية”.

إبراهيم كنعان: بعد الوحدة المسيحية (القوات والتيار)، بات هناك رأي واحد لا يمكن تجاوزه بسهولة

وشدد كنعان “اليوم وبعد الوحدة المسيحية (القوات والتيار)، بات هناك رأي واحد لا يمكن تجاوزه بسهولة. ومن يتجاوز التوازن والمساواة والديمقراطية الصحيحة، يضر نفسه، لأنه يضرب مفهوم الدولة”. تصريحات كنعان وصفها كثيرون بأنها رد على حزب الله، الذي انتقد ضمنيا التيار بسبب إصراره على وضع العصا في العجلة أمام جلسة تشريع الضرورة عبر إصراره على طرح القانون الانتخابي. ويؤشر هذا الخلاف البادي على السطح بين الحليفين على أن العلاقة بينهما ليست على ما يرام، فالحزب الشيعي يتوجس من التقارب بين عون وجعجع (المناوئ له) وتداعيات ذلك عليه مستقبلا.

وقد أعرب الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله منذ فترة، ضمنيا عن هذه المخاوف حين وجه اتهامات لرئيس القوات سمير جعجع بالسعي لضرب علاقة الحزب مع التيار، مشددا على أنه لا يفكر مطلقا في الوقت الحالي في تذويب الخلافات مع الأخير ولقائه.

ولا يبدو أن الوضع أفضل لدى المستقبل الذي ينظر هو الآخر إلى خطوات القوات بريبة، وهو لن ينسى لجعجع إقدامه على إسقاط مبادرته بتولي سليمان فرنجية منصب رئاسة الجمهورية عبر إعلان تأييده لميشال عون. كما أن المستقبل لا يمكنه تجاهل رؤية الحليف القوي لديه على الساحة اللبنانية وهو يتحالف مع الطرف المقابل أي التيار الوطني الحر في الانتخابات البلدية. وبالتالي فإن تعهد رئيس التيار الأزرق، سعد الحريري، منذ فترة بعدم المشاركة في أي جلسة لتشريع الضرورة لم يعد له قيمة، خاصة وأن القوات يبدو أنه يتجه لمسار مغاير لا يخدم رؤى المستقبل ومصالحه. وقال القيادي في التيار الوطني الحر، إبراهيم كنعان، “المصالحة بين القوات والتيار باتت أساسا لبناء عصب مسيحي من أجل لبنان، ومن أجل وحدة وطنية قائمة على الشراكة”. وأضاف “هدفنا ليس أن نجمع بعضنا فقط، بل همنا أن نجمع المسيحيين على مشروع وطني له علاقة ببناء الدولة في لبنان، ويأخذنا لا إلى إلغاء التنافس المسيحي المسيحي، بل يسمح بأن تكون كلمتنا واحدة في ما يتعلق بالحقوق والنظرة إلى الدولة”.ويرى محللون أن حرص كل من القوات والتيار على تعزيز العلاقة بينهما وتوحيد صفهما، نابع من وجود رغبة فرضتها المتغيرات الإقليمية، فللطرفين مصلحة كبيرة في تقوية القرار المسيحي وفرضه رقما صعبا بالنسبة إلى الحلفاء قبل الخصوم.

ويقول المحللون إن الفريقين سيسعيان في الفترة المقبلة لصيانة التحالف بينهما في كل مجالات العمل المشتركة سواء في الموقف من الاستحقاق الرئاسي والموقف مما يطلق عليه بتشريع الضرورة لعقد جلسة لمجلس النواب اللبناني، إضافة إلى تثبيت أقصى درجات التنسيق في الانتخابات البلدية. ولكن هذه الرغبة القواتية العونية تلاقي في المقابل موقفا سلبيا من بقية التيارات المسيحية، لا سيما حزب الكتائب اللبنانية، التي تجد في الثنائية المسيحية تشابها مع الثنائية الشيعية المعمول بها بالتحالف ما بين حزب الله وحركة أمل، كما تجد ذلك التحالف إقصائيا. إضافة إلى ذلك تنطلق تصريحات واضحة من قبل شخصيات مسيحية في مقدمتها الرئيس السابق ميشال سليمان والدكتور فارس سعيد المنسق العام لقوى 14 آذار تحذر من الاصطفافات الطائفية الخطرة على الاستقرار في لبنان. فيما يرى بعض المتابعين للشأن المسيحي أن التحالف ضرورة حالية يستفيد منها حزب القوات اللبنانية سواء في جرّ عون إلى خيارات السيادة واتفاق الطائف بعيدا عن حزب الله، أو في تجهيز الأرضية للقوات لوراثة الكتلة الاجتماعية العونية في حال اختفاء ميشال عون أو سقوط إمكانات انتخابه رئيسا وبالتالي سقوط مشروعه السياسي برمته.

 

الاتهامات بالفساد: نميمة وليست سياسة

 حسام عيتاني/الحياة/23 نيسان/16

عندما يطلب النائب إبراهيم كنعان رفع السرية عن محاضر لجنة المال في مجلس النواب اللبناني ووضعها «في متناول الرأي العام، وبالتالي القضاء»، فكأنه على سراب يراهن. الأرجح أن النائب عن «التيار الوطني الحر» يعرف لاواقعية ما يدعو إليه، ليس كإجراء إداري في مجلس النواب ولكن البحث عن رد فعل مساند لموقفه في أوساط الرأي العام والقضاء. ذلك أن كشف الفساد والهدر الذي ستدل عليه المحاضر والمراسلات المذكورة لن يزيد شيئاً على ما يعرفه اللبنانيون وعلى ما يقرأونه ويشاهدونه في وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي. وعندما يكون تبادل الاتهامات بين الوزراء والنواب والسياسيين من مختلف التيارات والعشائر، بسرقة المال العام والرشوة والمحاباة وتقديم الأزلام إلى المناصب العليا، هي الخبز اليومي لصحف بيروت، يصعب الاعتقاد أنه سيكون لإماطة اللثام عن بضع ارتكابات مشابهة صدى في الرأي العام أو في القضاء. الأهم من ذلك، أن الرأي العام الذي يأمل كنعان أن تحرك المحاضر رد فعل لديه، تتراوح حالته اليوم بين الغيبوبة وبين الموت السريري، تماماً مثلما يتخذ كل دعوات اللجوء إلى الرأي العام موقعاً بين السذاجة الشديدة والخبث الفاضح، لإدراك كل متعاط في الشأن اللبناني عمق الهوة التي وقع فيها هذا البلد بمؤسساته ومجتمعه وعبثية أي كلام عن استعادة حكم القانون أو الحقوق العامة.

وكأن كل هذا لا يكفي حتى جاء اكتشاف السياسيين اللبنانيين منصات التواصل الاجتماعي أخيراً، بسماجتهم وثقل ظلهم وادعاءاتهم، لينقلوا معاركهم التافهة إلى من نجا من القراءة عنها في الصحف أو مشاهدتها على شاشات التلفزة، حتى بات من حق من تصله تغريدات الوزير والزعيم ورئيس التيار إلى أقصى زاوية يرغب في الاختفاء فيها، أن يتساءل عما يريد هؤلاء من هذه المطاردة الساخنة لمواطن يعيش فقراً وعجزاً وبطالة وسط روائح النفايات واليأس المقيم، فيما يتسلى السياسيون باستعراض جهلهم وقلة ذوقهم على مواقع التواصل الاجتماعي. ما سر هذه القدرة على تعميم النكد والغمّ ونشره، وما معنى هذه المسافة الشاسعة التي تفصل بين إحباط العامة من الناس وتعبهم وبين نشاط الخاصة؟ نقترح هنا إجابتين: الأولى تتعلق باطمئنان السياسيين إلى سلامة «خزّاناتهم البشرية» التي ستعود إلى انتخابهم، بكل فسادهم وعجرفتهم وانعدام بصيرتهم، عندما يعلو نفير التوجه إلى صناديق الاقتراع. وهذه، على ما علمتنا التجربة منذ اتفاق الطائف، ليست سوى أداة لتأكيد الاستفتاء على زعيم الجماعة المذعورة وحاميها من الأعداء، أبناء الطوائف والجماعات المنافسة والأخطاء الخارجية سواء بسواء. الإجابة الثانية تتفرع من الأولى: أدى موت السياسة في لبنان إلى تفرغ المشتغلين بها (أو بالأحرى بدفنها) إلى تبادل اتهامات ستقع في الفراغ الهائل للقبر المشترك للبنان واللبنانيين. عليه، لا تندرج الاتهامات بالفساد وتبادل التشهير بالسرقة وما شابه في باب السياسة التي يفترض أن تقوم على آليات محاسبة ومراقبة، بل تندرج ضمن النميمة والتسلية التي تتخذ من مصالح ومستقبل اللبنانيين الغافلين أو الموافقين في أكثريتهم الساحقة على بقاء أوضاعهم على ما هي عليه، على أمل الوصول إلى خلاص فردي أو الحفاظ على الحظوة عند الزعامة الطائفية. النميمة والمنافسة على من هو الأكثر فساداً من دون خشية الحساب القانوني أو الشعبي (أثناء الانتخابات) لا يقولان إلا أن بلدنا قد انهار وأن رائحة انهياره فاحت على المواطنين وعلى العالمين.

 

الاحتلال السوري غيَّب الأحزاب المسيحية لا العائلات

شارل جبّور/ليبانون فايلز/الجمعة 22 نيسان 2016

الهدف الأول للاحتلال السوري للبنان الذي أحكم سيطرته على مفاصل الدولة اللبنانية بين عامي ١٩٩٠ و٢٠٠٥ كان إلغاء الأحزاب المسيحية ومنعها من ممارسة نشاطها الحزبي-السياسي، فأقصى "القوات اللبنانية" واعتقل رئيسها الدكتور سمير جعحع وتعقّب كل قواتي ينشط وطنيا، وأبعد العماد ميشال عون عن لبنان ولاحق كل عوني يتحرك سياسيا، ومنع الرئيس أمين الجميل من العودة إلى لبنان، كما منع الشرعية الكتائبية من استعادة حزب الكتائب. ومن مفارقات ذاك الزمن الأسود ان نظام الاحتلال غيّب الأحزاب السياسية المسيحية-الوطنية لا العائلات السياسية المسيحية التي تعامل معها على قاعدتين: العائلات المتحالفة معه قدمها إلى الواجهة السياسية ومكّنها سياسيا ومنحها السلطة لممارسة دورها، وأكبر مثال على ذلك الرئيس إميل لحود ابن عائلة لحود الذي حكم بعضلات السوريين وليس وفق أحكام الدستور، واللائحة تطول بطبيعة الحال.

والعائلات التي تناصبه العداء تركها تنشط سياسيا ضمن صفوف المعارضة من دون ان تتعرض للمضايقات والملاحقات من اجل ان يبرر أمام الغرب سياسة الإلغاء التي اتبعها بحق الأحزاب المسيحية للقول ان جزءً من المسيحيين كان في السلطة والجزء الآخر في المعارضة في سياق اللعبة الديموقراطية السليمة.

وأما السؤال الأساس: لماذا الإلغاء السياسي الذي انطبق على الأحزاب لم ينسحب على العائلات؟ والجواب ببساطة لأن الأحزاب كانت تُخيف النظام السوري وتشكل خطرا على وجوده، فيما العائلات لا تشكل تهديدا لهذا الوجود، حيث ان الأحزاب قادرة على التعبئة والاستنهاض والحشد شعبيا، وان تنتظم وتُنّظم مواجهتها النضالية ضد وجود جيشه في لبنان، فيما المواجهات العائلية طابعها فردي لا جماعي، وفعاليتها محدودة باقتصارها على الموقف من دون ان ينسحب على أرض الواقع. ولا حاجة للتذكير بانه لولا مواجهة "الكتائب" في مطلع الحرب ومن ثم "القوات" لكان لبنان محافظة سورية، ولولا المقاومة السلمية للقوات والتيار الوطني الحر والكتائب لما توافرت البيئة الحاضنة الوطنية في ١٤ آذار ٢٠٠٥ لإخراج الجيش السوري من لبنان. فالمواجهة الأساسية في الحرب كانت حزبية، والمواجهة الأساسية في السلم كانت حزبية، والأحزاب، للتذكير فقط، ليست مكونات فضائية، إنما مكونة من عائلات لبنانية من صميم المجتمع اللبناني آمنت بان الدفاع عن السيادة والاستقلال والحرية لا يمكن ان يتحقق إلا من مربع حزبي، والتجربة أكبر برهان، وقد نجحت في هذا التحدي.وما تقدم يقدِّم الإجابة الشافية عن التساؤل أعلاه بان النظام السوري لم يشطب الأحزاب الوطنية المسيحية عن عبث، بل عن وعي تام مستندا إلى تجربته معها في الحرب بانها وحدها القادرة على زعزعة وجوده في لبنان، فتقاطعت البيئة الحزبية مع صوت بكركي الصارخ من خلال بطريرك الاستقلال الثاني مار نصرالله بطرس صفير وأتاحت للشخصيات المستقلة الوقوف على أرض صلبة بكركية-حزبية، فكان ما كان من صعود متدحرج للقوى السيادية أدى إلى إخراج الجيش السوري من لبنان.

وما نشهده اليوم عشية الانتخابات البلدية من حرب منظمة ضد الأحزاب عموما والتفاهم القواتي-العوني تحديدا ليس وليد الصدفة، إنما يندرج في سياقين: السياق الأول ينتمي إلى محور الممانعة الذي يستكمل من خلاله الخطة السورية نفسها بإضعاف القوى الحزبية كونها وحدها القادرة على استعادة السيادة والاستقلال. والسياق الآخر ينقسم إلى شقين: الشق الأول من بقايا الإقطاع السياسي والذي يدرك ان عودة الفعالية الحزبية تعني نهايته، فيحاول عرقلتها وتأخيرها. والشق الآخر عائلي تقليدي يخشى على استمرارية نفوذ عائلته، فيما الأحزاب ليست بوارد إلغاء أي عائلة، بل تعاملت وتتعامل مع الوقائع والحيثيات من دون زيادة ولا نقصان، وهي على استعداد للانفتاح على كل من يريد الانفتاح عليها خدمة للمجتمع وقضاياه، ولكن من يرفض الانفتاح يضع نفسه في مواجهة الأحزاب العابرة لكل الطوائف والحاملة لهموم كل الطوائف في سياق قضية واحدة اسمها لبنان ويتفرع عنها قضايا لا تقل أهمية وتتصل لتطوير البنى المجتمعية وتحديثها ضمن بلديات عصرية ومتقدمة. (بلديات-حلقة أولى)

       

السفير الفرنسي ايمانويل بون لـ"النهار": لانتخاب رئيس تسوية والحل ليس في فرنسا أو إيران أو السعودية لإعادة إطلاق هبة الجيش و ندعم الأقليات وتعزيز التعددية في لبنان والمنطقة

ريتا صفير/النهار/23 نيسان 2016

كثيرة هي الرسائل التي أراد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند توجيهها الى اللبنانيين في زيارة الـ24 ساعة التي خصهم بها نهاية الاسبوع الماضي. وإذا كانت اللقاءات التي عقدها في قصر الصنوبر، ظهّرت رغبة باريس في إظهار غياب رئيس للجمهورية اللبنانية ورفضها ان يحل اي شخص مكانه، كما يقول السفير الفرنسي ايمانويل بون، فيبدو أن "مروحة" الاجتماعات التي جمعت هولاند بشخصيات متنوعة، بينها أعضاء المجتمع المدني، حملت مغازي عدة، في مقدمها، ضرورة إيجاد حل للازمة السياسية والمؤسساتية في لبنان عبر انتخاب رئيس تسوية في أسرع وقت.

كلام بون جاء خلال لقاء إعلامي مصغر عقده في قصر الصنوبر أمس، رد خلاله على أسئلة "النهار". وفي مقدمة مختصرة، استهل السفير الفرنسي الاجتماع بالقول:

"(...) رغب الرئيس هولاند في زيارة لبنان بهدف توجيه رسائل الى اللبنانيين مفادها اننا لا ننسى لبنان، ونحن الى جانبه. كما ان لبنان يشكل اولوية بالنسبة الى العمل الخارجي الفرنسي. أراد ابراز التزامه دعم لبنان ومواصلة العمل مع الشركاء الدوليين بهدف إيجاد حل للازمة".

وأضاف: "شكلت زيارة الرئيس بداية مرحلة ديبلوماسية جديدة. وأعني بذلك أن الرئيس هولاند لم يأت مع عصا سحرية، الا انه اتى للقول انني هنا للاستماع الى الجميع، وسأعمل مع الشركاء الدوليين لمساعدة الافرقاء السياسيين اللبنانيين لايجاد حل للمشكلات التي تواجهها البلاد. إن ايجاد حل للازمة السياسية والمؤسساتية في لبنان واضح جدا، فهو يعني وجوب انتخاب رئيس تسوية في اسرع وقت. يجب الشروع في تسوية سياسية لانتخاب رئيس للجمهورية، لكل اللبنانيين، اضافة الى تشكيل حكومة وحدة والشروع في انتخابات نيابية تسمح للجميع أن يتمثلوا في شكل عادل في البرلمان".

وفي معرض تفصيله للخطوات التي ستحفل بها المرحلة المقبلة، كشف ان "وزير الخارجية الفرنسي سيزور بيروت نهاية ايار المقبل بهدف متابعة زيارة الرئيس والسعي الى تحقيق تقدم في اتجاه حل"، موضحاً أن "هناك جانباً آخر في الزيارة تمثل في دعم الجيش اللبناني، وخصوصا انه يمثل مؤسسة وطنية عن حق، ويخدم كل اللبنانيين، كما ان لدينا تعاوناً قديماً مع هذه المؤسسة وسنعززها لان امن لبنان يشكل اولوية بالنسبة الى فرنسا". ولفت الى عنصر ثالث مهم في الزيارة، تمثل في "دعم لبنان في وجه تداعيات الازمة السورية. وفي هذا الباب، جدد الرئيس الفرنسي دعمه البلاد كي تتوافر لها الوسائل في ادارة ازمة اللاجئين. أما بالنسبة الى النتائج، فأعتقد أن الرئيس الفرنسي استمع الى الجميع، وقد غادر لبنان مصمما ومقتنعا بأنه يمكن إيجاد حل في لبنان من دون انتظار انتهاء الازمة في سوريا ومن دون انتظار تسويات اقليمية تبدو صعبة. غادر مقتنعا بأنه يمكن العمل لمصلحة لبنان".

¶ تحدثت معلومات عن إلغاء الرئيس الفرنسي لقاء مع "حزب الله" نتيجة ضغوط مارسها الجانب السعودي؟

- هذه شائعات وليست معلومات. نشر "حزب الله" بيانا دقيقا وعادلا في هذا الخصوص، وانا اشكره. لقد أوضح البيان أن الحزب لم يطلب موعدا من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، كما انه لم يتم تنظيم لقاء معه، وهذا صحيح لاسباب عدة، ابرزها ان لدينا حوارا مع "حزب الله"، وهو حوار متواصل، علما أنني التقيت (النائب) محمد رعد قبل زيارة الرئيس كي أشرح له اهداف الزيارة، وقمت بالامر نفسه مع مسؤولين سياسيين عدة، وفي احزاب اخرى. على سبيل المثال، اجتمع رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشيه، وهو الرقم 2 في الجمهورية الفرنسية، بوفد من "حزب الله" خلال زيارته بيروت في تشرين الاول الماضي. الحوار مع "حزب الله" قائم ونتطرق عبره الى كل المواضيع، وليس ضروريا ان يتم على مستوى رئيس الدولة.

¶ هل حصل ضغط سعودي لإلغاء اللقاء مع "حزب الله"؟

- لم تحصل اي ضغوط سعودية في هذا الخصوص، علما أن رئيس الجمهورية الفرنسية لا يستمزج رأي أي كان في تحديد الاشخاص الذين سيلتقيهم.

¶ نشرت معلومات اليوم (امس) عن سعي سفراء ومسؤولين امميين للتوصل الى "سلة تسوية" في لبنان، تتضمن في ما تتضمنه، انتخاب رئيس لسنتين وإنشاء مجلس للشيوخ وتعديل صلاحيات مجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية؟

- لا شك أن ثمة أشخاصا يفكرون. ومن المعلوم ان الامين العام للامم المتحدة (بان كي- مون) يرأس "مجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان"، وهي مجموعة مهمة لكونها تعبر عن إرادة المجتمع الدولي وتشكل إطارا للعمل. أما في شأن تحديد أطر الحل او شروطه، فإن مسألة مناقشتها تعود الى الافرقاء اللبنانيين وليس الى فرنسا أو ايران أو المملكة العربية السعودية أو روسيا. ليس لأي طرف أن يملي على اللبنانيين المسائل التي يجدر بهم التفاوض حولها. هناك احتمالات عدة للتسوية، الا انه لا يعود الينا تحديد شروط هذه التسوية. لا علم لي بوجود اتفاق سواء في الامم المتحدة او في اي مكان آخر حيال ما ذكرته.

¶ هل يعني دعمكم رئيس تسوية أن المرشحين الحاليين والذين يعكسون انقسامات في صفوف 8 و14 آذار "احترقوا" او باتوا "خارج اللعبة"؟

- لا، نعتبر أنه ضمن النظام السياسي القائم، لا يمكن ان نطلب توافقا، لا يمكن ان نطلب من الناس ان يتوافقوا حول كل شيء. هذا هو تعريف التوافق. نتطلع الى تسوية، اي انه يجب ان تكون الاحزاب السياسية الكبرى منخرطة في اتفاق يحفظ مصالحها الاساسية ويقدم حلا للازمة. هناك وسائل عدة لولوج ذلك (...).

¶ هل يبدو تدفق المساعدات الفرنسية والاوروبية الى الحكومة اللبنانية مشروطا بعدد من الاجراءات، ومنها فتح سوق العمل امام اللاجئين السوريين؟

- لسنا في اطار مبادرة مشروطة مع لبنان، بل نحن في إطار مبادرة ثقة وشراكة. يقوم لبنان بأكثر مما يمكن في أزمة اللاجئين. لا نفرض شروطا بل نتحاور مع السلطات اللبنانية حول أفضل السبل لمواجهة الازمة (...).

¶ هل تطرقت لقاءات الرئيس الفرنسي الى قرار المملكة السعودية الغاء هبة الـ3 مليارات للجيش اللبناني؟

- اثرنا مسألة الهبة السعودية مع وزير الدفاع (سمير مقبل) ورئيس الحكومة (تمام سلام) ووزير الخارجية (جبران باسيل) ورئيس مجلس النواب (نبيه بري). قال لهم الرئيس إننا نثق بالجيش اللبناني ونتمنى أن يزوّد التجهيزات اللازمة ليقوم بعمله.

¶ عمليا، كيف ستترجم هذه الرسالة، علما انه كان من المفترض أن يتسلم الجيش دفعة تجهيزات منتصف الشهر الجاري؟

- علق السعوديون تسليم الاسلحة لاسباب تخصهم. يجب ان توجهي اليهم السؤال. ما نتمناه نحن هو ان ينال الجيش اللبناني الاسلحة التي يحتاج اليها، وسنضاعف تعاوننا معه، وسيقوم شركاء دوليون آخرون بالامر نفسه.

¶ الى اي مدى يؤثر تعليق الهبة على الحرب التي يخوضها الجيش ضد الارهاب و"النصرة" و"داعش"؟

- تم تسليم أسلحة فرنسية في وقت سابق، منها صواريخ "ميلان". الا ان المهم في المشروع لم يطبق. مع هذه الاسلحة، يمكن ان نقوم بالكثير. 3 مليارات تمثل برنامجا مهما، لذا نأمل إعادة اطلاق هذا البرنامج.

¶ ما هي الرسالة التي اراد الرئيس الفرنسي توجيهها الى الاقليات في الشرق الاوسط؟

- الرسالة كانت واضحة جدا. فهو التقى البطريرك الماروني بشارة الراعي مدة ساعة في قصر الصنوبر، ونقل اليه إخلاص فرنسا لأصدقائها والانتباه الخاص الذي توليه للمسيحيين في لبنان والمنطقة. كما التقى ممثلين عن كل المجموعات اللبنانية. وقد اراد بذلك ابراز دعمه للنموذج اللبناني ولاسيما لجهة التعايش والتعددية والانفتاح. وفي الاطار نفسه، أتى لقاؤه مع مشجعي مبادرة "شرعة متوسطية للتسامح والعيش معا". فهو أراد توجيه رسالة واضحة مفادها اننا ندعم الاقليات وسنعمل للحفاظ عليها وتعزيز التعددية في لبنان والمنطقة.

 

لغة التعطيل تبدلت لتصبح لغة الحلول؟ المتاح في الرابية انتخاب عون لإنقاذ البلاد

ألين فرح/النهار/23 نيسان 2016

اقتراح تولي العماد ميشال عون رئاسة الجمهورية سنتين يحاكي اقتراح الرئيس حسين الحسيني الذي طرحه سابقاً ويقضي بالاتفاق على رئيس لمدة انتقالية يوضع خلالها قانون انتخاب جديد ينتخب على اساسه مجلس نيابي جديد ينتخب بدوره رئيساً للجمهورية لولاية كاملة. بعدما تيقن الجميع ان أزمة الانتخابات الرئاسية بلغت حائطاً مسدوداً، تضاف اليها مشكلة التشريع وما يتفرع منها، الى شلل الحكومة، بدأ البحث عن مخارج حقيقية. فكثر الحديث، من دون ان يكون طرحاً جدياً بعد، عن مرحلة انتقالية تكون هي التمهيد الحقيقي لإعادة صوغ النظام السياسي وتكوين السلطة، والمدخل الجدي الحقيقي هو تأمين الشراكة للوصول الى تفاهمات منعاً لسقوط البلد. وإذ توجد استحالة اليوم بتأمين توافق داخلي في ظل الاشتباك الاقليمي والدولي، فلا بديل من تسوية آنية تحصّن لبنان وتسمح بإيجاد مساحات للتفاهم. مؤيدو فكرة الفترة الانتقالية يرون انها تكون بإعادة الاعتبار للمكوّن المسيحي وفرصة جدية وحقيقية للوصول الى قانون انتخاب عادل في الحد الأدنى ويراعي صدقية التعددية. وبعد الانتخابات النيابية يعاد الاعتبار الى انتخاب رئيس للجمهورية وانتظام العمل العام. ميشال عون قرأ في الصحف اقتراح الرئيس الحسيني وإعادته الى الواجهة من بوابة ربما تكون خارجية. لكن الى الآن لم يفاتحه أحد رسمياً أو قارب هذا الطرح معه، علماً أن موقفه معروف: رئاسة بولاية كاملة، وهو المنادي بتطبيق الدستور والميثاقية وبعدم الانتقاص من دور رئيس الجمهورية وصلاحياته ومدة ولايته، وإلا تكون بدعة. وتسأل مصادر مؤيدة لانتخاب عون رئيساً: هل تعني الولاية لسنتين أن يؤمّن العماد عون عملية الانتقال بالبلد من الهاوية الى مرحلة اعادة تكوين السلطة، ويذهب أمر قيادة البلاد إلى سواه؟ كل من زار العماد عون أخيراً، سمع منه كلاماً واضحاً ان هدفه الجمهورية، وبالنسبة اليه رئاسة الجمهورية ليست مطية لأهواء سلطوية كي يرضى بتعويض من هذا النوع. كما انه لا يبحث في الرئاسة من زاوية كونها جائزة ترضية، بل هي مشروع انقاذي متكامل للدولة المتهاوية. لذا تعتبر الرابية أن حجة "مسؤولية التعطيل" ساقطة ولم تعد مقنعة حتى لمطلقيها، أما "حرب" الميثاقية فهي مستمرة. لذلك أصبح الجميع أمام حائط مسدود في الانتخاب والتشريع، والبحث جار عن مخارج. في هذا الجو، تتوقف المصادر عند 3 مقاربات توحي أن ثمة وعياً شاملاً لحقيقة أن الأزمة بلغت الجدار المسدود، وأولى هذه المقاربات حديث النائب سليمان فرنجية الى "النهار"، وفي اعتقادها أنه أعطى شارات توحي احتمال بلوغه مرحلة متقدمة من الوعي ان ظروف البلاد حالياً تشبه العماد عون وتحتاج الى خامة عون. أما المقاربة الثانية فهي ما قاله النائب وليد جنبلاط في مقابلته أول من أمس لبرنامج "كلام الناس" عن قبوله العماد عون رئيساً إذا ما جرى اتفاق بينه وبين فرنجية أو حصلت تسوية ما بينهما، والثالثة طرح الولاية الرئاسية الاستثنائية في بلد يقف على حافة الهاوية والانهيار من النواحي كلها. ناهيك بإعادة التواصل مجدداً بين "التيار الوطني الحر" و"تيار المستقبل"، عبر رئيس "التيار" الوزير جبران باسيل والنائب السابق غطاس خوري والسيد نادر الحريري. وفق هذه المقاربات، ترى المصادر أن "لغة التعطيل تبدلت لتصبح لغة ايجاد الحلول، مع الإدراك والوعي ان طريق الحلّ يمرّ حتماً في الرابية ويستقرّ. وبمعنى آخر أن الحل المتاح اليوم هو انتخاب العماد عون رئيساً لإنقاذ الجمهورية".

 

إلى أَين تذهب بمواطنيها هذه الدولة؟

هنري زغيب/النهار/23 نيسان 2016

تَـخَـوُّف... تَــرَدُّد... تراجُع... تباعُد... توقُّـع... ولا ينتهي التعداد.

آخذُ نهارًا واحدًا أَقرأُ فيه عناوين الصحف: "مخصَّصات سرّية أَم تناتُش في الفراغ؟"، "تخوُّف من الخطة ب على الأَمن والسلام"، "لبنان على اللائحة السوداء لِـلَجنة الضريبة"، "الحكومة عالقة عند أَمن الدولة"، "وزير سيادي يُبلغ مقرّبين منه: أَشُكُّ أَن تجري الانتخابات البلدية في موعدها"، "التباعُد بين مرجع حكومي ووزير، يصُبّ لمصلحة خصمٍ سياسي"، "مسؤُول أَمني رفيع يرجّح تأْجيل إِجراء الانتخابات البلدية"، "هل تكون الانتخاباتُ البلدية ضحية التصعيد السياسي؟"،"ولْعِت بين وزير ووزير"، "أَوراق ﭘــاناما هل تُلغي السرية المصرفيّة في لبنان؟"، "النُفايات غطّت النبطية"، "يا شعب لبنان أَنت تصنع أَسوأَ السياسيين في العالم"،...

هذه بضعةُ عناوين الصحف لنهار واحد فقط، تطالع اللبنانيين صباحًا قبل أَن يذهبوا إِلى أَعمالهم في جوّ موبوء بنُفايات السياسيين وأَخبار فسَادهم وتَنَصُّلهم من التُهم ورمْيها على خصومهم، وتصاريحهم المتاريسية واحدهم ضد الآخر، وفضائح أَزلامهم ومحاسيبهم. إِلى أَين يذهب هذا الوطن بشعبه؟ إِلى أَين تذهب هذه الدولة بمواطنيها؟ بِـمَ نُقنِع العالم أَننا نستاهل الاستقلال والنظام الديمقراطي حين نُوابُنا عاجزون عن انتخاب رئيسٍ للبلاد، ويعاندون ويقاطعون ويَكيدون ويستقطعون الوقت في انتظار "كبسة الريموت كونترول" من الخارج كي يَهرعوا صاغرين مطأْطإِي الرؤُوس واحدهم وراء الآخر ويضعوا في الصندوقة اسم الذي أَمَرهم بانتخابه الخارج؟ بِــمَ نُقنِع العالم أَنّ دولتنا تتطوّر، حين بين أَركانها عُملاء صفقات ومحاصصات وسمسرات وعُمولات وعَمليات وعَمالات؟ بِــمَ نُقنِع العالم أَننا لسنا مقتنعين بـهكذا قادة سياسيين يتسلّون في مخاطبة واحدهم الآخر بــ"التويْــتِـر" فــ"يُــغــرِّدون" و"يَــتَــوَيْــتَــرُون" ويَــتَوتَّـرون ويُــوتِّــرون ويَــتَــواتَــرون في توتير الجو العام مَوتُــورين حاقِــدين؟ بِــمَ نُقنِع العالم أَنّ لدينا دولةً تحمي المواطنين، حين تطالعهم كلّ يوم فضيحةٌ من هنا وصفقةٌ من هناك وتغطيةٌ من هنالك على مخالفةٍ وراءَها مِن يغطي مرتكبيها؟ بِــمَ نُقنِع العالم أَنّ لدينا انتخابات "بلدية" حين كلُّ مرشح "بلدي" مربوط بزعيم سياسي هو الذي يقود حملته بأَزلامٍ ومحاسيب فيقترع الناخب "البلدي" للزعيم السياسي عبر مرشحه البلدي ولا ينتخب من يأْمل أَن يعمل للانماء البلدي وتنمية السلطة المحلية؟ بِــمَ نُقنِع العالم أَنّ للشعب حريةَ القرار والخيار حين معظمُ الشعب منقادٌ كلٌّ إِلى زعيمه السياسي انقيادَ الخِرفان إِلى المسلخ مهلِّلين لزعيمهم بهلوانيًا بَــبَّــغائيًّا غَـبائيًّا ويستهينون بدمهم ودم أَولادهم فداءً لـزعيمهم؟

عناوين الصحُف لنهارٍ واحد كافيةٌ للدلالة على بلدٍ يتراجَع، يتقوقَـع، يتَـباعَد، يتفَكَّك، على وشَك الانهيار، وليس فيه مَن يَعمل على إِنقاذ بقائه قبل أَن يصبح نسخةً شرقيةً من حكايات انهيار الأَندلس.

 

سوريا... لم يحن أوان التسوية

سميح صعب/النهار/23 نيسان 2016

لا يحين أوان التسويات للحروب الأهلية ما دام الأطراف المحليون يرون أنفسهم قادرين على الانتصار وتحقيق غاياتهم بالوسائل العسكرية، فكم بالحري إذا ما كان هؤلاء الأطراف المعاندون لإيجاد تسوية سياسية لا يزالون يحظون بدعم إقليمي تمويلاً وسلاحاً؟ والحرب السورية ليست شواذا عن هذه القاعدة على رغم ان ثمة رغبة أميركية - روسية في "الحل السياسي" ولكن لا يبدو ان ثمة قدرة على فرض هذا "الحل" على الداخل السوري. في مجرى هذا السياق للاحداث لا يعود مستغرباً تعثر صيغة جنيف والعودة الى الميدان في محاولة لحسم صراع أكثر تعقيداً بكثير مما تعتقد واشنطن وموسكو، فلا "التناغم" الذي دعا إليه الرئيس الأميركي باراك أوباما مع الروس كاف وحده، كي يقنع تركيا ودول الخليج العربية بأن أوان التسوية السياسية قد حان في سوريا، ولا دعوة الكرملين الى مراقبة دولية على الحدود التركية - السورية بالأمر المتاح. ولم يكن من قبيل المصادفة أن تظهر الصواريخ المضادة للطائرات من طراز "اف أن - 16" على أكتاف مقاتلي المجموعات السورية المعارضة وقت إنعقاد آخر جولات جنيف. ويمكن أن يقرأ الموقف الاقليمي المعارض للتسوية السياسية، ليس من خلال تزويد المعارضة السورية أسلحة جديدة نوعية، بل يجب التدقيق جيداً في ما قاله منسق وفد الهيئة العليا للمعارضة رياض حجاب في معرض تبريره للانسحاب من جنيف ألا وهو أن التسوية غير ممكنة مع بقاء الرئيس السوري في الحكم بأي صيغة من الصيغ، وذلك رداً على إقتراح المبعوث الاممي تعيين ثلاثة نواب للاسد من المعارضة على ان يتنازل لهم عن بعض صلاحياته.

ما تريده المعارضة السورية أو هؤلاء الأطراف الداعمون لها ولا سيما منهم الاقليميون، هو سوريا من دون الاسد. ولأن هذا هدف من المستحيل أن يتحقق من طريق المفاوضات سواء في جنيف أو في غيرها، فإن الحرب السورية لدى المعارضة وداعميها الاقليميين لم تحقق غرضها بعد.

وهنا تتبدى محدودية الضغط الأميركي - الروسي للتقيد بوقف الاعمال العدائية او للمضي في حوار جنيف. إذن هي حرب من أنواع الحروب التي لم تستنفد أغراضها بعد، على رغم كل التحذيرات من المخاطر المترتبة على إستمرارها سواء في صعود التنظيمات الارهابية أو في امتداداتها على دول الجوار وحتى على أوروبا. لذلك لا يعود مستغرباً تعثر جنيف والعودة الى الميدان لتحسين الشروط السياسية. ولا يكفي أن تقتنع روسيا وأميركا بـ"الحل السياسي" وإنما المطلوب أن يقتنع الأطراف المحليون ورعاتهم الاقليميون بذلك أولاً

 

درس لن يقرأه النواب اللبنانيون

مروان اسكندر/النهار/22 نيسان 2016

هنالك اعتراف دولي بان بريطانيا تمثل قمة الديموقراطية في التمثيل النيابي ومناقشات مجلس العموم، ومن المفيد تالياً الاطلاع على وسائل بعض النواب الشباب لمعالجة مشكلة غلاء الشقق في لندن، سواء للشراء او للاستئجار. عام 2009 واجه مجلس العموم فضيحة تناولت عضواً كان نائب رئيس حزب المحافظين. فقد زار هذا النائب في حينه باريس وأقام في فندق "الريتز" Ritz الذي يعتبر من أفخم الفنادق في ساحة فاندوم، وكانت اقامته ليومين سدد حسابها محمد الفايد مالك هذا الفندق ورجل الاعمال المصري وصاحب متجر "هارودز" في لندن، قبل ان يبيعه للقطريين في ما بعد.

وحين انكشف أمر زيارة النائب البريطاني لباريس واقامته ضيفًا على محمد الفايد في "الريتز"، أجبر نتيجة انتقاده في الصحافة الى الاستقالة، وخسر موقعه في نيابة رئاسة حزب المحافظين. يتقاضى النائب البريطاني معاشًا شهريًا يساوي 76 الف جنيه، تحسم منه ضريبة الدخل على مستوى 35 في المئة فيبقى للنائب من المعاش 49,400 جنيه تعادل 71 الف دولار سنوياً. يضاف الى المعاش تعويض للنواب الوافدين من المناطق، في حين أن لا تعويض إضافياً لنواب لندن وضواحيها، يوازي 20,600 جنيه سنويًا لاستئجار شقق لاقامتهم خمسة أيام في الاسبوع. وحيث ان هذا المبلغ لا يكفي، يلجأ نواب شباب الى وسائل تختصر النفقات ونورد ثلاثة امثلة على ذلك.السيدة Jo Cox، التي تمثل منطقة Wapping، تقيم مع زوجها على قارب مثبت على حافة نهر التيمز قبالة مبنى العموم في لندن، ويومي السبت والاحد تتوجه وزوجها الى منطقة انتخابها حيث استأجرا منزلاً متواضعًا.

المثل الاكثر تعبيرًا عن مقدار محاولة التوفير على الخزينة يتجلى في خيار النائبة السيدة Joe Phillips التي تمثل Yardley في منطقة Birmingham. فقد انتخبت العام الماضي لتمثيل حزب العمال، وحين وفدت الى لندن قادت شاحنة صغيرة من طراز "فولكسفاغن"، معدة للنوم واقامت فيها، وهي تقول إنها شاءت ابراز خياراتها لاولادها، الذين يقبلون احيانًا على زيارتها وتوفر لهم الايواء بافتراش أرض الشاحنة.

نائب شاب اختار بدوره الاقامة على مركب صغير يخصه. فالنائب John Mercer بعد انتخابه العام الماضي نائباً عن Plymouth، قطر مركبه البحري الصغير الذي ابتاعه من مدخراته بعدما انجز خدمته العسكرية، وارسى المركب في مارينا تقع في شرق لندن.

وصرح النائب الشاب، الذي يتمتع بشعبية بسبب عمره وتاريخه ومظهره، بانه اختار وسيلة الاقامة هذه لانه يحب العيش في الهواء الطلق، والنوم في المركب، لان هذه الظروف تشبه ظروف عائلته، وهو يفضلها على النوم في غرفة في فندق لا يحب معالمها وشروطها.

النواب البريطانيون بعد انتهاء ولا يتهم النيابة التي تمتد خمس سنوات، اذا اختاروا الابتعاد عن النيابة، او اذا هم خسروا الانتخابات، يتقاضون مبلغ 33 الف جنيه، أي ما يساوي تقريبًا 50 الف دولار، لكي يتكيفوا مع ظروف حياتهم، واذا كانوا تولّوا النيابة دورتين اي عشر سنين، يبلغ التعويض 50 الف جنيه أي 70 الف دولار. في المقابل، نوابنا اذا انتخبوا لدورتين، او استمروا نوابًا دورتين، كما هو الحال اليوم، وخسروا نيابتهم في ما بعد، يستحقون تعويضًا مدى الحياة على مستوى 75 في المئة من معاشهم الاخير، ولهم الحق في شراء سيارة من دون رسوم جمركية كل سنتين، وتالياً بيعها بربح قبل الحصول على سيارة ثانية من بعد ما داموا نوابا. معاش النائب عشرة ملايين وخمسمئة الف ليرة لبنانية، ويشمل التعويضات لتكليف سكرتيرة والطوابع وما شاكل ذلك. وهذا المبلغ تلحق به ضريبة دخل بسيطة لان غالبيته تعتبر تعويضات لنفقات يتحملها النواب، فيكون معاش النائب يوازي على الاقل لـ6500 دولار شهرياً، أو 78 الف دولار سنويًا، وهذا المبلغ يفوق ما يتقاضاه النواب البريطانيون. كلفة المعيشة في بريطانيا تتجاوز بكثير كلفة المعيشة في لبنان، وغالبية النواب البريطانيين يعيشون حياة معتدلة، سواء بالنسبة الى منازلهم، أو سياراتهم، أو مدارس أولادهم الخ.

النيابة في لبنان تقتضي، نظراً الى النفسية السائدة، مقداراً من البهورة في الظهور والتعامل مع الناخبين، ولو احتسبنا، حين يكون هنالك انتخاب بقانون متطور كلفة النجاح في الانتخابات، نرى ان النيابة لا يمكن ان تكون كافية على صعيد حاجات عائلة من خمسة أشخاص، زوج وزوجة وثلاثة أولاد، وعليه فان السؤال لماذا التعلق بالنيابة الى الحد الذي نشهده؟ معلوم ان المجلس لا يشرع القوانين التي تخدم الاقتصاد، بل يهمل واجباته فنخسر قروضاً ميسرة لتطوير منشآت الكهرباء والمياه، ويختصر البنك الدولي النظرة الى وضعنا بقوله إن لبنان لا يمارس الاصول الديموقراطية في الحياة السياسية، بل ان الزبائنية والفساد هما السمتان البازرتان واللتان لا تعدان بالخير في القريب العاجل. ونزيد بالقول ان هاتين السمتين لا تعد بالخير طالما لم يتم التوصل الى قانون انتخاب تمثيلي أفضل، كما ان تعديل الدستور لاسقاط النيابة بعد ثلاث جلسات لا يحضرها نائب دون عذر شرعي أمر لن يتحقق حتى لو توافرت تواقيع عشرة نواب للبحث في تعديل الدستور. اسوأ ما نعانيه سواد الافق ضمن النظام السياسي الذي يلفنا ويتآكل طموحاتنا الى عيش أفضل.

 

انهيار المفاوضات يكرّر تجربتي 2012 و2014؟ النظام يخرق الاتفاق فتتوتّر بين واشنطن وموسكو

 روزانا بومنصف/النهار/23 نيسان 2016

انتقلت الصورة فجأة من أهمية المفاوضات السورية-السورية في جنيف والاتصالات المتواصلة بين وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف لمواكبة المفاوضات والسعي الى الضغط لإنجاحها- وهو لم يظهر كثيرا الى الواجهة في الجولة الأخيرة من هذه المفاوضات- الى انهيارها مع انطلاق التطورات الميدانية التي بدأها النظام السوري بجملة عمليات أودت بحياة عدد كبير من المدنيين وتطورت الى تقارير اميركية تحدثت عن قلق واشنطن من معلومات تفيد بنقل موسكو المزيد من العتاد الى سوريا وجوار حلب لدعم بشار الاسد. هذه التقارير ردت عليها موسكو في وكالتها الرسمية للانباء تحت عنوان اطلاق غير معلن للخطة "ب" في سوريا، ونسبت الى أوساط مراقبة أن الولايات المتحدة شرعت في تنفيذ الخطة "ب" التي تتضمن توفير الدعم للمعارضة السورية المعتدلة. ويبدو أن هذا الامر يعيد الامور الى نقطة الصفر رغم الكلام على تعاون واتصالات تنسيقية متواصلة بين الجانبين الاميركي والروسي على أكثر من مستوى دفاعي واستخباراتي. فالمفاوضات عادت فاصطدمت بما اصطدمت به المحاولات السابقة للتفاوض في 2012 و2014، أي حول عملية الانتقال السياسي ومصير بشار الاسد الذي قال مندوبه في جنيف إنه ليس مخولا البحث في هذه المسائل. فهل المرحلة الحالية من المفاوضات ستتوقف كما المفاوضات السابقة عند هذا الحد، وتستأنف الحرب على غرار ما حصل في المراحل السابقة؟

ليست الجولات الحالية من المفاوضات هي التي ستؤدي الى حل لسوريا، علما أنها قد تستغرق سنوات بين مد وجزر متواصلين، وفق مصادر ديبلوماسية معنية، ولكن ثمة مصلحة أكثر من السابق في استمرار العمل باتفاق وقف الاعمال العدائية وإعادة العمل به بالنسبة الى أفرقاء عدة. لذلك، ومع أن الدول الداعمة للمعارضة السورية تفهمت مواقفها، فإنها طالبتها بعدم مغادرة طاولة المفاوضات في جنيف. ولعل ذلك رغبة في إبقاء المفاوضات حية وعدم تقديم ذريعة للنظام لإفشال المفاوضات، ولكن أيضا خوفا من استئناف القتال بما يعيد ضخ موضوعي اللاجئين والارهاب بزخم إضافي، والبعض يقول لأن في المقلب الآخر من المنطقة ضغوطا تمارس من أجل إجراء مفاوضات حول اليمن، وهذه الضغوط تمارس ازاء الحوثيين في شكل خاص من اجل التزام المشاركة في المفاوضات، بحيث ان الانسجام في الموقف من المسألتين السورية واليمنية يتعين ان يوحد المعايير لجهة الضغط على كل الافرقاء من اجل التحاور والتفاوض على الحل.

وتنقل مصادر سياسية عن اوساط ديبلوماسية ان هناك مخاوف حقيقية لانهيار وقف الاعمال العدائية التي بدأت في 27 شباط الماضي. فمع أن المنسق الدولي لسوريا ستافان دو ميستورا كان أعلم مجلس الامن أن وزير الدفاع لدى النظام أبلغ روسيا ان النظام لن يعمد الى قصف المدنيين، فانه لم يتوان عن ارتكاب المجازر مجددا في خرق مقصود ومتعمد لاتفاق وقف الاعمال العدائية، كما حصل يوم الثلثاء في 19 نيسان الجاري في ادلب. وكان النظام عمد الى الاسلوب نفسه على اثر الجولة الاولى من المفاوضات حين قصف مدرسة ومستشفى في دير العصافير في 31 آذار الماضي موقعا كما في ادلب اخيرا اكثر من 30 مدنيا. وتقول المصادر إن الولايات المتحدة اصطدمت مع روسيا حول الصمت على هذه المجازر، علما أنه سبق لواشنطن ان سعت الى اصدار اعلان صحافي عن مجلس الامن يدين الاعتداءات التي يرتكبها النظام لكن عرقلته روسيا. وهذه احدى ابرز نقاط الاختلاف انطلاقا من ان الدول الداعمة للمعارضة واجهت احراجا في ابقائها على طاولة المفاوضات، في حين ان هناك التزامات سابقة بعدم استهدافها او استهداف المدنيين والقوى المشاركة في المفاوضات، وذلك في الوقت الذي رفضت فيه روسيا ادانة النظام ومنتقدة المعارضة، شأنها شأن النظام على قاعدة انها هي التي تخسر. وسعت روسيا الى تخفيف وطأة الارتكابات التي قام بها النظام قبل ايام بالضغط عليه من أجل إتاحة المجال امام وصول المساعدات لبعض البلدات المحاصرة لحجب الانظار عن المجزرة ضد المدنيين أخيرا ونقل الاهتمام الى مكان آخر، وإظهار انه ملتزم اتفاق وقف الاعمال العدائية وتسهيل وصول المساعدات الانسانية على عكس ما تقوم به المعارضة. إلا أن المشكلة أن النظام يحاول أن يمتحن القدرة على تجاوز الحدود المرسومة وينجو كل مرة بذلك، من دون أي رد فعل حازم يذكر، مما يزيد الاستياء من الولايات المتحدة التي لا تظهر قدرا من التزام اتخاذ مواقف صارمة او تنفيذ تهديداتها بوجود الخطة "ب" فعلا على الطاولة. كما تنقل هذه المصادر عن الاوساط تساؤلاتها عن إمكان ان تكون روسيا تساوم او تبتز الرئيس الاميركي باراك اوباما في المدة الفاصلة عن رئاسته. ففيما ساد منذ مدة اعتقاد أن روسيا حين أعلنت سحب جزء من قواتها من سوريا بغرض الدفع في اتجاه حل سياسي، أرادت أن تمهد لوضع الخطوط العريضة لتوافق أميركي - روسي قبل تغيير الادارة الاميركية الحالية.ولذلك، على هامش القمة الخليجية - الاميركية، اهتمّ كثر بما هو ابعد من اصرار الرئيس الاميركي على أن لا مستقبل لبشار الاسد في سوريا.

                       

العقوبات الأميركية الوجه الاخر للقرار 1559

هيام القصيفي/الأخبار/22 نيسان/16

أي سقف للعقوبات الاميركية على حزب الله؟ وهل يمكن ان يكون ما هو مقبل على البلد جراء هذا القانون اخطر بكثير من محاولات التقليل من خطورة اللوائح الاميركية بالاسماء المستهدفة؟ 99 اسما لاشخاص وشركات ومؤسسات هي حصيلة التحديث الاخير الذي اصدرته وزارة الخزانة الاميركية، وفقاً لقانون العقوبات الذي اقره الكونغرس الاميركي ووقّعه الرئيس باراك اوباما نهاية العام الماضي، والمتعلق بفرض عقوبات مالية على حزب الله. حتى الآن، كان لبنان يترقب صدور ما يعرّف عنها محلياً بأنها مراسيم تطبيقية للقانون الاميركي، وينتظر حصيلة الزيارات اللبنانية الرسمية الى واشنطن التي قام وزير المال علي حسن خليل، وقبله الوفد النيابي، لكن تبيّن ان هذه الزيارات لم تحمل معها الى بيروت معلومات واضحة عن توجهات الادارة الاميركية، كما لم تحمل اي نتائج ايجابية، بخلاف ما اوحى به القائمون بها. وجاء صدور التحديث الاميركي ليظهر ان ثمة تصميماً اميركياً على ترجمة روحية قانون العقوبات بجدية، فيما حاول لبنان الرسمي أن يتعامل معها على انه تمكن من اقناع الادارة الاميركية بما يرغب به. وفيما برزت محاولات لتحييد لبنان ككل وحصر ترجمة القانون بحزب الله وحده، او تحييد القطاع المصرفي نفسه عن الازمة باعتباره طبق المعايير الاميركية، الا ان معاينة اللائحة الاميركية بنسختها المحدثة، تؤكد ان المخاوف السياسية التي يعبر عنها سياسيون جديون في لبنان، تدعو الى المزيد من الحذر تجاه تداعيات القانون سياسياً واقتصادياً ومالياً.فالتدابير الاميركية المتعلقة بالقانون المذكور ليست اجراءات معلنة بالكامل، ولا يمكن التكهن بها مسبقا. وادخال 99 اسماً لأشخاص وشركات ومؤسسات من مختلف القطاعات مع ذكر تفاصيل دقيقة ومفصلة عن العناوين في لبنان والخارج، وتعداد نشاط هذه الشركات في عدد من الدول، وحتى ارقام جوازات السفر للشخصيات المذكورة، كلها تعطي لمحة عن التوجه الذي تنوي الادارات الاميركية اتخاذه في ملاحقة الاسماء الواردة في اللائحة الطويلة. ورغم ان هناك محاولات داخلية لتصوير أن اللائحة محصورة بالحزب «رسميا»، لا احد قادراً على التكهن بمفاعيل ذكر هذه الاسماء وانعكاسها على الحزب بكل شرايينه الحيوية. كما لا يمكن التنبؤ بما قد تقبل عليه الخزانة الاميركية في تنفيذ تدابيرها او في التوسع لاحقا من خلال اتخاذ خطوات اضافية.

ستكون «المراسيم التطبيقية» بمثابة «عملية ابتزاز»، قد تطول او تقصر مدتها، فاللائحة الحالية ليست نهائية ولم تختم. اي إنها في طور تحديث مستمر على غرار ما حصل حتى الآن، مع احتمال اضافة اسماء جديدة اليها، في اي وقت، تبعاً لمستوى الملاحقة الاميركية لتنفيذ القانون. وكذلك فان التدابير الاجرائية لم تعلن كلها. وقد تكون اللائحة واحدة من ادوات تنفيذ القانون وليس كلها. بهذا المعنى، ستكون «المراسيم التطبيقية» بمثابة «عملية ابتزاز»، قد تطول او تقصر مدتها بحسب الملاءمة السياسية لواقع التعامل مع حزب الله، الى ان يحدد موعد نهائي، إما لوقف القانون كما هو العرف مع اي قانون اميركي، او الاستمرار به الى اجل غير مسمى.وهذا يعني ان من المبكر استخلاص نتائج مطمئنة لما صدر حتى الآن، باعتبار ذلك خطوة اولى على طريق تنفيذ القانون. علما ان مساعد وزير الخزانة الاميركية لشؤون تمويل الارهاب دانيل غلايزر سيزور لبنان في ايار المقبل للبحث مع المعنيين في آليات تطبيق القانون. وهو سبق ان زار بيروت في آذار 2015، كما التقى في واشنطن الوفد النيابي، وعكس اكثر من مرة ضرورة التشدد في تطويق حزب الله مالياً واقتصادياً.

وفي خضم الانشغال بالانتخابات البلدية، تطرح جهات سياسية اسئلة عن كيفية تعامل الحزب مع التدابير الجديدة على المستوى العام وعلى المستوى الضيق. فإذا كان بديهيا الا تكون للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حسابات باسمه في اي مصرف لبناني، وتالياً لن يتأثر بشخصه بهذه العقوبات، الا ان اسلوب التدابير الاميركية، وعدم نهائيتها ووضوحها، قد يعرّض اي شخص على علاقة بحزب الله وله حسابات مصرفية لفحوى العقوبات الاميركية، بخلاف ما يحاول بعض المسؤولين اللبنانيين الايحاء به. وبهذا المعنى، يصبح خوض حزب الله للانتخابات البلدية تحت المجهر، وسط اسئلة جدية: ماذا لو خاض الحزب الانتخابات بأسماء قد توضع لاحقا تحت الشبهة بحسب القانون الاميركي، فأين يصبح الفصل عمليا وواقعيا بين المال العام لاي بلدية يرأسها شخص فاز في الانتخابات البلدية على لوائح حزب الله، والآلية التنفيذية للقانون الاميركي؟ وماذا لو فاز احد ممن تربطهم علاقة ما بمن ورد اسمه باللوائح الاميركية الاخيرة؟ وهل يمكن لاحتمالات من هذا النوع ولا سيما في بعض البلدات المعروفة بولائها للحزب، ان تضع هؤلاء المرشحين تحت معاينة اميركية دائمة، وهل يمكن تبعا لذلك الا يخوض الحزب الانتخابات البلدية بوجوه «حزبية» او ان يتخلى عنها لمصلحة حلفائه في حركة امل؟ ولا يقلل سياسيون من اهمية هذه الاحتمالات، والانتخابات البلدية اول استحقاق داهم يمكن ان يتأثر بهذه العقوبات، رغم أن الحزب لا يزال حتى اللحظة يتعامل، ظاهرياً على الأقل، كما لو أن شيئاً لم يحصل. فما سيُقبِل عليه لبنان، لا حزب الله وحده، من جراء القانون الاميركي، قد يكون على درجة عالية من الخطورة. من دون ان ننسى تكهنات تتداول حالياً حول وضع احزاب مسيحية وغير مسيحية على تماس وتقاطع مع حزب الله. ومن يضمن احتمال عدم تقديم شكاوى في حق اشخاص واحزاب ومؤسسات يمكن ان تصنف بأنها على صلة بحزب الله ماليا واقتصاديا، ما يفتح الباب امام اجتهادات وهواجس ان يتحول القانون الاميركي «قميص عثمان» يتذرع به خصوم حزب الله لبنانيا واقليميا؟ لكن المحور الاساسي للمداولات السياسية هو موقف حزب الله: هل يتغاضى عما قد يسلكه هذا القانون بكل آلياته التنفيذية، بعدما اصبح واقعا ملموسا، وبدأت مفاعيله بالظهور تباعا؟ وكيف يمكن للساحة الداخلية ان تتحمل تبعات سياسية، وليست اقتصادية فحسب، اذا ثبتت الخشية من توسع هذه الاجراءات وتفرعها تدريجا؟ كل ذلك يدفع احد السياسيين الجديين الى التخوف من ان تكون العقوبات الاميركية الوجه الآخر للقرار 1559 ببنده المتعلق بحزب الله.

 

موسكو و «الحليف الصعب»

 وليد شقير/الحياة/23 نيسان/16

إذا صح أن الاتفاق الأميركي الروسي، المدعوم دولياً، على ترجيح مسارات الحلول السياسية للحروب الدائرة في المنطقة، هو من أجل التفرغ لقتال «داعش» في العراق وسورية واليمن وليبيا ومصر وغيرها من دول المغرب العربي ومشرقه، فما الذي يجعل كل هذه المسارات يتعثر، على رغم الحديث عن صلابة التوافق بين موسكو وواشنطن على ترجيح هذا التوجه؟ لا يمكن فهم مشهد العرقلة الذي أصاب مسارات الحل السياسي كما ظهر في الأيام الماضية، لا سيما في جنيف حول سورية، وفي الكويت حول اليمن، والتصعيد الميداني الذي رافق هذه العرقلة بخرق واسع للهدنة ووقف الأعمال القتالية في كل منهما، سوى أن هناك جهة أو جهات إقليمية لا تتناغم مع التوافق بين الدولتين العظميين. الظاهر في ما يخص سورية أن النظام يتولى نسف أسس التفاوض بإصراره على إحلال صيغة «الحكومة الموسعة» مكان «هيئة الحكم الانتقالي» بصلاحيات كاملة، وفق ما نص عليه قرار مجلس الأمن 2254 وبيان جنيف 2012، بالترافق مع الضغط لإجبار المعارضة على التسليم بتنصل القوى الدولية من التزامها البحث في الهيئة الانتقالية التي كانت حصلت على وعد من ستيفان دي ميستورا بأن تتصدر البحث كشرط لحضورها إلى جنيف في شهر آذار (مارس) الماضي. وفي ما يخص اليمن، أخر الحوثيون حضورهم إلى الكويت بحجة وقف العمليات والقصف من التحالف العربي لتغطية خرقهم للهدنة، من أجل تحسين موقعهم التفاوضي حيال مبدأ تسليم سلاحهم للشرعية كما نص عليه قرار مجلس الأمن 2216، متنكرين لوجود «شرعية»، وداعين إلى تشكيل سلطة جديدة.

بواطن الأمور تتعدى ذلك، ووجب البحث عن الموقف الإيراني الذي يتلطى خلف انتشاء الأسد جراء المكاسب التي حققها له التدخل العسكري الروسي الذي هدف إلى «استعادة بعض التوازن الميداني لإطلاق العملية السياسية»، وإلى تكريس النفوذ الروسي على سورية، فالرئيس السوري ما زال يعيش الانفصال عن الواقع، بإصراره على «الانتصار» الذي تستبعده موسكو وفق قول سيرغي لافروف عن أن «لا أحد قادراً على الانتصار». والأسد استند إلى المرحلة الجديدة من تصعيد الجانب الإيراني والميليشيات الحليفة بإرسال المزيد من القوات إلى سورية لإعانته على خرق الهدنة بالمجازر وتشديد الحصار على بلدات وقرى للحؤول دون تقديم المساعدات الإنسانية للمحاصرين (بعد أن كان فكُّ الحصارات شرطاً للمعارضة كي تحضر جنيف). الهدف هو دفع الهيئة العليا للتفاوض في المعارضة للانسحاب. وفي اليمن، واصلت طهران إرسال السلاح إلى الحوثيين وعلي عبد الله صالح بعد قرار الهدنة، كما أظهر الإعلان عن ضبط باخرة أسلحة جديدة من جانب البحرية الأميركية. وأرادت بتأخير انضمام وفد الحوثيين إلى الكويت الرد على استبعادها من البحث في الحل السياسي هناك. المفارقة أن القوتين العظميين استعانتا بالقوى الإقليمية الحليفة للمعارضة السورية من أجل عدم إفشال المسار السياسي. في جنيف، تولت تركيا على رغم التأزم المستمر بينها وبين موسكو، تشجيع «الهيئة العليا للتفاوض» على العودة إلى المفاوضات (وكذلك دول أخرى على نقيض من سياسة موسكو في سورية)، فالقيادة الروسية تدرك أن «الحليف الإيراني الصعب» وفق التعبير الدارج في موسكو، يذهب بعيداً في التمايز عن أجندتها.

وفي الكويت، طلبت واشنطن من إيران إقناع الحوثيين بحضور المفاوضات، على رغم الانتكاس في تطبيع العلاقات وتباطؤ حصول طهران على أموالها المجمدة التي قضى الاتفاق على النووي باستعادتها وبرفع العقوبات عنها، وفق ما دلت القرارات القضائية الأميركية باقتطاع بلايين منها تعويضات لعائلات ضحايا تفجيرات اتهمت بها هي و «حزب الله» في لبنان في الثمانينات. ترد طهران على إجراءات الحصار المتصاعدة ضدها وضد «حزب الله»، وآخرها الإدانة الشاملة لتدخلها في الدول العربية، في القمة الإسلامية، عبر عرقلة المسار السياسي الذي توافقت عليه الدول الكبرى في المنطقة، بعدما تباهت بأن يقود الاتفاق النووي إلى التسليم يشراكتها في الحلول، جراء تمددها الإقليمي، فإذا بموسكو تعتبرها «الحليف الصعب»، وواشنطن تتحدث عن «نشاطها الخبيث» في المنطقة وفق قول وزير الدفاع آشتون كاتر في الرياض أول من أمس، في حديثه عن «حزب الله».

يصعب تصور مسار واضح للعملية السياسية لأزمات المنطقة لأسباب كثيرة، بينها أنه بموازاة الاتفاق على هذا المسار، ما زالت موسكو تستريب من المناورات الأميركية في البلطيق، فيما تعتبر واشنطن أن زيادة نشاط الغواصات الروسية في البحر المتوسط وفي شمال المحيط الأطلسي، دليل على أن وسائل الحرب الباردة هي الغالبة. وكل ذلك يحول دون اتخاذ خيارات حاسمة لترجيح الحلول السياسية الإقليمية، ويجعل من المفاوضات عليها وسيلة لإدارة الصراعات.

 

الأسد ينسف «جنيف 3»... كما فعل بسابقيه

 محمد مشموشي/الحياة/23 نيسان/16

لم يوفر النظام السوري دقيقة واحدة من وقته، خلال الأيام الثلاثة لـ «جنيف 3» بين 17 و19 نيسان (ابريل)، من دون العمل بمختلف الوسائل، السياسية والعسكرية والديبلوماسية، لإفشال المؤتمر أو أقلـــه دفع المعارضة لتعليق مشاركتها فيه... كما حدث فعلاً في النهاية.

تمثلت البداية في تأخر وفد النظام عن الحضور إلى جنيف في الموعد المحدد سابقاً، بحجة مشاركة بعض أعضائه في ما سمي «انتخابات نيابية» أجريت حينها في سورية، لكأن الحضور أو عدمه يؤثرـ في نتيجة الانتخابات، وبالتالي سقوط هـــؤلاء الأعضاء (لم يعرف عددهــــم من بين 14 عضواً في الوفد). ثم كـــرت سلسلة الأفخاخ والعبوات الناسفة بعد ذلك على الشكل التالي:

أولاً، إعلان رئيس وفد النظام، بشـــار الجعفري، أن لا شيء في «جنيف 3» يتــعـــلق بمستقبل رئيس النظام بشـار الأسد، وأن جل ما يمكن بحثه تحت عنوان «المرحلة الانتقالية» التــــي تحدثت عنها ورقة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا هو تشكيل «حكومة وحدة وطنية» من النـــظام والمعارضة والمستقلين بقيــــادة الأسد وتحت إشرافه.

وفضـــلاً عن إدراك الوفد المسبق أن المعارضة ترفض هذا الطرح، فالمعارضة تعرف جيداً بدورها ماذا يعني النظام بتعبير «المستقلين» الذين، كما هي العادة منذ أكثر من 45 عاماً من حكم الأب والأبن، لا يقصد بهم سوى أهل النظام أو من يطلق عليهم اسم «معارضة الداخل».

وأكثر من ذلك، فقد بدا أن الوفد الذي كان مطالباً بتقديم موافقته أو تعديلاته على ورقة دي ميستورا، لم يفعل، إلا أنه رفض هذه الورقة بالكامل، مما دعا المبعوث الدولي إلى التراجع عنها (أو عن بعضها)، أملاً ربما في أن يقنع النظام بها... ليدخل تالياً في نقاش ساخن مع وفد المعارضة، وحتى اتهامه بأنه تراجع عما اقترحه سابقاً قبل تأجيل جولة المفاوضات الماضية.

ثانياً، إطلاق عدد من الإشاعات الكاذبة والملفقة بهدف نسف المؤتمر من يومه الأول. بينها، مثلاً، اقتراح تعيين ثلاثة نواب للرئيس، يعين أحدهما النظام وتعين ثانيهما المعارضة ويترك للمستقلين أمر تعيين الثالث. وبينها كذلك تسريب أنباء عن مسار تفاوضي سري بين واشنطن وموسكو، وتوافقهما على تشكيل ما وصف بـ «مجلس عسكري» للإشراف على المرحلة الانتقالية، وأن يضم هذا المجلس ماهر الأسد وعلي المملوك عن النظام، بانتظار تسمية آخرين من خارجه. ليس ذلك وحده، بل تعمّد إشاعة أن العاصمتين بدأتا اتصالات مع ضباط منشقين وموجودين في الخارج (تركيا والأردن وفرنسا تحديداً) لضمهم إلى هذا المجلس.

وإضافة إلى «المجلس العسكري» هذا، تسريب أنباء عن إنشاء «مجلس وطني» للشؤون السياسية، وثان للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار، على أن تنبثق منه الإثنين حكومة تضم ما سمي «مختلف القوى السياسية والطائفية» في البلاد... ولكن دائماً مع بقاء الأسد وإشرافه على الفترة الانتقالية من أولها إلى آخرها...

وعلى رغم نفي واشنطن وموسكو وجود هذا المسار السري أو هذا «التوافق»، فقد استمر إعلام النظام وحلفائه (خصوصاً في لبنان) في بث هذه الشائعات ونسبها إلى مصادر عليمة أو موثوقة في أوروبا. تماماً كما واصل هذا الإعلام الحديث عن «تحالف» يزداد قوة بين موسكو وطهران ودمشق من جهة، وعن تنسيق بينه وبين إدارة باراك أوباما المنسحبة من المنطقة من جهة ثانية، بهدف محاربة «داعش» وغيره من التنظيمات الإرهابية والقضاء عليها في نهاية الأمر.

ثالثاً، شن سلسلة عمليات حربية في حلب وريفها، بعد الحديث عن اتفاق مع موسكو في شأنها (نفته هذه لاحقاً) كما في ريف دمشق ومخيم اليرموك وادلب ومعرة النعمان وكفر نبل، ما أدى إلى مجزرة ذهب ضحيتها أكثر من مائة مدني في يوم واحد.

وفي الوقت الذي كانت تخرج إلى العلن حقيقة وجود حوالى ثمانمئة ألف سوري من دون غذاء أو دواء في عدد من المدن والقرى التي تحاصرها قوات الأسد وميليشيات «حزب الله»، وكانت وكالات الإغاثة الدولية والأمم المتحدة تتحدث عن «وضع كارثي» للناس هناك، وتطالب برفع الحصار عن تلك المدن وتسهيل دخول الإمدادات الضرورية إليها، كان النظام وحلفاؤه لا يشددون الحصار ويمنعون عمليات الإغاثة فقط، بل يتعمدون قصف المناطق المحاصرة بالمدفعية الثقيلة والبراميل المتفجرة أيضاً.

وما حدث، بعد قرار المعارضة تعليق مشاركتها في المفاوضات، وتمثل بإخراج 250 من الأشخاص المحاصرين في الزبداني ومضايا في مقابل 250 من الكفرا والفوعة، انما يعني أن الحصار والتجويع هما جزء لا يتجزأ من حرب النظام للبقاء من جهة، لكن كذلك لإفشال أي حل سياسي يمكن أن يزيح رأسه من جهة ثانية، تماماً كما كانت حال هذا النظام طيلة السنوات الخمس الماضية. لا يريد هذا النظام سوى أن يكون مصير «جنيف 3» شبيهاً بزميليه «جنيف 1» و «جنيف 2» خلال الأعوام من 2012 حتى الآن: كلام على حل سياسي، لكن في مقابل عمل دائم من أجل حل عسكري ينهي الثورة والمعارضة... ومعها الشعب كله إذا لزم الأمر. ولعله من هنا يمكن فهم قرار ايران أخيراً إرسال وحدات من جيشها، وليس من «الحرس الثوري» فقط، للقتال إلى جانب الأسد والميليشيات اللبنانية والعراقية والأفغانية. كما كذلك فهم كلام وزير الخارجية الروسي فلاديمير بوتين الذي وصف تعليق المفاوضات بأنه دليل على عدم قدرة وفد المعارضة هذا على تمثيل الشعب السوري.

 

 قمة الرياض أكدت الشراكة بين أميركا ودول الخليج

 راغدة درغام/الحياة/23 نيسان/16

العنوان الرئيسي للقمة الأميركية – الخليجية في الرياض وضعه وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر في أعقاب اجتماعه بوزراء الدفاع الخليجيين، عندما قال أن «الاتفاق النووي مع إيران لا يفرض أي قيود على الولايات المتحدة، فما نقوم به في وزارة الدفاع لم يتغير بما في ذلك عملية التخطيط والشراكة للجيش الأميركي في مواجهة الأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار، خصوصاً لدى حلفائنا في الخليج»، و «لن يتغير». وزاد أن هناك جاهزية مستمرة في «سبيل التصدي للأنشطة الإرهابية الإيرانية» و «الولايات المتحدة تشارك الخليج قلقه من الأنشطة الإيرانية رغم الاتفاق النووي»، ويوجد كثير من القضايا التي «ما زالت تُقلق الإدارة الأميركية، وأبرزها دعم طهران المنظمات الإرهابية». وهذا تماماً ما أرادت دول مجلس التعاون الخليجي سماعه من الوفد الأميركي الرفيع الذي توجه إلى الرياض لعقد القمة الثانية بعد قمة كامب ديفيد التي استضافها الرئيس باراك أوباما. الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبداللطيف الزياني، أدرج خطوات عدة تم الاتفاق عليها، أبرزها التعاون في مجال تطوير منظومة الدفاع الصاروخية ونشر دوريات مشتركة لاعتراض سفن إيرانية تهرّب السلاح، فالشراكة الاستراتيجية البعيدة المدى التي أكدتها قمة الرياض ليست أمراً عابراً بعدما أصاب العلاقة الكثير من التوتر والوهن نتيجة إعطاء الرئيس أوباما الأولوية القاطعة للاتفاق النووي مع ايران ولنقل العلاقة الأميركية – الإيرانية إلى مرتبة التهادنية المتطورة والشراكة بعد قطيعة دامت أكثر من ثلاثة عقود. تلك الأولوية تطلبت من الرئيس الأميركي، وفق تقديره وتقويم إدارته، فصل المفاوضات النووية عن الممارسات الإيرانية في الدول العربية من العراق إلى سورية إلى لبنان وإلى اليمن. سياسة غض النظر عن تلك الممارسات اعتبرتها أكثرية الدول الخليجية مباركة أميركية للتوسع الإيراني وغايات الهيمنة الإقليمية التي تتبناها طهران، جعلتها تفقد الثقة بباراك أوباما الذي بدوره لم يخفِ امتعاضه من ممانعة هذه الدول له ولسياساته. قرار عقد القمة الأميركية – الخليجية الثانية لترميم العلاقات وتطويرها أتى ليثبّت العلاقات الأميركية الأمنية والاستراتيجية مع الحلفاء التقليديين بموازاة العلاقة الأميركية – الإيرانية الجديدة والتي، بدورها، تمر بأزمات نتيجة تشبث القيادة الإيرانية بمواقفها كتلك المتعلقة بتطوير الصواريخ البعيدة المدى. الجديد طرأ في مجالات محاربة الإرهاب من ناحيتين: اتخاذ السعودية إجراءات تكوين تحالف عسكري للدول الإسلامية هدفه مكافحة «داعش» وأمثاله من التنظيمات السنّية الإرهابية. واتخاذ كل من مجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي قرارات غير مسبوقة لجهة تصنيف الميليشيات الشيعية إرهابية، وفي مقدّمها «حزب الله». آشتون كارتر وصف «حزب الله» بأنه «أحد الأنشطة الخبيثة التي تقوم بها إيران في المنطقة»، وعبّر عن ترحيبه بالتحالف العسكري الإسلامي ضد الإرهاب «الداعشي» وأمثاله، وبذلك بعث رسالة مهمة لدول مجلس التعاون الخليجي. الرئيس باراك أوباما، بدوره، أكد معارضته مشروع قانون «العدالة ضد رعاة الإرهاب» الذي اقترحه ديموقراطيون وجمهوريون في الكونغرس رافضاً منطقه. مشروع القانون هذا يجيز لعائلات ضحايا إرهاب 11 أيلول (سبتمبر) 2001 مقاضاة الحكومة السعودية أمام المحاكم الأميركية بتهمة – تنفيها الرياض – بأنه كان للحكومة دورٌ في إرهاب 11 سبتمبر. الرئيس أوباما عارض مشروع القانون قبيل توجهه إلى الرياض قائلاً أن سابقة قيام مدنيين بمقاضاة حكومات في المحاكم خطيرة ومرفوضة، فسحب البساط من تطوّر كان من شأنه أن يدمّر القمة الخليجية – الأميركية، وأن يدمّر العلاقات الأميركية – السعودية برمتها، لا سيما بعدما ألمحت الرياض الى احتمال سحب الودائع السعودية في الولايات المتحدة وقيمتها مئات بلايين الدولارات.

ما تحدث عنه الطرفان الأميركي والخليجي من سبل التعزيز الأمني لشراكتهما شمل، وفق ما أعلنه الزياني، في أعقاب اجتماع وزراء الدفاع الخليجيين مع نظيرهم الأميركي، «منظومة الدفاع الصاروخي والأمن البحري، والتسليح والتدريب العسكري، وأمن الفضاء الإلكتروني»، وذلك بهدف تمكين دول مجلس التعاون من بناء «جاهزيتها الدفاعية للحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها». قال أن خطوات تعزيز الأمن التي تم الاتفاق عليها شملت «مكافحة الأنشطة البحرية الإيرانية المخالفة من خلال العمليات المشتركة لاعتراض الأسلحة الإيرانية الموجهة إلى اليمن أو غيرها من مناطق الصراع».

آشتون كارتر تحدث عن مبادئ تم الاتفاق عليها، منها «هزيمة داعش ومواجهة إيران وأنشطتها التي تؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار»، مؤكداً أن «أميركا توافق دول الخليج الرأي بأن الاتفاق النووي لا يفرض أي قيود على الولايات المتحدة».

القمة الثنائية بين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الأميركي باراك أوباما – الذي كان يقوم بالزيارة الرابعة له إلى الرياض منذ توليه منصب الرئاسة – لم تكن مميزة بدفئها وانما التزمت بأدبيات العلاقات الاستراتيجية والمصالح المشتركة. وفيما كان الرئيس الأميركي ينتظر القمة المشتركة مع دول مجلس التعاون الست، كان قادة هذه الدول يجتمعون في قمة أخرى لها دلالات مهمة تنطوي – وليس سهواً – على رسالة إلى الولايات المتحدة ورئيسها.

فلقد انعقدت قمة تاريخية دافئة بين قادة دول مجلس التعاون والعاهل المغربي الملك محمد السادس أكدت مبادئ عدم التدخل في شؤون الآخرين، والدفاع المشترك، والشراكة النامية نحو الاندماج وربما نحو التحاق المغرب بدول مجلس التعاون. وأثناء مؤتمره الصحافي مع نظيره المغربي، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن المبدأ الرئيسي للقمم العربية في الرياض «رفض ضرب الاستقرار ونزعة الانفصال»، فيما أكد نظيره أهمية أن تكون هذه الدول في «كتلة موحدة».

المغرب شريك في «عاصفة الحزم» التي تقودها السعودية للتحالف العربي في اليمن، وهو أيضاً أساسي في التحالف العسكري الإسلامي لمواجهة التطرف والإرهاب. الموضوعان ليسا موضع خلاف بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون سوى لجهة توقعات الطرفين. فاليمن يبقى أولوية سعودية وخليجية في شكل عام، والولايات المتحدة تريد تسهيل إنهاء تلك الحرب وتود إيقاف إيران عن التدخل في اليمن. أما في موضوع التحالف العسكري الإسلامي، فإنّ واشنطن ترحب به إذا انصبّ على مكافحة التطرف وإلحاق الهزيمة بـ «داعش»، إنما الاختلاف يقع حول الشروط والأولويات في العراق وسورية على السواء.

واشنطن ركّزت على العراق وضرورة تكثيف دعم دول الخليج اقتصادياً وسياسياً للحكومة العراقية، تحديداً في المناطق السنّية، فيما دول الخليج تؤكد ضرورة تنفيذ الحكومة العراقية التزاماتها نحو السُنّة، وكذلك ضرورة وقف امتلاك الميليشيات الشيعية زمام المبادرة والقرار بإيحاءات إيرانية.

الخلاف يبقى في المسألة السورية بسبب تباعد الرؤى والسياسات. فلا دول مجلس التعاون، لا سيما السعودية، جاهزة لغض النظر عن سورية ولا الإدارة الأميركية جاهزة للانخراط في سياسة جديدة نحو سورية بعدما تراجعت تدريجياً عن خطوطها الحمر، وفي مقدمها مطالبة الرئيس السوري بشار الأسد بأن يرحل.

الخلاف الأعمق يصبّ في خانة امتحان ما إذا كانت السياسة الأميركية الاستراتيجية ثابتة على العلاقة التحالفية التقليدية مع الدول العربية الخليجية أو إن كانت ستتأرجح على معطيات العلاقة الأميركية – الإيرانية الجديدة كما تمليها الرياح الآتية من طهران. بعض الخليجيين يعرب علناً عن عدم ثقته بما يسمى ثوابت السياسة الأميركية الاستراتيجية، بعدما هزّ باراك أوباما أواصرها. وهناك مَن يخشى على تلك الثوابت أكثر فأكثر في ظل غموض الآتي إلى البيت الأبيض، لا سيّما إذا كان دونالد ترامب رئيساً. الواضح أن العلاقة الأميركية – السعودية تغيّرت في عهد باراك أوباما بصورة لا يمكن محوها أو إعادتها إلى الوراء وكأن شيئاً لم يحدث. الأمير تركي الفيصل قال بصراحة لشبكة CNN «لا مناص من إعادة تقويم علاقتنا مع أميركا – لجهة مدى قدرتنا على الاستقلال عن أميركا، ولجهة مدى اعتمادنا على ثبات مواقف القيادة الأميركية». وأضاف أنه «يجب ألا نتوقع من أي رئيس جديد أن يعيد العلاقة إلى الأيام الماضية عندما كانت الأمور غير ما هي عليه اليوم». زيارة باراك أوباما الرابعة إلى الرياض سعت وراء ترطيب الأجواء من دون أي تراجع عن «الثوابت» الجديدة التي أدخلها إلى معادلة العلاقات الأميركية مع دول المنطقة الخليجية، أي العلاقة المتعافية مع ايران على حساب العلاقة الأميركية التقليدية مع دول الخليج العربية – أي اعتبارها الحليف الوحيد في منطقة الخليج. هناك داخل المؤسسة الأميركية الحاكمة من يرى أنه حان الوقت لما يسمى «Reset» في العلاقات الأميركية مع دول مجلس التعاون الخليجي، أي إعادتها إلى ما كانت عليه قبل الاتفاق مع طهران.

واضح أن الطرفين الأميركي والخليجي كانا راغبين، في قمة الرياض، أن يحرّكا الأمور خارج التوتر المتزايد والثقة المتراجعة. وأن جديداً طرأ على العلاقة التقليدية.

المفاجآت لن تنتهي في زمن الانتخابات الرئاسية المثيرة في الولايات المتحدة. لذلك، الجميع في الخليج حريص على تخفيض سقف التوقعات، إنما مع الحرص على صيانة ما تبقى من ثوابت استراتيجية وأمنية.

 

عقيدة أوباما ومبدأ سلمان

 د. خطار أبودياب/العرب/23 نيسان/16

بين واشنطن والرياض تاريخ متشابك من العلاقات الحيوية والشائكة في آن معا، ومما لا شك فيه أن اتفاق كوينسي بين الملك عبدالعزيز آل سعود والرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت (14 فبراير 1945) كان الناظم لهذه العلاقة الجدلية والتبادلية بين أمن الطاقة العالمي والأمن السعودي والإقليمي وكانت مدته 60 سنة، وجرى تجديده لستة عقود أخرى في العام 2005. ةمن ريتشارد نيكسون إلى جورج بوش الأب، كانت واشنطن تنظر إلى الرياض بوصفها شريكا أساسيا في الإقليم، وحليفا إبان الحرب الباردة. وبالرغم من بعض النكسات كان هناك تناغم في الإجمال وكانت واشنطن مستفيدة من هذه الصلة لتدعيم هيمنتها على الشرق الأوسط منذ منتصف الخمسينات من القرن الماضي. منذ أوائل هذا القرن شهدت العلاقات الثنائية عدة هزات مرتبطة بتفاعلات اعتداء الحادي عشر من سبتمبر وحرب العراق، لكن الترابط المزمن والحسابات بين الطرفين سمحت بإعادة إطلاق العلاقات حتى وصول باراك أوباما الذي كانت عنده نظرات مسبقة وحذرة إزاء السعودية، إلى جانب الرهان على ترتيب شراكة مع إيران بهدف إعادة تركيب المشهد الاستراتيجي في الشرق الأوسط. بالطبع، لا ترتبط سياسة الولايات المتحدة الأميركية بشخص الرئيس لوحده، فلعبة المؤسسات وجماعات اللوبي معقدة في كيفية صنع القرار في واشنطن. إلا أن باراك أوباما الأكاديمي المعتد باختلافه عن نظرائه في الطبقة السياسية والرئيس الملون، الأول في التاريخ الأميركي، أراد أن يترك بصماته بأسلوب جديد. بدا أوباما للوهلة الأولى واعدا، لكنه أغدق في الوعود من دون تنفيذ، ونال نوبل للسلام من دون صنع السلام، وأراد تطبيق نظرياته الأيديولوجية حول العالم العربي وعوالم الإسلام على حساب الأصدقاء المقربين، داعيا إياهم إلى التحول من دون الاعتراف بمسؤوليات بلاده حيال ما آلت إليه أوضاع العالم العربي، أو أسباب صعود التيارات الجهادية والمتطرفة منذ الجهاد الأفغاني وسقوط الشاه في إيران.

بعد فشله في ملف السلام الإسرائيلي الفلسطيني ونسيان خطاب القاهرة الشهير، قارب أوباما الحرب ضد الإرهاب والخضّات العربية منذ 2011 بأساليب متباينة، اعتبر أن قيادته من الخلف في ليبيا كانت كارثية، بينما اعتبر استنكافه في سبتمبر 2013 عن عقاب نظام دمشق، قرارا تاريخيا. استثمر أوباما مليا في الضعف العربي المتفاقم منذ سقوط بغداد، وعندما أرادت المملكة العربية السعودية التصدي للانكشاف الاستراتيجي العربي، وجدت أوباما يلهث وراء إيران ولا يهتم بخطورة مشروعها الإقليمي على حساب الدول العربية، وهنا حصل التباعد بين واشنطن والرياض.

باراك أوباما هو أول رئيس أميركي يزور المملكة العربية السعودية أربع مرات ولم يكن تدفق الود هو السبب، بل كثافة العلاقات الثنائية وظروف أخرى، لكن أوباما، في زيارته الأخيرة يوم 20 أبريل، كان أول رئيس أميركي لم يستقبله على أرض المطار العاهل السعودي الذي اكتفى بإيفاد أمير منطقة الرياض، بينما كان الملك سلمان بن عبدالعزيز قد استقبل في المطار وفي نفس اليوم قادة دول الخليج الذين توافدوا لحضور القمة الخليجية -الأميركية.

تشير الفوارق في المسائل البروتوكولية إلى المنحى الذي وصلت إليه العلاقات الثنائية، مقارنة بالاستقبال الحار الذي لقيه أوباما عند وصوله للتعزية بالملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز في يناير 2015، أو حين تجاوز أوباما العرف المتّبع في سبتمبر 2015، حيث رحب بالملك سلمان أمام بوابة الجناح الغربي للبيت الأبيض وليس داخل مكتبه. لا ينقص سجل أوباما في علاقته مع القادة السعوديين اللياقات منذ تلك الانحناءة أمام الملك عبدالله في قمة العشرين في لندن في أبريل 2009، أو لفتة الخروج لاستقبال الملك سلمان. وعلى ما يبدو لم تعد هذه المظاهر مقنعة لدى صناع القرار في الرياض، ولا تعكس حقيقة مواقف سيد البيت الأبيض، ولذا يؤشر الاستقبال السعودي البارد على تداعي الثقة وما أسماه الأمير تركي الفيصل “نهاية الأيام الخوالي” خاصة بعد إبراز انتقادات الرئيس الأميركي للسياسة السعودية في مقالة آتلانتيك الأخيرة، في خروج عن المألوف بين شركاء استراتيجيين وأصدقاء تاريخيين تقليديين.

من قمة كامب ديفيد الأميركية – الخليجية في مايو 2015 التي لم تبدد الشكوك، إلى الاتفاق النووي مع إيران وتداعياته والتباين حول العديد من الملفات الإقليمية، تراجعت العلاقات الأميركية- السعودية بشكل ملحوظ، وأخذت الرياض تركز على تنويع شراكاتها الخارجية من فرنسا (وبريطانيا وألمانيا) إلى روسيا والصين والهند. على الصعيد الإقليمي، أطلقت الرياض “عاصفة الحزم” في اليمن لمنع استخدام اليمن ضد الأمن السعودي والخليجي، واستمرت على موقفها من حرب أسعار النفط التي بدأت في خريف العام 2014، وبرزت محاولات ترتيب البيت العربي والإسلامي انطلاقا من منظومة مجلس التعاون الخليجي وذلك عبر تدعيم العلاقة الاستراتيجية مع مصر والتنسيق مع تركيا، وبلورة تحالف إسلامي ضد الإرهاب مؤلف من أربعين دولة، بالإضافة إلى الموقف الصلب على الساحة السورية والتصدي لإيران وأدواتها الإقليمية. فاجأت هذه النقلة السعودية النوعية الإدارة الأميركية، وأبرز ذلك فشل استراتيجية أوباما الذي لم يكسب، عمليا، إيران ولم يجعلها تتخلى عن نهجها الهجومي في الإقليم، مما دفع الرياض إلى تطوير استراتيجية التصدي، مما زاد في تفاقم الموقف في بركان الشرق الأوسط الكبير.  وبما أن المملكة العربية السعودية تبقى قوة إقليمية وحليفا تقليديا وقطبا اقتصاديا في المنظور الأميركي، ونظرا لأهمية استقرارها ودورها في مكافحة الإرهاب وضمان الاستقرار الإقليمي أتت زيارة أوباما من أجل السعي إلى إصلاح ما لحق بالعلاقات من أضرار ومحاولة فتح صفحة جديدة تقوم على المصالح والحاجة المتبادلة. بعد زيارة أوباما، وبعد انعقاد القمة الخليجية – الأميركية، لا يبدو أن النتائج الملموسة كبيرة ولا يظهر أن تطمينات أوباما أقنعت القيادة السعودية والقادة الخليجيين. ومن الناحية العملية، لا يمكن للقوة العظمى الوحيدة أن تتخلى عن أصدقائها أو عن دور الحكم النزيه على الأقل في منطقة مضطربة.مقابل عقيدة الرئيس أوباما المرتكزة على عدم التدخل في الشرق الأوسط والتعالي على الأصدقاء، برز مبدأ الملك سلمان في تحمّل المسؤولية الذاتية بالدفاع عن المصالح السعودية والعربية. وتنتظر مراجعة العلاقة الأميركية – السعودية وصول إدارة جديدة في واشنطن. وفي هذه الأثناء “التاريخ لا يعرف أي مكان لاستراحة”.

       

القمة الإسلامية.. صفعة للسياسات الإيرانية

 سالم الكتبي/العرب/23 نيسان/16

في ما يشبه الاستفتاء على سياسات إيران وتوجهاتها حيال دول الجوار وقضايا العالم العربي والإسلامي جاءت نتائج القمة الإسلامية التي عقدت مؤخرا، لتؤكد رفض الدول العربية والإسلامية، جميعها، لسياسات إيران ومشروعها الأيديولوجي التوسعي في المنطقة.

جاء البيان الختامي صادما لإيران ووفدها إلى القمة، فلم تكن طهران تتوقع كل هذا الرفض والإجماع من العالم الإسلامي ضد مواقفها وممارساتها وسياساتها، ما يعني أن الملالي لم يقرأوا الموقف الإقليمي جيدا ولم يتفطنوا إلى خطورة سياساتهم وممارسات البلطجة التي يتبنونها في السنوات الأخيرة بتوسع لافت يثير قلق العواصم العربية والإسلامية جميعها. أحد أسباب غياب الرؤية الإيرانية الدقيقة للمواقف الإسلامية، يكمن في الغطرسة التي تعمي عيون الملالي وقادة الحرس الثوري، وتحول دون إدراكهم للحقائق الناصعة كالشمس في صيف قائظ من حولهم، فقد تصور هؤلاء أن الاتفاق النووي يعني إطلاق يد إيران في المنطقة دون الانتباه لإرادة دولها وشعوبها، فإيران تشعر بأنها حصلت على “ضوء أخضر”، دوليا، للتصرف في المنطقة وفق إرادتها وطموحاتها الذاتية، وهذا أمر لا يليق بدولة تزعم ليل نهار، حرصها على مصالح الدول والشعوب الإسلامية.

مؤامرات إيران في المنطقة ليست بحاجة إلى شواهد أو دلائل، فهناك تدخل إيراني خشن عن طريق الوكلاء المحليين في اليمن، وهناك تدخل مباشر وغير مباشر في العراق وسوريا، وهناك تدخل غير مباشر في الشأن الداخلي لمملكة البحرين عبر ترديد ادعاءات ومزاعم باطلة، وهناك محاولات لممارسة إرهاب الدولة عبر استعراض القوة بالتجارب الصاروخية الإيرانية، التي لا تكف طهران عن التلويح بها في وجه دول المنطقة، وكانت تصريحات الجنرال محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري الإيراني أوائل أبريل الجاري مظهرا دالا على هذه العدوانية البغيضة، حيث هدد جعفري كلاّ من المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين، مشيرا إلى جاهزية مخططاته ومشاريعه للرد على القرارات الخليجية الأخيرة، وكان قد سبقه في التهديد الصريح القيادي في الحرس الثوري الإيراني الجنرال سعيد قاسمي، الذي طالب في نهاية شهر مارس الماضي بضم مملكة البحرين إلى إيران، زاعما أن “البحرين محافظة إيرانية مقتطعة”.

وفي ضوء ما سبق وغيره، لم يكن مفاجئا لأي مراقب للأوضاع في المنطقة أن تصدر قمة إسطنبول الإسلامية بيانا يدين “تدخلات إيران في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، ودول أخرى أعضاء منها البحرين واليمن وسوريا والصومال، واستمرار دعمها للإرهاب”.

كما لم يكن مفاجئا أن يدين البيان “حزب الله” لقيامه بأعمال إرهابية في سوريا والبحرين والكويت واليمن ولدعمه حركات وجماعات إرهابية تزعزع أمن واستقرار دول أعضاء في المنظمة”، فالسلوك الإيراني منذ دخول الاتفاق النووي حيز التنفيذ في يناير الماضي، يوحي بأن طهران حسمت أمرها وقررت تبني نهج القوة الخشنة في تحقيق أهدافها الاستراتيجية الإقليمية، ففي سوريا نجد أن طهران لم تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار، وأعلنت قبل أيام من بدء الجولة الثانية لمفاوضات جنيف 3، الأربعاء الماضي، عن إرسال قوات خاصة تابعة للواء 65 الإيراني إلى سوريا، في خرق فاضح لوقف إطلاق النار، وتحريض واضح للنظام السوري على إفشال المفاوضات والعودة إلى العمل العسكري، بل حرصت إيران على نسف فرص التفاوض وشد آفاق تسوية الأزمة سياسيا، بقولها على لسان علي ولايتي مستشار المرشد الأعلى علي خامنئي، أن طهران لن تتخلى عن بشار الأسد، وأن رحيله “خط أحمر” بالنسبة إلى طهران.

لا أدري كيف يمكن أن تتصور إيران أن القمة الإسلامية يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي في وجه هذه البلطجة الإيرانية، ولا أدرى أيضا كيف تفهم طهران الأمور بشكل معكوس، فإيران التي تدعي، زورا وبهتانا، أنها صوت المظلومين في العالم العربي والإسلامي، وأنها ستواصل دفاعها عن هؤلاء المظلومين والمستضعفين، هي نفسها التي تقتل السنّة في العراق، سواء بأيدي الحشد الشيعي أو بأيدي تنظيم داعش صنيع مختبرات الحرس الثوري، فضلا عما يرتكبه أتباعها من جماعة الحوثي بحق اليمنيين العزل الأبرياء الذين حول الحوثيون وميليشيات علي عبدالله صالح حياتهم إلى جحيم تنفيذا لإملاءات الملالي وإرادتهم ورغبتهم التوسعية. من يزعم أن دول التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية، هي من أوصلت اليمن إلى هذه الحالة يغالط نفسه ويزوّر الوقائع، فالسعودية وحلفاؤها ليسا من جاهر في غير مرة بقرب انضمام صنعاء كي تصبح العاصمة العربية الرابعة في الإمبراطورية الإيرانية، فالتحالف لم يتحرك سوى لإنقاذ العواصم العريقة وانتشالها من أيدي المشروع الإيراني الطائفي البغيض، الذي انعكس بشكل فج ومرفوض في تصريحات الرئيس حسن روحاني التي أدلى بها خلال شهر مارس الماضي، وقال فيها نصا “إيران سوف تتدخل في أي مكان توجد فيه مقامات للشيعة، وتتعرض إلى تهديد من قبل الإرهابيين”، فالتدخلات الإيرانية التي تتم تحت ستار مكافحة الإرهاب هي تدخلات طائفية بامتياز، وليست لحماية الشعوب الإسلامية ولا تعنيها الدول وسيادتها ومصالح شعوبها.

الطريق إلى تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي يبدأ من وجود قناعة إيرانية حقيقية بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادة دول الجوار، وحل الخلافات بالطرق السلمية، وهي ليست مطالب جديدة ولا طارئة بل تندرج ضمن مبادئ الشرعية والقوانين الدولية التي تؤطر العلاقات الدولية منذ تأسيس الأمم المتحدة.

وإذا كان البعض ينظر إلى القمة الإسلامية من زاوية إدانة إيران فقط، فإنني أعتقد أن القمة خرجت بما هو أهم، باعتبار أن إدانة إيران مسألة بديهية ومتوقعة في ظل سلوكياتها وممارساتها المرفوضة عربيا وإسلاميا، ويكمن ذلك في وضع النقاط على الحروف في ما يتعلق بالتحديات والتهديدات الاستراتيجية التي تواجه العالم الاسلامي، والإشارة إلى ذلك صراحة وبوضوح شديد، حيث جاء الحديث عن إيران كاشفا ومنبّها لأحد أخطر التحديات والتهديدات التي تواجه أمن الدول العربية والإسلامية واستقرارها.

اختتمت قمة إسطنبول أعمالها ببيانها الواضح، والذي اعتبره صفعة للسياسات الإيرانية، بل أجد فيه فرصة ثمينة وجرس إنذار أمينا لإيران كي تعيد مراجعة مواقفها وحساباتها وسياساتها لعلها تفيق من غيّها وتدرك حقيقة ما يدور من حولها، إذا كانت طهران تسعى حقيقة إلى لم الشمل وحسن الجوار، وعدا ذلك فإنها تكون قد اختارت بنفسها ولنفسها طريق عزلتها وصدامها مع بيئتها وعالمها الإسلامي، وبما يثبت زيف شعاراتها الثورية الكاذبة، ويؤكد أن الأيديولوجية ليست سوى غطاء لمشروع فارسي توسعي يستدعي الحقب الاستعمارية التاريخية في أبشع صورها المرفوضة.

 

جرجي زيدان سرد التاريخ

وارد بدر السالم/العرب/23 نيسان/16

لم يشبه أحدا ولا أحد يشبهه في السرد الروائي التاريخي ، بالرغم من التحفظات النقدية الكثيرة التي طالت كل روايات جرجي زيدان تقريبا، والمزاعم المتكررة حول قصديته في تشويه التاريخ الإسلامي برموزه الكثيرة، وهذا أمر لا نلتفت إليه بقدر ما نلتفت إلى علاقاتنا التاريخية بسردياته الإسلامية -وهو المسيحي- التي شكّلت ظاهرة روائية لا يمكن إغفالها في الأحوال كلها؛ فقد كان جرجي زيدان ظاهرة تاريخية نبشت في التاريخ الإسلامي كثيرا واستنطقت الماضي بطريقة فيها سلاسة الروي وبساطة التعبير، وهو أمر ربما انتبهنا إليه اليوم حول قصديته في تكريس بعض المفاهيم التي تتعارض مع القافلة السردية التاريخية في مساحتها الإسلامية الواسعة. فالقراءات القديمة تجعلك تصدّق كل ما تقرأه ولا سيما مَن كان على حرفية كتابية كجرجي زيدان الذي أخذ على عاتقه تثوير المجسات الحساسة لطفولات بدائية تستوعب كل ما تقرأ بعفويتها الأولى.

في مجمل رواياته بساطة وتسلية وحبكة تشبه الحبكة البوليسية، وأثر قصصي وشخصيات نعرفها إلى حدّ كبير، وتشويق سردي حافل بالإثارة، وهو أمر كان يستحثنا على المزيد من قراءته في زمن ثقافي قلّت فيه التآليف الروائية، ولم تكتسح موجات الحداثة سرديات الرواية ولا تعقيداتها الفنية بعد. لهذا كان البيت العربي يقتني هذه الروايات ليراجع الفترات التاريخية الإسلامية بعصورها المختلفة، كما لو يريد إعادة فحص تلك المنظومة التي يكتنفها الكثير من الغموض وسوء الظن أحيانا، والتباسات الكتابات التاريخية المتعددة من جهة أخرى.

أعتقد أن تأثيرات جرجي زيدان كانت بطريقته في صناعة الحبكة القصصية عبر شخصيات حقيقية في التراث العربي، ومن ثم صناعة الحدث التاريخي في زمنه الذي نعرفه لكن بطريقة جرجي- زيدانية التي فيها البساطة والتسلية والتنويع على مصادر التاريخ بطريقة فيلمية، كما في شجرة الدر واستبداد المماليك وغادة كربلاء وعروس فرغانة والحجاج بن يوسف الثقفي وصلاح الدين الأيوبي والعباسة أخت الرشيد والأمين والمأمون، بغض النظر عن احتمالات الدسّ في تشويه الوقائع التاريخية أو القفز على مسلّماتها، فقد كنّا في أول القراءات وليس مهما دائما أن تكون الحقيقة في هذا الكتاب أو ذاك مثلما هي أو محوّرة أو غير دقيقة، فدرجات الوعي واستقطاب المعلومات بغضاضة القراءات الأولى تتغير تدريجيا على وفق القراءات وانتقاءاتها لاحقا.

السرد التاريخي الذي يلجأ إليه جرجي زيدان سرد واقعي مضمون بواقعيته ووقائعياته المعروفة، ولا مجال للخيال فيه إلا خيال الكتابة واستنطاقها بتسلسل الحدث التاريخي، وهو ما يجعل من الواقع مادة دسمة لتنشيط الكتابة، في حالة يمكن أن تجعل من البدايات -الواقعية عادة- في الكتابة أمرا سلسا لا سيما وأن الجانب الفني في مثل كتابات زيدان يكاد يكون ضعيفا، وهو ما يشجّع على تبني طريقة كتابته، ولا أشك لحظة واحدة في أن رواياته لامست مواهبنا الأولى حينما نرى التاريخ يتحوّل إلى شريط فيلمي يمكن أن ترى من خلاله امرأة مهيبة كشجرة الدر أو رجلا صعبا كالحجاج أو ترى الحسين في مشهد قتله المروّع، أو تتلمس بوضوح فتوحات صلاح الدين الأيوبي بصليل سيفه، مثلما ترى تقلبات الزمان في مصر في عهدها المملوكي وبغداد في عهدها العباسي واحتدامات الأندلس بمتغيراتها الكبيرة…

جرجي زيدان من هذا الباب يكاد يكون الأسهل بين مجايليه في واقعية التاريخ وسرده، وهذا أمر جعلنا نقرأ جميع كتبه تقريبا، فقد كان يبذر البذور السينمائية بطريقته ويخلق المشاهد والصور في وقائع التاريخ المعروفة وغير المعروفة.

 

حين قتل الإيرانيون محمد باقر الصدر

داود البصري/السياسة 23 نيسان/16

شهد الشرق الأوسط منذ مرحلة الثمانينات المتفجرة جولات دموية رهيبة، سفكت فيها دماء كثيرة، شكلت على مستوى الممارسة الميدانية صفحات مؤلمة من تاريخ المنطقة الحديث، وهو تاريخ مرعب اختلطت فيه الأوراق والرؤى والتصورات والملفات، وتشابكت فيه كل القضايا، وتزاحمت على رفوفه كل الوقائع حتى اختلط الحابل بالنابل ووهنت الذاكرة التاريخية بعد تزايد وتهاطل الكوارث، ولعل الإرهاصات الأولى للحرب العراقية الإيرانية التي اندلعت العام 1980، وكانت البوابة الحقيقية للجحيم الشرق أوسطي والتطورات الرهيبة التي حدثت بعد ذلك، تعتبر الأساس المكين لكوارث كبرى شهدتها المنطقة لاحقا.

في صيف 1979 وأنا هنا أذكر وقائع تاريخية لاعلاقة لها برأيي الخاص، حدثت تطورات سلطوية ساخنة في العراق، حسمت صراع التيارات والشخصيات في حزب البعث العراقي الحاكم والتي كانت متفاعلة منذ محاولة انقلاب مدير الأمن العام ناظم كزار في 30 يونيو 1973 والتي أدت لخروج شخصيات مهمة من البعث مثل المرحوم عبد الخالق السامرائي الذي اتهموه بالتعاون مع كزار رغم الفارق النوعي الكبير بين الشخصيتين، المهم إن أحداث التحول في العراق قد جاءت بعد الأحداث التي شهدتها إيران وانهيار نظام عرش الطاووس الذي كان رغم كل صلافته عنوان استقرار للمنطقة، فتحكم التيار الديني بمرجعيته الطائفية في إيران وأعلن رسميا وأشهر شعار (تصدير الثورة) وقلب أنظمة المنطقة، وتشجيع ودعم الأحزاب الدينية والطائفية المرتبطة بالمشروع الإيراني، وكان الصدام مع النظام في العراق حتميا لأسباب عدة، تتداخل فيها عوامل كراهية شخصية وعوامل ذاتية و موضوعية أخرى، خصوصا و إن النشاط الحزبي الديني في العراق كان قد شهد انطلاقة خجولة في أوائل سبعينات القرن الماضي وتم التعامل الأمني معه سواء في دهاليز (قصر النهاية) أو في مقرات أجهزة الأمن والمخابرات لاحقا منذ العام 1974 تحديدا بعد ظهور ما يسمى بخلايا (الحزب الفاطمي) وهو نفسه (حزب الدعوة)، ثم جاءت أحداث (خان النص) بين النجف وكربلاء 1977 والمواجهة المسلحة مع المتظاهرين وأحكام الإعدام التي نفذت لتلقي بظلالها على أوضاع ستتطور لاحقا حتى على حزب البعث ذاته، فمثلا في محاكمة من قاد التحرك تلك الفترة تم عقاب عدد من الرفاق البعثيين القياديين لاعتراضهم على أحكام الإعدام الجاهزة و السريعة وطردوا من القيادة وهم الدكتور عزة مصطفى العاني، والرفيق فليح حسن الجاسم..

المهم إنه بعد وصول الملالي لحكم إيران انتعشت التيارات السياسية الدينية في العراق، وفي وقت متزامن مع صعود صدام حسين لسدة القيادة الأولى في الحزب و الدولة بعد إزاحة الرئيس الراحل أحمد حسن البكر وإعدام عدد من أعضاء مجلس قيادة الثورة و القيادة القطرية وحتى القومية في أكبر عملية تطهير بعثية مؤلمة تركت بصماتها الواضحة على مسيرة الحزب والدولة، لقد كانت إعدامات أغسطس 1979 لكبار القادة البعثيين إعلانا واضحا عن بدء حقبة سلطوية جديدة تتسم بقيادة مركزية لا تناقش! ومهيئة للتصدي للتحديات التي طرأت وأهمها مواجهة المخططات الإيرانية الهادفة لقلب نظام الحكم العراقي وكان ذلك هدفا صريحا ومعلنا لنظام الخميني وفقا للرصد السياسي والتاريخي، وقد اعتمد النظام الإيراني في تحركه في العمق العراقي على الحواضن الدينية المذهبية، وبدأت عمليات التحريض و الشحن الطائفي وتفعيل الحركات الدينية-السياسية وتوريطها في صراع غير متكافئ بالمرة مع السلطة ستكون نتائجه كارثية فعلا وقولا، وفي 19 أبريل 1979 استلم الراحل محمد باقر الصدر برقية خاصة من الخميني ردا على رسالة سرية كان قد بعثها الصدر بيد أشخاص عن طريق دولة الكويت للخميني! وقد أرسل الخميني الرد ليس بطريقة سرية بل علنية و مكشوفة وعن طريق البريد العراقي الخاضع لرقابة السلطة و مخابراتها القوية وقدمت هذه البرقية لمكتب صدام حسين شخصيا و كان نصها الآتي:

بسمه تعالى….

سيدي محمد باقر الصدر الأكرم دام ظله، وردتني رسالتكم الشريفة، وقد قرأتها بإمعان و تدقيق وإنكم تخبرونا فيها إنكم عازمون على مغادرة العراق أنت وعائلتك الكريمة، أنا أقول لكم: لا تغادر فإن أنت غادرت العراق وغيرك من القيادات الشريفة تغادر العراق من سيبقى ليقود الثورة؟، لا أسألك بالله أن تغير فكرك، فإن الفرج آت، وإن طريق الحسين (ع) لم يعبد بالزهور، بل كان مخضبا بالدماء الزكية، بدءا من جدكم عبدالله الرضيع وإلى جدكم الحسين (ع)، فهل لك أن تترك نهج جدك و تفتش عن سبيل في هذه الدنيا الفانية؟ لكان أولى بجدك الحسين (ع) أن ينعم بها وما عرضه عليه يزيد بن معاوية، وتترك الثورة الحسينية المنتظرة في العراق، لم تتركها يا سيدي العزيز؟ لا مكان لك إلا في العراق، فإن الثورة آتية لا محال، وإن جندك الميامين هم بانتظار تحرككم و توجيهاتكم لطريق النصر وإعلاء شأن الإسلام، لا تنس إنك حفيد الحسين فالحسين لم يهرب من أرض كربلاء، وإن إيران تحت تصرفكم وهي مددكم للثورة.

وطبعا يبدو واضحا بأن الصيغة التي كتبت بها البرقية السالفة الذكر كانت توجيها عمليا لتغيير الأوضاع السياسية في العراق و بشكل علني و مفضوح أمام السلطة و أمام صدام شخصيا والذي كانت معروفة طبيعة ردود أفعاله على مثل هذه الأمور.

تحركت أجهزة النظام الإيراني الثوري الجديد لفتح كل أبواب التسلل الحدودي وإدخال الأسلحة وإمداد الجماعات المؤيدة لها، وشهدت شوارع العراق اشتباكات يومية مع قوى الأمن العراقية كما استدعى النظام الإيراني من جديد القيادات الكردية و قدم لها التسهيلات فضلا عن التحريض الإعلامي الكبير من خلال إذاعة قصر شيرين وإذاعة طهران القسم العربي على مدار الساعة، كما تم ضبط أكثر من 24 ألف قطعة سلاح مهربة من إيران وأطنان أخرى من المتفجرات، وطبعت إيران فئات من العملة العراقية المزورة وضخها في الأسواق العراقية وأسست جيشا من المتطوعين العراقيين بدعم من الحرس الثوري الناشيء وقتذاك، وهذا الجيش قوامه أربعة ألوية عسكرية اسمه (جيش كربلاء)، كما كانت الطائرات المقاتلة الإيرانية تخترق باستمرار الأجواء العراقية وتضرب القرى الحدودية وكذلك المدفعية الإيرانية، وتمكنت المضادات الجوية العراقية من إسقاط طائرة عسكرية إيرانية في قاطع مندلي وأسر طيارها في 3 مايو 1980 ولم يطلق سراح الطيار من الأسر إلا قبل إحتلال العراق بأسبوعين فقط أي بعد 23 عاما من الأسر، وطبعا صفحات إعداد العدة ليوم الانفجار الكبير في 22:9/1980 وهو موعد إعلان الحرب رسميا كانت تتوالى لتشكل في النهاية مشهدا إقليميا مفجعا توالت بعده الكوارث حتى اليوم.

فحجم التورط الإيراني المذهل يحتاج لملفات ضخمة لتوثيقه… إنه التاريخ حين يتكلم فلا يجامل أحد.

 

عن إعادة إحياء السلام.. وإعادة ما للعرب للعرب

بسام النونو/المستقبيل/23 نيسان/16

خطوة بالغة الأهمية والمحورية في هذا التوقيت بالذات، تلك المبادرة التي أطلقتها باريس في سبيل إعادة إحياء الآمال باستئناف عملية السلام لإيجاد حل للقضية الفلسطينية على أساس الدولتين. بغض النظر عن التعنت الإسرائيلي المتوقع إزاء أي فرصة سلام قابلة للحياة مع الفلسطينيين، غير أنّ المبادرة الفرنسية إلى احتضان اجتماع دولي نهاية أيار المقبل من أجل إنعاش عملية السلام الفلسطينية - الإسرائيلية، لا بد وأن تُقابل بكل دعم عربي ودولي ممكن وأن تجد أمامها كل الأيادي الخيّرة ممدودة دفعاً باتجاه السلام ودفعاً للاحتلال إلى الرضوخ لمساعي حل القضية الفلسطينية المزمنة والمحقة.. فهي كانت وستبقى الأزمة المركزية في المنطقة، وحلها كان وسيبقى الحل المركزي لكل المنطقة. كم من جبهة اشتعلت وأنظمة اشتهرت وشعوب استُعمرت تحت راية «تحرير فلسطين»؟ وكم من العرب قُتلوا واعتُقلوا وقُمعوا منذ العام 1948 ولا يزالون يُقتلون ويُعتقلون ويُقمعون حتى يومنا هذا على مذبح «تحرير فلسطين»؟ وكم من حروب اندلعت على دروب تحرير فلسطين؟ وكم من أنظمة وتنظيمات وميليشيات ممانعة تناسلت وعاشت على فتات الأزمة الفلسطينية؟ تحت لواء «تحرير فلسطين» شقوا الطرق الفتنوية الدموية بين الناس على أساس «طريق القدس تمر من هنا».. احتلوا واستعبدوا واستوطنوا الأرض والشعوب في دنيا العرب، ولا فلسطين تحررت ولا كانت أي من طرقاتهم توصل إلى القدس! على «طروادة» محاربة الاحتلال الإسرائيلي غزت إيران العالم العربي، فاحتلت بعض عواصمه ولم تتحرر فلسطين! رفعت شعار نصرة حق عودة فلسطينيي الشتات فشتّت العرب وجعلتهم قبائل مذهبية متناحرة ولم يعد الفلسطينيون من شتاتهم! بل حتى فلسطينيو الداخل أنفسهم جعلتهم شتاتاً متحاربين بين غزة والضفة! بذريعة وجوب تحرير فلسطين بالسلاح من المحتل، ضخّت طهران مختلف أنواع الأسلحة المذهبية والطائفية والفتنوية في أيدي العرب ليقتلوا بعضهم بعضاً بها.. وبحجة معارضة محادثات السلام بين أصحاب الأرض والمحتل الإسرائيلي نجحت للأسف في إغراق المنطقة العربية بمحادثات سلام بين أبناء الشعوب العربية أنفسهم من اليمن إلى العراق وسوريا وصولاً إلى لبنان وفلسطين!أما اليوم وبعدما استفاق العرب من كبوتهم القومية وعزموا وتوكلوا على حك جلدهم بأظافرهم، وكما استعادوا زمام المبادرة عسكرياً وعروبياً وإسلامياً في سبيل تعرية «الطروادة» الإيراني الذي غزا أراضيهم واحتلها وأوغل في شؤون شعوبها، فلا بد كذلك من أن يستعيدوا زمام المبادرة تجاه فلسطين ويدعموا بكل ما أوتوا من قوة وعزم وحزم المبادرة الفرنسية لإنجاح مساعيها الهادفة إلى إعادة إحياء محادثات السلام المركزية بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي، بذلك يُعاد الحق إلى أهله الفلسطينيين العرب ويُسحب البساط «العجمي» من تحت أقدامهم.. ومن تحت أقدام كل العرب.