المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 25 نيسان/2016

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.apri25.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

حِينَ كُنْتَ شَابًّا، كُنْتَ تَشُدُّ حِزَامَكَ بِيَدَيْكَ وتَسِيرُ إِلى حَيْثُ تُرِيد. ولكِنْ حِينَ تَشِيخ، سَتَبْسُطُ يَدَيْكَ وآخَرُ يَشُدُّ لَكَ حِزامَكَ، ويَذْهَبُ بِكَ إِلى حَيْثُ لا تُرِيد

فَبِالنِّعمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ بِواسِطَةِ الإِيْمَان: وهذَا لَيْسَ مِنْكُم، إِنَّهُ عَطِيَّةُ الله. ولا هُوَ مِنَ الأَعْمَال، لِئَلاَّ يَفْتَخِرَ أَحَد

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

 

عناوين الأخبار اللبنانية

شبكة تبييض أموال مخدرات أبطالها لبنانيون تتهمهم واشنطن بالعلاقة بـ «حزب الله»

بيروت: بري ينتظر موقف القوى المسيحية والحريري يتمايز في مقاربة المأزق

مساعد وزير الخزانة الاميركية لشؤون تمويل الارهاب دانيال غلايزر يحمل تحذيراً شديداً للمصارف اللبنانية

سليمان فرنجية: الإنجاز أن الرئيس من فريقنا/«حزب الله»: زمن التسويات لم يحن بعد وأزمة الرئاسة طويلة

حزب الله" يبشر بأزمة طويلة وفرنجية يحذر من ضياع الفرصة كما ان شريع الضرورة ينذر بمواجهة بين بري والمسيحيين

 مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 24/4/2016

ألف عنصر من "حزب الله" لإتمام"الهلال الشيعي"

أميركا تعاقب حزب الله وتكافىء الشركات الايرانية

بلديات الجنوب منذ 2004: أكبر سرقة للأرض تحت ظلال «المقاومة» والثنائية/علي الأمين/جنوبية

طرح "جادّ" بانتخاب عون رئيساً... لعامين

خوري والحريري في ضيافة شاغوري

بلديّة تجمع "الكتائب" و"القومي"

فتوش في الرابية وعون مع "القوات"

هجوم معاكس من الحريري

الخلافات تمزق تحالف حزب الله –عون

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

نعيم قاسم: الدولة سنبنيها والحدود سنحميها وملفات الفساد سنتابعها

يزبك: نتنياهو والإرهاب التكفيري وتهديدات الخليج لن يطفئوا نور المقاومة

فياض: المقاومة لن تتساهل في مواجهة أي عدوان

زعيتر: تحالفنا مع حزب الله في الإنتخابات البلدية هو على أساس الخدمة وليس لاقتسام المغانم

طلال المرعبي: لتجنيب البلدات العكارية الانقسامات والالتفاف حول بلدية منسجمة ومنتجة

الطاشناق احتفل بالذكرى ال101 للابادة الأرمنية والكلمات دعت للاعتراف بها وضرورة التعويض المالي على شعبها

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إيران تناقض نفسها: نقاتل في سوريا بأوامر المرشد

أكاديميون إيرانيون يدينون تدخل الحرس الثوري في السياسة

حريق دمشق القديمة.. أصابع الاتهام تشير إلى إيران

ولد الشيخ يمهل وفدي المفاوضات اليمنية حتى صباح الاثنين

أوباما: يصعب إقامة منطقة آمنة بسوريا دون التزام عسكري

أوباما يرفض التدخل البري في سوريا

المعارضة: تضاعف القتل بسوريا منذ تولي دي ميستورا مهامه

قتال عنيف بين «البشمركة» والحشد الشعبي

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة
لماذا لا يُربط إقرار قانون الانتخابات بانتخاب رئيس للجمهورية وفي يوم واحد/اميل خوري/النهار

متى وضع حد حاسم للخسائر المسيحية؟ الكلفة بعد المصالحة والفراغ تحتم مراجعات/روزانا بومنصف/النهار

تغيير النظام لم يعد مطلباً بل صار واقعاً الشراكة الوطنية مهدّدة تحت وطأة التهميش/سابين عويس/النهار

بلديات تستنسخ الفشل/نبيل بومنصف/النهار

الشيخ سليم/عقل العويط/النهار

«حزب الله» وسياسة.. «تغطية السموات بالقبوات»/علي الحسيني/المستقبل

الانتخابات البلدية ومعزوفة «الابتعاد عن السياسة»/وسام سعادة/المستقبل

صناعة المعارضين في سورية/الياس حرفوش/الحياة

من لبنان إلى البرازيل/معن البياري/العربي الجديد

اقبلوا بتوطين الفلسطينيين أو السوريين" هل صحيح أن هذا ما سمعه مسؤول لبناني/رضوان عقيل/النهار

"حزب الله" يحاول التأقلم مع واقع العقوبات/منير الربيع/المدن

رسائل إسرائيلية لـ"حزب الله" من الجولان/سامي خليفة /المدن

حين يشتد الحصار حول حزب الله/سعد كيوان/العربي الجديد

رجل الأعمال لبناني نزار زكا مسجون في إيران/ميـرا عبـدالله/لبنان الآن

جريمة «حزب الله» المنظمة العابرة للحدود/ماثيو ليفيت/معهد واشنطن

اللاذقية: ظاهرة خطف المسيحيين..النظام ينتقم/بشار جابر/المدن

زيارة أوباما: الممكن وغير الممكن/رضوان السيد/الاتحاد

أوباما والخليج... والرهان على سراب/ خيرالله خيرالله/لعرب

العرب ونصرة المعارضة الوطنية الإيرانية/داود البصري/السياسة

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

حِينَ كُنْتَ شَابًّا، كُنْتَ تَشُدُّ حِزَامَكَ بِيَدَيْكَ وتَسِيرُ إِلى حَيْثُ تُرِيد. ولكِنْ حِينَ تَشِيخ، سَتَبْسُطُ يَدَيْكَ وآخَرُ يَشُدُّ لَكَ حِزامَكَ، ويَذْهَبُ بِكَ إِلى حَيْثُ لا تُرِيد

إنجيل القدّيس يوحنّا21/من15حتى19/:"بَعْدَ الغَدَاء، قَالَ يَسُوعُ لِسِمْعَانَ بُطْرُس: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي أَكْثَرَ مِمَّا يُحِبُّنِي هؤُلاء؟». قَالَ لَهُ: «نَعَم، يَا رَبّ، أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ يَسُوع: «إِرْعَ حُمْلانِي». قَالَ لَهُ مَرَّةً ثَانِيَةً: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟». قَالَ لَهُ: «نَعَمْ يَا رَبّ، أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ يَسُوع: «إِرْعَ نِعَاجِي!». قَالَ لَهُ مَرَّةً ثَالِثَة: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟». فَحَزِنَ بُطْرُس، لأَنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهُ ثَلاثَ مَرَّات: أَتُحِبُّنِي؟ فَقَالَ لَهُ: «يَا رَبّ، أَنْتَ تَعْلَمُ كُلَّ شَيء، وَأَنْتَ تَعْرِفُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ يَسُوع: «إِرْعَ خِرَافِي! أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكَ: حِينَ كُنْتَ شَابًّا، كُنْتَ تَشُدُّ حِزَامَكَ بِيَدَيْكَ وتَسِيرُ إِلى حَيْثُ تُرِيد. ولكِنْ حِينَ تَشِيخ، سَتَبْسُطُ يَدَيْكَ وآخَرُ يَشُدُّ لَكَ حِزامَكَ، ويَذْهَبُ بِكَ إِلى حَيْثُ لا تُرِيد». قَالَ يَسُوعُ ذلِكَ مُشيرًا إِلى المِيتَةِ الَّتِي سَيُمَجِّدُ بِهَا بُطْرُسُ الله. ثُمَّ قَالَ لَهُ: «إِتْبَعْنِي!».

 

فَبِالنِّعمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ بِواسِطَةِ الإِيْمَان: وهذَا لَيْسَ مِنْكُم، إِنَّهُ عَطِيَّةُ الله. ولا هُوَ مِنَ الأَعْمَال، لِئَلاَّ يَفْتَخِرَ أَحَد

رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس02/من01حتى10/:"يا إِخوَتِي، وأَنْتُم، فقَدْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا بِزَلاَّتِكُم وخَطَايَاكُم، الَّتي سَلَكْتُم فيهَا مِنْ قَبْلُ بِحَسَبِ إِلهِ هذَا العَالَم، بِحَسَبِ رَئِيسِ سُلْطَانِ الجَوّ، أَي الرُّوحِ الَّذي يَعْمَلُ الآنَ في أَبْنَاءِ العُصْيَان؛ ومِنْهُم نَحْنُ أَيْضًا جَمِيعُنَا قَدْ سَلَكْنَا مِنْ قَبْلُ في شَهَواتِ إِنْسَانِنَا الجَسَدِيّ، عَامِلِينَ بِرَغَبَاتِهِ وأَفكَارِهِ، وكُنَّا بِالطَّبِيعَةِ أَولادَ الغَضَبِ كَالبَاقِين؛ لكِنَّ الله، وهُوَ الغنِيُّ بِرَحْمَتِهِ، فَلِكَثْرَةِ مَحَبَّتِهِ الَّتي أَحَبَّنَا بِهَا،وقَدْ كُنَّا نَحْنُ أَيْضًا أَمْوَاتًا بِزَلاَّتِنَا، أَحْيَانَا معَ المَسِيح، وبِالنِّعْمَةِ أَنْتُم مُخَلَّصُون؛ ومَعَهُ أَقَامَنَا وَأَجْلَسَنَا في السَّمَاوَاتِ في المَسِيحِ يَسُوع، لِيُظْهِرَ في الأَجْيَالِ الآتِيَةِ غِنَى نِعْمَتِهِ الفَائِقَة، بِلُطْفِهِ لَنَا في المَسِيحِ يَسُوع. فَبِالنِّعمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ بِواسِطَةِ الإِيْمَان: وهذَا لَيْسَ مِنْكُم، إِنَّهُ عَطِيَّةُ الله. ولا هُوَ مِنَ الأَعْمَال، لِئَلاَّ يَفْتَخِرَ أَحَد؛ لأَنَّنَا نَحْنُ صُنْعُهُ، قَدْ خُلِقْنَا في المَسِيحِ يَسُوعَ لِلأَعْمَالِ الصَّالِحَة، الَّتي سَبَقَ اللهُ فأَعَدَّهَا لِكَي نَسْلُكَ فيهَا".

 

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

أيها الشباب الأعزاء، بنعمة الله يمكنكم أن تصبحوا مسيحيين حقيقيين وشجعانًا، شهود محبة وسلام

Dear Young People, with the grace of God you can become authentic and courageous Christians, witnesses to love and peace

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

شبكة تبييض أموال مخدرات أبطالها لبنانيون تتهمهم واشنطن بالعلاقة بـ «حزب الله»

الراي/ الإثنين، 25 أبريل 2016/كشفت صحيفة «لو جورنال دو ديمانش» الفرنسية عن شبكة تبييض أموال مخدرات ابطالها لبنانيون يتهمهم الأميركيون بصلات مع «حزب الله». وذكرت أن هناك 7 لبنانيين تم اعتقالهم بين فرنسا وألمانيا، وعن «تواطؤات على مستوى عال» في مطار بيروت.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الملفّ تختلط فيه أسماء مهرّبي مخدّرات كولومبيين، ومصرفيين لبنانيين، وعملاء لـ «وكالة مكافحة المخدرات» الأميركية، وهو ملف يتعلق بملايين اليورو التي يتم تجميعها في أنحاء أوروبا قبل «تبييضها» بين باريس وبيروت بفضل نظام بارع للمقاصة يقوم على تجارة السيارات المستعملة وساعات اليدّ الغالية. وتم اعتقال 5 لبنانيين، بينهم م. ن. في باريس في شهر يناير. ثم انضمّ إليهم، في الأسبوع الماضي، اثنان آخران كان قد تم اعتقالهما في ألمانيا، وذلك بعد مثولهما أمام القاضي الفرنسي بودوان توفينو. كان ضابط اتصال في «وكالة مكافحة المخدرات» الأميركية أطلع الفرنسيين على الخطوط الكبرى للشبكة، أي كيف يقوم مهرّبو المخدرات الكولومبيون بتحصيل الأموال بالاعتماد على نظام لتجميع الأموال يتّسم بطابع دولي لأنه يمتد من اميركا الجنوبية، إلى أوروبا، وإلى الشرق الأوسط. وحسب المحققين الأميركيين، فإن «المشرف» الرئيسي على العملية يدعى «أليكس»، وهو يعتمد على شبكة من مكاتب الصرافة والسماسرة في لبنان وكولومبيا. وركّز التحقيق الفرنسي الأوّلي على دور «المنسّق»، وهو م. ن. وعلى صهره ح. ز. وكذلك على محصّلي الأموال الذين تمّ التعرّف إليهم بفضل عمليات «التنصّت» على أرقام الهاتف العديدة التي كان م. ن. يستخدمها. قضى الفرنسيون وقتاً طويلاً للتعرف على «الرموز» التي تستخدمها الشبكة. مثلاً، «فولفو 75» وتعني 75000 يورو. أما «كميون» فتعني مليون يورو. أما «الساعة» فتعني 100 ألف يورو. و«نصف ساعة» تعني 50 ألف يورو. قد نجحت الشرطة الفرنسية في تحديد أسماء فرق العمل: مثلاً، ح. ط.، ولقبه «سمير»، وهو صاحب كاراج في «دوسلدورف»، ومعه أقرب مساعديه، ج. خ.، ولقبه «جيمي» الذي تبيّن أنه كان يختلس 5000 يورو من كل عملية «تحصيل» اي 40 ألف يورو شهرياً. ولهذا السبب، تمّ استبداله بـ ع. ز. الذي كان يعشق شراء ساعات اليد المرتفعة الثمن في ألمانيا، والذي كان يتولّى عمليات التحصيل بمساعدة ابن «صديقته»، ع. م. وقال مصدر قريب من التحقيقات ان ع. ز. كان يحصل الأموال في أوروبا، ويشتري ساعات «لوكس» لتصديرها إلى لبنان حيث يقوم شقيقه ببيعها في محل مجوهرات يملكه في بيروت. ثم يتم تسليم الحصيلة إلى م. ن الذي اعترف بأنه كان يعمل تحت أوامر شخص يدعى ع. ن.، المتزوج من إحدى نجمات التلفزيون والأغنية في لبنان والذي يملك محل صرافة في نيجيريا. بالمقابل، نفى م. ن. أن يكون قد عمل مع «حزب الله».ولكن العلاقة مع الحزب هي إحدى حجج الأميركيين الذين أعلنوا، في يوم اعتقال م. ن. في باريس، عن تجميد أمواله كإجراء لمكافحة تمويل الإرهاب. حينما استجوبته الشرطة حول رحلته الأخيرة إلى باريس في يناير، قال م.ن. انه التقى مع صديقه ع. م وطلب منه أن يذهب لتسليم مبلغ 100 ألف يورو لمحامي مسؤول لبناني كبير من الفريق المعارض لـ «حزب الله». واشارت الصحيفة إلى علاقة شقيق هذا السياسي بالقضية. وأنكر المحامي الذي اتصلت به الصحيفة معرفته بالشخصين المذكورين أي ع. ز. وع. م. كما قال شقيق السياسي في بيان: «أنا رجل أعمال وتنحصر مداخيلي في شركتي وفي نشاطاتي الاقتصادية وكلها شفافة». وأضاف أنه مستعد للاستجابة لأي سلطة مؤهلة. أما السياسي نفسه فقد نُقل عنه أنه لا يقيم أي علاقة شخصية أو مهنية مع المحامي المهني.

 

بيروت: بري ينتظر موقف القوى المسيحية والحريري يتمايز في مقاربة المأزق

 بيروت - «الراي» /25 نيسان/16/قد لا يحمل الأسبوع الطالع في لبنان ملامح بتٍّ للخلاف المتصاعد حول جلسات تشريع الضرورة التي يضغط رئيس البرلمان نبيه بري لعقدها خلال مايو المقبل، الأمر الذي يفتح هذا الملف على تطوّراتٍ سلبية من شأنها ان تُفاقِم الأزمات السياسية وتداعياتها على كل الصعد الاقتصادية والاجتماعية والإنمائية. وتؤكد مصادر نيابية مستقلّة لـ «الراي» انه كان يفترض ان يتلقّى رئيس البرلمان في نهاية الاسبوع أجوبة الكتل النيابية المعنية على الاقتراح الذي طرحه في الجولة الأخيرة من جلسات الحوار الوطني لتأمين موافقة القوى المسيحية على انعقاد جلسات التشريع، وهو الاقتراح الذي يقضي بإدراج موضوع قانون الانتخابات النيابية على جدول أعمال جلسة التشريع الاولى على ان تعيد هيئة مكتب مجلس النواب ترتيب الاولويات في الجدول ومن ثم تتولى الهيئة العامة للمجلس حين تلتئم بتّ مصير قانون الانتخاب بعد التراجع عن توصية كانت أُقرت سابقاً وتقضي بعدم إنجاز هذا القانون قبل انتخاب رئيسٍ للجمهورية. أثار هذا الاقتراح مسبقاً تحفظات القوى المسيحية التي تشترط التوصل اولاً وقبل اي بند آخر الى حسم قانون الانتخاب كي توافق على عقد جلسات تشريعية. وفي ظل ذلك، كان بري تمنى على الكتل النيابية ان تبلغه أجوبتها على اقتراحه في مهلة انتهت في عطلة نهاية الاسبوع، لكنه، كما تؤكد المصادر، لم يتبلّغ أيّ ردّ من الكتل المسيحية الثلاث اي «تكتل التغيير والاصلاح» (العماد ميشال عون) و«القوات اللبنانية» وحزب الكتائب. اذا كانت المصادر لا تقف طويلاً عند النقطة الشكلية لعدم إبلاغ بري بالأجوبة، فان الأهمّ بالنسبة اليها هو تجنّب تَصاعُد الخلاف في الأيام القليلة المقبلة حول هذا الملف بما يهدّد بإطاحة جلسات التشريع في وقتٍ تشتدّ الحاجة الى عقدها لإقرار عشرات المشاريع ذات الأولوية الملحة للمواطنين والدولة. وتخشى المصادر نفسها في هذا السياق من ان يتخذ الخلاف بين بري والمعارضين لجلسات التشريع طابعاً طائفياً اذا صحّت بعض التلميحات التي صدرت عن أوساط قريبة من رئيس البرلمان بأن هناك حلفاً رباعياً (مسلماً) مؤيداً لتشريع الضرورة يضمّ بري وكتلته و«حزب الله» وكتلة النائب وليد جنبلاط) و«تيار المستقبل». وتشير المصادر الى ان مواقف الكتل الأربع المذكورة هي مع انعقاد جلسات التشريع واقعياً ولكن الحديث عن حلف يبدو مبالغاً فيه لان تيار«المستقبل»على الأقلّ يصعب ان يقبل بالمضي في ملف التشريع اذا ظلت القوى المسيحية على رفضها، علماً ان رئيس كتلة «المستقبل» البرلمانية فؤاد السنيورة اكد الالتزام بتعهّد الرئيس سعد الحريري عدم المشاركة في أي جلسة تشريعية لا يكون قانون الانتخاب على جدول أعمالها. تبدي المصادر نفسها خشية واضحة من تداعيات اي تجاذب إضافي في ملف التشريع لانه قد يؤدي الى تطورين سلبيين للغاية: الأول اقفال الطريق على جلسات التشريع بما قد يُستتبع بآثار سيئة للغاية على الدولة واللبنانيين في حال مرّ شهر مايو من دون التمكن من عقد جلسات التشريع لانه بعد ذلك يحتاج انعقاد الجلسات الى إصدار مرسوم بفتح دورة استثنائية للبرلمان وهو امر لن يكون سهلاً ابداً مع الفراغ الرئاسي. اما الثاني وفي حال الاتجاه الى عقد الجلسات بتوفير أكثرية نيابية لها من الكتل الأخرى، فهو نشوء واقع تجاذب إضافي بين القوى السياسية سيفاقم التعقيدات ضمن عمل الحكومة والمجلس وربما ينحو في منحى طائفي.

 

مساعد وزير الخزانة الاميركية لشؤون تمويل الارهاب دانيال غلايزر يحمل تحذيراً شديداً للمصارف اللبنانية

بيروت – “السياسة”:25 نيسان/16/علمت “السياسة” من مصادر مصرفية ان مساعد وزير الخزانة الاميركية لشؤون تمويل الارهاب دانيال غلايزر الذي سيزور لبنان مطلع الشهر المقبل سيحمل في جعبته تحذيراً من مغبة التساهل في موضوع تطبيق القرار الاميركي بعدم تعامل المصارف اللبنانية مع “حزب الله”، لأن ذلك سيفرض عقوبات مشددة على المصارف التي لا تلتزم بما يسيئ الى القطاع المصرفي اللبناني. وأشارت إلى ان القرار الاميركي جرى تعميمه على المصارف كافة في أنحاء العالم لتنفيذه بحذافيره، حرصاً على أدائها وحسن سير عملها، في اطار الاجراءات والتدابير التي تقوم بها الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لمحاصرة “حزب الله” وتشديد الخناق عليه بالنظر الى ممارساته المتعارضة مع القوانين الدولية. أكدت المصادر ان المصارف اللبنانية ستؤكد للمسؤول الاميركي انها ستطبق القرار الاميركي بجميع مندرجاته لان لا مصلحة لها أو للبنان في مخالفته او الالتفاف عليه، لأن لذلك انعكاسات بالغة السلبية على سمعة لبنان وقطاعه المصرفي ينبغي تفاديها بكافة الوسائل، مشددة على ان الاميركيين لن يتساهلوا في هذا الموضوع وهذا ما يرتب على القطاعات المصرفية والمالية في جميع دول العالم مسؤوليات كبيرة في الالتزام بمضمون هذا القرار بالنظر الى المحاذير المترتبة عن مخالفته وعدم الالتزام بمضمونه. وسيزور غلازر رئيسي مجلس النواب والحكومة نبيه بري وتمام سلام وعدداً من الوزراء والنواب وقيادات مصرفية ومالية.

 

سليمان فرنجية: الإنجاز أن الرئيس من فريقنا/«حزب الله»: زمن التسويات لم يحن بعد وأزمة الرئاسة طويلة

الإثنين، 25 أبريل 2016 /| بيروت - «الراي» /في غمرة انهماك بيروت بـ «بالون الاختبار» الذي تحدّث عن مسعى دولي لانتخاب رئيس انتقالي لسنتين من ضمن سلّة من الاصلاحات الدستورية، شكّل الكلام الذي أطلقه نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم عن ان «زمن التسويات لم يحن بعد»، إشارة بالغة الدلالات الى ان «قطار» الرئاسة لم يقترب بعد من «محطة الوصول» المرتبطة بمسار الملفات المتفجرة في المنطقة ومصير الاشتباك السعودي - الايراني خصوصاً. واذا كان عنوان الأزمة الرئاسية الحالي يختصره تمسُّك المرشحين الرسميين اي العماد ميشال عون، المدعوم من «حزب الله» و«القوات اللبنانية»، والنائب سليمان فرنجية الذي يؤيده الرئيس سعد الحريري ورئيس البرلمان نبيه بري والنائب وليد جنبلاط، بمضيّهما في «السباق الى قصر بعبدا»، فإن فرنجية كان له موقف لافت خلال مخاطبته مناصريه في أستراليا عبر «سكايب» اذ قال: «البلد أهمّ شيء، المهمّ ان يتجاوز لبنان المحنة ويتغلّب على كلّ الظروف، والانجاز الأهم تحقق وهو انّ الرئيس من فريقنا (8 آذار) ويجب الا نخسره سواء كان العماد عون او سليمان فرنجية».وفيما كان كلام فرنجية يخضع لـ «التدقيق» في بيروت، برزت مواقف قاسم الذي اشار الى انه «لم يحن وقت زمن التسويات حتى الآن، ويبدو أن الأمور تتطلب بعض الوقت، أقله أشهراً إلى الأمام وقد يتجاوز الأمر أكثر من سنة، ريثما تتبلور الأمور الموضوعية لبعض الحلول والتسويات، وبناء عليه لا يوجد شيء حاضر في لبنان في هذه المرحلة». وعن تقييمه لأزمة الرئاسة اللبنانية، أوضح أن «هذه الأزمة هي أزمة محلية أولاً وإقليمية ثانياً، وبالتالي ما زالت الطروحات والمواقف كما هي ولم تتغير، ولا يوجد تعديل إقليمي يستدعي إعادة نظر، ولا يوجد قدرة داخلية عند بعض الأطراف لاتخاذ القرارات، لذلك أزمة الرئاسة طويلة».

 

حزب الله" يبشر بأزمة طويلة وفرنجية يحذر من ضياع الفرصة كما ان شريع الضرورة ينذر بمواجهة بين بري والمسيحيين

يروت – “السياسة”:25 نيسان/16/قبل أسبوعين تقريباً من موعد بدء الانتخابات البلدية والاختيارية المقررة في 8 مايو المقبل، استمرت المشاورات والتحضيرات بوتيرة متسارعة لاعداد اللوائح الانتخابية في بيروت وعدد من المناطق الاخرى، حيث يواصل “تيار المستقبل” مساعيه لاستكمال لائحته برئاسة جمال عيتاني المرشح لرئاسة المجلس البلدي في بيروت، في مواجهة لائحتي “بيروت” و”بيروت مدينتي”. أما في عاصمة الشمال طرابلس، فلم يصدر عن اجتماع نواب المدينة اي اعلان عن اسم المرشح التوافقي لرئاسة مجلس البلدية، في وقت يواصل “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” العمل على تنسيق المواقف لخوض غمار الاستحقاق البلدي وفق لوائح مشتركة خاصة في مناطق جبل لبنان وزحلة وجزين. ي موازاة ذلك، ومع انتهاء الحملة التي حددها رئيس مجلس النواب نبيه بري للقوى السياسية للرد على مقترحاته بشأن “تشريع الضرورة”، تشير المعطيات المتوافرة الى ان الامور على هذا الصعيد سائرة نحو التصعيد بين بري والأحزاب المسيحية المعترضة على عقد جلسة تشريعية ليس على رأى جدول أعمالها قانون الانتخاب، في حين عُلم أن بري سيدعو هيئة مكتب المجلس النيابي الى الانعقاد الاسبوع الجاري لتحديد جدول اعمال الجلسة تمهيداً للدعوة الى انعقادها. وفي السياق، أكد رئيس كتلة “المستقبل” فؤاد السنيورة التزام الكتلة بتعهد رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري بعدم المشاركة في أي جلسة تشريعية لا يكون قانون الانتخابات على جدول اعمالها، لكنه دعا الى ان “نتحمل جميعاً مسؤولياتنا وان نكمل ما تبقى في بنود الجدول في حال عدم اقرار القانون”.

ورأى أن عدم التوافق على قانون جديد “يضعنا امام احتمال مواجهة شرخ جديد مماثل للتشرخ القائم بشأن انتخاب الرئيس”. ومن خلال المعطيات المتوافرة لـ”السياسة” من عدد من نواب “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر”، فإن القرار ثابت في عدم المشاركة في اي جلسة تشريعية قد يدعو اليها بري، إلا إذا أعلن ان قانون الانتخابات النيابية يتصدر جدول اعمالها من اجل اقراره وليس مناقشته، وما عدا ذلك فلا امكانية مطلقا للمشاركة في جلسة تشريعية في ظل غياب رئيس للجمهورية. ودعا هؤلاء النواب الرئيس بري الى اخذ هذا الموقف بعين الاعتبار وعدم السير بمشروع خلافي جديد بين القوى السياسية والنيابية. ن جهة أخرى، شدد رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية على ضرورة أن لا يخسر فريق “8 آذار” فرصة وصول أحد مرشحيه للرئاسة، سواء كان هو أو النائب ميشال عون.وخلال حديث له عبر “السكايب” في عشاء اقامه مكتب “المردة” في استراليا، قال فرنجية ان “الصداقات الجديدة قد توصل الى تفاهم سياسي واللبنانيون آجلاً ام عاجلاً لا بديل لهم عن الحوار، ونحن كمردة لطالما كان قرارنا دائما الانفتاح والحوار وبناء قناعات مشتركة بالرغم من كلّ الاختلافات، ونحن بجلوسنا مع الرئيس سعد الحريري وجدنا قواسم مشتركة”. وأضاف “المهمّ ان يتجاوز لبنان المحنة ويتغلّب على كلّ الظروف والانجاز الاهم تحقق وهو انّ الرئيس من فريقنا (8 آذار) ويجب ان لا نخسره سواء كان العماد ميشال عون او سليمان فرنجية”.من جهته، قال نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم “لم يحن وقت زمن التسويات حتى الآن، ويبدو أن الأمور تتطلب بعض الوقت، أقله أشهرًا إلى الأمام وقد يتجاوز الأمر أكثر من سنة، ريثما تتبلور الأمور الموضوعية لبعض الحلول والتسويات”. عن تقييمه لأزمة الرئاسة اللبنانية، أوضح قاسم في حديث إلى وكالة “ايرنا” الايرانية أن “هذه الأزمة هي أزمة محلية أولاً وإقليمية ثانياً، وبالتالي ما زالت الطروحات والمواقف كما هي ولم تتغير، ولا يوجد تعديل إقليمي يستدعي إعادة نظر، ولا يوجد قدرة داخلية عند بعض الأطراف لاتخاذ القرارات، لذلك أزمة الرئاسة طويلة”. عمّا إذا كان يرى إمكانية لانتخاب رئيس قبل حلول الـ24 من مايو المقبل، قال قاسم “لا نعلم متى تتغير بعض الظروف لمصلحة تغيير بعض المواقف لانتخاب الرئيس، لكن يبدو أننا أمام أزمة مستمر لفترة من الوقت

 

 مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 24/4/2016

الأحد 24 نيسان 2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

تجري أو لا تجري؟.

الانتخابات البلدية في موعدها الرسمي، والماكينات استعادت نشاطها في العاصمة والمناطق، بانتظار ساعة الصفر في آحادات أيار كموعد معلن لفتح صناديق الاقتراع.

وتبقى الساحة السياسية مشرعة على وقع مرحلة اقليمية لم تتبلور حلولها بعد. وكان من اللافت اليوم ابتعاد المسؤولين الروحيين في عظات قداديس الشعانين عن السياسة.

وفي المواقف، أعلن الوزير علي حسن خليل ان الرئيس بري مصر على مبادرته، وينتظر أجوبة من الكتل النيابية للتجاوب مع دعوته لجلسة تشريعية تتيح تسيير الضروري من الملفات للناس، متهما من لا يتجاوب بتعطيل مصالح المواطنين والبلد. وينتظر ان تنشط الاتصالات وفق هذا المسعى الأسبوع المقبل. فيما يعقد مجلس الوزراء جلسة الأربعاء، لاستكمال جدول أعمال عادي مثقل بملفات تنتظر الحلول التوافقية كملف أمن الدولة.

في المنطقة، الملف السوري يحتوي تعقيدات عدة، وفق تعبير الرئيس الأميركي اليوم، مبديا خشيته من تصاعد العنف. فيما الملف اليمني يترنح، على وقع تصعيد ميداني وتفاوض متباطىء الوتيرة مسرحه الكويت.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

مناورة لكسب الوقت، ورهان خائب على يأس الوفد الوطني اليمني في حلبة التفاوض: سمة الاداء السعودي في ادارة حركة وفد الرياض على طاولة الحوار في الكويت.

الأولوية لوقف اطلاق النار بشكل كامل: يصر الوفد الوطني كمقدمة لأي تفاوض سياسي، فيما المبعوث الأممي يحصي الخروق السعودية الجوية والبرية، لما يفترض ان تكون هدنة رعاها وسوق لها.

لا سقف للاصرار السعودي على عرقلة حوار اليمنيين في الكويت، وحوار السوريين في جنيف، على عين الأمم المتحدة والعالم. أما الجهد السعودي لاشعال المنطقة وأزماتها فيقاس بما تكشفه الأيام من تنسيق عال بين الرياض وتل ابيب على المستويات كافة.

في لبنان، "حزب الله" مستمر بعزيمة قوية، وليعلم الجميع ان شعاره هو بناء الدولة وحماية الحدود بكل ما يتطلب ذلك، وفق نائب الأمين العام ل"حزب الله".

وفي المتابعات، الانتخابات البلدية تفرض نفسها على الاهتمامات، مع انقضاء الأيام والمهل نحو جولتها الأولى في الثامن من أيار المقبل. أما جلسة الحكومة المرتقبة الأربعاء المقبل، فسحب منها فتيل قنبلة أمن الدولة إلى أجل غير معلوم، بعدما ترك الوزراء أمر معالجته إلى رئيس الحكومة تمام سلام.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

اصرار الرئيس نبيه بري على المضي في مبدأ التشريع، يخرج البلاد وللمرة الأولى من الاصطفافات السياسية الملونة بالطائفية، إلى اصطفافات طائفية غير قابلة للتلوين أو التخفيف. إذ لا يمكن لرئيس المجلس، وهو سيد العارفين، ان يذهب إلى تشريع الضرورة بمن حضر، من دون ان يتوقع ردات فعل قد توصف بالطائفية، فيما هي حقيقة ردات حسابية تنطلق من ان المكون الأساسي في تركيبة الطائف، أي المكون المسيحي، قد أقصي من المعادلة الميثاقية.

وما يثير القلق أكثر، هو التسويق لرئيس السنتين، فيما يتأبد رئيسا المجلس والحكومة على عرشيهما. الأمر الذي وصفته أوساط قريبة من الرابية بجس نبض من بعد، بينما باب الجنرال مفتوح ومن يطرقه يسمع الجواب.

واذا كان كلام الشيخ نعيم قاسم نسف هذا الطرح، ما يعيد ربط مصير الرئاسة بطبخة البحص الاقليمية التي لم تنضج بعد، وليس لأي سبب وطني.

توازيا، البلاد قلقة من ثلاثة: إفلات عبد المنعم يوسف من العقاب وتطيير الاستحقاق البلدي وعودة أكوام النفايات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

أمس أكد العماد عون و"التيار الوطني الحر"، أنهما لم يسمعا قط بنظرية الرئيس المياوم أو بثلث الولاية أو بالعهد المبتسر. ومع ذلك سارعت اليوم أكثر من صحيفة خليجية، إلى تبني الطرح وتسويقه والتدليل عليه.

على سنة على سنتين، عل أحدا يسمع أو يجيب. ومع ذلك تظل الرابية على موقفها. إذ ليس الموضوع مسألة بازار أو حفلة مساومة حول أفضل سعر أو أدنى وقت. بل هو قضية استعادة وطن وبناء دولة. وكل ما عدا ذلك للاستهلاك والحرق أو الإحراق، ولسنا معنيين به.

لكن اللافت أنه في مقابل التلقف الخليجي لتسريبة السنتين، كان "حزب الله" يؤكد أن زمن التسويات لم يحن بعد على ما يبدو. وأن لا شيء حاضرا في لبنان. وأننا على الأرجح أمام أزمة مستمرة لفترة من الوقت.

هذا التناقض في التوقعات، إن دل على شيء، فعلى مكمن الأزمة وعلى من هو المأزوم ومن العالق في المأزق. المأزق السياسي والمأزق العسكري الميداني، والمأزق المالي والإفلاسي، مآزق متعددة يسعى البعض إلى مراكمتها بمأزق ميثاقي، وذلك عبر محاولة الذهاب إلى مجلس النواب، بلا قانون انتخاب، كان قد وعد به وتعهد مرارا وتكرارا، وبلا الميثاقية التي يجزم دستور لبنان، أن لا شرعية لأي سلطة تناقضها.

في هذا الوقت، يذهب مسيحيو لبنان، كما مسيحيو التقويم الشرقي، نحو القيامة الحتمية، ولو تحت القصف، وهم مؤمنون أن الله مع الحق والعدل. مشهد في السياسة، جسده مسيحيو سوريا فعليا اليوم، مع تراتيل أحد الشعانين، على وقع قذائف الإرهاب، فوق رؤوسهم المرفوعة أبدا صوب السماء.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

يبدأ الأسبوع غدا، ومعه تفتح معركة التشريع التي دخلت بين رئيس المجلس النيابي الذي يريد التشريع ولو احتاج إلى دعم دولي تحت مسمى المعاهدات والقروض، وبين فريق لن يقبل به إلا من باب اعادة تكوين السلطة وقرار قانون الانتخاب.

الرئيس بري يقول داعموه انه لن يصل إلى كسر الجرة مع المسيحيين الذين تكتلوا وراء إقرار قانون الانتخاب، لذلك هو يتريث بدعوة هيئة مكتب المجلس، مراهنا على الاتصالات المكثفة التي تجري بين كل الأطراف لاخراج صيغة تحمي مطلب تشريع الضرورة.

وسط شد الحبال هذا، ملف الانترنت على المحك غدا، ومعه قدرة القضاء على اتخاذ قرارات حاسمة وعادلة، تتخطى حدود الموظف مهما كبر حجمه، لتطال من حمى المخالفات سنوات عدة. ففي معلومات خاصة ب lbc، يتوجه المدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم، بطلب من المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود، إلى تقديم طلب أذونات من وزير الاتصالات بطرس حرب بملاحقة موظفي وزراة الاتصالات، علما ان الوزير حرب غادر لبنان بعد ظهر اليوم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

هل سيدعو رئيس مجلس النواب نبيه بري هيئة مكتب المجلس، إلى اجتماع هذا الأسبوع لتحديد جدول أعمال الجلسة التشريعية، تمهيدا لانعقادها على الرغم من اعتراض عدد من الأحزاب المسيحية؟، وما هي الصيغة التي سيتم التوافق عليها لاجتياز عقبة قانون الانتخاب، الذي يحول دون انعقاد جلسة التشريع؟.

ووسط هذه التعقيدات، التحضيرات للانتخابات البلدية تتوالى في بيروت والمناطق. وفيما تحدثت المعلومات عن ان لائحة بيروت برئاسة جمال عيتاني، سيعلن عنها في اليومين المقبلين، فإن المعارك الانتخابية القاسية تتعدد في اكثر من منطقة جبلا وبقاعا وشمالا.

إقليميا، انتهت المناقشات بين وفدي الحكومة اليمنية والانقلابيين في محادثات الكويت، ولم يتحقق أي تقدم بسبب مراوغة وفد الانقلابيين الحوثيين.

أما في سوريا، فقد طلبت المعارضة السورية من المجتمع الدولي، الضغط على نظام الأسد لوقف غاراته على المدنيين في مدينة حلب، وإلا فانها ستعتبر الهدنة لاغية إذا استمرت الغارات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

على توقيت فارغ لبنانيا، ورمال متحركة عربيا، ثمة خطاب رئاسي مستجد يقرأ بين السطور، من رمي طرح رئيس السنتين للاختمار في السوق السياسية، إلى قبول سعد الحريري بأي رئيس يملأ الفراغ حتى ولو كان ميشال عون. وصولا اليوم إلى مواقف سليمان فرنجية الدالة على خفض الآمال الرئاسية، والتطلع إلى بعبدا كجولة يكسبها فريق الثامن من آذار وعدم ضياع الفرصة. إذ قال فرنجية: إن البلد أهم من كل شيء، واليوم فإن الرئيس من فريقنا ويجب ألا نخسره، سواء أكان العماد عون أو سليمان فرنجية.

لا يعرف أي مخرج يجري تسويقه، بناء على هذه الليونة المشتركة بين الحريري وفرنجية. لكن مجرد تبني خيارات غير متشددة، ستبني على الرئيس مقتضاه.

على أن الانشغالات في الأسبوع الطالع، لا تشبه الرئاسة في شيء، وبالكاد تقنع النواب بجلسة تشريع الضرورة غير المستوفاة شروطها بعد، وتدور إتصالاتها بين الكتل. ليبقى ملف الاتصالات قضية كبرى تسلم من أسبوع إلى أسبوع. وفيما تردد أن النيابة العامة التمييزية، سوف تستدعي غدا المدير العام ل"أوجيرو" عبد المنعم يوسف، قال مصدر قضائي ل"الجديد" إن يوسف لم يسبق أن جرى التحقيق معه لدى التمييزية، وإن استدعاءه يتطلب إذن ملاحقة من الوزير المختص.

وفيما تستبعد المصادر استدعاء يوسف من دون إذن، تؤكد في الوقت نفسه أن التحقيقات في الملف مستمرة تمييزيا وعسكريا، لاسيما في ملف الزعرور وما يحيطه من ضغوط سياسية وإعلامية، بلغت بآل المر طلب اللجوء والاحتماء بدولة "حزب الله" على ريف الضاحية، لكن أن تلتصق بالعفيف، لن تصبح شريفا.

 

ألف عنصر من "حزب الله" لإتمام"الهلال الشيعي"

الشرق الأوسط/2016 -نيسان – 24/كشف القائد في ميليشيا "البيشمركة" الكردية بكردستان العراق حسين يازدان بنا ٬ عن أن قوة مكونة من ألف مسلح من ما يسمى "حزب الله"اللبناني التابع لإيران انضموا خلال الأيام القليلة الماضية إلى ميليشيات "الحشد الشعبي" الشيعية في منطقة تازة بجنوب محافظة كركوك. وأضاف أن مسلحي ما يسمى"حزب الله" الذين وصلوا إلى المنطقة المذكورة، مدججون بالأسلحة الثقيلة والصواريخ التي تشكل تهديدا لمدينة كركوك ولإقليم كردستان العراق بشكل عام. وتابع أن وجودهم في تلك المنطقة يأتي ضمن الخطة الإيرانية للسيطرة على كركوك والموصل٬ ومن ثم الوصول إلى الحدود السورية بًرا لاستكمال "الهلال الشيعي" الذي تخطط له طهران منذ زمن. يازدان بنا٬ وهو قائد الجناح العسكري لحزب "الحرية" الكردستاني٬ الذي تتمركز قواته جنوب كركوك، قال: "حسب المعلومات الواردة إلينا٬ انضمت قوة مؤلفة من نحو ألف مسلح من "حزب الله" التابع لإيران خلال الأيام القليلة الماضية لـ"الحشد الشعبي"الشيعية الموجودة بالقرب من قرية البشير الخاضعة لتنظيم "داعش".وكذلك تمركز قسم آخر من مسلحي حزب الله قرب ناحية تازة "جنوب محافظة كركوك"٬ وهذه القوة مدججة بالأسلحة الثقيلة وبالصواريخ والراجمات”. وأضاف: “قوات “حزب الله" التي تتمركز جنوب كركوك يشرف على قيادتها أحد الضباط البارزين في "فيلق القدس" الإيراني التابع للحرس الثوري٬ واسمه آغاي إقبالي٬ إلى جانب وجود لجنة مكونة من ثلاثة ضباط آخرين من "فيلق القدس" مع قوات "حزب الله". وهذه اللجنة تدير شؤون هذه القوة٬ ومع وصول هذه القوة إلى المنطقة وصل كثير من ميليشيات “الحشد الشعبي” إلى أكثر من سبعة آلاف مسلح". واستطرد القائد الكردي مبينا أن "مسلحي "حزب الله" موجودون الآن في المنطقة تحت غطاء "الحشد الشعبي" وبملابسهم٬ وذلك للحفاظ على سرية وجودهم من أجل فتح الطريق أمام دخول عدد أكبر منهم إلى هذه المنطقة الاستراتيجية". وتابع يازدان بنا: "قوات "حزب الله" التي دخلت إلى محافظة كركوك تشكل خطورة كبرى وجدية على هذه المحافظة٬ كما أنها تشكل خطورة كبرى على إقليم كردستان٬ خصوصا أن وجودها في كركوك يأتي ضمن الخطة الإيرانية للسيطرة العسكرية على كركوك والموصل وفتح طريق بري لإيران لنقل السلاح والجنود إلى سوريا ولبنان٬ وبالتالي إتمام مشروع "الهلال الشيعي"الذي يخطط له نظام ولي الفقيه في إيران٬ برًيا منذ سنين٬ وليس الغاية أبدا تحرير قرية البشير كما تعلن عنه بغداد حالًيا.. نشر ميليشيات "حزب الله" في هذه المنطقة يحدث اليوم تحت صمت المجتمع الدولي والحكومة العراقية".

ومن جانب آخر٬ كشف يازدان بنا عن أن الإيرانيين "كانوا قد طلبوا من حكومة إقليم كردستان العراق في أربيل٬ مع بداية الأحداث في سوريا٬ عدة مرات أن تفتح لهم الطريق٬ وتسمح لهم بالتنقل عبر أراضي الإقليم إلى سوريا لنقل الأسلحة والجنود إليها٬ إلا أن حكومة الإقليم رفضت طلبهم هذا٬ الأمر الذي تسبب في تسليط طهران ضغوًطا كبيرة على الإقليم وحكومته. وفي الوقت ذاته واصل النظام الإيراني تنفيذ خطته هذه. وهو الآن يعمل على تنفيذها عن طريق حدود محافظة كركوك والسيطرة على الطريق الرابط بينها وبين الموصل والحدود السورية".

في غضون ذلك٬ كشف مصدر مطلع٬- فضل التكتم على اسمه- عن "خطة للحرس الثوري الإيراني لإشراك إرهابيي "حزب الله" وحركة "حماس" والانقلابيين الحوثيين في معركة الموصل وتهديد إقليم كردستان". وأردف: "إيران تهدف من وراء جلب إرهابيي "حزب الله" لكركوك إلى تهديد إقليم كردستان. وفي هذا السياق هناك خطة مدروسة من قبل طهران تتمثل في تحشيد قوات من إرهابيي "حزب الله" و"حماس" والحوثيين في كركوك٬ ومن ثم الاقتراب شيئا فشيًئا من إقليم كردستان لتهديد الاستقرار فيه٬ لأن الإقليم ­ حسب كلامه ­ وقف ضد الخطط الإيرانية وضد المد الإيراني في المنطقة٬ ووجود إقليم كردستان بوصفه قوة في هذه المنطقة يهدد المطامع الإيرانية٬ لذا تسعى طهران بشتى الوسائل من أجل النيل من الإقلي". واختتم كلامه بالقول: "هناك تنسيق مباشر بين الحرس الثوري الإيراني وتنظيم داعش الإرهابي و"داعش" ينفذ الخطة الإيرانية في المنطقة بحذافيرها".

 

أميركا تعاقب حزب الله وتكافىء الشركات الايرانية

اعداد جنوبية- وكالات 24 أبريل، 2016/أعلن رئيس لجنة الإشراف على تطبيق الاتفاق النووي معاون وزير الخارجية الايراني عباس عراقتشي، توقيع عقد بيع 32 طناً من الماء الثقيل مع شركة أميركية، وكانت وزارة الطاقة الأميركية أعلنت أنه سيتم تسليم الشحنة في غضون أسابيع. من جانبه، أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن بلاده لن تقف في طريق الأعمال، حيال الشركات الإيرانية غير الخاضعة للعقوبات، وأنّ الإدارة الأميركية مستعدة لتوضيح التعاملات المسموح بها مع إيران منذ عقد الاتفاق النووي حتى الآن. مضيفًا أنّ “هذه الصفقة” التي لم يحدد قيمتها “ستوفر للصناعة الأميركية منتجًا مهمًا، في حين ستمكن إيران في الوقت نفسه من بيع بعض الماء الثقيل الفائض لديها”. وحسب صحيفة “وول ستريت جورنال” التي كانت أول من نشر الخبر، فإن قيمة الصفقة تصل الى 8,6 مليون دولار. وبررت الولايات المتحدة صفقة شراء هذه الكمية من الماء الثقيل بأنّها تدخل في إطار الاتفاق النووي التاريخي الموقع في 14 تموز 2015 بين القوى العظمى وإيران، والذي ينص على مراقبة البرنامج النووي الإيراني. بدوره علق رئيس مجلس النواب الأمريكي، بول ريان، على الصفقة بأنّها صفقة تمثل تنازلا آخر غير مسبوق لأهم رعاة الإرهاب في العالم، وتبدو في إطار محاولات إدارة الرئيس الديمقراطي لتسويق الاتفاق النووي الموقع مع إيران، وأنها ستؤدي لدعم البرنامج النووي الإيراني بصورة مباشرة. وأوضح مسؤولون أمريكيون، أن إيران كانت تعاني لإيجاد مشترين لهذه المادة في السوق الدولية، وأن مخزونها يواجه خطر الأرتفاع عن المستوى المطلوب. وتأمل الولايات المتحدة، أن تمنح عملية شرائها للماء الثقيلة، الدول الأخرى الثقة لتقوم بدورها بشراء هذه المادة من إيران في السنوات المقبلة.

 

بلديات الجنوب منذ 2004: أكبر سرقة للأرض تحت ظلال «المقاومة» والثنائية

علي الأمين/جنوبية/24 أبريل، 2016

الانتخابات البلدية المقبلة لن تكون جنوبًا على مقياس التفاهم بين أمل وحزب الله، فالحسابات تبدلت والشعارات ما عادت تكفي لإقناع الناخبين بأنّ التحالف هو في مواجهة اسرائيل، فيما شهدت البلدات والقرى في العموم تحت ظلال هذا الاتفاق فشلاً ذريعًا للتجربة البلدية واكبر عملية نهب للاملاك العامة والمشاعات منذ نشأة لبنان. في جولة على عدد من مدن وبلدات الجنوب يمكن ملاحظة أنّ الإنتخابات البلدية تشكل اهتمامًا متفاوتًا بين القوى السياسية. من الواضح أنّ حركة أمل تبدي حماسة لتحسين شروطها على الأرض وفي اللوائح التي نصّ عليها اتفاق بينها وبين حزب الله، على إبقاء المحاصصة بين الطرفين على ما هي داخل اللوائح المزمعة. فيما حزب الله يبدو من هذه الناحية أكثر حرصًا على الإلتزام بحذافير الإتفاق وعدم الخروج عليه. في موازاة هذا التحالف يبرز غياب الخصم أو العدو الذي يجب التصويب عليه، والذي كان استحضاره في الإنتخابات البلدية إحدى الوسائل المهمة لتوفير الفوز، سواء من خلال إضفاء عنوان المقاومة على مرشحين أو لائحة محددة، أو وضع الآخرين ممن هم في اللائحة المقابلة أو المستقلين في مصاف المتصدين للمقاومة. يبدو هذه المرة أنّ نغمة المقاومة لم تعد تشكل عنصرًا حاسمًا في التنافس داخل البلديات، خصوصًا في ظلّ تحالفي أمل وحزب الله، وتمايزهما عن بعضهما في البلديات. ومع إقرار عام بأنّ التجربة الإنمائية التي قدمتها البلديات الحالية لم تكن ناجحة، بل كشفت في كثير من البلديات عن تحوّلها إلى سلطة نفوذ، ومصدر فساد، ووسيلة من وسائل مصادرة الأراضي لبعض الأفراد المتنفذين الذين يحظون بدعم حزبي. ففي العديد من البلديات كشفت وقائع السنوات الست الماضية أنّ عددًا من مرشحي ما يسمى المقاومة ورافعي أعلامها وصور قياداتهم الحزبية، نجحوا إلى حدّ بعيد في الإستحواذ على أملاك عامة وحوّلوها إلى أملاك خاصة. المشكلة اليوم أنّ فرض خوض المعركة البلدية على أساس هدف المقاومة، أو التصدي لداعش أو التصدي لقوى 14 آذار، لم تعد كافية. أو أنّها شعارات فقدت قدرتها على فرض اللوائح البلدية على الناخبين. الملاحظة التي يمكن أن يلامسها المتابع لبعض ما يجري من سجالات داخل المدن والبلدات الجنوبية ذات الغالبية الشيعية، هي أنّ ثنائية أمل وحزب الله، باتفاقهما المعلن، شكل عنصر تحدي للإعتبارات الإجتماعية المحلية. لا سيما العائلات التي لا تزال تشكل عنصرًا مؤثرًا، ويزداد تأثيره مع عجز النموذج الحزبي عن تقديم خيار جاذب ومنتج على مستوى التجربة البلدية. ويتفوق في النزاهة وفي التنمية والإدارة الشفافة على النماذج البلدية القائمة على تحالفات عائلية. أي أنّ التجربة الحزبية لم تقدم ما يمكن أن يُشار إليه على أنّه تحديث وتطوير، بقدر ما كانت الحزبية عنصر قوة لحماية الفساد والضغط على المجتمعات المحلية لمصادرتها أو تهميشها. وإلى الحساسية التي تبرز اليوم بين السطوة الحزبية السلطوية من جهة والإعتبارات المحلية والعائلية من جهة ثانية، تبدو غير يسيرة القدرة على فرض لوائح توافقية في كثير من البلدات. لا بل تبرز في كثير من الدوائر الانتخابية البلدية جنوباً حالة من عدم الإرتياح لهذا الاسلوب في مصادرة إرادة الناخبين. لا سيما أنّ هذا الإتفاق المنزل من فوق ليس هناك ما يبرره سوى ترهيب المجتمع المحلي. فالتنافس ليس قائمًا في معظم المدن والبلدات إن لم يكن كلها على خيارات سياسية. كما لا يقدم التحالف بين أمل وحزب الله أيّ ميزة إضافية على المستوى التنموي. علمًا أنّ التجارب الماثلة تميل إلى إظهار آثار سلبية لهذا التحالف على عمل المجالس البلدية، كما هو حال المجالس الصافية حزبياً. مجرى الإنتخابات البلدية جنوبًا هذه المرة مفتوح على مشهد مختلف عمّا سبق في الدورات الثلاث الماضية. ثمّة عنوان يفرض نفسه ويتقدم على ما عداه هذه المرة. فالتنافس اليوم يقوم بين المساحة المتبقية للخيارات المحلية بحساباتها البلدية، وبين القوى الحزبية التي تريد التهام هذا الهامش المتبقي من الخصوصية المحلية. والذي أمكن في فترات سابقة مصادرته برفع شعارات سياسية واستراتيجية أتاحت كتم صوت الخصوصية المحلية. أمّا اليوم فإنّ هذه الخصوصية المحلية العائلية أو المناطقية تحاول إثبات حضورها، ليس في مواجهة مباشرة مع السطوة الحزبية، بل في محاولة التناغم مع من يحفظ هذه الخصوصية حينًا، أو من خلال فرض شروط على التحالف المنزل من فوق. وفي هذا السياق يحاول كل من أمل وحزب الله، بمواجهة تنامي ظاهرة التململ من الإتفاق، بناء تحالفات من تحت الطاولة في أكثر من بلدة، حيث بدأ يبرز مرشحون مستقلون في أكثر من بلدة يتلقون عروضًا بالتعاون. هذه العروض قد لا تكون جدية وقد تكون مرفوضة، لكن الثابت، كما ينقل متابعون لها في الجنوب، أنّها ستشهد هذه المرة خروقات متبادلة، وانقلابا على التفاهم الفج وغير المقنع بين حركة أمل وحزب الله. تفاهم حكم المجالس البلدية منذ العام 2004 حتى العام 2016، وسمح بأكبر عملية نصب للمشاعات والأملاك العامة لم يشهدها الجنوب لا في زمن الوجود الفلسطيني ولا الاحتلال الاسرائيلي ولا حتى في زمن ما يسمى الاقطاع السياسي قبل الحرب في العام 1975.

 

طرح "جادّ" بانتخاب عون رئيساً... لعامين

24 نيسان/16/أفادت مصادر مطلعة أن ثمة طرحا بانتخاب رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية لمدة عامين، مشيرة إلى أن هذا الطرح جاد ويحظى بتبني مرجعيتين سياسيتين وأحدهما تكفل تسويقه لدى "حزب الله"، وفقاً لصحيفة "عكاظ".

 

خوري والحريري في ضيافة شاغوري

خاص موقع Mtv/24 نيسان/16/علم موقع mtv أن مستشار الرئيس سعد الحريري الوزير السابق غطاس خوري ومدير مكتبه نادر الحريري يقومان بزيارة الى نيجيريا حيث يقيمان في ضيافة رجل الاعمال اللبناني جيلبير شاغوري، في فندق يملكه في العاصمة النيجيريّة.

 

بلديّة تجمع "الكتائب" و"القومي"

خاص موقع Mtv/24 نيسان/16/لوحظ أنّ بلدات متنيّة عدّة قد تشهد تحالفاً انتخابيّاً بين الكتائب اللبنانيّة والحزب السوري القومي الاجتماعي، على مستوى محلّي غير حزبي، ومن أبرزها بيت شباب حيث يلقى رئيس البلديّة الحالي دعم الحزبين والنائب ميشال المر، في وقتٍ تتعثّر حتى الآن محاولات التيّار الوطني الحر تأليف لائحة في مواجهته.

 

فتوش في الرابية وعون مع "القوات"

خاص موقع Mtv/24 نيسان/16/تسارعت في الساعات القليلة الماضية وتيرة الاتصالات على خطّ التيّار الوطني الحر والقوات اللبنانيّة تحضيراً للمعركة الانتخابيّة في زحلة. وعلم موقع mtv أنّ لقاءً بارزاً عُقد بين النائب السابق سليم عون ومسؤولين في القوات اللبنانيّة بهدف تذليل بعض العقبات من أمام تشكيل اللائحة التي سيترأسها رئيس بلديّة زحلة السابق أسعد زغيب. كما كان النائب سليم عون، المكلّف من قبل "التيّار" بإدارة المعركة الانتخابيّة، أجرى سلسلة اتصالات في اليومين الماضيين مع فاعليّات في المدينة، في وقتٍ سُجّل اتصال يوم الخميس الماضي من مسؤول في "التيّار"بشقيق النائب نقولا فتوش، بيار فتوش، الذي عاد وزار الرابية والتقى العماد ميشال عون، في إطار التواصل الهادف الى إحجام آل فتوش عن تشكيل لائحة برئاسة موسى فتوش والانضمام الى اللائحة التي يرأسها زغيب. علماً أنّ دون ذلك بعض العراقيل، من ابرزها غياب التوافق بين القوات اللبنانيّة وفتوش. وتشير مصادر زحليّة الى أنّه إذا انحصرت المنافسة البلديّة على لائحتين، فإنّ حظوظ لائحة زغيب، في مواجهة اللائحة المدعومة من الكتلة الشعبيّة، ستكون أكبر. أما الوصول الى الاستحقاق الانتخابي بثلاث لوائح فسيخلط الأوراق وقد يوصل مجلساً بلديّاً فسيفسائيّاً يحمل في صلبه بذور التفجير

 

هجوم معاكس من الحريري

الأنباء/2016.Apr.24/كل الدلائل والمؤشرات توحي الى اليوم، بأن التوافق في الانتخابات البلدية والتحالفات في طرابلس لم تحسم بعد، خصوصا بعدما رسم نجيب ميقاتي سقفا لهذه الانتخابات بتسمية 3 مرشحين للرئاسة هم: عبدالرحمن الثمين، عزام عويضة وعمر الحلاب، وإبلاغ الجميع بأنه اما ان يصار الى تبني احدهم كمرشح توافقي او ان يخوض معركة مع حلفائه بأحدهم. مقابل ذلك باشر الرئيس سعد الحريري هجوما معاكسا من خلال المشاورات المفتوحة التي يجريها مع قيادات سنية في المدينة في محاولة لتطويق خيارات ميقاتي البلدية، الذي لم يشارك في اجتماع لنواب طرابلس عقد في دارة النائب احمد كرامي وضم النواب: محمد الصفدي، سمير الجسر ومحمد كبارة. وتحدثت المعلومات عن ان الحريري يسعى الى تسويق ترشيح احد المقربين منه لرئاسة بلدية طرابلس في وجه الاسماء التي طرحها ميقاتي، واستمالة الصفدي الى مسعاه، وذلك اقتناعا منه بأنه غير قادر بمفرده على خوض معركة انتخابية في طرابلس لاعتبارات مالية وخدماتية.وأشارت المعلومات الى ان اللقاءات التي تتم بين الحريري والصفدي تصب في هذا الاتجاه، وتوسعت باتجاه الجماعة الاسلامية مع رهان على استمالة الوزير السابق فيصل كرامي.

 

الخلافات تمزق تحالف حزب الله -عون

2016.Apr.24/صوت الجبل/اشار مراقبون إلى أن خلافات بدأت تهدد التحالف بين حزب الله والعماد ميشال عون، في ظل ترشيح النائب سليمان فرنجية للانتخابات الرئاسية، معللين ذلك بأن الحزب الطائفي لم يتخذ موقفا رافضا لترشح فرنجية، ولا خطوات جادة لإيصال عون إلى القصر الجمهوري.

لفت عضو "كتلة المستقبل" النائب عاطف مجدلاني ، إلى ظهور تباين ما بين "حزب الله" ورئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون ، متوقعا أن يوصل ذلك الفريقين إلى "أزمة حقيقية". وأشار مجدلاني إلى أنه رغم أن "حزب الله" قال في أكثر من مناسبة إنه بذل ما في وسعه لتحقيق إنتخاب عون ، فإن الأخير يرى تفريطا في دعمه، متهما حلفاءه بأنهم تخلوا عن مساندته، ولم يتخذوا خطوات عملية تسهم في إنتخابه رئيسا للجمهورية اللبنانية، وهو ما يعززه، حسب مجدلاني، رفض الحزب النزول إلى مجلس النواب لإنتخاب عون وإنهاء الشغور الرئاسي. وأضاف أن "حزب الله" كان قادرا على حل الأزمة الراهنة منذ فترة طويلة، مستدركا أن أتباع نصرالله يشعرون بالحرج أمام حليفهم الثاني النائب سليمان فرنجية الذي تم ترشيحه أيضا إلى الرئاسة. وأوضح مجدلاني أن "حزب الله"، رغم ترشح حليفيه، فإنه يعطل الحياة السياسية من أجل انتظار ما ستؤول إليه الأمور في سوريا ليبني على أساسها سياسته ومواقفه الجديدة في الداخل اللبناني، إضافة إلى ارتباط مواقف الحزب بالقرارات الإيرانية. وأكد اتفاق كل الفرقاء السياسيين، باستثناء "حزب الله"، على عدم التصعيد في الملفات السياسية والاقتصادية والإجتماعية بسبب ما وصفه بـالوضع اللبناني الدقيق حفاظا على استقرار البلد، لافتا في الوقت نفسه إلى أن الحزب يمعن في تعطيل الإنتخابات الرئاسية التي من شأنها أن تضع حدا لأبرز المشكلات الأساسية في البلاد. وإستبعد مجدلاني أي حل لأزمة الشلل السياسي التي استغرقت نحو عامين، في ظل تعنت "حزب الله"، مشيرا إلى أن الوضع يزداد سوءا يوما بعد يوم، وتساءل:"ألا يكفي "حزب الله" تعطيله مؤسسات الدولة التنموية والإجتماعية والإقتصادية؟".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

نعيم قاسم: الدولة سنبنيها والحدود سنحميها وملفات الفساد سنتابعها

الأحد 24 نيسان 2016 /وطنية - أكد نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم أن "الاستقرار في لبنان هو مصلحة للجميع ومصلحة للحزب، لأن الانجرار إلى الإقتتال الداخلي لا يفيد أحدا، والحزب عامل رئيسي فيه، فالحزب حمى لبنان جنوبا وشرقا مما ساعد على الاستقرار في الداخل اللبناني وعمل على تنشيط الدولة وكشف بؤر الفساد". وخلال إطلاق الماكينة الإنتخابية البلدية للحزب في البقاع في حسينية الإمام الخميني في بعلبك، شدد على "متابعة الحزب لملفات الفساد سواء في شبكة الأنترنت أو شبكة الإتجار بالبشر وغيرها من الملفات، لعله يمكن أن يحقق شيئا في مواجهة الفساد. وقال: "ليكن معلوما للجميع، شعار الحزب ومواقفه في الداخل اللبناني بأننا سنبني الدولة وكل ما يحتاجه هذا البناء، وأما الحدود فسنحميها بكل متطلبات الحماية. ولن نكون أتباعا لأي سياسات وأي دولة مهما بلغت التضحيات". وأكد "قول أحد قادة العدو خلال مؤتمر لجميع قيادات المخابرات في الكيان الصهيوني، بأن الحزب أصبح درع لبنان"، وقال: "بالفعل إذا نظرنا إلى ما أنجزه الحزب منذ عام 1980 لوجدنا أن الحزب هو الدرع الحامية ضد إسرائيل والإرهاب التكفيري ولولاه لما وصلنا اليوم إلى هذه النتيجة العظيمة من الكرامة والعزة والمعنويات والتحرير والانتصارات المتتالية". واعتبر "توصيف حزب الله بالإرهاب بأنه توصيف إسرائيلي، ومن يتبنى هذا التوصيف يعلن صهيونية مشروعه، والسعودية اليوم تستكمل حلقات المشروع الإسرائيلي باللقاءات العلنية والسرية التي حصلت بين مسؤولين سعوديين وإسرائيليين في السنوات الماضية التي برز منها الكثير عبر وسائل الإعلام، وتدريب عشرات الضباط السعوديين على يد ضباط صهاينة وقد نشرت أسماؤهم وأرقام ملفاتهم وتوصيفاتهم في الجيش السعودي في وسائل الإعلام، وإعلان السعودية على لسان وزير خارجيتها عادل الجبير التزامها الاتفاقات الدولية المتعلقة ومنها كامب ديفيد ولو بطريقة المواربة من خلال الجسر مع مصر، وتوقفت السعودية منذ سنوات عن تقديم أي نوع من أنواع الدعم للمقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وترفض السعودية إقامة أي تعاون مع إيران من أجل مصالح المنطقة واستقرارها، لأنها تريد أن تبقي الأزمة قائمة وتخشى من إيران المستقلة والمستعدة للتعاون الذي يمكن أن يساهم في ضبط واستقرار المنطقة، وحرب السعودية على اليمن تدمير للبشر والحجر وليست حربا أخلاقية ولا سياسية وليس فيها أي مشروعية بل هي حرب إبادة الشعب اليمني، والحرب في سوريا لا تزال منذ 5 سنوات بسبب تعنت السعودية لأنها لم تنجح في تحقيق أي هدف، ولذا فهي تنتقم دون أن تخسر فتدمر البنى وتقتل الناس في سوريا، ولا هم لديها فالأموال كافية لتدمير الآخرين، وحملة السعودية ضد "حزب الله" حزب المقاومة، من يقف ضد الحزب أعلن أم لم يعلن هو في صف إسرائيل". وختم قاسم: "نحن في الماكينة الإنتخابية في مدينة بعلبك، نعلن أننا نساعد الناس ليتوافقوا من أجل مجلس بلدي منجز، شعاره خدمة الناس من دون تفريق، ولا نرى أن البلدية منصب أو مركز أو مكتب سياسي، إنما هي عبارة عن خدمة حقيقية للناس فهي تجمع الراغبين بهذه الخدمة ويعمل "حزب الله" معهم ويدعمهم ويساعدهم، ويعطي من نفسه وإمكاناته لمصلحة البلدية، فلا يستخدمها بوابة لأمور، وهذا ما لم نعمل به يوما من الأيام".

 

يزبك: نتنياهو والإرهاب التكفيري وتهديدات الخليج لن يطفئوا نور المقاومة

الأحد 24 نيسان 2016 /وطنية - أكد رئيس الهيئة الشرعية في "حزب الله" الشيخ محمد يزبك أنه "لن يكون باستطاعة نتنياهو ولا الإرهاب التكفيري ولا تهديدات الخليج من خلال آل سعود أن يطفئوا من نور المقاومة". وسأل خلال رعايته المصالحة بين عشيرتي زعيتر ومشيك، في بلدة جبعا البقاعية، بحضور وزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر ووجهاء عشائر منطقة بعلبك - الهرمل: "ما وراء كلام نتنياهو والقادة الصهاينة عن قدرات "حزب الله"، وترافقها مع الحروب التي يفجرها آل سعود في المنطقة؟"، عازيا ذلك إلى "أن العدو الصهيوني ومن يتلاقون معه في المنطقة باتوا يدركون بأن خطرا يحيط بهم". ودعا إلى "الوحدة بين أهلنا حتى نبقى أقوياء"، شاكرا "الذين أسهموا في إصلاح ذات البين"، ومباركا المصالحة. من جهته، أكد زعيتر "أن التحالف بين حركة "أمل" و"حزب الله" في الإنتخابات البلدية هو على أساس الخدمة ومساعدة العائلات في الوصول إلى أفضل تمثيل انتخابي، وليس لاقتسام المغانم، فهما ليسا منافسين للعائلات بل من المكملات"، مضيفا: "إننا في "أمل" و"حزب الله" نؤكد تثبيت الرؤية السياسية لأهداف العملية الإنتخابية، بالإضافة للعلاقات الراسخة والإستراتيجية والثوابت السياسية، التي لا يزعزعها أي فعل وأي عمل إلى أبد الآبدين". ودعا إلى "الوحدة والوقوف صفا واحدا، لكونها قوتنا الأمضى في مواجهة العدو الصهيوني وفي مواجهة التكفير لنهزمهم، ولينتصر لبنان المحبة والتسامح. فنحن عائلة واحدة وعشيرة واحدة والمصالحة ضرورية بين أبناء الدين الواحد والمنطقة الواحدة".

 

فياض: المقاومة لن تتساهل في مواجهة أي عدوان

الأحد 24 نيسان 2016 /وطنية - رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور علي فياض، أن "التصريحات العدائية الإسرائيلية، وعلى الرغم من احترام لبنان للقرار1701، تظهر مدى العدوانية الإسرائيلية وتفكيرها المستمر بالحروب والدمار"، مشيرا إلى "أن الكلام الإسرائيلي عن حروب مقبلة وتدمير لبنان، إنما يسقط بالدرجة الأولى منطق البعض في الداخل اللبناني الذي يستند دائما إلى تهميش التهديد الإسرائيلي وعدم أخذه في الاعتبار، والتعاطي مع الوجود الإسرائيلي على حدودنا وكأنه وجود آمن، علما أن إسرائيل لا تزال تحتل قسما من أرضنا اللبنانية في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وبلدة الغجر، وتستبيح سيادتنا في الجو يوميا، وتطلق التهديدات العدائية بين الوقت والآخر". وخلال احتفال تأبيني أقيم في حسينية بلدة الخيام للفقيدة داليدا سويد والدة الشهيد غازي الضاوي، في حضور علمائي وسياسي وحشد من أبناء البلدة والقرى المجاورة، أكد فياض أن "المقاومة في حال تموضع دفاعي، وهي لن تتساهل في مواجهة أي عدوان، وستمارس حقها المشروع في رد أي اعتداء من الإسرائيلي الذي لديه تقديرات حول قوة المقاومة، ويدرك تماما أن ثمن عدوانه سيكون باهظا وغير مسبوق، وفيما لو قدر له الاعتداء على لبنان، ستكون لحظة مجنونة وسيرتكب حماقة تاريخية". ولفت إلى أن "الإسرائيلي لم يكسب أي معركة خاضها ضد المقاومة منذ العام 1982، بل على العكس، فإنه كان ينكسر وينهزم ويعجز عن تحقيق الأهداف التي وضعها من وراء عدوانه، في الوقت الذي كانت فيه المقاومة أقل خبرة وقدرة، بينما اليوم باتت تجربة وقدرات المقاومة استثنائية ومتقدمة جدا في المعايير العالمية".

 

زعيتر: تحالفنا مع حزب الله في الإنتخابات البلدية هو على أساس الخدمة وليس لاقتسام المغانم

الأحد 24 نيسان 2016 /وطنية - أكد وزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر "أن التحالف بين حركة أمل وحزب الله في الإنتخابات البلدية هو على أساس الخدمة ومساعدة العائلات في الوصول إلى أفضل تمثيل انتخابي وليس لاقتسام المغانم، فهما ليسا منافسين للعائلات بل هما من المكملات". وشدد على "اننا في حركة أمل وحزب الله نؤكد تثبيت الرؤية السياسية لأهداف العملية الإنتخابية، بالإضافة إلى العلاقات الراسخة والإستراتيجية والثوابت السياسية التي لا يزعزعها أي فعل وأي عمل إلى أبد الآبدين". ودعا زعيتر خلال مصالحة عائلية في البقاع إلى "الوحدة والوقوف صفا واحدا لأنها قوتنا الأمضى في مواجهة العدو الصهيوني وفي مواجهة التكفير كي نهزمه، ولينتصر لبنان المحبة والتسامح".

 

طلال المرعبي: لتجنيب البلدات العكارية الانقسامات والالتفاف حول بلدية منسجمة ومنتجة

الأحد 24 نيسان 2016 /وطنية - دعا رئيس "تيار القرار اللبناني" الوزير والنائب السابق طلال المرعبي المرعبي خلال استقباله وفودا في دارته في بلدة عيون الغزلان - عكار، الى "المشاركة بجلسة تشريع الضرورة في مجلس النواب وبخاصة في هذه المرحلة، لان هناك اتفاقيات مالية واقتصادية بين لبنان والخارج تتطلب الالتزام بها ويجب ان تعطى الاولوية في الجلسة". وحول قانون الانتخابات، قال: "يتطلب جلسة خاصة وبخاصة ان اللجنة لم تنجزه ومازال في محور المناقشات والاراء"، لافتا الى انه "آن الاوان للقيادات السياسية ان تكون لبنانية وان تعود الى الداخل والكف عن الرهان على الخارج"، مضيفا "على الجميع العمل على انتخاب رئيس للجمهورية بأقصى سرعة وعدم المماطلة باطالة الوقت وهدره والبلد بحاجة الى عودة رأس هرم الوطن". وطالب ب"فتح كل ملفات الفساد في الدولة في كل الادارات ومحاسبة كل الفاسدين وسحب الغطاء السياسي عنهم، وعدم التمييز بين فاسد وآخر وبين مدعوم ومحضون من مرجعيات وآخر حتى تستقيم الامور في الانتخابات البلدية". ودعا المرعبي اهل السياسة الى "عدم التدخل في القرى والبلدات وترك هذا الاستحقاق المحلي لاخذ طريقه الديموقراطي بين الاهالي بعيدا عن اي تجازبات سياسية"، داعيا الى "التوافق وتجنيب البلدات في عكار الانقسامات والالتفاف حول مجلس بلدية منسجمة ومنتجة".

 

الطاشناق احتفل بالذكرى ال101 للابادة الأرمنية والكلمات دعت للاعتراف بها وضرورة التعويض المالي على شعبها

الأحد 24 نيسان 2016 /وطنية - احيا حزب "الطاشناق" ـ فرع الفنار، الذكرى الاولى بعد المئة للابادة الارمنية، باحتفال اقيم على مسرح "انطوان شويري" في مدرسة "الحكمة الجديدة"، بحضور الامين العام للحزب النائب هاغوب بقرادونيان، النائب ابراهيم كنعان، الوزير السابق سليم الصايغ، رئيس فرع الفنار في الحزب اردزين دير فاتشادوريان، رئيس بلدية الجديدة - البوشرية انطوان جبارة، وعدد من مخاتير المنطقة، وفاعليات.

فاتشادوريان

بعد النشيد الوطني والنشيد الأرمني، القى فاتشادوريان كلمة أكد فيها انه "بعد مئة عام وعام على الابادة ما زال شبح الارهاب حاضرا في تركيا كطيف للعار، ذلك أن حفيد السلطان رجب طيب اردوغان متسلطن يتمادى في اظهار العصبية كلما اثيرت مسالة الابادة التي نفذها أجداده، لذلك على الارمن ان يبقوا مصرين على رفع اصواتهم والمطالبة بالحق".

الصايغ

ثم تحدث الوزير السابق سليم الصايغ، فأكد "أن الشعب الارمني صقل من عظمة غريوغورس الذي روض الملوك، ومن جبال ارارات حيث حط نوح بسفينته خلاص الانسانية ومن كنائس واديرة، فاعطى للمسيحية الاولى طبعه، فغدت صعبة الميراث، واعطته مجد الفداء موطنا لقدس الاقداس، انها عظمة اتشميادزين التي شهدت للتاريخ وبقيت، واتى المحتلون ورحلوا". وأضاف: "لا اتصور المسيحية الاولى من دون ارمينيا، ولا أتخيل لبنان من دون الأرمن".

كنعان

بعد ذلك، عزفت فرقة "غيتار" التابعة للجمعية الارمنية للثقافة والتعليم مقطعا موسيقيا، ثم تحدث كنعان، فقال: "الى من قاوموا ليبقى لهم الوطن الام، ويقاومون اليوم لتبقى لهم ناغورنو قرة باغ تحية. لو كنا من الذين يرضخون لمنطق الاستسلام والخنوع والخوف والخضوع، لما كان يفترض بنا ان نقف اليوم لنحيي ذكرى، لا بل لنقول لمن قاتلنا وقتلنا، واراد ابادتنا وتحويلنا الى مجرد ذكرى: "نحن هنا، وهنا سنبقى". ولو ان الشعب الارمني رضخ واستسلم وقبل بالامر الواقع، وضاع في دول العالم متخليا عن قضيته وهويته، لما كنا اليوم هنا مع "حزب الطاشناق"، نروي التاريخ لنأخذ العبر، ونؤكد ان ما من حق يضيع طالما ان وراءه مطالبا، فكيف اذا كان الامر يتعلق بالقضية الارمنية المقدسة، وبالشعب الارمني الذي استمد عزيمة جبل ارارات ليرفع الصوت ويعمل من اجل تاريخه وحاضره ومستقبله". وأضاف: "النضال المستمر الذي يعلم كل الشعوب كيف تبقى شعلة القضايا المحقة مشتعلة، تنتقل من جيل الى جيل، من احفاد الشهداء الاوائل الى احفاد الاحياء الباقين. لذلك تحية الى حزب "الطاشناق"، والشعب الارمني بكنيسته ورسل قضيته". وتابع: "مصيرنا في هذه البقعة من العالم، ان نكون شهودا على التعددية والتنوع وقبول الآخر، في وجه الإرادة المستمرة بتحويلنا الى شهداء في مجتمع أحادي يرفض كل ما هو مختلف، من عثمانية الحرب العالمية الأولى، الى "داعش" واخواتها في القرن الواحد والعشرين، من ضرب الهوية والحضور، الى ضرب الدور تمهيدا"لتهجيرنا من جديد". وأردف: "أمام كل هؤلاء ننتفض، وامامهم نقاوم بالفكر والحضور والمبادرة، بالدفاع عن السيادة والدستور والميثاق نقاوم. وإن ظن البعض، قبل 100 عام، او 100 يوم او 100 ساعة، انه نجح او سينجح بقتل الجسد، فالأكيد انه لم ولن ينجح في قتل إرادة الروح بالبقاء والحياة والقيامة من تحت الرماد". وقال: "بعد مئة وعام نضم صوتنا الى كل الاصوات المطالبة للاتراك بالاعتراف بالابادة والتعويض المالي على الشعب الارمني. فليكن الاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه استجابة للحق والعدالة وفضيلة لفتح صفحة جديدة، حتى لا يأتي من يكرر المأساة غدا، لان هناك من لم يحاسب بالامس". وتوجه إلى الأرمن، بالقول: "لستم وحدكم، فنحن معكم"، مضيفا: "لستم لوحدكم في حمل الجراح، فقد عانينا بعض ما عانيتم وقاسينا بعض ما قاسيتم، لذلك، فإن قضيتكم قضيتنا، وشهداءكم شهداؤنا، ومصيرنا واحد ومستقبلنا معا، نتعلم من المآسي لكنها لا تحبطنا"، متسائلا: "ماذا عسانا أن نستذكر أو ماذا عساهم أن يقولوا لنا شهداء تلك المرحلة ان قدر لهم أن يتكلموا؟، هل سيكتفون بالذكرى وشكرنا عليها، أم سيوجهون لنا مجموعة أسئلة من أبرزها برأيي: هل هناك عبرة؟ ماذا تعلمنا؟، وماذا تفعلون اليوم يا أحفاد الابادة؟، وما هي رؤيتكم لحماية مجتمعكم وشعوبكم من ابادة جديدة؟، وما هي امكاناتكم؟، ألا يرقى ما يحصل اليوم في المنطقة نفسها، في المناطق نفسها، في المجتمعات نفسها مع ما يسمى "بالدولة الاسلامية" وحلفائها المعلنين والمستترين، الى مستوى ابادة جديدة وكيف نواجهها؟، وهل تكون المواجهة من خلال الانقسام حتى على تشخيص المرض وإيجاد الدواء له؟، أم من خلال شجاعة التلاقي على الحق وتوحيد الرؤية والجهود لمواجهة التطرف باسم الدين الذي يجتاح منطقتنا من جديد بعد 100 عام ويهدد وجودنا وجذورنا؟، وهل نواجههه بالغاء قوتنا والاقوياء في مجتمعنا ومؤسساتنا ليس لسبب الا لممارسة سياسة التشفي والكيدية أو لعب دور الواجهة لمنح بعض أحفاد هؤلاء الغطاء لسيفهم؟، وهل نواجه بتشجيع التطرف والمتطرفين وتشجيعهم على المضي بسياستهم وأدائهم؟، وهل سنكتفي باحياء ذكرى سنوية ونطلق الشعارات ونمارس عكسها؟". وتابع: "لن نحيي اليوم ذكرى، انما علينا أن نستحضرها امامنا لنأخذ منها العبر وننحني امام تضحيات من سبقونا حتى تسنى لنا ان نبقى هنا بتاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا. وما لم يؤخذ منا قبل مئة عام بالدماء السايلة من السيوف، لن نسمح بأن يسلب منا بسيف السياسة والاقصاء. فقبل مئة عام قتلنا ورمدنا فدحرجنا الحجر ومنتفضين من تحت الرماد حولنا القهر الى عزيمة والموت الى قيامة. واليوم، سنستبدل العزل بالحضور القوي، والابعاد بالشراكة، والدور الهامشي بالدور المؤثر والرأي المسموع على طاولة القرار. ونحن في لبنان شهود قضية التعددية والمساواة والشراكة، ولن نكون شهود زور على تفريغ الكيان من اساساته، ونحر الجمهورية بالتلاعب بقواعدها الدستورية والميثاقية". وقال: "اذا سكتنا اليوم وغضينا النظر، واذا قبلنا ولم نعطل الانقلاب على العدالة والتوازن والحضور الفاعل، لن يبقى لنا غد ولن نجد من يقف تحية لذكرانا بعد مئة عام. واذا اردنا ان نكون غدا، وجب علبنا ان ننوجد اليوم"، مضيفا: "نحن نمتلك رؤية شاملة، ولدينا شجاعة المواجهة ونعمل لأمكانيات أفضل تؤمنها قراءة مشتركة ووحدة الموقف من القضية الام التي تتمثل بحق الوجود". وتابع: "نحن في لبنان شهود قضية التعددية والمساواة والشراكة، ولن نكون شهود زور على تفريغ الكيان من اساساته ونحر الجمهورية بالتلاعب بقواعدها الدستورية والميثاقية. نريد رئيسا قويا نختاره نحن، وقانون انتخاب لا يلغينا ويذوبنا في بحر الهيمنات السياسية والطائفية والمالية، وفق ما نص عليه الدستور من مناصفة حقيقية وشراكة فاعلة. علينا ألا ننتظر ان يمنحنا احد مواقعا لأنها حقوق كرسها الدستور، ولن يأخذها منا احد. وما لم يؤخذ منا قبل مئة عام بدماء المذابح، لن يسلب منا اليوم بسياسة العزل والتهميش والاقصاء". وختم: "مشوارنا ونضالنا لم ينته، ومسيرتنا لم تصل الى خاتمتها، ففي 2 حزيران 2015، حولنا مأساة التباعد بين المسيحيين إلى حدث للتلاقي. وفي 18 كانون الثاني 2016، أكدنا ان زمن العجائب لم ينته، لا بل باستطاعتنا، اذا آمنا بانفسنا اولا، وبقوة وحدتنا ثانيا، ان نحول المستحيل الى ممكن. فتعالوا معا، بوحدة مسيحية أوسع واشمل، نؤمن بقدرتنا على انتخاب الرئيس القوي والوصول الى قانون انتخاب يحقق صحة التمثيل، من اجل وحدة وطنية راسخة ومستقرة ودولة تتسع للجميع".

بقرادونيان

ثم القى بقرادونيان كلمة "الطاشناق"، فقال: "أيام قليلة من 24 نيسان، نجتمع لنتذكر ونكرر مفردات تعودنا عليها في مواقفنا وتصاريحنا وخطاباتنا مجازر، مذابح، مشانق، مجاعة، افناء، قتل، تهجير وتشريد، ابادة. كلمات وتسميات مختلفة تدخل في صميم اتفاقية منع جريمة الابادة الجماعية والمعاقبة عليها الصادرة العام 1948. نجتمع لنتذكر ونحن جميعا أصحاب المصير الواحد تسميات "السوقيات" و"السفربرلك" والسيفو والابادة، وهي في الاساس الاوجه المختلفة لجرائم ضد الانسانية". وأضاف: "نجتمع لنتذكر ونحن اصحاب الحق وطالبي العدالة، بأن من وقف وراء هذه الجرائم، خططها ونفذها هي الدولة العثمانية وتركيا الاتحاد والترقي ومصطفى كمال اتاتورك، وان جمهورية تركيا الحديثة لا تزال تتنكر بان اسلافها ارتكبوا هذه الجرائم ضد الانسانية. كذلك نجتمع لنتذكر ونذكر العالم بان المجرم لا يزال دون عقاب يفتح شهية الاخرين لارتكاب جرائم اخرى، ولنذكر بأن الذي يقف مكتوف الايدي صامتا امام هذه الجرائم هو شريك في الجريمة ويشجع على ارتكاب جرائم اخرى". وتابع: "نحن احفاد شهداء الابادة، شهداء السيفو، احفاد شهداء المجاعة، نحن ابناء هذا الوطن الذي حصل على حق البقاء والازدهار بتضحيات شهدائه الابرار، نجتمع لنسأل عن الذاكرة الجماعية، ولنسأل لماذا الدولة لم تتجرأ على اعلان 24 نيسان ذكرى مليون ونصف مليون شهيد ارمني، اجدادنا نحن المواطنين اللبنانيين ، يوما للتضامن كعطلة رسمية. ولماذا تحول عيد الشهداء 6 ايار الى ذكرى شهداء الصحافة؟، ولماذا تتنكر الدولة احياء العيد بمعانيه السامية والحقيقية والتاريخية؟. اليس لنا الحق ان نفكر بان الشهداء اصبحوا سلعة في الاسواق السياسية والمسايرات المكشوفة والتسويات الملغومة ومصالح اقتصادية ومالية؟، اليس لنا الحق ان نفكر ان حتى في الشهادة هناك تفرقة وتمييز مذهبي، طائفي، سياسي؟. أهكذا نكافئ شهدائنا الابطال من 24 نيسان الى 6 ايار الى شهداء الاستقلال شهداء القوى المسلحة وكل من سقط شهيدا للدفاع عن ارض الوطن واستقلاله وسيادته؟، وماذا لنا ان نقول لعائلات الشهداء الذين سقطوا لاجل لبنان من رؤساء للجمهورية ورؤساء الحكومة ووزراء ونواب وضباط وعناصر وشباب، وهل سنقول لهم سيأتي الوقت وستأتي ظروف سياسية نحولهم من شهيد الى لوحة تذكارية على المدافن". وأضاف: "ان نسيان الشهداء الاوائل لا يضمن احترام الشهداء الاواخر، واننا نفتخر بلبنان كبلد التعايش والعيش الواحد، فالتعايش الحقيقي يبدء باحترام الاخر وخاصة باحترام الشهيد. التعايش الحقيقي هو احترام الجميع لشهداء الجميع. والشهيد شهيد ولا تميز بين شهيد وشهيد. وقيمة الشهادة في فكرها وفعلها ورؤيتها وليس في دين الشهيد او حزبه او وضعه المادي ومركزه الاجتماعي". وتابع: "أمام الشهيد تسقط كل المصالح وكل التسويات والاعتبارات السياسية والمنافع المادية، فالاستشهاد لاجل الوطن والحرية والاستقلال والسيادة والحفاظ على كرامة الانسان المواطن اسمى القيم الانسانية والمعنوية واساس بناء الاوطان وديمومة الشعوب. فقد قال الشهيد عبد الكريم الخليل وهو يودع ابناء الوطن وامام مشانق جمال السفاح: "احزنوا على انفسكم وابكوا ما سيصيبكم في المستقبل من ظلم الاتراك، عشنا لاجل الاستقلال ونموت في سبيله". اما الشهيد عمر حمد، فقال: "اموت غير خائف ولا وجل فداء الامة العربية فليسقط الاتراك الخونة، وليحيا العرب". كذلك يقول الشهيد عبد الغني العريسي: "بلغوا جمال ان الملتقى قريب وان ابناء الرجال الذين يقتلون اليوم سيقطعون بسيوفهم في المستقبل اعناق الاتراك جماجمنا اساس لاستقلال بلادنا". والشهيد بترو باولي قال: "عجلوا وخلصونا من وجوهكم اللعينة!". في هذه اللحظات ونحن نتذكر اقوال الشهداء نسأل ماذا اصابنا؟. النسيان أو فقدان الذاكرة وخسارة الضمير، وبيع النفس؟ فيما العثمانيون الاتراك على ابوابنا". وقال: "التاريخ يعيد نفسه وتجربة الشعوب تعيد ايضا نفسها، فالابادة مستمرة والمجرم لا يزال يعيش في النكران لا بل يستمر في اجرامه اليومي ضد الجوار العربي بتصميم مسبق بالقتل والتهجير ما تبقى من قوى مناضلة ومطالبة بحقوقها في سوريا والعراق لتصل الى مصر وتونس وليبيا واليمن"، مضيفا: "ان الفكر البانطوراني لا يزال في اساس السياسة التركية وتتريك الشعوب في تركيا وجوارها هو الحلم العثماني التركي المتجدد. ةالصمت ازاء هذه الجرائم جريمة موصوفة بحد ذاتها. فنحن لن نرضخ، ومن واجبنا ان نقاوم. هذا ما يطلبه منا الشهداء، ومن واجبنا سويا ان نرفع الصوت ونطالب الدولة ان لا تناى بالنفس بموضوع الشهداء، فنحن لا نخجل بشهدائنا، انهم ابطال قاوموا الاحتلال والاستعمار، انهم عرب وارمن وسريان وكلدان واشوريون واقباط، مسلمون ومسيحيون انهم شهداء الامس وشهداء اليوم في لبنان وفلسطين والعراق وسوريا ومصر. انهم شهداء يسقطون كل يوم رفضا للقهر والظلم والاستبداد والتكفير، انهم اجدادنا واولادنا الذين نفتخر بهم، ونخجل من انفسنا".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إيران تناقض نفسها: نقاتل في سوريا بأوامر المرشد

صالح حميد – العربية.نت//24 نيسان/16/أعلن مساعد شؤون التدريب في القوة البرية للجيش الإيراني، العميد كمال بيمبري، أن الجيش يقاتل جنباً إلى جنب مع الحرس الثوري في سوريا، بأوامر من القائد العام للقوات المسلحة، وهو المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي. ونقلت وكالة "مهر" عن بيمبري قوله إن "الجيش الإيراني وصل إلى مرحلة من القوة التي أوكل إليها القائد العام للقوات المسلحة الحضور في مهام استشارية"، في إشارة إلى حضور وحدات خاصة من اللواء 65 المعروف بالقبعات الخضر، في معارك حلب، منذ بداية شهر أبريل الجاري. وتأتي هذه التصريحات بعد يوم من نفى قائد الجيش الإيراني، الجنرال عطا الله صالحي، مشاركة اللواء 65 التابع للجيش في المعارك بسوريا والذي قال إن مسؤولية إرسال "قوات عسكرية استشارية" إلى سوريا ليس من مهام الجيش، وإن مؤسسة أخرى (الحرس الثوري) تقوم بإرسال عناصر من الجيش". وشيعت إيران خلال الأيام القليلة الماضية 6 قتلى من القبعات الخضر الذين قتلوا بمعارك ريف حلب الجنوبي، شمال سوريا، بعد أيام معدودة من وصولهم إلى هناك، إضافة إلى عشرات القتلى من الحرس الثوري والميليشيات الأفغانية، بعد فشل تلك القوات في اقتحام بلدات وقرى جديدة. وكثرت الانتقادات والتساؤلات حول أسباب إرسال إيران وحدات خاصة من قوات الجيش النظامي وعدم اكتفائها بالحرس الثوري والميليشيات المتواجدة في سوريا، حيث اتهم ناشطون إيرانيون الجيش بخدمة الطغاة والتحول من جيش لحماية إيران إلى قوات مرتزقة لحماية نظام بشار الأسد الدكتاتوري، بينما قال آخرون إن الجيش ذهب إلى هناك في إطار مشروع إيران التوسعي في المنطقة. وكان قائد القوات البرية الإيرانية الجنرال أحمد رضا بوردستان، قال في تصريحات صحافية إن الغاية من إرسال قوات الجيش الإيراني إلى سوريا هو لتلقيهم التجارب والخبرات في ساحات المعارك، حيث يتمتع الجيش الإيراني بخبرة قتالية محدودة في الخارج.

 

أكاديميون إيرانيون يدينون تدخل الحرس الثوري في السياسة

 سكاي نيوز/24 نيسان/16 /وجه نحو 350 أستاذا جامعيا رسالة مفتوحة إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني يدينون فيها تدخل الحرس الثوري في السياسة الإيرانية. ورأت الرسالة أن هذا التدخل يضر بما وصفوه بالإرادة الشعبية، واتهمت الحرس الثوري بتجاهل توصيات مؤسس النظام الإيراني روح الله الخميني، بعدم التدخل بالشؤون السياسية. وجاءت الرسالة عقب وصف قائد الحرس الثوري، محمد علي جعفري، في بداية الشهر الجاري، الاتفاق النووي مع القوى الغربية بالمذل للإيرانيين. في المقابل وجه الرئيس حسن روحاني انتقادات ضمنية إلى الحرس الثوري، من خلال إشادته بحيادية الجيش الإيراني. وإلى جانب نفوذه السياسي والعسكري يتمتع الحرس الثوري بنفوذ اقتصادي حوله إلى لاعب رئيسي في اقتصاد البلاد، حيث يسيطر على جميع منافذ إيران الجوية والبحرية، وإعفاء مؤسساته من الضرائب. والحرس تنظيم عقائدي وأداة المرشد الأعلى للسيطرة على جميع أوجه الحياة في إيران، وهو أداة تمارس استبدادا يناقض الصورة التي تحاول الحكومة رسمها لدولة مدنية حديثة فيها مؤسسات وانتخابات. وبالإضافة إلى قمعه للأصوات المعارضة داخليا يشارك الحرس الثوري في حروب إيران الخارجية، لتوسيع نفوذها، كما في العراق وسوريا.

 

حريق دمشق القديمة.. أصابع الاتهام تشير إلى إيران

سكاي نيوز/24 نيسان/16 /أثار الحريق الضخم، الذي اندلع في أحد أعرق أسواق دمشق القديمة، وأتى على عشرات المحلات التجارية، الشكوك في كونه عملا مدبرا، ودفع بالكثيرين إلى الإشارة بأصابع الاتهام إلى إيران، المتهمة أصلا منذ بداية الحرب في سوريا بمحاولات تغيير ديموغرافية العاصمة دمشق. الحريق الذي شب في سوق "العصرونية" قرب المسجد الأموي الشهير في قلب المدينة القديم، صباح السبت، دام 7 ساعات ودمّر أكثر من 70 محلا ومتجرا، وقالت السلطات السورية إنه نتج عن ماس كهربائي رغم أن التيار الكهربائي يقطع لساعات طويلة في اليوم الواحد. كما أن عوامل كثيرة دفعت المشككين إلى تكذيب الرواية الرسمية، منها ضخامة الحريق، وأنه نشب عند الساعة السادسة صباحا في وقت لم تكن تلك المتاجر مفتوحة، بالإضافة إلى الوقت الطويل جدا الذي احتاجته فرق الإطفاء للوصول إلى مكان الحريق، وقربه من مما تسميه إيران "مقام السيدة رقية". وعلى الرغم من صعوبة إثبات تورط طهران في الحريق، فإن "الواقع الملوس على الأرض، وحجم الانتشار الإيراني، والسيطرة على أحياء في العاصمة يؤكد ضلوع إيران فيه" حسبما قال الكاتب السوري المعارض محمد منصور في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية". وأشار منصور إلى معلومات حصل عليها بشأن تعرض تجار دمشقيين قرب الجامع الأموي لضغوط كبيرة لبيع محالهم التجارية، خصوصا قرب سوق "العصرونية" القريب مما يقول الإيرانيون إنه "مقام السيدة رقية". وأوضح منصور أن المقام لم يكن موجودا بالفعل، بل أنشأه الإيرانيون في الثمانينبات بهدف "اختراع مزارات وهمية شيعية في دمشق، لادعاء حق تاريخي فيها لاحقا، أو التذرع بحماية العتبات المقدسة"، وهي نفس الذريعة التي دخلت فيها قواتهم إلى سوريا. واعتبر منصور حريق سوق "العصرونية" جزءا من مشروع طهران لتغيير تركيبة دمشق السكانية والسيطرة على عقاراتها. وأشار إلى تقرير نشره موقع "بيك نت" الإيراني يكشف عن تشجيع النظام الإيراني للشركات والتجار والمقاولين والمواطنين الإيرانيين لشراء المنازل والعقارات والفنادق في أحياء دمشق الراقية، أو حول مقام السيدة زينب في ريفها.

 

ولد الشيخ يمهل وفدي المفاوضات اليمنية حتى صباح الاثنين

 سكاي نيوز/24 نيسان/16 /أمهل المبعوث الدولي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الأحد، وفدي الحكومة اليمنية والمتمردين حتى صباح الاثنين، للتوقيع على الأجندة الخاصة بالمباحثات التي تستضيفها الكويت. وأفاد مصادر بأن وفد الحوثيين في مباحثات الكويت مازال متمسكا حتى الآن برفض أي حديث عن جدول الأعمال. ونقلت المصادر عن وفد الحوثيين قوله، إنه غير موافق على جدول الأعمال وما تم التوافق عليه في مؤتمر بييل السويسرية. واتهم ممثلان عن الوفد الحكومي اليمني إلى المحادثات التي انطلقت في الكويت الخميس الماضي، الحوثيين وحلفائهم "بحرف" مسار المحادثات عن الأجندة التي وضعتها الأمم المتحدة. وأعرب مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة خالد اليماني عن استغرابه "من ملاحظات الانقلابيين على بعض بنود أجندة المحادثات". وقال اليماني السبت الماضي، إن "المحادثات في يومها الثالث لا تزال تتمحور حول أمور خارج الأجندة، منها تثبيت وقف إطلاق النار، الذي يفهمه الحوثيون على أنه وقف للضربات الجوية، رغم أنهم لا يزالون يعيثون فسادا في الأرض وكثفوا قصفهم على تعز".

 

أوباما: يصعب إقامة منطقة آمنة بسوريا دون التزام عسكري

دبي - قناة العربية//24 نيسان/16/أعلن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في مؤتمر صحافي مشترك جمعه بالمستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، أنه سيكون من الصعب للغاية تخيل نجاح ما يطلق عليه مصطلح "منطقة آمنة في سوريا" بدون التزام عسكري كبير، قائلاً إنه "من الناحية العلمية، وللأسف، من الصعب حتى الآن تخيل كيفية تطبيق وعمل منطقة آمنة من دون التزام عسكري كبير". كما جدد أوباما الدعوة إلى ضرورة إعادة تثبيت وقف إطلاق النار. من جانبها، قالت ميركل إنها لا تؤيد إقامة "منطقة آمنة" تقليدية في سوريا، لكن مباحثات جنيف قد تمهد الطريق لإنشاء منطقة إغاثة إنسانية للاجئين الموجودين هنا.

 

أوباما يرفض التدخل البري في سوريا

لندن – رويترز/24 نيسان/16/استبعد الرئيس الأميركي باراك أوباما إرسال قوات برية للإطاحة برئيس النظام السوري بشار الأسد. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن أوباما قوله في مقابلة الأحد "سيكون من الخطأ أن ترسل الولايات المتحدة أو بريطانيا العظمى أو مجموعة من الدول الغربية قوات برية للإطاحة بالأسد". لكنه قال إن على الولايات المتحدة ودول أخرى أن تستخدم نفوذها الدولي لإقناع حلفاء الأسد مثل روسيا وإيران بالعمل على التوسط في عملية انتقال سياسي في سوريا. وأعرب الرئيس الأميركي عن أمله في أن تشهد الشهور الباقية على نهاية ولايته تقليص نفوذ تنظيم داعش في العراق وسوريا. وقال "أعتقد أننا نستطيع رويداً رويداً تقليص البيئة التي يعملون بها والسيطرة على معاقلهم مثل الموصل والرقة التي تعد المعقل الرئيسي لحركتهم".

 

المعارضة: تضاعف القتل بسوريا منذ تولي دي ميستورا مهامه

دبي - قناة العربية//24 نيسان/16/لقي 38 مدنيا خلال الساعات الثماني والأربعين الأخيرة مصرعهم في حلب وحدها جراء القصف الجوي، وهو قصف عاد منذ نحو أسبوعين بشكل متزايد، حيث ظهرت مجددا مشاهد الدمار والقتلى تحت الأنقاض، مهددة بانهيار وقف إطلاق النار بشكل كامل.

أما غرفة عمليات حلب التي تضم فصائل الجيش الحر، فقد أصدرت بيانا طالبت فيه المجتمع الدولي بالضغط على نظام الأسد وحلفائه، وتوعدت بإسقاط وقف إطلاق النار، واستهداف مواقع النظام خلال 24 ساعة ما لم تتوقف هذه الغارات. فيما حمّل كبير مفاوضي الهيئة العليا بدوره المجتمع الدولي مسؤولية تنفيذ اتفاق وقف العمليات القتالية، مطالبا بتسليح المعارضة لوقف تمادي نظام الأسد. وأكد المنسق العام للهيئة العليا للتفاوض رياض حجاب أنه منذ تولي دي ميستورا مهامه قبل عامين، تضاعفت نسبة القتل في سوريا، وارتفعت مساحة المناطق التي يحاصرها النظام، والهيئة تستغرب تصريحات المبعوث الأممي الأخيرة التي وصف فيها تعليق الهيئة العليا للمفاوضات مشاركتها بمحادثات جنيف بالاستعراض السياسي. تصعيد سياسي أتى كذلك من رئيس الهيئة العليا الذي وجه انتقاداته للمبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، رافضا تصريحات سابقة له اعتبر فيها انسحاب المعارضة من المفاوضات استعراضا سياسيا، إذ لا ترى المعارضة أن مسارا سياسيا قد يبحث بشكل جدي في حال استمرار تساقطهم واستمرار الأسد بخرق تعهداته. فيما أتت ردود الفعل الأولية لتصاعد العنف من البيت الأبيض، حيث عبر الرئيس الأميركي باراك أوباما عن قلقه بشكل كبير من احتمالية انهيار وقف إطلاق النار في سوريا، تبعته دول أوروبية كذلك في المطالبة بالحفاظ عليها.

 

قتال عنيف بين «البشمركة» والحشد الشعبي

عكاظ/25 نيسان/16/رفضت قيادة البشمركة، الاجتماع مع الأمين العام لمنظمة بدر قائد الحشد الشعبي هادي العامري لوقف المعارك، التي اندلعت بين عناصر الحشد، والقوات الكردية في قضاء طوزخورماتو في محافظة صلاح الدين وحملت الجبهة التركمانية الحكومة العراقية مسؤولية اندلاع هذه المعارك، مؤكدة في بيان تسلمت «عكاظ» نسخة منه أن جهات من خارج الحدود، في إشارة واضحة إلى إيران هي من بدأت إطلاق النار على قوات البشمركة، الأمر الذي أدى إلى سقوط قتلى وجرحى. اشتد القتال بين قوات الحشد الشعبي الموالي لإيران وقوات البشمركة صباح أمس الأحد، بعد أن كان قد اندلع الليلة قبل الماضية. وقالت الجبهة التركمانية إن الأحداث المؤلمة بحق التركمان في طوزخورماتو أخذت منحى خطيرا ولا يمكن السكوت عليها، مضيفة إنها حذرت حكومة بغداد الأسبوع الماضي من وجود جماعات مسلحة قادمة من خارج الحدود تعمل على إثارة المشكلات بين أهالي طوزخوماتو بكافة مكوناتها. وأفاد مسؤول محلي قضاء طوزخورماتو أن قوات الحشد الشعبي تمنع نقل جرحى القوات الكردية للمستشفيات، مضيفا إن قوات الحشد تسيطر على المنطقة التي تقع فيها المستشفى العام في القضاء، وتمنع نقل الجرحى إليها، مما دفع بالبشمركة بنقل المصابين إلى مستشفيات كركوك. حاول العامري الاجتماع بقادة قوات البشمركة لوقف القتال غير إن مساعيه باءت بالفشل بعد أن طلب منه سحب جميع عناصر الحشد من المناطق الكردية وأبلغ أن الأكراد لن يستسلموا في هذا القتال حتى لو دفع بالآلاف عناصر الميليشيات من خارج الحدود مؤكدين أن أي اعتداء على قوات الكرد ستجد الرد العنيف وبلا هوادة. إلى ذلك استأنف رئيس مجلس النواب سليم الجبوري صباح أمس الأحد عمله في مكتبه الرسمي بمبنى البرلمان بعد أن كان قد منع من دخوله وعقد اجتماعا مشتركا مع نائبه همام حمودي للتداول في المشهد السياسي والموقف النيابي. في غضون ذلك دعا الزعيم العراقي مقتدى الصدر أنصاره إلى مظاهرة مليونية اليوم الإثنين من أجل الضغط على البرلمان ودفعه لإقرار إصلاحات سياسية يطالب بها منذ أسابيع

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لماذا لا يُربط إقرار قانون الانتخابات بانتخاب رئيس للجمهورية وفي يوم واحد؟

 اميل خوري/النهار/25 نيسان 2016

لم يشهد لبنان في تاريخه القديم والحديث ما يشهده اليوم مع طبقة سياسية فاشلة لا بل مفلسة وفي زمن رديء... فلا هي تتفق على ما يخرج لبنان من أزماته المتناسلة، واذا اتفقت فهي لا تعرف من أين تبدأ، واذا بدأت فلا تعرف كيف تنتهي ومتى. فإذا بدأت بانتخاب رئيس للجمهورية فلا يكتمل النصاب، واذا بدأت بقانون الانتخاب فلا تتفق عليه فيبقى تشريع الضرورة لا ضرورة له حتى وإن كان يهم الناس. لقد حضرت هذه الطبقة السياسية جلسة نيابية وكانت الوحيدة التي ا كتمل فيها النصاب لانتخاب رئيس للجمهورية، لكنها لم تتفق على انتخابه وأخذت بعدها تعطّل نصاب كل جلسة ربما الى حين تصبح إيران في وضع القادر على قول كلمتها في انتخابه، وها قد مضى ما يُقارب السنتين على الشغور الرئاسي وايران لم تقل كلمتها، وأخذ استمرار الشغور الرئاسي يعطّل عمل الحكومة وعمل مجلس النواب بعدما تقرر أن لا تشريع الا بعد انتخاب رئيس للجمهورية، وصار فريق من النواب أسير هذا الموقف، في حين أن أولويات الناس هي الاهتمام بأوضاعهم الاقتصادية والمالية والمعيشية التي تضغط في اتجاه تشريع الضرورة، وقد عقدت جلسة لهذه الغاية، ثم صار عقد أي جلسة أخرى مرتبطاً باقرار قانون الانتخابات الذي لم يتم التوصل الى اتفاق عليه رغم جلسات عدة للجنة البرلمانية الخاصة، بحيث باتت لدى مجلس النواب مشاريع قوانين عديدة ولا اتفاق على واحدة منها، حتى اذا ما طرحت على التصويت بات يخشى أن تصوّت الأكثرية النيابية المطلوبة على مشروع قد لا يكون مقبولاً من فريق له وزنه، وهو ما قد يجعل الرئيس نبيه بري يتردد في حسم الخلاف على المشاريع الانتخابية العديدة بالتصويت قبل أن يتم التوصل الى اتفاق على مشاريع محدودة ومقبولة حتى اذا ما طرحت على التصويت لا تكون لنتائجه ردود فعل سلبية. وكان يؤمل أن يتوصل اقطاب الحوار الى اتفاق على تشريع الضرورة، لكنهم اختلفوا على ترتيب الاولويات التي تفتح الباب على هذا التشريع. هل تكون الاولوية لانتخاب الرئيس ومن يضمن اكتمال النصاب؟ أم تكون لقانون الانتخابات ومن يضمن الاتفاق عليه لئلا تنتهي الجلسة بخلاف؟ ن الرئيس بري ينتظر ما ستتفق عليه الأحزاب والكتل ليتخذ قراره، مذكراً بأنه سبق لمجلس النواب أن قرر عدم التشريع إلا بعد انتخاب رئيس للجمهورية، وهذا يتناقض وقرار جعل الأولوية لاقرار قانون للانتخابات النيابية قبل الانتخابات الرئاسية وقبل تشريع الضرورة، الأمر الذي يعيد الجدل حول أن تكون الدجاجة قبل البيضة أم البيضة قبل الدجاجة فيما الشعب لا يهمه سوى أن يأكل بيضاً ودجاجاً... ولكن من أين له هذا مع رجال لا بيض لهم؟!

ويتساءل بعض المراقبين: لماذا لا تتفق الأحزاب والكتل على تخصيص جلسة لاقرار مشروع قانون للانتخابات النيابية شرط أن يكون مدخلا لعقد جلسة تخصص لانتخاب رئيس للجمهورية وفي اليوم ذاته؟ فمتى كان قانون الانتخابات عادلاً ومتوازناً، حتى لو أدى الأمر الى طرح كل المشاريع المحالة على المجلس على التصويت، فإنه يسهل انتخاب رئيس هو أكثر ضرورة من أي تشريع. واذا كان اقرار مشروع قانون الانتخابات النيابية يسهل انتخاب رئيس للجمهورية فلأن أحزاباً يهمها أن تطمئن الى شكل هذا المشروع الذي لا يقل أهمية في نظرها عن انتخاب الرئيس. فولاية الرئيس محددة بست سنوات في حين أن قانون الانتخابات النيابية يبقى ساري المفعول الى أجل غير معروف، والاحزاب التي تفوز بانتخابات تجرى على أساسه تستطيع أن تأتي بمن تريد رئيساً للجمهورية وأن تتحكم بتشكيل الحكومات وبقراراتها والتحكّم أيضاً بنتائج التصويت على المشاريع التي تطرح على المجلس النيابي. فهل ثمة أمل في أن يأتي الفرج على يد طبقة سياسية لا تتفق على شيء اذا لم يكن يخدم مصلحتها؟ فلا هي تتفق على رئيس للجمهورية لأن كل مرشح يريد أن يكون هو الرئيس، ولا هي تتفق على قانون للانتخابات اذا لم يكن على قياسها، ولا تتفق على تشريع الضرورة خدمة للبلاد والعباد ما لم ينتخب رئيس، ولا هي تتفق على انتخابه، وما لم يقر قانون للانتخابات لا تتفق عليه ايضاً في انتظار أن يصدر القرار من الخارج فينصاع له الجميع. المطلوب إذاً من الاحزاب المسيحية خصوصاً أن تتفق على عقد جلسة لاقرار مشروع للانتخابات النيابية بتأمين نصابها نظراً لاهتمام كل النواب به، في حين أن عقد جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية قد لا يكتمل نصابها فيعود الدوران في الحلقة المفرغة. وبعد اقرار مشروع قانون الانتخابات النيابية ترفع الجلسة نصف ساعة لتعقد جلسة تخصص لانتخاب رئيس للجمهورية للاستفادة من النصاب المكتمل في جلسة قانون الانتخاب، فانتخاب الرئيس هو اكثر ضرورة من أي مشروع آخر. فإذا أفقد نواب النصاب بعد إقرار قانون الانتخابات ليحولوا دون انتخاب رئيس للجمهورية فإنهم يتحملون عندئذ علناً المسؤولية الكاملة أمام الله والوطن والتاريخ، ويبقى قانون الانتخابات رغم اقراره غير نافذ الى أن يوقعه رئيس الجمهورية، ويكون هؤلاء النواب هم الذين ادخلوا لبنان في الفراغ الشامل بعدم انتخاب رئيس وبعدم الاتفاق على قانون الانتخابات وبعدم القبول بتشريع الضرورة.

 

متى وضع حد حاسم للخسائر المسيحية؟ الكلفة بعد المصالحة والفراغ تحتم مراجعات

روزانا بومنصف/النهار/25 نيسان 2016

على الاهمية الكبيرة للمصالحة بين العماد ميشال عون ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع واثرها الايجابي داخل الطائفة المارونية تحديدا والمسيحية عموما، فان هذه المصالحة كشفت امرا خطيرا يتعلق بمدى تراجع التأثير المسيحي في المعادلة الوطنية السياسية في البلد وسط استمرار اقرار البعض بان الافراج عن الانتخابات الرئاسية اضحى ورقة في يد ايران و" حزب الله". اذ كان ثمة وهم بأن الاتفاق بين الحزبين الاقويين لدى المسيحيين يمكن ان يحدث تغييرا جوهريا خصوصا ان الخلافات بينهما اضاعت فرصا مهمة على اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا من دون انكار انها كانت ذريعة استخدمها افرقاء كثر لاهداف خاصة ولم يكن يساعد غياب التوافق المسيحي في هذا الاطار. ولا يجوز بالنسبة الى بعض المصادر وفي ظل العجز المستحكم عن الاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية وضع هذا الموضوع على الرف بل يجب أن يكون الاساس اليومي من اجل ممارسة الضغوط على من يعرقل الاستحقاق وعدم رفعها عنه. إنّ الخسائر المسيحية تستمر في التراكم من دون تجاهل مفاعيل امكان الحد منها عبر المصالحة المسيحية المسيحية. وبعيدا عن الدخول في تفاصيل الربح والخسارة التكتيكيين في مصالح الفريقين المتصالحين، فان السؤال في ضوء الترشيح والترشيح المضاد يتصل بكيف يمكن ان نثق بان الافرقاء الاكثر تأثيرا ومصلحة في ان يأتي الى الرئاسة من يستجيب لشروطهم سيتيحون المجال لرئيس وضعه اتفاق الاقطاب المسيحيين تحت عنوان الرئيس القوي فيما لا يمكن ان يوصله اجماع لا يتحقق له في الداخل المسيحي الذي ينتظر الضوء الاخضر للافراج عن انتخابه من الآخرين.

ينبغي على الاقطاب المسيحيين الاقرار بان الفراغ الرئاسي لم ينهك الوضع المسيحي ويغيبه عن المشاركة في تقرير المستقبل والمصير، ولو حاول الافرقاء المسيحيون ان يلعبوا هذا الدور عبر حكومة تقاسمت صلاحيات رئيس الجمهورية، بل انه انهك مسبقا مواصفات الرئيس ودوره المستقبلي ايا يكن هذا الرئيس. وبعدما باتت سوريا خارج لبنان عقب معاناة وحروب طويلة انهكت المسيحيين بالذات، ليس في مصلحة المسيحيين الذين تغنوا دوما باستقلال لبنان والممارسة السيادية انتظار ان يتقرر مصير الرئاسة بين المملكة السعودية وايران باعتبارهما المسؤولتين عن التوتر الاقليمي الحاصل في المنطقة والذي ينعكس ايضا على لبنان او ان يتقرر مصير هذه الرئاسة واسم الرئيس المحتمل بين ايران والولايات المتحدة. وحين يضع الاقطاب المسيحيون المصالحة في الميزان في مقابل هذه الخلاصة، فان ذلك مدعاة لاحباط اكبر لدى الشباب اللبناني والمسيحي تحديدا اكثر مما يعتقد انها تفاصيل مهمة ولكن هامشية في لعبة سياسية ليس للمسيحيين اي اثر في تغييرها. الكلفة غدت باهظة جدا على المسيحيين كما على لبنان اذا استمر الفراغ الرئاسي خصوصا متى كانت هناك محاولات لايجاد تسويات في المنطقة فيما لا رئيس يحمي لبنان ويدافع عنه في بازارات يمكن ان تنال منه جزئيا او كليا كثمن للوفاق او المصالحات الاقليمية. فاذا كان من مخاطر تتهدد المسيحيين في المنطقة مثلا، فان احدا لم ير اجتماعات او لقاءات على مستوى القيادات تساهم في وضع استراتيجية بناءة تساعد في عبور هذه المرحلة ايا يكن توصيفها. وحين اطل رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل من طرابلس معلنا موقفا "تصالحيا" موجها الى الطائفة السنية، فان الامر كان يستحق الجدوى وان متأخرا جدا نسبة الى ان الانتخابات الرئاسية لم تعد في مراحلها الاولى بل يجب ان تكون في نهايتها الآن فيما يحتاج موقفه الى المزيد من الشيء نفسه من دون نسفه عند اول محطة سياسية جديدة كما كانت عليه الحال في العامين الماضيين. فيما ان خلط الاوراق الذي حصل اخيرا بين المسيحيين وترك مفاعيله على الواقع السياسي وفي التحالفات الداخلية لم يظهر انه ساعد، بل ربما عقد الامور اكثر ليس ربطا بالمصالحة المسيحية، بل بدعم ترشيح العماد عون في وجه ترشيح النائب سليمان فرنجية. ات من الملح ان يبتكر الافرقاء المسيحيون او يحاولوا ابتكار مخرج لهم وللرئاسة التي ينبغي ان تعنيهم اكثر من غيرهم. قبل ايام كان لافتا ما قاله النائب سليمان فرنجية لـ"النهار" من ان العماد عون وحده كان يمكن ان يؤثر عليه من اجل سحب ترشيحه، علما أن من واجب ومسؤولية المرشحين الاساسيين للرئاسة راهنا الضغط على حليفهما الشيعي المؤثر اي "حزب الله" وحقهما عليه العمل لانهاء الفراغ الرئاسي، والا فان السؤال سيكون ما معنى قوة كل منهما كرئيس قوي بحيث ان وصول اي منهما حين يحين ذلك يكون قد فقد معناه وزخمه. كما من حق المسيحيين عدم انتظار الاخرين ليقرروا لهم هوية الرئيس المقبل متى كان الامر لا يزال متاحا امامهم لتقويم الامور في ضوء حظوظ الربح والخسارة التي يجب ان تكون غدت واضحة جدا. وتستحق المحافظة على الحضور المسيحي في لبنان وتاليا في المنطقة تقويما منطقيا بعيدا عن المصالح الشخصية المباشرة ومراجعة واقعية وجدية يجب ان تفضي الى تنازلات على مستوى رجالات دولة وتليق بهم.

 

تغيير النظام لم يعد مطلباً بل صار واقعاً الشراكة الوطنية مهدّدة تحت وطأة التهميش

سابين عويس/النهار/25 نيسان 2016

لا يخرج كلام نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم أمس على الاستحقاق الرئاسي وقوله إن "أزمة الرئاسة طويلة"، عن السياق العام لموقف الحزب التعامل مع الاستحقاق ببرودة، وعدم تسهيل إنجاز الانتخاب من خلال التمسك بمرشحه للرئاسة العماد ميشال عون على حساب المرشح الآخر من فريق الثامن من آذار النائب سليمان فرنجية، من دون الحسم بينهما، بل ترك الأمور تأخذ مداها على قاعدة أن الاستحقاق مسيحي بامتياز، وعلى المرشحين التفاهم في ما بينهما، وان العوامل الإقليمية المنتجة للتسوية لم تتضح بعد. لكن مع قرب انتهاء السنة الثانية على الشغور في سدة الرئاسة، لم يعد خافيا أن ساعة الاستحقاق لم تحن بعد وان ظروف انتخاب رئيس جديد لم تنضج. والواقع أن ملء الوقت الضائع والفراغ من خلال التلهي بملفات داخلية يبرز العجز المتمادي للتركيبة السياسية على الحكم، ويدفع أكثر نحو مزيد من الانهيار وانحلال مؤسسات الدولة تمهيدا للوصول الى مرحلة تصبح فيها الحاجة ملحة الى اعادة تكوين سلطة جديدة وفق نظام سياسي قادر على الحكم، يأخذ في الاعتبار القيود والعقد التي حكمت البلاد في حكم الفراغ. لم يعد المؤتمر التأسيسي الذي أطلق شرارته الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله قبل أعوام مجرد فكرة أو اقتراح، ولم يعد الكلام على المثالثة مجرد هواجس أو مصدر قلق للوسط المسيحي الذي بات يلمس لمس اليد الخطر الذي يتهدد الشراكة الوطنية بين المسيحيين والمسلمين. ا يتوقف تهميش المسيحيين على إبقاء الموقع المسيحي الاول في الدولة فارغاً، بل ينسحب على نزع ما تبقى من صلاحيات قليلة أبقاها له دستور الطائف بعدما سحب الصلاحيات الاستثنائية من يد الرئيس المسيحي ووضعها في يد رئيس الحكومة. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل أبرزت الممارسات الأخيرة انتزاعا تدريجيا لمواقع مسيحية. فمن موقع المدير العام للأمن العام الى المدير العام لجهاز أمن الدولة، آخر الملفات المفتوحة، مرورا بموظفين في عدد من الوزارات، لم تنجح المناشدات المسيحية في منع التشكيلات والمناقشات في شأنها.

والمفارقة أن استهداف المواقع المسيحية انسحب أيضا على مواقع سنية في إطار ما فسرته مراجع سياسية بأنه انتزاع تدريجي كذلك لمكامن السلطة من يد الطائفة. يكفي النظر الى انتقال القرار المالي الذي ظل لعقود في يد الطائفة السنية الى الطائفة الشيعية في وزارة المال، حيث يحمل وزير المال حق التوقيع الثالث الى جانب رئيسي الجمهورية والحكومة. يترافق ذلك مع السلطة التي يملكها المدعي العام المالي. وبهذا، يصبح التقاسم الجديد للسلطة أمرا واقعا، لا يحتاج تكريسه الى الورق ما دام محكوما بميزان القوى المفروض على أرض الواقع.

لا تبدو الانتخابات البلدية والاختيارية التي تبدأ أولى دوراتها مطلع الشهر المقبل إلا مسرحا لصرف النظر عن دخول الفراغ الرئاسي عامه الثالث من دون أي أفق مفتوح على حلول أو تسويات قريبة.حتى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لم يتمكن من إغداق وعد أو إعطاء فرصة أو احتمال، ولو ضئيلا، بإمكان الإفراج عن الرئاسة. فمحادثاته مع الراعي الايراني في شأن الاستحقاق اللبناني لم تكن مرة مثمرة، في حين ينقل بعض من تسنى لهم لقاء المسؤول الفرنسي تشاؤمه حيال مستقبل النظام السياسي في لبنان.

وهذه حال غالبية الغربيين المتابعين للملف اللبناني الذين باتوا يلمسون أن الوصول الى إجراء انتخابات رئاسية لا تزال دونه عقبات ذات صلة بالنظام السياسي القائم.

وفي حين تستمر المملكة العربية السعودية في ضغطها على لبنان رغم كل المحاولات والجهود التي يبذلها رئيس الحكومة والفريق السياسي القريب منها من اجل عدم تخلي المملكة عن لبنان، لا يمر أسبوعان إلا يزور لبنان مسؤول إيراني بيروت في إطار مواكبة الوضع اللبناني عن كثب. علما أن رئيس الحكومة كان نُقل اليه خلال وجوده في اسطنبول رغبة إيرانية في لقائه. ولا تخفي المراجع السياسية في هذا الإطار تخوفها من أن يؤدي الانسحاب السعودي من لبنان الى التخلي عن الدستور الذي يرعى الحياة السياسية في لبنان والمنبثق من وثيقة الطائف.

 

بلديات تستنسخ الفشل

 نبيل بومنصف/النهار/25 نيسان 2016

لا ندري ونحن على مسافة قصيرة من انطلاق أولى مراحل الانتخابات البلدية والاختيارية ما إذا كان هذا الاستحقاق حمّال وعد بالتغيير الفعلي أم سيكون رافدا إضافيا لتثبيت مفاهيم متكلسة نجح الساسة اللبنانيون في جعلها أسسا لثقافة تستنسخ صراعات السلطة. لا نستبق الانتخابات بطبيعة الحال ولو اننا نعاين شواذات عارمة نراها تتمدد في الكثير من الأنحاء والمناطق في مقدمات التحالفات او المعارك. ولكن ما يثير الخشية المبكرة على الحصيلة التغييرية التي يفترض ان تحملها هذه الانتخابات هو اندفاع في استعارة الكثير مما شوه ويشوه واقع السياسة والتمثيل وإسقاطه حرفيا على الاستعدادات الانتخابية البلدية. في رأس هرم هذه الظواهر ان نرى مثلا زحف ثقافة التخويف من المعارك الانتخابية في اكبر المدن كما في أصغر القرى حين يعز على المقتدرين واصحاب النفوذ حسم النتائج سلفا لمصلحتهم فيغدو التحالف الانتخابي عاملا قاتلا للتغيير ونفض القديم وإفقاد المجالس المنتخبة تاليا فرصة ضخها بالعنصر المجدد والمحدّث والنظيف. ثمة تقليد قديم في واقع توافقات أهلية صاحبت دوما الاستحقاقات البلدية والاختيارية ولكن ضمن أُطر ضيقة لم تكن على خلفية مماثلة للواقع الماثل حاليا. اذ أنه مع بلد يعاني نظامه الديموقراطي أزمة وجودية لا يبدو مقبولا أقل من انتفاض الناس على قواعد لعبة أسرتهم في السياسة "العليا" من خلال ثورة حلال من تحت، أي من حيث يمكنهم ان يثأروا للأقفاص التي حجزتهم فيها السياسة. أخذ ويؤخذ دوما على اللبنانيين، عن حق مرات وعن ظلم مرات أخرى ، انهم فقدوا ميزة فريدة عن سائر شعوب العالم العربي وباتوا أشبه بالشعوب المنصاعة لأنظمة الطغاة والديكتاتوريين . يحمل الناخب اللبناني هذه التبعة متى استعار من سلطته آثامها وأعاد تثبيتها في صندوقة ايا تكن طبيعة استحقاقها بلدية غدا أم نيابية بعد سنة. ليس "التوافق" معياراَ انتخابياَ صحيحا الا اذا حمل الصفوة والنخبة مثلما قد تأتي به معركة انتخابية تغييرية وصحية . وليس معيار معركة انتخابية اثارة العداوات والحروب الصغيرة والكبيرة كما يجري تعميم هذا المفهوم الجاهلي القاتل لكل أمل بالتغيير. وليست زحلة وجونية وبيروت وطرابلس أهم وارقى وأعلى رتبة في استحقاق انتخابي من اصغر قرية في عكار شمالا الى الناقورة جنوبا وما بينهما في سائر انحاء لبنان. انها قصة معايير وثقافة ديموقراطية اولا وأخيرا، والمجلس البلدي في أي مدينة أو قرية ليس ولا يجب ان يكون الصورة المستنسخة عن "حكومة وفاق وطني" وإلا حكم على نفسه سلفا بالإعدام والشلل والتعطيل الحتمي. ولعل أحدا لا يود ان نمضي في تعداد سائر الأفضال والمآثر "التوافقية" السلطوية الاخرى التي تسير يومياتنا على وقعها الفواح !

 

الشيخ سليم

عقل العويط/النهار/25 نيسان 2016

تحضرني بين حين وحين، في غمرة الانهيارات القيمية الرهيبة التي تعصف برجال الدولة والمؤسسات، وجوهٌ مشرقة، وأكفٌّ ناصعة، ووجداناتٌ ساهرة، تحصّن الأنفة والكبرياء والأمل، وتمنع الكثيرين من السقوط في فخاخ الغواية واليأس والهزيمة. وإذا كان الانصياع يسهل على الكثيرين من أهل هذا الزمن، فثمة من لم يرضخوا، وهم لا يزالون صامدين في وجه أعتى الرياح، يتحدّون الإغراءات، ويهزأون بالمشقات والأخطار، ويواصلون فتح الآفاق وكسر الحواجز والأطواق. أعرف بعض هؤلاء عن كثب، وأعرف بعضهم الآخر موضوعياً من طريق ممارستهم الطويلة للشأن العام. أكانت تلك الممارسة في السياسة أم في الإدارة أم في التربية أم في القضاء... أم في الحياة العادية. الشيخ سليم العازار، الذي عمل قاضياً، ورئيس محكمة التمييز، وكان من أعضاء المجلس الدستوري، هو نموذجٌ مذهل للنزاهة الفكرية والوجدانية والثقافية، ومثلٌ يُحتذى للناس الذين ينذرون حياتهم وأشغالهم لتجسيد الإباء والحرية وكرامة العقل والحقّ والعدل والإنصاف والشرف. عندما حاول الشيخ سليم، يوماً، أن يجسّد هذه القيم في مستنقع السياسة اللبنانية، وجد نفسه وحيداً ومطعوناً، كأسدٍ نادرٍ جريح، وسط غابة بشرية من المرتزقة والانتهازيين والوصوليين، همّهم الكذب والافتراس والنهب والخيانة وإزهاق الحقيقة. أفكّر في هذا الرجل، وخصوصاً عندما تشتدّ الملمّات، وتعصف الضغوط، وترمي بثقلها على ضمائر القضاة، الذين تعرّضهم حقارة السياسة ودناءة السياسيين لأبشع أنواع الابتزاز والذل والمهانة. يهمّني شخصياً أن أذكّر دائماً بتجربة هذا القاضي، لأقول للقاصي والداني إن الشرف لا يُهان، ولا الحرية، ولا الكرامة، عندما يعرف المرء، أكان سياسياً، أم قانونياً، أم شخصاً عادياً، أن إشهار الحقّ وعدم الخنوع، لا يكلّفان الكثير: فقط إرضاء الوجدان، والاستضاءة بهديره المدوّي في أعماق الضمير!

 

«حزب الله» وسياسة.. «تغطية السموات بالقبوات»

علي الحسيني/المستقبل/25 نيسان/16

يبرع «حزب الله» في قلب الحقائق وتحويرها بما يتناسب مع مصالحه أو مع الحالات والمراحل الإستثنائية التي تُفرض عليه، تماماً كما يبرع في البحث بين الأكوام عن مشكلة عالقة أو ملف من هنا أو هناك يستغلّه من أجل تلميع صورته أمام الرأي العام لما لهذا الأمر من فائدة ترتد عليه نفعاً داخل بيئته بعدما أصبح عاجزاً عن تقديم أي إنجاز لها بعدما تخطّت خسائره في سوريا حدود المعقول وتجاوزت حتّى المنطق العسكري والسياسي. لا يتوانى «حزب الله» عن احتضان جميع الملفات المطروحة في البلد مهما كبرت أو صغرت وجعلها عناوين اسبوعية يطرحها على اللبنانيين بعد ايهامهم بأنه الأحرص عليهم وعلى مصالحهم، وهو ما يسير عليه اليوم تحت حجّة مكافحة كل أنواع الفساد من شبكة الإتجار بالبشر وقضية «الأنترنت» غير الشرعي وقبلهما ملف النفايات، هذا مع العلم أن الباحث في أزمات لبنان القديمة منها والطارئة، سيجد أن «حزب الله» مسؤول عن معظم حالات الفساد الموجودة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر وذلك إمّا من خلال تعطيله حالات التوافق كما هو الحال في ملف رئاسة الجمهورية، أو من خلال منحه المرتكبين والمطلوبين غطاء حزبيّاً يرفع عنهم المُحاسبة ويجعلهم في مرتبة «القديسين». يشعر «حزب الله» اليوم أنه في أشد الحاجة إلى جمهوره الذي أصبح ينظر إلى قضايا حزبه على أنها تحصيل حاصل وربما امر واقع، وهذا ما يظهر بشكل جدي من خلال المناسبات الحزبية التي لم تعد تحشد الأعداد التي كانت تجمعها من قبل خصوصا في حالات المآتم سواء في القرى أو في الضاحية الجنوبية، وهناك من يقول ان سبب الإحجام عن المشاركة خلال المناسبات هذه، هو أن الموت اصبح بالنسبة إلى جمهور «حزب الله» أمرا مفروغاً منه بحيث صار مرور جنازة عنصر من الحزب بين الأحياء لا يحتاج إلى أكثر من إغلاق المؤسسات والمحال التجارية لفترة وجيزة ريثما تمر الجنازة، وهذا بحد ذاته يُعتبر تحوّلاً أو مفصلاً هاماً لدى الجمهور لكنه بالتأكيد لا يُزعج «حزب الله» الساعي إلى أن يُصبح الموت اليومي أمراً شبه عادي في بيئته منعاً للإحتجاجات والإنتقادات التي تُلاحقه. يُلهي «حزب الله» جمهوره بحملات على أحزاب مُحددة ويعده بملاحقة ملفات تحمل روائح الفساد، لكنه نسي أو تناسى أن منظومة كاملة من الفساد طبعت مسيرته منذ نشأته ولغاية اليوم، واحاطت به من كافة جوانبه الأمنية والعسكرية والسياسية حتى تصدرت كوادره وعناصره لائحة الأرقام القياسية في عدد مذكرات التوقيف الصادرة عن أعلى جهات قضائية تنوعت بين دول أوروبية وأخرى عربية وسط أسئلة عن مصير حزب بدأ عمله كمقاومة قبل أن ينتهي على أبواب العدالة الدولية. وحمايته لهؤلاء العناصر والكوادر، ما هي إلّا جزء من تخفيف الاحتقان ضده داخل بيئته وإلاّ لكانت أسماء المُرتكبين والمُختلسين من داخل قيادة الحزب قد وزّعت ضمن نشرات يوميّة في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية. ضمن سياسة التعمية عن الحقائق التي يُمارسها «حزب الله» بين جمهوره وداخل بيئته، سعى خلال الأيام الماضية إلى حرف الأنظار عن أعداد الإصابات التي لحقت بعناصره في كل من ادلب وحلب خلال الأيام الماضية وهو الأمر الذي ظهر من خلال مراسم التشييع التي أقامها في مناطقه، فكان القرار من القيادة بالتركيز على ملف الفساد وهو ما استُكمل أمس على لسان وزراء ونواب الحزب وعلى رأسهم نائب الأمين العام لـ»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم الذي استعاد نغمة شبكة الإتجار بالبشر و»الإنترنت». والأنكى من هذا كلّه تبنيه «شعاراً« جديداً من خلال قوله «ليكن معلوماً للجميع، شعار الحزب ومواقفه في الداخل اللبناني أننا سنبني الدولة وكل ما يحتاجه هذا البناء، وأما الحدود فسنحميها بكل متطلبات الحماية«. لكنه لم يسأل نفسه عمّا إذا كانت حماية تجار «الكابتاغون» وغض الطرف عن عصابات السرقة والتشبيح في الضاحية، وحماية المطلوبين، وإرسال الشبان إلى الموت في سوريا، تقع ضمن هذا الشعار!.

 

الانتخابات البلدية ومعزوفة «الابتعاد عن السياسة»

وسام سعادة/المستقبل/25 نيسان/16

عشية كل انتخابات بلدية كما كل انتخابات نقابية، تساق مقولة «النأي بالاستحقاق عن التسييس«. مقصد النأي في كل مرة يختلف، وكذلك وجهة الردّ عليه. فالدعوة الى ابعاد السياسة عن الانتخابات البلدية تأخذ تارة لباس المجتمع الأهلي، أي «تركها« للعائلات، كما لو كان المجتمع الأهلي «ما تحت سياسي«، وتأخذ لباس المجتمع المدني تارة أخرى، أي «افساح المجال« لـ«الكفاءات«، كما لو كانت السياسة عارضاً يتسبب بإدخال الزغل الى النفوس، فلا تعود تسهّل مهمّة «الكفاءات«، وكما لو كانت كفاءات المجتمع المدني هذه «ما فوق سياسية«. فكرة انتخابات لا دخل لها بالسياسة هي بحد ذاتها فكرة عبثية. اذ كيف يكون الاستحقاق ديموقراطياً، وكيف يجري الاصرار على اعتبار البلديات «ديموقراطية محلية« والمناداة بتوسيع صلاحياتها في ضوء ذلك، ان كانت السياسة في واد، والبلديات في واد آخر. السياسة في كل مكان. انكار التسييس، أو النأي بالذات عنه، هو تسييس سلبي. قد يكون تسييساً سلبياً محتقناً عن وجه حق من أنماط متفشية من السياسة الغليظة، المُحبطة، الهستيرية، المُدمّرة، لكن ايجاد موطئ قدم لسياسة تراكمية، تفاعلية، تداولية، تحررية، لا يكون بدفن النعامة رأسها في الرمل، لا في رمل تصور الاستحقاق البلدي كاستحقاق فولكلوري، تختلق - سياسياً - لأجله العائلات الكبيرة من جديد (اذ يجري الكلام آخر أسبوعين كما لو كانت العائلات الكبيرة كيانات منتظمة تعقد دورياً مجالسها العشائرية على امتداد الجغرافيا اللبنانية، في حين أن العشائر نفسها بلغت درجة من الذرية أكثر بكثير مما تخفيه يافطتها)، ولا في رمل تصور الاستحقاق البلدي كاستحقاق «برمجة انمائية«، تطرح خلالها المنظمات غير الحكومية بضاعتها المترجمة غير المعنية، لعلّ وعسى تصيب بعض الناس بـ«توعية«. في الانتخابات البلدية، كما في الانتخابات النقابية، ثمة مصالح طبقية وطائفية وجيليّة ومناطقية وجهوية متناقضة، ثمة معارضة وسلطة، ثمة أشخاص أقدر من أشخاص عن التعبير عن الفكرة نفسها، وثمة قبل كل شيء انعكاس وامتحان للتيارات السياسية الأساسية.

الانتخابات البلدية سياسية بامتياز، لكن سياسيتها مختلفة عن سياسية الانتخابات النيابية. ليس لأن البلدة هي وطن قائم بذاته، وهذه انتخاباته، بل العكس تماماً. لأن مآل المعركة في بلدية صغيرة يتجاوزها. طبعاً، سياسية الانتخابات البلدية غير سوية في بلد يفصل فيه بين الانتخابات البلدية وبين مكان السكن، في وقت يتكثف أكثر سكانه في بيروت الكبرى، ويخوض كثير منهم على أرض بلديات يسددون لها الرسوم ولا يشاركون في اختيار مجالسها، معاركهم هم في انتخابات افتراضية لبلديات متخيلة يأتونها في الغالب للاصطياف أو قضاء العطل. العمل البلدي في تقنيته ليس سياسياً فقط، وكذلك هو العمل النقابي، لكن أيضاً العمل التشريعي النيابي. كل عمل في أي مؤسسة، في أي سلطة، تقلّ سياسيته كلما زادت تقنيته. لكن هنا بيت القصيد أيضاً: من الخطأ دفع الجانب التقني الاداري لاستلاب العمل البلدي، أو النقابي، أو التشريعي البرلماني. السياسة هي الرئة، الرئة كي لا يستأثر الاختزال التقني الاداري المحض للأعمال بكل شيء. العلم السياسي هو في مكان أساسي منه النقيض للعلم الإداري، بخلاف الميل المتعاظم لاختزال هذا في ذاك، وقضم هذا بذاك، في اللغة الركيكة لعدد من المنظمات غير الحكومية. أما أهم محك لسياسية الانتخابات، أي انتخابات، فهو ان المشارك بها ترشحاً، يفترض به أن يسعى للفوز، وأقل ما هو مطالب بتقديمه للناس هو تصوره لكيفية فوزه، وليس فقط ماذا سيفعل في حال الفوز. واذا كان لا يترشح من أجل الفوز، بل من أجل ايصال «فكرة« أو الوقوف بوجه «محدلة«، عندها لا يمكنه أن يقول ماذا سأفعل في حال فزت.

 

صناعة المعارضين في سورية

الياس حرفوش/الحياة/25 نيسان/16

ليس مهماً بالنسبة إلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ولا طبعاً بالنسبة إلى رئيس وفد النظام السوري إلى مفاوضات جنيف بشار الجعفري أن ينسحب وفد الهيئة العليا للمفاوضات أو أن يبقى. هناك دائماً معارضون جاهزون في مصانع النظام، للحلول مكان هؤلاء. لافروف يرى أن انسحاب وفد الهيئة هو «خسارة» لها وحدها وليس لأي طرف آخر. أما الجعفري فيقول إن انسحاب الهيئة «ليس مشكلة كبيرة لنا»، فهي في نظره ليست الممثلة الوحيدة للمعارضة السورية. ومع تحوّل الجعفري إلى خبير نفسي، أضاف أن هيئة المفاوضات تضم «مراهقين سياسيين»، لم يدركوا الهدف من المشاركة في جنيف!

حسناً، ما هو هدف هذه المشاركة إذن؟ في نظر النظام السوري لا بد أن يكون الهدف هو إعادة إنتاج بشار الأسد، بعدما أصبح فاقد الصلاحية في نظر معظم العرب والجزء الأكبر من المجتمع الدولي. هل يمكن أن يصدق أحد أن النظام أرسل وفده إلى جنيف ليفاوض على اقتلاع رئيسه من الحكم؟ النظام موجود في جنيف لإيهام العالم أنه لا يمانع في البحث عن حلّ للأزمة، حلّ يكون وفق شروطه طبعاً. والمعارضة موجودة في جنيف بعد أن خضعت لضغوط إقليمية ودولية (أميركية وروسية وأوروبية) إضافة إلى ضغوط الأزمة الداخلية التي تفرض عليها السعي إلى حل، بالحد الذي يمكن قبوله.

سعى النظام وحلفاؤه إلى إنجاح عملية إعادة إنتاج بشار الأسد من خلال: 1- قطع الطريق على إمكان بقاء المعارضة في المفاوضات برفض الحديث في مسألة الانتقال السياسي، التي تشكل المطلب الأساسي للسوريين. ففي جولة المفاوضات الأخيرة طلب رئيس الهيئة رياض حجاب من المبعوث الدولي دي ميستورا جدولاً زمنياً للانتقال السياسي، لأن الهيئة بما تمثله من قاعدة عريضة للمعارضة لا يمكنها القبول بأقل من تخلّي الأسد عن السلطة، بعد كل الدماء التي سالت والخراب الذي حلّ بالبلد كنتيجة مباشرة لأوامره وأوامر المجموعة الأمنية المحيطة به. 2- اختراع مجموعات معارضة تعمل تحت مظلة النظام وبتوجيهات منه أو من حليفه الروسي، ولا تتمتع بأي تمثيل أو حيثية على الأرض، للايحاء بأن الهيئة العليا لا يحق لها احتكار تمثيل المعارضة. ورافقت ذلك عروض من هؤلاء «المعارضين» شملت الموافقة على حكومة موسعة أو تعيين نواب للرئيس، لقطع الطريق على مطلب إزاحة الأسد. 3- ابتزاز المجتمع الدولي والشعب السوري بمسألة الحفاظ على الهدنة، لإعطاء الانطباع بأن انفراط عقد التفاوض سيؤدي إلى انهيارها، مع أن هذه الهدنة لم تعد قائمة فعلاً، بعد أعمال القصف في حلب وغوطة دمشق وسواهما، كما أن النظام لم يلتزم خلال فترة التفاوض أياً من الشروط التي كان من الضروري أن ترافق الهدنة، وهي: إطلاق المعتقلين، رفع الحصار عن المدن، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية. وبالطبع يدخل ابتزاز النظام في إطار علاقة التلازم التي فرضها على السوريين، بين قتلهم أو البقاء فوق رؤوسهم: أحكمكم أو أقتلكم. ما هو الدور الذي يلعبه المبعوث دي ميستورا، والمجتمع الدولي من ورائه، في وجه هذا التلاعب السوري بالمفاوضات؟ تقول أوساط المعارضة إنها لم تفاجأ بقرار دي ميستورا المضي في المفاوضات، بعد انسحاب وفد الهيئة العليا. لم يكن المبعوث الدولي قادراً على غير ذلك أمام الموقف الروسي الذي عبّر عنه الوزير لافروف بقوله إن الهيئة هي التي خسرت بانسحابها، وبتبنيه موقف النظام من أنها ليست الجهة الوحيدة التي تمثل المعارضة. غير أن دي ميستورا يعرف أن المفاوضات لا يمكنها أن تخرج بأي نتائج في غياب الهيئة، التي تسلمت منه، كما قال أحد أركانها، رسائل مكتوبة قال فيها المبعوث الدولي إن الهيئة هي الوفد المفاوض باسم المعارضة، كما أكد دي ميستورا أن الوفد الذي يستطيع أن يفرض الالتزام بالهدنة هو الذي يمكن اعتباره ممثلاً للمعارضة، وقد أثبتت هيئة التفاوض قدرتها على ذلك من خلال إعلان 107 فصائل ثورية وعسكرية موافقتها على الهدنة مع بدء المفاوضات الأخيرة. الجميع يعرف من هي المعارضة الحقيقية في سورية، من يمثلها وماذا تريد تحقيقه. الجميع بمن فيهم النظام السوري. أما عمليات صناعة «معارضين» للتفاوض معهم، والحديث عن انشقاقات داخل هيئة المفاوضات، فلا تخرج عن محاولات إنكار الواقع الذي يواجهه النظام، وهي المحاولات التي ساهمت إلى حد بعيد في إطالة عمر الأزمة إلى اليوم.

 

من لبنان إلى البرازيل

معن البياري/العربي الجديد/25 نيسان/16

ربما يعدّ لبنان أكثر بلد عربي يتحدّث فيه الإعلام، وسياسيون ومثقفون بلا عدد، ونوابٌ ووزراء، كما رأيٌ عام واسع، عن فسادٍ متوطّنٍ فيه، من دون مساءلةِ أيِّ متهمٍ به في أي ملف، فلم يحدُث أن حوكم أي مسؤولٍ راهن أو سابق، بتهمة ارتكابه شيئاً من هذا الفساد الوفير. وينتسب التراشق، المستجدّ بين الوزير نهاد المشنوق والنائب وليد جنبلاط، واتهام كل منهما الآخر بالفساد، إلى هذا الفلكلور اللبناني الذي تألق ميشال عون فيه طويلاً، عندما كان يُفرط في الانفعال، وهو يخطب أمام "جماعته" عن الفاسدين، فيما هو نائبٌ منتخبٌ، وفي وسعه أن يقدّم ملفاتٍ في اتهاماته هؤلاء للقضاء، بدل المهرجانية التي تفوّق فيها، إبّان همّته التي صارت فاترةً، على نظرائه من الزعامات إياها في حالاتهم المهرجانية. وفيما لم يعد اللبنانيون يأخذون هذه المشاهد على محمل الجد، انتبه كثيرون منهم إلى أن واحداً من أرومتهم يقترب من رئاسة البرازيل، فيما صار عدّهم جلسات مجلس النواب لانتخاب رئيسٍ لبلدهم أقرب إلى الفكاهة (38 مرة). ولكن، من دون التحديق في أن ميشال تامر هو نائب الرئيسة الحالية، البلغارية الأصل، واليسارية، ديلما فانا روسيف، وأحد الذين يحفرون ضدّها لإطاحتها، وسط أزمةٍ سياسيةٍ، وزوابع بشأن فساد ثقيل هناك، يتردّد اسم هذا الرجل واحداً من أعلامه، وهو حليف رجال أعمال موصوفين بأنهم غير نظيفين، وفي أرشيفه أنه كان من أهل الحظوة لدى الحكم العسكري، قبل أن تنعطف البلاد إلى مناخ مدني ديمقراطي في العام 1985، تأهلت في أثنائه روسيف، في 2010، للرئاسة، وتواجه، منذ أسابيع، حملة تتهمها بفسادٍ تنفيه بالمطلق، ساهمت فيها أغلبيةٌ في مجلس النواب، نجحت في التصويت لطرح موضوع إزاحة روسيف في مجلس الشيوخ الشهر المقبل.نقرأ أن الفساد في البرازيل جزءٌ من ماكينة الدولة، بحسب خبيرٍ في شؤونها، وأن فضيحتين كبريين يخوض الإعلام والرأي العام هناك بصددهما كلاماً كثيراً، ويجري تحقيقٌ فيهما، وثمّة أسماء وفيرة في مجلسي النواب والشيوخ وفي السلطة متهمة، أو يتردّد تورّطها فيهما. والأوضح، في مجمل التفاصيل، أن الجهد الذي ينشط ضد الرئيسة روسيف لا يتهمها بفسادٍ استفادت منه، أو باختلاس أو حساباتٍ مشبوهة أو تربّح أو استغلال نفوذ، مما يُرمى به نواب وفاعلون ينخرطون في الحملة ضدّها، وإنما هو تلاعبها في حساباتٍ عامة، تقول إنه أمر معهود، سبق أن بادر إلى مثله أسلافٌ لها في الرئاسة. وأياً تكن مواضع الحق والحقيقة معها أو ضدّها، وهذا شغل مختصين وقانونيين، فإن من الحق والحقيقة أن يُلاحظ أن الاستهداف الذي تُواجه به الرئيسة لا يعود بالضبط إلى هذه القصة، وإنما لخياراتٍ اشتراكيةٍ انتهجتها وحزبها العمالي، مواصلةً بذلك ما دشّنه سلفها، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا. الأمر الذي يؤكده التحالف بين لوبي الفساد واليمين المتوحش، بدعاوى النيوليبرالية، والذي يقود الحملة ضد الرئيسة التي تعلن أنها "لن تدع نفسَها تُذبح"، واتهمت نائبها، المبْتَهج به في البلدة اللبنانية التي ينحدر منها، وآخرين معه، بقيادة "التآمر" عليها.

لا بأس من مقادير من التعاطف مع ديلما روسيف، الرئيسة المحبوبة من أغلبيةٍ عددية في البرازيل، خصوصاً من الفقراء، طالما أن نواباً كثيرين ممن نجحوا في الخطوة الأولى لإطاحتها ليسوا على نظافةِ اليد والنزاهة المطلوبتين، بل هم حلفاء تكتلٍ واسع من رجال أعمال فاسدين أو مشبوهين، حاربهم دا سيلفا، وواصل حزب العمال، في سياسة الائتلاف الحكومي، المهتزّ أخيراً، فرض ضوابط على حركة أموالهم، في غضون عمليةٍ إصلاحيةٍ صعبة، لم تأت نتائجها بالثمار المتوخّاة تماماً، وإن تبدّت مكاسبها منظورةً، وانتفعت منها شرائحُ غير قليلة في المجتمع. كأن الفساد في لبنان موضوعٌ للدردشات والنمائم ومواسم الخطابة، فيما هو في البرازيل موضوعُ حربٍ جديّةٍ، يخوضها الخصوم ضد بعضهم بأدواتٍ مشروعة وغير مشروعة، قد تكون من ضحاياها الرئيسة ديلما روسيف، مظلومةً على الأغلب.

 

اقبلوا بتوطين الفلسطينيين أو السوريين" هل صحيح أن هذا ما سمعه مسؤول لبناني ؟

رضوان عقيل/النهار/25 نيسان 2016

تعيش المخيمات الفلسطينية، ولا سيما في عين الحلوة، حالا من الترقب والحذر بعد اغتيال القيادي العسكري في "فتح" فتحي زيدان في صيدا قبل عشرة أيام. وجاءت عملية تصفية الأخير على بعد عشرات الامتار من حرم ثكنة الجيش ومكاتب مديرية مخابرات الجيش في الجنوب. وسلطت الضوء من جديد على الخلافات الفلسطينية الداخلية التي لم تنج منها "فتح". ويأتي هذا التطور الامني في وقت لم يغب موضوع التوطين عن لقاءات المسؤولين اللبنانيين مع أقرانهم الأجانب، سواء في بيروت أو خارجها، وخصوصا في الدوائر الاوروبية والاميركية، من دون التقليل في الوقت نفسه من أن ثمة من يكبر حجم هذا الحجر في الداخل. ويعترف المسؤولون عن الفصائل، على مختلف تشكيلاتها، بأن الاهالي في عين الحلوة ولا سيما الذين يعملون في قطاع الخدمات والتجارة ضاقوا ذرعا بأعمال الفوضى والخروق الامنية وإلقاء القنابل وتهديد الحياة اليومية للاجئين الفلسطينيين الذين لم ينقصهم إلا لجوء عشرات الالوف من اخوتهم الذين يقيمون في سوريا. وثمة أعداد من الفئة الاخيرة توجهت الى بلدان أوروبية عن طريق البحر الى تركيا. وفي ظل المناخ غير المطمئن في عين الحلوة الذي يؤوي نحو مئة ألف لاجىء، لا تزال بعض الاطراف و"الدكاكين العسكرية" في عدد من الاحياء تعمل على توتير الاجواء بين الفينة والأخرى، لتأخذ الامور منحى تصاعدياً. ولا أحد من قيادات الفصائل يستطيع أن يقول إن الوضع مستتب في عين الحلوة. والتحقيقات متواصلة لكشف هوية من أقدم على قتل زيدان، وهذا الملف أصبح في عهدة السلطات الامنية اللبنانية. ويؤكد قيادي فلسطيني هنا أنه ليس من الصعوبة معرفة الجهة التي وقفت وراء الاغتيال من أجل ألا تكون على غرار عمليات سابقة" التهمها" الغبار والنسيان، ولا سيما أن ثمة جملة من المعطيات الحسية تمكّن المحققين من التوصل الى قتلة زيدان، إذا تم التعاون الفلسطيني المطلوب وتحديد من زرع العبوة في السيارة التي خرجت من مخيم المية ومية. ويردد قيادي هنا: "ما زلنا ننتظر نتائج التحقيقات".

ويقرّ الجميع بالخلافات داخل البيت "الفتحاوي"، مع استبعاد ان تكون احدى الجهات في الحركة وراء مقتل زيدان، ولا سيما ان الرجل لم يكن على خلاف مع اي طرف سوى قيامه بالمهمات العسكرية التي كانت تطلبها قيادته منه، ولم يشكل أي محور في صفوف "فتح". وثمة من يعتقد أيضا أن المجموعة المنضوية تحت اسم "الشباب المسلم" لا قدرة لها على تنفيذ هذا النوع من العمليات المحترفة التي تقف خلفها أصابع اسرائيلية او عربية بأدوات فلسطينية، "وما أكثرها".وعلى الخط السياسي الموازي للامني، يتتبع قادة الفصائل ما يصلهم من معلومات عن ملف التوطين الذي يشغل جهات لبنانية عدة، ولا سيما ان مسؤولا لبنانيا كان قد استقبل شخصية غربية مؤثرة وكان محور الحديث عن اللاجئين السوريين وما يتكبده لبنان في هذا الخصوص. ولم تستعمل هذه الشخصية القفازات الديبلوماسية عندما تناولت موضوع التوطين وإبداء حماسة ظاهرة "للقبول بتوطين 400 ألف فلسطيني في لبنان بدل القبول بتوطين مليون ونصف مليون لاجىء سوري على أرضكم، وما عليكم في النهاية الا اختيار واحد من الطرفين، اي بمعنى أن تقبلوا بالفلسطينيين أو بالسوريين". يعترف المسؤول اللبناني هنا بأنه أصيب بالذهول في اللحظة الاولى، ثم تلقى ضيفه الجواب المناسب والرافض لهذا الطرح "الذي أول من تنتظره اسرائيل".

بلغت أصداء هذا الحوار قياديا فلسطينيا يؤمن بأن الرافض للتوطين اولا هو الفلسطيني نفسه قبل اللبناني، على الرغم من المعاناة اليومية التي تواجه الاول في العمل والتملك، إضافة الى الاوضاع الامنية غير المستقرة التي يعيشها، وخصوصا في عين الحلوة، إضافة الى تهرب "الاونروا" من القيام بالواجبات الطبية والتعليمية المطلوبة منها حيال اللاجئين. وتتحدث المعلومات عن ان نصف اللاجئين الفلسطينيين في سوريا اصبحوا خارجها، ويقارب عددهم نحو 300 ألف، وأكثرهم من مخيم اليرموك. ويحذر القيادي من الاستمرار في انتهاك حقوق الفلسطيني في لبنان، وان "كل ما فعلته لجنة الحوار مع الدولة اللبنانية "لا يتعدى بعض التحسينات وتحقيق ثلاثة في المئة من المطالب على صعيد العمل وتملك المنازل، وهي لا تكفي، وان هذه المماطلة ستولد المزيد من الازمات عند الفلسطيني وتدفعه في النهاية الى شطب قضيته والقبول بالتوطين الذي يصبح مع مرور السنين أمراً واقعاً اذا لم تسوّ هذه القضية في الاصل

 

"حزب الله" يحاول التأقلم مع واقع العقوبات!

منير الربيع/المدن/الأحد 24/04/2016

تحولت العقوبات الأميركية مع بدء سريانها ضد "حزب الله" إلى واقع يدفع حكماً إلى محاولة البحث عن طريق للإلتفاف حولها، من أجل إفراغها من مضمونها، وعلى الرغم من أن ذلك يبدو مستحيلاً، إلا أن الحزب يحاول قدر الإمكان التخفيف من تأثيراتها ونتائجها. يعتبر "حزب الله" ان الضغوط التي تفرض عليه، هي بهدف التأثير على خياراته السياسية، وبالتالي استدارجه واجباره على الموافقة على التسويات في المنطقة، كما ان كل هذه الاجراءات تصب في صالح دول الخليج واسرائيل، سواء كان ذلك الآن أم على المدى الطويل. الكثير من المخصصات المالية لـ"حزب الله" توقفت منذ فترة، هذا لا يعني أنها لا تصل من طهران، لكن الحزب لا يصرفها كما كان يفعل سابقاً، بسبب الضغط المالي الذي يتعرض له. تحمل هذه المخصصات اسماء محددة ومرمزة مثل "هدية القائد"، "ولادة الأمير"، "هدية التحفيز"، وهدايا اخرى لها علاقة بالمباركة للنشاط السياسي والعسكري للحزب. وتفيد معلومات "المدن" أن كل هذه الهدايا توقفت بشكل عام، لتستمر فقط التحفيزات المالية للنشاطات العسكرية. لا يتوقع "حزب الله" ان تخف هذه الضغوط قريباً، ويعتبر انها ستطول وستصبح اكثر قسوة، وذلك الى حين الوصول الى تسويات سياسية لأزمات، لكنه يوافق على أن العلاقة بين الولايات المتحدة الاميركية وايران في أفضل احوالها، وتسير بشكل سلس جداً.

عند السؤال عن الازدواجية في الموقف الاميركي حيال ذلك، بمعنى انه في الوقت الذي ترفع فيه واشنطن العقوبات عن ايران، على خلفية الإتفاق النووي، تشددها على ذراعها الاقوى في المنطقة، لا يعتبر الحزب وفق مصادره ان هذا يدخل ضمن الازدواجية الاميركية في التعاطي، وعلى الرغم من سلاسة العلاقة بين طهران وواشنطن، الا ان استمرار الضغط على الحزب مطلب اميركي ثابت، لا بل حاجة للضغط على ايران سياسياً. لن تقتصر العقوبات عند هذا الحدّ، لا بل ستتوسع اكثر فأكثر، خصوصاً ان هناك العديد من الاسماء التي ستظهر، واللائحة وفق ما تشير معلومات "المدن" كبيرة جداً، لا بل لوائح تتضمن شركات لأشخاص في هونغ كونغ وافريقيا وايضاً في لبنان. تأتي هذه التطورات في وقت اصبحت فيه المصارف اللبنانية تقاطع "حزب الله" واي شخص له علاقة به، اضافة الى قطعها مع اي شخص يتعاطى مع اي مؤسسة مالية او مصرفية قريبة من "حزب الله"، كمؤسسة القرض الحسن، اضافة الى وضع اشارة سلبية على بنك صادرات ايران، وهذا نوع جديد من الضغوط ليس على الحزب ومموليه فحسب، لا بل على بيئته بهدف تجفيف كل مصادر التمويل. وتكشف مصادر قريبة من الحزب لـ"المدن" أن البحث عن سبل لمواجهة هذه العقوبات جارية، ان على الصعيد السياسي او القانوني عبر التحضير لاقتراحات قانونية تجنّبه ذلك، بالتعاون مع مصرف لبنان تحت عنوان ان ذلك قد يهدد القطاع المصرفي اللبناني، بدءاً من خرق السرية المصرفية، وصولاً الى سحب العديد من رؤوس الاموال.

 

رسائل إسرائيلية لـ"حزب الله" من الجولان!

سامي خليفة /المدن/الأحد 24/04/2016

بعد إنهاء الجيش الإسرائيلي المناورات العسكرية للواء الاحتياطي من لواء المظليين في سفوح الجولان القريبة من مزارع شبعا اللبنانية، والتي تخللها زيارة رئيس الوزاء بنيامين نتنياهو إلى الجولان وإقراره بتنفيذ عدة غارات ضد حزب الله في سوريا و بعدها الإجتماع الوزاري الأول من نوعه في الجولان أشعلت هذه التطورات  جدلاً حامياً في تل أبيب. تصريحات نتنياهو الأخيرة احتلت المرتبة الأولى في الإعلام الإسرائيلي، إذ سارعت وسائل الإعلام لتحليل أبعادها خصوصاً أنها كانت متعمدة وبتوقيت مدروس، فإسرائيل اعتادت دائماً عدم التصريح رسمياً عن الغارات التي تُنفذها خارج الحدود، وتجاهل كل الاتهامات الموجهة لها، ولم يسبق لها ان عقدت اجتماعاً وزارياَ في الجولان، وهي تأتي في سياق إرسال رسالة مباشرة لـ"حزب الله" وبشار الأسد أن الاقتراب من الجولان ممنوع وأن إسرائيل ستبذل ما في وسعها للحد من قدرات الحزب على الجانب السوري. انسحاب اسرائيل من الجولان التي احتلتها  في حرب عام 1967 وضمتها عام 1981 بحسب موقع التايمز أوف إسرائيل لم يعد ممكناً خصوصاً مع تفكك سوريا وفتح "حزب الله" لجبهة جديدة على حدود الجولان، فهذه المرتفعات التي كانت أهدأ الخطوط الأمامية لإسرائيل لعقود، أصبحت في خطر وهي تشكل أمرا حيوياَ لأمن الدولة العربية يضاهي أهمية الضفة الغربية.

الرد على التهديد هو ما تراه صحيفة "يديعوت أحرونوت" الدافع وراء تصريحات نتنياهو حول الحزب والجولان وزيارته الأخيرة لموسكو وتأكيده لبوتين أن الجولان خط أحمر. وقد عرضت الصحيفة الأسبوع الماضي عدداً من الاحتمالات حول التصريحات الأخيرة، أحدها أن رئيس الوزراء على معرفة بتهديد ملموس أو إمكانية لقيام إيران أو سوريا بإرسال أسلحة متطورة إلى "حزب الله" قد تهدد القدرات التشغيلية للجيش الإسرائيلي، أو قد تشكل تهديداً خطيراً ضد الجبهة الداخلية الإسرائيلية والآبار البحرية، أو الغاز. الاحتمال الاخر تحذير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في روسيا، وقد سبق لنتنياهو أن أبلغ بوتين بامتلاك اسرائيل قائمة من الخطوط الحمراء، وطلب  من الروس السيطرة على صواريخ "SA-22" وصواريخ "سام SA-17"، التي حاول النظام السوري بالفعل إرسالها إلى "حزب الله" في الماضي. أما اخر الاحتمالات فهو أن نتنياهو لا ينوي إرسال رسالة "مباشرة" لـ"حزب الله"، فهذه التصريحات  قد تكون لتعزيز صورته "كسيدٍ الأمن". و قد تآكلت هذه الصورة إلى حد ما في الأشهر القليلة الماضية في ضوء "انتفاضة السكين"، وبعد فشله في منع الاتفاق النووي الإيراني.

وفي ما تصفه الإحباط واليأس المزمن المستمر عند اليسار، ترى صحيفة "إسرائيل اليوم" المقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي أن الأخير عاد بصورة الرجل الحديدي وأن الأحزاب اليسارية كـ"كاديما" و"العمل" و"ميريتس" التي انتقدت بشدة تصريحات نتنياهو حول "حزب الله" تعاني من الإحباط  لثلاثة أسباب رئيسية داخلية، مرتبطة بالعجز عن تقديم مرشح يستحق منصب رئيس الوزراء، وانهيار حلم اليسار الإسرائيلي بالوصول الى سلام في الشرق الأوسط، وابتعاد الإسرائيليين عن الاشتراكية الجوفاء وشعارات البلشفية. وتستغرب من جهتها صحيفة "الجيروزاليم بوست" هذه التصريحات، خصوصاً انه لسنوات منعت الرقابة العسكرية الصحفيين من تغطية ضربات سلاح الجو الاسرائيلي في سوريا التي تهدف إلى إحباط نقل أسلحة متطورة إلى "حزب الله". وعلى الرغم من أن نتنياهو سرب سابقاً عندما كان يشغل منصب زعيم المعارضة، وثيقة من الكنيست نُسبت إلى العميد في الجيش الإسرائيلي تسفي شتاوبر بشأن خطط لعقد اجتماع في واشنطن آنذاك بين رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أمنون ليبكين شاحاك ونظيره السوري ، إلا انه من الصعب معرفة ما إذا كان رئيس الوزراء قرر فضح المعلومات السرية الأخيرة بعد نقاش شامل مع المسؤولين الأمنيين، وأياً كانت الإجابة هناك شيء واحد واضح: إن الوضع في سوريا لم يتغير بشكل ملحوظ على مدى الأشهر القليلة الماضية بصرف النظر عن وجود وقف هش لإطلاق النار بين نظام الأسد والفصائل المتمردة ما يجعل المراقبين في حيرةٍ من امرهم. ومن الواضح أن "حزب الله" لا  تعجبه تصريحات نتنياهو، فتعليقاته تصوره كحزب ضعيف لعدم الرد على الغارات الجوية الإسرائيلية وأنه ليس لديه الرغبة أو النية  لمهاجمة إسرائيل لانتهاكها سيادة سوريا.

وترى صحيفة "هآرتس" من جهتها ترابطاً بين تصريحات نتنياهو حول الحزب واعتبار الجولان أرضاَ إسرائيلية، فالإجتماع الوزاري في الجولان الذي فاجأ الرأي العام، وإدلاء نتنياهو بالتصريحات حول الحزب  بعد خروجه من إجتماع أمني مهم عن سوريا مع مسؤولين كبار في الجيش والاستخبارات، يُفهم منه أن المشاركة الروسية في المنطقة، فضلاً عن التطورات الأخرى في سوريا، كلها تشير إلى أن الأسد باق في منصبه في المستقبل المنظور وأن "حزب الله" سيبقى يقاتل إلى جانبه وبالقرب من الجولان. والأقرب إلى المنطق أن نتنياهو أعرب عن رغبته في إطلاع الأسد، أنه إذا لم توقف اسرائيل اتخاذ خطوات فعالة لوقف "حزب الله" بينما كانت الطائرات الروسية تحلق في سماء سوريا، فمن المؤكد أنها لن تتوقف بعد مغادرة الروس. وتخلص  الصحيفة إلى أن نتنياهو يريد من الأسد و"حزب الله" أن يتذكرا أن إسرائيل هي لاعب رئيسي في المنطقة وستواصل العمل لضمان مصالحها وتضرب بقوة عندما تقتضي الحاجة.

 

حين يشتد الحصار حول حزب الله

سعد كيوان/العربي الجديد/24 نيسان/16

بدأت خيوط الشبكة التي نسجتها الإدارة الأميركية تلتف حول حزب الله الذي تعتبره إرهابياً، انطلاقا من الحصار المالي والإجراءات العقابية المصرفية الصارمة، التي فرضتها واشنطن على كل مصارف العالم، وعلى أي رجل أعمال أو تاجر أو صاحب شركة، كبر حجمها أو صغر، يتعامل مع حزب الله، أو على علاقةٍ معه، أو يمت إليه بصلة، مباشرة أو غير مباشرة. وهي خطوة تصعيدية وجذرية غير مسبوقة. كما أن التحضير الأميركي لهذه الخطوة انطلق بعد التوقيع على الاتفاق النووي مع إيران في يوليو/تموز الماضي، فهل جاء نتيجة صفقة عقدتها طهران مع الغرب، لرفع العقوبات عنها، وفك الحصار الاقتصادي القاسي، الذي عانت منه نحو عشر سنوات، في مقابل رفع الغطاء عن ذراعها العسكرية المتورّطة في لهيب الحرب السورية مع نظام الأسد. ومع نشر المراسيم التطبيقية لقانون ملاحقة حزب الله، وتجفيف مصادر تمويله، وبدء دخول الإجراءات حيز التنفيذ، قبل أيام، قرّر حاكم مصرف لبنان إلغاء حسابات مصرفية لـ 99 شخصية لبنانية فردية ومعنوية، في مقدمهم الأمين العام للحزب حسن نصرالله، ومصطفى بدر الدين، المتهم الرئيسي باغتيال رئيس الحكومة الأسبق، رفيق الحريري. وكانت واشنطن قد نشرت لائحة أولية بالأسماء ونوعية الأشغال أو الأدوار، التي يقومون بها في لبنان والخارج، والتي تعود، بحسب الخزانة الأميركية، بالمنفعة على حزب الله. ومعلوم أن نواب حزب الله في البرلمان اللبناني (13) يقبضون رواتبهم نقداً.

وقد سبق هذه الإجراءات بأشهر، وربما مهّد له، قرار السعودية اعتبار حزب الله إرهابياً، مما أدى إلى إلغاء هبة الثلاثة مليارات دولار لتسليح الجيش اللبناني. وجاءت هذه الخطوة بعد الهجوم الذي تعرضت له سفارتها في طهران، احتجاجا على إعدام الشيخ الشيعي، نمر النمر، وامتنع وزير خارجية لبنان ورئيس التيار العوني، جبران باسيل، عن الموافقة على قرار إدانة الاعتداء على السفارة. والأرجح أن هذا "الخطأ" (المقصود؟) قد شكّل الفرصة الملائمة التي انتظرتها الرياض منذ نحو حرب تموز/ يوليو 2006، عندما اتهم نصرالله القيادة السعودية بالتواطؤ، ووصفها حليفه بشار الأسد من "أنصاف الرجال"، وهو الذي يقتل شعبه اليوم، ولا يحرّك ساكناً أمام إعلان إسرائيل ضمها هضبة الجولان. هل كان هذا الموقف منسقاً مع نصرالله أم بإيعاز منه؟

كانت النتيجة أن الموقف السعودي انسحب على مجلس التعاون الخليجي الذي تبنى اعتبار

"تحول الحزب من مقاومة للاحتلال إلى مليشيا تلعب دوراً قمعياً وتفكيكياً لأوصال الدولة في الداخل، ومذهبياً وإرهابياً في الخارج" حزب الله إرهابياً، ثم تبعته جامعة الدول العربية، وأخيراً امتد قرار الإدانة والحصار إلى مؤتمر القمة الإسلامية في إسطنبول، مما اضطر الرئيس الإيراني، حسن روحاني، الانسحاب وحيداً، من دون أن يلقى أي تجاوب، أو تضامن، من أية واحدةٍ من الدول الخمسين المشاركة. وقبل أيام، زار الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، لبنان، وعلى أجندته لقاءات مقرّرة مسبقا مع مختلف القوى السياسية، منها لقاء مع رئيس كتلة نواب حزب الله. وفي اللحظة الأخيرة، تم إلغاء الموعد، علما بأن الاتحاد الأوروبي كان قد اتخذ قراراً، قبل سنوات، تصنيف ما أسماه "الجناح العسكري" لحزب الله منظمة إرهابية، وكان نتيجة تسويةٍ سعت إليها فرنسا نفسها، في عهد الرئيس جاك شيراك، لتفادي تصنيف الحزب ككل تنظيماً إرهابياً. ناهيك عن قرار الحصار الإعلامي، الذي قضى بحجب قناة "المنار" التابعة لحزب الله عن الأقمار الغربية، وقبل أيام، إنزالها عن شبكة "نايل سات" المصرية.

التطور الأخطر، ومن شأنه أن يشكّل مصدر قلق حقيقي في لبنان، هو المعلومات (المخابراتية؟) التي سربتها، قبل أيام، مجلة "روز اليوسف" المصرية، تفيد بأن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، الناظرة في جريمة اغتيال الحريري المصنفة إرهابية في مجلس الأمن، تقترب من مرحلة استدعاء الأمين العام لحزب الله نفسه، باعتباره المسؤول الأول عن أعمال مصطفى بدر الدين، الذي تربطه صلة قربى بعماد مغنية، (اغتيل في 12 فبراير/ شباط 2008 في دمشق)، والذي لا يُعقل أن يكون قد اتخذ القرار ونفذ الجريمة، إذا صح أنه فعلها، مستعيناً بعدد من عناصر الحزب الأمنيين في بيروت، من دون أن يكون قد تلقى قراراً قيادياً كبيراً! وإن قراراً كهذا، في حال صدوره، لن يدفع نصرالله إلى المثول أمام المحكمة في لاهاي التي لم تتمكّن، حتى اليوم، من استدعاء العناصر الخمسة من الحزب المتهمين بالجريمة، إلا أن قوته المعنوية والرمزية كبيرة، وتترتب عليه مضاعفات تفجيرية خطيرة على السلم الأهلي اللبناني، وعلى العلاقات بين الطوائف والمجموعات اللبنانية، من نوع أن تعتبر الطائفة الشيعية نفسها المستهدفة والمحاصرة، مع احتمال أن تطال شظاياها المحيطيْن، العربي والإقليمي.

أدخل الحصار حزب الله في مرحلةٍ صعبةٍ وطويلةٍ ومعقدة، ستستنزفه على جميع المستويات، بدءاً بعلاقاته في الداخل اللبناني، وليس انتهاءً بما هو أسوأ مما تورّط به، أو ورّطته فيه إيران، منذ ظهوره قبل أكثر من ثلاثين عاماً، أي أغرقته في أتون القتال ضد الشعب السوري الذي كلفه إلى اليوم نحو 1500 من عناصره من خيرة أبناء الجنوب المغلوب على أمرهم. تحوله من مقاومة للاحتلال إلى مليشيا تلعب دوراً قمعياً وتفكيكياً لأوصال الدولة في الداخل، ومذهبياً وإرهابياً في الخارج، إنما هو إيذان ببدء العد العكسي.

 

رجل الأعمال لبناني نزار زكا مسجون في إيران

ميـرا عبـدالله/لبنان الآن/24 نيسان/16

اعتُقل نزار زكّا، رجل أعمال لبناني يعيش في الولايات المتحدة، اعتباطياً في إيران في أيلول 2015.

وفقاً لأصدقاء أقاموا موقعاً إلكترونياً يدعو إلى اطلاق سراحه، فقد تلقّى زكا- وهو خبير كبير في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT) في الشرق الأوسط وأمين عام ومؤسس منظمة ICT العربية- دعوة رسمية لحضور المؤتمر الدولي الثاني والمعرض حول المرأة في التنمية المستدامة في 11 أيلول الماضي، والذي كان من تنظيم دائرة شؤون المرأة الإيرانية ووزارة الصناعة والمناجم والتجارة في طهران. والدعوة موقّعة من شاهيندوهت مولافيردي، نائب رئيس الجمهورية الاسلامية الإيرانية، المختص في شؤون المرأة والعائلة في حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني. في 18 أيلول، وفيما كان زكّا يتوجّه الى المطار بعد المؤتمر، للعودة إلى لبنان، خطفه عملاء أمن إيرانيون. وزعم التلفزيون الايراني الرسمي بأنّ زكّا، اللبناني الذي يقيم في واشنطن، هو في الحقيقة "جاسوس أميركي معتقل اليوم لدى السلطات الايرانية". في البداية بعد اعتقاله، سُمح لعائلته بالاتصال به، وتمكّنت زوجته من لقائه عدة مرات. غير أنّ عائلته فقدت مؤخراً الاتصال به. الاتصال الأخير بين زكّا وعائلته كان بعد رسالة صوتيه أطلقها في 2 نيسان 2016، بعد 21 يوماً من الإضراب عن الطعام و197 يوماً من الاعتقال، مؤكداً فيها بأنه لم يكن مسموحا له بعد بالالتقاء بمحاميه أو بأي كان من القنصلية اللبنانية في طهران. ودعا زكا كذلك السلطات اللبنانية لإنقاذه من الحرس الثوري الايراني. "على مدى الأسبوعين الماضيين، لم نتمكن من الاتصال به"، قالت غنوى زكا، زوجته. "كنتُ أذهب الى طهران لزيارته. وقبل أسبوعين علمتُ بأنّ الزيارات ممنوعة عن نزار. حتى أنه توقف عن الاتصال بنا، وحتى هذا التاريخ، لا نعلم عنه شيئاً". وأكّدت زوجته التي بدت مترددة في اعطاء NOW أي معلومات عند الاتصال بها، بأنّ العائلة قلقة فعلياً على مصير زكا، لا سيما وأنّهم في المرة الأخيرة التي تمكنوا من الاتصال به، كان لا يزال مضرباً عن الطعام. لم يثر اعتقال زكّا قلق أفراد عائلته وأصدقائه فحسب. بل وعبّرت كذلك منظمات حقوق إنسان لبنانية ودولية عن قلقها على وضع زكا، واعتبرت بأنّ هذا الاعتقال هو تعدٍّ على حقوق الانسان، لأنّ زكّا مُنع حتى الآن من الحصول على تمثيل قانوني. وفي آذار 2016، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إنّ محامي زكا لم يتمكن من زيارة موكله المعتقل في سجن ايفين وورد 2-A الخاضع لرقابة الحرس الثوري الايراني، وإنّ التهم الموجهة اليه لا تزال غير واضحة. وقالت لـNOW منظمات حقوق إنسان لبنانية محلية عملت عن كثب مع عائلة زكّا على قضية الاعتقال إنهم لا يعلمون مكان تواجد زكّا حالياً.

"سرت بعض الأقوال عن إطلاق سراح زكّا، وعن زمان وطريقة إطلاق سراحه، ولكن لم تؤكد هذه الشائعات"، قال جورج غالي، مدير البرامج في منظمة حقوق الانسان اللبنانية ALEF، وأضاف: "من بين أهم هواجسنا هو عدم معرفتنا سبب اعتقال زكّا وفترة اعتقاله. أيضاً، هو لا يتمتّع بأي حماية قانونية. في رأيي على الحكومة اللبنانية متابعة الأمر مع عائلة نزار حول مكان تواجده، وظروفه والتقدّم في ملفه القانوني، وبذل جهودا كبيرة لحماية أي مواطن لبناني من الأذى في بلد أجنبي. ويبقى ذلك اجبارياً بموجب معاهدة جنيف حول شؤون القنصلية لضمان تمثيل قانوني مناسب وحماية قانونية مناسبة للمواطنين اللبنانيين". وبعد أسبوعين، نشرت وزارة الخارجية اللبنانية بياناً تفصّل فيه جهود الوزارة لمتابعة قضية زكّا. ووفقًا للبيان، أدّت هذه الجهود الى السماح لزوجة زكا بلقائه ولقاء السلطات الايرانية، والتحدّث مع زكّا بشكل دائم على الهاتف. غير أنّ الوزارة لم تعلم بأي تطورات في قضية زكا بعد انقطاع الاتصالات الهاتفية والزيارات بين زكا وعائلته. "آخر المعلومات التي حصلنا عليها في هذه القضية هي التفاصيل التي نشرناها في البيان الرسمي على الموقع الالكتروني لوزارة الخارجية قبل أسبوعين"، قالت مسؤولة الصحافة في الوزارة نانا فيصل لـNOW، "لم نتلق أي معلومات بعد ذلك".

هذا وقال لـNOW مصدر مقرّب من عائلة زكّا، تحدّث شرط عدم ذكر اسمه، إنّ الاعتقال قد يكون حصل بعد لقاء قام به نزار زكا في طهران، دفعه الى تغيير بطاقة سفره وبطاقات فريق عمله للعودة الى بيروت في وقت أبكر. وقالت لـ NOW غنوى زكّا، التي رفضت التعليق على أي محاولة لتوريط "حزب الله" في القضية، نظرا الى علاقة الحزب الوثيقة بإيران، إنّها في كل مرة ذهبت فيها لرؤية زوجها، وعدتها السلطات الايرانية بأنها سوف تطلق سراحه قريباً، وبأنّه غير متهم بأي جريمة قانونية أو أمنية. "حاولنا الاتصال بالعديد من السلطات التي قد تكون قادرة على فعل شيء فيما خصّ قضية زوجي. للأسف، فشلت كل هذه المحاولات حتى الآن، على الرغم من المساعدة الكبيرة التي قدمتها لنا وزارة الخارجية اللبنانية والقنصل اللبناني في طهران، الذي لا تزال طلباته لقاء نزار ممنوعة حتى اليوم"، ختمت غنوى حديثها.

ميرا عبدالله تغرّد على تويتر @myraabdallah

هذا المقال ترجمة للنص الأصلي بالإنكليزية

(ترجمة زينة أبو فاعور)

 

جريمة «حزب الله» المنظمة العابرة للحدود

ماثيو ليفيت/معهد واشنطن

21 نيسان/أبريل 2016

في أعقاب العديد من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الأمريكية لاستهداف المؤسسات الإجرامية العالمية التابعة لـ «حزب الله»، من بينها لوائح الاتهام التي أصدرتها وزارة العدل وتصنيفات وزارة الخزانة، من المتوقع أن يصدر "مدير الاستخبارات الوطنية" تقريراً، بتكليف من الكونغرس، حول هذا الموضوع في المستقبل القريب. وكان من المقرر أن يصدر التقرير في 18 نيسان/ إبريل ولكن تم تأجيل ذلك بسبب حساسية الموضوع ما بين الوكالات الأمريكية المتعددة. فبالإضافة إلى كونه يشكل العامل الأساسي لتحديد ما إذا كان سيتم تصنيف «حزب الله» كـ "منظمة إجرامية عابرة للحدود" أم لا، فإن التقرير سيسلط الضوء على الجدل المستعر منذ فترة طويلة بين الوزارات المختلفة حول كيفية تمييز الأنشطة الإجرامية للحزب.

الخلفية

بموجب "قانون حظر التمويل الدولي لـ «حزب الله»" الصادر في عام 2015، يتعين على الرئيس الأمريكي أن يقدم تقريراً عن "أنشطة الحزب الإجرامية الكبرى العابرة للحدود" في مدة لا تتجاوز 120 يوماً من المصادقة على مشروع القانون. وقد انقضت هذه المهلة في 18 نيسان/ إبريل. وفي الشهر الماضي، فوّض الرئيس الأمريكي باراك أوباما مسؤولية التقرير إلى "مدير الاستخبارات الوطنية"، الذي من المتوقع أن يقدّم مكتبه هذا التقرير في غضون الأسابيع القليلة المقبلة. وفي غضون شهر من تقديم التقرير، يتطلب من الإدارة الأمريكية إطلاع الكونغرس على محتويات التقرير ووضع الإجراءات المقررة لإدراج «حزب الله» على لائحة "المنظمات الإجرامية الكبرى العابرة للحدود" بموجب "الأمر التنفيذي رقم 13581" الصادر في عام 2011. ومنذ نشأته، يهيمن «حزب الله» على شبكات عالمية تضم أعضاء وأنصار لتقديم الدعم المالي واللوجستي، وحتى العملياتي في بعض الأحيان. ويتمكن الحزب، من خلال هذه الشبكات، من جمع الأموال وشراء الأسلحة والمواد ذات الاستخدام المزدوج والحصول على وثائق مزورة، وحتى أكثر من ذلك. يُذكر أن بعضها هي شبكات رسمية تديرها عناصر «حزب الله» على الأرض وفي لبنان نفسها، إلا أن معظمها تم تنظيمه بشكل متعمد ليكون غير رسمي إلى حد كبير؛ وتسعى هذه الشبكات إلى إبقاء صلاتها مع الحزب ضبابية من أجل توفير قدر من الإنكار. وبشكل عام، يميل هذا المشروع الإجرامي لـ «حزب الله» إلى أن يكون منظماً حول عقد مترابطة بشكل فضفاض ولا يعتمد على صلات هرمية وصولاً إلى سلسلة القيادة. ولكن يجب أن لا يخالجنا أي شك في ذلك: فـ «حزب الله» يعمل بشكل واضح كـ "منظمة إجرامية عابرة للحدود"، وقد تم التأكيد على هذا التقييم مراراً وتكراراً وعلنية من خلال تحقيقات إنفاذ القانون والمحاكم الجنائية. على سبيل المثال، في حكمها الصادر في آذار/ مارس 2013 ضد أحد عناصر «حزب الله» حسام يعقوب، خلصت لجنة من ثلاثة قضاة في قبرص إلى عبارات لا لبس فيها توضح أن الحزب "يعمل كمنظمة إرهابية".

«مُركب صفقات الأعمال» لـ «حزب الله»

في شباط/ فبراير الماضي، أسفرت تحقيقات سلطات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة وأوروبا عن الكشف بأن الجناح الإرهابي لـ «حزب الله»، أي «منظمة الأمن الخارجي» (التي تُعرف أيضاً بـ «منظمة الجهاد الإسلامي»)، يشغّل كياناً مخصصاً يكرس عملياته لتهريب المخدرات وغسل الأموال في جميع أنحاء العالم. وقد تم التوصل إلى هذا الاستنتاج من خلال عملية مشتركة شملت وكالات أمريكية كـ "إدارة مكافحة المخدرات" و"إدارة الجمارك وحماية الحدود" ووزارة الخزانة، و"وكالة تطبيق القانون الأوربية" ("يوروبول")، ووكالة "يوروجست" (وكالة تابعة للاتحاد الأوروبي تتعاون قضائياً في المسائل الجنائية)، والسلطات الفرنسية والألمانية والإيطالية والبلجيكية. وقد امتد التحقيق ليشمل سبع دول، وأدى إلى اعتقال عدد من أعضاء ما يسمى «مُركب صفقات الأعمال» في «حزب الله» بتهمة الإتجار بالمخدرات وغسل الأموال وشراء الأسلحة لاستخدامها في سوريا. و«مُركب صفقات الأعمال» في «حزب الله» ليس عملية منفردة، فقد توصل المحققون الأمريكيون إلى نتيجة أنه تأسس على يد عماد مغنية، الشخصية الإرهابية الأبرز في الحزب، قبل وفاته في عام 2008، ويتم تشغيله حالياً من قبل مسؤول كبير في «حزب الله» يُدعى عبد الله صفي الدين وغيره من العناصر مثل أدهم طباجة. يُذكر أن صفي الدين، وهو ابن عم الأمين العالم للحزب حسن نصر الله، كان ممثلاً للحزب في طهران وساعد المسؤولين الإيرانيين على الوصول إلى "البنك اللبناني الكندي" المنحل الآن، والذي وضعته وزارة الخزانة الأمريكية على القائمة السوداء في عام 2011 بسبب علاقاته بتهريب المخدرات على نطاق عالمي وبشبكة غسل الأموال و بـ «حزب الله» مباشرة. وعلى نحو مماثل، أدرجت وزارة الخزانة طباجة على لائحتها في حزيران/ يونيو 2015 لتوفيره الدعم المالي للحزب عن طريق شركاته في لبنان والعراق، واصفة إياه بأنه "عضو في «حزب الله» يحافظ على علاقات مباشرة مع كبار العناصر التنظيمية ... من بينها العنصر التنفيذي للحزب الإرهابي، «منظمة الأمن الخارجي»".

ونتيجة لهذا التحقيق العابر للحدود، ألقت السلطات القبض على "كبار قادة" «مُركب صفقات الأعمال» في «حزب الله» في "الخلية الأوروبية". ومن بينهم محمد نور الدين، "مبيّض أموال لبناني عمل مباشرة مع الجهاز المالي لـ «حزب الله» لنقل أموال الحزب" من خلال شركاته، مع الحفاظ على "علاقات مباشرة مع عناصر «حزب الله» التجارية والإرهابية في كل من لبنان والعراق." وفي كانون الثاني/ يناير صنفت وزارة الخزانة الأمريكية نور الدين وشريكه، حمدي زهر الدين، كناشطيْن في «حزب الله»، مشيرة إلى أن الحزب يحتاج إلى أفراد مثلهما "لغسل العائدات الإجرامية لاستخدامها في الإرهاب وزعزعة الاستقرار السياسي".

الشركاء الإجراميون لـ «حزب الله»

جاء كشف «مُركب صفقات الأعمال» في «حزب الله» نتيجة سلسلة من قضايا [الجرائم التي حققت فيها] "إدارة مكافحة المخدرات" الأمريكية والتي جرت تحت عنوان "مشروع كاساندرا" الذي استهدف "شبكة عالمية لـ «حزب الله» مسؤولة عن توزيع كميات كبيرة من الكوكايين في الولايات المتحدة وأوروبا". ولكن برزت العديد من الحالات الأخرى في المدة الأخيرة التي تم في إطارها ارتكاب الأنشطة الإجرامية المنظمة العابرة للحدود من قبل أشخاص يتمتعون بعلاقات رسمية، وحتى وثيقة جداً مع الحزب.

لننظر إلى العنصرين اللذين تم اعتقالهما في تشرين الأول/ أكتوبر 2015 بتهمة التآمر لغسل أموال المخدرات والاتجار بالأسلحة على الصعيد الدولي نيابة عن «حزب الله». فقد عرضت إيمان قبيسي، التي اعتقلت في أتلانتا (بولاية جورجيا)، غسل أموال المخدرات لعميل سري وأبلغته بأن زملاءها في «حزب الله» يسعون إلى شراء الكوكايين والأسلحة والذخيرة. إلى جانب ذلك، ناقش جوزيف الأسمر، الذي اعتقل في باريس في اليوم نفسه في عملية منسقة، إجراء معاملات محتملة خاصة بالمخدرات مع عميل سري، وعرض استخدام علاقاته مع «حزب الله» لتوفير الأمن لشحنات المخدرات. وبشكل إجمالي، أشار المشتبه بهما إلى وجود اتصالات إجرامية في عشر دول على الأقل في جميع أنحاء العالم، وسلّطا الضوء على الطابع العابر للحدود لهذه العملية التي يديرها «حزب الله».

وفي الواقع، فعلى مدى الأشهر القليلة الماضية تم القبض على ميسّري العمليات الإجرامية للحزب في جميع أنحاء العالم، من ليتوانيا إلى كولومبيا وإلى العديد من الدول بينهما. وقد تم إدراج آخرين على لائحة وزارة الخزانة الأمريكية، بمن فيهم رجل الأعمال قاسم حجيج الذي له صلات مباشرة بـ «حزب الله»، وعضو «منظمة الأمن الخارجي» حسين علي فاعور، وعبد النور شعلان، وهو شخص بارز يعمل على شراء الأسلحة لـ «حزب الله» وتربطه علاقات وثيقة مع قادة الحزب. وعلى حد تعبير مسؤول كبير في وزارة الخزانة الأمريكية، "يستخدم «حزب الله» ما يسمى بالأعمال التجارية المشروعة لتمويل وتجهيز وتنظيم أنشطته التخريبية".

إلا أن تورط عناصر فعليين من «حزب الله» في الأعمال الإجرامية ليس بالأمر الجديد. فبغض النظر عن الأتباع الذين يتبرعون للـ "قضية" من عائدات الأنشطة الإجرامية التي يقومون بها، هناك العديد من الحالات السابقة من شبكات "الجرائم العابرة للحدود" التي يديرها «حزب الله» مباشرة. على سبيل المثال، ترأس "شبكة بركات" في منطقة الحدود الثلاثية في أمريكا الجنوبية ممثل نصر الله الشخصي في المنطقة، أسعد أحمد بركات. وعندما أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية بركات على لائحتها في عام 2004، لم تترك أي مجال للشك حول مكانته في الحزب، واصفة إياه بأنه "ممول رئيسي للإرهاب في أمريكا الجنوبية استخدم كل جريمة من الجرائم المالية المعروفة، بما فيها شركاته، لتوليد التمويل لـ «حزب الله»... فمن التزوير وإلى الابتزاز، ارتكب هذا الشخص المتعاطف مع «حزب الله» جرائم مالية واستخدم شركات وهمية لضمان المال للإرهاب".

المحصلة

«حزب الله» ضالع بعمق بالمؤسسات الإجرامية المنظمة، ويدير شبكات غير مشروعة خاصة به في حين يشارك أيضاً في نشاطات تقوم بها كيانات إجرامية أخرى. ويستند النقاش بين الوكالات الأمريكية حول كيفية تصنيف هذه النشاطات على تمييز لا يحدث فرقاً كبيراً من الناحية العملية. ففي بعض الحالات، تقوم عناصر إجرامية في «حزب الله» بتنفيذ التعليمات التي تحصل عليها مباشرة من مسؤولي الحزب. وفي حالات أخرى، يتشارك أعضاء الحزب أو مؤيديه عائدات جرائمهم مع «حزب الله» ولكن لا يعملون دائماً تحت إشرافه. وفي الحقيقة، يُنظم الحزب أنشطته الإجرامية وعملياته السرية عمداً لتكون مبهمة قدر الإمكان، وبغض النظر عن النموذج المستخدم، يكون الحزب هو المستفيد النهائي. بالإضافة إلى ذلك، أدى الارتفاع الأخير في التحقيقات الجنائية إلى تخويف الحزب. ففي خطاب ألقاه في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، نفى الأمين العام للحزب حسن نصر الله نفياً قاطعاً الاتهامات القائلة بأن «حزب الله» متورط في الاتجار بالمخدرات وغسيل الأموال وجرائم أخرى، متحدياً متهمي الحزب بقوله "أحضروا لي أدلة على ذلك!" وهذا ما تم إنجازه، قضية بعد الأخرى، مع الأدلة الوافرة التي قدمتها وكالات إنفاذ القانون الأمريكية والأوروبية. وكجزء من أعمالها المعتادة، تحقق هذه الوكالات بالأنشطة الإجرامية وبالتالي تتمتع بالنظرة الأفضل للحكم على انخراط أي جماعة في جريمة منظمة عابرة للحدود. وفي هذا الصدد، إن وكالات الاستخبارات في وضع صعب وغير مناسب، لذلك يجب أن يعكس التقرير الذي سيصدر في المستقبل من قبل "مدير الاستخبارات الوطنية" الاستنتاجات المتكررة التي توصلت إليها وكالات إنفاذ القانون والمحاكم الجنائية ووزارة الخزانة. وكما بيّن نفي نصر الله على شاشات التلفزيون، تابع المحققون العديد من القضايا المتعلقة بـ «حزب الله» بحيث لا يمكن للحزب بعد الآن التظاهر بتجاهلها. كما لا يجب على "مدير الاستخبارات الوطنية" تجاهلها أيضاً.

ماثيو ليفيت هو زميل "فرومر- ويكسلر" ومدير برنامج "ستاين" للاستخبارات ومكافحة الإرهاب في معهد واشنطن. 

 

اللاذقية: ظاهرة خطف المسيحيين..النظام ينتقم

بشار جابر/المدن/الأحد 24/04/2016

في أقل من ثلاثة أسابيع، سُجلت في مدينة اللاذقية ست عمليات خطف، في منتصف النهار وأمام أعين المارة. الضحية كانت للمرة السادسة على التوالي من أبناء الطائفة المسيحية. ويُستهدف أبناء الطائفة المسيحية، بشكل مباشر ومنظم، في اللاذقية، منذ بداية الأحداث السورية. وبعد إدعاء النظام القبض على عصابتين، إلا أن الخطف عاد، والمتهمين المقبوض عليهم لا يُقدمون إلى القضاء المدني، بل "يختفون" من الوجود، من دون أن يُعوّض النظام لأهالي الضحايا أو يسمح لهم باتخاذ الاجراءات القانونية. مهند خُطف في تمام الساعة الثانية بعد الظهر، داخل مدينة اللاذقية، على بعد 500 متر من مقر الشرطة العسكرية، حيث اعترضت سيارته، سيارة لا تحمل رقماً، يقودها مسلحون يرتدون لباساً عسكرياً، واقتادوه أمام المارة وتحت الضرب إلى منطقة مجهولة، وصودرت سيارة الضحية من قِبَلِ أحد الخاطفين. أوسعت الضحية ضرباً، واستخدم في الهجوم قنابل وأسلحة خفيفة. وتخطت السيارة التي خطفت مهند الحواجز العسكرية والأمنية وخرجت به إلى الريف. وبعد ثلاثة أيام من التعذيب تم الاتصال بذويه للتفاوض، الذين كانوا قد قدموا شكوى للشرطة الجنائية، إلا أن الاستجابة كانت معدومة. فالشرطة التابعة لوزارة الداخلية، أصبحت مستبعدة عن حفظ الأمن مع حالات انتشار السلاح في كل أرجاء المدينة والريف، وسيطرة القوى الأمنية والمليشيات على المحافظة بشكل كلي. وبعد أن تم الاتصال بين الخاطفين وأهل مهند، تخلوا عن الدولة وسارعوا إلى قبول التفاوض. الخاطفون طالبوا في البداية بأرقام فلكية للفدية، ثم عادوا وتخلوا عنها، وطلبوا مبلغاً عادياً. وتم استرجاع السيارة التي وضعت على أطراف المدينة، ودفع الأهالي المبلغ المطلوب في منطقة قريبة من مدينة جبلة. مهند كان في حالة مزرية، بعد تسليمه لذويه، بعد أقل من أسبوعين من التعذيب، والجلد بالسياط والربط بالحبال. مهند بقي في حوزة الخاطفين 12 يوماً، كانت كفيلة بجعله يخسر ثُلث وزنه، وقال إن ذويه دفعوا أكثر من مليونين ونصف ليرة سورية لخاطفيه، لقاء إطلاق سراحه. ولم يقم مهند بمراجعة المستشفى الحكومي خوفاً من تسجيل تحقيق جنائي بالكدمات والضربات التي يعاني منها، مفضلاً استكمال إجراءات استشفائه على نفقته الخاصة، وعن طريق أطباء خاصين.

والخاطفون في اللاذقية، كما يتوارد دوماً في قصص الخطف، هم من مليشيات الطائفة العلوية، ويحملون إضافة للأسلحة المتوسطة والقنابل أجهزة لاسلكية متطورة. ودائماً ما يتم نقل المخطوفين إلى الريف أمام أجهزة الدولة و"أدواتها الرقابية". ومن المؤكد وقوف جهات داعمة وراء عصابات الخطف، منها الأمني ومنها العسكري، خاصة أن الخاطفين يحصلون على معلومات مالية دقيقة تخص المخطوفين وتجعلهم أهلاً للخطف، وهي معلومات لا يمكن الحصول عليها من دون عون أمني. المعلومات تتضمن هوية من سحب مبلغاً من المال من مصرف حكومي أو خاص، أو اشترى مبلغاً كبيراً من العملة الأجنبية من أحد التجار.

هذا ما حدث مع ضحية مسيحية أخرى، إذ أقر تاجرٌ مسيحي يتعامل بتجارة العملة الأجنبية، باسم شاب مسيحي اشترى منه مبلغاً من العملة الصعبة، أمام جهة أمنية بعد تحقيق روتيني مع التاجر. بعدها خُطف الشاب ومازال غائباً منذ شهر ونصف الشهر، ومازال الخاطفون يطلبون المبلغ الذي حوّله، بالعملة الأجنبية، مضافاً إليه مليون ليرة سورية. ورغم تقديم الشكاوي لكل فروع الأمن والشرطة وتدخل الكنيسة إلا أن الأهل يتجهون لمفاوضة الخاطفين لإعادة ابنهم إلى عائلته، فذلك هو الحل الأمثل لإنقاذ المخطوف.

ضحية مسيحية أخرى، جورج، كان قد سحب من حسابه في مصرف حكومي مبالغ كبيرة على دفعات، فخطف قبل أيام، وسط مطالبة ذويه بالمبلغ الذي سحبه ابنهم من البنك. فالتركيز على المسيحين يبدو مدروساً ومتواتراً، حيث بدأ بالأغنياء منهم، وانتهى إلى الطبقات الوسطى والفقيرة أحياناً. ولا تنتهي عمليات الخطف كلها باستعادة المخطوفين بعد دفع الفدية، إذ اختفى شابان مسيحيان، منذ العام 2012، على الرغم من دفع مبلغ الفدية، ويُشك بأنهما قد توفيا تحت التعذيب.

كما تطور الخطف مؤخراً، واستهدف شباناً مسيحيين للضغط على أهلهم الأغنياء أو متوسطي الحال، لدفع الأموال لإخراج الأبناء. وتم تحرير رهينة لا يتجاوز عمره الثامنة عشرة منذ أيام، وذلك لقاء مبلغٍ يزيد عن مليوني ليرة سورية، بعد خطفه من تحت منزله، في منتصف النهار.

الخطف أصبح اقتصاداً بديلاً، يُتيحه النظام لعناصر مليشياته، حين يركد سوق الحرب. ولا يتوقف الخطف ويتواتر، وشبكة المصالح الأمنية المليشيوية تتعاظم، فالنظام أدعى الإمساك بعصابتين، ولم يوضح للأهالي ما تم اتخاذه من إجراءات حيالهم. إحدى العصابتين اللتين تم توقيفهما، في منتصف عام 2012، ضمّت أربعة عناصر أمنيين، إحدهم رفيع المستوى من "القوى الجوية" في طرطوس. وكان يقود العصابة سليمان هلال الأسد، الذي لم يُعتقل حينها. ومن بعدها لم يعلن النظام الإمساك بأي عصابة، بل ترك للأهالي والخاطفين كل الحرية في العمل من دون أي رقابة.

ما يعرفه الخاطفون عن الحسابات المالية للمخطوفين، يؤكد أن قنوات النظام العميقة تتعامل مع الخاطفين، هذا ما أكده خمسة مخطوفين سابقين التقتهم "المدن". بعضهم أكد أن الخاطفين يشاركون في عمليات قتالية ضد المعارضة في ريف اللاذقية، من خلال تنصتهم على المكالمات التي كان يُجريها الخاطفون، عبر أجهزة اللاسلكي. أحدهم أكدّ سماعه أوامر عسكرية كانت تصل إلى العصابة، في مقر الخطف.

استهداف المسيحيين بالخطف، قد يكون لأسباب كثيرة، ومنها إجبار العائلات المسيحية الغنية على دفع أموال كثيرة لدعم جهات مسلحة يتوقف النظام عن دعمها. فمجموعات الخطف التي تقودها بعض العائلات العلوية، تقوم بتمويل نفسها من عمليات الخطف والسطو، ما يجعل عمليات الخطف المنتظمة تتحول إلى فرصة للتمويل الذاتي من دون الاعتماد على راعٍ خارجي أو داخلي. وأيضاً وجود كتلة مسيحية كُبرى خاصة من الشباب هربت من الحرب ولم تلتحق بقوات النظام، ما جعل النظام يتساهل مع عمليات الخطف المتواترة اتجاههم.

وهذا ما أكده الاستقبال السيء المتكرر لكهنة الطائفة الأرثوذكسية، لدى الجهات الأمنية والرسمية في محافظة اللاذقية. فتعرض الكهنة لسيل واسع من اللوم لتسهيلهم هجرة الشباب المسيحي وهربه من الخدمة العسكرية الإلزامية. ولم يُسمح للكهنة بالاحتجاج على قضية الخطف، لدى الأجهزة الأمنية، فالنظام يُصر على تسليح المسيحيين، تأسيساً على تخويفهم وجعلهم مسؤولين عن أمنهم البسيط في مواجهة القوى المتصاعدة كيفما كان شكلها. والأهم من كل ذلك، هو الانتقام الواعي للفئات المسلحة التابعة للنظام، من "الحيادية" المسيحية، فالمظهر المسيحي العام يبدو عليه عدم التأثر بما يجري في المدينة، فشوارع المسيحيين ومناطقهم هادئة إلى حد كبير، وطقوسهم الحياتية لم تتأثر بالحرب. ما جعلهم عرضة لأطماع المسلحين المرتزقة، الذين لم يخرجوا أبعد من المدينة منذ فترة من الزمن. ما يجعل اختيارهم للمسيحيين، كبيئة سهلة لاقتناصها والسطو على أموالها، هدفاً مغرياً للخطف.

 

زيارة أوباما: الممكن وغير الممكن

رضوان السيد/الاتحاد/24 نيسان/16

 تحدثت في الأيام الماضية إلى عدة خبراء غربيين، بشأن الرئيس أوباما وزيارته الأخيرة للمنطقة خلال رئاسته. وللمفاجأة وجدتُ أن معظمهم متفائل، ليس بتغير السياسات، بل بتقارب الاهتمامات والأولويات. أوباما يعتبر أخيراً أنّ مجلس التعاون الخليجي، وعلى رأسه السعودية، هو الشريك الرئيس للولايات المتحدة في الجانب العربي، بعد أن كان قد حزم أمره على إقامة علاقات توازن بين إسرائيل وإيران وتركيا. أما مصر فلا علاقة لها بالمشرق، بينما تدخل السعودية والخليجيون الآخرون تحت «أمن الخليج»، والولايات المتحدة كفيلةٌ بذلك منذ أواخر الحرب العالمية الثانية. وما سلَّم الخليجيون بذلك، وتابعوا بقلقٍ أحداث العراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن.. ومصر وليبيا. ورأوا أن بلداناً عربيةً متعددة تتعرض للتدمير إما بالاستبداد والتدخلات الخارجية، أو بالعنف والإرهاب المختلط بين الداخل والخارج. وظل أوباما سلبياً، ثم تدخل لمصلحة الإسلاميين في بلدان عربية سقطت حكوماتها. وبذلك فقد تعددت أوجُه الخلاف العربي معه: من عدم الجدية في متابعة مسائل السلام في فلسطين، وإلى تشجيع القلاقل في دولٍ عربية بحجة الديمقراطية، وإلى دعم الإسلاميين في سعيهم للاستيلاء على السلطة، وإلى التساهُل مع الانتشار الإيراني بالمنطقة تسهيلاً للتفاوض حول الملف النووي لدولة ولاية الفقيه.

لقد شكا الخليجيون ثم احتجوا بدرجات متفاوتة. وجرى التحسن في بعض التفاصيل، لكن سياسات أميركا ما تغيرت في فلسطين والعراق وسوريا ولبنان. ثم كادت العلاقات تنفجر مع ظهور «داعش»، لكن خفّفت من ذلك صيغة التعاوُن بين الطرفين في الحملة الدولية بقيادة الولايات المتحدة لمكافحة «داعش» في سوريا والعراق. ثم جاءت مشكلة اليمن، والتي ظلَّ جمال بنعمر يتراجع في مواقفه خلال معالجتها، ليس بعيداً عن مزاج الولايات المتحدة التي أصرت أنه لا علاقة للحوثيين بإيران! وهاجم التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات المتمردين باليمن. وهو موقف قوي ثانٍ لدول الخليج دعمه قرار من مجلس الأمن. وبعد التحالف العربي، جاء التحالف العسكري الإسلامي، وقمة مجلس التعاون الإسلامي، بما يحمله ذلك من مواقف ضد التدخل الإيراني، وإرهاب «حزب الله». وأتى أوباما هذه المرة لا ليتحدث عن أمن الخليج وحسْب، بل وليبحث قضايا السلام في فلسطين واليمن وليبيا وسوريا والعراق. ومن المؤكد أنه سيكون مع أمن البحرين والكويت، وأنه سيعمل مع الدول الخليجية على إنهاء الحرب باليمن. وقد طلب من الخليجيين دعمه بالعراق ضد الإرهاب، وفي الإعمار، وفي العملية السياسية. وينبغي أن يطلب منه الخليجيون بالمقابل مطالبة الحكومة العراقية بسحب الميليشيات التي ساقها الإيرانيون من العراق إلى سوريا. وسيظل هناك خلاف في الموضوع السوري لثلاثة أسباب: أولها الاتفاق الأميركي الروسي على الخطوط الكبرى للحل دونما عودة للعرب ولا للمعارضين. وثانيها: التدخل الإيراني القوي جداً، والذي أبى أوباما دائماً إدانته. والثالث: اختلاف المواقف بين دول الخليج بشأن الحل في سوريا.

ويخشى الخليجيون تطور القوة الصاروخية الإيرانية، وقد قال أوباما إنّ العقوبات الأميركية ستستمر من أجلها. وقال أيضاً إنه يستنكر التدخلات الإيرانية في دول المنطقة العربية، وإن إيران ما تزال تدفع باتجاه العنف والإرهاب. وستكون هناك مناورات عسكرية بين دول الخليج وأميركا عام 2017. وكل ذلك من تأثير الهجمة الخليجية عليه وعلى سياساته، وردّ فعل على ما صدر من تذمرات بالدواخل العربية ضد الانحياز الأميركي لإيران وميليشياتها. إن هذا هو أقصى ما يمكن بلوغه من أوباما. وفي الشهور الأخيرة هناك حملة شرسة في وسائل الإعلام الأميركية على السعودية. ووراء هذه الحملة لوبيات مالية وإيرانية وليبرالية. وبالطبع ليست هذه المرة الأُولى ولن تكون الأخيرة. لكنّ الاستخفاف لا مسوِّغ له. إذ بالإمكان الحديث عن السياسات الواضحة ضد الإرهاب، وعن القتال ضد الإرهاب باليمن وسوريا والعراق، وعن إمكانيات بدأت تظهر للإصلاح الديني.

 

أوباما والخليج... والرهان على سراب

 خيرالله خيرالله/لعرب/25 نيسان/16

هناك قمم لا تقدّم ولا تؤخّر، كما حال القمة التي عقدها قادة “مجلس التعاون لدول الخليج العربية” مع الرئيس باراك أوباما في الرياض. لم يكن مطلوبا من الرئيس الأميركي الانحياز، كلّيا، إلى مواقف دول الخليج العربي، بمقدار ما كان مطلوبا ترجمة كلامه إلى أفعال. هل في وارد أوباما، الذي سيغادر البيت الأبيض في غضون ثمانية أشهر، الانتقال من الكـلام إلى الأفعـال؟ يبقى الكلام الجميل، في نهاية المطاف، كلاما جميلا في غياب الترجمة على الأرض. ولهذا السبب، وليس لغيره، اتخذّت دول مجلس التعاون، في معظمها، إجراءات تعكس استيعابها الباكر لخطورة الاعتماد على إدارة أميـركية يهمها تقـديم النصائح من بعيد وقول كلام كبير من دون ما يشير إلى رغبة في أن يكون لهذا الكلام معنى حقيقي. بكلام أوضح، لم تقدم إدارة أوباما على أيّ خطوة يمكن أن يُفهم منها أنّها تسعى إلى فهم ما يدور في الشرق الأوسط. ين نجح أوباما، ولو نسبيا، حتّى يمكن القول أن في الإمكان الاعتماد عليه؟ هل نجاحه في التوصّل إلى اتفاق في شأن الملفّ النووي الإيراني نجاح؟ ما هي الدلائل التي تشير إلى أن إيران تغيّرت بعد هذا الاتفاق، في وقت تؤكّد كل الدلائل أن إيران زادت عدوانية، على كلّ صعيد وفي كلّ مجال، متسلّحة بالاتفاق في شأن ملفّها النووي.

قال أوباما في الرياض كلاما كبيرا ومهمّا في آن. من بين هـذا الكلام، ذلـك الذي توجّه به إلى إيران شاكيا من دورها في مجال تشجيع الإرهاب وزعزعة الاستقرار، خصوصا عبر أدواتها الإقليمية، من نوع “حزب الله”. ا تكمن مشكلة أوباما في أنّه لا يعرف الكثير عن الشرق الأوسط فحسب، بل في أنّه يقول أيضا الشيء وعكسه في الوقت ذاته، وذلك من منطلق أنّ الشخص الذي أمامه ساذج! من بين ما قاله الرئيس الأميركي في الرياض تنديده بـ”النشاطات الإيرانية التي تستهدف ضرب الاستقرار”. دعا في الخطاب ذاته إلى التعاطي مع القوى التي تتمتع بنوع مـن “العقلانية” في إيران. فاته أن يحدّد من هي هذه القوى، ومدى نفوذها وتأثيرها. يس في الإمكان تجاهل أن هنـاك قـوى في “الجمهـوريـة الإسلامية” تتمتّـع بحدّ أدنى مـن العقـلانية. حقّـقت هذه القـوى تقدّما في الانتخابات الأخيرة. هذا واقع لا مفرّ من الاعتراف به. كنّ الواقع الآخر الذي لا يمكن تجاوزه هو ذلك الـذي يختزله سؤال في غايـة البسـاطة: أيـن استطاعت هذه القوى التي تتمتع بالعقلانية إحـداث أيّ تغيير على صعيد السيـاسة الخارجية لإيران، وهي سيـاسـة قائمة على مشـروع توسّعي من جهة، واستخـدام ميليشيـات لبنـانية وعـراقية وأفغانية تابعة لـ“الحرس الثوري”، لتعميق الشرخ المذهبي بين المسلمين من جهة أخرى. لا تنقص الأمكنة التي تستطيع فيها إيران إظهار حسن نيتها وبعض التوجه العقلاني. ولكن، أين وجدنا تأثيرا يذكر للقوى الإيرانية التي يدعو أوباما إلى التعاطي معها؟ المؤسف أن ليس ما يثبت، أقلّه إلى الآن، أن لهذه القوى أي تأثير من أيّ نوع. لا يشبه تأثير هذه القوى سوى تأثير أوباما في سوريا. هناك شعب يذبح يوميا، فيما الرئيس الأميركي يتفرّج. هذا الشعب الذي اسمه الشعب السوري يتعرّض لهجمة وحشية لا مثيل لها في التاريخ الحديث. هناك مشاركة روسية في المجزرة السورية. هناك مشاركة إيرانية مباشرة وغير مباشرة في حرب الإبادة التي تستهدف السوريين. أين استطاعت القوى المعتدلة التي يتحدث عنها أوباما ممارسة دور ما من أجل وضع حدّ للمأساة السورية؟

لم يحدث شيء من هذا القبيل. هناك، بكل بساطة، حرب يتعرّض لها الشعب السوري على يد نظام أخذ على عاتقه الانتهاء من سوريا التي عرفناها بمشاركة إيرانية مباشرة. ذا وضعنا سوريا جانبا، ما الدور الذي تمارسه إيران في العراق؟ ما الذي فعلته قوى الاعتدال الإيرانية من أجل وضع حدّ لحرب داخلية استفاد منها “داعش” الذي تدّعي الإدارة الأميركية محاربته؟ تكمن مشكلة أوباما في أنّه وضع نفسه في خدمة المشروع الإيراني في العراق. هذا المشروع لا يخدم بدوره سوى “داعش” ومن على شاكلة “داعش”. هذا المشروع مصيبة كبرى كونه يوفّر حاضنة لكلّ قوى التطرّف أكانت سنّية أم شيعية. ما الذي يمكن أن يدفع دول الخليج العربي إلى التعاطي بطريقة مختلفة مع الإدارة الأميركية، ما دامت هذه الإدارة ارتضت، مجددا، أن تكون مطيّة لإيران في العراق؟

تهبّ الولايات المتحدة هذه الأيّام إلى نجدة حكومة حيدر العبادي، أي إلى نجدة إيران في العراق. يأتي ذلك في وقت لم تظهر حكومة العبادي في أيّ لحظة أن في استطاعتها أن تكون حكومة غير مذهبية، أي أن تكون حكومة لكل العراق والعراقيين، بغض النظر عن المذهب والدين والقوميّة والمنطقة التي ينتمون إليها.

عندما تسود العقلانية في إيران، لا تعود من حاجة إلى قمة خليجية – أميركية. ما هو أكثر من طبيعي أن تسود علاقات تعاون وتنسيق بين إيران وجيرانها العرب من أجل زيادة خيرات المنطقة، وليس من أجل تقاسم النفوذ فيها كما طالب أوباما في حديثه الأخير مع مجلة “آتلانتيك”.

آخر ما تحتاج إليه المنطقة هو نصائح الرئيس الأميـركي الذي يبدو أنه يمتلك أجندة خاصة به تقوم على فكرة واحدة هي أنه يحقّ لإيران ما لا يحقّ لغيرها في المنطقة، وأن لا وجود سوى لـ“داعش” السنّي، فيما الدواعش الشيعية التي تقاتل في سوريا والعراق من النوع الحلال الذي لا علاقة له بالإرهاب والتطرّف من قريب أو بعيد. هل من إرهاب حلال، وآخر غير حلال؟ ا حاجة إلى الذهاب بعيدا في تقويم ما إذا كانت القمّة الخليجية – الأميركية أدّت إلى نتائج ملموسة. لا حاجة إلى الذهاب إلى اليمن ومشاكله المعقّدة، وإلى المحاولة التي بذلتها إيران لوضع يدها على البلد عن طريق الحوثيين. لا حاجة إلى التساؤل لماذا هذا الإصرار الإيراني على بقاء بشّار الأسد في دمشق لمجرّد أنّه يرمز إلى النظام الأقلّوي في سوريا، وهو نظام مرفوض من الأكثرية الساحقة في البلد. ناك سؤال أخير يمكن طرحه على باراك أوباما الذي سارع إلى الطلب من حسني مبارك الرحيل، معتقدا بسذاجة ليس بعدها سذاجة، أن الإخوان المسلمين يمكن أن يكـونوا الحكام الجدد للمنطقة، بل مستقبلها. هذا السؤال الأخير هو الآتي: لماذا تمنع إيران لبنان من أن يكون لديه رئيس للجمهورية؟ متى يجيب الرئيس الأميركي عن هذا السؤال، يصبح في الإمكان الرهان على قوى معتدلة تمتلك بعض العقلانية في إيران.

ما عدا ذلـك، تبدو دعـوة العـرب، خصوصا أهل الخليج، إلى التعاطي مع هذه القوى أقرب إلى رهان على سراب من أيّ شيء آخر.

 

العرب ونصرة المعارضة الوطنية الإيرانية

داود البصري/السياسة/25 نيسان/16

لا نشك أبدا في أن الاختراق الإيراني الخطير للأمن القومي العربي قد شكل تحديا ستراتيجيا خطيرا يتطلب تفعيل إدارة الصراع وفق مواصفات وأسس ومنطلقات وآليات عمل مختلفة بالكامل عن الصيغ التقليدية، النظام الإيراني على المستوى التعبوي يمثل حالة إحتلال فعلية لمواقع عربية مهمة ومتقدمة في الشرق القديم. ففي الملف السوري يشكل التواجد الإيراني والعصابات الطائفية التابعة له والمتحالفة معه حالة عدوانية موجهة بشكل مباشر للأمة العربية، فآلة القتل الإيرانية الفظة أضحت واقعا إختراقيا خطيرا لقلب العالم العربي وعمقه الستراتيجي، فسياسة النظام الإيراني في الشام هي سياسة عدوانية مصيرية مرتبط إستمرارها بالطبيعة الآيديولوجية للنظام الإيراني الذي يعي جيدا بأن خسارة وهزيمة وإندحار حليفه الستراتيجي السوري يمثل إنتكاسة حقيقية للمشروع الآيديولوجي والسياسي الإيراني، وتلك الإنتكاسة سترتد مؤثراتها بشكل صميمي على المركز في طهران، ولعل القضية المركزية التي يركز عليها النظام الإيراني هي توسيع مستوى الصراع في سورية بعد إدخال الجيش الإيراني في المعركة وزج جميع العصابات الطائفية في المعركة وتوسيع حالة التخريب الشامل ليشمل حرق العاصمة السورية دمشق إستجابة لمخططات تغيير ديموغرافية شيطانية تستهدف الهوية الطائفية والتاريخية للشام وأسوة بالحالة الشاذة القائمة في العراق.

كما أن التخريب الكبير الذي يحدثه النظام الإيراني في جنوب الجزيرة العربية في اليمن واستهدافه المباشر للأمن الخليجي في البحرين والكويت بعد أن وضع العراق تحت إبطه يشكل تحديا رهيبا وغير مسبوق للوضع الأمني في الخليج العربي.

وأزاء كل هذا الإنسياح الإيراني في العالم العربي ما زال الرد العربي في منتهى الضعف والخوار، والتمدد الإيراني في العمق العربي لم يقابله للأسف أي رد فعل معاكس الإتجاه، بمعنى تفعيل أدوات الصراع الداخلي في إيران ونقل المعركة للعمق والداخل الإيراني، والمهمة سهلة ويسيرة للغاية إن صدقت النوايا وتم إتخاذ القرار، فالمعارضة الوطنية الإيرانية التي تمتلك رصيدا شعبيا هائلا في الداخل الإيراني كما تمتلك تاريخا نضاليا حافلا وتجربة سياسية مريرة قدموا خلالها عشرات الآلاف من الشهداء في مقارعة نظام البغي الكهنوتي الطاغوتي الإرهابي المجرم، هي رصيد قوي وفاعل ومهم للعالم العربي لم يتم إستثماره أبدا بل كان الإهمال والتناسي سمة الموقف! وذلك يمثل خللا ستراتيجيا غير مقبول ولا معقول بالمرة!، فحركة مجاهدي الشعب الإيراني وهي كبرى حركات المعارضة الوطنية الإيرانية المعروفة بإسم (مجاهدين خلق) تمتلك من الخبرة ومن أدوات التوغل في عمق مركز القرار الإيراني لابد أن يتم الإنفتاح العربي عليها، والتعاون معها ليس لهدف إسقاط وزعزعة نظام الملالي المتوتر فقط، بل لبناء جسور تواصل وتفاهم مشترك مع الشعب الإيراني الصديق، فالشعب الإيراني بمجمله ليس عدوا للعرب بل على العكس فإن الوحدة النضالية ووحدة الأهداف والتاريخ والثقافة المشتركة تلعب دوراً تاريخياً في تمتين الأواصر وتعزيز الصلات، فنظام الملالي لايمثل الشعب الإيراني الواسع الرؤى الثقافية والحضارية واللاعب المهم في الحضارة الإسلامية، بل أن هذا النظام يمثل صفحات الخزي والتخلف والغيبية الفاشلة، فرؤاه تخريبية، ومنهجه تخريبي، والأدوات الطائفية التي يعتمد عليها في منتهى البؤس، لابد من دعم عربي حقيقي للمعارضة الوطنية الإيرانية وكسر جدران الصمت والخشية من فتح أبواب التعاون المشترك، فالمعارضة الوطنية الإيرانية حليف لا غنى عنه للعالم العربي، فليس معقولا أن تعج العواصم الأوروبية بهم ويترك المجال الحيوي العربي لدعايات وأباطيل نظام الملالي ويعزل عن التواصل مع العالم العربي المعارضون الإيرانيون الذين مازالوا أهدافاً لمشانق الملالي الإرهابية الرهيبة، لقد أثبتت المعارضة الإيرانية قدرات لوجستية كبيرة وعن علوكعب في مقارعة النظام الفاشي الكهنوتي، كما أنها في المحصلة الستراتيجية حليف طبيعي ولكن مهمل للأسف للعالم العربي وهويخوض حرب الإرادة والوجود ضد تحديات نظام الملالي وإرهابه المستمر، ندعو أهل القرار في الأمة العربية لفتح أبواب التعاون والعمل المشترك مع المعارضة الوطنية الإيرانية لكسب المستقبل ولبناء حوار حضاري وسياسي والإستفادة من الخبرات والطاقات الإيرانية المعارضة في إفشال مخططات الملالي الخبيثة، لابديل عن التعامل الميداني المباشر مع مجاهدي الشعب الإيراني وغيرهم إن أردنا الإنتصار وحسم المعركة بأقل الخسائر، ونتمنى أن لاتضيع الفرصة التاريخية كما ضاعت فرص عديدة للأسف… المعارضة الإيرانية إحتياطي جاهز ومضمون في إدارة معركة الوجود في الشرق القديم.. فما تراكم فاعلون؟