المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 20 كانون الأول/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.december20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس متّى01/من01حتى17/نسب المسيح العائلي

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة01/من01حتى12/أَنْتُم أَيْضًا مَدْعُوُّونَ لِتَكُونُوا لِيَسُوعَ المَسِيح

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

تعريف للعونية الكارثية والإستغبائية/الياس بجاني

حركة أمل وحزب الله والأسد وملالي إيران يتآمرون على النائب السابق حسن يعقوب/ الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

يعقوب ينفي خطفه وملفه أمام القضاء غداً: هنيبعل يرفض الادعاء ... و «لغز» فاطمة حاضر

لكل هذه اﻷسباب، صدر القرار من سوريا وإيران بازاحة النائب حسن يعقوب عن مشهد قضية

بالتفاصيل..دمشق لم تطلب هنيبعل لأجل المال إنما لهذا السبب

ما علاقة الرئيس برّي باعتقال حسن يعقوب؟

فرع المعلومات انهى تحقيقاته مع يعقوب واحاله الى النيابة العامة في بعبدا

مناصرو يعقوب انهوا اعتصامهم بعد احالة الملف الى النيابة العامة

اعتقال هنيبعل هل يقفل قضية الامام الصدر/بتول الحسيني/جنوبية

قانصوه لـ»السياسة»: فرصة فرنجية لرئاسة لبنان قد تكون أفضل لأنه يحظى بدعم السنة وعون مستمر في ترشحه والعين على «حزب الله»

دو فريج: التسوية لم تسقط وفرنجية رئيساً في 2016

كيف قرأت قوى "14 آذار" مقابلة فرنجية؟/موقع 14 آذار/خالد موسى

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 19/12/2015

 منظمة الطلاب في "حزب الوطنيين الأحرارأحيت الذكرى العاشرة لاغتيال النائب الشهيد جبران تويني،

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 19 كانون الاول 2015

عسيري من معراب: نبارك أي خطوات وأي توافق لبناني لبناني ليكون للبنان رئيس في أقرب فرصة

بعد إعلان فرنجية ترشحه الرسمي هذه أبرز المواقف السياسية..

إنها وعود أسامة بن لادن…/حلا نصرالله/جنوبية

كلام_لا_بد_منه/فارس خشان/فيسبوك

المطران مطر ينفي تكليفه من قبل البطريرك الراعي بالتفتيش عن مرشح من خارج نادي الأقطاب

بيضون: 'حزب الله” تنكر لعروبته ويعتبر أن إيران قائدة المنطقة

جنبلاط : نسيتم ما فعله النظام السوري من قتل وتعذيب وتدمير وتهجير

 

عناوين الأخبار المتفرقات اللبنانية

ناشطون اعتصموا أمام السراي وكلمات أكدت على استمرار الحراك لمواجهة الفساد

قاووق: نحن في خندق المقاومة اولويتنا ان نحارب الارهاب الاسرائيلي والتكفيري

الموسوي انتقد الإعلان عن انضمام لبنان إلى الحلف الإسلامي: لن نناقش مهزلة لا محل لها من الإعراب

أمين السيد: قيام السعودية بإنشاء تحالف ضد الإرهاب مسرحية تخفي نوايا عدوانية

رعد: نرفض رفضا قاطعا مشاركة لبنان في التحالف العربي

باسيل بحث مع بان في نيويورك موضوع النزوح السوري

وزارة الخارجية: الاصرار الدولي على طوعية عودة النازحين يزيد مخاوف لبنان من توطين السوريين

الضاهر: بين فرنجية وعون اختار عون لأنه إبن الجيش واكثر تمثيلا وأكثر إراحة للشارع المسيحي

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

البحرين تعلن »حزب الله« تنظيماً إرهابياً

نص على هدنة وإطلاق مفاوضات بين النظام والمعارضة في يناير وسط خلافات بشأن مصير الأسد

القوات الكندية شاركت في هجوم على «داعش»

النظام السوري يخسر السيطرة على تلة ستراتيجية في اللاذقية

مجموعة الـ17 بشأن سورية تبحث لائحة سوداء للمجموعات الإرهابية

المحادثات التركية الإسرائيلية لتطبيع العلاقات متواصلة و«الأطلسي» يوافق على صفقة لتقوية الدفاعات الجوية

قيادي في «متحدون»: حكومتنا تبنت رأي إيران وسورية وانقسامات واسعة بين الوزراء العراقيين بشأن التحالف الإسلامي ضد الإرهاب

وزير الدفاع العراقي: «داعش» فقد 23 % من مساحة سيطرته

توقعات بتحرير الرمادي نهاية ديسمبر ومقتل عشرة عسكريين بنيران صديقة قرب الفلوجة وتركيا تتهم العراق بتقويض محاربة «داعش» وأوباما يدعوها للتهدئة

الأسد وزوجته يزوران كنيسة في دمشق

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"إرهاب المليشيا" : من موجبات رفض حزب الله للحلف الإسلامي/سلام حرب/موقع 14 آذار

رئيس تكنوقراط/الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن

انفصال محتمل/ميـرا عبـدالله/لبنان الآن

الحُرُم الشيعي/حـازم الأميـن/لبنان الآن

هاشمي رفسنجاني… الطريق لولاية الفقيه/داود البصري/السياسة

لبنان سيجد المخرج المناسب للتعاون مع «التحالف الإسلامي»/ثريا شاهين/المستقبل

الى «حزب الله»: لم يمر الزمن بعد/محمد مشموشي/المستقبل

إصلاح التعليم الديني... من هنا نبدأ/خالد الحروب/الحياة

سراب السلام في سورية/داود الشريان/الحياة

قرار روسي إيراني للحل في سورية/الياس حرفوش/الحياة

أوهام موسكو عن مستقبل الأسد/خالد الدخيل/الحياة

من المستقبل مقابلة مع المفكر الإسلامي الدكتور رضوان السيد تحدّث خلالها عن معنى التحالف الإسلامي وأهمية «الأمن الفكري».. وعن صمت إيران «الملتبس»: السعودية حائط صدّ في وجه الإرهاب

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس متّى01/من01حتى17/ نسب المسيح العائلي

"«كِتَابُ ميلادِ يَسُوعَ المَسِيح، إِبنِ دَاوُد، إِبْنِ إبْرَاهِيم: إِبْرَاهِيمُ وَلَدَ إِسْحق، إِسْحقُ وَلَدَ يَعْقُوب، يَعْقُوبُ وَلَدَ يَهُوذَا وإِخْوَتَهُ، يَهُوذَا وَلَدَ فَارَصَ وزَارَحَ مِنْ تَامَار، فَارَصُ وَلَدَ حَصْرُون، حَصْرُونُ وَلَدَ آرَام، آرَامُ وَلَدَ عَمِينَادَاب، عَمِينَادَابُ وَلَدَ نَحْشُون، نَحْشُونُ وَلَدَ سَلْمُون، سَلْمُونُ وَلَدَ بُوعَزَ مِنْ رَاحَاب، بُوعَزُ وَلَدَ عُوبِيدَ مِنْ رَاعُوت،  عُوبِيدُ وَلَدَ يَسَّى، يَسَّى وَلَدَ دَاوُدَ المَلِك. دَاوُدُ وَلَدَ سُلَيْمَانَ مِنِ ٱمْرَأَةِ أُوْرِيَّا، سُلَيْمَانُ وَلَدَ رَحَبْعَام، رَحَبْعَامُ وَلَدَ أَبِيَّا، أَبِيَّا وَلَدَ آسَا، آسَا وَلَدَ يُوشَافَاط، يُوشَافَاطُ وَلَدَ يُورَام، يُورَامُ وَلَدَ عُوزِيَّا، عُوزِيَّا وَلَدَ يُوتَام، يُوتَامُ وَلَدَ آحَاز، آحَازُ وَلَدَ حِزْقِيَّا، حِزْقِيَّا وَلَدَ مَنَسَّى، مَنَسَّى وَلَدَ آمُون، آمُونُ وَلَدَ يُوشِيَّا، يُوشِيَّا وَلَدَ يُوكَنِيَّا وإِخْوَتَهُ، وكانَ السَّبْيُ إِلى بَابِل. بَعْدَ السَّبْيِ إِلى بَابِل، يُوكَنِيَّا وَلَدَ شَأَلْتِيئيل، شأَلْتِيئيلُ وَلَدَ زُرُبَّابِل، زُرُبَّابِلُ وَلَدَ أَبِيهُود، أَبيهُودُ وَلَدَ إِليَاقِيم، إِليَاقِيمُ وَلَدَ عَازُور، عَازُورُ وَلَدَ صَادُوق، صَادُوقُ وَلَدَ آخِيم، آخِيمُ وَلَدَ إِلِيهُود، إِلِيهُودُ وَلَدَ إِلِيعَازَر، إِلِيعَازَرُ وَلَدَ مَتَّان، مَتَّانُ وَلَدَ يَعْقُوب، يَعْقُوبُ وَلَدَ يُوسُفَ رَجُلَ مَرْيَم، الَّتي مِنْهَا وُلِدَ يَسُوع، وهُوَ الَّذي يُدْعَى المَسِيح.

فَجَميعُ الأَجْيَالِ مِنْ إِبْرَاهيمَ إِلى دَاوُدَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً، ومِنْ دَاوُدَ إِلى سَبْيِ بَابِلَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً، ومِنْ سَبْيِ بَابِلَ إِلى المَسِيحِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جيلاً."

 

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة01/من01حتى12/أَنْتُم أَيْضًا مَدْعُوُّونَ لِتَكُونُوا لِيَسُوعَ المَسِيح

"يا إخوَتِي، مِنْ بُولُسَ عَبْدِ المَسِيحِ يَسُوع، الَّذي دُعِيَ لِيَكُونَ رَسُولاً، وفُرِزَ لإِنْجِيلِ ٱلله، هذَا الإِنْجِيلِ الَّذي وَعَدَ بِهِ ٱللهُ مِنْ قَبْلُ، بَأَنْبِيَائِهِ في الكُتُبِ المُقَدَّسَة، في شَأْنِ ٱبْنِهِ الَّذي وُلِدَ بِحَسَبِ الجَسَدِ مِنْ نَسْلِ داوُد، وَجُعِلَ بِحَسَبِ رُوحِ القَدَاسَةِ ٱبْنَ اللهِ بِقُوَّةٍ أَيْ بِالقِيَامَةِ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، وهُوَ يَسُوعُ المَسِيحُ رَبُّنَا؛ بِهِ نِلْنَا النِّعْمَةَ والرِّسَالَةَ لِكَي نَهْدِيَ إِلى طَاعَةِ الإِيْمَانِ جَميعَ الأُمَم، لِمَجْدِ ٱسْمِهِ؛ ومِنْ بَيْنِهِم أَنْتُم أَيْضًا مَدْعُوُّونَ لِتَكُونُوا لِيَسُوعَ المَسِيح؛ إِلى جَمِيعِ الَّذينَ في رُومَا، إِلى أَحِبَّاءِ الله، المَدْعُوِّيِنَ لِيَكُونُوا قِدِّيسِين: أَلنِّعْمَةُ لَكُم والسَّلامُ مِنَ اللهِ أَبينَا والرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيح! قَبْلَ كُلِّ شَيء، أَشْكُرُ إِلهِي بِيَسُوعَ المَسيحِ مِنْ أَجْلِكُم جَمِيعًا، لأَنَّ إِيْمَانَكُم يُنَادَى بِهِ في العَالَمِ كُلِّهِ. يَشْهَدُ علَيَّ الله، الَّذي أَعْبُدُهُ بِرُوحِي، بِحَسَبِ إِنْجِيلِ ٱبْنِهِ، أَنِّي أَذْكُرُكُم بِغَيْرِ ٱنْقِطَاع، ضَارِعًا في صَلَوَاتِي على الدَّوَامِ أَنْ يتَيَسَّرَ لي يَوْمًا، بِمَشِيئَةِ الله، أَنْ آتيَ إلَيْكُم. فإِنِّي أَتَشَوَّقُ أَنْ أَرَاكُم، لأُشْرِكَكُم في مَوْهِبَةٍ رُوحِيَّةٍ وَأُشَدِّدَكُم، أَيْ لأَتَعَزَّى مَعَكُم وَبَيْنَكُم بإِيْمَانِي وإِيْمَانِكُمُ المُشْتَرَك."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته

تعريف للعونية الكارثية والإستغبائية

الياس بجاني/19 كانون الأول/15

العونية بجوهرها هي رزم من السخافات الخرافية، والأوهام المرّضية، وضحالة الفكر، والجهل الفاقع، والتسطح السياسي الغبي، والتعصب الأعمى، والعقم الثقافي اللابط ،وعبادة صنم على شكل انسان

 

مسامير وتغريدات تحكي حال أحزابنا الشركات التعتير  وهيمنة "الأنا" على عقول أصحابها

الياس بجاني/19 كانون الأول/15

في تاريخه الغابر وكما المعاصر لم يعرف لبنان سياسي نرسيسي وواهم ومخدر القلب والضمير والعقل كما هو حال الشارد ميشال عون. الرجل هو فعلاً كارثة.

في لبنان لا وجود لأحزاب عملاً بمعايير الأحزاب الغربية، بل شركات تجارية وعائلية ومافياوية همها الربح والسلطة وأخر همها الناس والوطن والأخلاق.

فاضح أمر تخبط ما يسمون أنفسهم 14 آذار في مواجهة رئاسة فرنجية فلا بدائل لديهم ولا حلول، بل هروب إلى الأمام وغرق في "الأنا" أكثر وأكثر.

لا احترام ولا مصداقية ولا مستقبل لكل سياسي أو حزب 14 آذاري يتعامى عن واقع موت 14 آذار السياسيين والأحزاب وسعد الحريري الذي لا قرار حر لديه.

مهما تم نفخ طوباوية الرئيس الحريري ومهما تم تصويره على أنه خائف على لبنان هو في الحقيقة عاجز ولا قرار حر لديه وتابع كلياً لمرجعيته الإقليمية.

للأسف "الأنا" هي التي تتحكم بردات أفعال السياسيين والأحزاب ال 14 آذاريين الذين جن جنونهم جراء تقدم فرص فرنجية الرئاسية. لا بدائل ولا حلول، بل ضياع كامل.
غريب أمر تجار السياسة والبشر في لبنان فهم يوماً مع الأسد ويوماً ضده وكأنهم يعملون في البورصة وليس في السياسة. معايير مواقفهم "الأنا" فقط.

البلد محتل وهذه حقيقة معاشة وبالتالي لا شيء مستغرب . في ظل الإحتلال عينوا لنا 3 رؤساء واليوم سوف يعينون لنا الرابع...

الاحتلال لن يبقى ولا اتباعه.. كل الاحتلالات زالت وبقي لبنان وحال الاحتلال الحالي لن يكون مختلفاً مهما طال زمنه وظلمه والقهر.

الكارثة الفكرية والوطنية ليست في استغباء حزب الله للغير وفي اسقاط الحزب علله وعاهاته على الآخرين كما يفعل اليوم، بل هي في هذا الغير الذي يداهن فكر الحزب العفن ويسوّق له ويرضخ لإرهابه ويتعامى عن مشروعه الملالوي.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

حركة أمل وحزب الله والأسد وملالي إيران يتآمرون على النائب السابق حسن يعقوب

http://eliasbejjaninews.com/2015/12/19/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%A3%D9%85%D9%84-%D9%88%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%AF-%D9%8A/

الياس بجاني/20 كانون الول/15

إن القاصي والداني يعرف ومنذ سنوات طويلة أن الإمام موسى الصدر ورفيقيه تم تغييبهم في ليبيا من ضمن مؤآمرة اجرامية واستخبارتية اشترك فيها النظام الإيراني الملالوي ونظام الأسد الأب وليبيا معمر القذافي.

واليوم نفس المتآمرين مضافاً إليهم نبيه بري وحزب الله والأسد الإبن يتآمرون على النائب السابق حسن يعقوب وعائلته والذي تم تغييب والده الشيخ محمد يعقوب مع الإمام الصد.

التآمر الحالي مفضوح ومكشوف ويتم من خلال الضغوطات على القضاء اللبناني.

ترى لماذا هذا الإستنساخ التآمري وما هي الأخطار التي يشكلها حسن يعقوب على هؤلاء المتآمرين الجدد والقدّم؟

من ضمن عملية التآمر حجب الثنائي الشيعي امل وحزب الله عن الإعلام التابع لهما كل انشطة عائلة يعقوب الاحتجاجية عقب توقيفه مما دفع بأخيه إلى الإفصاح بهذا الأمر علنية.

في أسفل تقارير تحكي المؤآمرة على حسن يعقوب

 

يعقوب ينفي خطفه وملفه أمام القضاء غداً: هنيبعل يرفض الادعاء ... و «لغز» فاطمة حاضر

الحياة/20 كانون الأول/15

تسلمت الهيئة العامة الاستئنافية في بعبدا (جبل لبنان) برئاسة القاضي كلود كرم من شعبة «المعلومات» في قوى الأمن الداخلي النائب السابق عضو «تكتل التغيير والإصلاح» حسن محمد يعقوب، لورود اسمه في عداد المجموعة التي قامت بخطف هنيبعل معمر القذافي وهو في طريقه إلى فندق «شيراتون» في دمشق الأحد في السادس من الشهر الجاري، واقتادته إلى منطقة البقاع وأبقته مخطوفاً حتى الجمعة في 11 منه، حين تسلمته دورية من «المعلومات» بعد اتصال تلقته الشعبة من وسيط، واقتادته إلى مبنى المديرية العامة لقوى الأمن في بيروت وأوقف فيها بطلب من المحقق العدلي في جريمة إخفاء الإمام موسى الصدر القاضي زاهر حمادة. وتم تسليم يعقوب وثلاثة من مرافقيه الى الهيئة الاستئنافية بناء على إشارة من النيابة العامة التمييزية في لبنان التي كانت طلبت توقيفه، وقررت الهيئة إبقاءه لدى «المعلومات» على أن يحقق معه غداً الإثنين قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان جان فرنيني. وجاء تسليم يعقوب ومرافقيه الثلاثة بعدما أنهت شعبة «المعلومات» التحقيق معهم وأعدت محضراً في هذا الخصوص أودعته لدى الهيئة الاستئنافية. وكان عدد آخر من مرافقي يعقوب قد أوقفوا لكن تم الإفراج عنهم على دفعات بناء على إشارة من النيابة العامة التمييزية، وتبين من خلال التحقيقات الأولية أن مرافقيه أدلوا بإفادات متضاربة.

وفيما لم يتدخل «حزب الله» وحركة «أمل» في التحقيق الأولي الذي خضع له يعقوب ومرافقوه، تاركين للقضاء اللبناني بتّ مصيره، علمت «الحياة» من مصادر قضائية أن يعقوب نفى التهمة الموجهة إليه بخطف هنيبعل القذافي بمعاونة مجموعة من مرافقيه، وأصرّ طوال التحقيق على أقواله، فيما رفض ابن القذافي الادعاء على أحد. لكن نفي يعقوب التهمة الموجهة إليه بخطف ابن القذافي أو أن يكون لديه علم بعملية الخطف قوبل بأكثر من دليل ووثيقة تثبت ضلوعه. ومن أبرز الأدلة: وجود تسجيل بين يعقوب وسيدة لبنانية الأصل اسمها فاطمة مسعود متزوجة من شخص اسمه هلال الأسد وهو قريب من الرئيس السوري بشار الأسد، وتناول الاتصال بينهما طلب فاطمة منه الإفراج عن هنيبعل وطمأنتها الى أنه في صحة جيدة، خصوصاً أنها لعبت دور الوسيط الذي أمن التواصل بينهما. إضافة الى المواجهة المباشرة التي حصلت بينهما خلال توقيف يعقوب لدى «المعلومات» وما دار فيها من أحاديث، على رغم أنه حاول نفي علمه بخطفه أو بوجود علاقة له بهذه العملية.

هل تواصل يعقوب مع هنيبعل؟

وتردد أن هنيبعل تواصل مع يعقوب بعد أخذ ورد وكان يعتقد أنه يستطيع بوساطة ما الانتقال من سورية مع أفراد عائلته ليقيم في لبنان، مع أنه كان استحصل من السلطات السورية على منحه حق اللجوء السياسي مع زوجته وأولاده بعدما أمضى فترة طويلة في الجزائر. كما تردد أن هنيبعل روى بعض التفاصيل المتعلقة بإدخاله بالقوة إلى إحدى السيارات وهو في الطريق الواقعة بين أوتوستراد المزة و «شيراتون» في دمشق، ومن ثم تعرض للضرب والتعذيب وتكبيل يديه بالأصفاد وأمضى ساعات مع خاطفيه، وعرف لاحقاً أنه موجود في منطقة في البقاع اللبناني. وبالنسبة الى التسجيل العائد إلى هنيبعل والذي بثته إحدى محطات التلفزة في لبنان، قيل إن التسجيل حصل أثناء اختطافه وقبل أن يفرج عنه. وربما يعود الإفراج عنه إلى أن اختطافه أحدث إرباكاً داخل النظام السوري، الذي اعتبر -كما علمت «الحياة»- أن هذه العملية تشكل خرقاً للمنظومة الأمنية السورية، خصوصاً أنها حصلت في قلب دمشق وفي منطقة حساسة جداً وتشكل العمق الأمني في منطقة فيها مقرات أمنية وعسكرية وعدد من الوزارات والإدارات الرسمية. وفي هذا السياق، أشيع أن تهديدات وصلت إلى بعض الذين كانوا وراء تأمين التواصل بين هنيبعل وخاطفيه الذين يتمتعون بتسهيلات أمنية تسمح لهم بالتنقل بين لبنان وسورية على الخط العسكري في نقاط الحدود المشتركة بين البلدين، وتحديداً من الجانب السوري، من دون أن يخضعوا لأي تفتيش أو مساءلة أمنية. كما تردد أن السفير السوري لدى لبنان علي عبدالكريم علي أجرى اتصالات بعيدة من الأضواء بعدد من المراجع الأمنية والسياسية طالباً تسليم هنيبعل إلى دمشق بذريعة أنه يتمتع وأفراد عائلته بحق اللجوء السياسي، إضافة الى أنه لم يخف امتعاضه من عملية الخطف والمكان الذي حصلت فيه.

توقيف هنيبعل في ملف الصدر

أما بالنسبة الى توقيف هنيبعل بناء على طلب المحقق العدلي حمادة في جريمة إخفاء الصدر، بتهمة كتم معلومات إضافة الى أنه ابن معمر القذافي الرأس المدبر لإخفائه، علمت «الحياة» أن معلومات كانت ترددت مفادها أن هنيبعل سمع أخاه المعتصم يقول إن الصدر كان في ضيافة والده وإنه اختلف وإياه في المسجد وإن نائب القذافي آنذاك عبدالسلام جلود كان وراء التورط في إخفائه، وإن لا صحة لما أشيع سابقاً عن أن الصدر غادر ليبيا إلى روما. وينتظر أن يتخذ القاضي حمادة قراره في خصوص استمرار توقيف هنيبعل الذي كان خضع لتحقق أمني بناء على إشارة من القضاء لدى فرع التحقيق في «شعبة المعلومات» الذي كان أجرى تحقيقاً أمنياً مع يعقوب ووضع تقريره في هذا الشأن.

ماذا عن طلب استرداده؟

ومع أن «اللغز» حول أسباب التواصل بين فاطمة ويعقوب لا يزال قيد الكتمان وهو في عهدة القضاء، فإن طلب وزارة العدل السورية استرداد هنيبعل بذريعة أنه يتمتع بحق اللجوء السياسي في سورية لا يزال عالقاً، مع أن وزارة العدل في لبنان تسلمت كتاباً في هذا الخصوص من السلطات في سورية عبر وزارة الخارجية اللبنانية. وتبين أن الاتفاقية القائمة بين لبنان وسورية حول تبادل المطلوبين لا تلحظ مسألة اللجوء السياسي وبالتالي لا بد من العودة في هذا الخصوص الى القانون الدولي. ومعلوم أن السلطات في ليبيا طلبت رسمياً استرداد هنيبعل، لكن لبنان لم يعط حتى الآن أي جواب على الطلب الليبي لسبب بسيط يكمن في أن هناك تعدداً للسلطات في ليبيا وبالتالي يُسأل من هي السلطة المخولة استرداده. كما أن لبنان كان تواصل مع المنظمة الدولية «للإنتربول» لمعرفة ما إذا كانت صادرة في حق ابن القذافي مذكرة تقضي بتوقيفه وتسليمها إياه. وتبين من المراسلة بين لبنان و «الإنتربول» أن الأخيرة كانت أصدرت إشارة حمراء في حق هنيبعل تطلب فيها توقيفه في حال وجوده داخل الأراضي اللبنانية، لكن هذه الإشارة مجمدة الآن ريثما يتم بتّها في سياق درس ملفه، إضافة الى أن «الإنتربول» في ليبيا أصدرت إشارة حمراء تطلب فيها توقيفه وتسليمه إلى ليبيا في جرائم اختلاس أموال، لكن هناك صعوبة في الاستجابة لها، نظراً الى حال الفوضى القائمة في ليبيا والتي أدت الى تعدد السلطات التي يدعي كل منها «شرعيته». وكان مناصرو يعقوب اعتصموا أمام قصر عدل بعبدا. وقال شقيق النائب يعقوب، علي يعقوب: «بناء على الضغط الذي حصل من كل مناصري يعقوب، تحول الملف إلى النيابة العامة، وهذا ما كنا نرجوه». وتوجه إلى «من كان وراء هذا الفعل ومن ضغط على المدعي العام ليتحرك فرع المعلومات» بالقول: «إن الرسالة وصلت وفهمناها»، معتبراً أن «الملف سياسي بامتياز ونحن لدينا رسائل سنوصلها لاحقاً». وأكد ثقته بالقضاء، معتبراً أن «الملف في أياد أمينة وكان هاجسنا ألا يبقى التحقيق التعسفي مستمراً». وتقدمت وكيلة الدفاع عن القذافي المحامية بشرى الخليل بمذكرة لإخلاء سبيله وإبطال إفادته في قضية الصدر.

 

لكل هذه اﻷسباب، صدر القرار من سوريا وإيران بازاحة النائب حسن يعقوب عن مشهد قضية

لبنان الجديد/19 كانون الأول/15

كان الإمام الصدر يقول للمقربين منه ان معركته الكبرى في إيران بعد لبنان وهو كان قائداً في تيار وطني ذي بعد إسلامي في طهران يعتبر امتداداً لحركة محمد مصدق وتعبر عنه حركة تحرير إيران برئاسة د. مهدي بازركان. وكان لهذه الحركة التزام سياسي بإقامة نظام وطني ديموقراطي إيراني ببعد إسلامي مستنير وبمشاركة كل القوى الوطنية. وعندما قامت الثورة الشعبية في إيران ضد الشاه عام 1978 شاركت فيها هذه الثورة بكل قياداتها وفق هذا البعد.. دون أن تدري الوجهة التي يريدها قائدها الإمام الخميني أخذها إليها، خاصة وانه أغرقها بجمهور ولجان كانت تتهيأ وتتشكل منذ سنين وتحديداً منذ فشل ثورته الأولى ضد الشاه في حزيران/يونيو/ خرداد 1963 أي قبل 15 سنة. ولعل أول خلاف علني ظهر بين الإمام الصدر وبين الإمام الخميني هو عندما أيد السيد الصدر من لبنان في آب/أغسطس 1978 دعوة المرجع الكبير الراحل السيد محمود شريعتمداري لإقامة ملكية دستورية في إيران، وهي الدعوة التي رفضها الخميني فاضطر السيد الصدر إلى الصمت بعدها إلى ان ذهب إلى ليبيا وجرى تغييبه هناك يوم 31/8/1978. أنا في إيران كنت شاهداً على واقعتين حاسمتين لقياس الموقف الإيراني بعد نجاح الثورة من قضية إخفاء الإمام الصدر.

الواقعة الأولى: كنا في حسينية جمران شمالي طهران حيث كان الإمام الخميني يقيم في بداية الثورة قبل أن ينتقل إلى قم، عندما دخل الإمام الأكبر الشيخ الراحل محمد مهدي شمس الدين الحسينية قبل إلقاء الخميني كلمته، فسمعنا تهجماً على الشيخ شمس الدين من رئيس المحاكم الثورية التي شكلها الخميني لمحاكمة رموز العهد الشاهنشاهي صادق خلخالي يسقط فيه على الإمام شمس الدين وعلى الإمام الصدر انهما كانا عميلين للشاه عميلين أميركيين. تحدث خلخالي بالفارسية وترجم لي ما قال صديق مناضل وجندي مجهول ما زال من أشد الملتزمين بخط الإمام الخميني ولن أفصح عن اسمه حرصاً عليه إذ ترجم بالقول: ماذا جاء يفعل خليفة عميل الأميركان في حضرة جناب الإمام. (والذين كانوا مع الإمام شمس الدين في إيران يومها يذكرون جيداً هذه الواقعة). الواقعة الثانية: عندما أرسلت حركة أمل والمجلس الشيعي وفداً موسعاً إلى طهران للقاء المسؤولين والإمام الخميني وعرض قضية اختفاء الإمام الصدر في ليبيا. طلب منهم الإيرانيون المكلفون بمرافقتهم ألا يثيروا قضية الإمام الصدر مع الإمام الخميني أبداً.. تحت زعم انه يتبناها ولا حاجة لتذكيره بها.. دون أن ننسى ان رئيس وزراء ليبيا يومها عبد السلام جلود كان موجوداً في إيران للتنسيق العسكري في مواجهة العراق خلال اشتعال الحرب معه في أيلول/سبتمبر 1980. الاهم، ان شخصيات قيادية في الثورة مع الامام الخميني وما زالت في السلطة حتى الآن وأبرزها السيد عبد الكريم الموسوي اردبيلي الذي كان مدعياً عاماً في ايران بعد الثورة كان يرى ان الامام الصدر هو عميل للشاه، وان جماعته كلها عميلة (يقصد بازركان وصادق قطب زادة وابراهيم يزدي وصادق طباطبائي وهو متزوج من ابنة شقيقة الامام الصدر ومصطفى شمران الذي كان قائداً عسكرياً لأمل وقتل برصاصة في رأسه من الخلف خلال تفقده جبهة المواجهة مع الاكراد في كرمنشاه شمالي غرب ايران.

  لماذا؟ فضلاً عن رأي هؤلاء، تعالوا نرى خطورة الامام الصدر على ايران الخميني. كان الامام مؤسساً لحركة امل والمجلس الشيعي واستقطب قاعدة ضخمة من الناس ومن مثقفي الشيعة المستقلين. كان توجهه لبنانياً عربياً وطنياً ببعد اسلامي كما كانت حركة تحرير ايران وكان إبعاده عن لبنان مسعى لتفريغ حركة امل والمجلس الشيعي من قائد ديني يمتلك صفته الكاريزمية الشعبية – في وقت بدأت فيه جماعات وشباب وحركات صغيرة مرتبطة بإيران الجديدة من خلال رجال دين ايرانيين في لبنان وسوريا والعراق ينخرطون في حركة امل للسيطرة عليها شيئاً فشيئاً.. فلما عجزوا خرجوا بتوقيت حددته لهم ايران لتشكيل حزب الله. (ولنعد الى ماكينة السيد علي محتشمي وهو مؤسس حزب الله في لبنان) حيث ان الامام الخميني كلفه تشكيل هذا الحزب ليكون اداة ايرانية تضع ايران على حدود فلسطين وينفذ السياسة الايرانية في المشرق العربي كجزء من الحرس الثوري الايراني. كان لإيران مصلحة مباشرة في خطف الامام الصدر سواء حصل في ليبيا او في أي مكان آخر. ولسوريا مصلحة ايضاً في اخفاء الامام الذي كان يحمل مشروعاً وطنياً لبنانياً لحل الصراع الداخلي ويريد له دعماً عربياً وليس سورياً فقط وهذا ما اغضب دمشق منه كثيراً ولنستمع الى هاتين الواقعتين المعبرتين عن هذا الغضب: الواقعة الاولى: تتحدث شخصية قيادية شيعية كانت مقربة من الامام الصدر عن حزن الامام من آخر لقاء له مع حافظ الاسد تناول فيه الامام المغيب سلوك الامن السوري المستفز للبنانيين طالباً سحب الجيش السوري من الشوارع الى الثكنات، طالباً ايضاً حسن معاملة الضباط السوريين للسياسيين اللبنانيين قائلاً له ان المنظمات الفلسطينية على سيئاتها تحترم السياسيين اللبنانيين ولا تهينهم بينما يحصل العكس مع الضباط السوريين في لبنان. يقول لي صديقي ان الامام الصدر كان حزيناً بعد هذا اللقاء لأنه شعر ان كلامه لم يعجب حافظ الاسد.. وانه عندما يزور سوريا كان يقابل مسؤولين كثيرين دون الاسد.. رغم طلبه عدة مرات مقابلة الرئيس السوري. الواقعة الثانية: يقول فيها نائب حافظ الاسد الاستاذ عبد الحليم خدام ان الامام الصدر عندما ابلغ سوريا رغبته بتوسيع علاقاته العربية ووجه بشرح سياسي سوري يقول ان سوريا تتعرض الآن لحصار شديد بعد زيارة السادات للقدس عام 1977، من اسرائيل وأميركا والعراق وايران والاردن، وانه يخشى التحرك ضده في لبنان وهو يريد من القيادات اللبنانية القريبة من سوريا ان تحسم موقفها معها، وان تلتزم سياستها وان لا تتركها وحدها لتقيم علاقات مع دول عربية أخرى.. لكن الإمام الصدر قام بجولته العربية بدءاً بالكويت ثم الجزائر ثم ليبيا وهناك اختفى.

إذن الإمام الصدر أغضب سوريا وأغضب إيران؟ فماذا عن ليبيا؟   ليبيا هناك مسؤولية ليبية أكيدة عن اختفاء الإمام على أراضيها ولها مصلحة كما سورية وايران مع انه كان لليبيا جمهورها الواسع لدى الشيعة خسرته بسبب هذه القضية.. ان ليبيا كان لها مكانة كبيرة في لبنان خسرتها كلها بعد هذه القضية وعندما حاولت طرابلس توسيع علاقاتها مع بقية اللبنانيين عامي 1980 – 1981 خاصة المسيحيين وفي ظل بشير الجميل كسرت الاستخبارات السورية مجاذيفها حين فجرت سيارة مفخخة في المنطقة الشرقية من بيروت خلال حفل فني ليبـي بقيادة الموسيقار حسن العربي ففهمت طرابلس الدرس وتراجعت حتى كان العدوان الصهيوني عام 1982..

فبدأت ليبيا سياسة الانكفاء الكامل عن لبنان وفلسطين. ومع هذا تورطت ليبيا بشكل أو بآخر مع إيران لمصلحة مشتركة بينهما. فلماذا توجهت ليبيا إلى إيران؟ ساءت العلاقات كثيراً بين ليبيا ومصر بعد ذهاب أنور السادات إلى القدس عام 1977 ووصلت إلى حد قيام الطيران المصري بقصف قاعدة جمال عبدالناصر الجوية الليبية في طيرق اثر اكتشاف مؤامرة ليبية لاغتيال الرئيس الراحل أنور السادات بعد معلومات أرسلها إليه رئيس وزراء الكيان الصهيوني يومها مناحيم بيغن، وانضمت ليبيا وسوريا إلى جبهة الصمود والتصدي مع عدن وجبهة الرفض الفلسطينية والجزائر ضد السياسة المصرية التي انتهجها السادات وأوصلته إلى عقد معاهدة ((كامب ديفيد)) عام 79 ولما قامت ثورة الخميني في إيران في العام نفسه 1979 أيدت هذه الجبهة فلما بدأت الحرب العراقية – الإيرانية عام 1980 انضمت سوريا وليبيا إلى الحرب ضد العراق وقدمتا مساعدات عسكرية واستخباراتية لطهران ضد بغداد. وفي خضم الحرب عام 1984 وكانت حرب المدن بين طهران وبغداد بدأت وكانت الطائرات الإيرانية من نوع بوينغ 747 جمبو تهبط في مطار طرابلس الغرب في مكان منعزل فيقول مسؤول ليبـي كبير ان هذه الطائرات أتت ليبيا لتحمل أسلحة وصواريخ سكود إلى طهران لقصف بغداد رداً على قصف العراق لطهران. فلماذا تتبنى إيران قضية الإمام الصدر وهي تريد إخفاءه ولماذا تريد معاقبة ليبيا التي تحدثت عن حلف استراتيجي بينهما. كان لإيران مصلحة أساسية مع ليبيا لمساعدتها لها في حربها ضد العراق، وكان لسوريا مصلحة أساسية مع إيران لتخلصها من عدوها صدام حسين. وكان للجميع مصلحة في التخلص من الإمام الصدر.

 

بالتفاصيل..دمشق لم تطلب هنيبعل لأجل المال إنما لهذا السبب

لبنان الجديد/19 كانون الأول/15

يبقى التاريخ مرجعا أساسيا لفهم المماحكات السياسية الداخلية والخارجية ، ويبقى الرجوع إلى الأحداث الماضية طريق عبور لفهم ما يجري ومعرفة القضايا العالقة منذ زمن ومن هذه القضايا قضية  لم يستطع التاريخ أن يمحيها من ذاكرة اللبنانيين حتى الحاضر أيضا لا زال ينزف في كل آب على صدر لم يغب نجمه عن ذاكرة العالم. ففي الماضي لم تكن علاقة الصدر بإيران علاقة جيدة وقد ظهر أول خلاف علني بين الإمام الصدر وبين الإمام الخميني  عندما أيد السيد الصدر من لبنان في آب/أغسطس 1978 دعوة المرجع الكبير الراحل السيد محمود شريعتمداري لإقامة ملكية دستورية في إيران، وهي الدعوة التي رفضها الخميني فاضطر السيد الصدر إلى الصمت بعدها إلى ان ذهب إلى ليبيا وجرى تغييبه هناك يوم 31/8/1978. وقد جرت واقعة في ايران تتعلق بقضية الإمام الصدر تتلخص بـ "عندما أرسلت حركة أمل والمجلس الشيعي وفداً موسعاً إلى طهران للقاء المسؤولين والإمام الخميني وعرض قضية اختفاء الإمام الصدر في ليبيا. طلب منهم الإيرانيون المكلفون بمرافقتهم ألا يثيروا قضية الإمام الصدر مع الإمام الخميني أبداً.. تحت زعم انه يتبناها ولا حاجة لتذكيره بها.. دون أن ننسى ان رئيس وزراء ليبيا يومها عبد السلام جلود كان موجوداً في إيران للتنسيق العسكري في مواجهة العراق خلال اشتعال الحرب معه في أيلول/سبتمبر 1980.

وربما هذه الواقعة تسرد وقائع أو تحليلات لا يمكن نفيها وهي مصلحة إيران في إخفاء الصدر  حيث أنه كان يشكل خطورة كبيرة على الخميني من ناحية الشعبية خصوصا أن مشروع الصدر كان لبنانيا وطنيا فقط وعندما وجدت إيران أن الشيعة بدأوا ينخرطون في أمل المحرومين وباتت تخسر هيبتها وجدت أن إفراغ هذه الحركة من رجل له كاريزما قوية عند الشيعة سينجح فاستغلت الأمر بذهابه إلى ليبيا واختطافه وبدأ الإعلان عن تأسيس حزب الله. وأما بالنسبة لسوريا فهناك حديث ترويه شخصية قيادية شيعية كانت مقربة من الامام الصدر عن حزن الامام من آخر لقاء له مع حافظ الاسد تناول فيه الامام المغيب سلوك الامن السوري المستفز للبنانيين طالباً سحب الجيش السوري من الشوارع الى الثكنات، وطالباً ايضاً حسن معاملة الضباط السوريين للسياسيين اللبنانيين قائلاً له ان المنظمات الفلسطينية على سيئاتها تحترم السياسيين اللبنانيين ولا تهينهم بينما يحصل العكس مع الضباط السوريين في لبنان. وهنا نكتشف أن المصلحة الثنائية في تغييب الصدر واردة واختيار ليبيا لم يكن عن عبث إنما بسبب مصالحها في تغييب الصدر والمتمثلة باسترجاع هيبتها في لدى اليعة في لبنان والتي خسرتها بسبب الصدر. وانطلاقا من هنا يبدو أن هناك مصلحة ثلاثية ليبية-سورية وإيرانية في تغييب الإمام الصدر وإن أردنا ربط الماضي بالحاضر يجب أن نزيل الإستغراب بشأن مطالبة دمشق بهنيبعل واللجوء إلى حجج واهية .فدمشق لم تكن تتوقع أن يتم خطف هنيبعل الذي يملك معلومات ربما سمعها عن اختطاف الصدر وعندما أقر هنيبعل ببعض التفاصيل لجأت دمشق إلى حجة اللجوء السياسي لتمنعه من بث أفعالها السمومية مع إيران ودورهما في اختطاف الصدر. فمن طعن والده ونفى كلامه لا يصعب عليه أن يطعن شريك والده بالظهر.

 

ما علاقة الرئيس برّي باعتقال حسن يعقوب؟

 لبنان الجديد/19 كانون الأول/15

منذ أن اختطف ابن  المخلوع معمر القذافي في دمشق والمعلومات غير المؤكدة تحوم حول خاطفه والطريقة التي تم نقله بها إلى لبنان حتى رسى الإختيار أخيرا على النائب حسن يعقوب نجل الشيخ محمد يعقوب الذي رافق السيد موسى الصدر ـ والذي لديه علاقات قوية مع النظام السوري نظرا لتقربه من حزب الله والعماد ميشال عون. فالخلافات التي حصلت بين يعقوب وبري ليست مخفية على أحد  وما حصل في 31 آب الماضي حيث أقام يعقوب في دارته حفلا سنويا لاختفاء الصدر ومرافقيه في نفس يوم احتفال حركة أمل وفي نفس الوقت  خير دليل على أن العلاقة ليست مهتزة فقط بينهما إنما هناك شرخ لا يمكن أن يعاد بناء هيكليته مهما حصل . وتعقيبا على هذا الموضوع صرحت المحامية بشرى اخليل يوم أمس على قناة الميادين أنها بالرغم من عدم حبها لرئيس مجلس النواب نبيه بري إلا أن ما قاله هنيبعل القذافي في فيديو تم بثه عن اتهامات تتعلق بأن لبري يد في اختفاء الصدر ليس إلا وليد تلقين كلام حفّظه إياه يعقوب.

فهل اعتقال يعقوب جاء كردة فعل على غضب ولًده الأخير في نفس بري؟ فبحسب التصريحات التي صدرت اليوم عن شقيق حسن يعقوب حول عملية اعتقال الأخير يبدو أن هناك غموضا ما يضع القضية في خانة المؤامرات وما يزيد التأكيد حول وجود خدعة في الموضوع هو قول الشقيق بأنه تم استدعاء يعقوب من قبل فرع المعلومات بحجة ان هناك أمر ما يجب مناقشته معه ومنذ ذلك الحين لم يخرج وتم توجيه التهم إليه فضلا عن أنه تم تداول الكثير من المعلومات في وسائل الإعلام لأجل إلقاء اللوم على يعقوب. والجدير بالذكر أن شقيقه أشار إلى وجود عملية سياسية وراء ما حصل. فنحن لا ندافع لا عن يعقوب ولا نتهم بري إلا أننا نتساءل لمجرد الإستيضاح لا أكثر خصوصا أن يعقوب يحاول زج  بري ووضعه في قفص الإتهام كما أن يعقوب نائب سابق في كتلة التغيير والإصلاح. فهل كل ما حصل لعبة ركّبها بري؟ أما أن يعقوب ضحية الخلافات بين عون وبري؟ سؤالين إجابتهما برهن المستقبل القريب.

 

فرع المعلومات انهى تحقيقاته مع يعقوب واحاله الى النيابة العامة في بعبدا

السبت 19 كانون الأول 2015 /وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للإعلام عادل حاموش أن فرع المعلومات أنهى تحقيقاته مع النائب السابق حسن يعقوب في ملف قضية اختطاف هنيبعل معمر القذافي واحاله إلى النيابة العامة في بعبدا، حيث سيستمع اليه قاضي التحقيق في الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم.

 

مناصرو يعقوب انهوا اعتصامهم بعد احالة الملف الى النيابة العامة

السبت 19 كانون الأول /2015  /وطنية - أنهى مناصرو النائب السابق حسن يعقوب، اعتصامهم أمام قصر العدل في بعبدا، بعدما أحيل الملف إلى النائب العام كلود كرم بعد انتهاء التحقيق في فرع المعلومات. وقال شقيقه علي يعقوب: "بناء على الضغط الذي حصل من كل مناصري يعقوب، تحول الملف الى النيابة العامة وهذا ما كنا نرجوه"، لافتا إلى أن "كرم حوله الى قاضي التحقيق الاول جان فرنيني". وقال: "كنا نأمل أن يبت الملف، لكن هناك اجراءات متبعة وقد حولوه للقاضي فرنيني وسنتابع معه قضائيا". وأكد ثقته بالقضاء معتبرا أن "الملف باياد امينة وكان هاجسنا عدم وجود تركيبات من فرع المعلومات وألا يبقى التحقيق التعسفي مستمرا". وختم: "في ما يتعلق بالكلام المسرب للاعلام بالأمس ليلا عن تدخل سياسي داخلي وخارجي من قبل دول عربية ضمن معادلة استرجاع القذافي إطلاق سراح يعقوب، فنحن نقول ان رسالتكم وصلت ونحن ضد منطق التسويات وملف فرع المعلومات فارغ، ولن يثنينا الضغط السياسي في توقيف شقيقي عن متابعة قضيتنا قيد أنملة. ونقول لهم انه لدينا أيضا رسائل سنطلقها تباعا، وإذا أرادوا أن يبقوا شقيقي محتجزا لايام أو لأشهر وسنين، فلا مانع لدينا، كما الأمر بقضية الإمام الصدر والشيخ يعقوب والسيد بدر الدين".

 

اعتقال هنيبعل هل يقفل قضية الامام الصدر؟

بتول الحسيني/جنوبية/ 16 ديسمبر، 2015

هنيبعل ناشد المحقق عدم تسليمه للسلطات الليبية الحالية، حتى لا يلقى "حسب قوله" مصير شقيقه الساعدي الذي سلّمته النيجر لسلطات بلاده والذي يتعرّض حالياً للتعذيب والاغتصاب في السجون الليبية. أما السؤال الذي يطرح نفسه لبنانياً الآن هو، هل حان الوقت لإقفال ملف قضية الإمام الصدر نهائياً؟

أسئلة كثيرة تفرض نفسها فيما يتعلق بقضية هنيبعل القذافي والإمام موسى الصدر، فهنيبعل أصبح حديث الإعلام منذ تمّ خطفه وإذاعة فيديو له يشيد بها بالمؤتمنين على قضية الإمام المغيب ويطالب بالتالي كل من لديه من معلومات عن هذا الملف أن يصرّح بها.

اختطاف هنيبعل لم يلبث كثيراً بعد بث الخبر، حتى سلمته الجهة الخاطفة للأمن العام، إلاّ أنّ غرابة هذه العملية لا تكمن لا بخطف هنيبعل ولا بالجهة المسؤولة عن ذلك، ولا حتى بدقة التنسيق بين الأمن العام والخاطفين والتي لم تسفر عن اتهام ولا عن محاسبة، وإنما تجلّت عن إقفال قضية اختطافه ومن يتلطى وراءها، والتوّجه نحو قضية أخرى والتي هي إصدار مذكرة توقيف بحقه، لكونه يملك معلومات حول قضية الإمام الصدر!

الإمام موسى الصدر الذي اختفى ورفيقاه عام 1978 ، حينما كان بزيارة لليبيا إثر دعوة رسمية، ومع الإتهامات التي وجهها أنصاره لحاكم ليبيا آنذاك لقذافي، غير أنّ الأخير نفى أي علاقة له بذلك مؤكداً أنه ورفيقيه غادروا طرابلس الغرب إلى إيطاليا التي أكدت بدورها أنهم لم يطأوا حدودها. هذه القضية والتي يظهر اليوم هنيبعل متهماً أولاً بها، بل ويحمل معلومات خطيرة، هنيبعل الذي ولد عام 1975، أي كان بعمر الثالثة حينما بدأت القضية ها هو اليوم يمثل أمام القانون اللبناني بجرم إخفاء معلومات أساسية ومفصلية عن الإمام المغيب.

بعد إصدار مذكرة التوقيف بحق هنيبعل، باتت التداعيات تبرز على الساحة ليظهر هنيبعل متهماً فعلياً ويدعى عليه بصفة شخصية من قبل وكيليّ الدفاع عن عائلة الصدر، وممّا صرّحت به مصادر صحفية مقربة من حزب الله والنظام السوري أنّ هنيبعل قد اعترف أنّ القذافي من خطف الإمام الصدر وأنه لم يغادر ليبيا كما أشيع، موضحاً في هذا السياق أنّ والده كلّف شقيقه سيف الإسلام إنهاء الملف.

وأضافت المصادر نفسها أنّ القذافي قد حمّل مسؤولية خطف الصدر لنائب والده عبد السلام جلّود، لافتاً إلى أنّ الإمام المغيب بعد توقيفه، نُقل إلى سجن خاص في طرابلس الغرب. وفيما يتعلق بمصيره ترك هنيبعل الاحتمالات مفتوحة بين إن كان قد تم تصفيته أو ما زال على قيد الحياة، هذا وأوردت هذه المصادر أنّ هنيبعل عرض المساعدة على الدولة اللبنانية لإدعائه أن بإمكانه التواصل بشخصيات ليبية لديها معلومات عن مصير الصدر.

إذاً هنيبعل، موقوف على ذمة التحقيق في جريمة خطف الإمام المغيب مع وجود ادعاء شخصي ضده من قبل الموكلين عن عائلة الصدر، ومع ما أشارت إليه وسائل الإعلام عن طلب الحكومة الليبية استرداده، غير أنّ مصادر قانونية لبنانية صرّحت أنه لا توجد اتفاقية استرداد موقوفين بين ليبيا والدولة اللبنانية، وأنّ للاسترداد اعتبارات دستورية وقانونية وسياسية. وهنيبعل نفسه ناشد المحقق عدم تسليمه للسلطات الليبية الحالية، حتى لا يلقى “حسب قوله” مصير شقيقه الساعدي الذي سلّمته النيجر لسلطات بلاده والذي يتعرّض حالياً للتعذيب والاغتصاب في السجون الليبية. أما السؤال الذي يطرح نفسه لبنانياً الآن هو، هل حان الوقت لإقفال ملف قضية الإمام الصدر نهائياً؟ كل التداعيات والتطورات في هذا الملف تشير إلى أنّ التوجه العام هو نحو الإنتهاء من هذه القضية ورفع الغطاء عن خفاياها أو ربما “فبركة” نهاية منطقية، يقتنع بها المنتظرون لعودة الإمام المغيب أو لمعرفة مصيره.

ولأن لكل رواية أو سيناريو “كبش فداء”، يظهر هنيبعل القذافي هو الكبش في هذا الملف ليتحمل مسؤولية جرم والده وحليفيه النظامين البعثي والإيراني ، واللذان لا بد وأنهما كانا على معرفة يتفاصيل عميلة اختطاف الإمام موسى الصدر.

إذا ، حركة أمل اليوم أمام مرحلة جديدة ، تستريح بها من عبء هذا الملف الثقيل الذي حمله الرئيس بري لسنوات عديدة ، وإن نهاية هذا الملف في هذه الفترة مهما كانت النتائج ، تحسب نقطة لجمهور أمل الذين التزموا القضية حتى وصلت إلى خواتيمها والتي رسمت لبنانياً وإقليمياً .

 

قانصوه لـ»السياسة»: فرصة فرنجية لرئاسة لبنان قد تكون أفضل لأنه يحظى بدعم السنة وعون مستمر في ترشحه والعين على «حزب الله»

بيروت – «السياسة»:20/12/15 /على أهمية الخطوة التي اتخذها رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية بترشيح نفسه رسمياً لرئاسة الجمهورية، فإن تغيير الوقائع المتصلة بالاستحقاق الرئاسي تنتظر حسم الأمور داخل فريق «8 آذار»، الذي بات في وضع لا يحسد عليه، حيث أن العين على موقف «حزب الله»، بعدما أضحى له مرشحان للرئاسة، هما النائب فرنجية ورئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون. وأكدت أوساط بارزة في «تيار المستقبل» لـ»السياسة»، أن الكرة في ملعب الفريق الآخر الذي عليه أن يحسم أمره، بعدما قدم الرئيس الحريري أقصى ما يمكن تقديمه من خلال دعمه ترشيح النائب فرنجية أحد صقور «8 آذار»، لأنه يريد إنقاذ البلد وإخراجه من أزمته وانتخاب رئيس جديد للجمهورية يعيد الاعتبار إلى مؤسسات الدولة ويفعل أجهزتها وإداراتها، قبل أن يفكر بعودته إلى رئاسة الحكومة، لأن هذا الموضوع ليس من أولوياته، باعتبار أن وضع البلد هو الأهم ويتقدم على ما عداه.

وأشارت إلى أنه ستكون لرئيس «المستقبل» اتصالات في المرحلة المقبلة، مع الحلفاء ومع الأطراف المعنية بالاستحقاق الرئاسي، لإنجاح التسوية الرئاسية وتعبيد الطريق أمامها، مشددة على أن الرئيس الحريري يعتبر أن ترئيس فرنجية يتطلب بذل جهود أكبر من جانب باقي القوى السياسية في «8 و14 آذار»، لكي يأتي بأكبر دعم وطني ومن دون فيتو من أحد، حتى يستطيع أن يقوم بدوره على أكمل وجه. في المقابل، فإن ما رشح عن أوساط النائب عون لا ترى أن شيئاً تغير بعد إعلان ترشيح فرنجية، لأن رئيس «التغيير والإصلاح» ما زال مرشحاً ويعتبر أن الفرصة أمامه متوافرة، وأنه الأحق من غيره، طالما أنه المرشح الأول من قبل «8 آذار» ولديه كل المؤهلات ليكون رئيساً للجمهورية، مشيرة إلى أن الأمور بحاجة إلى مزيد من الوقت لكي تتبلور الصورة أكثر، ومتوقعة استمرار الشغور لأشهر، طالما أن المعنيين لم يقتنعوا بأن النائب عون هو الخيار الأفضل. في هذا الإطار، أكد نائب «حزب البعث» عاصم قانصوه لـ»السياسة»، أن ترشيح النائب فرنجية من قبل السنة في لبنان وجماعة «المستقبل» أو من السعودية، أو من كل هذا الفريق المضاد لقوى «8 آذار» كان جدياً ولا يزال جدياً، وبالتالي فإن استمرار فرنجية في ترشيحه بعد الاعتراضات التي قوبل بها، يؤكد أن المشروع قائم وعلينا أن نتحدث فيه بعد الأعياد، لأن الملف وضع على الطاولة ولا يزال، مشيراً إلى أن قوى «8 آذار» و»حزب الله» يعتبران أن النائب ميشال عون هو مرشحهما الأول لرئاسة الجمهورية، لكن إذا لم يتمكن عون من الحصول على تأييد الطرف الآخر وخاصة السنة، فإن الأمور تبقى منقوصة، وبالتالي قد تكون حظوظ فرنجية أفضل. وقال «إننا نريد رئيساً من فريقنا، وإذا لم ينجح عون في الوصول إلى قصر بعبدا، فمن الطبيعي أن نؤيد فرنجية حتى لا نفوت هذه الفرصة التاريخية ويبقى البلد دون رئيس للجمهورية». وأشار قانصوه إلى أن القيادة السورية ليست مهتمة بعودة الرئيس الحريري إلى رئاسة الحكومة في لبنان أو بقائه خارجها، لأن لديها ما هو أهم من ذلك، خصوصاً بعد التطورات السياسية التي حصلت على صعيد المشهد السوري. وقال إن دمشق تؤيد وصول عون لرئاسة الجمهورية، وإذا أخفق فالبديل فرنجية.من جهته، كشف الوزير نبيل دو فريج أن فكرة التسوية جاءت من قبل «تيار المردة»، حيث أبلغ مدير مكتب رئيس «المستقبل» نادر الحريري بها، ومن بعدها حدث اللقاء بين الحريري والنائب فرنجية. ونقل عن رئيس مجلس النواب نبيه بري أن مسعى الرئيس الحريري وترشيحه للنائب فرنجية صادق وأكثر من جدي، وأنه إذا لم يتفق الأقطاب الموارنة على اسم منه، سيصبح الطريق مفتوحاً في السنة المقبلة أمام وجوه مارونية أخرى من غير أن يقفل الطريق على مبادرة الحريري التي رأى بري، أنها لا تزال سارية المفعول.إلى ذلك، ينتظر أن يعقد مجلس الوزراء غداً جلسة له بعد انقطاع عن عقد الجلسات لأكثر من ثلاثة أشهر، للبحث في خطة ترحيل النفايات.

 

دو فريج: التسوية لم تسقط وفرنجية رئيساً في 2016

المستقبل/20 كانون الأول/15/رأى وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية نبيل دو فريج أن «التسوية لم تسقط، و2016 سنة الانتخابات الرئاسية والرئيس سيكون سليمان فرنجية»، معتبراً أن «الكرة ليست موجودة عند 8 آذار فحسب، بل أيضاً عند المرشح نفسه الذي أعلن ترشيحه بقوة منذ يومين، والذي يجب أن يجتمع بالفرقاء الذين يؤيدونه والذين يعارضونه كي يبدي كل طرف هواجسه، كما حصل مع الرئيس سعد الحريري في باريس حيث قال كل شخص رأيه وكانت جلسة صريحة». وأوضح في حديث الى إذاعة «الشرق» امس، أن «كتلة المستقبل أعلنت أنها مستعدة لانتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية ولكن ضمن ضمانات وتسوية يكون الهدف منها تسيير البلد»، لكنه لفت الى أن «في 14 آذار فرقاء غير مقتنعين بانتخابه». واعتبر أن «موقف العماد ميشال عون أكثر حرجاً من الدكتور سمير جعجع، الذي قد يقبل بعون رئيسا للجمهورية لأنه حصلت بينهما لقاءات ووصلوا الى ورقة تفاهم، في حين أنه لم يتواصل أبداً مع فرنجية، وهذا هو سبب الرفض»، سائلاً «لماذا قبلوا أن يكون سليمان فرنجية ضمن الاسماء الاربعة الاقوياء التي حددت في بكركي؟ لماذا لم تكن هناك صراحة أكثر من الآن؟ لماذا بات الحق على سعد الحريري؟».

 

كيف قرأت قوى "14 آذار" مقابلة فرنجية؟

موقع 14 آذار/خالد موسى/20 كانون الاول 2015

"واقعي ومنطقي"، هكذا يصف كل من تسنى له حضور الحلقة التلفزيونية التي أجراها المرشح الرئاسي النائب سليمان فرنجية. فهو نجح في إطالة عمر ترشحه، بمقابلة وصفها البعص بأنها اشبه بـ "خطاب القسم" للمرحلة الرئاسية التي يمكن أن يتولها في حال نجح في الوصول الى سدة الرئاسة.

وهو نجح كمرشح لرئاسة الجمهورية، في أمرين أساسيين، الأول أنه كان صريحا وواضحا ومنطقيا مع اللبنانيين بشأن مخاطر إستمرار الشغور الرئاسي، أما الأمر الثاني فهو شرح مدى الفرصة التي يمثلها لملء الفراغ وإخراج لبنان من المأزق الخطر الموجود فيه.

تعاطى فرنجية، بواقعية وصراحة مع المواضيع المطروحة، احترم عقول الناس في الناحية السياسية عندما أعطى إشارات واضحة وأكثر من مرّة، بأنّه لم يقم بأي خطوة في الشأن الرئاسي من دون تنسيق مسبق مع "حزب الله"، بعكس ما كان يسوق له البعض من فريقه السياسي. في الوقت نفسه، حاول طمأنة المتوجّسين من وصوله إلى سدّة الرئاسة عندما قال إنّه يريد، حتى الذين لن يصوّتوا له، أن يكونوا قريبين منه، والرسالة الأبرز الموازية تمثّلت بكلمته الدستورية، إذا صحّ التعبير، القائلة بأنّه آتٍ من خط سياسي معيّن لكنه كرئيس للجمهورية، سيكون لجميع اللبنانيين. فكيف قرأت قوى "14 آذار" هذه المقابلة والمواقف التي أطلقت فيها؟.

الحجار : فرنجية قطع شوطا مهما

في هذا السياق، اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد الحجار في حديث خاص لموقع "14 آذار"، أن فرنجية "كان موفقاً في المقابلة، وتعاطى بشكل مباشر وواضح وصريح، وهو قطع شوطا مهما بإقناع من كان لديه ملاحظات على سليمان فرنجية الرئيس وتبديد هواجسه".

صراحة ووضوح

وفي شأن المواقف التي أطلقها فرنجية، لفت الحجار الى "نقطتين أساسيتن يلخصان كل ما قاله: الأولى أنه عندما قال أنه من معسكر 8 آذار ولكنه مستعد لملاقاة الآخرين في منتصف الطريق، وهذه هي مستلزمات وموجبات اي تسوية، فنحن في قوى 14 آذار وفي تيار المستقبل لا يوجد لدينا الأوهام في موضوع سليمان فرنجية لجهة ما سيكون عليه الأمر ولا كنا ننتظر منه أن يخرج في المقابلة ويقول بأنه اصبح في فريق قوى 14 آذار، فهذه الصراحة التي تحدث بها فرنجية لم نكن نجدها عند النائب ميشال عون الذي للاسف طريقة التعاطي معه كانت على اساس أن ما يقوله هو كلام منزل"،مشيراً الى ان "الملاحظة الثانية هي أن فرنجية كان واضحا لجهة أن كل ما كان يفعله مع الرئيس سعد الحريري، الحزب لديه خبر به وكذلك بأن ميشال عون يتعاطى في موضوع الرئاسة على قاعدة أنا أو لا أحد، مطالبي وبعد ذلك التسوية". أبو خاطر : ما تحدث به فرنجية غير كافٍ من جهته، يعتبر عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب إنطوان أبو خاطر، في حديث خاص لموقعنا، أن "ما تحدث به فرنجية غير كافٍ، فهو كان عليه أن يوضح أكثر وان يقدم برنامجا رئاسيا واضحا ويقول للناس ما يستطيع فعله على كل الصعد"، مشيراً الى ان "مواقف فرنجية كانت غامضة، وما يجب عليه فعله أن يكون قريبا من الكل في هذه المرحلة".

إشارات إيجابية لكنها غير كافية

وشدد على أن "فرنجية أعطى بعض الإشارات الإيجابية لكنها غير كافية وبحاجة الى ترجمة وتوضيح أكثر"، معتبراً أن "لا أحد يستطيع عزل الدكتور سمير جعجع فهو لديه كتلة نيابية وازنة ولديه انتشار كبير على الساحة المسيحية وفي مختلف المناطق".

الهبر: إشارات إيجابية ولكن بحاجة الى ترجمة

بدوره، يرى عضو كتلة "الكتائب" النائب فادي الهبر، في حديث خاص لموقعنا، أن "كلام فرنجية يحمل البوادر الإيجابية، لا بد من تثبيتها، من خلال برنامج رئاسي يضلل الوفاقية للرئيس الذي سيكون حامي اللبنانيين، وان يأتي بآلية عمله الى نصف الطريق من حيث هو"، مشيراً الى ان "فرنجية أعطى إشارات واضحة بأن لبنان بالنسبة له مقدس ولبنان أولاً، ولكن لا يجب أن يكون مقدساً على طريقته بل يجب عليه أن يذلل العقبات بالإتيان الى منتصف الطريق وملاقاة الفريق الآخر، وعلى ما يبدو أنه سيسير وفقاً لهذا البرنامج".

طمأنة الحلفاء والخصوم

ولفت الى ان "على فرنجية أن يطمئن اكثر حلفائنا خصوصاً أبناء منطقته وتحديداً الدكتور سمير جعجع كما عليه أن يعمل على إجماع وطني حوله وتذليل عقبات مع حلفائه وتحديداً الجنرال عون وحزب الله"، مشدداً على ان "كلام فرنجية يجب أن يترجم ببرنامج عمل رئاسي واضح هدفه لبنان أولاً وأخيراً، فإن حصل ذلك فنحن معه وكذلك لن نتخلى عن ثوابتنا في قوى 14 آذار".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 19/12/2015

السبت 19 كانون الأول 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

شهد الطريق الساحلي من بيروت شمالا، زحمة خانقة في يوم ماطر، وغدا طقس صافي، لكن قرب الأعياد يساهم في الزحمة هذه.

قضائيا، النائب السابق حسن يعقوب قيد التحقيق في تهمة خطف هنيبعل القذافي، الذي بدوره موقوفا قيد الاستجواب في قضية الامام موسى الصدر ورفيقيه. وبإنتهاء الاجراء القضائي المحلي، ثمة تواصل لبناني- ليبي لبلوغ ما من شأنه ان يساعد في الوصول إلى نتائج تكشف دور الرئيس المخلوع معمر القذافي.

من ناحية ثانية، أعلن الأمن العام عن توقيف الأمير الشرعي ل"داعش" في عكار اللبناني "ب. ف"، واعترافه بانشاء مجموعات مسلحة مهمتها تنفيذ عمليات ارهابية، بواسطة أحزمة ناسفة، تستهدف المراكز الأمنية والحواجز العسكرية، اضافة إلى عسكريين وأمنيين.

سياسيا، الانتخاب الرئاسي متوقع في أوائل السنة الجديدة، وهناك من يقول ان لقاء الرئيسين الفرنسي والايراني في الاليزيه أواخر كانون الثاني، محطة مهمة في ملف هذا الانتخاب.

محليا أيضا، الاثنين يبت مجلس الوزراء في خطة ترحيل النفايات، والوزير أكرم شهيب أعد ملفه الذي يشرح هذه الخطة لمناقشتها واتخاذ قرار بشأنها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

خطوة الألف ميل حول سوريا، تبدأ من نيويورك. دارت عواصم العالم خمس سنوات وعادت إلى مربع الدولة السورية. اجماع دولي حول قرار يدشن الدخول في الحل السياسي، لا شروط للمعارضة ظهرت، ولا حسابات اقليمية وجدت لها مكانا في القرار، ولا ذكر لشعارات أطلقت حول الرئاسة السورية، الحل فقط يستند إلى الداخل السوري بانتخابات أو تعديلات تكرس عمليا ما طرحته دمشق منذ سنوات.

من هنا جاء الترحيب السوري على لسان السفير في الأمم المتحدة بشار الجعفري، والارتياح رصد في دمشق قبل ان يصدر القرار من خلال زيارة الرئيس بشار الأسد لجوقة الفرح الميلادية في كنيسة سيدة دمشق، ومشاركته السوريين التحضير للأعياد.

العيد السوري مؤجل لبلورة ترجمة القرار في الحوار، ورص الصفوف ضد المجموعات الارهابية المسلحة.

في لبنان، تسوية سياسية مؤجلة لكنها قائمة لجدية المبادرة وواقعية الطرح وغياب الحلول الأخرى. الكرة الآن في الملعب المسيحي لحسم الخيارات، ووضع لبنان على سكة المواكبة للتطورات.

نهوض لبنان قادم، كما توقع الوزير علي حسن خليل. ولذلك فان الرجاء في الميلاد يحط عند أمل بت الاستحقاقات وتفعيل المؤسسات. فهل تكون البداية الاثنين بمرحلة ما بعد ملف النفايات؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

يفترض أن يكون العام 2016 مختلفا في سوريا عن أربع سنوات خلت. قرار وافق عليه مجلس الأمن بالاجماع، يقضي بانطلاق العملية السياسية مع بداية العام الجديد. وقف لاطلاق النار ومفاوضات بين الحكومة والمعارضة، لكن أهم ما يقرأ بين سطور القرار الأممي أن الرئيس السوري بشار الأسد باق، وأن آمال الذي نادوا على مدى سنوات الأزمة برحيله تلاشت. فعلى وقع انجازات الجيش السوري وحلفاؤه على الأرض، وأصوات ال"سوخوي" والصواريخ الروسية العابرة للقارات، يذهب الأميركي إلى تسوية على قاعدة أنه ليس بالامكان أكثر مما كان.

تسوية تراجع فيها الصوت السعودي والتركي، فلم يفحا في تسجيل أسماء جماعاتهم الارهابية على لائحة المعارضة المرشحة للتفاوض مع الدولة.

اجماع خرق كباش امتد لسنوات بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا في أروقة مجلس الأمن على مدى الأزمة السورية، فماذا سيكون عليه الوضع في ما يتعلق بالملف اليمني عندما يحضر أمام المجلس الأممي في الثاني والعشرين من الشهر الجاري؟ فهل ستبقى الايادي السعودية مطلقة في اليمن تعيث فيه فسادا وخرابا؟ هذه الايادي التي تفشل كل محاولة للتقدم في مفاوضات سويسرا بين الوفد الوطني القادم من صنعاء ووفد الرياض الذي تؤكد المعلومات المتوفرة أنه يعيش حالة تخبط بسبب رفض السعودية الالتزام بما يتم الاتفاق عليه على طاولة المفاوضات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

القرار 2254 الذي صدر عن مجلس الأمن ليل أمس، يفتح صفحة جديدة في الأزمة السورية. فهو ينص على وقف لاطلاق النار في كانون الثاني 2016، وانطلاق المفاوضات بين النظام السوري ومجموعات المعارضة. هذا القرار اثبت وجود توافق أميركي- روسي حول الأزمة السورية، ما قد يفتح الطريق أمام جملة تفاهمات أميركية- روسية في المنطقة ستكون لها انعكاساتها الايجابية على الساحة اللبنانية.

في لبنان، الاستحقاق الرئاسي لن يعود إلى التداول بقوة إلا في مطلع العام الجديد. وقد سجلت اليوم زيارة لافتة للسفير السعودي علي عواض عسيري إلى معراب، حيث التقى الدكتور سمير جعجع للمرة الأولى بعد طرح الحريري التسوية الرئاسية.

بيئيا، الأنظار شاخصة إلى مجلس الوزراء الاثنين، لمعرفة مصير خيار الترحيل وما إذا كان سيأخذ طريقه إلى التحقق العملي أم لا. علما ان قوى وزارية عدة أكدت انها ستناقش الخيار بدقة، وخصوصا بالنسبة إلى الجدوى والتمويل، ما يفتح الباب أمام كل الاحتمالات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

هل حان أوان الحلول في المنطقة، وهل جاء وقت التسويات، وحل زمن التهدئة والهدنة، من ليبيا إلى العراق مرورا باليمن وسوريا؟ وهل يستفيد لبنان من بدء العد العكسي للحرب العسكرية، وينعم بمنافع التسوية السياسية، أم تأتي الحلول على حسابه؟

فعلى الرغم من الصورة السوداوية والمشهد القاتم في الشرق، تلوح فرصة في اليمن ومثلها في ليبيا، ونظيرتها في سوريا "عقدة العقد ومفتاح الحل" في آن. للمرة الأولى منذ تفجر الصراع في سوريا، تلتقي موسكو وواشنطن على خارطة طريق للسلام السوري "المفقود والموعود"، تبدأ بين ممثلي المعارضة السورية والحكومة السورية، وتمر بتشكيل حكومة انتقالية تمهد لوضع دستور جديد واجراء انتخابات، إضافة إلى مكافحة الارهاب و"داعش" تحديدا، وترك موضع بقاء الأسد في الحكم جانبا في المرحلة الراهنة.

المفارقة ان القرار الأممي، أعقب موقفا لافتا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، نوه فيه بالمبادرة الأميركية لحل الأزمة السورية. لكن الموقف الأبرز لبوتين في مؤتمره الصحافي السنوي، عندما قال إن بعض نقاط الحل المتفق عليه مع الأميركيين قد لا تعجب الحكومة السورية وأعتقد- يضيف بوتين- انه بعد ان تتعرف القيادة السورية على نقاط القرار يجب ان تقبل به، مشددا على ان أي تسوية تتطلب قبول الجميع حلولا وسطية.

في نيويورك بدأت ترتسم ملامح الطائف السوري. وفي بيروت تختفي معالم الطائف اللبناني. التسوية تصارع للبقاء والأوكسيجين "المستقبلي" لا يكفي، والدعم السعودي أكثر من مطلوب. سفراء الدول الكبرى إلى بلادهم لقضاء اجازة العيد، وأولهم ريتشارد جونز. والاستحقاق الرئاسي مؤجل، وكذلك لقاء الأقطاب الموارنة في بكركي، في وقت يبحث المنتفعون الدائمون عن أي وسيلة لسرقة الشعب، فيجدونها ربما في فرض ثلاثة آلاف ليرة اضافية على صفيحة البنزين لتمويل ترحيل النفايات، وهو ما سنضيء عليه.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

للمرة الثانية في نصف قرن تقريبا، يكون لبنان في الصف الأمامي جماليا: جورجينا رزق ملكة جمال الكون عام 1971، وفاليري أبو شقرا الخامسة في ملكة جمال العالم، من بين أكثر من مئة وعشر ملكات، وقد تقدَّمتها ملكات أسبانيا، التي حلَّتألالاولى، وروسيا واندونيسيا وجامايكا.

مشهد من الصين يعيد لبنان إلى خارطة العالم، ليس من باب الحروب أو الإرهاب والنفايات، بل من باب الجمال. أكثر من مليار مشاهد من حول العالم تابعوا الحفل الذي أقيم في الصين، وشاهد هذا المليار ان لبنان، بلد الملايين العدة يستطيع ان يصدر غير النفايات، هذه السلعة النتنة قد تشهد خواتيمها بدءا من بعد غد الاثنين مع جلسة النفايات لمجلس الوزراء.

هكذا، سنة 2015، بدلا من ان تكون خواتيمها مسكا، ستكون خواتيمها نفايات، ولكن متى وكيف وبأي شركات، فهذا ما سيكشفه مجلس الوزراء بعد غد الاثنين.

وفيما ملف الرئاسة يستريح بعد إطلالة المرشح النائب سليمان فرنجية، وبعد تحديد موعد الجلسة الرابعة والثلاثين في السابع من كانون الثاني المقبل، فإن لبنان سيكون منهمكا في تداعيات ملفين: الأول، التحالف الذي بنته السعودية ضد الإرهاب، وموقع لبنان منه، والثاني مؤتمر نيويورك عن الأزمة السورية حيث سجَّل لبنان اعتراضا على بند "العودة الطوعية للنازحين السوريين إلى بلدهم"، معتبرا ان "الطوعية" هي المدخل إلى التوطين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

ملكة جمال لبنان فاليري أبو شقرا بين الخمسة الأوائل في انتخابات ملكة جمال العالم، ولبنان ضرب الرقم الأول في الشغور الرئاسي. وبانتظار ان ينتهي هذا الشغور، فإن وزير الداخلية نهاد المشنوق أعلن ان سليمان فرنجية رشح نفسه لرئاسة الواقعية السياسية الصادقة.

ومن معراب أعلن السفير السعودي علي عواض عسيري، بعد لقائه رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، أن المملكة حريصة على سد الفراغ الرئاسي، وأنا كسفير أنطلق من توجيهات خادم الحرمين الشريفين للاستمرار في الاتصالات والتشاور لحين التوصل الى نتيجة إيجابية، وبارك أي توافق لبناني- لبناني لكي يكون للبنان رئيس في أقرب فرصة.

وعلى أمل انهاء الشغور الرئاسي، فإن طرابلس جسدت هذا النهار معاني العيش الواحد باضاءة شجرة الميلاد وساحة النور، بمناسبتي عيد المولد النبوي الشريف وعيد الميلاد المجيد.

أما على صعيد قضية خطف هنيبعل القذافي، فإن شعبة المعلومات أنهت التحقيق مع الموقوف حسن يعقوب في هذه القضية، وأحالته مع ثلاثة موقوفين الى النيابية العامة الاستئنافية في بعبدا، على ان يباشر قاضي التحقيق الأول استجوابه بعد غد الاثنين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

جولة معاينة رئاسية على ترشيح سليمان فرنجية، الركن الرابع من شخصيات بكركي الحسنى، الذي أدى مناسك سياسية كرئيس سابق قصره، فزعيم "المردة" وفر على الرئيس الحريري حرجا مذهبيا عندما أعلن ترشيحه بنفسه، وأعفى زعيم تيار "المستقبل" من هذه المهمة رسميا. وفي أي إطلالة مقبلة للحريري فإنه سيلجأ إلى دعم هذا الترشيح متفاديا أبوته، تفاديا بالتالي غضب السماوات والأبوات ورعاة الطائفة المارونية والمسيحيين عموما.

ثمة من أرشد الحريري الى ارتكاب مبادرة ذكاء، بعد طروح عجولة حمقاء ظهر فيها كمرشد للإخوان المسيحيين، ووال على مصير كرسيهم الأول، ومسمي سيد قصرهم، مستدعيا زعماءهم إلى ديوانه الباريسي، من ميشال عون إلى سليمان فرنجية، مبقيا سمير جعجع على ذمته مرشحا معلقا ومطلقا في آن واحد.

أزعجت هذه الممارسات الضحلة بطريرك الموارنة ومرجعيات مسيحية أخرى. لكن سليمان فرنجية جاء بمقابلته تلك، ليعالج غباء الطرح ويخفف من وطأته على الحريري والمسيحيين معا. فأين هم المستشارون الكثر للرئيس النازح، ولماذا لم ترشده العقول المستكتبة إلى صياغة غير إلغائية ومتسرعة؟ ف"بلا معلمية" الأمر كان أسهل مما وقع، وكان لدى الحريري خيارات يلجأ إليها، تبدأ من بيئته الحاضنة ومن البحث معهم في الأسماء الأربعة التي عمدتها بكركي رئاسيا وقطعت لها تأشيرة دخول إلى بعبدا.

ولأن سمير جعجع لم يجد له مقعدا على الطائرة المتجهة إلى القصر، وهو رسب ثلاثا وثلاثين مرة، فقد ألغيت تأشيرته لتسقر الأسماء على ثلاثة، ويتنازل رئيس "القوات" للقطب المسيحي الثاني في البيت الأزرق أمين الجميل. ترشيح الرئيس الأسبق للجمهورية شيخ "الكتائب"، قد يحظى بالأصوات الوسطية، لكن مسألة تأمين نصاب الثلثين تبقى متعذرة. فإذا لم يتمكن الجميل من اجتياز حاجز النصاب، لا يعود أمام الحريري سوى العودة إلى بطريرك الموارنة طالبا رعايته ترشيح سليمان فرنجية ما لم يرتض هو ورعيته السياسية بميشال عون رئيسا. بذلك يكون الحريري قد شاور حلفاءه ولم يستغب أحدهم. وولى بكركي مرجعية للترشيح من دون أن يقدم على مبادرة فيها ما يكفي من الإذلال للموارنة.

وتفقدا لوضع الذين يعيشون مرارة المبادرة، زار السفير السعودي علي عواض العسيري معراب اليوم، والتقى الدكتور سمير جعجع، معلنا أن السعودية تبارك أي اتفاق لبناني- لبناني لانتخاب رئيس الجمهورية.

على أرض هذه الجمهورية الفارغة، رؤوس تساعدنا على طريقتها في إقامة الدويلة، وفرض الإمارة التي تربط البر بالبحر شمالا. وفي إنجاز آخر نوعي للأمن العام فقد ألقي القبض على أمير "داعش" العكاري، والذي تقع تحت ولايته خلية مزنرة حصلت "الجديد" على تفاصيل خطتها.

 

 منظمة الطلاب في "حزب الوطنيين الأحرارأحيت الذكرى العاشرة لاغتيال النائب الشهيد جبران تويني،

السبت 19 كانون الأول 2015 الساعة 21:05

وطنية - أحيت منظمة الطلاب في "حزب الوطنيين الأحرار"، الذكرى العاشرة لاغتيال النائب الشهيد جبران تويني، بمهرجان خطابي أقامته مساء اليوم في فندق "مونرو"، وحضره: وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج، رئيس الحزب النائب دوري شمعون والنائبان عمار حوري ومعين المرعبي وعدد من الشخصيات السياسية وممثلو أحزاب ومحازبين. بعد النشيد الوطني قدمت للاحتفال الزميلة فانيسا متى ثم تحدث نائب رئيس منظمة الطلاب في حزب "الاحرار" باسم رئيس المصلحة سيمون ضرغام، فشكا من "تراجع الاوضاع في لبنان"، مؤكدا "سنبقى مجتمعين مسيحيين ومسلمين أوفياء لقسمك وللبنان الذي احببت وسنبقى بجانب المؤسسات الشرعية ليبقى لبنان". ثم تحدث أمين التوجيه في المنظمة رفيق خوري فحيا "شهادة جبران وداني شمعون"، معتبرا "انكما كنتما املا لجيل بكامله"، لافتا الى ان "جبران عشق الحرية، والاستقلال كان هدفه لذا كان هذا مصيره".

وقال: "رسمتما قدركما كبطلين وسرتما على درب الشهادة وما زلنا على الدرب رغم الصعاب والمآسي"، مؤكدا ان "الكلمة الحرة لن تنطفىء".

تويني

ثم تحدثت ميشيل تويني فشددت على ان "بعد عشر سنوات معركتنا هي معركة ثقافية وتربوية وشبابية للتطوير قدر الامكان ما يمكن تطويره في ظل حياة سياسية مشلولة من دون رئيس ومن دون تشريع ومن دون عمل حكومي سليم". وسألت "اين اصبح التحقيق في اغتيال جبران ولماذا في بعض الملفات نثبت ان اجهزتنا فعالة ويمكن ان تصل الى خيوط كما حصل في الانفجار الاخير الذي اصاب منطقة برج البراجنة"، مشيدة ب"الاجهزة الامنية والمختصة عملها المهني"، لافتة الى اننا "لم نشهد المهنية نفسها في التحقيق في جريمة اغتيال نائب وصحافي لبناني". واعتبرت أن "كل ما يلزم موجود للتوصل الى الحقيقة أو على الاقل الى خيوط، لكن ما ينقصنا هو ارادة وقرار سياسي"، سائلة "هل من يعطل ذلك لانه اصبح يعترف ببساطة بأن الحقيقة لا تلائمه؟ من يعلم ويدرك من المعطل ولا يفعل شيئا للتغيير هل اصبح من دون علمه أو ارادته متواطئا ومستسلما للامر الواقع وراضخا لمن قرر ان يدفن كل تحقيق في اغتيال نائب أو رئيس او صحافي أو سياسي في لبنان كي يشرع القتل لكل من يزعج نهجا سياسيا أو لكل من يحاول التغيير أو الاعتراض او الانتفاضة".

ورأت ان "البعض مجرم والبعض الاخر متآمر، اما ما تبقى فراضخون"، لافتة الى ان "الجهات المختصة اللبنانية في التحقيق تقول لا يمكننا ان نجد الحقيقة لان البعض يمنعنا من العمل ونحن لا حول لنا ولا قوة".

المشنوق

ثم تحدث وزير الداخلية والبلديات، مستهلا كلمته بالقول: "من يصدق أن عشر سنوات مرت على استشهاد جبران تويني. عقد كامل. يستعيد أو تستعيد الطفل الصغير الذي سمع بإسمه عام 2005 قولا لجبران او مقالا او موقفا أو قسما كأنه صيغ أو كتب اليوم، بينما هو أو هي على أبواب التخرج من الجامعة".

وبعدما سأل: "ما الذي يجعل من جبران تويني، حاضرا إلى هذا الحد؟"، أضاف: "سيقول البعض أن مشاكلنا لم تتغير. ننتقل من وصاية إلى أخرى. ونعيش في ظل دولة ثابتة بضعف المؤسسات وإهتراء الخدمات وأن الطائفية والمذهبية والتشققات الاجتماعية على حالها وأن الاقتصاد والفرص اصغر بكثير من حاجات لبنان. الكثير من هذا صحيح. لكن ليس هو ما يجعل من جبران تويني تلك النسمة المنعشة كأنه إبن الآن. كأنه يعيش بيننا وأن الموت ليس سوى مجرد خدعة بصرية تغيبه عن أعيننا. جبران تويني حاضر دائما، لأنه تحول بشخصه وسلوكه وجريدته ونشاطه السياسي والنضالي، إلى مرادف موضوعي لفكرة الشجاعة. يحتاجه السياسي ليستعير شجاعة الموقف. يحتاجه الشاب ليستعير منه شجاعة الحلم. يحتاجه الصحافي ليستعير منه شجاعة القول ووضوحه في الإنحياز الى الحق والحقيقة. يحتاجه صاحب الحاجة ليستعير منه شجاعة الغضب والعنفوان".

واستطرد بالقول: "هذا هو جبران تويني. يعود كل واحد منا اليه في لحظة ما من يومه، كأنه هنا بيننا. بأناقته، بحضوره، بشبابه ودائما بشجاعته. مصنع إشتباكات في الصحافة والسياسة. كأنه هنا لكنه ليس هنا. هذا هو تعريف الحفرة العميقة في القلب التي اسمها "إشتقنالك". الثقب الأسود في أعماق النفس، وزاوية العتمة في القلب". وتابع: "عشر سنوات يا جبران تحقق الكثير وبقي أكثر، كان وسيكون صعبا تحقيقه من دونك معنا وبيننا. نتذكر قسمك عن اللبنانيين الموحدين كلما ازدهرت بيننا الانشقاقات، وهذه لا تهدأ يا جبران. كأنها حساسية موسمية، تغيب وتعود، بثبات ومثابرة، لا سيما في اللحظات الصعبة. وهل من لحظة غير صعبة في تاريخ التجربة اللبنانية بوصفها تجربة تقوم على التسوية الدائمة والمستمرة؟ أنت أكثر من يعلم الاجابة عن هذا السؤال". وقال: "هناك خطأ شائع تكرر ويتكرر كثيرا في الأسابيع الفائتة، وهو خطأ بالمناسبة ملازم لكل التسويات في الدول والمجتمعات التي تشهد صراعات أهلية، ويتعلق بفكرة التخلي أو بعبارة أبسط خيانة الشهداء. الشهداء، ومنهم جبران تويني، لا يسقطون من أجل إدامة الصراع والاشتباك. يسقطون من أجل البلد، وحفظه. الصراع وسيلتهم وليس قضيتهم، والشهادة نصيبهم وليست مبتغاهم. لا ينبغي ان نضيع هنا، بحيث نصبح مدمني اشتباك ومدمني صراع باعتبار ذلك هو وصفة الوفاء الوحيدة لدماء من رحلوا". أضاف: "بصراحة، انا آت من فريق سياسي في السنوات الثلاثين او الأربعين الماضية، له شهداء مع أهل هذا البيت، آخرهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أو مع الجبهة التي كان ينتمي اليها، ومع جبهة جبران، وجبهات معظم الحلفاء في 14 آذار. ماذا حصل؟

لم نخن شهداءنا بل حفظنا ذكراهم بمحاولة حفظ الوطن الذين ماتوا دفاعا عنه كل من موقعه". وتابع: "أذكر ذلك لأن جبران تويني إفتتح بشجاعة إستثنائية أوسع تجربة مصالحة وطنية بعد الحرب عبر "نهار الشباب"، آتيا بالخصوم والاعداء الى صفحات النهار، ليتناقشوا ويتساجلوا ويبحثوا معا عن مشتركات تؤسس لتسويات يعلم ونعلم وتعلمون أنها ستنتهي مدتها وسنعود مجددا للبحث عن تسويات جديدة تحل مكانها الى أن ينعم الله علينا بالمواطنة الحقيقية الكاملة الصافية".

واردف: "مناسبة هذا الحديث يعيدنا إلى ذكرى الرئيس الراحل كميل شمعون، الذي ذهب إلى أبعد ما يمكن في التسوية، حين تجاوز كل ما حصل معه ومع حزبه وذهب إلى الصفرا بعد مجزرتها". وقال المشنوق: "تابعت كما كثيرين من اللبنانيين مقابلة الوزير سليمان فرنجية قبل يومين، ثلاث ساعات تقريبا يمكن اختصارها بجملة واحدة. لنلتقي معا في منتصف الطريق، لم يبالغ، لم ينافق، لم يكذب. رشح نفسه لرئاسة الواقعية السياسية الصادقة. وأنا أقول أن لبنان كان وسيظل دائما وطن منتصف الطرق. فلا شيء متاح للفوز به أمامنا اليوم، لأي جهة سياسية إنتمينا، الا الفوز بالوطن. يكفي أن نراقب حجم الانهيارات والحرائق حولنا من سوريا الى اليمن الى العراق الى ليبيا، فضلا عن الحرائق المرشحة والكامنة. أعرف أن هذا الكلام غير شعبي ولا يثير التصفيق، لكنه جزء من الواقعية السياسية والجغرافية، فقد استطعنا خلال خمس سنوات أن نحافظ على هذا البلد وتجنيب امتداد الحريق إليه. حافظنا على مبدأ واحد وهو العمل على صيانة لبنان واستقراره وأمن اللبنانيين". وتابع: "يكفي أن ننظر حولنا، لنقول أن الفوز بالوطن هو أهم جائزة نهديها لجبران في ذكراه العاشرة، فلا نذهب الى هدم كل الاعمدة لأننا معترضون على صلاة من يشاركنا الهيكل. اذا كان من قيمة للبنان، فهي أنه بلد لإنتاج المعاني. يعطي لبنان معنى لكل شيء، مهما بدونا اليوم غارقين في مشاكل تخجلنا من أنفسنا. والمعنى الذي ينتجه لبنان في هذه المرحلة الدقيقة من عمر المنطقة هو هذه القدرة على عدم الإنهيار وفي الاداء الجاد للبنانيين الرافضين الانجرار الى الاقتتال رغم كل الاسباب المحرضة على ذلك. ليست بسيطة هذه الشعبية للخيارات السلمية للبنانيين، وتحديدا عند جمهور إنتفاضة الاستقلال، ورفضهم الواعي الانجرار الى الحروب الاهلية المزدهرة". وأضاف: "تابعنا في اليومين الأخيرين أن دولا ذات أغلبيات اسلامية تتهيأ لأول مرة، بمبادرة سعودية، لتصدر الحرب على الارهاب التكفيري، وهذا حدث كبير في العقل السياسي والاستراتيجي للمسلمين. وسيتوازى ذلك مع معارك فكرية وفقهية واعلامية، على قاعدة ما أسميته دائما "الشجاعة الفقهية"، لتنقية الثقافة الاسلامية من رواسب وطفيليات يستغلها الارهاب لإنتحال صفة الشرعية وإسباغها على جرائمه. غدا يعقد في دار الفتوى اجتماع كبير بدعوة من مفتي المعتدلين الشجاع الشيخ عبد اللطيف دريان، وبحضور مفتي مصر ومفتي الأردن، وهذا دليل على أن العمل بدأ بمسيرة الشجاعة الفقهية". واردف: "لا مبرر للمبالغة في ظل وجود بطولات لمواجهة الحلف ضد الإرهاب.

وهنا أقول إنه لا يمكن لدولة غابت عن هذا الحلف أن تكون منه ما دامت جزءا من الاشتباك الإقليمي. فلبنان له خصوصية، والدول العربية تعرف خصوصية لبنان، وبناء على هذه الخصوصية يلتزم لبنان تعريف جامعة الدول العربية، في ميثاقها وفي قراراتها، لعنوان "الإرهاب".وكما نجحنا في لبنان أن نواجه باعتدال الدولة، الإرهاب ورموزه بدلا من تطرف مذهب في مواجهة تطرف مذهب آخر. كذلك فإن الحلف المعلن بمكته المكرمة وأزهره الشريف واسطمبوله العامرة يضع الدولة المعتدلة بدينها ودنياها في الصف الأول من المواجهة مع الارهاب بدلا من حروب العصابات المتطرفة باعتبارها الوصفة الأفضل للأحقاد والضغائن والانقسام بين أهل المذهب الواحد من جهة وبين مذهب وآخر يبحث أبطاله من الجهتين عن مزيد من الدم. لذلك فإن دور لبنان في هذه المعركة ليس قليلا. لا نملك بالطبع القدرات العسكرية التي تملكها جيوش دول كمصر وتركيا، لكننا نملك تلك التجربة النبيلة لتأسيس السلم بين الاديان والمذاهب. نملك تلك القدرة على إنتاج معنى أن يصيغ المختلفون اطرا لعيشهم الواحد كبشر اولا وقبل كل شيء". وختم المشنوق قائلا: "لو كان جبران بيننا لكان أشد المتحمسين ولربما كان أسس لملحق نهار جديد يكون الرافعة الثقافية لحوار المذاهب والأديان في لبنان والمنطقة. كم نفتقد عصب جبران وصلابة موقفه، لكننا نظلمه كثيرا ما لم نقل كم نفتقد عقلك وحواريتك وإيمانك العميق أنه "في البدء كان الكلمة". في النهاية أتوجه إلى العزيزة ميشيل، التي تحدثت عن الأجهزة الأمنية وأفهم ألمها: هذا يا ميشيل حق لن يضيع، وفي يوم قريب تعلن كل الحقائق بكل الاغتيالات".

شمعون

وكانت الكلمة الأخيرة للنائب شمعون الذي استذكر "جبران الشاب الجريء الذي يملك افكارا جميلة والمشبع وطنية". اضاف: "حاولت كثيرا مع جبران ليخفف لهجته خوفا عليه لكنه كان يرفض دائما"، لافتا الى ان "جبران دافع عن لبنان وكثر غيره دافعوا عن لبنان ايضا واستشهدوا من اجله لكن قلة منهم كانت لهم رؤية جبران الذي ترك في ساحة الشهداء عملا لم يتركه غيره أي القسم الجديد". وقال: "نحن أفضل بلد لكن لدينا أسوأ نوعية جيران في العالم، والمشكلة هي ماذا سنفعل في ظل هذا الواقع لنبقى واقفين"، مؤكدا "سنربح المعركة ولا احد يمكنه ان يمنعنا من الدفاع عن حقوقنا وعن بلدنا الذي، ولسوء الحظ، قسم كبير من اللبنانيين لا يعرف قيمته ويعمل على تكسره لانه يريد قطعة منه، لكن اليد التي ستمتد اليه سنكسرها، واعرف ان من شاركنا في هذه الامسية يفكر مثلنا". ورأى ان "الدولة ناقصة من دون رئيس للجمهورية والى الان هناك من يحاول ان يضحك علينا وعلى الشعب بالقول جلبت لكم القانون الذي يحافظ على هويتكم" مضيفا "ليس هناك دول في العالم تمنع الحصول على جنسيتين"، معتبرا انه "كلما كان الوضع الامني في العالم سيئا سيزداد عدد الدول التي تمنع الحصول على هويتين، والمطلوب منا التفكير في ما يجب فعله، ليس لاقناع من غادروا لبنان في العودة اليه بل في اقناع من يريدون مغادرته على البقاء فيه".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 19 كانون الاول 2015

السبت 19 كانون الأول 2015

النهار

قال نائب في 8 آذار إن طرح فرنجيه لم يصل بعد الى مستوى المبادرة الفعلية والحريري لم يعلنها حتى الساعة.

حصل "اشتباك" بين نقابتي الصحافة والمحررين حول أيام العطل استدعى عودة الى تقليد سابق.

طلب الى كل نواب "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" عدم التعليق على المقابلة المتلفزة للنائب سليمان فرنجيه.

قال مطّلع على ملف النفايات إن ثلاثة أو أربعة فاعلين على علاقة بالشركتين اللتين ستتوليان الملف.

ال ديبلوماسي إن روسيا وضعت فيتو على ترشيح العماد عون بعدما حاول صهره إبعادها عن الملف النفطي في لبنان.

السفير

أفضى التحقيق الى عدم وجود بعد أمني في ملف العثور على أحد حراس قصر عائد لزعيم سياسي جثة هامدة في سيارته، بعدما تبيّن أن قنبلة يدوية انفجرت بين يديه أثناء لعبه بها.

تردد أن أحد سجناء روميه بجريمة قتل تقدم بطلب نقله إلى قسم آخر وتأمين حمايته كونه يشعر بأنّه مهدد بالقتل من خصومه خارج السجن!

يقام في اوائل الشهر المقبل مؤتمر فكري وديني في مدينة ساحلية في دولة عربية كبرى عنوانه مواجهة التطرف.

المستقبل

يقال

إنّ إنكار النائب السابق حسن يعقوب تورّطه في خطف هنيبعل القذافي رغم الأدلة الدامغة والكثيرة التي تثبت ذلك، يعود إلى خشيته من ردّ فعل النظام السوري الذي "جنّ جنونه" من العملية لأنّ القذافي يتمتّع باللجوء السياسي في سوريا.

اللواء

لا يزال نواب في كتلة تنتمي إلى 14 آذار يؤكدون أنهم سيشاركون في جلسة انتخاب الرئيس، لكن ليس بالضرورة التصويت لهذا المرشح أو ذاك.

فرض "لقاء باريس" الرئاسي نظاماً، لا يزال سارياً، يتصل بالإبتعاد عن كل ما من شأنه، إثارة المواقف إعلامياً..!

يجزم وزير ناشط أن لا لقاء في بكركي اليوم ولا غداً ولا في أي يوم آتٍ!

الجمهورية

يعتزم مرجع ديني الإستعاضة عن اللقاءات الموسعة بلقاءات ثنائية يُصار في ضوئها إلى تحديد الخيارات الواجب اتباعها.

إعتبرت مصادر أن مرجعاً سابقاً تقصَّد التذكير بإتفاق تياره مع حزب حليف على قانون الإنتخاب في محاولة للتخفيف من معارضة الأخير لتسوية رئاسية.

أجرى مرجع سابق إتصالاً بمرشح رئاسي تداولا فيه بالمواقف التي أطلقها وكانت محطّ ترحيب.

البناء

اعتبرت مصادر متابعة أنّ قرار الكونغرس الأميركي ضدّ حزب الله والمقاومة، كشف المستور بالنسبة إلى قرار إدارة "عربسات" حجب قناة "المنار" عن قمرها، وأكّد المؤكد بأنّ الذين اتخذوه من العرب هم مجرّد أدوات تنفيذية للتعليمات الأميركية ـ"إسرائيلية"، لأنّه ليس خافياً على أحد أنّ النيل من المقاومة ومحورها ودولها وقواها هو في الأصل هدف أميركي ـ "إسرائيلي"...!

 

عسيري من معراب: نبارك أي خطوات وأي توافق لبناني لبناني ليكون للبنان رئيس في أقرب فرصة

السبت 19 كانون الأول 2015 /وطنية - التقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في معراب، السفير السعودي علي عواض عسيري، في حضور رئيس العلاقات الخارجية في "القوات" بيار بو عاصي. عقب اللقاء الذي استغرق ساعتين، وضع عسيري الزيارة في إطار "التشاور مع القيادات اللبنانية المسيحية والاسلامية، للوصول الى بر الأمان في ما يتعلق بملف الرئاسة". وقال: "إن المملكة العربية السعودية حريصة كل الحرص على سد هذا الفراغ الرئاسي، وأنا كسفير أنطلق من توجيهات خادم الحرمين الشريفين للاستمرار في الاتصالات والتشاور لحين التوصل الى نتيجة إيجابية". وعن موقف السعودية من تعثر المبادرة الرئاسية، أجاب عسيري: "نحن نبارك أي خطوات وأي توافق لبناني- لبناني لكي يكون للبنان رئيس في أقرب فرصة". واذ أكد استمرار المملكة "بمباركة المبادرة الرئاسية"، شدد عسيري على ان "السعودية تترك الخيار للبنانيين باعتبار ان المجلس النيابي يقرر من سيكون الرئيس المقبل". وردا على سؤال، قال السفير السعودي: "سمعنا كل حرص من الدكتور جعجع على وحدة الصف اللبناني، وعلى أن يكون للبنان رئيس في أقرب فرصة، وأن تثمر الجهود والحوار اللبناني- اللبناني". وعما يمكن أن يقدمه النائب سليمان فرنجية للمملكة لتقبل به كرئيس، أجاب عسيري: "المملكة لا تريد من لبنان سوى الخير، ولا تطلب أي شيء من أي قائد سواء من سليمان بيك أو غيره، بل ما نطالب به أن تعمل أي شخصية تتبوأ هذا المنصب لصالح لبنان واللبنانيين". وعن رفض المملكة للعماد ميشال عون، كرر عسيري ان "الخيار هو لبناني- لبناني". وعن قراءته لزيارة النائب فرنجية للرئيس السوري بشار الأسد، اعتبر أن "هذا شأن خاص بفرنجية". وردا على سؤال، أسف العسيري أن "البعض في لبنان استعجل الحكم على مضمون التحالف العربي لمواجهة الإرهاب"، مؤكدا ان "الجهود العربية والاسلامية مطلوبة في ظل هذه الظروف الصعبة لمحاربة الفكر الضال والارهاب والجوع والفقر". ولفت الى "أن مشاركة لبنان في هذا التحالف لا زالت خاضعة للتشاور ولو أن لبنان رحب بها، والمملكة لا تلزم أي بلد بالانضمام اليه بل تحترم سيادة لبنان وظروفه". وعن إمكانية انتخاب رئيس للجمهورية بعد الأعياد، أجاب العسيري: "إن شاء الله".

 

بعد إعلان فرنجية ترشحه الرسمي هذه أبرز المواقف السياسية..

خاصّ جنوبية 19 ديسمبر، 2015

بقيت المقابلة التلفزيونية التي أجراها مرشح التسوية النائب سليمان فرنجية أول من أمس، والتي حدّد فيها مواقفه من مختلف شؤون البلاد وشجون مواطنيها، محور اهتمام الأوساط السياسية على اختلافها وفاتحةً لردات فعل أكثر وضوحاً بين مؤيد ومعارض للتسوية الرئاسية المطروحة.

إن إعلان فرنجية ترشيحَه للرئاسة علناً، مع كلّ ما ساقَه من أسباب ومبرّرات، وما كشَفه من أبعاد وخلفيات، وما دار بينه وبين الحريري، وضَع الاستحقاق الرئاسي عملياً على الطاولة، وبات التعامل معه من الآن وصاعداً فوقها، لا تحتها.

جولة لفرنجية

في هذا الوقت، وفي إطار الجولات التي يعتزم فرنجية القيامَ بها، علمت “الجمهورية” أنّ لقاءً مرتقباً سيَجمعه مع النائب بطرس حرب وشخصيات مستقلة أخرى قريباً.

موقف للحريري قريباً

واذ لوحظ ان أوساط “المستقبل” التزمت بدورها الصمت حيال مواقف فرنجيه، قالت مصادر سياسية مطلعة في فريق “4 آذار” لـ”النهار” إن رئيس “المردة” تحدث في مقابلته التلفزيونية من موقع الشركة السياسية الكاملة مع الرئيس الحريري مدللا على عمق الاتفاق الذي توصلا اليه في لقاء باريس اولا ومن ثم في التنسيق المتواصل بينهما لاحقا في شأن الاتصالات التي يجريها كل منهما مع فريقه السياسي.

ورأت مصادر في تيّار “المستقبل” لـ”اللواء” ان الكرة بعد المواقف التي اعلنها فرنجية، باتت في ملعب فريق “8 آذار”، وتحديداً عند حزب الله، والذي عليه ان يحسم ما إذا كان سيبقى في صفوف هذا الفريق مرشحان أو مرشّح واحد. ولفتت إلى ان الأمور من جهة “المستقبل” ماشية بجدية، وانه سيكون للرئيس الحريري إطلالة إعلامية قريباً جداً، لكن ليس قبل نهاية هذا العام.

تداعيات على “14 آذار”

وأشارت مصادر “النهار” إلى أنها لا تخفي تخوفها ايضا من ارتداد مزيد من التداعيات على فريق “14 آذار” الذي لا يبدو قادرا حتى الان على التوصل الى موقف واحد واضح من تطورات الملف الرئاسي.

الجميل: كلام فرنجية إيجابي يُبنى عليه     

ولاحت بوادر ارتياح من حزب “الكتائب اللبنانية” الذي كان ينتظر من فرنجية مواقف معلنة حول مجموعة من القضايا “ليبني على الشيء مقتضاه”، عبّر عنها الرئيس أمين الجميل مع إعلانه أمس لـ”المستقبل” أنّ كلام فرنجية “إيجابي ويُبنى عليه”:

–أضاف إن كلام فرنجية “كان إيجابياً من دون شك ونحن تابعناه باهتمام”.

– أوضح أنّ فرنجية “طرح أفكاراً عريضة مفيدة يُفترض أن يلحق بها مزيد من التفاصيل التي تحتاج إلى الدرس”.

– إذا كانت مواقف فرنجية أجابت عن هواجس “الكتائب”، أجاب: “لا يمكن في مقابلة تلفزيونية بتّ أمور جوهرية بدقة في ظل ظروف استثنائية ومعقدة تقتضي بحثاً في العمق حول كل ما يطمئن الناس ويحمي البلد”.

– أردف قائلاً: “بلا شك يمكن الانطلاق مما ورد في كلام الوزير فرنجية باعتباره كلاماً إيجابياً يمكن أن يُبنى عليه”.

موقف إيجابي لـ”الأحرار”

ولاحظت مصادر “اللواء” ان أي ردّ فعل سلبي لم يصدر من قبل فريق “14 آذار”، بالنسبة لطروحات فرنجية الذي كان موفقاً في تقديمه لترشيحه، وتوقفت بصورة خاصة عند الموقف الذي أعلنه حزب “الوطنيين الاحرار” في بيانه الأسبوعي أمس والذي تحدث فيه عن “تنازلات لا بدّ من تقديمها خدمة للمصلحة الوطنية العليا، ودرءاً للاخطار التي يسببها الفراغ في سدة الرئاسة”، ووصفت هذا الموقف بأنه متقدّم عن طرحه السابق.

عون لن يستسلم

التعليق الأول من الرابية على مواقف فرنجية أتى أكثر “إنباءً” من الاعتراضات الإعلامية العونية مع تأكيد الوزير الياس بوصعب أنّ النائب عون أيضاً “مرشح أكثر من أي وقت مضى”. وخرجَ زوّار وفق “الجمهورية” الرابية بانطباع مفادُه أنّ عون لن يستسلم، وهو مستمرّ في ترشيحه، ولمسَ هؤلاء لديه تصميماً على تنفيذ مخطّطه مذكّرين بما أعلنَه مراراً من أنّ “الحفاظ على الجمهورية أهمّ مِن رئاسة الجمهورية”، وهو يعمل على هذا الأساس.

وسارعت اوساط تكتل “التغيير والاصلاح” عبر “اللواء” إلى التأكيد بأن عون ما زال مرشحاً “اكثر. وإذ اعترفت بأن إصرار فرنجية على ترشيحه خلق  تباعداً مع النائب عون، لفتت إلى انه أصبح لدى قوى 8 آذار مرشحان، وأن هناك انتظار لما سيعلنه الرئيس سعد الحريري لجهة تبني الترشيح رسمياً أم لا.

إستياء في زغرتا من باسيل

وكان اللافت، ردة فعل زغرتاوية، لا سيما عند أنصار فرنجية في زغرتا والشمال، الذين عبروا عن استياء متنام تجاه ما كشفه نائب زغرتا من ان الوزير جبران باسيل جعله ينتظر عشر دقائق في صالون منزله في البترون قبل ان يخرج لاستقباله.

إرتياح لموقف “حزب الله”

وأشارت “النهار” إلى التساؤلات الواسعة التي ترددت امس عن مغزى “الارتياح” الذي أظهره فرنجيه سواء الى موقف “حزب الله” من حركته او الى اعلانه مواقف هي أشبه ببرنامج رئاسي.

 

إنها وعود أسامة بن لادن…

حلا نصرالله/جنوبية/19 ديسمبر، 2015

"أراد بريجنيف أن يصل ويحقق هدفه من أفغانستان، ولكن بكرم الله تعالى لم يهزم في أفغانستان فحسب بل إنتهى هنا". هذا ما قاله أسامة بن لادن في واحدة من التسجيلات العائدة له. هزم الروس في أفغانستان ولم يهزم الله جنوده المتطرفين المتلهفين للقتال من أجل تأسيس دولتهم الإسلامية.

شباب في بداية العمر، شاركوا بن لادن في الحياة والموت، وفي التخفي داخل الكهوف الافغانية والهروب من صواريخ الدبابات الروسية وطائرات الـ”اف 15 الاميركية.

لقد اصبح هؤلاء اليوم قياديين موزعين ما بين أحياء مدينة الرقة السورية ومدينة الموصل العراقية، والأطراف الشمالية للبنان. أما بالنسبة إلى قيادي من طراز أبو بكر البغدادي فكان كل من بن لادن وأيمن الظواهري قد تنبّآ بولادته في يوم من الأيام، وأن حقوق المسلمين ستسترجع وأن تدمير الدول الحليفة للشيطان هي مسألة وقت فقط. منذ عام 1979 أكد بن لادن مع عدد من شيوخ القاعدة على حتمية الحكم بالإسلام في كل الدول ذات الاغلبية المسلمة، والعمل الدؤوب من أجل تجهيز جيش إسلامي لفتح اوروبا من جديد ولكن بطريقة مختلفة عن طريقة أجدادنا الامويين والعباسيين.

سوف يغزون العالم بأسلوبٍ جديد. وسوف يحاربون بأقصى ما يمتلكون من عنف حتى يفوزون بالدولة الاسلامية “الكبرى”. بالتدرج البطيء للتاريخ رفعت الفصائل المنبثقة عن القاعدة وتيرة نشاطها. فهنالك على بعد مئات الكيلومترات من بيروت إمارة اسلامية تضمّ اراض من سوريا والعراق. وبعيدا في شمال أفريقيا، أوغلت الدولة الاسلامية في رسم كيانها السياسي والجهادي على رمال الشواطئ الليبية لتقوم بتهديد الحكومة الشرعية هناك. هل كان يعلم بن لادن عظمة الأحداث التي سوف تجري في العراق وسوريا وليبيا من بعده؟ فها أنا في عام 2015 أشهد ولادة دولة اسلامية كبرى ومؤكد أن الفرحه والغبطة يأكلان بن لادن من داخل قبره المندثر في بحر العرب. أشعر بكل ذلك شخصياً وأحاول تخيل مجرى واقعي للأحداث، حيث لا مفر من العيش لرؤية الطائرات الروسية تجوب سماء سوريا بحثاً عن مقاتلين اسلاميين متطرفين. لقد أزهقت أرواح 14200 جندي روسي في الحروب السابقة ضد الجهاديين في افغانستان والشيشان، وقتل للأميركيين الآلاف في لبنان والعراق وغيرها من بلدان، وبقي المتطرفون أحياء، لذلك أنا لست متفاءلة.

 

كلام_لا_بد_منه

فارس خشان/فيسبوك

عندما كانت تتوالى علينا مذكرات التوقيف السورية وكذلك مذكرات الجلب، كان هناك، وبالرغم من قوة نظام بشار الاسد في حينه، من يدعونا الى السخرية منها، وكنا، بكل طيبة خاطر، نستجيب ونستهزئ بها وبالجهة التي تطلبها وتصدرها وتسعى إلى تنفيذها.

فجأة تغيرت أحوال دعاة السخرية، وباتوا اليوم، أي في زمن ضعف سفاح سوريا، يهنئوننا بقرب العفو عنا، بشفاعة سليمان فرنجية، محاولين بذلك الغمز من أهداف ما يسمى بالتسوية الرئاسية، وكأنها أتت لتصلح حالنا مع نظام السفّاح.

من حقكم ان تفكروا كما شئتم بسليمان فرنجية وبالتسوية وبصانعيها، ولكن انتبهوا حتى لا تتضارب معارضتكم مع كرامة من رافقكم- أقله سابقا- في مسيرة واحدة، لأن السياسة شيء والكرامات شيء آخر.

ليس بيننا نحن من عانى الامرين من نظام السفّاح من يفتش عن "مخارج" على يديه الملطختين بالدماء، ولكن هناك بيننا من اجتهد بما يراه مصلحة لبنان أو مصلحة وضعيته السياسية المحلية والإقليمية والدولية.

اجتهاده قد يصيب او قد يخطئ، ولكن انتبهوا من تحويل معارضتكم للاجتهاد الى خطيئة بحقنا، لأنه إن حصل التمادي في ذلك، فلن يكون، في وجداننا، ثمة فرق كبير بينكم وبين من طاردنا، لأسباب سياسية، بمذكرات توقيف.

ودمتم... أذكياء.

 

المطران مطر ينفي تكليفه من قبل البطريرك الراعي بالتفتيش عن مرشح من خارج نادي الأقطاب

19 كانون الاول 2015/ فيما تتداول أوساط سياسيّة أنّ بكركي بدأت بالتفتيش عن إسم مرشح لرئاسة الجمهورية من خارج نادي الأقطاب الموارنة الأربعة ، في حال فشلِ التسوية المطروحة، وأنّ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي كلّف رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر هذه المهمّة، نفى المطران مطر هذا الامر، مؤكداً أنّ 'البطريرك الراعي لم يكلّفه هذه المهمّة، فقرارُ البطريرك واضح، وهو أنّه لن يتدخّل في الأسماء، بل يشدّد على ضرورة التعامل مع التسوية بجديّة تامّة، أو التفتيش عن بديل، ولا يجوز تركُ الرئاسة بهذا الشكل”.

وأضاف المطران مطر في حديث إلى صحيفة 'الجمهورية”: 'إنّ إنتخاب رئيس أكثر من ضروري، وهو حاجة وطنية جامعة، فالمشكلات تتكاثر والملف الإقتصادي بات ضاغطاً، كذلك الملفات الحياتية، فنحن اوّل بلد في العالم يصدّر نفاياته، وهذه سابقة خطيرة وكأنّنا لم نعُد نستطيع حلَّ أبسط الامور”.

وأوضَح أنّ 'النائب سليمان فرنجية أعلن ترشيحه رسمياً، وننتظر ردّ فعل العونيين أوّلاً وبقيّة الأطراف”، لافتاً إلى أنّ 'لقاء الأقطاب الموارنة في بكركي يجب ان يأتي بثماره وإلّا فلا ضرورة لعقده”، مشيراً إلى أنّه 'قد يُستعاض عن هذا اللقاء بلقاءات ثنائية مع البطريرك الراعي، ليتمّ الخروج بالنتيجة المرجوّة والإتفاق على إسم مرشّح، فالوضع لا يحتمل التأجيل، والجميع مدعوّون الى تحمّل مسؤولياتهم في هذا السياق وإيجاد حلّ إنقاذي للرئاسة وللبنان”.

 

بيضون: 'حزب الله” تنكر لعروبته ويعتبر أن إيران قائدة المنطقة

19 كانون الاول 2015/إعتبر النائب السابق عبد الحميد بيضون أن 'الحملات التي تتعرض لها المملكة العربية السعودية ، لها خلفية سياسية تنم عن أحقاد دفينة”، ورأى أن 'الدور القيادي للمملكة ظهر في المنطقة في عدة أوجه، آخرها في 'التحالف الاسلامي” لمحاربة 'داعش”، خصوصا أن التحالف الدولي لم يوصل إلى نتيجة والتدخل الروسي في سوريا هدفه حماية نظام بشار الاسد”. ولفت بيضون في حديث إلى صحيفة 'المستقبل”، إلى أن 'التحالف يكمل الدور السعودي ويملأ الفراغ الإقليمي الحاصل، وهذا ما ظهر بداية في 'عاصفة الحزم” ومن ثم عبر التحالف الذي جمع 35 دولة لمحاربة 'داعش”، أما إعتراض 'حزب الله” فهو لأنه يعتبر أن إيران هي قائد المنطقة ولا يعنيه تنكره لعروبته أو لإتفاق الطائف ، فالمهم بالنسبة إليه هو أن تبقى إيران تقرر شؤون المنطقة، ولهذا وجدت المملكة ومعها دور أخرى ان عليها التصدي لمثل هذا الدور”.

 

جنبلاط : نسيتم ما فعله النظام السوري من قتل وتعذيب وتدمير وتهجير

19 كانون الاول 2015/أشار النائب وليد جنبلاط إلى أن الاتفاق التاريخي أو القرار التاريخي لمجلس الأمن حول سوريا فيه كل شيئ وفيه لا شيئ بنفس الوقت، مشيرا إلى أن فيه الصيغة الغامضة لتشكيل حكومة وحدة وطنية،غامضة لانه غير معروف من سيشترك من قبل المعارضة، بعد تنقيته اذا كان ارهابيا او لا. وقال جنبلاط عبر 'تويتر”: وبين التركي ألهوا والقطري، إضافة الى السعودي وربما المصري مرورا بالإيراني وهلم دواليك واللائحة طويلة وطويلة. وأشار الى أنه 'لاحقا قد تقبل بعض الفصائل المقاتلة بعد محاولة انهاكها عسكريا وترويضها تحت شعار محاربة 'داعش” اولا اما النظام فعلاجه لاحقا”.

وتابع: 'لانه سيلتزم بعد الفترة الانتقالية التي تبتدئ بستة أشهر وقد تجر الى ستة سنوات او اكثر، بما يسمى بتسليم السلطة ديمقراطيا”.وقال: 'وهنا الفخ الأكبر لان الروسي والايراني ومعهم النظام السوري فرضوا جدول أعمالهم على باقي الدول”. وأضاف: 'جعلوا من محاربة الاٍرهاب اولوية، وتناسوا ما فعله النظام من قتل وتعذيب وتدمير وتهجير، وفي نهاية المطاف تنتهي العملية بانتخابات يساوى بين الجلاد والضحية، بوجود مراقبين عرب ودوليين طبعا لاستكمال المسرحية، اما الإصلاحات فسيطبقها سيادة الرئيس المحبوب الى الأبد وفق دستور معلب فيه شعارات رنانة على واقع قمعي رهيب ومعهود”. وتابع: 'في هذه الاتناء فلا صوت ليعلو فوق صوت المعركة، الشعار البعثي المعهود او الشعار العبثي المعهود الذي أسر الشعب السوري عقودا وعهود”، مضيفا 'لست لأعمم الاحباط لكن العائلة الحاكمة في سوريا، من الأب الى الابن اختصاصها الاستفادة من عامل الوقت ومن استنزاف الرؤساء والمبادرات من اجل البقاء فوق ركام سوريا بشرا وحجرا، في انتظار وضع مخطط تنظيمي جديد لكامل القطر فيه أسس جديدة ديموغرافية وأمنية وهندسية، تؤمن الاستمرار والبقاء للنظام وتؤمن الديمومة والامتداد للحلفاء، والامان والاستقرار لغيرهم من الشركاء مما يسمى بالمجتمع الدولي”. وختم جنبلاط: 'إنها لعبة الرقص فوق الركام السوري والعبارة للمحلل السياسي خطار ابو دياب، والذريعة الاولى كانت وستبقى لعبة الاٍرهاب نعم لعبة الاٍرهاب، التي على وقعها يجري التضحية بسوريا وبشعبها على مذبح لعبة الام”.

 

 تفاصيل المتفرقات اللبنانية

ناشطون اعتصموا أمام السراي وكلمات أكدت على استمرار الحراك لمواجهة الفساد

السبت 19 كانون الأول 2015 /وطنية - نظمت حملة "طلعت ريحتكم" بمشاركة معظم حملات الحراك المدني، اعتصاما سلميا في ساحة رياض الصلح مقابل السراي الحكومي، للمطالبة بحل بيئي ومستدام لازمة النفايات، ورفضا لعروض ملغومة. وتلا بيجي تيماني بيان الحملة، استهله بتهنئة اللبنانيين بالاعياد، سائلا عن مصير خطة الوزير أكرم شهيب للنفايات، وعن محاسبة من تعامل بشدة مع معتصمي الحراك في تموز. ودعا الى "حل بيئي ومستدام في ملف النفايات واعتماد مبادىء اساسية وهي التخفيف والفرز واعادة التدوير والتسبيخ والاسترداد مع الخضوع لشروط بيئية وصحية، وعدم المس بأموال البلديات".

وحذر من "رفض العروض الرخيصة بأخرى ملغومة لتصدير النفايات حتى "يعبي المعنيون جيابن". ودعا الى "قانون انتخابي عادل يضمن صحة التمثيل للجميع يعتمد على النسبية والاصلاحات الانتخابية ويكون مدخلا للاصلاح وتغيير الافق السياسي في الوطن".

ووعد ب"العودة الى الشارع حتى ايصال الصوت وحل ازمة النفايات".

مواقف

وفي أحاديث ل"الوكالة الوطنية للاعلام"، أمل عضو رابطة موظفي الادارة العامة محمد قدوح، ان يستمر الحراك وان يجري تقييم للمرحلة، لأنه من دون هذا التقييم يستحيل عدم تكرار الأخطاء الماضية"، داعيا كل المجموعات الى "التنسيق واجراء مناقشة جدية لتحديد آلية معينة ووضع اهداف على امل ان تكون متواضعة قابلة للتحقيق، من دون شعارات كبيرة"، آملا "استعادة ثقة الناس". وذكر أيمن مروة من حملة "جايي التغيير" بحراك الحملة يوم الاثنين المقبل بالتزامن مع انعقاد جلسة مجلس الوزراء "رفضا للاصرار على المحاصصة وسياسة نهب المال العام"، مشددا على "ان الحراك مستمر في مواجهة فساد السلطة".

ورأى "ان كلفة ترحيل النفايات مليار دولار سنويا، ستوزع على بعض السياسيين". وأكد علي حمود من حملة "بدنا نحاسب" ان "الحراك مستمر وبزخم اكبر من السابق"، مشيرا الى "ان كل ظروف التحركات الشعبية لنزول الناس الى الشارع لا زالت قائمة من نهب وفساد". واعلن "التحضير لتحركات جديدة والعمل مع طلاب الجامعات كون الشباب قوة اساسية بالتغيير".

 

قاووق: نحن في خندق المقاومة اولويتنا ان نحارب الارهاب الاسرائيلي والتكفيري

السبت 19 كانون الأول 2015 /وطنية - رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق "ان أفضل وجوه محاربة الإرهاب التكفيري هو بوقف دعم السعودية للعصابات الإرهابية في سوريا والعراق واليمن، عندما تقرر السعودية وقف هذا الدعم للعصابات على مختلف إنتماءاتها وأسمائها، عندها لا حاجة لإعلان حلف إسلامي أو عربي لمواجهة الخطر التكفيري". الشيخ قاووق كان يتحدث خلال الاحتفال التأبيني الذي اقامه الحزب في ذكرى اسبوع "الشهيد المجاهد القائد حسن علي إسماعيل"، في النادي الحسيني لبلدة زوطر الشرقية في حضور شخصيات وفاعليات سياسية، إجتماعية، دينية، حزبية ووفد من عوائل الشهداء، ومواطنين. وقال: "لكن في لبنان الذي انتصر على العدوان الإسرائيلي والعدوان التكفيري، لبنان ليس جزءا من حلف فيه دول تدعم الإرهاب التكفيري، لبنان في خندق واحد مع الجيش والشعب والمقاومة في مواجهة الأعداء، وإنه لمعيب على حلف يحمل إسم العروبة والإسلام لا يتبنى أولوية محاربة الإرهاب الصهيوني، هل كانت السعودية لتعلن حلفا لمحاربة إسرائيل، نحن في خندق المقاومة أولويتنا أن نحارب الإرهاب الإسرائيلي والتكفيري في آن واحد، هذا عنوان صدق المواجهة التي تحمي لبنان وشعبه وتوقف أي خطر تكفيري يهددنا في الحاضر أو المستقبل".

 

الموسوي انتقد الإعلان عن انضمام لبنان إلى الحلف الإسلامي: لن نناقش مهزلة لا محل لها من الإعراب

السبت 19 كانون الأول 2015 /وطنية – أكد عضو “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب نواف الموسوي، أن هناك آلية معروفة دستوريا لاتخاذ قرار انضمام لبنان للتحالف الإسلامي تبدأ بالمادة 52، التي تقول ان رئيس الجمهورية هو الذي يتولى المفاوضة، أما التوقيع فيجب أن يذهب إلى الحكومة ويأخذ أكثرية الثلثين، ليحول بعدها إلى مجلس النواب ويقره، يعني تحتاج إلى 3 محطات هي: رئيس جمهورية ومجلس وزراء ومجلس نواب، وعليه، فإن هذا الموضوع منته، والإعلان عن انضمام لبنان إلى ذاك الحلف، لا محل له لا من التاريخ ولا من الجغرافيا ولا من الإعراب، بل كأنه لم يكن أبدا، ولذلك فإننا لن نناقش هذه المهزلة”. كلام الموسوي جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه “حزب الله” لمناسبة مرور أسبوع على “استشهاد محمد علي مرتضى” (السيد أمير) في حسينية بلدة دير قانون رأس العين الجنوبية، في حضور عدد من العلماء والفاعليات والشخصيات، وحشد من الأهالي.

وقال: “لقد سمعنا بالأمس عن تشكيل تحالف أطلق عليه تسمية تحالف إسلامي لمقاتلة الإرهاب، ولا يمكن لمن يسمع هذا الخبر إلا أن يطرح جملة نقاط، هل إن النظام الذي أعلن عن تشكيل هذا التحالف مؤهل فكريا لمواجهة الإرهاب التكفيري؟، فالجواب، أن الإرهاب التكفيري له هوية فكرية هي نفسها الهوية الفكرية للنظام الذي أعلن عن تشكيل التحالف، فكلاهما ينتميان إلى ثقافة التكفير والقتل والتدمير والذبح وقطع الرؤوس والسبي”، متسائلا: “كيف لمن ينشر الفكر التكفيري وقد صرف عليه عشرات المليارات من الدولارات، أن يواجه التكفيريين الذين نشأوا في مدارسه ومساجده ومجمعاته؟”.

وأضاف: “كل متتبع للتكفيريين في أنحاء العالم، يجد أنه عندما يستأصل تاريخهم ومن أين بدأ تجنيدهم، فإن الخيط ينتهي في جميعهم إلى ذاك النظام الذي أعلن عن التحالف، حيث يتبين أنهم إما ذاهبين إلى هناك، أو قد تعرفوا على الإسلام في مسجد إمامه من تلك البلاد ومن ذاك الفكر، وإما عن طريق الواسطة لينتهي الأمر إلى ذاك النظام الذي أعلن عن تحالف لمقاتلة الإرهاب”، مشيرا إلى أن ” هناك تجربة خاضها هذا النظام الذي شن عدوانا على اليمن، وكانت النتيجة أن المناطق التي أخرج منها الجيش وقوات الشعب في اليمن، لم تسيطر عليها قوات تحالف ما يسمى “عاصفة الحزم”، بل سيطر عليها “داعش” و”النصرة” و”القاعدة”، فمن هنا نجد أن عدن والمكلى ومعظم محافظات الجنوب اليمني ليست تحت سيطرة قوات التحالف الذي قاده النظام السعودي على الاطلاق، لذلك فإن تجربة النظام السعودي في اليمن دالة على أن تدخله العسكري أدى إلى سيطرة المجموعات التكفيرية على المناطق، التي قال إنها تحررت من سلطات الجيش اليمني وسيطرته”.

وتابع الموسوي: “دلت التجربة في سوريا أن المنظمات الإرهابية والمصنفة وفقا لمعايير مختلفة تمول جميعها من دول قيل إنها انضمت إلى هذا التحالف المزعوم إسلاميا لمقاتلة الإرهاب، وبالتالي، فإن من يزود الإرهابيين التكفيريين بالسلاح والمال في سوريا، هو من يدعي أنه أقام تحالفا لمقاتلة الإرهاب، بالمقابل، فإنه يكفي إذا كانت هناك نية للقضاء على الإرهاب التكفيري أن تتوقف هذه الدول وعلى رأسها النظام الذي أعلن التحالف عن دعم التكفيريين، في حين أنهم يباهون في إعلامهم أنهم قاموا كمثال فقط بتسليم صواريخ من نوع “تاو” للمجموعات التكفيرية الناشطة في سوريا، مع الإشارة إلى أنه في عام 2013 ولأمر لم يفهمه آنذاك غير صاحب الخبرة، كان هذا النظام اشترى 15000 صاروخ “تاو”، وقد سلمت هذه الصواريخ للمجموعات التكفيرية التي تعمل تقتيلا وتخريبا وتدميرا في هذا البلد الشقيق وتطيل أمد الأزمة فيه”.

ولفت إلى أن “من أطلق عبارة مقاتلة الإرهاب لم يقدم تعريفا للارهاب، ويقوم بتمويل منظمات معروفة بإرهابها في سوريا، بينما يطلق على منظمات المقاومة وحركات التحرر الوطني إسم منظمات إرهابية، ومن هنا ينبغي التوقف عند أمر هذا التحالف أي أنه تحالف لمقاتلة الإرهاب أم لتحضير الأرضية لحروب أهلية في إطار الدول الإسلامية، وهل هذا هو الهدف الحقيقي من وراء ادعاء مقاتلة الإرهاب، وبالإضافة إلى كل ذلك فإن ما يسجل أيضا هو المهزلة في طريقة تشكيل هذا التحالف، وكأنه مجموعة على برامج “الواتساب” أو “الفايسبوك” تضاف الدول فيها، حتى أن عددا من هذه الدول ضم إسمها ووضع علمها من دون أن يكون لديها خبر في أنه جرى ضمها لهذا التحالف، كما أن هناك دول أخرى أدرج إسمها مجرد إجراء مكالمة هاتفية معها”، مشيرا إلى أنه “من أسباب تفسير المهزلة في تشكيل التحالف، أن هذه المسارعة للاعلان عنه، إنما هي محاولة للتغطية على هزيمة التحالف العدواني في اليمن، فحاولوا أن ينشئوا موضوعا آخر لتغطية الكلام عن موضوع هزيمتهم في اليمن، كما أن هناك سبب آخر يتمثل في أن الإدارة الأميركية تدفع الأنظمة الحليفة لها إلى تشكيل قوات من طائفة معينة بحجة مقاتلة الإرهاب بجنس طائفته، وما آخر كلام للرئيس الأميركي في البنتاغون عندما انتقد الدول التي سماها بين مزدوجين “الإسلامية”، فيما تفعله لمواجهة الإرهاب إلا دليل على ما نقول، وعليه فإن هذه الأنظمة ستسارع فورا لتلبية طلب سيدهم الأميركي، لإثبات أنهم يقومون بالتحالف في حين أن ما يفعلونه هو المهزلة”.

وأردف: “أمام ذلك، نسجل أنه في الوقت الذي تجري فيه هذه المهزلة، فإن النظام الذي دعا للتحالف قد قام باغتيال سيادة اللبنانيين وقرارهم، في الوقت الذي لا تجتمع فيه الحكومة في لبنان، فيقف هذا الأمير ويعلن ضم لبنان إلى هذا التحالف “الإسلامي”، علما أن اللبنانيين متفقون فيما بينهم على أن لبنانهم يحمل هويتهم جميعا لا هوية طائفة دون أخرى، ففي زمن مضى وعندما كان يقال “دولة إسلامية” في لبنان، كانت جميع وسائل الإعلام تقول هذه “جمهورية إسلامية”، أما اليوم وبكلمة واحدة فإن هذا الأمير أعلنكم جمهورية إسلامية أيها اللبنانيون، وعليه فنحن نريد أن نعرف ما هو رأي حلفائه في لبنان وما هو تعليقهم؟، ومن الذي أخذ القرار بالانضمام إلى هذا التحالف؟”، فأنا أميل للاعتقاد أن لا أحد في لبنان أخذ القرار بالانضمام له، وعندي ثقة أن القيادات السياسية الرسمية لديها قدر من الوعي أن لا ترتكب خطأ دستوريا وجوهريا واستراتيجيا على المستوى السياسي أو العسكري من هذا النوع، لكن ما حصل هو أن النظام السعودي بات يتصرف على أن لبنان مزرعة من مزارعه، وباستطاعته أن يقرر عن اللبنانيين ماذا يفعلون، وماذا لا يفعلون”.

وأضاف: “ان استقلال لبنان وتحريره أمر عزيز علينا، ومن أجله قدمنا ولا زلنا نقدم فلذات أكبادنا وشبابنا ليكون حرا، لا أن يكون تابعا للنظام السعودي أو الاحتلال الإسرائيلي من قبل، ولذلك فمن غير المقبول على الاطلاق أن يقف أمير في أي مكان في العالم، ويتخذ عن اللبنانيين قرارا بضمهم أو فصلهم أو ما إلى ذلك، فهم ليسوا ممن يستهان بهم أو يتم استضعافهم، لأن لديهم من القوة والكرامة والاعتداد بالإنتماء الوطني ما يجعلهم جميعا في وقفة واحدة ضد هذا الاستسهال والاستغفال السعوديين”.

وقال الموسوي: “سمعنا السفير السعودي “يستغرب موقفنا مما حصل، ويدعي أن نظامه لم يمس سيادة الدولة اللبنانية”، فالرد عليه أنه أولا بات واجبا على هذا السفير أن يكف عن مخاطبة أي جهة لبنانية، وأن يلتزم بالبروتوكول المعمول به، فهو لا يستطيع أن يخاطب اللبنانيين، فضلا عن أي جهة لبنانية، ولا أن يتهمنا بشيء، فإذا كان لديه مشكلة فليقدمها لوزير الخارجية، وليس من شأنه أن يستخدم هذه المنصة، لأن اللبنانيين أدرى بشؤونهم، فهذا السلوك المتكرر من هذا السفير غير مقبول لأنه يخرج عن الأصول الدبلوماسية المعمول بها، أما سيادة الدولة فنحن من حفظناها يوم أطلقتم علينا إسم مغامرين، ونحن الذين كسرنا أنف العدوان الإسرائيلي وجعلنا بلدنا آمنا، فقبل أن تنشغلوا بنا انشغلوا بتحرير أرضكم، في الجزيرتين الاستراتيجيتين اللتين يسيطر عليهما الاحتلال الصهيوني منذ عام 1967.

وتابع: “أما في مقام النقاش حول ما أعلن عن انضمام لبنان للتحالف الإسلامي، فهناك آلية معروفة دستوريا لاتخاذ القرار تبدأ بالمادة 52، التي تقول إن رئيس الجمهورية هو الذي يتولى المفاوضة، أما التوقيع فيجب أن يذهب إلى الحكومة ويأخذ أكثرية الثلثين، ليحول بعدها إلى مجلس النواب ويقره، يعني تحتاج إلى ثلاثة محطات، هي: رئيس جمهورية ومجلس وزراء ومجلس نواب، وعليه فإن هذا الموضوع منته، والإعلان عن انضمام لبنان إلى ذاك الحلف، هو إعلان لا محل له لا من التاريخ ولا من الجغرافيا ولا من الإعراب، بل كأنه لم يكن أبدا، ولذلك فإننا لن نناقش بهذه المهزلة، وإذا أراد أحد أن يقترح هذا التحالف بوقت من الأوقات في مجلس الوزراء أو في أي وقت آخر، فسنسأله عن الهبة السعودية، أي ماذا حصل بها، وأين هي، وماذا وصل منها للجيش اللبناني، وهل هي عبارة عن 47 صاروخ ميلان متخلفة ليس لها أي فعالية، فأين أصبحت هذه الهبة، التي بحسب ما تسرب عن مرجعيات عسكرية أنها تبخرت، ولقد سألنا في مجلس النواب عن هذا الموضوع بالجلسة التشريعية، وقالوا لنا إنها ما تزال قائمة، وعندما يفتح هذا الموضوع أيضا سنذكر بالهبة الإيرانية المستعدة لتزويد الجيش اللبناني بما يريده”.

وقال: “نريد لهذا البلد الذي نقدم الشهداء من أجل كرامته وحريته وسيادته، أن يكون بلدا للجميع، ونحن مسرورون بأن نعيش في مجتمع متنوع فيه من جميع الطوائف، وحريصون أيضا على تقديم نموذج في العيش الواحد بين أتباع الديانات المختلفة، ولأننا كذلك فنحن حريصون أيضا على بقاء التعددية في لبنان والتوازن الحقيقي الذي يقوم على المناصفة والنسبية كما نص الدستور فيه، وهذا ما يقتضي قانون انتخاب عادل يؤمن صحة التمثيل ودقته، من دون أن يغيب أو يستضعف أي مكون طائفي، وأن ينبثق من ذلك الحكومة القادرة على خدمة مصالح اللبنانيين وتلبية تطلعاتهم”.

 

أمين السيد: قيام السعودية بإنشاء تحالف ضد الإرهاب مسرحية تخفي نوايا عدوانية

السبت 19 كانون الأول 2015 /وطنية – تناول رئيس المجلس السياسي في “حزب الله” السيد إبراهيم أمين السيد، موضوع الحلف السعودي – الإسلامي من ناحية الشك، فقال: ان “هناك مهزلة ومسرحية وفضيحة، بأن يأتي الإعلان عن تحالف بهذه الخطورة والضخامة والحجم، بهذا الشكل من الإخراج الإعلامي والإعلاني له، ما يعتبر فضيحة، لاسيما بعدما تبين أن هناك كثيرا من الدول ليس لديها علم بذلك، ولم يخبروها حتى عبر الهاتف، فوزير الخارجية الباكستاني يقول نحن مذهولون من وضع إسمنا في هذا التحالف من دون أن يكون لدينا علم بذلك، كما أن أندونيسيا لم تكن موجودة، بينما ماليزيا كانت موجودة إلا أنها عادت وخرجت منه، فيما عبرت تركيا بلغة دبلوماسية متحفظة بشكل من الأشكال عن هذا الإعلان”، مضيفا: “بحسب التحليلات السياسية، فإن الأمر يتعلق بالتوقيت السياسي لهذا الأمر، حيث أعلن عن هذا التحالف في الوقت الذي بدأت فيه المفاوضات السياسية حول اليمن في سويسرا، في محاولة منهم للايحاء بأنهم أحرزوا انتصارات هائلة في اليمن، وأنهم سيكملون انتصاراتهم في أماكن أخرى، ولذلك فإن هذه الإيحاءات هي إعلامية ليست مقبولة كثيرا”.

كلام أمين السيد جاء خلال اللقاء السياسي الخاص، الذي نظمه “حزب الله” للجان العلاقات العامة في منطقة الجنوب الأولى، والذي أقيم في حسينية شهداء بلدة دير قانون النهر، حيث استغرب “قيام السعودية بإنشاء هذا التحالف ضد الإرهاب، وكأن هناك أحدا يشكل تحالفا ضد نفسه، وهو يمثل في الوقت نفسه الإرهاب، والدولة الإرهابية التي تصدر الفكر الإرهابي والتكفيري إلى كل العالم، وهي وراء كل مؤسسات هذا الفكر في العالم”، معتبرا أن “هذا هو نوع من محاولة الإيحاء بعظمة هذه الدولة، وهذا الدور والموقع، وكأنهم يبعثون برسائل إلى من يهمه الأمر، بأنهم أقوياء وعظماء ويوجد خلفهم عدد كبير من الدول”، ومؤكدا أن “هذا لا يفيد، بل هو إمعان في الاستمرار بسياسة الجنون وعدم التوازن، الأمر الذي سيكون له نتائج في استمرار إيجاد حالة التدمير للمجتمع الإسلامي والتقاتل في داخله، فهم ضيعوا الطريق، لأن الطريق الأسلم لهذه المنطقة وهذا الإقليم في الشرق الأوسط هو في أن تكون منطقة تعيش نوعا من التعاون والتكامل بين دولها، وتبادر لحل أزمات ومشاكل الشعوب فيها، فهذا هو الطريق الصحيح، وليس إعلان أحلاف من النوع الذي يجري اليوم”.

واعتبر أن “الإعلان عن هذا التحالف مسرحية إعلامية، وإن كانت تخفي نوايا سيئة وإجرامية وعدوانية، فهم يحاولون من خلال هذا الإعلان الإيحاء وكأنهم يمررون من تحته رسائل للتفاوض بين السعودية وغيرها، وهم الذين وصل بهم الحال في تحالف اليمن إلى حد المجيء بشركة “بلاك ووتر” لتقاتل مع السعودية في اليمن، فلا أدري من سيبقى في هذا التحالف الجديد في حال أرادت السعودية فتح معركة مع أحد، ومن أين سيأتون بمن يقاتل، وهم الذين لا يمتلكون أصلا جيشا يقاتل، وإلا لكانوا يدافعون عن حدود الأراضي السعودية في اليمن”.

 

رعد: نرفض رفضا قاطعا مشاركة لبنان في التحالف العربي

السبت 19 كانون الأول 2015 /وطنية – أكد رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، خلال احتفال أقامه “حزب الله” في ذكرى اسبوع “الشهيد محمد حسن علي أيوب”، في حسينية بلدة زفتا، في حضور شخصيات وفاعليات ومواطنين، أن “الرهان على مكافحة الإرهاب هو على هؤلاء الشهداء والمقاومين وكل الدول والاصدقاء التي تدعم هؤلاء المجاهدين”، مشددا على “الرفض القاطع لمشاركة لبنان في مثل هذا التحالف المشبوه، بل واعتبار المشاركة فيه خطرا على إستقرار لبنان ووحدته، وعلى الأمن فيه، ذلك أن هذا التحالف يسير بلبنان وبالدول التي تشارك فيه إلى المجهول”. وسأل: “أي إرهاب يريد التحالف الإسلامي التصدي له”، وقال: “ان المجموعات الإرهابية التي يتحدثون عنها دعمتها معظم دول الخليج وبعض القوى السياسية في لبنان المرتبطة بدول الخليج. لقد وصلنا إلى مرحلة أصبحت فيها المبادرة بيد الشعب السوري والدولة السورية بعدما تغير ميزان القوى، وفي هذه اللحظة صدر فجأة بيان التحالف الإسلامي لمكافحة الارهاب على لسان من أعلن قبل تسعة أشهر إنشاء تحالف عربي لمواجهة الشعب اليمني. ان توقيت إعلان التحالف الاسلامي جاء في اللحظة التي يعلن فيها عن هزيمة المعتدين على الشعب اليمني، وبعدما ارتفعت الأصوات في كل دول الغرب للكف عن التغافل عن منبع هؤلاء الإرهابيين الذين يتخرجون من مدارس دينية تدعمها السعودية”. ووجه رعد “تحذيرا إلى الذين أنشأوا هذا التحالف”، وقال: “إذا كانت المقاومة بنظرهم إرهاب، ويريدون التحالف ضدها، فليحاذروا من غضبنا. وإذا كان المقصود من اعلان هذا التحالف هو تلميع صورتهم والتبرؤ مما جنته أيديهم من دعم مجموعات الإرهاب التكفيري، فهؤلاء ايضا لن يتوبوا لأن صورتهم هي أسوأ وأبشع صورة يذكرها الناس في الحاضر وفي المستقبل”. وأكد أن “من تورط في إرهاب لا يحق له أن يتحدث عن الإرهاب، لأن ذلك يصبح تزييفا لجريمة يريد ارتكابها، وتغطية لإرهاب يريد أن يمارسه من جديد. من حقنا أن نشكك إلى أبعد الحدود في الدوافع والنيات لإعلان هذا التحالف، فبعض أعضائه فتح سفارات لإسرائيل في بلدانه، وأقام علاقات سرية وعلنية معها، وبعض هذه الدول تعمل الآن على توقيع اتفاق تطبيعي مع الكيان الصهيوني، وهذه الدول هي التي تريد مكافحة الإرهاب، فيما الإسرائيلي هو النموذج الأبشع الذي يمثل الإرهاب في العالم”.وفي الإحتفال سلم والد الشهيد بندقية نجله إلى ولده الثاني، كما ألقى إمام بلدة زفتا الشيخ علي عواضة كلمة من وحي المناسبة.

 

باسيل بحث مع بان في نيويورك موضوع النزوح السوري

السبت 19 كانون الأول 2015 /وطنية - عاد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل إلى بيروت بعد ظهر اليوم، مختتما زيارته الى نيويورك، حيث لبى دعوة نظيره الاميركي جون كيري للمشاركة في اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا. وكان باسيل التقى في مبنى الأمم المتحدة في نيويورك، الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، وبحث معه في موضوع النزوح السوري في لبنان واعتراض وزارة الخارجية اللبنانية على تضمين عبارة "العودة الطوعية" للسوريين في القرار 2254 الصادر عن مجلس الامن حول سوريا. كما تطرق الحديث إلى الخطة التي وضعتها وزارة الخارجية، والتي تقوم على ضرورة أن تصل المساعدات إلى الدول المضيفة وليس إلى النازحين، وتتضمن من بين أهدافها دعم الاقتصاد اللبناني من خلال توفير فرص عمل للبنانيين، وفرص عمل موقتة للسوريين في القطاعات التي يسمح لهم العمل فيها، لا سيما في الزراعة. وأبلغ بان الوزير باسيل بأنه ينوي زيارة لبنان في آذار المقبل برفقة رئيس البنك الدولي للبحث في سبل التعاون والتنمية.

 

وزارة الخارجية: الاصرار الدولي على طوعية عودة النازحين يزيد مخاوف لبنان من توطين السوريين

السبت 19 كانون الأول 2015 /وطنية - أعربت وزارة الخارجية والمغتربين، عن تحفظها على عبارة "العودة الطوعية" للنازحين السوريين التي وردت في قرار مجلس الأمن الذي صدر أمس حول الحل في سوريا، معتبرة ان "الاصرار على طوعية العودة (...) انما يزيد من مخاوف لبنان من تفكير قائم على امكانية "بقاء"، اي "توطين" السوريين في لبنان". وأعلنت "أن لبنان لن يلتزم بهذا الخصوص سوى بما يتعلق بضيافته وانسانيته واخوته للشعب السوري، وبما يتعلق بالالتزام بالدستور اللبناني والحفاظ على صيغة لبنان، برفض اي أمر يشير إلى إمكانية التوطين ومكافحته بكل الوسائل المشروعة الممكنة".

جاء ذلك في بيان أصدرته وزارة الخارجية، في ما يأتي نصه: "يهم وزارة الخارجية والمغتربين، ان توضح تعليقا على صدور قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2254 بتاريخ 18/12/2015، انها مع تأييدها لما تضمنه من خارطة طريق للحل السياسي في سوريا، انطلاقا من موقف لبنان بعدم التدخل بالشأن الداخلي السوري ومن ان مستقبل سوريا يقرره السوريون انفسهم، الا ان الوزارة لديها ملاحظات على ما يتعلق بموضوع النازحين السوريين، بعدما نجح وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في تضمين بيان مؤتمر فيينا 2 فقرة خاصة بالنازحين، تتحدث عن "الزامية تأمين الظروف التي توفر العودة الآمنة لهم الى بلادهم ضمن معايير القانون الدولي ووفق مصالح الدول التي تستضيفهم وان حل مسألتهم مهمة للحل النهائي في سوريا"، الا انه ظهر اصرار على ادخال عبارة "العودة الطوعية" في القرار المذكور بالرغم من تشديدنا على وجوب الالتزام بنص بيان فيينا2، وان تفي عبارة معايير القانون الدولي باللازم، لا سيما وان الموضوع المشار اليه يتعلق بعودة السوريين الى بلادهم مع بدء الحل السياسي. وترى الوزارة ان الإصرار على طوعية العودة، حتى بعد انتهاء الأزمة وتوفير الشروط اللازمة للعودة، إنما يزيد من مخاوف لبنان من تفكير قائم على امكانية "بقاء"، اي "توطين" السوريين في لبنان.

ويهم وزارة الخارجية والمغتربين أن تؤكد على موقف لبنان الرسمي القائم على أن توطين غير اللبنانيين في لبنان هو أمر يرفضه الدستور اللبناني، وان العودة الآمنة للنازحين السوريين، مع اعتماد المعايير الانسانية، هي الحل الوحيد الدائم لهذه الأزمة، وان شروط هذه العودة الآمنة يمكن لها أن تسبق الحل السياسي في سوريا. وتؤكد الوزارة أن لبنان لن يلتزم بهذا الخصوص سوى بما يتعلق بضيافته وانسانيته واخوته للشعب السوري وبما يتعلق بالالتزام بالدستور اللبناني والحفاظ على صيغة لبنان، برفض اي امر يشير إلى إمكانية التوطين ومكافحته بكل الوسائل المشروعة الممكنة.

 

الضاهر: بين فرنجية وعون اختار عون لأنه إبن الجيش واكثر تمثيلا وأكثر إراحة للشارع المسيحي

السبت 19 كانون الأول 2015

وطنية - اعتبر النائب خالد الضاهر، في مؤتمر صحافي عقده في منزله في طرابلس وتناول خلاله التطورات في لبنان، أن إعلان التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب "موقف تاريخي أطلقته المملكة العربية السعودية". ورأى في الموضوع الرئاسي، أن النائب العماد ميشال عون يمثل في ضمير المسيحيين كقوة سياسية على إمتداد الوطن.

استهل الضاهر حديثه بالاستشهاد بآيات قرآنية، فقال: "قال الله تعالى في كتابه الكريم عن رسالة الإسلام (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، وقال عن رسالة الإسلام التي نفخر بالإنتماء إليها ونرفض كل التهم التي تريد النيل من أمتنا ومن فكرنا ومن عقيدتنا، ونؤكد إلتزامنا بهذا الدين الحنيف (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين)، فالإسلام يرفض العدوان والإجرام، وأنا أستشهد بآيات القرآن الكريم (ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين)، أقول هذا الكلام لأن الدين الإسلامي هو دين الرحمة والعدالة والمساواة والمحبة ودين القيم الإنسانية السامية".

أضاف: "أمام الأعمال الإجرامية والإرهابية التي تطال المجتمعات العالمية كلها، سواء في البلدان الإسلامية أو المسيحية أو كل بلدان العالم، لا بد من موقف أصيل في هذا الموضوع، والموقف يعتمد على أننا كمسلمين نرفض رفضا قاطعا كل الممارسات التي تخالف ديننا وقيمنا التي تربينا عليها والتي إستقيناها من الكتاب ومن السنة. لذلك نجد أن الدعاة والعلماء والمفكرين يرفضون كل الأعمال الشاذة والمسيئة والتي تعتدي على حرية الإنسان وكرامته وقيمه، وكل المحاولات لإلصاق التهم بالدين الإسلامي باطلة وزائلة وكل التهم التي تريد النيل من المسلمين بإتهامهم بالإرهاب ايضا باطلة وظالمة ولن يكون لها أثر على حياتنا وتاريخنا وعلى مستقبلنا. كيف ذلك؟ يكون ذلك عندما يكون قادة الأمة ودعاتها وقادتها السياسيون والدينيون متمسكين بدينهم رافضين لكل عمل يخالف هذا الدين. وهذا الكلام أقوله اليوم بعدما رأينا موقفا تاريخيا أطلقته المملكة العربية السعودية بإعلان التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب. وقد سبق هذا الإعلان موقف للمملكة، موقف تاريخي يسجل لخادم الحرمين الشريفين ولولي العهد وولي ولي العهد وقيادة المملكة العربية السعودية، بإطلاق عاصفة الحزم، للدفاع عن الأمن العربي وعن وجود الأمة أمام المشروع الفارسي الذي يريد إضعاف الأمة وتخريب مجتمعاتها وبنيتها الذاتية والهيمنة عليها. فبوركت أياديكم يا أبطال عاصفة الحزم، يا من تردون على المشروع الفارسي الذي يريد الشر بالأمة كما هو المشروع الصهيوني الذي يحتل أرض فلسطين ويسعى لقتل الفلسطينيين والإعتداء على الأمة والنيل منها".

وتابع: "الموضوع الأهم اليوم هو هذا التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب، والحقيقة أن المملكة العربية السعودية تقوم بجهود حثيثة لمواجهة التطرف والإرهاب والإجرام الذي ينال من الأمة في كل مكان، حتى داخل المملكة العربية السعودية، ولذلك وجدت قيادتها أن عليها واجبا للتصدي لهذه الأعمال الإجرامية والحقيقة أننا رأينا أن المملكة العربية السعودية تقوم بواجبها في هذا المجال على صعيدين، على الصعيد الداخلي من خلال محاربة الإرهاب الداخلي في المملكة كما يقوم بذلك ولي العهد الأمير محمد بن نايف، والذي كاد أن يفقد حياته عندما كان يحاور بعض الإرهابيين ووصل الإنتحاري إليه وهو يحاوره من أجل إقناعه وإقناع غيره. ولكن الله سلم، واليوم الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد يقود التصدي للإرهاب الخارجي الذي يعيث فسادا في الأمة العربية والإسلامية وفي العالم".

وأردف قائلا: "لكننا بدأنا نسمع بعض الأصوات تشعر بالراحة والإطمئنان إلى هذا التوجه لمحاربة المعتدين والمجرمين والقتلة، وإذ بأصوات نشاذ تسيء إلى المملكة العربية السعودية وإلى قيادتها ولا يعجبها هذا التحالف لمواجهة المعتدين والمجرمين، لنجد أن هؤلاء المعترضين هم أكثر الناس إرهابا في هذا البلد وفي العالم، والدليل أن المشروع الفارسي، وإيران المسماة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، من مبادئها السياسية الأساسية وعقيدتها السياسية تصدير الثورة، أي نشر الفوضى في العالم العربي والإسلامي، لذلك حيثما وضعت إيران يدها تخرب في تلك المجتمعات العربية والإسلامية، في لبنان وفي سوريا حيث الدعم الإيراني بمليارات الدولارات وحيث المرتزقة الإيرانيين، والحرس الثوري والعصابات الطائفية من إيران والعراق وباكستان وأفغانستان ومن شذاذ الآفاق في كل العالم، يأتون بالمرتزقة ليناصروا نظاما أقلويا طائفيا يريد ضرب الأمة وإضعافها".

وتابع: ليس هذا كلاما عابرا، وأعود بكم إلى التاريخ وليس التاريخ البعيد، لأن تاريخ الفرس مليء بالشعوبية المبغضة للعرب وبالأعمال الإرهابية كأعمال الحشاشين ومنها الإغتيالات والإساءة للأمة والإعتداء عليها، بل إلى التفجيرات الإنتحارية وأذكر منها تفجير الجامعة المستنصرية في بغداد في أوائل الثمانينات، في بداية الثورة الإيرانية الخمينية، ثم تفجير السفارة العراقية في بيروت في العام 1981 ثم التفجيرات التي تلتها ومنها السفارة الأميركية وغيرها من التفجيرات وأعمال الخطف التي طالت الأجانب في لبنان وأعمال التفجير التي طالت قيادات لبنانية من الرئيس رفيق الحريري والنواب والوزراء والأمنيين والتي أرهبت وأرهقت وفجرت لبنان، كل هذا هم متهمون به، أي إيران والنظام السوري وجماعاتهم المتهمون بإغتيال الرئيس رفيق الحريري ويرفضون تسليمهم للمحكمة الدولية".

أضاف: "لذلك نحن اليوم أمام من يعترض على التحالف الإسلامي لمواجهة الإرهاب ومحاربة المجموعات الإجرامية والعدوانية على الأمة وعلى العالم من الذين يرعون الإرهاب في لبنان وفي خارجه، في سوريا والعراق وبلغاريا والأرجنتين ونيجيريا والسعودية والبحرين والخليج العربي وفي كل مكان، حتى أن دولا عربية كالسودان والمغرب منعت الإيرانيين من عملية التمدد الفكري والإرهابي في مجتمعاتهم، وكذلك حصل في ماليزيا. لذلك نحن اليوم أمام محاربة الإرهاب الذي يقوم بكل الإجرام في سوريا عبر الأسلحة الكيميائية التي قتلت الآلاف وأسلحة الدمار والصواريخ والدبابات والبراميل المتفجرة وقصف الأفران والمدارس والمستشفيات، والإعتداء على الشعب السوري والتهجير، فهناك 55% من الشعب السوري طاله التهجير ومقره في البحار وقسم آخر في أوروبا وفي الخارج وفي الدول المجاورة، فأي إرهاب أكبر من هذا الإرهاب؟ أي إرهاب أكبر من قيام حزب الله في الذهاب إلى سوريا وتهجير أهل القصير وأهل ريف حمص والمشاركة في تهجير أهل الشام وريف دمشق وحلب وإدلب وفي كل مكان، والذهاب من لبنان في عصابات لقتل السوريين، ويبدو أنهم كما يقال "يكاد المريب يقول خذوني"، فهم أمام الموقف الحاسم لمحاربة الإرهاب بدأوا يتحسسون على رؤوسهم، لأن الذين يرعون الإرهاب في سوريا والعراق هم النظام الإيراني والنظام السوري وهم الذين قد جاؤوا بالإرهابيين إلى لبنان وقاموا بالتفجير والتخريب والخطف وما يزالون، حتى أنهم خربوا الخطط الأمنية ومنعوها من أن تأخذ مداها، بل يحمون الإرهابيين والمعتدين والمجرمين".

وتابع: "على صعيد آخر، أتوقف عند موضوع الإنتخابات الرئاسية، وبصراحة أتوجه إلى كل القيادات اللبنانية الحريصة على لبنان، هنالك توجه لدى النظام الإيراني والنظام السوري بعدم قيام الإستقرار في لبنان، لذلك لا يريدون أن يكون هناك رئيس جمهورية في لبنان، والدليل أنه بالرغم من كل التنازلات وكل التقديمات التي يقدمها فريقنا السياسي، والتي أقدم عليها مؤخرا الرئيس سعد الحريري بخطوة جريئة متقدمة أزعجت شارعنا وأذت حلفاءنا، وقبلت حتى بأحد خصومنا السياسيين المؤيدين لبشار الأسد بأن يكون رئيسا للجمهورية، إذا بهم يعطلون ذلك، ليقولوا كلمة واضحة، وأتوجه بذلك إلى كل القيادات، أنه لن تساهموا بمجيء رئيس للجمهورية بل القول الفصل في هذا الموضوع هو لهم، وعليكم ألا تراهنوا على مشاركتكم في هذا الموضوع، وأنا هنا أقولها وبصراحة وبلسان الجمهور، أن التنازلات كانت كبيرة ومؤلمة وأنه كفى تنازلات، علينا ألا نكون ملكيين أكثر من الملك وعلينا ألا نكون في موضع يزعج المسيحيين ويزعج المسلمين ويزعج الحلفاء".

وقال: "لن تكون لنا كلمة في هذا البلد إلا إذا وحدنا الصف وجمعنا الكلمة ونسقنا الجهود بين الوطنيين الغيورين على لبنان وإستقراره وعلى الحرية في لبنان، أما إذا خضعنا لمنطق المتهمين بإغتيالاتنا وبتدمير بلدنا، فلن يسمحوا لنا بالعودة إلى لبنان، العودة السياسية، ولن يسمحوا لأحد أن يعود إلى لبنان، ولا يضمن ذلك لا هذا ولا ذاك، لذلك من أراد أن يكون في لبنان عزيزا مكرما عليه أن يستعيد ثقة الشعب به، والإهتمام بجمهوره والحفاظ على كرامته والدفاع عن حقوقه والوقوف الموقف المبدئي والمساهمة في صمود لبنان وحمايته".

أضاف: "أقولها بصراحة ومن موقعي كنائب، أنني أريد أن يمثل لبنان وأن يكون رئيس جمهورية في لبنان من يحظى بالإجماع المسيحي قبل الإجماع الإسلامي، نريد أن نريح شركاءنا في الوطن من المسيحيين، نريد لهم ايضا أن يشعروا أن هذا الإستحقاق هو من صنع أيديهم، لا أن نفرض عليهم أو أن نزعج شركاءنا وحلفاءنا في هذا الوطن، فما يؤلمني أن نقبل بأحد أركان الثامن من آذار رئيسا للجمهورية، فهناك رئيس لمجلس النواب من 8 آذار ويفترض أن يكون رئيس الحكومة من 14 آذار وأن يكون رئيس الجمهورية وسطيا ولكل اللبنانيين، يحظى بإحترام 14 آذار و8 آذار، أما كل هذه التنازلات فلن تفيد في بناء البلد، بل ستؤدي إلى مزيد من الطمع والجشع ومحاولات وضع اليد على لبنان، وعلينا أن نقاوم في هذا البلد محاولات إضعاف هذا البلد والسيطرة عليه".

أضاف: "لا نريد للمشروع الفارسي الإيراني أن يسيطر على هذا البلد، لذلك وبكل محبة نقولها للرئيس سعد الحريري، قدمت ما عليك وأكثر، وتنازلت كثيرا عن حقوق وعن أمور لصالح البلد، لكنهم لا يقدرون ذلك بل يسعون إلى مزيد من المكاسب الفئوية والسياسية على حساب الوطن والبلد".

وتابع: "بالنسبة الي، إذا كانت القضية بين القيادات المسيحية الأولى أن نختار من هو أكثر تمثيلا لا أن نسعى إلى من لا يمثل على الساحة الوطنية وعلى المساحة الوطنية ما يجعله محط قناعة المسيحيين أولا واللبنانيين ثانيا، لذلك عندما أخير أنا شخصيا بين النائب سليمان فرنجية والعماد ميشال عون، فالأولى أن يكون ميشال عون لأنه يمثل في ضمير المسيحيين وكقوة سياسية على إمتداد الوطن اللبنان، وهو بصراحة إبن مؤسسة وطنية وإبن الجيش اللبناني، ويكون له القدرة على التعاطي وعلى التمسك بمصالح لبنان أكثر من النائب سليمان فرنجية الذي يمثل نائبين، ومعروف بأنه ليس فقط صديقا لبشار الأسد بل هو ملتزم إلتزاما كاملا به، ويعتبر أن هزيمة بشار الأسد هي هزيمة له، لذلك أقول هذا الكلام ليس للمزايدة على الرئيس سعد الحريري، ولكن أنطق بإسم جمهورنا وشعبنا، وأرفع الكلمة إليه حتى يعرف حقيقة ما يجري على الأرض، لأن الأمر إذا كان ولا بد فليكن العماد ميشال عون، فهو أكثر تمثيلا وأكثر إراحة للشارع المسيحي، وإن كنت أفضل أن يكون المرشح من 14 آذار أو مرشحا وسطيا يتم التفاهم عليه بيننا وبين الفريق الآخر، أما التنازلات الكثيرة لن تؤدي بأن نعود إلى لبنان لا سياسيا ولا وجوديا، وبصراحة لن نرجع سياسيا إلا بجمع الصف وتوحيد الكلمة وإزالة الشوائب من داخل بيئتنا وفريقنا والتعاون في ما بيننا لنهضة هذا البلد والدفاع عن كرامة أبنائة أمام كل التحديات والأوضاع التي نعيشها".

 

 تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

البحرين تعلن »حزب الله« تنظيماً إرهابياً

20/12/15/المنامة – بنا: أعلنت السلطات البحرينية أنها ستتخذ سلسلة من الإجراءات الأمنية والقانونية »الصارمة« ضد المنظمات والأشخاص الذين يتعاملون بأي شكل من الأشكال مع المنظمات أو الجماعات الإرهابية وفي مقدمها »حزب الله« اللبناني. ونقلت وكالة الأنباء البحرينية عن بيان لوزارة الداخلية مساء أول من أمس، أنه »سيتم اتخاذ سلسلة من الإجراءات الأمنية والقانونية الصارمة ضد المنظمات والأشخاص الذين يتعاملون بأي شكل من الأشكال مع المنظمات الإرهابية، والمنضمين لها ومن يرفعون صوراً أو شعارات أو رموزاً لدعمها، أو التعاطف معها، بما في ذلك الاستثمارات والأعمال التجارية والاقتصادية، والأنشطة التي تأخذ غطاء الأعمال الخيرية والحسابات البنكية والتحويلات المالية.« وأشارت إلى أن البحرين »اعتبرت ما يسمى حزب الله اللبناني وتنظيم 14 فبراير وسرايا الأشتر، وسرايا المقاومة منظمات إرهابية، حيث تأتي هذه الإجراءات مواكبة لما أعلنته دول مجلس التعاون الخليجي بشأن التعامل مع هذه المنظمات الإرهابية والنظر في اتخاذ إجراءات ضد المتعاونين معها ويقيمون على أراضيها«.وأضافت أن وزارة الداخلية البحرينية تشيد بالقرارات التي اتخذتها الرياض لفرض عقوبات على أشخاص ومؤسسات يعملون لصالح »حزب الله« الإرهابي، مؤكدة أن التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب الذي تم تشكيله برئاسة السعودية سيكون له دور كبير في محاربة مثل هذه الجماعات والمنظمات الإرهابية التي تحتاج إلى تحالف وتضامن دول العالم لمواجهة ما تمثله من مخاطر وتهديد على الأمن والسلم في العالم.

 

نص على هدنة وإطلاق مفاوضات بين النظام والمعارضة في يناير وسط خلافات بشأن مصير الأسد

مجلس الأمن يقر بالإجماع خريطة طريق لإحلال السلام في سورية

* فرنسا تطالب بضمانات لرحيل الأسد وإيران تؤكد مواصلة دعم الحكومة السورية

* كيري يؤكد أن الأسد فقد القدرة لتوحيد بلده ولافروف يعتبر أن القرار بأيدي السوريين

20/12/15/واشنطن – وكالات: تبنى مجلس الأمن الدولي، بالاجماع، قرارا يدعم خطة طموحة لانهاء النزاع الدائر في سورية منذ قرابة خمس سنوات، تنص خصوصا على بدء مفاوضات بين النظام والمعارضة مطلع يناير المقبل وارساء وقف لاطلاق النار. ونص القرار الذي تبناه مجلس الأمن باجماع أعضائه الخمسة عشر، بما فيهم روسيا، في جلسة عقدت على مستوى وزراء الخارجية، مساء أول من أمس، على أن تبدأ «في مطلع يناير» المقبل مفاوضات بين النظام السوري والمعارضة» بشأن عملية انتقال سياسي تنهي الحرب. كما نص على أن يتزامن بدء هذه المفاوضات مع سريان وقف اطلاق نار في سائر انحاء سورية تستثنى منه التنظيمات المتطرفة وعلى رأسها «جبهة النصرة» و»داعش»، داعياً إلى «القضاء على الملاذ الذي اقامته» هذه التنظيمات في سورية، في اشارة الى الاراضي التي يحتلها «داعش». وطلب القرار من الامم المتحدة ان تعد ضمن مهلة شهر «خيارات» لارساء «آلية مراقبة وتحقق» من حسن تطبيق وقف اطلاق النار، بالإضافة إلى «جمع ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة لبدء مفاوضات رسمية بشأن عملية انتقال سياسي بشكل عاجل، على أن تبدأ المحادثا في مطلع يناير 2016». وأكد دعم مجلس الأمن لاعلان جنيف الصادر في يونيو 2012 بشأن الانتقال السياسي في سورية ومصادقته على تصريحات فيينا، من دون أن يأت على ذكر مصير الرئيس السوري بشار الأسد، ففي حين يطالب الغربيون برحيله ولكن من دون ان يقولوا متى، ترفض موسكو البحث في هذه المسألة. واقتبس القرار العناصر الواردة في خريطة الطريق التي أعدتها القوى الكبرى خلال اجتماعي أكتوبر ونوفمبر الماضيين بفيينا، ونصت على المفاوضات بين النظام والمعارضة ووقف اطلاق النار، وتشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة اشهر واجراء انتخابات في غضون 18 شهرا. ورحب وزير الخارجية الاميركي جون كيري، الذي ترأس الجلسة بالقرار، معتبرا أنه يرسل «رسالة واضحة إلى كل المعنيين بأنه حان الوقت لوقف القتل». وأكد كيري أن ليست لديه «أية أوهام» بشأن صعوبة تنفيذ هذه الخطة الطموحة، مشيداً بهذا «القدر غير المسبوق من الوحدة» بين الدول الكبرى بشأن ضرورة إيجاد حل للأزمة في سورية. وقال كيري خلال مؤتمر صحافي عقب الجلسة، «في يناير المقبل نأمل أن نكون قادرين على تطبيق وقف اطلاق نار كامل، أي لا مزيد من البراميل المتفجرة ولا مزيد من القصف أو إطلاق النار أو الهجمات، لا من هذا الطرف ولا من ذاك»، مؤكداً أن الأسد «فقد القدرة والمصداقية اللازمتين لتوحيد بلده وقيادته». في المقابل، قال نظيره الروسي سيرغي لافروف، خلال المؤتمر الصحافي ذاته إن موقف موسكو بهذا الشأن لم يتغير وهي تعتبر أن القرار في هذه المسألة يجب أن يكون بأيدي السوريين لوحدهم. وأضاف لافروف «وحده حوار واسع يقوده السوريون أنفسهم بامكانه أن يضع حدا لآلام الشعب السوري». من جانبه، أكد نائب وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان أن إيران ستواصل دعم الحكومة السورية، فيما قال مسؤولون ايرانيون إن طهران قررت توحيد موقفها مع روسيا في الحملة الرامية الى التوصل لاتفاق سياسي لانهاء الحرب الاهلية السورية في علامة على أنها قد تخفف من اعتراضها على رحيل الأسد عن السلطة في اطار هذا الاتفاق. من جهته، طالب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، بضمانات بأن الأسد سيرحل عن السلطة بموجب الخطة، مؤكدا أن تنحيه «ضروري ليس فقط لأسباب اخلاقية ولكن أيضا لضمان فاعلية» الحل المرتجى. وتساءل فابيوس «كيف يمكن لرجل ان يجمع شعبا بعدما ساهم الى حد كبير في ذبحه؟»، مضيفاً «طالما أن الحكم الحالي للأسد مستمر، يبدو اجراء مصالحة حقيقية ودائمة بين الشعب والدولة السورية أمرا بعيد المنال». ودعا إلى «تطبيق انتقال فعال ينطوي على نقل صلاحيات تنفيذية كاملة الى سلطة انتقالية، بما في ذلك خصوصا السيطرة على الجهاز العسكري والأمني، كما ينص عليه بيان جنيف». إلى ذلك، بدا مبعوث الأمم المتحدة الى سورية ستافان دي ميستورا «واقعيا» بشأن الجدول الزمني المنصوص عليه في القرار، معرباً عن الأمل في التمكن من اطلاق المفاوضات بين النظام السوري والمعارضة في يناير المقبل. كما رحب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون «بأول قرار يركز على السبل السياسية لحل الازمة»، مشددا على أن «هذه خطوة بالغة الأهمية تتيح لنا المضي قدما» نحو حل ينهي النزاع. وأكد بان أن الأمم المتحدة «مستعدة» لاداء دورها في تنظيم مفاوضات السلام والإشراف على تطبيق وقف اطلاق النار المنصوص عليه في القرار.

 

القوات الكندية شاركت في هجوم على «داعش»

20/12/15/أوتاوا – أ ف ب: أكدت كندا عودة مقاتلاتها بعد يوم واحد من مشاركة طائرات وقوات خاصة كندية في التصدي لهجوم على تنظيم «داعش» في العراق. وقال وزير الدفاع الكندي هارجيت ساجان في مؤتمر صحافي، أول من أمس، «إن عناصر من القوات الخاصة الكندية ساعدت قوات الأمن الكردية في تدخل واجه هجوماً منسقاً شنه داعش الإرهابي في شمال العراق»، موضحاً أن مهاجمين من التنظيم المتطرف تسللوا إلى مواقع دفاعية للقوات الكردية لوقت قصير، ما دفع العسكريين الكنديين إلى تقديم الاستشارة للقوات الكردية ومساعدتهم في شن هجوم مضاد واستعادة خطوطها الدفاعية. ولفت إلى أن «المهمة (الكندية) لم تتغير وما زلنا نؤدي دورنا في المساعدة والتأهيل»، مضيفاً «أريد أن أكون أكيداً من أننا نواصل مهمة التدريب». وجاء موقف ساجان على خلفية لقاء بينه وبين ووزير الدفاع البريطاني مايكل فالون في لندن، حيث رفض الأول الإعلان عن برنامج زمني لهذا الانسحاب، قائلاً «ما زلنا ملتزمين إنهاء الضربات الجوية وإعادة تحديد مهمتنا لتكون مساهمتنا مفيدة». يشار إلى أن كندا نشرت في 2014 مقاتلات من طراز «سي اف-18» بالمنطقة في مهمة تنتهي في مارس 2016، إلا أن رئيس الحكومة الجديد جاستن ترودو أمر بسحبها.

 

النظام السوري يخسر السيطرة على تلة ستراتيجية في اللاذقية

20/12/15/دمشق – أ ف ب، الأناضول: استعاد معارضون مسلحون مجدداً السيطرة على جبل النوبة الستراتيجي، المشرف على طريق في محافظة اللاذقية الساحلية، بعد يومين على خسارتها لصالح قوات النظام السوري. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن الفصائل الإسلامية والمقاتلة و»جبهة النصرة» و»الحزب الاسلامي التركستاني»، تمكنت من استعادة السيطرة على جبل النوبة الستراتيجي بشكل كامل، بعد منتصف ليل أول من أمس، مضيفاً إن المواجهات أدت إلى مقتل نحو 18 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين له. وأوضح أن قوات النظام لم تتمكن من الإحتفاظ طويلاً بسيطرتها على الجبل الستراتيجي، لأن الطائرات الروسية لم تتمكن من تقديم دعم جوي في ظل وجود الضباب، ما يمنعها من التمييز بين قوات النظام والمقاتلين. من جهة ثانية، قتل 16 مدنياً وجرح 20، إثر استهداف مقاتلات روسية أول من أمس، أحياء مدنية في منطقة جسر الشغور، التابعة لمحافظة إدلب شمال سورية.

من ناحيته، يستعد النظام السوري والقوات الموالية له لشن هجوم جديد، يهدف إلى إغلاق الممر الستراتيجي الذي يربط مناطق المعارضة في حلب بالحدود التركية، وذلك بمشاركة كل من إيران وميليشيا «حزب الله» اللبناني و»حزب الاتحاد الديمقراطي»، بالإضافة إلى الطيران الروسي.

 

مجموعة الـ17 بشأن سورية تبحث لائحة سوداء للمجموعات الإرهابية

20/12/15/واشنطن – وكالات: أعلن وزير الخارجية الأردني ناصر جودة أن الدول الـ17 التي اجتمعت للمرة الثالثة في إطار مسار فيينا بنيويورك لبحث النزاع السوري، بصدد وضع لائحة بالمجموعات «الإرهابية» التي سيتم إقصاؤها من محادثات السلام في سورية. وقال جودة على هامش الاجتماع الذي بدأ في أحد الفنادق إن بلاده تولت تنسيق إعداد هذه اللائحة، مضيفاً «قدمت خلال الاجتماع المسودة التي تعكس مواقف الدول، وهي ليست وثيقة أردنية بل وثيقة أردنية منسقة وبعبارة أخرى هي جمع لوجهات نظر الدول وأعتقد أنه ستكون هناك مراحل للمتابعة». ولفت إلى أن الدول الـ17 في مجموعة دعم سورية التي عقدت اجتماعين لمسار فيينا في أكتوبر ونوفمبر الماضيين عرضت لوائح مختلفة لفصائل مسلحة تعتبرها إرهابية، بحيث قدمت كل دولة ما بين 10 و20 اسماً. وتعتبر هذه اللائحة السوداء، إضافة إلى الجهود السعودية لتشكيل فريق مفاوض موحد للمعارضة السورية، من أشد النقاط حساسية بمسار مفاوضات فيينا.

وهذا المسار الذي تدعمه روسيا والولايات المتحدة يهدف إلى التوصل لوقف إطلاق نار ومفاوضات بين النظام والمعارضة في بداية يناير 2016، إذا وافق المشاركون.

 

المحادثات التركية الإسرائيلية لتطبيع العلاقات متواصلة و«الأطلسي» يوافق على صفقة لتقوية الدفاعات الجوية

20/12/15/نيويورك – رويترز، الأناضول: أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ موافقة أعضاء الحلف على إرسال طائرات وسفن إلى تركيا، لتقوية الدفاعات الجوية لأنقرة على حدودها مع سورية، في صفقة تهدف في جانب منها إلى تفادي تكرار حادثة إسقاط تركيا طائرة حربية روسية. وقال ستولتنبرغ ليل أول من أمس، إن «المبعوثين لدى الحلف وافقوا على الخطة، وسيحددوا العتاد العسكري الذي سيرسل إلى تركيا»، مشدداً أن هذا الإجراء دفاعي. وأضاف «اتفقنا على حزمة من إجراءات الطمأنة بالنظر إلى الوضع المضطرب في المنطقة»، لكنه تفادى أي إشارة إلى التدخل العسكري لروسيا في سورية وغاراتها الجوية. وأشار إلى أن المساندة المقدمة من الحلف سيتم تجميعها في الأسابيع المقبلة، وتشمل على طائرات الإنذار المبكر «أواكس»، و»أدوات مراقبة جوية معززة، منها طائرات دورية بحرية، وكذلك سفن للحلف في شرق البحر المتوسط تقدمها ألمانيا والدانمرك». ورداً على سؤال عن الهدف من هذه الاجراءات، وما إذا كان هدفها إدارة المجال الجوي لتركيا بحذر أكبر مما تحلت به أنقرة فيما مضى، قال «سيتيح لنا هذا فهماً أفضل للوضع، مزيداً من الشفافية ومزيداً من إمكانية التنبؤ، وسيساهم ذلك في تحقيق استقرار الوضع في المنطقة وفي تهدئة التوترات أيضاً». من جهة ثانية، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو استمرار المحادثات بين أنقرة وإسرائيل لتطبيع العلاقات. وقال جاويش أوغلو على هامش مشاركته في اجتماع مجموعة دعم سورية الدولية، في نيويورك، ليل أول من أمس، «بالطبع ستكون هناك محادثات، ويجب أن تستمر، لقد استجيب لشرط واحد من شروطنا لتطبيع العلاقات، والمحادثات تجري على مستوى الخبراء من أجل تنفيذ باقي الشروط». وأشار إلى عدم وجود خطوط ملموسة حالياً، مضيفاً «وسنرى معاً في الفترة المقبلة كيف ستكون نتائجها، وأن الحديث عن التفاصيل من دون إجراء محادثات غير ممكن، ينبغي تواصل المحادثات».

 

قيادي في «متحدون»: حكومتنا تبنت رأي إيران وسورية وانقسامات واسعة بين الوزراء العراقيين بشأن التحالف الإسلامي ضد الإرهاب

السياسة/بغداد – باسل محمد: 20/12/15/تواصلت الانقسامات واتسعت وتيرتها بين الأوساط السياسية في الحكومة العراقية برئاسة حيدر العبادي، كما تصاعدت حدة التجاذبات في وجهات النظر بين أعضاء الكتل الرئيسية داخل البرلمان بشأن الموقف الرسمي لبغداد من تشكيل التحالف الإسلامي بقيادة السعودية ضد الإرهاب. وجاءت المواقف السلبية من قوى التحالف السياسي الشيعي الذي يترأس حكومة العبادي، حيث استغرب غياب العراق عن التحالف الإسلامي رغم أنه يتصدر الحرب على تنظيم «داعش» منذ نحو عام. إلى ذلك، قال قيادي بارز في ائتلاف «متحدون» وهو أكبر تكتل سياسي سني في البرلمان العراقي لـ»السياسة» إن مشكلة الحكومة العراقية برئاسة العبادي أنها تبنت وجهة نظر النظامين الإيراني والسوري اللذين هاجما بشدة تشكيل التحالف الإسلامي ضد الإرهاب، ولذلك فإن الموقف العراقي من هذا التحالف لم يعبر عن وحدة وطنية بين العراقيين. ورأى أنه «كان يجب على العبادي وهو يقود حكومة توافق وطني أن ينسق مع بقية القوى العراقية لكي يكون الموقف أكثر توازناً وواقعية». وشدد على أن السعودية كان لديها معلومات بأن دعوة العراق إلى التحالف ستقابل بالرفض لسببين الأول هو أن حكومة العبادي لن تقبل أن تكون في هذا التحالف كي لا تضطر لاحقاً لقبول تواجد أو تدخل قوات برية إسلامية في الحرب على «داعش» داخل المدن العراقية، فيم يتعلق السبب الثاني بأن بغداد كانت ستشترط دخول إيران على الأقل في هذا التحالف الإسلامي لكي تقبل الانضمام. وأكد أن «الحكومة العراقية برهنت في كل السنوات السابقة على أنها لا تريد التنسيق مع الدولة العربية والإسلامية بدليل أن حلفاءها الأمنيين الوحيدين في المنطقة هي إيران والنظام السوري، إضافة إلى روسيا»، مضيفاً إن حكومة العبادي تعارض دخول أي جندي عربي إلى العراق لقتال «داعش» لكنها تقبل بوجود آلاف من «الحرس الثوري» الإيراني في مدن سامراء تكريت شمالاً وديالى شمال شرق بغداد. وكشف أن الأردن عرض مرات عدة على الحكومة العراقية تقديم دعم للعشائر السنية في محافظة الأنبار غرباً على الحدود معه سواء بالتدريب أوالتسليح، حيث تعتبر الحكومة الأردنية أن الأمن في الأنبار هو جزء من أمنها القومي، موضحاً أن بغداد رفضت العرض الأردني، مشككة فيه وفي بنواياه وأهدافه، حيث تعتبر أنه إذا تعلق الأمر بعرض إيراني لمساندة قوات الحشد الشيعية، فان الخطوة ستكون جيدة وتصب في مصلحة محاربة الإرهاب. ولفت إلى أن معظم القوى السياسية الشيعية التي تقود حكومة العبادي لديها قناعة بأن الدول العربية تدعم الإرهاب في العراق وسورية أو متعاطفة معه وذلك على خلفية التحريض المستمر من النظامين الإيراني والسوري.

وانتقد المواقف التي صدرت من بعض فصائل الحشد الشيعية العراقية المدعومة من إيران التي وصفت التحالف الإسلامي بأنه موجه ضد العراق وسورية، معتبراً أنه رأي سياسي محرض على استمرار الصراع الطائفي في المنطقة. واعتبر أن بعض المواقف العراقية تميزت بالعقلانية مثل موقف المراجع الدينية بمدينة النجف الشيعية جنوب بغداد التي أوصلت رسائل بضرورة التعامل بإيجابية مع كل المحاولات التي تجري في المنطقة لمحاربة «داعش» وأهمية كسب الدول و تشجيعها على القضاء على الإرهاب. وأضاف «لكن الأمور في الواقع لا تجري بنصائح المراجع في النجف وإنما تتم بتدخلات من دوائر إيرانية معروفة لها نفوذ داخل العراق مثل (قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني) قاسم سليماني الذي بات مهندس السياسة الخارجية والداخلية العراقية ومهندس الخطط العسكرية الفاشلة». ووصف التحالف الإسلامي ضد الإرهاب بأنه تحالف نوعي لأن المنطقة من العراق إلى ليبيا تشهد مداً إرهابياً، مشدداً على أن هذا التحالف سيقوي الدول التي لا تملك إمكانات لمحاربة الإرهابيين، كما سيمكنه «أن يقاتل الإرهاب على الأرض بقوات إسلامية كبيرة وهذا تطور حقيقي ومهم في الحرب على داعش وغيرها من الجماعات». وشدد على أن «التحالف الإسلامي من أذكى الخطوات السياسية لأن التحالف يعني العالم الإسلامي السني هو المعني الأول بهزيمة الإرهاب غير أن البعض في العراق لا يروق له هذا المعنى أي أن السنة يقاتلون الإرهابيين وينتصرون عليه».

 

وزير الدفاع العراقي: «داعش» فقد 23 % من مساحة سيطرته

20/12/15/بغداد – الأناضول: أعلن وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي، أمس، أن تنظيم «داعش» فقد نحو 23 في المئة من مساحة العراق التي كانت تحت سيطرته منذ العام 2014، لافتاً إلى أن القوات العراقية على أعتاب استعادة السيطرة على مدينة الرمادي بمحافظة الأنبار. وقال العبيدي في مؤتمر صحافي عقده بمقر الوزارة في بغداد إن «داعش الإرهابي يسيطر حالياً على 17 في المئة من مساحة العراق، بعد أن كان يسيطر على نحو 40 في المئة من المساحة الكلية العام 2014». وأوضح أن «القوات الأمنية العراقية تمكنت من تدمير 1512 مركبة تحمل سلاحاً أحادياً لداعش، و373 صهريجاً لنقل المشتقات النفطية و243 منزلاً مفخخاً ومصنعاً للألغام خلال العام الحالي». وأكد أن «سلاح الجو العراقي نفذ 18 ألف طلعة جوية خلال هذا العام»، مشيراً إلى أن «القوات الأمنية العراقية تقترب من استعادة السيطرة على الرمادي»

 

توقعات بتحرير الرمادي نهاية ديسمبر ومقتل عشرة عسكريين بنيران صديقة قرب الفلوجة وتركيا تتهم العراق بتقويض محاربة «داعش» وأوباما يدعوها للتهدئة

20/12/15/عواصم – وكالات: اتهمت تركيا العراق بتقويض الحرب العالمية ضد تنظيم «داعش» بنقل شكواه من نشر قوات تركية في شمال العراق الى مجلس الأمن الدولي. وبحث مجلس الأمن الدولي هذه المسألة، في اجتماع مساء أول من أمس، بناء على طلب العراق ووزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري الذي طلب من المجلس اصدار قرار يطالب تركيا بسحب قواتها فورا. وأشار الجعفري إلى طلب تحرك مجلس الامن بوصفه ملاذا أخيرا، قائلاً إن العراق لم يدخر جهدا في استخدام كل القنوات الديبلوماسية والمفاوضات الثنائية مع تركيا من أجل سحب قواتها الموجودة بشكل غير قانوني في العراق.

من جانبه، قال سفير تركيا في الأمم المتحدة هاليت جيفيك، إن عملية نشر القوات أُسيء تفسيرها وإن قوات اضافية أُرسلت للمعسكر لتوفير الحماية للقوات بسبب التهديدات المتزايدة. وأضاف جيفيك إن أنقرة تعتقد أنها اتخذت تدابير كافية لوقف تصعيد الموقف ومن ثم يمكن أن يتم تركيز الجهود من جديد على محاربة «داعش» الذي استولى على مساحات واسعة من العراق وسورية. وأكد أنه «من البداية حاولنا حل هذه المسِألة من خلال القنوات الثنائية، لأن نقل هذه القضية لمنابر دولية مختلفة لن يخدم أي غرض سوى تقويض تضامن المجتمع الدولي ضد داعش»، لافتاً إلى أن تركيا لم ولن يكون لها أي مصلحة في انتهاك سيادة العراق. في سياق متصل، دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما نظيره التركي رجب طيب أردوغان خلال اتصال هاتفي، أول من أمس، إلى اتخاذ اجراءات «لتهدئة التوتر مع العراق»، وخصوصا عبر سحب القوات التركية المنتشرة في هذا البلد. وذكر البيت الأبيض في بيان، أن اوباما شدد خلال هذه المكالمة على ضرورة أن «تحترم (تركيا) سيادة العراق ووحدة اراضيه». وأشاد أويباما «بمساهمة» تركيا في التحالف العسكري الذي تقوده واشنطن لمكافحة تنظيم «داعش».

كما بحث أوباما وأردوغان خلال المكالمة في «تكثيف التعاون في شأن سورية»، ولا سيما من خلال «جهود مشتركة لتعزيز المعارضة السورية المعتدلة وتشديد الضغوط على داعش فضلا عن مواصلة الجهود الرامية للتوصل الى حل للنزاع عبر المفاوضات». ميدانياً، أقر الجيش الأميركي، أمس، بأن التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد «داعش» نفذ غارة جوية قد تكون اسفرت عن مقتل جنود عراقيين، مشيرا الى انه فتح تحقيقا بهذا الشأن. وذكرت قيادة القوات الأميركية في الشرق الأوسط «سنتكوم»، في بيان، أنه «من المحتمل» أن تكون غارة جوية استهدفت موقعا قرب الفلوجة «قد أسفرت عن مقتل جنود عراقيين، رغم التنسيق مع القوات العراقية في الميدان». وأوضحت أنه «إذا تأكد هذا الإحتمال تكون هذه أول غارة جوية تصيب قوات صديقة منذ بدأ التحالف حملته الجوية ضد داعش». وفي وقت سابق، أعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية سقوط ضابط وتسعة جنود عراقيين بين قتيل وجريح في غارة جوية لطيران التحالف الدولي غرب بغداد، مضيفة إن الغارة كانت تستهدف تنظيم «داعش» خلال معارك تجري من مسافات قريبة ما اوقع ضحايا في الجانبين. إلى ذلك، توقع وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي، أمس، أن تتمكن القوات العراقية بمساندة من الضربات الجوية لقوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من استعادة مدينة الرمادي بنهاية هذه السنة. وقال العبادي للصحافيين في بغداد «اجتمعت مع قيادة القوات المشتركة واكدوا لي أن استعادة الرمادي بشكل كامل ستتم في نهاية ديسمبر الجاري». من جانبه، قال المتحدث باسم التحالف الدولي في بغداد الكولونيل ستيف وارن، أول من أمس، إن الرمادي باتت معزولة تماما والقوات العراقية بدأت بعمليات تطهير فيها. وأكد أن قوات التحالف استطاعت الأربعاء الماضي صدّ «هجوم لداعش يعد هو الأكبر» منذ احتلال الرمادي، ما أدى لمقتل 187 عنصراً من التنظيم الإرهابي من أصل 500 تقريياً كانوا قد بدأوا الهجوم على معسكر بعشيقة.

 

الأسد وزوجته يزوران كنيسة في دمشق

20/12/15/دمشق – رويترز: زار رئيس النظام السوري بشار الأسد وزوجته أسماء الأسد أعضاء فرقة «جوقة الفرح» أثناء استعداداتهم لحفل عيد الميلاد في كنيسة سيدة دمشق. ونشرت الرئاسة السورية ومواقع عدة موالية للنظام مساء أول من أمس، صوراً للأسد وزوجته مع أعضاء الجوقة في كنيسة سيدة دمشق على بعد كيلومترين من جوبر وهي منطقة يسيطر عليها معارضون مسلحون. وجاء تداول هذه الصور عشية نشر منظمة «هيومان رايتس ووتش» تقريرها المرعب بشأن ضحايا التعذيب في سجون الأسد. ويبدو واضحاً أن التقرير الذي حمل عنوان «لو تكلم الموتى» لم يكن له أدنى تأثير على الأسد وزوجته ومؤيديه، وإلا فكيف استطاع أن يضحك ويمازح أعضاء فرقة «جوقة الفرح» وقبل ذلك ترك العالم كله مذهولاً من هول الصور التي تضمنها تقرير المنظمة.

 

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"إرهاب المليشيا" : من موجبات رفض حزب الله للحلف الإسلامي

سلام حرب/ موقع 14 آذار/19 كانون الأول/15

لم يكن أحد ليتوقع أن يقبل حزب الله بالإنضمام إلى الحلف الإسلامي لمكافحة الإرهاب التي أعلنت المملكة العربية السعودية عن قيامه ، وبالتالي فإنّ قراره المعلن حول "الشكوك" بخصوص هذا الحلف إنما يأتي كنتيجة منتظرة من جانبه وفق السياسات التي انتهجها على المستوى الإقليمي والمحلي. ويبدو الطرح الحزبللاوي المضاد يرتكز على اتهام من هم وراء الحلف الإسلامي بأنّهم يمارسون "إرهاب الدولة"، مقابل ما ينتظر الحزب من مواجهة قادمة على أساس ممارسته لـ"إرهاب المليشيا" إن جاز التعبير. وفي وقت يحاول المحور الممانع أن يسخر من هذا الحلف فإنّه في واقع الأمر يخشى من تطوره وتحوله إلى قدرة تواجهه على مستوى إقليمي. مصادر مقربة من حزب الله أكّدت أنّ هذا الحلف المزمع اطلاقه "سيشكل محوراً معادياً لخط المقاومة والممانعة، وسيجمع القوى الإقليمية المناهضة لهذا الخطّ، وإن كان لم يتبلور ذلك بشكل واضح، ولكن الفترة القادمة ستؤكد على هذا الاتجاه لأنّ من يعتبرنا (أي الرياض) جماعة ارهابية لا يمكن أن يضمّنا الى حلفه المناهض للارهاب. وبالتالي، انضمامنا الى هذه الدول هي تماثل الطلب منا للانضمام للحلف المناهض للإرهاب الذي أعلنه جورج بوش الإبن في العام 2001!". وقد نبهّت هذه المصادر، أنّه "حتى لو صفت النوايا والأهداف، فإنّ حزب الله يهمه الإبتعاد أكثر ما يمكنه عن الإرتباط بأي أحلاف بين الدوّل لأنّ ذلك يحدّ من حركته العابرة للحدود وإدارته للمليشيات العراقية والسورية واللبنانية وغيرها ممن يقاتل لصالح محور المقاومة، خصوصاً أن الحزب إعتاد عدم التقيد بأي ضوابط دولتية قد تفقده فعاليته. فحرية الحركة خارج الأطر السيادية قد منحت الحزب قدرة عسكرية تفوق غيره من الجيوش النظامية وجعلته يحصن نفسه أمنياً ضد أي اختراقات، ولا يعتمد على الأساليب التقليدية في التموين والتنسيق والسيطرة والقيادة. وهذا كله سيخسره الحزب في حالة قيام أي حلف للدول يكون لبنان عضو فيه". وبحسب هذه المصادر، فإنّ "حزب الله يخشى أكثر ما يخشاه من أن يكون هناك تطويق لحركة أفراده ومجموعاته على نحو أوسع وفي عدد من الدول العربية والإسلامية التي كانت تعتبر على الحياد ولا تناصب خطنا العداء. فعلى المستوى العسكري، لن يهدد هذا الحلف ولن يؤثر على الآداء الميداني للحزب ولحلفائه بشكل مباشر بل ربما قد يخفف عنّا الضغط خصوصاً في سوريا والعراق. الأمر الأبرز هو فرض قيود ورقابة شديدة على شبكات التمويل الخاص بالحزب وتكثيف الجهود الاستخباراتية لمنع تشكيل خلايا نائمة وتنظيم جماعات مرتبطة بالجمهورية الإسلامية في إيران، ما يعني إقفال تامّ لدول في وجه أنشطة الحزب. وربما قد يستهدف هذا الحلف المليشيات العاملة تحت قيادة الحزب في سوريا والعراق خصوصاً بعد الحديث عن ارتكابات استهدفت السنة في كلي الدولتين". وتختم مصادر الحزب على زعمها أنّ "باكورة إنجازات هذا الحلف هو الضربات التي وجّهت في نيجيريا ضد الحركة الشيعية هناك. وقد رأينا كيف قامت السعودية بإرسال التهاني إلى الرئيس النيجيري بعد قمعه محاربة الحركة الإسلامية الشيعية مقابل عدم التطرق لجماعة بوكو حرام، ما يعني أنّ أمثولات أخرى قادمة في عدد من الدول منها اليمن والبحرين. فبعد عاصفة الحزم، تبيّن أنّ الرياض باتت أكثر جدية في المواجهة العسكرية والأمنية ولا عودة عن هذا الإتجاه في وقت لم تعد السعودية تلجأ الى المواجهة من دولة إلى دولة بل إلى خلق محاور وتكتلات وأحلاف، ما يعتبر تصعيداً إقليمياً قد يفضي إلى أمرين: إما مواجهة شاملة على الجبهات المحتدمة أصلاً وإمّا إلى تسوية أو تهدئة من المرجح أن تكون مؤقتة لأنّ الدوافع والمحفزات للصراع لا زالت قائمة".

 

رئيس تكنوقراط

الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن/19 كانون الأول/15

لم يجد المرشّح للرئاسة سليمان فرنجيّة مخرجاً من مأزق تصنيفه في "8 آذار" و"المشروع السياسي" الذي ينتسب إليه، سوى التركيز على أولويّة الملفّات المعيشيّة والاقتصاديّة في "برنامج" الرئيس العتيد. وكأنّه يدعو إلى رئيس من خارج المأزق السياسي الوطني الذي يعانيه لبنان، يترك القضايا الاستراتيجيّة للتطوّرات، وينصرف إلى معالجة شؤون المواطن من ماء وكهرباء وطرقات وفرص عمل وهجرة وإنتاج... وهذه مواصفات تنطبق على رئيس غير منغمس في الالتزامات السياسيّة والانتماء إلى "خط استراتيجي" في مواجهة خط آخر على مستوى الإقليم والعالم. والمفارقة الصعبة في هذا الطرح تكمن في التناقض بين هذا الرئيس "التكنوقراط" وبين حكومة اتحاد وطني أو وفاق وطني أشار إليها كبند من بنود اتفاقه الترشيحي مع الرئيس سعد الحريري. فالمنطق السياسي السليم يقضي بأن يُشبِه الرئيس حكومته، الأُولى على الأقلّ، فإذا كان "سياسيًّا" يجب أن تكون سياسيّة بمعنى تمثيلها الأحزاب والأطياف، وبمعنى حكومة "توافق وطني" على غرار الحكومة الراهنة أو حكومة الحريري بعد اتفاق الدوحة. والمنطق نفسه يقضي بأن تكون حكومة تكنوقراط، همّها ومهمّتها معالجة الملفّات غير السياسيّة، منسجمة مع نوعيّة الرئيس الجديد ومن قماشته نفسها. فالسلطات يجب أن تكون متشابهة في المسؤوليّات السياسيّة بين الرئاسات الثلاث.

أمّا القول برئيس صاحب "مشروع سياسي" يضع مشروعه جانباً، ومعه حكومة سياسيّة بامتياز، فيحمل لغم الأزمة في ذاته. لأنّ رئيساً مرتبطاً بأجندة سياسيّة داخليّة وخارجيّة لا يستطيع الوقوف على الحياد عندما تحتدم المواقف والخيارات السياسيّة الحرجة بين مكوّنات الحكومة من أحزاب وطوائف متصادمة.

والحديث عن النيّات الطيّبة والأحلام والتعهّد بعدم الطعن في الظهر والضمانة التي يؤمّنها شخص الرئيس من خلال التزامه الكلمة التي يعطيها، فهو لا يندرج في برنامج عمل أو رؤية واضحة للعهد الرئاسي.

إنّه كلام ينتسب إلى سياسة الأُمنيات، بينما المطلوب سياسة واقعيّة تعتمد شجاعة المواجهة للأزمات الوطنيّة المفصليّة، مثل قضيّة السلاح غير الشرعي والتورّط في الحرب السوريّة وتسيّب الحدود وازدواجيّة "الجيش والمقاومة" وإلتزام القرارات الدوليّة والشرعيّة العربيّة. فإغفال هذه القضايا الجوهريّة يشكّل لغماً ينسف كل جهود الرئيس التكنوقراط وحكومته، ويُبقي لبنان في دوّامة الأزمة. لا شكّ أنّ شعار "لبنان أوّلاً وأخيراً" يحكّ على مشاعر الاستقلاليّين والسياديّين، ويتمنّون أن يكون التزاماً وليس فقط مجرّد شعار تطميني، لكنّه يناقض في العمق الشعار الآخر: التزام الرئيس بـ"مشروعه السياسي". وهذا ما يفسّر صراعه الشخصي مع ميشال عون على كرسي بعبدا، من ضمن "الخط"!. المشروع السياسي الذي أعلن سليمان فرنجيّة التزامه كمرشّح للرئاسة، وهو بوضوح المشروع الإيراني السوري بامتداده اللبناني عبر "حزب الله"، يناقض فكرة "لبنان أوّلاً وأخيراً"، ولا يسمح بحياديّة رئيس لبنان وانصرافه فقط إلى معالجة مشاكل اللبنانيّين اليوميّة. ولعلّ قمّة المفارقة تكمن في المعادلة التي أطلقها فرنجيّة: فريق "المقاومة والممانعة" يقوى بقوّة الدولة! فالجميع يدرك جيّداً أن قوّة هذا الفريق تكمن في ضعف الدولة وتفكّكها. والبرهان الأخير كان على حساب سليمان فرنجيّة نفسه، حين بادر "حزب الله" إلى نسف ترشيحه عبر وسائط أُخرى، مع أنّه من صقور "8 آذار"، بخلفيّة واضحة وثابتة هي أنّ "مشروع حزب الله" لا يريد الآن رئيساً للجمهوريّة ولو كان من صلبه، قبل أن تفرز إيران أوراقها في المنطقة وتُجري حساب الربح والخسارة من الخليج إلى لبنان. جيّد أنّ المرشّح فرنجيّة سعى إلى تطمين المعترضين عبر رفع بعض شعاراتهم وأهدافهم. لكنّ الوجه الآخر لهذه التطمينات يناقضها. فهؤلاء يريدون موقفاً واضحاً من ضرورة تحييد لبنان وأزمة السلاح، ولا تقتصر همومهم على الملفّات الحياتيّة. فإذا كانت الأولويّة هي شؤون الناس، فإنّ أيّ رئيس آخر يصلح للأمر، وهناك أسماء كثيرة مخوّلة للنجاح في هذه المهمّة أكثر من المرشّحين السياسيّين بمن فيهم فرنجية نفسه. ولبنان ليس في حاجة إلى مرشّح سياسي لمعالجة قضاياه الاجتماعيّة والاقتصاديّة. فهذه مهمّة وزارات ووزراء متخصّصين في حكومة من خارج النادي السياسي المباشر. إنّ أيّ مرشّح سياسي للرئاسة محكوم بالعمل السياسي لحلّ الأزمات الوطنيّة. وإهمال هذه الأزمات يفاقمها، فتضغط على الأزمات المعيشيّة وتعقّدها، تماماً كما يحصل الآن في شلل الحكومة الراهنة. لا يصحّ طرح تجميد الملفّات الوطنيّة في انتظار الحلول الإقليميّة، وجعل الرئيس بمثابة وزير تكنوقراط. فمهمّته الدستوريّة الأولى هي الوفاء بقسَم الرئاسة في الحفاظ على سيادة لبنان واستقلاله ووحدته. الرئاسة منصب سياسي وطني بامتياز، ولا يجوز تغيير هويّتها بحجّة العجز عن حلّ الأزمات العميقة. وإذا كانت وظيفة الرئيس مقتصرة على الشؤون الحياتيّة مع تغييب الأزمات السياسيّة، فكثيرون يستحقّون كرسي بعبدا عن جدارة، وليس فقط الزعماء.

 

انفصال محتمل

ميـرا عبـدالله/لبنان الآن/19 كانون الأول/15

مُجدداً تتأجّل جلسات المجلس النيابي المحدّدة لانتخاب رئيسٍ جديدٍ للجمهورية بسبب النقص في النصاب، وهذ المرة إلى السابع من كانون الثاني 2016. وسليمان فرنجية، الذي طرح اسمه لرئاسة الجمهورية رئيس تيار المستقبل سعد الحريري بمبادرةٍ منه، لم يُنتخَب. لكن الجدل الذي أثاره ترشيح فرنجية في المشهد السياسي اللبناني لم يتحسّن، لاسيما بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية. ويبدو الخلاف بين الحزبين اليوم أوضح من أيّ وقت مضى، رغم تصريحات الطرفين. حيث قال النائب من تيار المستقبل أحمد فتفت بعد جلسة البرلمان، إنّ رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع لا يزال مرشّح حزبه طالما أنه لا يوجد مرشّح توافقي. في المقابل، قال النائب عن القوات اللبنانية جورج عدوان إنّ مبادرة الحريري لن تُسبّب خلافاً بين الحزبين. هكذا يحاول الحزبان الحفاظ على أرضية مشتركة من أجل تجنيب لبنان أزمة سياسية لا حلّ لها. لكنّ خلافهما العميق لم يعد يخفى على أحد.

"من الواضح أنّ العلاقة سيئة فعلياً"، قال المحلّل حازم صاغية، وأضاف: "إنّها سيئة بسبب تكوين إئتلاف 14 آذار الهشّ وعدم قدرته على تخطّي هيمنة مكوّناته الطائفية عليه. بالإضافة الى ذلك، كان سلوك الحريري متسرّعاً، لا يمكن التنبّؤ به وغير مدروس. يبدو بأنه أعطى الأولوية لأموره الشخصية على حساب علاقته مع حلفائه". هذه ليست المرة الأولى التي يختلف فيها الحزبان. مع ذلك لطالما نجحا على مدى السنوات العشرة الأخيرة في التوصّل إلى نهايات أفضل، وفي حل مسائلهم والحفاظ على تحالفهم- لكن أياً من ذلك لم يعد واضحاً في الوقت الحاضر. "هذه المرة الأمر مختلف"، يقول صاغية، "من الواضح بأنّ هذا الخلاف هو بمثابة قفزة كبيرة فيما يتعلّق بفترة ما بعد الأزمة السورية. حالياً، أي تحوّل في موقف أي سياسي لبناني هو على علاقة مباشرة بالتحوّل الاقليمي. هذا ما يجعل التباين الحالي أكثر خطورة". من جهة أخرى، تماشياً مع تصريحات عدوان وفتفت، قال عضوان من الحزبين تحدّث إليهما NOW إنّ العلاقة بين الحزبين لن تعاني من قطيعة كاملة. فتفت قال لـNOW إنّ الحزبين متمسكان بتحالفهما الاستراتيجي وبتواصلهما المستمر مع مكونات 14 آذار، وتابع: "على الرغم من أنّ العلاقة كانت متوترة حتى قبل مبادرة الحريري بسبب العديد من الاختلافات، فإنّ التواصل المستمر بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية ساهم في تهدئة التوترات. اتفقنا بأنّ تحالفنا لن يتأثّر اطلاقاً حتى ولو اختلفت وجهات نظرنا". ولفت فتفت إلى أنه "بالإضافة الى ذلك، لا يزال سمير جعجع مرشحنا حتى وإنْ كان الحريري يحاول اليوم إيجاد طريقة ما للخروج من الأزمة الرئاسية من خلال اقتراح اسم شخص آخر، بما أنّه بات واضحاً بأنّ ترشّح جعجع لن يؤدي الى أي مكان". القواعد الشعبية للحزبين هي كذلك ليست على علاقات طيبة. الأسبوع الماضي، ونتيجةً للعديد من الاشتباكات بين أنصار القوات اللبنانية وتيار المستقبل على وسائل التواصل الاجتماعي، اضطرات إدارات الحزبين إلى إصدار بيانات رسمية تطلب من أنصارها عدم مهاجمة الحزب الآخر.

"تعلم القاعدة الشعبية لـ14 آذار كيفية محاسبة قادتها في الوقت المناسب. فقد حدث التوتر بين القاعدة الشعبية ومبادرة الحريري، الذي أعتبره غضباً صحياً لأنّه تم النظر إلى المبادرة على أنها صفعة موجهة إلى المبادئ التي قام على أساسها ائتلاف 14 آذار"، قال قيادي في القوات اللبنانية طلب عدم ذكر اسمه، وأضاف: "مع ذلك، وبغض النظر عن كل هذا التوتر الذي يمكن أن نراه، فإنّ العلاقة بين القوات اللبنانية وتيار المستقبل ممتازة، وثابتة، ولا يمكن أن تنتهي"، وقال أيضاً إنّ القوات اللبنانية لم ترفض تماماً اقتراح اسم فرنجية وهي لا تزال في سياق التفاوض على ترشحه مع حلفائه.

يبدو أنّ الموقف الحالي للحزبين هو محاولة لإصلاح العلاقة السيّئة بين الاثنين والحفاظ على ما تبقّى من ائتلاف 14 آذار، لاسيما وأنّ عددا كبيراً من السنّة حاولوا مؤخراً الانضمام الى القوات اللبنانية. وتم اعلان عددا منهم أعضاء في احتفال نظمه الحزب المسيحي في عكار الأسبوع الماضي.

ويقول صاغية إنّ الأحزاب تحاول "التعامل مع الصورة المكسورة"، كما يفعلون في كل مرة يختلفون، وهذا الأمر لا يقلق 14 آذار وحدها، ويرى أيضاً أنّ ما يحصل اليوم في لبنان والمنطقة هو "إعادة توزيع الخارطة السياسية"، وأنّ "ثنائية 8 و14 وآذار لم تعد موجودة". وبدلاً عن ذلك، يقول إنّه "يجب اجراء معادلات جديدة، أي إقامة تحالف بين كل من نبيه بري ووليد جنبلاط والحريري وفرنجية". "بعض الناس يرون ترشيح فرنجية كخطوة ايجابية بما أنها تشير الى خسارة بشار الأسد في سوريا"، رأى صاغية، وختم: "إذا أدّت الخسارة الى انتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية، أتساءل ماذا سيكون لانتصاره من تأثير علينا".

ميرا عبدالله تغرّد على تويتر @myraabdallah

هذا المقال ترجمة للنص الأصلي بالإنكليزية

(ترجمة زينة أبو فاعور)

 

الحُرُم الشيعي

حـازم الأميـن/لبنان الآن/19 كانون الأول/15

تسلُّط جماعة شمولية على خيارات الناس ليس مظهره الأبرز تسليطها أجهزتها الأمنية والسلطوية على أنماط عيشهم وعلى ميولهم، إنما يكمن أيضاً في إقناعهم بأنّها تملك السلطة الاجتماعية، وأن خروجهم عليها هو خروج من إجماعات جوهرية تتعدى السياسة. ينجم عن هذا النوع من التسلّط صمت رهيب، يُدرك أصحابه أنّهم صامتون عن الحق، لكنّهم يعتقدون بأنهم لا يقوون عليه. على هذا النحو مثلاً يُمارس كثيرون من أبناء الطائفة الشيعية في لبنان صمتاً رهيباً على وقائع يومية تمارسها سلطة الأمر الواقع عليهم، أي "حزب الله". وعلى هذا النحو أيضاً يمارس عرساليون صمتاً رهيباً على وقائع موازية تمارسها في بلدتهم جماعات سنّية متشددة. الصمت في الحالة اللبنانية لا يعود فقط إلى إرهاب السلطة للجماعات الأهلية والأفراد، إنّما أيضاً لشعور أفراد في هذه الجماعات بأنّ خروجهم عن الصمت سيوظّف في مصلحة الخصم الطائفي. فأن يُشهر عرسالي أنّ لـ"جبهة النصرة" سلطةً ما في بلدته وأنّها تدير منها عدداً من الملفات، فهذا ما سيخدم "حزب الله". وأن يُشهر شيعيٌ تذمّره من توسّع سلطة الحزب لتشمل معاملات مسح الأرض في القرى الجنوبية، أو أن يبوح لصديقه غير الشيعي بأن مسؤولاً كبيراً في "حزب الله" يرتدي ساعة "pateck Philippe"، فهذا ما سيرتّب أيضاً احتمال أن يوظّف غير الشيعي تذمّر صديقه في صورة عن الحزب تسعى الطوائف الأخرى لتقديمها عنه. والحال أن سلطة الجماعات الأهلية تستعين بهذا الصمت لتبثّ مزيداً من الرهبة في رعاياها. فلطالما لوّح "حزب الله" لخصومه الشيعة بالعزلة الاجتماعية بصفتها وسيلة ضغط ناجعة، يُسرب خبراً لمن يسعى لمحاصرته بأنه غير راضٍ عن "الحصار الذي يضربه الناس عليه، لكن ليس باليد حيلة"، وأن الناس تتصرف من تلقائها، وليس بتوجيه منه. ومؤخراً دخلت وسائل التواصل الاجتماعي على ترسانة الحزب على هذا الصعيد، وللحزب على هذه الشبكات أسماء ووجوه يعرفها الجميع، لكنه متخفف من تبعات أفعالها، ذاك أن أصحابها من غير الجهاز الرسمي للحزب.

يصح ذلك على "حزب الله" أكثر مما يصح على غيره، فالحزب سلطة متبلورة على نحو أوضح وأمتن في مجتمعه، لكن ذلك لا يعني أن الجماعات اللبنانية الأخرى لا تسعى الى بلورة نفوذ على "أهلها" موازٍ ومشابه لنفوذ "حزب الله" على "أهله". ولطالما يلمس المرء أن خصومة الجماعات الطائفية الأخرى لـ"حزب الله" تأتي مترافقة مع إعجاب به وبسلطته. في باب التبانة مثلاً وخلال جولات القتال، لطالما عبر المقاتلون السنة عن رغبتهم بسلطة لطائفتهم تشبه سلطة "حزب الله" على طائفته. بالأمس أطل محاميان مسيحيان عونيان على شاشات التلفزيون وطالبا الكنيسة بإصدار حرم كنسي على ثلاثة نواب موارنة بسبب طعنهم بقانون تقدم به الوزير جبران باسيل. المسيحيون انضموا إذاً إلى نادي المعجبين بالسلطة غير الخفية للحزب. الحرم الكنسي، هو نفسه تلك العصا التي تُرهب فيها جماعات السلطة الأهلية رعاياها، وهو نفسه مسؤول الحزب حين يُسر لخصم الحزب بأن عليه أن يراعي "مشاعر الناس".    

 

هاشمي رفسنجاني… الطريق لولاية الفقيه

داود البصري/السياسة/20 كانون الأول/15

الصراع حول مستقبل ولاية الفقيه في إيران بدأ عده التنازلي مع قرب حدوث متغيرات في قمة هرم القيادة الإيرانية، ولعل من أبرز خصال الرئيس الإيراني الأسبق، أحد أبرز قادة النظام الديني في إيران من فئة الحرس القديم، وهو الشيخ هاشمي رفسنجاني، صراحته المطلقة، وجرأته الواضحة في التصريحات، وحالة البراغماتية التي تميزه عن بقية أقرانه في القيادة الإيرانية. رفسنجاني اليوم هو رئيس مجلس مصلحة تشخيص النظام، وله أيضا رغم ريادته وقدمه ودوره المتميز في النظام وولائه له مشكلاته الخاصة، وحتى العائلية، مع النظام الذي ساهم في صناعته في حقبة وزمان الراحل آية الله الخميني، فالرجل قد شغل منصب رئيس البرلمان، ثم رئاسة الجمهورية خلال حقبة مهمة أعقبت نهاية الحرب مع العراق، وكان له دوره المركزي في إقناع الخميني الراحل بوقف الحرب التي طالت كثيرا، والأخطر من كل شيء دور رفسنجاني في تعبيد الطريق لإمامة وتتويج علي خامنئي لمنصب الولي الفقيه بعد الرحيل المفاجئ للخميني العام 1989 و تثبيت قواعد السلطة المهتزة! رفسنجاني اليوم عاد للأضواء بقوة بعد إنزواء فرضته الظروف الإيرانية وحالات إدارة الصراع في المنطقة، وكان بروزه من خلال رؤيته الصريحة لمستقبل القيادة والنظام في إيران، من بوابة الحالة الصحية الحساسة للمرشد الحالي علي خامنئي التي وصلت لمرحلة حرجة بات معها الحديث عن خليفته أمرا شائعا، فقد دعى رفسنجاني للإسراع في تعيين خليفة للمرشد من خلال المشاورات في مجلس الخبراء الذي يضم 86 عضوا ويرأسه محمد يزدي وهو الجهة المختصة بتعيين وعزل الولي الفقيه الذي يخضع إختياره لمواصفات ومقاربات وتوافقات معينة ترتبط بجميع الأجهزة الحاكمة في إيران وأهمها مؤسسة الحرس الثوري اليد الضاربة للولي الفقيه والحارس الأول والمؤتمن على أمن وإستمرارية ووجود النظام الإيراني، فهو المظلة العسكرية والأمنية للمؤسسة العقائدية التي تؤسس لطبيعة النظام، رفسنجاني من القادة القلائل الأحياء من الجيل الأول للثورة الإيرانية، وهو شاهد على جميع مخاضات ولادة مؤسسات النظام الذي بنته المؤسسة الدينية منذ العام 1979 وكان من أوائل الذين تم رصدهم عبر محاولة إغتياله الرائدة والفاشلة في بداية الثورة الإيرانية، ثم إستطاع الإفلات من كل محاولات الإستهداف والإغتيال قبل أن يمارس دورا جوهريا في قيادة عمليات الحرب الشرسة الطويلة ضد العراق ( 1980/1988)، بل انه أعلن لاحقا أن إيران فكرت في إمتلاك السلاح النووي خلال تلك الفترة.

رجل بمواصفات رفسنجاني القيادية والتاريخية يرى في نفسه، من دون أن يصرح علنا أنه الأفضل في قيادة النظام من خلال منصب الولي الفقيه، رغم عدم حصوله على درجة آية الله العظمى، لكن تجربة الخامنئي أثبتت أن ذلك ليس شرطا حاسما، فخامنئي الذي صعد لقمة القيادة العام 1989 لم يكن آية الله العظمى، ولم يكن من المراجع الكبار، بل أن وصوله للمرجعية كان لأسباب سياسية محض وقرار جمهوري لحفظ النظام وتأمين إستمرار الثورة وهو الأمر المهم، فالولاء للنظام ونظريته مقدم على جميع الشروط الأخرى، ورفسنجاني المنتمي أصلا للمؤسسة الفقهية هو أيضا تاجر شاطر وسياسي مرن ونجح في ترطيب الأجواء الملتهبة مع الجيران العرب في الخليج وتحديدا مع السعودية، ثم كان له دوره الكبير كرئيس جمهورية في إدارة عملية الخداع الستراتيجي ضد خصمه اللدود السابق النظام العراقي بعد إحتلال وغزو الكويت العام 1990، وأستطاع أن يخدع القيادة العراقية السابقة، وأن يظهر تعاطفه معها، بل أن يدفعها لإرسال طائراتها المقاتلة لتأمينها في إيران حيث تمت مصادرتها وإعتبارها جزءاً من تعويضات حربها الطويلة مع العراق! رغم أنه وابناؤه إستفادوا من التجارة مع العراق خلال مرحلة الحصار الدولي الطويلة التي أعقبت غزو الكويت حتى إحتلال العراق العام 2003!

رفسنجاني اليوم يحاول ختم حياته السياسية العاصفة بالوثوب إلى قمة السلطة المطلقة في إيران، وهو إحتمال ليس بعيد التحقق في ظل حالة الإحتقان الداخلي والخارجي الصعبة التي يعيشها الشارع الإيراني وفي ظل وجود الإصلاحيين المؤيدين له في مؤسسة رئاسة الجمهورية، فالرئيس روحاني واحد من المقربين لرفسنجاني. لقد بدأ العد التنازلي الفعلي لغروب القيادة القديمة في إيران وبروز قيادة جديدة هي بمثابة جسر بين الماضي والمستقبل، وتلك المواصفات أضحت نادرة ولا تتوافر إلا في شخص علي أكبر هاشمي رفسنجاني! فهل تتحقق المفاجأة ويكون رفسنجاني الرهبر الإيراني القادم؟

كل الإحتمالات ممكنة، وكل الخيارات مفتوحة؟

 

لبنان سيجد المخرج المناسب للتعاون مع «التحالف الإسلامي»

ثريا شاهين/المستقبل/20 كانون الأول/15

يعود إلى مجلس الوزراء اتخاذ الموقف المناسب من «التحالف الإسلامي» لمكافحة الإرهاب، والانضمام إليه. إلاّ أنّ مصادر ديبلوماسية تقول إنّه مثلما هو لبنان داخل التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، يمكنه أن يكون في هذا التحالف الإسلامي. لكن التحالف لا يعتمد عليه في عملياته ولم يسهم بأي من عملياته في أي موقع في العالم. إنّما لبنان يستفيد من أيّ معطيات يبلغه بها «التحالف» حول أيّ مخاطر. لبنان في الأساس يتعاون مع كل الدول في شأن الإرهاب. عندما شُكِّل التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب حصلت إشكالية أيضاً في موقف لبنان، لا سيما وأنّ التحالف استثنى إيران وسوريا والعراق.

اسم لبنان مدرج مع أسماء الدول في التحالف الدولي، لكن لبنان لم يقم مرّة واحدة بعمليات معه. إنّما الموضوع بالنسبة إلى التحالف الإسلامي مرتبط بالوضع في المنطقة، وبالصراع السُنِّي الشيعي، في ضوء إصرار أطراف داخلية مثل «حزب الله» أن لا يوافق لبنان على الانضمام. هناك خلاف حول الآلية المؤسساتية، في ظلّ الوضع السياسي في البلاد، خصوصاً وأنّ لبنان بلا رئيس، وهذا أيضاً يؤثّر في مسار القرار. عندما كان هناك رئيس كانت هناك مشاكل في الرأي حول مثل هذه المواضيع فكم بالحري من دون رئيس.

التحالف الإسلامي أيضاً استثنيت منه سوريا وإيران والعراق. يضم فقط الدول السُنِّية. وهذا ما يُظهر بُعد الصراع. ارتاح الأميركيون لهذا التحالف، لأنّه يكرّس فكرة أميركية بأنّ «داعش» السُنِّية، يجب أن تتم محاربتها من السنّة، تلافياً لأن يكون الغرب «المسيحي» هو الذي يضرب السنّة. بل أنّ ذلك يؤكّد أنّ التطرُّف هو المُستهدَف تحديداً، وأنّ محاربة «داعش» والإرهاب لا علاقة له بالسنّة. الدول السُنِّية كلها متضرّرة من «داعش». ولكي لا تصبح القضية دينية، بل أن تبقى في اطارها، أي حرب على الإرهاب، خصوصاً وأنّ «داعش» تستفيد من ضرب الغرب لها لتقول إنّ المسيحيين يحاربونها. وهذا ما ينطبق أيضاً على تعامل إيران مع موضوع «داعش». وهناك تلافٍ لأن يُقال إنّ الشيعة هم الذين يضربون السنّة. فمن الأهمية بمكان أن لا تصبح الحرب سُنِّية شيعية. وبالتالي، إذا قام السنّة بمحاربتها في اطار يخدم فعلاً الأبعاد الاقليمية الواجب أن تكون موجودة، لذلك رحّب الأميركيون بهذا التحالف، لأنّه يتناغم مع فكرتهم تماماً مثلما حصل في العراق في 2006 و2007، حيث شجّعوا على قيام «الصحوات» التي بدورها عملت على محاربة الإرهاب والتكفير، وانتصرت. الأهم أن لا يتم إعطاء حجّة أنّها حرب على السنّة. إيران لا تريد دوراً سُنِّياً كبيراً مثلاً في العراق، يهمّها إزالة «داعش» منه، لكي تستولي على المناطق التي كان يشغلها عبر مَن يمثّل نفوذها هناك. في سوريا أيضاً يهمّها أن تعزّز النظام العلوي. في لبنان «حزب الله» يرفض انضمام لبنان إلى التحالف ويأتي ذلك في اطار الصراع الكبير في المنطقة. ويتوازى ذلك مع اعتبار المملكة الحزب «إرهابياً»، ومنع «المنار» من البث فضائياً، وتزامن ذلك مع الموقف الأميركي باستصدار قانون يعاقب المصارف التي تتعامل مع «حزب الله».إلاّ أنّ المصادر الديبلوماسية تفيد أنّ لبنان يتعاون مع الدول في مكافحة الإرهاب بشكل لا يمسّ سيادته واستقراره الداخلي، وهو منخرط في عملية مكافحة الإرهاب بكامل إرادته والجيش والقوى الأمنية مستنفرة في هذا الاطار، والتعاون دائم لا سيما مع الأميركيين والأوروبيين، ولبنان يتجاوب مع ايّ طلبات حول ذلك، ضمن اطار القوانين اللبنانية وحاجات لبنان وقدرته على المساعدة في سياق الجهود الدولية، لا سيما التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، ولبنان عضو في التحالف. كما يمكنه الاستفادة من ذلك عبر التنسيق التقني والمخابراتي. وهو أحرز نجاحاً في كشف شبكات للإرهابيين وخطط كانوا يعدّون من خلالها لتفجيرات وأعمال أمنية، كما أنّ هناك تعاوناً على مستوى وزارة الخارجية التي تؤدّي دوراً مهمّاً في هذا المجال.يُشار إلى أنّ لبنان يطلب دائماً دعم الدول في مواجهة الإرهاب الذي بات ينتشر حول العالم، ولم يعد محصوراً في بلد محدّد. كما أنّه يتمسّك بالتعريف الصادر عن جامعة الدول العربية بالنسبة إلى الإرهاب والذي يستثني المقاومة، ما يُبعد «حزب الله» و«حماس» عن التصنيف بالإرهاب. ولبنان يحترم القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن الدولي حول الإرهاب ويلتزم بها، وبالتالي يمكن للبنان إيجاد المخرج المناسب بالنسبة إلى التحالف الإسلامي، خصوصاً وأنّ لبنان لن يرفض أي تعاون في ما خصّ مكافحة الإرهاب من أي جهة أتى.

 

الى «حزب الله»: لم يمر الزمن بعد!

محمد مشموشي/المستقبل/20 كانون الأول/15

لم يكن ينقص اللبنانيين (وهم على ما هم عليه من ضياع!) الا الإعلان عن قيام «التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب» بقيادة السعودية لكي يكتمل النقل بالزعرور، على ما يقول المثل اللبناني في مثل هذه الحال: تعرية ما يسمى فرع «جبهة المقاومة والممانعة» في لبنان، وكشف نواياه المبيتة. فـ«الممانعون» هنا، من دون «المقاومين» طبعاً لأن هؤلاء لم يعودوا موجودين الا في ساحة الدفاع عن نظام القمع والاستبداد في دمشق، يعتبرون كلمة «الإرهاب» وقفاً على قاموسهم وتعريفهم الخاص، واذا فلا حاجة ولا أحقية لأحد غيرهم في أن يتصدى لهذه الآفة. و«الإرهاب»، في قاموس هؤلاء، هو فقط ذلك الذي يقف في وجه نظام بشار الأسد، ومن خلفه «الولي الفقيه» الإيراني ومشروعه الفارسي في المنطقة، فضلاً عن أن يحمل السلاح من أجل إسقاطه. ليس هذا فقط، فمباشرة بعد اعلان رئيس الحكومة تمام سلام ترحيب لبنان «من حيث المبدأ» بقيام هذا التحالف، انبرى من يعتبر الوزارة التي يشغلها في الحكومة دولة قائمة بحد ذاتها (في هذه الحال وزير الخارجية جبران باسيل) للقول انه و«دولته المصونة» لا يعرفان شيئاً عن الأمر، واذاً فهما لا يعترفان بقيام التحالف ولا بالترحيب به من قبل رئيس الحكومة. كما بادر زميل له في ما يشبه «دولة» مماثلة (وزير العمل سجعان قزي) الى اعتبار أن لبنان ليس دولة إسلامية، ولا مسيحية طبعاً، كما أضاف لزوم الموازنة، ولا يمكن اذاً أن يكون عضواً في مثل هذا التحالف. مع ذلك فلا بأس، لأن اللبنانيين تعودوا على مثل هذا الكلام، كما أنه لا يزيد أو يقل عن كونه دليلاً جديداً على التشرذم والضياع اللذين يضربان البلد على خلفية ممارسات هؤلاء. لكن ثالثة الأثافي لم تلبث أن أطلت برأسها، كما هي العادة، من خلال بيان أصدره رئيسهم «حزب الله» بعد بحث ودراسة معمقين كما يبدو، لتعبّر عن الموقف الحازم والحاسم لـ «جبهة الممانعة» كله من التحالف ومن قيادته السعودية وحتى من «الإرهاب» نفسه، فضلاً عن القاء دروس على السياسيين حول مبادئ وأصول اتخاذ القرارات في لبنان بما يحفظ سيادته واستقلاله وقراره الحر... من خلال مجلس الوزراء وحده، وليس عبر أي شخص أو جهة بشكل منفرد!. واذا لم تكن هناك حاجة لمناقشة الحزب في موقفه الدائم (غير اللبناني) من المملكة العربية السعودية، ولا في تعريفه السياسي والمذهبي الخاص لـ «الإرهاب»، ولا كذلك في كيفية مكافحته أو حتى محاربته في المنطقة، وفي لبنان بشكل خاص، فليس من قبيل نكء الجراح في شيء من ناحية، ولا من قبيل زيادة التشرذم والضياع لدى اللبنانيين من ناحية ثانية، وضع بعض النقاط على بعض الحروف حول مسيرة الحزب وما يدعيه عن احترامه لسيادة لبنان واستقلاله وقراره الحر كما يأتي:

أولاً، انه لم يمر الزمن بعد على تفرد الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله جنباً الى جنب مع الرئيسين الايراني محمود أحمدي نجاد والسوري بشار الأسد بإعلان مشاركة لبنان في ما سمّي في حينه «جبهة الشعوب المقاومة للاستكبار العالمي»، من دون موافقة، أو حتى علم، أحد من اللبنانيين فضلاً عن حكومتهم أو مجلس نوابهم أو أي من مؤسساتهم. كما لم يمر الزمن بدوره، قبل الإعلان عن تلك الجبهة ثم بعدها، على قيام الحزب بخطف عدد من الجنود الإسرائيليين من داخل الأراضي المحتلة، والتسبب بالتالي بأن يشن العدو حربا تدميرية شاملة على لبنان في العام 2006، أدت الى ما يعرفه جيداً السيد نصرالله بدليل ترديده فيما بعد عبارته التي باتت مثلاً لدى اللبنانيين: «لو كنت أعلم». ومرة أخرى، لم يكن أحد في لبنان (لا الشعب ولا الحكومة ولا مجلس النواب) على علم مسبق بالخطف أو بما كان متوقعاً جداً أنه سيؤدي اليه من عدوان.

ثانياً، ان تدخل الحزب في الحرب السورية، بعد تدخلاته السرية في مصر والبحرين والسعودية، لم يكن فقط من دون علم أو موافقة السلطة اللبنانية، انما أيضاً وأساساً على النقيض من قرار كانت السلطة نفسها التي يشارك فيها الحزب، بوزراء ونواب ومسؤولين أمنيين، قد اتخذته تحت مسمى «النأي بالنفس».

والأفدح أن الحزب لم يجد ما يبرر به عمليته في سوريا، ودفاعه العلني عن نظام الأسد في مواجهة ثورة شعبية مديدة عليه، سوى الزعم بأنه لا يفعل هناك سوى أنه يحارب «الإرهاب» خارج لبنان لمنعه من التسلل الى الداخل. لكنه، في الوقت نفسه، كان لا يدع مناسبة الا ويوجه فيها أصابع الاتهام الى مناطق لبنانية بعينها، بدعوى أنها تحولت الى «وكر للارهاب» أو بأنها «امارة أصولية سنية»، مع ما في ذلك من تحريض على توريط المسلمين في فتنة سنية شيعية، كان ولا يزال يتهم الآخرين بأنهم هم الذين يعملون من أجلها. لم يمر الزمن على ذلك بعد، ولا على غيره مثل انتهاك نواب الحزب ومسلحيه حرمة المطار وتهريب أحد أزلامه من مفعول مذكرة جلب قضائية، ليطرح نفسه الآن وصياً على الدستور أو أصول ومبادئ اتخاذ القرارات في مجلس الوزراء. ولماذا؟!، فقط لأن رئيس الحكومة قال انه يرحب «من حيث المبدأ» بانشاء التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب. والأنكى، أن هناك في لبنان بعد من يقدر أن يستمع الى هذا الكلام من دون أن ينتف شعر رأسه... حتى لا نتوقع أن يرفع اصبع الاعتراض عليه!.

 

إصلاح التعليم الديني... من هنا نبدأ!

 خالد الحروب/الحياة/20 كانون الأول/15

ليس هناك جذر أو ظرف واحد يمكن الإحالة إليه حصرياً في تفسير وتفاقم ظاهرة التطرف. فالتطرف تفاقم كسيرورة تخلقت في رحم جذور وظروف عميقة ومركبة ما كان لها ان تنتج غير التطرف، ولو انتجت غيره لكان ذاك هو الغريب حقاً. في موازنة ما بين الخارجي والداخلي من العوامل والظروف، ليس ثمة بريء، فالكل ساهم بما ظهر كمزيج من الغباء والحماس في إنتاج هذا الوحش البشع: التدخلات الخارجية العسكرية وغير العسكرية، الحكومات الفاشلة، السياسات القمعية وغياب الحرية، الاقتصادات المهترئة، الإحساس العميق بالإذلال والهزيمة واللامعنى، الفكر الخلاصي القائم على مانوية الأسود والأبيض، تسيد التفسيرات الدينية الاكثر تشدداً وتعصباً، و... التعليم! ولهذا الاخير، اي التعليم (والديني تحديداً) نصيب مُعتبر في ايجاد المناخات القابلة والمولدة للتطرف. لكن من المهم موضعة النقاش هنا حول دور ونصيب التعليم المُعتمد في معظم مناهج التدريس العربية الحكومية، ضمن سياق مجموعة عوامل أعم وأكثر تعقيداً. وهذا يُقصد منه رفض حصر المسألة كلها بالتعليم، برغم اهميته الكبيرة، وحتى لا تُفهم السطور التالية وكأنها تتغاضى عن كل العوامل الأخرى.

إنطلاقاً من ذلك التقديم، تجادل هذه السطور بأن جزءاً ليس باليسير من ثقافة التعصب والتطرف التي تتبناها منظمات التطرف وعلى قمتها «داعش» هو مُدرس نظرياً لطلابنا بشكل أو بآخر. قد يتم ذلك بشكل اقل بشاعة طبعاً وبطريق أقل خشونة، بيد ان الجذر الفكري يظل واحداً. هذا الجذر وعلى وجه التحديد هو تظهير الذات المسلمة متفوقة ومتعالية على الآخرين، بكونها الذات المؤمنة الوحيدة على الارض وغيرها غير مؤمن او غير مسلم. تؤسس هذه التراتبية بطبيعة الحال لطيف من الممارسات المختلفة ضد الآخرين تبدأ بالتعالي الشعوري عليهم واحتقارهم وتصل في اقصى صورها الى ممارسة العنف ضدهم. أي ثقافة تقوم على إعلاء الذات فوق الآخرين عوض ان ترسي قواعد مساواة تامة معهم، على اساس المواطنة والهوية الوطنية الحديثة المشتركة، وقائمة على التنوع الذي يحترم الاختلاف ولا يرى سوى التعايش إطاراً للحياة البشرية، هي ثقافة متطرفة وإقصائية ومآلاتها «داعشية».

يثير هذه الافكار بعض النتائج والخلاصات المخيفة التي وصلت اليها الباحثة الاردنية دلال سلامة في ورقة بحثية نشرتها أخيراً حول المناهج المدرسية وتعزيز قيم الحوار والتسامح في الاردن. النتيجة الاهم هي «أن المحتوى التعليمي لكتب الصفوف المدرسية الثلاثة الأولى، لا يمثل خطوة باتجاه تكريس ثقافة التسامح الديني، والاعتراف بحق الآخر في الوجود، بل هو في الحقيقة يواصل تكريس القيم النقيضة لهما». تستند الباحثة الى تجربتها الشخصية في التعليم وتنقل انطباعاتها التي تستحق الاقتباس هنا إذ تقول: «ويمكن هنا أن أستعين بخبرتي الشخصية كمعلمة لغة عربية في مدارس وزارة التربية لمدة 13 سنة، درست خلالها في محافظات المفرق وعمان وإربد، وساعدني ذلك على تلمس أثر هذه التنشئة».

في منهاج اللغة العربية القديم للصف السابع، كان هناك موضوع تعبير مقرر على الطلبة كتابته، يتعلق بالاختلافات بين الشعوب في عادات الأكل واللباس. درّست هذا الصف أكثر من ست مرات، في عدة محافظات، وفي فترات زمنية مختلفة. وكان محزناً أن أقرأ في كل سنة موضوعات تعبير ينقسم فيها العالم إلى قسمين، مسلمين وكفار. ويتحوّل فيها الحديث عن الاختلاف في عادات الطعام إلى مقارنات قاسية اللغة بين الكفار الذين يشربون الخمر، ويأكلون لحوم الخنزير والحيوانات المقتولة خنقاً، من ناحية، والمسلمين الذي لا يأكلون أو يشربون إلا طاهرا. أما الاختلاف في عادات اللباس، فيصبح مقارنة بين المسلمين الذين تلتزم نساؤهم بملابس محتشمة، والكفار الذين يسمح رجالهم لنسائهم بالخروج إلى الشوارع شبه عاريات. وأتذكر أن هناك من كانت تذهب بعيداً، فتقارن بين المسلمين الذين يحافظون على روابطهم العائلية، والكفار الذين يطردون بناتهم من المنزل بمجرد بلوغهن الثامنة عشرة.

أيضا، بوصفي غير محجبة في بيئات لا يُعدّ فيها هذا أمرا مألوفا، كان التساؤل الأول الذي ووجهت به كثيراً من قبل التلميذات في المدارس التي كنت أُنقل إليها يتعلق بما إذا كنت مسيحية. في واحدة من المدارس التي عملت فيها، كانت لدي زميلتان مسيحيتان، أخبرتني إحداهما بعد نقلي إلى المدرسة بأيام أنها سمعت التلميذات يتحدثن في ما بينهن، ويقلن إن المعلمات المسيحيات في المدرسة ارتفع عددهن بقدومي إلى ثلاث. ومرة وُجه إلي هذا السؤال من تلميذ في الصف الثالث، أرسلوني لأشغل بدل معلمته الغائبة.

السؤال هو، ما الذي يعرفه طفل في الثامنة عن الفارق بين المسيحية والإسلام، ليكون موضع تساؤل بالنسبة إليه دين المعلمة التي جاءت لتحل في صفه حصة واحدة بدلا من معلمته الغائبة؟ الإجابة هي: التنشئة.

... ليس هناك في أي موضع في هذه الكتب ما يشير إلى ضرورة تقبل اختلاف المعتقدات الدينية وغير الدينية الأخرى والتعايش مع أصحابها. بل نجد العكس، إذ يتعلم التلاميذ أنه من بين الكتب السماوية الثلاثة، القرآن والإنجيل والتوراة، فإن القرآن هو الكتاب السماوي الوحيد «الذي حفظه الله تعالى من التغيير والتحريف». أي أن الأطفال يتعلمون صراحة، أن الأديان السماوية الأخرى هي أديان مضللة. وهذا يُقال للأطفال في كتاب التربية الإسلامية للصف الثالث». هذا يُقال ويُدرس لتلاميذ حول دين تلاميذ آخرين يدرسون معهم في نفس المدرسة ومن المفترض انهم متساوون معهم في المواطنة والتعريف الدستوري.

ما توصلت اليه الباحثة الاردنية ليس حصراً بالمناهج الاردنية على الاطلاق، بل يمكن تعميم النتائج بسهولة ومن دون التورط بأية مبالغات اكاديمية. ومعنى ذلك ان مشروعا ملحاً يحتاجه العالم العربي يكون محوره اصلاح التعليم، وبخاصة التعليم الديني. وهذا الاصلاح ليس مجرد اضفاء رتوش تجميلية هنا وهناك، او التمسح بقيم «التسامح والتعايش» لفظياً ونثرها في مقالة في كتاب، او قصيدة في مساق. الاصلاح التعليمي المطلوب يجب ان يكون ثورة حقيقية تقوم اساساً على نفض النظام التعليمي كله وإعادة تأسيسه على قاعدة المواطنة والمساواة والدولة المدنية، وبعيدا عن الشرعيات الدينية التي تستخدمها النظم الحاكمة، او المنظمات المتطرفة المعارضة لها. وعندما يتم إعلاء قيم المواطنة والمساواة المدنية على حساب كل القيم المُعرفة والمفرقة الاخرى بما فيها القيم الدينية، سوف تنتج اجيالاً لا ترى في افراد الوطن سوى مواطنين كاملي الاهلية يتنافسون بحسب الكفاءة والقدرة، وفي ميدان الحقوق والواجبات التي يكفلها وينظمها الدستور.

ومن دون ان يتحقق ذلك فإن ميدان التفسير الديني يظل مفتوحاً لكل من هبّ ودبّ كي يضع معايير الولاء والانتماء، فيدخل هذا ويخرج ذاك من دوائر الولاء التي يرسمها. وهي تفسيرات يكون التأسيس لها قد تم في مناهج التعليم التي تصنف الناس وفق معايير لا علاقة لها بالمواطنة والمساواة. على ذلك وعملياً، فإن ما تقوم به منظمات التطرف و»الدوعشة» هو التفعيل العملي والميداني لما هو مُنظر له اصلاً في التربية الطويلة والمعمقة التي يتلقاها الطالب على مقاعد الدرس. فالمناهج العقيمة والجامدة والتي تنطوي على ثقافة اقصائية كامنة تعمل على تجهيز الافراد وتحضيرهم لأية مشروعات تطرف مستقبلية. فإذا ما اشتغلت بقية عوامل على تسعير التطرف التي أشير الى عناوينها العامة في مقدمة هذه السطور، فإن وحدات الاشتعال تكون جاهزة ولا تحتاج الا الى شرارات الإيقاد. تحتاج مناهج التعليم العربية الى ثورة حقيقية تقيم الاعتبار للعقل ولدراسات النقد والفلسفة وعلوم الاجتماع والانسنة وعلم النفس والفنون، اضافة الى العلوم التطبيقية والتقنية، وتنطلق نحو المستقبل. وهذا يجب ان يكون ذلك على حساب مناهج التلقين والتحفيظ والإيغال في الماضي والتراث وحبس عقول التلاميذ والاجيال الشابة في معلقات التغني بأمجاد الماضي. من دون ان يكون هناك مسار عريض منشغل بتطوير التعليم وتحريره من السيطرة الدينية الجامدة والمغلقة، فإن كل جهود مكافحة التطرف وصده في المنطقة العربية لن تحقق أي نجاح طويل المدى.

 

 سراب السلام في سورية

 داود الشريان/الحياة/20 كانون الأول/15

نسبت «الحياة» الى مصادر فرنسية قولها إن «وزير الخارجية الأميركي جون كيري مهتم بالمعارضة السورية للتفاوض مع الروس وليس بسبب السوريين، وإنه ليس واضحاً كيف ستُنظم المفاوضات، وما هو الجدول الزمني لخروج الرئيس بشار الأسد، وليس هناك أي أمر واضح، وكل ثوابت المفاوضات ضبابية»، وإن باريس «تتخوف أن يتخلى كيري عن مسألة رحيل الأسد وعن مسائل أخرى كثيرة». هذا أفضل وصف للحال التي نوقش فيها القرار الذي صدر الجمعة الماضي عن مجلس الأمن، وسُمِّيَ «خريطة طريق لحل الأزمة في سورية». القرار أغلق باب الأمل بسلام في سورية، فالحديث عن جدول زمني لوقف النار، وتشكيل حكومة موسّعة، وإجراء تعديلات دستورية، وانتخابات تشريعية ورئاسية في غضون 18 شهراً، بات اليوم ضرباً من الخيال، في ظل هذه التناقضات والغموض والانتهازية. من أبسط أسباب خيبة الرجاء في هذا الاتفاق الذي يبدو أنه سيتناسخ لصيغ بدأت الجمعة الماضي ولن تنتهي، أنه لم يتناول مصير بشار الأسد، لا تصريحاً ولا تلميحاً. والأخطر أن لائحة التنظيمات الإرهابية المقترحة التي قدّمها الأردن، وتضمّنت 167 تنظيماً تُصنّف إرهابية في سورية، تختلف عليها الأطراف الفاعلة على الأرض، على رغم أن عمّان قدّمت اللائحة بالتشاور مع الدول. إيران رفضت وضع «فيلق القدس» و «حزب الله»، في اللائحة، واقترحت تركيا إدراج «حزب الاتحاد الديموقراطي» بزعامة صالح مسلم عليها، ولدى روسيا أسماء لتنظيمات تريد إلحاقها باللائحة. وإلى أن تنتهي الدول الى قرار يحدِّد مَنْ هو الإرهابي، وهذا لن يحدث قبل خراب دمشق، سيكون الإرهاب قَتَلَ ما تبقى من السوريين، فضلاً عن أن روسيا رفضت مرجعية اجتماع المعارضة السورية في الرياض، وتسعى الى معاودة تشكيله ودمج أطراف المعارضة التي اجتمعت، سابقاً، في موسكو والقاهرة. هذا التوجُّه سيزيد تشظّي المعارضة السورية، ويعطّل البدء بالجهد السياسي المزعوم، ويعطي موسكو مزيداً من الوقت لتحقيق أهداف تدخُّلها العسكري، الذي جاء بالتنسيق مع إيران، لحماية نظام بشار الأسد. وسط هذا الوضع السياسي الغامض، تكثّف روسيا عملياتها الجوية لتغيير ميزان القوى العسكري على الأرض، بمساندة ما يسمى الجيش السوري، و «الحرس الثوري» و «حزب الله» والميليشيات العراقية، حتى تستطيع فرض «تسوية سياسية» بدلاً من «انتقال سياسي». خطة السلام السوري التي وافق عليها مجلس الأمن بغالبية 15 صوتاً من دون معارضة، فخّ سياسي لمعاودة صوغ النهاية التي يتطلّع إليها الشعب السوري. وهي على عكس ما قال الوزير كيري إنها «صُمِّمت لوقف الحرب الأهلية في البلاد»... هذا القرار سيُكتَب في التاريخ على أنه بداية النهاية لسورية الراهنة.

 

قرار روسي إيراني للحل في سورية

 الياس حرفوش/الحياة/20 كانون الأول/15

لا شك في أن هناك التقاء بين موقفي روسيا والولايات المتحدة بشأن الأزمة السورية، هو الذي سمح بالتصويت بالإجماع على القرار 2254. فالدولتان اللتان ظلت مواقفهما متباعدة من هذه الأزمة، خصوصاً بالنسبة إلى المسؤولية عن تنامي التنظيمات الإرهابية وعن استمرار الحرب، بالإضافة إلى الخلاف على مستقبل بشار الأسد، تريدان الإيحاء الآن وكأنهما تقودان السفينة إلى ما يفترض أنه حل سياسي للحرب التي يقترب عمرها من خمس سنوات. ما سمح بذلك هو تراجع في مكان ما من قبل إحدى الدولتين أو كليهما. والأرجح أن الطرف الأميركي هو الذي قدّم التنازلات الأكبر، مقارنة بالتسهيل الروسي. ويمكن تحديد أبرز نقطتين للتنازل من جانب الأميركيين بـ: أولاً مستقبل بشار، الذي تم تجنب الإشارة إليه عمداً في القرار الدولي الأخير، وثانياً وضع محاربة الإرهاب كأولوية بالنسبة إلى الدول الكبرى. في هاتين النقطتين نجح النظام السوري وأنصاره في تسويق الخطة التي وضعوها منذ تعثرت قدرتهم على إسكات المعارضة بقوة الصواريخ والبراميل المتفجرة. تقوم هذه الخطة على دعوة العالم إلى الوقوف مع النظام في حربه المزعومة على الإرهاب، مع تجهيل الفاعل الذي سهّل وسمح منذ البداية بنمو هذا الوحش لتوظيفه في ما بعد، ثم دعوة العالم إلى دعم الشعار الذي رفعه بشار الأسد وأيده فيه الروس والإيرانيون، وهو أن تقرير مصير الرئيس السوري يجب أن يكون حقاً حصرياً للسوريين. هذا الشعار «الديموقراطي» من حيث الشكل، يُغفل الطريقة التي جاء بها بشار أصلاً إلى الحكم، كما يتجاوز العوامل التي سمحت له بالاستمرار منذ اندلعت الانتفاضة الشعبية ضده في ربيع عام 2011.

لم تتم هذه التنازلات لمصلحة النظام السوري بمحض الصدفة. فمنذ فرض الأميركيون مشاركة إيران في البحث عن حل، ودعوها إلى محادثات فيينا، كان واضحاً أن ميزان القوى يتبدل. وهو لم يتبدل أصلاً نتيجة ذلك فقط. بل حصل هذا التبدل منذ اختار باراك أوباما الوقوف مكتوف اليدين أمام مجازر النظام وجرائمه، في الوقت الذي كان أنصار النظام، الإقليميون والدوليون، يدعمونه بكل وسائل الحرب التي سهلت له الإمعان في ارتكاب المجازر. بعد كل ذلك لم يكن مستغرباً أن يكون تقييم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للقرار الدولي الأخير تقييماً إيجابياً على طريقة: لقد انتصرنا. لافروف اعتبر القرار رداً على محاولات فرض حل خارجي على السوريين، بما في ذلك ما يتعلق برئيسهم. كما أنه فرض محاربة الإرهاب كأولوية في خطة عمل الأسرة الدولية. في ضوء كل ذلك، يصبح السؤال مبرراً عن فرص نجاح القرار الدولي الأخير في الوصول إلى حل في سورية، بعيداً من التفاؤل الذي يحاول واضعو القرار أن يبشروا به.

أولى علامات الاستفهام: ممن ستتشكل الحكومة الانتقالية وكيف ستكون حكومة «شاملة وذات صدقية» طالما أن مصير الأسد ودوره في هذه المرحلة لم يحسم؟ فالطرف المؤيد للنظام يرى أن هذا الدور يتقرر في الانتخابات الموعودة (بعد 18 شهراً)، فيما يرى الفريق الآخر أن كلمة «انتقالية» تعني بحد ذاتها انتقالاً من مرحلة إلى أخرى، فضلاً عن أن المنسق العام لهيئة التفاوض رياض حجاب، ورئيس «الائتلاف» خالد خوجة، إضافة إلى معارضين آخرين، أكدوا على ضرورة أن لا يكون للأسد أي دور، منذ بدء المرحلة الانتقالية. أما علامة الاستفهام الثانية فتتعلق بتحول النظام السوري من خصم كان المجتمع الدولي يدعو إلى استبداله، إلى «شريك» في الحرب على الإرهاب. أليس هذا ما يمكن فهمه من أحد بنود القرار، الذي يستثني من وقف إطلاق النار الأعمال الهجومية ضد التنظيمات الإرهابية، ومن بينها «داعش» و «جبهة النصرة»؟ ألا يعني هذا أن قوات النظام وحلفائه، من دول وميليشيات، التي تزعم خوض الحرب في سورية لمحاربة الإرهاب، ستصبح عملياً معفاة من الالتزام بوقف النار، الذي لن ينطبق في هذه الحال سوى على فصائل المعارضة؟ فخاخ كثيرة في نص القرار الدولي بشأن سورية يمكن تلخيصها بما قاله لي بالأمس أحد قادة المعارضة الذي شارك في مؤتمر الرياض الأخير عن هذا القرار: إنه مشروع سياسي للحل لكنه جامع كل التناقضات، وسوف يطلق يد روسيا وإيران للإمعان أكثر في قتل السوريين.

 

أوهام موسكو عن مستقبل الأسد

 خالد الدخيل/الحياة/20 كانون الأول/15

نشأت سورية بحدودها الحالية وفقاً لاتفاق سري بين بريطانيا وفرنسا اسمه سايكس بيكو. كان ذلك في عام 1916. يوم الجمعة الماضي، أي أواخر الشهر الأخير من هذا العام 2015، يرسم قرار دولي من مجلس الأمن ما يفترض به أن يكون مستقبلاً جديداً لسورية يخرجها من مأساة حرب أهلية مدمرة أطلق عنانها النظام السوري، وليس أي طرف آخر، قبل قرابة خمس سنوات. ما بين التاريخين (1916-2015) مسافة من الزمن تصل إلى 99 سنة. وإذا عرفنا أن مفاوضات سايكس بيكو تمت في عام 1915، يمكن القول إن ما بين النشأة الأولى لسورية وقرار مجلس الأمن الأخير عن مستقبلها هو قرن كامل من الزمن. من هذه الزاوية، وقبل تبين دلالة هذا المسار التاريخي، يطرح السؤال البديهي نفسه: هل يمكن أن يؤدي قرار مجلس الأمن هذا إلى إنهاء الحرب الأهلية في سورية، ودخولها مرحلة انتقالية حقيقية تنتهي بإعادة بناء الدولة فيها على أسس علمانية وديموقراطية تجعل منها دولة تتسع للجميع وتكفل حقوقهم وأمنهم والمساواة في ما بينهم كمواطنين؟

هناك حقيقة لا يمكن تفاديها، وهي أن قرار مجلس الأمن هو نوع من الحل الوسط بين الأطراف الدولية والإقليمية المعنية بالأزمة السورية، وليس بين السوريين أنفسهم. المعارضة والنظام، يجدان نفسيهما مجبرين على التعايش مع هذا القرار، وليس القبول به نهائياً. في حقيقته القرار تفاهم بين دولة عظمى، هي الولايات المتحدة، لا تريد الانخراط سياسياً وليس عسكرياً في الأزمة السورية، ودولة عظمى أخرى وإن كانت أقل درجة هي روسيا، انخرطت عسكرياً وسياسياً في هذه الأزمة، وأصبحت تمسك بملفها أكثر من غيرها. انطلاقاً من ذلك، فإن إمكان تنفيذ القرار ونجاحه في إخراج سورية من مأزقها يعتمد قبل أي شيء آخر على ما تنوي روسيا أن تفعله لتحقيق هذا الهدف. هل ستلتزم هي نفسها أولاً كطرف في الحرب الآن بوقف إطلاق النار؟ وهل ستتوقف تبعاً لذلك عن استهدافها المدنيين والمعارضين للأسد من غير تنظيم الدولة (داعش)؟ ثم هل موسكو على استعداد أن تفرض على حليفها الأسد التزام وقف إطلاق النار أيضاً، خصوصاً التوقف عن استخدام البراميل المتفجرة؟ وهل تملك إقناع إيران بالتخلي عن الأسد باعتباره الحليف الذي لا ترى بديلاً له في سورية؟ من دون الإجابة في شكل واضح على هذه الأسئلة لا يمثل القرار الأخير لمجلس الأمن أكثر من أنه ورقة أخرى تضاف الى ملف الأزمة السورية.

من الواضح أن روسيا نجحت في ترك مستقبل الرئيس السوري في القرار غامضاً لا يلزم أحداً بشيء. لكنها الطرف الأقوى الآن في الساحة السورية. هي تردد دائماً بأن مستقبل الأسد يعود للسوريين أنفسهم. وهذا من حيث المبدأ صحيح تماماً. لكن عملياً، وفي إطار الصراع الدائر واللعبة السياسية المنبثقة عنه، هو شيء آخر أبعد ما يكون عن الصحة والمنطق. تعرف موسكو أن الرئيس السوري ونظامه الدموي هو في حقيقة الأمر من قرر مصير الشعب السوري، وليس العكس. وهذا واضح مما انتهى إليه حال هذا الشعب المغلوب على أمره. وإذا كانت روسيا صادقة في ما تردده عن هذه المسألة، فإن هذا يلزمها أخلاقياً وسياسياً بتصحيح هذه المعادلة عن انحرافها، بحيث يصبح الشعب هو حقاً من يقرر مصير الرئيس وليس العكس. لكن تدخلها العسكري وإعلانها الالتزام بترجيح كفة الأسد ونظامه في الصراع يشير إلى أنها تريد توظيف القرار الدولي كغطاء لفرض المعادلة القديمة بالقوة ورعب التهديد بها، ومن ثم تكريسها كما كانت عليه منذ أكثر من نصف قرن. تخلي الرئيس الأميركي باراك أوباما ومعه أوروبا عن الشعب السوري، وإطلاق يد روسيا وإيران والنظام في الصراع، إضافة إلى الانقسام العربي الحاد حول الموضوع السوري، يقول للسوريين شيئاً واحداً: إنكم لوحدكم أمام ثلاثي النظام بتاريخه الدموي، وموسكو بحملة «السوخوي» التي أطلقتها، وطهران بميليشياتها وجنرالاتها. ماذا يمكن أن يكون موقف السوري العادي في هذه الحال، وبعد كل الدمار والقتل والتهجير الذي تعرض له؟ وإذا كانت روسيا تناور، كما يبدو، بشعار أن «الشعب يقرر مصير الأسد»، فهل ستقبل المعارضة السياسية والعسكرية بوقف لإطلاق النار، والبدء بالتفاوض قبل معرفة المصير النهائي للرئيس الأسد؟ هذا أمر مشكوك فيه تماماً. الثقة مفقودة تماماً في الرئيس السوري، والروس لم يقدموا شيئاً يشجع على الثقة بما يرمون إليه حيال هذه المسألة. تبقى مسألة أخطر وأهم من ذلك، وهي استحالة قبول السوريين أن يكون بشار الأسد جزءاً من مستقبلهم بمسؤوليته عن الدماء والدمار التي تسبب فيها قبل أي أحد غيره. كيف سيتعامل الروس مع هذه الحقيقة؟

لم يقدم القرار الدولي للشعب السوري أي شيء ملموس. أعطى لإدارة أوباما ورقة توت دولية تغطي بها تخبطها وافتقادها لسياسة خارجية متماسكة. وأعطى لموسكو نوعاً من الغطاء الدولي لمهمتها الغامضة في سورية. ما عدا ذلك لا يتضمن القرار أكثر من أمانٍ لا أحد يعرف كيف، ولا أين يمكن صرفها. بعبارة أخرى، ضاعف القرار الدولي الأخير من عتمة المستقبل السوري. وهذا يعيدنا إلى دلالة المسافة الزمنية بين كيف ومتى نشأت سورية من ناحية، وبين ما انتهت إليه على طاولة مجلس الأمن الجمعة الماضي من ناحية أخرى. فبعد مرور 100 عام من عمر دولتهم يجد السوريون أنفسهم مرغمين بالدم، والقتل، والتهجير، والتعذيب، والتدمير، والغرق في أعالي البحار، ولا مبالاة الدول الكبرى، على البدء من الصفر لإعادة تأسيس واستئناف نشأة هذه الدولة. لكنه صفر غامض، وإعادة تأسيس هي أقرب الى الأمنية منها لعملية سياسية ملزمة. والمؤلم أن هؤلاء السوريين يجدون أنفسهم مرة أخرى يفعلون ذلك تحت إشراف دولي. كأنهم لم يبلغوا الرشد. ذهبت سنوات التحرر الوطني، وما كان يعرف بالنضال ضد الاستعمار والتدخلات الأجنبية، والصراع العربي - الإسرائيلي هباءً تذروه رياح الزمن. نشأت إسرائيل بعد نشأة سورية بـ42 سنة. وهنا تتبدى مأساة الزمن، ومأساة النضال في التجربة السورية. أمامك ما انتهت إليه الشام في حدودها الحالية، وما انتهت إليه إسرائيل. باتت الأخيرة طرفاً، وإن غير مباشر، في الصراع على سورية بعد أن كانت الأخيرة تطمح للتوازن الاستراتيجي معها.

تبعاً لذلك، أصبحت سورية وبحكم ديناميكية الصراع بمعادلته الجديدة، تحت الاحتلال الإيراني، والاحتلال الروسي. وهذا وفقاً لقاموس حزب البعث وخطابه السياسي وليس أي خطاب آخر. باتت أرضها مسرحاً لكل الميليشيات، وسماؤها مسرحاً لكل سلاح طيران يريد أن يحارب «داعش». وفي هذه الغابة من الميليشيات والمقاتلين والطائرات من كل حدب وصوب، صار لزاماً على سلاح الجو الروسي أن ينسق من قاعدته في اللاذقية تحديداً مع سلاح الجو الإسرائيلي بمعرفة وموافقة الرئيس السوري. أي أن إسرائيل، التي يقال أن الأسد كان (في يومٍ ما) يقود المقاومة ضدها، تساهم مع الروس والإيرانيين في حمايته، وحماية نظامه من السقوط.

الأنكى من كل ذلك، أن حكم حزب البعث العربي الاشتراكي لسورية يقتطع قرابة نصف تاريخ الـ100 سنة الماضية، من حيث أنه بدأ في 1968. من هذه 45 سنة رزحت سورية خلالها تحت حكم حافظ الأسد (30 سنة)، ثم ابنه بشار الأسد (15 سنة). ما يعني أن مأساة سورية بدأت في أصلها من داخلها، ثم تفاقمت مع حكم البعث، وتحديداً حكم آل الأسد. ومع ذلك تصر موسكو على أن الشعب السوري هو من يجب أن يقرر مصير الرئيس. اللافت أن هذا الرئيس قال لصحيفة الـ «وول ستريت جورنال» الأميركية بتاريخ 31 كانون الثاني (يناير) 2011، أي قبل قرابة الشهرين من الثورة السورية، ما نصه حرفياً «إذا لم ترَ الحاجة إلى الإصلاح قبل ما حدث في مصر وتونس، فإن الوقت يصبح متأخراً لأي إصلاح». ولأنه هو من قال ذلك، وهو محق فيه تماماً، فإن سورية لم تعد حقاً في حاجة للإصلاح، ولا في حاجة إليه هو تحديداً بعدما فشل في شكل دموي أخرق في استيعاب الثورة. سورية لن تعود كما كانت، بما في ذلك الأسد وزمنه.

 

من المستقبل مقابلة مع المفكر الإسلامي الدكتور رضوان السيد تحدّث خلالها عن معنى التحالف الإسلامي وأهمية «الأمن الفكري».. وعن صمت إيران «الملتبس»: السعودية حائط صدّ في وجه الإرهاب

حاوره: يقظان التقي/المستقبل/20 كانون الأول/15

اعتبر المفكر الإسلامي الدكتور رضوان السيد أن التحالف الإسلامي مبادرة استراتيجية سعودية بوجه الاحبائيين والاصوليين الحزبيين الذين احدثوا اضطراباً في فقه الدين وممارسته وأصوله المستقرة وأن السعودية تقوم بدور حائط الصد حتى لا يضطرب الاستقرار في كل مكان ولا بد ان يكون الجميع مشاركين في هذا التحالف. ورأى السيد ان إيران «لن تستطيع تحطيم الإسلام السني وهي تبحث كل الوقت عن المواجهة بدل الاستغناء عن سياسات التخريب والاستتباع وتلتزم صمتاً ملتبساً فيما هاجم السيد حسن نصر الله التحالف»، مؤكداً «ان الرؤية الاستراتيجية تحتاج الى قيادة مؤثرة بمواصفاتها لا تنطبق على غير الملك السعودي».

السيد اشار الى ان لبنان بعد الحرب الاهلية ليس مؤهلاً للمشاركة بفعالية في المبادرة. لكنه لاحظ كثرة اللبنانيين المفكرين والمثقفين المسلمين في مؤتمر مؤسسة الفكر العربي «وهذا امر واعد ومؤشر الى عروبة العيش المشترك«، متفائلاً بانتخاب رئيس للجمهورية «وهو امر ان تم فهو مقتضى الشراكة ويحتاج الى روحية تعاونية أكبر».

هنا نص الحوار:

[ ماذا يعني التحالف الإسلامي ضد الإرهاب؟

ـ هذه مبادرة استراتيجية سعودية في السنوات الخمس الأخيرة وقد لعبت المملكة دور حائط الصد لأن الداعشيين من جهة والإيرانيين من جهة اخرى هددوا باجتياح كل شيء مع تفاوت الوعي العربي تجاه ما يجري للإسلام والعروبة. وقفت السعودية احيانا بمفردها حائط الصد لتطور الآن موقفها الى مبادرة استراتيجية أو ما سمي التحالف الإسلامي أو التحالف العربي الإسلامي. السعودية هي الدولة المحورية وانتقلت من مرحلة الدفاع الى مرحلة الهجوم ولها هدفان رئيسيان:

ـ استعادة الدين وصون اعرافه المستقرة وهذا الكلام للماوردي صاحب الكلام السلطانية عندما عرض الإمامة بأنها المؤسسة القائمة على حراسة الدين وسياسة الدين. ثم فسر حراسة الدين بأنها صونه على اعرافه المستقرة حيث استقرت ثوابته في التجربة السياسية للمسلمين.

ـ وفي سياسته الدنيا (مهمة الدولة الرئيسة) كانت الوحدات الثلاث:

ـ وحدة الدار

ـ وحدة الأمة

ـ ووحدة السلطة

فالسلطة القائمة على هذه الوحدات الثلاث هي المكلفة بحراسة الدين ومن حراسة الدين امران:

ـ الصون على الأعراف المستقرةـ صون الحريات الدينية لكل الناس ولكل المواطنين في المجتمع وحرية العقيدة وحرية الدين وحرية التعلم.

فاذا تأملنا المشهد الإسلامي نجد ان هؤلاء الأحبائيين والاصوليين الحزبيين احدثوا اضطراباً في فقه الدين وفي ممارسته. ما عاد الدين قائماً على اصوله المستقرة وادّعوا هنا ان هناك اشياء من الدين صون العقل والنسل والنفس والملك، التي تسمى الأصول الخمسة.

ادعوا انها ليست اصولاً ثابتة بدليل انهم يقللون النفس الذي حرم الله باسم التكفير واحدثوا اضطراباً في الدين واعتبروا النظام السياسي مرتبكاً والذي يخرج عن ابو بكر البغدادي يصح قتله والنظام السياسي هو نظام مصلحي وتدبيري لأن القرآن الكريم قال: «أمرهم شورى بينهم» (الأمر الاجماعي والسياسي وليس لأنه ركن ديني او نظام الهي).

هناك اختلاف في فقه الدين افضى الى هدم الدول او كاد وافضى الى اضطراب المجتمعات. الدول العربية في اكثرها مخبأة الرؤوس والدول الإسلامية اعتبرت نفسها غير معنية وأن للذي انفجر هو النظام العربي والإيرانيون قالوا «تعالوا نستخدم هذا الانفجار لشرذمة المجتمعات والدول»، ساعة باسم حماية صوت مقامات اهل البيت وساعة باسم التكفير والإرهاب. ما اعتبر احد نفسه مسؤولاً. المملكة العربية السعودية والمسؤولون فيها ومنذ اللحظة الأولى عرفوا ذلك وبدأوا يقولون لجهة حائط الصد لحفظ استقرارهم واستقرار الجزيرة من جهة ومساعدة العرب والمسلمين الآخرين بقدر ما يستطيعون.

في نطاق حائط الصد ظهرت مبادرة وزارة الداخلية وبرنامج «المناصحة» لاستعادة الشباب وصون عقائدهم ومنع خروجهم على الأمن والدولة. وجاء الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز وأطلق مبادرته أو فكرته «حوار الأديان والثقافات». هذه المهمات الثلاث: مهمة حائط الصد حتى لا يضطرب الاستقرار في كل مكان، ومهمة تجربة اصلاح اذهان هؤلاء الشباب ومهمة منع شكل اجيال متشددة جديدة، والعمل من العالم الذي بدأ يشعر بالخطر وان كان ينسبه الى الإسلام.

كان ذلك بمثابة استيعاب للهجوم اليوم ليبدأ الهجوم المضاد وبهذا المعنى اعتبرت مبادرة التحالف الإسلامي مبادرة استراتيجية لأنها تهتم بالأمرين.

ـ الأمر الأمني والعسكري

ـ والأهم الأمن الفكري.

الأمن الفكري

ومسألة الأمن الفكري اعتبرها اهم لأن المسألة الامنية والعسكرية لا تنفرد السعودية بها بل أن روسيا تزعم القيام بها، والولايات المتحدة ومعها دول تزعم القيام بها. الأمن الفكري أصعب يمكن فرض حل امني وغالباً ما يكون مؤقتا لأن دواعي التذمر ودواعي الثورات موجودة عندما تسنح الفرصة مع اقتراب «القاعدة« من الخمود ظهرت «داعش« والأسباب الدينية والثقافية لم تعط الأهمية الواجبة.

لهذا تقول مبادرة التحالف الإسلامي بمكافحة الإرهاب عن طريق الفكر ايضا. والمكافحة بهذا المعنى ذات ثلاث شعب. ينبغي ان ينخرط فيها الجميع لأن التحولات المفهومية التي جرت من الإسلام اضرت بالجميع، هذه السلطة أو تلك او المؤسسة او تلك هي التي يجب ان تقوم بالإصلاح ولا تستطيع ذلك.

نحن العرب مكلفون ان اردنا لبلداننا ان تستقر ومكلفون ان يستعيد ديننا دوره في بعث السكينة وفي تدعيم الاستقرار. لا بد ان يكون الجميع مشاركين والمتدينون من بينهم بالذات لأن الأصوليات اضرت بالدين قبل ان تكون اضرت بالدولة. يمكن ان نعمل جميعاً مثقفين وعلماء وسياسيين على استعادة مقولة وممارسة صون الدين و«اصوله المستقرة».

ثم النهوض الفكري والتحديث الفكري واخراج ثوابت ديننا وأصوله من ايدي المتطرفين ولا أحب العبارة التي كان يكررها بوش الأبن «استعادة الإسلام من خاطفيه».

الأمر الثاني هو تحديد الأدوات والمؤسسات الدينية التي عجزت وخرج عليها اولئك الشبان واخترعوا ديناً جديداً لحسن الحظ انه لم يصبنا.

ما استطاعت جهة أو حزب إسلامي الاستيلاء على بلد عربي كبير أو متوسط كما استولت الثورة الإسلامية ورجال الدين على السلطة في إيران. فالوسيلة الثانية كما ذكرت او الشعبة الثانية هي استعادة المؤسسات الدينية قوتها بوسائلها كيف تصبح ذات فعالية في اداء المهام التي توكلها المجتمعات الإسلامية اليها وهي اربع مهام.

1 ـ وحدة العبادات

2 ـ التعليم الديني المستنير

3 ـ الفتوى العاملة والمستنيرة والملائمة لاحتياجات المجتمعات.

4 ـ الارشاد العام

[مبادرة شاملة

الأمر الثالث اخراج استراتيجية عملية بمواجهة صورة الإسلام السوداء من العالم فالإسلام لسوء الحظ وهو دين وحضارة عظيمة هو الان في وضع سيء بعلاقاته بالعالم ومبادرة الملك عبد الله حاولت البدء بالتصحيح لتبقى مسألة متابعتها بقوة في العالم وصنع شراكات وهذا العيش المشترك مع العالم وأن يكون له افق اقليمي مشترك.

[ انت آت للتو من غرناطة كيف هي الصورة؟

ـ كنت في غرناطة وكتبت عن زيارتي من «الشرق الأوسط» لقد وجدت شباناً بالمئات يريدون علاقة صحية مع المسلمين ومع الإسلام.

لا شك مبادرة الملك عبد الله فتحت ثغرة مع انها جاءت من «سياسي» فكيف اذا دخلت من هذه الثغرة ومن هذا الباب وجوه تعاون بين المؤسسات الدينية وبين المجتمعات العربية الإسلامية والمجموعات الثقافية في العالم شباناً وشبيباً وأدياناً وثقافات.

هذا الدمار. هذا الخراب الذي نال من مساعي عربية وإسلامية لأكثر من قرن للتلاؤم مع العالم ومع نظامه تحتاج الى عمل كبير وكبير في المجالين الثقافي والاستراتيجي. هم ينظرون الينا ليس من الجانب الحضاري والديني بل ومن الجانب الدولي.

ومؤسساتنا الدينية ليست من القوة والانتشار بحيث يمكن ان تستغل بتصحيح نظرة العالم الى الإسلام. وتأتي المملكة العربية السعودية لتكون رائداً في هذا المجال، مجال التحدث الى العالم باسم الإسلام وباسم حضارته وباسم ثقافته ومعها عشرات الدول الإسلامية وعشرات الدول العربية بحيث يشكل ذلك مبادرة شاملة لتصحيح العلاقة ولإعطاء افق قيمي للعيش المشترك القائم.

[ هل هذا يعني ان السنة بمقدورهم وحدهم محاربة الإرهاب؟

ـ لا.. السنة مجتمعات هائلة وحجمهم 90 بالمئة من الإسلام. لكن لا نستطيع وحدنا محاربة الإرهاب بدليل أننا دخلنا في التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب بزعامة اميركا ولم نقاطع روسيا رغم الفظائع التي ترتكبها.

وبقينا ندعو إيران وندعو تركيا الى الاستغناء عن سياسات التخريب والاستتباع والاتجاه الى التعاون التضامني وقد استجابت تركيا بحدود ضئيلة اما إيران ففعلت العكس. إيران تبحث كل الوقت عن المواجهة ولا ادري لماذا؟

إيران أمنها غير مهدد ومصالحها غير مهددة ولن تستطيع تحطيم الإسلام السني ولن تستطيع تحطيم مليار ونصف مليار سني في العالم. واتطلع الى ان تدخل الدول التي لم تدخل في التحالف والله سبحانه وتعالى قال: «إن هذه امتكم امة واحدة وأنا ربكم فاعبدون».

لذلك هذا التجديد في النظام الإسلامي بأننا «لا نريد ان نخاف العالم ولا أن نخيفه بتوازن وبتساوق» يجب أن يترافق مع تجديد في النظام العربي بالحديث عن التكامل العربي.

[أقلامنا سلاح

[ إيران تلتزم الصمت ازاء اعلان التحالف الإسلامي؟

ـ إيران تلتزم صمتاً ملتبساً لكن السيد حسن نصر الله هاجم التحالف. وهذا يعني (ليس كما يقال التآمر او المسار المتناقض) اختلاف درجات الوعي بالأخطار التي تهدد الأمة العربية والإسلامية.

[ اندونيسيا في أول ردة فعل على المبادرة قالت «أخذنا علماً» ومثلها باكستان ودول إسلامية أخرى؟

ـ ما عادت الدول الإسلامية متعودة على قيادة عربية، فضلاً ان هذه الدول يتداخل بعضها مع إيران وداخل بعضها الآخر تحالفات دولية ـ لكن عندما يثبت الإسلام العربي اهليته للقيادة على نحو ما فعلته المملكة العربية السعودية ستجد ان تلك الدول ورعاية لمصالحها واستقرارها قد دخلت هذا التحالف الإسلامي الكبير.

[ ما هو توصيف الإرهاب من قبل هذا التحالف ومن يستهدف برأيكم هذا التحالف؟

ـ الإرهاب ظاهرة شنيعة موجودة اليوم في نظام مثل نظام داعش ونظام مثل نظام بشار الأسد. وبدون الدخول في تفصيل كبير أو تفاصيل توقعنا من جديد بالخلافات نقول: «ان الإرهاب هو كل عنف يريد من خلال القتل والتدمير الدفع باتجاه طاعة هنا او هناك او طاعة هذا او ذاك والزعم ان المقصود لهذا العنف هو طاعة «الله». في الواقع ان الأهداف الإرهابية هي جميعاً اهداف دنيوية فلا يجوز ان نخدع ولا يجوز ان نعرض بوجوهنا بحجة اتقاء الشر الإرهابي. لا بد من العمل الدؤوب وإن كان ليس من مهمتنا نحن حمل السلاح لكن اقلامنا وثقافتنا واختباراتنا هي بمثابة السلاح القوي.

ولننظر فنجد بالمشهد العربي محاولات ناجحة نسبياً ومحاولات فاشلة نسبياً أو بالمطلق ومحورها هو اقامة نظام الحكم الصالح الذي لا يميز على اساس ديني أو عرقي وقد صارت لهذا النظام مركبات وتراث ويبقى المضي باتجاه التحسين والتصوير واستجلاب ثقة الجمهور.

[ المشكلة هي في هذا «البلوك الثالث» خارج الدولة وخارج الرأي العام الذي تسيطر عليه الجماعات المتشددة؟

ـ نعم، هذا تجذب بعض فئاته وسائل الإعلام العولمية او الداعشية والسؤال هو كيف نبعث من جديد المناعة في مواجهة جاذبية الجماعات المتشددة بدون شرطة ولا بوليس. أظن ان جهوداً صُبّت وستصب في هذا الموضوع اهمها التأثر في الراي العام العربي وهذا يعود بنا الى المواجهة الفكرية العسكرية والمواجهة الاعلامية. وعندما اتحدث عن الاعلام اتحدث عن الدعوى بالمعنى الديني ايضا لأن الخطاب قد يكون معقولاً ولكن لا يصل والذي يوصله هو الفكر النير والسليم، اعني فكر الانصاف والانتصاف والأدوات والخبرات المستخدمة في هذا الخطاب.

[ وماذا عن البعد السياسي في إعلان التحالف السياسي؟

ـ نحن اتفقنا ان المواجهة لها بعدان ديني وسياسي استراتيجي، وكلا الأمرين الديني والاستراتيجي يحتاج الى بؤرة للقيادة والقرار. كان يمكن ان تكون مصر او تكون باكستان او اندونيسيا أو تركيا. ولكن الذي حصل ان احداً من هؤلاء لم يعرض نفسه ولم يقدم مبادرة بل ان بعضهم لم يدخل في الجانب الاستراتيجي من معرفة مواجهة الإرهاب.

إيران اعلنت دخولها مع روسيا وليس مع الولايات المتحدة الاميركية. وأخيراً جمعت المملكة العربية السعودية الميزتين.

في الإسلام السني لا يستقيم الأمر الا بهذه الطريقة لأن هناك تهديداً لدولنا وسياساتنا ولمجالنا الاستراتيجي. ويستخدم التطرف الديني اداة كما يستخدم التطرف الطائفي لذلك تجمع المملكة السعودية الميزتين:

ـ ميزة خدمة الحرمين الشريفين والمملكة مؤتمنة على هذا الإسلام.

ـ وميزة قيادة الوضع العربي الحالي.

ولذلك قلنا ان المبادرة الاستراتيجية بالنظر الى اهميتها بالنسبة للإسلام واستراتيجية النظر وبالنسبة لاستعادة السوية والامتلاء في المجال العربي بعد كثرة الحديث عن الفراغ الاستراتيجي العربي من جانب الاستراتيجيين الدوليين أو جانب بعض المنظرين العرب.

[ لا سيما بعد التدخل الروسي في سوريا؟

ـ وقبله الولايات المتحدة الاميركية، قبل التدخل الروسي تحدّثت «أن داعش باق لثلاثين عاماً» وهذا لا يبقي دولاً ولا ناساً ولا بشراً. هم لا يعتبرون المشكلة مشكلتهم. نعم هي ليست مشكلة الغرب وليست مشكلة روسيا، نعم هي مشكلتنا نحن وتتصل بديننا وعروبتنا؟

[إذا زال الاستبداد زال الإرهاب

[ حتى بعد أحداث باريس وكاليفورنيا الأخيرة وخطر التمدد الإرهابي؟

ـ الأمر تغير نعم، بعد تلك الأحداث وان بالشكل لصالح بشار الأسد لكن في الواقع ان هذه التركيبة المكونة من الإرهاب والاستبداد هي المهددة منذ 5 سنوات واذا زال هذا، زال ذاك.

[ هذه كانت نظريتك مع اندلاع الثورة المصرية وتالياً الثورة السورية أي كنت تعتبر «ان الاستبداد والإرهاب مترابطان وأن زوال احدهما يؤدي الى زوال الآخر بالضرورة»؟

ـ ادليت بهذا فعلاً منذ اندلاع الثورات العربية وقد بدا حينها ان انتصار رأيي في الظاهر خطأ، بمعنى ان هناك من يزالون يركنون الى الاستبداد. لأن داعش لا يجوز ان تكون خياراً وكأن العرب لا يخدمون الا داعش او الاسد! لكن شعوب العالم لديها خيارات أخرى او تهلك الأمم او يهلك نظام العالم.

[ هذا ما اسميته «انفجاراً في الدين الإسلامي»؟

ـ هذا ما ازال اعتقده واراه. وان كانت ليست هناك وقائع بينة وبعض الوقائع تبدو مخالفة.

[ من مثل ان داعش هي تطرف سياسي اكثر منها تطرف ديني؟

ـ داعش جنون سلطة وهؤلاء المهمشون ركبوا تركيبة ضخمة ربطت الدين والدولة بهم. هم يقولون أنه لاستعادة الشريعة لا بد من تطبيق الإسلام وتطبيق الإسلام او الشريعة يحتاج الى السلطة والسلطة غير الإسلامية (ايديولوجيا) لا تستطيع ان تطبق الشريعة. وحدهم يجمعون بين الأمرين الشريعة والشرعية. وهذه كلها تركيبات لا يخطر الاقتناع بها من قبل بعض الشباب وبعضهم من خارج العالم العربي ولكن هذه التركيبات موجودة.

[ ما هي انطباعاتك عن مؤتمر مؤسسة الفكر العربي واحتفالية الجامعة العربية بعيدها السبعين في القاهرة حيث جرى الكلام عن التكامل العربي؟

ـ التكامل العربي والإسلامي وجهان لعملة واحدة. وفي حين يركز التكامل العربي على الجانب الجيوسياسي، يركز التعاون الإسلامي على الجيوستراتيجي وما كان هذا الاختلاط هو المشكلة فقط بل كانت المشكلة قيادة التحالف وأوشكنا ان نفقد الإسلام.

وفي المبادرة السعودية دون صراع مع الاشقاء المسلمين في آسيا وافريقيا هذه القيادة ليس فيها حساسيات. ليست هي جزءاً من اي مصلحة حاكمة، بل هي تطمح لأن تكون سياسة عربية وسياسية إسلامية في الوقت نفسه.

[ وهل بوسع اي مجموعة او جماعة تتعرض للعنف والإرهاب ان تطلب عوناً من هذا التحالف؟

ـ النظام الدولي يحول دون ذلك. تستطيع ان تفعل كما تفعل الان عندما تجمع الجامعة العربية وتتخذ موقفاً من مسألة عربية يتنادى لها المجتمع الدولي، وعندما لا يحدث التوافق تظل المسألة ثنائية بين دولتين او اكثر.

وعندنا تجارب طويلة عريضة عن التعاون العربي داخل المنظومة العربية. ولكن مبادرة التحالف الاستراتيجي والإسلامي هي رؤية استراتيجية «تحتاج الى قيادة مؤثرة وهذه القيادة بمواصفاتها لا تنطبق على غير الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز الذي اخذ الأمور على نحو من الحسم وقد انتقلنا فعلا من مرحلة الدفاع الى مرحلة الهجوم.

[انتخاب رئيس يفعّل الشراكة

[ هل للبنان دور مباشر في هذا التحالف؟

ـ لبنان ليس مؤهلاً لذلك بعد الحرب الاهلية لكنه يستطيع عبر هذا النموذج من العيش المشترك وعبر مثقفيه الافراد المشاركة في هذه المبادرة وهو في مواجهة مبكرة مع الإرهاب.

ولحظت كثرة اللبنانيين المسيحيين بالذات في مؤتمر مؤسسة الفكر العربي وهذا أمر واعد ومؤشر إلى أن عروبة العيش المشترك ما تزال قائمة ووطنية العيش المشترك ما تزال قائمة وعلينا ان نصونها بعيوننا وبالحرية والكرامة. وهذه ليست عبارات جوفاء لأن كثيراً من الاثنيات التي ثارت إنما ثارت من أجل الحرية والكرامة. وما يحدث في سوريا الان هو من اجل الحرية والكرامة الانسانية.

[ هذا يقتضي انجاز انتخاب رئيس جمهورية مسيحي في لبنان؟

ـ هذا الانتخاب لرئيس الجمهورية ان تم هو مقتضى الشراكة ويفعّلها ويضعها في أفق النجاح او يزداد تدهور المؤسسات والدولة.