المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 21 كانون الأول/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.december21.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس يوحنّا01/من08حتى11/مَنْ هُوَ فِيكُم بِلا خَطِيئَة، فَلْيَبْدَأْ ويَرْمِهَا بِحَجَر

الرسالة إلى العبرانيّين11/منمن01حتى06/أَلإِيْمَانُ هُوَ اليَقِينُ بالأُمُورِ المَرْجُوَّة، والبُرْهَانُ لِلأُمُورِ غَيرِ المَرْئِيَّة

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

تعريف للعونية الكارثية والإستغبائية/الياس بجاني

مسامير وتغريدات تحكي حال أحزابنا الشركات التعتير  وهيمنة "الأنا" على عقول أصحابها/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

من قتل سمير القنطار ومن سهل الأمر، وهل هو فعلاً شهيد، وطبقاً لأية معايير/مجموعة من التقارير تحكي حياة القنطار المثيرة للجدل وموته والخلاف حول اعتباره شهيداً

مقتل سمير القنطار في سوريا

حزب الله: استشهاد الاسير سمير القنطار في غارة للعدو الاسرائيلي في جرمانا في ريف دمشق

إطلاق 3 صواريخ من جنوب لبنان على إسرائيل.. وتل أبيب ترد

قائد اليونيفيل: الوضع هادئ الآن على طول الخط الأزرق وكل الأطراف أكدت التزامها بالحفاظ على وقف الأعمال العدائية

مقتل قيادي في «حزب الله» بغارة إسرائيلية... تحت «مظلة بوتين»

اعتصام في بدنايل تضامنا مع حسن يعقوب: انتظرنا الملف 38 عاما وإذا بالمخطوفين الثلاثة صاروا أربعة

ترشح فرنجية «يقتحم» الحوار اليوم ويضع الرئاسة أمام مرحلة جديدة

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 20/12/2015

قوة دفع ديبلوماسية لإنجاز التسوية الرئاسية في لبنان

الراعي: السياسات الخارجية تهدف الى ترويج الصراع بين الاديان ونحن في لبنان وبلدان الشرق الاوسط مدعوون لمواجهة هذا التحدي بالعيش الواحد

فتفت: الحوار بين المستقبل وحزب الله مضيعة للوقت لأنه لا يبحث في الملفات الأساسية

“حزب الله” فقد السيطرة على علاقة عون و فرنجية

هل بات ترشيح "القوات" لعون قريباً؟

بيضون لـ "الأنباء" :ـ التحالف الإسلامي يسحب البساط من تحت إيران ويقلّد السعودية زمام قيادة المنطقة

 

عناوين الأخبار المتفرقات اللبنانية

تغريدة وجدانية لفاطمة عبدالله

كبير مشايخ البياضة نفى القاء الحرم الديني على مشايخ جبل العرب

 ريفي رعى إضاءة شجرة الميلاد في طرابلس: مدينة إخاء وعيش مشترك وسلام

زهرا في طبرجا: نحن مع قانون انتخابي مختلط وحوارنا مع التيار الوطني مستمر

رعد من صير الغربية: صمودنا غير مواقف بعض الدول ودفعها للبحث عن حل أو تسوية تخرج منها بماء وجهها

رحال: قوى 8 آذار وحزب الله لا يريدون رئيسا لذلك يعطلون المبادرات

الحوت: على الرئيس المنتظر ألا يغطي مشاركة البعض في القتال في سوريا وان يتعهد بشراكة وطنية حقيقية

فنيش: لبنان لن يكون جزءا من التحالف الإسلامي المشبوه

فضل الله: من وصفوا المقاومة بالإرهاب خلال حرب تموز هم الذين رعوا الإرهاب ومولوه ونشروا الفكر التكفيري

قاسم هاشم: العمل الإجرامي والإرهاب الدولي المنظم وجهان لعملة واحدة

قاووق: لم يعد سرا أن السعودية تقود تحالفات إرهابية في اليمن وسوريا

فياض: من يقود التحالف الإسلامي يريد أن يعمم الإرهاب كي يضيع الإرهاب الحقيقي

إسرائيل تغلق حساب القنطار: الرد في ملعب "حزب الله"

مقتل القنطار وشعلان: اسرائيل استهدفت اجتماعا موسعا في جرمانا

مقتل ضباط ايرانيين مع القنطار..يدعم فرضية الاختراق الروسي

الكلمة الإسرائيلية في اغتيال القنطار: الجولان “أمن قومي إسرائيلي”

استشهاد القنطار… أسئلة لا بد منها

انفجار الجدل السوري: من #سمير_القنطار_شهيدا إلى #شكرا_اسرائيل الحقيرة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الائتلاف المعارض ينتقد قرار مجلس الأمن بشأن سورية

أبناء قيادات »إخوانية« ينضمون إلى »داعش« و»النصرة«

مقتل العشرات في غارات روسية على إدلب

تحذيرات أميركية وبريطانية من هجمات إرهابية في تونس

محادثات بين العاهل البحريني ووزير الدفاع الأميركي

كلينتون: «داعش» يستغل مواقف ترامب المهينة للإسلام لتجنيد المزيد من المقاتلين

انتهاء محادثات السلام اليمنية من دون اتفاق

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

بين 'وطني دائما على حق'… و'لبنان أولا'/خيرالله خيرالله/العرب

"تحرّكات" رئاسية تُبقي التواصل قائماً من دون تغيير "حزب الله" لم يُفرج بعد عن الرئاسة/ألين فرح/النهار
رئيس لمرحلة انتقالية يحضّر لمرحلة تأسيسيّة بعد انتخابات نيابيّة على أساس قانون جديد/اميل خوري/النهار
معركة الحليفين طويلة/ نبيل بومنصف/النهار

قرار مجلس الأمن حول الحلّ السوري توافق دولي "من فوق" ... هل يكفي/روزانا بومنصف/النهار
الحرب و"الأسد إلى الأبد"/علي بردى/النهار
عهد جديد مليء بالفرص/بان كي – مون/الأمين العام للأمم المتحدة/النهار
مقتل القنطار.. ما رأي إيران الآن/طارق الحميد/الشرق الأوسط
800 عسكري روسي نزلوا في اللاذقية وطرطوس وريف حلب و»حزب الله« والميليشيات الإيرانية بين مطرقة تل أبيب وسندان موسكو/حميد غريافي/السياسة
حزب الله" في سوريا.. إنكسار المشروع الايراني/علي رباح /المدن
لبنان تحت احتلال حزب الله/أحمد عدنان/العرب
الحلف الإسلامي' مرجعية الحرب على الإرهاب/خيرالله خيرالله/العرب

لا خطة “ب” في الرابية: عون رئيسا.. من أعجبه أهلا وسهلا ومن لم يعجبه فليرنا ماذا سيفعل/بولا أسطيح/ الشرق الأوسط
في مسرح الجريمة/غسان شربل/الحياة
سورية بعد ليبيا... هل تنجح «الوصاية الدولية»/جورج سمعان/الحياة

لماذا لا يتم تجريم ميليشيات إيران دولياً/داود البصري/السياسة

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس يوحنّا01/من08حتى11/مَنْ هُوَ فِيكُم بِلا خَطِيئَة، فَلْيَبْدَأْ ويَرْمِهَا بِحَجَر

مَضَى يَسُوعُ  إِلى جَبَلِ الزَّيْتُون. وعِنْدَ الفَجْر، عَادَ إِلى الهَيْكَل. وكَانَ الشَّعْبُ كُلُّهُ يَأْتِي إِلَيْه، فَجَلَسَ يُعَلِّمُهُم. وأَتَاهُ الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ بِٱمْرَأَةٍ أُمْسِكَتْ وهِي تَزْنِي، وأَقَامُوهَا في الوَسَط، وقَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّم، هذِهِ المَرْأَةُ أُمْسِكَتْ فِي زِنًى مَشْهُود. وفِي التَّوْرَاة، أَوْصَانَا مُوسَى بِرَجْمِ أَمْثَالِهَا. وأَنْتَ، فَمَاذَا تَقُول؟». قَالُوا هذَا لِيُجَرِّبُوه، فَيَكُونَ لَهُم مَا يَشْكُونَهُ بِهِ. أَمَّا يَسُوعُ فَأَكَبَّ يَخُطُّ بِإِصْبَعِهِ على الأَرْض. ولَمَّا ٱسْتَمَرُّوا يَسْأَلُونَهُ، وَقَفَ وقَالَ لَهُم: «مَنْ هُوَ فِيكُم بِلا خَطِيئَة، فَلْيَبْدَأْ ويَرْمِهَا بِحَجَر!». ثُمَّ أَكَبَّ وعَادَ يَخُطُّ عَلى الأَرْض. ولَمَّا سَمِعُوا، بَدَأُوا يَخْرُجُونَ وَاحِدًا فَوَاحِدًا، وكِبَارُ السِّنِّ أَوَّلاً. وبَقِيَ يَسُوعُ وَحْدَهُ، والمَرْأَةُ قَائِمَةٌ في الوَسَط. فَوَقَفَ يَسُوعُ وقَالَ لَهَا: «يَا ٱمْرَأَة، أَيْنَ هُم؟ أَمَا دَانَكِ أَحَد؟».قَالَتْ: «لا أَحَد، يَا سَيِّد». فَقَالَ لَهَا يَسُوع: «ولا أَنَا أَدِينُكِ. إِذْهَبِي، ولا تَعُودِي تَخْطَإينَ بَعْدَ الآن»."

 

الرسالة إلى العبرانيّين11/منمن01حتى06/أَلإِيْمَانُ هُوَ اليَقِينُ بالأُمُورِ المَرْجُوَّة، والبُرْهَانُ لِلأُمُورِ غَيرِ المَرْئِيَّة

"يا إخوَتِي، أَلإِيْمَانُ هُوَ اليَقِينُ بالأُمُورِ المَرْجُوَّة، والبُرْهَانُ لِلأُمُورِ غَيرِ المَرْئِيَّة. وَبِهِ شُهِدَ لِلأَقْدَمِين. بِالإِيْمَانِ نُدْرِكُ أَنَّ العَالَمِينَ أُنْشِئَتْ بِكَلِمَةٍ مِنَ الله، لأَنَّ مَا يُرى لَمْ يَتَكَوَّنْ مِمَّا هُوَ ظَاهِر. بِالإِيْمَانِ قَرَّبَ هَابيلُ للهِ ذَبيحةً أَفْضَلَ مِن ذَبيحةِ قَايين، وبالإِيْمَانِ شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ بَارّ، وقَد شَهِدَ اللهُ نَفْسُهُ على قرابِينِهِ، وبِالإِيْمَانِ مَا زَالَ هَابِيلُ بَعْدَ مَوتِهِ يَتَكَلَّم. بِالإِيْمَانِ نُقِلَ أَخْنُوخُ لِكَي لا يَرَى المَوت، ولَمْ يُوجَدْ مِن بَعْدُ لأَنَّ اللهَ نَقَلَهُ؛ وقَبْلَ أَنْ يُنْقَلَ شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ أَرْضَى الله. وَبِغَيْرِ إِيْمَانٍ يَسْتَحِيلُ إِرْضَاءُ الله. فَالَّذي يَقْتَرِبُ إِلى الله، علَيهِ أَنْ يُؤْمِنَ بِأَنَّ اللهَ مَوْجُود، وأَنَّهُ يُكافِئُ الَّذِينَ يَطْلُبُونَهُ".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته

تعريف للعونية الكارثية والإستغبائية

الياس بجاني/19 كانون الأول/15

العونية بجوهرها هي رزم من السخافات الخرافية، والأوهام المرّضية، وضحالة الفكر، والجهل الفاقع، والتسطح السياسي الغبي، والتعصب الأعمى، والعقم الثقافي اللابط ،وعبادة صنم على شكل انسان

 

مسامير وتغريدات تحكي حال أحزابنا الشركات التعتير  وهيمنة "الأنا" على عقول أصحابها

الياس بجاني/19 كانون الأول/15

في تاريخه الغابر وكما المعاصر لم يعرف لبنان سياسي نرسيسي وواهم ومخدر القلب والضمير والعقل كما هو حال الشارد ميشال عون. الرجل هو فعلاً كارثة.

في لبنان لا وجود لأحزاب عملاً بمعايير الأحزاب الغربية، بل شركات تجارية وعائلية ومافياوية همها الربح والسلطة وأخر همها الناس والوطن والأخلاق.

فاضح أمر تخبط ما يسمون أنفسهم 14 آذار في مواجهة رئاسة فرنجية فلا بدائل لديهم ولا حلول، بل هروب إلى الأمام وغرق في "الأنا" أكثر وأكثر.

لا احترام ولا مصداقية ولا مستقبل لكل سياسي أو حزب 14 آذاري يتعامى عن واقع موت 14 آذار السياسيين والأحزاب وسعد الحريري الذي لا قرار حر لديه.

مهما تم نفخ طوباوية الرئيس الحريري ومهما تم تصويره على أنه خائف على لبنان هو في الحقيقة عاجز ولا قرار حر لديه وتابع كلياً لمرجعيته الإقليمية.

للأسف "الأنا" هي التي تتحكم بردات أفعال السياسيين والأحزاب ال 14 آذاريين الذين جن جنونهم جراء تقدم فرص فرنجية الرئاسية. لا بدائل ولا حلول، بل ضياع كامل.
غريب أمر تجار السياسة والبشر في لبنان فهم يوماً مع الأسد ويوماً ضده وكأنهم يعملون في البورصة وليس في السياسة. معايير مواقفهم "الأنا" فقط.

البلد محتل وهذه حقيقة معاشة وبالتالي لا شيء مستغرب . في ظل الإحتلال عينوا لنا 3 رؤساء واليوم سوف يعينون لنا الرابع...

الاحتلال لن يبقى ولا اتباعه.. كل الاحتلالات زالت وبقي لبنان وحال الاحتلال الحالي لن يكون مختلفاً مهما طال زمنه وظلمه والقهر.

الكارثة الفكرية والوطنية ليست في استغباء حزب الله للغير وفي اسقاط الحزب علله وعاهاته على الآخرين كما يفعل اليوم، بل هي في هذا الغير الذي يداهن فكر الحزب العفن ويسوّق له ويرضخ لإرهابه ويتعامى عن مشروعه الملالوي.

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

من قتل سمير القنطار ومن سهل الأمر، وهل هو فعلاً شهيد، وطبقاً لأية معايير/مجموعة من التقارير تحكي حياة القنطار المثيرة للجدل وموته والخلاف حول اعتباره شهيداً

http://eliasbejjaninews.com/2015/12/20/%D9%85%D9%86-%D9%82%D8%AA%D9%84-%D8%B3%D9%85%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%86%D8%B7%D8%A7%D8%B1-%D9%88%D9%85%D9%86-%D8%B3%D9%87%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D8%9F-%D9%88%D9%87%D9%84-%D9%87/

 

مقتل سمير القنطار في سوريا

وكالات/ذكرت وسائل إعلام سورية في ساعة مبكرة ان عددا من الصواريخ أصاب مبنى في منطقة جرمانا بالعاصمة السورية دمشق مما أدى إلى سقوط عدة ضحايا. وأنحت باللائمة في ذلك على "جماعات إرهابية"، وفق "رويترز".  ولكن أشخاصا موالين للحكومة على وسائل التواصل الاجتماعي قالوا إن الانفجارات سببها غارة إسرائيلية يُعتقد أنها قتلت اللبناني سمير القنطار الذي أدانته إسرائيل بمسؤوليته عن هجوم وقع عام 1979 وأدى إلى مقتل 4 أشخاص.  وأفرجت إسرائيل عن القنطار في 2008 في إطار صفقة تبادل للسجناء مع "حزب الله".  وقال بعض الموالين للحكومة السورية إنه كان في المبنى وقت وقوع الهجوم. ولاحقاً، نعى بسام القنطار شقيقه، سمير القنطار على صفحته على "فيسبوك" من دون أن يذكر تفاصيل بشأن وفاته ولكنه قال إن شقيقه "شهيد".  وقال بسام القنطار إنه ينعي "بفخر استشهاد الزعيم سمير قنطار ويتشرف بانضمامه لعائلات الشهداء".  كما أعلن "حزب الله" في بيان، عن مقتل "عميد الأسرى اللبنانيين الاسير المحرر سمير القنطار بغارة صهيونية على مبنى سكني في جرمانا في ريف دمشق".

 

حزب الله: استشهاد الاسير سمير القنطار في غارة للعدو الاسرائيلي في جرمانا في ريف دمشق

الأحد 20 كانون الأول 2015 /وطنية - اصدر مكتب العلاقات الاعلامية في "حزب الله" بيانا جاء فيه: "عند الساعة العاشرة والربع من مساء يوم السبت الواقع في 19/12/2015 اغارت طائرات العدو الصهيوني على مبنى سكني في مدينة جرمانا في ريف دمشق ما ادى الى استشهاد عميد الاسرى اللبنانيين في السجون الاسرائيلية الاسير المحرر الاخ المقاوم والمجاهد سمير القنطار وعدد من المواطنين السوريين. تغمد الله تعالى شهيدنا العزيز وجميع الشهداء برحمته الواسعة واسكنهم فسيح جناته مع الانبياء والصديقين.

 

إطلاق 3 صواريخ من جنوب لبنان على إسرائيل.. وتل أبيب ترد

الحياة/20 كانون الأول/15/أكد مصدر أمني لبناني إطلاق ثلاثة صواريخ «كاتيوشا» عصر اليوم (الأحد) من جنوب لبنان باتجاه شمال إسرائيل، بعد ساعات من إعلان مقتل القيادي في «حزب الله» سمير القنطار بغارة قرب دمشق. فيما أعلنت إسرائيل اطلق قذائف مدفعية على جنوب لبنان رداً على تلك الصواريخ.

وقال المصدر الأمني «تم إطلاق ثلاثة صواريخ كاتيوشا من بلدة جنوب مدينة صور، تبعد حوالى خمسة كيلومترات عن الحدود مع إسرائيل». وأفاد المصدر في وقت سابق عن إطلاق صاروخين. من جهة أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي إنه أطلق قذائف مدفعية على جنوب لبنان اليوم ردا على الصواريخ التي اطلقت عبر الحدود. وتابع الجيش في بيان انه يحمل الحكومة اللبنانية المسؤولية عن الهجمات التي تنطلق من أراضيها وانه «سيواصل التصدي لأي محاولة للاضرار بسيادة إسرائيل وأمن مواطنيها». وتعد المنطقة الحدودية مع إسرائيل من مناطق نفوذ «حزب الله» الذي اتهم إسرائيل اليوم بشن غارة على مدينة جرمانا قرب دمشق أدت إلى مقتل أحد قادته سمير القنطار، السجين السابق في السجون الإسرائيلية نحو ثلاثين عاماً.

 

قائد اليونيفيل: الوضع هادئ الآن على طول الخط الأزرق وكل الأطراف أكدت التزامها بالحفاظ على وقف الأعمال العدائية

الأحد 20 كانون الأول 2015 /وطنية - أصدرت قيادة اليونفيل، بيانا حول التطورات الجنوبية مساء اليوم، جاء فيه: "هذا المساء عند حوالي الساعة الخامسة والنصف، رصدت رادارات اليونيفيل ثلاثة صواريخ أطلقت من محيط منطقة الحنية في جنوب لبنان باتجاه إسرائيل. وقد أبلغ الجيش الإسرائيلي اليونيفيل أن صاروخين سقطا في شمال اسرائيل، وسقط صاروخ ثالث في البحر. ورد الجيش الإسرائيلي بما يقرب من ثماني قذائف هاون من عيار 120 ملم سقطت قرب زبقين في جنوب لبنان. في هذا الوقت، لم يبلغ عن وقوع اصابات من الجانبين، ولم تعلن أي جهة المسؤولية عن الهجوم الصاروخي. هذا ويجري رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء لوتشيانو بورتولانو اتصالات وثيقة مع الأطراف، ودعا الى أقصى درجات ضبط النفس من أجل منع أي تصعيد للوضع. وقال اللواء بورتولانو: "هذا حادث خطير يأتي في انتهاك لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 ومن الواضح أنه يهدف إلى تقويض الاستقرار في المنطقة. من الضروري تحديد مرتكبي هذا الهجوم وإلقاء القبض عليهم. وقد تم نشر قوات اضافية على الأرض، كما تم تكثيف الدوريات في جميع أنحاء منطقة عملياتنا بالتنسيق مع القوات المسلحة اللبنانية لمنع أي حوادث أخرى". وأضاف: "وفي الوقت نفسه، هناك حاجة إلى ضبط النفس، وقد أكد لي الأطراف التزامهم المستمر من أجل الحفاظ على وقف الأعمال العدائية. الوضع الآن على طول الخط الأزرق هادئ". وختم البيان بالاعلان ان "اليونيفيل، بالتعاون مع الأطراف، فتحت تحقيقا لتحديد الوقائع وملابسات الحادث وكذلك لتحديد مواقع إطلاق الصواريخ".

 

مقتل قيادي في «حزب الله» بغارة إسرائيلية... تحت «مظلة بوتين»

بيروت، دمشق، القدس - «الحياة»، رويترز، أ ف ب /21انون الأول/15

قتل القيادي في «حزب الله» اللبناني سمير القنطار الذي امضى نحو ثلاثين عاماً في السجون الإسرائيلية، نتيجة غارة اسرائيلية على ضاحية جرمايا قرب دمشق هي الاولى منذ بدء التدخل الروسي في سورية ونشر «مظلة بوتين» فوق دمشق، قبل حوالى ثلاثة أشهر، في وقت قتل وجرح عشرات المدنيين بغارات روسية على مدينة ادلب (شمال غرب)، كما افيد بسقوط جرحى بسبب تفجير وسط العاصمة. ودوت صفارات الإنذار في مناطق في شمال إسرائيل ومنطقة نهاريا في إشارة إلى هجوم صاروخي محتمل من لبنان ذلك بعد ساعات من اعلان مقتل القنطار. وذكرت وسائل اعلام إسرائيلية انه لم ترد أي انباء عن وقوع اضرار أو إصابات، نتيجة اطلاق ثلاثة صواريخ من قرية القليلة في جنوب لبنان. وفي وقت لاحق، اطلقت اسرائيل تسع قذائف مدفعية استهدفت جنوب منطقة صور في لبنان. وكان «حزب الله» اعلن في بيان انه «عند الساعة العاشرة والربع من مساء السبت (أول من امس) أغارت طائرات العدو الصهيوني على مبنى سكني في مدينة جرمانا في ريف دمشق، ما أدى إلى استشهاد عميد الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية الأسير المحرر الأخ المقاوم والمجاهد سمير القنطار وعدد من المواطنين السوريين». والقنطار (54 سنة) يتحدر من بلدة عبيه ذات الغالبية الدرزية جنوب شرقي بيروت، وهو معتقل لبناني سابق في اسرائيل لنحو ثلاثين عاماً، ويلقب بـ «عميد الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية»، حيث كان يقضي عقوبة بالسجن المؤبد بعد اتهامه بقتل ثلاثة اسرائيليين بينهم طفلة في نهاريا (شمال اسرائيل) عام 1979.

وتولى القنطار الموجود في سورية منذ اعلان «حزب الله» تدخله العسكري لمساندة قوات النظام عام 2013، مسؤوليات قيادية في احدى المجموعات التي اسسها الحزب والمسؤولة عن تنفيذ عمليات في مرتفعات الجولان التي تحتل اسرائيل جزءاً منها. وشغل القنطار وفق المرصد السوري منصب «قائد المقاومة السورية لتحرير الجولان» التي اسسها الحزب منذ نحو عامين لشن عمليات ضد اسرائيل في مرتفعات الجولان. ونشرت قناة «المنار» التابعة لـ «حزب الله» مشاهد فيديو تظهر المبنى الذي استهدفته الغارة الاسرائيلية وهو شبه مدمر وقد انهارت جدرانه، في حين اكتفت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) بتأكيد مقتل القنطار «نتيجة قصف صاروخي ارهابي» من دون الاشارة الى اسرائيل. ووفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان، قتل الى جانب القنطار احد مساعديه ويدعى فرجان الشعلان. وأشار الى ان «الطيران الاسرائيلي استهدف القنطار في اوقات سابقة ولمرات عدة داخل الاراضي السورية من دون ان يتمكن من قتله». ولم تتبن اسرائيل رسمياً الغارة التي ادت الى مقتل القنطار، الذي ادرجته واشنطن في 8 ايلول (سبتمبر) على لائحة «الإرهابيين الدوليين». وقالت وزيرة العدل الإسرائيلية إيليت شاكيد إنه «إرهابي كبير قتل طفلة بتحطيم جمجمتها (...) ومقتله نبأ سار». ورأى الجنرال المتقاعد ياكوف اميدرور ان اسرائيل بعدم اعلان مسؤوليتها تُقلل من احتمال القيام بعمليات انتقامية ضدها. لكنه اضاف: «اذا قام احد بقتله فهذا نبأ سار لإسرائيل لأنه كان يقوم بدور محوري في جهود «حزب الله» لتنفيذ عمليات جديدة من هضبة الجولان». ومن المقرّر ان يتم تشييع القنطار في ضاحية بيروت الجنوبية اليوم، في وقت أعلن عن إطلالة للأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله عبر شاشة «المنار» مساء. واعتبر الناطق باسم الخارجية الإيرانية حسين جابر أنصاري «استهداف القنطار على يد الصهاينة أحدث نماذج الإرهاب الحكومي ويشكل انتهاکاً لسيادة ووحدة أراضي دولة مستقلة وعضو في الأمم المتحدة». وكانت اسرائيل شنت غارات عدة في سورية واستهدفت مواقع لـ «حزب الله»، لكن اغتيال القنطار اكبر عملية اسرائيلية منذ تدخل روسيا نهاية ايلول وتوصلت موسكو وتل ابيب الى تفاهم وإقامة خط احمر بين اسرائيل وقاعدة اللاذقية العسكرية. وأفادت «سانا» بسقوط قذيفة «على حافلة ركاب على اتوستراد المزة في دمشق اسفرت عن اصابات بعضهم في حالة خطرة». الى ذلك، ارتفع عدد قتلى الغارات التي «يعتقد» بأن قاذفات روسية شنتها على مواقع في ادلب الى 36 شخصاً، وفق «المرصد». وأضاف ان الغارات استهدفت «مقار حكومية سابقة يستخدم جيش الفتح عدداً منها كمراكز وإدارات». وقال نشطاء معارضون ان مقاتلي المعارضة قصفوا بلدة الفوعة التي تضم موالين للنظام في ريف ادلب ويشملها اتفاق هدنة بين المعارضة والنظام برعاية ايرانية - تركية «رداً على قصف روسيا إدلب». وفي الشمال، سيطر جيش النظام والموالون على بلدة خان طومان الإستراتيجية في ريف حلب الجنوبي.

 

اعتصام في بدنايل تضامنا مع حسن يعقوب: انتظرنا الملف 38 عاما وإذا بالمخطوفين الثلاثة صاروا أربعة

الأحد 20 كانون الأول 2015 /وطنية - نفذ مشايخ وفاعليات من منطقة البقاع، اعتصاما تضامنيا مع النائب السابق حسن يعقوب، في حسينية بدنايل، شارك فيه النائب السابق سليم عون ورؤساء بلديات ومخاتير من بدنايل والمنطقة، ورفعت خلاله صور ليعقوب، وشعارات مؤيدة. وقال سليم عون إن الوقوف الى جانب حسن يعقوب "هو وقوف بجانب قضية أساسية يدافع عنها حسن يعقوب، وإذا وسعناها تخص الطائفة الشيعية، وإذا فكرنا بها كلبنانيين تخص كل مواطن لبناني"، مشيرا إلى ان تغييب الامام موسى الصدر والشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين "قضية عمرها 38 عاما"، وان يعقوب الإبن لم يستطع ان ينسى هذه الجريمة "وهو يبث عن الحقيقة". وتوجه إلى القضاء "لأن الملف أصبح بيد القاضي، وكلنا ثقة بالقضاء بأن يفكر بهذا الملف الأمانة من دون سماع أحد، ان يضع نفسه مكان اي شخص لبناني خطف والده منذ 38 عاما وان يحكم بضميره وإنسانيته"، مضيفا "بعدما تقاعست الدولة، ظهر أمامها ملف لتحريك القضية. وافهم انه بالقانون يجب معاقبة كل مرتكب، وعندما يكون الأمر كذلك يجب ان يطبق على الجميع، اذا كانت " بدها تحاسب" المرتكبين نحن ندلها عليهم، وهي تعرف، ومن خطف عسكريين وارتكب جرائم اطلق سراحه، بينما نحاسب من خطف والده". وتابع: "نحن لسنا طلاب مخالفة قوانين او تبرئة مخالفين، نريد عدالة ومتابعة للملف بجدية. والحل يبدأ بالقضية الاساسية: بانهاء الملف ومنذ هذا الوقت الى حينه نرفض الظلم بحق المظلوم". وختم: "لا يفكرن أحد اننا ضعفاء، مهما كبر الظلم قضيتنا رابحة، لأنها قضية حق. واليوم حسن يعقوب هو أقوى من اي يوم مضى، فالشعب اللبناني وراءه لان قضيته قضية حق". وألقى امام بلدة بدنايل الشيخ أديب حيدر كلمة رجال الدين، وقال فيها: "انتظرنا الملف 38 عاما، وإذا بالمخطوفين الثلاثة صاروا أربعة، وكل الأحرار الذين عشقوا موسى الصدر لم يتغير حبهم له. والشريعة أعطتنا اجازة ان حقنا عند غريمنا بعد 38 عاما، ويؤخذ نجل الشيخ محمد يعقوب رهينة، والقضية أصبحت ككرة الثلج وستتدحرج كما دحرجت القذافي، وليسمع الذين يتلهون بالمسؤولية وليسمعوا ولا نقبل ان يكون حسن يعقوب مخطوفا مقابل نجل المجرم القذافي في أقدس قضية، وقضية موسى الصدر هي الاقدس، وهي قضية فلسطين التي ذهب ضحيتها الامام. ولو لم تكن القضية مسيسة لما أوقف يعقوب". وختم: "نطالب بالصدر ويعقوب وبدر الدين وحسن يعقوب سجين لبنان، ونحمل المسؤولين والمقصرين مسؤولية كل يوم يبقى فيه بالسجن، وإذا بقي في السجن فكل القضايا ستسقط".

 

ترشح فرنجية «يقتحم» الحوار اليوم ويضع الرئاسة أمام مرحلة جديدة

بيروت - «الحياة»/20 كانون الأول/15

يرعى رئيس المجلس النيابي نبيه بري اليوم جلسة الحوار الموسع الثانية عشرة في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، وعلى جدول أعمالها ملء الشغور في رئاسة الجمهورية الذي يتلازم هذه المرة مع إعلان زعيم تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية ترشحه للرئاسة الأولى، في ضوء المبادرة التي أطلقها زعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري التي غابت كلياً عن المداولات في جلسة الحوار السابقة. ويطرح ترشح فرنجية سؤالاً حول كيفية التعاطي معه، وحول ردود فعل الأطراف المتحاورة، وهل يمكن تجاوز هذا الترشح وبالتالي ترحيله إلى جلسة لاحقة. وماذا سيكون موقف «تكتل التغيير والإصلاح» من هذا الترشح سواء شارك رئيسه العماد ميشال عون في الحوار أو انتدب إليه من ينوب عنه؟ وينسحب هذا السؤال أيضاً على «حزب الله» الذي يتجنب حتى إشعار آخر التعليق على ترشح حليفه فرنجية ضد حليفه الآخر عون الذي يتصرف وكأن الترشح باسم «قوى 8 آذار» هو بمثابة وكالة حصرية لا يسمح لأحد من حلفائه بمصادرتها، مع أن زعيم «المردة» كان واضحاً في مقابلته الأخيرة لجهة تأكيده أن السيد حسن نصرالله هو في صورة الاتصالات والمشاورات التي أجراها، بما فيها تلك التي سبقت وأعقبت اجتماعه في باريس مع الحريري.

ولم يعرف ما إذا كان ما أشيع عن «امتعاض» «حزب الله» من بعض ما قاله فرنجية في مقابلته الأخيرة، يهدف إلى مراعاة حليفه عون أم إنه لا يزال يتمسك بترشح هذا الأخير.

وعلى رغم أن الحوار الذي يُجرى حالياً من خارج طاولة الحوار النيابية، بات موضع اهتمام دولي وإقليمي بعدما تمكن فرنجية بترشحه من تحريك ملف الرئاسة الأولى، إلا أن تغيبه عن الحوار النيابي لمرة واحدة وبصورة استثنائية أو ترحيله لتفادي الإحراج، لن يقدم أو يؤخر في التعاطي بصورة جدية مع هذا الترشح الذي وضع المتحاورين في عين التينة أمام معادلة سياسية جديدة إن لم نقل أنه سيساهم تدريجياً في تغيير شكل طاولة الحوار.

وفي هذا السياق، تقول مصادر نيابية ووزارية بأن ترشح فرنجية سيفرض نفسه عاجلاً أم آجلاً على طاولة الحوار، وقد يشكل إحراجاً لبعض حلفائه كما للبعض الآخر في «قوى 14 آذار»، وربما يمهد الطريق أمام إعادة خلط الأوراق الرئاسية ترشحاً وانتخاباً، مع أن الرهان على المترددين من خصومه في عدم تأييده، يبقى سابقاً لأوانه في ضوء ما تردد أخيراً أن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع لن يذهب بعيداً في الاعتراض عليه، وبالتالي يقرر التسليم بترشح عون والوقوف إلى جانبه.

وتؤكد المصادر النيابية أن صمت «حزب الله» لن يدوم طويلاً، وقد يضطر لأن يقول كلمته في ترشح فرنجية تأييداً أو اعتراضاً على ترشحه وتقول أن عون لن يبدل موقفه وسيحاول تعطيل نصاب جلسة انتخاب الرئيس إذا ما أحس بأن حظه في الوصول إلى سدة الرئاسة أخذ يتراجع.

وتلفت المصادر نفسها إلى أن ترشح فرنجية كان وراء تظهير «الكيمياء السياسية» المفقودة بينه وبين حليفه عون، تماماً كتلك المفقودة بين الأخير والرئيس بري. وتؤكد أن المرشح الأكثر تمثيلاً يبقى القادر على التوفيق بين القوى السياسية والقادر على جمعها تحت سقف العودة إلى إحياء مشروع الدولة، الذي هو على وشك الانهيار، لكثرة ما أصابه من انحلال في ظل تعطيل المؤسسات الدستورية وشل قدرتها على العمل، ومنها مجلس الوزراء الذي يمضي «إجازة قسرية» يفترض أن يقطعها اليوم لعقد جلسة بعد طول غياب، تخصص لترحيل النفايات بعد أن عجز عن توفير الحلول المحلية لهذه الأزمة المزمنة.

وتسأل المصادر أي إنجاز تتحدث عنه حكومة «المصلحة الوطنية»، وهل تقصد به ترحيل النفايات إلى الخارج، هذا إذا ما توافق الوزراء على الخطة التي أعدها وزير الزراعة أكرم شهيب في هذا الخصوص، والذي بدأ يعد لها أكثر من شهرين؟

كما تسأل عن الجدوى من إقحام الحوار الموسع في لعبة تقطيع الوقت، وتقول أن مثل هذه الذريعة كانت قائمة لعدم وجود توافق دولي وإقليمي يقضي بترحيل المشكلة في لبنان عن الأزمات التي تعصف بالمنطقة لأنه لم يعد يحتمل الصمود وبات وضعه الاقتصادي - المالي مهدداً؟

وتضيف أن وضع اللوم على المجتمع الدولي لتبرير العجز الداخلي في انتخاب رئيس جمهورية جديد لم يعد قابلاً للصرف في أي مكان، وتعزو السبب إلى الضغط الخارجي لملء الشغور الرئاسي الذي لا يغطي أي رفض في المطلق لمبادرة الحريري من دون أن يطرح من يرفضها مبادرة بديلة.

وتعتبر المصادر عينها أن ترشح فرنجية أدى إلى حشر طاولة الحوار الموسع ومن يشارك فيها، ما يدعو أقطابها إلى إبداء وجهة نظرهم في ترشحه، وإلا فليأخذ هؤلاء إجازة ريثما تتوضح العناوين الرئيسة للحوار الآخر الذي يُجرى مباشرة أو بالمراسلة بين أطراف سياسية أساسية.

وعليه، فإن حوار اليوم هو أمام فرصة لإخراج النقاش من الكلام العام عن رئاسة الجمهورية إلى جوهر المسألة - أي ملء الشغور الرئاسي - أما أن يسعى البعض لأن يدير ظهره لترشح فرنجية من دون أن يطرح البديل، فإنه يحاول الهروب إلى الأمام إلا إذا تقرر البحث عن مرشح خامس من خارج لائحة الأسماء الأربعة (عون، فرنجية، جعجع، الرئيس أمين الجميل)، وهذا لن يطرح في الوقت الحاضر، لأن مبادرة الحريري لا زالت قائمة، إضافة إلى أن إنتاج مثل هذا المرشح يتم في «الكواليس»، وليس في العلن ومن على طاولة الحوار.

لذلك، يحاول معظم الذين يشاركون في الحوار عدم الكشف عن أوراقهم الرئاسية فيما ينتظر من عون أن يبقّ البحصة ويقول بالفم الملآن: «أنا المرشح ونقطة على السطر». مع أنه يدرك أن مرحلة ما بعد ترشح فرنجية هي غير مرحلة ما قبله.

وبكلام آخر، لا يمكن المتحاورين التعامل مع ترشح فرنجية كأنه لم يكن وتحديداً من جانب حليفه «حزب الله»، إذ ما الجدوى من التذرع بأن هناك حاجة ماسة إلى مزيد من الوقت بما يتيح لقيادته التوسع في مشاوراتها، فيما يرتفع منسوب تبادر الاتهامات بين مناصري عون وفرنجية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بينما تكثر الاجتهادات حول الموقف السوري في ظل صمت النظام عن قول كلمته الفصل في المنافسة الدائرة بين حليفيه.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 20/12/2015

الأحد 20 كانون الأول 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

استشهاد الأسير المحرر الدكتور سمير القنطار، بغارة جوية صاروخية استهدفته في سوريا في بلدة جرمانا الواقعة جغرافيا في ريف دمشق، هو التطور الأبرز الذي خرق مجمل الملفات نهاية الأسبوع، وسقوط صواريخ كاتيوشيا في الجليل مساء اليوم، بدا وكأنه الرد الميداني الأول، الأمر الذي حمل نتانياهو على عقد مجلسه الوزاري الأمني المصغر، واستخدام أوامره المعتادة لآلته الحربية ومنها المدفعية.

قوات الطوارئ الدولية "اليونيفيل"، شرعت باتصالات لضبط الوضع.

"حزب الله" اتهم إسرائيل باغتيال القنطار، فيما الأخيرة لم تؤكد في حينه ضلوعها في العملية، لكن الإذاعة الاسرائيلية زعمت مساء اليوم، أنه تمت تصفية القنطار وتسعة من القياديين الموالين للحكم السوري بغارة اسرائيلية، بحسب تعبيرها.

وقبيل السادسة مساء اليوم، سمع دوي صفارات الإنذار في الجليل قبالة الحدود اللبنانية، لدى انفجار ثلاثة صواريخ في نهاريا، قيل إنها اطلقت من منطقة القليلة جنوب صور، بحسب مصادر أمنية للزميل جهاد سقلاوي والزميل إدوار عشي.

دوريات للجيش اللبناني وأخرى لليونيفيل تسير هناك الآن. حال من الترقب والحذر الشديدين، كانت قد سادت منذ صباح الأحد جانبي الخط الأزرق بالقطاع الشرقي، بدءا من محور القوزح، امتدادا إلى تلال العديسة، وحتى مزارع شبعا المحتلة. الدوريات الإسرائيلية المعتادة على طول الخط الأزرق غابت، ولازم جنود الإحتلال مراكزَهم في المواقع الأمامية المتاخمة لهذا الخط.

الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله يطل تلفزيونيا مساء غد.

وعلى مستوى روسيا التي تعمل ميدانيا في سوريا، لم تسجل أي ردة فعل تذكر حيال ما حصل في جرمانا.

من جهة ثانية، البابا فرنسيس رأى من الفاتيكان أن ظهور ملامح اتفاقين لسوريا وليبيا، ينعش الآمال بإحلال السلام.

سياسيا على المستوى الداخلي: جلسة لمجلس الوزراء غدا بعد طول إنقطاع، تتناول خطة ترحيل النفايات، وسط غموض في التوقعات لنتائج الجلسة، التي تعقد في ظل تباينات بين الأفرقاء، خصوصا لجهة التكلفة، وقد يتم التطرق الى التطورات الحدودية.

توازيا تعقد غدا الجلسة الثانية عشرة للحوار الوطني في عين التينة.

الوزير ميشال فرعون الذي دعافي حديث ل"تلفزيون لبنان"، إلى تكثيف جلسات مجلس الوزراء، أعلن الذهاب غدا الى طاولة الحوار للمطالبة بإنتخاب رئيس للجمهورية وتزخيم العمل الحكومي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

من عميد إلى شهيد... مسيرة مقاوم عنيد، لم يتعبه النضال ضد الاحتلال.

سمير القنطار، لم تنهكه قضبان السجن وقساوة الجلاد وأحكامه المؤبدة الخمسة، وفوقها سبعة وأربعون عاما، فلم يتراجع عن إيمانه بالقضية الكبرى. ومضى في درب المقاومة عائدا من فلسطين كي يعود إلى فلسطين، لكنه إرتقى شهيدا على الطريق، في غارة إسرائيلية استهدفت مبنى تواجد فيه في مدينة جرمانا السورية.

انه قدر المقاومين الأبطال، والمسيرة مستمرة.

الكيان الصهيوني يتمادى في أعماله الإجرامية، ويتخذ من إطلاق صواريخ مجهولة نحو الأراضي المحتلة فرصة لإستهداف لبنان، كما حصل اليوم.

ما بين الإسرائيليين والتكفيريين إرهاب واحد، يستهدف الإنسان أبعد من حدود الجغرافيا العربية. وكلما لاحت بوادر تسويات سياسية للملمة الساحات، زاد الإرهاب من إجرامه، كما الحال في دمشق التي تعرضت لاستهداف طال حافلة للركاب في المزة.

مساحة التسويات تتمدد لتطال اليمن، وإن كان التقدم في محادثات السلام اليمنية غير كاف. المفاوضات في جولتها الأولى انتهت إلى وضع تدابير عملية لبناء الثقة بين طرفي الأزمة، من بينها الإفراج عن المحتجزين والرهائن، على ان تعود الجولة الثانية في الرابع عشر من الشهر المقبل.

فماذا عن التسوية اللبنانية؟ ومتى تمضي جولاتها، وهل تحمل جديدا في مطلع العام؟.

دعوة بطريركية مارونية للسياسيين من أجل التصالح مع الوطن والمؤسسات الدستورية والشعب. هذا التصالح يفرض، بحسب البطريرك بشارة الراعي، المسارعة إلى التشاور بشأن المبادرة الجدية الجديدة، وكشف الأوراق والإقلاع عن مماطلات لا جدوى منها سوى المزيد من الشلل والضرر والفوضى.

مجلس الوزراء يعقد جلسة غدا لن تبحث إلا في ملف النفايات، في ظل تساؤلات وملاحظات حول الترحيل. فهل تتابع الحكومة مهامها من جلسة إلى جلسة، أم تتغلب المطبات والحسابات على عمل مجلس الوزراء؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

ختامها شهادة، ونعم أجر العاملين.

سمير القنطار، أكبر من ان تحويه كلمة أو تغيبه غارة أو يطويه موت. سمير القنطار بطل من بلادي ووطني وأمتي، اقتحم فضاءات الحرية بنبضه المقاوم، حاملا فلسطين قضية تحرير قبل وخلال أسره وبعد تحريره.

هو في شهادته منتصرا، وعزمه يبقى صاخبا وكذلك اصراره على مقاومة المحتل في ساحات المواجهة.

سمير القنطار عشق فلسطين وذهب إليها فتى فدائيا على شاطئ نهاريا، وثائرا وراء قضبان الأسر، فمحررا بالوعد الصادق وعملية "الرضوان"، ثم ناهضا في زمن جديد أراد ان يكون فيه حيث يجب ان يكون، فيمم وجهه الى الجولان المحتل واتخذه قبلة شوق وجهاد.

سمير القنطار قصة هادرة لن يهدأ عنفوانها، وشهادته لا تقفل الحساب مع العدو وارهابه، بل تفتح فصلا جديدا وحسابا أوسع، بحسب توقعات اعلام العدو نفسه.

وفي أجواء هذا الحدث اطلالة وموقف للأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله عبر شاشة "المنار" غدا الإثنين الساعة الثامنة والنصف مساء.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

ما هو أكيد ان "بابا نويل" لن يحمل لنا رئيسا، لأننا لسنا عقالا ولا نحترم الدستور. هذا في عبر العيد، أما في يوميات "الخناقة" على الرئيس، فعلى خط الثامن من آذار حيطان العمار تتداعى بين المرشحين ميشال عون وسليمان فرنجية.

وعلى خط الرابع عشر من آذار، لم تنفع اتصالات رفع العتب وزيارات المجاملة بين "المستقبل" و"القوات"، فقول الوزير نهاد المشنوق ان النائب سليمان فرنجية رشح نفسه لرئاسة الواقعية السياسية، رد عليه نائبان "قواتيان" بأنه إذا كانت الواقعية تقضي بانتخاب رئيس من الثامن من آذار، فالمنطق عندها يحتم ان يكون العماد ميشال عون.

في المقلب الآخر، اللبنانيون ينتظرون عيدية ترحيل النفايات ومجلس الوزراء الذي يجتمع غدا لهذه الغاية، سيقر خطة تسفير باهظة ومؤقتة، من دون أي ضمانة انه سينجز في المدى المنظور خطة مستدامة بكلفة منطقية.

وغدا أيضا تجتمع هيئة الحوار الوطني، دون أمل انها ستتمكن من تقديم أي جواب شافي عن أي من الملفات التي يكتوي بنارها اللبنانيون.

في هذه الأجواء، تمكنت تل ابيب من اغتيال غريمها التاريخي الأسير المحرر من سجونها سمير القنطار، كيف يرد حزب الله وأين؟

السيد حسن نصرالله يتكلم غدا، لكن صواريخ من الجنوب استبقته وسقط بعضها على مستوطنات شمالي اسرائيل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

حقيقتان ثابتتان أكدهما استشهاد سمير القنطار: أولا، أن الشهادة قدر وخيار، أن تكون شهيدا، وأن تمضي حياتك وأنت توقع حيا، الشهيد سمير القنطار، فهذا يعني أنك حسمت خيارك، وأنك قد طوعت القدر. إذ ليست الشهادة إفادة تأخذها بالتغيب، ولا منصبا تكسبه بالصمت، ولا فوزا وضيعا يهديك إياه الآخرون.

لقد أثبت سمير أن الشهادة نهج حياة ووعدها. وحين تكون كذلك، قد تتأخر ثلاثين عاما في الأسر، أو سبعة أعوام في النضال، أو حياة كاملة في المقاومة. لكن حين تكون الشهادة توأم روحك، تكون حقيقة حتمية في نهاية الجسد، وفي بداية الخلود، وفي أبدية النصر للوطن، والشعب، والحق.

الحقيقة الثانية التي أضاءتها شهادة سمير، أن الشهداء مثل المعجزات، يجترحون دمهم عند اشتداد الليل، في لحظة اضطراب اليقين وضبابية الرؤية واهتزاز الإيمان. كلما أحس الحق أننا حدنا عن دربه، أرسل لنا شهيدا يعيدنا إلى الدرب. وكلما شعرت القضية بأننا نسينا بوصلتها، يبزغ قمر شهيد ليدلنا إلى الطريق.

سمير القنطار، عميد الأسرى طيلة ثلاثين عاما، وأسير الشهادة على مدى سبعة أعوام من المقاومة، التحق اليوم بقافلة الضوء، كي يوقظ فينا اليقين مجددا، بأن المعركة هناك، مع المحتل، ومع الإرهاب، ومع من خلف الاثنين مشروعا وفكرا وذراعا. صعد سمير إلى شهادته، لندرك أن العداء للأعداء، والرئاسة للرؤساء، والشهادة للشهداء، وكل ما عدا ذلك انتظار ميت بلا رجاء.

قصة شهادة سمير، بخلفياتها، وما بعدها، وما بعد بعدها، نرويها كاملة، بعد قليل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

إنه الارهاب بأقنعته المختلفة، وآخر فصوله ارهاب الدولة الذي مارسته اسرائيل فجرا، وسقط نتيجته عميد الأسرى اللبنانيين سمير القنطار.

العملية نفذت داخل الأراضي السورية، بغارة اسرائيلية، أكدت حقائق وطرحت أسئلة عدة.

في الحقائق، سقطت فرضية الحديث عن قواعد اشتباك بين "حزب الله" واسرائيل في الداخل السوري. وفي الحقائق أيضا، ثبت ان الحساب بين اسرائيل و"حزب الله" لم ولن يقفل.

في الأسئلة، طروحات عدة:

هل نفذت الغارة من دون خرق الأجواء السورية، تحاشيا لخرق قواعد الاشتباك الروسية- الاسرائيلية التي خطت في موسكو؟

هل نفذت الغارة فوق جرمانا على بعد أكثر من ستين كيلومترا من الحدود في الجولان، ما يطرح تساؤلا مشروعا عن استهداف اسرائيل للحزب في العمق السوري تحت عين موسكو، ومن ضمن خطة الاشتباك؟

في الحالتين الغارة طوت صفحات مقاوِم، بدأت في نهاريا وانتهت على أبواب دمشق، وفتحت نقاشا عن قواعد اشتباك جديدة ترسم بالدم في الميدان السوري، وعلى وقع همسات التفاوض الآتية من الدول الكبرى.

نقاش يرسم في الثامنة والنصف من مساء غد خطوطه، خطاب الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

استعاد حريته في العام 2008، بعد تسعة وعشرين عاما من الأسر، قضاها في سجون الاحتلال الاسرائيلي.

سمير القنطار، عميد الأسرى في سجون الاحتلال، سقط في جريمة اغتيال نفذتها الطائرات الاسرائيلية في منطقة جرمانا السورية، وهو الذي توعدته قوات الاحتلال بالتصفية منذ لحظة اطلاق سراحه في العام 2008 في اطار صفقة تبادل الأسرى بين "حزب الله" وتل أبيب برعاية ألمانية.

نبأ اغتيال القنطار، أدى إلى حال من القلق والترقب عند المنطقة الحدودية بين لبنان واسرائيل، ليتبعها مساء اطلاق صفارات الانذار في الداخل الاسرائيلي بعد سقوط ثلاثة صواريخ في الجليل الأعلى ونهاريا.

"حزب الله" نعى القنطار، الذي يشيع غدا إلى مثواه الأخير، فيما يلقي الأمين العام ل"حزب الله" السيد حن نصرالله، كلمة يضمنها موقفه من جريمة الاغتيال ومن الرد عليها.

اسرائيل التي لم تعلن رسميا مسؤوليتها عن اغتيال القنطار، رحبت بالعملية على لسان وزير الإستيطان الذي قال: من الأمور الطيبة، أن أشخاصا مثل سمير القنطار لن يكونوا جزءا من عالمنا. وفي هذا السياق، قال مقدم البرنامج الصباحي في "القناة العاشرة"، غاي مروز متهكما: "إنه صحيح أن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها عن العملية، إلا أنه من الواضح أنه لا الحكومة الإسبانية ولا سلاح جوها يقفون خلف العملية".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

كان عميدا للأسرى، واليوم تمت ترقيته إلى رتبة جنرال في الشهادة. ثلاثون عاما في الاعتقال، غير سجانه ولم يتغير. ومن الأسر عاد ليحمل البندقية، قاصدا أقرب أرض مطلة على فلسطين المحتلة، معلنا أنه إليها سيرجع يوما.

سمير قنطار من المقاومة أبا عن حزب. الرجل الذي أتعب أسره ولم يتعب، المحكوم بثلاثة مؤبدات ونصف قرن، هو من بني قوم ما تركوا أسراهم، لأجله ورفاقه قامت حرب تموز، فتحرروا في صفقة عز. ومن الحرية الى إعتناق السلاح ومعاقرة أبطاله حد إدمان خطهم وتوقع مصائرهم.

سمير القنطار دخل أرض فلسطين قاصرا، صنع رجولته بين سجون بئر السبع ونفحة وعسقلان، ليتخرج بعد ثلاثين عاما عميدا للحرية، من دون أن يعيش متلازمة شكر عدوه، لا بل أعلنه عدوا منذ لحظة صعوده إلى منصة الاحتفال بالتحرير إلى جانب السيد حسن نصرالله.

هو مشى إلى يومه، واستدركه منذ نعومة مقاومته، حيث كانت عبارة الشهيد تلازم مقاعده الدراسية وصوره قبل عملية نهاريا، متوقعا نهايات الأبطال في أحاديثه الصحافية بعد تحريره. كتب قصته العاتية على الآتي، وهو يدرك أن إسرائيل سوف تضيف إليها فصلها الأخير، وأنها ستحاول مرة وإثنتين وأكثر، قبل أن تتمكن من اغتياله.

بيد أن عدوه هذا أكثر جبنا من أن يتبنى على الفور. وكما اختبأ من جريمة اغتيال عماد مغنية لسنوات، قبل أن يعترف مكرها بوشاية من الـCIA، سيظل اليوم يخفي مسؤوليته التي تارة تظهر تحت عنوان إغلاق الحساب مع سمير القنطار، وطورا بمعلومات مشتتة للإعلام الإسرائيلي عن طائرات إسرائيلية نفذت العملية، أو عن قاعدة صواريخ انطلقت من داخل الأرض المحتلة بإتجاه جرمانا السورية.

وسواء أكانت طائرات أو منصة صواريخ أو غض نظر روسي لخرق الحظر المفروض على سوريا، أو مجموعات إرهابية أو عملاء محليين، فإن سمير القنطار شهيدا مكتمل المواصفات، وعلى أيدي إسرائيل عدوه الأوحد، والتي أسس لها على الأرض السورية جبهة قلق تتطلع إلى القنيطرة والجولان المحتل، فهذه إسرائيل وهؤلاء أهدافها والذين وضعتهم أميركا على لائحة الإرهاب.

أما تبعات الاغتيال فقد بدأت من جنوب لبنان بصواريخ إلى الأرض المحتلة لا تحمل توقيع "حزب الله"، فاجتمعت الحكومة الإسرائيلية المصغرة وفتحت الملاجئ في المستوطنات، وحلقت طائرات الاستطلاع في أجواء الجنوب، وأطلقت قذائف في اتجاه المناطق الجنوبية. لكن جبهات الحرب بقيت تحت السيطرة، لأن إسرائيل تنتظر رد نصرالله والذي سيعلنه مساء غد، وهو الذي قال يوما لسمير القنطار: لقد خضنا الحرب لأجل حريتك.

 

قوة دفع ديبلوماسية لإنجاز التسوية الرئاسية في لبنان

بيروت – »السياسة«: 21/12/15/رغم دخول لبنان عطلة الأعياد، فإن المشاورات مستمرة في ما يتعلق بالتسوية الرئاسية بعد اعلان رئيس تيار »المردة« النائب سليمان فرنجية ترشيح نفسه رسمياً، بانتظار ان يعلن رئيس »تيار المستقبل« سعد الحريري تبني هذا الترشيح في التوقيت الذي يراه مناسباً، في ضوء نتائج المشاورات التي يجريها مع حلفائه، سيما حزب »القوات اللبنانية«. ودعا البطريرك بشارة الراعي، في عظة الأحد، أمس، السياسيين الى المسارعة في التشاور بشأن المبادرة الرئاسية وإلى كشف أوراقهم والاقلاع عن مماطلات لا جدوى منها سوى المزيد من الشلل والضرر والفوضى، والى اتخاذ القرار الوطني الشامل والمشرف والحضور الى المجلس النيابي واجراء عملية الانتخاب وفقاً للدستور. وأكدت أوساط بكركي لـ«السياسة« ان »البطريرك يدعو السياسيين وخاصة الاقطاب الموارنة الى التفاهم في ما بينهم لدعم التسوية الرئاسية او التوافق على بديل منها في أسرع وقت لانتخاب الرئيس العتيد، لأنه ما عاد ممكناً ولا مقبولاً أن يستمر الشغور الرئاسي، ويعجز اللبنانيون عن التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية ويبقى الشلل والتعطيل متحكمين بمؤسسات الدولة واجندتها«. وفيما يتوقع أن يستحوذ ملف الرئاسة على اهتمام اجتماع هيئة الحوار الوطني في مقر الرئاسة الثانية (البرلمان) اليوم، برز تحرك ديبلوماسي لافت يصب في اطار الدفع باتجاه إجراء الاستحقاق الرئاسي في اسرع وقت واستغلال فرصة التسوية الحالية، حيث أكد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان علي عواض عسيري بعد لقائه رئيس حزب »القوات اللبنانية« سمير جعجع استمرار بلاده بمباركة المبادرة الرئاسية، مشدداً على ان المملكة تؤيد اي توافق لبناني – لبناني لكي يكون للبنان رئيس في اقرب فرصة، في وقت تمنى سفير قطر لدى لبنان علي بن حمد المري أن يتم انتخاب رئيس للبنان في وقت قريب، مشيراً الى ان بلاده تؤيد التوافق المسيحي – المسيحي وتؤيد من يختاره اللبنانيون. بدوره، أعلن السفير الروسي لدى لبنان الكسندر زاسبكين أن بلاده تؤيد كل الجهود لإيجاد التوافق بين الفرقاء اللبنانيين بشأن الملف الرئاسي. في سياق متصل، أوضح عضو كتلة »المستقبل« النائب احمد فتفت أن »تيار المستقبل« يقبل بالنائب فرنجية رئيساً للجمهورية إذا تمكن من لعب دور وسطي، مشيراً الى ان »مشروع فرنجية منطقي ويُبنى عليه ولا يشبه ما طرحه النائب ميشال عون«، لكنه أقر بأن هناك أصواتاً داخل »تيار المستقبل« لا تزال رافضة لدعم فرنجية. وفي موقف لافت، غرد عضو كتلة »القوات اللبنانية« النائب فادي كرم عبر »تويتر« قائلاً »إذا كانت الرئاسة الأولى تتجه حصراً نحو فريق 8 آذار فمنطق الامور يقضي بأن تكون للعماد ميشال عون«، في موقف يعكس استمرار رفض »القوات« دعم فرنجية للرئاسة الأولى. إلى ذلك، يحضر ملف النفايات على طاولة مجلس الوزراء في جلسته التي يعقدها اليوم للبت فيه، حيث سيعرض رئيس الحكومة تمام سلام ووزير الزراعة اكرم شهيب خلاصة ما توصلت اليه اللجنة المعنية بهذا الملف لناحية عرض اسماء الشركات المتقدمة بعروض والأسعار المقترحة، في وقت اشارت اوساط حكومية الى ان سلام لم يدرج دعوة لبنان الى الانضمام للتحالف الاسلامي على جدول الأعمال ولن يوافق على مناقشته من خارج الجدول. ينتظر ان يدور نقاش واسع بين الوزراء بشأن كلفة تصدير النفايات وتمرير الصفقة وتحديداً من جانب وزيري تكتل »التغيير والاصلاح« اللذين يعترضان على عملية التصدير لناحية ارتفاع اسعار الكلفة وما إذا كان مصدر التمويل البلديات أم أموال الخزينة.

 

الراعي: السياسات الخارجية تهدف الى ترويج الصراع بين الاديان ونحن في لبنان وبلدان الشرق الاوسط مدعوون لمواجهة هذا التحدي بالعيش الواحد

الأحد 20 كانون الأول 2015 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطارنة: بولس الصياح، حنا علوان وعاد ابي كرم، امين سر البطريرك المونسينيور ايلي الخوري، في حضور وفد من حركة "عدالة وإنماء"، وحشد من المؤمنين.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "كتاب ميلاد يسوع المسيح، ابن داود، ابن ابراهيم" (متى1: 1)، قال فيها:" في هذا الأحد السابق لعيد الميلاد، تذكر الكنيسة نسب يسوع المسيح، ابن الله، إلى العائلة البشرية. فهو من سلالة داود الملكية، بل هو الملك الأبدي الذي لن يكون لملكه انقضاء؛ وهو ابن ابراهيم لكون مواعيد الله الخلاصية تحققت كاملة فيه. من داود ورث يسوع الملوكية كإنسان، ومن ابراهيم ورث البركة الموعودة بها البشرية. ولهذا استهل القديس متى إنجيله بكلمة: "كتاب ميلاد يسوع المسيح، ابن داود، ابن ابراهيم" (متى1:1)". أضاف: "يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية، ونحن على مشارف عيد ميلاد الرب يسوع الذي "صار إنسانا ليؤله الإنسان"، كما كان يردد آباء الكنيسة القدِيسون. في الميلاد كانت مبادرة انحدارية من الله إلينا، متخذا طبيعتنا البشرية لتقديسها، فينبغي أن يقابلها كل واحد وواحدة منا بمبادرة تصاعدية ننفتح بها للنعمة الإلهية التي ترفعنا إلى قمم الروح. المبادرة الإلهية مستمرة في سر القربان، حيث المسيح حاضر في جوهر الخبز والخمر المحولين إلى جسده ودمه لحياة العالم. فلا بد من مبادرتنا إليه". وتابع: "إنني، إذ أرحب بكم جميعا، أعرب لكم عن أخلص التهاني والتمنيات بالميلاد المجيد، راجيا أن يكون ميلاد المسيح الإله هذه المرة في قلوبنا حبا ورحمة، وفي عقولنا حقيقة تحرر وتجمع، وفي إراداتنا التزاما دائما بكل ما هو حق وعدل وصلاح. يتزامن في هذه السنة مع عيد ميلاد المسيح الرب عيد المولد الشريف، وهي مناسبة لنقدم التهاني للاخوة المسلمين في لبنان وعالمنا العربي، ولاسيما للسادة الحاضرين معنا اليوم، ومن بينهم رئيس وأعضاء حركة "عدالة وإنماء" الطرابلسية. هذا التزامن يذكرنا بالرسالة المشتركة، رسالة العيش المشترك، مسيحيين ومسلمين، بالتعاون والتكامل، على أساس من المواطنة، والمساواة في الحقوق والواجبات، والمشاركة في الحكم والإدارة. في ما السعي الآتي من سياسات خارجية بهدف ترويج الصراع بين الأديان والثقافات والحضارات وافتعاله، فإننا في لبنان وبلدان الشرق الأوسط مدعوون لمواجهة هذا التحدي بالعيش الواحد، وبمواصلة تكوين هوية وثقافة مشتركة وحضارة خاصة ومصير واحد، بالرغم من مصاعب الحياة اليومية، علما أن الصعوبات والمحن تصقل الشخصية الخاصة والشخصية الجماعية، بفضل حوار الحياة والثقافة والمصير الذي نعيشه بشكل طبيعي. وعلينا أن نحرص كل الحرص على حفظ الاعتدال، ونبذ التطرف والتعصب، ومكافحة التنظيمات الإرهابية التي تهدم وتقتل باسم الدين". أضاف: "إن ما تعيشه بلدان الشرق الأوسط، في هذه السنوات، من حرب ودمار وانقسام وحقد، ومن قتل ونزوح وتهجير، لدعوة ملحة إلى وعي ما يحاك لهذه البلدان من مشاريع هدامة. فلا بد من إرادة داخلية تقرر التفاهم والمصالحة، وتعمل جاهدة، مع الأسرتين العربية والدولية، من أجل إيقاف الحرب في سوريا والعراق واليمن، ومن أجل حل القضية الفلسطينية، وتسعى إلى إحلال سلام عادل وشامل ودائم، وتبذل كل جهدها لإعادة المواطنين النازحين والمهجرين والمخطوفين إلى بيوتهم وأراضيهم. آن الأوان لكي يقررأبناء هذه البلدان ما يريدون هم لأوطانهم، لا أن يفرضه عليهم الآخرون، الذين لايبغون سوى مصالحهم الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية على حساب شعوب هذه البلدان".

وتابع: "بالعودة إلى سلسلة الأسماء في نسب يسوع، ندرك أن جميع الأجيال منذ بدء الخليقة والخطيئة الأولى، كانت تتجه بالوحي الإلهي نحو المسيح، كلمة الله الذي صار إنسانا في ملء الزمن، فتكلمت عنه التوراة والأنبياء والمزامير بالشكل المباشر وبالرموز. كلها تهيأت له وهيأت مجيئه إلى المجتمعات البشرية وثقافات الشعوب، عبر العهد القديم السابق لميلاده.أما نحن، الذين أتينا إلى الوجود من بعد دخول الإله عمانوئيل في حياة البشر وتاريخهم، فدعوتنا ورسالتنا أن نستقبله في نفوسنا، كما وفي العائلة والمجتمع والوطن، وأن نكون شهودا له، نهيىء طريقه إلى العقول والقلوب، وإلى ثقافات أوطاننا".

أضاف: "لقد أعطى المسيح، الإله والإنسان بكامل طبيعتيه ووحدة شخصه الإلهي، كرامة وقدسية للحياة البشرية المكوَنة أصلا من صورة الله؛ كما أعطى قيمة لكل شخص بشري، بتعاونه معه في بناء مجتمع أفضل، يستمد قيمه من المسيح الذي شابهنا في كل شيء ما عدا الخطيئة: فلقد فكر بعقل إنسان، وصنع الخير بإرادة إنسان، وأحب حتى النهاية بقلب إنسان. إنه الرحمة الإلهية التي تجسدت فيه، واتخذت اسمه في التاريخ. لقد عبرنا بابه المقدس في افتتاح يوبيل سنة الرحمة مع قداسة البابا فرنسيس في 8 كانون الأول الجاري، لكي ننفتح لرحمة الله التي تغفر خطايانا في سر التوبة، ولنعمة المسيح التي تشفي جراحنا الروحية والخلقية والحسية. هذا الباب الرمزي، الذي نعبره طيلة سنة اليوبيل، يذكرنا بمعانيه ومقتضياته". وتابع: "بالرحمة هذا مفتوح للجميع من أجل تجددهم الروحي، وإصلاح الأفكار والمواقف والأفعال في حياتهم ومسؤولياتهم:

مفتوح لكل مؤمن ومؤمنة، ولكل جماعة. مفتوح للاكليروس الذين لبوا الدعوة إلى الحياة الكهنوتية وإلى الحياة المكرسة في الأديار أو في العالم، لكي يلتزموا بقرار اليوم الأول وفقا لإرادة المسيح الذي دعاهم. باب الرحمة مفتوح للأزواج والوالدين وعائلاتهم، لكي يعودوا إلى قدسية الحياة الزوجية وتحقيق السعادة فيها، ويحافظوا على عائلاتهم "خلية حية" للمجتمع، "ومدرسة طبيعية" للتربية على القيم الإنسانية والأخلاقية، "وكنيسة منزلية" تنقل الإيمان وتعلم الصلاة. باب الرحمة مفتوح لرجال السياسة وكتلهم النيابية وأحزابهم، لكي يتصالحوا مع السياسة كفنٍ شريف لخدمة الإنسان المواطن والخير العام، ويتصالحوا مع الوطن اللبناني ومؤسساته الدستورية وشعبه، ويتصالحوا مع أنفسهم، فيتجردون من مصالحهم الخاصة المنافية للصالح العام، ويسارعون إلى التشاور بشأن المبادرة الجديدة الخاصة بانتخاب رئيس للجمهورية، وبالتالي إلى كشف أوراقهم، والإقلاع عن مماطلات لا جدوى منها سوى المزيد من الشلل والضرر والفوضى، وإلى اتخاذ القرار الوطني الشامل والمشرِف، والحضور إلى المجلس النيابي، وإجراء عملية الإنتخاب وفقا للدستور والممارسة الديموقراطية. فانتخاب الرئيس الكفوء، الحاصل على الثقة والدعم من الجميع، هو المدخل إلى إصلاح المؤسسات، ومعالجة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والأمنية، والذهاب من حالة اللادولة إلى دولة منتظمة في مؤسساتها الدستورية العامة". وختم الراعي: "أيها الإخوة والأخوات الأحباء، إذا واصلنا كتابة الأسماء لبلغنا إلى اسم كل واحد وواحدة منا. ما يعني أن لكل إنسان مكانه ودوره في تاريخ الخلاص وتصميم الله. فمن الواجب أن يحقق كل منا ذاته، وأن نتعاون على تمكين الجميع من ذلك، في العائلة والمدرسة، وفي الكنيسة والمجتمع والدولة، حمدا لله الذي يتمجد في الإنسان الحي، وتسبيحا للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين". بعد القداس، التقى الراعي المؤمنين المشاركين بالصلاة.

 

فتفت: الحوار بين المستقبل وحزب الله مضيعة للوقت لأنه لا يبحث في الملفات الأساسية

الأحد 20 كانون الأول 2015 /وطنية - أكد النائب أحمد فتفت، أن "لا تسوية ولا مبادرة في ملف رئاسة الجمهورية، بل مجموعة أفكار يتم البحث فيها"، وشدد على أن "رئيس الجمهورية لا يعني المسيحيين فقط". وأشار في حديث الى "صوت لبنان 93,3" إلى أن "لا فيتو على أحد، وتيار المستقبل يقبل بالنائب سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية إذا تمكن من لعب دوري وسطي". ولفت الى أن "مشروع فرنجية منطقي ويبنى عليه ولا يشبه ما طرحه العماد ميشال عون"، مؤكدا "وجود أصوات داخل تيار المستقبل لا تزال رافضة دعم فرنجية". واعتبر أنه "يجب ألا يكون هناك رابح أو خاسر في ملف الرئاسة الأولى لأن أحدا لا يمكنه إلغاء الآخر في لبنان". ورأى أن "الخلافات الاستراتيجية لا حل لها في الأفق وبالتالي فإن الحديث عن تسوية شاملة غير دقيق"، داعيا الى "البحث عن رئيس وسطي يمكنه أن ينأى بلبنان عن تداعيات الأزمة السورية". وأكد أن "الدول الصديقة تسعى جاهدة لإنهاء الشغور الرئاسي من خلال سفرائها"، معتبرا أن "ايران ترفض حتى الساعة التسوية المطروحة أو على الأقل لا ترحب بها، لأنها مستفيدة من الفراغ الرئاسي. ورأى أن "الخطوة الأولى في ملف الرئاسة بدأت بإعلان فرنجية ترشحه رسميا، والرئيس سعد الحريري هو من يقرر توقيت إعلان تبنيه ترشيح فرنجية عندما يجد الوقت مناسبا، كما أن الأمور في المنطقة ذاهبة الى مزيد من التعقيد، ما ينعكس سلبا على الوضع الداخلي وما يؤخر إنتخاب الرئيس العتيد". ووجد أن "القيادات المسيحية وضعت نفسها في مأزق بعدما أعلنت في إجتماع بكركي قبولها إنتخاب أحد الأقطاب الأربعة لرئاسة الجمهورية"، مشددا على "ضرورة حصول الرئيس المقبل على حد أدنى من القبول المسيحي". وعن الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله، اعتبره "مضيعة للوقت لأنه لا يبحث في الملفات الأساسية". وردا على سؤال حول الحكومة، رأى أن "عملها إنتهى وقد أصبحت بحكم تصريف الأعمال لأن الأمور لا يمكن أن تتم بهذا الشكل". وأكد أن "ترحيل النفايات الى الخارج يكلف لبنان مليون دولار يوميا وما حصل في هذا الملف يتحمل مسؤوليته السياسيون الذين عرقلوا إقامة مطامر صحية في عدد من المناطق".

 

“حزب الله” فقد السيطرة على علاقة عون و فرنجية

القبس الكويتية/نبيه البرجي/ترى مراجع في قوى “14 آذار” أن هذه هي الفرصة الذهبية للإنقضاض على “حزب الله”، وأحد هذه المراجع، وهو رئيس حزب مسيحي ، يلاحظ مدى المأزق المالي والسياسي الذي يواجهه الحزب مع إعتبار الحصار الأميركي والعربي، يعتقد ان “حزب الله” فقد السيطرة على العلاقات بين العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية . والمرجع نفسه يقول ان الإثنين كانا يؤمّنان بتلاحمهما وتحت سقف واحد هو “تكتل التغيير والإصلاح”، التغطية المسيحية بل والتغطية الداخلية للحزب، بإعتبار ان التغطية السنية باهتة وتأثيرها ضئيل للغاية، كذلك الامر بالنسبة الى التغطية الدرزية. وتلفت مراجع “14 أذار” إلى أنه حتى رئيس مجلس النواب نبيه بري وقف علناً مع فرنجية ضد عون ، وبين الرجلين ما صنع الحداد، اذ لا وجود لأي كيمياء بين “الإستاذ”، كلاعب سياسي وبين الجنرال الذي حتى في السباق الى الرئاسة يبدو بملابسه المرقطة وبلغته المرقطة وراء مربضه المدفعي. مثل هذا الكلام يقال داخل قوى “8 اذار”، وان بصيغة اخرى. لا ريب ان الفراق بين عون ، الذي لا يتزحزح عن ترشيحه، وفرنجية ، الذي قال اكثر من مرة ان رصيده السياسي والتاريخي والديني “في شخصي”، احدث صدمة لدى الحزب، حتى ان هناك من يعتبر ان الرئيس سعد الحريري ، او من يقف وراءه، قد لعب ببراعة لإحراج الحزب، وبالتالي القبول بالسلة المتكاملة التي طرحها امينه العام حسن نصرالله، وبشروط اقل بكثير من تلك التي يتم تداولها في الضوء او ما وراء الضوء. وثمة في قوى “8 آذار من ينصح بالتحرك السريع لمنع المزيد من التدهور في الموقف العام خشية من الوصول الى الهلهلة في هذا الوقت الاقليمي والدولي البالغ الحساسية. الخشية من الهلهلة لا تحجب البلبلة التي سيطرت على المشهد السياسي، فهل ينتظر لبنان 18 شهراً ليكون إنتخاب الرئيس اللبناني متزامناً مع إنتخاب الرئيس السوري وفقا لقرار مجلس الامن الدولي الأخير؟

 

هل بات ترشيح "القوات" لعون قريباً؟

MTV : في موقف لافت جدّاً لحزب القوات اللبنانيّة، يأتي بعد سلسلة من المواقف التي أطلقها نوّاب في كتلة "القوات"، غرّد النائب فادي كرم، عبر حسابه الشخصي على "تويتر"، قائلاً: "اذا كانت الرئاسة الأولى تتجه حصراً نحو فريق "٨ آذار" فمنطق الامور يقضي ان تكون للعماد (ميشال) عون". ويشكّل هذا الموقف ردّاً غير مباشر على الكلام الذي أطلقه أمس وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، في احتفالٍ أقامه حزب الوطنيّين الأحرار في ذكرى استشهاد جبران تويني، وأشار فيه الى أنّ النائب سليمان فرنجيّة "رشّح نفسه الى رئاسة الواقعيّة السياسيّة الصادقة، ولبنان كان وسيظلّ دائماً وطن منتصف الطريق". كما تأتي تغريدة كرم بعد ساعاتٍ فقط على الزيارة التي قام بها السفير السعودي علي عواض العسيري الى معراب وكلامه عن مباركة أيّ اتفاق لبناني - لبناني على انتخاب رئيس للجمهوريّة. كما برز موقف للنائب جوزف المعلوف مماثل حرفيا لموقف كرم، قال فيه: "إذا كان المنطق أن يأتي رئيس من "8 آذار" فالمنطق يقول أن يكون عون". فهل سيؤدّي إصرار تيّار المستقبل على المضيّ في مبادرة ترشيح فرنجيّة الى ولادة مبادرة أخرى، مسيحيّة الطابع، تقوم على ترشيح القوات اللبنانيّة للعماد عون؟ وهل يسبق هذا الإعلان موعد جلسة الانتخاب المقرّرة في السابع من كانون الثاني المقبل؟

 

واهم من يراهن على أن المبادرة ستفكك التحالف بين جعجع والحريري

بيضون لـ "الأنباء" :ـ التحالف الإسلامي يسحب البساط من تحت إيران ويقلّد السعودية زمام قيادة المنطقة

20 كانون الأول/15

رأى النائب والوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون، أن رفض حزب الله انضمام لبنان الى التحالف الإسلامي، اتى استنادا الى الطموحات الإيرانية العاملة منذ أكثر من 25 سنة على الإمساك بالمنطقة العربية والهيمنة عليها سياسيا وإقتصاديا، وهو ما أكدته تصريحات عدد من المسؤولين الإيرانيين، وفي مقدمهم الرئيس الإيراني الأسبق أحمدي نجاد بقوله: "أننا بتفاهمنا مع الأميركيين نستطيع حل مشاكل العالم"، وما اكدته أيضا محاولات إيران في مفاوضاتها مع مجموعة الخمس زائدا واحدا انتزاع تفويض اميركي باطلاق يدها في المنطقة، مرتكزة بذلك على رغبة الرئيس الأميركي باراك أوباما بمسايرة الجانب الإيراني مقابل تخلي طهران عن برنامجها النووي.

ولفت بيضون في تصريح لـ "الأنباء" الى أن السعودية عندما تيقنت بأن الإدارة الأميركية تعطي إيران دورا أكبر من حجمها في شؤون المنطقة وتحديدا في الشؤون الداخلية للدول العربية، خطت جملة من الخطوات الجبّارة والحاسمة والتي كان أهمها "عاصفة الحزم" ذات الإعلان المزدوج، بحيث قضى الأول إبلاغ المجتمع الدولي بأنها ودول مجلس التعاون الخليجي تتولى قيادة المنطقة العربية، فيما قضى الثاني إبلاغ طهران بأن الرياض لن تسمح لها بتقويض الدول العربية والهمينة عليها بواسطة المليشيات المذهبية المسلحة والمزروعة في كل من البحرين واليمن ولبنان وسوريا والعراق.

وعليه، يعتبر بيضون أن إيران أدركت أن قيام التحالف الإسلامي بقيادة السعودية لمحاربة الإرهاب، سيسحب البساط من تحتها ويخرجها من المنطقة العربية أقله من الناحية المعنوية، الأمر الذي دفع بحزب الله في لبنان انطلاقا من كونه إيراني أكثر من الإيرانيين، الى التصدي لهذا التحالف عبر رفضه انضمام لبنان اليه، متذرعا بأسباب تضليلية وهمية واهية ملؤها التقية، ألا وهي أحترامه المفاجىء للدستور اللبناني ولأصول العمل المؤسساتي، ناهيك عن أن التحالف الإسلامي سيعالج تخاذل الجبارين في الحرب السورية، حيث أثبتت العمليات الميدانية أن هدف موسكو من نزولها العسكري على الأراضي السورية ليس ضرب تنظيم داعش بقدر ما هو حماية نظام الأسد من السقوط، وأن الغارات الجوية الأميركية لم تحل دون تقدم المجموعات الإرهابية عسكريا على أرض الواقع، ما يعني من وجهة نظر بيضون، أن ما جعل إيران ومن خلفها حزب الله بحالة هستيرية، هو أن التحالف الإسلامي بنواته العربية سيقلد السعودية ومعها دول مجلس التعاون الخليجي زمام قيادة المنطقة العربية كما أنه سيتمكن من تطويق داعش عسكريا وماديا وفكريا، ومن وضع المنطقة على طريق حل عجزت الولايات المتحدة عن شقه.

على صعيد مختلف وعن قراءته لمصير قوى 14 آذار في ظل الخلاف بين مكوّنيها الأساسيين حول مبادرة الرئيس الحريري، أكد بيضون أنه واهم من يراهن على أن المبادرة ستفكك التحالف بين المستقبل والقوات اللبنانية، وذلك بسبب دراية جعجع في إدارة الإختلاف بين الجانبين، بحيث لم يتردد وسط حماوة التباين بينه وبين الحريري على خلفية ترشيح فرنجية، في الإعلان عن أن التحالف بينهما إستراتيجي لا يخضع لاعتبارات آنية ولا تُضعف متانته عقبات ظرفية عابرة، خصوصا وأن هذا التحالف آل بجعجع الى بناء علاقة مميزة ووثيقة وبعيدة المدى مع المملكة السعودية ودول مجلس التعاون وبعض الدول العربية، مؤكدا بالتالي ومن موقعه المستقل أن 14 آذار أكبر وأمتن وأسمى من أن تحل عقدها تباينات بين المستقبل والقوات أو أن تضعف من عزيمتها على بناء دولة حقيقية وقوية.

أما عن السؤال المطروح لماذا فرنجية وليس عون، أكد بيضون أن المبادرة طبخة أشرف على تركيب مكوناتها عدد من الطباخين، وخلصت الى ترشيح فرنجية لكونه تحت سقف الطائف وملتزم به، فيما العماد عون رافض بالأساس للطائف، إضافة الى أن فرنجية لم ينغمس بالتحريض المذهبي كما فعل العماد عون. إلا أن ثبات فرنجية تحت سقف الطائف لا يعفيه كمرشح للرئاسة من زيارة معراب إنفاذا لوعده بأنه سيكون الضمانة للجميع.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

تغريدة وجدانية لفاطمة عبدالله

فايسبوك/لو أستفيق غداً وأجدني كائناً بلا ذاكرة. بلا صور تطيل الليل وعذابات القلق. لو أنني أنسى تعساء الأرض. وأنسى مَن ماتوا بوجع. وأنّ التراب على الأجساد ثقيلٌ يخيفني كثيراً فأرتجف. لو أنسى الخسارة المستمرة والرضوخ للجماعة. وأنسى أمي وأبي وذنب أخوتي وموقفي من الحرب والمجزرة. لو أُصاب بألزهايمر الوجود، فأسعد. لا أتعرّف إلى صفحات باكية من عمري ولا إلى مَن تسببوا لي بالتعاسة وتسببتُ لهم بالألم. أستعيدُ مع كلّ ميت جرح مَن مات قبلي وترك في العمق انكسارات لا تُشفى. وخلّف الذنوب بقسوتها ولعنتها وأثمانها. لا مفر من عقاب الانتماء ومأساة العيش في الوسط. الأحياء يموتون ببطء أيضاً.

 

كبير مشايخ البياضة نفى القاء الحرم الديني على مشايخ جبل العرب

الأحد 20 كانون الأول 2015 /وطنية - نفى كبير مشايخ البياضة الشيخ سليمان جمال الدين شجاع، ما نسب اليهم من أخبار مغرضة، تتعلق بإلقاء الحرم الديني على مشايخ عقل جبل العرب.

 

 ريفي رعى إضاءة شجرة الميلاد في طرابلس: مدينة إخاء وعيش مشترك وسلام

الأحد 20 كانون الأول 2015 /وطنية - أضيئت شجرة الميلاد عند مستديرة مستشفى النيني - مدخل شارع عشير الداية تحت شعار "رسالة محبة، عطاء، فرح، عدل وحق"، برعاية الوزير أشرف ريفي وحضور الوزير رشيد درباس، النواب أحمد فتفت، خضر حبيب، سامر سعادة، قاسم عبدالعزيز، ممثلين لنواب طرابلس والشمال، المطارنة أفرام كرياكوس وإدوار ضاهر وجورج بو جودة ممثلا بالمونسنيور نبيه معوض، نقيب المهندسين في الشمال ماريوس بعيني، وفاعليات مدنية واجتماعية وممثلين للمساهمين في المشروع وحشد من أبناء المدينة. استهل الاحتفال بالنشيد الوطني ثم كلمة الناشط الإجتماعي جوني نحاس الذي قال: "بما أن طرابلس هي مدينة العيش المشترك الواحد، مدينة السلام والتقوى وأبناؤها ينبذون كل أنواع التطرف والمس بالآخر، لذلك نحن هنا للسنة الخامسة على التوالي، نجتمع سوية لإضاءة شجرة طرابلس للميلاد، جامعين عيد مولد السيد المسيح وعيد المولد النبوي الشريف من خلال اللونين الأحمر والأبيض على الشجرة وفي هذه المناسبة أود ان أشكر كل من ساهم في إنجاز هذا العمل وتنظيمه".

وختم: "اليوم وبالمناسبة حققنا أمنيات أكثر من 400 طفل من طرابلس وسنوزع الهدايا على هؤلاء الأطفال".

البدوي

وألقى الدكتور جمال البدوي كلمة بإسم المجتمع المدني قال فيها: "نجتمع اليوم كي نشارك إخواننا المسيحيين بفرحة الميلاد ولنؤكد العيش المشترك في طرابلس التي تشهد كنائسها وجوامعها على ذلك منذ مئات السنين. والطائفية اليوم طارئة على مجتمعنا لأن الأصل هو العيش المشترك في هذه المدينة ونأمل أن نعود الى الأصل وليس الى الطارىء ولنعد الى تعاليم السيد المسيح بمحبتنا لبعضنا البعض ولتعاليم سيدنا محمد بالتراحم والتسامح والعدل فنعيد معا عيش أجدادنا الذين حافظوا على هذه التعاليم".

دبوسي

ثم كانت كلمة لرئيس غرفة التجارة في الشمال توفيق دبوسي الذي أكد أن "مدينة طرابلس بالرغم من كل الظروف مدينة واعدة جدا وستكون بإذن الله مدينة إقتصادية بإمتياز ومحور الحركة الإقتصادية من المرفأ الى معرضها وأسواقها الداخلية وكل ما فيها سيكون محورا إقتصاديا هاما على مستوى كل لبنان والمنطقة. لذا، أدعو جميع اللبنانيين الى الإيمان بذاتهم لأنه بإمكاننا أن نلعب دورا مهما في لبنان والمنطقة ولا نحتاج إلا الى قليل من الإيمان والإلتفاف حول بعضنا البعض وحول الدولة ومن الدولة بإتجاه القطاع الخاص الذي يشكل خشبة الخلاص، والتفافنا حول الدولة يجعلها أكثر إيمانا بذاتها فتتمكن من بناء الجمهورية بكل مؤسساتها لمصلحة المجتمع ويتمكن لبنان بذلك من أن يلعب دور الرسالة خصوصا مع أبنائه المنتشرين في كافة أقطاب العالم. أعاده الله عليكم أعياد الميلاد والمولد النبوي الشريف ورأس السنة بالخير والسعادة".

الرافعي

بدوره قال رئيس بلدية طرابلس المهندس عامر الطيب الرافعي: "ها هي طرابلس مرة جديدة تلبس ثوب العيد ويتوحد أبناؤها حول عيدي المولد الشريف وميلاد السيد المسيح عليه السلام، ها هي طرابلس تثبت مرة أخرى أنها مدينة العيش الواحد ومثال يحتذى به في تآلف أبنائها مسلمين ومسيحيين لا يفرقهم أحد ولا يباعد بينهم أحد، ها هي طرابلس تظهر أمام العالم كله بأنها مدينة السلم والسلام، مدينة المحبة والوئام، مدينة التعايش والإنفتاح. ها هي طرابلس تصر على العيش والإحتفال والبحث عن مظاهر الوحدة والتجانس والتعاضد بين مكوناتها بتنوع طوائفهم ومذاهبهم واختلاف معتقداتهم وإنتماءاتهم السياسية والفكرية والثقافية".

أضاف: "أيها الأحبة أهلا بكم في عاصمة الشمال التي لم تستسلم يوما ولم تخضع يوما بفضل إصرار أبنائها على الحياة وتمسكهم بالإعتدال نهجا وأسلوبا يمارسونه يوميا عبر نبذ العنف والتطرف ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر مهما اشتدت الاختلافات وتنوعت الاتجاهات".

وتابع: "كل الشكر للصديق جوني نحاس على مبادرته السنوية لإضاءة شجرة الميلاد في وسط طرابلس والتي أصبحت حقيقة الأمر شجرة الميلاد المركزية في المدينة بفعل العمل الرائع والإحترافي الذي يقوم به من التحضيرات المضنية التي ينجزها كل سنة لإبراز الوجه الحضاري للمدينة. وأحييه هذا العام لإختياره اللون الأبيض كرداء سلام ليزين شجرتنا إحتفالا بتزامن عيدي الميلاد والمولد النبوي الشريف ورأس السنة. كما أشكر بإسمي وبإسم أعضاء المجلس البلدي وكل هيئات المجتمع المدني كل الذين حضروا اليوم لمشاركة طرابلس فرحة العيد مقدرا تعاون كل الشركات والشخصيات التي ساهمت في إنجاح هذا الحدث".

وختم: "نأمل من الله أن يمن علينا عام 2016 بانتخاب رئيس جديد للجمهورية لينعم لبنان وجميع اللبنانيين بالأمن والراحة والإطمئنان".

كرياكوس

واستهل كرياكوس كلمته بالقول: "اليوم ولد المسيح في مغارة في مزود البهائم لذلك عيد الميلاد ليس فقط في المظاهر الخارجية، ولا فقط في المآكل الشهية والملابس الجميلة هو قبل كل شيء في مضمونه، في جوهره الذي هو التواضع والمحبة والسلام . وهذا الذي يجمعنا اليوم مع بعضنا البعض هذا هو الذي يجعل تعايشنا مع بعضنا البعض في عيشنا المشترك في هذه المدينة طرابلس وفي هذا الوطن . هذه القيم المشتركة هذه الفضائل المشتركة هي موجودة في دياناتنا السماوية كل هذا نتمناه أن يدوم فيما بيننا على الرغم من كل الظروف الصعبة التي نمر فيها. هذا اللقاء يشهد لذلك لقاء حيا سنويا نشكر كل الذين هيأوا له وخصوصا الأخ جوني نحاس الذي له فضل كبير في ذلك وكل عام وأنتم بخير".

درباس

بدوره قال درباس: "أيها المحتفلون بإضاءة هذه الشجرة نكون قد طوينا ليالي الظلام الطويلة في السنوات الماضية. لقد خلعت طرابلس عنها رداء كاذبا وخلعت قناعا مخلقا، هي مدينة التعايش ومدينة السلام وليست على الإطلاق مدينة التطرف ومدينة الدواعش. هذه لحظة نحتفل فيها بفرحة مشتركة بين الأعياد المسيحية والإسلامية ونقول من أولى بلبنان وبالمسلمين من أن يشبهوا تلك الظاهرة التي تدعي أنها ظاهرة إسلامية في حين أن الدين الإسلامي هو دين الحياة ودينهم هو دين الموت. وإذا قال رئيس الحكومة نحن مع محاربة الأرهاب فهذا موقف كل اللبنانيين".

معوض

وألقى معوض كلمة بو جودة قال فيها: "هذا المشهد ليس غريبا عن مدينة طرابلس إذ ألفته طوال تاريخها وتعددت الطوائف والمذاهب فالفوارق الإجتماعية تزول وتعود دائما طرابلس الى أصالتها وجذورها وتاريخها فهي مدينة العلم والعلماء ومدينة الآخاء والسلام والتلاقي مع الاخر. وهذه السنة صدفة جميلة نعيد فيها معا وخلال أسبوع واحد عيد المولد النبوي الشريف وعيد الميلاد المجيد وهكذا يتلاقى العدل والسلام. هذا الحدث أصبح مناسبة سنوية نلتقي من خلالها لنتبادل التهاني ولنرسخ العيش المشترك وننشر الفرح والسلام. عسى ان تحمل إلينا الأيام المقبلة الفرح والسلام لمدينتنا طرابلس ولبناننا الحبيب وكل عام وانتم بخير".

ريفي

أما راعي الاحتفال فأشار الى أن "تزامن العيدين الإسلامي والمسيحي رسالة سماوية أن عيشوا بأخاء وعيشا مشتركا". وقال: "طرابلس تؤكد مجددا وللمرة الخامسة أنها مدينة آخاء وعيش مشترك، وأنها مدينة السلام والمحبة والعدل والوئام. والصورة النمطية التي أعطيت للمدينة خلال السنوات الماضية كان فيها جور وظلم وإفتراء على المدينة ونحن نؤكد سوية أننا شعب واحد وقرارنا أن نعيش سوية وأن نستمر في هذه الحياة سويا لتكون طرابلس العاصمة الثانية للبنان. نبارك لكم جميعا وكل عام وأنتم بخير".

وبعد إضاءة الشجرة وإطلاق الأسهم النارية انتقل الجميع الى معرض رشيد كرامي الدولي حيث تم توزيع الهدايا على الأطفال.

 

زهرا في طبرجا: نحن مع قانون انتخابي مختلط وحوارنا مع التيار الوطني مستمر

الأحد 20 كانون الأول 2015 /وطنية - نظمت دائرة الاتصالات في مصلحة النقابات في حزب "القوات اللبنانية"، سلسلة محاضرات في مركز القوات في طبرجا، في حضور النائب انطوان زهرا ممثلا رئيس الهيئة التنفيذية في الحزب سمير جعجع وحشد من المناصرين. بداية، ألقى رئيس جهاز التنشئة في القوات الدكتور انطوان حبشي محاضرة حول "القوات اللبنانية تاريخ وهوية"، تحدث فيها عن التحديات التي واجهتها القوات "وقد تغلبت عليها وحافظت على لبنان بالنضال والمقاومة خلال التاريخ". وشدد على "ان المسيحيين عادوا الى الجبل بفضل تضحيات من سبقهم ومن استشهد من أجل لبنان". وتطرق حبشي الى "هدف حزب الله بجعل لبنان بلدا للمسلمين"، مذكرا "ان القوات رفضت السلاح غير الشرعي في وقت لم يجرؤ أحد على ذلك وكان التحدث الأكبر بان لا أحد يسيطر على قرارات الدولة". ورأى "ان مسؤولية كل منا بناء الدولة" مشددا على "ان القوات ليست معنية بأي سرقة في الدولة لانها لم تشارك بالسلطة، وهي تحارب المحسوبيات والوراثة السياسية، فلبنان ليست قطعة جبنة نتقاسمها".

سليمان

بعدها عرضت رئيسة دائرة الاتصالات في القوات ايفون سليمان واقع الاتصالات والاحصائيات ومكانة لبنان في الدول العربية، فشرحت تصاعد التلفون الثابت في لبنان منذ العام 2010 حتى 2015 حيث كان هناك قفزة كبيرة وصلت الى حوالى مليون خط مع بداية العام 2015" لافتة الى "ان مصدر هذه الاحصائيات الاتحاد الدولي للاتصالات، اما بالنسبة للمشتركين في الانترنت اي DSL فقد بلغ عدد المشتركين في بداية العام 2015 حوالى 480 ألف مشترك علما ان هناك 86% من الشعب اللبناني يستعمل الانترنت. وتطرقت الى النسبة المتزايدة في استعمال الهاتف الخلوي وتطور سرعة الانترنت التي وصلت الى 2,8 ميغا، ثم عرضت حركة تطور وتراجع مكانة لبنان في قطاع الاتصالات بين الدول العربية.

زهرا

بدوره تحدث النائب زهرا فرأى "ان هدف كل حزب سياسي هو المشاركة في السلطة لكن نحن لا نشارك في أي سلطة لا تتوافق مع مبادئنا" مركزا على "علاقة القوات بالمستقبل فهي مطلب ملح ويجب المحافظة عليها وعلى وحدة 14 آذار فهي قوى متماسكة بالرغم من الاختلاف في ما بيننا ولكنه ليس خلاقا". أضاف: "ان هذا الفريق سيادي لا يجب ان نفرط به فيضرب المشروع السياسي"، متطرقا الى العلاقة مع التيار الوطني الحر وورقة إعلان النيات"، مشيرا الى "هذه الورقة التي جاءت لطوي صفحة علاقة الخلاف والعدوانية منذ حرب الإلغاء وكان يجب إنهاؤها، وقد جاءت هذه الورقة بشكل او بآخر تتطابق مع مبادئنا ومبادىء 14 آذار". وشدد زهرا على "ان القوات لم تكن في السلطة خلال الفترة الماضية التي حصلت فيها الصفقات والسرقات في الدولة"، لافتا الى "ان الحوار مع التيار الوطني مستمر بالرغم من وجود اختلاف والبحث مستمر في المواضيع المتوافق عليها وعدم الوقوف عند كل اختلاف".

وأكد "ان القوات هي مع قانون انتخابات مختلط لانه القانون الذي يؤمن أفضل تمثيل لجميع الاطراف خصوصا انه باعتماد قانون نسبي او قانون أكثري وحده لا يرضي الجميع فالقانون المختلط هو الذي يوفق بين الاثنين". وعن الانتخابات الرئاسية، رأى زهرا انه "حتى اليوم لم نر مبادرة فعلية كاملة إنما سمعنا ترشح الوزير فرنجية عبر الاعلام فقط".

 

رعد من صير الغربية: صمودنا غير مواقف بعض الدول ودفعها للبحث عن حل أو تسوية تخرج منها بماء وجهها

الأحد 20 كانون الأول 2015 /وطنية - رأى رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، "أن دولا خليجية قدمت لائحة للأمريكيين في المؤتمر الذي كانت من مهمته أن يصنف المنظمات الإرهابية التي تعمل في سوريا وهذه اللائحة تضمنت حزب الله وحركة أمل، هؤلاء لا يتركون مجالا للصلح مع أحد، هؤلاء يستهدفون كل وجودنا وهل تعرفون لماذا؟ لأنكم قاتلتم الإسرائيليين وصمدتم بوجههم وانتصرتم عليهم وهؤلاء أذناب الإسرائيليين، وحراس مصالح الغرب الذي يدعم الإسرائيليين في منطقتنا، أنذال ساقطون يحاولون أن يتحكموا بمصائر شعوب هذه المنطقة، ينتقلون ببلدانها من مذلة إلى مذلة ومن إهانة إلى إهانة ومن نكسة إلى نكسة ومن خيبة إلى خيبة ومن هزيمة إلى هزيمة، لا يعرفون متى يقاتلون ولا يعرفون متى يساومون ولا متى يصالحون، ينشئون التحالفات من أجل أن يسقطوا روح المقاومة في أمتنا، يمتثلون بالنهج الإسرائيلي وبأدائه وإرهابه، يدمرون بلادا بكاملها، يهجرون ويشردون شعوبا بكاملها، أوليس هذا ما يحصل في اليمن". كلام النائب رعد جاء خلال الإحتفال التكريمي الذي أقامه "حزب الله" في ذكرى أسبوع الشهيد حسن أحمد معتوق في حسينية بلدة صير الغربية، في حضور شخصيات وفاعليات سياسية وإجتماعية ودينية وحزبية وبلدية ووفد من عوائل الشهداء. وأضاف: "النظام السعودي الآن يستجدي اليمنيين أن يخرجوا من المناطق التي يحتلونها داخل الأراضي السعودية ويستجدون منه وقف إطلاق النار". وختم سائلا: "هل هذه الأنظمة يمكن أن نركن إليها في تدبير شؤوننا وفي صيانة مستقبلنا وحفظ حاضرنا أبدا، صمودنا طوال الأزمة الماضية هو الذي غير عقلية الدول وغير المواقف السياسية ودفعها إلى أن تبحث عن حل أو تسوية تخرج منها بماء وجهها".

 

رحال: قوى 8 آذار وحزب الله لا يريدون رئيسا لذلك يعطلون المبادرات

الأحد 20 كانون الأول 2015 /وطنية - أكد عضو "كتلة المستقبل" النيابية النائب رياض رحال، في لقاء مع عدد من وسائل الاعلام، بحضور وفود من مختلف قرى وبلدات عكار، أن "قوى 8 آذار وحزب الله لا يريدون رئيسا للجمهورية، ولذلك يحاولون تعطيل المبادرات".

وقال: "ليست المرة الأولى عندما يكون البلد في مأزق، ينبري الرئيس سعد الحريري ويتخذ مواقف لانقاذ البلد، وآخر هذه المواقف الجلسة التشريعية او ما سمي بتشريع الضرورة، في ما يتعلق بالمال والنقد في لبنان، فلولا لم ينقذ الرئيس الحريري هذه الجلسة، لكان لبنان في أزمة ولم يستطع اجراء تحويلات، أو لن يستطع أي لبناني تحويل النقود من وإلى لبنان، بالتالي لقد انقذ الرئيس الحريري البلد ماليا". اضاف: "اليوم في موضوع رئاسة الجمهورية، عندما رأى الرئيس الحريري أنه تمت تسمية أربعة من الأقطاب أو الأقطاب الأربعة الأقوياء في بكركي، ومن بين هؤلاء هناك ثلاثة تقريبا لم يستطيعوا الاتفاق على مرشح واحد، وبعد مرور سنة ونصف، وبعد التواصل المستمر مع سفراء وعدة دول في الداخل والخارج مع الاقطاب، رأى الرئيس الحريري أنه إذا بقينا نربط قضية لبنان بقضية المنطقة، أي بالحرب في سوريا والعراق واليمن، سيضيع البلد ونصبح على شفير الهاوية". وتابع: "الجمهورية في لبنان اسمها الجمهورية اللبنانية، ومن دون رئيس جمهورية لم تعد بجمهورية، بل مجموعة قوى أطراف مجتمعة. اليوم نجد أن لا مجلس نيابيا وهناك حكومة لا تجتمع ولا رئيس للجمهورية، ماذا يمكن ان نسمي هذا البلد؟ لذلك انبرى الرئيس الحريري واتخذ موقفا وطنيا شجاعا، رغم كل المشاكل التي مر بها، وهو يدرك تماما أن هذا الموقف الذي اتخذه ستكون له تداعياته". وتساءل رحال: "لماذا لم تتجاوب القوى الأخرى"؟ ورأى أن "الأقطاب الآخرين وعلى رأسهم "حزب الله" لا يريدون للبنان رئيسا". وقال: "كما أن بشار الأسد لا يريد رئيسا للبنان أيضا". وشدد على أن "الرئيس الحريري ينظر الى مصلحة لبنان، وهذا هو الفرق في المواقف، فإن رجال الدولة تحرص على لبنان كدولة الرئيس الحريري، وهو رجل دولة وهو ابن الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي كان رجل دولة". وفي ما يتعلق بملف النفايات، قال رحال: "إن هذا الموضوع اصبح طارئا، وقلنا دائما أن هناك ازمة بيئية وصحية واجتماعية واقتصادية لانها ضربت السياحة". وأمل في أن "تحل الأزمة وأن يتم تحديد المدة الزمنية للترحيل، إذ يجب أن يتم تحديد المدة من بداية الترحيل الى نهايته، اضافة الى وضع حلول للنفايات في كل قضاء من خلال انشاء معامل فرز ومطامر صحية وفق المواصفات العالمية، كما يجب أن توضع خطة متوازية مع الترحيل خلال مدة سنة، لئلا نعود الى هذه الأزمة". وختم رحال: "إن الانماء في كل قرية وقضاء ومحافظة يبدأ بالبيئة والنظافة، وعلى رأسهم حل النفايات حتى نتحول من بلد متأخر إلى متقدم".

 

الحوت: على الرئيس المنتظر ألا يغطي مشاركة البعض في القتال في سوريا وان يتعهد بشراكة وطنية حقيقية

الأحد 20 كانون الأول 2015 /وطنية - توقف النائب عماد الحوت عند "خصائص الرسالة التي جاء بها الرسول من تحرير الإنسان من أي تبعية وتوازن بين الدنيا وعمارتها والآخرة والعمل لها ومكارم الأخلاق ورعاية الحقوق وقبول الآخر والعدالة بين الناس والمساواة بينهم أمام القانون دون تفرقة في كل ذلك بين مسلم وغير مسلم". وتناول خلال مهرجان الجماعة الإسلامية في بيروت "أهمية الاستعجال في انتخاب رئيس للجمهورية، ولكن ليس عن طريق تسوية بين أشخاص"، معلنا "عدم الاعتراض على أي إسم ولكن ينبغي للرئيس المنتظر ألا يغطي مشاركة بعض اللبنانيين في القتال في سوريا، أو يعترف ويدعم سلاح الفوضى في لبنان، أو يشارك في تغطية صفقات الغاز والنفايات وتقاسم الحصص، وأن يتعهد بالعمل على شراكة وطنية حقيقية في كل شيء، شراكة في قرار مقاومة العدو الصهيوني، وشراكة في قرار القتال خارج لبنان، وشراكة في عملية بناء المؤسسات والإزدهار للوطن والمواطن".

واعتبر أن "أزمة البلد الحقيقية اليوم أن هناك من يحاول أن يدفع للاختيار بين التطرف وبين التعامل مع النظام السوري، أو بين الهاجس الأمني وبين الإقرار بجيشين وقرارين للحرب والسلم، أو بين الواقع الإقتصادي والمعيشي وبين القبول بالصفقات وتقاسم الحصص، وأن هناك من رأى القشة في عين أخيه فقام يهاجم رئيس الحكومة لأنه أعطى موقفا أوليا لا يرتب التزاما من التحالف الإسلامي لمواجهة الإرهاب ولم ير سارية الخشب في عينه أو في عين حليفه الذي ذهب ليقاتل في سوريا دون الرجوع الى أي من المؤسسات الدستورية للبلد، وهو يحسب أن موقع رئاسة الحكومة مكسر عصا يستطيع من خلال مهاجمتها تسجيل نقاط في معركة المناصب أو في التوتير الطائفي البغيض". وأكد "الاعتزاز بمدرسة الإخوان المسلمين التي تحارب، لأنها أوجدت الوعي بالحقوق لدى شعوب المنطقة، ولأنها بوسطيتها تشكل عائقا أمام التطرف الذي تستثمر فيه مخابرات الدول الإقليمية والدولية لتفكيك المنطقة وإخضاع شعوبها".

 

فنيش: لبنان لن يكون جزءا من التحالف الإسلامي المشبوه

الأحد 20 كانون الأول 2015 /وطنية - اعتبر وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش، أن "الإعلان عن التحالف الإسلامي الذي صدر من المملكة العربية السعودية، يأتي في سياق الرغبة الأميركية بأن يكون هناك غطاء لسياستها الجديدة في إعطاء أولوية لمكافحة "داعش" و"النصرة" وأمثالهما، لأن دور هذه القوى الإرهابية بدأ يهدد أمن الغرب، لكن وفي المقابل فإن على من يدعي أنه يريد مكافحة الإرهاب، أن لا يكون متورطا في دعم هذا الإرهاب، بل عليه أن يسهم في الحل السياسي لإنهاء محنة الشعب في سوريا، لا أن يبقى جزءا من معركة إسقاطها، وداعما للجماعات المجرمة التي ارتكبت ولا تزال المجازر بحق سوريا، وكذلك عليه أن يقفل مدارس الحقد والجهل والكراهية والفتنة، التي تنشأ في العالم الإسلامي، بتمويل ودعم لا حدود له، من أجل بث ثقافة الكراهية والعداء للانسان، وتخريج التكفيريين الظلاميين، فهذه المدارس هي المسؤولة عن تفشي هذا الوباء التكفيري، الذي يكافح بعدم التعاطي مع أعراضه، وباستئصال أسبابه التي تكمن بوضوح في المدرسة الوهابية". كلام فنيش جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه "حزب الله" للشهيد محمد ناصيف سموري في حسينية بلدة شحور الجنوبية، بحضور عدد من القيادات الحزبية، والعلماء والفاعليات والشخصيات، وحشد من الأهالي. واعتبر أن "الحديث عن مشاركة دول دون أن يكون لها علم أو رأي أو قرار، يكشف بوضوح عدم احترام مؤسس هذا الحلف الإسلامي لأبسط قواعد العلاقة بين الدول"، مشددا على أن "لبنان لم يقرر المشاركة في هذا التحالف المشبوه، ولن يكون جزءا منه، لأنه ليس واضحا لا بأهدافة ولا بآلياته، ولا بتحديده من هو الإرهابي والتكفيري، ومن هم هؤلاء الذين يريدون محاربتهم، وبأي وسائل وآليات"، مضيفا: "عندما نجد من يتحدث عن مشاركة لبنان دون احترام قرار الدولة، فهذا يعكس كيفية تعامل قطب هذا التحالف أي المملكة العربية السعودية مع العديد من الدول، بحيث أنها لا تبلغ المسؤولين فيها حتى يتشاوروا في الأمر، ثم يصدرون موقفا واضحا بخصوص المشاركة أو عدمها، ولكن عندما يعلن القيمون على هذا التحالف عن مشاركة بعض الدول دون أن يكون لديها علم بذلك، فهذا يؤكد أنه ليس هناك في قاموس هؤلاء الحد الأدنى من لياقة التعامل مع الدول، فضلا عن احترام أبسط القواعد الديمقراطية". وشدد فنيش على "أننا في لبنان لسنا بحاجة إلى من يعطينا شهادة في مقاومتنا للخطر الذي يتهدد وطننا، فبعد فترة من الزمن، وبعدما توضحت غايات الذين تورطوا في دعم الجماعات التكفيرية في سوريا، وبات خطر هذه الجماعات يهدد كل لبنان، كنا أول من تصدى لهم من خلال معادلة عنوانها المقاومة، والتعاون مع الجيش والقوى الأمنية، وبادرنا وقدمنا ولا نزال شهداء أعزاء دفاعا عن وطننا"، مضيفا: "وكما لم نقصر في التصدي للاحتلال الإسرائيلي وتحرير الأرض، لن نقصر في دفع خطر التكفيري الإرهابي عن لبنان، فبهذه العلاقة التكاملية بين المقاومة والجيش والقوى الأمنية استطاع لبنان أن يحمي أمن اللبنانيين جميعا، ما يؤكد بأننا لسنا بحاجة لمثل هذه الأحلاف التي تفتقد إلى الصدقية والجدية في التصدي للمشروع الإرهابي التكفيري".

 

فضل الله: من وصفوا المقاومة بالإرهاب خلال حرب تموز هم الذين رعوا الإرهاب ومولوه ونشروا الفكر التكفيري

الأحد 20 كانون الأول 2015 /وطنية - أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله أنه "لو ترك التكفيريون وشأنهم لما تركونا، ولو لم يكن هؤلاء الشهداء في ساحات الجهاد لكان التكفيريون هنا، فهذه المعادلة علينا دائما أن نضعها أمامنا، ألا وهي: لو لم نكن نحن هناك لكانوا هم هنا. وهذا ليس من باب التبرير وتقديم الحجج، فالوقائع أمامنا". وذكر أن "التكفيريين قد فجروا حسينية في بنغلادش كان يحيا فيها مناسبات لأتباع مذهب أهل البيت، وهؤلاء لم يشاركوا ولم يقاتلوا في الحرب السورية، وكذلك في السعودية والكويت وفي الكثير من الأماكن الأخرى، التي ذهبوا إليها ليقتلوا ويفجروا ويبيدوا، ولو أنهم قادرون على اقتلاع هذا الوجود لاقتلعوه"، مشيرا "لذلك فإن البعد الآخر يتعلق بمصيرنا ووجودنا وبلدنا ومؤسساتنا ودولتنا، ولا خيار لنا في هذه المعركة سوى الاستمرار بها، فإما أن نقتل أو نقاتل وندافع عن وجودنا، فنحن من مدرسة هؤلاء الشهداء وسيد الشهداء، الذي لا يعطي إعطاء الذليل، وكان شعاره: هيهات منا الذلة".

كلام النائب فضل الله، جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه "حزب الله" للشهيد علي قاسم شري، وذكرى أربعين الشهيد محمد علي حسين ماجد في حسينية بلدة خربة سلم الجنوبية، في حضور عدد من القيادات الحزبية والعلماء والفاعليات والشخصيات، وحشد من الأهالي.

وقال: "إن حربنا في سوريا هي حرب دفاعية، وخيارنا كان خيارا ضروريا، ولو تأخرنا قليلا في الذهاب إلى سوريا، لكنا رأيناها اليوم بيد هذه الجماعات التكفيرية، ولانقلبت الدائرة علينا في لبنان، ولكنا اليوم، ربما نخوض معارك في قرانا ومدننا ومناطقنا اللبنانية، فلبنان بفريقيه مسلمين ومسيحيين مدين لهذه المقاومة ولهؤلاء الشهداء، لأنه مازال بلدا موجودا وحيا وقائما رغم كل هذا الانقسام والخلافات والمشكلات وتعطل مؤسسات الدولة فيه، وهو مدين لهذه المقاومة، كما كان مدينا لها ببقائه على قيد الحياة، عندما نشأت في العام 1982 وحررت هذه الأرض، وأعادت للدولة الوجود من خلال طردها للاحتلال الإسرائيلي".

وشدد على أن "المقاومة اليوم، ومن خلال دفاعها عن بلدنا في سوريا أو على حدودها، أمكن لها أن تحمي الدولة والجغرافيا والشعب، ولولا هذه التضحيات لكنا ربما نبحث عن بلدنا في مخيمات اللاجئين، ولكنا نبحث عن هذا الشعب تائها في البحار، كما نرى الكثيرين ممن يتوهون ويتشردون من الشعب السوري، فالمقاومة في تقديمها لهؤلاء الشهداء ولهذه التضحيات استطاعت أن تغير معادلات كبرى في المنطقة".

واعتبر أنه "لولا الثبات والصمود والبقاء والاستمرار في سوريا، لما كنا رأينا متغيرات دولية، أدت إلى ما أدت إليه في الأسابيع القليلة الماضية، ومن بينها المشاركة الروسية في سوريا، وتغيير المعادلة السياسية الدولية، التي كانت في يوم من الأيام تستفيق في كل صباح وهي تتوقع أن تنتهي سوريا، وتنتهي الدولة والنظام فيها، فإذا بنا نرى أن هذه المعادلة تغيرت، وتمكنا من تثبيت سوريا، نحن والسوريين والجيش السوري على خيارها وموقعها. وهذا فيه مصلحة للبنان، لأنه لو سقطت سوريا لسقط لبنان، ولكنا الآن في معادلة أخرى، فهذه التضحيات على جسامتها وأهميتها إضافة إلى كل نقطة دم سقطت من دماء شهدائنا، التي هي غالية بالنسبة إلينا، حققت هذه الانجازات الكبيرة والعظيمة، وأدت إلى حفظ بلدنا ووجودنا وهويتنا وثقافتنا، وأيضا إلى تغيير المعادلة من حولنا".

ولفت إلى أن "المقاومة مستهدفة من بعض الأنظمة العربية، ومن الولايات المتحدة الأميركية، ومن هذا العدو الإسرائيلي، ولأنها بهذا المستوى من الفاعلية والقوة والحضور والقدرة على التغيير في معادلات المنطقة، نرى اشتداد الهجمة السياسية والإعلامية والأمنية والاقتصادية عليها. ومن بينها محاولات الوصم بالإرهاب التي تقوم بها بعض الدول خدمة للمشروع الأميركي وللسياسة الأميركية، وخدمة للعدو الإسرائيلي"، مشيرا إلى "هذه الدول لم تكن في يوم من الأيام في موقع التصدي للعدو وللارهاب الإسرائيلي، ولا في موقع نصرة الشعب الفلسطيني، ولا في مد يد العون لبلدنا لمواجهة أزماته، بل كانت على الدوام دولا مخربة في لبنان، وساعية إلى التفتيت والشرذمة والتفرقة وتغطية العدوان الإسرائيلي، ولنا في تموز عام 2006 خير شاهد ودليل على ذلك".

وإذ سأل "ماذا كان موقف هؤلاء الذين يريدون اليوم أن يصفوا هذه المقاومة بصفات إرهابية خلال حرب تموز عام 2006، وهم الذين رعوا الإرهاب ومولوه ونشروا الفكر التكفيري، الذي يدمر اليوم على امتداد العالم؟ قال: "هذه الاتهامات لا يمكن لها أن تؤثر على مقاومتنا، بل على العكس تماما، فكلما اشتدت حملة هذه الدول والأنظمة علينا، كلما ازدادت قناعتنا أننا على صواب، وبأننا مؤثرون ونوجع مشروع هؤلاء الذين يصابون بالفشل والخيبة في اليمن والعراق وسوريا، ففي كل مكان تدخل هذا المشروع الذي تقوده السعودية وغيرها، نرى الفشل والخيبة والإحباط واليأس".

ورأى أن "من بين عناوين هذه الهجمة على المقاومة هي القرارات الأميركية الأخيرة، حيث أن هناك قرارا من الكونغرس الأميركي وقعه الرئيس الأميركي، يقضي بتشديد ما أسموه العقوبات على المصارف وعلى إعلام المقاومة وبالتحديد قناة المنار، ونحن بالنسبة إلينا كلما ازدادت الحملة الأميركية علينا، فهذا يعني أولا كما نقتنع دائما، وكما نحن مقتنعون بأننا في الموقع الصحيح، وعندما تواجهنا دولة معادية مثل الولايات المتحدة وتضعنا دائما على رأس أولويات استهدافاتها، فهذا يعني أننا في الطريق والخيار الصحيح، وفي الوقت ذاته أننا نحبط مشاريع هؤلاء، فلأننا أوجعناهم وأسقطنا مشاريعهم، يشددون علينا بمثل هذه الاجراءات".

وأكد أن "كل هذه القرارات الأميركية لن تغير حرفا واحدا من أحرف المقاومة، ولن تؤثر على أي قرار من قراراتنا، ولن تستطيع أن تحاصرنا أو تعزلنا، بل على العكس تماما، فهذا يجعلنا في موقع المواجهة أكثر، وفي موقع التحدي والإصرار، بأننا نهزم طلائع هذا المشروع الأميركي في المنطقة، ونوجع ونصيب مقتلا في هذا المشروع"، مشددا على "ضرورة الاستمرار والمثابرة والصبر من أجل تحقيق المزيد من الانجازات"، مشيرا "فعندما تضعنا الولايات المتحدة هدفا أمامها، وتعمل على استهدافنا، فهذا معناه أننا في مستوى المواجهة مع دولة كبرى لديها ما لديها من الامكانات، وأننا في هذه المواجهة نحقق انتصارات وإنجازات، وأن حزبا لبنانيا مثل حزب الله أصبح اليوم بمستوى أنه يواجه دولا كبرى تحاول أن تفرض عليه عقوبات، فهذا معناه أننا في موقع قوة وقدرة على مستوى هذا التحدي مع هذه الدول".

وختم بالقول: "إن العدو الإسرائيلي قد ارتكب بالأمس جريمة جديدة من جرائمه، واستهدف الأسير المحرر الشهيد المجاهد سمير القنطار، الذي خصه الله وكتب له هذه الشهادة، وأعطاه هذه الكرامة، فبعد كل هذه السنوات في السجن وتحرره منه حمل لواء مقاومتنا، ومضى في هذا الطريق، ولم يجلس في بيته، بل بقي حاملا للواء المقاومة ورايتها من أجل فلسطين والقدس وسوريا ولبنان، ومن أجل القضية التي حملها في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات والألفين وال 2006، إلى أن تحرر في العام 2008، ليختم الله له بهذه الشهادة، فهذه ميزة وخاصية وبركة من بركات الله على هذا المجاهد، بأن الله ختم له بالشهادة تحت راية المقاومة الإسلامية وفي صفوف حزب الله، فرحمه الله من شهيد مجاهد مقاوم قضى على يد هذا العدو الإسرائيلي".

 

قاسم هاشم: العمل الإجرامي والإرهاب الدولي المنظم وجهان لعملة واحدة

الأحد 20 كانون الأول 2015 /وطنية - استنكر عضو "كتلة التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم، في تصريح، استشهاد المناضل سمير القنطار، وقال: "مرة جديدة تمتد يد الإرهاب الإسرائيلي لتنال من الرجال المقاومين، لم تستطع سطوة وجبروت العدوانية الصهيونية أن تدجنهم رغم سنوات الظلم والإرهاب في سجون الظلام الصهيوني، ويأتي هذا العمل الإجرامي ليؤكد ان الإرهاب الدولي المنظم، الذي يمثله الكيان الغاصب، يتقاطع ويتماهى مع الإرهاب التكفيري ليكونا وجهان لعملة واحدة، حيث لا يتوانى هذا الإرهاب عن ارتكاباته وعدوانيته وإجرامه، متجاوزا كل القوانين والأعراف والمواثيق والقيم".

واعتبر أن "استشهاد سمير القنطار ورفاقه يحتم الإنتباه الى العدو الأساسي الصهيوني الإسرائيلي لتحديد البوصلة الحقيقية للخطر الدائم والداهم الذي يستهدف العرب، كل العرب، بل الإنسانية جمعاء، والذي لا يتوانى عن صناعة الإرهاب ودعمه بكل أنواعه وألوانه وأشكاله".

 

قاووق: لم يعد سرا أن السعودية تقود تحالفات إرهابية في اليمن وسوريا

الأحد 20 كانون الأول 2015 /وطنية - أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق أن "حزب الله يفتخر بأنه في موقع مقاوم يواجه فيه الإرهاب الإسرائيلي والتكفيري"، وقال: "نفتخر أيضا عندما لا تستهدف إسرائيل المواقع التكفيرية المدعومة من السعودية وإنما تستهدف سمير القنطار الذي أمضى أربعين سنة في النضال والمقاومة، كان فيها مقاوما يقتحم المستوطنات وجريحا وأسيرا ثم شهيدا. وقال قاووق خلال احتفال تكريمي أقامه الحزب للشهيد حسين علي مبارك في قاعة شهداء بلدة الطيبة الجنوبية: "لم يعد سرا أن السعودية تقود تحالفا إرهابيا في اليمن وآخر في سوريا، وبالتالي فإنها إذا أرادت بإعلان تحالف لمحاربة الإرهاب أن تبرىء نفسها من سفك دماء الشعب اليمني، أو أن تعوض الفشل والهزيمة التي لحقت بها في اليمن، فهي واهمة بعدما خسئت في ذلك، لأن مشهد الهزيمة في اليمن بات أكبر وأوضح من أن تحجبه قرارات سعودية بحجب المنار أو بتشكيل تحالفات إسلامية فارغة ومضللة، فكفى فضيحة وإدانة للتحالف السعودي المزعوم أن إسرائيل تمتدحه، وتراهن على تحقيق آمالها الاستراتيجية في المنطقة به، لذلك فإنه من الطبيعي أن تكون السعودية قد أرسلت تطمينات لإسرائيل بأن هذا التحالف ضد الإرهاب لا يستهدف الإرهاب الإسرائيلي، وإلا فما هو معنى تحالف يتستر باسم الإسلام وهو يستثني الإرهاب الصهيوني ويطمنه". وأكد أن "السعودية قد سبقت داعش في الاعتداء على مقامات أهل البيت في الماضي، وهي تشكل المصدر الأول في العالم للفكر والفقه التكفيريين اللذين يدرسان في مدارس التكفير فيها، ومن هنا فإننا لا نفاجأ إن كانت السعودية هي الداعم الأول للعصابات التكفيرية في سوريا، وهي مصدر تمويلهم وتسليحهم، وتشكل الغطاء السياسي لهم، فشبابنا في ريف حلب الجنوبي يقاتلون التكفيريين الذين يقاتلون بسلاح سعودي، وليس هناك من ينكر أن الصواريخ من نوع "تاو" التي أتت إلى العصابات الإرهابية التكفيرية في سوريا هي صواريخ كانت في مستودعات الجيش السعودي، فيما جيش لبنان ما زال ينتظر المكرمة السعودية".

 

فياض: من يقود التحالف الإسلامي يريد أن يعمم الإرهاب كي يضيع الإرهاب الحقيقي

الأحد 20 كانون الأول 2015 /وطنية - اعتبر عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض، أن لبنان "ليس إمارة أو دويلة تدور في فلك أي تحالف، بل هو دولة سيدة مستقلة لكل أبنائها ومكوناتها، وبالتالي فإنه عندما يطالعنا البعض بأن لبنان هو جزء من هذا التحالف الذي أعلن عنه والذي أطلق عليه تسمية "تحالف إسلامي في مواجهة الإرهاب"، فمن حقنا أن نطرح ألف سؤال وسؤال". وفي احتفال تكريمي أقامه "حزب الله" للشهيد مالك طالب الزين في حسينية بلدة الخيام في قضاء مرجعيون، أضاف فياض: "جهة القرار في لبنان، والتي هي مجلس الوزراء بحسب الدستور والقانون اللبناني، لم تكن على علم بأمر ضم لبنان إلى هذا التحالف، وكذلك فإن مكونات هذا المجلس والوزراء فيه، لم يكونوا على علم مطلقا بأن لبنان جزء من هذا التحالف أو أن هناك قرارا بالاندراج به، كما لم يكونوا على علم بالأهداف التي أعلن هذا التحالف من أجلها، فيما يتضح عندما نقرأ البيان الذي على أساسه أعلن هذا التحالف والذي يقول إن "مواجهة الإرهاب هي بمعزل عن أي مذهب"، أن من يقود هذا التحالف يريد أن يعمم الإرهاب كي يضيع الإرهاب الحقيقي، فكل الناس تعلم أن هناك مجموعات تكفيرية كداعش والنصرة وكل الاشتقاقات التي خرجت من القاعدة والفصائل الأخرى التي تلتقي معها بالمبدأ والعقيدة والفكر، وكل المجموعات التي تمتلك فكرا تكفيريا وتسعى لتنفيذ أهدافها بتوحش وهمجية عبر الدم والقتل الذي لا حدود له، فأي إرهاب يريدون أن يحاربونه بوجود هذا الكم من المنظمات الإرهابية التكفيرية المدعومة من دول في هذا التحالف". وتابع: "التعميم في مواجهة الإرهاب من قبل التحالف المعلن، هو لعبة بائسة لا تنطلي على أحد، وهدفها تضييع التخصيص من أجل أن لا تكون صورة الإرهاب واضحة ومشخصة، بينما نحن في المقابل نواجه إرهابا محدد المعالم والسمات، ونحارب داعش والنصرة وكل المجموعات الإرهابية والتكفيرية". ورأى أن "مشروع هذا التحالف الجديد، هو مشروع مشبوه. لأن الإرهاب والفكر والمشروع التكفيري لا يواجه بسنية أو شيعية ولا بآحادية إقصائية أو إلغائية، بل يواجه بوحدة إسلامية- عربية ووطنية متكاملة ترد على الإلغاء والإقصاء والتكفير بمنطق الوحدة والتكامل والتعايش والقوة والمنعة". واستطرد إن "من يعمق الصراعات المذهبية على مستوى المنطقة، لا يرجى منه أن يطرح مشروعا توحيديا. ومن يشكل مصدرا يغذي الفكر التكفيري لا يرجى منه أن يطلق فكرا وشعارات وأهدافا قادرة على مواجهة المشروع التكفيري، ومن يتيح لنفسه أن يشترك بمناورات عسكرية مع العدو الإسرائيلي لا يؤْمن لأهدافه السياسية ولا لمنطلقاته لا في السياسات الإقليمية ولا الدولية". وقال: "إننا نقاتل اليوم من أجل الوحدة والتماسك والهوية العربية والإسلامية واستقرار وأمن وقوة ومنعة هذا الوطن لكل بنيه، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو سنة أو شيعة أو دروزا أو من كل الطوائف. ونحن نقاتل لأننا نريد حلا سياسيا للأزمات القائمة في المنطقة، فأفق قتالنا هو البحث عن حل سياسي والدفع باتجاه المعادلات التي تتيح أن يكون هناك حل سياسي متوازن، وهذا هو هدفنا في كل الساحات دون استثناء، وبالأخص في ما يتعلق بسوريا. بينما يريد هذا التحالف بالمقابل أن يشاغب على مسار الحل السياسي ويعطله، فيما يتصرف من يقوده وكأن هزيمة المشروع التكفيري هي هزيمة له، ويسعى في لحظة سياسية حساسة إلى أن يقول إنه موجود ولديه موقع ميداني، ومن ثم موقع على طاولة التفاوض التي تجري على المستوى الدولي".

 

إسرائيل تغلق حساب القنطار: الرد في ملعب "حزب الله"

منير الربيع/المدن/الأحد 20/12/2015

أغلق الحساب. بهذه العبارة افتتحت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية عددها صبيحة ضربة نفذتها الطائرات الإسرائيلية وادت إلى مقتل سمير القنطار في جرمانا بدمشق. وأجمعت وسائل الإعلام الإسرائيلية على مضمون هذه العبارة، خصوصاً أن الإنتقام من القنطار كان هدفاً إسرائيلياً منذ خروجه من المعتقل، لكن لا شك أن تداعيات اغتيال القنطار، ستكون أشمل وأوسع من مجرد عملية إنتقام وردّ عليها من قبل "حزب الله". خصوصاً في ظلال الوجود الروسي في سوريا، وما أصبح مؤكداً عن تنسيق بين إسرائيل وروسيا.  تعتبر إسرائيل نفسها في وضع أفضل من أي وقت منذ إندلاع الثورة السورية إلى اليوم، بمعنى أن التدخل الروسي أتت ثماره لصالح مصالحها الإستراتيجية، إذ أنه في الساعات الأولى لهذا التدخل زار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو روسيا حيث التقى الرئيس فلاديمير بوتين وجرى الإتفاق على حماية أمن إسرائيل، وعدم اقتراب روسيا من أراضيها، بالإضافة إلى الإتفاق على أن القوات الإسرائيلية ستستهدف أي تحركات قرب حدودها. وعليه فمنذ التدخل الروسي تزداد الضربات الإسرائيلية ضد مواقع ل"حزب الله" وقوافل أسلحته. "حزب الله"، لا يعتبر أن العملية مفاجئة، لأن القنطار كان مستهدفاً منذ فترة طويلة، وتشير مصادر قريبة من الحزب لـ"المدن" إلى أن اختيار التوقيت، يعود إلى إستثمار الجانب الإسرائيلي، في عدد من التقاطعات الإقليمية والدولية في الأجواء السورية،  وتعتبر المصادر أن إسرائيل تريد الإستفادة من إنهماك الحزب في سوريا باعتبار أنه لن يردّ، لكن ذلك سيكون مخالفاً لتوقعاتها. وتتوقع المصادر أن يصدر موقف للأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله للتوعد بالردً الذي قد يكون قريباً. وعن قواعد الإشتباك مع الإسرائيلي، فتشبّه مصادر "المدن" بما جرى بعد الغارة الإسرائيلية على القنيطرة التي قتل فيها جهاد مغنية نجل القائد العسكري الراحل ل"حزب الله" عماد مغنية، فإن الحزب اليوم ملزم بالردّ لكن يبقى له اختيار التوقيت، لأنه بحال لم يتم الردّ يعني أن يد اسرائيل تصل من دون أن يقف أحد بوجهها، هذا وفق القواعد الأمنية والعسكرية بأي صراع، وعليه فإن الحزب الآن يدرس موجبات الردّ وكيفياته. ووفق ما تشير المصادر فإن الرد سيكون على غرار الرد على غارة القنيطرة، بمعنى ضربة مقابل ضربة، وليس الذهاب إلى معركة او مواجهة مفتوحة.

ولا تخفي المصادر أن هذا الموضوع هو خارج الحسابات الروسية، وهناك ثمة قاعدة أصبحت ثابتة في سوريا ما بين إسرائيل وروسيا، مفادها ان الروسي حين يستهدف المعارضة السورية ومن يريد تصفيتهم فإن إسرائيل لا تتدخل، وكذلك في المقابل، فإنه حين تستهدف إسرائيل عناصر ومجموعات وقوافل أسلحة تابعة ل"حزب الله" فليس من شأن الروسي أن يتدخّل. وهنا لا بد من العودة بالذاكرة إلى التنسيق الروسي الإسرائيلي في سوريا، وإلى إنشاء غرفة عمليات مشتركة للتنسيق في مطار حميميم، وأيضاً لا بد من العودة إلى ما صرّح به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل فترة حين قال: "إن تواصله المباشر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من شأنه طمأنة إسرائيل أكثر بأن روسيا تحافظ على أمنها القومي والإستراتيجي". ولا شك أن ثمة امتعاضاً من قبل الحزب ومن خلفه إيران من المظلة التي أمنتها روسيا لإسرائيل في سوريا وأجوائها، إذ تؤكد مصادر متابعة إلى إن الغارات الإسرائيلية على مواقع لحزب الله وقوافله في سوريا بعد الدخول الروسي هي أكثر بكثير من مرحلة ما قبل هذا التدخل، لناحية الوقت ونوعية العمليات التي شنها الطيران الإسرائيلي. وكذا الامر بالنسبة الى إيران التي تعتبر أن نتيجة التدخل الروسي كانت ارتفاع عدد الخسارات الإيرانية البشرية خصوصاً في صفوف الحرس الثوري.. لكن ذلك سيبقى تحت الرماد، لانه ليس من مصلحة إيران أو الحزب التشويش على الروس في سوريا.

 

مقتل القنطار وشعلان: اسرائيل استهدفت اجتماعا موسعا في جرمانا

المدن - عرب وعالم | الأحد 20/12/2015

مقتل القنطار وشعلان: اسرائيل استهدفت اجتماعا موسعا في جرمانا بعد الغارة اجتمع ضباط من "القصر الجمهوري"، مع الشيخ أبو حمود كاتبة، ورئيس البلدية تامر قسام

ضربت مدينة جرمانا ذات الأغلبية الدرزية في ريف دمشق، مساء السبت، خمسة صواريخ استهدفت بناء "علي رزق" في حي الحمصي الشعبي، بالقرب من طريق المطار. بعد الضربة التي يُعتقد بأنها غارة إسرائيلية، أقيم طوق أمني، في المكان المستهدف، ومُنع دخول أي شخص، حتى من قوات مليشيا "الدفاع الوطني" من أبناء جرمانا. ومُنع انتشال الجثث، حتى أتت قوات من جهاز "الأمن العسكري"، التي استخرجت عدداً من الجثث، وسط معلومات عن سقوط 12 جريحا أيضاً. وعُرف أنه من بين القتلى القيادي في مليشيا "حزب الله" سمير القنطار، والذي أرسلت جثته إلى "مشفى الشامي" في العاصمة دمشق. والقنطار هو لبناني درزي، كان أسيراً سابقاً لدى إسرائيل، قبل أن يتم تحريره في صفقة تبادل مع مليشيا الحزب في العام 2008. وقد تحول القنطار إلى المذهب الشيعي، بعد اطلاق سراحه، وهو قيادي في ما يسمى "حزب الله السوري" الذي يستهدف تجنيد الأقليات السورية، لمقاتلة المعارضة المسلحة.

وأرسلت جثتان إلى مشفى "الراضي" في جرمانا، وتخصان قائد مليشيا "الدفاع الوطني" في جرمانا فرحان الشعلان، وهو من مواليد الجولان، والثانية لمواطنه تيسير النعسو، الذي يعتقد بأنه قيادي في "المقاومة السورية لتحرير الجولان" التي أسستها مليشيا "حزب الله" قبل عامين. وكان الشعلان قد تسلم إدارة "الملعب البلدي" في جرمانا قبل 6 أشهر، وهو الموقع الذي يقيم فيه نازحون من مناطق سورية مختلفة، وعُرف عنه سوء المعاملة. في حين تم نقل بقية الجثث التي لم يُصرح عنها إلى مكان مجهول. وتناقلت وسائل إعلامية موالية للنظام، في مواقع التواصل الاجتماعي، خبر استهداف جرمانا بصواريخ محلية الصنع أو "كاتيوشا" من قبل المعارضة، المتمركزة في بيت سحم أو وادي عين ترما. ولم تذكر تلك الصفحات أي خبر عن سمير القنطار، واكتفت بذكر مقتل قائد "الدفاع الوطني". لكن أهل جرمانا لم يصدقوا الروايات الرسمية، اعتماداً على التوقيت؛ فقوات المعارضة لا تقصف جرمانا بقذائف الهاون ليلاً، كي لا يتم كشف أماكن إطلاقها وتكون هدفاً لقصف قوات النظام. كما أن حجم الدمار الكبير الذي أصاب المبنى، ودقة الإصابة، تقع خارج امكانيات قوات المعارضة. وتجمع الناس أمام مشفى "الراضي" في المدينة، وسط انتشار أمني كثيف، لمليشيا "الدفاع الوطني" وتم اقفال مدخل جرمانا من ناحية طريق المطار ومن ناحيتي الباسل والنسيم، بشكل كامل. وبعد العملية، اجتمع ضباط من "القصر الجمهوري"، مع أحد زعماء جرمانا الشيخ أبو حمود كاتبة، ورئيس البلدية تامر قسام، في منزل الشيخ كاتبة، ولم تُعرف نتائج الاجتماع . وبحسب معلومات خاصة، فإن سمير القنطار كان في اجتماع مع قائد "الدفاع الوطني" في المدينة، ليعرض عليه تقديم "حزب الله" تمويلاً مالياً لمليشيا "الدفاع الوطني" في جرمانا، بعدما قطع النظام الرواتب عن أفرادها خلال الفترة الماضية، بالإضافة إلى إرسالهم في بعثات تدريبية إلى إيران على تقنيات الأسلحة المتطورة. والعرض الذي قدمه القنطار للشعلان، تضمن أن تصبح مليشيا "الدفاع الوطني" في جرمانا، تابعة شخصياً للقنطار والحزب، دون المرور بسلطة النظام عليها، على ألا يقتصر دورها داخل جرمانا بل أن تشارك في عمليات خارج المدينة. وكانت مليشيا "الدفاع الوطني" في جرمانا، قد توقفت عن المشاركة في عمليات عسكرية خارج المدينة، بعد إصدار مشايخ الدروز فتوى "إبعاد ديني" لكل من يقاتل خارج المناطق التي يعيشون فيها. وسعت مليشيا "حزب الله" من خلال سمير القنطار، إلى تجنيد الشباب الدروز، في كتائب تابعة لها، فيما يسمى "حزب الله السوري"، الذي كان ينسق مع فرحان الشعلان، في جرمانا، والشيخ أيمن زهر الدين، في السويداء.

 

مقتل ضباط ايرانيين مع القنطار..يدعم فرضية الاختراق الروسي

علي دياب /المدن/ الأحد 20/12/2015

توجهت الأنظار غداة الغارة الإسرائيلية على جرمانا في ريف دمشق، ليل السبت، إلى مقتل القيادي في مليشيا "حزب الله" سمير القنطار، إلا أن السؤال الأهم، الذي ظلّ معلقاً: من كان حاضراً مع القنطار؟ مصدر مطلع، قال لـ"المدن"، إن المبنى الذي تم استهدافه في حي الحمصي في جرمانا، هو أحد المقرات السريّة لسمير القنطار، ولم يكن أحد من سكان الحي يعلم بأن القنطار يتردد عليه. فالقنطار اعتاد القدوم متخفياً بدون مرافقة أو حراسة، وكذلك الأمر بالنسبة للقادة الإيرانيين والقادة من ميليشيا "حزب الله" الذين يقصدون المبنى. وأفاد المصدر بأن العملية تمت بخمسة صواريخ متتالية، وانهار البناء بعد الصاروخ الثالث. واللافت بأن صوت الانفجارات، التي أحدثتها الصواريخ، كانت أشبه بأصوات قذائف الهاون. وتداولت صفحات محلية معنية برصد القذائف، مؤيدة للنظام، في مواقع التواصل الإجتماعي، أن قذائف هاون سقطت في المنطقة. وحتى الآن، لا يمكن للمصدر التأكيد على أن هذه الصواريخ جاءت نتيجة غارة للطيران الاسرائيلي، أم عبر صواريخ موجهة، وذلك على الرغم من تزامن العملية مع استهداف "الفوج 90" في القنيطرة. وصرّح المصدر لـ"المدن"، بأن العملية أسفرت عن مقتل عدد من القادة من مليشيا "الحرس الثوري الإيراني"، ممن يُسمون بـ"الحجاج"، بالإضافة إلى قادة من مليشيا "حزب الله". أهم القادة الذين تمّ تأكيد مقتلهم: قائد "الحرس الثوري" في المنطقة الجنوبية الحاج أبو ساجد، والذي يعد أكبر مسؤول إيراني في الجنوب السوري. والشخصية الثانية هي القيادي في "الحرس الثوري" الملقب بـ"الحاج الألماني"، وهو المسؤول عن مدرسة عقربا، في ريف دمشق، والواقعة تحت سيطرة النظام، والتي تم تحويلها إلى مركز تدريب لعناصر "الحرس الثوري" و"حزب الله". وكان "الألماني" قد خرج من عقربا سراً، وغيّر موقعه، بسبب مخاوف لديه، بعد طلب خبراء روس زيارة مقره. حينها اعتذر "الألماني" عن استقبال الخبراء، بعد تصاعد التوجسات لدى قادة "الحرس الثوري" المتعلقة بالقصف الروسي لغرفة العمليات الإيرانية، في ريف حلب الجنوبي، منذ شهرين، بـ"الخطأ". والشخصية الثالثة، هي الحاج الملقب بـ"الإسباني"، وهو قيادي مهم في "الحرس الثوري"، لم يتمكن مصدر "المدن" من تحديد وظيفته ودوره في سوريا. وذلك بالإضافة إلى عدد كبير من الجثث، التي استمر التنقيب عنها حتى ساعات الصباح. وعن كيفية رصد مقر الاجتماع في جرمانا، وتوقيته، يضيف مصدر "المدن" بأن هناك حالة من التأكد لدى الإيرانيين، بأن من يرصد تحركاتهم ويعطي إحداثياتهم للاسرائيليين، هم الروس، خاصة في ظلّ التنسيق الوثيق بين الطرفين. ويضيف المصدر بأن الشكوك حول اختراقات أمنية من قبل قوات النظام، بخصوص هذه الضربة، هي منخفضة، نتيجة التأكد من جميع الحاضرين، وعدم تسرب خبر الإجتماع إلى قوات النظام وأجهزته الأمنية، بسبب الثقة المعدومة بين الطرفين. الضربة الإسرائيلية، ستكون بهذا المعنى، موجهة ضد إيران مباشرة، لا القنطار ولا "حزب الله". كما أن التحالف الروسي-الإيراني، الذي تعرض لهزات ثقة سابقة في ريف حلب الجنوبي، يكون قد دخل مرحلة حرجة للغاية، بعد الضربة الإسرائيلية لمقر الاجتماع في حي الحمصي في جرمانا.

 

الكلمة الإسرائيلية في اغتيال القنطار: الجولان “أمن قومي إسرائيلي”

علي الامين/جنوبية/ 20 ديسمبر، 2015

روسيا واسرائيل متفقتان على ان مترتبات الامن الاسرائيلي في سورية مسؤولية اسرائيلية. وهذا ما اثبتته الوقائع الميدانية منذ التدخل الروسي الاخير في سورية. إذ شهدت الاراضي السورية عمليات اسرائيلية عبر الجو استهدفت مواقع لحزب الله في ضواحي دمشق ومنطقة القلمون السورية.

قبل اربع سنوات قال سمير القنطار: “يظهر جليا أن أغلبية الشعب السوري تدعم بشار الأسد”، وفي سياق رده على تعليقات المعارضين السوريين قال إن “من يحمل السلاح ضد سورية يجب أن تقطع يده، وأنا مستعد للذهاب إليها لقطع أيادي من يحملون السلاح ضدها”.

لقد انتقل القنطار فعلا الى سورية، لأن المعركة في تحليله وفي رؤية حزب الله الذي ينتمي اليه القنطار، سياسة وعقيدة وتنظيما، فإن قتال المعارضين للنظام السوري لا ينفصل عن مسار مقاومة الاحتلال الاسرائيلي. لذا ليس انتقاصا (في نظر الممانعة) من قيمة القنطار الذي استهدف على ما يبدو من قبل اسرائيل اخيرا، ان يدرج نشاطه الامني والعسكري داخل سورية في سياق التحالف مع النظام السوري، دفاعا عنه ودفاعا عن المنظومة التي تقودها ايران في هذا البلد. وليس خافيا ان تكليف القنطار في مهمة تنظيم اطر مقاومة ضنن سورية، من اجل تحرير الجولان، جاء بسبب حمله تاريخا نضاليا بأن سجن نحو ثلاثة عقود في اسرائيل. فهو ايضا ينتمي تقليديا الى الطائفة الدرزية التي يشكل ابناءها العنصر الديمغرافي الابرز في خارطة الجنوب السوري المتصل بالجولان ذي الغالبية الدرزية. حتى منطقة جرمانا حيث استشهد القنطار ليل السبت بصاروخ اسرائيلي، هي منطقة تضم مركز الوجود الدرزي في دمشق وضواحيها. وليس خافيا ان تقدم نفوذ القنطار في البيئة الدرزية، وتحديدا في البيئة المؤيدة للنظام السوري ولحزب الله، ترافق مع تراجع دور كان مفترضا ان يلعبه النائب السابق وئام وهاب، حيث تمّ بقرار من النظام السوري سحب وهاب، بإغلاق مكاتب تيار التوحيد التي كانت اقيمت بقرار من النظام السوري ايضاً.

ولا شك ان القنطار، بدعم من حزب الله والنظام السوري، اغلق الابواب بشكل شبه كامل في وجه كل القيادات الدرزية اللبنانية على تنوعها واختلافها. تلك التي كانت تطمح الى لعب دور في البيئة الدرزية السورية، في لحظة احتدام الصراع في الجنوب السوري ومع تنامي المخاوف من ان تكون سيطرة المعارضة السورية على السويداء مدخلا للسيطرة على دمشق. ليس خافيا ايضا ان اسرائيل عمدت في اكثر من مرة الى مخاولة اغتيال القنطار. تردد انه استهدف بغارة جوية قبل اسابيع ونجا منها، وقيل انه كان من الممكن ان يكون بين القيادات الايرانية وقيادات من حزب الله، التي استهدفت بصاروخ اسرائيلي قبل اكثر من عام وادت الى سقوط نجل عماد مغنية جهاد وضابط وقياديين في الحرس الثوري وحزب الله. هو موضوع على لائحة الاغتيال الاسرائيلي منذ مدة، ولم يكن اغتياله مفاجئا. المفاجىء ان النظام السوري ادرج العملية في سياق العمل الارهابي، ولم يتهم اسرائيل. فيما حزب الله، على ما يبدو، سمح بإطلاق ثلاثة صواريخ كاتيوشا من الجنوب اللبناني باتجاه شمال اسرائيل. الصواريخ لم تستهدف مناطق مأهولة لذا هي على الارجح تندرج في سياق الردّ المعنوي حتى الآن. والأهم ان الردّ لم ينطلق من الاراضي السورية، بمعنى ان فصائل المقاومة، التي يقودها القنطار في الجنوب السوري، لم تقم بأي رد فعل حتى الآن. وهذا ما يطرح تساؤلات حول امكانية حصول نشاط عسكري ضد اسرائيل من داخل الاراضي السورية. التساؤل حول هذه الامكانية يفرضها الوجود الروسي في هذا البلد. روسيا واسرائيل متفقتان على ان مترتبات الامن الاسرائيلي في سورية مسؤولية اسرائيلية. وهذا ما اثبتته الوقائع الميدانية منذ التدخل الروسي الاخير في سورية. إذ شهدت الاراضي السورية عمليات اسرائيلية عبر الجو استهدفت مواقع لحزب الله في ضواحي دمشق ومنطقة القلمون السورية. ويأتي اغتيال القنطار ليثبت قواعد الاشتباك الاسرائيلية في سورية برضى روسي.قواعد ترى في الجولان “أنن قومي إسرائيلي” لا ممان فيه لمغامرات القنطار ونفوذ حزب الله. في ظل التغيرات الاقليمية غداة صدور قرار مجلس الامن بشأن المرحلة الانتقالية في سورية، ومع ترحيب ايران بالوجهة الدولية في محاربة الارهاب، ومع التناغم الاميركي مع الموقفين الروسي والايراني في مواجهة تركيا… كل ذلك يدفع السياسة الايرانية الى عدم الذهاب بعيدا في التصدي لاسرائيل. الاولوية الايرانية اليوم لمواجهة الارهاب والحلف الاسلامي الذي شكلته السعودية ضد الارهاب. اشتعال المواجهة مع اسرائيل كفيل بتدمير ما بنته ايران مع اميركا في لحظات. وايران ليست في وارد الانزلاق نحو مواجهة لا افق لمكسب فيها بل خسائر فقط.

 

استشهاد القنطار… أسئلة لا بد منها

عماد قميحة/جنوبية/ 20 ديسمبر، 2015

اعترف حزب الله صباح اليوم ان عميد الأسرى السابق الذي افرج عنه العدو الاسرائيلي عام 2008 استشهد بغارة اسرائيلية شنت على سوريا، ومن المعروف ان القنطار الذي انخرط في قتال فصائل المعارضة السورية في صفوف حزب الله تسلّم مهاما عسكرية في ريف دمشق والجولان، ويذكر ان القنطار كان قد نجا من غارة مماثلة استهدفت الجولان مطلع العام الحالي واستشهد فيها جهاد عماد مغنية وضابط ايراني كبير. الخبر كما اوردته وسائل اعلام الممانعة يقول بان غارة اسرائيلية استهدفت مبنى سكنيا في ضاحية جرمايا وادت الى استشهاد الاسير المحرر سمير القنطار. وهذا يستوجب التوقّف لملاحظة أمور عدة وهي:

اولا هناك تناقض في اصل الخبر حيث جاء عبر التلفزيون السوري الرسمي ان المبنى سقط نتيجة عمل ارهابي وليس غارة اسرائيلية، فاي الخبرين هو الصحيح خصوصا ان العدو لم يعلن رسميا عن مسؤوليته عن العملية، وهل اكتشفت ردارات ال s400 هذه الطائرات فتغاضت عنها او ليس للطائرات وجود اصلا ؟؟  اجوبة تنتظر من الجانب الروسي. ثانيا باستثناء الغارة الاسرائيلية على منطقة القنيطرة واستهدافها الجنرال الايراني بطائرات مروحية، تعتبر هذه الغارة ان صحت الاولى من نوعها التي تستهدف اغتيال احدا، فهل سمير القنطار هدف بهذا الحجم عند العدو حتى تُفتتح به عمليات الاغتيال، بالرغم من وجود عشرات بل مئات الرموز الاخطر منه بما لا يقاس على الساحة السورية. ثالثا الصور التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام عن الغارة المفترضة لم تكشف عن طبيعة المنطقة، وكان مستغربا عدم وجود فرق انقاذ أو أي بشري، حتى بدا من الصور انها صور قد مرّ عليها زمن طويل، مع الاخذ بعين الاعتبار انها المرة الاولى التي ينقل فيها صور واضحة عن غارة اسرائيلية فهل هي صور حقيقية ام صور قديمة. رابعا ما هو الدور الميداني الذي كان يلعبه القنطار، وما سبب وجوده في جرمايا اذا كان كما يقال وظيفته هي حصرا في الجولان؟ مع العلم انه معروف عن حزب الله عدم وثوقه الكامل بالقنطار، وهو الذي امضى ثلاثين عام في السجون الاسرائيلية وكان له هناك حياة شبه طبيعية من زواج وتعلّم وغيرها، وهذا حتما يثير الكثير من علامات الاستفهام حول طبيعة دوره ولهذا كان يعتبر القنطار محل تشكيك عند الاجهزة العسكرية للحزب خلافا لما يشاع بالاعلام . خامسا هل حجم الاهتمام الاعلامي الكبير بهذا الاسير دون غيره من رفاقه الاسرى، هو تكملة لتبرير حرب ال 2006  التي شنت تحت عنوان تحريره وكلفت لبنان ما كلفت، عبر القول ” اننا كنا على صواب من اهمية وعظمة القنطار والدليل ان اسرائيل شنت غارة لاغتياله ” ؟ سادسا بعد التدخل الروسي ونشر صواريخه في سوريا قامت اسرائيل بعدة غارات استهدفت كما العادة مخازن صواريخ وذخيرة وتم التكتم عنها بشكل كبير، اولا لعدم امكانية الرد، وبالتالي ما قد يشكل الكشف عنها من حرج للحزب وثانيا لتفادي الاحراج امام جمهور الحزب عبر كشف التنسيق الكبير بين الممانع ” ابو علي بوتين ” والعدو الاسرائيلي، فهل الاعلان الان وبهذا الوضوح يشكل تحولا بالعلاقة بين الروسي والايراني ؟

سابعا يبقى السؤال الاكبر وهو كيف سيتصرف حزب الله بعد هذا الاغتيال، وهل له تبعات ما بعده ام سيكتفي بالاستفادة الاعلامية منه فقط عبر ربط المعارك بسوريا بالصراع مع العدو الاسرائيلي لاضفاء المزيد من الشرعية عليها فقط فيكون الردّ هنا ايضا كالرد على اغتيال عماد مغنية ؟؟

هذه الاسئلة وغيرها قد تبقى بدون اجوبة، او قد تكشف الايام عن بعضها، فلننظر اننا منتظرون.

 

انفجار الجدل السوري: من #سمير_القنطار_شهيدا إلى #شكرا_اسرائيل الحقيرة

المدن - ميديا | الأحد 20/12/2015

الخلاف حول انتماءات سمير القنطار، ودوره في المعارك السورية، يتخطى أي جدل الكتروني حول الجهة التي نفذت اغتياله. أسئلة كثيرة تدفّقت في مواقع التواصل الإجتماعي، تسأل عن أسباب تواجده في سوريا، وتحمّله وزر الاقتتال في البلاد، وصولاً الى تحميله مسؤوليه مقتل 50 ألف سوري، بالمشاركة مع قوات حزب الله اللبناني.. في وقت، منحه الممانعون "وسام النضال والاسر والقيادة والاستشهاد" إلكترونياً. والواقع، أن الانقسام حول القنطار، تخطى الحدود السورية. انسحب هذا الانقسام على اللبنانيين والمصريين والاردنيين والفلسطينيين. وبين داعٍ إلى تحييد اغتياله عن مسار الحرب السورية، بالنظر الى أن اسرائيل اغتالته، تداعى آخرون الى التعبير عن الحسرة، ذلك ان من اغتاله هي اسرائيل، "وليس الشعب السوري"، في حين برز متناقضان بين المتناقشين، أولهما يصفه بـ"المجاهد"، والثاني بـ"القاتل"! في سوريا، إستذكر السوريون #سمير_القنطار، وتناقشوا حول حياته وموته وهويته وتاريخه، واختلفوا حول تصنيفه شهيداً أم قاتلاً، وحول طبيعة الدور الإسرائيلي والنفوذ الروسي والإيراني على الأراضي السورية، وتهكموا حول السيادة الوطنية السورية الضائعة، وأضافوا سبباً آخر للشجار حوله عبر السوشيال ميديا. أكثر ردود الأفعال إثارة للجدل، يأتي عبر هاشتاغ #شكراً_إسرائيل الذي أطلقه ناشطون معارضون، للتعبير عن فرحهم بمقتل قيادي كبير في حزب الله، والذي رد عليه ناشطون موالون ومعارضون معاً بتحويله إلى هاشتاغ ينتقد الانجراف في الحماس السياسي والعاطفي إلى حدود غير مقبولة، والتذكير بالانتماء السوري والعدو المشترك للسوريين أي إسرائيل.

وبرر أحد المستخدمين ذلك بالقول: لو لم نتيقن بأن بشار النذل واتباعه هم أحقر من على وجه الأرض لما قلنا #شكرا_اسرائيل الحقيرة!الهاشتاغ السابق يمكن قراءته من زاوية الاحتقان الكبير لدى بعض السوريين من تدخلات حزب الله في سوريا، كما يمكن قراءته من زاوية التناقضات الفكرية - السياسية لدى السوريين على اختلاف انتماءاتهم السياسية تجاه الدول الأجنبية والإقليمية ذات النفوذ في سوريا، وعلاقة كل دولة منهم بما فيها إسرائيل بالفكر الموروث أولاً وبالمبادئ السياسة والسيادة الوطنية ثانياً.

منظومة الصواريخ الروسية S400 التي تم نشرها على الأراضي السورية أخيراً، كانت نقطة توقف عنها الناشطون في "تويتر عبر هاشتاغ #S400 باللغتين العربية والانجليزية، فاستهزأ المعارضون من القوى الروسية المهلهلة، فيما تساءلوا بشكل جدي حول جدوى المنظومة الجديدة وقوتها الحقيقية، فيما عبّر المؤيدون عن خيبة أملهم من المنظومة التي أثبتت فشلها في أول اختبار، خاصة أن النظام السوري روج في وقت سابق لأهمية المنظمة لحماية الأجواء السورية من الغارات الإسرائيلية تحديداً.

وكتبت صفحة "التجمع من أجل الديمقراطية والوحدة في سوريا" المؤيدة، بشكل يعكس التذمر في أوساط مدنيي الداخل السوري: "الأرض السورية والمجال الجوي لم يعودا حكراً على أحد بل أصبحا مشاعاً للجميع والكل يصفي حساباته على هذه الأرض الطيبة والسيادة السورية وأبناء الوطن هم الضحايا الحقيقيون للفكر الظلامي الذي جاء بصفة الفاتح". الجدل في أوساط المؤيدين تحديداً حول S400، استدعى رداً من أكبر الصفحات المؤيدة للنظام في "فايسبوك" على شاكلة دروس في الوطنية، فحاولت صفحة "دمشق الآن" الموالية تبرير الموقف للناس: "إن نشر هذه المنظومة هو لحماية المصالح الروسية وليس السورية وهذا بالنتيجة له فائدة لسورية حيث أن تركيا اليوم باتت عاجزة عن خرق الأجواء السورية أو التدخل لحماية المسلحين التابعين لها في الشمال السوري، كما أن روسيا ترى في العصابات المسلحة عدو لها وللدولة السورية وبذلك هي تدخلت لمساعدة الدولة السورية لهزيمة هذا، أما اسرائيل كدولة احتلال فليست عدواً لروسيا ولا تهدد مصالحها، وعليه فإن منظومة s400 لا تهدد إسرائيل كون هذه المنظومة تعمل بأوامر الضباط الروس وليس السوريين". من جهة أخرى، تكررت عبارة "طريق القدس يمر من جرمانا" كثيراً عبر السوشيال ميديا في حديث المعارضين، للاستهزاء من حزب الله الذي تركزت تصريحات قادته على تحرير فلسطين، فيما ينشط بشكل أساسي في سوريا إلى جانب النظام، وركز المعارضون في تغريداتهم على دور القنطار في تأسيس قوة مشابهة لقوة حزب الله في سوريا، وتم وصفه بذراع حزب الله الأول في سوريا. وبرز هاشتاغ #سمير_القنطار_مقاوما_أسيرا_شهيدا لرد المؤيدين على المعارضين الشامتين في مقتل القنطار والتهليل له،  فكتب أحدهم :"أمثال سمير القنطار لا يموتون، أمثال سمير القنطار يعبدون الطريق إلى النصر"، وكتب آخر: "لا يشمت باستشهادك يا سمير القنطار إلا من ارتضع الصهيونية حتى تفطم بها". في السياق، كان #سمير_القنطار_شهيداً هو أبرز الهاشتاغات التي نشرتها الصفحات المؤيدة للنظام بما في ذلك منظومة إعلامه الرسمي (الإخبارية السورية)، وتتكرر عبره كافة العبارات الروتينية في إعلام الممانعة حول العدو الأبدي إسرائيل والصمود السوري طوال عقود والفرح بالشهادة والحديث عن سنين قادمة من الحرب، مع نشر صور للقنطار وهو في الأسر أو اقتباسات له للتعبير عن الأفكار السابقة. وعلى قياس مواقع التواصل، غطت المحطات التلفزيونية إنطلاقاً من هويتها السياسية. المحطات اللبنانية انقسمت بين متعاطٍ خبرياً من اغتيال القنطار، مثل "ال بي سي" و"ام تي في" و"المستقبل" و"ان بي ان"، فيما فتحت "المنار" و"الجديد" هواءهما لنقل التعازي بالقنطار من الضاحية الجنوبية، بينما اتجهت "الميادين" الى التحليل، وبث المواقف المنددة على شكل خبر عاجل، مثل موقف ابن الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر. وفي سوريا، طاول الانقسام المحطات، امتداداً لانتماء القنطار السياسي. "الإخبارية السورية" تصدرت مشهد الإعلام السوري الرسمي، فغطت الحدث بشكل مباشر من جرمانا، وأفردت ساعات الصباح بالكامل للحديث عن العملية واستذكار القنطار وسيرة حياته، وعكس ذلك على الصمود السوري في وجه المؤامرة الكونية، كما نشرت تصريحات لوزير الإعلام السوري عمران الزعبي لم تخلُ من الكوميديا في توصيفها للغارة الإسرائيلية، قبل أن يظهر الزعبي في وقت لاحق عبر قناة "المنار" للتنديد باغتيال القنطار. وربطت التصريحات كافة بين إسرائيل والثوار السوريين والجماعات التكفيرية في البلاد، وهو ما حاولت منظومة الإعلام الرسمي التأكيد عليه عموماً.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الائتلاف المعارض ينتقد قرار مجلس الأمن بشأن سورية

21/12/15/أكد أمين سر الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أنس العبدة أن قرار مجلس الأمن 2254 يعكس توافقاً دولياً بشأن الإطار العام للحل السياسي في سورية، رغم أن هناك مساحات من الخلاف وعدم التوافق بين الدول ذات الصلة بالملف السوري بشأن أمور مهمة، على رأسها مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد، والموقف من وجوده في المرحلة الانتقالية ومستقبل سورية. إلى ذلك، قال رئيس الائتلاف السوري خالد خوجة على حسابه على موقع »تويتر« منتقداً القرار، إن »قرار مجلس الأمن 2254 بمثابة تقويض لمخرجات اجتماعات قوى الثورة في الرياض، وتمييع للقرارات الأممية السابقة المتعلقة بالحل السياسي في سورية«. من جهتها، أكدت نائب رئيس الائتلاف نغم غادري على الثوابت الوطنية التي نص عليها بيان مؤتمر الرياض، وعلى رأسها ضرورة رحيل الأسد في بداية المرحلة الانتقالية، والحفاظ على مؤسسات الدولة وإعادة هيكلة مؤسستي الجيش والأمن.

وقالت إن »القرار يحمل في طياته مطبات سياسية كثيرة قد تنسف ما تم الاتفاق عليه في الرياض، ومنها شكل هيئة الحكم الانتقالية وصلاحياتها، وكيفية تشكيل الوفد التفاوضي«.

 

أبناء قيادات »إخوانية« ينضمون إلى »داعش« و»النصرة«

21/12/15/فجرت مصادر في جماعة »الإخوان« المصرية بالخارج مفاجأة من العيار الثقيل، بعد إعلانها وقوع شباب الجماعة الهاربين في تركيا فريسة لعصابات تجنيد الشباب للقتال في صفوف التنظيمات المتطرفة بسورية وخصوصاً »داعش« و«جبهة النصرة« التابعة لـ«القاعدة« الإرهابي. ونقل موقع »الشروق« المصري عن المصادر قولها، أمس، إن 11 شاباً من أبناء الجماعة الذين فروا من مصر إلى تركيا أو ماليزيا خلال الأشهر الماضية أعلنوا انشقاقهم عن الجماعة، والالتحاق بصفوف »داعش« و«جبهة النصرة« في سورية. وأضافت إن العديد من شباب الجماعة »باتوا صيداً ثميناً في تركيا وماليزيا لعصابات التجنيد، وشبكات ضم المقاتلين لصالح هذه التنظيمات خصوصاً في ظل شعور هؤلاء الشباب بحالة من الضياع«. وأوضحت أن معظم هؤلاء الشباب فروا من مصر قبل إنهاء دراستهم الجامعية وهو ما يشعرهم بضياع مستقبلهم. وأوضحت أن من بين هؤلاء الشباب الـ11 الذين انضموا لهذه التنظيمات نجل شقيق عضو مكتب إرشاد الجماعة محمد طه وهدان المسجون حالياً على ذمة عدد من القضايا بعد اعتقاله في يونيو الماضي الذي أعلن عن توليه منصب »قائم بأعمال المرشد للجماعة«، مشيرة إلى انضمامه لـ«جبهة النصرة« بعد أن فر إلى تركيا منذ أشهر عدة.

ولفتت إلى أن من بين أبناء قيادات »الإخوان« الذي انضموا إلى الإرهابيين نجل برلماني سابق عن الجماعة في محافظة الإسكندرية.

 

مقتل العشرات في غارات روسية على إدلب

21/12/15/دمشق – أ ف ب، رويترز: قتل العشرات أمس، في غارات نفذتها طائرات روسية على محافظة إدلب في شمال غرب سورية، الخاضعة لسيطرة المعارضة. وقال عمال إغاثة وسكان إن غارات جوية نفذتها طائرات حربية يعتقد أنها روسية قتلت العشرات في وسط مدينة إدلب. وأضافوا ان ست ضربات جوية أصابت سوقاً في قلب المدينة وعدداً من المنشآت الحكومية والمناطق السكنية، مشيرين إلى أن هناك 43 حالة وفاة مؤكدة، فيما توجد 30 جثة أخرى على الأقل انتشلت، ولم يتم التعرف عليها بعد. من جهته، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إنه قتل 15 شخصاً على الأقل، بينهم مدنيون، وأصيب نحو خمسين جراء غارات «يعتقد» أنها روسية استهدفت مدينة إدلب. من جهة ثانية، سيطر جيش النظام السوري والقوات الموالية له أمس، على بلدة خان طومان الستراتيجية في ريف حلب الجنوبي في شمال سورية. وسيطرت قوات النظام و»حزب الله» اللبناني بالكامل على البلدة، عقب اشتباكات عنيفة مع الفصائل الإسلامية والمقاتلة، أبرزها «جند الأقصى» و»الحزب الإسلامي التركستاني». وتزامنت المعارك بين الطرفين مع «قصف كثيف وتنفيذ الطائرات الحربية السورية والروسية، أربعين ضربة جوية استهدفت المنطقة». من جهة ثانية، توصلت وحدات حماية الشعب الكردية ومقاتلو الفصائل في حي الشيخ مقصود في مدينة حلب في شمال سورية، إلى اتفاق ليل أول من أمس، يتضمن وقفاً لإطلاق النار، بعد ثلاثة أسابيع من الاشتباكات بين الطرفين.

 

تحذيرات أميركية وبريطانية من هجمات إرهابية في تونس

21/12/15/تونس، لندن – وكالات: حذرت الولايات المتحدة وبريطانيا رعاياهما من هجمات إرهابية محتملة في تونس، تزامناً مع أعياد رأس السنة والمولد النبوي الشريف. وذكرت السفارة الأميركية في تونس على موقعها الإلكتروني، مساء أول من أمس، أنه »وفقاً للرسالة الأمنية الموجهة لمواطني الولايات المتحدة التي نشرناها الخميس الماضي نود أن ننصحكم أن تقريراً غير معروف المصداقية يشير إلى احتمال وقوع هجوم إرهابي ضد المركز التجاري (تونيزيا مول 2) الموجود على ضفاف البحيرة في العاصمة تونس الأحد (أمس)«، داعية رعاياها إلى الاتصال بها عند اللزوم. إلى ذلك، دعت وزارة الخارجية البريطانية رعاياها في تونس إلى توخي الحذر في تحركاتهم وتجنب الأماكن المزدحمة، نظراً لاحتمال وقوع هجوم إرهابي جديد تزامناً مع أعياد رأس السنة والمولد النبوي الشريف. وحذرت الوزارة في بيان مساء أول من أمس، البريطانيين من التوجه إلى أماكن عدة خصوصاً منطقة الحديقة الوطنية بالشعانبي ونقاط المرور عند الحدود التونسية – الجزائرية عند ساقية سيدي يوسف وغرديماو – أزوة. يشار إلى أنه تم افتتاح (تونيزيا مول 2) في 11 ديسمبر الجاري، حيث يعد أكبر مركز تجاري في تونس وإفريقيا، ويمتد على مساحة ستة آلاف متر مربع في الطابق الأرضي ومساحة إجمالية 37 ألف متر مربع، كما يضم 80 محلاً تجارياً. في سياق منفصل، يجري الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي زيارة إلى السعودية غداً الثلاثاء وبعد غد الأربعاء بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز. وذكرت الرئاسة التونسية في بيان مساء أول من أمس، أن هذه الزيارة تأتي في إطار رغبة المملكة في تعزيز علاقات التعاون مع تونس في مختلف المجالات خصوصاً السياسية والاقتصادية بين البلدين.

 

محادثات بين العاهل البحريني ووزير الدفاع الأميركي

السياسة/21/12/15/عاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة محادثات مع وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر بشأن آخر مستجدات الأوضاع في المنطقة ومجمل الأحداث والتطورات الإقليمية والدولية. وذكرت وكالة الأنباء البحرينية أن العاهل البحريني أشاد خلال استقباله كارتر في المنامة أول من أمس، بالعلاقات التاريخية بين البلدين وما يشهده التعاون الثنائي بينهما من تطور خصوصاً ما يتعلق بالتنسيق العسكري والتعاون الدفاعي كبلدين حليفين وشريكين. وأكد دعم المملكة لكل الجهود الإقليمية والدولية للحفاظ على الأمن والاستقرار وتعزيز السلام في المنطقة، مشيداً بالدور الذي تضطلع به الولايات المتحدة في ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة وخدمة قضايا السلام العالمي. من جانبه، أكد كارتر عمق علاقات الشراكة والتعاون الوثيق بين البلدين الصديقين حيال مختلف القضايا، مشيداً بدور البحرين وما تبديه من تنسيق وتعاون بناء ومثمر تجاه قضايا الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة.

 

كلينتون: «داعش» يستغل مواقف ترامب المهينة للإسلام لتجنيد المزيد من المقاتلين

21/12/15/واشنطن – ا ف ب ـ سي ان ان: استخدمت هيلاري كلينتون وغيرها من المرشحين الديمقراطيين الطامحين لخوض الانتخابات الرئاسية، خصمهم الجمهوري دونالد ترامب كبعبع سياسي لتسليط الضوء على دعواتهم إلى هزيمة المتطرفين من دون استخدام لغة التعصب والتهديد التي انتهجها منافسهم الملياردير المثير للجدل. وخلال مناظرة في نيوهامشر، ليل أول من أمس، شددت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كلينتون، والسيناتور بيرني ساندرز وحاكم ولاية مريلاند السابق مارتن أومالي على الحاجة إلى تعزيز الأمن القومي، ورفع الحد الأدنى للأجور وحماية حقوق المرأة والأقليات والمحرومين، لكن جرت مناقشات حادة بشأن الاقتصاد والسلاح ومواجهة التهديد الإرهابي، وحيال دور الولايات المتحدة في الخارج. وقبل ستة أسابيع فقط من بدء الانتخابات التمهيدية في السباق الرئاسي في 1 فبراير المقبل في ولاية أيوا، بدأ الوقت ينفد من ساندرز وأومالي للحاق بوزيرة الخارجية السابقة التي تسبق ساندرز بـ25 نقطة وفقاً لاستطلاع على الصعيد الوطني أجراه موقع «رييل كلير بوليتيكس» الإلكتروني. أما أومالي، فما زال بعيداً بشكل كبير. وهذه المناظرة هي الثالثة للديمقراطيين في إطار الانتخابات التمهيدية، والأخيرة للعام 2015، كما أنها الأولى بعد الاعتداء الذي نفذه زوجان متطرفان في سان برناردينو في كاليفورنيا وأسفر عن مقتل 14 شخصاً.

لكن المرشحين ركزوا أيضاً على استهداف ترامب الطامح للفوز بترشيح الحزب الجمهوري، إذ صبوا غضبهم على عملية إشاعة الخوف جراء التعليقات الأخيرة المثيرة للجدل التي أطلقها حيال المهاجرين، وخصوصاً دعوته لمنع دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة. وقالت كلينتون إن الأميركيين «في حاجة إلى التأكد من ألا تلاقي الرسائل التي يبعثها ترامب إلى جميع العالم آذاناً صاغية». وأضافت «لقد أصبح أفضل مجند لدى تنظيم داعش»، مشيرة إلى أن عناصر التنظيم «يبثون مقاطع فيديو لدونالد ترامب وهو يهين الإسلام والمسلمين، بهدف تجنيد عدد أكبر من المتطرفين». بدوره، حذر أومالي بشدة من «الخطر السياسي» الذي يمارسه ترامب وغيره من «القادة عديمي الضمير الذين يحاولون جعلنا نتواجه في ما بيننا». وأضاف ان الولايات المتحدة سترقى إلى مستوى مواجهة متطرفي تنظيم «داعش»، ولكن فقط إذا لم يتخل الأميركيون أبداً عن قيمهم أمام «الدعوات الفاشية لاصحاب المليارات من ذوي الأفواه الكبيرة. نحن بلد أفضل من ذلك». وتزايدت شعبية ترامب في الأسابيع الأخيرة في أعقاب تصريحاته الأكثر إثارة للجدل ويتصدر استطلاعات الرأي الوطنية بين المرشحين الجمهوريين، واضعاً منافسه جيب بوش في مأزق. وفيما توحد الديمقراطيون ضد ترامب، تواجه ساندرز مع كلينتون بشأن كيفية مواجهة التطرف، رافضا دعوتها إلى فرض منطقة حظر جوي فوق سورية والتركيز على إطاحة رئيس النظام بشار الأسد. وقال إنه «لا يمكن للولايات المتحدة أن تنجح في الوقت نفسه بمحاربة الأسد وتنظيم داعش»، معتبرا أن التنظيم «هو الأولوية الرئيسية في الوقت الحالي. دعونا نخلص من الأسد في وقت لاحق». من جهته، أعاد أومالي التذكير بكيفية نشوء الفوضى بعد سقوط أنظمة بدعم من الولايات المتحدة. وأشار إلى ليبيا في العام 2011، عندما كانت كلينتون وزيرة للخارجية ودعمت إطاحة معمر القذافي، فقط لترى البلاد تنزلق إلى الفوضى، حيث هناك مساحات واسعة من الأراضي الآن قابلة لأن تصبح ملاذات آمنة للمتطرفين. وأضاف «ربما نحن نترك شهوة إسقاط النظام تتفوق على الاعتبارات العملية بتحقيق الاستقرار في تلك المنطقة». وأعاد ساندرز إلى الأذهان عملية تصويت كلينتون في مجلس الشيوخ العام 2002 لتفويض الرئيس الأميركي حينها جورج بوش باستخدام القوة العسكرية في العراق. لكن كلينتون أصرت أنها لم تكن مستعدة لإرسال قوات برية أميركية إلى سورية والعراق، قائلة إنها تملك ستراتيجية «لمحارية وهزيمة تنظيم «داعش» من دون أن نتورط في حرب برية أخرى»

 

انتهاء محادثات السلام اليمنية من دون اتفاق

الحياة/20 كانون الأول/15/قال مصدر في وفد الحكومة اليمنية، إن "محادثات السلام اليمنية التي تجرى في سويسرا انتهت اليوم (الأحد) من دون التوصل لاتفاق لانهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ تسعة أشهر، لكن طرفي الصراع سيستأنفان التفاوض في 14 كانون الثاني (يناير)".

وقال المصدر "الجولة الأولة من المحادثات اليمنية انتهت باتفاق على استئنافها، بإثيوبيا يوم 14 يناير". يذكر أن وفداً الحكومة والمتمردين اليمنيان عقد اليوم، اجتماعاً اخيراً في سويسرا برعاية الامم المتحدة قبل اختتام جولة المحادثات، والتي سمحت بتحقيق اختراق متواضع من دون التمكن من ترسيخ الهدنة في المعارك.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

بين 'وطني دائما على حق'… و'لبنان أولا'

خيرالله خيرالله/العرب/21 كانون الأول/15

مهّد سليمان فرنجية الجدّ لوصوله إلى رئاسة الجمهورية اللبنانية في العام 1970 بمقال نُشر له في الصفحة الأولى من جريدة “النهار” تحت عنوان “وطني دائما على حقّ”. ي السنة 2015، التي تشارف على نهايتها تحدّث سليمان فرنجية الحفيد عن “لبنان أوّلا” ووضعه مصلحة البلد وأبنائه “فوق كلّ مصلحة أخرى”. استهدف سليمان الحفيد، عبر الحديث التلفزيوني الذي أدلى به إلى الزميل مرسيل غانم تأكيد أنّه صار مرشّحا جديّا، وأنّ على “حزب الله” إيجاد طريقة لسحب النائب ميشال عون من سباق الرئاسة، وذلك عن طريق إقناعه بأن لا أمل له بتحقيق حلمه الذي كلّف لبنان واللبنانيين الكثير وذلك منذ العام 1988. في النهاية ليس ميشال عون سوى أداة مسيحية استخدمها الحزب من أجل تحقيق أغراض معيّنة مستغلا نقاط الضعف في شخصية قائد الجيش السابق. على رأس هذه النقاط جهله بطبيعة “حزب الله” والسياسة الإيرانية في المنطقة من جهة، وهوسه الدائم برئاسة الجمهورية من جهة أخرى. ي ضوء الحديث التلفزيوني لسليمان الحفيد، الذي حاول من خلاله طمأنة اللبنانيين على أنّه سيكون “رئيسا للجميع”، صار الخيار الذي يواجه المواطن العادي هذه الأيّام في غاية الصعوبة. إنّه خيار بين الوثوق بسليمان فرنجية رئيسا للجمهورية وتصديق ما قاله في الحديث التلفزيوني، وبين البقاء من دون رئيس للجمهورية مع ما يمثله ذلك من تهديد لمستقبل البلد. طرح هذا الخيار نفسه في وقت تمرّ فيه المنطقة بمرحلة انتقالية. هناك دولتان مهددتان بالزوال، أو التقسيم في أحسن الأحوال، هما العراق وسوريا. هناك، بكل بساطة، إعادة نظر في حدود العراق وبالكيان نفسه، كما ليس معروفا ما الذي سيحل بسوريا وهل يبقى شيء منها في ظل التجاذب الرباعي الإيراني ـ التركي ـ الروسي ـ الإسرائيلي.

تبقى شخصية سليمان فرنجية الحفيد موضع أخذ ورد طويليْن. توجد نقاط لمصلحة الرجل، ظهرت من خلال المقابلة التلفزيونية الأخيرة. كان سليمان فرنجية في غاية الصراحة. لم يتنكر لماضيه ولكونه “صديقا” لبشّار الأسد ولعلاقته بـ”حزب الله”.

قال الأشياء كما هي واعدا بأن يكون “رئيسا لجميع اللبنانيين” مركّزا على عبارة “لبنان أوّلا” المحببة لدى جمهور “الرابع عشر من آذار” الذي أخرج القوات السورية من لبنان، لكنّه اضطر، لاحقا، إلى العيش تحت التهديد اليومي لسلاح “حزب الله” الإيراني. هل يكفي الكلام الجميل لمواجهة الواقع الذي يعيش في ظلّه لبنان، بما في ذلك انخراط “حزب الله” الذي ليس سوى لواء في “الحرس الثوري” الإيراني في الحرب التي يتعرّض لها الشعب السوري بكلّ فئاته من منطلق مذهبي صرف؟ رج الجيش السوري من لبنان في السادس والعشرين من نيسان ـ أبريل 2005 بعد احتلال استمرّ نحو ثلاثة عقود، ليحل مكانه سلاح “حزب الله” الذي سارع إلى دخول الحكومة اللبنانية، بحياء وخفر في البداية، تمهيدا لممارسة دور معطّل لكل مؤسسات الدولة اللبنانية. قبل خروج الجيش السوري من لبنان، كان “حزب الله” مطمئنا إلى الوصاية التي تمارسها دمشق على لبنان واللبنانيين وعلى مؤسسات الدولة، بما في ذلك رئاسة الجمهورية. في عهد إميل لحود بين 1998 و2007، لم يعد رئيس الجمهورية اللبنانية أكثر من موظّف برتبة مدير عام في رئاسة الجمهورية السورية! ي ظلّ المستجدات السورية، حيث لم يعد بشّار الأسد سوى أداة تجاذب بين الروسي والإيراني، هناك لغز يواجه اللبنانيين. كيف سيتعامل سليمان فرنجية مع “حزب الله”؟ هل يستطيع لعب دور في التخفيف من وطأة تلك الميليشيا المذهبية التي عطّلت الحياة السياسية والعمل الحكومي، كما عزلت لبنان عن محيطه العربي وجعلت أهل الخليج ينأون بأنفسهم عن لبنان؟

لم يخدم عهد سليمان الجدّ لبنان واللبنانيين، كما وعد في مقاله “وطني دائما على حق”. في عهده بدأت الحرب الأهلية وحروب الآخرين على أرض لبنان. كان ذلك في العام 1975. في أساس فشل سليمان الجدّ ثقافته السياسية المتواضعة وعدم معرفته بالتوازنات الإقليمية والدولية، فضلا عن إحاطة نفسه بعدد لا بأس به من المستشارين الفاشلين من أشباه المثقّفين. فضلا عن ذلك، لم يكن يدرك المعنى الحقيقي لوصول حافظ الأسد إلى السلطة في سوريا واحتكاره لها وأطماعه في لبنان. كان الرئيس السوري الراحل الذي نفّذ انقلابه في تشرين الثاني – نوفمبر 1970، أي بعد أقل من شهرين من دخول سليمان فرنجية الجدّ قصر بعبدا، يعتبر الانتصار على لبنان بديلا من الانتصار على إسرائيل، وكان يستخدم الوجود الفلسطيني المسلّح في لبنان لتأكيد أنّه يمتلك الورقة الفلسطينية. رفع شعار “القرار الفلسطيني المستقلّ بدعة”. دفع لبنان ثمنا غاليا نتيجة رفعه هذا الشعار.

لا شكّ أن صلاحيات رئيس الجمهورية اللبنانية في 2015 تختلف تماما عن تلك التي كان يمتلكها المقيم في قصر بعبدا في 1970. هناك فارق 45 عاما بين انتخاب الجدّ رئيسا، بفارق صوت واحد في مجلس النوّاب، واحتمال وصول الحفيد إلى هذا الموقع، بفضل تفاهم مع رئيس الوزراء السابق سعد الحريري.

في أيام الجدّ، لم يكن أي طرف يمتلك القدرة على تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية. في أيّام الحفيد، ليس واردا انتخاب رئيس دون ضوء أخضر من إيران. لم يحسن الجدّ التعاطي مع النظام السوري. هل يحسن الحفيد التعاطي مع إيران ممثلة بحزبها المذهبي المسلّح الذي أقام دويلته على حساب الدولة اللبنانية، ووضع يده على المؤسسات الرسمية، واستباح الحدود بين لبنان وسوريا جاعلا الرابط المذهبي يعلو على كلّ ما عداه، بما في ذلك السيادة اللبنانية، أو ما بقي منها؟ من حسنات سليمان الحفيد أنّه لم يكذب على أحد في المقابلة التلفزيونية. قال الأشياء كما هي من دون مواربة. كشف حتّى الحجم المتواضع لمعرفته بما يدور حول لبنان. هل يُعتبر ذلك كافيا للوصول إلى قناعة بأن ليس أمام لبنانيين كثيرين غير الرهان عليه، على الرغم من أن رفع إيران الفيتو الذي تمارسه على انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية ليس مضمونا مئة في المئة بعد؟

الخيار أمام اللبنانيين صعب، بل صعب جدا. لم يكن خيارهم على سليمان الجدّ في محلّه بأي شكل. لم ينفّذ أي كلمة من تلك التي وردت في مقال “وطني دائما على حق”. بدو خيار سليمان الحفيد خيارا إجباريا، على الرغم من أنّ في الإمكان إيجاد من يتمتّع بمواصفات تليق برئيس للجمهورية اللبنانية القادر على استيعاب المعادلات الداخلية والإقليمية والدولية بشكل أفضل. يبقى في نهاية المطاف هل يعتبر الفراغ الرئاسي خيارا… حتّى في وقت لا وجود سوى لضمانة وحيدة هي أن سليمان الحفيد أفضل بمراحل من شخص مثل ميشال عون جعله هوسه برئاسة الجمهورية يتحوّل إلى “جندي لدى الوليّ الفقيه”، بعدما قبل في الماضي أن يكون “جنديا صغيرا في جيش حافظ الأسد”.

 

"تحرّكات" رئاسية تُبقي التواصل قائماً من دون تغيير "حزب الله" لم يُفرج بعد عن الرئاسة

ألين فرح/النهار/21 كانون الأول 2015

لا شيء جديدا على الساحة الرئاسية، وكل التحركات اليوم ليست تغييرية، بل هي لإبقاء التواصل قائماً، أو حتى للملمة ذيول التصدعات على خطي 8 و14 آذار على السواء. فالضرر وقع على الجميع، وكل طرف بقي على موقفه بعد الكلام الأخير للنائب سليمان فرنجيه. يجمع كل الاطراف على أن المبادرة الرئاسية لن يعاد تحريكها إلا بعد عطلة الأعياد، رغم الزخم الذي أريد مدّها به جراء المقابلة التلفزيونية. يقول مصدر في 14 آذار ان فرنجيه لم يعط ضمانات ولا طمأنة لـ 14 آذار، وهو لم يربح اطرافاً إضافية، فمن معه بقي معه ومن هو ضده بقي كذلك. لكنه تسبب بإشكالات مع فريقه ٨ آذار، إذ اتهم "حزب الله" بأنه على علم بالمبادرة، وأحرجه، وفتح النار على العماد ميشال عون، وهذا كاف لإظهار التصدعات داخل هذا الفريق. كما تبين ان حسابات فرنجيه تختلف عن حسابات "حزب الله" وعن حسابات عون، حتى لو كانوا في الخط الاستراتيجي عينه، فالخيار واحد، لكن التكتيك والاهداف مختلفة، تماماً كما حسابات "المستقبل" والكتائب و"القوات اللبنانية" التي تختلف في ما بينها. صمت الرابية لم يتغير، علماً أنها ارتاحت اكثر بعد المقابلة، باعتبار أن "العماد عون مرشح اكثر من اي وقت مضى"، وفريقها ايضاً يلتزم الصمت، الا اذا قررت تغيير قواعد الصمت بردود لبعض نوابها وكوادرها في الأيام المقبلة. كما أن صمت "حزب الله" اصبح ثقيلاً اكثر بعد انحسار الترشيحات الرئاسية بفريقه، وهو بالطبع سيعالج هذه التصدعات بصمت ايضاً، حفاظاً على الخط الاستراتيجي الذي ينتمي اليه. فهل يتطرق السيد نصرالله الى المبادرة الرئاسية في خطابه اليوم؟ أما معراب التي زارها السفير السعودي السبت الفائت ولم يرشح شيء عن المحادثات فيها، فهي ايضاً على صمتها وموقفها. لكن تكفي تغريدة النائب فادي كرم عبر "تويتر" قائلاً: "اذا كانت الرئاسة الاولى تتجه حصراً نحو فريق 8 آذار، فمنطق الامور يقضي بأن تكون للعماد عون"، للتأكيد ان سمير جعجع لم يغير موقفه من المبادرة. واذا كان الكلام الصادر سابقاً عن امكان ترشيح جعجع للعماد عون في حال رست الترشيحات الرئاسية بين الاخير وفرنجيه كان من ضمن التحليلات، فإن مصادر مواكبة تشير الى انه عبر تغريدة كرم تكون المرة الاولى يصدر موقف علني لمسؤول في "القوات اللبنانية" مفضلاً عون على فرنجيه. كأن "القوات" تستعيد المبادرة لتذكّر بموقف جعجع في 15 كانون الثاني 1986 حين أسقط منفرداً الاتفاق الثلاثي، وبأنه لا يبصم لأحد اذا كان غير مقتنع. وكأن تغريدة كرم تشير ضمناً الى انه هكذا تكون الواقعية السياسية، مناقضاً بذلك كلام وزير الداخلية نهاد المشنوق حين قال عن مقابلة فرنجيه: "رشح نفسه لرئاسة الواقعية السياسية الصادقة". وفي رأي المصادر عينها، فإن عون كان اول من اعتمد سياسة الانفتاح على المملكة العربية السعودية وعلى سعد الحريري، وهو أعلن "النيات" مع "أعداء" الأمس، اي "القوات" وهم صقور 14 آذار، ومن وضع يده بيد "القوات" فهو يستطيع أن يمد يده الى بقية الاطراف، وبذلك تقضي الواقعية السياسية بأن يكون عون رئيساً والحريري رئيساً للحكومة. ماذا بعد هذه المواقف؟ يجيب مصدر في 14 آذار بأن الامور غير ناضجة بعد لانتخاب رئيس، فقبل اتضاح حقيقة التطورات في العراق وسوريا واليمن، وقبل ظهور المعالم النهائية للحل في سوريا، وما سيكون دور ايران تحديداً بعد التدخل الروسي فيها، وبعد قيام التحالف الاسلامي لمواجهة الاٍرهاب بقيادة المملكة العربية السعودية، لن يفرج "حزب الله" عن الرئاسة في لبنان.

 

رئيس لمرحلة انتقالية يحضّر لمرحلة تأسيسيّة بعد انتخابات نيابيّة على أساس قانون جديد

اميل خوري/النهار/21 كانون الأول 2015

ترى بكركي أنه لم يعد مقبولاً ولا مسموحاً أن يستمر الشغور الرئاسي بعدما باتت صورة الانتخابات الرئاسية واضحة للجميع، وينبغي أن يكون لصرخة البطريرك الكاردينال الراعي صدى إيجابي لدى أهل السياسة ولا تبقى صرخة في بريتهم، فإذا كان في الإمكان انتخاب رئيس اليوم فلماذا نؤجّل ذلك إلى الغد؟!

ثمة مرشّحون أعلنوا ترشيحهم ومرشّحون لم يُعلنوا ذلك، ويستمر نواب منتمون إلى 8 آذار في تعطيل جلسات الانتخاب بالتغيّب عنها من دون عذر شرعي، في حين يصرّ العماد ميشال عون على التمسّك بترشيحه وعدم الانسحاب لأحد حتى لحليفه النائب سليمان فرنجيه الذي يتبيّن أنه أوفر حظاً منه، ومع ذلك فهو مستعد للانسحاب إذا صار اتفاق على البديل، وهو ما أعلنه المرشّح سمير جعجع أيضاً عندما لم ينل الأصوات المطلوبة لفوزه بالقول إنّه مستعد للانسحاب لمرشّح يصير التوافق عليه. لذلك يمكن القول إن كرة الانتخابات الرئاسيّة هي في ملعب 8 آذار وتحديداً في ملعب "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، فتقرّر مَنْ تؤيّد من المرشّحَين عون وفرنجيه أو أي مرشّح ثالث يتمّ التوافق عليه، أو تقرّر النزول إلى مجلس النواب لتنتخب الأكثرية من تشاء من المرشّحين المُعلنين أو غير المُعلنين. أما أن يظلّ عون مصرّاً على ترشيحه ويرفض الانسحاب ولا قرار تتّخذه 8 آذار وتحديداً "حزب الله"، فلم يعد مقبولاً ولا معقولاً ليستمر الشغور الرئاسي. الواقع أن كل ما يجري في موضوع الانتخابات الرئاسيّة اليوم لم يكن يجري في الماضي، فلا مقاطعة نواب لجلسات الانتخاب ولا مرشّحون مستمرّون في الترشيح ولا يحسمون أمرهم. فالمرشّح حميد فرنجيه انسحب لمنافسه كميل شمعون عندما قرّر نواب طرابلس عدم تأييده وفضّلوا عليه شمعون كونه "فتى العروب الأغر"، وأيّد أركان "الحلف الثلاثي" (شمعون، الجميل، إده) المرشّح سليمان فرنجيه منافساً للمرشّح الياس سركيس عندما تبيّن لهم أنه أكثر حظاً في الفوز من أي واحد منهم. وعندما تمّ ترشيح اللواء فؤاد شهاب للرئاسة قرّر العميد ريمون إده الترشّح ضده، لا للفوز عليه إنّما ليجعل اللعبة الديموقراطية تأخذ مداها ولا يعطّلها تدخّل خارجي يفرض التزكية. وبعدما أصبحت صورة الانتخابات الرئاسية واضحة لم يعد مسموحاً لأي حزب أو تكتّل بالاستمرار في سياسة الانتظار وترقّب ما يجري في المنطقة لاتخاذ موقف، وهو انتظار قد يطول ولم يعد لبنان يقوى على تحمّل ذلك لا سيّما اقتصادياً ومالياً واجتماعياً. هذه الصورة هي على الشكل الآتي:

1 - أن يعلن العماد عون سحب ترشيحه لحليفه النائب فرنجيه الذي يصبح عندئذ مرشّحاً منافساً لأي مرشّح آخر.

2 - أن يرفض العماد عون الانسحاب لأي مرشّح ويقرّر خوض المعركة منافساً لأي مرشّح من المرشّحين.

3 - أن تجتمع قوى 8 آذار وتقرّر خوض المعركة بمرشّح واحد إما عون وإما فرنجيه.

4 - أن يقرّر "حزب الله" تأييد ترشيح فرنجيه وهو ما قد يدفع العماد عون الى الانسحاب لفرنجيه أو عدم الانسحاب لأحد ما دام "الحزب" لم يتّخذ أي قرار.

وعندما تحسم معركة الترشيح بين عون وفرنجيه يصبح مطلوباً من قوى 14 آذار ولا سيما الأحزاب المسيحية فيها أن تقرّر تأييد فرنجيه أو تأييد جعجع أو محاولة الاتفاق على مرشح ثالث يكون من خارج 8 و14 آذار ويفوز بالتزكية. فالمرشّح فرنجيه حتى وإن كان يحظى بتأييد الأكثرية النيابية المطلوبة، عليه أن يحظى بتأييد أحد الأحزاب المسيحية الكبرى وهي: "التيار الوطني الحر"، "القوات اللبنانية"، الكتائب. وإذا لم يحظ بتأييد ولو حزب واحد من هذه الأحزاب فإنه قد يواجه المتاعب إبّان حكمه والأزمات التي قد يستعصي عليه حلها، فلا سبيل إذاً لطرح بديل من عون وفرنجيه إلاّ باتفاق الأقطاب الموارنة الأربعة على مرشّح ثالث مستقل يجيد ادارة التوازنات الداخلية الدقيقة تجنّباً لمواجهة أزمات يستعصي عليه حلّها، فتُصاب المؤسّسات بالشلل والجمود ولا سيما الأوضاع الاقتصادية والمالية في البلاد.

إن المرحلة التي يمر بها لبنان قد تكون مرحلة انتقالية تحضّر لمرحلة تأسيسيّة فيه وقد يكون المناسب لها رئيس مستقل لمرحلة ما بعده باعادة تكوين السلطة من خلال انتخابات نيابية تجرى على أساس قانون عادل ومتوازن ومجلس نيابي يمثّل إرادة الشعب تمثيلاً صحيحاً، وقد تكون فيه وجوه جديدة، وتتألّف حكومة في ظل السلطة الجديدة ترسم سياسة لبنان الداخلية والخارجية والشراكة الوطنية بين مختلف مكوّنات لبنان. فعلى القوى السياسية الأساسية في البلاد أن تحزم أمرها وتتّخذ قراراً بتأييد هذا المرشّح أو ذاك للرئاسة، وإذا تعذّر عليها ذلك، فإن عليها أن تقرّر النزول إلى مجلس النواب لتنتخب الأكثرية من تشاء رئيساً وإلا تحمّلت مسؤولية تعريض لبنان لفراغ قاتل.

 

معركة الحليفين طويلة

 نبيل بومنصف/النهار/21 كانون الأول 2015

تبدو "عودة" نادرة لمجلس الوزراء اليوم بعد طول انحباس وتعطيل اشبه باستدراك سريع عشية نهاية السنة للتذكير بأن في لبنان حكومة وان ليس ثمة ما يسقط امكان تعويمها متى تصبح حاجة لمعطليها المعروفين اكثر من المكونات الاخرى. تمضي البلاد في نهايات السنة في اتجاهات شديدة التناقض والغموض لا تسمح برسم اي خط بياني متسرع في شأن ما سيطل علينا مع السنة الجديدة. بطبيعة الحال تغرق البلاد الان في معركة "المفاضلة" بين الجنرال ميشال عون والمرشح الحليف الند سليمان فرنجيه وضرب الأخماس بالأسداس تحت وطأة احدى اكثر المعارك السياسية والرئاسية غرابة وفرادة. واذا كانت هذه المعركة باتت تختصر بحماوتها التصاعدية مجمل المشهد الداخلي، فإن ذلك لا يسقط ما يواكبها من تطورات تكتسب خطورة عالية وتتزامن مع تطورات المحيط الاقليمي المشتعل. لقد شكل موضوع التحالف الاسلامي لمكافحة الارهاب مادة اشتعال حادة جديدة بين تيار "المستقبل" و"حزب الله" بما يضع الحكومة امام اشكالية الانقسام الكبير حول ملف اقليمي بهذه الحساسية. ولكن الأدهى ان يجري الهروب من مواجهة هذا الملف لتجنب اثقال الحكومة بما لم تعد تقوى على تحمله. ومن المقلب المتصل بالمواجهة اللبنانية مع الارهاب توجب تطورات الاسابيع الاخيرة في مطاردة خلايا ارهابية وتوقيفها او في عمليات ميدانية شبه يومية للجيش على الحدود التوقف بامعان امام الهجمة الارهابية الجديدة وابعادها وتوقيتها. غالبا ما تعامل الوسط السياسي مع الفكر الارهابي بانه لا يملك ساعة توقيت سياسية، ولكن من قال ان هذا الارهاب لا يود الان ان يدلي "بصوته" في تقويض الاستقرار في لحظة احتدام معركة الرئاسة؟ وسط هذه المختارات القليلة من ملفات كبيرة ، لعل عامل الضرورات التي تبيح المحظورات قد يشكل سببا اضطراريا وقسريا لبعض القوى السياسية في اعادة تعويم الحكومة وضخها بمصل الانعاش متى اصطدم الجميع بعدم امكان الحسم الرئاسي في وقت سريع على ما يبشر المبشرون. والحال ان تعويم الحكومة سيكون اقل الاثمان لمعطلي مجلس الوزراء متى يكتشفون ان هذا التعويم قد يكسبهم مزيدا من الانتظار والوقت على الجبهة الرئاسية التي ليس من الضرورة ان تكون مواقيت حسمها على الباب ولو ان ترشيح النائب فرنجيه حرك القعر السياسي بقوة فائقة وأثار عاصفة تداعيات تعمل دول على توظيفها من اجل تسريع الانتخابات الرئاسية. فمع اطلالة سنة 2016 ستكون انهيارات الداخل الاجتماعية والاقتصادية واستحقاقات مواجهة التطورات الاقليمية على قدم المساواة في التنافس بما لا يسمح بكثير من ترف انتظار نتائج معركة الحليفين المرشحة لان تطول، ولن يكون تاليا مفر من تعويم الحكومة لمنع القلة القليلة من قدرة الصمود من الانهيار ايضا.

 

قرار مجلس الأمن حول الحلّ السوري توافق دولي "من فوق" ... هل يكفي؟

روزانا بومنصف/النهار/21 كانون الأول 2015

حين تتحدث الادارة الاميركية ورئيسها باراك أوباما تحديدا عن توقعاته القوية بغرق روسيا في الوحول السورية على اثر تدخل موسكو عسكريا على نحو مباشر من اجل منع انهيار بشار الاسد، وتتحدث تقارير عدة عن عدم استطاعة روسيا احراز اي تقدم في حربها المزعومة على تنظيم الدولة الاسلامية منذ ايلول الماضي، لا يتوقع كثر في المنطقة ان تذهب الولايات المتحدة الى منطق روسيا في شأن سوريا بل العكس ان تجذب اميركا روسيا الى منطقها. لذلك حين اعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري على اثر لقائه يوم الثلثاء في 15 من الشهر الجاري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "ان الولايات المتحدة وشركائها لا يسعون الى تغيير النظام وان مغادرة الاسد حالما تبدأ محادثات السلام ليست موقفا مبدئيا" فان ذلك كان محبطا مقدار ما كان تتويجا لموقف اميركي بدا متزعزعا حول الاسد على رغم استمرار ترداد الرئيس الاميركي على نحو رتيب وغير فاعل او مؤثر بوجوب تنحي الاخير. لكن هذا الموقف لكيري لم يكن مفاجئا فعلا بالنسبة الى متابعي الخط البياني للموقف الاميركي من الحرب السورية اذ كان ثمة رهان دوما على ان روسيا ستسعى الى محاولة التوصل الى اتفاق مع الولايات المتحدة حول سوريا قبل انتهاء ولاية اوباما، كما فعلت ايران تماما، للاعتقاد الراسخ بان الامور ستكون اسهل مع اوباما غير المهتم بالمنطقة والمنسحب منها، منه مع اي ادارة جديدة حتى لو كانت ستحل مكانه ادارة ديموقراطية برئاسة هيلاري كلينتون. هذان العاملان اي حاجة روسيا الى اتفاق سياسي في سوريا يقيها المضي في حرب استنزاف والحاجة الى الاتفاق مع ادارة اوباما ابقيا الامال مرتفعة بامتلاك هذه الاخيرة اوراقا قوية من اجل الضغط لحل سياسي مختلف يحدد مهلة زمنية لبقاء الاسد مثلا. السذاجة التي تتحكم بشعوب المنطقة تستند الى الاعتقاد بان تولي الولايات المتحدة او تبني الدول الكبرى قضاياهم يساهم في ايصال حقوقهم كما يرونها او يسعون هم الى تحقيقها بانفسهم في حين ان هذه الدول تعمل على قاعدة مصالحها ليس الا.

تقول مصادر مراقبة ان كيري فعل على الارجح ما تطلبه الاتيان بروسيا الى قرار دولي حول سوريا حمل الرقم 2254 وحظي باجماع مجلس الامن وتضمن اطارا مبدئيا للحل السياسي يبقي على الاسد على الاقل الى ما بعد رحيل ادارة اوباما ومعها كيري في مقابل بقاء بوتين الى جانب الاسد ومعه ايران ايضا.اذ اصبح هناك توافق دولي شرعي في مجلس الامن على اطار الحل كان مفقودا حتى الان. وليس واضحا تماما اذا كان يسجل لكيري انجاز في هذا الاطار على اساس انه ارسى قواعد الحل السوري قبل نهاية ادارة اوباما ام لا. من وجهة نظر ديبلوماسية صرفة يمكن ان يعد القرار خطوة اولى جيدة بعد خمس سنوات على الحرب السورية بحيث يتعين البدء على توافق يكرس في مجلس الامن من مكان ما. من وجهة نظر سياسية السؤال الاساسي هو: هل يمكن ان يجد هذا القرار طريقه الى التنفيذ؟ من الصعب رؤية ذلك خصوصا ان الطريق التي حددها القرار طويلة في الاصل لكنها في الواقع ستكون اطول بكثير بحيث لن تنفذ اجندة المواعيد كما حددها القرار. فالاسئلة الصعبة ليست في اتفاق مبدئي على اطار معروف للحل والذي يقارب في بعض عناوينه الوصفات المعهودة لاخراج دول من حال حرب اهلية على رغم صعوبة تنفيذ او تحقيق هذا المسار بل هي في ما هو ابعد كيف يمكن اقناع او طمأنة السوريين الى وضع اطار للحل يفاوض عليه رأس النظام السوري ويشارك في وضعه وهو المسؤول عما آلت اليه حال السوريين من دمار وبؤس وهو لم يعلن مرة انه اخطأ في مقاربته للازمة في بلاده او اعتذر من السوريين. قد تأتي روسيا بحليفها الى طاولة المفاوضات لكن الادارات والحكم في الدول الديموقراطية يتغير في هذا الوقت ويقل اهتمام هذه الدول بمسار المفاوضات وما اذا يحتم بقاء بشار الاسد ام لا. حصل هذا مع الاسد نفسه حين قاطعته فرنسا بسبب اغتيال الرئيس رفيق الحريري وما لبثت فرنسا ان لحقت بمصالحها ما ان انتهى عهد الرئيس جاك شيراك فعاد من بوابة العيد الوطني الفرنسي على جادة الشانزليزيه. ومن غير المستبعد ان يكون هذا ما تسعى اليه ايران وروسيا لجهة ابقاء الاسد وسط سؤال كبير اذا كان السوريون يمكن ان يقبلوا ان يستمر حكم العلويين في سوريا بعد كل ما حصل وما اذا كانت روسيا تستطيع تحمل حماية حيدر العبادي اخر في سوريا مع بقاء مناطق كثيرة خارج نطاق السلطة في دولة فاشلة يتصارع اهلها وطوائفها على النفوذ فيها الى جانب دول المنطقة والخارج ايضا كما هي حال العراق الذي يرجح ان تنتهي سوريا الى ما انتهى اليه في احسن الاحوال في ظل قرار دولي لا يحسم مصير الاسد ووجود دول تعمل على بقائه وعدم وجود افق لهزيمة داعش. وتاليا هل التوافق الاميركي الروسي على الحل يضمن توافقا ايرانيا سعوديا او ايرانيا عربيا تركيا على الحل في سوريا ام انه اتفاق من فوق اي من الدول الكبرى لا يمكن ان يسري على دول المنطقة المتناقضة المصالح في سوريا ؟

 

الحرب و"الأسد إلى الأبد"

علي بردى/النهار/21 كانون الأول 2015

ترك القرار 2254 الذي أصدره مجلس الأمن الباب مفتوحاً أمام التأويلات في شأن مستقبل الرئيس بشار الأسد. بل ذهب البعض الى اعتبار شخصه جزءاً من خريطة الطريق الطموحة لمسار التسوية المرجوة في سوريا. سيتمكن من البقاء حيث هو - على الأقل - خلال الأشهر الـ24 المقبلة للمرحلة الإنتقالية والإنتخابات "الحرة والنزيهة" في إشراف الأمم المتحدة. تبدو هذه المسافة الزمنية دهراً. تبدو دهراً لأن السنوات الخمس الأخيرة أدت الى مقتل وجرح وتهجير هذا العدد الهائل من السوريين، والى المساهمة في ظهور بعض أخطر الجماعات الإرهابية على أرض سوريا المدمرة. لا شيء يمنع الأسد - بموجب القرار الجديد - من الترشح للإنتخابات الرئاسية عملاً بدستور جديد يمكن صوغه خلال السنتين المقبلتين. هناك من يعتقد أن وصفة "الأسد الى الأبد" هي الأجدى ليس فقط لما كانت عليه حال سوريا، بل لما آلت اليه حالها أيضاً. ليس أمام الواقفين على الضفة الأخرى من نهر الدماء الجاري إلا أن يتأملوا نهاية هذه الوصفة مع الإنتخابات الموعودة طبقاً لـ"أرفع المعايير الدولية من حيث الشفافية والمساءلة". هذا ما يمكن أن يحصل مطلع 2018 على أقرب تقدير. الأسد جزء لا بد منه في عملية وقف النار التي يجب أن تبدأ في نهاية كانون الثاني 2016 في كل أنحاء سوريا بين القوات الحكومية وقوى المعارضة. كيف يمكن أن يحصل ذلك إذا لم يكن هناك اتفاق على تحديد ما ومن هي هذه المعارضة؟ يمكن أن يؤدي الخلاف العميق في هذا الموضوع الى إحباط الخطوة الأولى - البسيطة نسبياً - في خريطة الطريق المرسومة في القرار 2254. بل أن مواصلة الحرب خلال المرحلة الإنتقالية ضد "الدولة الإسلامية - داعش" و"جبهة النصرة" وغيرهما من الجماعات المرتبطة بتنظيم "القاعدة" ومذهبه الإرهابي، يمكن أن يتحوّل مشكلة عوض الحل. كيف يمكن ومن يريد ارسال مراقبين دوليين الى سوريا لمراقبة وقف النار؟ ولد القرار 2254 بعد ساعات طويلة من المفاوضات "الصعبة والمعقدة" وخصوصاً بين الولايات المتحدة وروسيا. أدرك وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن أي ضغط لن يغيّر في الوقت الراهن موقف نظيره الروسي سيرغي لافروف من الأسد. الإصرار على وضع جدول زمني محدد لرحيل الأسد كان سيفجر المفاوضات على خريطة طريق الإنتقال السياسي في سوريا. رحّلا خلافاتهما على دور السعودية مع قوى المعارضة السورية، على رغم قبول واشنطن بالإشارة الى لقاءات موسكو والقاهرة ضمن هذه المعارضة. هل تقبل ايران بتغيير المعادلات على طاولة المفاوضات بعدما أحبطتها بالتعاون مع روسيا في الميدان؟ الأسد سيبقى في الوقت الراهن حيث هو. أما سوريا فحبر على الورق ودماء على الأرض.

 

عهد جديد مليء بالفرص

بان كي – مون/الأمين العام للأمم المتحدة/النهار/21 كانون الأول 2015

قبل سبعين سنة، انبعثت الأمم المتحدة من تحت أنقاض الحرب العالمية الثانية. وبعد مرور سبعة عقود على ذلك، اجتمعت الدول في باريس لتتحد في وجه تهديد آخر يطال الحياة كما نعرفها، بسبب الاحترار السريع للكوكب. لقد دشنت الحكومات عهدا جديدا من التعاون العالمي في شأن تغير المناخ، الذي يشكل إحدى أشد القضايا التي واجهتها البشرية تعقيدا، لتعطي بذلك زخما كبيرا للجهود المبذولة للوفاء بمسؤوليتنا بموجب الميثاق عن إنقاذ الأجيال المقبلة. إن اتفاق باريس انتصار للإنسان والبيئة ولتعددية الأطراف. فهو بمثابة وثيقة تأمين صحي للكوكب. وهذه هي المرة الأولى يتعهد كل بلد من بلدان العالم بكبح انبعاثاته، وتعزيز القدرة على التكيف، واتخاذ إجراءات على الصعيدين الدولي والمحلي للتصدي لتغير المناخ. فقد اتفقت البلدان جميعها على أنه بتقليص مخاطر تغير المناخ إلى الحد الأدنى، يصبح السعي إلى خدمة المصلحة العامة أفضل وسيلة لتحقيق المصلحة الوطنية. وأعتقد أنه مثال ينبغي أن نحتذيه في كل مناحي الحياة السياسية. والواقع أن انتصار باريس جاء ليتوّج عاما حافلا بالأحداث. فمن إطار سينداي للحد من مخاطر الكوارث إلى خطة عمل أديس أبابا في شأن تمويل التنمية، ومن مؤتمر قمة التنمية المستدامة التاريخي في نيويورك إلى مؤتمر المناخ في باريس، كان هذا العام عاما أثبتت فيه الأمم المتحدة أنها قادرة على أن تعطي العالم الأمل وتضمد جروحه. ومنذ توليت مهماتي، سارعت إلى القول إن تغير المناخ هو التحدي الحاسم في عصرنا هذا. ولذلك وضعته في مقدم أولويات فترة ولايتي. وقد تحدثت مع جميع قادة العالم تقريبا في شأن التهديد الذي يشكله تغير المناخ لاقتصاداتنا وأمننا، بل وقدرتنا على البقاء، وزرت جميع القارات والتقيت بالمجتمعات المحلية التي تعيش في خطوط المواجهة مع المناخ، فتأثرت بما شاهدته من معاناة وتحمست لما لمسته من حلول ستجعل عالمنا أكثر أمانا ورخاء. وقد شاركت في كل مؤتمر من المؤتمرات التي عقدتها الأمم المتحدة في شأن المناخ، حيث مكّنت مؤتمرات القمة الثلاثة المعنية بالمناخ، التي دعوت الى عقدها، من حشد الإرادة السياسية وتحفيز الحكومات وقطاع الأعمال والمجتمع المدني على اتخاذ إجراءات مبتكرة. وقد أظهر برنامج عمل باريس، إلى جانب الالتزامات التي أُعلن عنها العام الماضي في مؤتمر القمة المعني بالمناخ، أن الحلول موجودة.

فما كان بالأمس لا يخطر على البال، أصبح اليوم واقعا ملموسا. فها هو القطاع الخاص يستثمر أكثر فأكثر في مستقبل تقل فيه الانبعاثات، وها هي الحلول تصبح متاحة وفي المتناول أكثر فأكثر، بل ويُتوقع أن يظهر المزيد منها مستقبلا، ولا سيما بعد النجاح الذي شهدناه في باريس.

لقد حقق اتفاق باريس الغاية المنشودة منه في جميع النقاط الأساسية التي دعوت إليها. وبذلك تكون الأسواق قد تلقت الإشارة الواضحة التي تحتاج اليها لزيادة الاستثمارات الكفيلة بتحقيق تنمية قوامها خفض الانبعاثات والتكيف مع تغير المناخ. وقد اتفقت جميع البلدان على أن تعمل على حصر ارتفاع درجة حرارة العالم في أقل من درجتين مئويتين، ومن ثم السعي إلى خفضه إلى مستوى 1,5 درجة، بالنظر إلى ما يطرحه ذلك من مخاطر شديدة. ويكتسي هذا الأمر أهمية خاصة بالنسبة الى دول أفريقيا والدول الجزرية الصغيرة النامية وأقل البلدان نموا. وفي باريس، اتفقت البلدان على هدف تسعى إلى تحقيقه في الأجل الطويل، يتمثل في وضع حد أقصى لانبعاثات غازات الدفيئة في العالم في أقرب وقت ممكن أثناء النصف الثاني من القرن. وقد قدّم حتى الآن 188 بلدا مساهمته المعتزمة المحددة وطنيا، التي تبين ما هو مستعد للقيام به من أجل الحد من الانبعاثات وبناء القدرة على التكيف مع تغير المناخ.

وفي الوقت الراهن، فإن هذه الغايات الوطنية قد دفعت، إلى حد بعيد، بمنحنى الانبعاثات في اتجاه تنازلي. لكن إذا نظرنا إلى الحصيلة الجماعية، فما زال أمامنا ارتفاع في درجة الحرارة يصل إلى 3 درجات مئوية، وهو مستوى خطير إلى حد غير مقبول. ولذلك تعهدت البلدان في باريس بعرض خططها الوطنية المتعلقة بالمناخ كل خمس سنوات، اعتبارا من عام 2018، وهو ما سيمكّنها من رفع مستوى طموحها تماشيا مع ما يطالب به العلماء. ويكفل اتفاق باريس أيضا تقديم دعم كاف ومتوازن للبلدان النامية، ولا سيما أشدها فقرا وهشاشة، في ما تبذله من جهود للتكيف مع تغير المناخ وتخفيف حدة آثاره. وسيساعد على زيادة الجهود المبذولة عالميا للتصدي للخسائر والأضرار الناجمة عن تغير المناخ وتقليصها إلى أدنى حد ممكن. وقد اتفقت الحكومات على قواعد ملزمة ومحكمة وشفافة لكفالة وفاء جميع البلدان بما تعهدت به. فالبلدان المتقدمة وافقت على تولي القيادة في تعبئة الأموال وزيادة الدعم التكنولوجي وبناء القدرات. أما البلدان النامية، فقد أخذت على عاتقها مسؤوليات متزايدة للتصدي لتغير المناخ، وفق ما تسمح به قدراتها. ولا يفوتني، وأنا أشيد بهذا الإنجاز التاريخي، أن أقرّ بالدور الريادي والرؤية الثاقبة لقطاع الأعمال والمجتمع المدني. فقد سلّطا الضوء على الرهانات والحلول في آن واحد. ولذلك فإنني أحييهما على ما أظهراه، على نحو باهر، من روح المواطنة إزاء قضية المناخ. والآن وقد أُبرم اتفاق باريس، علينا أن نوجه تفكيرنا على الفور صوب التنفيذ. وبالتصدي لتغير المناخ، فإننا ننهض بخطة التنمية المستدامة لعام 2030. فاتفاق باريس ستكون له آثار إيجابية على جميع أهداف التنمية المستدامة. فنحن في صدد دخول عهد جديد مليء بالفرص.

ومع شروع الحكومات وقطاع الأعمال والمجتمع المدني في تنفيذ هذا المشروع الضخم المتمثل في التصدي لتغير المناخ وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ستمدّ الأمم المتحدة يد العون إلى الدول الأعضاء والمجتمع ككل في جميع المراحل. وكخطوة أولى في مسيرة تنفيذ اتفاق باريس، سأدعو إلى عقد حفل توقيع رفيع المستوى يعقد في نيويورك في 22 نيسان من العام المقبل، على نحو ما يقتضيه الاتفاق والاتفاقية. وسأدعو قادة العالم إلى أن يهبّوا للمساعدة في الحفاظ على هذا الزخم وزيادته، ذلك أنه بالعمل معا نستطيع تحقيق هدفنا المشترك لنضع حدا للفقر، ونعزّز السلام، ونكفل للجميع حياة كريمة مليئة بالفرص.

 

مقتل القنطار.. ما رأي إيران الآن؟

طارق الحميد/الشرق الأوسط/21 كانون الأول/15

في الوقت الذي كشفت فيه وكالة «رويترز» نقلاً عن مسؤولين إيرانيين، عن أن طهران قررت تعزيز تنسيقها مع روسيا حول سوريا؛ وذلك بعد اجتماع الرئيس الروسي بالمرشد الإيراني الشهر الماضي، أعلن حزب الله، أمس، عن مقتل سمير القنطار في دمشق نتيجة غارة إسرائيلية. القنطار الذي يلقّبه حزب الله بعميد الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية، تم الإفراج عنه عام 2008 في إطار صفقة تبادل للسجناء بين إسرائيل والحزب، والآن تمت تصفيته في دمشق. والسؤال هنا ليس عمّا كان يفعله القنطار في دمشق؛ فالأمور واضحة بهذا الخصوص، وإنما السؤال هو: ما رأي إيران، ومعها حزب الله، والقنطار يُصفّى في دمشق من قبل إسرائيل، بينما الجميع يعرف أن دمشق تحت الوصاية الروسية الآن، وهذا ليس كل شيء، بل إن الرئيس فلاديمير بوتين قال الأسبوع الماضي، وبلغة تحدٍّ واستفزاز للأتراك: «روسيا ليست دولة ضعيفة. لقد عززنا وجودنا العسكري، وزدنا عدد طائراتنا الحربية، وإذا كان الأتراك يحلّقون هناك، وينتهكون المجال الجوي السوري فدعهم يجربوا الآن التحليق هناك»؟! الواقع هو أن الإسرائيليين هم من حلّق في سماء دمشق، وقاموا بتصفية القنطار الذي يصفه حزب الله بـ«المقاوم والمجاهد»، وفي الوقت الذي تعلن فيه إيران عن «وفاق كامل بشأن سوريا» مع روسيا، وبمباركة من المرشد علي خامنئي، فما رأي إيران الآن؟ وما رأي حزب الله؟ وهل تصفية القنطار في دمشق من قبل إسرائيل توافق الرؤية الإيرانية - الروسية المشتركة حول سوريا؟ وما رأي الرئيس بوتين الذي يهدد تركيا بأن تتجرأ بإرسال طائراتها إلى المجال الجوي السوري؟ أم أن المجال الجوي السوري يعتبر مفتوحًا لإسرائيل؛ وذلك نتيجة غرفة العمليات المشتركة الروسية - الإسرائيلية المعنية بتنسيق الأوضاع في سوريا بعد التدخل الروسي هناك؟ أم أن لدى الإسرائيليين مقدرة على دخول الأجواء السورية دون أن يشعر الروس، وهو ما يناقض حديث الرئيس بوتين، وتباهيه أمام الأتراك، عن قوة موسكو؟ الأكيد أن الإيرانيين، ومعهم حزب الله، ومثلهم الروس، في ورطة الآن، بعد اغتيال سمير القنطار في غارة إسرائيلية، كما هو معلن، فكيف تبرر إيران إعلانها توافق المواقف مع الروس في سوريا، بينما الروس ينسقون مع إسرائيل التي قامت بتصفية القنطار الذي يصفه حزب الله بـ«المقاوم والمجاهد»؟ وما الذي سيقوله حزب الله لأنصاره في لبنان بعد مقتل القنطار الذي استقبله حسن نصر الله في عام 2008 ببيروت استقبال الأبطال؟ وأين هي القوة الروسية التي تباهى بها بوتين أمام الأتراك؟ ملخص القول هو أن سوريا باتت بمثابة الورطة لكل من يحاول مناصرة مجرم دمشق بشار الأسد، وإيران، وحلفائها هناك، ومعهم الروس، هم في حفرة، وكل يوم يمضي يعني أنهم يواصلون الحفر، صحيح أن الثمن مكلف، ومحزن، بالنسبة للسوريين، لكنها ورطة حقيقية للإيرانيين، وحزب الله، والروس، وهذا ما تثبته الأحداث يوميًا.

 

800 عسكري روسي نزلوا في اللاذقية وطرطوس وريف حلب و»حزب الله« والميليشيات الإيرانية بين مطرقة تل أبيب وسندان موسكو

حميد غريافي/السياسة/21 كانون الأول/15

فيما قتلت إحدى الطائرات الجوية الروسية قرب حلب في شمال سورية الخميس الماضي أربعة من كبار ضباط »الحرس الثوري« الإيراني، أكدت مصادر أمنية في بيروت، أمس، أن عدم التصدي الروسي للمقاتلات الاسرائيلية التي شنت غارة على مدينة جرمانا قرب دمشق أسفرت عن مقتل القيادي في »حزب الله« سمير القنطار وتسعة من رفاقه، مرده إلى الاتفاق بين موسكو وتل أبيب بشأن عدم تدخل أي من الطرفين في عمليات الطرف الآخر بسورية. ونُقل عن اوساط ديبلوماسية إيرانية في اثينا أمس تأكيدها مقتل الضباط الأربعة من »الحرس الثوري«، مشيرة إلى سقوط تسعة جنرالات إيرانيين في سورية و67 من أصحاب الرتب العسكرية العالية منذ منتصف العام الحالي. وقدرت الأوساط عدد قتلى حزب الله خلال العام 2015 فقط في مناطق مختلفة من سورية بأكثر من 160 قتيلاً ونحو 250 جريحاً، وعدد قتلى العناصر المقاتلة من »الحرس الثوري« بـ350 قتيلاً و900 جريح نقلوا على دفعات بالطائرات الايرانية الى طهران لدفنهم أو إدخالهم المشافي. كما قتل نحو ألف مقاتل من الجمهوريات السوفياتية السابقة جندتهم ايران مقابل ملايين الدولارات لدولهم ورواتب لهم ولعائلات القتلى منهم، وهناك عدد مماثل من الجنسيات الباكستانية والافغانية الشيعية وحتى من شيعة روسيا المقيمين على الحدود الجنوبية للبلاد. وفي السياق نفسه، اعترفت قيادات بقاعية في »حركة أمل« الشيعية الحليفة لإيران و«حزب الله«، بـ »مقتل وجرح أحد عشر عنصرا ميليشياويا من الحركة خلال الاشهر الاخيرة من هذا العام بعدما اشتدت المعارك في أرياف دمشق واللاذقية وحلب، وبعد إصابة الجماعات اللبنانية الميليشياوية بخسائر كبيرة قبيل انتهاء معركة القلمون على حدود لبنان الشرقية، سقطت فيها قيادات بينها اثنان من كبار قادة »حزب الله« وأحد أبناء قيادي آخر مقرب من حسن نصرالله«. وأكدت قيادات »أمل« أن نحو 800 عسكري روسي نزلوا في اللاذقية وطرطوس وريف حلب الجنوبي خلال سبتمبر واكتوبر ونوفمبر الماضية، حملوا مقاتلي »حزب الله« وايران المنتشرين في تلك المناطق دفاعاً عن المعاقل العلوية لنظام الاسد، على تغيير مواقعهم هناك لصالح القوات الروسية، فيما استخدمت المقاتلات الروسية صواريخها لضرب تجمعات ايرانية وتابعة للحزب اللبناني شرق اللاذقية وقرب حمص ما أدى الى سقوط العشرات بين قتيل وجريح ودفع بهؤلاء الى النزوح جنوباً هرباً من »النيران الصديقة«. واتهم عناصر من »الحرس الثوري« الايراني يقاتلون في شمال سورية قيادة تلك المنطقة الروسية، في احد المطارات قرب اللاذقية، بالطلب من احد قادة »الحرس« اخلاء مواقع جماعاته غرب حلب وشرق اللاذقية وبعض مواقع حمص التي يتقاسمونها مع »حزب الله« والميليشيات العراقية الشيعية، كما أقدمت تلك القيادة الروسية على رفض طلبات عدة من ضباط سوريين تابعين للقيادة العامة في الشمال للاجتماع مع قادة ميدانيين ايرانيين كبار، من اجل وضع خريطة طريق تحدد أماكن تواجد الطرفين عشية وصول مئات الجنود الروس للانتشار البري في المنطقة بمحاذاة الانتشارات العربية الاخرى التي قد تبدأ في منتصف يناير المقبل، في إطار عملية للتحالف الإسلامي الجديد بقيادة السعودية. وكشفت عناصر »الحرس الثوري« في ريف حمص عن أن القيادة السياسية السورية توسطت لدى الروس في قاعدة اللاذقية الجوية، من أجل اطلاق سراح سبعة من مقاتلي »الحرس« و«حزب الله« كانوا اطلقوا النار على جنود روس في تلك المنطقة، ما ادى الى مطاردتهم واعتقالهم ووضعهم في سجن أقيم في القاعدة الجوية منذ أكتوبر الماضي. وأكد احد قياديي »أمل« في بيروت ان حسن نصرالله التقى السفير الروسي في بيروت لطلب الافراج عن السبعة المعتقلين، »إلا انه لم يلق تجاوباً يذكر«.

 

"حزب الله" في سوريا.. إنكسار المشروع الايراني!

علي رباح /المدن/الأحد 20/12/2015

بعد الإنتخابات السورية الأخيرة، وفي ذروة مكاسب "حزب الله"، أطلّ الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله ليضع أسس الحل في سوريا. يومها، نعى نصرالله مؤتمر "جنيف 1"، واعتبر ان اي تسوية في سوريا لن تتم إلا تحت سقف الدستور السوري وفي ظل رئاسة بشار الأسد. يجوز لجمهور "حزب الله" أن يتساءل إن كانت مشاركة إيران في محادثات فيينا (على قاعدة الإعتراف بـ"جنيف 1" كأساس للتسوية)، ومحادثات "نيويورك" لاحقاُ، بمثابة الإعتراف الرسمي بفشل مشروع إيران و"حزب الله" في سوريا، خصوصاً أن محور "الممانعة" التزم الصمت حيال محادثات نيويورك، وقرار مجلس الأمن 2254 حول الحل في سوريا، وإحتمال انعكاس هذا القرار، وما حُكي عن اتفاقات روسية - اميركية، سلباً على مشروع "حزب الله" وايران. للمرة الأولى منذ 5 سنوات، اي منذ انطلاق الثورة السورية، يتم التصديق في مجلس الأمن على قرار دولي لحل الأزمة السورية، من دون اعتراض من هنا، او "فيتو" من هناك. قرار تصفه مصادر دبلوماسية عبر "المدن" بـ"الضربة للمشروع الإيراني في سوريا". وتفنّد المصادر بنود الاتفاق معتبرةً، ان "الدعوة الى مفاوضات سورية للتوصل الى تسوية وفقاً لبيان جينيف وبيانَي "فيينا"، وتحديد جدول زمني لصياغة دستور جديد وانتخابات جديدة في غضون 18 شهراً، يعني في أحسن الحالات نسف الدستور السوري الذي أشرفت عليه طهران عام 2012، ونسف الانتخابات التي جرت في ظل وجود حزب الله والايرانيين في سوريا". وتتابع المصادر، مشيرة إلى ان الدعوة الى انتخابات سورية جديدة باشراف الامم المتحدة، يضر بمصالح ايران التي تفتقد لأي عمق شعبي او مذهبي في الداخل السوري. وهي، اي الانتخابات، قد تضمن حصة العلويين الذين ارتموا بالحضن الروسي، بعد ان شعروا بأن هوية البيئة العلوية باتت مهددة بفعل عمل ايران على صهر الطيف العلوي في "ولاية الفقيه". وبحسب المصادر، فإن إلتزام مجلس الأمن بوحدة سوريا واستقلالها وطابعها غير الطائفي، ينسف أيضاً مشروع "التغيير الديموغرافي" الذي عمل "حزب الله" والايرانيون عليه لسنوات. حيث اقدمت ميليشيات محور الممانعة على تهجير اهالي حمص والقصير والقلمون، واحرقت "السجل العقاري" في حمص، وحاولت تهجير من لم يخرج من الزبداني ومضايا بفعل البراميل المتفجرة من خلال تسويات مع التنظيمات المعارضة في الشمال السوري تؤمّن "الترانسفير المذهبي"، اضافة الى تجنيس النظام السوري للكثير من الشيعة اللبنانيين والعراقيين في مناطق محددة. يعزو مراقبون هذا التراجح الواضح لمشروع ايران و"حزب الله" في سوريا، الى وصول الروس لقيادة عملية سياسية بموازاة عملياتها العسكرية، ولحماية مصالح موسكو أولاً بعد ان تبيّن لها ان القرار الاول والاخير في قصر المهاجرين بات لطهران. وبحسب المراقبين، فإن الاعتقاد كان ان الروس جاؤوا الى سوريا واطلقوا عملياتهم، بهدف استرداد محافظة ادلب، في محاولة لتحسين شروط التفاوض. إلّا أن أمرين كبحا خطط روسيا واجبراها على الدخول في تسويات مع الغرب: أولاً، تعرّض السلاح الروسي الى انتكاسة في الجو والارض، حيث تبيّن ان السلاح الاميركي (التاو وصاروخ الـ"اف 16") قد تفوّق على الدبابات السورية (روسية الصنع) والسوخوي - 24، ما انعكس سلباً على صفقات الاسلحة الروسية في الاسواق العالمية. وثانياً، قناعة موسكو، التي تعاني من ازمات اقتصادية وصلت الى حد اشهار بعض البنوك والشركات افلاسها، بأن الاستنزاف الطويل في سوريا قد يعيدها عقوداً الى الوراء. وفي حديثها عن التنسيق الروسي - الاسرائيلي المُعلن في سوريا، وانعكاساته السلبية على المشروع الايراني، يتساءل المراقبون: "لماذا بات العالم يشهد سقوط اعداد كبيرة من قيادات حزب الله والايرانيين في سوريا منذ ان دخلت روسيا واعلنت رسمياً عن التنسيق الاستخباراتي بين موسكو وتل ابيب من خلال مكتب اتصال دائم؟!". دخول روسيا الى سوريا أضعف ايران وميليشياتها ومشروعها. ضعف ميداني وسياسي. ميدانياً، فقد الايرانيون و"حزب الله" عشرات القياديين في غارات قيل عن بعضها انها روسية جاءت عن طريق الخطأ، وعن بعضها الاخر اسرائيلية جاءت بفعل التنسيق الاستخباراتي بين موسكو وتل ابيب. سياسياً، هرع العالم للتحدث مع موسكو بشأن الحل السياسي في سوريا من دون ان يقيم وزناً لايران التي اعتادت طوال سنوات على فرض الشروط. اخفاقات تُرجمت في القرار الدولي 2254 الذي يراعي مصالح روسيا ويضر بالمصالح الايرانية. في مجلس خاص، يقول احد الزعماء اللبنانيين، "الحقيقة المجردة انه لولا وجود قاعدة جوية روسية في اللاذقية، ولولا دخول روسيا الى سوريا، لكان بامكان الاسد اللجوء الى المرشد الاعلى في طهران ليسمع منه جملة واحدة: لا تُوافق على ما يعرضه عليك او ما يطلبه منك الكرملين"!

 

لبنان تحت احتلال حزب الله

أحمد عدنان/العرب/20 كانون الأول/15

استمعت مؤخرا إلى ما صرح به رئيس حزب الكتائب الشيخ سامي الجميل عن فشل النظام السياسي، آخرون غير الجميل تحدثوا سرّا وعلنا عن فشل النظام اللبناني، ومنهم ما يسمى بحزب الله وتابعه الجنرال ميشال عون، لكن أدوات محور الممانعة تتحدث بصيغة أخرى، فشل اتّفاق الطائف، أو هضمه لحقوق المسيحيين، أو انحيازه لمصلحة السنة، مما يستوجب مراجعته أو نسفه وتبديله. هناك حقائق لا بد من استذكارها، في 12 يناير 2011 تآمرت قوى 8 آذار وأسقطت حكومة الرئيس سعد الحريري، وقع اختيار حسن نصرالله على نجيب ميقاتي رئيسا للحكومة، وكل ذلك رغما عن إرادة السنة، صرح ميشال عون تصريحه الحقير والشهير “ون واي إيكيت، وخلاص ما بقى يشوفها” مقصيا زعيم السنة الأول. في 22 مارس 2013 قدم الرئيس نجيب ميقاتي استقالته من رئاسة الحكومة، لم يتمكّن السنة من إعادة زعيمهم أو الإتيان برئيس حكومة قوي، فكانت التسوية على النائب تمام سلام، كان يفترض في هذه الحكومة أن يتولّى أشرف ريفي وزارة الداخلية لكن فيتو حزب الله منع ذلك، وتمّ تعيين النائب نهاد المشنوق بعد استبعاد النائب جمال الجراح في اللحظة الأخيرة.

مع أي خرق لاتفاق.. فتش عن حزب الله

ممارسات حزب الله ضدّ السنة امتداد لما فعله البعث السوري ضد الرئيس الشهيد رفيق الحريري وضد المسيحيين، قام حافظ الأسد باغتيال رينيه معوض وداني شمعون بعد اغتيال بشير الجميل. نفى ميشال عون واعتقل سمير جعجع، شباب العونية والقوات اكتنزت بهم سجون جميل السيد، البطريرك مار نصرالله بطرس صفير كان مادة الهجوم على ألسنة وسائل الإعلام الموالية لغازي كنعان أو ألسنة نوابه وعلى رأسهم من يسمى اليوم مرشحا وسطيا أو توافقيا، جان عبيد، ولن نتحدث هنا عن اختطاف المسيحيين وعلى رأسهم بطرس خوند، ولن نتحدث عن آلاف المفقودين في السجون السورية وعلى رأسهم آلاف المسيحيين.

هل انحاز اتفاق الطائف للسنة أو ظلم المسيحيين؟ هذا غير صحيح، اتفاق الطائف حوّل النظام اللبناني من رئاسي إلى برلماني، أو من شبه رئاسي إلى شبه برلماني، لم تنتزع صلاحيات رئيس الجمهورية، بل تغيّر دوره من حاكم إلى حكم، والمطالبة باستعادة صلاحيات الرئيس غير منطقية لأن تلك الصلاحيات من أسباب الحرب الأهلية، والأولى هو تمكين الحكم من أداء دوره بمنحه حق حل البرلمان أو حل الحكومة إضافة إلى إلغاء المهل الدستورية التي تسيء لمقام الرئاسة، والمطالبة بهذه الإصلاحات الإجرائية لمصلحة الدولة، بالدرجة الأولى، وليست حقوقا مسيحية، والحقيقة أن انتخاب زعامة مسيحية بشعبية عريضة ستجعل هذه الإصلاحات الإجرائية واقعا من دون الحاجة إلى تعديلات دستورية.

إذن، تغيّر دور المسيحي الأول، وكل المسيحيين لم تمسّ حقوقهم كمواطنين ولم تتغير حياتهم كجماعة، وبالتالي فالمزايدة على اتفاق الطائف مسيحيا ليس له معنى. هل جعل اتفاق الطائف من السنة طائفة مستبدة ومهيمنة أو جعل النظام اللبناني سنيا؟ هذا غير صحيح البتة، فصلاحيات رئيس الجمهورية ذهبت لمجلس الوزراء مجتمعا، المشكل بتوازن من كل الطوائف، وليس لرئيس الحكومة، في عهد الوصاية السورية كان هناك حيز محدود للسني الأول (رفيق الحريري) من الممنوع أن يتجاوزه. لم يرد الحريري انتخاب إميل لحود أو التمديد له، لكن القرار البعثي كان صارما، تم إقصاء رفيق الحريري من الحكم لمصلحة سليم الحص، تم التشنيع عليه في إعلام الممانعة، وفوق ذلك تم اغتياله واستشهد معه صديقه المسيحي باسل فليحان. رصاصات حزب البعث وقنابل حزب الله لم ترحم السنة والمسيحيين، وليد عيدو ووسام الحسن ومحمد شطح سنة، ومن تيار المستقبل تحديدا، ومن المسيحيين اغتالوا بيار الجميل وجبران تويني وسمير قصير وانطوان غانم، حاولوا اغتيال الدرزي مروان حمادة ومن حسن الحظ أنهم فشلوا. وهنا الفرق بين جماعات الإرهاب السلفية وجماعات الإرهاب المنتسبة زورا للشيعة، فالإرهاب السلفي يقتل الجميع وعلى رأسهم السنة، أما الإرهاب الإيراني فهو الأقل استهدافا لطائفته.

هل كان رفيق الحريري حاكم لبنان الأوحد زمن الوصاية السورية؟ هذا غير صحيح أبدا، كان الحاكم الاستراتيجي للبنان هو حافظ الأسد ثم ابنه بشار، الأمور التنفيذية تقاسمها رفيق الحريري مع وليد جنبلاط ونبيه بري بمعرفة حزب الله، في هذه التركيبة حضر مسيحيون، كإلياس المر وإلياس الهراوي وسليمان فرنجية، أي أننا نتحدث عن المحور الذي ينتمي إليه عون اليوم، لا يمكن تحميل الحريري مسؤولية الدّين العام من دون محاسبة الجميع، ومن يزايد في موضوع الدّين العام لا بد أن يزايد أيضا على انهيار الليرة المسؤول عنها أمين الجميل.

لقد أثبتت حكومة سليم الحص الأخيرة أن إعمار لبنان ما كان ليتم بغير طريقة رفيق الحريري رغم كل الانتقادات التي نالتها وكل الظروف التي فرضت عليها. هل السنة يمنعون وصول رئيس مسيحي قوي؟ هذا غير صحيح مطلقا، فمن اختار إلياس الهراوي وإميل لحود هو حافظ الأسد. ميشال سليمان رشّحه سعد الحريري وأجمع عليه اللبنانيون، ومن ممارسته ثبت أنه رئيس قوي. رشح تيار المستقبل ضمن قوى 14 آذار د. سمير جعجع الذي لا شك في قوته السياسية والشخصية والشعبية والمسيحية. تفاوض تيار المستقبل مع الجنرال ميشال عون الذي أيضا لا شك في قوته النيابية.

والمستقبل على وشك المبادرة بترشيح ثالث أو رابع الأربعة الأقوياء الذين اعتمدتهم بطريركية الموارنة، النائب سليمان فرنجية، ومهما اختلفنا على التسوية، إلا أنها دليل ناصع على أن السنة ليسوا ضد الرئيس القوي، فما نراه أن ما يسمى بحزب الله هو العدو الأول للرئيس القوي، إذ لم يتفاوض ولم يتحاور ولم يعترف بسمير جعجع أو أمين الجميل، وإذا افترضنا أن 14 آذار قررت المضي بعون أو بفرنجية من خارج معسكرهم هذه المرة، هل سيقبل حزب الله برئيس قوي من خارج معسكره في المرة المقبلة؟ قطعا لا.

إذن ما يسمى بحزب الله يضع فيتو على نصف المسيحيين ولا يقبل بغير الرئيس التابع الذي يبدو ظاهريا رئيسا قويا، وخطورة تسوية الحريري-فرنجية إنها ستكرس مقام الرئاسة من حصة حزب الله وليس حصة المسيحيين.

هل تآمر السنة تاريخيا وسياسيا على المسيحيين كما يروّج إعلام الممانعة والموقع الإلكتروني للعونيين؟ هذا غير صحيح إطلاقا. قرار إدخال الفلسطينيين إلى لبنان اتخذ في ظل نظام رئاسي. كان صاحب القرار النهائي هو رئيس الجمهورية وليس رئيس الحكومة السني. اتفاق القاهرة عمل عليه رئيس الجمهورية وقائد الجيش، وهما ليسا من السنة. صادق على الاتفاق في البرلمان كل النواب المسيحيين والمسلمين باستثناء ريمون إده. قرار استدعاء السوري إلى لبنان بدأ من الجبهة اللبنانية التي تضم أقطاب الموارنة. جاء الفلسطينيون والسوريون إلى لبنان بغرض ابتلاعه. للأسف انخرط أغلب المسلمين في مشروعهم لأسباب اقتصادية وسياسية واجتماعية، ومن حسن الحظ أن المسيحيين تمكنوا من المحافظة على لبنان، بعد اتفاق الطائف وضعت حكومة لحود-الحص قانون الألفين بينما أقرت حكومة الرئيس السنيورة قانون الستين الذي كان مطلبا مسيحيا.

هل حزب الله وفيّ للجنرال عون؟ هذا ليس توصيفا دقيقا، لاحظت أن سجعان قزي وزير حزب الكتائب وغيره يستخدمون هذا المصطلح، حزب الله والجنرال عون يعطّلان الدولة. والخلط بين المعايير الخاصة والعامة نوع من الجهالة والتسطيح.

تعطيل الدولة جريمة وليس مقبولا تغطية ذلك بسبب شخصي حتى لو كان الوفاء، بنفس هذا المنطق سنقول إن حزب الله اغتال رفيق الحريري وبيار الجميل وجبران تويني وفاء لبشار الأسد وإيران. ولو افترضنا أن حزب الله وفيّ، فهذا ليس مجانيا، حاجة ما يسمى بحزب الله إلى عون أكبر من حاجة عون إلى حزب الله، فلولا غطاء عون للحزب لأصبح كل لبنان ضد الحزب الإلهي الإرهابي، وهنا سؤال آخر: هل مباركة حزب الله لاستبعاد صهر الجنرال شامل روكز من قيادة الجيش نوع من الوفاء؟ هل لو صوّت حزب الله لسليمان فرنجية سيظل وفيّا؟

تعرض سنة لبنان لغير افتراء انبرت لترويجه أبواق الممانعة البعثية-الإيرانية، فأصبح الرئيس الشهيد رفيق الحريري لصا طائفيا وهو من بنى لبنان، في وسائل التيار “الإيراني” أصبح مصطلح “داعش” مرادفا لتيار المستقبل في إشارة مبطنة لجمهور السنة.

هاجم الممانعون السنيورة ثم الحريري وميقاتي وأخيرا سلاّم، وهذا ما سيفعلونه إزاء رئيس الحكومة المقبل حتى لو كان وجيه البعريني، فالقضية عند حزب الله وأتباعه ليست استهداف شخص رئيس الحكومة، إنما استهداف الطائفة السنية مقدمة لاستهداف لبنان، ويقوم الجنرال عون بتغطية الاحتلال الإيراني للبنان وبتشريع إرهابها ضد الدولة وضد السنة، وهذا ما يستدعي وحدة السنة وتماسكهم تحت قيادة قوية كمقدمة لوحدة قوى 14 آذار.

نظام الطائف ليس سنيا ولا يعطي أيّ امتيازات للسنة، والدليل على ذلك نفي زعيم أكبر كتلة سنية، ولا يمكن أن يعود إلى رئاسة الحكومة من دون تسوية مذلة، تعطيل الحكومة والبرلمان والرئاسة يتحمله حزب الله بقهر السلاح. عون مجرد ديكور سياسي وطائفي لاحتلال لبنان من حزب الله. السياسة ربح وخسارة، إذا اشتم ما يسمى بحزب الله أيّ خسارة فإما التعطيل وإما إرهاب. 7 أيار، السنة أو قوى 14 آذار لا يعطلون ولا يقتلون إنما يستشهدون فقط، السنة غير مقتنعين برئيس الحكومة والمسيحيون غير مقتنعين بمسار الرئاسة، والحزب الإلهي هو الراضي والمرتاح بخصوص رئاسة مجلس النواب والتعطيل والتعيينات والتمديد وكل شيء. اتفاق الطائف لم يفشل رغم عيوب التطبيق وبعض الثغرات، وهو يتعرض لتعطيل ممنهج وإفشال متعمد لإعلاء سطوة الميليشيا على منطق الدولة، والحقيقة أن أيّ صيغة مستقبلية لن يكتب لها النجاح في ظل سلاح حزب الله، أي أن المشكلة ليست اتفاق الطائف أو أهل السنة، إنّما السلاح غير الشرعي ومنازعة الدولة في حق احتكار الإكراه المشروع وقراري السلم والحرب، هذا هو خطاب 14 آذار لكن المشكلة أن أغلب أحزاب 14 آذار نسيت قيم 14 آذار.

 

الحلف الإسلامي' مرجعية الحرب على الإرهاب

خيرالله خيرالله/العرب/20 كانون الأول/15

ثمّة حاجة إلى علاقة من نوع جديد، بعيدة عن عقد الماضي، بين أنقرة والقاهرة من أجل ترجمة 'الحلف الإسلامي' إلى خطوات عملية على الأرض.

لم يعد الموضوع مقتصرا على شنّ حرب على الإرهاب ويؤكد الملك عبدالله الثاني أنّها “حربنا أوّلا” من منطلق أن الذين يمارسون الإرهاب ليسوا مسلمين، بل “خوارج” كما يوضح العاهل الأردني منذ سنوات عدّة، منذ ما قبل ظهور “داعش”.

بات الموضوع موضوع إثبات وجود العرب في المنطقة وإظهار أنّهم قوّة فاعلة فيها، مع حلفاء لهم، وليسوا في موضع من يقبل المتاجرة بهم بحجة الحرب على الإرهاب.

ما أعلنته المملكة العربية السعودية عبر وليّ وليّ العهد الأمير محمّد بن سلمان عن قيام “حلف إسلامي” في مواجهة الإرهاب يضمّ خمسة وثلاثين بلدا، دليل على وجود سياسة ثابتة تتمتّع، أوّل ما تتمتّع بالاستمرارية من جهة والوضوح من جهة أخرى. باتت هناك مرجعية للحرب على الإرهاب بديلا من مرجعيات تتذرّع بالإرهاب للمحافظة على الإرهاب الذي تمثّله ممارسات النظام السوري مثلا.

الإسلام شيء والإرهاب شيء آخر. من يمارس الإرهاب ويدّعي أنّه مسلم لا علاقة له بالإسلام من قريب أو بعيد. هذا ما كشفته السعودية وشدّدت عليه عندما أعلنت الحرب على ظاهرة الإرهاب، بكلّ أشكاله. كلّ كلام خارج هذا الكلام إنّما يستهدف بطريقة أو بأخرى استخدام الإرهاب في حروب تُشنّ على دول عربية كبيرة، على رأسها المملكة التي تعرّضت للإرهاب منذ سنوات طويلة وعملت على محاربته منذ أطلّ برأسه بشكل صريح ووقح في خريف العام 1979 عندما حاولت مجموعة على رأسها جهيمان العتيبي السيطرة على الحرم المكّي الشريف بالقوّة. من يتذكّر أن السعودية لم توفّر، وقتذاك، جهدا أو وسيلة من أجل القضاء على جهيمان وأتباعه في وقت كانت المنطقة كلّها تغلي بعد إعلان آية الله الخميني، إثر خلع شاه إيران في شباط ـ فبراير 1979 عن قيام “الجمهورية الإسلامية” في إيران.

على قدر أهل العزم سيأتي الحسم

لماذا يمكن الكلام عن استمرارية سعودية؟ الجواب عائد بكلّ بساطة إلى أن “الحلف الإسلامي” في مواجهة الإرهاب لم ينشأ من فراغ. تتعرّض السعودية منذ ثمانينات القرن الماضي إلى حملات إرهابية وذلك بعد القضاء على جهيمان وجماعته. على سبيل المثال، وليس الحصر، كان تفجير الخبر في العام 1996 وكانت العمليات الأخيرة لـ”داعش” التي استهدفت المنطقة الشرقية في المملكة. استهدف “داعش” في الواقع مساجد شيعية بغية زرع الفتنة بين أبناء الدين الواحد. هناك أيضا مواطن سعودي فجّر نفسه في الكويت في مسجد الإمام الصادق مخلّفا عشرات القتلى. هناك إثباتات يومية على أنّ السعودية في حرب مستمرّة على الإرهاب، بكل أشكاله. إنّها ضحية من ضحايا الإرهاب في وقت ترتفع فيه أصوات تحاول الربط بين المملكة من جهة والتطرّف من جهة أخرى.

هذا لا يعني أنّه لا توجد ثغرات، بل أخطاء، في السعودية، خصوصا في مجال البرامج التعليمية والتربوية ودعم مؤسسات خاصة لإرهابيين، على كلّ المستويات. لكنّ هناك في المقابل وعيا بضرورة سدّ هذه الثغرات ومعالجة الأخطاء بكلّ الوسائل الممكنة، بما في ذلك إعادة النظر في كلّ هذه البرامج وفي ممارسات تلك المؤسسات الخاصة.

لماذا يمكن الحديث عن وضوح سعودي؟ الجواب أنّ المملكة لم تعتد على أحد، بل عملت من أجل الردّ على الخطر الذي تتعرّض له من دون تجاهل للواقع المتمثّل في أن “داعش” لم يأت من فراغ، بل هو نتيجة “دواعش” أخرى وفّرت له حواضن. على رأس من عمل من أجل قيام هذه الحواضن النظام السوري الذي أطلق الإرهابيين من سجونه بهدف ابتزاز الولايات المتحدة في العراق. كذلك، لم تأل إيران جهدا، عن طريق ممارساتها في سوريا والعراق من أجل جعل “داعش” ينمو. من يرسل ميليشيات مذهبية لمقاتلة الشعب السوري، أكانت هذه الميليشيات لبنانية أو عراقية، إنّما يخدم “داعش” لا أكثر. من يسمح لميليشيات “الحشد الشعبي” بشنّ عمليات عسكرية، هي كناية عن عمليات تطهير من السنّة العرب لمناطق عراقية محدّدة بينها بغداد، إنما يعمل على توفير كلّ ما من شأنه جعل “داعش” ينمو ويتوسّع.

آن أوان تسمية الأشياء بأسمائها. ليس صحيحا أن إيران تواجه “القاعدة” و”داعش”. ليس صحيحا أن النظام السوري في حرب مع “داعش”. هل صدفة أن تنظيمي “القاعدة” و”داعش” لم يهاجما يوما أيّ رمز على علاقة بإيران أو بالنظام السوري؟

فوق ذلك كلّه، نجد روسيا تفعل كلّ شيء في سوريا باستثناء العمل على القضاء على “داعش”. ليس العرب أو الجهات التي تطالب برحيل بشّار الأسد من يقول ذلك، بل وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند في معرض تأكيده أن الطائرات الروسية تستهدف مواقع المعارضة السورية المعتدلة وليس “داعش”. ذهب إلى حدّ القول إنّ هذه الضربات تساعد “داعش”.

صار الإسلام رأس الحربة في هذه الحرب ولم يعد هناك تمييز بين إرهاب وإرهاب. أكثر من ذلك، صارت هناك مرجعية إسلامية وعربية لهذه الحرب

يترافق كلّ ذلك مع الكلام الأميركي الكبير عن الحرب على “داعش” من دون ما يثبت رغبة جدّية في القضاء على هذا التنظيم الإرهابي. تبدو إدارة أوباما مصرّة على الوقوف موقف المتفرّج مما يدور في المنطقة، حتّى بعد “غزوة باريس وثبوت القدرة لدى “داعش” على التخريب والتدمير والقتل خارج الشرق الأوسط.

كان مهمّا ذلك الصوت السعودي الذي يقول إنّ الحرب على “داعش” هي أيضا حرب على كلّ “الدواعش” وإنّ في الإمكان تشكيل جبهة عريضة تنقل الحرب على الإرهاب والإرهابيين إلى مكان آخر، أي إلى حيث يجب أن تكون. لا يمكن للحرب على “داعش” أن تنجح من دون استمرارية ووضوح ومن دون إرسال قوات إلى أرض المعركة. سيحصل ذلك عاجلا أم آجلا، غصبا عن الذين يستغلّون “داعش” لتعويم النظام السوري الذي امتهن الابتزاز والإرهاب منذ ما يزيد على أربعة عقود.

لا شكّ أن “الحلف الإسلامي” الذي لم يفهم معناه لبنانيون كثر، يتمتعون بسوء نيّة وسذاجة في الوقت ذاته، كونهم لا يدركون معنى أن الحرب على الإرهاب هي “حرب المسلمين أوّلا”، سيواجه تحدّيات كثيرة. من بين هذه التحدّيات إقناع تركيا بالكفّ عن سياسة استعداء الدول التي تواجه الإرهاب بكلّ أشكاله، بما في ذلك ممارسات الإخوان المسلمين الذين يعتبر فكرهم في أساس كلّ ما له علاقة بالتطرّف في المنطقة كلّها. بكلام أوضح، ثمّة حاجة إلى علاقة من نوع جديد، بعيدة عن عقد الماضي، بين أنقرة والقاهرة من أجل ترجمة “الحلف الإسلامي” إلى خطوات عملية على الأرض. لم يعد سرّا أن المملكة العربية السعودية تعمل في هذا الاتجاه في وقت هناك من يبذل كلّ جهد ممكن للتشكيك بالعلاقة بين القاهرة والرياض.

مع قيام “الحلف الإسلامي” ضدّ “داعش” وكل “الدواعش”، دخلت الحرب على الإرهاب مرحلة جديدة. صار الإسلام رأس الحربة في هذه الحرب ولم يعد هناك تمييز بين إرهاب وإرهاب. أكثر من ذلك، صارت هناك مرجعية إسلامية وعربية لهذه الحرب، بدل ترك الأمور لأولئك الذين يعملون كلّ شيء من أجل تكبير “داعش” واستخدامه لأغراض معروفة، على رأسها تخيير أهل المنطقة بين إرهاب مقبول يمكن التعايش معه، هو إرهاب النظام السوري الذي يرتدي ربطة عنق ويكتفي بالبراميل المتفجرة بعد منعه من استخدام السلاح الكيميائي.. وإرهاب مرفوض من نوع “داعش” وإخوانه وأخواته!

 

لا خطة “ب” في الرابية: عون رئيسا.. من أعجبه أهلا وسهلا ومن لم يعجبه فليرنا ماذا سيفعل

بولا أسطيح/ الشرق الأوسط/20 كانون الأول/15

يتابع رئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية ومقربون منه في لبنان بإستغراب٬ ما آلت إليه مستجدات التسوية التي طرحها عليه رئيس تيار “المستقبل” سعد الحريري قبل نحو شهر وتقضي بانتخابه رئيًسا للجمهورية. إذ يبدو واضًحا وبعد تبلور مواقف كل الأفرقاء أن أسهم فرنجية٬ المقرب من نظام الرئيس السوري بشار الأسد٬ باتت مرتفعة لدى فريق “14 آذار”، خصوصا بعد المواقف الأخيرة التي أدلى بها في إطلالة تلفزيونية قبل يومين وأعلن خلالها ترشيحه رسمًيا٬ بمقابل تراجع هذه الأسهم إلى أدنى مستوياتها لدى حلفائه خصوًصا رئيس “تكتل التغيير والإصلاح” النائب العماد ميشال عون و”حزب الله”. وفي حين كشفت مصادر في قوى “8 آذار” مقربة من “حزب الله” لصحيفة “الشرق الأوسط”، عن “إستياء في صفوف الحزب من عدد من المواقف التي أطلقها فرنجية وطريقة مقاربته لكثير من الأمور” أشارت إلى أن وسطاء يحاولون رأب الصدع بينه وبين عون ، خاصة أن الأمور بينهما وصلت إلى حائط مسدود. ورجحت المصادر نفسها أن “لا يتجاوب هذا الأخير قريًبا نظًرا لحجم الامتعاض لديه من المواقف الأخيرة لرئيس تيار المردة” وهو ما عبرت عنه مصادر مقربة من عون وصفت إطلالة فرنجية الأخيرة وبالتحديد مضمونها بـ”السيء جدا”، لافتة إلى أن “كل المواقف التي أطلقها أصابته مباشرة وصبت في مصلحتنا”. وقالت مصادر عون لـ”الشرق الأوسط”: “من الجيد أن فرنجية بادر أخيًرا لإعلان ترشيحه واضًعا حًدا لسياسة دعم عون علًنا والعمل بغير ذلك من تحت الطاولة” معربة عن أسفها “لوصول العلاقة الطويلة بين الحليفين إلى ما وصلت إليه اليوم” وأضافت: “قد يكون ذلك أفضل للطرفين٬ فلم يعد هناك مجال للترقيع٬ وما حصل قد حصل”، وأوضحت أن فرنجية وفي اللقاء الأخير الذي جمعه بعون بعد عودته من باريس حيث التقى الحريري “حاول جرنا لإعلان تأييده بإطار خطة “ب” وكلنا يعلم أن إعلان موافقتنا على خطة مماثلة سيطيح بالخطة “أ” وبترشيح عون  وهو ما كنا متيقظين له ومنذ اللحظة الأولى ولم نقع في الفخ”. وقالت المصادر: “في الرابية خطة وحيدة وتقول بإنتخاب عون رئيسا فمن أعجبه ذلك أهلاً وسهلاً ومن لم يعجبه فليرنا ماذا سيفعل”. وبمقابل الاستياء العوني العارم الذي لم يتحول بعد علنًيا ورسمًيا في ظل إصرار عون كما “حزب الله” على التزام “سياسة الصمت” في مقاربة ترشيح فرنجية ، يبدو أن قوى “14 آذار” بدأت تتمسك أكثر فأكثر بالتسوية التي طرحها الحريري بعد سلسلة التطمينات التي أطلقها فرنجية في مقابلته الأخيرة ولاقتها هذه القوى بكثير من الإيجابية.

وبدا لافًتا في هذا الإطار ماُنقل عن رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل الذي لم يكن من المتحمسين لترشيح فرنجية ، إذ وصف مواقف فرنجية الأخيرة بـ”الإيجابية التيُ يبنى عليها” معتبًرا أنه “طرح أفكاًرا عريضة مفيدة يفترض أن يلحق بها مزيد من التفاصيل التي تحتاج إلى الدرس”. من ناحية ثانية٬ لا يزال رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” النائب وليد جنبلاط أبرز الساعين لإحياء تسوية الحريري بانتخاب فرنجية رئيًسا٬ علًما بأنه الوحيد من بين الأقطاب الذي خرج علًنا لإعلان تأييده لهذا الترشيح واستعداده لتسويقه. وفي هذا المجال أوضح وزير الصحة وائل أبو فاعور٬ أحد وزراء الحزب التقدمي الاشتراكي في الحكومة. أن “التسوية الرئاسية لا تزال مطروحة ولم تتعطل أو تسقط وإن كان البعض يحلو له أن يقول إنها ترنحت” مثنًيا على “النفحة التصالحية التي عبر عنها النائب سليمان فرنجية في مقابلة تلفزيونية”. وأكد أبو فاعور في كلمة له أن النائب جنبلاط “يبذل كل المساعي لأجل الوصول بهذه التسوية إلى جعلها في مصاف التسويات الوطنية التي تعيد الحياة إلى المؤسسات الدستورية”.وأضاف: “نحن نقوم بجهود إضافية وهناك الكثير من الاتصالات غير المعلنة التي تؤكد أن هذه التسوية المطروحة تحصد تقدًما تلو التقدم وبعض التصريحات التي كانت تبدو في لحظات معينة أنها تقارب المستحيل في موقفها من هذه المبادرة٬ بدأت تتعاطى معها على قاعدة إيجابية”.

 

في مسرح الجريمة

غسان شربل/الحياة/21 كانون الأول/15

أعطيت السائق العنوان فرد بابتسامة خفيفة. نظر إلي عبر المرآة. لم يلحظ مظاهر «داعشية» أو متعاطفة. ولعله استغرب قليلاً. إنه السبت. وهذه باريس التي تنام رغم كل شيء على ألف سحر وسحر. لماذا يختار الزائر الذهاب إلى لطخة الحقد والبشاعة بدل الذهاب إلى بقع الضوء؟ لا يعرف السائق أمراض مهنتنا. الصحافي صياد بشاعات يرفع تقاريره إلى القراء. تنفق باريس آخر رصيدها من السنة الحالية. كأنها تستعجلها التواري. سنة فاجعة تقيم بين مذبحتين. تعلم الفرنسي أن البلاد أقل أماناً مما كان يعتقد. وأنها مشرعة على عالم أكثر وحشية مما تخيل. وأن الخطر لا يأتي بالضرورة من الخارج. وأن الداخل يخبئ أحياناً مفاجآت مروعة. لن تعثر في مسرح باتاكلان على جثث. أو بقع دماء. المكان مقفل. ومن عادة الأيام أن تغسل كل شيء وأن تخفي كل شيء. لكنك تسترجع المشهد. متعصبون يقتحمون المكان. يغتصبون أعمار الحاضرين. لا تستوقفهم استغاثة. ولا ترف جفونهم أمام توسلات النازفين. عيون الضحايا تضاعف الرغبة في القتل. يدفع الإرهابي فريسته إلى الموت ويستقل القطار الأول إلى الجنة. غادرت الجثث المكان. لكن الحقد لا يزال حاضراً ومتشحاً بكامل وحشيته. وكراهيته العميقة. أنهكت الأمطار الورود الدائمة التجدد وجرحت حبر الرسائل. لم تنل من رائحة الإثم الذي ارتكبه الوافدون من الكهوف بعيون مسنونة وقلوب مسنونة. شعرت أنا العربي بالارتباك. وأكاد أقول بالذنب. لم أصفق يوماً لقاتل أكان رجلاً أم فكرة. لكنني أحمل ذلك الوشم. لعنة الانتماء إلى الشرق الأوسط الرهيب. إلى الجزء المجنون من الكرة الأرضية. منطقة الفشل الصارخ. مجتمعات تعجز عن الالتحاق بالعصر. تختار الانفجار به. شبان يحلمون بدفع الآخر إلى رماده. ويندفعون إلى رمادهم. خشيت أن أقف وحيداً هناك. كنت مخطئاً. لا تريد باريس أن تنسى. جاء كثر مع أزهارهم. وصغار مع رسائلهم. وقفوا بتهيب والتقطوا صوراً تذكارية. تموت البلاد حين تنسى دم الأبرياء. وقف قربي رجل اصطحب ابنته. سألته. قال إنه يريد «أن يحصنها ضد الخوف وضد الكراهية أيضاً». أعرب عن قلقه من تسرب رياح الكراهية إلى داخل الجسد الفرنسي. وخشي من جاذبية «داعش» وأخواته. وشدد على ضرورة مكافحة مروجي الكراهية والدعوات إلى إلغاء الآخر المختلف عبر ورشة أمنية واقتصادية وثقافية. سألني الرجل من أين أنا. اعترفت. قال إنه عمل في الجزائر واليمن وأنحاء أخرى في العالم العربي والإسلامي. ويدرك شعور بعض الشبان بأنهم يعيشون في عالم صنعه آخرون. من السيارة إلى ماكينة الحلاقة. ومن جهاز التبريد إلى الإنترنت. وأن الذين صنعوا هذا العالم جاؤوا من ينابيع أخرى وقيم أخرى. وأضاف: «هل الحل أن تقتلهم أم أن تبني أنت مدارسك وجامعاتك ومؤسساتك. نحن لا يمكن أن نتنازل عن حق أطفالنا في العيش بحرية في مجتمع ديموقراطي منفتح ومتعدد يحترم الاختلافات. أنا أخشى على أولادكم أنتم. فما هو مشكلة مؤلمة لنا أحياناً قد يتحول مأساة دائمة لكم. عليكم أن تواجهوا السؤال الصعب: هل يحق لأحد أن يقتل بريئاً لأنه لا يشبهه ومن يعطيه هذا الحق؟». في ساحة الجمهورية القريبة المشهد نفسه. باقات ورسائل تؤكد الإصرار على عدم الرضوخ لمنطق الإرهاب والكراهية والحقد. كأن فرنسا تقاوم. ترفض الرضوخ لأمواج الظلام وتحاول قطع الطريق على صعود المتطرفين في الداخل. تتمسك بالعيش في ظل إرثها الديموقراطي والإنساني وتتمسك بسياسة الجسور في وجه سياسة الجدران والسدود. غادرت مسرح الجريمة. ماذا لو قررت أنا العربي أن أتفقد مسارح الجرائم في بلداننا من تونس وليبيا إلى العراق مروراً بسورية وغيرها؟ عمر واحد لن يكفي. وكل شبر مرشح أن يكون مسرحاً لجريمة. والقصة في أولها. وجيش الهاربين من مواجهة الحقيقة هائل وجرار. جيش الذين يستنكرون القتل ثم يسارعون إلى استخدام كلمة ولكن لاستنباط التبريرات والعثور للإرهابيين على أسباب تخفيفية. من يتقبل قتل بريء واحد يتقبل قتل شعب كامل. أنا ابن الشرق الأوسط الرهيب. عتمة الظلم تسحقني. وعتمة الظلام تغتالني. كلاهما يستدعي الآخر. يحاربه ويرفده ويمهد له الطريق. من الكهوف تتدفق أنهار داكنة تجرف الحدود والمدن والجامعات والنوافذ. يشرب الأطفال من الينابيع المسمومة. تستحيل عيونهم خناجر. وأصابعهم خطافات. تلتف عليهم أعمارهم كالأحزمة الناسفة. الآخر المختلف تهديد وجودي. لن أعيش معه في الحي أو المدينة أو على سطح الأرض. أقتله أو يقتلني. أدفعه إلى رماده أو يدفعني. القصة في أولها. والآتي أعظم.

 

سورية بعد ليبيا... هل تنجح «الوصاية الدولية»؟

جورج سمعان/الحياة/21 كانون الأول/15

اتفاق الصخيرات لا يشكل امتحاناً للقوى الليبية المتصارعة وحدها. إنه امتحان للإرادة الدولية أولاً وأخيراً. الأمم المتحدة رعت التوقيع بمن حضر، مع علمها سلفاً أن قوى وازنة معترضة غابت. انتظرت القوى الكبرى، الاتحاد الأوروبي خصوصاً، أكثر من سنة ونصف السنة. واستهلكت الأزمة جهود ثلاثة مبعوثين دوليين. وعاد الموقعون في المدينة المغربية إلى مرحلة انتقالية جديدة من سنتين. ولا شيء يضمن ألا تتكرر تجربة المرحلة الانتقالية الأولى التي انتهت بتعميق الأزمة ومزيد من التشظي والتفتيت. أولى بوادر التشظي أن الاتفاق الجديد أعاد خلط الأوراق وسيعيد رسم خريطة مختلفة للقوى المتصارعة أو المتحالفة. فالمعترضون عدّوه «تقاسماً» للسلطة بين «الإخوان المسلمين» و «تحالف القوى الوطنية» (الليبرالي). وأخذوا على المبعوث مارتن كوبلر تهميشه قوى وتيارات وطنية وجهوية وكتلاً قبلية كان الحديث عن حضورها وقدرة تأثيرها في المجالين السياسي والميداني... فضلاً عن الفصائل المقاتلة على الأرض، وما أكثرها.

الاتفاق الذي يقضي بتشكيل حكومة وحدة وطنية ستقود المرحلة الانتقالية ينظر إليها المعترضون قبل ولادتها أنها «حكومة وصاية». ودعوا إلى استكمال الحوار الليبي - الليبي الذي يقوده عقيلة صالح، رئيس البرلمان المعترف به دولياً والمقيم في طبرق، ونوري بوسهمين رئيس المؤتمر الوطني المنتهية ولايته والمقيم في طرابلس. والرجلان اللذان لم يتفقا على تسوية طوال أشهر التقيا فجأة في مالطا عشية التوقيع. كأنما الاتفاق «محنة» دفعتهما إلى اللقاء لطلب مزيد من الوقت! والواقع أن الأسباب التي دفعت الأمم المتحدة إلى استعجال التوقيع في الصخيرات باتت معروفة. أوروبا التي لا تبعد حدودها عن ليبيا أكثر من خمسمئة كيلومتر يقلقها تمدد تنظيم «الدولة الإسلامية» وغيره من الحركات الجهادية. وهي تراقب بقلق سعي «داعش» إلى توسيع «إمارته» من سرت الساحلية الى صبراتة وأجدابيا. لكن تمدد التنظيم وما يماثله من تنظيمات نحو مناطق النفط ومدن أخرى ليس هو لب الأزمة الليبية. الإرهاب أحد العناصر الضاغطة، ولكن لا يمكن اختصارها بالحرب على الإرهاب فقط.

يدرك المبعوث الدولي كوبلر، وهو ينظر إلى صورة المحتفين بالاتفاق، أن وجوهاً كثيرة غابت عنه. وأن الموقعين وما يمثلون من قوى سياسية قد لا يملكون ما يمكنهم من مواجهة عشرات الميليشيات المسلحة المعترضة. فضلاً عن غياب قوى سياسية وقبلية واسعة عن الاتفاق. فالجنوب تقتسمه قبائل وقوى شتى، وكذلك الأمر في الشمال الغربي. فيما «أنصار الشريعة» و «داعش» يسيطران على مناطق واسعة من الشرق الليبي. وهذه لا يعنيها ما تم التوصل إليه في الصخيرات. وهو ما يزيد في غموض آليات التنفيذ ويعقدها. لا يتوقف الاعتراض عند أحمد قذاف الدم، المسؤول السياسي لـ «جبهة النضال الوطني الليبي»، المبعوث الشخصي السابق لمعمر القذافي، الذي انتقد تغييب قوى سياسية وازنة. وأشار إلى أن 75 في المئة من عديد الجيش الليبي السابق وضباطه وكوادره يقيمون في الخارج أو في بيوتهم، وكان يجب أن يكونوا جزءاً من التسوية من أجل مواجهة الإرهاب وفرض الأمن والمساهمة في الاستقرار. ولكن، ليس المطلوب أن يكرر الليبيون تجربة العراقيين باجتثاث البعث، فيعمدون إلى عزل كل من عايش أو عمل في ظل عهد القذافي، أو إلغاء مكون من المكونات الوطنية، وإلا ما معنى المصالحة التي وحدها تعيد اللحمة إلى بلد يتهدده التشظي والعودة إلى مرحلة ما قبل قيام المملكة الموحدة للأقاليم الثلاثة منتصف القرن الماضي. وكان لافتاً أن الفريق أول ركن خليفة حفتر الذي يقود الجيش الوطني الليبي واكب التوقيع في المغرب بدعوة روسيا إلى التدخل لمحاربة الإرهاب. واضح أنه ليس راضياً. ولم يأخذ المبعوث الدولي بمطالبه وملاحظاته عشية التوقيع. كأنه بدعوته يستبق الحكومة المنتظرة في طرابلس التي يتوقع أن تطلب العون من القوى الدولية، خصوصاً الأوروبية لمحاربة «داعش» وغيره من الميليشيات التي سيكون لها دور في عرقلة الاتفاق. وربما جاء طرد قوات من «المارينز» غداة الاتفاق من غرب البلاد (منطقة الزنتان) في سياق الاعتراض أو عدم الرضا! ومن الواضح أن فرنسا وبريطانيا اللتين أخذتا على الولايات المتحدة أنها تركت العراق فريسة سهلة بيد الميليشيات الإيرانية، فعلتا الشيء نفسه بعد مساهتمهما في إسقاط «الجماهيرية». تدخلتا عسكرياً لإنهاء القذافي ونظامه، لكنهما لم تكملا المهمة وهو ما أوقع البلاد في الفوضى. وفتح مخازن السلاح أمام المنظمات المحلية والعابرة الحدود، إذ هناك من يعتقد بأن «جماهيرية القذافي» كانت مستودع السلاح السوفياتي المعد لدعم مواقع «الكتلة الشرقية» في القارة السمراء. وبات هذا السلاح أحد الأسباب الكبرى في تقويض الأمن والاستقرار في الشمال الأفريقي ودول الساحل وجنوب الصحراء.

لم يقتصر الغياب عن الاحتفال بالتوقيع على قوى محلية كثيرة. غابت عن الصورة وجوه إقليمية معنية بالأزمة وبحلها أيضاً. وهي تمتد من الجزائر إلى مصر والإمارات أيضاً. الجزائر تتمسك بوجوب ترك الليبيين أنفسهم يرسمون الحل الذي يناسبهم، علماً أنها تمر بمرحلة انتقالية تعبر عنها الصراعات بين القوى السياسية والأجهزة العسكرية والأمنية على وراثة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة العليل وعهده. وعلماً أن الجزائر ليست بعيدة من مسرح العمليات الإرهابية. كانت لها حصة كبيرة في الهجوم الذي شنه فرع «القاعدة» في المغرب العربي على المنشأة الغازية في عين أميناس مطلع عام 2013. ولن يريح القاهرة وأبو ظبي رؤية «الإخوان» ينالون نصف السلطة في طرابلس التي لا تبعد كثيراً من تونس المهددة بسقوط تجربتها الديموقراطية في أحضان حركة... «النهضة»! لذلك، يخشى كثيرون أن تؤدي المرحلة الانتقالية الجديدة في ليبيا إلى ما أدت إليه المرحلة السابقة التي لم تُعط الوقت الكافي. كان يجب قبل التوافق على الدستور وعلى استعجال الانتخابات البرلمانية، منح الليبيين متسعاً من الوقت لتحقيق مصالحات بين قوى وجهات ومكونات وقبائل عمل النظام الاستبدادي السابق على تعميق الهوة بينها. وكانت نتيجة هذه العجلة تحول البلاد «جماهيريات» جهوية وعرقية وقبلية متصارعة... ولدت ميليشيات واستدعت أخرى من خارج الحدود، من أجل الاستيلاء على السلطة. وهو ما أتاح لقوى إقليمية كثيرة التدخل دعماً لهذا الطرف أو ذاك، كما حصل ويحصل في سورية. وهو ما أخّر أيضاً التوصل إلى تفاهم وطني جامع طوال سنة ونصف السنة.

في أي حال، إن تجربة فرض القوى الكبرى التسوية من الخارج، بعد تعثر الأطراف الوطنية وعجزها عن إيجاد صيغة توافقية، أمام المحك. القوى الدولية التي كانت تشكو من خروج القوى الإقليمية من تحت عباءتها أمام تحدٍّ كبير لاستعادة المبادرة وإثبات قدرتها على فرض هذا الحل وإعادة الاستقرار إلى ليبيا. بل هي أمام تحدٍّ مضاعف لإثبات قدرتها أيضاً على تطويع القوى المحلية المتصارعة نفسها، والتي باتت عنصراً فاعلاً لا يمكن تجاوزه. في أي حال ما تسعى أوروبا إلى تجربته في ليبيا، تسعى إليه الولايات المتحدة وروسيا خصوصاً في سورية، والعراق أيضاً. أي أخذ المبادرة من أيدي اللاعبين المحليين ورعاتهم الإقليميين. ولعل الرئيس فلاديمير بوتين أكثر المتحمسين، إذ يعمل جاهداً على فرض التسوية كما يرسمها هو لبلاد الشام وليس كما يرغب فيها السوريون أنفسهم، سواء كانوا في صفوف المعارضة، أو حتى في صف النظام وحلفائه. ولكن، لا يبدو أن هذه القوى المتصارعة في سورية أو في ليبيا تعبت إلى حد الرغبة في إلقاء السلاح والترحيب بأي مخارج يفرضها الكبار عليهم. فيما واشنطن التي دعمت أوروبا في تدخلها لإطاحة معمر القذافي وقفت في الصفوف الخلفية ولا تزال. وهي اليوم تراعي لأسباب معروفة موقف موسكو في سعيها إلى حل في سورية، أكثر مما تراعي موقف حلفائها الأوروبيين وشركائها العرب، ناهيك عن موقف المعارضة السورية التي تزعم دعمها ورعايتها. فهل يستطيع سيد الكرملين الساعي إلى استعادة دور بلاده قطباً بارزاً على الساحة الدولية أن يعيد إلى القمقم هذه الدول الإقليمية الصاعدة، والساعية هي الأخرى إلى التأثير في الصراعات الإقليمية التي تعنيها مباشرة؟ وهل سيتمكن من تطويع القوى المحلية المتصارعة وإرغامها على الحلول المرسومة؟ لا شيء يضمن أن ليبيا خطت خطوة تاريخية نحو طي صفحة الماضي القريب والبعيد... فيما الغموض يكتنف جوانب كثيرة من اتفاق الصخيرات. ولا شيء يضمن نجاح ما يعده المطبخ الروسي - الأميركي من توافق غامض لإعادة المتصارعين في الإقليم في سورية إلى بيت الطاعة، كما كانت الحال أيام الحرب الباردة، أيام كان قطباها يفرضان على الحلفاء والخصوم «وصاية» لا فكاك منها سوى الانصياع لمجريات الاستراتيجيات الكبرى ومقتضيات الصراع الدولي بين الحلفين الأطلسي ووراسو. مصير الاتفاق الذي رعاه المبعوث الدولي كوبلر بوصاية دولية في ليبيا مؤشر إلى ما سيرعاه المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا بوصاية دولية أيضاً. هل اللجوء إلى «اتفاقات الضرورة» التي تفرضها الحاجة الملحة إلى الحرب على الإرهاب يشكل حلولاً دائمة لأزمات مستعصية في دول تتفكك مكوناتها وتتصارع في حروب أهلية متناسلة؟

 

لماذا لا يتم تجريم ميليشيات إيران دولياً؟

داود البصري/السياسة/21 كانون الأول/15

بين المشاريع الدولية لمقاومة الإرهاب، وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة بإنهاء الأوضاع الشاذة في سورية وعمليات القتل الشامل المستمرة منذ خمسة أعوام، تضيع معالم أساسية من مأساة الشعب السوري في ظل الصراع الدولي والإقليمي على دعم ومساندة مشاريع مختلفة ومتناقضة ولا تصب تياراتها في مجرى مصلحة الشعب السوري. لقد كان للدخول الإيراني، ثم الروسي المتوحش، على خط الأزمة السورية تتويجا لمحنة شعب وغباء نظام إرهابي مجرم يحتمي بمظلة إقليمية ودولية لضمان إستمراريته وبقائه وتعويمه في ظل أشنع إرهاب أسود شنه نظام في التاريخ ضد شعبه.

لقد كان النظام السوري مثالا فجا للنظام الإرهابي »المافيوزي« المرتبط بشبكات الإرهاب الدولي والمعتاش على الأزمات والذي منذ أن تأسس في العام 1963 على قواعد ما كان يسمى »الشرعية الثورية« إنحرف نحو تأسيس كيان ونظام عائلي وعشائري وطائفي محض يعتبر سورية وشعبها مجرد ضيعة وإقطاعية خاصة لعصابة عائلية-طائفية حاكمة لاتقبل التنازل ولا الرحيل، بل أن المهزلة قد توجت نفسها بتحويل النظام السوري البعثي العقائدي الجمهوري ظاهرا لنظام سلالة إمبراطورية ذهبية مقدسة في واحد من أغرب وأعجب الأنظمة في تاريخ السياسة الدولية!

النظام ومن خلال سلسلة تحالفاته الإقليمية والدولية كان يعيش منذ بداياته هاجس البقاء ويفتقد للشرعية لكونه يعلم أنه نظام شاذ عن كل القواعد ، لذلك إرتبط بأنظمة »مافيوزية« إرهابية لكي توفر له دعما ومساندة وطول عمر كما هي الحال مع تحالفاته الإيرانية والروسية التي إستثمرها خير إستثمار في تفعيل وإدامة وإستمرار حالة الحرب والإبادة ضد أبناء الشعب السوري متكئا على تأييد فئة صغيرة منهم ، وفاتحا سورية بأسرها لتكون مسرحا وملعبا لجيوش أجنبية ولعصابات طائفية تؤدي اليوم أدوارا مشبوهة في تعكير السلم الأهلي لشعوب المنطقة وخلق حالات محددة من الحروب الأهلية والطائفية المريضة ، كما فعلت العصابات الطائفية اللبنانية والعراقية والأفغانية المدعومة إيرانيا التي بدأت طلائعها مع تدخل عصابات ما يسمى »أبي الفضل العباس« العراقية ثم تطورت لتورط كامل للجهاز العسكري لـ »حزب الله« اللبناني بعد قرار حسن نصر الله بدخول الحرب السورية بشكل كامل وصريح ومعلن إستنادا إلى ارادة إيرانية وليست لبنانية ما أفقد الحزب الكثير الكثير من قياداته العسكرية وعناصره الشبابية وأثار أزمة حقيقية في المجتمع اللبناني ، أما ميليشيات العراق الطائفية التي دافعت عن نظام دمشق تحت مبررات طائفية محض فهي تخوض اليوم حرب إبادة ووجود في الأرض السورية، فوجودها لم يعد مقتصرا على ريف دمشق، بل تحول لقتال متحرك في كل الأرض السورية، وبإسناد ودعم ومشاركة من »فيلق قدس« قاسم سليماني الذي أستنزف بدموية مفرطة وعانى من هزائم ثقيلة ، وكان غريبا سكوت وصمت المجتمع الدولي عن إدارة النظام السوري لحرب أهلية طائفية أشعلت الشرق، والأمر الأشد غرابه وسخرية هو سكوت دول العالم والديمقراطية منها عن تحديد وتسمية الجماعات، الإرهابية التي تمارس القتل والتخريب واتهام طرف واحد من تلكم الجماعات وغض النظر عن تلك المنظمات والجيوش الطائفية المدعومة إيرانيا التي تمارس القتل الشامل علنا وتقود سياسة إرهاب أشعلت المنطقة بأسرها، خصوصا أن لبعضها تاريخاً حافلاً وموثقاً في ممارسة الإرهاب الدولي مثل جماعة وسلسلة تنظيمات »حزب الله« الإيرانية، وجماعة أبومهدي المهندس المطلوب للإعدام في الكويت، وجماعات الجيوش الطائفية الأفغانية وبقية عصابات التشبيح والقتل التابعة للنظام السوري الطائفي وأصناف متعددة من شذاذ آفاق العصابات الطائفية العراقية.

فهل هنالك تقصير إستخباري دولي؟ نحن لا نعتقد ذلك أبدا، وإنما هي سياسات غربية مبرمجة وهادفة لتوسيع مسارب الفتنة الإقليمية وإدامة حروب طائفية يستطيعون نزع فتيلها إن أرادوا عبر تحديد وإشهار أسماء المنظمات الإرهابية المساندة للنظام في قتل السوريين ومطاردتها، لكن ذلك لم يحصل أبدا للأسف بل ان طائرات التحالف الدولي توفر لتحركاتها الحماية الجوية في مشهد تاريخي نادر وغريب ومثير للحيرة والتأمل! ما لم يتحرك العالم لمطاردة وطرد ونبذ عصابات الإرهاب الطائفية الإيرانية وتجريمها دوليا فإن حفلات الموت الدموية ستتصاعد في الشرق لتلقي ظلالا كثيفة على المصداقية الغربية المفقودة أصلا… كفى خداعا لشعوب الشرق المنكوبة بكوارث النفاق الدولي الكبير! الشعوب الحرة تعلم كل السيناريوهات السوداء.