المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 24 كانون الأول/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.december24.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس يوحنّا08/من25حتى30/والَّذي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي، ومَا تَرَكَنِي وَحْدِي، لأَنِّي أَعْمَلُ دَومًا مَا يُرْضِيه

الرسالة إلى العبرانيّين11/من17حتى22/بِالإِيْمَانِ يُوسُف، لَمَّا حَانَ أَجَلُهُ، تَذَكَّرَ خُرُوجَ بَنِي إِسْرَائِيل، وأَوصَاهُم بِعِظَامِهِ

 

عناوين الأخبار اللبنانية

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الأربعاء 23 كانون الأول 2015 (عيد المولد النبوي الشريف) كل عيد وأنتم بخير

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الاربعاء في 23/12/2015

الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون لإذاعة الشرق: كان لافتاَ أنّ خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خالي تماماَ من أي همّ لبناني

العلاقة بين عون وفرنجية تسلك طريق اللاعودة

ترشيج «جعجع» لـ«عون» لرئاسة الجمهورية شائعة أم حقيقة؟

نصرالله ينتقد الخامنئي/عماد قميحة/جنوبية

هل يحق لنصرالله ان يطلب من القطاع المصرفي مؤازرة حزب الله ضد العقوبات/سهى جفّال/جنوبية

فتفت من معراب: لم يطرح اسم فرنجية بالأصل كي يطرح بديل عنه وبالنسبة للمستقبل لا اسم عليه فيتو كما لا يوجد اسم مقدس

أوساط مصرفية: لبنان ملتزم بالقوانين المالية الدولية لمكافحة الإرهاب

عشائر بعلبك والهرمل: لن نستكين الا برفع المظلومية عن يعقوب

"14 آذار" تحيي الاحد المقبل الذكرى الثالثة لاستشهاد شطح

2015 سنة التعطيل... هل يبقى الوضع على حاله في العام المقبل/خالد موسى/موقع 14 آذار

الراعي استقبل قهوجي والهاشم ووفودا مهنئة

رئيس حكومة إيرلندا يتفقد وحدة بلاده في الجنوب

 نظام مغيط: هدفنا عودة العسكريين وامكانية التحرك واردة

فرنجيه التقى سفيري جنوب افريقيا واوستراليا

عون التقى سفيري كردستان العراق وافريقيا الجنوبية بالرابية

 

عناوين الأخبار المتفرقات اللبنانية

النائب جوزيف معلوف لـ »السياسة«: عون أحق من فرنجية بالرئاسة نظراً لخبرته وشعبيته

البطريرك الراعي سيدعو لانتخاب رئيس من خارج الأقطاب

النجادة: المعطلون مستمرون في ضرب مرتكزات الوطن ومؤسساته

وديع الخازن معايدا الراعي: نعول على القيادات الروحية والزمنية في إنقاذ الموقع الأول في البلاد

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مقتل العشرات بالغاز السام في ريف دمشق

الأمم المتحدة تسعى لتسهيل نقل المساعدات الإنسانية إلى سورية«

العفو الدولية»: الغارات الروسية على أهداف مدنية في سورية ترقى إلى جرائم حرب وأدت إلى مقتل نحو ألفي شخص منذ انطلاقها في سبتمبر

افروف والعطية يبحثان في الصراع السوري غداً

الأسد يشارك بإحياء ذكرى المولد النبوي

خادم الحرمين: سياسات النظام السوري أوجدت أرضاً خصبة للإرهاب

القوات العراقية تواصل تقدمها وتستعد لاقتحام المجمع الحكومي وسط الرمادي

الرئيس التونسي: التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب والتطرف مبادرة سياسية موفقة

الشاباك: اعتقال خلية لـ »حماس«

وزير: كندا لن تتمكن من استقبال 10 آلاف لاجئ بنهاية العام

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هكذا أصبح السيد مرشداً للجمهورية/ايلي فواز/لبنان الآن

ما كان قنطار بطلاً ولا الحزب مقاومة/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

رباعيات» لبنان/وليد أبي مرشد/الشرق الأوسط

نصرالله والايقاع الروسي/محمد علي فرحات/الحياة

مصير الأسد» يتحكّم بمصير التفاوض والقرار الدولي/عبدالوهاب بدرخان/الحياة

التعددية في لبنان تجربة مهمة للعرب/رغيد الصلح/الحياة

هيقتُلُنا ولا يُرعِب «داعش»/زهير قصيباتي/الحياة

سورية: هدنة لتقاسم أراضي «الخلافة»/حسان حيدر/الحياة

الرمادي تتعرض لجريمة إبادة كبرى/داود البصري/السياسة

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس يوحنّا08/من25حتى30/والَّذي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي، ومَا تَرَكَنِي وَحْدِي، لأَنِّي أَعْمَلُ دَومًا مَا يُرْضِيه

"قالَ اليَهُودُ لِيَسُوع: «أَنْتَ، مَنْ أَنْت؟». قَالَ لَهُم يَسُوع: «أَنَا هُوَ مَا أَقُولُهُ لَكُم مُنْذُ البَدء. لِي كَلامٌ كَثِيرٌ أَقُولُهُ فِيكُم وأَدِينُكُم. لكِنَّ الَّذي أَرْسَلَنِي صَادِق. ومَا سَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ، فَهذَا أَقُولُهُ لِلْعَالَم». ولَمْ يَعْرِفُوا أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُهُم عَنِ الآب. ثُمَّ قَالَ لَهُم يَسُوع: «عِنْدَمَا تَرْفَعُونَ ٱبْنَ الإِنْسَان، تَعْرِفُونَ حِينَئِذٍ أَنِّي أَنَا هُوَ، وَأَنِّي لا أَعْمَلُ شَيْئًا مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي، بَلْ كَمَا عَلَّمَنِي الآبُ أَتَكَلَّم.  والَّذي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي، ومَا تَرَكَنِي وَحْدِي، لأَنِّي أَعْمَلُ دَومًا مَا يُرْضِيه». وفيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ بِهذَا، آمَنَ بِهِ كَثِيرُون".

 

الرسالة إلى العبرانيّين11/من17حتى22/بِالإِيْمَانِ يُوسُف، لَمَّا حَانَ أَجَلُهُ، تَذَكَّرَ خُرُوجَ بَنِي إِسْرَائِيل، وأَوصَاهُم بِعِظَامِهِ

"يا إخوَتِي، بِالإِيْمَانِ إِبْرَاهِيمُ أَيْضًا، لَمَّا ٱمْتَحَنَهُ الله، قَرَّبَ إِسْحق. إِنَّهُ كانَ يُقَرِّبُ وَحِيدَهُ الَّذي بِهِ نَالَ الوُعُود. وقَد قِيلَ لَهُ: «بإِسْحقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ!». وٱعْتَقَدَ أَنَّ اللهَ قَادِرٌ أَنْ يُقِيمَ أَيْضًا مِنْ بَينِ الأَمْوَات. لِذلِكَ عَادَ فَحَصَلَ على ٱبْنِهِ مَثَلاً لِلإِيْمَان. بِالإِيْمَانِ أَيْضًا بَارَكَ إِسْحقُ يَعْقُوبَ وعِيسُو، في شُؤُونِ المُسْتَقْبَل. بِالإِيْمَانِ يَعْقُوب، لَمَّا حَضَرَهُ المَوْت، بَارَكَ كُلاًّ منِ ٱبْنَي يُوسُف، وسَجَدَ لله، مُسْتَنِدًا إِلى طَرَفِ عَصَاه. بِالإِيْمَانِ يُوسُف، لَمَّا حَانَ أَجَلُهُ، تَذَكَّرَ خُرُوجَ بَنِي إِسْرَائِيل، وأَوصَاهُم بِعِظَامِهِ".

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الأربعاء 23 كانون الأول 2015 (عيد المولد النبوي الشريف) كل عيد وأنتم بخير

الأربعاء 23 كانون الأول 2015

النهار:

أسرار الآلهة

- لم يصدر أي موقف أو إجراء رسمي في موضوع المسجد المتنازع عليه في شاتيلا والقائم على أملاك بلدية بيروت.

- تتضارب الأخبار عن موقف المملكة العربية السعودية من اقتراح التسوية الرئاسية وما إذا كانت الرياض تدعمها أو تتركها على طريق التجربة.

- تمت تسوية الأمور بين المدير العام لأحد المصارف والجهة المالكة ليكمل مهماته في السنة 2016.

- لم ينفع تدخل سياسيين مع أحد نقباء المهن الحرة لثنيه عن قرار إداري اتخذه بحق أحد الموظفين.

- قال متابع لملف النفايات إن لبنان سيظل مسؤولاً عن كل ضرر تسببه النفايات في بلد التصدير مدة خمس سنوات.

السفير:

عيون

- عزا معنيون تغيّب عدد من رجال الدين في منطقة معينة عن حفل افتتاح مركز برعاية مرجع ديني، إلى عدم توجيه الدعوة إليهم!

- يشهد تنظيم إسلامي دولي خلافات داخلية دفعت برئيس اتحاد علمائي إسلامي عالمي للتدخل العلني لوقف هذه الخلافات.

- تستعد مؤسسة ثقافية عربية كبرى لعقد مؤتمر عالمي ضد التطرف مطلع العام المقبل.

الأخبار:

علم وخبر

- الرابطة المارونية وانتخاباتها

- أدارت الماكينات المعنية بانتخابات الرابطة المارونية محركاتها. وفي حين يروج البعض للائحة يرأسها أحد المصرفيين، يشير العارفون بنبض الرابطة الى أن مزاج الجمعية العمومية ينحو في اتجاه نقيب سابق للمحامين، في ظل ما تفرضه التحديات الحالية، على المستوى المسيحي عموماً، والماروني خصوصاً، من مواصفات لرئاسة الرابطة.

الانفراج المالي يشمل "سعودي أوجيه"

- بعد تلقي العاملين في مؤسسات تيار المستقبل في لبنان جزءاً من رواتبهم، طال الانفراج المالي موظفي شركة "سعودي أوجيه" في المملكة العربية السعودية الذين تقاضوا راتب شهر واحد عن مستحقاتهم المتأخرة. وأكّدت مصادر لـ"الأخبار" أن بقية المستحقات ستدفع قريباً، وأن الأموال التي تلقّاها الرئيس سعد الحريري أخيراً تكفي لدفع المتأخرات، ورواتب ستة أشهر من العام الجديد.

الجسر يضغط في "قضية" نقابة المحامين

- شكا نقباء سابقون في نقابة محامي طرابلس، ومحامون في النقابة، من استمرار النائب سمير الجسر بالتدخل في شؤون القضاء، عبر تجديد طلبه من رئيس مجلس القضاء الأعلى جان فهد والقاضي الأول لمحاكم الاستئناف في الشمال رضا رعد الضغط على قاضية الأمور المستعجلة جويس عقيقي التي تنظر في قضايا نقابية، من بينها قضية امتحانات الانتساب إلى نقابة المحامين التي أثارت جدلاً كبيراً بسبب تدخل تيار المستقبل في نتائجها.

المستقبل يتصدّر شمالاً وتراجع للإسلاميين

- كشفت استطلاعات للرأي، لم يتم الإعلان عنها، أجريت في طرابلس والشمال أن تيار المستقبل لا يزال يتصدر قائمة التيارات السياسية الأكثر شعبية بلا منازع، فيما حقّق الرئيس نجيب ميقاتي والوزير فيصل كرامي تقدماً لافتاً، لكنهما لا يزالان بعيدين عن تيار المستقبل. وكان التراجع الأكبر من نصيب الحركات والتيارات الإسلامية.

الجمهورية:

أسرار

تباعد

- قال أحد المراجع الروحية في الشمال أن "محاولته لتقريب وجهات النظر بين تيارين سياسيّين مسيحيّين حليفين لم يُكتب لها النجاح بسبب التباعد الكبير الحاصل".

ثقة

- تحدثت مصادر عن أن عامل الثقة بين تيارين إنهار تماماً ومن الصعوبة بمكان ترميمه.

تفعيل

- رأت أوساط وزارية أنه يجب التفكير مجدّداً بإعادة تفعيل العمل الحكومي والمجلسي بعد ترحيل الإستحقاق الرئاسي إلى أجل غير محدّد.

سوء تفاهم

- قال نائب في تكتل نيابي إنه كان يتوقع من مرشّح رئاسي معالجة سوء التفاهم الناتج مِن ترشّحه، فإذا به يُواصل هجومه السياسي.

البناء:

خفايا

- أكدت أوساط حزبية أنّ القوى الأمنية نجحت في عزل تفجيرَيْ برج البراجنة الإرهابيّين اللذين وقعا مطلع الشهر الماضي، وإفشال المخطط الذي أعدّت له الشبكة الإرهابية، والذي كان يهدف إلى جعل التفجيرين مقدّمة لسلسلة تفجيرات لاحقة له، إلا أنّ القوى الأمنية نجحت في اعتقال معظم أفراد الشبكة سريعاً وهم ثلاثة من أصل خمسة، أما الاثنان الباقيان فأحدهما متوارِ والثاني فرّ إلى الرقة في سورية.

اللواء:

أسرار

همس

تسجّل قيادات مارونية عتباً صريحاً على مرجعية روحية على خلفية حصر الترشيح للرئاسة الأولى "بالأربعة الأقوياء"!

غمز

تخوف مراقب بيئي أن تؤدي الحملة ضد مقررات مجلس الوزراء إلى فرملتها، على غير ما حصل مع خطة شهيب الأولى..

لغز

ردّد نائب في 8 آذار أن أولوية حزب الله في هذه المرحلة ليست انتخابات الرئاسة بتاتاً؟

البلد:

خفايا

- يبدو أن الحرب المفتوحة بين حزب ومدير عام ستطول في القضاء ولن تجد الى كسر أحدهما الآخر سبيلاً.

- تخشى مصادر مواكبة لدرس قانون الانتخابات أن ينضمّ بفعل الصوم السياسي وتراكم الأزمات الى ركب الملف الرئاسي النائم أو...

- تهمس مصادر حزب واسع بأن مطلع السنة الجديدة سيشهد حراكًا واسع النطاق على مستوى إنعاش الملف الرئاسي من خلال حثّ الأطراف...

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الاربعاء في 23/12/2015

الأربعاء 23 كانون الأول 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

أجواء الأعياد تخيم على البلد، ورجاء اللبنانيين في المولد والميلاد خلاص لبنان. وهناك إجماع على ان السنة المغادرة كانت سيئة سياسيا، والأمل أن يكون العام الطالع عام حل الأزمات، وفي مقدمها انتخاب رئيس للجمهورية.

وفي المحافل السياسية كلام على ان مطلع السنة الجديدة، سيشهد حراكا سياسيا نحو الانتخاب الرئاسي، إلا أن الانتخاب لن يكون قبل شهر شباط، لسببين: الأول، إنجاز التفاوض المرتقب بين السعودية وإيران في الشهر المقبل. والثاني، ظهور نتائج محادثات الرئيسين الفرنسي والإيراني نهاية كانون الثاني.

وفي الشهرين الأولين من العام الجديد أيضا، رسم الحلول لأزمات سوريا والعراق واليمن بضغط دولي، يرسي معاهدة جديدة ل"سايكس بيكو" جديد في الذكرى المئة لإبرامها. ويقول محللون سياسيون إن "سايكس بيكو" الجديد سيوزع بلدانا في المنطقة على أساس: أميركا في العراق، وروسيا في سوريا، وبريطانيا في الأردن وفلسطين، وفرنسا في لبنان، وفي هذا مما يسهل الإنتخاب الرئاسي اللبناني.

وفي الأمم المتحدة قرار جديد يدين اسرائيل لتعديها على لبنان، ويجدد المطالبة بدفع تعويضات عن الأضرار التي تسببت بها البقعة النفطية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

دخل لبنان مدار عطلة الأعياد التي تقدم في تلازمها هذا العام، معان وعبر. في عيدي المولد النبوي الشريف والميلاد المجيد، يستحضر اللبنانيون المناسبتين بأجواء الجمع والوحدة في زمن التفرقة. يقدمون نموذجا يحتذى به، فيحتفل المسلمون بميلاد المسيح عليه السلام، ويهلل المسيحيون في ذكرى المولد النبوي الشريف.

مشهدان يصدان مشاريع التطرف ويجهضان الفتنة، فيعاكس المسلمون والمسيحيون في لبنان والمشرق، تيارات التكفير وموجات الاحتراق التي تمتد عبر الساحات. يستحضرون خطاب الانسانية الذي رسخه الامام السيد موسى الصدر، فأصبح نهجا ومسار حياة. وها هو بابا الفاتيكان يقدم مستندا إلى العيدين لاعلان العام، سنة الرحمة الإلهية.

في لبنان، جمود سياسي أرخى بظلاله على دورة الاقتصاد والحياة، بانتظار تسوية يرجح ان تسلك طريقها في العام الجديد.

أما الطريق الاقليمية فتمضي نحو تسويات آتية، كما تظهر انجازات الجيشين السوري والعراقي، ومشاريع الحوار السعودي- الايراني.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

يستمر القلق معششا في رؤوس الصهاينة، والخوف يسكن قلوبهم، حكومة ومستوطنين. فالجميع يترقب بخشية رد "حزب الله" على اغتيال عميد الأسرى الشهيد سمير القنطار. رعب أسر الاسرائيليين، أما محاولات حكومة نتنياهو لاخفائه فلن تجديه نفعا، ف"حزب الله" سيرد، وقواعد الاشتباك ثابتة، كما أرساها السيد نصرالله، هكذا أقرت أوساط الاحتلال.

إقرار تبعه اعتراف صهيوني بعجز استخباراتي عن توقع نوع الرد الذي ستقوم به المقاومة، مع تعالي الأصوات داخل الكيان، محذرة من وقوع تل أبيب في خطأ سوء التقدير مرة جديدة مع "حزب الله"، فيما أصوات عسكرية تتحدث عن عدم جهوزية الاحتلال للحرب، فجبهتنا قابلة للاختراق، و"حزب الله" لم يعد منظمة بل جيش شرس، يقول أحد ضباط العدو. كلام اتبع بموجة ذعر اجتاحت شمال فلسطين المحتلة، فرضت تقييدا لحركة المستوطنين.

العدو القلق من تداعيات عدوانه الحاضر وجريمته الماثلة، لم ينته بعد من لملمة جرائمه الماضية، قرار أممي عاشر يؤكد المؤكد، اسرائيل مدانة وعليها دفع تعويضات للبنان لتلويثها بيئته البحرية، ورغم ذلك تبقى العبرة في الخواتيم، لأن كل التجارب الماضية أثبتت ان قرارات الأمم المتحدة بحق كيان العدو لا تساوي قيمة الحبر الذي تكتب به.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

صحيح ان النفايات لم تعتل بعد ظهور البواخر في رحلاتها المدفوعة غاليا من جيوب اللبنانيين، غير ان أحدا لن يتمكن من كسر القرار بنفيها، وبالتالي فإن كل الانتقادات التي طاولت الصفقة شكلا ومضمونا وكلفة، وكل الشكوك التي حامت حول الشركتين الناقلتين ادارة واختصاصا، لن تعدو كونها عمليات تبرئة ذمم "وتمريك" في السياسة، رغم صحة بعض نقاط الاعتراض المثارة.

ويرد من فبرك الصفقة على المعترضين، بأن تسييس الملف وتطييفه لم يتركا أمامهم سوى البحر، فإما ان ترمى النفايات فيه أو ترحل عبره.

ووسط هذه الضوضاء، وفيما ملف الرئاسة عالق عند التسوية التي انحدرت إلى أقل من مبادرة، انشغل الوسط المصرفي بالعاصفة التي أثارها السيد حسن نصرالله بدعوته الدولة إلى تحويل القطاع إلى قطاع ممانع رافض للاملاءات الأميركية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

أعطت التسوية الرئاسية الافتراضية، تيار "المستقبل" ولفيفه، أكثر مما يتوقعون. وأعطت المسيحيين أقل بكثير مما يريدون. وأعطت "حزب الله" أكثر من سبب ليرفضها.

التسوية خلت من قانون انتخاب نسبي، وهو ما يرفضه الثنائي نصرالله- عون، وتجاهلت الثلث الضامن، وهو ما "نقز" الحزب، وأعطى تسهيلات في بيروت ووسطها وبحرها وبعد قليل في سمائها، لتكون النسخة اللبنانية عن المدينة المحرمة الصينية زمن آخر الاباطرة بيو يي.

في زمن الميلاد والأعياد، تراجع الملف الرئاسي وتقدم الملف الحكومي. أقفل باب التسوية وفتح باب الصفقة. رحلت الرئاسة إلى ما بعد ما بعد العيد، وسترحل النفايات كما هو مقرر بعد الشهر المقبل. نجحت خطة الترحيل، بعد فشل خطة شهيب في ايجاد مطامر طائفية ومذهبية في جمهورية الفديرالية المقنعة، حيث لا مناقصات ولا استدراج عروض، وبكلفة أين منها كلفة "سوكلين" التي "ستكلف خاطرها" مشكورة بالضم والفرز والكنس واللمس غب المبلغ المقطوع والمدفوع.

لكننا في زمن الميلاد حيث الكلمة الأولى والأخيرة للمحبة والتواضع وامتلاء القلب بفرح الملك الطفل يسوع.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

الـ2015 تقترب من الرحيل، إنها مسألة اسبوع. وملفاتها، وما أكثرها، ترحَّل معها إلى السنة الجديدة إذ بدأت المواعيد تتحدد فيها.

ففي السابع من كانون الثاني 2016، الجلسة الرابعة والثلاثون لانتخاب رئيس للجمهورية، وفي الحادي عشر منه الجلسة الثالثة عشرة للحوار، ولكن ماذا عن ملف ترحيل النفايات؟ صحيح أن اللجنة الوزارية عملت جاهدة على عدم ترحيله إلى السنة الجديدة، لكنه عمليا رحل إلى جهة مجهولة وإلى توقيت مجهول وإلى أكثر من نقطة بقيت مجهولة في هذا الملف الذي يتراوح بين اللغز والفضيحة، وهذان العيبان يستدعيان جملة من الأسئلة والتساؤلات سنعرضها في سياق النشرة، وجزء من هذه الأسئلة طرحها أكثر من وزير في جلسة النفايات، لكنهم لم يلقوا أجوبة عنها أو على الأقل لم يلقوا أجوبة مقنعة، ودائما الحجة ان الوقت داهم.

ويبقى السؤال: هل ما كتب قد كتب؟ وهل قدر اللبنانيين الأختيار بين المحارق غير المطابقة والترحيل الباهظ الكلفة؟ صحيح ان البلاد دخلت في مدار الأعياد، لكن هذا لا يمنع من ان تكون التساؤلات مدخلا إلى شفافية مطلوبة لئلا تقضي النفايات على ما تبقى من أموال البلديات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

دخل لبنان في غيبوبة جميلة، تضاف إلى الغيبوبات الكثيرة التي يريدها كثيرون، في المؤسسات والسياسة. هي غيبوبة الأعياد التي تريح اللبنانيين من الأزمة السياسية وتردداتها ومن السياسيين وأصواتهم، وتملأ أيامهم ببعض الأفراح، بين ذكرى المولد النبوي وعيد ميلاد السيد المسيح وعيد رأس السنة.

فرغم شكاوى التجار والاقتصاديين من سوء الوضع الاقتصادي والتجاري والمالي، إلا أن العابر في شوارع بيروت والمدن اللبنانية سينتبه إلى حجم الازدحام في الأسواق والشوارع، ما يشي بازدهار، وإن طفيف.

لكن يبقى الأبرز اليوم كلام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي شدد على أن المملكة العربية السعودية ملتزمة محاربة الإرهاب وتحقيق الأمن والسلم الدوليين، والدفاع عن القضايا العربية والإسلامية وأهمها أن يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس، داعيا إلى حل في اليمن بناء على المبادرة الخليجية والحوار الوطني والقرار الدولي، وإلى حل سياسي في سوريا يمكن من قيام حكومة انتقالية من قوى المعارضة المعتدلة، تضمن وحدة السوريين، وخروج القوات الأجنبية، والتنظيمات الإرهابية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

طلع البدران علينا، رسول ومسيح لأمة واحدة تتقلب على جمر التقسيم وتصغير الدول حد تفتيتها، بعضها يتسلق الله ورسوله لإبادة خلق الله، وبعضها الآخر يدعي أن المخلص كلفه تخليص الناس بالحروب والسيطرة ونشر الدمار.

البدران لا يحيقان بالأمة العصية على آلهتها ورسلها، إذ ينبت فيها كل يوم خليفة وولاية وشيوخ طريقة ومبشرون ومفتون يحرمون الفرح ويكفرون زينته. لكن تزامن عيدي مولد الرسول محمد وميلاد السيد المسيح، ربما كان رسالة في زمن لم تعد فيه أمة تقرأ، وليس على جدولها عناوين للتسامح، فاجتمع العيدان في لقاء قمة، حكما إن القمم الزمنية والروحية وبقية الأعياد لن تعني لبنان السياسي في شيء، فلا رئيس للجمهورية سوف يخرج من مدخنة بابا نويل، ولا مجلس النواب سوف يصلي على نبيه ويفتح أبوابه بعد الأعياد، ولا الحكومة ستعود بآلية منتجة تنفض عنها روائح نفايات عبقت بسراياها.

واللاءات تكثر في زمن العيد الذي يمر حزينا على أهالي عسكريين ما زال مصير أبنائهم مجهولا لدى "داعش"، "الدولة" التي تدعي احتكامها إلى شرع الله ورسوله وتذبح بسيفه، وتبقي على اعتقال جنود وأمنيين خطفوا من ثكناتهم ومنازلهم، وتختفي دون تفاوض. لهم، لغربتهم، وعذاباتهم، لحرقة قلوب أمهاتهم، شمعة تضاء الليلة من قلب المدينة إيذانا بعودة الضغط على ملف مقفل، وتمهيدا لطرق أبواب الدول المعنية بالتفاوض أو الضاغطة على الخاطفين، وبينهم الدولة التركية.

فمع انقطاع الأنباء عن المخطوفين لدى "داعش"، لم يعد من ممر آمن إليهم إلا من خلال معبر رجب طيب أردوغان، الرجل الذي قامت زعامته على بناء إمبراطورية ل"الدواعش" على الأراضي التركية، قبل أن يبدأ بتعداد الخسارات، وييمم وجهه شطر إسرائيل، عائدا إليها سياسيا واقتصاديا وسياحيا. وهذا الرئيس من ذاك الكيان، إذ إنه منذ خمسة أعوام ينبئنا بخبر عدائه لإسرائيل بسبب "أسطول الحرية"، لكن الأمر لم يكن يتعدى اعتذارا تقدمه الدولة العبرية إلى الرئيس المعظم حتى تعود أنابيب الغاز إلى مجاريرها، وتتفعل الصناعات والاستثمارات في قلب تركيا، وهي يهودية برعاية إسرائيلية.

وفي النشرة تفاصيل عن الهبوط الأخير لأردوغان في أحضان إسرائيل، بعدما خسر أوراقا عربية ودولية، وأنهت أميركا حلمه بالمنطقة العازلة، وسدت روسيا السبل السياحية والاقتصاديه على أرضه، وقام "الحلف الإسلامي" على زعامة سعودية من دون تعيينه أمير المؤمنين على المسلمين.

 

الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون لإذاعة الشرق: كان لافتاَ أنّ خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خالي تماماَ من أي همّ لبناني

 رأى أنه كان لافتاَ أنّ خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خالي تماماَ من أي همّ لبناني وتحدّث فقط عن موضوع المصارف لأنّه يخصّه وحده وجماعته , لقد تجنّب الحديث عن موضوع الرئاسة وهذا يعني أن القرار الإيراني بتجميد الرئاسة في لبنان لا يزال سارياَ , وإنّ إيران بموضوع الفراغ الرئاسي في لبنان تريد إبتزاز السعودية , كما تريد تنازلات من السعودية في اليمن وكذلك فيما يتعلّق بالملف السوريو أضاف : لقد جرّب الرئيس الحريري كسر الجمود في موضوع الرئاسة عن طريق تقديم تنازل كبير جداَ وغير متوقع ورغم ذلك ومع أنّ إيران رحّبت بهذا التنازل إلاّ أنه بدء مفاوضات اليمن حمل إيران على التراجع وتوقيف العملية ولا يمكن الجزم خلال الأشهر المقبلة من حصول تطور ما , لكن الواضح بأنّ المفاوضات ستأخذ وقتاَ طويلاَ , لكن السؤوال هل إيران مستعدة أن تُفرج عن الرئاسة في لبنان إذا رأت أنّ أجواء المفاوضات بدأت تكون أحسن خصوصاَ أنّ الحديث يدور حول جهود جزائرية لترتيب الأمور بين إيران والسعودية بطريقة مختلفة وليس من خلال أقنية تفاوض عادية وتقليدية ولا يمكن الجزم لأنّ الطبقة السياسية اللبنانية في حالة إفلاس شامل لأنّ مبادرة بهذه الأهمية وتضحية كبيرة كما قال الرئيس الحريري من اجل تقديم مشروع غنقاذي لا أحد مهتم وكل واحد يريد إنقاذ نفسه ولا أحد يريد إنقاذ البلد

سئل : هل الحل بترحيل النفايات هو جزء من هذا الإفلاس ؟

قال د بيضون : هذا الحلّ يدين الطبقة السياسية في لبنان ولا يمكن أن يحصل هذا الأمر في أي بلد لأنّه يدلّ على الوقاحة في سلب المال العام وقلّة الكفاءة بمعالجة المواضيع الأولية

وحول الإجراءات المصرفية الأميركية بحقّ حزب الله وهل هي جزء من الحرب النفسية كما إعتبرها حزب الله نفى علاقتها بالحرب النفسية ورأى أنها تتعلّق بالسياسة الداخلية الأميركية مورداَ ملاحظتين الأولى أنّ السيد نصر الله فجأة تذكر موضوع السيادة اللبنانية ونسي أنه لم يبقِ شيئاَ من هذه السيادة هو وحزبه السيادة اللبنانية أو سيادة سوريا وهو آخر شخص يتحدث عن السيادة أما النقطة الثانية فهي أنّ القانون الذي أقرّه الكونغرس الأميركي هو نتيجة إقتراع بين الجمهوريين , والرئيس الأميركي مجبر بأن يفصح بشكل دوري عن نشاطات المليشيات مثل حزب الله حيث يصدر بشكل دوري عن الإدارة الأميركية تقرير حول كل من هذه التنظيمات

سئل : إنّ جريدة الحياة نشرت مقال لمراسلتها في باريس رندة تقي الدين فحواه أنّ المصارف الفرنسية تتخوّف من العمل في لبنان بسبب إحتمال عقوبات حول كل من يتعامل مع حزب الله , ما هو مدى خطورة الخبر ؟ وهل نقلق ؟

أجاب الوزير السابق د بيضون : المصارف كلها قلقة , حاكم مصرف لبنان يمثل ضمانة للبنان وتطمينات لكن القلق موجود , مشيراَ إلى أن البنك اللبناني الكندي لو لم يتدخّل حاكم مصرف لبنان لكانت مضاعفات الأزمة أكبر , وقد إستطاع إحتواء الأزمة فشطب البنك ووقّع غرامات تجاوزت ال110 مليون دولار , إنّ المصارف اللبنانية قلقة من حصول اي أمر قد يوصلها إلى دفع غرامات مالية عالية كما يدهور هذا الإقتصاد كلّه

سئل : ما هي مقاربتك لمقاربة حزب الله الصامتة على موضوع الرئاسة ؟

أجاب : هو نوع من الإبتزاز المزدوج بالدرجة الأولى إنّ إيران تبتزّ السعودية ويريدون الإحتفاظ بالورقة اللبنانية بأيديهم حتى ينالوا تنازلات أكثر من السعودية ويمكن التنازل بالقبول بسليمان فرنجية شجعهم على طلب المزيد من التنازلات , هذا إقليمياَ , أما داخلياَ فالرئيس الحريري يتعرّض لإبتزاز آخر يتعلق بشكل الحكومة ورئاستها وقانون الإنتخاب بالإضافة إلى أمور عدّة

وعن أسباب إغتيال سمير القنطار والضجيج الإعلامي من قبل حزب الله قال : إنّ السبب الأساسي لإغتياله هو لأنه غارق بالوحل السوري , مؤكداً أنّ مقاومة حزب الله لإسرائيل إنتهت وكل أخبار المقاومة لت تعد لها مصداقية , إنّ القضية الأساسية لحزب الله هي الحفاظ على بشار الأسد وعلى نظامه وأي أمر يخدم تلميع صورة الحزب في أنه مقاومة يستخدمونه لذا أثاروا كل هذا الضجيج الإعلامي

وحول ردود فعل محتملة لإغتياله منها شنّ حرب جديدة إستبعد د بيضون هذا الردّ قائلاَ : لا أعتقد أنّ الخطأ مسموح لأنه في المرة الماضية أدى الخطأ غلى تدمير لبنان وخسارة كبيرة بلغت 7 مليار دولار إضافة إلى خسائر بشرية وإقتصادية كبيرة وإنّ أي خطأ جديد سيكلفهم نظام بشار الأسد ومنذ فترة طويلة يتحاشون أي تصعيد مع إسرائيل وسيقتصر الرد على عملية ربما قد تكون محدودة كما حصل المرة الماضية , كذلك فإنّ إسرائيل ليست في وارد الرد لأنّ الحرب السورية دائرة وهي تخدم مصالحها

وعن القرار الدولي 2254 وهل يمكن إعتباره مرحلة إنتقالية وبداية حل في سوريا قال د بيضون إنّ الحلّ الحقيقي تضعه المعارضة السورية والقرار الدولي لم يصدر كما صدر القرار في اليمن تحت الفصل السابع وكأن هخريطة طريق , لم يكن في القرار الصادر في سوريا هذا الزخم الدولي والمعارضة السورية عليها تنظيم صفوفها , والنظام في سوريا سيراوغ ويخادع وهو مرتاح للتدخل الروسي , وختم حديثه عن القرار الدولي بالإشارة إلى أنّ أوباما سعى إلى صدور هذا القرار من أجل ان ينفض يديه من الدم السوري الذي يتحمّل مسؤوليته هو وبوتين أيضاَ الذي يحاول التغطية عن جرائمه , هذا قرار رفع المسؤوليات عن المجتمع الدولي وليس قراراَ لإتقاذ سوريا

 

العلاقة بين عون وفرنجية تسلك طريق اللاعودة

العرب/24 كانون الأول/15

ارتضوا بعون.. أو يأتيكم فرعون

بيروت - تعرف العلاقة بين حزب المردة والتيار الوطني الحر أسوأ فتراتها، منذ تشكل فريق 8 آذار، وسط تواتر الأنباء على أنها بلغت خط اللاعودة. وتقول مصادر مطلعة إن التواصل بين الجانبين مقطوع، خاصة بعد إعلان زعيم المردة سليمان فرنجية، الأسبوع الماضي عن ترشحه لرئاسة الجمهورية، والانتقادات التي ساقها لميشال عون متهما إياه بالعجز عن “فعل أي شيء” للوصول إلى المنصب الرئاسي في السنة والسبعة أشهر التي مرت. تصريحات فرنجية أثارت غضب قيادات التيار العوني، وقد بلغ البعض منها حد توصيف كلامه بـ“العجرفة”. وقال ماريو عون إن مواقف زعيم تيار المردة سيضعف تحالف 8 آذار وما صدح به هو “عجرفة سياسية”. وأكد ماريو عون في تصريحات صحفية أن “ميشال عون ليس في حالة تنافس مع سليمان فرنجية، بل كان ولا يزال المرشح الرسمي لفريقنا السياسي، بينما فرنجية هو من قدم نفسه كمرشح وبنى حساباته على هذا الأساس، ونأمل ألا يؤدي ذلك إلى شق الصفوف”. هذه الأجواء المتشنجة التي تسيطر على الجانبين، انتقلت عدواها إلى أنصارهما الذين تبادلوا الاتهامات محملا كل شق منهما مسؤولية إضعاف الساحة المسيحية إلى الآخر. وقد أثارت هذه التوترات مخاوف لدى بكركي من انفلات الأمور في الشارعين، في ظل عدم إبداء قيادتي الطرفين أي رغبة في نزع فتيلها. وذكرت وسائل إعلام لبنانية، الأربعاء، أن “أحد المطارنة الشماليين يحاول جاهدا تخفيف الاحتقان بين التيار الوطني الحر وحزب المردة في أقضية الشمال المسيحي، وخصوصا في ساحل البترون، محاولا احتواءَ الغضب العوني وعدم تحويل السخونة السياسية إلى مواجهات في الشارع، في حين يقود البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الاتّصالات السياسية بين قيادة التيّارَين”.

ماريو عون: فرنجية قدم نفسه كمرشح، ونأمل ألا يؤدي ذلك إلى شق الصفوف

ويعود السبب الرئيسي لاندلاع الأزمة بين المردة والتيار الحر إلى طرح رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سعد الحريري تسوية سياسية يتم بمقتضاها تولي فرنجية منصب رئاسة الجمهورية، فيما تؤول إليه رئاسة الحكومة. وقد لقيت هذه التسوية المطروحة دعما من الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية التي ما فتئت تقدم تلميحات على أنها مستمرة في دعمها، وآخرها كانت خلال زيارة سفير المملكة في بيروت علي عواض عسيري إلى مقر القوات ولقائه بسمير جعجع. ولكن المشهد اللبناني وبخاصة المسيحي انقسم حيال هذه التسوية التي تعتبر الأكثر جدية حتى الآن لإنهاء الفراغ الرئاسي.

ويبدو رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون الأكثر تشبثا بإسقاطها، بالنظر إلى طموحاته الكبيرة لتولي هذا المنصب والذي رفع له منذ انتهاء ولاية ميشال سليمان شعار “أنا أو لا أحد”. ويعتمد عون في موقفه المتصلب على دعم حزب الله الذي يجد نفسه اليوم في وضعية صعبة بين التمسك بعون الذي تربط بينهما ورقة تفاهم كما أنه يدين له بالكثير منذ 2005 إلى الآن أو السير في التسوية ودعم حليفه الثاني سليمان فرنجية. ويخشى حزب الله اليوم، في ظل حالة الشد والجذب على الرئاسة بين عون وفرنجية، من تهديد حقيقي وهو انفراط عقد تحالف 8 آذار الذي لو تحقق سيكلف الحزب كثيرا، خاصة مع الظرفية الدقيقة التي يعيشها جراء انخراطه في الصراعات الإقليمية. ويرى محللون أن الأزمة الدائرة بين بنعشي والرابية لن تجد طريقا للحل، حتى ولو تدخل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بنفسه. ويشير هؤلاء إلى أن ما يحدث بين “البيك” و“الجنرال” لا يمكن إلقاء مسؤوليته فقط على التسوية، ذلك أن “الكيمياء” بين الرجلين لطالما كانت مفقودة، رغم انتمائهما لنفس التحالف. وهناك العديد من المؤشرات التي تؤكد مدى اختلاف رهانات وأجندات الجانبيين، فسليمان فرنجية على سبيل المثال كان ساند عملية التمديد للبرلمان للمرة الثانية، ضاربا عرض الحائط موقف تكتل التغيير والإصلاح. كما أيد فرنجية عملية التمديد لقائد الجيش جان قهوجي معارضا موقف التكتل، هذا دون إهمال مقاطعة المردة للتحركات الشعبية التي دعا إليها ميشال عون في سياق محاولاته لي ذراع رافضي وصوله إلى بعبدا. وقد وصف فرنجية آنذاك تلك التحركات بغير المجدية. وعلى ضوء هذه الوقائع لا ينفك مناصرو عون عن القول إن زعيم المردة أقرب في أجندته إلى الحريري وجنبلاط منه إلى التيار، معتبرين أن سيره في هذه التسوية هو محاولة لعزل الأخير عن المشهد.

 

ترشيج «جعجع» لـ«عون» لرئاسة الجمهورية شائعة أم حقيقة؟

23 ديسمبر، 2015/جنوبية/مع حلول الأعياد الشأن الرئاسي هو الاكثر تأثراً خصوصًا بعدما دخلت مبادرة الرئيس سعد الحريري الرامية إلى إيصال النائب سليمان فرنجية إلى بعبدا مرحلة جديدة من الجمود.. خصوصًا، مع غياب ملف الاستحقاق الرئاسي عن المواقف لا سيما بعد جلسة الحوار التي لم تتطرق إلى هذا الموضوع. وفي ظلّ انقسام الوسط السياسي إلى فريقين، ملف الاستحقاق الرئاسي دخلَ في مرحلة سيَغلب عليها الصمت أكثر من الكلام. وتراجُع الحديث عن مبادرة الحريري الى حدّ الصمت يؤكد انّ الشغور الرئاسي مستمر لبضعة أشهر، والبعض يستبعد حصول ايّ تطوّر..

جعجع للمستقبل: خيار ترشيح عون جدّي

أشارت “الأخبار” إلى أن “القوات اللبنانية” لا يزال رئيسها سمير جعجع رأس حربة المعارضين لمبادرة الرئيس سعد الحريري الرئاسية الداعية الى إنتخاب رئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية. وعلمت ان جعجع أبلغ الحريري رسمياً بأنه جدّي في خيار ترشيح رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون للرئاسة، في حال مضى الحريري في خيار ترشيح فرنجية حتى النهاية. وقال جعجع للحريريين، بحسب مصادر مستقبلية واخرى “وسطية”، إنه يملك اكثر من خيار لمواجهة احتمال تحوّل فرنجية إلى مرشّح رسمي لتيار “المستقبل”، ومن بينها المضي بترشيح عون، “بصورة جدية، لا كمناورة”. ونقل أحد زوار جعجع وفق “الأخبار” عنه قوله، على سبيل الطرفة، إن “مبادرة الرئيس الحريري دفعتني للرهان على الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، فهو القادر على إفشال التسوية من خلال الاستمرار بدعم الجنرال عون”.وعلقت مصادر نيابية عبر “اللواء” على موقف “القوات” والذي سبق ان نقله النائب فادي كرم عن جعجع، بقولها ان الأخير يسعى إلى “دغدغة” مشاعر عون لكي لا يتأثر بالضغوط عليه، وبالتالي إبقاء عون مرشحاً أوّل، وهو (أي جعجع) يريد بهذه الطريقة ان يمنع وصول فرنجية. وكشفت مصادر “اللواء” ان جعجع لم يتجاوب مع المسعى الأخير الذي قام به سفير المملكة العربية السعودية في لبنان علي عواض عسيري بأن “يأخذ الأمور بالتي هي أحسن”.

اشرف ريفي

ريفي يغرد مجدداً ضد التسوية الرئاسية

إقرأ أيضاً:عون رفض لقاء فرنجية… والحريري سيرشّح فرنجية حين يلتقي عون! كما لم يستطيع الحريري من توسيع معسكر مؤيدي مبادرته الرئاسية. داخل بيته، فالمعترضون لا يزالون على موقفهم، وأكثر من يعبّر عن هذا الموقف وزير العدل أشرف ريفي. ولفت “الأخبار” و”الجمهورية” أمس موقف أعلنَه ريفي امام وفد من الفاعليات البيروتية ورؤساء الجمعيات الاهلية، حيث تحدّث امس عن “أصحاب الاحلام الذين يسعون لانتزاع التنازلات لصالح المحاور”:

– رأى أنّ “انتخاب رئيس للجمهورية ضرورة، والمطلوب رئيس لكلّ الوطن وليس رئيساً تصادمياً، وإلّا فالفراغ المؤقّت أرحَم، الى حين التوافق على رئيس يَحظى بتأييد جميع اللبنانيين”.

أضاف: “نحن مستمرّون على نهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وحامل الراية الرئيس سعد الحريري، ولن نفرّط بتضحيات شهدائنا، وفي مقدّمهم الشهيد وسام الحسن، الذين واجَهوا مشاريع تقويض مؤسسات الدولة وقضمها والعبث بأمنها”.

عون يتجاهل التسوية الرئاسية

كذلك غاب عن اجتماع تكتل “التغيير والإصلاح” في الرابية، أمس طرح التسوية. وفهم ان رئيس “التكتل” النائب ميشال عون تحاشى داخل الاجتماع نقل اي موقف، فيما اكتفت المناقشات على الاحاطة بما جرى في جلسة النفايات وجلسة الحوار. لكن مصادر التكتل وصفت المقابلة التلفزيونية الأخيرة للنائب فرنجية بأنها “اعادت الأمور إلى الوراء”.

محاولات لرأب الصَدع بين عون وفرنجية

تستمرّ المحاولات لرأب صَدع التوتّر الماروني – الماروني بعد إعلان رئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية ترشيحَه، وخصوصاً بين “التيار الوطني الحرّ” وتيار “المردة”.

وعلمت “الجمهورية” أنّ أحد المطارنة الشماليين يحاول جاهداً تخفيفَ الاحتقان بينهما في أقضية الشمال المسيحي، وخصوصاً في ساحل البترون، محاولاً احتواءَ الغضب العوني وعدمَ تحويل السخونة السياسية مواجهات وتوتّرات وإشكالات في الشارع، وقد نجَح في تبريد الأجواء على الأرض، في حين يقود البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الاتّصالات السياسية بين قيادة التيّارَين.

 

نصرالله ينتقد الخامنئي 

عماد قميحة/جنوبية/23 كانون الأول15/لبنان الجديد

كثيرة هي النقاط التي استوقفت المراقبين في الكلمة المتلفزة التي ألقاها الأمين العام لحزب الله منذ أيام ، والتي من المفترض أن تكون مخصصة بشكل أساسي لحادثة اغتيال عميد الأسرى سمير القنطار، وحيثياتها وما أثارته هذه الحادثة من ترددات وما سوف ينتج عنها من موقف بعد أن كان قد هدّد الحزب في وقت سابق بتغير قواعد اللعبة مع العدو الصهيوني. وبالأخص فيما يتعلق بالجانب الروسي ونشره لصواريخ متطورة s400، فإنتظر جمهور الحزب قبل غيره إجابات شافية من السيد لم يحصل عليها حتماً ، بحيث تجنب سماحته مقاربة هذا الإشكالية ولم يتطرق لها إلاّ لمماً. صحيح أنّه كان لافتاً أيضاً المساحة البسيطة التي أعطيت لسمير القنطار من مجمل الكلمة ، على عكس ما هو متوقع لتحتل مكانها أمور أكثر أهمية أبرزها قرار الكونغرس الأخير المتعلق بالشأن المالي ودعوة السيد البنوك اللبنانية للتمرد عليها فضلاً عن رحيل صديقه فضيلة الشيخ محمد خاتون الذي كان بادياً حزن السيد العميق على وفاته. أمّا الاستغراب الأكبر وما استوقفني ملياً ، هو ما جاء في متن الكلمة عند استعراضه وتأكيده على استمرار الحزب برفع راية الخصومة والعداء لأميركا وللمشروع الأميركي الصهيوني ، وتوجيهه لعتب عميق هو أقرب ما يكون للتحذير والتنبيه منه لمجرد الإشارة بدون أن يحدد أو يسمي الجهة المعنية ولا حتى الأحرف الأولى منها حينما قال: " ومن وجد نفسه من حيث يدري أو لا يدري، ومن حيث يعلم أو لا يعلم شريكاً للأمريكيين والصهاينة في معركته وفي جبهته فليعيد النظر بعقله ودينه وقرآنه ووطنيته وقوميته وشعبه التي يتغنى بها .. " وبالقليل من التمعن ندرك سريعاً بأنّ المقصود من هذا الهجوم ليس الدول العربية التي لا يتوانى السيد بتسميتها على رؤوس الأشهاد واتهامها بالعمالة والوقوف إلى جانب الأميركي من حيث يدركون ، وطبعاً ليس المقصود هم التكفيريون الذين يدعون بأنّهم يسيرون على نهج القرآن فهؤلاء لا يعترف أحدٌ بإسلامهم فضلاً عن اعتراف سماحة السيد ، زد على ذلك فهؤلاء لا وطنية عندهم ولا قومية ولا شعب. وعليه فلا يبقى في الميدان إلا نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي يتغنى مسؤولوها بشعبهم وبقوميتهم وبالسير على قرآنهم ، وبالخصوص أنّ إيران هي صاحبة الحق الحصري في رفع الشعار القديم بالموت لأميركا واعتبارها الدولة المتقدمة في مقارعة المشروع الأميركي بالمنطقة. ومن المعلوم للقاصي والداني بأنّ الإتفاق النووي الموقع بين أميركا وإيران كان ولا زال محل سخط واستنكار عند الحرس الثوري وبالتالي عند حزب الله أيضاً، وقد يقول قائل في هذا المجال بأنّ هجوم السيد بكلمته إنّما المقصود به هم سياسيو النظام الإيراني وليس الولي الفقيه شخصياً، إلاّ أنّ ما هو معروف بأنّ الوفد المفاوض وأنّ الاتفاق ما كان ليرى النور وما كان ليوقع من الجانب الإيراني لولا الضوء الأخضر ومباركة الولي الفقيه. ممّا يعني أنّ المقصود من التهجم والتذكير والتنبيه هو حصراً مرشد الجمهورية الإيرانية باعتبار أنّ الإتفاق النووي جعله في الجانب الآخر مع الأمريكيين والصهاينة،  وهذه هي المرة الأولى التي يعبّر فيها حزب الله  عن سخطه من السلوك المستجد للنظام الإيراني ... وهذا ما قد يضع حزب الله أو أمينه العام السيد حسن نصرالله أمام مفترق قد يعتبر تاريخي .

 

هل يحق لنصرالله ان يطلب من القطاع المصرفي مؤازرة حزب الله ضد العقوبات؟

سهى جفّال/جنوبية/23 ديسمبر، 2015

أظهر خطاب السيد حسن نصرالله الاخير ان العقوبات الاقتصادية التي فرضتها أميركا على حزبه بدأت تشكل خطرا حقيقيا على مصالح حزب الله المالية، خصوصا انه نصرالله اتبع ما قاله بطلب حثيث من الدولة والمؤسسات المصرفية اللبنانية ان لا تنصاع للقرارات الاميركية، فهل يستطيع لبنان ان يقاوم تلك العقوبات لصالح الحزب كما يريد السيد نصرالله، أم ان عدم الالتزام بتلك القرارات سوف يضرّ بمصلحة البلد اقتصاديا ويحمله ما لا طاقة له به؟ أخذ القرار الأميركي القاضي بفرض عقوبات على المصارف التي تتعامل مع «حزب الله» حيّزا كبيرا من خطاب نصرالله الأخير بعدما استفاض الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بالحديث عنه. اعتبر البعض ان ذلك عكس مدى الصعوبات المالية التي يعاني منها الحزب في سياق تضييق الخناق عليه فيما يخص الأموال والتبرعات التي يحصل عليها. وقد طلب نصرالله من المصارف اللبنانية عدم الانصياع للارادة الاميركية على هذا الصعيد و ودعا نصرالله الدولة اللبنانية تحَمّل مسؤولية حماية المواطنين والتجّار اللبنانيين وأموالهم وشركاتهم من التدخّلات الأميركية.g”. وقد تفاعل خطاب نصرالله “مصرفياً” وكانت من أبرز التعليقات التي استنكرت موقفه، تصريح منسّق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد لـ”الجمهورية” الذي قال: لقد دعا السيد نصرالله القطاع المصرفي اللبناني الى الالتحاق بمنظومة المقاومة الإسلامية في مواجهة التدابير الاميركية، وكأنّنا انتقلنا بذلك الى مقولة: “شعب وجيش ومقاومة وقطاع مصرفي!”.

هذه ليست المرة الأولى التي تفرض فيها الولايات المتحدة عقوبات من هذا النوع، فهي مسألة قديمة تحديداً منذ العام 1995. وقد تلمّس مؤخراً رجال أعمال شيعة مقربين من حزب الله إضافة إلى مؤسسات حجم الاثر السلبي للعقوبات المالية بعدما أوقفت جميع تحويلاتهم المالية.. وذلك بعدما وضعت الخزانة الاميركية على لائحتها السوداء: “أدهم طباجة”، “شركة الإنماء للأعمال السياحي” التي يملكها وتعمل في لبنان والعراق. وكذلك رجل الأعمال اللبناني “قاسم حجيج”، رئيس مجلس إدارة بنك الشرق الأوسط وافريقيا. و”حسين علي فاعور” وشركة بيع وتاجير السيارات التي يملكها. إضافة، إلى الشيخ محمد كوثراني القيادي في حزب الله المعروف أنه مسؤول عن الملف العراقي. وقد رأى الخبير الاقتصادي الدكتور سامي نادر أن ما يميز العقوبات المالية الأخيرة عن السابقة أنها لم تكن قديمًا واضحة إلى هذا الحدّ. وفي السابق صنف حزب الله كمنظمة ارهابية أما الآن فالعقوبات المالية تصنّف الحزب منظمة اجرامية وهذا هو الفرق”.

وفيما يتعلق بالمخاطر على القطاع المصرفي، قال إن “هناك مخاوفا كبيرة للمودعين، وهذا من شأنه أن يقلل التحويلات المالية والحسابات من الخارج وفي حال وضعت المصارف على اللائحة السوداء للأفراد المحسوبين على الحزب هذا من شأنه الحاق أذى كبيرا في القطاع المصرفي”.

وأشار إلى أنه “لم يكن يجدر بالسيد نصرالله اثارة الموضوع في العلن سيّما أنه سيخلق بلبلة كبيرة في القطاع المصرفي ويؤثر سلبًا عليه. والوسيلة الأفضل لتخطي هذا الأمر هو الصمت وتدارك المسألة بحذر وهدوء وبعيداً عن الإعلام خصوصا أن هذا القطاع قائم بالدرجة الأولى على أساس ثقة المودعين”.

وأشار الدكتور نادر إلى أن “المصارف مؤسسة تجارية تبغى الربح لديها رأس مال وشركاء فلا تستطيع التنصل من القررات الدولية”.

وعن امكانية تجني اميركا على الأفراد والمؤسسات رأى نادر أن “ أميركا دولة قائمة وفيها قضاء محترم يتوخى العدالة أكثر من غيرها من الدول، وبالتالي يمكن للمتهم أن يدافع عن نفسه كما حصل مع البنك اللبناني الكندي الذي استطاع ان يسترد جزء من أمواله”.

كما أشار إلى أن “هذه الإجراءات تأتي في سياق الضغط على حزب الله وايران، وهو له علاقة بتخفيف الحظر عن إيران، في المقابل، زيادتها على «حزب الله» لإعطاء نوع من التطمينات لإسرائيل والعرب”. لافتًا إلى أن “اليوم هناك توجه كبير نحو مكافحة المنظمات الإرهابية على المستوى الدولي لتجفيف منابع الإرهاب وتأتي الضغوطات على الحزب في سياق الضغط على جميع الأطراف تحقيقا لهدف القضاء على داعش والنصرة كذلك.”. وخلص الكتور نادر أن “حديث نصرالله عن هذه العقوبات يعكس أن هناك أزمة مالية في صفوف حزبه، ولم يستبعد نادر أن تكون ” الأزمات المالية لها علاقة بانخفاض سعر النفط العالمي. قائلا ” حتّى السعودية تضررت من هذا الأمر وهذه المرّة الأولى منذ عشر سنوات تستدين المملكة”. وبدوره، أكّد الخبير الإقتصادي محمد وهبي لـ”جنوبية” أن “المصارف اللبنانية لا تستطيع عدم المثول للتعليمات المصرفية خشية تعرضها لعقوبات أميركية تؤذيها وتترك تداعيات خطيرة على القطاع المصرفي والمالي في لبنان”. ورأى وهبي أنه “للأسف لا يمكن الوثوق بهذه العقوبات خاصّة أن الولايات المتحدة طرف قادر على فرض عقوبات على أي مؤسسة وأي شخص دون الحاجة لإعطاء البراهين. وبالتالي، المصارف اللبنانية لا تستطيع عدم تطبيقها لأنها خاضعة لهيئة التحقيق الخاصة، ومن حق مكتب مراقبة الاصول الاجنبية فرض عقوبات على أي طرف فيها لا يلتزم بقراراتها سيّما أن لبنان يتعامل بأصل من أصولها وهو بالدولار إلى جانب العملة الوطنية “. وأشار وهبي أن “المسألة لسيت فقط عقوبات بل أيضًا ثقة، فالأسماء جاهزة والعقوبات أيضًا”. مضيفًا أن نصرالله “قال الحقيقة أن لا أموال للحزب في المصارف وهو بهذا الكلام وجه رسالة مهمة وقد حمى المصارف اللبنانية”. وأضاف “بالتأكيد يعتمد الحزب آليات تمويلية أخرى غيرها”. ونتيجة لما تقدّم وفي المحصلة، يبقى السؤال كيف سيواجه حزب الله الضغوطات المالية الواسعة التي تطاله من الخارج ، إضافة إلى الضائقة المالية التي يعاني منها مؤخراً خاصة بعدما تسربت معلومات مفادها أنه تأخر بدفع رواتب الموظفين والمتفرغين في صفوفه بداية الشهر الحالي.

 

فتفت من معراب: لم يطرح اسم فرنجية بالأصل كي يطرح بديل عنه وبالنسبة للمستقبل لا اسم عليه فيتو كما لا يوجد اسم مقدس

الأربعاء 23 كانون الأول 2015 /وطنية - استقبل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب، عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت، في لقاء استغرق ساعة ونصف الساعة. وقال فتفت عقب اللقاء: "تداولت والدكتور جعجع بكل ما هو مطروح على الساحة السياسية، وفي مقدمته موضوع الرئاسة، وبعض الأفكار حول إمكانية طرح مبادرة تسوية فضلا عن قانون الانتخابات، وكيفية التعامل مع هذه المرحلة والتشديد على التزام الأطراف الموقعة على القانون المختلط المقترح من القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي وتيار المستقبل والمسيحيين المستقلين". وأوضح أنه "في ما يتعلق بالملف الرئاسي، هناك أفكار تطرح، ولكنها لم تصل الى مرحلة المبادرة الحقيقية. باعتبار ان الطرف الأساسي لا نية واضحة لديه لإخراج البلد من الفراغ، الذي يتخبط به حاليا. فحزب الله يستمر باستغلال هذا الفراغ بدءا من تعطيل للمؤسسات، وصولا الى شل الدولة على المستويات كافة، لأنه يشعر أنه بحاجة الى تسوية أكبر من وجهة نظره، فما أسماه السيد حسن نصرالله بالتسوية الشاملة، التي يقصد بها التسوية المتكاملة، أي سلة متكاملة تسمح له بالسيطرة على البلد كليا، بعد السيطرة الأمنية والعسكرية عليه، واليوم يحاول وضع اليد على القطاع المالي، كما سمعناه مؤخرا يطلق التهديدات في خطابه الأخير". ورأى ان "معركة المجابهة الاستراتيجية الحقيقية، ما زالت قائمة بين خيارات الدولة التي تمثلها وحدة قوى 14 آذار، والتي شددنا عليها مع الدكتور جعجع، والخيارات الأخرى، التي تزج لبنان في صراعات المنطقة، التي تأخذنا الى أماكن سيئة". وردا على سؤال، نفى فتفت "وجود رأيين داخل تيار المستقبل، حول المبادرة الرئاسية بانتخاب النائب سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية"، باعتبار أنه "حتى اللحظة لم يعلن تيار المستقبل موقفه، بأن فرنجية مرشح الرئيس سعد الحريري، بل جل ما فيه ان هناك بعض الأفكار، التي يتم تداولها، والتي لا يمكن أن تكون من طرف واحد، اذ يجب أن يكون حزب الله مستعدا لمخرج تسوية". واستغرب "كيف اعتبر فرنجية في مقابلة تلفزيونية أن خطه انتصر. فاليوم مشروع الامبراطورية الفارسية الايرانية من طهران الى بيروت انتهى، ولا سيما بعد التدخل الروسي الذي يشبه كثيرا التدخل السوري في لبنان، وقد لمسنا نتائج هذا التدخل، وللأسف كقوى 14 آذار لم نربح لأننا ارتكبنا الكثير من الأخطاء التكتيكية وليس الاستراتيجية، فالتسوية ستتم بين فريقين مهزومين لمصلحة البلد، ومقبولة من الطرفين. ولا سيما من الفريق الآخر، الذي يجب أن يقبل العمل لصالح الدولة اللبنانية ومؤسساتها وتحييد لبنان عن كل ما يجري ولصالح اتفاق الطائف واعلان بعبدا، ولكن يبدو ان الطرف الآخر وبالتحديد حزب الله بات بعيدا عنها". وقال: "ليس مستغربا ان النائب فرنجية ينسق خطواته مع السيد نصرالله، ولكن التسوية الوطنية تتطلب تنسيقا مع كل القوى الوطنية، بينما مسألة التنسيق مع الرئيس الأسد الذي أصبح من الماضي لم تعد موجودة صراحة، فاليوم يحكى عن فترة بقائه في الحكم بين ستة أشهر أو سنة على خلفية كل الدماء، التي سفكت في سوريا، ونحن ما يهمنا هو الخروج بالحل الأفضل لمصلحة لبنان، الذي يؤمن استمرار عمل المؤسسات الدستورية وإمكانية الانتهاء من الفراغ الرئاسي، فإن كان الخروج من الفراغ الى ما هو سيئ فالأفضل البقاء عليه". وعما اذا ما بدأ البحث عن اسم بديل عن النائب فرنجية كمرشح رئاسي، أجاب: "في الأصل لم يطرح اسم فرنجية كي يطرح بديلا عنه، ونحن نقول في تيار المستقبل، ان لا اسم عليه فيتو، كما لا يوجد اسم مقدس، وبالتالي اذا كان هناك من طروحات بديلة تؤمن المخارج فأهلا وسهلا بها". ومن زوار معراب أيضا، جمعية "لبنانيون" التي عايدت رئيس حزب "القوات" بمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة.

 

أوساط مصرفية: لبنان ملتزم بالقوانين المالية الدولية لمكافحة الإرهاب

 السياسة الكويتية/232 كانون الأول 2015 / ردت أوساط مصرفية بارزة على كلام الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله، في خطابه الأخير مساء أول من أمس، فأكدت لـ”السياسة”، أن لبنان لا يمكنه إلا أن ينصاع للقوانين الدولية التي أقرت لمكافحة الإرهاب وتالياً الالتزام بمضمونها لحماية قطاعه المصرفي والمالي من أي عقوبات قد تفرض عليه، لأن الولايات المتحدة وأجهزتها المالية والمصرفية ستفرض عقوبات صارمة على كل المؤسسات المصرفية في بلاد العالم التي لا تلتزم بمضمون القوانين الدولية التي صدرت لمكافحة الإرهاب، مشددة على أن لبنان لا يمكنه مخالفة هذه القوانين وهو ملتزم بمضمونها ويتقيد بها حرفياً حرصاً على سلامة ونزاهة قطاعه المالي والمصرفي، خاصة أن الولايات المتحدة قادرة على ضرب القطاع المصرفي اللبناني في حال شعرت بأن هناك مصارف لبنانية تعمل للالتفاف على هذه العقوبات والقوانين وعدم الالتزام بها وهذا بالتأكيد ليس من مصلحة لبنان واقتصاده الذي يعاني صعوبات كبيرة.

وكان نصر الله طالب في كلمته المتلفزة التي ألقاها بعد اغتيال سمير القنطار، الحكومة والمصارف اللبنانية بـ”حماية التجار اللبنانيين، إذ بمجرد إشارة من الأميركيين حول أموال فلان أو ذاك وبأنه تابع للحزب تبدأ الإجراءات فوراً”، معتبراً أن هذا غير مقبول ومحذراً من الاستمرار في الانصياع للإرادة الأميركية على هذا الصعيد.

 

عشائر بعلبك والهرمل: لن نستكين الا برفع المظلومية عن يعقوب

الأربعاء 23 كانون الأول 2015 /وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" عادل حاموش أن الوفود الشعبية من منطقة البقاع مستمرة بالتقاطر إلى منزل النائب السابق حسن يعقوب، مستنكرة ما يجري معه من "اعتقال سياسي"، مؤكدة شجبها "كل هذا الصمت الذي هو عار على جبين هذه الأمة".

ووزع بيان باسم عشائر بعلبك والهرمل جاء فيه: "إن الشيخ حسن يعقوب أكد أنه العز والفخر والكرامة، وأن الذين يعتدون عليه هم أنفسهم الذين تجاهلوا واعتدوا على قضية الإمام الصدر وأخويه طيلة 4 عقود من الزمن، كما أن الوقت سيحاسب جميع من يتغطرس لتجديد هذه المظلومية على عائلة المغيب الشيخ محمد يعقوب. لن نسكت ولن نستكين الا برفع هذه المظلومية ومحاسبة كل من شارك فيها".

 

"14 آذار" تحيي الاحد المقبل الذكرى الثالثة لاستشهاد شطح

موقع 14 آذار/23  كانون الاول 1015/تحيي قوى "14 آذار" الذكرى الثالثة لاستشهاد الوزير محمد شطح، وذلك عند الساعة الرابعة من بعد ظهر يوم الأحد في 27 كانون الأول 2015، في قاعة الرئيس رفيق الحريري – مسجد محمد الأمين.

 

2015 سنة التعطيل... هل يبقى الوضع على حاله في العام المقبل؟

 خالد موسى/موقع 14 آذار/23  كانون الاول 1015

بعد أسبوع واحد يودع اللبنانييون سنة 2015 ويستقبلون سنة جديدة يأملون منها أن تكون أفضل حالاً من تلك التي تميزت بالتعطيل والشغور الرئاسي ولم تخلو من التفجيرات المتنقلة. وعلى الرغم من الإستقرار الأمني الذي نعم به البلد طوال السنة، إلا أن هذا الإستقرار لم ينسحب على الوضع السياسي أيضاً. فالشغور الرئاسي استمر من 25 أيار السنة الماضية ولا يزال حتى اليوم، ويبدو ان الملف سينتقل للسنة الجديدة أيضاً، طالما أن رئيس مجلس النواب نبيه بري حدد جلسة جديدة للإنتخاب في 7 كانون الثاني 2015. التعطيل كان سمة السنة، ولم يتوقف عند حدود تعطيل جلسات انتخاب الرئيس في مجلس النواب وتعطيل الجلسات التشريعية لغاية في نفس يعقوب ولمصالح شخصية وفئوية ضيقة. بل إنسحب أيضاً، على تعطيل عمل الحكومة وجلساتها لتسيير شؤون الناس وايضاً لغايات ولأهداف ونكايات سياسية وفئوية وشخصية ضيقة.ويبدو إن ملف التعطيل سيتم توريثه للسنة الجديدة أيضاً، في حال إستمرار الشغور الرئاسي، طالما أن الحكومة لا تجتمع إلا كل ثلاثة أو اربعة أشهر وبعد جولة من الإتصالات والتمني على الأحزاب السياسية من رئيس الحكومة لضرورة عقد الجلسات لتسيير شؤون البلاد والعباد. أما الإستحقاق الأبرز والذي حاز على مطالبة واسعة من الشعب، فهو إجراء إنتخابات نيابية جديدة وفق قانون إنتخاب عصري مبني على النسبية، بعد التمديين الأول والثاني لمجلس النواب نتيجة تعذر إجراء الإنتخابات، فهل تكون 2016 سنة إنجاز الإستحقاقات وما هي المعوقات أمام إنجازها؟

2015 عام التعطيل

في هذا السياق، يقول عضو المجلس الوطني في قوى "14 آذار" والكاتب في جريدة "البلد" علي الأمين، في حديث خاص لموقع "14 آذار": " في نظرة أولية وسريعة يمكن أن نقول عن هذه السنة أنها كانت سنة التعطيل، خصوصاً في المؤسسات الدستورية وعلى رأسها تعطيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهذا انعكس على مسار الحياة السياسية التي سببت مزيداً من التعطيل في مجلسي النواب والوزراء"، مشيراً الى أن "التعطيل سبب أيضاً مزيداً من التراجع على كل المستويات: سياسياً وإقتصادياً وإجتماعياً وإدارياً، فأزمة النفايات كانت تعبيرا واضحا عن المستوى التي وصلت اليه الإدارة في لبنان، فالنفايات يجب أن تكون من أبسط الأمور في أي إدارة صغيرة في دولة تحترم نفسها".

عام الحراك المدني والشعبيً

ولفت الأمين الى أن "هذا العام كان ايضاً عام الحراك المدني والشعبي الذي عبر عن شعور الغضب اتجاه السلطة السياسية وسياسة التعطيل وتراجع دور المؤسسات القانونية، فكان الحراك المدني تعبيراً صادقاً عن شعور عام بأن الأمور لم تعد تحتمل مزيداً من الإنتظار وأنها تتطلب حراكا يعيد التذكير والمطالبة بالأمور البديهية في أي دولة تحترم نفسها"، مشدداً على أن "هذا العام أيضاً كشف مدى عبثية أزمة تدخل حزب الله في سوريا، فهذه السنة كشفت مدى عبثية هذا التورط ومدى تأثيره على الحزب أولاً ومن ثم على لبنان، ولا يمكننا أن نعتبر هذا التدخل منفصلاً عن سياسة التعطيل".

عبثية تورط "حزب الله" في سوريا

واعتبر أنه "يمكن القول أن سنة 2015، ربما جعلت حزب الله يدرك عبثية هذا التورط ومدى الخسائر على المستوى السوري والوطني والإسلامي، وكان التدخل الروسي مؤشرا على مدى الخسائر المعنوية التي مني بها حزب الله والفريق الذي يواليه"، مضيفاً: "إن كنا نتطلع الى عام 2016، بنظرة تفاؤلية من دون أن نبتعد عن واقع الحال اللبناني والإقليمي، ربما تشكل سنة 2016 سبباً من أجل التفكير جزئياً بأن خروج لبنان من الأزمة لا يكون إلا من خلال الخروج من سياسية التعطيل وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وربما ستكون الخطوة هي الأولى في مطلع عام 2016".

كسر الجمود في الملف الرئاسي

وقال: "لعل المبادرة التي أطلقها الرئيس سعد الحريري هي من الأبرز المبادرات في عام 2015 لكسر الجمود الرئاسي، وتكمن أهميتها في أنها فتحت الباب المغلق للرئاسة وجعلت منه ملفاً أولوياً وعنواناً أساسياً في أي لقاء وعلى اي طاولة"، لافتاً الى أن "جوهر المبادرة يكمن في أن طرح الرئيس الحريري اسم مرشح من الفريق الآخر أي من خصومه السياسيين وهذا ما يشكل إحراجاً للطرف الآخر، حيث لا يستطيع أن يتذرع بأنه ضد هذا المرشح، بل ذهب تيار المستقبل الى حد أنه قبل بمرشح من قبل قوى 14 آذار".

تزخيم مبادرة الحريري وانتخاب رئيس

ومن موقع التفاؤل بعتبر الامين أن "السنة المقبلة ستدفع الامور لإنتخاب رئيس جديد للجمهورية، وأعتقد أن الامور نضجت ليس فقط نتيجة قناعة بضرورة انتخاب رئيس، لكن ايضاً نتاج عن تعب وإرهاق الشعب بأنه لم يعد قادرا على الإستمرار بهذه الوضعية التي تستنزف البلد بكل قطاعاته، فالتخفيف من الخسائر لن يكون إلا بعملية دستورية تكون المدخل للحل وهذا لن يتحقق إلا عبر انتخاب رئيس جديد للجمهورية"، مضيفا: "أعتقد أن مبادرة الرئيس الحريري ستشهد مزيداً من التزخيم في مطلع العام الجديد مع بروز المزيد من العوامل الإقليمية والمحلية التي ستحتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية، الذي سيكون أمامه ملفات عديدة، وهذه السنة ستكون مساحة زمنية وبداية لتأسيس قواعد سياسية تذهب باتجاه الإنتقال بلبنان الى وضعه الطبيعي والى شيء من الراحة الإقتصادية وتثبيت الأمن وإستقطاب المستثمرين وهذه ليست أمور ترفية بل أصبحت شروط إستمرار الحياة في لبنان".

علوش : الوضع سيبقى على حاله في عام 2016

من جهته، اعتبر عضو الأمانة العامة لقوى "14 آذار" النائب السابق مصطفى علوش، في حديث خاص لموقعنا، أن "سنة 2015 كانت من السنوات العجاف على مختلف الأصعدة وكانت سنة التعطيل الذي تسبب بخسائر على كل المستويات إقتصادياً وسياسياً وإجتماعياً"، مشدداً على أن "كل الحراك السياسي في السابق لم يؤد الى شيء لأن الأطراف السياسية خصوصاً حزب الله لا تريد أن يكون هناك حل في لبنان بمعزل عن الحل الإقليمي".

ولفت الى أن "الوضع على ما يبدو سيبقى على حاله وسينسحب هكذا على السنة المقبلة"، مشيراً الى أن "حسم الوضع في لبنان سيترافق مع حلول في الأزمة السورية أيضاً".

 

الراعي استقبل قهوجي والهاشم ووفودا مهنئة

الأربعاء 23 كانون الأول 2015 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، قائد الجيش العماد جان قهوجي في زيارة تهنئة بعيدي الميلاد ورأس السنة. وأعرب الراعي في خلال اللقاء عن "تقدير عميق لعطاءات المؤسسة العسكرية ولتضحياتها وخصوصا في هذه الايام العصيبة التي يمر بها الوطن،" سائلا الله ان "يعرف الأسرى العسكريون الحرية في أقرب وقت ليعودوا الى وطنهم وأهلهم" وملتمسا "الرحمة لأنفس الشهداء". وإذ وجه تهنئة بالأعياد للمؤسسة العسكرية قيادة وضباطا وأفرادا، نوه البطريرك الراعي "بالمهمات التي تنفذها وحدات الجيش لمواجهة الإرهاب، ولاسيما في المناطق الجردية في اجواء مناخية قاسية". بدوره شكر قهوجي للراعي "دعمه المستمر للمؤسسة العسكرية"، وأكد ان "الجيش كان وسيبقى حامي الوطن". كما أثنى على "الدور الوطني بالإضافة الى الدور الروحي الذي يضطلع به البطريرك الراعي في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان"، معتبرا ان "مهمة غبطته مثقلة بالمصاعب، ولكن الايمان والرجاء يبقيان الركيزة الاساسية لايجاد حلول للمشاكل التي تعصف بلبنان".

حنا

كما التقى الراعي، وفدا من الجمعية اللبنانية للوساطة والتوفيق العائليةLAMAC برئاسة منى حنا. بعد تقديم التهنئة بالأعياد، عرضت حنا لأبرز نشاطات الجمعية التي انبثق منها مركز لحل الخلافات بطريقة توافقية من أجل الحفاظ على العائلة وروابطها، مشيرة الى ان "الوفد التمس من غبطته كل الدعم والإستعداد للتنسيق بين الجمعية وكافة الأبرشيات بهدف الوصول إلى حلول منطقية ترضي الجميع".

الهاشم

وفي اطار التهنئة بالأعياد، استقبل الراعي نقيب المحامين انطونيو الهاشم الذي أشار الى ان "التماس بركة غبطته هو امر ضروري جدا لمباركة انطلاقي بتحمل مسؤوليتي الجديدة". وأضاف: "لقد كان هناك توافق تام على ضرورة تذليل كل العقبات التي تعترض عمل هذه المهنة في لبنان، وذلك بعد عرض موجز لأبرز المشاكل التي يعاني منها المحامون ولا سيما في المحاكم الروحية. وأكدنا على ضرورة السعي لتطوير عدالة أفضل في لبنان، وفتح دورات تدريبية للمحامين الكنسيين". ثم التقى الراعي المرشح للانتخابات الرئاسية في لبنان جيلبير مجبر يرافقه المدير العام لشركة دافيا مارتان الحلو وايلي غانم الذين قدموا التهاني بالعيد. وبعد اللقاء أوضح مجبر انه "التمس من صاحب الغبطة البركة"، مؤكدا على "ضرورة ان لا ينحصر الترشح لرئاسة الجمهورية بأشخاص محددين، ذلك ان نظامنا الديموقراطي يعطي الحق لأي مواطن لبناني بالترشح لهذا المنصب". ورأى "ان العمل الإنمائي الذي تقوم به مؤسسة مجبر الإنمائية، سيكون أوسع وأشمل اذا ما ترافق والعمل السياسي، من هنا اهتمامنا بفكرة الترشح لرئاسة الجمهورية. لقد وضعت مشروعا وبرنامجا للغاية، تم فيه التركيز بالدرجة الأولى على تفعيل الخطط التي تقدم للمواطن عيشا كريما اسوة بالشعوب في الدول المتقدمة".

وختم متمنيا "ان تحمل هذه الأعياد بشرى سارة لجميع اللبنانيين تعيد اليهم الأمل بغد مشرق في وطن طالما احبوه ورفضوا التخلي عنه وهو لبنان".

ومن زوار الصرح وفد من اللجنة الاسقفية للحوار المسيحي الإسلامي برئاسة الأباتي انطوان ضو ضم المحامين: ميشال الحاج، جورج الحاج، جرجي الخوي، ميشال الخوري وانطوان الخوري في زيارة قدموا خلالها التهنئة بالعيد وعرضوا لوضع الجالية اللبنانية في الكويت.

 

رئيس حكومة إيرلندا يتفقد وحدة بلاده في الجنوب

الأربعاء 23 كانون الأول 2015 /وطنية - زار رئيس حكومة إيرلندا آندا كينني ووزير دفاعها سيمون كوفينني برفقة رئيس أركان الدفاع الأميرال ميللت وحدة بلادهم العاملة في "اليونيفيل" في مقرها الرئيسي في الطيري في قضاء بنت جبيل، حيث كان في استقبالهم رئيس البعثة القائد العام ل"اليونيفيل" اللواء لوتشانو بورتولانو وقائد القطاع الغربي الجنرال فرانكو فيديريتشي وقائد الكتيبة الفنلندية - الإيرلندية المقدم كاري ماكينن ونائبه المقدم برندان ماغيننز وعدد كبير من الضباط والجنود الإيرلنديين. وأقيمت مراسم الاستقبال الرسمي في باحة المقر وقدمت ثلة من حرس الشرف التحية العسكرية على وقع الموسيقى الوطنية، وشكر كينني باسم حكومة إيرلندا وشعبها للضباط والجنود الإيرلنديين تضحياتهم في سبيل خدمة السلام في جنوب لبنان، متمنيا لهم مزيدا من التقدم والنجاح. وتواصل الوحدة الفنلندية - الإيرلندية إلتى تشارك إلى جانب الوحدات الآتية من إيطاليا وغانا وكوريا الجنوبية وماليزيا وأستونيا وسلوفينيا وأرمينيا وسلطنة البروناي وتانزانيا في القطاع الغربي ل "اليونيفيل" تحت أمرة الجنرال الإيطالي فرانكو فيديريتشي، تقديمها للخدمات والمشاريع العديدة في منطقة عملها إضافة إلى دعم المدارس والطلاب الجنوبيين من أجل تسهيل تحصيلهم العلمي ومساندتهم لإتمام الدراسة.

 

 نظام مغيط: هدفنا عودة العسكريين وامكانية التحرك واردة

الأربعاء 23 كانون الأول 2015 /وطنية - اشار نظام مغيط شقيق المعاون الاسير ابراهيم مغيط الى ان "الأعياد بالنسبة الينا عبارة عن مأساة، أصبحت مزمنة، ونحن نفهم جيدا فرحة العيد لدى المواطنين، وليتفهم الجميع ما نشعر به". وقال في تصريح: "هدفنا عودة العسكريين التسعة، وحتى ذلك الحين كل شيء وارد، ولا يقبل المهادنة"، واكد ان "امكان التحرك واردة في اي لحظة واحتمالات التحرك واسعة ولن نقبل ان يبقى الملف عالقا بين التفتيش والتسريب الإعلامي".

 

فرنجيه التقى سفيري جنوب افريقيا واوستراليا

الأربعاء 23 كانون الأول 2015 /وطنية - استقبل رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجيه في دارته في بنشعي، سفير جنوب أفريقيا في لبنان شون بينيفلدت، في حضور الدكتور جان بطرس، حيث تم عرض لآخر التطورات في لبنان والمنطقة. كذلك، استقبل فرنجيه سفير اوستراليا في لبنان غلن مايلس، في حضور الدكتور بطرس، وتم البحث في الامور التي تهم البلدين وشؤونا لبنانية واقليمية.

 

عون التقى سفيري كردستان العراق وافريقيا الجنوبية بالرابية

الأربعاء 23 كانون الأول 2015 /وطنية - التقى رئيس كتلة التغيير والاصلاح العماد ميشال عون صباحا في دارته بالرابية، سفيري العراق الكردية الدكتور علي العامري وافريقيا الجنوبية شون بينيفيلو، في حضور المسؤول على العلاقات الدبلوماسية في التيار ميشال دو شادارفيان.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

النائب جوزيف معلوف لـ »السياسة«: عون أحق من فرنجية بالرئاسة نظراً لخبرته وشعبيته

البطريرك الراعي سيدعو لانتخاب رئيس من خارج الأقطاب

بيروت »السياسة«/كشفت مصادر موثوقة لـ »السياسة« أنه إذا لم يبادر الأقطاب الموارنة الأربعة إلى دعم التسوية الرئاسية أو الاتفاق على أحد من بينهم لانتخابه رئيساً للبنان، فإنه سيكون للبطريرك بشارة الراعي موقف في غاية الأهمية، حيث سيطالب بضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية من خارج هؤلاء الأقطاب وبأسرع وقت، بعدما قام بكل ما هو مطلوب منه لحض الأقطاب على تسهيل الانتخابات، وبالتالي فإنه ما عاد ممكناً تقبل بقاء الوضع على ما هو عليه، سيما أنه لم تتم الاستجابة حتى الآن من قبل القادة الموارنة الأربعة للدعوة التي وجهها البطريرك الراعي للاجتماع في بكركي لبت مسألة التسوية الرئاسية واتخاذ موقف حاسم منها، ما فسرته البطريركية المارونية على أنه رفض من جانب القادة لهذه التسوية، الأمر الذي يستوجب البحث عن رئيس من خارج الأقطاب لملء الفراغ الرئاسي وطي صفحة الشغور المستمر منذ أكثر من سنة ونصف. وفيما ينتظر أن يضمن البطريرك الراعي رسالته اليوم في مناسبة عيد الميلاد مواقف حازمة وشديدة اللهجة في ما يتصل باستمرار الفراغ الرئاسي، أفادت معلومات أن بكركي تقود اتصالات تتناول التسوية الرئاسية المطروحة دفعاً لإنجاز الحل وانتخاب رئيس للجمهورية، حيث ذُكر أن البطريرك الراعي التقى في الساعات الماضية اثنين من الأقطاب الأربعة، على أن يلتقي الاثنين الآخرين في وقت لاحق، انطلاقاً من ضرورة الإسراع بملء الشغور والبحث عن أفكار تسمح بالوصول إلى هذا الهدف. وفي هذا السياق، لفت عضو كتلة »القوات اللبنانية« النيابية النائب جوزف المعلوف، إلى أنه »إذا كان تم التوافق على أن رئيس الجمهورية من ضمن »8 آذار«، فالنائب ميشال عون أحق من النائب سليمان فرنجية مع احترامنا للأخير، لأن الأول يحظى بتمثيل شعبي أوسع ولديه خبرة سياسية أطول، عدا عن أن هناك نقاطاً عدة في إعلان النوايا بين »القوات« و«التيار الوطني الحر« تقربنا من النائب عون«. وقال معلوف لـ«السياسة«، إن »لا شيء شخصياً ضد النائب فرنجية، ولكن ما يهمنا هو البرنامج وليس الشخص، ولذلك فإننا لم نعلن دعمنا لأي مرشح، بانتظار البرنامج وما يهمنا أيضاً هو ألا تكون التسوية محصورة بحل قضية رئاسة الجمهورية وتبقى هناك عقد أخرى، كقانون الانتخابات والتوافق على عدم التعطيل والتمسك بالكيان اللبناني ومسلمات »14 آذار« وهذه أمور يجب أن يكون للرئيس العتيد موقف واضح منها«، لافتاً إلى أن »القوات« لم تحدد موقفها من تأييد أي مرشح وسيكون لها الموقف المناسب في الوقت الملائم. وأشار المعلوف إلى أن الاتصالات لم تنقطع بين رئيس »تيار المستقبل« سعد الحريري ورئيس حزب »القوات اللبنانية« سمير جعجع، مشدداً على متانة قوى »14 آذار« في مواجهة الاستحقاقات الداهمة. وكرر أن الاختلاف لن يتحول إلى خلاف، لأن هناك حرصاً من جانب قادة »14 آذار« على استمرار تماسك الفريق السيادي وعدم انقسامه.ورداً على ما يتم تداوله عن تفكير لدى جعجع بترشيح عون في مواجهة فرنجية، قال النائب مروان حمادة، إنه لا يظن أن الأمور وصلت داخل »14 آذار« إلى حد تبادل هذا النوع من المناورات القاتلة لوحدة »14 آذار«، مشيراً إلى أن الزيارة الأخيرة التي قام بها نادر الحريري إلى جعجع لم تكن أبداً في هذه الأجواء، بل على العكس كان التركيز على تجميع صفوف »14 آذار« والعمل على تنظيم ما جرى والتخفيف من وطأته.

 

النجادة: المعطلون مستمرون في ضرب مرتكزات الوطن ومؤسساته

الأربعاء 23 كانون الأول 2015 /وطنية - أكد رئيس حزب "النجادة" مصطفى الحكيم، "ان المعطلين لدور الدولة ومؤسساتها، وهم باتوا معروفين ومكشوفين امام جميع اللبنانيين، لا يزالون يلعبون بقدر البلد ويستمرون في تعطيل كل مبادرة إنقاذية، وبخاصة المبادرة الإنقاذية للرئيس سعد الحريري واختطاف الانتخابات الرئاسية وتعطيل عمل الحكومة، ويجروننا الى المهالك عبر طرقهم الملتوية وأفشالهم عمليات التشريع وافشال الحوار الوطني". ودعا في تصريح اليوم الى "استغلال الأوضاع الداخلية المتردية والمأزومة لحماية الساحة الداخلية ممن يريد ان يجعل لبنان دولة مقطعة الأوصال تضاف الى دول الجوار كسورية والعراق واليمن وغيرها ميدانا لقتال وحروب طائفية ومذهبية تذهب بكل مقوماتها السياسية والدستورية"، املا في "الا يتم توريط لبنان بحرب مع العدو الاسرائيلي الذي لا يقيم وزنا لأية معايير إنسانية او دولية". وطالب ب "تكاتف الجميع ليكون رأينا واحدا في العاصفة التي تجتاح المنطقة، وخصوصا في ما يخص مختلف المشاكل التي نعاني منها، وان نرى الأمور من زاوية المصلحة الوطنية العليا وليس من زاوية المصلحة الشخصية وبعيدا عن الاجندات الاقليمية والدولية وحسابات الربح والخسارة، وان نعيد لبلدنا دوره الحضاري بدلا من تشتيت شمله وزيادة اعبائه وتوسيع رقعة الخلافات".

 

وديع الخازن معايدا الراعي: نعول على القيادات الروحية والزمنية في إنقاذ الموقع الأول في البلاد

الأربعاء 23 كانون الأول 2015 /وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بعد ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن على رأس وفد من الهيئة التنفيذية في المجلس، في زيارة للتهنئة بالأعياد.

وعقدت خلوة بين الراعي والخازن تناولت المواضيع الراهنة، وقال الخازن بعد اللقاء: "تشرفت بلقاء غبطة أبينا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي مع وفد من الهيئة التنفيذية في المجلس العام الماروني لتهنئته بحلول عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الجديدة والتي تلاقت مع عيد المولد النبوي الشريف، وكأن قدر المسيحيين والمسلمين أن يظلوا على لقاء دائم. وكانت مناسبة مباركة للاشادة بالمواقف والدعوات الوطنية الجامعة التي يطلقها نيافته منذ مطلع جلسات إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، مهيبا بالجميع "ألا يفرطوا ويتأخروا أكثر عن إحترام هذا الإستحقاق لأن الإخفاق هو دليل عجز وفشل عن الوصول إلى وفاق عادل مما يعكس أمام الرأي العام الخارجي أن اللبنانيين غير قادرين على إدارة شؤونهم بأنفسهم وهم بالتالي قاصرون وبحاجة إلى وصاية دائمة. وهذا ما لا يريده أحد بعيدا عن أي تخويف أو تهويل أو إستقواء لأن اختيار رئيس جديد إنما يمثل رمزا لوحدة البلاد وجمع الشمل حول كل القضايا المشكو منها من هذا الفريق أو ذاك". واضاف: "وإننا، إذ نحمد الله على النعمة التي إستطاع لبنان بفضلها أن ينقذ نفسه من شرورالفتنة حتى اليوم، نعول على القيادات الروحية والزمنية في إنقاذ الموقع الأول في البلاد الذي يعني المسيحيين المشرقيين خصوصا، وألا يخيبوا آمال مواطنيهم والأجيال الطالعة الذين يلحون على هذا المطلب الجوهري لأنه الضمانة الكبرى لعبور محنة أبناء المسيح في أرضهم وتراثهم المشترك مع أخوانهم المسلمين" . ومن مهنئي الراعي بالاعياد السفير البابوي المونسنيور غابريال كاتشيا، في حضور الكاردينال نصرالله صفير وعدد من المطارنة ثم النقيب السابق للمحامين انطوان اقليموس ونجله المحامي ايلي.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مقتل العشرات بالغاز السام في ريف دمشق

24/12/15/دمشق – وكالات: قصفت مروحيات النظام السوري ببراميل متفجرة تحتوى غازات سامة أحياء سكنية في مدينة المعضمية بريف دمشق، ما أدى إلى مقتل عشرات الأشخاص، غالبيتهم من المدنيين بينهم رضيع، وإصابة نحو ثلاثين آخرين بحالات اختناق. وقال المسؤول الإعلامي للدفاع المدني في ريف دمشق، أمس، «هناك نحو 12 شهيدا والعشرات من المصابين في حالات خطرة جدا نتيجة استهداف المدينة ببراميل متفجرة تحوي غازات سامة». وأكد أحد الأطباء العاملين في مستشفى الغوطة التخصصي في إتقال، أنّ النظام السوري «استخدم غاز السارين في المعضمية بالحي الغربي، حيث ظهرت على المصابين مجموعة من الأعراض تمثلت في سيلان أنفي ولعابي تطور لاحقاً إلى سيلان دموي وضيق في التنفس، وصغر في حجم البؤبؤ تطور إلى توسع واضح مدللاً على الوفاة، كما أنه ظهر على المصابين الاستفراغ ومعظم الإصابات ظهرت عليها علامات التبول والتغوط اللارادي، كما ظهرت حركات لا ارادية تشنجية انتهت بتوقف التنفس وتوسع الحدقة والموت». وأسفر القصف أيضاً عن إلحاق دمار كبير بالممتلكات والمنازل، وذلك في إطار حملة مكثفة يشنها سلاح الجو التابع لقوات النظام على مختلف مناطق ريف دمشق.

 

الأمم المتحدة تسعى لتسهيل نقل المساعدات الإنسانية إلى سورية

24/12/15/الأمم المتحدة (الولايات المتحدة) – أ ف ب: أصدر مجلس الأمن الدولي، قرارا جديداً سعيا لتسهيل نقل المساعدات الإنسانية إلى ملايين السوريين، علماً أن قراراته السابقة نفذت بشكل جزئي.وأقر النص الجديد بالاجماع، بما يشمل روسيا حليفة دمشق، وهو ينص على التمديد لمدة عام ينتهي في 10 يناير 2017 للإذن الممنوح لقوافل الأمم المتحدة لعبور الحدود الخارجية لسورية من دون موافقة مسبقة من دمشق، لاغاثة مئات آلاف المدنيين لا سيما في مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة. وطلب من السلطات السورية الاستجابة الى المطالب الانسانية «لتوصيل المساعدات عبر خطوط الجبهة» بين مناطق النظام والمعارضة، مذكراً الأطراف المتنازعة، عملا بالقوانين الانسانية الدولية، بواجبها أن تجيز مرور الاعانات المخصصة للمدنيين. وأشار مجلس الامن إلى «قصور في التنفيذ الفعال» لقراراته السابقة، ووضع الجهات المتقاتلة، سواء من معسكر النظام أو المعارضة، عقبات كثيرة بعضها اداري الطابع. ودان «استمرار وجود العراقيل امام نقل المساعدات الانسانية عبر خطوط القتال وتكاثرها»، متهما السلطات السورية «بمنح تصاريح لعدد قليل من القوافل». وذكر بأنه منذ سيطرة عناصر تنظيم «داعش» على مناطق شاسعة في سورية والعراق، بات قسم من المدنيين الذين يحتاجون المساعدة شبه معزولين عن العالم.

وأشار الى أن «داعش» وغيره من الجماعات المتشددة «يمنعون نصف السكان تقريبا في مناطق يصعب الوصول اليها، ونحو النصف في مناطق محاصرة، من تلقي المساعدات الانسانية». وأكدت الامم المتحدة أن الصعوبات تزداد امام عاملي الاغاثة للوصول الى 4,5 ملايين مدني في مناطق يصعب الوصول اليها أو مناطق محاصرة. وأشارت إلى حاجة 13,5 ملايين سوري الى مساعدات انسانية عاجلة، حيث نزح 6,5 ملايين منهم بسبب الحرب المستمرة منذ اربع سنوات ونصف العام فيما لجأ 4,2 ملايين سوري بشكل اساسي الى الدول المجاورة (لبنان وتركيا والأردن)

 

«العفو الدولية»: الغارات الروسية على أهداف مدنية في سورية ترقى إلى جرائم حرب وأدت إلى مقتل نحو ألفي شخص منذ انطلاقها في سبتمبر

24/12/15/دمشق – أ ف ب: اتهمت منظمة «العفو الدولية»، روسيا بقتل «مئات المدنيين والتسبب بدمار هائل» في سورية، جراء الغارات الجوية التي تشنها على مناطق سكنية، معتبرة أن هذه الضربات قد ترقى إلى حد كونها «جرائم حرب»، الأمر الذي نفته موسكو. وذكرت المنظمة في تقرير أن «الضربات الجوية الروسية أسفرت عن مقتل مئات المدنيين وتسببت بدمار هائل في مناطق سكنية، حيث أصابت منازل ومسجدا وسوقا مكتظة بالناس بالإضافة إلى مرافق طبية، وذلك في نمط هجمات يُظهر أدلة على وقوع انتهاكات للقانون الدولي الإنساني». وأشارت إلى أنها وثقت «أدلة تشير إلى استخدام روسيا للذخائر العنقودية المحظورة دوليا والقنابل غير الموجهة في مناطق سكنية مكتظة». وتطرقت المنظمة إلى ستة هجمات وقعت في محافظات حمص (وسط) وإدلب (شمال غرب) وحلب (شمال) في الفترة الممتدة بين سبتمبر ونوفمبر الماضيين، مشيرة إلى أنها تسببت بـ»مقتل نحو 200 مدني ونحو 12 مقاتلاً». وأشارت إلى أنه «لم تكن هناك أي أهداف عسكرية أو مقاتلين في المحيط المباشر للمناطق التي ضُربت وهذا يشير إلى أن الهجمات ربما تكون قد شكلت انتهاكا للقانون الدولي الإنساني». ووثقت المنظمة في احدى الهجمات اطلاق ثلاثة صواريخ على سوق مزدحم في وسط مدينة اريحا بمحافظة إدلب، ما تسبب بمقتل 49 مدنياً، ونقلت عن شهود وصفهم «كيف تحول سوق الأحد الذي يعج بالحركة إلى مسرح لمذبحة في ثوان». وأشارت إلى مقتل «46 مدنيا، بينهم 32 طفلا و11 امرأة، ممن كانوا يلتمسون ملجأ في طابق التسوية لمبنى سكني طلبا للسلامة في 15 أكتوبر في الغنطو بمحافظة حمص». وقال مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال افريقيا في المنظمة فيليب لوثر، «يبدو أن بعض الضربات الجوية الروسية أصابت مدنيين أو أهدافا مدنية بشكل مباشر وحتى مرافق طبية، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين». وأضاف «مثل هذه الضربات ربما تصل إلى حد جرائم الحرب»، مشددا على أنه «من المهم للغاية أن يتم إجراء تحقيقات مستقلة ومحايدة في الانتهاكات المشتبه بها». وفي وقت لاحق، نفت موسكو الاتهامات الواردة في تقرير منظمة «العفو الدولية»، موضحة أن لا معطيات متوافرة لديها عن مقتل مدنيين جراء ضرباتها بسورية، في إطار مساندتها الجيش السوري في عملياته البرية ضد الفصائل المقاتلة والاسلامية والمتطرفين. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بسكوف، «لا معلومات لدينا عن صحة ما أوردته منظمة العفو الدولية»، موضحاً أنه ستتم «مناقشة التقرير مع وزارة الدفاع والهيئات الأخرى المعنية». من جهته، أكد مسؤول في وزارة الدفاع الروسية أننا «لم نتلق أي معطيات (بشأن خسائر بشرية محتملة) منذ 30 سبتمبر» الماضي، تاريخ بدء موسكو حملتها الجوية في سورية. وفي حصيلة جديدة أول من أمس، أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل 2132 شخصا، يتوزعون بين 710 مدنيين و1422 مقاتلاً، جراء الغارات الروسية منذ بدء موسكو حملتها في سورية قبل نحو شهرين. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن بين القتلى المدنيين الـ710، «161 طفلا دون سن الـ 18 و104 سيدات»، في حين يتوزع القتلى غير المدنيين بين «598 عنصرا من تنظيم داعش و824 مقاتلا من الفصائل المقاتلة والإسلامية وجبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سورية)».

 

لافروف والعطية يبحثان في الصراع السوري غداً

24/12/15 موسكو – وكالات: أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس، أن وزير الخارجية سيرغي لافروف سيلتقي نظيره القطري خالد العطية غداً، مضيفة إن الصراع السوري يتصدر جدول أعمالهما. وذكرت الوزارة في بيان، أن محادثات الجانبين بموسكو ستتناول أيضا التعاون في مجال الغاز. إلى ذلك، قال لافروف، خلال لقائه رئيس حزب «الشعوب الديمقراطي» التركي (ذي الغالبية الكردية) صلاح الدين دميرطاش، في موسكو، إن توتر العلاقات مع القيادة التركية لا ينسحب على الشعب التركي، مشدداً على ضرورة توحيد جهود جميع الأطراف التي تحارب الإرهاب. وأكد لافروف استعداد بلاده للتعاون مع جميع الجهات التي تحارب الارهابيين على الأرض في سورية لاسيما ما يسمى بتنظيم «داعش».ونقلت وكالة انباء «انترفاكس» عن لافروف قوله «اننا نعلم بوجود عناصر كردية تقاتل الى جانب الجيش السوري والجيش العراقي ضد الجماعات الارهابية». من جانبه، قال دميرطاش إن حزب «الشعوب الديمقراطي» يعارض تردي العلاقة بين روسيا وتركيا.

 

الأسد يشارك بإحياء ذكرى المولد النبوي

24/12/15/دمشق – أ ف ب: شارك الرئيس السوري بشار الاسد، في إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف في مسجد الاكرم بحي المزة غرب دمشق. وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» في خبر عاجل، أن «السيد الرئيس بشار الأسد يشارك في الاحتفال الديني الذي تقيمه وزارة الاوقاف في ذكرى مولد الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في مسجد الاكرم بدمشق». وبث التلفزيون السوري مشاهد مباشرة لوقائع إحياء الذكرى، وظهر فيها الأسد جالسا على الارض داخل المسجد متوسطا وزير الأوقاف السوري محمد عبد الستار السيد ومفتي سورية أحمد بدر الدين حسون. ونقل موقع «سي إن إن بالعربي» عن وزير الأوقاف محمد عبد الستار السيد تأكيده في كلمة بالمناسبة، صمود بلاده في مواجهة الحرب وما أسماها بـ»القوى الظلامية»، إضافة إلى القيادة الرشيدة للأسد، والصداقة القوية التي تجمع سورية بروسيا وإيران. وجاءت مشاركة الأسد شخصيا في إحياء هذه المراسم بعد ثلاثة أيام على زيارته وزوجته كنيسة سيدة دمشق الواقعة في شرق العاصمة، للاطلاع على الاستعدادات للاحتفال بعيد الميلاد. يشار إلى أن ظهور الأسد العلني بات نادرا منذ بدء النزاع منتصف مارس 2011، ويقتصر غالبا على اداء الصلاة في الاعياد أو إحياء مناسبات وطنية وسط حراسة مشددة.

 

خادم الحرمين: سياسات النظام السوري أوجدت أرضاً خصبة للإرهاب

24/12/15/الرياض – واس: أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أن السعودية حريصة على الدفاع عن القضايا العربية والاسلامية وأنها ستواصل محاربة الإرهاب بكل صرامة وحزم، كما أنها لن تسمح لكائن من كان أن يعبث بأمنها واستقرارها. وإذ أشار إلى أن سياسات النظام السوري التي أدت إلى إبادة مئات الآلاف وتشريد الملايين وفرت أرضاً خصبة للتنظيمات الإرهابية، شدد الملك سلمان على أن «عاصفة الحزم» في اليمن هدفت لإنقاذه من فئة انقلبت على شرعيته وسعت إلى الهيمنة وزرع الفتن في المنطقة تنفيذاً لتوجهات إقليمية تسعى إلى التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية.

جاء ذلك في كلمة لخادم الحرمين، أمس، خلال افتتاح أعمال السنة الرابعة من الدورة السادسة لمجلس الشورى، تضمنت استعراضاً لسياسة المملكة الداخلية والخارجية وما حققته من إنجازات.

الاقتصاد والتنمية

وأكد خادم الحرمين أن عجلة التطوير والنماء استمرت في وتيرة متصاعدة، رغم التقلبات الاقتصادية الدولية، وأنه إدراكاً من الحكومة أن الإنسان السعودي هو هدف التنمية الأول، فقد واصلت اهتمامها بقطاعات الصحة والتعليم والإسكان والتوظيف والنقل والاقتصاد وغيرها، ووفرت لها الدعم غير المحدود المادي والبشري والتنظيمي، وتأتي إعادة تنظيم أجهزة مجلس الوزراء دعماً لمسيرة التنمية. وأشار إلى أن المملكة سارت في سياستها الخارجية على مبادئها الثابتة، الملتزمة بالمواثيق الدولية، المدافعة عن القضايا العربية والإسلامية، الرامية إلى محاربة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار في العالم، الساعية إلى توحيد الصفوف لمواجهة المخاطر والتحديات التي تحيط بالأمتين العربية والإسلامية. وقال الملك سلمان «إن برامج التطوير والتنمية التي نشهدها تنطلق من ثوابتنا الدينية وقيمنا الاجتماعية، بما يحفظ الحقوق ويحدد الواجبات، وإننا عازمون على مواصلة تلك البرامج في جوانب التنمية السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية والخدمية، ومن هنا فقد وجهنا بإعادة هيكلة أجهزة مجلس الوزراء وما استتبع ذلك من إلغاء العديد من المجالس والهيئات واللجان، ونقل اختصاصاتها إلى كل من مجلس الشؤون السياسية والأمنية، ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، ومن خلال هذين المجلسين بإشراف ومتابعة مجلس الوزراء ستستمر الجهود في تعزيز مسيرة التنمية والوصول إلى تكامل الأدوار وتحديد المسؤوليات والاختصاصات ومواكبة التطورات وتحسين بيئة العمل وتقوية أجهزة الدولة». وفي الشأن الاقتصادي، أوضح خادم الحرمين أن «ارتفاع أسعار النفط خلال السنوات الماضية أسهم في تدفق إيرادات مالية كبيرة حرصت الدولة من خلالها على اعتماد العديد من المشاريع التنموية الضخمة وتطوير البنية التحتية إضافةً إلى تعزيز الاحتياطي العام للدولة مما مكّن بلادنا بفضل الله من تجاوز تداعيات انخفاض أسعار النفط، بما لا يؤثر على استمرار مسيرة البناء وتنفيذ خطط التنمية ومشروعاتها»، مشيراً إلى أن الاقتصاد السعودي «واصل نموه الحقيقي على الرغم من التقلبات الاقتصادية الدولية وانخفاض أسعار النفـط، والفضـل ـ بعـد الله ـ يعود إلى السياسات الاقتصادية المتوازنة والحكيمة التي تتبعها الدولة في ضبط الأوضاع المالية العامة، والمحافظة على الاستقرار والتوازن بين الموارد والإنفاق على المشروعات التنموية الكبيرة في جميع القطاعات». وأشار إلى أن المملكة استمرت في الاهتمام باستقرار السوق النفطية من خلال انتهاج سياسة متوازنة تراعي مصالح المنتجين والمستهلكين، وتضمن استقرار السوق وحماية مصالح الأجيال الحاضرة والقادمة، «وهي حريصة على الاستمرار في عمليات استكشاف البترول والغاز والثروات الطبيعية الأخرى في المملكة، وآفاق اقتصادنا مبشرة ولله الحمد». وأضاف الملك سلمان «لقد نجحنا ـ بفضل الله ـ في المحافظة على مستويات الدين العام التي لاتزال منخفضة مقارنة بالمعدلات العالمية، والمملكة حريصة على تنفيذ برامج تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط مصدراً رئيساً للدخل، ورؤيتنا في الإصلاح الاقتصادي ترتكز على رفع كفاءة الإنفاق الحكومي، والاستفادة من الموارد الاقتصادية وزيادة عوائد الاستثمارات الحكومية».

الوحدة

وشدد خادم الحرمين على أن «الشريعة الإسلامية تقوم على الحق والعدل والتسامح ونبذ أسباب الفرقة، ولذلك فإن الجميع يدرك أهمية الوحدة الوطنية ونبذ كل أسباب الانقسام وشق الصف، والمساس باللحمة الوطنية، فالمواطنون سواء أمام الحقوق والالتزامات والواجبات، وعلينا جميعاً أن نحافظ على هذه الوحدة، وأن نتصدى لكل دعوات الشر والفتنة أياً كان مصدر هذه الدعوات ووسائل نشرها، وعلى وسائل الإعلام مسؤولية كبيرة في هذا الجانب». وأكد أن المملكة «ماضية في دعم الجهود لمواجهة التحديات والمخاطر التي تحيط بالأمتين العربية والإسلامية»، مشيراً إلى أن الأمن «هو الركيزة في استقرار الشعوب ورخائها، ولقد كان المواطن السعودي ولا يزال مستشعراً لمسؤوليته في هذا الشأن فهو رجل الأمن الأول وعضدٌ لقيادته وحكومته في دحر الحاقدين والطامعين ولن نسمح لكائن من كان أن يعبث بأمننا واستقرارنا».

الإرهاب

وتطرق الملك سلمان في خطابه إلى محاربة الإرهاب قائلاً «إن الإرهاب آفة عالمية اكتوى بنارها العديد من الدول والشعوب، فليس له دين ولا وطن، ولقد كان لأجهزة الدولة الأمنية الباسلة جهود جبارة في التصدي للإرهابيين بكل حزم وقوة، ولقد وفقوا ولله الحمد في ملاحقتهم وتفكيك شبكاتهم وخلاياهم إضافة إلى تنفيذ عمليات أمنية استباقية أسهمت بشكل فاعل في درء شرورهم وإحباط مخططاتهم، ونحن عاقدون العزم بحول الله وقوته على دعم وتعزيز قدرات أجهزتنا الأمنية بكل الوسائل والأجهزة الحديثة التي تمكنهم من أداء مهامهم ومسؤولياتهم على أكمل وجه وهي مصدر فخرنا واعتزازنا». وشدد على أن المملكة التي عانت من آفة الإرهاب ستواصل محاربته «والتصدي بكل صرامة وحزم لمنطلقاته الفكرية التي تتخذ من تعاليم الإسلام مبرراً لها والإسلام منها براء»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن «محاربة الإرهاب والتصدي له واقتلاع جذوره وتجفيف منابعه مسؤولية دولية مشتركة فخطره محدق بالجميع». وأوضح أنه «من هذا المنطلق جاء تشكيل التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب بقيادة المملكة، وتأسيس مركز عمليات مشتركة بمدينة الرياض لتنسيق ودعم العمليات العسكرية لمحاربة الإرهاب ولتطوير البرامج والآليات اللازمة لدعم تلك الجهود».

اليمن

وإذ أكد حرص المملكة على الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية في المحافل الدولية وفي مقدمة ذلك تحقيق ما سعت وتسعى إليه دائماً من أن يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس، أكد الملك سلمان أنه «في سياق حرص المملكة على أداء واجباتها تجاه الدول الشقيقة ونصرتها، جاءت عملية «عاصفة الحزم» بمشاركة عدد من الدول العربية والإسلامية وبطلب من الحكومة الشرعية في اليمن لإنقاذه من فئة انقلبت على شرعيته وعبثت بأمنه واستقراره، وسعت إلى الهيمنة وزرع الفتن في المنطقة، ملوحة بتهديد أمن دول الجوار وفي مقدمها المملكة، ومنفذة لتوجهات إقليمية تسعى إلى التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية من خلال تحويل اليمن إلى بؤرة للصراع المذهبي والطائفي، الأمر الذي أملى على دول التحالف التعامل مع هذا الخطر المحدق بأمن اليمن وشعبه وأمن المنطقة العربية بما يعيد الشرعية والاستقرار إلى اليمن الشقيق، ويمنع التهديدات التي تمثلها هذه الفئة ومن يدعمها إقليمياً، ويؤمن للمنطقة استقرارها وسلامة أراضيها. وأعقب ذلك عملية «إعادة الأمل» وبرامج الإغاثة والمساعدات الإنسانية للشعب اليمني الشقيق عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وذلك ليتجاوز ظروفه وأوضاعه وليستعيد دوره الطبيعي إقليمياً ودولياً».

وذكر بأن المملكة منذ بداية الأزمة وحتى الآن تدعو إلى حل سياسي وفقاً للمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني الشامل، ولقرار مجلس الأمن رقم 2216.

سورية

وفي الشأن السوري، أكد الملك سلمان أن موقف السعودية واضح منذ الأزمة، «وهي تسعى للمحافظة على أن تبقى سورية وطناً موحداً يجمع كل طوائف الشعب السوري، وتدعو إلى حل سياسي يخرج سورية من أزمتها ويمكّن من قيام حكومة انتقالية من قوى المعارضة المعتدلة، تضمن وحدة السوريين، وخروج القوات الأجنبية، والتنظيمات الإرهابية التي ما كان لها أن تجد أرضاً خصبة في سورية لولا سياسات النظام السوري التي أدت إلى إبادة مئات الآلاف من السوريين وتشريد الملايين». وختم خادم الحرمين خطابه متوجهاً إلى أعضاء مجلس الشورى بالقول «إن دولتكم حريصة على الارتقاء بأداء أجهزتها بما يلبي تطلعات وآمال مواطنيها في المجالات كافة، وهي تدرك أن أمامها العديد من التحديات إلا أنها عاقدة العزم بإذن الله على تجاوزها وتوفير الحياة الكريمة لمواطنيها، ونحن نقدّر ما يقوم به مجلس الشورى من أعمال وما يقدمه من آراء سديدة في الشأنين الداخلي والخارجي، ونتطلع إلى أن يستمر المجلس في ذلك بكل جدية وفاعلية».

 

القوات العراقية تواصل تقدمها وتستعد لاقتحام المجمع الحكومي وسط الرمادي

24/12/15/بغداد – وكالات: تستعد قوات جهاز مكافحة الإرهاب العراقية لاقتحام منطقة الحوز التي تضم المجمع الحكومي بمدينة الرمادي بعد فرض سيطرتها على عدد من الأحياء وسط المدينة. وقال ضابط كبير في جهاز مكافحة الإرهاب لوكالة «فرانس برس» طالباً عدم ذكر اسمه، أمس، إن «قواتنا تستعد في الوقت الراهن لاقتحام منطقة الحوز الذي يتواجه فيها المجمع الحكومي» وسط المدينة، مشيراً إلى أن عملية الاقتحام ستكون بدعم من التحالف الدولي من خلال تقديم الخطط للقوات العسكرية على الأرض والإسناد الجوي. ولفت إلى أن هذا التقدم جاء بعد يوم واحد من دخول قوات النخبة إلى مركز المدينة من المحور الجنوبي الذي تمكنت خلالها فرض سيطرتها على عدد من الأحياء في هذه المدينة التي سقطت بيد تنظيم «داعش» في مايو الماضي، مضيفاً إن إعادة السيطرة على المجمع الحكومي قد تشكل خطوة رئيسية لتأكيد السيطرة التامة على مدينة الرمادي التي من المؤمل أن تتم خلال ثلاثة أيام.

من جهته، أكد قائد جهاز مكافحة الإرهاب الفريق عبد الغني الأسدي أن القوات العراقية تتقدم في مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار، حيث دخلت أول من أمس، إلى قلب المدينة التي كان «داعش» يتبجح بأنها «منطقة محصنة». وقال الأسدي في مؤتمر صحافي ببغداد، أمس، إن التنظيم استخدم نوعاً جديداً من العبوات الناسفة عبارة عن «قناني أوكسجين «تسببت في إعاقة معدات ثقيلة تأثرت بانفجارها وانقلبت على جانبها». وأضاف إن المنطقة التي سيطرت عليها القوات العراقية هي مفتاح المناطق الأخري بالرمادي، ودخلنا من الموقع الذي راهنوا عليه كثيرا وكانوا يتبجحون بأنه سيبقى محصناً، لافتاً إلى أنه كان بالإمكان الدخول إلى هذه المناطق قبل هذا الوقت لكن احتجاز العائلات أخر الأمر، وبعد التأكد من خلوها من العائلات تم دخولها. ويتوجب على القوات الحكومية العراقية التي يساندها طيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، التحرك بحذر شديد في هذه المدينة التي خلت شوارعها وبدت عليها آثار الدمار.

ويفخخ «داعش» قبل الانسحاب من مواقعه الشوارع والطرق المنازل ويهرب من خلال أنفاق قد تكون كذلك مفخخة وتحوي على كمية كبيرة من المتفجرات. وعثرت القوات الأمنية خلال عمليات التمشيط للأحياء التي حررتها على كميات كبيرة من الأسلحة والأعتدة بينها صواريخ عملاقة مصنعة من قوارير غاز الطبخ، فيما قدر المسؤولون عدد مسلحي التنظيم قبل الهجوم الأخير بنحو 300 من مقاتلي التنظيم الذين يتواجدون في مركز المدينة. إلى ذلك، أعلن رئيس أركان الجيش الفريق عثمان الغانمي أن القوات الحكومية تتوقع إخراج متشددي «داعش» من الرمادي خلال أيام. ونقلت قناة «العراقية» التلفزيونية عن الغانمي قوله، أمس، «في الأيام المقبلة ستزف بشرى تحرير الرمادي بالكامل». من جهة أخرى، قتل ثمانية قياديين في «داعش» بضربات نفذتها القوات الجوية العراقية. وذكر التلفزيون العراقي نقلاً عن بيان للجيش، أمس، أن «طائرات اف-16 تقتل عشرات الإرهابيين في الحويجة والأنبار بينهم ثمانية من كبار قادة داعش»، فيما قتل شخصان في انفجار سيارتين مفخختين منفصلتين بمدينة الخالص في محافظة ديالي شمال شرق العراق. وقال مصدر في الشرطة العراقية، أمس، إن إحدى السيارتين انفجرت بالقرب من سوق شعبي، فيما انفجرت الأخرى في مرآب سيارات قريب، مضيفاً إن الانفجارين تسببا بقتل شخصين اثنين وإصابة أربعة آخرين بجروح متباينة، حيث تم نقلهم إلى المستشفى.

 

الرئيس التونسي: التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب والتطرف مبادرة سياسية موفقة

24/12/15/الرياض – واس: وصف الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي تشكيل التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب بأنه «مبادرة موفقة جاءت في وقت احتاج فيه العرب والمسلمون مقاومة خطر الإرهاب والتطرف ومحاربته». وثمن في كلمة له خلال اليوم الثاني من زيارته للسعودية حرص المملكة على توحيد العرب وتآلفهم وتضامنهم وتآزرهم، وسعي الجميع للوقوف صفاً واحداً في وجه كل التحديات مهما كانت. وقال السبسي خلال لقائه في مقر إقامته بقصر الملك سعود أمس، مع وسائل الإعلام بحضور وزير الثقافة والإعلام السعودي عادل بن زيد الطريفي، إن «المبادرة هي مبادرة سياسية موفقة، لأنها تستشرف وتؤكد للمشككين الذين يتهموننا بتشجيع العمليات الإرهابية بأننا نقوم بدورنا، ومصيرنا في مقاومة التطرف والإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره. وأضاف ان تونس لا يمكن أن تكون غائبة، لأنها في مقدمة من عانت من الإرهاب والتطرف، حيث «استهدفنا في بعدنا الثقافي والحضاري والسياحي، وكذلك السعودية أيضاً عانت من الإرهاب والتطرف». وأعرب عن سعادته بزيارة السعودية، مشيراً إلى أنها ستفتح آفاقاً للتعاون بين البلدين في جميع المجالات. وأكد أن هذا التعاون ينبئ عن مستقبل واعد على صعيد العلاقات بين البلدين الشقيقين، معرباً عن شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على حرصه على تعزيز التعاون مع بلاده.

وأشار إلى أن المملكة دائماً تسير في خطى ثابتة نحو المستقبل بقيادة خادم الحرمين الشريفين. وفي لقاء مع رجال الأعمال السعوديين في مقر الغرف السعودية بالرياض أمس، أكد السبسي رغبه بلاده في تعزيز علاقاتها مع المملكة، بما فيها العلاقات الإقتصادية وانفتاحها على الإستثمارات السعودية، واعداً بدعم جهود حل المعوقات التي تواجه المستثمرين السعوديين في تونس. وأشار إلى حاجة بلاده لمشاركة قطاع الأعمال السعودي في تطوير مشروعات استثمارية محددة، مرحباً بالإستثمارات السعودية، خصوصاً في القطاع الزراعي. وقال إن بلاده تجاوزت وستتجاوز بفضل دعم الأشقاء، خصوصاً السعوديين، كل الأزمات وأنها مقبلة على مرحلة جديدة من التطور والنماء بفضل القوانين والإصلاحات الكثيرة التي يجري عملها، مؤكداً الحاجة للعمل المشترك للنهوض بشكل تصاعدي بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين. من جهته، أكد رئيس مجلس الغرف السعودية عبد الرحمن بن عبد الله الزامل أن المصالح التجارية والاستثمارية المشتركة بين الجانبين السعودي والتونسي ليست وحدها ما يجمع البلدين، إنما يلتقي الجانبان في القيم الإسلامية واللغة والحضارة والنهوض الفكري والاتجاه نحو التنمية المستدامة، وهو ما يجعل التقارب على المستوى الرسمي والشعبي أمراً طبيعياً وتلقائياً، بما يدفع نحو مزيد من التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين. وأعرب عن تطلع القطاع الخاص في كلا البلدين إلى أن تؤدي مثل هذه اللقاءات إلى تعميق العلاقات الإقتصادية بين البلدين، وتذليل المعوقات التي تحول دون الارتقاء بها إلى المستوى الذي يليق بإلامكانيات والمقومات الاقتصادية.

 

الشاباك: اعتقال خلية لـ »حماس«

24/12/15/القدس – أ ف ب، الأناضول: استشهد فلسطينيان أمس، بعد أن هاجما ثلاثة إسرائيليين بالسكين قرب البلدة القديمة من القدس، حسب زعم الشرطة الإسرائيلية. وقتل أحد الفلسطينيين على الفور، في حين توفي الآخر أثناء نقله إلى المستشفى، فيما أصيب الإسرائيليون الثلاثة بجروح خطيرة. من جهته، أعلن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي »شين بيت« اعتقال خلية تابعة لحركة »حماس« تضم 25 فلسطينياً في الأسابيع الأخيرة، بتهمة التخطيط لتنفيذ هجمات انتحارية واعتداءات ضد إسرائيليين، مضيفاً إن معظم المشتبه بهم طلاب في جامعة أبو ديس، الواقعة في الضفة الغربية المحتلة القريبة من القدس، مشيراً إلى أنه تم تجنيدهم من قبل عناصر من الحركة في قطاع غزة، لتشكيل بنية تحتية عسكرية لشن هجمات بالقنابل. وأوضح أنه تم العثور على معدات تستخدم في صناعة القنابل في شقة استأجرها من وصفه بأنه قائد المجموعة، مشيراً إلى أن المجموعة هي الدليل على »الجهود المتنامية لحماس للتذرع بالموجة الأخيرة من أعمال العنف في الضفة الغربية، لشن هجمات«. من ناحية ثانية، أصيب فلسطينيان إثنان بجراح، والعشرات بحالات اختناق، أمس، خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي في مواقع متفرقة من الضفة الغربية. وذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان، أن طواقمها نقلت مواطنين إثنين أصيبا بالرصاص الحي، في مواجهات وقعت بين شبان فلسطينيين وقوات من الجيش الإسرائيلي في بلدة حزما شرق مدينة القدس. كما وقعت مواجهات في بلدتي سلواد والمغيّر شمال شرق رام الله وسط الضفة الغربية، وأخرى في بلدة قطنة إلى الشمال الغربي من القدس، وفي حي رأس الجورة بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.

واستخدم الجيش الإسرائيلي الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بحالات اختناق.على صعيد آخر، اعتقلت قوات من الجيش الإسرائيلي ليل أول من أمس، 17 فلسطينياً في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية، بتهمة الضلوع في إرهاب شعبي وأعمال شغب عنيفة لـ15 فلسطينياً، الآخران من ناشطي »حماس«.

 

وزير: كندا لن تتمكن من استقبال 10 آلاف لاجئ بنهاية العام

أوتاوا - أ ف ب/المح وزير الهجرة الكندي جون ماكالوم أمس (الأربعاء) الى ان بلاده قد لا تتمكن من استقبال 10 الاف لاجئ سوري بنهاية العام، مشيرا الى ان الاجوال الجوية وغيرها من العوامل هي السبب في ذلك. ويلقي ذلك بالشك على قدرة كندا على تحقيق هدفها إعادة توطين نحو 25 الف لاجئ بحلول 29 شباط (فبراير) المقبل على رغم تطمينات الوزير. وحتى الان وصل 1869 لاجئ سوري الى كندا، ويتوقع ان تصل طائرة تحمل 298 لاجئا اخرين الى مونتريال في وقت لاحق من أمس. وتمت الموافقة على استقبال اكثر من ثمانية الاف لاجئ اخرين في كندا. وكان رئيس الوزراء جاستن ترودو وعد في البداية بإعادة توطين 25 الف لاجئ سوري بحلول 31 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، الا انه اخر الموعد الى شباط (فبراير) بسبب انتقادات بان الحكومة تتحرك بسرعة كبيرة وسط مخاوف امنية في اعقاب اعتداءات باريس الدامية. وحددت اوتاوا الان خمس رحلات يوميا لاحضار اللاجئين، الا ان ماكالوم، الذي زار مخيمات اللاجئين في الاردن ولبنان، قال ان نقل اللاجئين قد يتاخر بسبب "الاحوال الجوية" و"الطبيعة البشرية" موضحا ان بعض اللاجئين قد لا يكونون مستعدين للمغادرة بعد اشعارهم بذلك بيومين. وقال الوزير في مؤتمر صحافي "الامر يشبه الموجة (..) تبدأ بطيئة وبعد ذلك تتعالى. وعندما تصل الموجة اقصى مداها، ستتمكن أعداد كبيرة من اللاجئين من السفر جوا عبر المحيط الى كندا". وأضاف "شيء واحد استطيع ان اقوله بالتاكيد هو ان هدفنا الاساسي سيتحقق. اي انه قبل نهاية شباط (فبراير) سيصل 25 الف لاجئ سوري الى كندا للاقامة الدائمة". وتابع "ولكن فيما يتعلق بالهدف على المدى الاقصر (..) فان العنصر البشري وعنصر الطقس يجعلان من المستحيل ضمان وصول عشرة الاف لاجئ الى الاراضي الكندية بنهاية هذا الشهر".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هكذا أصبح السيد مرشداً للجمهورية

ايلي فواز/لبنان الآن/24 كانون الأول/15

قد يكون سليمان فرنجية مقتنعاً أن الأمور في لبنان يمكن أن تُحَلّ بمجرد أن تجتمع إرادتين لبنانيّتين عند "منتصف الطريق"، بعكس الكثيرين الذين يعلمون أنّ الأمور أصبحت معقّدة لدرجة أن تلك الكيمياء الناشئة بين الزعيم الزغرتاوي والزعيم البيروتي لن تتمكّن من تخطي العقبات الكبيرة - التي ستواجههم حتماً إذا ما تكلّلت التسوية بالنجاح- نتيجة المواجهة السنّية الشيعية المشتعلة في المنطقة من جهة، ونتيجة الانحياز الأميركي الفاضح لإيران من جهة ثانية. وقد يكون مفيداً في هذا الإطار التذكير بما قاله الرئيس الأميركي باراك أوباما في مؤتمر سياسي الأسبوع الماضي حول إمكانية بقاء الرئيس السوري بشار الأسد لفترة انتقالية، وضرورة حماية المصالح الروسية والإيرانية في سوريا، كما الأقلّية العلوية التي ينتمي إليها الأسد. من الواضح أيضاً أن المبشّرين بتسوية تاريخية في المنطقة يصطدمون بمواقف إيران العدائية تجاه المملكة العربية السعودية، والتي تنعكس على أرض الأحداث في اليمن، وفي سوريا والعراق، فكيف للبنان أن يكون الاستثناء؟ في افتتاحية لافتة في "غارديان" البريطانية هاجم وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف دول الخليج، متّهماً إيّاها بدعم الإرهاب الذي يعاني منه العالم. ظريف قال إن "الإرهابيين يتم تجنيدهم بأفكارٍ منحرفة عن الإسلام التي تنشرها إمارات البترودولار". واستغرب "كيف أنّ بلداناً تحرم مواطنيها من المبادئ البدائية للديمقراطية، كالانتخابات والدستور تتطالب بالديمقراطية في سوريا". في هذا الجو المشحون يصعب إذاً تصوّر إمكانية تسوية ما في لبنان أو في سوريا حتى. حزب الله بحسب التقارير الصحافية خسر حوال 1500 مقاتل في سوريا حتى يومنا هذا، أي ما يعادل ثلث قوته العسكرية كما يؤكد بعض الخبراء. إيران كذلك الأمر فإن تضحياتها على مستوى القياديين خاصةً، والأفراد المقاتلين عامة، هي الأخرى كبيرة جداً. وهذه التضحيات الكبيرة تعكس حتماً الأهمية الاستراتيجية التي تشكلها سوريا بالنسبة لهذا الحلف. وأي تسوية بالتالي اليوم يجب أن تأتي لصالح تلك القوة ولو مرحليًا. إذ بالحد الأدنى لن تقبل إيران اليوم بتسوية تضع حداً لنفوذها في سوريا مثلاً، خاصةً وأن إدارة الرئيس أوباما لا تمانع الموضوع اطلاقاً. فرنجية قال في مقابلته التلفزيونية الأخيرة إن تبسيط الأمور مهم في مواجهة المعضلات، إنّما في الوضع الذي تعيشه المنطقة هذا التبسيط الذي يدعو اليه المرشح للرئاسة اللبنانية فيه الكثير من التضليل. والسؤال لو كان فرنجية رئيساً كيف كان سيتصرف حيال مسألة التحالف الدولي ضد الارهاب الذي تقوده المملكة العربية السعودية؟ واستطراداً يبدو أن إدراج لبنان ضمن هذا التحالف هو إشارة أن المملكة لم تعد تعتبر لبنان حالة خاصة يستحسن عدم تحويله إلى أرض مواجهة مع إيران وحزب الله. ما يعني أن التسوية التاريخية لم يحن وقتها بعض.

على كل الأحوال كل ما رشُح عن هذه المبادرة الرئاسية - وهنا بيت القصيد - يشير إلى أن الذي يمسك بالقرار بشأن بعبدا هو السيد حسن نصرالله. ففرنجية ومن أجل إعطاء زخم لترشيحه إعترف أنّه نسّق جميع خطواته مع السيد حسن. الرابية أجواءها في خضم تلك الزوبعة الرئاسية كانت مرتاحة لموقف حليفها حزب الله، الذي أكّدت مصادره أن مرشّحه الأول ما زال ميشال عون. كل الأسئلة بعد شيوع خبر لقاء باريس كانت حول موقف الضاحية من تلك التسوية. أضحت الضاحية مركزيةً في مآل كرسي بعبدا. هكذا أصبح السيد حسن نصرالله مرشداً للجمهورية اللبنانية. الرئاسة ممرها الإلزامي نصرالله. الإنتخابات النيابية وقانونها ممرها الإلزامي هو أيضاً. كما كل الامور الأخرى من تشكيل حكومة، أو تأمين مطمر للنفايات، إلى المسائل الأمنية العسكرية إلى السياسة النقدية في البلد، كلها بحاجة إلى ختمه. أليس هذا تعديلاً في نظام لبنان؟ قد يقول قائلٌ إن هذا التعديل ظرفي. ولكن أليس كل ما يدفع باتجاهه الحزب مع حليفه البرتقالي هو محاولة لجعل تلك التعديلات دائمة؟

 

ما كان قنطار بطلاً ولا الحزب مقاومة

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/24 كانون الأول/15

ليس هناك مثل مأساة سوريا، عرَّت الوجوه المختبئة خلف الأقنعة المزيفة على خشبة المسرح السياسي العربي. هناك، على أرضها، أيضًا قُتل سمير قنطار، هوى نجم آخر من نجوم حزب الله، أيضًا لم يهتم به أحد، رغم أن حزب الله منحه لقب الشهادة، وأقام له سرادق العزاء، وقبلها كان قد علق على صدره وسام البطولة لأن إسرائيل سجنته. الذين احتفوا بـ«شهيدهم» موظفو أعضاء الحزب من المكلفين بإصدار بيانات القتلى، التي لم يعد أحد يريد إعادة طباعتها أو نشرها. قال البيان: قنطار قتله الإسرائيليون، رواية غير مقنعة لأنه لا يوجد لديهم حافز لقتل من يحارب عنهم وبعيدًا عن حدودهم، في ريف دمشق. وهناك من قال: قنطار راح ضحية قصف خاطئ من قبل الطيران الروسي. وجنح البعض إلى القول: لقد طعن من الخلف، من قبل حزب الله. ويبقى الادعاء الوحيد المعقول ما قالته المعارضة السورية إنها: هي من دفنته تحت ركام المبنى ذي الستة أدوار الذي قصفته. والحقيقة لم يبالِ أحد كثيرًا بمن قتل قنطار، لأنه مات يحارب دفاعًا عن إيران ونظام الأسد وحزب الله. وقد توقظ اللامبالاة، التي رافقت نبأ مقتل قنطار، حزب الله والمنظمات الأخرى المماثلة، أنه حان الوقت لإنهاء هذه المسرحية الكوميدية السوداء، المقاومة ضد إسرائيل والدفاع عن الأراضي اللبنانية السورية الفلسطينية المحتلة، لا أحد أصبح يصدقها. انتهت صورة حزب الله التي رسمها لنفسه، وصدقها غالبية العرب واللبنانيين، ربما باستثناء أهالي قرى الجنوب لأنهم كانوا يدفعون الثمن غاليًا، هم أقرب إلى الحقيقة على الأرض.

الذي فعلته مأساة سوريا وبشاعة النظام في ملايين العرب، عدا أنها هزت وجدانهم، صدمتهم في تاريخهم، رموزه ومقدساته. يتساءل الناس، هل الأبطال حقًا كانوا أبطالاً؟ أم كانوا تجارًا، أو وكلاء لمشاريع خارجية؟ وهل ما كان يقال لهم، لعشرات السنين، فيه شيء من الحقيقة أم كله كان أكوامًا من الخرافات؟

هل يستحق قنطار البطولة لأنه قتل عائلة إسرائيلية من ثلاثة أفراد، بينهم طفلة، أم أنه مجرم لأنه أيضًا شارك في قتل ثلاثمائة ألف إنسان سوري؟ سوريا هزت الضمائر والقناعات وتجبروا على إعادة قراءة الماضي من وحي اليوم.

لهذا، ليسمح الذين يقولون لنا إن اليوم غير الأمس، بتجميل الماضي والإصرار على أنه كان زمن السلاح والكفاح والقضية والأخلاق، والتبرؤ من فعل الحاضر، أن يعيدوا النظر. التفتوا إلى الخلف للسنوات الماضية.. للعشر، والعشرين، والثلاثين الماضية، ستجدونها مجرد فصول في كتاب واحد، سوريا خاتمته. المقاومة هي عنوان رواية بوليسية، نقرأ في النص عن طمس الأدلة وتزوير الحقائق، فمصطلح مواجهة العدوان كان يراد به الاستيلاء على الدولة اللبنانية، وابتدعت عبارة المقاومة من أجل إلغاء المقاومة، وأسست جبهة الممانعة كتحالف مع طهران للسيطرة على المنطقة.

نحن نقرأ الأخبار منفصلة عن بعضها، ولو قرأناها قصة واحدة، لفهمنا أن الذي قتل ثلث مليون سوري اليوم هو نفسه الذي اغتال عشرات اللبنانيين قبل عشر سنين. قتلهم ضمن برنامجه إلغاء الخصوم، من رفيق الحريري وجبران تويني وجورج حاوي وغيرهم. وقبلها حاول رجاله تنفيذ عملية اغتيال أمير الكويت الراحل، واستهداف شركات طيران وسياحة خليجية وعربية. وهكذا نستطيع أن نفهم الرواية عندما نعيد قراءتها من بداية تسلسلها، في الثمانينات قررت إيران، مع سوريا، الانخراط في حكاية مواجهة عدوان إسرائيل، وذلك ذريعة للبقاء في لبنان، لحمل السلاح، وخطف الأجانب، بعد أن تم التخلص من منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت أيضًا تزاحم النظامين الإيراني والسوري. إسرائيل غزت لبنان وأبعدت منظمة التحرير مع أن الذي نفذ محاولة اغتيال السفير الإسرائيلي في لندن، حجة للغزو، كان فصيلاً تابعًا لنظام الأسد. الأسد وإيران كانا المستفيدين الأكبر، وقاما بتبني مشروع المقاومة، وبه تم ترسيخ احتلال لبنان، وتعطيل مؤسساته وتهديد العالم من خلال منظمات تدار من قبلهم. باسم فلسطين، تمت لهم الهيمنة على البلاد من المطار إلى الحدود، وفتحوا المعسكرات لتدريب العرب الآخرين لمقاتلة مواطنيهم في العراق والخليج واليمن وسوريا. كان ذلك بدايات مشروع إيران الإقليمي، ولنتذكر أن من شن كل الحروب كانت إسرائيل، وليست إيران أو سوريا أو الحزب، وأكثر رايات «المقاومة» التي رفعت غرست فوق البيوت المهدمة. اليوم لم يعد ممكنًا الاستمرار في بيع تلك الرواية، مقاومة إسرائيل. ولا أدري إن كانت إيران وحزب الله والنظام في دمشق يعون كيف أن سوريا، المذبحة الأبشع في تاريخ المنطقة، قد بدأت تاريخًا جديدًا، لن يكون سهلاً تجاوزه ونسيانه. انتهت حكاية المقاومة والممانعة، التي لم تكن حقيقية في أي يوم من كل السنوات الماضية. وانتهى استغلالهم المأساة الفلسطينية.

 

رباعيات» لبنان

وليد أبي مرشد/الشرق الأوسط/24 كانون الأول/15

من حق أي لبناني، مقيمًا كان أم مغتربًا، أن يتساءل اليوم: هل كتب «مجد» الرئاسة اللبنانية لأربعة لبنانيين فقط من أصل أربعة ملايين لبناني تقريبًا؟ حتى وإن كانت الدقة السياسية تستوجب وقف هذا المجد على أبناء الطائفة المارونية وحدها، يبقى السؤال المطروح: هل أربعة موارنة فقط، من بين ربع مليون ماروني لبناني تقريبًا، يختزلون الخيار الماروني.. والرأي العام اللبناني في آن واحد؟ اللهم ليس تشكيكًا بشعبية المرشحين الأربعة للرئاسة اللبنانية ولا إنكارًا لحقهم الطبيعي في الترشح، ولكن استغرابًا لحرمان الموارنة الآخرين من ممارسة حقهم الدستوري بالترشح، رغم أن الطائفة المارونية تزخر بالشخصيات الكفؤة والنزيهة والمؤهلة لأن تكون في واجهة المؤسسة السياسية في لبنان. لا جدال في أن تركيبة لبنان المذهبية والإثنية المعقدة تبرر، مرحليًا على الأقل، العمل بنظامه السياسي الموصوف مجازًا بـ«الديمقراطية التوافقية». ولكن طغيان توافقية النظام على ديمقراطيته، في الآونة الأخيرة، حوله إلى كونفدرالية طوائف تتمتع باستقلالية شبه ناجزة في صياغة قرارها السياسي (اللبناني مبدئيًا). إلا أن اللافت أن هذه الاستقلالية بدأت تتخذ منحى التعامل مع الأحوال السياسية لأبناء طائفتها على غرار تعاملها مع أحوالها الشخصية: تتفرد بنفسها في اختيار مرشحيها للمناصب الرسمية العليا وترفض أي تدخل «خارجي» في خياراتها.

في هذا السياق يمكن تفهم حرص الطائفة المارونية على حصر عدد الأقطاب السياسيين «المقبول» ترشيحهم للمنصب الأول في لبنان بأربعة كبار (أمين الجميل وسمير جعجع وميشال عون وسليمان فرنجية). ولكن «الرباعية» المارونية عطلت عملية الاقتراع الديمقراطي للرئيس وأوصلتها إلى طريق مسدود، فلا أحد من الأربعة الكبار يتنازل عن ترشحه لأي من الثلاثة الآخرين، ولا الصيغة «الرباعية» تسمح بترشح سياسي ماروني من خارج النادي الرباعي، الأمر الذي قد يستدعي، في حال مراوحة الأزمة مكانها، تعديل الدستور اللبناني واستبدال المنصب الرئاسي الأول بمجلس رئاسي رباعي يحل، ولو مؤقتًا، العقدة الرئاسية.

ولكن المفارقة في الصيغة الرباعية المارونية أن المنصب المطلوب إشغاله هو رئاسة كل لبنان لا رئاسة الطائفة المارونية فحسب. لذلك كان يفترض بزعماء الطوائف اللبنانية الأخرى الذين التقوا حول طاولة حوار وطني ألا يساهموا - ربما عن غير قصد - في تكريس صيغة نادي الرئاسة الرباعي المغلق ويرتضوا بأن يخوضوا، على طاولة الحوار الوطني، جدلاً عقيمًا حول «مواصفات الرئيس» أوحى بقبولهم الضمني لصيغة النادي الرباعي للمرشحين دون أن يقدم مساهمة تذكر لملء الفراغ الرئاسي. مشكلة اللعبة السياسية في لبنان أنها «تمذهب» القضايا العامة و«تشخصنها». وما كان مطلوبًا طرحه على طاولة الحوار الوطني ليس مواصفات الرئيس المنتظر انتخابه بل مواصفات المرحلة التي سيعيشها لبنان في السنوات القليلة المقبلة. على ضوء تحديد هذه المواصفات كان يفترض اقتراح المرشح الأكثر قدرة على معالجة مشكلات المرحلة. على هذا الصعيد قد لا يختلف لبنانيان على أن المرحلة الصعبة التي سيواجهها لبنان في السنوات الست المقبلة (عمر الولاية الرئاسية) لن تكون سياسية بقدر ما هي معيشية – اقتصادية، أي مرحلة تقتضي طرح أسماء مرشحين تقنيين، لا سياسيين، من أمثال حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، أو منقذ شركة «نيسان» اليابانية من الإفلاس، كارلوس غصن.. والكثير من اللبنانيين الذين أثبتوا كفاءتهم في المجالات الاقتصادية والمالية سواء في الداخل أو الخارج. أما التذرع باللون السياسي لمرشح الرئاسة كقاعدة لترجيح انتخاب مرشح على آخر من القائمة الرباعية فلا يبدو مقنعًا على اعتبار أن السياسة الخارجية للرئيس القادم لن تحددها بيروت بقدر ما ستتحكم بها تطورات نزاعات المنطقة وموازين القوى الناتجة عنها. وفي حال استمرار التوافق الدولي والإقليمي على المحافظة على هدوء «الجبهة اللبنانية» وسط رمال الشرق الأوسط المتحركة قد يصح الافتراض بأن دخول روسيا كلاعب أساسي على ساحة نزاعات الشرق الأوسط من شأنه تعزيز فرص عدم تورط لبنان في هذه النزاعات والأرجح طرح تسوية روسية – أميركية شاملة لنزاعات الشرق الأوسط.. مما يعني أن الرئيس اللبناني القادم سيكون منفذًا للقرارات الدولية أكثر منه مقررًا.

 

نصرالله والايقاع الروسي

 محمد علي فرحات/الحياة/24 كانون الأول/15

عندما سحب إيهود باراك عام 2000 جيشه تحت ضربات المقاومة، تخفّفت إسرائيل من حضورها الميداني في لبنان وتركته يعاني وطأة حضور سورية العسكري حتى العام 2005 وحضورها السياسي والاستخباري المستمر. كانت سورية ولا تزال في عهودها التي يطغى على معظمها العسكر، تتسبب بمشاكل دائمة للبنان، ولم يستطع البلد الصغير التوصل الى علاقات محددة معها تحفظ مصالحه ومصالحها، لأن دمشق نفسها لم تملك سياسة واضحة تجاه جيرانها العرب، خصوصاً لبنان، أو أنها لم تستطع امتلاك مثل هذه السياسة بسبب هشاشة أنظمتها التي تقدّم نفسها في صورة القبضة الحديد لتخفي حقيقتها البائسة.

وأحدث المشكلات التي تقدّمها سورية للبنان هي مقتل عميد الأسرى العرب في إسرائيل سمير القنطار في بلدة جرمانا القريبة من دمشق، جريمة اقترفها على الأرجح الجيش الإسرائيلي وإن لم يعلن ذلك رسمياً. والآن على لبنان أن ينتظر نتائج وعيد الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله بممارسة «حق الرد». حملت وسائل الإعلام تخوّفات إسرائيلية من الرد الموعود، لكنها لم تحمل تخوّفات لا شك في وجودها لدى شعب لبناني لم تندمل جروح حربه الأهلية والاعتداءات الإسرائيلية عليه والتدخُّلات السورية في شؤونه وانخراط عدد كبير من مواطنيه في حرب سورية الأهلية والإقليمية والدولية، وفي الطليعة «حزب الله» الذي وجد من يسمعه حين نسب ذلك الى الدفاع عن حدود لبنان الشرقية والشمالية. ولكن، لم يقتنع حتى مؤيدوه بتدخُّله بعيداً جداً من الحدود اللبنانية، أي في أرياف حماه وإدلب وحلب، فكيف بمعارضيه الأساسيين الذين ضاقوا ويضيقون بوجوده المسلح في لبنان نفسه، خارج إطار الجيش وسائر القوى الأمنية الشرعية، وإن بدا متعاوناً معها، فهو يصرّ على استقلاله العسكري، وهنا المشكلة. رد «حزب الله» المتوقّع على إسرائيل يأتي هذه المرة في أجواء صعبة من الناحية السياسية، مع دخول الجيش الروسي سورية واعتبارها جزءاً من استراتيجية موسكو الدفاعية، التي استحضرت أسلحة متقدمة لحماية أجواء سورية ولبنان وجزء من العراق. لكن هذه الحماية لا تشمل عمليات «حزب الله» العسكرية: ما بعد دخول روسيا العسكري يختلف عما قبله، وهذا ما يدركه جيداً «حزب الله» وإسرائيل وتركيا، والقوى العسكرية المحلية في سورية وداعموها. في هذا المجال نشير إلى توجُّه أصوات مؤيدة للمقاومة باللوم إلى روسيا ثم خفوتها بسرعة، لأن الوجود العسكري الروسي في سورية ليس ضد إسرائيل ولا داعماً لمن يقاتلها. وفضلاً عن الوجود الروسي المحبط لـ «حزب الله» فإن النظام السوري ومعارضيه المتنوعين، لا يعنيهم قتال إسرائيل ولا تنظيم مقاومة ضدها في الجولان المحتل تستند الى ظهير في الجانب السوري من حدود وقف النار. أما اللبنانيون الذين طالما أثنوا على جهود «حزب الله» ضد الاحتلال الإسرائيلي فلا يريدون مزيداً من الصراع عند حدودهم الجنوبية، ويجتمعون على حفظ حد أدنى من السلام الداخلي اللبناني لئلا يصيبهم ما أصاب السوريين والعراقيين، وهم يرغبون بالتالي في خطة دفاع سياسية وعسكرية تُجمع عليها الأحزاب والزعامات ولا تختلف حولها، وتستند بالضرورة الى الشرعية التي يمكنها الاستعانة بمتطوّعين، شرط أن تمتلك وحدها قرار الحرب والسلم. مقتل سمير القنطار في مرحلة صراع سياسي واجتماعي في المنطقة، وحتى في داخل عدد لا يستهان به من دول هذه المنطقة. وفي هذه الخريطة المفتتة للقوى السياسية والعسكرية يتراجع الاهتمام بالصراع مع إسرائيل، ولا يبدو وعيد السيد نصرالله محلّ متابعة عربية وإقليمية، إلا ممن يمكن تعرّضهم للضرر في لبنان وسورية... وفي إسرائيل بالطبع.

 

«مصير الأسد» يتحكّم بمصير التفاوض والقرار الدولي

عبدالوهاب بدرخان/الحياة/24 كانون الأول/15

في السنة الخامسة، بعد خراب سورية، وبعدما تخلّت روسيا عن خوض الحرب بالوكالة لتلتحق بإيران في القتل المباشر للسوريين وتدمير بيوتهم، وبعدما قضّ اللاجئون مضاجع أوروبا هرباً من الوحش «الداعشي» والدب الروسي، وبعدما تأكدت الولايات المتحدة من أنها نجحت في توظيف الأزمة السورية لحماية إسرائيل، سواء بتدمير الترسانة الكيماوية لـ «نظام البراميل» أو بتعطيل القنبلة النووية الإيرانية... نجح مجلس الأمن الدولي في إصدار قرار في شأن سورية، معتقداً أنه أنهى مسلسل الفشل و «الفيتو» الذي أظهر المجتمع الدولي عاجزاً عن «حماية المدنيين» عندما ألحّوا في طلبها، وعن تطبيق «القانون الإنساني الدولي» عندما مسّت الحاجة إليه، وعن اتخاذ أي خطوة نحو تفعيل العدالة الدولية - إنْ وجدت - ضد نظام ثبت إجرامه، بل عاجزاً حتى عن تنفيذ أي قرار يحضّ على فك الحصارات وإدخال المساعدات الإغاثية... ومع ذلك، لا بد من القول إن صدور القرار 2254 قد يكون أفضل من إبقاء الأزمة السورية هائمة على وجهها من دون أي عنوان واعتراف دوليين بوجودها. هل يعني ذلك إنهاء الصراع، أو أن المأساة بدأت تقترب من نهايتها؟ وحده هذا الهدف يحرّض على الأمل، بعدما ناقضت هذه الأزمة كل قوانين المنطق والتاريخ والأعراف الأخلاقية، وبعدما تضامنت كل استبدادات العالم لإعطاء «نظام البراميل» فرصة كاملة لسحق الشعب وهزمه، ولمّا أخفق رُفعت الأيدي الخمس عشرة في مجلس الأمن لتدعوه الى ما لا يستحق: أن يتفاوض مع الشعب، أن يتساوى معه، أن يتحدّث عن مستقبل سورية وهو الذي أفسد ماضيها القريب وجهد لتدمير كل الشواهد على تاريخها وهويتها، بل كذلك لتكون له فرصة للتلاعب بأي «مرحلة انتقالية» وللمساومة على مصيره وإفلاته من أي عدالة أو محاسبة على ما ارتكبه في حق سورية والسوريين.

نعم، ليس في القرار الدولي أي إنصاف للشعب السوري، لكنه مع ذلك مُعطى إيجابي في الأزمة، لأنه حدّد «الممكن» الذي يطلق دينامية قابلة للتحسين والتطوير. وعلى رغم أن لقرارات مجلس الأمن تاريخاً من خيبات الأمل، إلا أن المحك في هذا القرار ليس التزام «الأطراف السورية» فحسب، بل إن الأهم في هذه المرحلة هو التزام الأطراف الدولية التي احتفلت به وكأنها حققت إنجازاً، إذ تقدّمه على أنه يعالج الأزمة، والأدق أنه محاولة، مجرد محاولة، لمعالجة خلافات الدولتين الكبريين والدول المصطفّة وراءهما. وهذه خلافات على الهيمنة والنفوذ، وليست على السبيل الأفضل لإنصاف الشعب السوري، فالدولتان لا تزالان في العقلية التي رجّحت عام 2013 تدمير السلاح الكيماوي لنظام بشار الأسد، بدلاً من ضربه عقاباً على استخدامه، وقد استمرّ في استخدامه، ما بات يمنح الآن سابقة «مشروعية» لأي نظام يلجأ الى ذلك السلاح «المحرّم بموجب القانون الدولي». ولا شيء يؤكّد أن الخلافات الأميركية - الروسية عولجت أو بدأت تُعالج بفضل «تفاهمات كيري - لافروف» الأخيرة في موسكو، بدليل أنهما أنهيا يومهما «التوافقي» الطويل في نيويورك بعبارتين سجاليتين لا تتعلقان بما صيغ في القرار 2254، بل مسّتا ما هو حقيقي وواقعي. فالأميركي أشار الى استمرار القصف الروسي مواقع المعارضة (التي يراد إشراكها في التفاوض)، والروسي اعترض لتبرير عدم ضربه مواقع «داعش» لأن الأميركي يتلكأ في التنسيق معه.

إذا كان لما يُكتب في القرارات الدولية أي معنى أو صلاحية، فإن نص القرار 2254 على التزام مجلس الأمن «القوي» سيادة سورية ووحدتها وسلامتها الإقليمية، يجب أن يشكّل وجهة الحل المنشود للصراع. فهل هذا التزام نهائي يعبّر عن كل الدول الـ17 «المجموعة الدولية لدعم سورية» (لقاء فيينا)، بما فيها روسيا وإيران؟ يحتاج الأمر الى التدقيق والتأكيد، خصوصاً أن الدور الروسي لم يُحدث أي فارق «توحيدي»، ولم يخرج عن إطار الخطة الأسدية - الإيرانية التي باتت الغارات الجوية الذراع الأقوى لاستكمالها، وهي خطة تهندس الرقعة الجغرافية التي يريد الأسد والإيرانيون الاحتفاظ بها. خسر النظام مقوّمات فرض سيطرته على مجمل البلاد، حتى بمساعدة الروس، وابتعد هؤلاء كثيراً من الوعود والمبادرات التي ثرثروها قبل التدخل وبُعَيده عن توحيد الجيش السوري، وانزلقوا في مستنقع القتل واقتلاع السكان.

لكن، لنفترض أن القرار الدولي يعني ما يقوله عن وحدة سورية، وأن كل الدول المعنية تلتزم هذا المنطلق المبدئي للحل، إلا أن قراءة كل بند في ضوء ما اختُبر خلال أربعة أعوام، تترك انطباعاً بأن القرار مفخخٌ ليس فقط بالخلافات المعروفة والمعلنة، بل خصوصاً بعدم وجود تفسير واضح ومشترك لفحوى بيان «جنيف 1» و «بياني فيينا»، ولا لمعنى «إنشاء هيئة حكم انتقالية جامعة تخوّل صلاحيات تنفيذية كاملة، وتعتمد في تشكيلها على الموافقة المتبادلة، مع كفالة استمرارية المؤسسات الحكومية». فإذا كانت أميركا وروسيا والدول الـ15 الأخرى مجمعة على تفسير واحد، فليتبرّع أحد بشرح لإلحاح لافروف على تجنّب عبارة «هيئة انتقالية» لمصلحة «حكومة»، فهذا «التغميض» المتعمّد يعني أن موسكو لم تتخلَّ عن «الفيتو» هذه المرّة، إلا لأنها تقود اللعبة بشروطها خارج نصوص القرار الدولي.

ثمة ثغرات كثيرة في القرار، وأهمها أنه دشّن لتوّه أخطر مرحلة عرفها الصراع السوري، لأن كل بند فيه يتطلب تفاوضاً طويلاً على آليات التنفيذ. لكن الثغرة الأهم والأخطر هي في «التفاهمات» الأميركية - الروسية، التي لا يبدو أنها تناولت الضوابط المطلوبة في الفترة السابقة للبدء بالتفاوض، كما تركت الموعد ولو الافتراضي لوقف إطلاق النار عائماً ومبهماً. وبذلك، لا يبقى الدور الروسي منفلتاً فحسب، كما هو الآن، بل يُعطى المهلة الزمنية التي يحتاجها لاستكمال ضرب المعارضة وإضعافها. في المقابل، تتركّز التساؤلات على الموقف الأميركي وهل لا يزال معنياً فعلاً بتمكين المعارضة من الصمود في مواقعها، أم أنه اقترب أكثر من الموقف الروسي الذي يعتبر كل مَن يقاتل النظام «إرهابياً». وإذا كان الوزير كيري يروّج للقرار 2254 بأن فيه مصلحة للمعارضة السورية، ينبغي أن تنخرط في انتزاعها والبناء عليها، فإن الضغوط الأميركية لقطع الدعم العسكري عن المعارضة في مرحلة حرجة كهذه لن تبدّد تلك «المصلحة» فحسب، بل ستعني انحيازاً أميركياً واضحاً الى جانب العدوانية الروسية ضد الشعب السوري.

في البند الثامن، يُغرق مجلس الأمن قراره في تلاعب النظام السوري بمسألة الإرهاب وتصنيف الجماعات المقاتلة. صحيح أن المجلس طلب في قرار سابق منع أعمال تنظيم «داعش» و «جبهة النصرة» وقمعها، إلا أنه يستعد لتسمية جماعات أخرى فور توافق الدول الـ17 على قائمة بها. وهذا التوافق صعب لأسباب كثيرة متداخلة، منها أن الأمر يتعلّق بجماعات تقاتل النظام الى جانب «النصرة» ولم تبايع زعيم «القاعدة» وليست معنية بها، وهي جماعات سورية تتلقى الدعم من بعض تلك الدول المطلوب الآن أن توافق على تصنيفها إرهابية، أي أن تعرّضها للتصفية. والأخطر، أن مجرد السير بهذا التصنيف يعني اعتماد مقاتلة نظام الأسد تعريفاً للإرهاب، ما يبرر كل جرائم هذا النظام ويمحضها مسوّغاً ومشروعية قانونيين. صحيح أن من واجب معالجي الأزمة السورية استباق «الإرهاب المقبل» والتحوّط له، لكن مكافأة الأسد بإبقائه في المرحلة الانتقالية كفيلة وحدها بدفع جميع مناوئيه الى أحضان «جبهة النصرة» إن لم يكن بـ «استدعاشهم»، وفي ذلك تكرار متعمَّد لأخطاء نوري المالكي في العراق وحتى لنتائجها. ولعل أهم دليل على أن الإرادة الدولية لإنهاء الصراع لم تتبلور بعد، أن الجدل والخلاف على «مصير الأسد» مستمران، بل أضحا جدلاً على تصنيف مقاتليه، ومع بدء التفاوض سيصبح جدلاً على تصنيف معارضيه السياسيين، وعلى هذا فليس مستبعداً أن يكون الجدل بعد بضعة شهور على مصير القرار 2254 والمفاوضات والمرحلة الانتقالية...

 

التعددية في لبنان تجربة مهمة للعرب

رغيد الصلح/الحياة/24 كانون الأول/15

قبل عقدين من الزمن، وضع الديبلوماسي الفرنسي السابق جان ماري - جيهينو الذي كان يشرف على مركز التحليل واستشراف المستقبل في وزارة الخارجية الفرنسية كتاباً اتسم وفق بعض الذين راجعوه بالكثير من التشاؤم. فالفكرة المركزية في الكتاب كانت ان العالم - العالم بأسره - يتجه نحو «اللبننة». واللبننة كانت تعني آنذاك مسلسل الانقسامات الأميبية والعنف الذي لا حدود له الذي طغى على لبنان. ووقتها حذر جيهينو اصحاب القرار والرأي في فرنسا وأوروبا من مغبة التغاضي عن نموذج الاحتراب اللبناني. فالنسبة اليه، لم يعد لبنان بلداً صغيراً تائهاً في ثنايا الشرق الأوسط، ولكنه منذ بداية انجراره الى الحروب اصبح «يعيش فينا». لقد أثبتت السابقة اللبنانية، في نظر الديبلوماسي الفرنسي، ان «بدائية الشرق الاوسط هي اقرب الى حداثة اوروبا مما يظنه العارفون بشؤون العالم في الغرب». هذه السابقة التي افرجت عن مخزون هائل من التفتت والتآكل سددت، في رأيه، الى الدولة القومية الاوروبية المنشأ ضربة عنيفة من الصعب ان تخرج منها من دون خسائر. لقد قامت هذه الدولة على مفاهيم المساواة والتضامن التي تخترق المكونات المجتمعية القديمة وتجد نصيراً وسنداً قوياً لها في الطبقة المتوسطة، ولكن، للأسف، يرى جيهينو أن الطبقة المتوسطة في تراجع وأن الفرد بلغ في المجتمعات الحديثة درجة من التذرر جعلته عاجزاً عن التمسك بالتضامن الاجتماعي والقومي، وأصبح مقطوع الجذور بحيث لم تعد الطبقة الاجتماعية قادرة على ان توفر له الشعور بالانتماء. لقد بينت التطورات اللاحقة ان نبوءات الديبلوماسي الفرنسي لم تستند الى التجربة اللبنانية بمقدار ما نبعت من مناخات اوروبا الشرقية التي كانت عرضة لتطورات أطاحت الاتحاد السوفياتي ويوغوسلافيا وتشيكوسلوفاكيا. تلك التطورات لم تقد الى نهاية الدولة القومية، بل على العكس عززت فكرة الدولة الأحادية القومية. ففي اوروبا وخارجها ايضاً يلاحظ الأكاديميان اندريه غينغريتش وماركوس بانك في كتابهما «القومية الجديدة في اوروبا وخارجها: منظور اجتماعي انتروبولوجي» ان الاحزاب والحركات التي تحمل فكرة القومية الاحادية والمتطرفة، والتي يمكن تسميتها احزاب العنصرية الجديدة، غزت العديد من دول اوروبا الغربية والشرقية وأستراليا وجنوب آسيا.

وخلافاً للأحزاب القومية الأحادية المتطرفة السابقة التي كانت تعمل خارج اطار التنافس البرلماني وتستخدم العنف ضد خصومها، فإن القوميين الجدد اتقنوا فن الإفادة من آليات العمل الديموقراطي لخدمة اهداف غير ديموقراطية. وخلافاً للمفاهيم الغامضة التي كانت تطرحها الاحزاب المشابهة في السابق، فإن الأحزاب القومية الجديدة وبخاصة في الغرب تبدو اكثر قدرة على تحديد الأعداء المحتملين والأخطار الافتراضية الوافدة على المجتمعات الاوروبية. وهي الأكثر نشاطاً في التحريض ضد المهاجرين العرب والمسلمين بصورة خاصة. وعلى هذا الصعيد سجلت «الجبهة الوطنية» الفرنسية بزعامة مارين لوبن انتصارات انتخابية مستمرة. أثارت موجة القومية الجديدة هذه ردود فعل مهمة في الغرب والدول الديموقراطية الناشئة. فمقابل هذه الموجة العنصرية الطابع والتي تمثل امتداداً للداروينية الاجتماعية والمشاريع الأمبريالية، تمكن العديد من احزاب اليسار التي تؤكد المساواة بين البشر من احراز انتصارات انتخابية مهمة. فضلاً عن ذلك، فقد طرحت احزاب وحركات اخرى مفاهيم جديدة ومتجددة حول المسألة القومية تسعى الى اكسابها طابعاً انسانياً مغايراً للثوب الذي البسها اياه العنصريون الجدد. لقد تبنت احزاب وحركات سياسية فكرة التعددية القومية انطلاقاً من الواقع السائد في بلادها. ففي حين ان الأحزاب في ألمانيا وفرنسا تميل الى فكرة الأحادية القومية، فإن الأحزاب في بلجيكا وإسبانيا وكندا وبريطانيا تميل الى فكرة التعددية القومية. وفكرة الأحادية القومية لا تصطدم في ألمانيا وفرنسا بالواقع السياسي والمجتمعي نظراً لرسوخ القوميتين الألمانية والفرنسية. اما في بلجيكا وإسبانيا وكندا فإن الواقع غير ذلك، اي ان هناك اختلافاً بين حركات قومية مؤثرة وفاعلة في هذه الدول. من هنا كان على النخبة السياسية ان تأخذ الواقع في الاعتبار وأن تحد من امكانات طرح مشاريع انفصالية عن طريق التأكيد على مفاهيم الشراكة القومية والمساواة بين الجماعات والأفراد الذين ينتمون الى قوميات مختلفة.

وفي المنطقة العربية اخذ اكثر الحكومات بفكرة القومية الاحادية، او بفكرة الانتماء المزدوج بين العامل القومي العربي والخاص الوطني المحلي. وهناك عدد قليل اخذ بالتعددية القومية. ولعل المثال الأبرز على هذا الصعيد الأخير هو النموذج اللبناني. وهذا النموذج لم يعطَ اهمية كافية لأن الطاغي على المشهد السياسي اللبناني هو السمة الطائفية والمذهبية. فالصراعات الحادة التي اجتاحت لبنان مراراً كان مصدرها الفوارق الدينية والمذهبية. وهذه الصراعات جعلت الكثيرين من علماء الاجتماع والسياسة يركزون على دراسة المكونات الدينية والمذهبية للمجتمع اللبناني وحدها، ومن ثم على تفحص ودراسة النهج الذي اعتمده لبنان في التعامل مع الطوائف الدينية وعلى علاقات هذه الطوائف مع بعضها بعضاً والنظام السياسي الذي حاول ان ينظم هذه العلاقات. ولكن هذ الانشغال ادى الى اهمال جانب مهم من جوانب التجربة السياسية اللبنانية، الا وهو المتعلق بموقف لبنان تجاه الجماعات القومية داخل الكيان اللبناني.

في هذا السياق فإن من المستطاع التحدث عن فئتين مهمتين هما الأرمن والأكراد. فالدولة اللبنانية تسمح للفئتين بممارسة النشاط السياسي والثقافي والتربوي كفئات مستقلة لها خصوصيتها الوطنية بصرف النظر عن انتمائها الديني ومواقفها السياسية. وللفئتين احزابهما المستقلة ومؤسسات خاصة بهما. ولقد لعبت الأحزاب الأرمنية ادواراً مهمة عبر التاريخ اللبناني الحديث، وتمكنت هذه الاحزاب في الكثير من الحالات من التعبير عن تآلف ملفت للنظر بين الوطنيتين اللبنانية والأرمنية، ومنذ السبعينات اتجهت القيادات الأرمنية الى بناء علاقات طبيعية مع سائر اطراف الصراع المسلح في لبنان وبفضل هذه الصلات والعلاقات تمكنت من الإسهام في خلق المناخ الملائم لعودة السلام الى الاراضي اللبنانية.

وكما شارك الأرمن بنشاط في الحياة العامة في لبنان، فقد شارك الأكراد في الحياة العامة ايضاً، ولكن نشاطهم في هذا المجال لم يتبلور كفاية كما هو الأمر مع الأرمن. يعود هذا الى اسباب تاريخية وسياسية. فالأحزاب الأرمنية تشكلت قبل عقود من الزمن من تشكيل الاحزاب الكردية، ومن هنا فإن الأولى تملك خبرات لم تتكون حتى هذا التاريخ عند الاحزاب الكردية. ولكن الاكراد لم يفتهم القطار، فما زال بإمكانهم ان يساهموا بنشاط اكبر في الحياة العامة وفي ميادين التنافس السلمي والديموقراطي بين اللبنانيين. ان تجربة التعددية القومية في لبنان هي تجربة مهمة بالنسبة الى اللبنانيين والدول العربية التي تبحث عن طريق المستقبل. وفي لبنان فإن من المفيد الحرص على هذه التجربة وترسيخها في اطار العمل السلمي والوطني وإبعادها عن الانجراف في اي مسار يضر بلبنان. ومن المفارقات ان حزب «الطاشناق» الأرمني ظل يعمل بحرية تامة في لبنان بينما صدر قرار بمنعه من ممارسة النشاط في موطنه الأصلي أرمينيا الى ان تراجعت حكومة يريفان عن ذلك القرار. وهذه الحادثة تدل على اهمية لبنان ونظامه الديموقراطي وانفتاحه الثقافي لجميع ابنائه حتى الذين يدينون بقومية اخرى او يتعاطفون معها. ان التعددية القومية تصلح كأساس للتعايش المجتمعي في العديد من الدول العربية وتساعد على انهاء الحروب في الدول التي تعاني من الصراعات المسلحة. وهي تفتح الباب امام قيام مجتمعات عربية تبنى على المساواة الراسخة والمنصفة بين مكونات هذه المجتمعات. وإذا تمكنا من نبذ الطريق اللعين، طريق التفتيش المرضي عن كل شاردة وواردة تثير الضغائن والأحقاد داخل هذه المجتمعات ووجهنا بعض جهدنا للبحث عن التجارب والأمثلة التي تؤكد التضامن والتكاتف بين مكونات هذه المجتمعات لوجدنا ما يكفينا ويحضّنا على مغادرة الطريق الأول والسير قدماً على الطريق الثاني.

 

هيقتُلُنا ولا يُرعِب «داعش»

 زهير قصيباتي/الحياة/24 كانون الأول/15

17 يوماً بقيت من زمن «المهلة» التي كان الكرملين يتخيّل أنها بأيامها المئة كافية لاستئصال جميع المعارضين للنظام السوري. ترتفع حصيلة الغارات الروسية إلى ألفي قتيل، يتمدّد الخراب فوق خراب، ويتسع اليأس على خريطة سورية المنكوبة. وهي ثكلى مع شعبها الذي يستخدمه النظام حقل رماية، ومعه الميليشيات الحليفة، والنظام الإيراني والقيصر الروسي. ولا يتردّد الإسرائيلي في انتهاز الفرصة، فيضرب في القلب، ولا يأبه بوعيد الرد. هؤلاء جميعاً أطبقوا على سورية والسوريين الذين يسألون كل يوم: كم مرشحاً للقتل بغارة أو برميل متفجّرات أو رصاص قنص؟ لعل كثيرين منهم بعدما تجاوزوا عتبة اليأس، لم يعودوا يكترثون للسؤال، حقل الرماية شاسع، وأسماء الضحايا تحوّلت أرقاماً. أما «زوبعة» الأمل التي أثارها قرار مجلس الأمن بإمكان وقف الحرب المجنونة قريباً، بعد إطلالة العام 2016، فاتضح أنها أيضاً صناعة روسية. هكذا لا ترى المعارضة السورية ضوءاً في نهاية النفق الطويل، ولا ترى في حديث الأمم المتحدة عن جولة مفاوضات مع النظام في كانون الثاني (يناير)، سوى اختراعٍ لوهم في الوقت «الضائع». فمن يضمن وقف النار، فيما الفصائل المقاتلة محاصَرة، متوافقة على الحد الأدنى من تماسكها، و «داعش» و «النصرة» خارج حسابات التفاوض، بداهةً؟... والخلافات على تصنيف التنظيمات الإرهابية تراوح مكانها، وموسكو لن تضمن رحيل الرئيس بشار الأسد من السلطة، والمعارضة لا تعتبر الوقت مناسباً للتفاوض؟ وكالة «نوفوستي» تحتفي بتسلُّم الجيش الروسي قريباً «صواريخ أس 500 المرعبة»، ومَنْ يدري هل يأمر الرئيس فلاديمير بوتين باستخدامها في حقل الرماية السوري، ليثير رعباً في قلوب «الإرهابيين»؟ أم هو يجهّزها لردع «السلطان العثماني الجديد» كما يطلق بعض الإعلام الروسي على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي «تمادى» مع القيصر؟ منظمة العفو الدولية تتهم الروس بارتكاب جرائم حرب في سورية، وهم يكافحون «الإرهاب»، ويشدّون أواصر التنسيق مع إسرائيل التي اغتالت سمير القنطار القيادي في «حزب الله»، حليف إيران شريكة الكرملين في حماية نظام الأسد... مع ذلك، لا سبيل لدى موسكو لتبرئة نفسها من إطلاق اليد الإسرائيلية في تصفية حسابات على الأراضي السورية، ربما في مقابل شراكة أخرى لمصلحة النظام. وبصرف النظر عن الحسابات المتشابكة لما تبدّل في سورية منذ التدخُّل العسكري الروسي لتمرين عضلات بوتين، ما لا يمكن التشكيك فيه هو أن الكرملين ما زال بعيداً عن فرض تسوية، ظن كثيرون بدايةً أنه سيُمليها بالقوة على النظام ومعارضيه، حفاظاً على الدولة السورية وموطئ نفوذ. وأما ادعاء الروس الاعتماد على إشراف دولي لدفع التسوية على سكة الحل، فينتظر لاختباره قدرة الأمم المتحدة على جمع النظام والمعارضة الشهر المقبل، إذا قبِل الأول التفاوض معها، وارتضت هي التوقيت فيما الغارات الجوية تنتزع منها على الأقل، المبادرة الميدانية. لا يوحي تصعيد الضربات الجوية الروسية وغارات النظام السوري بالبراميل المتفجّرة، سوى بتحرُّك لإجهاض مفاعيل مؤتمر الرياض، مهما ادّعت موسكو حرصها على تسوية سياسية قريبة. فالتشكيك بأهدافها لم يتبدّل: طموحها خَنْق المعارضة المعتدلة، وإعفاء النظام من تبعات التفاوض. على الأرض، لا شيء يوحي بأن أقوال الكرملين وجه آخر لأفعاله. وكلما انتزعت موسكو تنازلاً من الأميركيين- مثل تخلّيهم عن أولوية تنحّي الأسد- مالت أكثر إلى الصواريخ «المرعبة»! مَنْ تُرعِب ومَنْ تقتُل ومَنْ تُشرِّد؟ بعد نحو مئة يوم من الغارات الجوية والصاروخية، لا أحد يظن بعد، أن أبو بكر البغدادي سيرفع الراية البيضاء للقيصر قريباً. مئة يوم إضافية لجنون القتل والدمار الشامل؟ ما الذي يتبدّل إن احتمى هذا الجنون بـ «إشراف دولي»، واستسلام أميركي حتى الرمق الأخير؟ ومرة أخرى، يتبيّن حجم الخديعة باستخدام «الدواعش» ذريعة لتدمير سورية وقتلها من أجل إنقاذ رأس النظام... فوق الخراب. مجدّداً، يرفع جلاّدٌ راية رعب القتل، باسم السلام. الكثير تبدّل في العالم ليبقى أسير الدهشة، شاهد زور على المأساة الكبرى، يحصي النعوش. مواكب موت، طوفان نزوح... رجال للقتل، نساء للتشرُّد، وأطفال للبيع.

 

سورية: هدنة لتقاسم أراضي «الخلافة»

 حسان حيدر/الحياة/24 كانون الأول/15

من المرجح ان يتيح قرار مجلس الأمن الأخير حول سورية بداية مترددة لعملية سياسية قد تطول أكثر بكثير مما حُدد لها، لكن من المؤكد ان هذه العملية، إذا ما كتب لها ان تستمر، لن تسفر سوى عن تكريس الحدود القائمة بين «الكيانات» السورية المتعددة، مع التعديلات التي سيتيحها تقاسم أراضي «الخلافة» التي أقامها «داعش» المستثنى من بند وقف العمليات العسكرية، في حال اثبتت التحالفات العسكرية الدولية المتعددة نجاعتها، وتمكنت من تقليص رقعة امتداده، وصولاً الى إلغاء «دولته»، وهو أمر مشكوك فيه الى حد بعيد. فالقرار الدولي الذي صاغته واشنطن وموسكو استند في جوهره إلى تأجيل بت الخلاف حول السبب الرئيس لقيام الثورة السورية، أي بشار الأسد ونظامه، وجعل تطبيق بنوده، بما في ذلك وقف إطلاق النار، رهن التوافق على تفسيرها. وهو توافق تبينت صعوبته بسرعة في ضوء تجديد كل من طهران وموسكو تمسكهما بالأسد وحتى بإمكان ترشحه الى الانتخابات في نهاية المرحلة الانتقالية. فجلّ ما يريده الروس والإيرانيون من القرار 2254 منح الأسد وجيشه مهلة لالتقاط انفاسه وإعادة تنظيم صفوفه، بانتظار ان ينشغل الأميركيون أكثر بانتخاباتهم الرئاسية، ويواصل الذعر من الإرهاب شلّ الأوروبيين. ويستفيد الروس والايرانيون من هامش واسع للمناورة ينطوي عليه القرار، سواء في ما تعلق بتحديد تشكيلات «الارهابيين»، وهذا ينعكس في مطالبتهم بتغيير تركيبة الوفد المعارض في المفاوضات وخريطة وقف النار، او بطبيعة السلطة الانتقالية وصلاحياتها، وهذا محل تباين شديد منذ بيان جنيف الأول. وسيؤدي طول العملية السياسية والغموض المقصود في مسارها الى اتاحة الوقت للنظام لإعادة ترتيب سلطته في «سورية المفيدة» وتنظيم آليات ادارتها، في التفاف مسبق على اي نتائج قد تفضي اليها العملية السياسية ويعتبرها في غير مصلحته. فالقرار الدولي الجديد يقيم توازناً هشاً بين الأطراف المنخرطين في الحرب السورية، فمن جهة يطلب وقفاً للنار بين النظام والمعارضة بالتوازي مع انطلاق مفاوضات سياسية، لكنه لا يحسم اي معارضة يقصد ومن يمثلها في المفاوضات. ومن جهة ثانية يريد للطرفين المتحاربين ان يحوّلا بنادقهما في اتجاه «داعش» وسائر الارهابيين، من دون ان يتمكن من تعريف هؤلاء وتمييزهم عن سواهم، وسط تداخل شائك ومتشعب بين التشكيلات المقاتلة على الارض، ما يعني ان هناك ذرائع جاهزة لخرق وقف النار تبعاً لمعايير النظام الذي يعتبر كل المعارضة «إرهابية»، ومقاييس داعميه. ومن جهة أخرى، إذا كان مسلماً به ان يرفض القرار ضمناً وجود الارهابيين الاجانب الملتحقين بـ «داعش» و «القاعدة» في سورية، إلا انه لم يأتِ على ذكر الوجود العسكري الأجنبي الرسمي والمعلن على الأراضي السورية، اي الايراني المتعدد الأوجه، والروسي، بما يشكله من ضغط مباشر على اي مفاوضات، لأن هدفه الحفاظ على نفوذ الدولتين وانتشارهما المادي السابق على الانتفاضة، فضلاً عن إنقاذ الأسد. اي ان القرار يفترض في تبرئة مشبوهة ان القوات الايرانية والروسية في سورية هدفها محاربة «داعش»، بينما هي تركز عملياتها فعلياً على معارضي النظام والمدنيين من دون تمييز. وفي ظل هذه المعطيات، سيكون وقف اطلاق النار مجرد هدنة تبقي على خطوط التماس بين النظام والمعارضة الى حين انتهاء المعركة ضد «داعش» و «النصرة»، والتي قد تشهد مداً وجزراً متكررين، ولا يمكن تحديد مهلة زمنية لها، اي ان الفرصة ستتاح لكل طرف لمحاولة اقتطاع مناطق تخضع حالياً لسيطرة التنظيمين، بما يعزز وضعه الميداني، وتالياً اوراقه في المفاوضات، ما قد يؤدي الى انهيارها مع الهدنة الهشة اصلاً.

 

الرمادي تتعرض لجريمة إبادة كبرى؟

داود البصري/السياسة/24 كانون الأول/15

من دون شك ان انتقام العصابات الطائفية المتوحشة من أهل مدن العراق الغربية قد اكتسب طابعا فظا وارهابيا مريعا يسير في طريق تنفيذ حملات ابادة جماعية، فتلكم العصابات المسيرة ايرانيا قد خطفت المئات من شباب الأنبار وغيبت الكثير منهم، كما أن حجم الظلم على لاجئي ونازحي الأنبار يؤشر على سياسة حكومية عنصرية ساقطة عبر منعهم من دخول العاصمة بغداد بينما يتم السماح لمئات الآلاف من الايرانيين والأفغان بانتهاك الحدود العراقية والسياحة في المدن العراقية، موقف حكومي فاشل ومريع يعززه فشل البرلمان العراقي في حماية الشعب العراقي المنكوب. في المعارك العراقية الداخلية المتصاعدة والمستمرة فصولا دموية مرعبة تدور مآس انسانية مخيفة تعبر عن التدهور المستمر لأوضاع بلد ينتج المأساة ويعيد صياغة الكوارث، ويؤسس لمآس مستقبلية كبرى في طريق شاق ومعقد لايؤدي الا للفشل الذريع، والاضمحلال المريع، فبعد عمليات الكر والفر العسكرية في معارك غرب العراق بين السلطة والجماعات المسلحة تبرز معاناة المدنيين الذين يعيشون في ظروف حياتية هي الأصعب والأشد مأسوية في تاريخ المنطقة، فالعمليات العسكرية السابقة في تكريت وهيت وبيجي وصلاح الدين وحزام بغداد وديالى، قد خلفت وراءها عدداً هائلاً من المشردين والنازحين من العوائل العراقية التي عانت من جحيم قيظ الصيف وزمهرير برد الشتاء، حتى وصل العدد لملايين المهجرين والمشردين داخليا، وتفاقمت المأساة مع استمرار القيود الأمنية على حركة تدفق النازحين من خلال منعهم من دخول العاصمة بغداد وتكدسهم على معابرها كمعبر بزيبز الذي شهد معاناة انسانية مروعة من موت للشيوخ والعجائز وتفاقم لأوضاع المرضى الصحية، ومن تدهور عام في الوضعية الانسانية. وبما أنتج حالات من الشد والجذب وتبادل الاتهامات بين فرقاء العملية السياسية مع تصعيد فظ لأوضاع الصراع الطائفي المؤسف الذي هشم أسس الوحدة الوطنية العراقية.

ومع ازدياد التدخل الدولي في معالجة مشكلات المنطقة، وبرنامج المساعدات العسكرية الأميركية التي تهدف لاعادة سيطرة قوات الحكومة المركزية على المناطق الخارجة عن سلطتها في غرب العراق وشماله تأتي معاناة جماهير الأنبار والرمادي لتشكل وضعا غير مسبوق في معاناة الانسان العراقي الذي هشمته الحروب المتواصلة وأحوال الصراع الطائفي المتقلبة. لقد وجه الجيش العراقي انذارا زمنيا محددا لأهل الرمادي يطالبهم فيه بالرحيل عنها وافراغها من سكانها بغرض استعادة السيطرة عليها من قبضة تنظيم الدولة، وكما هو معلوم فان تفريغ مدينة كاملة من سكانها ليس بالأمر اليسير في ظل انعدام أي بدائل حقيقية أو توفير أي خدمات يمكنها من استيعاب تدفق مئات الآلاف من البشر في زمن محدد وضمن رقعة جغرافية محددة. وفي ظل ظروف الشتاء الصحراوية الصعبة، ثم أن أهل الرمادي هم اليوم بمثابة رهائن وهم بين المطرقة والسندان قولا وفعلا، فالجماعات المسلحة المسيطرة على المدينة لا تسمح أصلا بمغادرة سكانها فتحولوا في النهاية لدروع بشرية في معركة صحراوية مفتوحة تهدد بالحاق أكبر قدر من الدمار بالبنية السكانية، وبخسائر بشرية مروعة الله وحده يعلم حجمها وطبيعتها، فيما اذا أصرت الحكومة على موقفها بتفريغ المدينة من سكانها. وهو الأمر الصعب التحقيق في ظل الظروف الحالية، العراق مقبل دون شك على كوارث انسانية يشيب لهولها الولدان وتتطلب معالجات ومقاربات وحلول صعبة من أجل ادارة أزمة هي الأعقد والأشد حساسية في تاريخ المنطقة. المأساة تكمن في كون السلطات لم تحل بعد مشكلات المهجرين من المدن العراقية الأخرى التي شهدت عمليات الكر والفر خلال الصيف الماضي، اذ ما زالوا في خيامهم ومن عاد منهم خضع لاستجواب وتحقيق، كما ان اختطاف المئات من شباب الأنبار على يد جماعات مسلحة غير منضبطة قد رسم للمشهد الانساني أبعاداً قاتمة للغاية سيجعل من القتال في الرمادي مهولا ومدمرا! نعتقد أن معالجة الموقف المتدهور تتطلب تأنيا وصبرا وقدرة كبيرة على ادارة الأزمة عبر سياسة انفتاح وشفافية تبدأ بتهدئة الخواطر وحل اشكاليات الوضع الماضي بتؤدة وصبر، والمباشرة على الأرض بتوفير الجهود والامكانات لاستيعاب المتضررين، وخلق أجواء من الثقة وفتح المعابر ومعالجة الحالات الانسانية الملحة بروح وطنية بعيدا عن الحساسيات والملفات الطائفية السقيمة. الأنبار والرمادي تحديدا مقبلة على كارثة انسانية مروعة مالم يتم تحكيم العقل والمنطق وتغليب روح المواطنة قبل أي اعتبارات أخرى. الكرة الآن في ملعب السلطة التي باستطاعتها منع الاحتقان والسيطرة على الفوضى وحقن الدماء العبيطة لشعب نزف أكثر مما يحتمل. ارحموا شعب العراق، فالميليشيات الايرانية الارهابية تشحذ سكاكينها للانقضاض على الأبرياء وتغيير الخارطة السكانية والمذهبية. العراق مقبل على موسم مجازر انسانية رهيبة تم الاعداد لها باتقان وحرفنة وبروح اجرامية ميليشياوية فظة… العراق ينحدر نح والجحيم.