المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 25 كانون الأول/2015

اعداد الياس بجاني

ميلاد مجيد/المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرة

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.december25.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ميلاد السيد المسيح/انجيل المسيح حسب البشير لوقا/الإصحاح الثاني/من01حتى19

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

عيد الميلاد هو عيد المحبة لأن الله محبة/الياس بجاني

حتى مزابل التاريخ سترفض استقبال طاقمنا السياسي والحزبي العفن/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

تمثال سيدة بشوات محجّ للمسيحيين والمسلمين ومزارها معلَم سياحي يساهم في إنماء المنطقة

المساكنة ستحكم أفرقاء الحكومة في السنة الجديدة بري يدعو إلى الإقلاع عن "داء تعطيل الرئاسة"/رضوان عقيل/النهار

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس في 24/12/2015

الجيش يداهم مخزن سلاح وذخيرة في عكار بعد اعترافات موقوف من "داعش"

 سلام من بكركي : نأمل ان يأخذ كلام الراعي وتوجيهه مداه عند الجميع

سلام زار عوده: لتأكيد تضامن وتواصل اللبنانيين

جعجع عرض مع ريفي الملف الرئاسي واتصل بالراعي وسليمان والجميل وعون مهنئا بالميلاد

النائب طوني أبو خاطر لـ»السياسة»: بكركي تؤيد مرشحا من خارج الأقطاب

واشنطن تعتمد خيـــار الحصار المالي لاضعاف "حزب الله": تصعيد مرتقب في نبرته السياسية أوّل تجلياته رفض التسوية

بكركي مصرة على عدم تفويت فرصــــة الرئاسة وجمع القـــادة لم يسقط

14 اذار تعزو مواقف نصرالله المالية الى تأزم تمويلي وتضييق الخناق على الحزب

سلام يشارك في مؤتمري دافوس في 20 كانون الثاني والمانحيـــن في 4 شباط

الجيش: دهم مخزن للسلاح والذخيرة في مشتى حسن بناء على اعترافات الموقوف بلال محي الدين الحسن

القرار الظني لم يصدر في حق حسن يعقوب ووكلاؤه تقدموا بطلب تخلية سبيل علي يعقوب: ملف مسيس بامتياز وما يحصل معيب والمطلوب صحوة ضمير

 فتفت: حزب الله يريد استمرار الفراغ

بعد فشل التسوية.. ما هو حلّ الشغور؟

فداء عيتاني،صحفي لبناني.. تورية القتل بمحاربة "التكفيريين" لن تغطي على جرائم حزب الله في سوريا

فداء عيتاني،صحفي لبناني.. تورية القتل بمحاربة "التكفيريين" لن تغطي على جرائم حزب الله في سوريا

المسقبل مُستمرّ بالتحدّي انتخاب افتراضي بين عون وفرنجية/فؤاد ابو زيد/الديار

المشنوق متفائل بعقد جلسة للحكومة بعد الأعياد: مبادرة ترشيح فرنجية لا تزال موجودة وحية ومستمرة

 

عناوين الأخبار المتفرقات اللبنانية

سمير وستريدا جعجع وزعا 1700 هدية ميلادية على أطفال قرى في قضاء بشري

عون التقى وفدا من هيئة دعم المقاومة

الوفاء للمقاومة دانت اغتيال القنطار: نرفض زج لبنان بتحالفات مريبة ولخطة استراتيجية علمية وعملية للنفايات

نعبم قاسم: اغتيال قنطار مسؤولية اضافية لاستمرار المقاومة وقدمنا للوطن الكثير حتى بات شعار تحرير الأرض مساويا لشعارنا

النائب قاسم هاشم: ترشيح فرنجية للرئاسة طرح لم يرتق بعد الى مبادرة

بري عرض مع حرب وارسلان الاوضاع ابو فاعور: لاستمرار العمل بموازاة الاتصالات السياسية لانجاز المبادرة الرئاسية

جبران باسيل تمنى في رسالة الى العربي عدم الدعوة إلى اجتماعات رسمية أو وزارية أيام الأعياد الدينية

 تقرير لمفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين: ازمة اللجوء السوري في لبنان تندفع الى التأزم اكثر

المفتي دريان: للاحتكام الى نهج المواطنة والعمل من أجل سلام وسلامة واستقرار واطمئنان وطننا لبنان

الراعي في رسالة الميلاد: لمقاربة جدية للمبادرة الرئاسية ولقانون انتخابات يلغي فرض نواب على طوائفهم

المطران حنا رحمة في رسالة الميلاد: لنكن في هذه الأبرشية ايقونة تعكس حقيقة التجسد وجوهره في البقاع الشمالي

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مجلس الأمن يدعو الأطراف اليمنية لمحادثات يناير من دون شروط

غرق 18 مهاجراً في بحر إيجه

11 ألف قتيل في العراق خلال 2015

«داعش» يستميت في القتال والفصائل الشيعية تطلب إذناً من العبادي للتدخل/قوات أميركية خاصة ومروحيات هجومية تستعد لمساندة الجيش العراقي في معارك الرمادي الطاحنة

«داعش» يتراجع أمام المعارضة ويتقدم على حساب قوات الأسد

المعلم: مستعدون لمفاوضات جنيف أملاً بتشكيل حكومة وحدة

أوغلو: انتقاد دميرتاش إسقاط الطائرة الروسية «خيانة وعار»

وفاة 31 بينهم طفل وإصابة 123 في حريق هائل بمستشفى جازان و21 فرقة إطفاء وإنقاذ وإسعاف تدخلت لإحتوائه

ثمانية قتلى في عواصف وزوابع

رئيسة أول جلسة لبرلمان مصر تهدد نواب حزب «النور» بالطرد وتصاعد الصراع داخل جماعة الإخوان

المحكمة العليا الإيرانية صادقت على أحكام الإعدام بحق 27 سُنياً ووزراء إيرانيون على قائمة العقوبات الدولية يترشحون لانتخابات مجلس الخبراء

زيادة قياسية في عدد المهاجرين من يهود فرنسا إلى إسرائيل

واشنطن فشلت في ترتيب «انقلاب» على الأسد

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ماذا ينتظر نصرالله ليقول كلمته في الرئاسة: إنسحاب عون أم إشارة من إيران/اميل خوري/النهار

علامَ ينطوي تحذير نصر الله للمصارف والدولة؟ التضييق الأميركي على الحزب يتزامن مع تطبيق النووي/سابين عويس/النهار

اللاءات الثلاث وحكاياتها/الياس الديري/النهار

بحثاً عن الحقيقة وردّا على كلام الواعظين/كرم سكافي/المدن

المستقبل لجعجع: لماذا لا يتبنى عون ترشيحك/منير الربيع/المدن

المصارف تستفتي حجم حزب الله/نديم قطيش/المدن

بكركي تعد لإطلاق مبادرة جديدة: لا عيد بلا رئيس/نادين مهروسة/المدن

القنطار، سجين "حزب الله"/دلال البزري/المدن

الماضي أداة للهيمنة/حسام عيتاني/الحياة

نهاية حل الدولتين بين إسرائيل وفلسطين/هنري سيغمان/الحياة

القرار 2254 وميزان القوى/وليد شقير/الحياة
إيران لتطوير العلاقات بجاراتها و«الحزب» يستعد لمواكبة التغيير/أسعد حيدر/المستقبل

صار للحرب على الإرهاب مرجعية/خيرالله خيرالله/المستقبل

لبنان يواكب من «فيينا» العملية السياسية في سوريا/ثريا شاهين/المستقبل

ميليشيات العراق الطائفية وجريمة خطف القطريين/داود البصري/السياسة

محمد شطح/نديم قطيش/الشرق الأوسط

إيران.. السحب الداكنة في الأفق الاقتصادي/أمير طاهري/الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

انجيل المسيح حسب البشير لوقا/الإصحاح الثاني/من01حتى19

وفي تلك الايام صدر امر من اوغسطس قيصر بان يكتتب كل المسكونة. وهذا الاكتتاب الاول جرى اذ كان كيرينيوس والي سورية. فذهب الجميع ليكتتبوا كل واحد الى مدينته. فصعد يوسف ايضا من الجليل من مدينة الناصرة الى اليهودية الى مدينة داود التي تدعى بيت لحم لكونه من بيت داود وعشيرته 5 ليكتتب مع مريم امراته المخطوبة وهي حبلى. 6 وبينما هما هناك تمت ايامها لتلد.  فولدت ابنها البكر وقمطته واضجعته في المذود اذ لم يكن لهما موضع في المنزل. وكان في تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم  واذا ملاك الرب وقف بهم ومجد الرب اضاء حولهم فخافوا خوفا عظيما. فقال لهم الملاك: «لا تخافوا. فها انا ابشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب: انه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب. وهذه لكم العلامة: تجدون طفلا مقمطا مضجعا في مذود».  وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين: «المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرة». ولما مضت عنهم الملائكة الى السماء قال الرعاة بعضهم لبعض: «لنذهب الان الى بيت لحم وننظر هذا الامر الواقع الذي اعلمنا به الرب».  فجاءوا مسرعين ووجدوا مريم ويوسف والطفل مضجعا في المذود. فلما راوه اخبروا بالكلام الذي قيل لهم عن هذا الصبي. وكل الذين سمعوا تعجبوا مما قيل لهم من الرعاة. واما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به في قلبها. ثم رجع الرعاة وهم يمجدون الله ويسبحونه على كل ما سمعوه وراوه كما قيل لهم".

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

عيد الميلاد هو عيد المحبة لأن الله محبة

الياس بجاني/25 كانون الأول/15

المجد لله في الأعالي  وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة

إن الله هو محبة وسلام وبالمفهوم الإنجيلي وذكرى عيد ميلاد السيد المسيح المجيدة تعني ببساطة متناهية وبوضوح تام لا لبس فيه أنها ذكرى للمحبة بكل قيمها ومعانيها ومكوناتها لأن الله الذي هو محبة ارتضى أن يتأنس ويصبح انساناً ويولد من رحم مريم البتول ليخلصنا ويرفعنا من الإنسان القديم، إنسان الخطيئة الأصلية إلى إنسان القداسة بالعماد بالماء والروح القدس. إن أركان الميلاد الذي هو محبة هي الغفران والتسامح والتواضع والعطاء والفداء والأبوة والمساواة والقداسة.
في هذا العيد المجيد والمبارك دعونا نصلي من أجل السلام في كل أرجاء العالم ومن أجل كل البشر وخصوصاً أولئك الذين أغواهم الشيطان وأوقعهم في تجاربه وحولهم لقلة إيمانهم وخور رجائهم إلى مخلوقات غرائزية لا تعرف المحبة ولا تخاف الله ولا تحسب حساباً ليوم الحساب الأخير. في أسفل آيات من الإنجيل المقدس تحكي ولادة السيد المسيح، وأخرى تعلمنا المحبة والغفران والتسامح والتواضع والتعالي على الصغائر وعدم مواجهة الشر بالشر وضرورة الابتعاد عن عبادة تراب الأرض وكل ما هو زائل أكان سلطة أو مال أو عزوة أو قوة.

ميلاد السيد المسيح

انجيل المسيح حسب البشير لوقا/الإصحاح الثاني/من01حتى19

وفي تلك الايام صدر امر من اوغسطس قيصر بان يكتتب كل المسكونة. وهذا الاكتتاب الاول جرى اذ كان كيرينيوس والي سورية. فذهب الجميع ليكتتبوا كل واحد الى مدينته. فصعد يوسف ايضا من الجليل من مدينة الناصرة الى اليهودية الى مدينة داود التي تدعى بيت لحم لكونه من بيت داود وعشيرته 5 ليكتتب مع مريم امراته المخطوبة وهي حبلى. 6 وبينما هما هناك تمت ايامها لتلد.  فولدت ابنها البكر وقمطته واضجعته في المذود اذ لم يكن لهما موضع في المنزل. وكان في تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم  واذا ملاك الرب وقف بهم ومجد الرب اضاء حولهم فخافوا خوفا عظيما. فقال لهم الملاك: «لا تخافوا. فها انا ابشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب: انه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب. وهذه لكم العلامة: تجدون طفلا مقمطا مضجعا في مذود».  وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين: «المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرة». ولما مضت عنهم الملائكة الى السماء قال الرعاة بعضهم لبعض: «لنذهب الان الى بيت لحم وننظر هذا الامر الواقع الذي اعلمنا به الرب».  فجاءوا مسرعين ووجدوا مريم ويوسف والطفل مضجعا في المذود. فلما راوه اخبروا بالكلام الذي قيل لهم عن هذا الصبي. وكل الذين سمعوا تعجبوا مما قيل لهم من الرعاة. واما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به في قلبها. ثم رجع الرعاة وهم يمجدون الله ويسبحونه على كل ما سمعوه وراوه كما قيل لهم".

انجيل القديس يوحنا/الإصحاح15/من12حتى25

12 «هذه هي وصيتي ان تحبوا بعضكم بعضا كما احببتكم. 13 ليس لاحد حب اعظم من هذا: ان يضع احد نفسه لاجل احبائه. 14 انتم احبائي ان فعلتم ما اوصيكم به. 15 لا اعود اسميكم عبيدا، لان العبد لا يعلم ما يعمل سيده، لكني قد سميتكم احباء لاني اعلمتكم بكل ما سمعته من ابي. 16 ليس انتم اخترتموني بل انا اخترتكم، واقمتكم لتذهبوا وتاتوا بثمر، ويدوم ثمركم، لكي يعطيكم الاب كل ما طلبتم باسمي. 17 بهذا اوصيكم حتى تحبوا بعضكم بعضا.

18 «ان كان العالم يبغضكم فاعلموا انه قد ابغضني قبلكم. 19 لو كنتم من العالم لكان العالم يحب خاصته. ولكن لانكم لستم من العالم، بل انا اخترتكم من العالم، لذلك يبغضكم العالم. 20 اذكروا الكلام الذي قلته لكم: ليس عبد اعظم من سيده. ان كانوا قد اضطهدوني فسيضطهدونكم، وان كانوا قد حفظوا كلامي فسيحفظون كلامكم. 21 لكنهم انما يفعلون بكم هذا كله من اجل اسمي، لانهم لا يعرفون الذي ارسلني. 22 لو لم اكن قد جئت وكلمتهم، لم تكن لهم خطية، واما الان فليس لهم عذر في خطيتهم. 23 الذي يبغضني يبغض ابي ايضا. 24 لو لم اكن قد عملت بينهم اعمالا لم يعملها احد غيري، لم تكن لهم خطية، واما الان فقد راوا وابغضوني انا وابي. 25 لكن لكي تتم الكلمة المكتوبة في ناموسهم: انهم ابغضوني بلا سبب.

انجيل القديس يوحنا/الإصحاح الثالث/من14حتى21 (بذل الذات من أجل الآخرين)

 14 وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي ان يرفع ابن الانسان، 15 لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. 16 لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الابدية. 17 لانه لم يرسل الله ابنه الى العالم ليدين العالم، بل ليخلص به العالم. 18 الذي يؤمن به لا يدان، والذي لا يؤمن قد دين، لانه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد. 19 وهذه هي الدينونة: ان النور قد جاء الى العالم، واحب الناس الظلمة اكثر من النور، لان اعمالهم كانت شريرة. 20 لان كل من يعمل السيات يبغض النور، ولا ياتي الى النور لئلا توبخ اعماله. 21 واما من يفعل الحق فيقبل الى النور، لكي تظهر اعماله انها بالله معمولة».

رسالة يوحنا الرسول الاولى/الإصحاح الأول/من01حتى10

1 الذي كان من البدء الذي سمعناه الذي رايناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمسته ايدينا من جهة كلمة الحياة. 2 فان الحياة اظهرت وقد راينا ونشهد ونخبركم بالحياة الابدية التي كانت عند الاب واظهرت لنا. 3 الذي رايناه وسمعناه نخبركم به لكي يكون لكم ايضا شركة معنا.واما شركتنا نحن فهي مع الاب ومع ابنه يسوع المسيح. 4 ونكتب اليكم هذا لكي يكون فرحكم كاملا5 وهذا هو الخبر الذي سمعناه منه ونخبركم به ان الله نور وليس فيه ظلمة البتة. 6 ان قلنا ان لنا شركة معه وسلكنا في الظلمة نكذب ولسنا نعمل الحق 7 ولكن ان سلكنا في النور كما هو في النور فلنا شركة بعضنا مع بعض ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية. 8 ان قلنا انه ليس لنا خطية نضل انفسنا وليس الحق فينا. 9 ان اعترفنا بخطايانا فهو امين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل اثم. 10 ان قلنا اننا لم نخطئ نجعله كاذبا وكلمته ليست فينا.

رسالة بولس الرسول الى اهل رومية/الإصحاح الخامس/من08حتى11

8 ولكن الله بين محبته لنا، لانه ونحن بعد خطاة مات المسيح لاجلنا. 9 فبالاولى كثيرا ونحن متبررون الان بدمه نخلص به من الغضب! 10 لانه ان كنا ونحن اعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه، فبالاولى كثيرا ونحن مصالحون نخلص بحياته! 11 وليس ذلك فقط، بل نفتخر ايضا بالله، بربنا يسوع المسيح، الذي نلنا به الان المصالحة.

انجيل القديس متى/الإصحاح الخامس/من43حتى48

43 «سمعتم انه قيل: تحب قريبك وتبغض عدوك. 44 واما انا فاقول لكم: احبوا اعداءكم. باركوا لاعنيكم. احسنوا الى مبغضيكم وصلوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم 45 لكي تكونوا ابناء ابيكم الذي في السماوات فانه يشرق شمسه على الاشرار والصالحين ويمطر على الابرار والظالمين. 46 لانه ان احببتم الذين يحبونكم فاي اجر لكم؟ اليس العشارون ايضا يفعلون ذلك؟ 47 وان سلمتم على اخوتكم فقط فاي فضل تصنعون؟ اليس العشارون ايضا يفعلون هكذا؟ 48 فكونوا انتم كاملين كما ان اباكم الذي في السماوات هو كامل.

رسالة بولس الرسول الى اهل رومية/الإصحاح الثالث/من09حتى20 (وصف الواقعين التجارب)

09، فماذا اذا؟ انحن افضل؟ كلا البتة! لاننا قد شكونا ان اليهود واليونانيين اجمعين تحت الخطية، 10 كما هو مكتوب:«انه ليس بار ولا واحد. 11 ليس من يفهم. ليس من يطلب الله. 12 الجميع زاغوا وفسدوا معا. ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد. 13 حنجرتهم قبر مفتوح. بالسنتهم قد مكروا. سم الاصلال تحت شفاههم. 14 وفمهم مملوء لعنة ومرارة. 15 ارجلهم سريعة الى سفك الدم. 16 في طرقهم اغتصاب وسحق. 17 وطريق السلام لم يعرفوه. 18 ليس خوف الله قدام عيونهم». 19 ونحن نعلم ان كل ما يقوله الناموس فهو يكلم به الذين في الناموس، لكي يستد كل فم، ويصير كل العالم تحت قصاص من الله. 20 لانه باعمال الناموس كل ذي جسد لا يتبرر امامه. لان بالناموس معرفة الخطية.

انجيل القديس متى/الإصحاح التاسع/من09حتى13 (مساعدة من هو بحاجة لمساعدة)

09، وفيما يسوع مجتاز من هناك راى انسانا جالسا عند مكان الجباية اسمه متى. فقال له: «اتبعني». فقام وتبعه. 10 وبينما هو متكئ في البيت اذا عشارون وخطاة كثيرون قد جاءوا واتكاوا مع يسوع وتلاميذه. 11 فلما نظر الفريسيون قالوا لتلاميذه: «لماذا ياكل معلمكم مع العشارين والخطاة؟» 12 فلما سمع يسوع قال لهم: «لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى. 13 فاذهبوا وتعلموا ما هو: اني اريد رحمة لا ذبيحة لاني لم ات لادعو ابرارا بل خطاة الى التوبة».

سفر الأمثال/الإصحاح 19/11 (مفخرة الصفح)

تعقل الانسان يبطئ غضبه وفخره الصفح عن معصية.11

انجيل القديس لوقا/الإصحاح السادس/من27حتى38 (محبة الأعداء)

27 «لكني اقول لكم ايها السامعون: احبوا اعداءكم احسنوا الى مبغضيكم 28 باركوا لاعنيكم وصلوا لاجل الذين يسيئون اليكم. 29 من ضربك على خدك فاعرض له الاخر ايضا ومن اخذ رداءك فلا تمنعه ثوبك ايضا. 30 وكل من سالك فاعطه ومن اخذ الذي لك فلا تطالبه. 31 وكما تريدون ان يفعل الناس بكم افعلوا انتم ايضا بهم هكذا. 32 وان احببتم الذين يحبونكم فاي فضل لكم؟ فان الخطاة ايضا يحبون الذين يحبونهم. 33 واذا احسنتم الى الذين يحسنون اليكم فاي فضل لكم؟ فان الخطاة ايضا يفعلون هكذا. 34 وان اقرضتم الذين ترجون ان تستردوا منهم فاي فضل لكم؟ فان الخطاة ايضا يقرضون الخطاة لكي يستردوا منهم المثل. 35 بل احبوا اعداءكم واحسنوا واقرضوا وانتم لا ترجون شيئا فيكون اجركم عظيما وتكونوا بني العلي فانه منعم على غير الشاكرين والاشرار. 36 فكونوا رحماء كما ان اباكم ايضا رحيم. 37 ولا تدينوا فلا تدانوا. لا تقضوا على احد فلا يقضى عليكم. اغفروا يغفر لكم. 38 اعطوا تعطوا كيلا جيدا ملبدا مهزوزا فائضا يعطون في احضانكم. لانه بنفس الكيل الذي به تكيلون يكال لكم».

رسالة بولس الرسول الاولى الى اهل كورنثوس/الإصحاح الثالث عشر/من01حتى13 (المحبة)

ان كنت اتكلم بالسنة الناس والملائكة ولكن ليس لي محبة فقد صرت نحاسا يطن او صنجا يرن. 2 وان كانت لي نبوة واعلم جميع الاسرار وكل علم وان كان لي كل الايمان حتى انقل الجبال ولكن ليس لي محبة فلست شيئا. 3 وان اطعمت كل اموالي وان سلمت جسدي حتى احترق ولكن ليس لي محبة فلا انتفع شيئا. 4 المحبة تتانى وترفق.المحبة لا تحسد.المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ 5 ولا تقبح ولا تطلب ما لنفسها ولا تحتد ولا تظن السوء 6 ولا تفرح بالاثم بل تفرح بالحق 7 وتحتمل كل شيء وتصدق كل شيء وترجو كل شيء وتصبر على كل شيء. 8 المحبة لا تسقط ابدا.واما النبوات فستبطل والالسنة فستنتهي والعلم فسيبطل. 9 لاننا نعلم بعض العلم ونتنبا بعض التنبوء. 10 ولكن متى جاء الكامل فحينئذ يبطل ما هو بعض. 11 لما كنت طفلا كطفل كنت اتكلم وكطفل كنت افطن وكطفل كنت افتكر.ولكن لما صرت رجلا ابطلت ما للطفل. 12 فاننا ننظر الان في مراة في لغز لكن حينئذ وجها لوجه. الان اعرف بعض المعرفة لكن حينئذ ساعرف كما عرفت. 13 اما الان فيثبت الايمان والرجاء والمحبة هذه الثلاثة ولكن اعظمهن المحبة

سفر صموئيل الاول/الإصحاح الرابع والعشرين/من16حتى20 (المغفرة)

16 فلما فرغ داود من التكلم بهذا الكلام الى شاول قال شاول اهذا صوتك يا ابني داود.ورفع شاول صوته وبكى. 17 ثم قال لداود انت ابر مني لانك جازيتني خيرا وانا جازيتك شرا. 18 وقد اظهرت اليوم انك عملت بي خيرا لان الرب قد دفعني بيدك ولم تقتلني. 19 فاذا وجد رجل عدوه فهل يطلقه في طريق خير.فالرب يجازيك خيرا عما فعلته لي اليوم هذا. 20 والان فاني علمت انك تكون ملكا وتثبت بيدك مملكة اسرائيل.

رسالة بولس الرسول الى اهل رومية/الإصحاح12/من14حتى21 (مشاركة الغير الأفراح والأحزان بتواضع)

14 باركوا على الذين يضطهدونكم. باركوا ولا تلعنوا. 15 فرحا مع الفرحين وبكاء مع الباكين. 16 مهتمين بعضكم لبعض اهتماما واحدا، غير مهتمين بالامور العالية بل منقادين الى المتضعين. لا تكونوا حكماء عند انفسكم. 17 لا تجازوا احدا عن شر بشر. معتنين بامور حسنة قدام جميع الناس. 18 ان كان ممكنا فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس. 19 لا تنتقموا لانفسكم ايها الاحباء، بل اعطوا مكانا للغضب، لانه مكتوب:«لي النقمة انا اجازي يقول الرب. 20 فان جاع عدوك فاطعمه. وان عطش فاسقه. لانك ان فعلت هذا تجمع جمر نار على راسه». 21 لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير.

رسالة بولس الرسول الاولى الى اهل تسالونيكي/الإصحاح الخاس/من12حتى24 (مساعدة الواقعين في التجارب)

12 ثم نسالكم ايها الاخوة ان تعرفوا الذين يتعبون بينكم ويدبرونكم في الرب وينذرونكم، 13 وان تعتبروهم كثيرا جدا في المحبة من اجل عملهم. سالموا بعضكم بعضا. 14 ونطلب اليكم ايها الاخوة: انذروا الذين بلا ترتيب. شجعوا صغار النفوس. اسندوا الضعفاء. تانوا على الجميع. 15 انظروا ان لا يجازي احد احدا عن شر بشر، بل كل حين اتبعوا الخير بعضكم لبعض وللجميع. 16 افرحوا كل حين. 17 صلوا بلا انقطاع. 18 اشكروا في كل شيء، لان هذه هي مشيئة الله في المسيح يسوع من جهتكم. 19 لا تطفئوا الروح. 20 لا تحتقروا النبوات. 21 امتحنوا كل شيء. تمسكوا بالحسن. 22 امتنعوا عن كل شبه شر. 23 واله السلام نفسه يقدسكم بالتمام. ولتحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم عند مجيء ربنا يسوع المسيح. 24 امين هو الذي يدعوكم الذي سيفعل ايضا.

 

حتى مزابل التاريخ سترفض استقبال طاقمنا السياسي والحزبي العفن

الياس بجاني/34 كانون الأول/15

وجد تجار الزبالة والدم والأوطان وعبدة المال والسلطة من يستقبل اطنان زبالة لبنان بعد أن امنوا حصصهم من سمسرات الصفقة على حساب كرامة الوطن وصحة المواطن، إلا أنهم بالتأكيد لن يجدوا في غياهب مزابل التاريخ مكاناً لهم.

واقعاً الزبلة هي هم وليس الزبالة المكدسة في الشوارع وفي الوديان وتحت الجسور.

الزبالة هي في كفرهم وجحودهم وطمعهم والفجع وقلة الإيمان وخور الرجاء.

اليوم ونحن نستقبل ميلاد المخلص دعونا نصلي ونطلب منه أن يعتق شعبنا المعذب والمقهور ووطنا المحتل من رزم زبالة الإسخريوتيين السياسيين والحزبيين وكبار رجال الدين الكفرة ويبعدهم إلى منفى بعيد عنا حيث لا يمكنهم العودة. ميلاد مبارك على الجميع.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

تمثال سيدة بشوات محجّ للمسيحيين والمسلمين ومزارها معلَم سياحي يساهم في إنماء المنطقة

بعلبك – وسام إسماعيل/النهار/25 كانون الأول 2015

يشكل تمثال السيدة العذراء سيدة بشوات العجائبية المميزة بفستانها الأزرق الغامق والمرصع بالنجوم الذهب حاملة في يديها الصليب، علامة فارقة عند مدخل بلدة بشوات - قضاء بعلبك حيث تم رفعه وتركيزه على بعد قرابة 600 متر من المزار المريمي المتواضع والشهير في بلدة بشوات والمبني من حجر أبيض طبيعي جميل يعود تاريخه الى مئات السنين، ويستقطب المؤمنين من انحاء لبنان ودول الاغتراب. بين اللبنانيين والسيدة العذراء عهد قديم يرقى الى صاحب نشيد الأناشيد الذي ناداها بقوله: "هلمي معي من لبنان" لكي يعبر عن تعلق اللبنانيين بالسيدة مريم العذراء، التي تعتبر شفيعة مناطق عدة منها منطقة بعلبك - دير الأحمر تحميها وترعى سكانها، لذلك كان القرار بإنشاء مجسم يخلد ذكرى الظهورات العجائبية للسيدة ويشيد بمحبة أهالي المنطقة بمسيحييها ومسلميها لمريم على مر الأجيال التي رافقت بناء وطنهم في ليالي تاريخهم الطويل، خصوصا في زحمة الاحداث وغمرة الشدائد، مستغيثين ومستشفعين فكانت لهم رفيقة ومحامية وشفيعة وسموها " سيدة " على كل نواحي حياتهم. لم يكن المزار يوما حكراً على المسيحيين بل هو ايضاً محج للمسلمين الذين شملتهم عجائب السيدة، فالعذراء منذ اناشيد العهد القديم الى القرآن موضع تكريم ومثال للطهر، فكان المجسم للسيدة العذراء عند مدخل البلدة كما ارادته فاعلياتها منارة سلام وأخوة ومحبة وتلاق. ويرتفع التمثال ستة امتار لكأنه يقول للقادمين " تعالوا إلي ايها الراغبون فيّ، واشبعوا من ثماري" على قاعدة مؤلفة من أربعة مجسمات على شكل بوصلة الى كل الاقطاب، باسطة يديها لزوارها الذين يمرون من تحتها حيث كتبت كلمات "أهلا بكم في أرض القداسة". وتجاوزت تكلفة المشروع نصف مليون دولار بمساهمة عدد من المؤمنين وخصوصا المغتربين منهم، ليكون أكبر تمثال لمريم العذراء في منطقة بعلبك – الهرمل. ويشارف بناء المجسم الانتهاء وبات مكتمل المعالم باستثناء اللمسات الأخيرة، من وضع الورود والاضاءة ونوافير المياه ، وكان لاختيار المكان رمزيته الروحية لدى اهالي البلدة حيث وضع فوق البئر الأثرية التي تعرف بـ " عين سيدة بشوات المباركة " وله حكايته الخاصة يتناقلها الأهالي. فخلال حكم الحرافشة لأمارة بعلبك حصلت معجزة حيث اعجب احد امراء آل الحرفوش بشمعة كانت موضوعة عند العين التي تروي المنطقة واخذها الى قصره في بلدة شعت القريبة من بشوات وليلاً أتته السيدة العذراء في الحلم لتبلغه ان الشمعة لها وطلبت منه اعادتها، فما كان منه الا أن اعاد الشمعة الى المكان، ولا يزال الزوار حتى اليوم يتباركون من مياه العين التي لا تجف. وبلدة بشوات زراعية في الأساس، وبفضل بركة السيدة باتت تشهد توالي ظواهر عجائبية وشفاءات في المزار، وتحولت بفعل "ظهور عجائبي" في العام 2004 "مركز حج " استقطب مئات آلاف المؤمنين من المسيحيين والمسلمين، وصارت تاليا بلدة سياحية من الأجمل في المنطقة بطبيعتها نظراً إلى وقوعها على تلة عالية تحوطها اشجار السنديان واللزاب، وتشكل مصدر دخل للعديد من الأسر فيها حيث انشئ العديد من الغرف الفندقية والمطاعم والمعارض التي تعمل على بيع مجسمات دينية تذكارية يعود ريعها إلى المزار. ولتليق البلدة برمزيتها الروحية تشهد في الأيام الاخيرة عملية تأهيل تجميلية لساحاتها وشوارعها الرئيسية والفرعية، كتأهيل الجدران بالحجر الأبيض الطبيعي المستخرج من محيط البلدة ويتميز برونقه الخاص، الى جانب احداث حدائق عامة بالقرب من المزار تتسع لمئات العائلات.

الى جانب شجرة الميلاد والمغارة الميلادية التي اقيمت عند مدخل المزار من أغصان الاشجار الطبيعية، ينهمك خادم الكنيسة الاب سمعان فيلمون في استقبال المؤمنين مسيحيين ومسلمين الآتين للصلاة في معبدها الصغير وإيفاء النذور والتبرك وطلب الشفاعة في زمن الميلاد. وبدوره أكد رئيس بلدية بشوات حميد كيروز ان المشاريع الحيوية ساهمت في تحسين السياحة خصوصا ان التحسينات شملت تأهيل الطرق الرئيسية المؤدية الى البلدة والقرى المجاورة، لافتا الى ان الحديقة العامة المحدثة الى جانب المزار باتت شبه جاهزة. وأمل كيروز من القوى الأمنية في أن تقوم بجهود أكبر لتطبيق الخطة الأمنية التي وعدت بها الحكومة لتشجيع المؤمنين على زيارة البلدة، مؤكداً ان حركة الزوار هذا العام كانت افضل من العام المنصرم داعيا الجميع إلى زيارة البلدة للتبرك من المزار العجائبي، موضحا أن "أوتيل بيت مريم" مفتوح لاستقبال الزوار وهو باسعار مخفضة جداً ويعود ريعه إلى الوقف. وتوجه بالشكر إلى كل مَن ساهم في إنجاز مشروع الروحي "تمثال السيدة"، ولا سيما من المغتربين.

 

المساكنة ستحكم أفرقاء الحكومة في السنة الجديدة بري يدعو إلى الإقلاع عن "داء تعطيل الرئاسة"

رضوان عقيل/النهار/25 كانون الأول 2015

يطوي اللبنانيون الأيام الاخيرة من روزنامة 2015 على الشغور في رئاسة الجمهورية التي ستورث هذه الازمة للسنة 2016، وما ستحمل من تطورات واعباء سياسية على جميع الافرقاء الذين لم يتوصلوا الى انتخاب رئيس للجمهورية واستمرار الانعكاس السلبي لهذا العجز على عمل مجلسي الوزراء والنواب اللذين دب الشلل في اطرافهما. بعد موجة أملٍ عاشها البعض في امكانية انتخاب النائب سليمان فرنجيه رئيساً والدعم الكبير الذي تلقاه من الرئيس سعد الحريري، ادرك الجميع ان قرار الانتخاب لن يُفرج عنه في المدى المنظور وان الاستحقاق الرئاسي لا يزال يستقر في عنق الزجاجة والجهوزية المطلوبة لاتمامه غير متوافرة نظرا الى جملة تعقيدات ليست داخلية فحسب، بل خارجية ايضاً خصوصا على خط السعودية وايران. ازاء هذا المشهد الذي يطل على السنة الجديدة، يتبين ان ستاتيكو التعايش مع الفراغ الرئاسي ستعتاده القوى السياسية والكتل النيابية اكثر، وسيعود البحث في عملية تفعيل المؤسسات. وقد ركز الرئيس نبيه بري في جلسة الحوار الاخيرة الاثنين الفائت على هذه النقطة وتلاقت معه اكثر من جهة بغية اعادة الحيوية إلى الوزارات وسائر مؤسسات الدولة. وكانت ترجمة عينة من هذه "الوصفة" في جلسة الحكومة واتفاق اركانها على ترحيل النفايات الى الخارج ، رغم اعتراض وزراء "التيار الوطني الحر" والكتائب.

ويسجل بري للرئيس تمام سلام أنه قام بكل ما في وسعه لطي ملف ازمة النفايات وما جرته من مشكلات وإن انتهت الى الترحيل بعد عجز افرقاء الحكومة عن التوصل الى حلول لها على الاراضي اللبنانية ولا سيما من خلال اقامة مطامر صحية بفعل موجة اعتراضات غلب عليها الطابع المذهبي لا العلمي. ويشدد رئيس المجلس على عدم الاستمرار في استخدام مخرج الترحيل لاكثر من سنة ونصف السنة، واصفاً اعتراضات البعض على هذا الحل الموقت بأنه "من باب المزايدات". في غضون ذلك يسعى بري إلى تفعيل الحكومة ودعم رئيسها سلام بكل ما اوتي من قوة ، رغم ملاحظات له عليها منذ جلستها الاولى تتعلق بطريقة اتخاذ القرارات وعدم التقيد بما تقتضيه قواعد انتظام عمل مجلس الوزراء وجدول اعماله. وبعد مرور الحكومة في امتحان التعطيل والنتائج السلبية التي حصدتها، وليس اقلها تقهقرها في معالجة ملف النفايات الذي لم تتضح نهاياته حتى الان، يسأل بري الذين "استعملوا دواء التعطيل معالجة بهذا الداء الذي لم يوفر الشفاء المطلوب في انتخاب رئيس". ويتابع:" اذا تناول المريض دواء على مدار ايام ولم يشف منه وازدادت اوجاعه، فهل يتابعه؟". لذلك يدعو بري القوى المعطلة الى الاقلاع عن هذا الأسلوب والعمل معا لضخ روح الحيوية في جسمي الحكومة ومجلس النواب، وعدم التوقف عن السعي الى انتخاب رئيس الجمهورية. ولا يقصد من كلامه انه في الامكان التأقلم مع الشغور الرئاسي. وهو يتوجه الى غير المتحمسين لتفعيل المؤسسات قبل انتخاب الرئيس بالقول: "جربتم هذه السياسة التي لن يساهم استمرارها في انتخاب رئيس، والبقاء في هذه الحلقة سيجر البلد الى المزيد من الازمات وتفويت الفرص". ويعتقد بري بأن لقاءات الحوار المتتالية ساهمت في إشاعة اجواء ايجابية وطيبة، يأمل في انعكاس مضمون مناقشاتها على جلسات الحكومة. وبعد التجربة التي قطعها كل فريق في طريقة تعامله مع الحكومة والبرلمان، يبدو ان الجميع سيتجهون الى حقبة جديدة من "المساكنة السياسية" قد يمتد مفعولها الى اشهر طويلة في الـ2016 التي ستحفل بالصعوبات نفسها في عملية انتخاب رئيس للجمهورية.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس في 24/12/2015

الخميس 24 كانون الأول 2015

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "لبنان"

عيد ميلاد مجيد بعد عيد المولد النبوي الشريف، وهكذا أجواء الأعياد تلف البلد وصولا الى رأس السنة، ليطل العام الجديد حاملا معه مرحلة جديدة في لبنان والمنطقة والعالم.

وفي ظل الأعياد، آمال من اللبنانيين بفرج رئاسي قريب وتفعيل للمؤسسات.

وقد كان للرئيس تمام سلام تأكيد على الإنتخاب الرئاسي خلال معايدته البطريرك الماروني الذي شدد أيضا على هذا الإنتخاب، والتشديد نفسه كان لمفتي الجمهورية اللبنانية.

ومع خفوت الحركة السياسية المحلية، نشاط أمني للجيش الذي أوقف مئة وسبعين سوريا في مشاريع القاع دخلوا الأراضي اللبنانية خلسة، كما أوقف الأمن العام أربعة لبنانيين يشكلون خلية لداعش.

وفي العراق، يواصل الجيش معركة الرمادي ويقول إن سيطرته الكاملة ستكون قبل رأس السنة.

وفي سوريا، إعلان من النظام عن المشاركة في محادثات جنيف الشهر المقبل.

وفي اليمن، تقدم للجيش وللتحالف العربي في منطقة الجوف، وهو ما دفع قوات الحوثي وصالح الى الإستنفار بشكل ملحوظ في صنعاء.

عودة الى الوضع المحلي الرئيس سلام عايد البطريرك الراعي والمطران عودة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

هل تشكل ذكرى ولادة السيد المسيح نورا يضيئ الطريق لاهل السياسة في لبنان، فيتمكنون من انتخاب رئيس للجمهورية يبعد عن اللبنانيين فوضى الخلافات السياسية، ويدخلهم في انتظام عمل المؤسسات الدستورية ، لتشكل درعا واقيا من الحرائق التي تلتهم المنطقة؟.

الامل لا زال كبيرا بأن تضع المناسبة التي يحتفل بها لبنان والعالم بفرح عظيم ، نهاية للشغور الرئاسي فيتم إنجاز الاستحقاق في أسرع ما يمكن ، إنطلاقا من الدعوة التي وجهها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في رسالة الميلاد.

وطالب الكتل السياسية والنيابية، بمقاربة جدية للمبادرة الجديدة المختصة بانتخاب الرئيس؛ واصفا إياها بالجدية، كما هو ظاهر في عامل الثقة والأمل الذي أحدثته على المستويين النقدي والمصرفي وفي الدفع الجديد للتفاهم بين فريقي 14 و8 أذار.

وما تمناه البطريرك الماروني، ترددت اصداؤه في تصريحات الرئيس تمام سلام الذي عايد المسيحيين واللبنانيين جميعا بذكرى الميلاد؛

فيما أعرب وزير الداخلية نهاد المشنوق عن تفاؤله بامكانية إنعقاد جلسة لمجلس الوزراء بعد الأعياد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

في زمن المولد والميلاد ترفع الصلوات على نية قيامة لبنان، الرسالة الميلادية هذا العام ضمنها البطريرك الماوني بشارة الراعي دعوة لضرورة التعامل بجدية مع المبادرة المتعلقة بانتخاب رئيس للجمهورية، ووضع قانون انتخاب عادل.

هذه الرسالة نوه بها رئيس الحكومة تمام سلام، الذي جال على القيادات الروحية المسيحية معايدا، ومن بكركي رأى سلام ان الراعي اعطى درسا في رسالته، املا الاتعاظ منها.

وعلى الموجة نفسها كان وزير الصحة وائل ابو فاعور يشخص من عين التينة حالة المبادرة التي يجب استمرار العمل على انجازها بموازاة الاتصالات السياسية في اسرع وقت ممكن، ابو فاعور سجل وصفة طبية موحدة للمؤسسات ضرورة العودة الى العمل وعقد الجلسات بعد الاعياد لان مبررات التعطيل اصبحت منتهية الصلاحية وهي تنعكس بشكل كبير على حياة اللبنانيين.

وفي جديد الصناعات الصينية غزو للمساعي الهادفة لحوار سوري سوري، عبر مبادرة خاصة بانشاء مفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة للبدء بالتفاوض، هذه المبادرة ايدتها موسكو التي دعت الى ضرورة ان تتوصل مختلف الفصائل المعارضة الى اتفاق بشأن مواقف موحدة وتحديدا ممثليها للمفاوضات مع الحكومة السورية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

بعد أربع ساعات يبدأ التاريخ. كل الحروف تسكن، أمام الذي هو الألف والياء ... كل الأوقات تسجد للذي هو البداية والنهاية ... حين ينتصف هذا الليل، تكون نجمة الصبح في كل عين ... ويكون الفرح غامرا أرض دمعنا بالمسرة ووطن انتظارنا بالرجاء ... طفل هو. لكنه يختزن كل الحقيقة ... فقير هو، لكنه يمتلك كل كنز ... نازح لاجئ هو. لكن حول كل القلوب بيته. ضعيف هو. لكنه ينتصر على كل باطل ومستبد وطاغية ... سره أنه المحبة. قبله قيل لا تقتل. أما هو فعلم كيف نقدم حياتنا فداء للحق... قبله قيل لا تسرق. أما هو فبشر كيف نعطي كل ما نملك. قبله قيل لا تشهد زورا. أما هو فعاش بالنعم نعم أولا فلا. ... قبله كانت الأرض نهاية الأمد. معه صارت أول الطريق صعودا... في صلاة طفولتنا كنا نردد: ليلة الميلاد يمحى البغض، تزهر الأرض. تدفن الحرب ... ينبت الحب. في أخبار الأوتي في، أردنا أن نضيف فقرة: ليلة الميلاد يصالح القطب ... كلام الأقطاب ليلة الميلاد، في أخبار الأو تي في.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

ميلاد مجيد..

بعد نحو اربع ساعات يولد للبشرية مخلص، لكن الخلاص في الشرق ولبنان بعيد، فالحروب باسم الدين لا تزال تزرع الدمار والحقد لتحول الشرق من منطقة الاديان والحضارات الى منطقة القتل والموت.

بارقة الامل الوحيدة مع ميلاد العام 2015 تتمثل في تزايد احتمالات عقد لقاءات مباشرة سعودية ايرانية في وقت غير بعيد، اضافة الى تقدم مسار التسوية السلمية للازمة السورية.

في لبنان التسوية الرئاسية تراوح مكانها، بل ان فرص نجاحها تتضاءل يوما بعد يوم، فالاطراف المحلية المعارضة للتسوية ثابتة على موقفها، والقوى الاقليمية لا تبدو مستعجلة لانجاز التسوية، فيما لا شيء يوحي ان القوى الدولية المعنية بالازمة الرئاسية ستمارس الضغوط المطلوبة لاخراج الاستحقاق من عنق الزجاجة.

لكن المحك الرئيسي يتركز على ما بعد السنة الجديدة لمعرفة المصير النهائي للتسوية وما اذا كانت جمدت مرحليا او سقطت نهائيا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "ال بي سي"

من بيت لحم إلى الناصرة... إنها ولادة المخلص، الطفل يسوع الذي بشر العالم، لكن هذا العالم اليوم حزين حتى آخر درجات الحزن بسبب الحروب التي تلفه من أقصاه إلى أقصاه...

الحزن اللبناني لا يبدو مختلفا، فكل عوامله متجمعة تحت عنوان واحد هو الترحيل: من ترحيل النفايات إلى ترحيل انتخابات الرئاسة إلى ترحيل كل الملفات التي تستلزم متابعة وجلسات لمجلس الوزراء يبدو انها لن تعقد بعد اليوم وأن جلسة ترحيل النفايات كانت الاخيرة على ما يبدو.

في الملف الرئاسي، تبدو الامور عالقة على التباينات حتى داخل الفريق الواحد، فالوزير نهاد المشنوق اعلن اليوم ان ترشيح النائب فرنجيه هو حركة تواصل وهي لا تزال موجودة وحية ومستمرة... على العكس من ذلك، النائب أحمد فتفت كان أعلن أمس من معراب أنه "في الأصل لم يطرح اسم فرنجيه كي يطرح بديل منه".

على وقع هذه التناقضات يجري التحضير لختام العام، لكن البداية تبقى من مهد السيد المسيح.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

العدو قلق ومربك، وكذا يكون حال المجرم المتلبس وهو ينتظر العقاب. إذا فليزدد قلقا وارتباكا .. وليستمر في الوقوف على قدم ونصف بانتظار رد المقاومة على جريمة اغتيال عميد الأسرى الشهيد سمير القنطار .

التحكم بالزمان والمكان ليس جديدا على المقاومة ، وكذلك تحديد الساحة والساعة ، والقاعدة الحاكمة : لا قواعد اشتباك جديدة يفرضها العدو ... ولا تراجع في الرد ، اسلوبا واحترافا واصرارا على الردع .

بالموازاة تستمر المقاومة والجيش والاجهزة الامنية اللبنانية باتخاذ كل الاجراءات لحماية لبنان من الخطرين الصهيوني والتكفيري... جديد ذلك انجاز إضافي للأمن العام اللبناني تمثل بتوقيف أربعة لبنانيين متورطين بالعمل لمصلحة تنظيم داعش الارهابي.

ومع نهاية العام ، يتزامن المولد النبوي الشريف وذكرى الميلاد المجيد ليكونا عيدا على المستوى الوطني... المناسبتان تظللان معا لبنان بالبركة والمحبة ، وتحملان امالا بتوحد اللبنانيين حول كلمة جامعة تصون صفوفهم وتمكنهم من معالجة الازمات..

اما مهد الميلاد ومسرى النبوة فلسطين فعيديتها شهادة مخضبة بالدم ، وشباب يقاتل بايمان لا ينضب وسكين لا يتعب في مواجهة الاجرام الصهيوني تجسيدا للحلم بالتحرير والانتصار.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

يرحل دعاة التغيير ويبقى النظام .. غريغوار حداد أو العمامة النظيفة كما يصفه جهاد الزين ..يطفىء قلبه ويمضي مسبوقا بموت دولة مدنية قبل أن تتعزز .. برحيل علمانية لا يتسع لها وطن الثماني عشرة طائفة .. بزعمائهم وملكيتهم للدولة . غريغوار النبي المنسي .. أول من وقف في الشارع ضد الحرب اللبنانية .. وآخر من تحدى منتحلي صفة الدين والدولة يرحل بصمت بعد صخب تمرد أرداه مطرانا بالثوب الأحمر .. هؤلاء الرجال يتبددون .. ليستمر نظام معتل متجذر بالطائفية .. وكلما اقترب منه قانون انتخابي تغييري .. تغيرت وجوه صانعيه وتعطلت لغة المؤسسات وليس للتعطيل سوى التذرع بالتضرع لله في الأعياد بأن يمن على اللبنانين بما يسد فراغهم ..وهذا ما جاء في صلوات بكركي اليوم التي زارها رئيس الحكومة تمام سلام ومنها دعا البطريرك الراعي إلى الاستفادة من المبادرة الرئاسية لكن المبادرة خفضت في الائتمان السياسي للمستقبل إلى مرتبة دنيا إذ قال وزير الداخلية نهاد المشنوق إن ترشيح النائب سليمان فرنجية ليس مبادرة بقدر ما هو حركة تواصل مع الأطراف السياسية اللبنانية كلها لملء الشغور الرئاسي، وهي لا تزال موجودة وحية ومستمرة" وعمليا فإن حركة التواصل تجمدها عطلة الأعياد وتتخلل العطلة اختراقات سياسية بعضها من الأبواب الفنية كغناء سمير جعجع ويلا الي يتحدى ويلا في الفورم دي بيروت وفي عالم بلا مخدرات ..وتسريبات القوات بالتالي عن جدية طرحهم ترشيح ميشال عون إذا ما استمر المستقبل في خيار فرنجية رئيسا . قد لا يعني اللبنانين كل هذه الخيارات المتبدلة .. بقدر ما يعنيهم أنهم في ليلة ميلادية ينقطع التيار الكهربائي عن مناطق عدة بسبب انفصال مجموعات حرارية .. فكل ميلاد وأنتم " منورين "

 

الجيش يداهم مخزن سلاح وذخيرة في عكار بعد اعترافات موقوف من "داعش"

نهارنت/24 كانون الأول/15/دهم الجيش الخميس مخزن سلاح وذخيرة في بلدة مشتى حسن في عكار وذلك بعد اعترفات موقوف من تنظيم "داعش" المتطرف. وأوضح الجيش في بيان له أنه "بناء على اعترافات الموقوف بلال محي الدين الحسن والذي أوقف سابقا لانتمائه لتنظيم "داعش" وتأليف خلية قامت بالتخطيط لإقامة منطقة تابعة لهذا التنظيم في الشمال، واستنادا لإشارة القضاء المختص، دهمت دورية من مديرية المخابرات قبل ظهر اليوم مخزنا للسلاح والذخيرة في محلة مشتى حسن يعود للخلية المذكورة". وضبط الجيش في المخزن "العشرات من الرشاشات الحربية من نوع فال، وكلاشنكوف، وعددا من بنادق القنص وقاذفات "أر بي جي"، بالإضافة الى كمية كبيرة من الرمانات اليدوية وذخائر بنادق م16 وكلاشنكوف وفال وأمتعة عسكرية ومماشط متنوعة". وقد اعترف الموقوف بحسب بيان الجيش أن "الأسلحة المصادرة كانت ستستخدم في العمليات العسكرية التي خططت لها المجموعة في إطار عزل مناطق في الشمال وإلحاقها بالتنظيم الإرهابي".وتستمر التحقيقات مع الموقوف وآخرين لكشف المزيد من مخططات الخلية الإرهابية.

 

 سلام من بكركي : نأمل ان يأخذ كلام الراعي وتوجيهه مداه عند الجميع

الخميس 24 كانون الأول 2015

وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، رئيس الحكومة تمام سلام يرافقه وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس في زيارة للتهنئة بالاعياد.

وكان الرئيس سلام وصل الى الصرح البطريركي في بكركي، الحادية عشرة من قبل الظهر حيث كان في استقباله عند مدخل الصالون الكبير، البطريرك الراعي والكاردينال مار نصرالله صفير. وبعد تقديم التهاني والتقاط الصور التذكارية عقدت خلوة بين البطريرك الراعي والرئيس سلام تناولت المواضيع الراهنة.

سلام

بعد اللقاء قال الرئيس سلام: "الزيارة اليوم لغبطته تأتي بشكل طبيعي في ظل ووسط أجواء الاعياد المجيدة التي يحاول كل اللبنانيين من خلالها، الالتقاء حول ما نصبو اليه جميعا من وحدة وطنية يعززها ما سمعته اليوم من غبطة البطريرك من حرصه الدائم على تعزيز المسار الوطني".

اضاف: "هذه الدار الكريمة وهذا الصرح البطريرك له المكانة والموقع التاريخي الكبير في لبنان، نعتز ونشتد به ونتواصل معه في مناسبات الاعياد وغيرها، لاننا في بلدنا لبنان نحن جميعا نحرص على ان تكون كل الطوائف وكل مسؤولي هذه الطوائف وكل قيادات هذه الطوائف وكل المواطنين التابعين لهذه الطوائف على وئام ومحبة وتواصل، تعزيزا لصمود نحن بحاجة اليه في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها بلدنا الحبيب لبنان".

وتابع: واغتنمها مناسبة لاشكر صاحب الغبطة على كل ما عبر ويعبر عنه من حرص على وحدة لبنان وابنائه، وأتوجه بالمعايدة لاخواننا في الطائفة المارونية واخواننا المسيحيين بشكل عام وكل اللبنانيين مسلمين ومسيحيين، لان الاعياد تصادف مع بعضها على مستوى المولد النبوي الشريف وميلاد السيد المسيح في هذه الظروف التي تحيط بنا جميعا، ونأمل ان نكون مدخلا لمرحلة جديدة وآمال جديدة نعزز فيها مسيرتنا الوطنية".

سئل: اين اصبحت مبادرة ترشيح النائب فرنجية؟

أجاب: "سمعنا كلاما مؤثرا وواعيا على لسان غبطته في رسالة الميلاد ونأمل ان يأخذ هذا الكلام والتوجيه مداه عند الجميع، ونحن نتعاطف معه فيه لاعرابه عن الحرص على ابقاء هذه الفرصة وهذه المبادرة لنتمكن من تحقيق ما ادعو اليه دائما ولا افوت مناسبة وهو تمسكنا جميعا بانتخاب رئيس جديد للجمهورية".

 

سلام زار عوده: لتأكيد تضامن وتواصل اللبنانيين

الخميس 24 كانون الأول 2015 /وطنية - استقبل متروبوليت بيروت وتوابعها لطائفة الروم الارثوذكس المطران الياس عوده رئيس الحكومة تمام سلام يرافقه وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس والدكتور شادي كرم. بعد الزيارة، قال سلام: "زيارتي اليوم لهذه الدار البيروتية الوطنية، العريقة في علاقاتها مع كل أهل المدينة، وما تمثله بشخص صاحبها وسيدها صديقنا العزيز المطران الياس عوده، في ظل هذه الأعياد الكريمة، من عيد المولد النبوي الشريف إلى عيد مولد السيد المسيح إلى رأس السنة، هي لتأكيد تضامن وتواصل جميع اللبنانيين بما نتمناه جميعا من وحدة وطنية تصون وتحصن وتحافظ على بلدنا الحبيب لبنان".

اضاف: "كانت مناسبة، كالعادة، استمعنا فيها إلى ما عند سيادة المطران من توجيه ورأي وشورى وفكر، وهو الذي نتابع دائما مواقفه الحريصة على وضع الأمور في نصابها وعلى شفافية وإعطاء كل أمر ما يستحقه من عناية في خدمة الوطن والمواطنين وليس لغايات أو أهداف أو مصالح خاصة. هذه الدار نتمسك بها، نشتد معها، نواجه كل إستحقاقاتنا. إن شاء الله المسيرة الواعدة للبنان وللبنانيين لا تكون إلا في إطار هكذا أجواء وطنية، وحدوية، مسيحية إسلامية، في أعياد مشتركة وفي مسار مستقبلي إن شاء الله يكون فيه كل الخير لجميع اللبنانيين. كل عام وأنتم جميعا بخير".

 

جعجع عرض مع ريفي الملف الرئاسي واتصل بالراعي وسليمان والجميل وعون مهنئا بالميلاد

الخميس 24 كانون الأول 2015 /وطنية - استقبل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب، وزير العدل اللواء أشرف ريفي، وعرض معه آخر التطورات السياسية على الساحة اللبنانية، لا سيما الملف الرئاسي، فضلا عن مستجدات المنطقة. كما هنأ ريفي جعجع بحلول الأعياد المجيدة.

وشارك في الاجتماع، الذي استغرق ساعتين، رئيس جهاز الاعلام والتواصل في "القوات" ملحم الرياشي. من جهة أخرى، اتصل جعجع مهنئا بعيد الميلاد بكل من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الرئيسين ميشال سليمان وأمين الجميل والنائب العماد ميشال عون.

 

النائب طوني أبو خاطر لـ»السياسة»: بكركي تؤيد مرشحا من خارج الأقطاب

بيروت – «السياسة»/25/12/15/مع ترحيل كل الملفات الساخنة إلى العام الجديد، غابت المواقف السياسية مع دخول لبنان في عطلة الأعياد، وانحسر الكلام عن المبادرة الرئاسية التي وضعت جانباً، بانتظار تهيئة الظروف الداخلية التي تسمح بإعادة تسليط الأضواء عليها. وفي رسالة الميلاد التي وجهها إلى اللبنانيين، أمس، طالب البطريرك بشارة الراعي بانتخاب رئيس للجمهورية بأسرع ما يمكن بما يمثل من مسؤولية وطنية جامعة، داعياً الكتل السياسية لمقاربة جدية للمبادرة الرئاسية الجديدة والاجتماع حولها. وقال «نقدر المبادرة الخاصة وعمل المؤسسات على أنواعها»، مؤكداً ضرورة وضع قانون انتخاب جديد يحترم الميثاقية الوطنية ويؤمن المناصفة والتزام الحكومة بمسؤولياتها وتفعيل عمل المؤسسات العامة وعدم إهمال قضية النازحين السوريين خوفاً من استغلالهم للقيام بأعمال إرهابية، كما أكد أن عودتهم يجب أن تكون إلزامية لا طوعية. والتقى الراعي رئيس الحكومة تمام سلام الذي قال «إننا سمعنا كلاماً مؤثراً وواعداً على لسان البطريرك في رسالته»، آملاً أن يأخذ هذا التوجيه مداه عند الجميع «ونحن نتعاضد معه في إعرابه عن الحرص على إبقاء المبادرة الرئاسية لنتمكن من تحقيق ما أدعو إليه دائماً وهو انتخاب رئيس للجمهورية». وكشفت مصادر قيادية بارزة في «تيار المستقبل» لـ»السياسة» أن عطلة الأعياد ستكون فرصة لإجراء اتصالات بعيدة من الإعلام للبحث في سبل إنجاح التسوية الرئاسية الوحيدة التي لا تزال موجودة على الطاولة ومن الضروري توفير مقومات السير بها حتى النهاية لإخراج البلد من أزمته، على أمل أن يتفهم الحلفاء موقف الرئيس سعد الحريري الذي يريد للبنان أن يتعافى، وهذا الأمر لا يتحقق إلا بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وبالتالي فإن فرصة انتخاب النائب سليمان فرنجية، يجب استغلالها وطي صفحة الشغور نهائياً. في المقابل، أكد عضو كتلة حزب «القوات اللبنانية» النائب طوني أبو خاطر، أن «هناك عقبات أمام ما قيل إنها تسوية لحل المأزق الرئاسي، سيما أن أطرافاً أساسية داخلية تعارض مثل هكذا تسوية، لأنها ليست مقتنعة بها»، وخاصة «حزب الله» والنائب ميشال عون و»القوات اللبنانية» و»الكتائب». وقال أبو خاطر لـ»السياسة» إن استمرار هذه الأطراف على موقفها المعارض سيحتّم البحث عن خيارات أخرى كالبحث عن شخصية توافقية أخرى تحظى بتأييد من مختلف الفرقاء الداخليين، «ما يعني أن الأمور ستذهب إلى مرشح من خارج الأقطاب وهناك أسماء كثيرة، لكن الأهم أن تكون هناك قناعة لدى المسترئسين، سيما أن الدكتور سمير جعجع أبدى استعداده لتأييد مرشح توافقي إذا وافقت بقية الأطراف»، مشدداً على أن بكركي مستعدة لدعم مرشح من خارج الأقطاب، أي أنها تريد شخصية تحترم الدستور ولا يهمها إذا كانت من الأقطاب أو خارجهم. واستبعد أن تؤيد «القوات اللبنانية» النائب ميشال عون، باعتبار أن هناك ثوابت لا يمكن الخروج عنها «ولو أرادت أن تؤيده لفعلت ذلك». وشدد أبو خاطر على أن «لا فيتو على شخص النائب فرنجية، وإنما نريد مرشحاً يطرح برنامجه بوضوح وشفافية ويخبرنا عن برنامج حكمه، سيما أن هذا الرجل هو من خط سياسي آخر ولا بد من الحصول على الإيضاحات المطلوبة قبل أن نؤيد هذا أو ذاك».

 

واشنطن تعتمد خيـــار الحصار المالي لاضعاف "حزب الله": تصعيد مرتقب في نبرته السياسية أوّل تجلياته رفض التسوية

المركزية- تؤكد أوساط دبلوماسية مراقبة لسير التطورات في لبنان والمنطقة لـ"المركزية" أن توقيع الاتفاق النووي بين مجموعة 5 +1 وإيران في تموز الماضي، لم يبدّل قيد أنملة في قرار الولايات المتحدة الاميركية الحازم في التصدي للتوجهات الايرانية السياسية أو العسكرية المتشددة التي تتجلى تارة في سوريا والعراق وطورا في لبنان واليمن. وتضيف "صحيح أن الاتفاق النووي نص على رفع عقوبات أنهكت الاقتصاد الايراني ما سمح لطهران باستعادة أموال تتراوح قيمتها بين 100 و180 مليار دولار من الأرصدة المجمدة في المصارف الغربية بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، الا أن تصرّفَ ايران بهذه المبالغ سيكون حتما تحت المراقبة للتثبت من عدم استخدامها لتغذية منظمات تراها واشنطن ارهابية أو مصدر توتير ومنها قوات الحشد الشعبي في العراق والحوثيين في اليمن و"حزب الله" في لبنان.

انطلاقا من هنا، تعتبر الاوساط ان "العقوبات التي فرضها الكونغرس الاميركي بجناحيه الديموقراطي والجمهوري، على "حزب الله" ليست موضع استغراب، ولم تفاجئ المراقبين، الذين لاحظوا ان فك التشنج الاميركي – الايراني اثر النووي لم تصل مفاعيله الى "الحزب" الذي بقي الموقف الأميركي منه على حاله، حتى انه ازداد تصلبا حيث يبدو ان واشنطن قررت اللجوء الى خيار التضييق على شرايينه المالية، كوسيلة ستفضي حتما الى اضعافه. واذا كان القرار الصادر عن الكونغرس مؤخرا لتجفيف منابع تمويل الحزب، يستهدف المصارف والمؤسسات المالية التي تقوم بمعاملات معه أو تبيّض أموالا لفائدته، فان خبراء اقتصاديين أكدوا ضرورة تجاوب المصارف اللبنانية مع القانون الاميركي مذكرين بأن "القطاع المصرفي لا يخضع للقانون اللبناني بل الى قانون النقد والتسليف"، ما يحتم عليه الالتزام بالمعاهدات والاتفاقات الدولية في هذا الشأن.

أمام هذا الواقع، تشير مصادر بارزة في قوى 14 آذار عبر "المركزية" الى ان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يدرك أن الخناق بدأ يضيق عليه تدريجيا وان وضع الحزب المالي سيزداد حراجة في المرحلة المقبلة لان المصارف المحلية مضطرة الى مجاراة التوجهات الخارجية، وهذا ما يفسّر إفساحه جزءا مهمّا من كلمة كان يفترض ان تُخصص للشهيد سمير القنطار، للتطرق الى العقوبات الاميركية. وفي قراءة لردّ فعل الحزب على ضائقته المالية التي فاقمتها العقوبات الاميركية، تتوقع المصادر ان تكون مقسمة الى 3 اتجاهات في المرحلة المقبلة:

أولا، أن يرفع من حدة نبرته السياسية في الداخل، وأن يصعّد في مواقفه، خاصة اذا استمر الكباش الايراني – السعودي في المنطقة الذي استعر مجددا بعد انشاء المملكة التحالف الاسلامي العسكري لمواجهة الارهاب. فيواصل بالتالي عرقلة التسوية التي اقترحها الرئيس سعد الحريري لانجاز الانتخابات الرئاسية وتقوم على استعداده لدعم ترشيح رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية.

ثانيا، أن يمسك الحزب بحقائب وزارية خدماتية في اي حكومة مقبلة.

ثالثا، أن يركّز الحزب في مواقف مسؤوليه وفاعلياته على الدور الذي لعبه قبل اي أطراف أخرى، في التصدي للارهاب ولـ"داعش"، ساعيا بذلك الى تجميل صورته أمام الغرب وتذكيره بأنهما يواجهان عدوا واحدا اليوم هو التطرف التكفيري.

غير ان المصادر تؤكد أخيرا ان تشدد "حزب الله" المتوقع في المرحلة المقبلة رئاسيا وسياسيا، قد يبدّل فيه أي تواصل بين طهران والرياض، علما ان ثمة مساعي تدور اليوم لجمع القطبين لا للخروج بتفاهمات كبرى بل لتبريد التشنج بينهما.

 

بكركي مصرة على عدم تفويت فرصــــة الرئاسة وجمع القـــادة لم يسقط

14 اذار تعزو مواقف نصرالله المالية الى تأزم تمويلي وتضييق الخناق على الحزب

سلام يشارك في مؤتمري دافوس في 20 كانون الثاني والمانحيـــن في 4 شباط

المركزية- عطلة الاعياد التي تفرض نفسها على الواقع السياسي حتى نهاية الاسبوع المقبل لن تخلو حتما من المواقف والتحركات على المحور الرئاسي ولئن كانت فرص التسوية- المبادرة تقلصت او في الحد الادنى جمدت، في انتظار توافر مقومات نجاحها الداخلية والاقليمية بعدما تأمنت دوليا، وسط اصرار على عدم تفويت المناخ الايجابي الذي ولّدته بحيث يستفاد منه لتمرير الاستحقاق حينما تصبح صفة التوافقي مطابقة للمرشح، اكان رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، او غيره ممن يحظى بـ"نعمة" التوافق.

ومع ان الرهان على جمع القادة الموارنة الاربعة لم يتلاش بالكامل، باعتبار ان محاولات جمعهم قد تجد ارضية صالحة خلال العطلة الميلادية، اذا ما نجحت بعض الجهود المبذولة في هذا الاتجاه وتحديدا خلال تقديم التهاني لسيد الصرح، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، لا تبدو الامال المعلقة على المسعى كبيرة في ضوء تمترس كل فريق خلف مواقفه المتصلبة، اضافة الى ان الاطراف السياسيين الذين يرفضون التسوية وفي مقدمهم حلفاء فرنجية انفسهم، لا سيما حزب الله والتيار الوطني الحر يشكلون العائق الاكبر امام التسوية، اذا لم يطرأ طارئ اقليمي يغير المعادلة خصوصا في ضوء الحديث عن لقاءات مباشرة سعودية- ايرانية قد تعقد في وقت غير بعيد، كما نقل عن مسؤولين في وزارة الخارجية الايرانية ، وتقدم المحادثات الدولية حول التسوية السياسية للازمة السورية التي سجل على جديد محورها اليوم اعلان وزير الخارجية وليد المعلم استعداد سوريا للمشاركة في محادثات السلام في جنيف التي ستنطلق مع بداية العام الجديد بعد تذليل بعض العقبات التي ما زالت تعترض مسارها.

تهنئة سلام: في المشهد الداخلي، برز الى الواجهة تحرك رئيس الحكومة تمام سلام في اتجاه بكركي ومطرانية بيروت للروم الارثوذكس حيث قدم التهاني بالميلاد للبطريرك الراعي والمتروبوليت الياس عودة آملا ان يؤخذ كلام البطريرك وتوجيهه مداه عند الجميع لانتخاب رئيس للجمهورية، ومتمنيا ان يكون العام الجديد مدخلا لمرحلة جديدة وآمال نعزز فيها مسيرتنا الوطنية". وعقد سلام في بكركي خلوة مع الراعي تناولت المواضيع الراهنة. واشارت مصادر مطلعة الى ان البطريرك الراعي كرر في الخلوة المواقف نفسها التي نقلت عنه سابقا لجهة وجوب عدم تضييع الفرصة المتاحة اليوم لانتخاب رئيس اذا لم يكن فرنجية في حال لم يحظ بالتوافق على شخصه فأي شخصية أخرى يتوافق حولها القادة السياسيون. وهذا الجو عكسه موقف سلام عقب الخلوة باشارته "الى الكلام المؤثر والواعي للبطريرك في رسالة الميلاد... ونحن نتعاطف معه فيه لاعرابه عن الحرص على ابقاء هذه الفرصة والمبادرة لنتمكن من تحقيق ما ادعو اليه دائما ولا افوت مناسبة وهو تمسكنا جميعا بانتخاب رئيس جديد للجمهورية".

تصلّب الحزب: في غضون ذلك، بقيت مواقف أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الاخيرة وخصوصا المتصل منها بالقطاع المصرفي والعقوبات الاميركية تتفاعل سلبيا في الاوساط المالية. وفي السياق، شدد خبراء اقتصاديون على ضرورة تجاوب المصارف اللبنانية مع القانون الاميركي، مذكّرين بأن "القطاع المصرفي لا يخضع للقانون اللبناني بل الى قانون النقد والتسليف"، ما يحتم عليه الالتزام بالمعاهدات والاتفاقات الدولية في هذا الشأن. وأمام هذا الواقع، اشارت مصادر بارزة في قوى 14 آذار عبر "المركزية" الى ان الأمين العام لحزب الله يدرك أن الخناق بدأ يضيق عليه تدريجيا وان وضع الحزب المالي سيزداد حراجة لان المصارف المحلية مضطرة الى الالتزام بالتوجهات الخارجية، وهذا ما يفسّر إفساحه جزءا مهمّا من كلمة كان يفترض ان تُخصص للشهيد سمير القنطار، للتطرق الى العقوبات الاميركية. وتوقعت المصادر ان يرد الحزب على الضائقة المالية التي يواجهها وفاقمتها العقوبات المالية بتصلب اضافي سيتجلى في المرحلة المقبلة، حيث يتوقع أن يصعّد في نبرته السياسية خاصة اذا استمر الكباش الايراني – السعودي في المنطقة الذي استعر مجددا بعد انشاء المملكة التحالف الاسلامي لمواجهة الارهاب. فيواصل بالتالي عرقلة التسوية الرئاسية التي بادر الى اطلاقها الرئيس سعد الحريري

زوار اجانب: من جهة ثانية، وطبقا لما اوردت "المركزية" عن زيارات لعدد من المسؤولين الغربيين للبنان خلال الاعياد لتفقد كتائب بلادهم وبعد زيارة رئيس حكومة ايطاليا ماتيو رنزي، تفقد رئيس حكومة إيرلندا آندا كينني ووزير دفاعها سيمون كوفينني ورئيس أركان الدفاع الأميرال ميللت وحدة بلادهم العاملة في "اليونيفيل" في مقرها الرئيسي في الطيري في قضاء بنت جبيل. ووصف أحد المشاركين في لقاءات المسؤول الايطالي زيارته بالجد مهمة نسبة لما حملت من دعم واستعداد لمساعدة لبنان على اكثر من مستوى. وقال لـ"المركزية" كانت زيارة عمل مثمرة ابلغنا خلالها بكامل استعداد ايطاليا واوروبا لتقديم الدعم للبنان حيث يلزم وركزت على تنشيط العلاقات الاقتصادية والتجارية وبحثت في ملفات كثيرة اخرى. وأكد ان رنزي كلف سفير بلاده في لبنان ماسيمو ماروتي متابعة الملفات بدقة، مشيرا الى ان رئيس حكومة ايطاليا ابدى اهتماما فائقا بامكانات المساعدة في ملف النازحين السوريين الى لبنان، مثمنا استضافتهم بهذا العدد الهائل.

اطلالات سلام: وليس بعيدا، كشفت اوساط مطلعة على نشاط السراي لـ"المركزية" عن سلسلة اطلالات خارجية لرئيس الحكومة سيوظفها لاثارة الملفات المأزومة لا سيما رئاسة الجمهورية والنزوح السوري والوضع الاقتصادي. ومن بين الاطلالات مؤتمر دافوس الاقتصادي الذي يعقد في 20 كانون الثاني المقبل ثم في 4 شباط حيث يشارك في مؤتمر للدول المانحة للنازحين السوريين في بريطانيا ويشكل المؤتمران مناسبة ليذكر سلام بوجوب الايفاء بالتزاماتهم ووعودهم بتقديم المساعدات للبنان الذي يتحمل عبئا تعجز عنه دول أخرى، وهو لم يتلق الا النذر اليسير مما وعد به، علما ان الاعباء تطال اقتصاده في شكل كبير وتصيبه في مختلف المجالات. كما سيركز على الناحية السياسية لجهة عودة هؤلاء الى ديارهم فور انتهاء التسوية والاعتراض على "العودة الطوعية" التي وردت في بيان مجلس الامن 2254 حول سوريا والمطالبة بتبديل العبارة لتصبح "العودة الالزامية" تلافيا لاي محاولة لتوطين السوريين او ابقائهم في لبنان ضمن مخيمات كما حصل بالنسبة الى فلسطينيي العام 1948 الذين ما زالوا حتى اليوم في لبنان.

التحقيقات: من جهة ثانية، تواصلت التحقيقات مع النائب السابق حسن يعقوب ومرافقيه في قضية إختطاف هنيبعل القذافي، وأفادت المعلومات أن "القضية لم تنتهِ مع إصدار مذكرات التوقيف، فهناك شهود سيجري الاستماع إليهم، ثم مقابلات بينهم وبين الموقوفين لتثبيت وقوع جرم الخطف المتعمّد"، مشيرة الى أن "مذكرات التوقيف صدرت بناء على أدلة قاطعة وثابتة، وبعيدة من التسييس".

 

الجيش: دهم مخزن للسلاح والذخيرة في مشتى حسن بناء على اعترافات الموقوف بلال محي الدين الحسن

الخميس 24 كانون الأول 2015 /وطنية - صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه، البيان الآتي: "بناء على اعترافات الموقوف بلال محي الدين الحسن والذي أوقف سابقا لانتمائه لتنظيم "داعش" وتأليف خلية قامت بالتخطيط لإقامة منطقة تابعة لهذا التنظيم في الشمال، واستنادا لإشارة القضاء المختص، دهمت دورية من مديرية المخابرات قبل ظهر اليوم مخزنا للسلاح والذخيرة في محلة مشتى حسن يعود للخلية المذكورة، وتقدر حمولته بشاحنة، حيث ضبطت فيه: العشرات من الرشاشات الحربية من نوع فال، وكلاشنكوف، وعددا من بنادق القنص وقاذفات "أر بي جي"، بالإضافة الى كمية كبيرة من الرمانات اليدوية وذخائر بنادق م16 وكلاشنكوف وفال وأمتعة عسكرية ومماشط متنوعة. وقد اعترف الموقوف أن الأسلحة المصادرة كانت ستستخدم في العمليات العسكرية التي خططت لها المجموعة في إطار عزل مناطق في الشمال وإلحاقها بالتنظيم الإرهابي. وتستمر التحقيقات مع الموقوف وآخرين لكشف المزيد من مخططات الخلية الإرهابية".

 

القرار الظني لم يصدر في حق حسن يعقوب ووكلاؤه تقدموا بطلب تخلية سبيل علي يعقوب: ملف مسيس بامتياز وما يحصل معيب والمطلوب صحوة ضمير

الخميس 24 كانون الأول 2015 /وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام عادل حاموش، ان الهيئة الاتهامية في جبل لبنان لم تصدر قرارها الظني في حق النائب السابق حسن يعقوب ومرافقيه الثلاثة، في ملف اختطاف هنيبغل معمر القذافي، كما كان متوقعا اليوم. وقد احتشد عدد كبير من المناصرين والاصدقاء، امام قصر العدل في بعبدا، تضامنا مع النائب السابق يعقوب، ومطالبين بالافراج الفوري عنه، مرددين شعارات وهتافات مؤيدة.ومن بعبدا، توجه المعتصمون الى امام سجن روميه في وقفة تضامنية.

وتقدم وكلاء الدفاع عن يعقوب، بطلب تخلية سبيل، وقد تم تبليغ محامية القذافي بشرى الخليل، بالطلب، على ان يبت فيه لاحقا.

علي يعقوب

وتعقيبا على المستجدات في الملف، قال شقيق النائب السابق حسن يعقوب، الدكتور علي يعقوب:" كل يوم تأخير في هذا الملف الفارغ، يتأكد لنا، انه ملف مسيس بامتياز، وان شقيقي حسن هو "معتقل سياسي بامتياز". فهم يراهنون على الوقت لكي ننسى قضية الامام السيد موسى الصدر وأخويه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، نؤكد لهم، ان هذا الامر مستحيل ولن ننسى، طالما ان هناك نبضا فينا ودما يجري في عروقنا. وهذه الاجيال كما تبين انه بعد 4 عقود لم تنس قضية الامام وأخويه، فهي ايضا سوف لن تنسى قضية حسن يعقوب، والطفل الرضيع فينا سيكون بالمرصاد حتى آخر لحظة".

أضاف:" ان التأخير في حسم هذا الملف مضر ليس فقط قضية الوطنية، بل هو مضر في حق الطائفة الشيعية، وهذا معيب وعار في حق الوطن والاستمرار فيه خطيئة كبرى، والمطلوب صحوة ضمير" ولفت يعقوب ان "العائلة الى الآن تطلب من الاهل والعشائر والعائلات التريث في تصعيد تحركاتهم، لاننا نعول على الاسراع في انهاء هذا الملف الظالم"، مستدركا القول: اما اذا استمر الحال على ما هو عليه من تأخير، فاننا لا نكفل ردات الفعل المتضامنة، ليس فقط في البقاع وبعلبك، وانما في كل لبنان".

 

 فتفت: حزب الله يريد استمرار الفراغ

الخميس 24 كانون الأول 2015 /وطنية - أشار عضو كتلة المستقبل النائب احمد فتفت في حديث، الى اذاعة "صوت لبنان 100,3 - 100,5" الى أن "الاجتماعين اللذين عقدهما مع رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل ومع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعحع، تناولا قانون الانتخاب وموضوع رئاسة الجمهورية وكيف يمكن التقدم في هذا الملف".وقال فتفت:"ان حزب الله يريد استمرار الفراغ"، مشيرا الى "ان النفس السياسي للحزب يوحي أن الفراغ سيطول، وإنهم يريدون إبقاء الملف اقليميا، نظرا لمصلحة ايران في ذلك".

 

بعد فشل التسوية.. ما هو حلّ الشغور؟

خاصّ جنوبية 24 ديسمبر، 2015

بعدما أرجئ الإستحقاق الرئاسي إلى مطلع السنة المقبلة، واستقرت المواقف الرافضة لها على حالها، هل يتخلى مطلقوا التسوية عن مرشحهم؟ وهل سيقضي الأمر بالخروج من معادلة الأربعة الأقوياء ؟ بعدما عادت التسوية الرئاسية إلى موتها السريري جراء ترسخ معادلة الرفض المطلق من قبل القوات اللبنانية والتيار الوطني الحرّ.  كشفت مصادر سياسية لبنانية  لـ”عكاظ” عن أن مرجعا كبيرا في لبنان أبلغ بعض القيادات المسيحية، مباشرة وعبر وسطاء، أنه في حال الفشل على الإتفاق لإنتخاب النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية حتى شهر شباط المقبل، فإنهم سيكونون أمام حتمية إنتخاب رئيس من خارج مجموعة الأربعة الأقوياء وفقا لإجتماع بكركي . وقالت المصادر نفسها إن “المرجع السياسي أكد عبر رسائله أن المجتمع الدولي مصمم على إنهاء حالة الشغور الرئاسي ، والتي لم تعد مقبولة، بعدما تم تبني ترشيح فرنجية من قبل رئيس “كتلة المستقبل” سعد الحريري”. وفي سياق متصل، اشارت المصادر الى ان حزب “القوات اللبنانية” يراهن على موقف يمكن أن يصدر عن “حزب الله” تأييداً للعماد ميشال عون اعتقاداً منها أن مثل هذا الموقف سيخفف عنها عناء الإحراج مع حلفائها، لا سيما أن بعض نوابها يجزمون بأن الحزب ليس في وارد تأييد فرنجية. واكدت مصادر في “14 آذار” أن لا مصلحة لأي طرف فيها بالانسلاخ عن الآخر، أولاً لأن الرئاسة ليست محسومة حتى الساعة وبالتالي من السابق لأوانه الإسراع في إنجاز معاملات الطلاق بالمعنى السياسي للكلمة استناداً إلى الحكم على النيات ولا شيء آخر. كما قالت المصادر إن الاختلاف حول الرئاسة ليس نهاية المطاف ولا يجوز أن يشكل ذريعة لفرط “14 آذار” التي ما زالت أمامها مسؤولية مشتركة تقضي بمواجهة مسألتي تشكيل الحكومة الجديدة وقانون الانتخاب بموقف واحد، هذا إذا ما افترضنا أن الرئاسة ستحسم قريباً وأن تبريد الأجواء في خلال عطلة الأعياد لن يؤدي حتماً إلى إعادة الاهتمام فيها إلى «براد» الانتظار. ورأت أيضاً أن رئيس القوات سمير جعجع يتطلع في مقاربته الاستحقاق الرئاسي إلى المستقبل، وبالتالي لا يرى مصلحة له في دعمه النائب الممدد لنفسه سليمان فرنجية الذي هو جاره في الجغرافيا ومنافسه في السياسة، في إشارة إلى أن الأول من بشري والثاني من زغرتا، وهما على اختلاف مزمن على رغم أنهما رعيا معاً تشكيل لجنة تنسيق مشتركة أوكلت إليها مهمة العمل من أجل خفض منسوب التوتر السياسي والأمني.

 

فداء عيتاني،صحفي لبناني.. تورية القتل بمحاربة "التكفيريين" لن تغطي على جرائم حزب الله في سوريا

فارس الرفاعي - زمان الوصل | 2015-12-24

الكاتب والصحفي فداء عيتاني

وصف كاتب وصحفي لبناني عدداً من رموز حزب الله إلى جانب رأس النظامين في سوريا وإيران بالقتلة والمجرمين. وكتب "فداء عيتناني" على صفحته الشخصية في "فيسبوك": "طفح الكيل، حسن نصرالله قاتل، الإمام الخامنئي قاتل، بشار الأسد مجرم، سمير القنطار مجرد قاتل صغير في سلسلة طويلة من المجرمين". ورأى عيتاني أن "قتل القنطار من قبل إسرائيل لا يغير في الأمر شيئا" فـ"تورية القتل بمحاربة التكفيريين" كما قال "لن تغطي جرائمهم ضد الشعب السوري، ولا محاولاتهم الدائمة لاغتيال الجيش الحر، الجهة الوحيدة التي يمكنها أن ترسم بديلاً لسوريا الأسد أو أي حيوان آخر". وجاء منشور "عيتاني" رداً على خطاب نصر الله، الذي قال فيه: "سمير واحد منا، وقائد في مقاومتنا، وقد قتله الإسرائيلي يقيناً، ومن حقنا أن نرد على اغتياله في المكان والزمان والطريقة التي نراها مناسبة". وقلل عيتاني- في حديث مقتضب لـ"زمان الوصل" من ردود الأفعال تجاه ما كتبه معتبراً أنها "مجرد تعليقات ومواقف خاصة تجاه نقدي لما يعتبر أنها مسائل مقدسة عند أطراف معينة"، ولكنها بالنسبة للمراقب من بعيد والموضوعي -كما قال- هي مجرد شخصيات تلعب دوراً في الحرب ضد الشعب السوري، لذلك لم أتوقع أن يكون هناك ردة فعل عنيفة أو تهديدات أو شتائم أو غيرها". وأوضح مؤلف كتاب "ملاك الثورة وشياطينها–عامان في شمال سوريا"، أن "الشخصيات التي كتبتُ عنها في منشوري ربما تكون شخصيات مقدسة على المستوى الديني لا السياسي"، لافتاً إلى أن "هذه الشخصيات تلعب أدواراً سياسية وتقود أناساً لقتل أناس آخرين، بغض النظر عن القوانين الدولية والأعراف وحتى القوانين الدينية والمحرمات الدينية".

وتابع عيتاني": "هناك قتل لمدنيين عزّل وقصف عشوائي ومذابح تُرتكب بحق أناس لا ذنب لهم وهذا الأمر لا يمكن السكوت عنه". و"فداء عيتاني" صحافي محقق وكاتب لبناني ولد في بيروت العام 1968، عمل في عدد من الصحف والمواقع الإلكترونية كـ"النداء" و"السفير" و"الأخبار" واختص بالحركات الإسلامية الجهادية، شارك في تغطية الحروب الإسرائيلية على لبنان منذ العام 1993، وغطى حروباً وعمل في العراق وليبيا وغزة وسوريا. وصدر له كتابان أحدهما بعنوان "الجهاديون في لبنان" والثاني "التاريخ المكتوم للجهاديين في لبنان".

 

فواز طرابلسي

حـازم الأميـن/لبنان الآن/25 كانون الأول/15

إعتبر فواز طرابلسي أنّ مقتل سمير القنطار في "صلية صواريخ إسرائيلية" على منزلٍ كان يقيم فيه في جرمانا، كان كافياً للقول إنّ الرجل قُتِل في سياقٍ مختلف عن سياق النزاع السوري، وهو بهذا المعنى "شهيد للمقاومة الوطنية اللبنانية". فواز كتب ذلك على صفحته على "فايسبوك"، وهو ما أثار جملة ردود، حمل بعضها عتباً سورياً على "صديق للثورة" لم يُبدِ حساسيةً حيال حقيقة وجود القنطار في سوريا إلى جانب نظامها ومن دون رغبة أهلها. وحتى قتاله اسرائيل، إذا صحّ ذلك، فهو كان جزءاً من حسابات النظام وحلفائه الإيرانيين في سياق سعيهم لإخضاع السوريين، وكجزءٍ من حرب أهلية وظيفة قتال إسرائيل فيها تعزيز الموقع الداخلي للنظام. علماً أن هذا الافتراض (قتال اسرائيل) يبقى ضعيفاً في الحالة السورية، إذ لا يبدو أن هناك جبهة مشتعلة في الجولان. والحال أنّ النقاش حول توظيف "المقاومة" في الحروب الأهلية يبدو متأخراً هنا، وتغريدة طرابلسي تكشف عن أن شريحة واسعة ممن خاضوا التجربة، ومن المفترض أنهم راجعوها، لا تثيرهم حقيقة أن المقاومة كانت باباً لغلبة أهلية، وفواز كان على رأس تنظيم مُنِع من قتال إسرائيل لأن المهمة الأهلية لهذا القتال اقتضت أن تقاتلها قوى أخرى. والغريب أن هذه الحقيقة لم تكن درساً في سياق تحديد ماهية وجود القنطار في سوريا، إلا إذا اعتبرنا أن الموت على يد إسرائيل هو موت جوهراني يعفي صاحبه من المساءلة، ويحيل أي محاولة تفسير له في غير السياق الممانعاتي إلى فعل خيانة. علماً أن كثيرين، ليس من بينهم فواز طبعاً، لم يترددوا في تنصيب أنفسهم قضاة وفي شحذ سيوف التخوين. "فتح لاند" كانت مدخلاً لدولة فتح في لبنان، وكانت مقدمة لحرب أهلية لبنانية دامت خمسة عشر عاماً. وسلاح المقاومة، كان بدوره أداةً في نزاع أهلي ما زال لبنان يتخبّط في فصوله، وإذا كانت واقعة السابع من أيار 2008 كافية لشرح وظيفة هذا السلاح، فقد جاءت واقعة القمصان السود لتضيف إلى الشرح شرحاً وإلى الوضوح وضوحاً. وها هو سلاح المقاومة يُلغي الحدود، ويتوجّه للقتال في سوريا. ولم يقتصر ابتعاده هناك عن المهمة التي يدّعيها، فهو الآن في موقع ملتبس وليس بعيداً من الموقع الإسرائيلي، ذاك أن الطيران الروسي يتولّى وصل المصالح بين حماية النظام، الذي تحميه المقاومة، وبين تلبية مصالح تل أبيب في سوريا. وعلينا هنا أن لا ننكر البعد التراجيدي لموقع "حزب الله" في هذه المعادلة، إذ على الحزب أن يُنسّق جهوده في سوريا مع الجهد الروسي، الذي يُنسّق بدوره جهوده مع الجهود الإسرائيلية في استهداف "حزب الله". يجري كل ذلك أمام أعيننا ومن دون مداراة، وعلينا في الوقت نفسه أن نستمر مؤمنين بأن غارة إسرائيلية تكفي لتطهرنا مما نحن فيه. والحال أن فواز في تغريدته تجاوز حقائق سبق له أن اختبرها بنفسه، هذا قبل أن نقول إنّه من المفترض أن يكون قد اقترب من صياغتها في سياق انتقاله من موقعه الحزبي إلى موقعه في الكتابة والتأريخ والمراقبة. وهذا تحديداً ما دفع كثيرين إلى الاستغراب، وإلى البحث عن تفسير. الجواب التوضيحي على صفحة طرابلسي على "فايسبوك" جاء ليؤكد ما كتبه في البوست الأول. أما إلغاؤه لاحقاً تعليقيه عن صفحته فيفرض عليه، كمثقف، إزالة الغموض عن فعلتي الكتابة والإلغاء.

 

المسقبل مُستمرّ بالتحدّي انتخاب افتراضي بين عون وفرنجية

فؤاد ابو زيد/الديار/24 كانون الأول 2015

على الرغم من اتفاق القيادتين في حزب القوات اللبنانية وتيار المستقبل على نزع فتائل التوتر بينهما على خلفية لقاء سعد الحريري بسليمان فرنجية والتوافق معه منفرداً على ترشيحه لرئاسة الجمهورية، ووقف كل ما يسيء الى علاقة التحالف بين الطرفين، لا يزال بعض نواب تيار المستقبل يفلتون السنتهم على الذين يخالفونهم الرأي والاقتناع بشكل الخطوة التي اقدم عليها سيدهم وبمضمونها، واغلب الظن انهم يوجهون سهامهم تحديداً الى موقف حزب القوات اللبنانية الذي يصرّ على التحالف مع تيار المستقبل حتى ولو رفض سعي سعد الحريري، بمعزل عن شخص النائب سليمان فرنجية، وقد سبق لنواب الحزب وقياداته واعلنوا في اكثر من مناسبة، انهم سيمّدون يد التعاون مع فرنجية في حال تم انتخابه رئىساً في مجلس النواب ضمن الدستور والاعراف الديموقراطية. احد النواب «عَنْتَر» قائلاً ان تيار المستقبل مستعد لخوض معركة انتخابية رئاسية بالنائب فرنجية ضد العماد ميشال عون ومن يؤيده، تعقيباً على تلميح بعض نواب حزب القوات بان الاولوية في الرئاسة هي من حق عون اذا كان الرئىس من نصيب 8 آذار. ونائب آخر، «انفجر» وطنياً باعطاء دروس في الوطنية، الى من قدّموا الاف الشهداء والتضحيات من اجل حرية الوطن وسيادته وكرامته، معتبراً ان من يرفض مبادرة الحريري، ليس وطنياً ولا يهتم بمصلحة لبنان.. تفضلوا اسمعوا هيك درر....

الجيد في الأمر، ان لا احد ممن يعنيهم قوله، ردّ على هكذا «تخريفات» على قاعدة ان مصلحة 14 آذار والمصلحة الوطنية، ما زالتا اولوية عندهم، اليوم وغداً والى ابد الابدين. منذ عدّة ايام، اعلن النائب جورج عدوان خريطة طريق يؤدي اتباعها وتنفيذها الى تسوية وطنية شاملة ودائمة، وقد تكون تاريخية، تقوم على بدء حوار سريع ومن دون شروط مسبقة من احد، لا بدّ من اعادة التذكير بها للذين يحرقون الفرص، باتباع الطرق الملتوية وغير المنطقية ولا اسس قوية لاستمرار ديمومتها، واذا رأت الاطراف ان الحوار لم يعد يجدي نفعاً، فالحل الوحيد المتاح هو تنفيذ اتفاق الطائف بكامل تفاصيله وبنوده، ما دام الجميع متمسكين بهذا الاتفاق، دون اجتزاء او تفسير او تشويه او استنسابية، وعندها لا يهمّ من يصل الى سدّة الرئاسة، لأن الرئاسة عندها تتحصّن بالدستور وبالدولة التي انتجها. كلام النائب العنتري، حول معركة انتخاب رئاسية بين عون وفرنجية، دفعني الى القيام ببعض الاحصائيات السريعة حول توزع الاصوات، في حال استمر حزب الله وحركة امل وحلفائهما في 8 آذار بتأييد العماد عون، وفي حال وقف حزب القوات اللبنانية مع عون اعتباراً من ان له الاولوية على غيره من مرشحي 8 آذار، فخرجت بهذه النتيجة المفترضة، حيث ينال العماد عون 62 صوتاً، والنائب فرنجية 54 صوتاً، وهناك 11 نائباً قد لا يتقيّدون بكتلهم او احزابهم، وهم وحدهم يشكّلون بيضة القبّان وتمييل كفة على اخرى والنواب هم: عماد الحوت، نديم الجميّل، طلال ارسلان، دوري شمعون، احمد كرامي، بطرس حرب، محمد كبّاره، خالد ضاهر، معين المرعبي، نقولا فتوش، وروبير غانم. على اعتبار انهم حتى الآن لم يعرف موقفهم النهائي، ما يعني ـ اذا صحّت التوقعات وتقابل الرجلان في مجلس النواب ـ ان لا احد يفوز في الدورة الاولى، ولا في الدورة الثانية، الاّ اذا لعب الاقناع لعبته، وتغيّرت المواقف والمصالح والحصص.

 

المشنوق متفائل بعقد جلسة للحكومة بعد الأعياد: مبادرة ترشيح فرنجية لا تزال موجودة وحية ومستمرة

الخميس 24 كانون الأول 2015 /وطنية - أكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أن "ترشيح النائب سليمان فرنجية ليس مبادرة بقدر ما هو حركة تواصل مع الأطراف السياسية اللبنانية كلها، لملء الشغور الرئاسي، وهي ولا تزال موجودة وحية ومستمرة". وقال: "أتوقع خلال أشهر قليلة أن تصل إلى نتائج إيجابية للتوافق على انتخاب رئيس، لأن لا أحد يمكن أن يدعي أن الشغور الرئاسي يحقق أي استقرار جدي".وبعد زيارته مفتي الجمهورية اللبانية الشيخ عبد اللطيف دريان، في دار الفتوى للمعايدة، قال المشنوق: "أثبت سماحته أنه مفتي الاعتدال والوفاق ومشجع على الحوار بين الأطراف للوصول إلى نتائج تؤمن المزيد من الاستقرار". وتابع: "بحثنا خلال الحوار الأخير في تفعيل الحكومة وعمل مجلس النواب لنعوض القليل من الفراغ الرئاسي الحاصل". وردا على سؤال حول إمكانية عقد جلسة لمجلس الوزراء قريبا قال: "أنا متفائل في هذا الأمر بعد الأعياد انشاء الله". واعتبر المشنوق أن "سماحته لا يحتاج إلى شهادة في أنه من رواد العيش الواحد بين المسلمين والمسيحيين، وهذا واضح من خلال إعلان بيروت للاعلام الديني المستنير، الذي وقع في دار الفتوى، في حضور مفتيي مصر والأردن، وبعد الخطاب الوحدوي الممتاز، المسيحي الإسلامي، الذي ألقاه سماحته في ذكرى المولد النبوي الشريف".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

سمير وستريدا جعجع وزعا 1700 هدية ميلادية على أطفال قرى في قضاء بشري

الخميس 24 كانون الأول 2015 /وطنية - وزعت النائبة ستريدا جعجع باسم رئيس حزب "القوات اللبنانية" وباسمها، 1700 هدية ميلادية على جميع أطفال بشري والخالدية وخان بزيزا. ونظم مكتب الشباب والطلاب في حزب "القوات اللبنانية" مهرجانا احتفاليا في شوارع البلدة، انطلق من امام مكتب النائبين ستريدا جعجع وإيلي كيروز، وشارك فيه عشرات السيارات المزينة بالبالونات واعلام القوات، على وقع التراتيل الميلادية وقرع أجراس الكنائس البلدة وهتافات "ولد المسيح هللويا". بعدها، دخلوا المنازل في أحياء بشري، التي قسموها الى 17، ووزعوا الهدايا على الاطفال. كما وزعت النائبة جعجع هدايا العيد على الاطفال في بلوزا وحدشيت، حيث اقيمت أيضا الاحتفالات الميلادية في قاعات الكنائس.

 

عون التقى وفدا من هيئة دعم المقاومة

الخميس 24 كانون الأول 2015 /وطنية - التقى رئيس التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون وفدا من هيئة دعم المقاومة برئاسة حسين الشامي. وكانت مناسبة للتهنئة بالاعياد. والقيت كلمات داعمة لمواقف العماد عون.

 

الوفاء للمقاومة دانت اغتيال القنطار: نرفض زج لبنان بتحالفات مريبة ولخطة استراتيجية علمية وعملية للنفايات

الخميس 24 كانون الأول 2015 /وطنية - عقدت كتلة "الوفاء للمقاومة" اجتماعها الدوري في مقرها في حارة حريك، برئاسة النائب محمد رعد وحضور أعضائها اصدرت بعده بيانا جاء فيه: "في ذكرى مولد نبي الرحمة والهدى وسيد المرسلين محمد، وميلاد السيد المسيح عيسى بن مريم كلمة الله وفيض محبته للعباد، تقدمت الكتلة بأزكى التهاني والتبريكات إلى كل المسلمين والمسيحيين في لبنان والعالم مع أغلى الأماني بأن تستلهم البشرية من رسالات الله قيم الحق والخير والعدالة لينعم العالم بالأمن والاستقرار والتنمية والرفاه، وأن تعود الذكرى على الجميع وقد انطفأت نيران الحروب وهدأت النزاعات وأخمدت الفتن في مجتمعاتهم وبلدانهم". اضاف: "لقد ناقشت الكتلة حيثيات وأبعاد وتداعيات العدوان الاسرائيلي الآثم الذي أدى إلى استشهاد عميد الأسرى المحررين الاخ سمير القنطار وعدد آخر من رفاقه ومن أهلنا في سوريا. كذلك توقفت عند المذبحة التي استهدفت جمهور الحركة الاسلامية في نيجيريا وذهب ضحيتها المئات منهم على أيدي الجيش النيجيري بشكل وحشي متعمد ودونما أي مبرر على الاطلاق. ثم جرى التداول حول الدعوة الملتبسة التي اعلنها النظام السعودي لإنشاء ما سمي بالتحالف بين أسماء دول محددة زج فيما بينها بإسم لبنان، بزعم مكافحة الارهاب".

وتابع البيان: "عرضت الكتلة لموضوع ترحيل النفايات الذي اتخذت الحكومة قرارا بشأنه. ثم انتهت بعد مناقشة النقاط المدرجة على جدول أعمال جلستها، الى ما يأتي: "عدت من فلسطين لأعود إليها" "والمقاومة وحدها هي الطريق والمسار"، بهذه الكلمات لخص عميد الاسرى المحررين الشهيد القائد سمير القنطار رؤيته وتاريخه وخياره، وبدم الشهادة صادق عليها. وبكل جدارة الاحرار والشرفاء قاوم العدو الصهيوني ولم ينحن لإرهابه حتى حين أودع داخل قضبان زنزانته، وكالمارد انطلق بعد عملية الرضوان لتحريره، مستأنفا فعل المقاومة في أصعب المحاور وأحلك الظروف، مستهدفا انتشال التائهين من زحمة فتنة التكفيريين، ليفتح بصيرتهم على رحابة النضال المجدي والقويم لتحرير الأرض والانسان من براثن الاحتلال الاسرائيلي مصدر معظم الشرور في عالمنا العربي".

اضاف: "لقد قضى العميد القنطار شهيدا على طريق استعادة فلسطين، وضحى بدمه الزكي ليستنهض النهج الصحيح للتحرر والتحرير وليقول بأصدق وأبلغ بيان أن اسرائيل هي العدو الوجودي الذي يقف خلف كل الفتن والنزاعات ونزعات التقسيم والتفتيت والتكفير في بلاد العرب والمسلمين. إن كتلة الوفاء للمقاومة تدين وتشجب جريمة الاغتيال الاسرائيلي وتعتبرها شاهدا اضافيا يعزز ضرورة وأحقية استمرار المقاومة في التصدي لخطر إسرائيل واعتداءاتها، وتؤكد أهمية تكريس انجازات المقاومين وتحصين وتعزيز قدرات شعبنا على الصمود والمواجهة".

ونددت الكتلة بقرار الكونغرس الاميركي الأخير الذي استهدف حزب الله ومؤيديه من خلال عقوبات على المؤسسات والجهات الافتراضية التي تتعامل معه، وتعتبر أن الخلفية التي حكمت اصداره هي خلفية الاستعلاء والارهاب الإستكباري التي تؤكد صدقية توصيف السلطة الاميركية بأنها "الشيطان الأكبر"، كما تعتبر الكتلة أن هذا القرار وأمثاله سيحفز حزب الله على المضي في تصديه لمشروع التسلط الأميركي، وفي مقاومة أذرعه الارهابية التي يمثلها الصهاينة والتكفيريون في لبنان والمنطقة".

ودانت "ارتكاب مجزرة الابادة ضد جمهور الحركة الاسلامية في نيجيريا ودعت الى وجوب التحقيق والمحاكمة للمسؤولين المتورطين، كما دعت للافراج الفوري عن قائد الحركة سماحة الشيخ ابراهيم الزكزكي وعائلته وكل اخوانه المعتقلين معه".

ورأت أن "إنشاء التحالفات الإقليمية لا يتم بشكل استعراضي مرتجل لأن ذلك يدلل تلقائيا على الخفة وعدم الجدية. وان دعوة النظام السعودي الى تشكيل تحالف بين دول جرت تسميتها عشوائيا وبزعم مكافحة الإرهاب، هي دعوة فولكلورية وملتبسة، غايتها تضليل الرأي العام وإزالة التهم المبررة عن النظام السعودي المتورط في دعم الإرهاب التكفيري ورعاية مجموعاته في مختلف أنحاء العالم، وكذلك التغطية على فشل هذا النظام في تحقيق أي من أهدافه السياسية عبر عدوانه الإرهابي على اليمن وشعبه".

اضافت: "اننا نرفض رفضا قاطعا زج لبنان بمثل هكذا تحالفات مريبة ونعتبر أن مكافحة الإرهاب مهمة نبيلة وإنسانية لا تمتلك الدول الضالعة بدعم الإرهاب جدارة التصدي لها".

وختم البيان: "ان كتلة الوفاء للمقاومة أبدت عبر وزرائها في الحكومة ملاحظات جدية وموضوعية خلال مناقشة الاقتراح الحكومي المتعلق بصيغة وآلية ترحيل النفايات، وهي تؤكد على وجوب مراعاة تلك الملاحظات وعلى ضرورة اعتماد الجدية لمعالجة مستدامة لأزمة النفايات وفق خطة استراتيجية علمية وعملية يجب أن يبدأ تنفيذها في القريب العاجل حتى لا تتحول الاجراءات المؤقتة إلى صيغة استنزاف دائمة وباهظة الكلفة على اللبنانيين".

 

نعبم قاسم: اغتيال قنطار مسؤولية اضافية لاستمرار المقاومة وقدمنا للوطن الكثير حتى بات شعار تحرير الأرض مساويا لشعارنا

الخميس 24 كانون الأول 2015 /وطنية - رأى نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في كلمة القاها خلال حفل توقيع كتابه "أمير النهج"، في قاعة الجنان - طريق المطار، ان "اغتيال الشهيد سمير القنطار مسؤولية إضافية علينا لاستمرارية المقاومة، والاغتيال يزيدنا مقاومة واشتعالا وتصميما"، مؤكدا ان "إسرائيل لا مكان لها ولا استمرار في منطقتنا، حتى لو تطلب ذلك سنينا وتضحيات، فهي أقل بكثير من ثمن الذل وستكون النتيجة النصر إن شاء الله تعالى". وقال: "أما التكفيريون أعوان الصهيونية، فهم يعتدون ويقتلون ويدمرون بالأساليب المجرمة نفسها"، مشددا على ان "الضربات الموجهة لهم من قبل المقاومة ومشروع المقاومة كسرتهم وهم يتراجعون رغم الدعم الدولي والخليجي. على كل حال اللصوص والسلابون وقطاع الطرق لا مشروع لهم قابل للحياة، فكرنا منتصر وهو يستقطب الأحرار والشرفاء ومقاومتنا منتصرة وقد غيرت مسار المنطقة"، مؤكدا ان "الإمام علي رائد استقامتنا وجهادنا، هو أمير النهج وسنتابع نهج الأمير".

تخريج الدورات الثقافية

كما القى الشيخ قاسم كلمة في حفل تخريج الدورات الثقافية الذي اقامته الهيئات النسائية في مجمع السيدة زينب في حارة حريك، 23/12/2015، شدد فيها على ان "الوطني هو الذي لا يكون تابعا للخارج ويأخذ قراراته بشكل مستقل، وهو الذي يتعاون مع الأطراف الموجودة في الداخل، فيقدم تنازلات ويتفق اتفاقات من أجل أن يعمروا البلد معا، وأي واحد لا يفعل مثل هذه الأمور لا يكون وطنيا، كل واحد يتمسك بخصوصياته ومتطلباته ومكتسباته ويخرب على الجميع من أجل مكاسب رخيصة ثم يقول أنه وطني! لا هذا ليس وطنيا. نحن قمنا بكل ما يثبت ويؤكد أننا قدمنا للوطن الكثير الكثير حتى بات شعار تحرير الأرض مساويا تماما لشعار المقاومة وحزب الله، وهذه واحدة من نتائج الوطنية ونتمنى أن تعمم على الجميع". واشار الى ان "شهادة الشهيد سمير القنطار كانت في الموقع الجهادي الأول ضد إسرائيل، لم يستطع أحد أن يقول شيئا لأنه واضح أن المواجهة مع إسرائيل، وأن هذا الاتجاه المقاوم الذي يمثله سمير القطار هو اتجاه في مواجهة إسرائيل"، سائلا: "أين الآخرون من هذا الموقع والدور؟. اليوم عندما نسمع في العالم أن الدول الكبرى تريد مواجهة الإرهاب، ولكن هل تعرفون لماذا وضعوا كلمة إرهاب؟ حتى يتمكنوا من فرضها على كل من يخالف سياساتهم، فيظهر بأن الشاب الفلسطيني الذي يقتل الإسرائيلي دفاعا عن نفسه إرهابيا والجندي الإسرائيلي الذي يقتل بدم بارد الفلسطيني الطفل والعجوز والشيخ والمرأة إنسان يدافع عن نفسه، هذا التعريف للارهاب خلاف السياسات، لذلك قلنا منذ البداية، عندما تقول أميركا عن جهة إرهابية يعني أن هذه الجهة تخالف سياساتها. فعندما قالت أميركا عن داعش أنها إرهابية لأنها مضطرة، إذ أن داعش قامت بأعمال شنيعة لا تستطيع أميركا أن تغطيها، لكن في المقابل قالوا يجب أن نحتوي داعش، فهم لا يريدون مقاتلتها لأن هذه الجماعة تخدمهم". واكد "نحن واضحون كحزب الله، فعندما نقول أننا نواجه الإرهاب نحدد ونشخص، نحن نواجه الإرهاب الإسرائيلي ونواجه الإرهاب التكفيري ونواجه أي اعتداء واحتلال على كرامة أو أرض أو وطن، ولن ننتظر أن نأخذ شهادة، لا من أميركا ولا من مجلس الأمن ولا من دول عربية"، موضحا ان "كل من يقف إلى جانب إسرائيل وأميركا في توصيفنا بالإرهاب هو شريك لهما في نظرتهما في العدوان والاحتلال ولو أنكر ذلك". وتابع: "على كل حال مهما قالوا عنا إرهابا، يكفينا أن يقول شعبنا عنا بأننا مقاومة ويلتف حولنا وننال احترام العالم ليكون أكبر رد على اتهاماتهم، حتى الأوروبيين تصرفوا بسياسة حمقاء عندما وضعوا الجناح العسكري لحزب الله على لائحة الإرهاب والجناح السياسي ليس على لائحة الإرهاب، ألا يعلمون أننا في حزب الله من سماحة الأمين العام إلى كل مجاهد كلنا نعمل في الجهاد والسياسة والقتال والعمل الاجتماعي والتربوي والتثقيفي، نحن لا نجزئ ولا نفصل، لكنهم فصلوا على خاطرهم ليحلوا مشكلتهم فيقولوا أنهم ضد الإرهاب، لكنهم مع الحوار مع حزب الله السياسي، هذه إدانة لهم بين شعوبهم، على كل حال نحن مستمرون إن شاء الله في هذا الطريق، ومن اللحظة الأولى سمعنا ما قاله الله تعالى لنا " قل هل تربصون بنا الا احدى الحسنيين"، نحن لا نطلب النصر فقط إنما نطلب الشهادة، فسنستمر حتى ننتصر أو ننال الشهادة".

النائب قاسم هاشم: ترشيح فرنجية للرئاسة طرح لم يرتق بعد الى مبادرة

الخميس 24 كانون الأول 2015 /وطنية - أكد عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم في حديث الى إذاعة "الفجر"، أن "ترشيح رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية للرئاسة هو فكرة وطرح لم يرتق بعد إلى مبادرة"، لافتا الى ان "الاتصالات ستستكمل بعد عطلة الأعياد". وأشار الى ان الرئيس نبيه بري "مع الإسراع في إنهاء الشغور الرئاسي بغض النظر عن الأسماء المرشحة"، لافتا الى أنه "يؤيد التوافق الوطني لانتخاب رئيس للجمهورية وتفعيل المؤسسات الدستورية". وأكد "حرص بري على تفعيل مساحات التواصل والتفاهم بين المكونات لإتمام الاستحقاق الرئاسي وبحث كل القضايا والإشكالات الوطنية مهما كان حجمها"، لافتا الى "وجود اتصالات غير معلنة على أكثر من صعيد لتذليل العقبات في ملف الرئاسة"، معتبرا أنها "ستثمر في النهاية إنجاز تفاهمات قريبة". وقال: "إن لبنان لا يعيش في جزيرة منعزلة ولا بد أن يتأثر بالاتصالات واللقاءات الإقليمية التي قد تساعد اللبنانيين، ولا سيما زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني قريبا إلى فرنسا"، معتبرا أن "أي تقارب بين إيران والسعودية سينعكس إيجابا على لبنان". وعن معادلة إما فرنجية أو رئيس من خارج الأقطاب الأربعة أكد أن "ما سيتم التفاهم والتوافق عليه سيكون المخرج للفراغ أيا تكن الأسماء"، معتبرا أن "اسم فرنجية أكثر الأسماء تداولا بحكم الطرح الأخير الذي حرك الملف الرئاسي".

 

بري عرض مع حرب وارسلان الاوضاع ابو فاعور: لاستمرار العمل بموازاة الاتصالات السياسية لانجاز المبادرة الرئاسية

الخميس 24 كانون الأول 2015/وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم، في عين التينة، وزير الصحة وائل أبو فاعور في حضور وزير المال علي حسن خليل.وقال أبو فاعور بعد اللقاء: "تشرفت بلقاء دولة الرئيس، وطبعا الرأي متفق بين الرئيس بري والنائب وليد جنبلاط حول ضرورة أن يستمر العمل، بموازاة الاتصالات السياسية، لانجاز المبادرة الرئاسية التي تتمحور حول إنتخاب سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية، في اسرع وقت ممكن". وأشار الى أنه "يجب أن يكون هناك تفعيل لعمل مؤسسات مجلس الوزراء والمجلس النيابي، وهذه المبادرة كان سبق وتحدث حولها الرئيس بري في الحوار وطرحها مع دولة الرئيس سلام. ويجب على القوى السياسية أن تتجه بإتجاه تفعيل عمل مجلس الوزراء دون الوقوف أمام أية مبررات. حصل جدال سياسي سابق حول عدد من القضايا التعيينات الامنية أو غيرها، وهذا الامر مضى وانقضى، وبالتالي يجب أن يكون هناك بعد الاعياد إتجاه لعقد جلسات لمجلس الوزراء، وجلسات للمجلس النيابي لكي تفعل المؤسسات ولكي يتوقف التعطيل الذي تعاني منه كل مؤسسات الدولة والذي بات ينعكس بشكل كبير على حياة كل المواطنين اللبنانيين". وأوضح أبو فاعور أنه جرى خلال الاجتماع مع الرئيس بري وحسن خليل التطرق الى "مستحقات المستشفيات"، مشيرا الى أنه "تم دفع كل المستحقات".

حرب

وكان بري قد استقبل وزير الاتصالات بطرس حرب وعرض معه الاوضاع والتطورات الراهنة في البلاد.

ارسلان

كما استقبل بري رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان وجرى عرض للاوضاع الراهنة في البلاد.

كذلك استقبل الوزير السابق فريج صبونجيان، وكذلك نائب رئيس "واين يونيفيرستي" الدكتور احمد عز الدين.

برقية

من جهة أخرى، تلقى بري برقية تهنئة بمناسبة الاعياد المجيدة من رئيس المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني تشانغ ده جيانغ.

 

جبران باسيل تمنى في رسالة الى العربي عدم الدعوة إلى اجتماعات رسمية أو وزارية أيام الأعياد الدينية

الخميس 24 كانون الأول 2015 /وطنية - وجه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل رسالة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، أمل منه فيها "عدم الدعوة إلى اجتماعات رسمية أو وزارية تصادف أيام الأعياد الدينية، وذلك مراعاة لخصوصية الأديان وتمكينا من مشاركة الجميع فيها".

ولفت إلى أن تاريخ "الرابع والعشرين من شهر كانون الأول من كل عام يصادف الاحتفال بأمسية عيد الميلاد الذي هو من أهم الأعياد المسيحية"، موضحا أن "عيد الميلاد المجيد هو عطلة رسمية تحتفل به جميع الطوائف في لبنان، بلد التنوع والأديان والحريات الذي يقدم نموذجا غنيا وفريدا في العالم العربي".

وثمن باسيل "الجهود التي تبذلها الأمانة العامة لتحقيق مصالح الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية وعملها الدؤوب في إدارة أعمال مجلسها على المستويات كلها". ويشار إلى أن رسالة وزير الخارجية جاءت بعد تبلغه بموعد إنعقاد الاجتماع غير العادي لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري لبحث تدخل القوة العسكرية التركية في العراق، والذي يعقد اليوم الخميس في 24/12/2015 بمقر الأمانة العامة، في القاهرة. وكان باسيل كان تلقى إتصالا هاتفيا من نظيره وزير الخارجية العراقية، منذ أسبوعين، بالنسبة إلى عقد هذا الاجتماع، وقد أيده في هذا الشأن.

 

 تقرير لمفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين: ازمة اللجوء السوري في لبنان تندفع الى التأزم اكثر

الخميس 24 كانون الأول 2015 /وطنية - اعلن تقرير مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين، في بيان اليوم، انه "سنة اثر سنة، شهر اثر شهر، اسبوع اثر اسبوع، ويوم اثر يوم، تندفع ازمة اللجوء السوري في لبنان الى التأزم اكثر وترخي بتداعياتها الامنية والاقتصادية والمعيشية والتربوية والصحية والاجتماعية والسكانية على مجمل الاوضاع العامة للبنان الذي تحمل الجزء، ربما الاكبر، من تبعات هذه الازمة مع تناقص متسارع لحجم المساعدات الدولية وتراخي المساعدات العربية وتراجعها الى ما دون الخمسين بالمئة عما كانت عليه منذ بدء الازمة السورية، وبالتالي انخفاض قدرة المجتمعات المحلية اللبنانية على النهوض بهذا العبء الكبير في ظل اوضاع سياسية واقتصادية وامنية لبنانية هي الاكثر تدهورا". وأشار التقرير الى انه "وفق آخر الدراسات الموضوعة على هذا الصعيد، فان حوالى 70 في المائة من النازحين المقيمين في لبنان يعيشون حاليا تحت خط الفقر الذي لا يزيد عن ال4 دولارات أميركية في اليوم، وذلك بحسب التقييم السنوي لجوانب الضعف لدى النازحين السوريين في لبنان للعام 2015 الذي أطلق رسميا من قبل برنامج الأغذية العالمي ومفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)". واوضح انه "وبحسب ممثلة المفوضية في لبنان، ميراي جيرار، فان النازحين بحاجة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إلى تضامننا ودعمنا. ومن دون استجابة إنسانية قوية ومستدامة، قد يغوص النازحون أكثر فأكثر في الفقر". واعلن انه "اضافة إلى هذه الزيادة الحادة في نسبة الفقر، تشير النتائج الرئيسية للدراسة إلى تزايد الاعتماد على الديون والمساعدات الإنسانية واقتران ذلك بتراجع في نوعية المواد الغذائية المستهلكة وانخفاض في النفقات نظرا للموارد المحدودة. فحوالى 90 في المائة من أكثر من مليون نازح سوري في لبنان غارقون اليوم في حلقة مفرغة من الديون، فوفقا لنتائج الدراسة، تضطر أسرة من أصل كل ثلاث أسر سورية إلى إنفاق ما لا يقل عن 400 دولار أميركي أكثر من دخلها الشهري. فتضطر أكثر من نصف الأسر التي شملتها الدراسة، أي ضعف العدد المسجل في العام الماضي، إلى خفض نفقاتها من أجل تغطية حاجاتها الحياتية الأساسية". وقد أعربت ممثلة برنامج الأغذية العالمي، جواهر عاطف، عن قلقها الشديد حيال "النتائج التي خلص إليها التقييم. فقد تضاعف مستوى انعدام الأمن الغذائي المعتدل، مع بلوغ النسبة 23 في المائة من الأسر، في حين انخفضت نسبة الأسر التي تتمتع بأمن غذائي من 25 في المائة في العام 2014 إلى 11 في المائة هذا العام". واعتبرت عاطف "ان هذه النتائج هي بمثابة دعوة ملحة إلى اتخاذ الإجراءات وتلبية الاحتياجات والتصدي لجوانب الضعف لدى النازحين السوريين المتزايدة هنا في لبنان في أسرع وقت ممكن". ويشير التقرير ايضا الى ان معدل إنفاق الأسرة الواحدة خلال العام 2015 بلغ نحو 493 دولارا أميركيا في الشهر، أي ما يمثل انخفاضا بنسبة 35 في المائة مقارنة بـ762 دولارا أميركيا في العام 2014.

كما أظهرت الدراسة أن ثلثي الأطفال دون سن الخامسة يتناولون أقل من ثلاث وجبات ساخنة في اليوم، في حين أن هذه النسبة كانت تبلغ النصف في العام 2014. وان 3 في المائة فقط من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و17 شهرا حصلوا على الحد الأدنى من النظام الغذائي المقبول.

وأشارت الدراسة ايضا الى إلى أن حوالي نصف الأطفال السوريين الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و14 عاما يرتادون المدرسة. وفضلا عن الحد من السعرات الحرارية والعناصر الغذائية في وجبات الطعام وتجاهل الأمراض، يتزايد عدد النازحين الذين يخرجون أطفالهم من المدارس ويرسلونهم في غالبية الأحيان للعمل بشكل غير رسمي حيث يصبحون عرضة للاستغلال. وبحسب ممثلة اليونيسف في لبنان، تانيا شابويزا، "إن الأزمة السورية هي مأساة حقيقية بالنسبة إلى الأطفال، وذلك على نطاق لا يمكن تصوره. وهي لا تزال تؤثر بشكل كبير على حمايتهم ورفاهيتهم ونموهم في المنطقة بأسرها. فتعرض الأطفال للعنف والفقر والتشرد سيسفر عن عواقب وخيمة على كل من المدى المنظور والطويل". وبحسب الدراسة التي أوردها تقرير مفوضية اللاجئين، فان جوانب الضعف لدى النازحين السوريين في لبنان قد تفاقمت جراء الاحتياجات الإضافية التي باتت مطلوبة منذ شهر كانون الثاني في ما يتعلق بإقامتهم في لبنان. حيث يجب تجديد الإقامة كل ستة أشهر، وللقيام بذلك، يجب على النازحين الذين هم في سن العمل والمسجلين توقيع تعهد لدى كاتب العدل بعدم العمل. إن معظم النازحين السوريين الذين يعملون يفعلون ذلك بشكل غير رسمي، من خلال إيجاد فرص عمل في الزراعة أو البناء لبضعة أيام كل شهر، ولا يكسبون عادة أكثر من 15 دولار أميركي في اليوم (12 ساعة عمل). أما النساء والأطفال، فيكسبون أقل من 4 دولارات أميركية في اليوم مقابل العمل في الزراعة". وختم التقرير مشيرا الى ان هذه الدراسة قد استندت إلى تقييم أكثر من 4000 أسرة نازحة وأكثر من 1000ألف زيارة عائلية هذا العام. وقد ساهمت المنظمات الشريكة، بما في ذلك منظمة العمل لمكافحة الجوع (ACF) ووكالة التعاون التقني والإنمائي (ACTED) وجمعية كاريتاس ومنظمة "إنترسوس" وفيلق الرحمة والمجلس الدنماركي للاجئين (DRC) ومنظمة الإغاثة الأولية - مساعدة طبية دولية (PU-AMI) ومنظمة التدخل الاجتماعي والإنساني والاقتصادي للتنمية المحلية (شيلد) ومنظمة إنقاذ الطفولة ومنظمة الرؤية العالمية، في جمع المعلومات. ولفت التقرير الى ان النسبة الحالية للتمويل المشترك بين الوكالات المطلوب للعام 2015، والبالغة قيمته 1.87 مليار دولار أميركي، 49 في المائة فقط. وقد أطلقت الحكومة اللبنانية ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات الشريكة في الأسبوع الماضي نداء منقحا للعام المقبل بقيمة 2.48 مليار دولار أميركي من أجل تغطية احتياجات النازحين في لبنان، فضلا عن المجتمعات المضيفة والمؤسسات العامة اللبنانية المتأثرة جراء الأزمة".

 

المفتي دريان: للاحتكام الى نهج المواطنة والعمل من أجل سلام وسلامة واستقرار واطمئنان وطننا لبنان

الخميس 24 كانون الأول 2015 /وطنية - أقامت المديرية العامة للأوقاف الإسلامية احتفالا بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف في "قاعة الرئيس الشهيد رفيق الحريري" في "مسجد محمد الأمين" وسط بيروت، برعاية مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، وحضور ممثل رئيس الحكومة تمام سلام الأمين العام لمجلس الوزراء فؤاد فليفل وممثل الرئيسين فؤاد السنيورة وسعد الحريري النائب عمار حوري وممثلين عن المرجعيات الروحية والعديد من الشخصيات. استهل الحفل بكلمة للمدير العام للأوقاف الإسلامية في لبنان الشيخ محمد أنيس الاروادي الذي تحدث عن "معاني الذكرى والدور الذي تقوم به الأوقاف الإسلامية في تنمية الوقف والتوعية الدينية التي ترتكز على الاعتدال والمحبة بين اللبنانيين".

دريان

ثم تحدث المفتي دريان الذي قال :"نريد من وراء احتفالات المولد، أن يكون لدى أولادنا وشبابنا نموذج سام للانسانية الصالحة ، والقوية بصلاحها وبحريتها، وبعملها من أجل الخير والسماحة والبطولة. فللأمم أبطالها وشخصياتها التي تعلم سيرهم ، لكي ينشأ عليها الصغار والشبان ، ومن أولى من رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يكون نموذجا ومثالا للبطولة التي تصنع التاريخ ، من خلال بنائها القيم الداعمة للانسانية والإنسان" . اضاف : "فالدين داعية فرح ، وداعية راحة، وداعية تحرير وحرية. وهي كلها معان تغذي في نفوس الأطفال والفتيات والشبان ، دواعي ودوافع حب الحياة، وحب الآخر، والانفتاح على أفراح الدنيا، وإنسانية الإنسان. في ذكرى المولد، ندرب أنفسنا وأبناءنا وبناتنا على معاني وحدة الدين، بقيمه الكبرى، ووحدة الإنسانية، ووحدة المصير" . وتابع :"إن التعامل مع البشر جميعا، تحكمه قاعدتا البر والقسط من جانب المسلمين، إلا إذا حاول أحد أن يقاتل المسلمين في دينهم، أو يهجرهم من ديارهم ليستولي عليها، فعندها يحق للمسلمين الدفاع عن أنفسهم وعن دينهم. وكل ذلك شرعه خاتم النبيين، المرسل رحمة للناس أجمعين. وقد سمى اللبنانيون عيشهم بأنه عيش مشترك، بمعنى أنهم يتشاركون فيه على قدم المساواة، باعتبارهم شركاء في الأوطان". اضاف :"علينا أن نحفظ هذه الأمانة، التي ائتمننا عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنحتكم إلى نهج المواطنة، ونهج البر والقسط، فنحفظ الوطن والإنسان، ونعيش معا كما عشنا عبر مئات السنين. وسنظل على ذلك في المسرات والمبرات، والشوائد وسائر الأحوال". وختم دريان :"مناسبة مولد محمد وميلاد عيسى عليهما السلام، رسولي دعوة الهدى والنور والرحمة والمحبة والتسامح ، نسأل الله سبحانه وتعالى ، أن يضيء قلوبنا جميعا بنور المحبة والسكن والتسامح والسكينة، وأن يوفقنا جميعا للعمل الخالص والمخلص من أجل سلام وسلامة واستقرار واطمئنان وطننا لبنان".

وتخلل الحفل تواشيح دينية بقيادة الشيخ مصطفى الجعفري.

 

الراعي في رسالة الميلاد: لمقاربة جدية للمبادرة الرئاسية ولقانون انتخابات يلغي فرض نواب على طوائفهم

الخميس 24 كانون الأول 2015 /وطنية - وجه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، رسالة الميلاد الى اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا، في حضور الكاردينال نصرالله بطرس صفير والمطارنة والرؤساء العامين والرئيسات العامات من مختلف الطوائف الكاثوليكية فقال:

"وأشرق مجد الرب حولهم"(لو2: 9)

1. عند ميلاد ابن الله إنسانا في بيت لحم "أشرق مجد الرب في قلب ظلمة الليل" (الآية 9). هو المسيح - النور الذي يخرق الظلمات: يمحي الكآبة والحزن واليأس، ويحرر أسرى الذات وأسرى البشر والايديولوجيات. نوره يشعل الايمان، وينعش الرجاء، ويملأ الدنيا محبة. فتمت نبوءة آشعيا:"الشعب السالك في الظلمة أبصر نورا عظيما، وعلى الساكنين في بقاع الظلام أشرق عليهم نور" (أش 9: 1).

كل ظلمة في الحياة تتبدد بنور شخص المسيح وبكلام إنجيله وبآياته، وبتعليم كنيسته. إن نوره في انتظارنا، في انتظار كل واحد وواحدة منا ليضع ذاته تحت نوره، وعلى دربه. لا يستطيع المسيح أن ينكر ذاته، وقد قال عن نفسه: "أنا نور العالم. من يتبعني لا يمشي في الظلام، بل يكون له نور الحياة" (يو 8: 12).

2. يسعدني في هذه المناسبة أن أعرب، باسم الأسرة البطريركية، لإخواننا السادة المطارنة والرؤساء العامين والرئيسات العامات والكهنة والرهبان والراهبات أطيب التهاني وأخلص التمنيات بميلاد المسيح الرب، مخلص العالم وفادي الإنسان، بهجة القلوب ورجاء الشعوب. فنهتف معا: "ولد المسيح، هللويا!"

هذه التهاني والتمنيات نقدمها لجميع إخوتنا وأخواتنا في الأبرشيات والرهبانيات، في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط وبلدان الانتشار، وبخاصة للذين يعانون من ويلات الحرب في سوريا والعراق والأراضي المقدسة وسواها. ونقدمها لجميع اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين، ولا سيما أن عيد ميلاد المسيح الرب يتزامن في هذه السنة مع عيد المولد النبوي الشريف، كعلامة تؤكد ميزتنا في لبنان وهذا المشرق، وهي العيش المشترك على قاعدة الاحترام المتبادل والتعاضد والتكامل، وحوار الحياة والثقافة والمصير. ولقد ترسخ هذا العيش معا على مدى ألف وأربعماية سنة، بالرغم من المصاعب والمحن، فبنينا خلالها في بلداننا الشرق أوسطية ثقافة مشتركة وحضارة وهوية اغتنت بالقيم المسيحية والإسلامية وبالمكتسبات والثوابت الوطنية. ونحن حريصون على حمايتها بوجه مخططات التفتيت والحروب وافتعال صراع الأديان والثقافات والحضارات. بل مصممون على اداء رسالتنا بوجه هذا التحدي الكبير وحركات التعصب والتكفير والتنظيمات الإرهابية.

3. "لقد أشرق مجد الرب حولهم" (لو2: 9).

مجد الرب هو يسوع المسيح، الإله الذي صار إنسانا. ففيه تمجد الله بإظهار محبته اللامتناهية للعالم، وقد أرسل ابنه الوحيد ليفتدي الجنس البشري من خطاياه، ويخلص العالم من سلطة الشر وظلمة القهر والظلم والاستبداد. وهكذا يصبح مجد الرب، على ما يقول القديس إيريناوس، الإنسان الحي المستعيد بهاء إنسانيته المتجلية في إنسانية المسيح الذي فكر بعقل إنسان، وصنع الخير بإرادة إنسان، وأحب بقلب إنسان.

ومجد الرب هو السلام الذي أنشده الملائكة ساعة الميلاد. فبات السلام يحمل اسما في التاريخ هو "يسوع المسيح"، ويصبح عطية سماوية ثمينة توهب لنا جميعا، أفرادا وجماعات، لنكون صانعي سلام. ولما صار ابن الله إنسانا لكي نصير أبناء لله، جعل السلام طريقا لهذه البنوة، كما أكد في إنجيل التطويبات، دستور الحياة المسيحية: "طوبى لصانعي السلام، فإنهم أبناء الله يدعون" (متى5: 9).

4. لا أحد يستطيع أن يكون "صانع سلام"، ما لم يمتلكه في داخله "كثمرة لسلامه مع الله في قرارة ضميره. عندها يستطيع أن يبنيه سلاما اجتماعيا مع الناس بحل النزاع وسوء التفاهم وممارسة العدالة ورفع الظلم، ومع الفقراء والمعوزين بإغاثتهم؛ وأن يبنيه سلاما سياسيا ووطنيا بخدمة الخير العام واحترام القانون وإحياء مؤسسات الدولة وحفظ المساواة بين الجميع في الحقوق والواجبات وإنماء الشخص البشري بكل أبعاده الروحية والإنسانية والثقافية والاقتصادية، لكي تتوفر له حياة كريمة.

إننا نحيي كل "صانعي سلام" في العائلة والمجتمع، وفي الكنيسة والدولة. نقدر المبادرات الخاصة والجماعية في مناسبة الأعياد الميلادية، كما وفي الظروف العادية. ونقدر عمل المؤسسات التربوية والاستشفائية والاجتماعية على أنواعها التي تصنع هذا السلام، وتزرع الرجاء والأمل في القلوب.

5. ثلاثة مترابطة ومتكاملة أنشدها الملائكة في ليلة ميلاد المسيح الرب، وهي عطية من السماء مثلثة: مجد وسلام ورجاء. يدعونا الميلاد لنرفع أنشودتنا من الأرض نحو السماء: أنشودة رجاء نزرعه في القلوب، وسلام نبنيه في العائلة والمجتمع والوطن، وتمجيد دائم لله.

تقبل رعاة بيت لحم البسطاء والفقراء عطية السماء هذه، فقصدوا المذود حيث الطفل الإلهي. رأوا وآمنوا وأخبروا وعادوا بسلام ورجاء كبيرين، يمجدون الله ويسبحون (راجع لو2: 15-20). وتقبلها مجوس المشرق، علماء الفلك الأغنياء، فسافروا بالرجاء أشهرا على هدي النجم نحو بيت لحم، وقدموا للطفل من كنوزهم هدايا تمجيد نبوية: ذهبا للملك الجديد، وبخورا للكاهن الأسمى، وحنوطا للفادي الإلهي. وبثوا خبر السلام لهيرودس الملك ولشعب مدينة أورشليم.

غير ان هيرودس رفض البشرى الخلاصية له ولبلاطه خوفا على كرسيه فصمم على قتل المولود الملك الجديد، ملك المجد والسلام والرجاء لكل إنسان، كبير وصغير، غني وفقير، ولا سيما لكل شريك في ملوكية الحق والعدالة والسلام. ولهذه الغاية، أمر هذا الملك المغرور والظالم بقتل جميع أطفال بيت لحم من عمر سنتين وما دون لعل يسوع بينهم (راجع متى 2: 16-18). هي المأساة إياها تتكرر في أيامنا بشكل أو بآخر، من أجل نيل السلطة أو الاحتفاظ بها.

6. لقد تمنينا مع شعبنا أكثر من مرة، وطالبناالكتل السياسية والنيابية في لبنان أن يهدوا الشعب اللبناني والوطن ومؤسساته رئيسا للجمهورية، فيرفعون بذلك الشعب من اليأس إلى حالة الرجاء، ومن الخوف والقلق إلى حالة السلام، ويمجدون الله بممارسة عملهم السياسي الذي يندرج أساسا في النظام الطبيعي الذي وضعه الله لكي يعيش الناس والشعوب في سلام، ويتفاهموا ويرعوا شؤون مدينة الأرض بحيث ينعمون بالخير والعدل، على يد سلطة سياسية توفر لهم كل ذلك (راجع شرعة العمل السياسي، صفحة 5).

7. لكننا اليوم، نعود معكم أيها الحاضرون، ويا أيها المشاهدون والسامعون، لنجدد التمني والمطالبة، من بكركي، هذا الصرح التاريخي الوطني، وفقا للخط الذي سار عليه أسلافي البطاركة العظام الذين قادوا سفينة الوطن من يوحنا مارون الذي ثبت الهوية والرسالة سنة 686، إلى الياس بطرس الحويك وإعلان دولة لبنان الكبير في أول ايلول 1920، إلى أنطون بطرس عريضه والميثاق الوطني سنة 1943، فإلى نصرالله بطرس صفير ووثيقة الوفاق الوطني سنة 1989.

8. لقد وضعت البطريركية بين أيدي رجال السياسة والشعب اللبناني ثلاث وثائق بمثابة خريطة طريق نحو قيام دولة مدنية عصرية قادرة ومنتجة بمؤسساتها الدستورية والعامة، مبنية على الديموقراطية السليمة، دولة القانون والحقوق والواجبات بالمساواة بين الجميع.

كانت الوثيقة الأولى "شرعة العمل السياسي في ضوء تعليم الكنيسة وخصوصية لبنان" (2009) لتثقيف ضمائر المواطنين وتوجيه الممارسة السياسية نحو جوهرها وأهدافها ودورها في خدمة الإنسان والمجتمع. وكانت الثانية "المذكرة الوطنية" (9 شباط 2014) لتهيئة عهد رئاسي جديد يمتد نحو الاحتفال بالمئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير في أول أيلول 2020. فأكدت على الثوابت الوطنية، ورسمت أسس المستقبل وفقا للأولويات. وكانت الوثيقة الثالثة "مذكرة اقتصادية: اقتصاد لمستقبل لبنان (25 اذار 2015)، بعد مرور سنة من دون انتخاب رئيس للجمهورية، وأمام الوضع الاقتصادي الذي ينبئ بالخطر الكبير بسبب تعاظم الدين العام، والشلل الاقتصادي الحاصل، وتزايد حالات الفقر، وكثافة هجرة الأدمغة والقوى الحية، وإغراق البلاد بالنازحين الذين بات عددهم مع اللاجئين نصف سكان لبنان.

لقد رحب الجميع، وفي مقدمتهم رجال السياسية والاقتصاد والعلم، بهذه الوثائق الثلاث، واعتبروها خريطة طريق متكاملة. لكن سرعان ما تبخر الترحيب وخنقته المصالح الضيقة، وشله العجز عن اتخاذ أي قرار جريء وشجاع وحر.

9. فانطلاقا من هذه الوثائق نصوغ اليوم معكم المطالب المترابطة التالية:

1) انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع ما يمكن، باعتباره مسؤولية وطنية جامعة لا تنحصر بالمسيحيين عامة والموارنة خاصة. فالرئيس هو رئيس للدولة، لا ممثل لطائفة. ولذا، ندعو الكتل السياسية والنيابية إلى مقاربة جدية للمبادرة الجديدة المختصة بانتخاب الرئيس. فإنها تتصف بالجدية كما هو ظاهر في عامل الثقة والأمل الذي أحدثته على المستوى النقدي والمصرفي، وفي الدفع الجديد للتفاهم بين فريقي 14 و8 أذار. فبات على الكتل السياسية والنيابية أن تلتقي حول هذه المبادرة، من أجل كشف الأوراق بموضوعية وشجاعة، واتخاذ القرار الداخلي الوطني، والذهاب إلى المجلس النيابي وإجراء عملية الانتخاب وفقا للدستور والممارسة الديموقراطية.

فما معنى وجوب "سلة أو تسوية متكاملة" مع انتخاب الرئيس؟ ومعلوم أن البرنامج الأساس لرئيس الجمهورية هو احترام الدستور، وضمانة عمل المؤسسات العامة، والحفاظ على وحدة الوطن وعلى استقلاله وسيادته وسلامة أراضيه (المادة 29 من الدستور)، وحماية العيش المسترك، ورفض أي فرز للشعب أو التجزئة أو التقسيم أو التوطين بأي شكل أو نوع كان (مقدمة الدستور: ي و ط). دور الرئيس تحقيق تصميم اللبنانيين على قيام الدولة الديموقراطية البرلمانية المدنية ومؤسساتها، وتحفيز دور المجتمع المدني في مسيرة النهوض الفكري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي.

2) وضع قانون انتخاب جديد، وهو من مسؤولية مجلس النواب كسلطة تشريعية، بحيث يأتي وفقا للميثاقية اللبنانية، فيترجم المشاركة الفاعلة في تأمين المناصفة الفعلية، ويضمن الاقتراع الحر وحق المساءلة والمحاسبة، ويؤمن التنافس الديموقراطي، ويلغي فرض نواب على طوائفهم بقوة تكتلات مذهبية (مذكرة وطنية، صفحة 12، فقرة 23). فلا يحق للمجلس النيابي التلكؤ عن وضع هذا القانون، لكي يصار على أساسه إلى إجراء الانتخابات النيابية في بداية ولاية الرئيس الجديد.

3) التزام الحكومة بممارسة مسؤولياتها كسلطة إجرائية وفقا للدستور، وتفعيل عمل المؤسسات العامة، ومنع الفوضى والفساد فيها وتحفيز مسؤولية المواطنين، ومعالجة الوضع الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي، وإخراج المواطنين من حالة اليأس وفقدان الثقة بوطنهم. ومعلوم أن عمل الحكومة يواجه الكثير من العثرات، بسبب غياب رئيس للجمهورية لكونه السلطة الإجرائية الأولى بموجب الدستور. ولذا ما فتئ رئيسها يطالب في كل جلسة ومناسبة بانتخاب رئيس للبلاد لكي يستقيم عمل الحكومة.

لا تستطيع الحكومة إهمال قضية النازحين السوريين إلى لبنان الذين كان عددهم في العام الماضي مليون ونصف المليون، وقد ازداد ربع مليون بالولادات الجديدة، وأصبح عدد الطلاب السوريين أربعماية ألف طالب، كما أشارت ورشة العمل التي عقدت في المجلس النيابي في 15 كانون الأول الجاري، وكشفت حجم الثقل الاقتصادي والاجتماعي على لبنان وتداعياته السلبية على اللبنانيين. وفيما نحن متضامنون إنسانيا مع الإخوة النازحين ومع حاجاتهم المعيشية، فإنا نخشى، إذا طال بقاؤهم في لبنان، أن يستغلوا من قبل المتطرفين والتنظيمات الإرهابية لأهداف تخل بالأمن والاستقرار، وأن يروا نفوسهم مقحمين على ارتكاب جرائم لكسب المال وخلق الفوضى وزعزعة المجتمع.

إننا نشكر الله على القرار 2254 بشأن سوريا الذي صدر عن مجلس الأمن والخاص بإيقاف الحرب وإيجاد الحلول السياسية وتهيئة الظروف المؤآتية للعودة الآمنة للاجئين والنازحين خارجيا وداخليا إلى مناطقهم الأصلية وتأهيل المناطق المتضررة. لكننا لا نرضى بأن تكون عودة النازحين "طوعية" كما جاء في نص القرار. فما ينطبق على اللاجئين إلى أوروبا وغيرها لا يمكن أن ينطبق على النازحين إلى لبنان للأسباب المذكورة أعلاه، ومنعا للمطالبة فيما بعد بتوطينهم ومنحهم الجنسية اللبنانية. بل يجب أن تكون العودة إلزامية، لكي يحافظوا على حقوقهم في وطنهم، وعلى هويتهم الوطنية، الثقافية والحضارية. وفي كل حال، نواصل صلاتنا من أجل إحلال السلام في منطقتنا التي منها أعلن السلام للعالم، بمولد "أمير السلام" (أشعيا 8: 5)، يسوع المسيح.

10. وإنا، إذ نجدد لكم جميعا، مقيمين في لبنان وبلدان الشرق الأوسط ومنتشرين، التهاني والتمنيات بميلاد الفادي الإلهي، نسأله أن ينير السنة الجديدة الطالعة 2016 بأنوار الحقيقة والمحبة والعدالة والسلام.

ولد المسيح، هللويا!

الحداد

وكان الرئيس الإقليمي للأباء العازاريين في الشرق الأب زياد الحداد، ألقى كلمة باسم مكتبي الرؤساء العامين والإقليميين والرئيسات العامات والإقليميات في لبنان، لتهنئة البطريرك مار بشاره بطرس الراعي بمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة 2016 فقال:

"يسرنا في مكتبي الرئيسات العامات والرؤساء العامين تهنئتكم بتجسد كلمة الله المجيدة، ولا سيما في عام "يوبيل الرحمة".

وكما في حياتنا المكرسة كذلك في نذورنا، بعدان أساسيان: الصلاة والعمل الرسولي في خدمة الإنجيل.

على نية شخصكم الكريم نرفع الصلاة الى ابينا الرحوم، ومن أجل كنيسة الرب التي في لبنان ومن أجلكم أنتم رئيسها وراعيها، سائلينه أن يمنحكم الصحة والحكمة والقوة لرعاية رعيتكم وتحقيق إرادة الله على قدر المستطاع.

وهنا نستعيد من كلمات قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس في لقائه مع المجمع الرسولي لبشارة الإنجيل: "الكنيسة في خدمة الرسالة، ليست الكنيسة من تصنع الرسالة، ولكن الرسالة تصنع الكنيسة. فالرسالة ليست إذن الأداة بل هي البداية والنهاية".

تعلمون يا صاحب الغبطة ان كلا منا يؤدي في رهبنته وجمعيته رسالته الخاصة داخل كنيسة لبنان، إما في مجال التعليم، أو الخدمة الإجتماعية والإستشفاء، أو في الرسالة الرعوية. كل بحسب كاريزما المؤسس. ولكننا اليوم وباندفاعة أطلقها البابا فرنسيس، نحن بنات هذه الكنيسة وأبناؤها، أردنا أن نمنح أمنياتنا لشخصكم الكريم بعدا رسوليا.

في الواقع لقد التقى المكتبان في عام "يوبيل الرحمة" للقيام بعمل مشترك يمس كل إنسان في أبعاده الروحية والإجتماعية والمادية. عمل تدعمه أديرتنا وجمعياتنا. وله هدفانت اثنان: الأول مساعدة إخوتنا المسيحيين النازحين من العراق وسوريا عبر التكفل بإيجار مساكنهم في لبنان والمساهمة في أقساط أبنائهم وبناتهم المدرسية. والهدف الثاني مساعدة المساجين لا سيما الأحداث منهم، عبر توفير كهنة ومرشدين روحيين وراهبات مرافقات لإحياء حياتهم الروحية، مع تجهيز صالة متنوعة الإستخدامات تتيح لهم الإحتفال بالقداس والتعليم الديني والقراءة والعديد من النشاطات الترفيهية. كما سنعمد الى دفع كفالات المحتاجين منهم والتي تعجل في خروجهم الى الحرية.

نعلم تماما، يا صاحب الغبطة، ان هذا مجرد نقطة في بحر معاناة اللاجئين عندنا، عدا معاناة أهلنا اللبنانيين، لكننا نطلعكم هنا على جديد ما التزمنا به من المهمات.

ولن أختم إلا وأنا أسأل، غبطتكم، دوام عطفكم الأبوي، والتضرع الى الله ليمنحنا النعمة والإخلاص في إداء كل رهبنة وجمعية رسالتها في كنيسة لبنان، كنيسة لن تتوانى عن بذل ذواتنا من أجل حبها. بركاتكم ياصاحب الغبط، وكل عيد وانتم بخير".

استقبالات

هذا وغص الصرح البطريركي في بكركي بالمهنئين، فاستقبل البطريرك الراعي على التوالي: مطارنة الأبرشيات مع الكهنة، وفد من مجلس جامعة سيدة اللويزة برئاسة الأب وليد موسى، وفد من كاريتاس لبنان، وفد من مستشفى اللبناني الجعيتاوي الجامعي برئاسة الأخت هادية أبو شبلي والدكتور بيار يارد، وفد من الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية برئاسة الأب بطرس عازار، وفد من المؤسسة الإجتماعية المارونية - الصندوق الماروني برئاسة الأب نادر نادر، وفد من اكليركية غزير برئاسة الأب عصام ابي خليل، وفد من جمعية مار منصور برئاسة البير الزغبي، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبده بو كسم، مسعود الاشقر وحشد من الرهبان والراهبات والوفود الشعبية من مختلف المناطق اللبنانية.

 

المطران حنا رحمة في رسالة الميلاد: لنكن في هذه الأبرشية ايقونة تعكس حقيقة التجسد وجوهره في البقاع الشمالي

الخميس 24 كانون الأول 2015 /وطنية - وجه رئيس أساقفة أبرشية بعلبك - دير الأحمر المطران حنا رحمة رسالة الميلاد فيها:

"ميلادك إطلالة محبة ورحمة، تتغير الوجوه ووجهك هو هو، تتبدل الأدوار وتتجدد المشاريع ومشروعك الخلاصي هو هو! فلك أيها الطفل يسوع كل تسبيح وإكرام وامتنان، وأنت المحبة والرحمة والحنان.

أستهل رسالتي الميلادية الأولى بهذه الكلمات، مؤكدا لكم محبتي، ومجددا شكري الخالص لكم على الصلوات التي رافقتم بها مجمع أساقفتنا الذي انعقد في آذار الماضي، وأثمر انتخابي راعيا لأبرشية المحبة، هذه الأبرشية الغالية على قلبي وقلوبكم. سمع الله يومها صلواتكم وتضرعاتكم الصادقة ولا يزال يسمعها اليوم أيضا، لذلك أناشدكم أن تواصلوا الصلاة والدعاء لأجلي لكي تكون خدمتي الأسقفية هذه ذبيحة مرضية لله تتجلى محبة ورحمة أمامكم.

وإذ أشكر لكم كل الجهود والتضحيات التي بذلتموها في سبيل إنجاح احتفالات السيامة والتولية، وكذلك الاستقبالات والتهاني التي شرعت لأجلها الأبواب سواء في دار المطرانية أو في رعاياكم المباركة، كما أشكر كل المهنئين الذين توافدوا من قريب أو بعيد، أؤكد لكم، يا أبنائي وإخوتي في المسيح، أن محبتكم هذه كانت وستبقى لي دوما خير سند روحي ودفع معنوي للقيام برسالتنا على أحسن وجه.

أمام سخائكم الروحي هذا وجهد أياديكم المباركة، لا يسعني إلا السجود أمام طفل المغارة، باسطا أمامه يدي الصغيرتين، حاملا إليه تطلعاتكم وتضرعاتكم الصادقة، طالبا منه في عيد ميلاده المجيد، أن يغدق نعمه الوافرة على عيالكم، ويغمر بيوتكم بحضوره الميلادي الدافئ والشافي.

هوذا عيد الميلاد يطل علينا من جديد حاملا إلينا البشرى السارة، تلك البشرى نفسها التي انهمرت علينا بهيبتها ووقارها منذ أكثر من عشرين قرنا لتنعش البشرية وتغذيها، جيلا بعد جيل، وتوزع علينا خيرات السماء، مؤكدة أن النبع الإلهي لا يعرف الجفاف: إنه ينبوع الرحمة الإلهية. فتعالوا نغرف بلا كلل من نبع الرحمة هذا، متحدين بالصلاة مع رئيس كنيستنا الكاثوليكية، قداسة البابا فرنسيس، الذي أعلن لنا هذه السنة "سنة الرحمة الإلهية" ومع صاحب الغبطة والنيافة مار بشاره بطرس الراعي الكلي الطوبى الذي يرفع راية كرامة الإنسان في هذا الشرق.

نعم، نحن بأمس الحاجة إلى الرحمة الإلهية في هذه الأيام لنوقظ العالم، ونغير وجه الأرض، ونضخ دما جديدا في قلب المجتمع البشري، ونعكس أنوار الأنجلة الجديدة في ساحاته. نعم، إن البشرية بأمس الحاجة إلى قوة إيماننا وصلابته ورحمته، فلا نخافن من الالتزام بمتطلبات هذا الإيمان، فإلهنا الذي نعبده، إله الرحمة والحب والحنان، هو كريم في نعمه، قوي في تدبيره، وقريب من محبيه وصانعي مشيئته.

هوذا العيد يطل إذا، فأية هدايا نحمل إلى الكلمة المتجسد لأجلنا؟ وأي هدية ننتظرها نحن منه؟ أي تغيير نطلبه ونأمل تحقيقه في ذواتنا وبيوتنا ورعايانا ومجتمعاتنا ووطننا، لنكون على مستوى انتظارات ذاك الذي تجسد بيننا ولأجلنا؟

لا يسعني الإجابة على هذه التساؤلات إلا بالتركيز على معنى هذا التجسد، والدخول في سر جوهره ولاهوته والروحانية. فيا إيها الإخوة والأخوات الأعزاء، لنذهبن إلى العمق، ونبعدن عن قناعاتنا ومفاهيمنا وممارساتنا واحتفالاتنا ما يفرغ العيد من معناه، ويغرقنا في روح الوثنية والالتواء.

عيد الميلاد هو عيد تجسد الله الذي شاء بحرية مطلقة أن ينقاد بحبه للبشر إلى تنازل نوعي، بل إلى إخلاء ذاته (Kénose) حتى يحمل إنسانيتنا التي أفسد جمالها بسبب معصية الإنسان الأول، ويرفعها إلى مستوى الألوهة كما أرادها هو يوم حقق الخلق. هذا تجسد لا تألفه العقول ولا يقبله المنطق ولا تفهمه الفلسفات؛ إنه تجسد إلهي يتطلب تسليم العقل، وتواضع الفكر، وانفتاح القلب، حتى يتمكن الإنسان، جبلة يديه، من الدخول في هذا السر الإيماني العظيم، سر الحياة والوجود.

في هذا التجسد الإلهي يحقق الله وعده لآدم وحواء العاصيين الأولين، مرسلا ابنه الوحيد مولودا من امرأة لخلاص البشر. هذه هي مبادرة الله، فيها يقلص المسافات ويشق طريق المصالحة بابنه الوحيد، مشرعا أبواب العيد لكل من ضاقت فيه الحياة. إن الميلاد هو باب الفداء؛ إنه بداية الصليب؛ إنه افتتاح طريق الجلجلة. نعم، في الميلاد موت، بل دعوة إلى الموت: موت عن الذات، موت عن الرذيلة والخطيئة والعصيان، من أجل ولادة جديدة.

في الميلاد يدعونا صاحب العيد إلى التشبه به، هو الوديع والمتواضع القلب، هو الفقير المتجرد، هو علامة الحياة، هو النور للقابعين في الظلام، هو الطمأنينة والسلام في عالمنا المنكوب، الذي تحاول عبثا يد الإرهاب والشر والتقسيم أن تزعزعه. في الميلاد، لا محل للرياء، ولا للبغض والحرب والتعالي والانتقام والانقسام. في الميلاد تسيل سواقي المحبة والرحمة، وتنهمر النعم والخيرات على الساعين إلى السلام! فلا نفوتن قطاف ثمار عيد الميلاد.

في أصعب الأيام وأكثرها جوعا للحق والحقيقة، ولد المسيح في بيت لحم - بيت الخبز، ليكون لنا خبزا وزاد حياة. لقد ولد المسيح في بيت لحم لأنها مركز سبط يهوذا، سبط الملك؛ فالمسيح أتى ليعيد سيادة الله على الإنسان في عالم يكثر فيه المتسابقون على السلطة لإخضاع الإنسان والإنسانية، وجرها إلى اختيار الهلاك. لقد ولد المسيح في بيت لحم مدينة الملك داود، ليكون هو المخلص والفادي ومعطي الحياة. لقد ولد ربنا في مزود ليعطينا ذاته خبز حياة، في عالم جائع إلى الحب والحياة.

فأهلا وسهلا بك، يا صاحب العيد، يا كاشف أسرار الآب السماوي لبني البشر.

وسعوا ساحاتكم وبيوتكم وقلوبكم لاستقباله، فتتوسع أبواب الملكوت وتتشرع على أرضنا المليئة خصبا وقداسة. أهلا بك، يا إنجيل الحياة، يا دستورنا وخلاصنا. ميلادك ميلاد الخلاص، ميلادك هو ميلادنا وميلاد البهجة والسرور، فألف شكر على ميلادك.

في الختام، أرفع لله آيات الشكر ذبيحة عنكم، وأصلي مع معلمة الصلاة، شفيعة أبرشيتنا وأمنا ومحاميتنا مريم العذراء، ليوفر الرب لنا في كل يوم سبيلا لتمجيده وإكرامه، فنكون في هذه الأبرشية إيقونة مقدسة تعكس حقيقة التجسد وجوهره في هذا البقاع الشمالي العزيز. لذلك أستحلفكم، يا إخوتي وأبنائي في المسيح ألا تتعبوا ولا تملوا، بل كونوا على مستوى انتظارات من جعلنا له أنبياء وتلاميذ في قلب هذا العالم. فتعالوا نكمل السير معا واضعين مواهبنا ووزناتنا وطاقاتنا في خدمة كنيستنا، متكاتفين بقوة الروح القدس لما فيه خير أبرشيتنا وإنمائها وبنيان بقاعنا الشمالي الغني بأطيافه، عاملين على ازدهار الحياة الروحية والاجتماعية فيه، ومثابرين على الشهادة الصالحة وبناء عالم جديد، وإنسان جديد يتمنطق بفكر جديد ورؤية جديدة وانطلاقة جديدة، هاتفين ومهللين بإيمان وغبطة: ولد المسيح، هللويا.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مجلس الأمن يدعو الأطراف اليمنية لمحادثات يناير من دون شروط

25/12/15/واشنطن – الأناضول: حض أعضاء مجلس الأمن الدولي، الأطراف اليمنية على «الوفاء بالالتزامات التي قدمت خلال مشاورات السلام، التي عقدت خلال الفترة من 15 إلى 20 ديسمبر الجاري، في سويسرا، تحت رعاية الأمم المتحدة. ورحب المجلس في بيان، أول من أمس، بالتزام جميع أطراف الأزمة، بعقد جولة جديدة من المحادثات منتصف يناير المقبل، ودعوهم إلى المشاركة في تلك المحادثات المزمعة من دون شروط مسبقة وبحسن نية، وحل خلافاتهم من خلال الحوار والتشاور». وأوضح أن الهدف من تلك المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة هو «إيجاد حل سياسي توافقي للأزمة في اليمن، وفقًا لمبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلية تنفيذها، ونتائج مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة». وأعرب عن «القلق العميق إزاء الوضع الإنساني المتردي في اليمن، والذي يزداد سوءًا ويتطلب شكلًا من أشكال المساعدة الإنسانية». وأكد دعم أعضائه الكامل لجهود المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مشيراً إلى «الحاجة لانتقال سلمي، منظم وشامل في اليمن، من أجل التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن». وطالب «جميع الأطراف اليمنية بضرورة التنفيذ الكامل لقرار المجلس رقم 2216، والذي يدعو إلى استئناف وتسريع مشاورات سياسية شاملة برعاية الأمم المتحدة».

 

غرق 18 مهاجراً في بحر إيجه

25/12/15/أنقرة – أ ف ب: لقي 18 مهاجراً مصرعهم، بينهم عدد من الأطفال فجر أمس، قبالة السواحل الغربية لتركيا لدى غرق مركبهم في بحر إيجه، فيما كان في طريقه إلى جزيرة ليسبوس اليونانية. وقالت مصادر أمنية إن المركب الصغير الذي أبحر بحمولة زائدة من بلدة ديكيلي التركية (غرب)، انقلب على بعد ميلين بحريين قبالة بلدة بادملي، بسبب الأحوال الجوية السيئة والبحر المائج. وأضافت إن جهاز خفر السواحل التركي أنقذ 21 راكباً آخر، بينهم رضيع يبلغ عاماً، وما زال يبحث عن مفقودين اثنين.

 

البرلمان العراقي يقر إعادة النظر بالأحكام القضائية الخاصة بالإرهاب

25/12/15/بغداد – الأناضول: أعلنت عضو اللجنة القانونية في البرلمان العراقي عالية نصيف، امس، الاتفاق على مطلب «اتحاد القوى الوطنية»، أكبر كتلة سنية في مجلس النواب، القاضي بإعادة النظر بالأحكام القضائية الصادرة وفق المادة 4 من قانون مكافحة الإرهاب ضمن تعديلات قانون العفو العام، المقرر التصويت عليه خلال الفترة المقبلة. وقالت نصيف إن «الحكومة طلبت في وقت سابق من البرلمان إجراء تعديل الفقرات، المعترض عليها من الكتل السياسية، بمشروع قانون العفو العام بدلا من إعادته إلى الحكومة، لأن ذلك يستغرق وقتا أطول». وأضافت إن «اللجنة القانونية في البرلمان العراقي عقدت سلسلة اجتماعات على مدى الأيام الماضية، وتوصلت إلى اتفاق سياسي تضمن تقليص الاستثناءات بمشروع قانون العفو العام، واتفقنا على تلبية مطلب اتحاد القوى بإعادة النظر بالمحكومين وفق المادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب». وأوضحت أنه «تم الاتفاق على تشكيل لجنة قضائية تتولى مهمة مراجعة جميع الأحكام الصادرة من القضاء بشأن الجرائم الإرهابية، على أن لا يشمل الشخص المتهم بالقتل».

 

11 ألف قتيل في العراق خلال 2015

25/12/15/بغداد – الأناضول: قتل أكثر من 11 ألف عراقي غالبيتهم من المدنيين، وأصيب نحو 18 ألفاً بجروح مختلفة بينهم عسكريون في أعمال عنف وتفجيرات ومعارك شهدتها غالبية المدن العراقية خلال العام 2015. وبحسب إحصائيات رسمية شهرية صادرة عن بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق «يونامي»، فإن 11 ألفاً و118 عراقياً قتلوا وأصيب 18 ألفاً و419 آخرين بتفجيرات وأعمال عنف مختلفة وقعت غالبيتها في العاصمة بغداد، والمحافظات الشمالية والغربية، وتبنى تنظيم «داعش» تنفيذ قسم كبير منها. وسجلت أشهر فبراير ومايو ويونيو وأغسطس من العام 2015 أكثر من نصف القتلى والجرحى بمجموع بلغ ستة آلاف و257 قتيلاً وتسعة آلاف و570 جريحاً سقط أغلبهم إثر تفجير سيارات مفخخة وعبوات ناسفة، وهجمات انتحارية، وفق إحصائيات الأمم المتحدة. وفي السياق، قال ميثم الغزي عضو مجلس المفوضية العليا المستقلة لحقوق الإنسان، وهي منظمة ترتبط بالبرلمان العراقي معنية بالدفاع عن حقوق المدنيين، إن «إحصائيات الأمم المتحدة، واقعية وتستند إلى جهات رسمية، وهذا العدد الكبير من القتلى، يحتاج إلى بذل المزيد من الجهود الدولية لتقويض الارهاب في العراق».

 

«داعش» يستميت في القتال والفصائل الشيعية تطلب إذناً من العبادي للتدخل/قوات أميركية خاصة ومروحيات هجومية تستعد لمساندة الجيش العراقي في معارك الرمادي الطاحنة

بغداد – باسل محمد/السياسة/25/12/15/في مؤشر على أن معركة تحرير مدينة الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار، غرب العراق، تواجه عقبات جدية لحسمها، أعلنت الفصائل الشيعية المسلحة المشكلة لقوات «الحشد» أنها مستعدة أن تنضم الى المعركة، مطالبة رئيس الوزراء حيدر العبادي، باعتباره القائد العام للقوات المسلحة، أن يأمر بهذه الخطوة. وتعارض الحكومة المحلية للأنبار مشاركة أي قوات من «الحشد» الشيعية في معركة الرمادي، كما أن القوات الأميركية ساهمت في وقف زحف الفصائل الشيعية باتجاه المزيد من مناطق هذه المحافظة السنية الكبيرة وأجبرتها على الانسحاب الى أطراف بغداد وحول مدينة الفلوجة المحاذية. وتتضمن الستراتيجية العسكرية الاميركية في الأنبار، منع قوات «الحشد» الشيعية من المشاركة في معركة الرمادي واقتصار القوات المهاجمة على الجيش العراقي ومقاتلي العشار السنية لتفادي حدوث انتهاكات ضد السكان في ما إذا دخلت الفصائل الشيعية المدينة بعد تحريرها، كما أن غياب هذه الفصائل عن المعركة يرسل تطمينات إلى سكان المدينة كي يتعاونوا مع القوات العراقية المهاجمة. في موازاة ذلك، أثارت تصريحات رئيس هيئة أركان الجيش العراقي عثمان الغانمي، التي ذكر فيها أن حسم معركة الرمادي قد يتأخر بضعة أيام، القلق من إمكانية تعثر المعركة بسبب المشكلات التي تواجهها على الأرض.

وأكدت مصادر في قيادة عمليات الأنبار أن وجود آلاف المدنيين داخل أحياء مركز الرمادي هو السبب الرئيسي الذي يجعل تقدم القوات العراقية بطيئاً، مشيرة إلى أنه يتم بحذر شديد حيث لا زال يوجد قرابة نصف مليون مدني وهؤلاء لم يتمكنوا من مغادرة المدينة إذ نجح القليل منهم فقط بالفرار من المدينة قبل الهجوم.

وكشفت المصادر لـ»السياسة» ان الحكومة العراقية سترسل المزيد من قوات النخبة الذين يتقنون التعامل مع قتال الشوارع والمدن إلى الرمادي للمساعدة على حسم المعركة بأقل الخسائر وبوقت مناسب، مشيرة الى أن أحد المشكلات الكبيرة تتمثل بأن الرمادي مدينة كبيرة ومفتوحة على مناطق صحراوية واسعة تتيح لمسلحي «داعش» المناورة ومهاجمة الجيش العراقي من الخلف. وأشارت إلى معارك ضارية يخوضها الجيش العراقي لقطع إمدادات «داعش» الآتية من محافظتي صلاح الدين ونينوى شمالاً بغطاء جوي من التحالف الدولي، لافتة إلى أن هذه الإمدادات تساعد التنظيم على التصدي للهجوم وأن بعضها يأتي من الحدود العراقية – السورية من مناطق راوة وعانة وهيت. وبحسب المصادر العسكرية المحلية في الرمادي، فإن «داعش» شن هجمات انتحارية خلال تقدم القوات العراقية في أحياء جنوب الرمادي سيما في منطقتي الضباط والبكر، كما أن مسلحيه استماتوا في الدفاع عن حي البوفراج الذي يعد الخاصرة القوية للتنظيم للدفاع عن مركز الرمادي والمباني الحكومية الموجودة فيها. وأكدت المصادر أن الدعم الجوي للتحالف الدولي من أهم عناصر انتصار الجيش العراقي وانه ساهم بشكل فعال في التقدم السريع داخل الرمادي، بيد أن هذه الضربات الجوية ستحتاج الى تكتيك جديد في الساعات والأيام المقبلة لأن القتال مع مسلحي «داعش» تحول الى قتال شوارع، وبالتالي يجب التوصل إلى طريقة جديدة لتوجيه الضربات الجوية، وربما يتطلب الأمر تدخل مروحيات أميركية هجومية في القتال لحسم معركة المباني الحكومية في مركز المدينة. وكشفت أن العديد من العسكريين الأميركيين المتمركزين في قاعدة الحبانية، شرق الرمادي، اقتربوا كثيراً من الخطوط الأمامية للقتال لمساعدة الجنود العراقيين على التعامل مع الكمائن التي ينصبها التنظيم الإرهابي، موضحة أن العسكريين الاميركيين يحاولون تغيير بعض الخطط الميدانية للتعامل الفعال مع المقاومة التي يظهرها مسلحو «داعش». ولم تستبعد المصادر أن تشارك قوات خاصة قتالية أميركية في مراحل محددة من القتال في الرمادي ربما لاغتيال قيادات من «داعش» أو لإنقاذ وحدات عراقية يتم محاصرتها، ولذلك كل الخيارات مفتوحة في المعركة.

 

«داعش» يتراجع أمام المعارضة ويتقدم على حساب قوات الأسد

المعلم: مستعدون لمفاوضات جنيف أملاً بتشكيل حكومة وحدة

25/12/15/عواصم – وكالات: أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان، أن تنظيم «داعش» وسع نطاق سيطرته في مدينة دير الزور شرق سورية، بعد مواجهات وهجمات انتحارية أدت إلى سقوط 26 قتيلا في صفوف القوات الموالية للنظام. وأكد المرصد أن مقاتلي التنظيم الجهادي سيطروا على حي صناعي في المدينة بعد هجوم عنيف بدأ أول من أمس، مضيفاً إن الهجوم ترافق مع تفجيرات انتحارية لثلاث عربات ما أدى الى مقتل 11 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها. وأشار إلى أن «الاشتباكات العنيفة والغارات والقذائف التي اطلقت» بعد ذلك أدت الى ارتفاع الحصيلة الى 26 قتيلا في صفوف المقاتلين المؤيدين للنظام و12 متطرفا. من جهة أخرى، حققت قوات سورية الديمقراطية، أمس، تقدما في ريف كوباني (عين العرب) الجنوبي في شمال سورية، غداة اعلانها معركة تحرير تلك المنطقة من تنظيم «داعش». وأعلنت قوات «سورية الديمقراطية»، وهي عبارة عن تحالف من فصائل كردية وعربية على رأسها وحدات حماية الشعب الكردية، في بيان، «بدء معركة تحرير الريف الجنوبي لكوباني» في شمال حلب، والتي «ستستمر حتى تحرير المناطق المحتلة كافة من الريف الجنوبي لكوباني من قبل تنظيم داعش الارهابي وإعادة الأمن والاستقرار اليها». وقال المتحدث باسم قوات «سورية الديمقراطية» طلال سلو إن «المعركة حاليا هي لتحرير جنوب مدينة صرين في ريف كوباني الجنوبي»، وصولا الى سد تشرين على الضفة الشرقية لنهر الفرات، والذي يولد الكهرباء لمنطقة واسعة في محافظة حلب. واوضح سلو أن قوات «سورية الديمقراطية» تقدمت ثمانية كيلومترات جنوبا لتصبح على بعد 12 كيلومترا من السد، مشيراً إلى غطاء جوي يوفره الائتلاف الدولي بقيادة واشنطن. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن إن «داعش يسيطر على سد تشرين منذ ربيع العام 2014 بعد تمكنه من طرد الفصائل المقاتلة، بينها حركة احرار الشام، كما على الضفة الغربية لنهر الفرات من جرابلس على الحدود السورية التركية الى الرقة (شمال)، معقل التنظيم في سورية».

وأكد عبد الرحمن أن قوات «سورية الديمقراطية» شنت هجومها الاساسي من الجهة الشمالية الغربية لصرين وتقدمت على هذه الجبهة ثمانية كيلومترات جنوبا باتجاه سد تشرين. من جهة أخرى، أعلن وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم، أمس، أن أخبر نظيره الصيني وانغ يي أن دمشق «مستعدة للمشاركة في الحوار السوري-السوري في جنيف من دون أي تدخل خارجي». وقال المعلم في تصريحات بالانكليزية للصحافيين أثناء زيارته لبكين «سيكون وفدنا مستعدا بمجرد أن نتسلم قائمة بوفد المعارضة». وأضاف وهو يقف الى جوار وانغ في مقر وزارة الخارجية الصينية «نأمل أن ينجح هذا الحوار في مساعدتنا على تشكيل حكومة وحدة وطنية، ستشكل هذه الحكومة لجنة دستورية لبحث وضع دستور جديد وقانون انتخابات جديد حتى تجرى الانتخابات البرلمانية في غضون 18 شهراً تقريباً». من جانبه، تفادى وانغ الاجابة مباشرة لدى سؤاله عن رأي الصين في بقاء الاسد في السلطة، قائلاً «موقف الصين واضح للغاية، نرى أن الشعب السوري هو الذي يجب أن يقرر ويحدد مستقبل سورية ونظامها الوطني بما في ذلك قيادتها».

 

أوغلو: انتقاد دميرتاش إسقاط الطائرة الروسية «خيانة وعار»

25/12/15/اسطنبول – رويترز: اتهم رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أمس، زعيم حزب «الشعوب الديمقراطي» صلاح الدين دميرتاش بالخيانة لاستغلاله زيارة قام بها إلى موسكو، لإدانة إسقاط أنقرة لطائرة عسكرية روسية. وقال داود أوغلو «إنهم يقفون في صف أي طرف تدخل معه تركيا في أزمة، تصريحات دميرتاش في موسكو بأن إسقاط تركيا للطائرة الروسية كان خطأ، هي عار وخيانة كاملة». وأضاف «واجبنا الرئيسي أن نرفع أصواتنا ضد الوحشية الروسية، تأييد روسيا وهي تقتل المدنيين في سورية خيانة ليس فقط للبلد، لكن للإنسانية أيضاً».وكان دميرتاش التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو، أول من أمس، وانتقد أنقرة لإقدامها على إسقاط الطائرة الحربية الروسية قرب الحدود مع سورية الشهر الماضي. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عنه قوله «انتقدنا تصرفات الحكومة عندما أسقطت الطائرة الروسية، من الأيام الأولى أعلنا كحزب معارض في البلاد، أننا لا ندعم تدهور العلاقات مع روسيا».

 

وفاة 31 بينهم طفل وإصابة 123 في حريق هائل بمستشفى جازان و21 فرقة إطفاء وإنقاذ وإسعاف تدخلت لإحتوائه

25/12/15/الرياض – وكالات: توفي 31 شخصاً، بينهم طفل، وأصيب 123 آخرون، فجر أمس، في حريق بمستشفى في مدينة جازان الساحلية جنوب غرب السعودية قرب الحدود مع اليمن، باشرته 21 فرقة إطفاء وإنقاذ وإسعاف من الدفاع المدني مدعومة بفرق أمنية وإسعافية وخدمية إطفاء.

وقال المتحدث الرسمي باسم مديرية الدفاع المدني بمنطقة جازان الرائد يحيى القحطاني، إن «غرفة القيادة والسيطرة تلقت بلاغاً عن وقوع حادث حريق بمستشفى جازان العام بالدور الأول بقسم العناية المركزة والنساء الولادة والحضانة». وأضاف إنه «تم انتقال أربع فرق من مدينة جازان، وتم دعمها بـ17 فرقة إطفاء وإنقاذ وإسعاف وسلالم من جميع إدارات ومراكز المنطقة، بالإضافة إلى جميع الجهات الإسعافية والأمنية والخدمية التي شاركت في الحادث، حيث نفذت الفرق عملية إخلاء للموقع والسيطرة على الحادث. وذكر شاهد عيان في تصريح لقناة الاخبارية السعودية، أن «سبب الحريق ماس كهربائي فيما يبدو، وان النيران اجتاحت المستشفى في ثلاث دقائق فقط»، مضيفاً إنه سمع صرخات النساء. في سياق متصل، وجه أمير منطقة جازان محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، باستجلاء أسباب حادث الحريق الذي شهده مستشفى جازان العام. وأوضح وكيل إمارة جازان المساعد للتطوير والتقنية المتحدث الرسمي باسم الإمارة علي بن موسى زعلة، أن أمير المنطقة أصدر تعليماته بضرورة التحقيق العاجل في الحادث من جوانبه كافة ورفع تقرير مفصل بالأسباب والنتائج والتوصيات اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث. من جانبه، قال مدير الدفاع المدني في منطقة جازان اللواء سعد الغامدي، في تصريحات لقناة «العربية»، إن التحقيقات جارية لمعرفة أسباب الحريق، مؤكداً أن معظم حالات الإصابة مستقرة. وأضاف اللواء الغامدي إن الحريق بدأ في الدور الأول واقتصر على قسم العناية المركزة وقسم الولادة والحضانة، إلا أن الأدخنة تصاعدت للأدوار العليا مما تسبب في حالات الوفاة والإصابات. وأشار إلى أنه تم إخلاء المستشفى بالكامل، كما تم نقل المصابين للمستشفيات الأخرى لتلقي العلاج. من جانبه، أعرب وزير الصحة خالد الفالح عن تعازيه إلى أهالي المتوفين، مؤكداً أن الوزارة تبذل أقصى جهودها لتقديم العناية الطبية للمصابين. وأكد أن الوزارة تتعاون بكل ما يمكنها مع الجهات المختصة التي تقوم بالتحقيق في هذا الحادث لمعرفة الأسباب المؤدية له وتجنب تكراره.

وذكرت وزارة الصحة، في بيان، أنه فور وقوع الحريق أعلنت إدارة المستشفى حالة الطوارئ وتطبيق الخطط الموضوعة لإخلاء المرضى في مكان وقوع الحريق في الدور الأول الذي يحتوي أقسام الولادة والأطفال والعناية المركزة. وأضافت إنه تم إخلاء الأطفال الموجودين في الحاضنات من دون إصابات، كما تم إخلاء المرضى في قسم العناية المركزة ووقعت حالة وفاة واحدة فقط من بينهم، ولكن للأسف فإن الدخان الكثيف الناتج عن الحريق امتد إلى أدوار أعلى في المستشفى وتسبب في وقوع العديد من الوفيات والإصابات. وأشارت الوزارة إلى أنه فور وقوع الحادث، تم تطبيق الخطط الإسعافية للطوارئ، ووصلت للموقع 20 فرقة إسعافية من مستشفيات الوزارة الأخرى والدفاع المدني، كما وصل للمستشفى 20 فريقا طبيا من مستشفيات وزارة الصحة وغيرها. وتم تحويل المصابين إلى المستشفيات المجاورة ومستشفى الملك فهد ومستشفى الأمير محمد بن ناصر، كما توجهت فرقة من المختصين لجازان للتحقيق في ملابسات الحادث.

 

ثمانية قتلى في عواصف وزوابع

25/12/15/شيكاغو – أ ف ب – رويترز: قتل ثمانية أشخاص على الأقل وجرح عشرات، فيما فقد شخصان في عواصف وزوابع ضربت جزءاً كبيراً من شرق الولايات المتحدة. وتضررت مساكن عدة في هذه السلسلة من الزوابع المدمرة التي ضربت ولايات عدة أول من أمس. وذكرت الإدارة الوطنية للأرصاد الجوية، أمس، أنها لا تستبعد أي خطر، إذ أنها تتوقع حدوث أعاصير جديدة في تينيسي وألاباما وكنتاكي وميسيسيبي، حيث تضرب عواصف شديدة المنطقة، وأطلقت الإدارة عشرات الإنذارات. من جهتها، ذكرت شبكتا التلفزيون «إيه بي سي» و»أن بي سي نيوز»، أن أصغر الضحايا هو صبي في السابعة عثر عليه ميتاً في سيارة انقلبت بسبب العاصفة في ولاية ميسيسيبي، حيث أصيب نحو أربعين شخصاً بجروح. وأشارت «إيه بي سي» إلى أن نحو سبعين مليون شخص كانوا مهددين بمرور العواصف في المنطقة ليل أول من أمس، مضيفة إن حصيلة الضحايا يمكن أن ترتفع.

 

رئيسة أول جلسة لبرلمان مصر تهدد نواب حزب «النور» بالطرد وتصاعد الصراع داخل جماعة الإخوان

القاهرة – وكالات: أعلنت عضو مجلس النواب المصري آمنة نصير، التي من المقرر أن تترأس أول جلسة للبرلمان باعتبارها أكبر الأعضاء سناً، أنها لن تسمح لنواب حزب «النور» أو غيرهم بالمزايدة خلال أداء اليمين القانونية بالمجلس، وإضافة جملة «بما لا يخالف شرع الله»، أو أي جمل أخرى.

وقالت في تصريحات خاصة لموقع «العربية.نت» الإخباري، أمس، إن الجلسة الأولى الإجرائية للمجلس، التي سيتم أداء النواب للقسم واليمين فيها لابد أن تكون منضبطة، لأنها ستنقل صورة حية ومباشرة للعالم كله عن برلمان مصر، وبالتالي لن تسمح خلالها بأي تكلف أو عدم التزام أو خروج عن النص، رافضة ما تردد عن اعتزام نواب حزب «النور» إضافة جملة «بما لا يخالف شرع الله»، على أداء اليمين، تكراراً لما حدث منهم في برلمان العام 2012. وأضافت إن النائب الذي سيضيف أي جملة لم تكن واردة بنص القسم سيغلق الميكروفون عليه، وإذا تكرر الأمر سيغلق الميكرفون مرة أخرى، وستنظر في لائحة المجلس لبيان إمكانية طرده من المجلس، مشيرة إلى أن النائب الذي لا يلتزم بلائحة المجلس وقوانين الدولة فلا يحق له أن يتواجد بالبرلمان. من جهة ثانية، توالت الأحداث الساخنة واشتعل الصراع داخل جماعة «الإخوان» في مصر، حيث أطلق عدد كبير من قياداتها دعوة ومبادرة للإطاحة بالقيادات القديمة، وعلى رأسها القائم بعمل المرشد محمود عزت والأمين العام محمود حسين. وأصدر الجناح المناوئ لعزت وحسين بياناً، أول من أمس، ذكر فيه أنه في ظل ما صدر من قرارات أخيرة منسوبة للقائم بالأعمال محمود عزت «كان من الواجب أن نؤكد على بعض النقاط الهامة، وهي أن تشكيل مكتب المصريين بالخارج تم في إطار مؤسسي للقيام بأدوار مهمة من مهام العمل المناهض للنظام المصري الحالي، ولا يصح حله إلا بقرار مؤسسي، وليس بقرار فردي مهما علا قدر مصدره، وأياً كان موقعة»، مضيفاً إنه كان على مكتب الخارج إجراء الانتخابات لاستكمال تشكيله. وأشار إلى أن مكتب الإرشاد الحالي تنتهي ولايته بانتهاء مدته اللائحية، ويستحيل اجتماعه لتغييب غالبية أعضائه بالاعتقال، ولم يبق من أعضائه إلا ثلاثة فقط في الداخل، وهو ما لا يحقق نصاب الانعقاد المقررة بـ50 في المئة وواحد. من جانبه، قال عضو مكتب الإرشاد حلمي الجزار إنه تقدم بمبادرة جديدة هدفها حل الأزمة، وتركز على ثلاثة أمور، وهي الإسراع برأب الصدع، والتعجيل بتشكيل هيئات شورى لكل المستويات الإدارية بالجماعة، واعتماد رؤية ستراتيجية تتسق مع الثورة وتتماشى مع الصف الإخواني. من ناحية أخرى، قتل ضابط شرطة وأصيب عنصران جراء تفجير عبوة ناسفة في دورية أمنية، بمحافظة شمال سيناء شمال شرق البلاد.

 

المحكمة العليا الإيرانية صادقت على أحكام الإعدام بحق 27 سُنياً ووزراء إيرانيون على قائمة العقوبات الدولية يترشحون لانتخابات مجلس الخبراء

25/12/15/طهران – وكالات: قدم أربعة وزراء استخبارات إيرانيين، بينهم وزير الاستخبارات الحالي محمود علوي، بالإضافة إلى مساعد وزير الاستخبارات الأسبق، ترشيحاتهم لانتخابات مجلس خبراء القيادة الإيرانية المزمع إجراؤها في فبراير المقبل. وذكر تقرير لموقع «العربية» الالكتروني، أمس، أن من بين المرشحين أسماء موضوعة على قائمة العقوبات الدولية بسبب انتهاكات حقوق الإنسان أو تورطهم في عمليات إرهابية، كوزير الاستخبارات الأسبق (1989 -1997) علي فلاحیان، الذي تسلم أيضاً مناصب أمنية قيادية عدة، وهو مطلوب للشرطة الدولية «الإنتربول» لدوره في تفجير المركز اليهودي في بوينس أيريس بالأرجنتين العام 1994. كما أن فلاحيان مطلوب وفق مذكرة اعتقال دولية بتهمة التورط وإصدار أوامر بالقتل في حادثة اغتيال الزعيم الكردي الإيراني صادق شرفكندي ورفاقه في مطعم «ميكونوس» في برلين العام 1992 التي نفذها عناصر من الاستخبارات الإيرانية. وترشح أيضاً قربان علي درّي نجف أبادي، وزير الاستخبارات الأسبق، الموضوع على لائحة العقوبات الأوروبية منذ العام 2011 بسبب ضلوعه في انتهاكات في السجون وتعذيب معتقلين في سجن «كهريزك» في مدينة كرج بالقرب من طهران، عقب الانتفاضة الخضراء العام 2009. كما أنه متهم بالضلوع في ما عرفت بـ»الاغتيالات المسلسلة» ضد كتاب ومثقفين وصحافيين إيرانيين، إبان وجوده في منصب وزير الاستخبارات في بدايات التسعينات. ومن بين أبرز المرشحين، مصطفى بور محمدي، وزير العدل الحالي ومساعد قسم العمليات الخارجية في وزارة الاستخبارات سابقاً، الذي يعرف بـ «جزار سجن إيفين» بسبب تورطه في قتل وتعذيب آلاف السجناء السياسيين، ودوره وتاريخه الحافل في قمع واغتيال وتصفية المعارضين والنشطاء والصحافيين. وكان المرصد الإيراني لحقوق الإنسان نشر تقريراً تحت عنوان «وزراء الموت» في العام 1988 ذكر فيه بالتفصيل دور مصطفى بور محمدي في الإعدامات التي طالت آلاف السياسيين في الثمانينات.

وبحسب التقرير، فإن بور محمدي كان عضواً رئيسياً في الهيئة المشرفة على استنطاق السياسيين ومن ثم صدور أحكام الإعدام بحق الآلاف منهم بين العامين 1988 و1999. وتتهم المنظمات الحقوقية بور محمدي بتنفيذ اغتيالات طالت عشرات من قيادات الأحزاب والمعارضة خارج إيران بين العامين 1988 و1998، عندما كان مسؤول القسم التنفيذي للمخابرات الخارجية، وكل الاغتيالات كانت تتم بتنسيق كامل معه. كما قدم محمد محمدي ري شهري، وزير الاستخبارات الأسبق المدعي العام الأسبق ولرئيس السابق لمحاكم الشرع والثورة ترشيحه لانتخابات مجلس الخبراء، وهو متهم بإصدار أحكام الإعدام ضد قادة وكوادر الأحزاب السياسية المعارضة عقب انتصار الثورة وكذلك كبار ضباط ومنتسبي جيش الشاه. وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني طالب وزارة الاستخبارات بـ»الوقوف على الحياد» تجاه المرشحين لمجلس خبراء القيادة الذي يضم 86 عضواً يتم انتخابهم عن طريق اقتراع شعبي مباشر لدورة واحدة مدتها 8 سنوات، وجميع أعضائه من رجال الدين وهم مكلفون بتعيين المرشد الأعلى والإشراف على عمله.من جهة أخرى، صادقت المحكمة العليا في طهران على قرار أحكام الإعدام الصادرة بحق 27 مسلماً، ينتمون للمذهب السُنّي في البلاد. وذكرت وكالة ناشطي حقوق الإنسان الإيرانية أن المحكمة صادقت على أحكام الإعدام الصادرة بحق المدانين، الذين اعتقلتهم وزارة الاستخبارات الإيرانية، ما بين العامين 2009 و2011، وحُكم عليهم بالإعدام بتهم «المشاركة في أعمال مسلحة والدعاية ضد النظام» و»العضوية في مجموعات سلفية» و»الفساد في الأرض» و»محاربة الله والرسول». وأوضحت الوكالة أن قرار المحكمة العليا يعد قطعياً في إيران، مشيرة أن المحكومين يقبعون في سجن «رجائي شهر»، بمدينة كرج الواقعة غرب العاصمة طهران.

 

زيادة قياسية في عدد المهاجرين من يهود فرنسا إلى إسرائيل

25/12/15/القدس – رويترز: أعلن مسؤولو الهجرة في اسرائيل، أمس، أن عددا قياسيا من يهود فرنسا هاجر إلى اسرائيل هذا العام، معللين ذلك بأعمال عنف يذكيها العداء ضد السامية ومشكلات اقتصادية في البلد الأوروبي. وذكرت الوكالة اليهودية، وهي منظمة اسرائيلية شبه حكومية تشجع هجرة اليهود، أن نحو 7900 فرنسي يهودي انتقلوا الى اسرائيل في العام 2015 بزيادة عشرة في المئة عن العام السابق، وذلك بعد أن توقع مدير الوكالة ناتان شارانسكي، هجرة نحو عشرة الاف يهودي فرنسي الى اسرائيل هذا العام بعد الهجوم على متجر الأطعمة اليهودية الذي أعقب اطلاق النار على صحيفة «شارلي ابدو» في يناير الماضي. وقال المتحدث باسم الوكالة ايغال بالمور «لكل أسبابه، ومن بين ذلك الازمة الاقتصادية والأمن الشخصي والهجمات الارهابية وفي بعض الأماكن والأوقات يكون المزاج العام المناهض لليهود».وذكر بالمور أن هجرة اليهود عموما الى اسرائيل بلغت هذا العام أعلى مستوى مع وصول نحو 30 ألف يهودي، مشيراً الى هجرة أعداد كبيرة من روسيا التي تعاني مشكلات اقتصادية ومن أوكرانيا التي مزقتها الحرب الاهلية. ويعيش في فرنسا أكبر جالية يهودية أوروبية، وهي جالية شهدت نموا بمقدار النصف تقريبا منذ الحرب العالمية الثانية الى نحو 550 ألف نسمة. وثار قلق اليهود في فرنسا بسبب زيادة التهديدات الامنية وهجمات شنها متشددون اسلاميون.

 

واشنطن فشلت في ترتيب «انقلاب» على الأسد

الحياة/24 كانون الأول/15

كشف تقرير أميركي أمس أن إدارة الرئيس باراك أوباما أجرت خلال سنوات الأزمة السورية اتصالات سرية مع ضباط علويين من أجل استغلال «تصدعات» في تركيبة النظام وترتيب انقلاب عسكري على نظام الرئيس بشار الأسد، لكن جهودها باءت بالفشل بعدما أثبت النظام تماسكه. وجاءت هذه المعلومات في وقت أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن دمشق «مستعدة للمشاركة» في المحادثات حول سورية المفترض أن ترعاها الأمم المتحدة في جنيف الشهر المقبل، متمنياً أن تساعد في تشكيل «حكومة وحدة وطنية». ويشير موقفه هذا إلى اختلاف جوهري في النظرة إلى مفاوضات جنيف، إذ تعتبر المعارضة السورية أنها تشارك فيها من أجل تشكيل هيئة حكم انتقالي. وبدأت أمس إجراءات نقل دفعة من جرحى تنظيم «داعش» من جنوب دمشق في إطار اتفاق مع الحكومة السورية والمعارضة، يقضي بنقل مسلحين وعائلات من الحجر الأسود إلى مناطق أخرى خاضعة لسيطرة التنظيم في حمص أو الرقة. وعلى الصعيد الميداني، حققت «قوات سورية الديموقراطية» تقدماً في ريف كوباني (عين العرب) غداة إعلانها معركة لتحرير المنطقة من «داعش». وأكدت معلومات متطابقة أن هذه القوات تحقق تقدماً شرق نهر الفرات وتتجه نحو سد تشرين. وكشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» أمس أن إدارة أوباما أقامت اتصالات سرية مع عناصر في النظام السوري على مدى سنوات في إطار جهد فاشل للحد من مستوى العنف في البلاد وإقناع الأسد بالتخلي عن السلطة، ناسبة معلوماتها هذه إلى مسؤولين وديبلوماسيين أميركيين وعرب. وأوضحت أن الولايات المتحدة حاولت منذ البدء البحث عن «تصدعات» داخل النظام لاستغلالها بهدف التشجيع على انقلاب عسكري، لكنها لم تجد ما يمكنها استغلاله. واعتبرت أن هذه الجهود تعكس كيف عانت إدارة أوباما للفهم والتعاطي مع «ديكتاتورية» نظام أسرة الأسد التي حكمت سورية على مدى 45 سنة. وأشارت الصحيفة إلى أن الاتصالات السرية مع سورية بقيت محدودة ولم تتمكن من الإنطلاق بقوة على عكس القناة الخلفية التي فتحها البيت الأبيض مع إيران. ونقلت عن مسؤولين أميركيين أن الاتصالات التي جرت مع السوريين كانت تتعلق بمواضيع محددة، وأنها تمت أحياناً من خلال اتصال مباشر بين مسؤولين من البلدين وأحياناً أخرى عبر وسطاء مثل الروس والإيرانيين حلفاء الأسد، لافتة إلى أن الرئيس السوري حاول في أوقات مختلفة التواصل مع الإدارة الأميركية لإقناعها بأن على الولايات المتحدة توحيد قواها معه لمحاربة الإرهاب.

وكتبت الصحيفة أنه في بدايات قمع النظام للمحتجين عام 2011 وبدء انشقاق الجنود عن الجيش حدد مسؤولو الاستخبارات الأميركية ضباطاً من الطائفة العلوية يمكن أن يقودوا إلى «تغيير النظام». ونسبت إلى مسؤول رفيع سابق في الإدارة: «سياسة البيت الأبيض في 2011 كانت أن نصل إلى نقطة الانتقال في سورية من خلال ايجاد تصدعات وتقديم حوافز لأشخاص للتخلي عن الأسد». وأضافت أن النظام بقي متماسكاً وواصل عملية قمع معارضيه. وأعلن الرئيس أوباما في آب (أغسطس) 2011 موقفه الشهير الذي دعا فيه الأسد إلى التنحي، وهو موقف لم تحد عنه الإدارة في كل اتصالاتها منذ ذلك التاريخ، حتى تخلت عنه علانية بعد الاتصالات مع روسيا. ونسبت الصحيفة إلى مسؤول أميركي قوله إن إحدى الرسائل التي بعثت بها الإدارة إلى دمشق قالت إنه إذا أراد النظام أن يوجد ظروفاً ملائمة من أجل اتفاقات لوقف النار، كما يقول، فإن عليه البدء بـ «وقف البراميل المتفجرة». وأشار هذا المسؤول إلى أن الاتصالات مع الجانب السوري كانت في شأن «مواضيع محددة... لم تكن كما حصل مع كوبا والصين حيث اعتقدنا انه يمكن من خلال مفاوضات ثنائية سرية أن نحلّ القضية». وأوضحت «وول ستريت جورنال» أنه في صيف 2012 كانت سياسة البيت الأبيض فشلت في خصوص «تغيير النظام» في دمشق، وانتقلت الإدارة إلى تقديم الدعم لفصائل المعارضة، لكن ذلك تم ببطء. ونقلت عن مسؤول أميركي سابق إن ذلك الدعم لم يؤت ثماره لأن روسيا وإيران ضاعفتا دعمهما نظام الأسد. وزادت أن الإدارة بعثت، عبر مسؤولين روس وإيرانيين، بتحذير إلى الأسد صيف 2012 من مغبة استخدام السلاح الكيماوي على نطاق واسع، وأن هذا التحذير وُجّه مباشرة أيضاً في اتصال أجراه نائب وزير الخارجية الأميركي وليام بيرنز (تقاعد حالياً) مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم. لكن الصحيفة لفتت إلى أن «الخط الأحمر» الذي رسمته إدارة أوباما في هذا الشأن تخطاه النظام في الهجوم الكيماوي في الغوطة في آب (أغسطس) 2013، ولكن البيت الأبيض بعدما هدد بضربة عسكرية عاد وعقد صفقة مع الروس لضمان تخلي النظام عن مخزونه من السلاح الكيماوي. وكتبت الصحيفة أن رسائل الإدارة إلى دمشق في العاميين التاليين تركزت على طرق «احتواء النزاع»، مشيرة إلى أن الإدارة أرادت ابقاء خط الاتصالات مفتوحاً لمتابعة قضية خمسة أميركيين مفقودين أو معتقلين في سورية. وأوضحت أن مساعدة وزير الخارجية الأميركي آن باترسون اتصلت مرتين على الأقل بنائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد من أجل مناقشة مصيرهم. ولفتت الصحيفة إلى أن إدارة أوباما ركّزت رسائلها في الفترة الأخيرة على الإطار الديبلوماسي بهدف جلب الحكومة السورية إلى طاولة المفاوضات، مشيرة إلى اتصالات يقوم بها على وجه الخصوص رجل الأعمال خالد أحمد القريب من الأسد والذي تولى في السنوات الأخيرة مهمة محاورة المسؤولين الغربيين وبينهم ديبلوماسيون أميركيون. وتابعت أن أحمد رتّب في الربيع الماضي زيارة ستيف سايمون المسؤول الرفيع السابق في البيت الأبيض إلى دمشق حيث قابل الأسد.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

ماذا ينتظر نصرالله ليقول كلمته في الرئاسة: إنسحاب عون أم إشارة من إيران؟

اميل خوري/النهار/25 كانون الأول 2015

لا يزال النائب سليمان فرنجيه ينتظر كلمة السيد حسن نصرالله في موضوع ترشّحه للرئاسة، ونصرالله ينتظر ساعة اقتناع العماد ميشال عون بسحب ترشيحه. لذلك، فإنه يكتفي بتكرار القول لفرنجيه كلما اتصل به: "طوّل بالك... واعطني وقتاً". ولا أحد يعرف مدة هذا الوقت، وهل لتحديد هذه المدة علاقة بالتطوّرات في اليمن أو في سوريا، علماً أن الوقت لا يعمل لمصلحة لبنان المُنهك سياسياً وأمنياً واقتصادياً. لقد تضاربت المعلومات حول الأسباب التي دعت إلى ترشيح فرنجيه المفاجئ للرئاسة وكثرت التساؤلات والتكهنات خصوصاً في قوى 14 آذار التي لديها مرشح هو الدكتور سمير جعجع، واهتمت لمعرفة الحقيقة. وفي المعلومات أن دولاً شقيقة وصديقة للبنان رأت أن لا انتخاب لرئيس الجمهورية ما دام "حزب الله" و"تكتل التغيير والاصلاح" يمسكان بورقة تعطيل جلسات الانتخاب، ولن يتخليا عنها إلا إذا وافقت قوى 14 آذار على انتخاب عون رئيساً للجمهورية وإلاّ استمر الشغور الرئاسي إلى أجل غير معروف، حتى لو أصيبت مؤسسات الدولة بشلل قاتل، أو تعرّضت الجمهورية اللبنانية ذاتها لخطر السقوط فيتحوّل الاهتمام عندئذ نحو انقاذها ويتراجع الاهتمام بانتخاب رئيس. وعند البحث في احتمال أن يواجه لبنان هذا الوضع الخطير طرح اسم النائب سليمان فرنجيه الذي في حال تم التوافق على انتخابه رئيساً للجمهورية، فإن نصاب الجلسة لانتخابه يكتمل. لكن تقرّر قبل السير باسم فرنجيه كمرشّح الحصول أولاً على موافقة السيد نصرالله. عندها تحرّك فرنجيه في اتجاهه ليحصل على موافقته وظل على تنسيق كامل معه في كل اتصالاته وخطواته. فهل يكون نصرالله أعطى موافقته المبدئية لفرنجيه ظناً منه أن الرفض سيأتي من الرئيس سعد الحريري فيصبح هو المسؤول وليس "حزب الله" عن تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية؟ لكن الرئيس الحريري المطّلع من الدول الشقيقة والصديقة على خطورة استمرار الشغور الرئاسي على لبنان فاجأ السيد نصرالله بموافقته على ترشيح فرنجيه للرئاسة، وهو ما جعل نصرالله في موقف حرج في الاختيار بين مرشحين هما: عون وفرنجيه، وعندما تمّ تسريب المعلومات عن ترشّح فرنجيه، وقد يكون ذلك متعمّداً، أخذت ردود الفعل السلبية تتوالى من 8 و14 آذار ضد هذا الترشّح بحيث بات من الصعب على الرئيس الحريري وعلى السيد نصرالله شرح أسباب هذا الترشّح لحلفائهما وخلق الأجواء التي تجعل الاتفاق على أن يكون فرنجيه مرشّح تسوية أو مرشّح منتصف الطريق من دون أن تتعرّض قوى 8 و14 آذار للتفكّك وخلط الأوراق كما أوشك أن يحصل، بل الإبقاء على تماسكهما وتضامنهما بعد معالجة مواقف المتشدّدين داخل هذين التكتّلين.

والسؤال المهم المطروح الآتي هو: متى يتمّ الاتفاق على اعلان النائب فرنجيه مرشّحاً رسمياً للرئاسة؟ وإلى متى يظل العماد عون مصراً على التمسّك بترشيحه والسيد نصرالله محرجاً في الاختيار بين عون وفرنجيه ما يجعله يكرّر القول لفرنجيه كلما اتصل به: "طوّل بالك... واعطني وقتاً".

وفي الانتظار، يجري العمل لمعرفة الوقت الذي يحتاج إليه السيد نصرالله ليقول كلمته في ترشيح فرنجيه، لأن الوقت كلما طال ازدادت العقبات والصعوبات وقد تتغيّر المعطيات بحيث تفرض البحث عن مرشّح ثالث مستقل لا يحرج اختياره أحداً، فيكون طول الوقت قد عمل لغير مصلحة فرنجيه وحتى لغير مصلحة لبنان إذا ظل السيد نصرالله يستعين بالوقت ليقول كلمته التي يستطيع بها إخراج لبنان من أزمة الانتخابات الرئاسية وذلك بتسمية المرشّح المقبول من الداخل والخارج، ولا سيما من ايران. كما أن في استطاعة عون وجعجع إذا ما اتفقا على موقف واحد إخراج لبنان من هذه الأزمة وذلك بتسمية مرشّح من بين المرشّحين المعلنين وغير المعلنين تنفيذاً للبند الوارد في ورقة "اعلان النيات"، ونصّه: "انتخاب رئيس للجمهورية قوي ومقبول في بيئته وقادر على طمأنة المكوّنات الأخرى والإيفاء بقسمه وبالتزامات الرئاسة بما يؤمّن الشراكة الفعلية الميثاقية والمصلحة الوطنية العليا". على القوى السياسية الأساسية في البلاد إذاً، ولا سيما "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، العمل على إخراج لبنان من أزمته الرئاسية، إذ كلما مرّ يوم عليها أصيب الوطن والمواطن بأضرار كبيرة وكثيرة، وإلاّ تحمّلوا المسؤولية قبل غيرهما. فهل يجمع عيد مار مارون في شباط المقبل جميع القادة في لبنان وفي ظل رئيس جديد للجمهورية كي يبقى لمار مارون عيد؟! أو يخلق التقاء عيدي المولد النبوي وميلاد السيد المسيح عيداً كبيراً بانتخاب رئيس؟

 

علامَ ينطوي تحذير نصر الله للمصارف والدولة؟ التضييق الأميركي على الحزب يتزامن مع تطبيق النووي

سابين عويس/النهار/25 كانون الأول 2015

للمرة الأولى رد "حزب الله" بكلام مباشر لأمينه العام السيد حسن نصر الله على ما طاول الحزب من عقوبات أميركية جديدة. المفارقة أن الكلام المباشر لم يكن في اتجاه من صدرت عنهم هذه العقوبات، بل في اتجاه المصارف اللبنانية والدولة، إذ انطوى على تحذير واضح بضرورة عدم "الانصياع إلى الارادة الاميركية".

أثار هذا الكلام لغطاً ليس لتوقيته الذي ارتبط بصدور قانون العقوبات الاميركية، بل لمضامينه التي تناولت للمرة الأولى المصارف اللبنانية. ترك كلام نصر الله علامات استفهام في الوسطين السياسي والمصرفي للمغزى او الرسائل التي حملها وما تنطوي عليه، ولتبيان ما إذا كانت تحمل تهديدا أو إنزعاجا أو قلقاً لدى الحزب من وجود مناخ أميركي ودولي للتضييق عليه، خصوصاً أن القرار الاميركي تزامن مع اقتراب موعد بدء رفع العقوبات المالية عن إيران المقرر في كانون الثاني من السنة المقبلة، وذلك في إطار تطبيق الاتفاق النووي. في القراءة الأولية للقانون الذي حمل توقيع الرئيس الاميركي ومطالبة الكونغرس له بشقيه الجمهوري والديموقراطي بالمتابعة وتقديم تقرير لتقدم العمل فيه، أنه يعكس حرصاً أميركيا على الاستقرار المالي والاقتصادي في لبنان من جهة، والتزاماً أميركيا لضبط كل العمليات المالية لـ"حزب الله" في إطار مكافحة تمويل الارهاب. كذلك يحمل القانون رسالة واضحة وحازمة للقطاع المصرفي اللبناني بعدم التراخي في المراقبة الذاتية التي يقوم بها وفي تطبيقه للمعايير والقوانين الدولية لمكافحة تمويل الارهاب وغسيل الاموال، خصوصا أن ثمة بعض المصارف المحدودة عدداً لا تزال موضوعة تحت المجهر الاميركي لمنع أي عمليات تفلت من الرقابة الدولية.

في قراءة مصادر مالية مطلعة، أن الامين العام لـ"حزب الله"، أفسح في المجال واسعا في كلمته الاخيرة للموضوع المالي، حرصا منه على توجيه أكثر من رسالة:

- اولاها تتعلق برفع الشبهات عن المصارف اللبنانية وتخفيف الضغط الاميركي عنها من خلال تأكيده أن لا أموال أو ودائع للحزب لديها.

- لكن نصر الله بتعمده لغة فوقية في توجهه الى المصارف أو الدولة، سعى إلى عدم إعطاء براءة ذمة لكليهما خصوصا أن في المفهوم الاقتصادي والمالي للحزب، تحمل السياسة النقدية والمالية مسؤولية عن مآل الوضع الاقتصادي والمالي. كما يرفض نصر الله في كلامه الاعتراف بأي دور لهذه المصارف بأنها الرافعة للإقتصاد وللدولة وصمام أمان للوضع المالي بسبب الكلفة الباهظة المترتبة عن الدور الذي تضطلع به هذه المصارف كممول أساسي لدين الدولة.

- إن مطالبة نصر الله الدولة والحكومة بـ"تحمل مسؤولياتهما في حماية المواطنين وتجارها وشركاتها"، يرمي إلى حماية هؤلاء من القيود المتشددة التي تفرض عليهم جراء الاستهداف المباشر للحزب الذي يطاول شرائح كبيرة من المؤسسات والافراد.

- يدرك الحزب أنه لن تكون بعد القانون الاميركي الاخير أي مسايرة أو مهادنة أو قدرة على التفلت، تسمح له بالتراخي او التهاون. وهذا يؤكد شعوره بأن مرحلة من التضييق بدأت تشق طريقها بالتزامن مع انفتاح أميركي على إيران، مما يعني أن ثمة فصلاً أو عزلاً للحزب عن امتداده الايراني يجري العمل عليه راهنا بعد أشهر طويلة تراجع فيها الاهتمام الاميركي به على حساب تقدم أولوية التنظيم الإسلامي "داعش".

وايا تكن القراءات الاولية للكلام الاول من نوعه لنصر الله في هذا المضمار، تبقى للقابل من الأيام بلورة ما سيرتبه على الساحة الداخلية عموما وعلى المشهد المصرفي والحكومي في شكل خاص.

 

اللاءات الثلاث وحكاياتها!

الياس الديري/النهار/25 كانون الأول 2015

على أثر هزيمة حزيران 1967، أو ما سمِّي في حينه "النكسة"، دعت الجامعة العربيَّة الى قمَّة طارئة انعقدت في العاصمة السودانية الخرطوم. وبعد مصالحات ومصافحات على مستوى الرؤساء والملوك اتخذ القادة العرب في تلك "القمة التاريخيَّة"، وفق ما قيل فيها وعنها، قرار اللاءات الثلاث التي وردت في البيان الختامي على النحو الآتي: لا سلام مع إسرائيل، لا اعتراف باسرائيل، لا مفاوضات مع إسرائيل. وللذكرى والتاريخ نسجِّل هنا أن "القمة التاريخيَّة" قرَّرت أيضاً "إنهاء المقاطعة" العربيَّة لدول الغرب بصورة خاصة وعامة... تلك المقاطعة التي لا تزال بقايا ذيولها تتفاعل حتى الساعة على صعيد بلدان عربيَّة عدة، فضلاً عن الهبوط المتمادي لسعر النفط بكل أنواعه وأسمائه. موضوعنا الأساسي لا علاقة له بكل هذه الديباجة التي شئنا أن نستند إليها من زاوية في منتهى البساطة وهي باختصار اللاءات الثلاث، التي سنعتمدها في كلامنا عن الفراغ الرئاسي طولاً وعَرضاً. ثمة لاءات ثلاث أخرى تُقال في بعض الأشخاص، في بعض الناس، من سياسيّين وقياديين وما الى ذلك، الذين يتعمَّدون تعطيل بعض القرارات، أو المساعي، أو المحاولات التي تتوخى بدورها مصلحة البلد وأهله. وليس من الضروري تكرارها بحرفيّتها، باعتبار أن الجميع يحفظونها عن ظهر قلب... وخصوصاً إذا كان الحديث يدور حول الاستحقاق الرئاسي، والتعطيل والشلل واليأس وخراب البيوت. مثلاً: فلان الفلاني لا بيعمل كذا، ولا مَذَا، ولا بيحيّد من درب القادرين على الكذَا والمذَا معاً. البلد في هذه الفترة، وخلال الفترات السابقة، يواجه حالة قريبة بلاءاتها من اللاءات الثلاث الواردة في الحالتين السابقتين. فثمة شخوص يصرون على "التسلّح" بـ"لا" النافية ولا الناهية ولا الرافضة، بالنسبة الى مبادرات في صدد انتخاب رئيس للجمهوريَّة بعد صبر وانتظار سيذهبان مثلاً في كتب التاريخ والجغرافيا والشعوب: لا للمبادرات، لا للمحاولات بكل عناوينها، لا أحد سوى شخصي... وما لم يعد في حاجة الى مزيد من شرح يطول. ذهبنا الى نصف قرن من التطورات والأحداث لنستعير من حدث لاءاته الثلاث، كونها تنطبق على الوضع اللبناني الأكثر من سيّئ. ولكي تكون لنا في فترة الأعياد عبرة، فلعلّ وعسى. لم نخض، كالعادة، في حيثيات الفراغ الرئاسي تجنّباً لمزيد من الضجر، وابتعاداً عن ينابيع اليأس المتفجّرة بغزارة.

 

بحثاً عن الحقيقة وردّا على كلام الواعظين

كرم سكافي/المدن/24 ديسمبر، 2015

مقتل شخص واحد في معركة بثياب مرقطة عسكرية وبيده بندقية على أرض غير أرضه أمر جليل يستدعي ردّا عظيما! أما إرسال العشرات من الأبرياء يومياً إلى الموت في وطنهم فتلك مسألة رياضية بحته تخضع لفرع الإحصاء ولفلسفة الأعداد والارقام الحسابية وكأنّ بدخولهم الحرب السورية يريدون أن يمحوا آخر ما علق في الاذهان عن المقاومة، لقد أمسى هؤلاء ذئاباً منجرفة إلى حيث دم الناس على الناس مباح، والبغي عرض من نوع دراما الخوارق تدور أحداثه بين الطوائف، تراهم وقد حرفوا القبلة الجهادية، وشرعوا الحرب في سبيل صراع لا ينتمي إلى العهد ولا يرتقي بالشرع إلى فرض العين، وخاضوها بالمؤلفة قلوبهم، إنتهكوا الحرمات حداً بات معه التمييز بينهم (أي بين المتناحرين ) بالدرجة لا بالنوع، فجميعهم ينشدون الشهادة فرحاً على قتلى يحسبونهم عند الله شهداء. يروى أنه في أحد المتاجر العالمية الكبرى، و جرياً على عادته عند نهاية كل عام، قام بإجراء تخفيضات على المبيعات، إحتشد أمام بابه عدد من اللاهثين مفترشين الأرض لإغتنام فرصة إمتلاك ما ينقصهم أو لربما ما يفيض عن حاجاتها لكون الحصول على المعروض نادر الحدوث أو لربما غير متوفرعلى المدى المنظور، فكان ان تدافعت الجموع لحظة موعد الدخول، فوقعت على إحدى أبوابه إمرأة حامل عجزت عن القيام، فتدخل أحد رجال الامن لدفع الناس عنها والحؤول دون دهسها، فنجت هي ومات المندفع دون خبرة أو تدريب نتيجة لتدخله، وللمفارقة لم تغلق المؤسسة أبوابها ولو ليوم واحد أو حتى لبضع ساعات، ذلك أنه الموعد المنتظر والفرصة من قبل الجميع لجني المكاسب والأرباح. الكل ينحني أمام عظيم الموت ورهبته، والعاقل بطبعه يحترم حرية المعتقد، هو يدرك أن لكل إنسان الحق في إختيار طريقه أو لربما (كما هو ثابت) أن يختار نهايته، لكن وبالمقابل للعقول أيضاً ما تراكمها، فهي لا تقبل أن تجتاز بفوقية حدودها وأن تتجاوز ببساطة حقوقها أو أن تفرض عليها خيارات هي ليست بوارد إعتناقها لانها بالاصل ليست من طباعها. مبالغ فيها حياة الثائر سمير القنطار، وقد تكون لكثرة فصولها حمالة أوجه، يخشى عليها منها ومن أن تلتصق بسيرته صفات عن كونه مخلوق خلق للغزو والقتال، وعن انه مفارق للموحدين وتاريخهم المشرف في نصرة المظلومين، ومنهم الفرسان الأشاوس بقيادة القائد العظيم وبطل الجهاد والمجاهدين سلطان باشا الأطرش أحد آباء الثورات الحقيقيين. عملية إغتيال القنطار يمكن قراءتها على انها علامة من علامات إقتراب ساعة التسوية التي لا بد لقيادة حزب الله ان تقرأها جيداً، ذلك أن وجوده في الداخل السوري بالنسبة لكثيرين ومن يتكلن منهم اللغة العربية والإنكليزية والتركية والعبرية وإلى حد ما بالروسية غير مرحب فيه، وعليه البحث مع القادة الإيرانيين عن مخرج يحول دون خروجهما خالي الوفاض ذلك انه ترسخ لدى الجميع أن إيران بمقلديها تريد أن تتسيّد على جغرافيا متنازع عليها معهم يسعى كل واحد منهم للتخلص من الآخر. سمير قنطار عذراً منك و معذرة، فصورتك وأنت تولد حراً بعد خمس مؤبدات إسرائيلية ستبقى أحب إلى كثيرين من لحظة مفارقتك للحياة الدنيا في جرمانا السورية وأحب من أيام التهنئة الأربعة (بالعزالأبدي)، لأنها ستنتهي بالفطرة عند أغلبهم بعد ذكرى أسبوعك لترسو دون حراك مع قائمة الأسماء المحفورة على مسلّة الحزب الالهي سيبقى نضالك العربي وأنت موحداً راسخاً في عقول الأجيال من دون إذنك، وسيبقى صبرك وراء القضبان مدرسة للأحرار وتعلمك في الأسر عبرة للأخيار، ستبقى عند كثيرين ثائر ضد الظلم وليس كما يحلو للبعض تصويرك مكللاً بعلم جمهورية تسقط سلطة لتقوم محلها وتتسيد.

 

المستقبل لجعجع: لماذا لا يتبنى عون ترشيحك؟

منير الربيع/المدن/الخميس 24/12/2015

بناء على المعطيات المشهودة حول تعاطي السياسيين اللبنانيين وخصوصاً المسيحيين، مع مبادرة ترشيح رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، يتأكد أن لا وجود للسياسة في لبنان، أو من يجيدها، لا سيما بعد حال التضعضع الذي أحدثته المبادرة في صفوف الحلفاء. يحرص المسيحيون على الموقع الأول في الدولة، لكنهم يتقاذفون الإتهامات محمّلين بعضهم مسؤولية استمرار الشغور، وعند بروز أي مبادرة، يتبارزون على إسقاطها، من دون تقديم أي حلّ بديل. من حق أي طرف سياسي أن يسقط أو يسعى لإسقاط أي تسوية لا تلائمه، لكنّ على خطوته هذه أن تكون مقرونة بخطّة بديلة، وهذا ما يفتقده الساسة المسيحيون. وقع خبر ترشيح الرئيس سعد الحريري لفرنجية على القيادات المسيحية إلى الرئاسة كالصاعقة. اجتمعوا على إسقاط التسوية المفترضة، ولكن من دون إيجاد أي حلّ بديل، وحتى في أسلوب إسقاط المبادرة كانت الطفولية السياسية هي الطاغية. لكن هذه الطفولية ليست حكراً على المسيحيين بل تمتد الى الأطراف الأخرى، وأصحاب هذه المبادرة، إن لجهة طريقة إبرامها أو الدخول في مفاوضات حولها، أو حتى في طريقة تسويقها عبر التهديد بالويل والثبور وعظائم الأمور. تكتّل الأقطاب المسيحيون الثلاثة ضدّ المرشّح الرابع. كثفوا من لقاءاتهم واجتماعاتهم لقطع طريق فرنجية إلى بعبدا، ولكن من دون تقديم أي خطّة بديلة. بعدما أظهر الحريري جدّيته في مبادرته وتمسّكه بها، سارع جعجع إلى التلويح بترشيح عون. مجّرد التلويح يعني أن جعجع الذي انتقد الحريري على مبادرته وطريقة وصوله إليها لا يختلف عنه، ليعيش عون في مرحلة آمال جديدة. وتؤكد مصادر القوات لـ"المدن" أنه من المستبعد لدى جعجع تبنّي ترشيح عون، لانه يخسر مصداقيته التي يعتبرها رأس ماله السياسي، وتشير المصادر الى أنه في حال أصر الحريري على مبادرته وسار بها رغماً عنهم فهم يمتلكون أوراق الردّ من دون الإفصاح عنها. في "المستقبل"، وبعد الضغط عليه من بيئته ونوابه وحلفائه، تحسس الحريري بعضاً من الحرج في كيفية إخراج التسوية، فاضطّر إلى تقديم المسوغات لرافضي المبادرة، تارة عبر التلويح بالذهاب إلى الخراب والمجهول في حال عدم نجاح المبادرة، وطوراً عبر الترغيب. وعلمت "المدن" أنه في سياق الردّ على الأصوات "القواتية" التي قالت إن مبادرة الحريري عزّزت من حظوظ عون أكثر من أي وقت مضى، فإن الحريري يعتبر أن الأمر مغاير، أولاً في حال فشل التسوية يعني الخروج من دائرة المرشحين الأربعة والذهاب إلى رئيس توافقي، وثانياً لماذا لا يعتبر جعجع أن المبادرة قد تعزز حظوظه هو، ولماذا الإستعجال في إعلان تبني ترشيح عون. وتقول وجهة نظرة "المستقبل" هذه، التي نقلت إلى جعجع، إن "عون يلتزم الصمت منذ إطلاق المبادرة، وبالتأكيد هو يرفضها بشكل قاطع غير قابل للبحث، وبما أن آماله في الرئاسة تتضاءل، لماذا لا يقلب الطاولة على الجميع، ويذهب هو إلى تبنّي ترشيح جعجع؟ لا سيما أنه بذلك يكون قد ردّ على فرنجية الذي خانه، وعلى "حزب الله" الذي تعاطى معه كالزوج المخدوع، وسمح لفرنجية بالدخول في مفاوضات مع المستقبل قبل أشهر من دون إخطاره بالأمر، كما أنه يردّ لحزب الله كل النكسات التي أصابه بها، في مقابل حصوله على تعهد من جعجع، بضمان مستقبل تياره، وتطبيق بنود إعلان النوايا". لا قيمة سياسية طبعاً لهذا الكلام، فـ"الجنرال صخر تتكسر على اعتابه كل المبادرات"، وهو لا يرى غير نفسه في بعبدا والا من الأفضل أن يبقى القصر فارغاً. وهنا تكمن المشكلة الأكبر، إذ أن عون يرفض البحث بأي مرشح غيره، وهو مستمرّ بترشيحه حتى قيام الساعة لحشر الجميع. وعليه فإن ثابتة واحدة تفرضها المبادرة، وهي عدم الجديّة السياسية سواء في طريقة طرحها او في رفضها ومعارضتها، بغض النظر عن الأهداف والمضامين.

 

المصارف تستفتي حجم حزب الله

نديم قطيش/المدن/ الخميس 24/12/2015

يواجه حزب الله اليوم أقسى إصطدام بينه وبين النظام اللبناني. فالمصارف اللبنانية لا تحتمل الا الالتزام بموجبات قرار الخزانة الاميركية الذي يحظر على أي مصرف في العالم التعامل مع المؤسسات والأشخاص المرتبطين بحزب الله، تحت طائلة إخراج المخالفين من المنظومة المالية الدولية. المصارف، الى جانب الجيش، هي عملياً الركيزة الاقوى في النظام، والتي نتج عن تحالفها العميق في السابق متغيرات سياسية كبيرة آخرها تغطية “إنقلاب” حكومة حزب الله برئاسة نجيب ميقاتي. غير أن قدرة حزب الله على تطويع النظام، والجيش جزئياً، وقدرة المصارف على مجاراته وصلت الى حدودها القصوى، مع صدور قرار الخزانة الاميركية وإقراره في الكونغرس ودخوله عملياً حيز التنفيذ الملزم بصرامة لا مجال فيها للكثير من التوريات والالتفافات. لا يبالغ حزب الله حين يعتبر في غرفه المغلقة أن هذا القرار أخطر من حرب تموز 2006 عليه. يومها استطاع بالكثير من الليونة الاضطرارية تحت وطأة هول الحرب، وبإستغلال الكثير من “عروبة ووطنية” الرئيس فؤاد السنيورة الصادقة (والمؤذية) أن يوقف الحرب، ويخرج بقرار تحت الفصل السادس. وما لبث أن استأنف إنقلابه على النظام من خلال ما يعرف القارئ ويذكر. اليوم لا مجال لهذه المناورات. و”عروبة ووطنية” المصارف ليست مما يمكن استغلاله والضغط به معنوياً ورمزياً على هذا الجهاز الكبير الذي يبلغ حجمه ثلاثة اضعاف الاقتصاد اللبناني. الاثار الموضوعية لهذا القرار ولهذه الحلقة الجديدة من المواجهة الدولية مع حزب الله، تتجاوز التأثير على التعاملات المصرفية لحزب الله. فهو ككل المنظمات الشبيهة، أكانت ميليشيات او عصابات جريمة منظمة، ينتمون الى “ثقافة الكاش”، وتهريب الاموال نقداً، إما براً عبر العراق وسوريا واما من خلال اخضاع مطار بيروت الدولي او موانىء لبنانية لحاجات الحزب في هذا السياق من ضمن الاخضاع الاوسع للنظام اللبناني ومؤسساته.  الاخطر، والذي يدركه الحزب، ان رجال الاعمال الشيعة (وغير الشيعة لا سيما المسيحيين) سيجدون في محاباة حزب الله والسكوت عنه وركوب موجته لاسباب لا تتصل بعقيدة الحزب او توجهه، إنما كجزء من الواقعية الانتهازية اللبنانية، شأناً خطيراً ومكلفاً. وهو ما يعني اتساع رقعة الارفضاض عن الحزب وتقليص حضوره وجاذبيته خارج دائرة المريدين العقائديين والملتزمين خطه وعقيدته وهم قلة بالمناسبة. قرار الخزانة الاميركية، من حيث يقصد أو لا يقصد، يستهدف هذا الادغام الذي ترعرع الحزب في كنفه وتوسع خلافاً لما تسمح به طبيعته. الادغام بين طبيعة الحزب كمنظمة أمنية هي الاخطر في العالم العربي، وبين كونه حزباً قادراً وراعياً لمصالح تتقاطع عند قوته وقدرته من دون دفع الاثمان الحقيقية لهذا التقاطع. شيئاً فشيئاً سيكتشف الحزب حجم حضوره الحقيقي وحجم مريديه ومؤيدي مشروعه الفعلي، حين يكتشف أن إنتفاخ حضوره مصدره رواد الواقعية الانتهازية اللبنانية، الذين وضعهم قرار الخزانة امام احتمال دفع الاثمان التي لا يريدون دفعها بالتأكيد. وهم اصلاً ما تقاطعوا مع الحزب الا لأنه كان في مكان ما رافعة لهم تقيهم أثمان “النضال ضد” او “الاصطدام بـ” ما يعرفون انه المشروع الحقيقي لحزب الله. جل هؤلاء ممن تقاطعوا مع ياسر عرفات ثم حافظ الاسد ثم بشار الاسد والان حزب الله. وكما ينتفخ حزب الله بهم اليوم انتفخ بهم من سبقوه. يومها لم تكن هناك قرارات خزانة اميركية ولم يكن العالم المصرفي والمالي بهذا التشابك العميق. حزب الله سيتعرف قريباً على حقيقة حجم حضوره في حياة اللبنانيين ومصالحهم ومستقبلهم، وهي مما لا يقيم له حزب الله وزناً.  في مكان ما، قرار الخزانة سينتج أدق استفتاء حول مشروع حزب الله.

 

بكركي تعد لإطلاق مبادرة جديدة: لا عيد بلا رئيس

نادين مهروسة/المدن/الخميس 24/12/2015

تصرّ بكركي على عدم إظهار مظاهر عيد الميلاد بالنسبة للكنيسة المارونية لان العيد لا يكتمل إلا بعد إنتخاب الرئيس "الماروني"، الذي عادة ما يحضر قداس العيد في الصرح البطريركي ويستمع لرسالة الميلاد التي يتلوها بطريرك إنطاكية وسائر المشرق.ليس لدى بكركي الكثير للمراهنة عليه لسد الشغور الرئاسي، بإستثناء بعض الأمل والرجاء، وتوصيات لا يلتزم بها أحد من السياسيين. وفي رسالته الميلادية، ألقى البطريرك بشارة الراعي باللوم على السياسيين لعدم انتخاب رئيس للجمهورية، وطالبهم بالإسراع في إنتخاب الرئيس، من دون أن يقرن ذاك بتسوية السلّة المتكاملة. لا تخفي مصادر الراعي عبر "المدن" حجم الامتعاض الذي يبديه رأس الكنيسة من حال المسيحيين السياسية، حيث يتحاربون في ما بينهم إنطلاقاً من حسابات شخصية ضيقة، على حساب المواقع المسيحية ودور المسيحيين. ويقول أحد المطارنة البارزين لـ"المدن" أن الراعي يمثّل الصوت الصارخ في البرية، من دون أن يلقى أي صدى فعلي لدى القيادات المسيحية لتصحيح الوضع السياسي وتحسين مكامن الخلل، مشيراً إلى غضب الراعي من عدم القدرة على جمع الأفرقاء المسيحيين في ما بينهم للإتفاق على مخرج للأزمة الرئاسة، خصوصاً أن الإستحقاق قد تحرّك بعد سبات عميق، وعليهم الاستفادة من ذلك لإنتخاب الرئيس من دون خضوعهم لطموحاتهم الشخصية. وتوصّف مصادر بكركي لـ"المدن" مبادرة الرئيس سعد الحريري بأنها "النجمة التي أهدت المجوس إلى السيد المسيح"، وتقصد في كلامها، ان نور المبادرة شعّ، وعليهم الإهتداء به للوصول إلى الهدف المنشود وانتخاب الرئيس أياً كان الرئيس. لكن في خضم البحث عن سلة متكاملة يبدو أن لبكركي رأياً آخر، خصوصاً أنها ترفض، وفق المصادر، ربط الرئاسة بالإستحقاقات الثانية، أو بمطالب ثانية، لان "موقع الرئاسة لا يجب أن يكون محلّ مقايضة مع أي أمر آخر".وتشير المصادر إلى أنه لا معنى لطرح السلّة المتكاملة، لأن إنتخاب الرئيس وحده يدفع إلى تشكيل حكومة، وإلى إقرار القوانين من قبل مجلس النواب وعلى رأسها قانون الإنتخاب، وما يحكى عن سلة متكاملة هو غير واقعي لأنه بمثابة "ربط" للرئيس الذي من المفترض أن ينتخب ليطبق الدستور وليس ليبيع ويشتري. وتذكر المصادر ان الراعي سلّم ثلاث وثائق سياسية للقوى السياسية منذ ثلاث سنوات الى اليوم، وهذا ما أعلنه الراعي أيضاً في رسالته الميلادية، الوثيقة الأولى هي شرعة العمل السياسي، والثانية "المذكرة الوطنية في العام 2014" لتهيئة الأجواء لانتخاب رئيس للجمهورية، والثالثة إقتصادية في العام 2015 للتحذير من مخاطر الفراغ الرئاسي، ويؤكد الراعي أن هذه الوثائق ذهبت أدراج الرياح بسبب الصراعات السياسية. وتكشف مصادر "المدن" أن الراعي مؤخراً وبمساعدة فريق استشاري في بكركي، أنجز تصوراً حول الإستحقاق الرئاسي مع لحظ مسألة قانون الإنتخاب والحكومة المقبلة بالإضافة إلى بعض الأمور الإقتصادية، وذلك بالتنسيق مع الفاتيكان وعدد من الدول الفاعلة، وهو بصدد عرضه على جميع السياسيين، وتؤكد المصادر، ان هذه الورقة في طروحات تحسينية لإدارة شؤون البلاد من دون المسّ بجوهر النظام. كما تكشف مصادر "المدن" أن الراعي التقى فرنجية قبل أيام قليلة بعيداً عن الإعلام، وجرى بينهما نقاش في هذه الخطة، التي وافق عليها فرنجية، واعتبر أنها قريبة جداً من رؤيته الرئاسية أو برنامجه الرئاسي، كما تضيف المصادر أن الراعي التقى أيضاً بعيداً من الإعلام الرئيس أمين الجميل للبحث في مسألة الإستحقاق الرئاسي، وقد أبلغ الجميل الراعي بأن "الكتائب" يلتزم بما تقرره الكنيسة. وتلفت مصادر "المدن" إلى ان الراعي سيلتقي القادة الموارنة الاربعة بشكل فردي في الساعات المقبلة، لمناسبة عيد الميلاد، وسيجري النقاش معهم حول المبادرة المطروحة وضرورة مقاربتها بشكل جدّي أو طرح بديل عنها، لإنهاء الفراغ.

 

القنطار، سجين "حزب الله"

دلال البزري/المدن/الخميس 24/12/2015

 أسباب وجيهة اجتمعت في رحيل سمير القنطار، فحولّته إلى سجال عنيف، لم يعفَ حتى من الغوص في أصول الإستشهاد والشماتة بالموت نفسه. فسمير القنطار مشهور، والذين قتلوه إسرائيليون، ونشاطه يتوزع بين المزعوم والحقيقي: بين "مقاومة اسرائيل في الجولان"، وبين القتال ضد السوريين إلى جانب الأسد بقيادة إيرانية. أيضاً، الشبْهة من الموقف الروسي بإزاء العملية الاسرائيلية المفضية إلى مقتله ظهرت واضحة، صريحة، وأثبتَت ان الروس ليسوا ملْزمين بخط "المقاومة"، وبأن "التنسيق الجوي" بينهم وبين الإسرائيليين له أوجه مسكوت عنها؛ على الرغم من امتناع "الممانعين" عن الخوض بها، هم المعروفين بسَيلان أدبياتهم المؤامرتية. ثم أن الإنقسام بالرأي عكسَ انقساماً ممتدّاً يطال الحرب في سوريا، وكافة المشاريع الإقليمية الحائمة حولها. إنقسام لم تنهِه كلمة حسن نصر الله في تشييع القنطار، والتي كتبت حياة جديدة لتعويذة "نردّ على إسرائيل في الزمان والمكان المناسبَين".

ورحيل القنطار إستعاد للمرة الألف كيفية تلاعب قادة "الحرس الثوري الإيراني" بالقضية الفلسطينية. هم المشرفون على تأسيس وقيادة "اللجان الشعبية في الجولان" التي كان يقودها القنطار. كيفية "ذكية"، تضع شعاراتها في الخانة المناسبة، وتلخصّها بمعادلتين بسيطتَين: أولاً، القتال مع بشار يساوي القتال ضد إسرائيل. ثانياً، الصراع مع إسرائيل هو حرب ضد الإرهاب، لأن إسرائيل، بحسب قول أحدهم "تدرِّب وتموِّل وتوجِّه الإرهاب الاسلامي" (أين "الدعم الوهابي للإرهاب"؟). كل هذا يتكلّل بلا كلَل بتاج "فلسطين هي قضية الأمة المركزية"، وتربيح جميلة للسوريين بأنهم "يحرّكون جبهة الجولان الصامتة منذ العام 1974". التخبّط المنطقي بين المعادلات لا يفسد الإطمئنان الفكري المتربّع في العقول الممانعة. وهو كان راسخاً في عقل القنطار، الذي كان يردد بأنه ذاهب إلى القتال في سوريا لأن "قتال المعارضين للنظام السوري لا ينفصل عن مسار مقاومة الإحتلال الإسرائيلي". ولكن كما يكون الموت خاتمة معنى للحياة، فان رحيل القنطار يضفي على حياته معاني تراجيدية، بالمعنى الإغريقي للكلمة، مرسومة بالقدر. في السادسة عشر من عمره، كان هذا القدر ينتظره. كان عام 1979، والعملية التي قام بها في نهاريا، محاولة خطف إسرائيليين، انتهت بقتل عالم إسرائيلي وإبنته، والتسبّب بموت ابنته خنقاً على ايدي أمها المختبئة منه، التي كانت تحاول إسكاتها. في وعي القاصر الذي كان يحكمه وقتها، آمن القنطار بما كلّفته به منظمته "جبهة التحرير الفلسطينية"، بأن عمليته هذه اسمها "جمال عبد الناصر"، وانها الردّ الأمثل على إتفاقية كامب دافيد (1978). دخل القنطار السجن الإسرائيلي مؤبّداً، وكانت ثلاثين سنة سجن، تزوج أثناءها مناضلة فلسطينية ناصرية، غير محجبة، وانتهت بتحريره على يد "حزب الله"، بعد "الوعد الصادق"، تموز 2006. فكانت بداية أخرى جديدة على أيادي "محرريه"، وردّ للجميل، منذ لحظات حريته الأولى، من انه سوف يستمر بالبندقية "المقاوِمة نحو فلسطين". سمير القنطار ليس مروان البرغوتي، السجين الفلسطيني الأبرز والأنشط، والذي فكّر بتجربته وهو في السجن، وراجعها بالحرية الداخلية التي يمنحها عادة السجن للعقول الثرية المركّبة. ولا هو نلسون مانديلا، الذي دخل السجن بتهمة قيادة عمليات مسلحة ضد نظام الفصل العنصري، وخرج منه بمراجعة شاملة للعنف ومدى جدواه، ما أوصله إلى رئاسة بلاده، بانتخابات سلمية. والقنطار لم تحرّره منظمة مدافعة عن حقوق الإنسان، ولا الدولة اللبنانية، إنما حزب مسلح، أهداه وأهدى نظرائه من السجناء عملية "الوعد الصادق"، وبقي على مشاريعه المسلحة، التي تجاوزت الحدود الوطنية بعد اندلاع الثورة السورية. فكان على الذي تقرّر مصيره وهو في السادسة عشر، في عصر آخر، أن يرتدي الهندام الأصلي لـ"مقاومة" أصبحت إسلامية مذهبية: كان عليه، لإتمام الإنسجام التام مع محرّريه، أن يعتنق المذهب الشيعي، أن يتزوج شيعية، محجّبة، أن يتكنّى بـ"أبو علي"، لينتهي به المطاف أن يصلّى عليه بالطقوس الشيعية ويدفن في روضة الشهيدين... بعيدا كيلومترات قليلة عن مسقط  رأسه، عبيّ، هو الدرزي، في بلد يكون فيه المذهب جزءاً من الهوية، في الحياة كما في المَمات. القنطار لم يخرج من السجن إلى الحرية، إنما خرج من السجن إلى سجن آخر. تلقَّفه "حزب الله" من دون رحمة على قدره. استمر يرسم خطاه، كأنه ما زال فتيا في السادسة عشرة، مسؤول عن عملية، تكرر عمليته الأولى، ولكن بوجهة وأيديولوجيا جديدتَين، نقيضتين للأولى. كأن الحزب بذلك وضع شمعا أحمر على دائرة حياته، أغلقها بإحكام. القنطار لم ينعم حقاً بالحرية، بقي مسجونا بعقله، وبجسده، حتى بعد أجَله. أكثر ما يحزن في رحيل القنطار، بعد حزن  أهله وأخيه، هو قدره الذي تحدّد في سن الطيش، وبقي متمكّناً منه حتى بعد رحيله. إنه البطل المضاد، يشبهنا بدرجات، ويحثّنا على إعادة تعريف معنى السجن ومعنى الحرية. 

 

الماضي أداة للهيمنة

حسام عيتاني/الحياة/24 كانون الأول/15

أطلق مقتل سمير القنطار في غارة إسرائيلية قرب دمشق، موجة عاتية من الاتهام والتهديد والتخوين بحق كل من قرأ في الحدث وفي الرجل ما يختلف عمّا صورته الآلة الحزبية التي انتسب إليها قبل مصرعه. موجة الاتهامات على مواقع التواصل الاجتماعي طاولت أشخاصاً عاشوا مع القنطار في سجنه الإسرائيلي أعواماً طوالاً (مثل الأسير السابق أحمد إسماعيل) وقدموا شهادتهم في زميلهم، وذكروا أنه وجه رسائل إلى الرئيس الإسرائيلي عيزر وايزمن يطلب فيها الإفراج عنه وأنه أيد اتفاق أوسلو وقدم العزاء برئيس الوزراء المقتول اسحق رابين. تختلف هذه الصورة، رغم صدورها عمّن تفهّم ظروف السجن، عن تلك التي تريدها الدعاية الحزبية للقنطار كبطل استقى ثبات مواقفه من ثبات القوى التي التحق بها بعد الإفراج عنه. الإدانة العنيفة لأي شهادة لا تلتزم بالنص الذي حددته الجماعة، تعيد الانتباه إلى حالة الإنكار العميق الذي ما زال المتحدثون الرسميون والمتطوعون باسم «أولياء الدم» يعانون منه. إنكار للطبيعة البشرية في المقام الأول، المتمثلة في أن سمير القنطار قام بخيارات سياسية ثم عاد عنها وأن مشاعر ومصالح عادية حركته وقادته مثلما يتحرك ويُقاد كل بني البشر. يتصاعد الإنكار هذا لينفي عن قادة الجماعة أي شطط أو خطأ قد يقعون فيه مضيفة صفات فوق طبيعية على كل ما يصدر عنهم. فالحروب التي تخوضها الجماعة المعصومة تنتهي بانتصارات إلهية، والمهمات التي تنشغل بها تُمهد لأحداث كبرى لا تقل خطراً عن نهاية الزمان وظهور المهدي المنتظر وفي هذا تجاوز للاعتقاد الديني وتماس مع عُصاب جماعي. بيد أن إخراج قيادة الحزب أو الطائفة من حيز الفعل البشري وإدغام إرادتها بإرادة إلهية غيبية على نحو يحول دون مساءلتها عن أعمالها مثلما يُسأل البشر الفانون، يعكس رفض الجماعة الاندراج في أي بنية تتشارك فيها بموقع مساو لبقية الجماعات. ولا يقف الأمر هنا. ذلك أن كل غلو يترافق مع شعور بنقص ما. الحملة الشرسة على أحمد إسماعيل، على سبيل المثال، لا تعلن البرم برأي مختلف فحسب، بل تنطوي على نية بتحطيم إرث الرجل وشرعية «مقاومته» المختلفة عن الوصفة التي يريد «حزب الله» تعميمها باعتبارها الوصفة الوحيدة السليمة للمقاومة. وعدم التحاق إسماعيل بالقوى التي وجدها وقد هيمنت على البلاد بعد عودته من الأسر الإسرائيلي، ذنب لا تغفره مشاركته في مقاومة الاحتلال ولا الأسر الذي وقع فيه.

لكن الأهم أن الغلو في التعرض اللفظي (القابل للتحول إلى تعرض جسدي)، يخفي سعياً إلى محو تاريخ الذات قبل محو تاريخ الآخر. تاريخ لم يُكتب لعائلات المقاومين الحاليين الآتي أكثرهم إلى موقعه الراهن من ولاءات للزعامات الإقطاعية القديمة (آل الأسعد وآل الخليل وآل العبدالله من بين آخرين) التي وقفت طوال عقود في صف السلطة الحاكمة في بيروت وانضوت في حلف يميني - طائفي مناهض لكل ما كان يرمز منذ استقلال لبنان إلى الالتزام بالقضايا العربية وبالتحرر. والحال أن إغفال تاريخ التعامل يتطلب أيضاً إغفال التاريخ الآخر لمقاومته التي هُزمت ومنعت بقرار من النظام السوري، الحليف الحالي للمقاومين الجدد.

لا يرغب المهيمنون على السلطة في جنوب لبنان اليوم بالحديث عن الأصول والخلفيات السياسية والاجتماعية التي جاؤوا منها. وبدلاً من تقبل التبدل الذي مرّ القنطار به – بغض النظر عن وجهته – يسعون إلى إسباغ الجمود على كل ما يصل إليه تصورهم عن عالم لا يدور إلا كما داروا.

 

نهاية حل الدولتين بين إسرائيل وفلسطين

هنري سيغمان/الحياة/24 كانون الأول/15

إعلان مغرض في صحيفة «نيويورك تايمز»، يتهم جون كيري بمعاداة السامية، ولا يمكن إلا أن يكون مستوحى من مهارات جوزيف غوبلز في مجال العلاقات العامة. في 14 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ظهر إعلان على صفحة كاملة من صحيفة «نيويورك تايمز»، اتُهِم فيه وزير الخارجية الأميركي جون كيري بمعاداة السامية. أما مَصدر الاتهام فهو الحاخام شمولي بوتيتش، الذي أطلق على نفسه لقباً بعيداً كل البعد عن التواضع هو «حاخام أميركا». ومن المعروف عن هذا الحاخام أنه يلبي الحاجات الروحية لعملاق الكازينوات شيلدون أديلسون، ممول المؤسسة التي يترأسها بوتيتش، والتي نُشر الإعلان باسمها. (وفي حين أن أملاك أديلسون كثيرة - وتشمل كازينوات، والحزب الجمهوري - إلا أنه لا يملك الولايات المتحدة – أقله حتى الآن. وبالتالي، قد تكون مزاعم بوتيتش بأنه حاخام أميركا سابقة لأوانها نسبياً). إن مصدر الوحي المحتمل الوحيد لمضمون هذا الإعلان هو مهارات جوزيف غوبلز، مسؤول الدعاية في عهد هتلر، في مجال العلاقات العامة، وكان اللقب الرسمي لهذا الأخير هو وزير التنوير العام. أما التنوير الذي أتى به بوتيتش (وعلى الأرجح رئيسه أديلسون) في هذا الإعلان، فجاء على شكل افتراء يفيد بأن الوزير كيري «يحط من شأن حياة اليهود»، «ويبرر على ما يبدو ذرف دماء اليهود»، و»ينوي تقديم بلايين الدولارات لإيران، كي تواصل السعي لتحقيق هدفها، ألا وهو محو إسرائيل عن الخريطة». يتناول هذا الكلام رجلاً معروفاً بدعمه المتواصل، والمستمر مدى الحياة، لإسرائيل والقضايا التقدمية والإنسانية التي تكتسب أهمية بنظر معظم اليهود الأميركيين. أما بوتيتش، فتتماشى ميوله أكثر بكثير مع ميول حكومات نتانياهو الأربع، التي نجحت في إرساء معنويات جديدة في إسرائيل، تقبل في مجلس الوزراء مسؤولين أمثال ايليت شاكيد لتتبوأ منصب وزيرة العدل (نعم، العدل على أقل تقدير!)، مع أنها تدافع عن قتل أمهات الفلسطينيين اللواتي «ينجبن أفاعٍ إرهابية صغيرة».

لقد أطلق بوتيتش اتهاماته المغرضة بحق الوزير كيري لأن هذا الأخير قال إن العنف الفلسطيني ناتج، ولو جزئياً، من الإحباط الذي أصاب الفلسطينيين إزاء التوسيع العشوائي والمتزايد للمستوطنات الإسرائيلية، وهو توسيع يهدد بتقويض الهدف الأساسي من اتفاقية أوسلو، ألا وهو التوصل إلى اتفاقية سلام تستند إلى حل دولتين. بيد أن بوتيتش يعتبر الأمر غير مقبول من الناحية الأخلاقية، وهو يحاكي، بنظره، «الإرهاب الفلسطيني» والإجراءات الدفاعية الإسرائيلية. وقد أوردت صحيفة «هآرتس» والمنظمة الإسرائيلية غير الحكومية الرائدة «بتسيليم»، أن هذه الإجراءات باتت تشمل الآن إعداماً من دون أي محاكمة قضائية لفلسطينيين لم يشكلوا خطراً على أي كان. واتهم بوتيتش كيري أيضاً بعكس «أصداء معادية للسامية مغرضة وخبيثة»، عندما قال إن المستوطنات قد تحول إسرائيل إلى دولة فصل عنصري. مع أن بوتيتش لم يذكر أن ما سبق من كلام يتناول خطراً سبق أن حذر منه معادون للسامية معروفون جداً أمثال ديفيد بن غوريون، وأرييل شارون، وإيهود باراك، وإيهود أولمرت، وشيمون بيريز، وجميعهم رؤساء وزراء إسرائيليون سابقون. تُعتبَر المعادلة الأخلاقية التي تشير إلى أن الطرفين مخطئان بالطريقة ذاتها خاطئة فعلاً، ولكن فقط لأنه يستحيل إجراء أي معادلة أخلافية بين العنف الصادر عن محتل نافذ، وذاك الصادر عن ضحية خائرة القوى. وفي هذا السياق، سبق أن لفتت الصحافية أميرة هاس، وهي كاتبة عمود في «هآرتس»، إلى أن الفلسطينيين يقاتلون دفاعاً عن حياتهم وعن تواصل تواجدهم في وطن، في حين أن إسرائيل تقاتل في سبيل مواصلة احتلالها.

من غير المفاجئ أن يكون نتانياهو قد حاول استغلال عمليات الإعدام برعاية «داعش» في باريس لتبرير السلوك الإسرائيلي إزاء الفلسطينيين في الأراضي المحتلة والقدس الشرقية. لكن لا مجال للمقارنة بين الوضع في فرنسا – فهي دولة لا تبقي العرب محتجزين خلف جدران فاصلة، وحواجز على الطرقات، ونقاط تفتيش مذلة – والوضع في إسرائيل. ثمة نكتة قديمة عن أم يهودية ابنها مجند في جيش القيصر الروسي. ولحظة افتراقهما، أوصت ابنها بعدم إنهاك نفسه. وقالت له: «أطلق النار على تركي، ثم خذ قسطاً من الراحة. وأطلق النار على تركي آخر، وخذ قسطاً آخر من الراحة». وسألها الابن: «لكن يا أمي، ماذا لو أطلق التركي النار علي»؟ أجابت الأم في حيرة من أمرها: «ولماذا يطلق النار عليك؟ ماذا فعلت له»؟ ما يحصل هو أن الفلسطينيين، الذين داس الإسرائيليون على رقابهم طوال نصف قرن، قرروا الهجوم على محتليهم. ويقول الإسرائيليون إن مطلبهم الوحيد هو أن يُترَكوا على حالهم كي يواصلوا الدوس على رقاب الفلسطينيين. وكم من مرة أصر بنيامين نتانياهو أن أحداً لا يريد السلام بقدر ما يريده الإسرائيليون! واصلت الحكومات الإسرائيلية المتتالية احتلالها للفلسطينيين طوال نصف قرن، عبر أعمال العنف المميتة التي شنها جيشها. وبالتالي، بأي حق تطالب إسرائيل الفلسطينيين بالتخلي عن كفاحهم العنيف لوضع حد للقمع الذي يتعرضون له؟ هل يُعتبر لجوء الفلسطينيين إلى العنف في سبيل نيل الحرية وامتلاك الحق بتقرير مصيرهم – وهو من «القواعد الآمرة» في القانون الدولي – أقل شرعية من لجوء إسرائيل إلى العنف لحرمانهم من حريتهم وحقهم في تقرير مصيرهم؟

في الواقع، ما من طرف أصر على حق المقاومة العنيفة للاحتلال أكثر من المجموعات الإرهابية اليهودية في الحقبة السابقة لنشوء الدولة. وفي هذا الإطار، لا بد من التذكير بمنظمة «إرغون»، برئاسة مناحيم بيغن، التي مارست أعمالاً إرهابية بحق المحتلين البريطانيين في الحقبة السابقة لنشوء الدولة. وهنا، يمكن الكلام أيضاً عن إسحاق شامير، الذي انتُخِب رئيساً للحكومة في إسرائيل، والذي كان يترأس منظمة «شتيرن». وقد كتب في المجلة التابعة لمنظمته الإرهابية، «ليحي»، قائلاً: «لا الأخلاقيات اليهودية ولا التقاليد اليهودية قادرة على استبعاد الإرهاب كوسيلة قتال... فالإرهاب بنظرنا هو جزء من المعركة السياسية المستمرة في ظل الظروف الراهنة ولا شك في أن الدور الذي يؤديه كبير». وسبق لبني موريس أن وثق في كتابه، وعنوانه «ضحايا الحق»، أن الإرهاب اليهودي استهدف مدنيين عرباً. يبرر بوتيتش كلامه قائلاً إنه لا يمكن القيام بمقارنة أخلاقية بين الضحايا وطغاتهم، ولكنه، شأنه شأن سيده، يؤمن بأن الفلسطينيين الذين عاشوا طوال نصف قرن في ظل الاحتلال الإسرائيلي هم الطغاة، وأن محتليهم الإسرائيليين هم الضحايا. وبصفتي شخصاً ولد في ألمانيا وعاش لمدة سنتين في ظل الاحتلال النازي، ونظام فيشي الذي حشد اليهود لترحيلهم إلى أوشفيتز، أؤكد لبوتيتش ولرئيس حكومة نتانياهو أن وجهة نظرهما كانت ستنال إعجاب جوزف غوبلز، الذي آمن فعلاً بأن الشعب الألماني هو ضحية اليهود.

* **مدير مشروع الولايات المتحدة/الشرق الأوسط، وزميل أقدم سابق متخصص بشؤون الشرقالأوسط في مجلس العلاقات الخارجية، وأستاذ باحث غير مقيم ضمن برنامج جوزيف هوتونغ للشرق الأوسط في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية في جامعة لندن.

 

القرار 2254 وميزان القوى

 وليد شقير/الحياة/24 كانون الأول/15

سيتعين على واشنطن وموسكو إيجاد تسويات أخرى على التسوية التي توصلتا إليها بصدور قرار مجلس الأمن 2254، الأسبوع الماضي، لأن نصوصه، بمقدار ما كانت واضحة في بعض الجوانب، أحاط الغموض المقصود بجوانب أخرى تتطلب من أجل تطبيقها اتفاقات تسمح بتفنيذها، وإلا يكون استمرار الخلاف عليها سبباً لتقويض محاولات الحل السياسي التي يعد الكبار بأن توضع على السكة التفاوضية الشهر المقبل. والغموض الذي تتصف به بعض العبارات لا يمكن وصفه بالغموض البنّاء في ظل دينامية غير مسبوقة تاريخياً للمحرقة والمجزرة السوريتين، المتواصلتين منذ 5 سنوات.

فالقرار الأخير هو الثالث عشر في سلسلة القرارات الصادرة عن مجلس الأمن حول الحرب في بلاد الشام، صدرت تباعاً، قبل أن تتحول سورية ساحة مواجهة عسكرية بين السوريين المعارضين المسالمين والسلميين، وبين الآلة الوحشية للنظام. ثم بعد تحولها حرباً إقليمية - دولية، بل كونية تشمل بين ما تشمل مكافحة الإرهاب و «داعش» و «جبهة النصرة»، فتتشكل بسببها التحالفات الدولية، والإقليمية، والإسلامية، والمحاور التي تفرز الدول، بحيث تداخلت هذه التحالفات، وتعارضت في شكل بات يصعب معه الجزم بوجود وحدة موقف دولي إزاء مشروع الحل السياسي للأزمة التي فاضت عن حدودها نحو دول الغرب، فضلاً عن دول المنطقة ذاتها... وقد تكون مفيدة أيضاً العودة إلى عدد البيانات الرئاسية الستة الصادرة عن مجلس الأمن التي تبنت إجراءات أو خطوات دعا إليها الموفدون الدوليون الثلاثة الذين استهلكت سورية أدوارهم، فضلاً عن التذكير بأن بين القرارات الدولية اثنين أرسل بموجبهما مراقبون عسكريون لوقف النار وتقديم المساعدات للمحاصرين. وتشمل العودة بالذاكرة أيضاً القرارات التي اتخذت في الجامعة العربية والمبادرات التي أطلقتها للحل في سورية ومن بينها إرسال المراقبين العسكريين. وكلها أفشلها النظام على طريق تحضيره لإطلاق موجات الإرهابيين على أشكالهم ليكونوا الفريق العازل بينه وبين معارضيه.

وعلى رغم ذلك كله، كرّس القرار 2254، بيان جنيف الصادر عام 2012 مرجعية رئيسة للحل السياسي، والذي عماده قيام هيئة الحكم الانتقالية الجامعة التي تخول سلطات تنفيذية كاملة مع أن موسكو سعت إلى تجنب ذكر هذا البيان. لكنه أبقى على الغموض في شأن طريقة قيام هذه الهيئة بعبارة: «تعتمد في تشكيلها على الموافقة المتبادلة»، ما يترك مجالاً لتأخير قيامها إذا رفضها رموز النظام... وهو كرر ما نصت عليه القرارات السابقة من «تحميل السلطات السورية المسؤولية الرئيسة عن حماية سكانها...». لكنه أبقى الباب مفتوحاً من أجل إلصاق المجازر التي ترتكب في حق المدنيين بالإرهاب بدل النظام.

مقابل كل عبارة واضحة في القرار هناك استدراك يتيح للنظام ومن يقف وراءه، من موسكو إلى طهران، التملّص من الوضوح. فكفالة القرار «للانتقال السياسي» تتطلب أن «يمتلك السوريون زمامها». والنظام لم يتوقف عن طلب وقف تدخل دول بعينها، لا سيما تركيا والمملكة العربية السعودية وقطر كي يسوّغ لنفسه عرقلة أي انتقال سياسي... ثمة حواجز كثيرة تقف في طريق التطبيق، قبل أن يلج الفريق الدولي المكلف وضع آليات تنفيذه إلى مسألة مصير بشار الأسد، ناهيك بالحواجز المتعلقة بتحديد المنظمات الإرهابية التي تتوجب محاربتها من النظام والمعارضة معاً.

وإذا كانت القاعدة الأبدية هي أن تنفيذ أي قرار يتوقف على ميزان القوى على الأرض، فإن المهلة المعطاة للبدء في تنفيذ وقف النار بين المعارضة والنظام، تتراوح بين 4 و6 أشهر، بمقدار تقدم المفاوضات بين الفريقين، والمؤمل أن تبدأ الشهر المقبل في جنيف. إنها مهلة إضافية أخذتها موسكو في سياق محاولتها تصحيح ميزان القوى، تارة عبر القصف الهمجي لمناطق المعارضة والتي تزهق المزيد من أرواح المدنيين وأخرى عبر «المصالحات» التي يرعاها النظام والجانب الإيراني، والتي تقود إلى فك الحصار عن مناطق ينسحب بنتيجته مقاتلو المعارضة منها. وهي مصالحات تتم في المدى الجغرافي الذي يسمح بضمان الصفاء في «سورية المفيدة»، حيث السيطرة للنظام. فهل تكون الآلية المزمع إنشاؤها، تكريس تقسيم مناطق النفوذ، بعد اتضاح خريطتها على الأرض تحت سقف التفاوض؟ الخشية هي من أن يمهّد هذا القرار لقرار جديد يحدد آلية وقف النار بإرسال قوات دولية تثبّت هذه المناطق، وفق هوية الدول التي سترسل جنودها.

 

إيران لتطوير العلاقات بجاراتها و«الحزب» يستعد لمواكبة التغيير

أسعد حيدر/المستقبل/25 كانون الأول/15

حسين آيت أحمد، زعيم جزائري من القادة التسعة الذين أشعلوا وقادوا الثورة الجزائرية ضد فرنسا. مات أمس في المهجر. كان يمكن لسي أحمد، أن يشعل حرباً في الجزائر تمتد الى المغرب العربي كله، طلباً للسلطة، لكنه اختار المنفى حفاظاً منه على الجزائر. سي أحمد هو زعيم البربر أو الأمازيغيين، لو قال للسلطة: «أنا الأقوى وأن لي أحقية تاريخية ولن أقبل باستبعادي، لكان وجد استعداداً شعبياً للاعتراض الذي كان سرعان ما يتحول الى نار تحرق الجزائر، خصوصاً وأن قوى داخلية وخارجية، تعمل منذ سنوات طويلة تحريضاً وتحضيراً لمثل هذا الانفجار الذي لديه كل ما يلزم لتحويله الى نار تحرق الجزائر وامتداداً إلى باقي دول المغرب العربي الكبير. قدر القادة الوطنيين والتاريخيين أن يبقوا قادة يفضلون أوطانهم ولا يقولون نحن أو لا أحد. هذا الكلام عن حسين آيت أحمد ليس خارج السياق العام، رغم أنه لكثرة مصائبنا وهمومنا في المشرق العربي نسينا نصفنا الآخر أي المغرب العربي الكبير. الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عاش دائماً تحت عباءة الرئيس هواري بومدين، وكما يبدو فإنه تعلّم منه القيادة والكثير من فنون السياسة الداخلية، وغرف من موقعه وزيراً للخارجية الكثير من التكتيكات المحركة. الآن، وهو من «سريره»، يعمل على ترتيب الجزائر بحيث لا تقتحمها «عواصف الربيع العربي» أو طموحات الأمن والعسكر. ولا شك أنه حقق حتى الآن الكثير من الترتيبات لعل أهمها إبعاد «الشبح» الجنرال توفيق عن الأمن والسلطة، وحتى لا نغرق في التفاصيل التي سيأتي دورها في ما بعد، فإن بوتفليقه يعمل لتحقيق تفاهم وحتى مصالحة عربية إيرانية، لأنه بذلك يحصّن السلم الأهلي في الجزائر وفي منطقة الشرق الأوسط. استمرار المواجهة العربية الإيرانية لا بد أن تكسر كل الحدود لتصل «نارها» الى الجزائر نفسها. الرئيس بوتفليقة الذي استقبل قبل أيام عشرة نائب الرئيس الإيراني جهانغيري، عمل على فتح باب الحوار فالمصالحة بين السعودية وإيران، ويبدو أنه نجح في إنجاز الخطوة الأولى على طريق الألف ميل. يكفي لاستقراء مسار الحوار فالمصالحة مقارنة ما كان يقال قبل أشهر وحتى قبل أسابيع وما يصدر حالياً خصوصاً من الذين كانوا يقودون التشدد أو يجسدونه في إيران. في الثاني من أيلول من العام الماضي، جمع الجنرال جعفري قادة الصف الأول في «الحرس الثوري» وقال لهم: «إن حرباً شاملة مع الدول العربية سوف تقع. نحن لن نبدأ هذه الحرب لكن علينا خوضها بكل شجاعة». طبعاً لم تهاجم أي دولة عربية إيران بينما هاجم الجنرال قاسم سليماني في سوريا واليمن والعراق، بينما تولى نائب وزير الخارجية المتشدد أمير عبداللهيان، خلق كل المفاعيل والأعذار لبقاء الانتخابات الرئاسية في لبنان في الثلاجة.

حتى الآن كما يقول وزير خارجية إيران جواد ظريف «جرت محادثات مقتضبة مع السعودية إلا أنها كانت جيدة جداً. بعد أسبوع واحد على هذا الكشف توالت التصريحات الإيرانية التي وضعت لدفع مسار الحوار والتهدئة تمهيداً للمصالحة بإرادة مشتركة.

المؤشر الكبير الى البداية الإيجابية جاء من ممثل التشدد في الخارجية الإيرانية والمتابع للملف السعودي الإيراني وملف لبنان عبد اللهيان إذ قال أمس:

*«إن إيران ترحّب دوماً بتطوير العلاقات مع أصدقائنا في المنطقة».

إن العلاقات التجارية والاقتصادية كانت دائماً من أهم أبعاد العلاقة التي تربط بين إيران ودول الخليج..».

بدوره فإن آية الله هاشمي رفسنجاني الذي يقود سياسة الواقعية السياسية شدّد دائماً على أنه: «يجب التحلي بالوعي واليقظة التامة والوفاء بالوحدة خصوصاً في ما يخص الشؤون الوطنية والتقريب بين السنة والشيعة عند الحديث عن القضايا الإقليمية لاتخاذ الخطوات السليمة حيالها».

الحوار بدأ، لكن مساره طويل، وهو يتطلّب الشجاعة والصبر خصوصاً في حال حدوث اختراقات غير متوقعة، ويبدو أن لبنان ما زال كما كان دائماً «علبة البريد» الذي تمر عبره «الرسائل» الإيجابية والسلبية. ولا شك أنه في المرحلة الحالية يبقى «حزب الله» بمواقفه يشكل «بوصلة» التحولات. فالحزب لا يأخذ قراراته بعفوية أو من دون تعمق مع استرشاده دائماً في وجهة «البوصلة» الإيرانية لأنها تبقى الأقوى والأدق، واستعداداً من «حزب الله» لجاهزية حضوره في «المحطة» المناسبة، فإنه بدأ التحضير لملاقاة التحولات بالدراسات الجادة والواقعية من ذلك أن «المركز الاستشاري للدراسات» القريب من الحزب استضاف باحثاً إيرانياً مهماً أكد أن «أولوية إيران اليوم هي تحسين العلاقات بدول المنطقة»، علماً أنه يجري الإعداد لعقد مؤتمر عام حول العلاقات العربية الايرانية برعاية الحزب. أخيراً، وربما يكون سحب الجنرال قاسم سليماني سواء كان مصاباً بجراح خطيرة أم لا من التداول الإعلامي، هو لإبعاد صورة الحلول العسكرية والتدخل الإيراني السلبي، تمهيداً للحوار «بروحانية ظريفة» تنتج التغيير الكبير المتوافق مع عودة إيران الى تحت «مظلة» الشرعية الدولية، التي تشرعن حقوقها الطبيعية من دون تجاوز لمواقع الآخرين من جيرانها.

 

صار للحرب على الإرهاب مرجعية

خيرالله خيرالله/المستقبل/25 كانون الأول/15

لم يعد الموضوع مقتصرا على شنّ حرب على الإرهاب يؤكد الملك عبدالله الثاني انّها «حربنا اوّلا» من منطلق ان الذين يمارسون الإرهاب ليسوا مسلمين، بل «خوارج» كما يوضح العاهل الأردني منذ سنوات عدّة، منذ ما قبل ظهور «داعش». بات الموضوع موضوع اثبات وجود العرب في المنطقة واظهار انّهم قوّة فاعلة فيها، مع حلفاء لهم، وليسوا في موضع من يقبل المتاجرة بهم بحجة الحرب على الإرهاب. ما اعلنته المملكة العربية السعودية عبر وليّ وليّ العهد الأمير محمّد بن سلمان عن قيام «حلف اسلامي» في مواجهة الإرهاب يضمّ خمس وثلاثين بلدا، دليل على وجود سياسة ثابتة تتمتّع، اوّل ما تتمتّع بالإستمرارية من جهة والوضوح من جهة اخرى. باتت هناك مرجعية للحرب على الإرهاب بديلا من مرجعيات تتذرّع بالإرهاب للمحافظة على الإرهاب الذي تمثّله ممارسات النظام السوري مثلا. الإسلام شيء والإرهاب شيء آخر. من يمارس الإرهاب ويدّعي انّه مسلم لا علاقة له بالإسلام من قريب او بعيد. هذا ما كشفته السعودية وشدّدت عليه عندما اعلنت الحرب على ظاهرة الإرهاب، بكلّ اشكاله. كلّ كلام خارج هذا الكلام انّما يستهدف بطريقة او باخرى استخدام الإرهاب في حروب تُشنّ على دول عربية كبيرة، على رأسها المملكة تعرّضت للإرهاب منذ سنوات طويلة وعملت على محاربته منذ اطلّ برأسه بشكل صريح ووقح في خريف العام 1979 عندما حاولت مجموعة على رأسها جهيمان العتيبي السيطرة على الحرم المكّي الشريف بالقوّة. من يتذكّر ان السعودية لم توفّر، وقتذاك، جهدا او وسيلة من اجل القضاء على جهيمان واتباعه في وقت كانت المنطقة كلّها تغلي بعد اعلان آية الله الخميني، اثر خلع شاه ايران في شباط ـ فبراير 1979 عن قيام «الجمهورية الإسلامية» في ايران. لماذا يمكن الكلام عن استمرارية سعودية؟ الجواب عائد بكلّ بساطة الى ان «الحلف الإسلامي» في مواجهة الإرهاب لم ينشأ من فراغ. تتعرّض السعودية منذ ثمانينات القرن الماضي لحملات ارهابية وذلك بعد القضاء على جهيمان وجماعته. على سبيل المثال، وليس الحصر، كان تفجير الخبر في العام 1996 وكانت العمليات الأخيرة لـ»داعش» التي استهدفت المنطقة الشرقية في المملكة. استهدف «داعش» في الواقع مساجد شيعية بغية زرع الفتنة بين ابناء الدين الواحد. هناك ايضا مواطن سعودي فجّر نفسه في الكويت في مسجد الإمام الصادق مخلّفا عشرات القتلى. هناك اثباتات يومية على انّ السعودية في حرب مستمرّة على الإرهاب، بكل اشكاله. انّها ضحية من ضحايا الإرهاب في وقت ترتفع فيه اصوات تحاول الربط بين المملكة من جهة والتطرّف من جهة اخرى.

هذا لا يعني انّه لا توجد ثغرات، بل اخطاء، في السعودية، خصوصا في مجال البرامج التعليمية والتربوية ودعم مؤسسات خاصة لإرهابيين، على كلّ المستويات. لكنّ هناك في المقابل وعيا لضرورة سدّ هذه الثغرات ومعالجة الأخطاء بكلّ الوسائل الممكنة، بما في ذلك اعادة النظر في كلّ هذه البرامج وفي ممارسات تلك المؤسسات الخاصة.

لماذا يمكن الحديث عن وضوح سعودي؟ الجواب انّ المملكة لم تعتد على احد، بل عملت من اجل الردّ على الخطر الذي تتعرّض له من دون تجاهل للواقع المتمثّل في ان «داعش» لم يأت من فراغ، بل هو نتيجة «دواعش» اخرى وفّرت له حواضن. على رأس من عمل من اجل قيام هذه الحواضن النظام السوري الذي اطلق الإرهابيين من سجونه بهدف ابتزاز الولايات المتحدة في العراق. كذلك، لم تألو ايران جهدا، عن طريق ممارساتها في سوريا والعراق من اجل جعل «داعش» ينمو. من يرسل ميليشيات مذهبية لمقاتلة الشعب السوري، اكانت هذه الميليشيات لبنانية او عراقية، انّما يخدم «داعش» لا اكثر. من يسمح لميليشيات «الحشد الشعبي» بشن عمليات عسكرية، هي كناية عن عمليات تطهير من السنّة العرب لمناطق عراقية محدّدة بينها بغداد، انما يعمل على توفير كلّ ما من شأنه جعل «داعش» ينمو ويتوسّع. آن اوان تسمية الأشياء باسمائها. ليس صحيحا ان ايران تواجه «القاعدة» و»داعش». ليس صحيحا ان النظام السوري في حرب مع «داعش». هل صدفة ان تنظيمي «القاعدة» و»داعش» لم يهاجما يوما اي رمز على علاقة بايران او بالنظام السوري؟ فوق ذلك كلّه، نجد روسيا تفعل كلّ شيء في سوريا باستثناء العمل على القضاء على «داعش». ليس العرب او الجهات التي تطالب برحيل بشّار الأسد من يقول ذلك، بل وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند في معرض تأكيده ان الطائرات الروسية تستهدف مواقع المعارضة السورية المعتدلة وليس «داعش». ذهب الى حدّ القول انّ هذه الضربات تساعد «داعش». يترافق كلّ ذلك مع الكلام الأميركي الكبير عن الحرب على «داعش» من دون ما يثبت رغبة جدّية في القضاء على هذا التنظيم الإرهابي. تبدو ادارة اوباما مصرّة على الوقوف موقف المتفرّج مما يدور في المنطقة، حتّى بعد «غزوة باريس» وثبوت القدرة لدى «داعش» على التخريب والتدمير والقتل خارج الشرق الأوسط.

كان مهمّا ذلك الصوت السعودي الذي يقول انّ الحرب على «داعش» هي ايضا حرب على كلّ «الدواعش» وانّ في الإمكان تشكيل جبهة عريضة تنقل الحرب على الإرهاب والإرهابيين الى مكان آخر، اي الى حيث يجب ان تكون. لا يمكن للحرب على «داعش» ان تنجح من دون استمرارية ووضوح ومن دون ارسال قوات الى ارض المعركة. سيحصل ذلك عاجلا ام آجلا، غصبا عن الذين يستغلّون «داعش» لتعويم النظام السوري الذي امتهن الإبتزاز والإرهاب منذ ما يزيد على اربعة عقود. لا شكّ ان «الحلف الإسلامي» الذي لم يفهم معناه لبنانيون كثر، يتمتعون بسوء نيّة وسذاجة في الوقت ذاته، كونهم لا يدركون معنى ان الحرب على الإرهاب هي «حرب المسلمين اوّلا»، سيواجه تحدّيات كثيرة. من بين هذه التحدّيات اقناع تركيا بالكف عن سياسة استعداء الدول التي تواجه الإرهاب بكلّ اشكاله، بما في ذلك ممارسات الإخوان المسلمين الذين يعتبر فكرهم في اساس كلّ ما له علاقة بالتطرّف في المنطقة كلّها. بكلام اوضح، ثمّة حاجة الى علاقة من نوع جديد، بعيدة عن عقد الماضي، بين انقرة والقاهرة من اجل ترجمة «الحلف الإسلامي» الى خطوات عملية على الأرض. لم يعد سرّا ان المملكة العربية السعودية تعمل في هذا الإتجاه في وقت هناك من يبذل كلّ جهد ممكن للتشكيك بالعلاقة بين القاهرة والرياض.

مع قيام «الحلف الإسلامي» ضدّ «داعش» وكل «الدواعش»، دخلت الحرب على الإرهاب مرحلة جديدة. صار الإسلام رأس الحربة في هذه الحرب ولم يعد تمييز بين ارهاب وارهاب. اكثر من ذلك، صارت هناك مرجعية اسلامية وعربية لهذه الحرب، بدل ترك الأمور لأولئك الذين يعملون كلّ شيء من اجل تكبير «داعش» واستخدامه لأغراض معروفة، على رأسها تخيير اهل المنطقة بين ارهاب مقبول يمكن التعايش معه، هو ارهاب النظام السوري الذي يرتدي ربطة عنق ويكتفي بالبراميل المتفجرة بعد منعه من استخدام السلاح الكيميائي... وارهاب مرفوض من نوع «داعش» واخوانه واخواته!

 

 لبنان يواكب من «فيينا» العملية السياسية في سوريا

ثريا شاهين/المستقبل/25 كانون الأول/15

ما أهمية مشاركة لبنان في الاجتماعات الدولية الاقليمية حول الحل في سوريا؟ وهل يمكنه أن يؤثّر في القرارات أو هل سيتأثّر بها؟ تفيد مصادر ديبلوماسية أنّ أهمية مشاركة لبنان، تتعلق بالعديد من الأمور، لعل أبرزها، انه يتمكن من أن يعرف ماذا يحصل في الملف السوري مباشرة من الأطراف المعنية، لما لهذا الملف من انعكاسات خارج سوريا. كما يمكن للبنان أن يعرف في أي اتجاه يسلك الحل السوري كونه بلداً جاراً لها، ويمكنه بالتالي أن يبدي رأيه في النقاشات الحاصلة حول سوريا، ومن خلال المشاركة يتاح للبنان أن يدرك أي تسويات امنية تحصل وما إذا كانت ستنعكس عليه في أي شكل من الأشكال. وبالتالي يمكن للبنان أن يتنبّه إلى هذه القضايا وإلى ما قد يخطط لقضية اللاجئين السوريين خارج سوريا، ولبنان يستضيف زهاء مليوني نازح سوري، وتهمّه عودتهم إلى ديارهم في أسرع وقت ممكن، ويشدّد دائماً على ضرورة حصول حل سلمي للأزمة السورية بناء على تفاهم بين الأطراف السوريين، كما انه يؤكد دائماً على رفض توطين اللاجئين السوريين ويتخذ كل الاجراءات التي تتيح له الاهتمام بهؤلاء إنسانياً على أراضيه، وفي هذا الاطار جاء اعتراض لبنان على ما تضمنه القرار 2254 الأخير حول الحل في سوريا بالنسبة إلى «العودة الطوعية» للاجئين، إنّما الاعتراض لن يغيّر من القرار، لكن قد يؤخذ الأمر بالاعتبار لدى وجود تفسيرات للقرار أو حين تنفيذه. وتؤكد المصادر أنّ لبنان دولة معنية بالموضوع السوري شاء أم أبى، انه معني في ظل وجود سياسة النأي أو التحييد بنفسه عن الأزمة أو في ظل عدم وجود ذلك. سياسة النأي التي تعني عدم التدخّل بالشأن السوري الداخلي يحافظ عليها لبنان، لكن في الوقت نفسه يعيش هذا البلد حالة ارتدادات للأزمة السورية عليه، ما يتوجب عليه أن يكون حاضراً في أية نقاشات للحلول. لبنان مع وحدة الأراضي السورية واحترام سيادة الدولة على هذه الأراضي. وهو يؤيد ما يقرره السوريون في شأن مستقبل سوريا. في ظل أزمة وجود اللاجئين السوريين، لا يخفى ان لبنان معرض لخطر الإرهاب الآتي من سوريا، كما ان هناك موضوع الحدود اللبنانية السورية ووجوب مراقبتها وضبطها. أي ان هناك حدوداً مشتركة يجب معرفة مصير وضعها من الجانب الآخر. من مصلحة لبنان أن يكون موجوداً في الاجتماعات من أجل مواكبة تطور العملية السياسية في سوريا وله دور مثله مثل أي دولة محيطة بسوريا ومهتمة بأوضاعها. كما ان الاتصالات الدولية مفيدة دائماً لا سيما حول مسألة اللاجئين التي هي أهم ما لدى لبنان على الصعيد السوري. فضلاً عن ذلك، ان الجهة المنظمة هي التي وجّهت الدعوة، ولا يمكن للبنان أن يغيب عن هكذا اجتماعات لأن الوضع في سوريا لديه انعكاسات على وضع لبنان والمنطقة ككل. من المهم تفادي التداعيات السلبية على لبنان من خلال المشاركة بالرأي وشرح الموقف، ومما لا شك فيه ان الموفد الدولي للحل في سوريا ستيفان دي ميستورا سيزور لبنان من خلال مهمته التي حظيت بدعم مجلس الأمن وفق القرار 2254، الذي أطلق العملية السياسية ودفع بجهوده الى الأمام. أما بالنسبة الى القرارات المهمة حول سوريا، فإنها ستتخذ على المستوى الأميركي الروسي، وليس على مستوى النقاشات داخل مثل هذه الاجتماعات، كما تحصل ايضاً من خلال الاتصالات مع الدول الاخرى مثل المملكة العربية السعودية وفرنسا وبريطانيا وإيران. وهذا ما ينطبق على قضية مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد. وبالتالي، لبنان لن يكون في موقف مُحرِج حيال ذلك، لأن القرار يتخطاه، ولن يكون له موقف حياله. وبالتالي لن يتم التصويت داخل الاجتماعات حول ما إذا كان سينتهي حكم الأسد أم لا. مثل هكذا مواضيع بالغة الأهمية لن تناقش في مثل هذه الاجتماعات، بل في لقاءات تجمع أقل عدد ممكن من الدول الفاعلة. لكن على الرغم من ذلك، فإن تعبير لبنان عن رأيه في الاجتماعات حول المواضيع التي تناقش، من ضمن مواقف كل الدول، يؤدي الى حصول توازن في الأصوات، ويتبين كم دولة دعمت اقتراحاً محدداً، مع ان الاجتماعات لا تعمل بالتصويت. اهمية أن يكون لبنان في الاجتماعات هي في ان لا تحصل توجهات تضرّ بمصالحه ومن أجل أن يكون متنبهاً لها.

 

ميليشيات العراق الطائفية وجريمة خطف القطريين !

داود البصري/السياسة/25 كانون الأول/15

ثمة سؤال ينطلق في سماء السياسة العراقية التي باتت أسيرة تماما للنظام الإيراني وأدواته في المنطقة وفي الشرق عموما، السؤال هو: هل تتوقع دول الخليج العربي الأمن والأمان، ومن يمتلك مفاتيح الوضع الأمني في العراق هي العصابات الطائفية القذرة التي يقودها الإرهابيان هادي العامري ونائبه أبو مهدي المهندس؟

وهل يمكن لأي حكومة في المنطقة والإقليم الثقة بالحكومة العراقية التي لا تمتلك زمام أمرها، ولا تستطيع إدارة ملف بسيط من الملفات الأمنية من دون موافقة الراعي الرسمي والوكيل المعتمد النظام الإيراني، وتحديدا جهاز الحرس الثوري الإيراني الذي يقود غلمانه في العراق كل محاور التحرك والسيطرة وقيادة العمليات؟

العراق اليوم، وهذه حقيقة يعرفها صانع القرار الخليجي والعربي عموما مجرد ضيعة إيرانية، وحكومته هزيلة الى حد الجزع، وإذا كان رئيس الحكومة الحالي الدعوي التعبان حيدر العبادي اضعف قيادي في حزب «الدعوة»، فإنه في رئاسة الحكومة العراقية ليس فاعلا لا يهش ولا ينش، ولا يمتلك من مواصفات القيادة وشروطها حدودها الدنيا، فالرجل ضائع تماما بين الملفات ومراكز القوى الطائفية المتصارعة، وهو لا يستطيع السيطرة على حركة شرطي واحد ووجوده على رأس السلطة بروتوكولي محض، فلا قيمة حقيقية لسلطاته وهو أسير المحبسين «القصر وإيران»، لذلك فإن حكومة العراق الحالية لا يمكن أبدا التعامل معها على كونها حكومة مسؤولة أو يمكن ضمان مواقفها وتعهداتها. من يسيطر على العراق فعليا ويقود ملفات إدارة الصراع فيه الجماعات والأحزاب والقيادات المرتبطة ولائيا وعقيديا وتنظيميا، بالنظام الإيراني، وخصوصا جهاز الحرس الثوري المكلف ادارة الأوضاع العراقية من خلال الرموز والقيادات التي تربت في الحضن الإيراني من القيادات العراقية الحالية، بل ان تشكيل حكومة حيدر العبادي كان منذ البداية استجابة للرغبات والأوامر والنواهي الإيرانية حتى أن الميليشيات الطائفية أضحت هي المتحكم الأول والأخير في وزارات أمنية حساسة وستراتيجية، مثل وزارة الداخلية التي يقودها «فيلق بدر» أي الحرس الثوري وكالة!

كما أن الوزير شخصيا، وهو المدعو محمد سالم الغبان من المقاتلين القدماء في الحرس الثوري في جبهات الحرب ضد العراق في حرب الثمانينات، أي أنه بالمفهوم الوطني «خائن لبلاده» بصرف النظر عن النظام السياسي الحاكم، وقتذاك! لكن في العراق أضحت للخيانة مفاهيم وأسس مختلفة بالكامل عن بقية شعوب الأرض. المهم إن جريمة خطف الصيادين القطريين يتحمل مسؤوليتها الأولى والمباشرة الحكومة العراقية التي لا أدري حقيقة كيف أن الإخوة في قطر، أو دول الخليج، لم يكونوا يقدرون هزالتها وضعفها ومشبوهية قياداتها! عملية الخطف كانت معدة ومرتبة بدقة وتفصيل، وبما هو أكثر من إمكانات وتفكير حكومة العراق وعصاباتها. لقد خطط الأمر بدقة وحرفنة في طهران، ومن هناك صيغت الخطط وأعدت السيناريوهات، ورسمت كل خطوط التحرك والتنفيذ في ظل الاختراق الأمني الكبير للعراق! لقد كان الهدف ابتزازيا واضحا وهو إضافة للمصالح والرغبات المادية توجيه ضربات معينة لدول الخليج انتقاما من دورها الداعم للثورة السورية، وتلبية لرغبات شياطين التحالف الفاشي السوري -الإيراني – الروسي الإرهابي، وكان الصيد ثمينا جدا، ويمكن استغلاله عبر المطالبة بالإفراج عن إرهابيين طائفيين وعصابات من القتلة تم أسرهم في سورية كثمن لإطلاق سراح المواطنين القطريين، وهو ابتزاز رخيص وعمل إرهابي شاذ تتحمل الحكومة العراقية وحدها مسؤوليته ومسؤولية الحفاظ على حياة المخطوفين وإعادتهم لذويهم ووطنهم من دون قيد أو شرط إذا كانت تدعي فعلا نيتها على محاربة الإرهاب، وهو المنتج أصلا في مصانع ميليشياتها الإرهابية، لكن المعضلة الحقيقية هي أن الحكومة العراقية ليست بمستوى المسؤولية، ولا الكفاءة، فالمجرمون والإرهابيون ينشطون بين أروقتها، والقضية أضحت مثل عصابات المخدرات الكولومبية أي «كارتلات» عصابية هي التي تسيطر على المشهد الأمني العراقي، والسلطة عاجزة بالمطلق عن معرفة أي شيء أو حماية أي أحد، والحكومة بذاتها رهينة إرادة الميليشيات التي تستطيع القفز على السلطة مباشرة لولا الخوف من الاميركيين لفعلوها، لكنهم ينتظرون الفرصة المناسبة، وليس سرا أن الخاطفين الإرهابيين يهدفون الى تحقيق الأهداف التالية:

* الحصول على تعويضات مالية كبيرة.

* إطلاق سراح بعض المعتقلين المحكومين بالإعدام في بعض دول المنطقة من أتباع النظام الإيراني ومن مثيري الفتنة الطائفية!

* تحرير أسرى الميليشيات والحرس الثوري من أيدي الجماعات المسلحة في سورية.

* فرض ابتزاز وإرهاب واعتراف بالحالة السلطوية للميليشيات الإرهابية!

وطبعا تحقيق مثل تلكم الشروط أمر تعجيزي ويمس سيادة عدد من الدول، ولا يمكن أن يتم التوصل لاتفاق حوله، لتبقى مسؤولية الحفاظ على حياة المخطوفين أسيرة لنتائج تحركات واتصالات سرية تتجاوز كثيرا الحكومة العراقية المنفلتة والعاجزة عن إدارة وتدبير أي ملف، لكونها حكومة الفشل المريع، ويبدو أن قنوات التفاهم المباشر مع طهران هي الكفيلة وحدها بحل الأزمة، لكن ليس من دون تقديم تنازلات معلومة ولربما مؤلمة!

كل المسؤولية تقع على أطراف حكومة فاشلة اضافة الى من يثق بتلك الحكومة أصلا من العرب والعجم والبربر.

الإرهاب في نعيم في العراق لكون قيادات الإرهاب الدولي من أمثال هادي العامري وأبو مهدي المهندس وغيرهم من عتاة المجرمين والأغبياء هم من يحكم العراق اليوم، لذلك ليس من بديل سوى الكوارث المتتالية!

أفهموها يا ناس، حكومة العبادي عاجزة بالكامل عن حل عقدة حذاء فكيف بمحاربة الإرهاب وضمان أمن العراق.

 

محمد شطح

نديم قطيش/الشرق الأوسط/25 كانون الأول/15

يومان يفصلان عن الذكرى السنوية الثانية لجريمة اغتيالك في 27 ديسمبر (كانون الأول) 2013. عامان كاملان كل شيء فيهما أقل. ذكاء الفكرة السياسية أقل. سرعة التقاط الجديد والمتغير أقل. حنكة تقديم وجهة النظر والدفاع عنها وتحصينها بمنظومة دفاعية متكاملة، أقل. طعم الحداثة في المشهد السياسي اللبناني أقل. والدفء والود والصداقة أقل. كل شيء في غيابك أقل، إلا بقعة الوجع، تكبر وتتوسع في عتمة القلب. كثيرون صدمهم أن تشملك لائحة القتل. لكن حساباتهم لم تتطابق مع حسابات «بنك الأهداف» المعد بحرفة عالية وحقد أعلى. حسبوا أن هدوءك وتهذيبك واعتدالك وانفتاحك حصن حصين. رُقية تحمي من عين القاتل. حتى في بلد تعمل مصانع القتل فيه بانتظام ومثابرة، منذ خريف عام 2004، بدت مصيبة اغتيالك للكثيرين فاقعة في عبثيتها وتطاولها، والظلم الواقع عليك أوضح من أن تخطئه عين. بين الاغتيالات جميعًا، يكاد يكون اغتيالك الوحيد غير المتوقع. حين سقط سمير قصير وجبران تويني وصولاً إلى اللواء وسام الحسن، شعرنا أن كلاً منهم يرتقي درجة في المهمة التي أوكلها إلى نفسه. إن «الشهادة» تتمة منطقية لفعل المواجهة الذي قرروه، في بلاد تكافئ النجاح بالقتل والموهبة بالسيارات المفخخة. على الأرض تساوى الأثر التعبوي لفعل وسام مع الأثر التعبوي لكلمات جبران وسمير، وبقيت أنت في فصيلة فريدة.

لا أقول هذا الكلام تقليلاً من شجاعتك التي أعرفها عن قرب، أو انتقاصًا من راديكالية موقفك السياسي تجاه مشروع الهيمنة المذهبي الإيراني، وميليشيا حزب الله وأخواته من منظمات الإرهاب وعصابات الجريمة باسم الله. لكن شجاعتك وراديكاليتك الأكيدتين ظلتا باردتين وبلا عصب تعبوي. رهان قاطع على عقلنة السياسة في حقول العواطف الخصبة، وضعك في مرمى من يهابون العقلاء. لن أواسيك كثيرًا. يؤلمني يا صديقي، أنه في سنة غيابك الثانية سيتذكرك الناس ضحية عارية للعنف وثقافة الاغتيال، وينسى جلهم أهمية وعمق الرؤية السياسية التي حملت. فداحة الجريمة لم تبقِ على صدرك إلا وسام «الشهادة»، وهذا ظلم يضاف إلى ظلم. لذا اسمح لي أن أختصر نقاشات طويلة بما أراه يوجز مشروعك لإنقاذ لبنان.

فأولاً، لا مناص من تحييد لبنان عن صراعات المنطقة، لا سيما في سوريا التي دخلها حزب الله بوهم حماية بشار الأسد وها هو كل يوم يشيع قتيلاً أو مجموعة قتلى من دون أي أفق جدي لتحقيق هدفه. وهو كما نحن يتابع كيف وضع مجلس الأمن الدولي للمرة الأولى منذ اندلاع الثورة السورية، عبر القرار 2254، خريطة طريق لخروج الأسد خلال ثمانية عشر شهرًا. والتحييد، كما كنت تقول، لا يعني فقط أن يعلن لبنان حياده، بل أن تلتزم الدول المعنية والفاعلة في لبنان حياده، وأن تقلع عن استخدام أرضه أو بعض أهله في مشاريعها، وأن يُعلن هذا الالتزام في مؤتمر دولي أو عبر اتفاق دولي إقليمي على غرار الاتفاق الذي منح لبنان عقد التحييد الممتد بين عامي 1959 و1969.

ثانيًا، العودة إلى خريطة الطريق الدولية لأمن لبنان عبر تفعيل بنود القرار الدولي 1701، لا سيما ما يتصل منها بتأمين الحدود الشمالية والشرقية للبنان والتزام اتفاقية الهدنة مع إسرائيل على الحدود الجنوبية.

ثالثًا، فتح ورشة حقيقية في الداخل اللبناني تعبر بنا من مرحلة الدستور الانتقالي التي افتتحها اتفاق الطائف، إلى دستور تام وناجز يرتكز إلى حجري أساس:

أ - إنشاء مجلس للشيوخ ينتخب وفق القيد الطائفي يضمن تطمين الطوائف اللبنانية ويحرر في الوقت نفسه النظام السياسي والإدارة من عبء الارتهان لنظام المافيا المذهبية.

ب - التوجه نحو تطبيق اللامركزية الإدارية بما يعيد المبادرة إلى المواطن الفرد والأولوية للكفاءة والابتكار، ويحرر المجتمع من نظام الزبائنية المرتبط بنظام المافيا المذهبية.

كنت يا محمد من قلة رأت مرسى الأمان وناضلت بشجاعة للوصول إليه. وأنا لا أكتب اليوم إلا إنصافًا لك. للعقل الذي يتكلم كأنه الآن هنا، راهنًا طازجًا، وكأن الموت مجرد ذريعة نبرر بها غيابك عن لقاء أو نقاش.

لم تخطئ الرهان حين قلت ذات مرة إن قتل أحد ما لا يقتل الفكرة التي يناضل من أجلها، وإن هذا الفارق الجوهري بيننا وبينهم. هم يستهدفون الشخص ونحن مصرون على هزيمة فكرتهم. لذلك سننتصر!

لا أخفيك أنني أضعف أحيانًا، وأقول إن وجودك هنا أفضل من انتصار فكرتك، وإن حياتك أغلى من أي انتصار يكون ثمنه «استشهادك». فتلك الفجوة كبيرة يا محمد، والثقب الأسود يزداد عمقًا وعتمًا. لكن لا بأس من مجاراتك فيما ذهبت إليه.

نعم، لم يقتلوا الفكرة التي كانت من سنتين ربما سببًا لاغتيالك، وباتت اليوم هي حلهم الوحيد بعد أن جربوا كل شيء وارتكبوا كل شيء وغامروا بكل شيء. لا يزال مشروعك الثلاثي الذي هندسته بعناية فائقة هو الحل الوحيد المتاح لمن يريدون حلولاً. في الختام، يحرقني الشوق إليك. عزائي أنك ستلتقي سمير حتمًا، وسيكون بينكما ما أطمئن به عليكما وأحسدكما عليه في آن.

 

إيران.. السحب الداكنة في الأفق الاقتصادي

أمير طاهري/الشرق الأوسط/25 كانون الأول/15

«أنتم لم تدفعوا رواتب المعلمين منذ شهور، والآن توقفتم عن دفع رواتب الجيش كذلك». كانت تلك الطريقة التي خاطب بها بهرام بيراواند، عضو المجلس الإسلامي في إيران، رئيس الجمهورية حسن روحاني مؤخرًا. والمعنى الضمني للبيان يفيد بأنه حين يمكنك إرسال المعلمين إلى السجون حينما يحتجون بسبب عدم تسلم رواتبهم فسوف يكون من العسير للغاية فعل نفس الشيء مع القوات العسكرية والأمنية التي يحتاج إليها النظام في حمايته. لم يكن النائب بيراواند هو الوحيد الذي يدق ناقوس الخطر حول آفاق الاقتصاد الإيراني. ففي وقت سابق من هذا الشهر، وقع أكثر من مائة عضو من أعضاء المجلس على خطاب موجه إلى الرئيس روحاني يحذرونه من «أعمق حالات الركود في التاريخ الإيراني الحديث» ومن مخاطر وقوع اضطرابات اجتماعية في البلاد. وقبل انضمام أعضاء البرلمان إلى جموع المتقدمين بالشكاوى، كان هناك أربعة وزراء في الحكومة، ومن بينهم وزير الاقتصاد ذاته، كانوا قد رفعوا خطابًا إلى روحاني يبلغونه بشأن المستنقع الآسن الذي تتحرك البلاد نحوه. ولقد أعرب الوزراء في وقت لاحق أنهم لم يكونوا يرغبون في تسريب ذلك الخطاب إلى المجال العام. ولكن كان من الواضح أن التسريب تم على يد أحد منهم.

ونظرًا لأن الأنباء السيئة تأتي متتابعة، نشر خلال هذا الأسبوع تقرير صندوق النقد الدولي حول الاقتصاد الإيراني. ولقد هاجم التقرير المزاعم شديدة التفاؤل التي أطلقها الرئيس روحاني بأن عام 2016 سوف يشهد نموًا في الاقتصاد الإيراني بواقع 3.5 نقطة مئوية. بدلاً من ذلك، فإن التقرير الدولي يتوقع إما بلوغ الاقتصاد الإيراني معدل نمو سلبي بواقع نصف نقطة مئوية أو معدل نمو إيجابي بمقدار مماثل، مما لن يكون له أي معنى من الناحية الإحصائية.

وفقًا لتقديرات وزارة العمل الإيرانية، فإن سوق العمل الإيرانية تفقد في المتوسط ألف وظيفة كل يوم. ويؤكد تقرير صندوق النقد الدولي ذلك الأمر من خلال توقعات بقفزة في البطالة تحققها سوق العمل الإيرانية من 11.9 في المائة خلال هذا العام إلى 12.5 في المائة في عام 2016.

والملاحظة الإيجابية الوحيدة التي تضمنها تقرير صندوق النقد الدولي حول إيران تكمن في مخاوف تتعلق بسعر النفط، الذي يتوقع أن يصل إلى متوسط 52 دولارًا للبرميل. ومع ذلك، فإن السعر الحالي يحوم حول 35 دولارًا للبرميل، مع احتمال أن يشهد انخفاضًا آخر تقريبًا. وحتى مع ارتفاع أسعار النفط، فإن الكثير في إيران يتوقف فعليًا على ما إذا كان الحظر المفروض على صادرات النفط الإيرانية سوف ينتهي، حيث تراوحت الصادرات النفطية الإيرانية حول 1.24 مليون برميل في اليوم خلال العام الحالي. وفي عام 2016، يتوقع أن يرتفع ذلك الرقم إلى 1.81 مليون برميل في اليوم، شريطة أن يكون هناك ما يكفي من الطلب على النفط الإيراني.

يحذر صندوق النقد الدولي أيضًا بشأن مخاطر التضخم المتصاعدة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى قرار الحكومة الإيرانية أن تجري قليلاً من «التخفيف الكمي» من تلقاء نفسها، مما يعني طباعة المزيد من الأموال بنفس الطريقة التي قام بها الرئيس باراك أوباما في الولايات المتحدة. وتكمن المشكلة في أن إيران ليست الولايات المتحدة، حيث يمكن للأميركيين طباعة السندات الحكومية من دون أسعار لفائدة تذكر ويضمنون أن أحدهم، وفي العادة ما يكونون رجال الأعمال الأثرياء من الصين، سوف يشتريها. ولكن الجمهورية الإسلامية، رغم ذلك، كان عليها التخلي عن خطط السندات الحكومية الموجهة إلى سوق رأس المال الدولي بسبب عدم موافقة أي بنك غربي كبير على الاكتتاب حتى في جزء منها. ولقد سجل الدخل الإيراني من العائدات النفطية هبوطًا بأكثر من 20 مليار دولار في عام 2015 من توقعات بـ 55.4 مليار دولار إلى 35.3 مليار دولار فقط.

من الناحية النظرية، يبدو احتياطي إيران من العملات الأجنبية في حالة صحية عند مستوى 142 مليار دولار وفقًا لصندوق النقد الدولي. والمشكلات هي أنه نظرا للعقوبات المتعلقة بالقضية النووية، فإن الكثير من الدخل الإيراني يظل مجمدًا في الحسابات المصرفية التي لا تستطيع طهران الاستفادة منها. وجزء كبير من ذلك الاحتياطي تم جمعه في عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد نتيجة للعقوبات الدولية. ولقد كان الرئيس نجاد، الذي تقدمت به السن كثيرًا، من الأثرياء، إلا أنه لا يستطيع التحكم أو التصرف في أمواله. حاول أوباما مساعدة روحاني، الذي يعتبره ذا قدرات معتدلة على كبح جماح سلطات المرشد الإيراني الأعلى، من خلال السماح بالإفراج عما يقرب من 8 مليارات دولار من الأصول الإيرانية المجمدة منذ محادثات جنيف حول القضية النووية في عام 2014. ومع ذلك، وحتى إذا تم الإفراج عن كل الأصول المجمدة لإيران في الخارج، وهناك خلاف فعلي حول المقدار الحقيقي لتلك الأموال، فسوف يستمر الاقتصاد الإيراني في المعاناة من العيوب الهيكلية العميقة التي لا يمكن لأي مبلغ من المال أن يصلحها.

عندما استولى الملالي على السلطة في عام 1979 اندفعوا في ثورة تأميم وطنية محمومة مستوحاة من حلفائهم الشيوعيين السابقين والذين اعتبروا الاتحاد السوفياتي النموذج الأمثل للمجتمع الإنساني. وفي غضون أسابيع، كانوا قد أمموا كل شيء في البلاد تقريبًا، مما ألحق الدمار الأكيد بالنخبة الرأسمالية والإدارية التي تشكلت في إيران عبر قرن كامل من الزمان. كانت النتيجة هي الفوضى المحققة. لذا، ووفقًا لمرسوم من ثماني نقاط صادر عن آية الله الخميني، حاولوا عكس الموجة عن طريق السماح لبعض الملاك والمديرين السابقين بالعودة في مقابل رشى ضخمة تحت شعار «معاونة الإمام على التمويل» أو غير ذلك من المشروعات تحت شعار «مساعدة المعوزين». ومع ذلك، وبعد هروبهم إلى المنفى، لم يقرر كثير من الملاك والمديرين العودة مجددًا إلى إيران. مما مكن الملالي وشركاءهم في الأعمال من الاستيلاء على كل ما تطوله أيديهم. وفي عام 1988، قدرت الحكومة عدد الشركات الخاصة المستولى عليها من الملاك بما يزيد على 75 ألف شركة.

في تلك الأثناء، حولت المؤسسات الدينية المختلفة من أنشطتها الدينية إلى شركات أعمال، وكل مؤسسة تعمل على تأمين موضع لها في السوق. وصارت الصورة العامة أكثر ارتباكًا حينما شاركت المؤسستان العسكرية والأمنية في تلك الوليمة، من حيث تأسيس شركاتهم الخاصة وتأمين الاحتكار على قطاعات من الاقتصاد الوطني والتجارة الخارجية. على سبيل المثال، فإن أكبر تكتل للبناء والتشييد في البلاد يعود إلى الحرس الثوري الإيراني. (ولقد كان ذلك التكتل تحت رئاسة روحاني لأكثر من عشر سنوات). كما أن القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني يترأس بنفسه مجلس إدارة 23 شركة إيرانية.

وفي واحدة من أكثر اللحظات عدوانية، زعم أحمدي نجاد أن الحرس الثوري الإيراني يدير تجارة السوق السوداء داخل إيران، ولا يسدد أية ضرائب عن أكثر من 200 شركة من التي يسيطر عليها. وفي حين أن أحدًا لا يعرف على وجه الدقة ما الذي يجري في تلك المؤسسات المزعومة، بما في ذلك أكبرها حجمًا، تلك التي تعمل في حرم الإمام الرضا في مدينة مشهد، فإن قطاعات كبيرة من التجارة الخارجية الإيرانية تخضع لسيطرة الملالي الأقوياء، وأحدهم يحتكر بمفرده واردات السكر إلى البلاد، والآخر يتحكم في أغلب المعاملات التجارية مع الصين.

حاول أحمدي نجاد دمقرطة الفساد عن طريق خصخصة الشركات المملوكة للدولة والتي تقدر قيمتها بنحو 30 مليار دولار بنصف السعر، وكانت النتيجة طفرة كبيرة في الشخصيات ذات النفوذ داخل الشبكات العسكرية والأمنية في البلاد، مما ترك المواطن الإيراني البسيط يعيش على الفتات. وفي حين أنه ما من شك في أن روحاني ارتكب الكثير من الأخطاء، ومنها على سبيل المثال زيادة الميزانية العسكرية بواقع 21 في المائة لحشد التأييد السياسي الذي يحتاجه، فلن يكون من قبيل الإنصاف إلقاء التبعة عليه وحده بشأن الفوضى التي يشهدها الاقتصاد الإيراني حاليًا. فلقد ورث نظام حكم غير قابل للإصلاح، ومزيجًا غريبًا للغاية من الاقتصاد الاشتراكي والفوضوية. والأموال التي يخطط أوباما للإفراج عنها قد تساعد في إنقاذ النظام الإيراني لفترة من الوقت. ولكن على المدى الطويل، رغم ذلك، لن تتمكن إيران من بناء اقتصاد حديث مع نظام يستند إلى عقلية أصحاب الدخول من الأعمال، والفساد المتأصل، والاختلاس المشرعن.