المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 26 كانون الأول/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.december26.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوقا01/من46حتى55/ قالَتْ مَرْيَم: تُعَظِّمُ نَفسِيَ الرَّبّ، وتَبْتَهِجُ رُوحِي بِٱللهِ مُخَلِّصِي، لأَنَّهُ نَظرَ إِلى تَواضُعِ أَمَتِهِ

رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس01/من03حتى14/وقَدْ عَرَّفَنَا سِرَّ مَشِيئَتِهِ، بِحَسَبِ رِضَاهُ الَّذي سَبَقَ فَجَعَلَهُ في المَسِيح، لِيُحَقِّقَ تَدْبِيرَ مِلْءِ الأَزْمِنَة

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

مسامير وتغريدات تحكي الغنمية والتبن والزرائب والإستزلام وتشويه معايير الشادة وبيع دماء الشهداء/الياس بجاني

حتى مزابل التاريخ سترفض استقبال طاقمنا السياسي والحزبي العفن/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

خطف معارض إيراني من الضاحية الجنوبية ومقتل أربعة من »حزب الله« بغارة إسرائيلية على فليطا السورية

»يديعوت أحرونوت«: إسرائيل تأخذ تهديدات نصر الله على محمل الجد

مصادر عون: مفتاح الرئاسة في الرابية والراعي يؤكد ضرورة الالتقاء بشأن التسوية الجديدة المدعومة دولياً وإهداء لبنان رئيساً

البابا فرنسيس دعا الإسرائيليين والفلسطينيين إلى استئناف الحوار المباشر وقداس بيت لحم يدعو إلى استقبال اللاجئين السوريين ونبذ الكراهية

 أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 25 كانون الأول 2015 (عيد الميلاد المجيد) كل عيد وأنتم بخير

محاولات لإنعاش «التسوية الرئاسية» بعد أن خف وهجها

 

عناوين الأخبار المتفرقات اللبنانية

وصول جثمان علي عيد إلى دارته في قرية حكر الضاهري في عكار

المطران الياس عودة احتفل بقداس الميلاد: نصلي ليلهم الرب المسؤولين انتخاب رئيس يلتف الجميع حوله

مطر: ليقظة ضمير والتلاقي حول مصلحة الوطن وانتخاب رئيس للجمهورية

رئيس "لقاء علماء صور" العلامة الشيخ علي ياسين : المقاومة تحمينا وتمنع العدوان عنا

أحمد قبلان للسياسيين: تتمادون في إفشال التسويات وإسقاط الحلول بظل بلد قاب قوسين أو أدنى من التفكك

قاسم هاشم: فكرة ترشيح فرنجية لا تزال تراوح مكانها

النابلسي: من يريد مكافحة الارهاب فليتوقف عن دعم الإرهابيين وليتقدم لمحاربة العدو الإسرائيلي

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إيران تنفي تخفيض قواتها بسوريا… ومصير سليماني ما زال غامضا!

البابا فرنسيس دعا الإسرائيليين والفلسطينيين إلى استئناف الحوار المباشر وقداس بيت لحم يدعو إلى استقبال اللاجئين السوريين ونبذ الكراهية

 غارة روسية تقتل قائد «جيش الإسلام»... بعد تبنيه المفاوضات

واشنطن تنوي ترحيل مئات الأسر المقيمة بشكل غير قانوني و 14 قتيلاً في عواصف مدمرة ضربت جنوب الولايات المتحدة

قتيل في إطلاق نار بمركز تجاري

تعويض لرهائن السفارة الأميركية بطهران

الجامعة العربية: طهران تهدد الأمن الدولي

  800 تونسي قتلوا في سورية

شتاينماير: السعودية لاعب رئيس في محاربة «داعش»

وول ستريت جورنال»: تخبط إدارة أوباما تجاه الأسد ساعد على تقويته

العبادي: استعادة الموصل ستتم بعد الانتصار على التنظيم في مركز الأنبار وعبوات ناسفة وقناصة تعرقل عملية تحرير الرمادي من سيطرة «داعش»

أندونيسيا: اعتقال اثنين خططا لهجوم انتحاري ليلة رأس السنة

قطر اعترضت على وضع قوائم للمعارضة قبل بدء المحادثات السورية و اتفاق بين الأسد ووجهاء في جنوب دمشق لإجلاء أربعة متطرف بينهم «دواعش» اليوم

فتوى لـ«داعش» تبيح نقل أعضاء بشرية من الأسرى تثير جدلاً

علماء الأزهر لـ {الشرق الأوسط}: جريمة نكراء لا تجوز لأنها تهديد لحياة قائمة.. والاتجار في الأعضاء محرم

السيستاني يدعو إلى الإفراج عن القطريين المخطوفين

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

السعودية الجديدة ولبنان العتيق/شادي علاء الدين/العرب

القنطار اغتيل في أحضان روسيا/راجح الخوري/الشرق الأوسط

الروس والإيرانيون في خندق واحد/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

صعود التوحش في الصراع السوري/فايز سارة/الشرق الأوسط

عن ارتدادات ريختر الحريري: قبل أن يقرر عن اللبنانيين/عادل مالك/الحياة

عام إزاحة ميركل عن عرش أوروبا/ سليم نصار/الحياة

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس لوقا01/من46حتى55/ قالَتْ مَرْيَم: تُعَظِّمُ نَفسِيَ الرَّبّ، وتَبْتَهِجُ رُوحِي بِٱللهِ مُخَلِّصِي، لأَنَّهُ نَظرَ إِلى تَواضُعِ أَمَتِهِ

"قالَتْ مَرْيَم: «تُعَظِّمُ نَفسِيَ الرَّبّ، وتَبْتَهِجُ رُوحِي بِٱللهِ مُخَلِّصِي، لأَنَّهُ نَظرَ إِلى تَواضُعِ أَمَتِهِ. فَهَا مُنْذُ الآنَ تُطَوِّبُنِي جَمِيعُ الأَجْيَال، لأَنَّ القَدِيرَ صَنَعَ بي عَظَائِم، وٱسْمُهُ قُدُّوس، ورَحْمَتُهُ إِلى أَجْيَالٍ وأَجْيَالٍ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَهُ. صَنَعَ عِزًّا بِسَاعِدِهِ، وشَتَّتَ المُتَكبِّرينَ بأَفْكَارِ قُلُوبِهِم. أَنْزَلَ المُقْتَدِرينَ عنِ العُرُوش، ورَفَعَ المُتَواضِعِين.

أَشْبَعَ الجِيَاعَ خَيْرَاتٍ، وصَرَفَ الأَغْنِياءَ فَارِغِين. عَضَدَ إِسْرائِيلَ فَتَاهُ ذَاكِرًا رَحْمَتَهُ،لإِبْراهِيمَ ونَسْلِهِ إِلى الأَبَد،كمَا كلَّمَ آبَاءَنا»."

 

رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس01/من03حتى14/وقَدْ عَرَّفَنَا سِرَّ مَشِيئَتِهِ، بِحَسَبِ رِضَاهُ الَّذي سَبَقَ فَجَعَلَهُ في المَسِيح، لِيُحَقِّقَ تَدْبِيرَ مِلْءِ الأَزْمِنَة

"يا إخوَتِي، تَبَارَكَ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح، الَّذي بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ في السَّمَاوَاتِ في المَسِيح؛ فإِنَّهُ ٱخْتَارَنَا فيهِ قَبْلَ إِنْشَاءِ العَالَم، لِنَكُونَ في حَضْرَتِهِ قِدِّيسِين، لا عَيْبَ فينَا؛ وقَدْ سَبَقَ بِمَحَبَّتِهِ فَحَدَّدَنَا أَنْ نَكُونَ لَهُ أَبْنَاءَ بِالتَّبَنِّي بِيَسُوعَ المَسِيح، بِحَسَبِ رِضَى مَشِيئَتِهِ، لِمَدْحِ مَجْدِ نِعْمَتِهِ الَّتي أَنْعَمَ بِهَا عَلَيْنَا في الحَبِيب؛ وفيهِ لَنَا الفِدَاءُ بِدَمِهِ، أَي مَغْفِرَةُ الزَّلاَّت، بِحَسَبِ غِنَى نِعْمَتِهِ، الَّتي أَفَاضَهَا عَلَيْنَا في كُلِّ حِكْمَةٍ وَفَهْم؛ وقَدْ عَرَّفَنَا سِرَّ مَشِيئَتِهِ، بِحَسَبِ رِضَاهُ الَّذي سَبَقَ فَجَعَلَهُ في المَسِيح، لِيُحَقِّقَ تَدْبِيرَ مِلْءِ الأَزْمِنَة، فَيَجْمَعَ في المَسِيحِ تَحْتَ رَأْسٍ وَاحِدٍ كُلَّ شَيء، مَا في السَّماوَاتِ ومَا عَلى الأَرْض؛ وفيهِ أَيْضًا ٱخْتَارَنَا مِيرَاثًا لَهُ، وقَدْ سَبَقَ فَحَدَّدَنَا بِحَسَبِ قَصْدِهِ، هُوَ الَّذي يَعْمَلُ كُلَّ شَيءٍ بِقَضَاءِ مَشِيئَتِهِ، لِنَكُونَ مَدْحًا لِمَجْدِهِ، نَحْنُ الَّذِينَ سَبَقْنَا فجَعَلْنَا في المَسِيحِ رجَاءَنَا؛ وفيهِ أَنْتُم أَيْضًا، بَعْدَ أَنْ سَمِعْتُم كَلِمَةَ الحَقِّ، أَي إِنْجِيلَ خَلاصِكُم، وآمَنْتُم، خُتِمْتُمْ بِالرُّوحِ القُدُسِ المَوعُودِ بِهِ،وهُوَ عُربُونُ مِيرَاثِنَا، لِفِدَاءِ شَعْبِهِ الَّذي ٱقْتَنَاه، ولِمَدْحِ مَجْدِهِ."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

 

مسامير وتغريدات تحكي الغنمية والتبن والزرائب والإستزلام وتشويه معايير الشادة وبيع دماء الشهداء

الياس بجاني/25 كانون الأول/15

*عن عظات غالبية المطارنة والبطاركة ورجال الدين اليوم في لبنان المحتل التي تحكي المحبة والتواضع والتسامح: اسمع كلامهم ولا تفعل أفعالهم.

أي خير يرجى من سعد الحريري وهو يفاوض علناً حزب الله وإيران على مذلة التخلي عن المحكمة الدولية وعن دماء كل شهداء ثورة الأرز؟

*الأحرار لا تجدهم في الأحزاب اللبنانية لأن الأحزاب هي عبارة عن زرائب للمواشي حيث التبن والعلف وحيث لا بصر ولا بصيرة بل غنمية وتبعية واستزلام.

*ليس في لبنان أحزاب بل شركات تجارية وعائلية، وليس في لبنان رجال سياسة بل تجار دم وزبالة، وليس في لبنان منتمين لأحزاب بل زلم وهوبرجية وأغنام.

*حزب الله من جهة والتكفيريين من جهة مقابلة شوهوا قيم ومعاني الشهادة والشهداء. ترى هل من يذبح الشعب السوري هو مقاوم وعندما يقتل يعتبر شهيداً؟.

*هل من اغتال محمد شطح وقبلة كوكبة من ناشطي ثورة الأرز وهو حزب الله الإرهابي والملالوي هو إيمانياً فريق مقاوم ومحرر وقتلاه قي سوريا هم شهداء؟.

*معايير الشهادة أصبحت مشوهة وانتقائية وتفصل على مقاس مستخدمها. ترى هل من يذبح ويقطع الأعناق ويرتكب كل المعاصي يعتبر شهيداً عندما يتم قتله؟.

*أحزاب لبنان وطاقمه السياسي وكبار رجال الدين هم أعداء الدولة والمؤسسات وهم من يعيق استرداد السيادة والاستقلال ويبقى حزب الله المحتل بوضعيته.

 

حتى مزابل التاريخ سترفض استقبال طاقمنا السياسي والحزبي العفن

الياس بجاني/24 كانون الأول/15

وجد تجار الزبالة والدم والأوطان وعبدة المال والسلطة من يستقبل اطنان زبالة لبنان بعد أن امنوا حصصهم من سمسرات الصفقة على حساب كرامة الوطن وصحة المواطن، إلا أنهم بالتأكيد لن يجدوا في غياهب مزابل التاريخ مكاناً لهم.

واقعاً الزبلة هي هم وليس الزبالة المكدسة في الشوارع وفي الوديان وتحت الجسور.

الزبالة هي في كفرهم وجحودهم وطمعهم والفجع وقلة الإيمان وخور الرجاء.

اليوم ونحن نستقبل ميلاد المخلص دعونا نصلي ونطلب منه أن يعتق شعبنا المعذب والمقهور ووطنا المحتل من رزم زبالة الإسخريوتيين السياسيين والحزبيين وكبار رجال الدين الكفرة ويبعدهم إلى منفى بعيد عنا حيث لا يمكنهم العودة. ميلاد مبارك على الجميع.

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

خطف معارض إيراني من الضاحية الجنوبية ومقتل أربعة من »حزب الله« بغارة إسرائيلية على فليطا السورية

بيروت – »السياسة«:26/12/15/أكد ناشطون سوريون معارضون أن طائرات إسرائيلية نفذت أول من أمس، غارات عدة على مناطق تابعة لـ »حزب الله« داخل الأراضي السورية قرب الحدود مع لبنان ما أدى إلى مقتل أربعة عناصر في الحزب وإصابة تسعة آخرين. وقال الناشطون إن الغارة استهدفت بشكل أساسي نقطة تمركز لـ »حزب الله« في محيط بلدة فليطا التي تتميز بموقعها الستراتيجي على الحدود بين سورية ولبنان. وجاءت الغارة الإسرائيلية بعد أيام قليلة على مقتل القيادي في الحزب سمير القنطار بتدمير صواريخ إسرائيلية موجهة المكان الذي كان يقيم فيه في جرمانا السورية. على صعيد أمني، عُلم أن مجموعة حضرت إلى محل يملكه رجل الدين الإيراني محمد علي الموسوي متقي في منطقة حارة حريك بضاحية بيروت الجنوبية، وأقدمت على خطفه في 15 ديسمبر الجاري. ويعمل متقي في مجال الزخرفة الإسلامية وهو من المعارضين للنظام الإيراني الحالي ولم تعرف أي معلومات عن مكان اختطافه. إلى ذلك، وصل وفد قضائي حكومي ليبي، أمس، إلى بيروت للقاء وزير العدل أشرف ريفي من أجل بحث قضية توقيف هنيبعل معمر القذافي. وقالت مصادر قضائية إن الوفد برئاسة المستشار الأول لوزير العدل الليبي سيطلب من السلطات اللبنانية إطلاق سراح أصغر أبناء القذافي لأنه ليس مطلوباً بأي تهمة بعدما جمدت مذكرة الإنتربول التي كانت صادرة بحقه بطلب من الوزارة في مارس الماضي. وكانت وكيلة هنيبعل القذافي المحامية بشرى الخليل تقدمت بطلب لإخلاء سبيله، حيث تمت إحالته من قبل قاضي التحقيق العدلي زاهر حمادة إلى النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود لإبداء الرأي فيه.

 

»يديعوت أحرونوت«: إسرائيل تأخذ تهديدات نصر الله على محمل الجد

26/12/15/تل أبيب – أ ش أ: رصدت صحيفة »يديعوت أحرونوت« الإسرائيلية تصريحات الأمين العام لـ«حزب الله« اللبناني حسن نصر الله الذي هدد خلالها بالانتقام من إسرائيل رداً على اغتيالها القيادي اللبناني سمير القنطار في سورية. ونقلت الصحيفة في تقرير على موقعها الإلكتروني، أمس، تصريحات لمسؤولين كبار في الجيش الإسرائيلي قالوا فيها »إن نصر الله سيكون مخطئاً للغاية إذا ظن أن الجيش الإسرائيلي سيجلس صامتاً إذا شن حزب الله هجمات على إسرائيل رداً على اغتيال القنطار«. وأكدت أن الجيش الإسرائيلي يأخذ تهديدات نصر الله على محمل الجد، مشيرة إلى أن تل أبيب قيمت تهديد نصر الله، والطريقة التي يمكن من خلالها أن يخطط لتنفيذ تهديده. وأوضح أن الجيش الإسرائيلي أكد أنه لن يصمت عن أي هجوم انتقامي يستهدف الدولة العبرية في الشمال قرب الحدود السورية أو اللبنانية أو في الخارج، أو حتى في داخلها، لافتاً إلى أن الرد هذه المرة لن يكون مثل سابقيه، لأن إسرائيل باتت أكثر استعداداً في الوقت الراهن من الناحية الاستخباراتية والدفاعية والهجومية لمواجهة أي صراع أو حرب في لبنان. وأضافت الصحيفة »صحيح، اكتسب حزب الله ومقاتلوه خبرة قتالية كبيرة في سورية، إضافة إلى امتلاكهم لمخزون هائل من الصواريخ والقذائف، إلا أن الحزب عانى من سقوط نحو 1300 قتيل تابعاً له على الأراضي السورية مع الآلاف من الجرحى، حيث يثير هذا الواقع يثير الحفيظة حتى داخل حزب الله«.وأعاد كبار رجال الجيش الإسرائيلي إلى الأذهان كلمات نصر الله في صيف العام 2006 التي قلل خلالها من رد فعل الحكومة الإسرائيلية على اختطاف جنديين إسرائيليين، إذ تحول الرد الإسرائيلي إلى حرب عانى خلالها لبنان و«حزب الله« من سقوط مئات القتلى وإلحاق أضرار جسيمة بالمراكز السكانية هناك، فيما عانت إسرائيل من خسائر في الأرواح ومن سقوط آلاف الصواريخ داخل حدودها، لكن الضرر كان أقل بكثير مما وقع على الجانب اللبناني.

 

مصادر عون: مفتاح الرئاسة في الرابية والراعي يؤكد ضرورة الالتقاء بشأن التسوية الجديدة المدعومة دولياً وإهداء لبنان رئيساً

بيروت – »السياسة«:26/12/15/لا يترك البطريرك بشارة الراعي مناسبة إلا ويدعو من خلالها إلى استثمار التسوية الرئاسية التي أطلقها رئيس تيار »المستقبل« سعد الحريري. وقال الراعي في كلمة خلال قداس الميلاد في بكركي، أمس، »من الضروري التقاء السياسيين بشأن هذه التسوية الجدية المدعومة دولياً لدراستها والوصول إلى قرار وطني مسؤول بشأنها وإهداء البلاد رئيساً«، مضيفاً »إن واجب الكتل السياسية والنيابية مقاربة المبادرة الجديدة والفعلية الخاصة بانتخاب رئيس للجمهورية بموجب الدستور والممارسة الديمقراطية فتلتقي هذه الكتل بشأن المبادرة.

وشدد على أنه »لا يمكن قبول هذا الإهمال الذي لا يشرف أحداً بل هو أخذ في هدم الدولة ومؤسساتها وقدراتها وإفقار الشعب والتسبب في تهجيره وفي وضع لبنان على هامش الحياة في الأسرة الدولية«.

وتطرق إلى موضوع المخطوفين وخصوصاً العسكريين المخطوفين لدى تنظيم »داعش« ومطراني حلب وسواهم من كهنة ومدنيين، داعياً إلى تحريرهم وإطلاق سراحهم.

وقبل القداس جمع لقاء البطريرك الراعي والرئيس ميشال سليمان وسفير لبنان في الفاتيكان جورج خوري والنائب مروان حمادة ومطارنة، فيما زار بكركي مهنئاً وفد من حركة »أمل« برئاسة الشيخ حسن المصري.

وقال المصري »إننا ضد الوسطية في رئاسة الجمهورية ونؤيد رئيساً قوياً لأن الرئيس الضعيف لا يبني وطناً ولا تمكن المراهنة عليه«.

في سياق متصل، دعا المطران إلياس عودة في قداس الميلاد إلى حوار صادق وتخطي المصالح والأحقاد والاجتماع على حب لبنان وإعادة الحياة إليه، مناشداً الشباب ألا »يكونوا خرافاً ويتعظون من أخطاء الماضي«.

ودعا إلى »انتخاب رئيس للجمهورية قبل أن ننسى ما معنى رئيس الجمهورية، يلتف حوله الجميع ويتكاتفون من أجل إعادة العمل إلى مؤسسات الدولة«.

وفي السياق ذاته، أكدت مصادر نيابية بارزة في تكتل »التغيير والإصلاح« لـ«السياسة« أن »لا أفق لأمام التسوية التي يتحدثون عنها طالما أنها تستبعد النائب ميشال عون المرشح الأول لرئاسة الجمهورية وبالتالي، فإن أي تسوية لا يكون عمادها انتخاب عون رئيساً لن يكتب لها النجاح«.

وشددت على أنه »لا يمكن انتخاب رئيس إذا لم يوافق عليه التيار الوطني الحر وحزب الله حتى لو كان النائب سليمان فرنجية أو سواه في قوى 18 آذار أو غيرها«، مضيفة »إن مفتاح رئاسة الجمهورية موجود في الرابية وليس في أي مكان آخر«.

في موازاة ذلك، كشف المعلومات عن إقامة غداء بمنزل الوزير بطرس حرب على شرف النائب فرنجيه، حيث جرى البحث في التسوية الرئاسية وتقريب المسافات بين رئيس تيار »المردة« والمسيحيين المستقلين في إطار السعي لإنجاح هذه التسوية وإزالة العقبات من أمامها.

 

البابا فرنسيس دعا الإسرائيليين والفلسطينيين إلى استئناف الحوار المباشر وقداس بيت لحم يدعو إلى استقبال اللاجئين السوريين ونبذ الكراهية

26/12/15/عواصم – وكالات: احتفل المسيحيون في العالم بعيد الميلاد ليل أول من أمس، وسط إجراءات أمنية مشددة في عواصم عدة، بسبب تهديدات متطرفين. ففي بيت لحم، حض نائب بطريرك اللاتين في القدس وسائر الأراضي المقدسة وليم الشوملي دول العالم على استقبال اللاجئين السوريين الفارين من الصراع، أسوة بتركيا والأردن ولبنان. وأضاف الشوملي خلال كلمته في قداس منتصف الليل (فجر أمس)، الذي أقيم في كنيسة المهد بمدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية، بمناسبة حلول أعياد الميلاد حسب التقويم الغربي، «في الماضي القريب جرت حوادث، وتجري هنا في فلسطين وفي المعمورة، جعلتنا نجزم أننا فقدنا إنسانيتنا، وأصبح التدين سبباً للقتل باسم الله بدلاً من أن يكون حافزاً للمؤاخاة». وقال «في مدينة السلام بيت لحم نتذكر ونصلي هذا المساء لأجل ضحايا العنف والإرهاب أينما كانوا في فلسطين والدول المجاورة، نفكر بملايين اللاجئين الفارين من مناطق الصراع عابرين البحر طلباً للحرية والسلام، وقد تحول البحر مقبرة لهم». وأضاف «نتذكر أصحاب البيوت المهدمة في الضفة الغربية والقدس والأراضي المصادرة، ومن وقع عليهم عقاب جماعي هم أخوتنا في الإنسانية صرختهم صرختنا، دعونا نهدم معاً حاجز الكراهية». ودعا «ندعو مسببي الظلم ليتوبوا ويعودوا عن ظلهم، وإلى الذين يتحكمون بمقدرات الشعوب وصانعي سياسات الموت العودة إلى ضميرهم، وصانعي الأسلحة الفتاكة الذين يبنون ثروتهم على حساب دم الآخرين أن يصلهم نداء الرحمة ليتوبوا». وحضر قداس منتصف الليل، الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، ووزراء من الحكومة الفلسطينية وأعضاء من القيادة، ووزراء عرب وأجانب، ونحو عشرة آلاف حاج فلسطيني وعربي وأجنبي. وفي الفاتيكان، دعا البابا فرنسيس أمس، الفلسطينيين والإسرائيليين إلى استئناف الحوار المباشر، محذراً من أن النزاع بينهما ينعكس على الشرق الأوسط بكامله. وقال البابا فرنسيس إنه «في مجتمع شديد التعلق بالإستهلاك والمتعة والرخاء والفخامة وبالمظاهر والنرجسية، فإن الله يدعونا إلى التحلي بالسلوك البسيط المعتدل والمتناسق والقادر على إدراك ما هو أساسي وعيشه». وأطلق في عظته أمس، بمناسبة عيد الميلاد دعوات إلى المصالحة من الشرق الأوسط إلى إفريقيا، وسط أوضاع يسودها التوتر وتهديدات للمتطرفين بعد سنة شهدت موجة هجرة كبيرة إلى أوروبا.

وفي دمشق، أعرب ممثل البابا ماريو زيناري أول من أمس، عن الأمل في أن يكون هذا الميلاد الرابع وسط حالة الحرب في البلاد «الأخير». وقال البابا زيناري «نريد أن نبدي الأمل في أن تزهر هذه البراعم التي ظهرت، خصوصاً خريطة الطريق التي دعمها مجلس الأمن الدولي، وأن تغطي في العام المقبل، أغصان الزيتون المعالف كافة في سورية». وفي فرنسا، التي شهدت هجمات تبناها «داعش»، عززت السلطات هناك الإجراءات الأمنية على مداخل الكنائس استباقاً لقداس الميلاد. وفي لندن، تحدثت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية في رسالتها بمناسبة عيد الميلاد أمس، عن انتصار الخير على الشر بعد الاعتداءات الدامية التي شهدتها سنة 2015، بما فيها هجمات باريس. وفي الأردن، اقتصرت احتفالات الطائفة المسيحية بأعياد الميلاد على زينة متواضعة وأداء للصلوات والشعائر الدينية في الكنائس، ما يمثل تراجعاً واضحاً في مظاهر الاحتفال، مقارنة بالأعوام السابقة.

 

 أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 25 كانون الأول 2015 (عيد الميلاد المجيد) كل عيد وأنتم بخير

الجمعة 25 كانون الأول 2015

النهار

أسرار الآلهة:

طالبت الهيئات الاقتصادية من مندوبيها في مجلس إدارة الضمان الاجتماعي عدم التصويت على زيادة العطاءات لموظفي الضمان وخصوصاً ما يتعلّق باعتبار تعويض نهاية الخدمة سلفة.

لوحظ أن البيان الختامي لقمة دول التعاون الخليجي لم يأت على ذكر الانتخابات الرئاسية في لبنان.

يرى رئيس حكومة سابق أن الانتخابات الرئاسية سوف تختبر مصير ورقة التفاهم بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، وكذلك ورقة إعلان النيات بين "القوات اللبنانية" و"التيار الحر".

لوحظ أن أكثر ما طبّق من قانون السير هو مخالفات السرعة.

السفير

عيون السفير:

يقول أحد نواب "تكتل التغيير" أمام زملائه أنه يحمل في جيبه التزاما لا عودة عنه من "القوات" بدعم العماد ميشال عون رئاسيا إذا مضى الرئيس سعد الحريري بتبني ترشيح سليمان فرنجية.

تخوفت مصادر إسلامية من تداعيات تقرير أعدته احدى الدول الاوروبية على مستقبل ودور التنظيمات والقوى الاسلامية في أوروبا والعالم العربي والاسلامي.

أخذ معنيون على الرئيس السابق لهيئة حيوية استراتيجية أنه أمضى ولايته متلهيا بما أسموها "صغائر الأمور" على حساب ملفات أساسية جمد معظمها!

البناء

خفايا: جزم وزير سابق بأنّ رئاسة الجمهورية قد حُسمت لأحد مرشحَيْ 8 آذار، العماد ميشال عون أو النائب سليمان فرنجية، وأنّ الحوار الآن هو على السلة المتكاملة التي تحدّث عنها السيّد حسن نصرالله، وأول بنودها قانون الانتخاب الذي لا بدّ أن يأتي بصيغة عصرية وحديثة تحقق بالدرجة الأولى صحة التمثيل وعدالته، وتسمح بدرجة موازية بتطوير النظام السياسي وتحرير اللبنانيين من أسر النظام الطائفي والمذهبي الذي لم يجلب لهم إلا الخراب…

الجمهورية

أسرار:

فصل

تعمل دولة أوروبية ذات علاقات تاريخية بلبنان على فصل أزماتها الداخلية عن الملف اللبناني بعد الأحداث الدامية التي شهدتها أخيراً.

تحالف

بدأ حزبان مسيحيان بالإستعداد لإستحقاق يبدو أنه قريب من خلال درس إمكانية التحالف بينهما في المناطق.

مجالس

قال أحد الوزراء في مجالسه الخاصة إن إعادة عمل الحكومة بشكل طبيعي مؤشر إلى أن الإنتخابات الرئاسية بعيدة.

اللواء

همس

يردّد وزير وسطي أمام زواره أن الأزمة الرئاسية تعثرت إقليمياً، قبل أن تتعثر محلياً، مستبعداً الحلول في المدى المنظور..

غمز

"جردة" من الملاحظات يحتفظ بها حزب بارز، إزاء مسار مرشّح رئاسي، وهي تتراوح بين "حرية الحركة" و"ضرورة الإلتزام

لغز

أصرت شركة أوروبية على استقدام مهندسين من جنسية آسيوية، على حساب التقنيِّين اللبنانيين، الأمر الذي أدى إلى أزمة.

 

محاولات لإنعاش «التسوية الرئاسية» بعد أن خف وهجها

خاصّ جنوبية 25 ديسمبر، 2015

في لبنان المستنزف بمؤسساته واقتصاده وعيش أبنائه تحت وطأة التعطيل الممنهج والشلل المستحكم،فغصّة الميلاد لا مناص ولا خلاص منها إلا بانتخاب الرئيس كما عبّرت بألم وحزن رسالة هذا العام التي وجهها البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي.

استمرت مفاعيل “الهدنة” التي فرضتها الأعياد: من المولد النبوي الشريف أمس الأول الأربعاء، إلى ميلاد السيّد المسيح اليوم، إلى رأس السنة الخميس المقبل، وعاش اللبنانيون أجواء من الارتياح الوطني، فيما غادر السفراء والديبلوماسيون إلى بلادهم لتمضية الأعياد وانصرف السياسيون إلى تقبّل المعايدات.

اكدت مصادر سياسية رفيعة لـ”الجمهورية” أنّ “تنكّر البعض لوجود مبادرة رئاسية لدى الرئيس سعد الحريري يدلّ على تراجع هذه المبادرة ومحاولة المعنيين بها التنصّل منها، خصوصاً بعدما جاءت ردّات الفعل عليها غيرَ مطابقة لحسابات بيدر أصحابها”. وإذ تؤكّد مصادر معنية أنّ “هؤلاء يحاولون إعادة الاعتبار إلى هذه المبادرة مستفيدين من الأخطاء التي ارتكبوها في شأنها.

– أكّد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أنّ ترشيح فرنجية “ليس مبادرة بمقدار ما هو حركة تواصُل مع الأطراف السياسية اللبنانية كلّها، لمَلء الشغور الرئاسي، وهي ولا تزال موجودة وحيّة ومستمرّة”. وقال: “إنّني أتوقع خلال أشهر قليلة أن تصل إلى نتائج إيجابية للتوافق على انتخاب رئيس، لأن لا أحد يمكن أن يدّعي أنّ الشغور الرئاسي يحقّق أيّ استقرار جدّي”.

– أوضَح عضو كتلة “المستقبل” النائب أحمد فتفت من معراب بعد زيارته جعجع أمس الاوّل أنّ “هناك أفكاراً تُطرَح ولكنّها لم تصل الى مرحلة المبادرة الحقيقية”. ونفى فتفت وجود رأيين داخل تيار “المستقبل” حول المبادرة الرئاسية بانتخاب النائب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، “في اعتبار أنّه حتى اللحظة لم يُعلن تيار “المستقبل” موقفَه بأنّ فرنجية مرشح الرئيس سعد الحريري، بل جلّ ما فيه أنّ هناك بعض الأفكار التي يتمّ تداولها ولا يمكن أن تكون من طرف واحد، إذ يجب أن يكون “حزب الله” مستعداً لمخرَج تسوية”.

“14 آذار” على إنقسامها

ولفتت مصادر “الجمهورية” إلى إنّ فريق “14 آذار” ما زال هو الآخر منقسماً على نفسه إزاء المبادرة، وأحياناً يبدي مواقفَ هي أشبَه بالانقلاب عليها، فلا الموقف محسوم قبولاً أو رفضاً في شأنها داخل تيار “المستقبل” ولا هو محسوم أيضاً بين التيار وحلفائه، كذلك الموقف نفسه ينسحب على العواصم الإقليمية المعنية بالشأن اللبناني.

جعجع لن يرشح عون

وعلمت “اللواء” من مصادر زارت معراب أن ما قيل عن احتمال ترشيح جعجع للنائب ميشال عون قطع الطريق لوصول فرنجية لا أساس له من الصحة، فيما لاحظت مصادر سبق أن التقت رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل أنه لم يعد وارداً لديه تأييد ترشيح فرنجية.

اقرأ أيضًا: ترشيج «جعجع» لـ«عون» لرئاسة الجمهورية شائعة أم حقيقة؟

الحريري يقرّب فرنجية من “14 آذار”

كما علمت “الأخبار” أن الغداء الذي رتّبه “المستقبل” في منزل وزير الاتصالات بطرس حرب على شرف فرنجية أفضى إلى سلسلة تفاهمات، من بينها توزير حرب في الحكومة المقبلة بعد انتخاب فرنجية، كممثل عن المسيحيين المستقلين، في مقابل دعم الأخير لخيار فرنجية. كذلك جرى الحديث عن تفاهمات انتخابية في البترون بين “المردة” وحرب في حال تحالف “التيار الوطني الحرّ” مع حزب “القوات

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

وصول جثمان علي عيد إلى دارته في قرية حكر الضاهري في عكار

الجمعة 25 كانون الأول 2015 /وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في عكار ميشال حلاق، ان جثمان النائب السابق علي عيد، نقل من "مستشفى الشهيد باسل الاسد" في مدينة طرطوس السورية حيث كان يعالج، إلى دارته في قرية حكر الضاهري الحدودية عند الضفة اللبنانية لمجرى النهر الكبير، حيث كان في استقباله اركان "الحزب العربي الديمقراطي" ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات عدد من قرى وبلدات سهل عكار وعائلة عيد. وسجل اطلاق نار كثيف ومفرقعات، بالتزامن مع وصول الجثمان. ومن المنتظر صدور بيان رسمي عن عائلة عيد و"الحزب العربي الديمقراطي"، لتحديد موعد ومراسم التشييع.

 

المطران الياس عودة احتفل بقداس الميلاد: نصلي ليلهم الرب المسؤولين انتخاب رئيس يلتف الجميع حوله

الجمعة 25 كانون الأول 2015 /وطنية - ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة خدمة قداس الميلاد في كاتدرائية القديس جاورجيوس في وسط بيروت. وبعد الإنجيل، ألقى عظة بعنوان "لما حان ملء الزمان أرسل الله ابنه مولودا من امرأة مولودا تحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني" وقال "نحن نعيد اليوم لميلاد ربنا يسوع المسيح بالجسد بعد أن أفرغ ذاته آخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس من أجل أن يخلص خليقته العاقة ويعيدها إلى ما كانت عليه عند الخلق". أضاف: "ظهور الإله المتجسد في حياتنا دعوة لنا إلى التوبة إلى التخلص من عبودية الخطيئة والسير في طريق القداسة والتأله. لقد تجسد الإله ليتأله الإنسان ويصبح مشاركا في الملكوت السماوي. بالإيمان بيسوع المسيح يصبح المؤمنون أبناء الله. وأبناء الله يتخلقون بأخلاقه. وقد تجسد ابن الله ربنا يسوع المسيح ليرسم لنا طريق التشبه بالله وسبل اتباعه. إذا تأملنا في معنى التجسد الإلهي ندرك عمق محبة الله لنا وعظم اتضاعه وعميق رحمته. نحن مخلصون بالنعمة لا بسبب استحقاقنا. الإنسان خلق حرا فتكبر وعصى الله وابتعد عن الفردوس بسبب خطيئته. لم يتغافل الإله عنه بل أراد إعادته إلى حرية أبناء الله فأرسل ابنه ليموت عن الإنسان الخاطئ وينتشله من جحيم البعد عن الله. تجسد المسيح ومات عنا ليحررنا من الخطيئة التي هي بعد عن الله وليعلمنا أن المحبة هي طريقنا إلى الله". وتابع: "يقول يوحنا في رسالته الأولى "بهذا أظهرت محبة الله فينا أن الله أرسل ابنه الوحيد إلى العالم لكي نحيا به... الله محبة ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه" (1 يو 4 9 و16). المحبة هي سر الحياة مع الله.يقول الرب يسوع "تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك. هذه هي الوصية الأولى والعظمى والثانية مثلها تحب قريبك كنفسك" (متى 22 37-39)". وقال: "مشكلة عالمنا اليوم أن الإنسان فقد محبة الله ومحبة القريب. إنسان هذا العصر لا يحب إلا نفسه. لهذا السبب نشهد ما نشهده من حقد وقتل وحروب وتعديات على البشر وعلى التاريخ وعلى الطبيعة. الأنانية تدفع الإنسان إلى قتل أخيه الإنسان. تذكروا قايين وهابيل. قايين الشرير القاتل يسكن في إنسان هذا العالم الذي يدمر أخاه من أجل أن يبقى. مشكلة عصرنا أن الإنسان تخلى عن إنسانيته. نحن نعيش في عالم قل فيه الإيمان وندرت المحبة عالم تحكمه المادية وحب المال والسلطة عالم ضاعت فيه القيم وامحت الأخلاق وعم الفساد والإنحرافات وعوض المحبة التي تجمع تفشى الحقد والتطرف والتعصب ورفض الآخر المختلف ما أنتج إرهابا يعم العالم وقد نلنا منه حظنا في لبنان. ولسوء الحظ بات الإرهاب آفة تهدد الأمن في العالم وتمحو معالم الحضارة الإنسانية حتى بات البعض يغتال الحرية باسم الدين أو يسيء استعمال الحرية والدين". أضاف: "الإرهاب عدو الدين. الإرهاب يحصد أرواحا بريئة ولا يستثني أحدا. ينشر الرعب بين البشر ويزرع الحقد. الإرهاب لا دين له ولا مذهب. هو جريمة بحق الدين والله وبحق الإنسان والقيم والأخلاق. لذا من واجبنا جميعا مسيحيين ومسلمين رفض التطرف وإدانته لأن الإرهاب ثمرة التطرف كما علينا جميعا الإعلان عاليا أن لا علاقة للتطرف والإرهاب بالدين بل هما يقضيان على الدين وعلى الإنسان. المؤمن الحقيقي إنسان محب وديع منفتح متواضع رحوم يقبل الآخر ويحترمه ويعتبره أخا وقريبا. "من لا يحب أخاه يبقى في الموت. كل من يبغض أخاه فهو قاتل نفس" (1 يو 3 14 و15). إن التطرف الديني قتل للدين وإساءة كبيرة له كما أن تحميل الدين ما ليس فيه يفضي إلى عكس الغاية المرجوة من الدين. المؤسف أنه باسم الدين يتم القضاء على البشر وعلى الحضارات وعلى التاريخ. المتطرفون يريدون الله على شاكلتهم وعلى صورة أحقادهم وشهواتهم قاتلا وعنيفا لكن القتل إنكار لله لأن الله محبة".

وتابع: "إن الإيمان بالله والأمانة للأصالة الدينية يقتضيان احترام الإنسان والسلوك بموجب المحبة والرحمة والتزام الآخر واحتضانه. وحدها المحبة تبني. المحبة التي قال عنها بولس الرسول أنها "تتأنى وترفق المحبة لا تحسد المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ ولا تقبح ولا تطلب ما لنفسها ولا تحتد ولا تظن السوء ولا تفرح بالإثم بل تفرح بالحق وتحتمل كل شيء وتصدق كل شيء وترجو كل شيء وتصبر على كل شيء" (1 كو 13 4-7). ما نحتاجه في لبنان أن يحب واحدنا الآخر وأن يقبله أخا في الإنسانية وفي الوطن رغم اختلاف الدين والرأي وشريكا حقيقيا في ورشة بناء الوطن. نحتاج إلى حوار صادق وتواصل بين فئات المجتمع بعيدا عن المصالح والإرتباطات لأن مصلحة الوطن تتقدم على كل المصالح. عندما ينشد اللبنانيون نشيدهم الوطني كلنا للوطن هل يشعرون فعلا أنهم للوطن لا لأنفسهم أو لأحزابهم أو لانتماءاتهم وطوائفهم أو لمصالحهم... ألا يدرون أنها كلها زائلة إن زال الوطن؟"

وقال: "نحن بحاجة إلى الخروج من تخلف العصبيات والمحسوبيات إلى أفق الوطن الواحد والولاء الوحيد للوطن واحترام الكرامة البشرية والحرية الفردية في ظل دولة قوية عادلة. نحن بحاجة إلى محاربة الجهل بالعلم والثقافة والتطور وإلى محاربة الفساد بالشفافية والمثابرة وإلى محاربة التطرف بالإيمان الحقيقي. في هذه المناسبة المباركة أدعو الجميع إلى تخطي المصالح والأحقاد والإجتماع على حب لبنان وإعادة الحياة إليه. وإلى أحبائي الشباب أقول لا تقترفوا أخطاء من سبقكم. أنتم دعائم التغيير والتقدم أنتم أمل الغد ورجال المستقبل. لا تكونوا خرافا يقودونكم حيث يشاءون بل اتعظوا من أخطاء الماضي لتبنوا مستقبلا مشرقا. أما إخوتي المسيحيون في هذا الشرق فأقول لهم إننا مدعوون لنكون على صورة مسيحنا الذي أحبنا حتى إنه تنازل من علو مجده واتخذ طبيعتنا ليخلصنا وقد أوصانا أن نكون نورا وملحا وخميرة صالحة وقال لنا "أنا الكرمة وأنتم الأغصان" (يو 15 5) فهل يكون الغصن يابسا إن كانت الكرمة مثمرة؟ إنه وقت العمل والتضحية وقت إنقاذ الوطن الذي يجمعنا جميعا مسيحيين ومسلمين. لتكن هذه الأعياد المباركة مناسبة لنا للعودة إلى الضمير والقيام بالواجب تجاه وطننا. لبنان لنا جميعا ومن واجبنا الحفاظ عليه لؤلؤة مضيئة في سماء هذا الشرق".

أضاف: "الميلاد عيد المحبة والتواضع وبذل الذات بلا حدود. لبنان بحاجة إلى محبتنا له ولبعضنا البعض إلى تواضعكل منا والتخلي عن أناه لصالح الجميع وبذل كل الطاقات من أجل إعادة الحياة الديمقراطية إليه. صلاتنا إلى الطفل الإلهي أن يحفظكم جميعا وأن يعيد عليكم هذا العيد المقدس بالصحة والخير والسلام. كما نصلي من أجل أن يلهم الرب الإله جميع المسؤولين عن هذا البلد لكي يعملوا على انتخاب رئيس للجمهورية يلتف حوله الجميع ويتكاتفون من أجل إعادة العمل إلى مؤسسات الدولة".

وختم عودة: "نصلي من أجل أن ينشر الرب الإله سلامه في منطقتنا وفي العالم أجمع وأن يبلسم قلوب الحزانى ويعيد جميع المهجرين إلى ديارهم وجميع المخطوفين إلى أهلهم ويعيد إلينا أخوينا الحبيبين بولس ويوحنا سالمين ويبارك كل من يعمل من أجل خير الإنسان ونشر السلام على هذه الأرض وجميع الذين إذ قد أبصروا شروق النهار نور الضياء العلوي يرتلون مع الملائكة قائلين المجد لك يا مظهر النور المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة".

 

مطر: ليقظة ضمير والتلاقي حول مصلحة الوطن وانتخاب رئيس للجمهورية

الجمعة 25 كانون الأول 2015

وطنية - ترأس رئيس اساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر قداس الميلاد في كنيسة مار جرجس في وسط بيروت، في حضور فاعليات وحشد من المؤمنين.

وبعد الانجيل المقدس، ألقى مطر عظة قال فيها: "لقد مر على ميلاد المسيح له المجد ألفان وخمس عشرة سنة، وما يزال هو الحدث الأكبر، والفرح الذي يزرعه في قلوب المؤمنين وفي العالم لا يضاهيه فرح. فلقد كان هذا التجسد العجيب الذي قسم التاريخ إلى ما كان قبل المسيح وإلى ما سيكون بعده، العلامة الكبرى على افتقاد الله لجبلة يديه، وإرساله ابنه الوحيد، مولودا من امرأة، وحاملا إلى العالم هبة المغفرة والمصالحة والسلام. وهل من صورة أجمل عن هذه الحقيقة من مشهد الملائكة الذين ظهروا للرعاة في سماء بيت لحم ورنموا على مسامعهم تلك الأنشودة التي لا مثيل لها قائلين: "المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام والرجاء الصالح للناس أهل رضاه"؟.

وتابع: "وإذ يغدق علينا الميلاد أنعامه السماوية، فإن النعمة الأولى التي يمنحنا إياها هي من دون شك الثقة المطلقة بأن وعود الله لا بد أن تتحقق وأن ما من قوة في الدنيا تقدر على تعطيلها. فالله قد وعد لأول مرة بمجيء المسيح على أثر خطيئة آدم بالذات، حيث جاء في سفر التكوين أن الله خاطب الحية التي تمثل الشيطان المجرب لأبوينا الأولين بهذا الكلام: "سأجعل عداوة بينك وبين المرأة"، (فرأى الآباء القديسون في هذه المرأة صورة العذراء مريم)، وبين نسلك ونسلها، (وما نسل مريم سوى المسيح)، وهو يسحق رأسك". أي إن المسيح لدى مجيئه سيغلب الشر بخلاصه وسيغير وجه الأرض. ثم وعد الرب إبراهيم أبا الآباء، تسعة عشر قرنا قبل المسيح، بأن يكثر نسله كرمل البحر وبأن المسيح سيأتي بالجسد من هذا النسل بالذات. ومنه انتقل الوعد إلى داود الملك، الذي أكد له الرب بأنه سيبني له بيته وإن المسيح الآتي من هذا البيت سوف يملأ الأرض عدلا وسلاما فيحول السيوف إلى مناجل للحصاد ويعطي الذئب مرعى مع الحمل، علامة على تغيير شامل في الكون بحلول السلام فيه، أي سلام المسيح. وها هو إشعيا يتلقى الوحي بشكل مذهل، فيعلن قبل الميلاد بستة قرون أن العذراء ستحبل وتلد ابنا وسيكون اسمه "عمانوئيل"، بما معناه "الله معنا".

واضاف: "في هذه الآية الجميلة، ظهرت صورة المسيح واضحة حقا، وتبين معها معنى نزوله إلى الأرض وتجسده من العذراء التي تكلم عنها النبي كلاما ولا أبهى. فهو رسول الآب، ورسالته بأن يجمعنا من الرياح الأربع وينقي صورتنا التي تشوهت بفعل شرورنا وعمل أيدينا، وأن يعيد التاريخ إلى مساره القويم ويبني ملكوت الله على الأرض على أن يكتمل مع اكتمال الزمن أي في نهاية الدهر.

أما النعمة الثانية التي يحلها الميلاد في قلوبنا فهي رحمة الله لنا جميعا وقد تجسدت بإنسان هو المسيح ملك الرحمة وباسطها على الدنيا بأسرها. وقد ألهم الله قداسة البابا فرنسيس في هذا العام أن يسلط الضوء على هذه الرحمة فيعلنها دواء شافيا لأمراض عالمية وحضارية باتت تتفشى في كل مكان وتهدد مصير الإنسان والإنسانية. فلم يكن من قبيل الصدف أن يعلن قداسته سنة يوبيلية لهذه الرحمة الإلهية وأن يبدأ الاحتفال بهذا اليوبيل في الذكرى الخمسين لاختتام المجمع الفاتيكاني الثاني بالذات. لقد كان هذا المجمع في منتصف القرن الماضي ربيعا مزهرا للكنيسة، فألهمها الروح بأن تدعو إلى حوارات متعددة من أجل تقارب الناس بعضهم مع بعض، سواء بين المسيحيين أنفسهم أم مع أديان العالم وشعوبه في كل اتجاه. ولقد خف واقعا الانقسام العقائدي بين قوى الأرض الكبرى. إلا إن ما حدث أيضا تمثل في نوع من التقارب بين الأغنياء من شرق وغرب، ولكن على حساب الفقراء والمهمشين الذين تضاعف عددهم حتى في الدول الكبيرة نفسها. فإذا بالفقر والظلم يولدان الحروب من جديد، وإذا بالتطرف يأخذ العالم إلى مضاعفات تهدد الحضارة البشرية برمتها، إذ جعل من العنف عقيدة جديدة تضرب السلم العالمي ولا تقيم وزنا لحقوق الناس ولا لحرياتهم ولا لكراماتهم أيضا".

واردف مطر: "أمام هذا المشهد المؤسف الحزين وهذه الآفاق المدلهمة السوداء، رفع قداسة البابا راية الرحمة بوجه رايات التطرف والقوة المادية التي لا تقيم اعتبارا إلا لذاتها. فذكر العالم بأن الرحمة السماوية هي التي خلقته منذ البداية وهي التي ترعاه وتدبر الكون على قاعدة من الأخوة بين الناس ومن التضامن الذي تفرضه هذه الأخوة على الجميع. فدعا المسيحيين للعودة إلى كتبهم المقدسة وإلى الإنجيل الطاهر، ليتعمقوا بحقيقة الرحمة هذه ويدركوا واجبهم بأن يكونوا هم أيضا من أهل الرحمة، إذ إن كنيستهم هي في حضورها امتداد لرحمة مسيحها بالذات. ولفت إلى إن الأخوة المسلمين يذكرون في صلواتهم إن الله رحمان رحيم، ويؤمنون إن الدين في طبيعته رحمة للناس وليس ما يخالف ذلك على الإطلاق. كما دعا الشعوب كلها إلى نبذ الفرقة، ورفض إلغاء الآخر، والعودة إلى التسامح والمحبة، مشيرا إلى إن الرحمة هي الطريق نحو هذه الغايات كلها، لأنها وحدها تلين القلوب، وتعيد الإنسانية إلى قلب كل إنسان. فعلى هذا الرجاء، وفي هدي من روح المسيح وسلامه الإلهي، نرجو أن يدخل المتخاصمون في منطقتنا في حوارات تؤدي بهم إلى التفاهم ورمي السلاح، سواء في سوريا أم في العراق أم في الأرض المقدسة اليمن وليبيا أو في أي مكان من العالم يشكو من منازعات لا طائل تحتها ولا يجنى منها إلا الخراب".

وسأل: "وهل يمكن أن يستثنى لبنان من السعي إلى التفاهم بين مواطنيه، وإلى حل المشاكل العالقة فيه رحمة بأبنائه جميعا وتحقيقا للرسالة السامية التي دعي هذا الوطن إلى حملها بين الأمم؟ فهل تبقى لنا كرامة ونحن الدولة الوحيدة في العالم التي ليس لها رئيس وذلك منذ ما يقارب السنتين إلى الآن؟ إن في هذا الأمر ضربا لكل مصالحنا الحيوية وازدراء لكل أهداف نبيلة نحلم بالتطلع إليها. ففي ضوء هذا الواقع المرير وبوحي من هذا العيد المجيد، عيد الرحمة والألفة والمحبة ندعو جميع المسؤولين عندنا إلى يقظة ضمير وإلى التلاقي حول مصلحة بلادهم دون سواها، وهي فوق المصالح الشخصية كلها، فيتفاهموا على حل العقد التي تحول دون انتخاب رئيس للجمهورية وينقذوا سمعة البلاد ويعيدوا لها كرامتها ويبعدوا شبح الضائقة الاقتصادية عن شعبها ويثبتوا شبابها في أرضهم فلا يضطروا إلى الهجرة منها يأسا من حالهم ومن الوضع السياسي المزري الذي يكاد يغمرهم بالخيبة والمرارة. فمن غير المسموح أن نطيل هذا الزمن الضائع والخطير في آن، ولعل شهرا واحدا من الآن يكفي، ولا يجوز أن نقبل بأكثر من أجل وضع الأمور في نصابها الصحيح وانتخاب رئيس جديد للبلاد يعيد إليها الأمل بالمستقبل والقدرة على مواجهة الصعاب مهما اشتدت على أبنائها، لأن هؤلاء سيواجهون الأخطار بوحدتهم وبإدراكهم الواسع وبالطيبة التي بها يتميزون. فإن كنا مرتهنين إلى الخارج، لا سمح الله، وإلى حد المساس بقدس أقداس سيادتنا فإننا نعلن بذلك إننا، عن قصد أو عن غير قصد، غير أهل لحمل مسؤولية وطن. وإن كانت هناك ارتهانات داخلية، فالأولى أن نقلع عنها وعن مثل هذا التخلف وإلا سبقنا الزمن أشواطا بعيدة".

وختم مطر: "تعالوا نرحم وطننا وبعضنا بعضا بروح هذا العيد، وفي أجواء يوبيل الرحمة الإلهية، ومخطئ منا من يفكر بالغلبة على مواطنيه، فلا غالب نقبل به ولا بمغلوب، فالله خلقنا متنوعين لقصد إلهي منه تعالى، فلا نعاكس مقاصد الله علينا وقد أرادنا مثلا ومثالا في هذه المنطقة التي تتعرض لتشويه للروح الإنسانية غير مسبوق. لعلنا بذلك ننال رحمة الله وندخل تماما في فرح العيد، أعاده الله عليكم وعلى لبنان الوطن العزيز، وعلى المنطقة والعالم بألف خير، وسدد خطاكم من أجل ملكوته المقدس. آمين.

 

رئيس "لقاء علماء صور" العلامة الشيخ علي ياسين : المقاومة تحمينا وتمنع العدوان عنا

الجمعة 25 كانون الأول 2015 /وطنية - أعرب رئيس "لقاء علماء صور" العلامة الشيخ علي ياسين عن أمله "في أن يوفق اللبنانيون بانتخاب رئيس للجمهورية يحقق آمالهم مع بدايات العام المقبل. وأن يشهد عام 2016، الانتخابات وفق قانون بحجم الوطن، يحافظ على مثلث القوة لدى اللبنانيين من شعب وجيش ومقاومة"، مضيفا: "اسأل الله سبحانه أن يعيش كافة الناس الرحمة والتسامح بمناسبة ميلاد نبي الرحمة محمد، وميلاد روح الله النبي عيسى". وقال: "ورد في الحديث ان من تواضع لله رفعه الله، ومن تكبر خفضه الله، ومن اقتصد في معيشته رزقه الله، ومن بذر حرمه الله، ومن أكثر ذكر الموت أحبه الله، لو أن كل إنسان تذكر ذلك لانتفى الظلم والطغيان، فقليل من يذكر الله ويشكره، ولذا نرى الأرض مملوءة ظلما وجورا، وما ذلك إلا لتمكن حب الدنيا في قلوب سكانها، ومنها ما حدث في نيجيريا، حيث قتل المئات من المؤمنين المسلمين المسالمين في المسجد والحسينية، وهذا لم يحصل على أيدي "بوكو حرام"، إنما على أيدي الجيش النظامي، بدون سبب إلا لأنهم مؤمنون، ويستشم منها الدفع الوهابي والتكفيري، فإذا لم تبادر الحكومة النيجيرية للاقتصاص من المجرمين ومحاسبتهم ؛ فإنها تدعو الجماعات التي تخلت عن حمايتها أن تحمي نفسها بنفسها، وهذا ليس من مصلحة الشعب والحكومة النيجيرية، وهكذا أعمال تقوي اعتقادنا بأن المقاومة هي التي تحمينا وتمنع العدوان عنا، لأننا كما قال الإمام الصدر: "إننا نعيش في عالم تملأه الذئاب". فإذا لم يكن الإنسان محصنا لنفسه ومعدا ما يستطيع للدفاع عن نفسه ولم يكن قويا، فستأكله الذئاب التي تسير وفق المخطط الصهيو أميركي ، فتواجه هذه الذئاب كل من يريد الحياة حرا، سواء في اليمن أو العراق أو سوريا". وتابع: "في لبنان لن يستطيعوا تحقيق مشاريعهم، لأننا شعب خلع عنه لباس الذل والخنوع، وأخذنا قرارنا في مواجهة المؤامرات، وبالنهاية لا بد أن ننتصر بإرادة شعبنا ومقاومته، وسنسقط كل مشاريع الهيمنة على منطقتنا". وكان ياسين التقى وفد "الهيئة الاسلامية الفلسطينية" برئاسة الشيخ سعيد قاسم في مكتبه في صور، وعرض معه الاوضاع. واشاد بانتفاضة الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الصهيوني.

 

أحمد قبلان للسياسيين: تتمادون في إفشال التسويات وإسقاط الحلول بظل بلد قاب قوسين أو أدنى من التفكك

الجمعة 25 كانون الأول 2015 /وطنية - ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، هنأ فيها اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين، بالمناسبات المجيدة، جاء فيها: "(وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد). تماما على أصل البشارة، ونزولا على الرحمة الإلهية، التي اختص الله بها الإنسان، كان لا بد لقوس محبة المسيح، أن يلاقي رحمة الله، التي اختصها بالرسول محمد، ليتمكن ابن الإنسان من تحقيق هدفه المرجو في أرض الله، وذلك لأن هدف رسالات الأنبياء ظل يؤكد ضرورة محبة الإنسان لأخيه الإنسان وشراكته له وتضامنه معه، ضمن معركة الخير بوجه الشر، وبخلفية عقل كوني أوسع من بدعة الحدود السياسية، وتجزئة الإنسان على أساس الجنسية والهوية، لأن منطق الوجود يؤكد مبدأ "إنسان واحد لرب واحد"، إنسان بسعة العدل ومنع الظلم ومحاربة الفساد، وإدانة كافة أشكال التمييز السياسي، وتثبيت مقولة "شرعية السلطة من شرعية العدالة الإجتماعية والمشروع الإنساني"، لأن ما يصيبنا اليوم هو بسبب تغييب البعد العالمي للانسان، خصوصا أن إعادة تعريف العالم وفق منطق عصبة الأمم ومجلس الأمن ونفوذ القوى زاد من قدرة هذه القوى على الاستبداد والتحكم بمصير الدول والشعوب الضعيفة، وما نعيشه اليوم خير دليل على ذلك". وأضاف: "لأننا نعيش ولادة قطبين سماويين يشكلان سعة الرحمة الإلهية، فإننا ندعو العرب إلى أن تعود إلى عرب الله، لا عرب غيره، ونناشد المسلمين أن يعيشوا الله بمبدأ (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا)، وهذا يعني ضرورة إطفاء النيران في سوريا واليمن والعراق وليبيا وغيرها من بلاد العالم الإسلامي، لأن الفرقة بلغت حد النار". وأشار قبلان إلى أن "المطلوب منا أن نكون محمديين ومسيحيين بالتضامن والتعاون ووحدة الكلمة ووحدة المشروع وتثبيت الحوار كأساس لحل الخلافات، ورفض الفتنة، ونبذ الفرقة، وتأكيد الشراكة، بكافة أشكالها والوقوف إلى جانب المظلوم والمحروم، وترجمة ذلك على طريقة برامج سياسية واجتماعية ومعرفية، وليس عبر إعلان الحروب، أو عبر استغلال العقل التكفيري، الذي تحول وحشا خرج عن سيطرة الجميع".

وتابع: "مع الرحمة المحمدية والمحبة المسيحية، نعيد التأكيد على صوت الله، وتأكيد ضمير السماء وتوثيق مشروعنا الوطني بخلفية أن ما ينفع الإنسان يرضي الله، وأن من يثير فتنة أو يسهم بخراب أو يدفع نحو فرقة أو يحرض على خصومة أو عنف، أو يسهم بإضعاف وطن، أو زعزعة مصالح شعب أو أمة، هو بعيد عن الله والأوطان"، متسائلا: "لم التكالب إذا على دنيا فانية؟، ولم التصارع على مناصب قد تكون لك اليوم، وغدا قد تؤول إلى غيرك؟، أما آن وقت التعقل أيها السياسيون في لبنان حتى توقفوا هذه المشاحنات، وتضعوا حدا لهذه المهزلة السياسية التي تكاد تذهب بالبلد وأهله، وما قيمة رئاسة الجمهورية وكل الرئاسات الأخرى إذا ما انهار الهيكل وسقط على من فيه، وماذا سيبقى للمسيحيين إذا لم يتوافقوا ويتفاهموا على مرشح ينهي هذا البازار من المزايدات والمساومات؟، ولمصلحة من إبقاء البلاد على هذه الحال من التجاذبات وشد الحبال؟ وهل ما زال الاقتصاد قادرا على الصمود؟ والمواطن باستطاعته أن يتحمل أوزار ما قد أفرزته سياسات الكيد والعناد والتحدي؟". وقال: "لقد طفح الكيل أيها السياسيون، والبلد أصبح قاب قوسين أو أدنى من التفكك والتفسخ، وأنتم تتناوبون على التعطيل، وتتمادون في إفشال التسويات وإسقاط الحلول، ولا يعنيكم بشيء يأس الناس ولا بؤسهم، بل مستمرون في هدر المال العام، وترتيب الصفقات على حساب قضايا الناس ولقمة عيشهم. أمير المؤمنين علي (عليه السلام) يقول: "وليكن نظرك في عمارة الأرض أبلغ من نظرك في استجلاب الخراج، لأن ذلك لا يدرك إلا بالعمارة، ومن طلب الخراج بغير عمارة أخرب البلاد وأهلك العباد، ولم يستقم أمره إلا قليلا"، فأنتم تريدون خراجا من دون عمارة، ومناصب من دون وطن، ودولة من دون مؤسسات، وشعبا يصفق لشعاراتكم التي أفرغتموها من كل مضمون، فأضحت كحواراتكم لا تقدم ولا تؤخر، بل استظهارات مملة تلقى على المنابر وفي المناسبات، وأما حال البلاد والعباد فحدث ولا حرج، في ظل السياسات الفاجرة والمساومات الرخيصة التي كشفت المستور، وبينت معايب سياسيين لا يريدون إلا أنفسهم، ولا يعملون إلا لمصالحهم، يبازرون ويفاجرون، ويدفعون بالبلد نحو الرهانات الخاسرة والمحاور والتحالفات المشبوهة، متناسين أن منعتهم بوحدتهم، وأن قوتهم بمقاومتهم، وأن نهوضهم يكمن بتضافرهم وتعاونهم على بناء دولة ديمقراطية عصرية، يحكمها الدستور، وتديرها المؤسسات، ولا تتحكم بها الطوائف".

وأكد أنه "بهكذا دولة يصان لبنان وتحمى ثرواته المائية والنفطية، وتحفظ كرامة أبنائه اجتماعيا واقتصاديا وأمنيا، وأما الاستمرار في ما نحن عليه، لا رئيس جمهورية ولا حكومة ولا مجلس نيابي، ولا قانون انتخابات ولا تنازلات، بل عناد وتصلب ورفض وخطابات متوترة ومواقف غير مسؤولة، يعني أن البوصلة الوطنية معطلة، وأن المصير باتجاه الأسوأ". وختم: "نحن نعيش بركة الأعياد الإسلامية والمسيحية، وعلى أعتاب سنة جديدة، نناشد الجميع، وندعوهم إلى فتح صفحة جديدة عنوانها التنازل والمصالحة والتشارك من أجل بناء وطن، وإنقاذ شعب، وقيام دولة تحتضن الجميع، وينتمي إليها الجميع".

 

قاسم هاشم: فكرة ترشيح فرنجية لا تزال تراوح مكانها

الجمعة 25 كانون الأول 2015 /وطنية - رأى عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم، في حديث اذاعي، أن "الآراء متفاوتة حول ترشيح النائب سليمان فرنجية للرئاسة، وهي فكرة لم تأخذ طريقها للتنفيذ ولم ترق بعد الى المبادرة، لذلك لا تزال تراوح مكانها، والاتصالات مستمرة حولها، وبداية السنة المقبلة ستكون مناسبة لإعادة تفعيل قنوات الاتصال التي فتحت على أكثر من جهة"، لافتا الى أن "الحصرية الكاملة للترشيح الى رئاسة الجمهورية بين الأقطاب الأربعة فرض نفسه على جميع المعنيين بالرئاسة، وبالتالي فإن إمكانية طرح اسم من خارجهم بحاجة الى توافق، خصوصا اذا استمر الشغور الرئاسي".

وشدد هاشم على "رفض طريقة معالجة النفايات، ولكن الأزمة وما وصلت اليه من تعقيد في ظل المزايدات والتطييف فرضت هذا الحل".

 

النابلسي: من يريد مكافحة الارهاب فليتوقف عن دعم الإرهابيين وليتقدم لمحاربة العدو الإسرائيلي

الجمعة 25 كانون الأول 2015 /وطنية - القى العلامة الشيخ عفيف النابلسي خطبة الجمعة في مجمع السيدة الزهراء في صيدا، وقال: "ربما تعب الجري وراء السعودية ليصطلح، ولتصبح شريكة لهذه الأمة في صنع حضارتها وقوتها وأملها بالمستقبل. ظللنا ننادي السعودية لكي تكون جزءا من حلف حقيقي وجدي للقضاء على الغدة السرطانية المسماة " إسرائيل". أو على الأقل أن تعمل لتوفير كل الدعم للمقاومين الفلسطينيين ليستعيدوا أرضهم التي سلبها منهم الاحتلال الصهيوني منذ تصريح بلفور المشؤوم عام 1917. لكن لا حلف عربيا أو إسلاميا ارادت، ولا دعما للمقاومين قدمت. والحقيقة أن من يطلع على سياسات السعودية ومناهجها يدرك حجم الضرر الذي أحدثته في جسم الوحدة العربية والإسلامية على حد سواء. إلى أن وصلنا إلى اليوم الذي بتنا نسمع فيه السعودية على رأس من يروج للتسوية مع العدو الإسرائيلي ويشجع الدول العربية على إقامة علاقات طبيعية. ومبادرتها في قمة فاس عام 1981 وفي قمة بيروت عام 2000 ستجعلنا نتبين غاية المملكة وأهدافها. فلم تعد نوايا السعودية من ترتيب علاقاتها مع الكيان الصهيوني مجرد حالة افتراضية وإنما حقيقة بدأت تكشفها الأوضاع والتحولات في المنطقة منذ العام 2010. إن ما يستحثنا على تفعيل هذه المقاربة هو وجوب فك اللبس الذي تراكم في الوعي العربي والإسلامي من أن السعودية نصيرة للفلسطينيين ولقضيتهم وللمسلمين وقضاياهم. فهذا محض كذب وتزوير. ولقد خبرنا على امتداد السنين الماضية عقلية سعودية إما مستلبة وقاصرة وإما سوداوية عنفية. وما الذي حصل ويحصل من مجازر في سوريا واليمن هو النتاج الطبيعي لمسار سمته الجهل والعنف والعصبية. حتى خرج علينا محمد بن سلمان بحلفه الجديد " الإسلامي " لمحاربة الإرهاب حسب ما يدعي. وسؤالنا البسيط أين كانت السعودية من إرهاب العدو الإسرائيلي ؟ ألا يستحق إرهاب الدولة الذي تمارسه " إسرائيل " والذي لا يحتاج إلى دليل يدل عليه حلفا إسلاميا أو عربيا. فهل نذكر السعودية بمجازر صبرا وشاتيلا واجتياح لبنان عام 1978 وعام 1982 وقتلها آلاف اللبنانيين. هل نذكر السعودية ما فعله العدو الإسرائيلي بالمصريين والاردنيين والسوريين في الأعوام 1956 - 1967 - 1973 ؟ هل نذكر السعودية ما قامت وتقوم به السلطات الإسرائيلية الإرهابية بحق الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية ومن انتهاكات للإنسان والمقدسات ؟ وعليه كان الأولى أن تقوم السعودية بإنشاء حلف لمواجهة الإرهاب الصهيوني وأن تكف عن ممارسة السياسات الفوقية بحق بعض البلدان، فنحن في لبنان الذين واجهنا الارهاب الصهيوني والتكفيري من دون استعراض إعلامي وسياسي. نحن أخبر بأنفسنا وبموقعنا ولن نكون يوما مطواعين للارادة السعودية التي تطمح لتحقيق مآرب سياسية، في الوقت الذي تعمل فيه هي بنفسها على نشر الإرهاب والدمار والتخريب في هذه الأمة". وختم: "من يريد مكافحة الارهاب عليه أن يتوقف أولا عن دعم الجماعات الإرهابية، وعليه ثانيا أن يتقدم لمحاربة العدو الإسرائيلي لا تأجيج الخلافات والنزاعات بين المسلمين".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إيران تنفي تخفيض قواتها بسوريا… ومصير سليماني ما زال غامضا!

خاصّ جنوبية 25 ديسمبر، 2015/فيما لا يزال مصير قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني غامضا مع معلومات شبه مؤكدة تتحدث عن اصابته اصابة بليغه، وبعضها يتحدث عن مقتله، أكد الحرس الثوري الايراني بأن استراتيجية طهران حول سوريا لم تتغير وأن تواجد مستشاريها العسكريين فيها لم يخفض. في تصريح أدلى به نائب القائد العام لقوات حرس الثورة الإسلامية الإيرانية العميد حسين سلامي لوكالة أنباء “فارس” نفي ما أشارت إليه تقارير بعض وسائل الاعلام الغربية حول خفض قوات الحرس الثوري الايراني في سوريا. وأكد قائلا، إن “ازدياد أو خفض مستشاري الحرس الثوري أمر آني ولا علاقة له باستراتيجياتنا الدفاعية علما بأنه لم يحدث أي خفض في هذا المجال”. وكذلك في إحياء ذكرى اليوم الأربعين لمقتل جنرال الحرس الثوري الإيراني الجنرال حسين همداني؛ أعلى شخصية عسكرية إيرانية في سورية، قال قال رئيس الحرس الثوري الإيراني، محمد علي الجعفري: “من دون شك يستطيع المرء القول إن دمشق كانت لتسقط قبل عامين أو ثلاثة أعوام لو أن همداني لم يكن موجوداً في سورية”. ومع ذلك، فإن الحقيقة هي أن إيران تدفع ثمناً باهظاً على الأرض في مقابل الحفاظ على بشار الأسد على رأس السلطة في سورية. وأضاف الجعفري، في إشارة إلى تداعيات مقتل العسكريين الإيرانيين في سورية: ” بالتأكيد… لو أن الأمور لم تتجسد لصالح المواطنين في سورية، فإن ذلك كان سيسفر عن تأثير مباشر على أمننا، ويفهم الجميع كيف أن هذا الموضوع يرتبط بنا بعمق”. ما هو مصير سليماني؟ هذا وجاء الإعلان عن تعيين قائد جديد للقوات الإيرانية التي تقاتل في سوريا إلى جانب قوات نظام بشار الأسد ليذكّر بالجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، ويجدد الشكوك حول مصيره بعد اختفائه عن الأنظار والأخبار خلال الأسابيع الماضية. ونقلت وسائل إعلام عن وكالة “شبستان” الإيرانية تعيين غلام حسين غيب برور قائدا للواء الإمام الحسين خلفا للجنرال حسين همداني الذي قتل خلال اشتباكات في حلب في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وكان الضابط الإيراني الأرفع رتبة الذي يقتل في سوريا حتى الآن. ويبدو ان بعد الضربة التي تلقتها إيران بمقتل همداني، جاء الدور هذه المرة على سليماني الذي تتناقل وسائل الإعلام منذ شهر أنباء عن إصابته خلال اشتباكات وقعت في حلب. وكان الحديث يدور في البداية عن إصابات طفيفة نتيجة هجوم مضاد شنته المعارضة السورية المسلحة جنوب غرب حلب، وفقا لمصدر أمني ميداني في سوريا تحدث للجزيرة نت، ثم أكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن الخبر لوكالة الصحافة الفرنسية. وأزدادت التكهنات بإصابته بعدما ورد في صفحة منسوبة لباحث مقرب من دوائر السلطة بطهران على موقع التواصل فيسبوك تعرض سليماني للإصابة، حيث جاء على صفحة أمير موسوي مدير مركز الدراسات الإستراتيجية في طهران، أن سليماني “تعرض لإصابة في ساحات الوغى وهو الآن بخير ويتعافى باستمرار”. وما يؤكد الاصابة البليغة لسليماني وربما مقتله هو نفي روسيا نبأ زيارته لموسكو الأسبوع الماضي لإجراء محادثات مع الرئيس فلاديمير بوتين، وذلك بعد ساعات من تأكيد مصادر إيرانية ان قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني زار العاصمة الروسية لمقابلة رئيسها فلاديمير بوتين.

 

البابا فرنسيس دعا الإسرائيليين والفلسطينيين إلى استئناف الحوار المباشر وقداس بيت لحم يدعو إلى استقبال اللاجئين السوريين ونبذ الكراهية

26/12/15/عواصم – وكالات: احتفل المسيحيون في العالم بعيد الميلاد ليل أول من أمس، وسط إجراءات أمنية مشددة في عواصم عدة، بسبب تهديدات متطرفين. ففي بيت لحم، حض نائب بطريرك اللاتين في القدس وسائر الأراضي المقدسة وليم الشوملي دول العالم على استقبال اللاجئين السوريين الفارين من الصراع، أسوة بتركيا والأردن ولبنان. وأضاف الشوملي خلال كلمته في قداس منتصف الليل (فجر أمس)، الذي أقيم في كنيسة المهد بمدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية، بمناسبة حلول أعياد الميلاد حسب التقويم الغربي، «في الماضي القريب جرت حوادث، وتجري هنا في فلسطين وفي المعمورة، جعلتنا نجزم أننا فقدنا إنسانيتنا، وأصبح التدين سبباً للقتل باسم الله بدلاً من أن يكون حافزاً للمؤاخاة». وقال «في مدينة السلام بيت لحم نتذكر ونصلي هذا المساء لأجل ضحايا العنف والإرهاب أينما كانوا في فلسطين والدول المجاورة، نفكر بملايين اللاجئين الفارين من مناطق الصراع عابرين البحر طلباً للحرية والسلام، وقد تحول البحر مقبرة لهم». وأضاف «نتذكر أصحاب البيوت المهدمة في الضفة الغربية والقدس والأراضي المصادرة، ومن وقع عليهم عقاب جماعي هم أخوتنا في الإنسانية صرختهم صرختنا، دعونا نهدم معاً حاجز الكراهية». ودعا «ندعو مسببي الظلم ليتوبوا ويعودوا عن ظلهم، وإلى الذين يتحكمون بمقدرات الشعوب وصانعي سياسات الموت العودة إلى ضميرهم، وصانعي الأسلحة الفتاكة الذين يبنون ثروتهم على حساب دم الآخرين أن يصلهم نداء الرحمة ليتوبوا». وحضر قداس منتصف الليل، الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، ووزراء من الحكومة الفلسطينية وأعضاء من القيادة، ووزراء عرب وأجانب، ونحو عشرة آلاف حاج فلسطيني وعربي وأجنبي. وفي الفاتيكان، دعا البابا فرنسيس أمس، الفلسطينيين والإسرائيليين إلى استئناف الحوار المباشر، محذراً من أن النزاع بينهما ينعكس على الشرق الأوسط بكامله. وقال البابا فرنسيس إنه «في مجتمع شديد التعلق بالإستهلاك والمتعة والرخاء والفخامة وبالمظاهر والنرجسية، فإن الله يدعونا إلى التحلي بالسلوك البسيط المعتدل والمتناسق والقادر على إدراك ما هو أساسي وعيشه». وأطلق في عظته أمس، بمناسبة عيد الميلاد دعوات إلى المصالحة من الشرق الأوسط إلى إفريقيا، وسط أوضاع يسودها التوتر وتهديدات للمتطرفين بعد سنة شهدت موجة هجرة كبيرة إلى أوروبا.

وفي دمشق، أعرب ممثل البابا ماريو زيناري أول من أمس، عن الأمل في أن يكون هذا الميلاد الرابع وسط حالة الحرب في البلاد «الأخير». وقال البابا زيناري «نريد أن نبدي الأمل في أن تزهر هذه البراعم التي ظهرت، خصوصاً خريطة الطريق التي دعمها مجلس الأمن الدولي، وأن تغطي في العام المقبل، أغصان الزيتون المعالف كافة في سورية». وفي فرنسا، التي شهدت هجمات تبناها «داعش»، عززت السلطات هناك الإجراءات الأمنية على مداخل الكنائس استباقاً لقداس الميلاد. وفي لندن، تحدثت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية في رسالتها بمناسبة عيد الميلاد أمس، عن انتصار الخير على الشر بعد الاعتداءات الدامية التي شهدتها سنة 2015، بما فيها هجمات باريس. وفي الأردن، اقتصرت احتفالات الطائفة المسيحية بأعياد الميلاد على زينة متواضعة وأداء للصلوات والشعائر الدينية في الكنائس، ما يمثل تراجعاً واضحاً في مظاهر الاحتفال، مقارنة بالأعوام السابقة.

 
 
غارة روسية تقتل قائد «جيش الإسلام»... بعد تبنيه المفاوضات
 
موسكو، طهران، بيروت، دمشق - «الحياة»، رويترز، أ ف ب / قتل زهران علوش قائد «جيش الإسلام» وكبار مساعديه بغارة روسية، في واحدة من أكثر الضربات الموجهة إلى قادة الفصائل المقاتلة في غوطة دمشق، بعد أيام على مشاركة قياديين في «جيش الإسلام» في المؤتمر الموسع للمعارضة السورية في الرياض الذي تبنى الحل السياسي عبر التفاوض مع النظام السوري بموجب «بيان جنيف»، في وقت يتوقع أن يبدأ في الساعات المقبلة خروج مئات العناصر من «داعش» من جنوب دمشق عبر «ممرات آمنة» إلى الرقة وريف حلب معقل «داعش» والمتشددين بالتزامن مع وصول عشرات من «جبهة النصرة» إلى مناطق النظام في درعا جنوب البلاد استعداداً لنقلهم إلى إدلب شمال غربي البلاد.   وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بمقتل «علوش وخمسة من قيادات الجيش أحدهم قيادي أمني، جراء قصف من قبل طائرة حربية بضربات جوية عنيفة استهدفت اجتماعاً في منطقة أوتايا شرق دمشق». وأكدت مصادر المعارضة مقتل علوش بالغارة التي استهدفت اجتماعاً لقادة «جيش الإسلام» قرب منطقة مرج السلطان شرق دمشق، التي تشهد معارك عنيفة بين قوات النظام وعناصر المعارضة منذ أسبوعوكانت روسيا وضعت اسم «جيش الإسلام» ضمن ٢٢ تنظيماً كي يشملهم الأردن في قائمة «التنظيمات الإرهابية» بموجب تكليف «المجموعة الدولية لدعم سورية» في الاجتماع الوزاري الأخير في فيينا، في حين دعمت أميركا اعتبار «جيش الإسلام» و «أحرار الشام الإسلامية» ضمن الفصائل المشروعة للمعارضة، وحضر محمد مصطفى علوش ومحمد بيرقدار من «جيش الإسلام» المؤتمر الموسع للمعارضة في الرياض بين ٩ و١٠ الشهر الجاري، ضمن ١٥ فصيلاً مقاتلاً شاركوا في المؤتمر الذي تبنى الحل السياسي عبر التفاوض مع النظام.  وإذ عبر موالون للنظام عن «سعادتهم» بمقتل علوش لأنه «المسؤول عن قصف دمشق»، اعتبره نشطاء معارضون «شهيد الثورة السورية» وتحدثوا عن «بطولاته ونجاته أكثر من مرة من الاغتيال». وعلوش، من مواليد ١٩٧١ في مدينة دوما التي باتت معقل «جيش الإسلام» في الغوطة الشرقية لدمشق، ووالده هو الشيخ عبد الله علوش من مشايخ دوما المشهورين. وتلقى زهران التعليم الشرعي عليهم، ثم التحق في كلية الشريعة في جامعة دمشق وتخرج منها.
 
سببت له النشاطات الدعوية التي كان يمارسها في سورية ملاحقات أمنية عدة، بدأت عام 1987 وانتهت بتوقيفه بداية سنة 2009 من قبل أحد فروع الاستخبارات السورية. ونقل إلى سجن صيدنايا لاحقاً إلى أن أطلق سراحه في ٢٢ حزيران (يونيو) العام ٢٠١١ بموجب عفو رئاسي بعد اندلاع الثورة السورية في آذار (مارس) من العام نفسه. وخرج من السجن في 22 حزيران (يونيو) 2011 أي بعد بداية الثورة بثلاثة أشهر.  ورأى علوش أن النظام «لا يمكن إسقاطه إلا بالقوة»، فانخرط في العمل المسلح منذ بداية تسليح الثورة السورية، وأسس تشكيلاً عسكرياً لقتال النظام السوري باسم «سرية الإسلام»، ثم تطوّر مع ازدياد أعداد مقاتليه ليصبح «لواء الإسلام». وفي أيلول (سبتمبر) 2013 أعلن توحّد 43 لواء وفصيلاً وكتيبة في كيان «جيش الإسلام» الذي كان يعد وقتها أكبر تشكيل عسكري في الثورة السورية.  ويقود زهران «جيش الإسلام» وانضم إلى «الجبهة الإسلامية» التي تضم كبريات الفصائل الإسلامية وشغل منصب القائد العسكري فيها. وبحسب شبكة «أورنت - نت» المعارضة، فان «جيش الإسلام» يضم ٢٦ مكتباً إدارياً و٦٤ كتيبة عسكرية. وشارك في كثير من العمليات العسكرية في مختلف المدن السورية «منها تحرير كتيبة الباتشورة للدفاع الجوي بالغوطة الشرقية وتحرير الفوج 274 ثاني فوج عسكري للنظام السوري وتحرير رحبة إصلاح المركبات الثقيلة وقاعدة الجيش السوري وكتيبة المستودعات وكتيبة البطاريات وكتيبة الإشارة والدفاع الجوي وغيرها». كما ساهم «جيش الإسلام» في قتال «داعش» في ريف العاصمة.  وتزامن اغتياله، الذي صادف الذكرى الثانية لمقتل صديقه قائد «لواء التوحيد» عبد القادر صالح في ريف حلب، مع بدء تنفيذ اتفاق لإخراج عناصر «داعش» من جنوب دمشق. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس إن اتفاقاً جرى عبر وسطاء تضمن «تدمير عناصر داعش سلاحهم الثقيل جنوب دمشق مقابل خروج مئات العناصر ومدنيين راغبين بالخروج من مناطق الحجر الأسود والقدم ومخيم اليرموك» جنوب العاصمة إلى الرقة وريف حلب، ذلك بموجب اتفاق غير مسبوق بين وجهاء من السكان والحكومة السورية.
 
وبدأت المفاوضات مع دمشق بمبادرة من وجهاء تلك المناطق بسبب الوضع الاقتصادي الخانق الناتج من حصار تفرضه قوات النظام منذ العام 2013 وسط استمرار القصف العنيف، بحسب «المرصد». وقال مصدر رسمي سوري أنه «تم التوصل إلى اتفاق بخروج أربعة آلاف مسلح ومدني، من كافة الجهات الرافضة لاتفاق المصالحة في المنطقة الجنوبية، بينهم عناصر من النصرة وداعش». ويبدأ تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق بخروج المسلحين اليوم (السبت) «لتكون وجهتهم الرقة ومارع» في ريف حلب.  ويأتي الاتفاق بعد فشل أربع مبادرات خلال العامين الماضيين. وقال المصدر الحكومي إن العدد الإجمالي للمغادرين يبلغ «حوالى 3567 شخصاً بينهم ألفا مسلح، وينتمي غالبيتهم إلى تنظيم داعش بالإضافة إلى جبهة النصرة» وفصيل آخر. ودخلت أمس إلى منطقة القدم «18 حافلة برفقة فرق الهندسة التابعة للجيش النظامي السوري مهمتها استلام العتاد والأسلحة الثقيلة التابعة لمسلحي داعش وبعض مجموعات النصرة قبل نقلهم».
 
تزامن هذا مع إعلان «المرصد» أن عملية انتقال عناصر «جبهة النصرة» الـ 212، من محافظة درعا إلى محافظة إدلب «التي جرت على مرحلتين في الشهر الجاري مقابل إفراج جبهة النصرة عن أسرى وضباط إيرانيين، تمت وفقاً لتعليمات أبو محمد الجولاني القائد العام لجبهة النصرة». وقال إن غالبية الـ 212 «من أبناء محافظة دير الزور بينهم «الشرعي العام» للنصرة، أبو ماريا القحطاني، وأن التعليمات بخصوص انتقالهم جاءت من أجل ترتيب البيت الدخلي للنصرة بعد مقتل «أميرها» في درعا الملقب بأبو جليبيب وهو من الجنسية الأردنية، وتعيين أمير جديد ينحدر من القلمون بريف دمشق».
 
وشككت «شبكة شام» المعارضة بهذين الاتفاقين. وألمحت إلى احتمال أن يكونا ضمن «عناصر سرية، شملت تبادلاً بين ضباط وقعوا بالأسر لدى التنظيم مقابل خروج الجرحى وبعض عائلات العناصر». ووصفت هذه التسويات بـ «اتفاقات الظلام» لأنها جاءت وسط استمرار الحصار والقصف على الزبداني وجوارها ومناطق أخرى قرب دمشق و «عدم التزام النظام» باتفاق حصل برعاية إيرانية - تركية لفك الحصار عن الزبداني. وقال نشطاء محليون إن «الحصار الكامل مستمر منذ ستة أشهر على الزبداني ومضايا وبقين المجاورة لوادي بردى، بعد حصار جزئي مفروض منذ ثلاث سنوات». وأشار «المرصد» إلى مقتل وجرح عشرات المدنيين بغارات على الغوطة الشرقية في اليومين الماضيين بالتزامن مع إلقاء مروحيات النظام ٢٦ «برميلاً متفجراً» على داريا غرب العاصمة ومعارك عنيفة جنوب معضمية الشام قرب داريا وشن قاذفات روسية غارات على مخيم خان الشيخ قرب المعضمية بين دمشق والجولان.
 
سياسياً، أسفرت محادثات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره القطري خالد بن محمد العطية في موسكو أمس عن «فهم مشترك حول آلية دعم تشكيل لائحة موحدة للمعارضة» ودعم حصول مفاوضات بين النظام والمعارضة بداية العام، مع بقاء الخلاف حول مصير الرئيس بشار الأسد وتحديد لائحة بـ»الفصائل الإرهابية». وجدد وزير الخارجية السوري وليد المعلم في بكين ضرورة طلب وقف تسلل «الإرهابيين» من دول الجوار، بالتزامن مع دعوة نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان خلال اتصال هاتفي مع المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا إلى عدم التمييز بين جيد وسيء في «التنظيمات الإرهابية»، علماً أن دمشق وطهران تعتبران معظم الفصائل المقاتلين «إرهابيين».
  
 
واشنطن تنوي ترحيل مئات الأسر المقيمة بشكل غير قانوني و 14 قتيلاً في عواصف مدمرة ضربت جنوب الولايات المتحدة
 26/12/15
/ نيويورك – أ ف ب: بدأ جنوب الولايات المتحدة يتعافى بصعوبة تدريجياً بعد سلسلة من الزوابع والعواصف، التي رافقتها درجات حرارة دافئة وصلت إلى مستويات قياسية في نيويورك وواشنطن.  ولقي 14 شخصاً على الأقل مصرعهم وأصيب عشرات في سلسلة زوابع مدمرة ضربت الأربعاء الماضي، جنوب البلاد، في حين تضررت أو دمرت بالكامل مساكن عدة، فيما أمضى السكان عشية الميلاد في تنظيف آثارها.  وذكرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية في مدينة ممفيس في ولاية تينيسي أن زوبعة عنيفة امتدت على مسار طويل جداً عصفت بمناطق الجنوب من ميسيسيبي إلى تينيسي، مخلفة أضراراً كبيرة في شمال ميسيسيبي.  ودرجات الحرارة المرتفعة التي أسهمت في تشكل العواصف سجلت في الساحل الشرقي، ما أسعد السياح الذين اغتنموا هذه الحرارة القياسية في واشنطن ونيويورك، حيث بلغت الحرارة 22,2 درجة مئوية في نيويورك وهو ما لم يسبق أن شهدته المدينة في 24 ديسمبر منذ العام 1871، ما أتاح ذلك للسياح في مانهاتن التنزه بلباس صيفي.  كما ارتدى سكان واشنطن اللباس الخفيف وخرجوا إلى الشرفات، حيث بلغت الحرارة رقماً قياسياً في المدينة 21,5 درجة.  على صعيد آخر، تخطط إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لترحيل مئات الأسر التي فرت من الجفاف والعنف في أميركا الوسطى إلى الولايات المتحدة، حيث تقيم بصورة غير قانونية.  وذكرت وسائل إعلام أميركية أن تدفق هذه العائلات التي وصلت خلال موجة للهجرة غير الشرعية من أميركا الوسطى منذ العام 2014، شهد تباطؤاً في العام الجاري، لكن العدد ارتفع في الأشهر الأخيرة هرباً من أعمال العنف في بلدانها، مضيفة إن عدداً من دول أميركا اللاتينية يشهد أعمال عنف في بعض المناطق، فيما ألحقت ظاهرة «النينيو» المناخية أضراراً بمناطق أخرى.  ورفضت وزارة الأمن الداخلي التعليق على المعلومات التي نشرتها صحيفتا «واشنطن بوست» و«وول ستريت جورنال»، التي تفيد أن حملة الترحيل وشيكة، إلا أن المتحدثة باسم الوزارة جيليان كريستنسن قالت «أكدنا دائماً أن الحدود الأميركية ليست مفتوحة للهجرة غير الشرعية»، مضيفة إنه «إذا دخل شخص البلاد بطريقة غير مشروعة ولم يحصل على اللجوء أو تصاريح أخرى وصدر أمر بترحيله، فسيعاد إلى بلده طبقا لقوانيننا وقيمنا».  وتفيد إحصاءات وزارة الأمن الداخلي أن البلاد شهدت تدفقاً لأعداد جديدة من القاصرين الذين يأتون بمفردهم والعائلات من أميركا الوسطى منذ ثلاثة أشهر، مضيفة إن عدد القاصرين والأسر التي عبرت الحدود بدأ يسجل ارتفاعاً كبيراً من جديد في نهاية العام الجاري.  وأشارت صحيفتا «واشنطن بوست» و «وول ستريت جورنال» إلى أن عناصر الهجرة في وزارة الأمن الداخلي يستعدون لتوقيف هؤلاء الأشخاص وترحيلهم ابتداء من مطلع السنة.  وذكرت «واشنطن بوست» أن قرار الترحيل صدر عن قاض، ويستهدف «مئات الأسر وربما أكثر».  في سياق متصل، انتقد مرشحون رئاسيون ديمقراطيون ومنظمات لحقوق الإنسان إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بشأن خطط لتكثيف ترحيل المهاجرين.
  
 
قتيل في إطلاق نار بمركز تجاري
 26/12/15
/ واشنطن – أ ف ب: قتل شخص بالرصاص في مركز تجاري في ولاية كارولاينا الشمالية جنوب شرق الولايات المتحدة، ما أثار هلعاً بين الزبائن الذين كانوا يتسوقون ليلة الميلاد في حادث، ذكرت الشرطة أنه «إطلاق نار شارك فيه شرطي».  وأوضحت شرطة شارلوت ماكلينبورغ في بيان، ليل أول من أمس، أن الحادث وقع على إثر مشادة بين مجموعتين، مضيفة إن «مشادة وقعت داخل المركز التجاري بين مجموعتين وصلت إلى حد دفعت عدداً من الشرطيين الموجودين في المركز التجاري ولم يكونوا في الخدمة إلى التدخل».  وأشارت إلى أن «أحد هؤلاء كان مسلحاً وقتل بالرصاص أثناء المشادة، ولم يصب أي شرطي». ولم توضح الشرطة ما إذا كان القتيل سقط برصاص الشرطي أو شخص آخر خلال الشجار.  وأثار إطلاق النار حالة من الهلع بين الزبائن الكثيرين في فترة الاعياد.  وقال عدد كبير من الشهود لقنوات التلفزيون إن الزبائن أصيبوا بالهلع، وأسرعوا إلى مخارج المركز وهم يصرخون.
 
تعويض لرهائن السفارة الأميركية بطهران
 26/12/15
/ واشنطن – أ ف ب: أقر الكونغرس الأميركي إجراء سيتيح بعد 35 عاماً دفع تعويضات للرهائن السابقين في السفارة الأميركية في طهران، ويشمل أيضاً ضحايا اعتداءي العام 1998، في تنزانيا وكينيا.  وصوت الكونغرس الأسبوع الماضي، على قانون المالية الذي يمدد لخمسة أعوام صندوق تعويضات ضحايا اعتداءات 11 سبتمبر العام 2001، وينص على برنامج جديد لصالح ضحايا الاعتداءات التي ارتكبت بدعم من دول، الأمر الذي يشمل اعتداءي العام 1998، على السفارتين الأميركيتين في تنزانيا وكينيا، واعتداءات بيروت في العام 1983، إضافة إلى احتجاز 53 شخصاً في طهران، لمدة 444 يوماً بين العامين 1979 و1981.  والصندوق الجديد سيمول من أصول تمت مصادرتها في إطار عقوبات، وفي مقدمها تسعة مليارات دولار دفعها مصرف «بي ان بي باريبا» العام الجاري، لانتهاكه الحظر الأميركي على السودان وكوبا وإيران.  وسيحصل كل رهينة سابق في طهران أو وارثه على عشرة آلاف دولار عن كل يوم احتجاز، ما يوازي 4.4 ملايين دولار، في حين تحصل زوجات الرهائن وأبناؤهم كل منهم على 600 ألف دولار.
 
 
الجامعة العربية: طهران تهدد الأمن الدولي
 26/12/15
/ القاهرة – وكالات: طالب مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، تركيا بسحب قوات العسكرية من شمال العراق «على الفور»، مؤكدة أن إيران تهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي.  وأعرب المجلس في بيان في ختام اجتماعه الطارئ، مساء أول من أمس، بالقاهرة برئاسة الإمارات، عن «إدانته للحكومة التركية لتوغل قواتها العسكرية في الأراضي العراقية باعتباره اعتداء على السيادة العراقية وتهديدا للأمن القومي العربي».  وطالب «الحكومة التركية بسحب قواتها فورا من الأراضي العراقية من دون قيد أو شرط»، و»بالالتزام بعدم تكرار انتهاك السيادة العراقية مستقبلا مهما كانت الذرائع».
 
وأكد «مساندة الحكومة العراقية في الاجراءات التي تتخذها وفق قواعد القانون الدولي ذات الصلة التي تهدف إلى سحب الحكومة التركية لقواتها من الأراضي العراقية».  وأضاف المجلس «نتابع بقلق بالغ اختطاف عدد من المواطنين القطريين جنوب العراق، ونطالب الحكومة العراقية بتحمل مسؤولياتها القانونية والدولية، واتخاذ الإجراءات الحاسمة والفورية الكفلية بضمان سلامة المختطفين، وإطلاق سراحهم في أسرع وقت».  وأشار إلى أنه «في وقت يدين مجلس الجامعة ويستنكر اختطاف المواطنين القطريين الأبرياء، الذين دخلوا الأراضي العراقية بصورة قانونية ومشروعة، فإنه يعرب عن التضامن التام مع دولة قطر، ومساندته لها في جميع الإجراءات التي تتخذها لضمان إطلاق سراح مواطنيها».  ودان المجلس الحكومة الإيرانية «لتدخلها في الشؤون الداخلية للدول العربية باعتباره انتهاكا لقواعد القانون الدولي ولمبدأ حسن الجوار». وأوضح أن هذا التدخل «يحمل تهديداً خطيراً للأمن والسلم الاقليمي والدولي»، مطالباً إيران «بالامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها والكف عن الانتهاكات والأعمال الاستفزازية ومحاولات بث الفرقة والفتنة الطائفية بين مواطني الدول العربية».  وأشار إلى أن ذلك يتم أيضاً «عبر دعم التخريب والإرهاب والتحريض على العنف أو من خلال التصريحات التي تصدر عن كبار المسؤولين الايرانيين والتي تعد تدخلا في الشؤون الداخلية للدول العربية المستقلة ذات السيادة ولا تساعد على بناء الثقة وتهدد الامن والاستقرار في المنطقة». ولفت إلى أن هذه الأمور «تشكل خرقا للقوانين والأعراف الدولية ومبادئ الأمم المتحدة وميثاق جامعة الدول العربية»، داعياً ايران إلى «ضرورة ترجمة ما تعلنه عن رغبتها في تحسين العلاقات مع الدول العربية وازالة التوتر الى خطوات عملية وملموسة قولاً وعملاً».  في سياق آخر، دعا المجلس الأطراف الليبية كافة إلى احترام «اتفاق الصخيرات»
 
  800
تونسي قتلوا في سورية
 26/12/15
/ تونس – أ ش أ: أعلنت وزارة الداخلية التونسية أن عدد مواطنيها الذين قتلوا في سورية بلغ 800 شخص.  ونقلت الإذاعة التونسية عن المتحدث باسم وزارة الداخلية التونسية وليد الوقيني قوله خلال مؤتمر في قمرت، أمس، إن المعلومات المتوافرة لدى الوزارة تشير إلى أن عدد التونسيين الذين قتلوا في سورية بلغ 800 شخصعلى جانب آخر، وقع تبادل لإطلاق النار بين وحدات مشتركة من الجيش والحرس الوطنيين ومجموعة إرهابية في جبال ورغة بمنطقة ساقية سيدي يوسف بالكاف بعد رصد تحركات مشبوهة بالمنطقة.
 
 
شتاينماير: السعودية لاعب رئيس في محاربة «داعش»
 26/12/15
/ برلين – رويترز: أكد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن للسعودية دوراً محورياً في محاربة تنظيم «داعش»، إذ أن بإمكانها المساعدة في استئصال منبت الفكر المتشدد الذي يتبناه التنظيم.  وبشأن ما إن كانت روسيا وإيران والسعودية شركاء مناسبين في محاربة «داعش» أجاب شتاينماير في مقابلة نشرت أمس، «نتفق جميعاً على أن داعش يشكل خطراً كبيراً يجب محاربته»، مشيراً إلى أن «وجود خلافات في الرأي بين هذه الدول ليس سراً، لكن هدفنا يجب أن يتمثل في أن يشد الجميع الحبل ذاته حتى يمكنهم محاربة داعش بنجاح».  وأضاف «نقول دائماً إننا بحاجة لأن يستأصل العالم الاسلامي منبت الفكر الداعشي، وفي هذا السياق فإن القوى المسلمة الرائدة مثل السعودية عليها دور أساسي».  يشار إلى أن البرلمان الألماني وافق الشهر الجاري، على خطة للانضمام للحملة التي تقودها الولايات المتحدة على مقاتلي «داعش» في سورية


 «
وول ستريت جورنال»: تخبط إدارة أوباما تجاه الأسد ساعد على تقويته
 26/12/15
/ واشنطن – وكالات: أجرى مسؤولون أميركيون اتصالات سرية مع أعضاء في حكومة رئيس النظام السوري بشار الأسد، في محاولة للحد من العنف في سورية.  وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الصادرة في تقرير أول من أمس، أن المسؤولين الأميركيين حاولوا استكشاف سبل التشجيع على تنفيذ انقلاب عسكري في العام 2011، عندما بدأت الحرب الأهلية هناك، مضيفة أن مسؤولي مخابرات أميركيين حددوا ضباطاً في الجيش ينتمون إلى الطائفة العلوية التي ينحدر منها الأسد ويمكنهم قيادة الانقلاب، لكنهم لم يجدوا مواطن ضعف تذكر يمكن استغلالها.  ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع سابق في الحكومة الأميركية قوله إن «سياسة البيت الأبيض في العام 2011، كانت محاولة الوصول إلى انتقال في سورية عن طريق إيجاد ثغرات في النظام، وعرض حوافز على الناس ليتخلوا عن الأسد»، مشيرة إلى أن الحكومة الأميركية تحولت عن محاولة التأثير على حكومة الأسد، لتتجه نحو مساندة مقاتلي المعارضة السورية في العام 2012.  وذكرت أن مسؤولين كباراً من الولايات المتحدة وسورية تحادثوا وجهاً لوجه أو بعثوا برسائل بعضهم إلى بعض من خلال أطراف ثالثة، منها روسيا وإيران حليفتا سورية.  كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم إن نائب وزير الخارجية وليام بيرنز الذي تقاعد من منصبه في العام 2014 أجرى محادثتين هاتفيتين مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم ليحذر نظام الأسد من استخدام الأسلحة الكيماوية على نطاق واسع.  وأضافت الصحيفة أن رحيل الأسد هو عنوان السياسة الأميركية تجاه سورية في الوقت الراهن، مشيرة إلى أن التخبط في سياسة إدارة باراك أوباما تجاه النظام السوري قد يكون ساعد على تقويته بدلاً من إضعافه
 
 
العبادي: استعادة الموصل ستتم بعد الانتصار على التنظيم في مركز الأنبار وعبوات ناسفة وقناصة تعرقل عملية تحرير الرمادي من سيطرة «داعش»
 26/12/15
/ بغداد – وكالات: تواجه القوات العراقية تحديات جمة تتمثل في القناصة والعبوات الناسفة التي تجعل تقدمها بطيئاً وحذراً لتحرير الرمادي كبرى مدن محافظة الأنبار، حيث تدور اشتباكات شرسة وسط المدينة مع عناصر تنظيم «داعش».  وقال الملازم أول في قوة مكافحة الإرهاب التي تنتشر في حي الضباط إلى الجنوب من منطقة الحوز بشار حسين، أمس، «نواجه عراقيل كثيرة أبرزها القناصة والسيارات المفخخة».  من جهته، قال ضابط برتبة عميد في الجيش طالباً عدم ذكر اسمه إن «مقاومة داعش اشتدت مع اقتراب القوات العراقية من المجمع الحكومي التي باتت على بعد نحو 300 متر من المجمع من الجهة الجنوبية».  أما رئيس اللجنة الأمنية في مجلس قضاء الخالدية شرق الرمادي إبراهيم الفهداوي فقال إن «القوات العراقية بحاجة إلى جهد للإسراع بتحرير الرمادي من داعش»، مضيفاً إن «عمليات تحرير الرمادي بحاجة إلى وقت وليس من السهولة إنجازها بسرعة كون القوات العراقية بحاجة إلى جهد».
 
وأشار إلى «تنفيذ المتطرفين لهجمات انتحارية وتفخيخ المنازل وزرع العبوات الناسفة ونشر قناصة وإطلاق قذائف الهاون والصواريخ، لمنع تقدم القوات الأمنية لتحرير مركز الرمادي»، مضيفاً ان «عشرات العائلات مازالت محتجزة من قبل داعش في منطقتي الثيلة والجمعية»، حيث تتقدم القوات الحكومية بحذر شديد حفاظاً على أرواح المدنيين.  ولفت إلى أن مسلحي «داعش» اعتقلوا جميع الرجال في المنطقتين وتركوا النساء والأطفال وحدهم في المنازل»، مرجحاً أن يكون ذلك «خوفاً من حدوث ثورة داخلية ضد التنظيم».  وتواصلت الاشتباكات العنيفة حول مجمع المباني الحكومية الذي تمثل استعادة السيطرة عليه خطوة رئيسية على طريق تحرير كامل المدينة من قبضة التنظيم المتطرف الذي سيطر عليها في مايو الماضي.  وواجهت القوات العراقية التي تتقدمها قوات مكافحة الإرهاب خلال الأيام القليلة الماضية، مقاومة محدودة خلال تنفيذ عملية تحرير الرمادي لكن المتطرفين صعدوا مقاومتهم مع اقتراب تحرير مركز المدينة، حيث تزداد شراسة المعارك كلما اقتربت القوات الأمنية لتحرير المجمع.  إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع اعتقال «أحد أمراء داعش خلال عملية تحرير الرمادي»، فيما قتل ستة عناصر من التنظيم في سنجار شمال العراق.  وذكرت خلية الإعلام الحربي بقيادة العمليات المشتركة التابع لوزارة الدفاع، ليل أول من أمس، أن قوة من مديرية الاستخبارات العسكرية، بالتنسيق مع فرقة المشاة رقم 16، ألقت القبض على أحد أمراء داعش المكني «أبو بكر» وهو أجنبي الجنسية.  وفي محافظة ديالى، أكد رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة ديالى صادق الحسيني اعتقال ستة مطلوبين أحدهم بتهمة «الإرهاب» في المحافظة ذاتها، فيما تمكن الطيران الحربي التابع للتحالف الدولي من تدمير مفرزة هاون وعجلة مسلحة تابعة لـ»داعش»، قرب مدينة سنجار غرب الموص في محافظة نينوى شمال العراق.  في سياق متصل، أعلن رئيس وزراء العراق حيدر العبادي، أمس، أن القوات المسلحة العراقية ستتحرك لاستعادة مدينة الموصل الرئيسية في شمال بلاده من قبضة «داعش» بمجرد أن تنتهي من السيطرة على مدينة الرمادي الغربية.  وقال العبادي في بيان نشره موقع إلكتروني حكومي إن «تحرير الموصل العزيزة سيتم بتعاون ووحدة جميع العراقيين بعد الانتصار المتحقق في مدينة الرمادي».
  
 
أندونيسيا: اعتقال اثنين خططا لهجوم انتحاري ليلة رأس السنة
 26/12/15
/ جاكرتا – أ ف ب: اعتقلت الشرطة الأندونيسية أمس، رجلين ينتمي أحدهما إلى أقلية الأويغور المسلمة في الصين، يشتبه بأنهما خططا لهجوم انتحاري في جاكرتا ليلة رأس السنة.  وأعلنت الشرطة في بيان، أنها أوقفت أندونيسياً يدعى عارف هداية الله بالقرب من العاصمة، لأنه كان يقود سيارة لا تحمل لوحات تسجيل، مضيفة إنه «خلال تفتيش السيارة عثرت على كتب بشأن صنع عبوات ناسفة، وبعد ذلك توجهت إلى منزله في الشطر الغربي من جزيرة جاوا، وأوقفت الرجل الآخر الذي عرف عنه باسم علي فقط، وصادرت سترة ناسفة ومعدات تستخدم في صنع قنابل».  وقال المتحدث باسم الشرطة أنطون شارليان «عثرنا أيضاً على مخطط للموقع الذي كان يفترض أن يشهد الهجوم، ومن الضروري أن نجري تحقيقات إضافية».  من ناحيته، أشار مصدر في الشرطة إلى أن علي خبير متفجرات وأختير لتنفيذ عملية انتحارية، مضيفاً إن هداية الله أبلغ الشرطة أن متطرفاً يقيم في سورية طلب منه مساعدة مواطنيه الراغبين في الانضمام إلى صفوف «داعش».
  
السيستاني يدعو إلى الإفراج عن القطريين المخطوفين
 26/12/15
/ بغداد – رويترز: دعا المرجع الشيعي الأعلى في العراق على السيستاني، أمس، إلى الإفراج عن مجموعة من القطريين المخطوفين في جنوب بلاده.  وقال أحمد الصافي ممثل السيستاني في خطبة الجمعة التي أذاعها التلفزيون الرسمي من مدينة كربلاء جنوب بغداد «نطالب بإطلاق سراح المختطفين أياً كانوا ونستنكر عمليات الاختطاف لأهداف سياسية ومن ذلك ما وقع أخيراً من اختطاف لعدد من الصيادين الذين دخلوا البلد بصورة مشروعة».  يشار إلى أن مجموعة كبيرة من المسلحين المجهولين قد اختطفت نحو 26 قطرياً كانوا في رحلة صيد من معسكرهم في الصحراء بالقرب من الحدود السعودية في ديسمبر الحالي، حيث تمكن تسعة من المخطوفين من الفرار وعبروا الحدود إلى الكويت.
 
 
قطر اعترضت على وضع قوائم للمعارضة قبل بدء المحادثات السورية و اتفاق بين الأسد ووجهاء في جنوب دمشق لإجلاء أربعة متطرف بينهم «دواعش» اليوم
 26/12/15
/ عواصم – وكالات: تشهد ثلاث مناطق جنوب دمشق اليوم، خروج نحو أربعة آلاف متطرف ومدني منها في اتفاق غير مسبوق بين وجهاء من السكان والحكومة السورية تنطبق مفاعيله على تنظيم «داعش».  وذكرت مصادر عدة، أمس، أن الاتفاق ينص على خروج هؤلاء المسلحين وعائلاتهم ومدنيين آخرين راغبين بالمغادرة من مناطق الحجر الاسود والقدم واليرموك جنوب دمشق.  وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن، إن المفاوضات بدأت مع الحكومة السورية بمبادرة من وجهاء تلك المناطق بسبب الوضع الاقتصادي الخانق الناتج عن حصار تفرضه قوات النظام منذ العام 2013.
 
وأكد مصدر حكومي مطلع على الملف، أنه «تم التوصل الى اتفاق بخروج اربعة الاف مسلح ومدني، من الجهات الرافضة لاتفاق المصالحة في المنطقة الجنوبية، وبينهم عناصر من (جبهة) النصرة وداعش».  وأضاف إنه «سيبدأ تنفيذ المرحلة الاولى من الاتفاق بخروج المسلحين السبت (اليوم) لتكون وجهتهم الرقة (معقل تنظيم «داعش» بالشمال) ومارع (التي تعد من ابرز معاقل الفصائل الاسلامية والمقاتلة، وبينها جبهة النصرة في ريف حلب الشمالي)».  وأشار إلى أن هذا الاتفاق جاء بعد فشل أربع مبادرات خلال العامين الماضيين، لافتاً إلى أنه ينص في مرحلته الثانية على «ازالة السواتر الترابية وتسوية اوضاع المسلحين (الذين فضلوا البقاء) وتأمين مقومات الحياة وعودة مظاهر مؤسسات الدولة وتحصين المنطقة ضد الارهاب».  وأكد مصدر سوري على الارض أن العدد الاجمالي للمغادرين يبلغ «نحو 3567 شخصا بينهم الفا مسلح، وينتمي غالبيتهم الى تنظيم داعش بالاضافة الى جبهة النصرة» وفصيل آخر.  وأشار إلى أن «18 حافلة دخلت أول من أمس، إلى منطقة القدم، برفقة فرق الهندسة التابعة للجيش السوري مهمتها استلام العتاد والاسلحة الثقيلة التابعة لمسلحي داعش وبعض مجموعات النصرة قبل نقلهم».  وأكد أحد وجهاء بلدة القدم، فضل عدم الكشف عن اسمه، أنه «يحق لكل مسلح اخراج عائلته وحقيبة واحدة وسلاحه الفردي».  ووصف محمد العمري من المكتب الاعلامي لوزارة المصالحة السورية الاتفاق بأنه «سوري بامتياز»، كما نفت متحدثة باسم الامم المتحدة في دمشق أي دور للمنظمة الدولية في عملية المفاوضات.  وقال العمري «سينعكس نجاح المرحلة الأولى من الاتفاق إيجابا على مخيم اليرموك والمنطقة الجنوبية كافة حيث ستشملها مصالحة» سيتمكن من خلالها «نحو مليون و800 ألف سوري وفلسطيني من العودة بعد اتمام اعادة مقومات الحياة».
 
إلى ذلك، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، أن تحالفاً لفصائل المعارضة السورية من عرب وأكراد سورية تدعمه الولايات المتحدة، تقدم صوب سد تشرين في شمال سورية كان يسيطر عليه تنظيم «داعش» وذلك خلال هجوم يستهدف استعادة مدينة الرقة، معقل التنظيم.
 
وذكر المرصد أن «قوات سورية الديمقراطية» التي تضم وحدات حماية الشعب الكردية، وتحالفاً لقبائل عربية، باتت على بعد 20 كيلومتراً من سد تشرين، وهو واحد من ثلاثة سدود كبرى على نهر الفرات، مشيرا إلى تمكن هذه الفصائل من استعادة قرى عدة منذ الثلاثاء الماضي، وهي قرى الصهاريج وعبيدات والمنسية.
 
وفي مدينة إعزاز شمال محافظة حلب، قتل سبعة مدنيين، وأصيب نحو 10 آخرين، في قصف لطائرة حربية روسية، استهدف مستشفيات ومرافق مدنية.  وقال عضو الدفاع المدني في المدينة محمد يوسف، إن مستشفى الأطفال والنساء خرج عن الخدمة، بسبب استهدافه بإحدى الغارات، مشيراً إلى أن ست غارات استهدفت المدينة.  وفي موسكو، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن القوات الجوية نفذت 5240 طلعة منذ بدأت ضرباتها في سورية في 30 سبتمبر الماضي، بما في ذلك 189 طلعة أول من أمس فقط.  إلى ذلك، اعترض وزير الخارجية القطري خالد العطية، على وضع قوائم بأسماء الفصائل المعارضة قبل اجراء محادثات سلام بشأن سورية.  وقال العطية، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو «نحن ضد التصنيف المطلق للجماعات، الأهم هو فهم المنطق الذي من وراءه حملت هذه المجموعات السلاح، أهدافها ودوافعها». وجدد تأكيد أنه لا مكان لنظام الأسد في استمرار حكم سورية، قائلا إن نظام الأسد يشكل أكبر داعم للإرهاب».  ودان العطية «عنف الانظمة الدكتاتورية» والافكار والايديولوجيات المتطرفة والهدامة، مشيراً إلى أن الدوحة وموسكو تلتقيان في الكثير من النقاط الخاصة بالتسوية السورية، لكنه أكد استمرار الخلاف بشأن شرعية الأسد من جانبه، شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، على ضرورة ضمان مشاركة أوسع دائرة ممكنة من عناصر المعارضة في المحادثات المستقبلية لانهاء الأزمة السورية.  وقال لافروف إن الجانبين اتفقا على التمسك بنهج بناء في بلورة وفد المعارضة السورية للمشاركة في العملية السياسية لكنه رفض الدخول في تفاصيل هذا التفاهم.
 

فتوى لـ«داعش» تبيح نقل أعضاء بشرية من الأسرى تثير جدلاً

علماء الأزهر لـ {الشرق الأوسط}: جريمة نكراء لا تجوز لأنها تهديد لحياة قائمة.. والاتجار في الأعضاء محرم

القاهرة: وليد عبد الرحمن/الشرق الأوسط/26 كانون الأول/15

أثارت فتوى لتنظيم «داعش» الإرهابي تجيز استئصال أعضاء بشرية من أسراه لزرعها في أجساد أخرى، حتى وإن كان ذلك معناه موت الأسير، جدلا في الأوساط الدينية والغربية، وسط تخوفات لمراقبين دوليين من أن يكون التنظيم المتطرف منخرطا في أنشطة الاتجار في أعضاء البشر. وبينما أكد الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي مصر، لـ«الشرق الأوسط»، أن «دار الإفتاء رصدت الفتوى بالفعل للرد عليها فقهيا»، مؤكدا أن الدار سوف تصدر فتوى بحق ما جاء في كلام «داعش»، رفض علماء بجامعة الأزهر متخصصون في التفسير والعقيدة، ما جاء في فتوى «داعش»، قائلين لـ«الشرق الأوسط» إنها «جريمة نكراء.. ولا تجوز لأنها تهديد لحياة قائمة وتلحق ضررا بآخر»، مؤكدين أن بيع الأعضاء محرم شرعا وقانونا.. والحصول على الأعضاء عنوة من الأسرى مثل فعل «داعش» أشد تحريما، فضلا عن أن الأسير له حقوق عدة في الإسلام أبرزها حسن المعاملة. وقالت وكالة «رويترز» في تقرير لها أمس، إنها اطلعت على وثيقة فتوى «داعش» وتحمل تاريخ 31 يناير (كانون الثاني) الماضي، وتجيز الحصول على أعضاء الأسير حيا لإنقاذ حياة مسلم، حتى وإن كان ذلك معناه موت الأسير. وصدرت ترجمة أميركية رسمية لوثيقة الفتوى التي تحمل شعار «(داعش) - نائب رئيس ديوان البحوث والإفتاء»، ويقول مسؤولون أميركيون، إن الوثيقة كانت بين مجموعة من البيانات والمعلومات حصلت عليها القوات الأميركية الخاصة خلال غارة بشرق سوريا في مايو (أيار) الماضي. من جانبه، قال الدكتور أبو حذيفة عماد عبد الراضي، المدرس المساعد بقسم التفسير وعلومه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية جامعة الأزهر بمحافظة قنا، إن أي نقل يؤدي إلى ضرر بالغ بتفويت أصل الانتفاع أو جله مثل قطع كلية أو يد أو رجل، والذي يظهر من فتوى «داعش» يحرم ولا يجوز، لأنه تهديد لحياة متيقنة بعملية ظنية موهومة أو إمداد بمصلحة مفوتة لمثلها، بل أعظم منها.. فالضرر لا يزال بمثله، فهذه المصلحة المظنونة بتفويت المتيقنة مما يشهد الشرع بإلغائها وعدم اعتبارها. وأضاف عبد الراضي أن المراد بنقل الأعضاء هو عملية جراحية لاستئصال عضو تالف من جسم إنسان ووضع عضو سليم مكانه، سواء أكان الشخص الذي أخذ منه العضو السليم هو المريض نفسه أم إنسان آخر. وقد ذهب العلماء، وهم الجمهور الأعظم من علماء الأمة، إلى جواز التبرع بالأعضاء الآدمية والانتفاع بها ما دامت تحقق المصلحة وتنقذ حياة إنسان لقوله تعالى: «ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا».. ما دام المنقول منه لا يضار، أما إن كان المنقول منه مضار فلا يجوز ذلك قولا واحدا. وتابع بقوله: «بناء عليه فإن أخذ عضو من جسم إنسان حي، وزرعه في جسم إنسان آخر مضطر إليه لإنقاذ حياته أو لاستعادة وظيفة من وظائف أعضائه الأساسية، هو عمل جائز لا يتنافى مع الكرامة الإنسانية للمأخوذ منه، لكنه يكون عملا مشروعا وحميدا إذا توافرت فيه الشروط التالية، ألا يضر أخذ العضو من المتبرع به ضررا يخل بحياته، لأن القاعدة الشرعية تقول إن (الضرر لا يزال بضرر مثله ولا بأشد منه)، ولأن التبرع حينئذ يكون من قبيل الإلقاء بالنفس إلى التهلكة، وهو أمر غير جائز شرعا، وأن يكون إعطاء العضو طوعا من المتبرع دون إكراه، وأن يكون زرع العضو هو الوسيلة الطبية الوحيدة الممكنة لمعالجة المريض المضطر، وأن يكون نجاح كل من عمليتي النزع والزرع محققا في العادة أو غالبا، وأن يكون أخذ العضو من إنسان ميت لإنقاذ إنسان آخر مضطر إليه، بشرط أن يكون المأخوذ منه مكلفا وقد أذن بذلك حال حياته.. وهذه الشروط جميعها لا تتحقق في فتوى (داعش) بنقل الأعضاء عنوة من الأسرى.. وقد تكلف الأسير حياته». واستطرد الدكتور عبد الراضي قائلا: «لا يجوز عند الجمهور نقل بعض أعضاء الإنسان لآخر مثل القلب والعين والكلية، إذا تأكد الطبيب المسلم الثقة العدل، موت المنقول عنه، لأن الحي أفضل من الميت، وتوفير البصر أو الحياة لإنسان نعمة عظمى، مطلوبة شرعا، وإنقاذ الحياة من مرض عضال أو نقص خطير أمر جائز للضرورة، والضرورات تبيح المحظورات». وجاء في الوثيقة، حسبما اطلعت عليها «رويترز» في نسخة ترجمتها الأميركية الرسمية، أن حياة الكافر وأعضاءه ليست محل احترام ومن ثم يمكن سلبها منه.. وتقول الفتوى إنه ما من مانع أيضا في استئصال أعضاء يمكن أن تنهي حياة الأسير إن هي استؤصلت من جسده. ولا تحمل الوثيقة ما يدل على أن تنظيم داعش منخرط فعلا في عمليات استئصال أعضاء أو الاتجار فيها، لكنها تحمل إجازة شرعية لفعل هذا في إطار تفسير التنظيم المتشدد للإسلام والذي يرفضه معظم المسلمين.

واتهم العراق التنظيم من قبل باستئصال أعضاء بشرية والاتجار فيها. وفي فبراير (شباط) الماضي طالب مندوب العراق مجلس الأمن الدولي بالتحقيق في موت 12 طبيبا بمدينة الموصل التي يسيطر عليها «داعش»، وقال إنهم «تعرضوا للقتل بعد رفضهم استئصال أعضاء بشرية».

في السياق نفسه، وصف الدكتور علي محمد الأزهري، عضو هيئة التدريس بقسم العقيدة والفلسفة جامعة الأزهر، فتوى «داعش» بـ«الجريمة النكراء»، مؤكدا أن «داعش» يستقطب الشباب والفقراء تحت مسمى السفر أو العمل ثم تخديرهم وتستولي على أجزاء من أجسادهم، وتبدلت الحال الآن وأصبح المتبع لدى «داعش» أخذ الأعضاء البشرية عنوة تحت تهديد السلاح، لافتا إلى أنه من المعلوم أن بيع الأعضاء محرم شرعا وقانونا.. فالشرع حرم بيع الأعضاء البشرية من قبل الشخص نفسه، فما بالنا بمن تأخذ منه الأعضاء عنوة مثل فعل «داعش». وحول رأي الشرع في قيام «داعش» بالاتجار بالأعضاء البشرية، قال الأزهري، هناك نصوص في الشرع تؤكد حرمة بيع الأعضاء منها قال الله تعالى: «إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير»، و«قل لا أجد في ما أوحي إلى محرمًا على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دمًا مسفوحًا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقًا أهل لغير الله به»، لافتا إلى أن الآيتين تدلان على حرمة الدم، وفي الآية الثانية ورد لفظ الدم مقيدا لكونه مسفوحا.. وخلاصة القول إن الدم المحرم هو الدم المسفوح، وذلك حملا للمطلق على المقيد، والقاعدة الشرعية «إن الله إذا حرم شيئًا حرم بيعه وأكل ثمنه».. فمن أين جاء أتباع الدولة المزعومة (أي «داعش») بنصوص التحليل على حد زعمهم. وتابع بقوله: «العلماء أفتوا بحرمة بيع الأعضاء، لأنها ليست ملكا للإنسان حتى يفاوض عليها ولا ملكا لورثته بعد وفاته حتى يتصرفوا فيها، فضلا عن أن هذه الأعضاء محرمة لها مكرمة.. ولقد جاء الإسلام وحرر الإنسان من الرق.. فهل يمكن بيع أعضائه؟». وقال الأزهري إن الأسير له حقوق عدة في الإسلام، أبرزها، الإحسان إليه ومعاملته معاملة حسنة، ففي شأن أسرى بني قريظة في الشمس، نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقال لأصحابه: «لا تجمعوا عليهم حر الشمس وحر السلاح، قيلوهم حتى يبردوا»، لافتا إلى أن الفقهاء اتفقوا على حرمة قتل الأسرى «مدبرهم وجريحهم»، وأنه لا يغنم لهم مال، ولا تسبى لهم ذرية، لأنهم لم يكفروا ببغيهم ولا قتالهم، وعصمة الأموال تابعة لدينهم، ومن قتل منهم غسل وكفن وصلي عليه.. فإذا كان هذا حال غير المسلم، فما بالنا بأهل الإسلام في قبضة «داعش».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

السعودية الجديدة ولبنان العتيق

شادي علاء الدين/العرب/26 كانون الأول/15

نحيا زمنا سعوديا جديدا تخلت فيه السعودية عن السلمية التي كانت السمة الأبرز لممارستها السياسية، وركنت إلى الخيار الحربي تحت عنوان عام يتعلق بقيادة الحرب السنية على الإرهاب. أبرز النتائج المتوقعة من هذا التحول السعودي أنه يُخرجُ الإرهاب من حصريته السنية، ويصوب على الإرهاب الشيعي ويستهدفه.

هذه السعودية الجديدة لم تنتج لبنانا جديدا بل ساهمت في إعادة إنتاج لبنان العتيق، لبنان الإقطاع المتشكل من ثنائية الموارنة والسنة، كما عبر عن ذلك بوضوح الرئيس المنتظر سليمان فرنجية مؤخرا في سياق حديث تلفزيوني.

لبنان السنة والموارنة يأتي في لحظة فقد فيها كل من هذين المكونين الدور الذي كان يمنحه خصوصية، تجعل من إمساكه بمفاصل القرار في لبنان سياقا طبيعيا لا يمكن إنكاره ولا دحض الوقائع المرتبطة به. الموارنة كانوا في لحظة ما يمثلون الجسر الذي يربط لبنان بالعالم، والوجه الحضاري والنخبوي الذي يعطي للبنان خصوصية ويمنحه حضورا دوليا. موارنة اليوم تحولوا إلى جزء ملحق بالقوى الإسلامية، وباتوا مجرد تلوين سياسي، وفقدوا حضورهم النخبوي وخصوصا بعد أن بات جزءا كبيرا من الحضور المسيحي الماروني في لبنان، مؤيدا لنظام الأسد الذي ينكل بالسوريين المنسوبين إلى السنة. من هنا لا تكون الرقصة الثنائية المارونية – السنية التي يتم تصميم خطواتها حاليا رقصة حبيبين بل مصافحة عدوين. سليمان فرنجية الإقطاعي القادم إلى كرسي الرئاسة تحت ظلال السعودية الجديدة المحاربة ليس امتدادا للنظام السوري، ولا رئيس تسوية مقبولة من السنة والشيعة، بل هو رئيس نهاية المسيحيين واحتدام المعركة بين السنة والشيعة. هذه المعركة هي المعركة الأساسية وفي سبيلها يهون كل شيء، وتتم التضحية بالتحالفات. هذه الحقيقة دفعت بالعماد ميشال عون وسمير جعجع إلى التكتل تحت عنوان مسيحي، وقد تجلى حضورها بقوة في ما أعلنه قيادي في تيار المستقبل، حول نية التيار الأزرق في الاستمرار في السعي إلى إنجاح تسوية انتخاب فرنجية، حتى لو رشحت القوات اللبنانية العماد عون. لم يعد أحد يحاول تلوين صيغته الطائفية بالتحايلات الوطنية المتعلقة بالتحالف مع الطوائف الأخرى.

ربما بدأ الزمن السني القادم على لبنان والمنطقة يرخي بظلاله. إخراج المسيحيين من معادلة الحكم والسلطة والشراكة في لبنان ليس سوى أول الغيث. يمكن استشفاف جدية النية في السير قدما في استكمال معالم هذا الزمان في ردة فعل حزب الله على اغتيال سمير القنطار بغارة إسرائيلية.

لغة التهديد والوعيد غابت، وغاب الملف الرئاسي عن خطاب نصر الله بعد الاغتيال، حيث كان أبرز ما فيه هو الحديث عن أن العقوبات الأميركية لا تطال الحزب في لبنان ولا تؤثر عليه، لأن أمواله لا تمر عبر المصارف اللبنانية. نصر الله يتوجه بهذا الكلام حصريا إلى الجمهور الشيعي الذي بدأ يستشعر الخطر الوجودي القادم والذي يرتدي وجها سنيا واضحا، ويمثل التأويل الحقيقي لمعنى وأهداف الحلف السعودي ضد الإرهاب غير الداعشي. يمكن رسم ملامح تسنن لبنان في اللحظة التي تم فيها الإفراج عن العسكريين لدى جبهة النصرة التي منحت صفة الناطق الرسمي باسم اللاجئين السوريين، ما حول انتسابهم من الهوية السورية إلى المذهبية السنية. من هنا باتت سوريتهم ممتنعة، ولم يعد تعريفهم ممكنا إلا انطلاقا من سنية ارتضى الجميع أن يترك لجبهة النصرة مهمة الوصاية عليها والنطق باسمها.

كانت الشبكة الحقوقية التي طالبت النصرة بمنحها اللاجئين مقابل الإفراج عن العسكريين إعلانا عن مولد دولة النصرة السنية في لبنان، التي تضم اللاجئين السوريين سواء ارتضوا بذلك أو لم يرتضوا، لأن لا مرجعية لهم سواها. حال السوريين صار مماثلا لحال الطوائف اللبنانية المخطوفة من قبل القيادات التي تم تلزيم طوائفها إليها رغما أنف أفرادها، الذين باتوا لا يملكون سواها كمرجعية يعودون إليها في تدبير أي شأن من شؤون حياتهم. هكذا بات حال اللاجئين السوريين في لبنان الذين لزّموا للنصرة مماثلا لحال التلزيم التي تطبع بنية السلطة عند الطوائف اللبنانية. من هنا يمكن القول إنهم باتوا بهذا المعنى لبنانيين عبر التلزيم، وسنة عبر نوعية التلزيم. سنية النصرة مرشحة في أفق التحولات الكبرى المتسارعة للتحول من صيغة الطرف الإرهابي إلى طرف، ليس فقط خارج توصيف الإرهاب، ولكن إلى طرف محارب للإرهاب. هكذا يمكن أن نقرأ في تسليم قرار اللاجئين إلى النصرة، الذي جاء قبل الإعلان عن نشوء الحلف السعودي السني ضد الإرهاب، أنها ستكون جزءا من هذا الحلف الذي سيحارب داعش وحزب الله في آن واحد. هذا هو لبنان السني الذي تُركّبُ ملامحه الآن، ويبدو أن هناك نهاية معلنة لتلك الصبغة الليبرالية التي كان تيار المستقبل يحاول من خلال تبنيها صناعة ماركة سنية مضاربة، يمكنها أن تنمو في بيئة سنية دون أن تنغلق على ذاتها داخل هوية سنية مغلقة. لم تعد هذه الليبرالية مقبولة ولا حتى ممكنة. المساومة لا تجري بين ليبراليين وطوائف أخرى، بل بين السنة الذين يحيون نشوة الصعود السعودي الحربي، وبين الشيعة المهزومين في سوريا، والذين يريدون التصرف كمنتصرين، والمسيحيين الذين غادروا دورهم وصودر حضورهم، وكانوا مساهمين فعالين في إنجاح عملية المصادرة القاسية التي جرت في حقهم.

أبرز علامات المشاركة المسيحية في مصادرة القرار المسيحي تكمن في طبيعة النقاش الدائر حاليا، حيث لا ينكر أحد من المرشحين الأبرز للرئاسة ،أي فرنجية وعون، نسبه الأسدي في السياسة وربما في الأخلاق كذلك، ولكن النقاش يدور حول طبيعة هذا النسب وتفاوت درجاته بين الأخوّة والتأييد.

لبنان العائد إلى إقطاع لا تبدو شروطه منجزة محاصر بمفاعيل الحرب الدولية على الارهاب، والحلف السني الذي تقوده السعودية ضد الإرهاب يحيا داخل شروط حرب أهلية منجزة. لبنان العتيق العائد يمتلك كامل نظام الأحقاد العتيقة، ولكنه لا يمتلك أجهزة الضبط القديمة نفسها ولا ظروف إنتاج التسويات، لأنه لا يمكن للتسويات أن تنجح داخل فضاء التجاهل، والإقصاء والهزيمة. السنة يهجمون حاليا، الشيعة يحاولون تركيب خطاب نصر رئاسي لمداراة هزيمتهم في الميدان السوري، والمسيحيون بلا دور، والدروز يحاولون منذ فترة الالتحاق بنسب سني تجنبا للمجزرة، فهل يمكن لهذا الوضع أن ينتج تسوية؟ التسويات قادمة على أجنحة المجزرة، والمجزرة اسم واحد لمعان واسعة تشمل الرئاسة والحروب المتكاثرة ضد الإرهاب، والبنى التي تعرّف الجماعات من خلالها عن نفسها، والتي تحضر فيها مفردة التسوية كنوع من الورد الذي لا ينمو ويتنفس ويحيا إلا بين الجثث.

 

القنطار اغتيل في أحضان روسيا؟

راجح الخوري/الشرق الأوسط/26 كانون الأول/15

عندما أعلن فلاديمير بوتين في سبتمبر (أيلول) الماضي عن بداية تدخله العسكري في سوريا، وبدأ بإرسال مقاتلاته الحديثة إلى منطقة اللاذقية، ثم عندما بادر إلى التحدي داعيًا الأميركيين إلى إخلاء الفضاء السوري في خلال ساعة، وطالبًا إنشاء غرفة عمليات للتنسيق لتلافي أي صدام قد يتم جوًا بين المقاتلات الروسية ومقاتلات التحالف الدول ضد الإرهاب، ظهر في بعض الصحف العربية وخصوصًا اللبنانية منها عدد من المقالات والتصريحات، أدلى بها مسؤولون، أجمعت على التبشير والاستبشار بأن زمن العربدة الإسرائيلية الجوية فوق الأراضي السورية قد انتهى. كان معروفًا في ذلك الحين أن العدو الإسرائيلي غالبًا ما ينفذ عمليات قصف يقول إنها استهدفت قوافل تحاول نقل أسلحة وصواريخ إيرانية من سوريا إلى حزب الله في جنوب لبنان، كذلك تركزت عمليات إسرائيل في شكل ملحوظ على التصدي لمنع قيام جبهة الجولان وجعلها تمثل امتدادًا لجبهة الجنوب اللبناني. وظهرت تحليلات كثيرة في الصحف الإسرائيلية والغربية تقول إن الإيرانيين وحزب الله يسعون إلى إقامة هذه الجبهة ردًا على عمليات القصف التي كانت إسرائيل تنفذها لتدمير ما قيل إنه شحنات من الصواريخ الإيرانية المرسلة إلى حزب الله، وهكذا عندما قتل جهاد مغنية (ابن عماد مغنية الذي كان قد اغتيل في كفرسوسة في دمشق) وعدد من الضباط الإيرانيين في منطقة القنيطرة إثر غارة إسرائيلية، قالت إسرائيل إن العملية جاءت ردًا على محاولات لتفعيل جبهة الجولان. الآن مع اغتيال سمير القنطار الذي كان عميد الأسرى لمدة ثلاثين عامًا في سجون العدو الإسرائيلي، بدا مرة جديدة أن إسرائيل مصممة على منع تفعيل جبهة الجولان، فقد قيل إن القنطار حل مكان جهاد مغنية في هذه المهمة، مع رهان أساسي على أنه كدرزي يمكن أن يلعب دورًا مؤثرًا في المحيط الدرزي في تلك المنطقة. وعندما يكتب رون بن يشاي في «يديعوت أحرونوت» أن لإسرائيل حسابًا دمويًا طويلاً مع القنطار يعود إلى يوم كان في السادسة عشرة من عمره، لكن من الواضح أن استهدافه مع رفاقه لم يكن أساسًا بسبب أفعالهم في الماضي، بل بسبب احتمال الضرر الذي يمكن أن يلحقوه مستقبلاً بإسرائيل، فذلك قد يعني أنه كان فعلاً يعمل على تفعيل جبهة الجولان! والآن هل كثير إذا قلنا إن سمير القنطار اغتيل في أحضان روسيا، وإن رد فعل بشار الأسد كان مثيرًا للاستغراب عندما اندفعت وسائل إعلامه إلى القول إن القنطار قتل «نتيجة قصف صاروخي إرهابي» في محاولة مكشوفة لتخفيف الحرج عن بوتين الذي ينسّق في الصغيرة والكبيرة مع بنيامين نتنياهو فوق سوريا؟ لا، ليس كثيرًا على الإطلاق، فمن الواضح أن المقاتلات الإسرائيلية دكّت المبنى الذي كان فيه مع رفاقه، ولا معنى لمخاتلة النظام السوري في الإيحاء أيضًا أن القصف الإسرائيلي المحتمل أطلق من خارج الفضاء السوري، لا معنى لكل هذه الترهات، وخصوصًا في ظل تلميح عسكريين يرتبطون بعلاقات وثيقة مع قادة الجيش والاستخبارات في إسرائيل، إلى وجود تواطؤ روسي ساعد في نجاح عملية الاغتيال يوم الأحد الماضي. من الواضح أن المبنى الذي جرى تدميره يقع في منطقة حيوية في محيط العاصمة دمشق، التي تنتشر فوقها مظلة دفاع جوي روسية حديثة، حيث يوجد مركزها صواريخ «إس إس 400» ترتبط برادار حديث يغطي أجزاء واسعة من إسرائيل، بما يعني أنه حتى لو كانت القذائف أطلقت من خارج الفضاء السوري لكان في وسع الصواريخ الروسية التصدي لها.

وإذا كان العدو الإسرائيلي التزم الصمت حيال العملية المثيرة، في حين غرقت صحفه بالترحيب بها، فإن ذلك لم يمنع من الإشارة ضمنًا إلى دور روسي مُفترض، وهو ما يدفع المرء إلى أن يتذكر أن موسكو سبق أن تجاهلت ثلاث عمليات قصف على الأقل نفذها سلاح الجو الإسرائيلي ولم يُعلن عنها رسميًا، ضد قوافل للأسلحة والصواريخ، التي قيل في حينه إنها كانت تعدّ ليتم شحنها إلى حزب الله في لبنان. عندما نزل فلاديمير بوتين بقضّه وقضيضه في سوريا على طريقة «الأمر لي»، لم يقع المحللون في بيروت وحدها في الافتراض أن زمن العربدة الجوية الإسرائيلية في الفضاء السوري انتهى، المحللون في تل أبيب وبينهم عاموس هرئيل كتب في صحيفة «هآرتس» أن السماء السورية ستكون عصية بعد اليوم على سلاح الجو الإسرائيلي. لكن المفاجأة التي لم يقدر أحد حجمها وخطورتها، تمثلت في كلمتين وردتا في تصريح فلاديمير بوتين بعد استقباله بنيامين نتنياهو في موسكو في 12 أكتوبر (تشرين الأول)، أي بعد عشرة أيام من النزول الروسي في سوريا، حيث قال بالحرف: «إن موسكو تعترف بالمصالح الإسرائيلية المشروعة في سوريا». فهل عمليات القصف وآخرها تلك التي استهدفت سمير القنطار ورفاقه الستة من هذه المصالح الإسرائيلية المشروعة في سوريا؟! إذا كانت موسكو على علم بالغارة الإسرائيلية التي اغتالت القنطار، وهذا مؤكد فعلاً، فتلك مصيبة بالنسبة إلى الذين استبشروا بإمكان إغلاق الفضاء السوري أمام إسرائيل، وإذا لم تكن على علم، وهذا مستبعد، فليس كثيرًا إذا افترضنا أن نظام «إس إس 400» الحديث هو مجرد خردة، وهذا أمر لن يقبل به بوتين قطعًا. ولهذا ليس كثيرًا القول إن نتنياهو اغتال القنطار في أحضان روسيا، الذي لن يكون بالضرورة منزعجًا من هذه الجريمة قياسًا بحساباته البعيدة المدى في سوريا! في هذا السياق تحديدًا يجب أن نتذكر أنه منذ بداية الأزمة السورية تكرر دمشق وتل أبيب وموسكو ما معناه أن بقاء الأسد في السلطة يمثل مصلحة إسرائيلية، ولعل من المستلزمات الحيوية للحفاظ على هذه المصلحة مثلاً أن لا تتحول هضبة الجولان إلى جبهة جديدة يفتتحها الإيرانيون ويجعلون منها امتدادًا طبيعيًا لجبهة الجنوب اللبناني، ولأن سمير القنطار كان يعمل بعد جهاد مغنية على تفعيل هذه الجبهة تمت تسوية الحساب الإسرائيلي القديم معه. لقد اغتيل القنطار وسط تعمية النظام السوري الذي ربط العملية بقصف إرهابي لم يحدده، ووسط صمت روسي صارخ وتعامٍ رسمي إسرائيلي فصيح جدًا، وكل هذا يمثل في الواقع رسالة صريحة من بوتين إلى الإيرانيين: لقد بات الأمر لنا في سوريا!

 

الروس والإيرانيون في خندق واحد

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/26 كانون الأول/15

صحيح أن هذه المرة الثالثة خلال أشهر التي أكتب فيها عن شائعة الخلاف بين الحليفين الروسي والإيراني. لم أستطع، بعد، أن أصدقها، وأظن أنها رواية مصطنعة، هدفها تجميل التدخل الروسي، وتخفيف الغضب العربي الواسع ضد الروس. وكانت وسائل الإعلام العربية رددت، أمس، نبأ مصدره من بغداد، ومع أنها تعتبر مركزًا جيدًا لتسقط الأخبار بحكم تعدد الانتماءات، لكن لا يوجد هناك ما يثبت صحة الخلاف بين الكرملين وقم، بل كل الشواهد على الأرض تؤكد أن العسكر والسياسيين من البلدين ينامون في نفس الخندق! على أرض المعركة السورية، العمل موزع بشكل مريح. لا توجد قوات برية روسية، كما لا توجد قوة إيرانية جوية، مما يجعلهما جيشين متكاملين. وحتى لو وقعت خلافات بين قيادات عسكرية، حول إدارة التفاصيل اليومية، تظل مسألة مألوفة في مثل هذه الأجواء، بما في ذلك إجبار قيادات الحرس الثوري الإيراني على نقل بعض وحداتها من مناطق معينة، كما تردد حديثًا، أو قصف الطيران الروسي خطأ ميليشيات تحت قيادة إيرانية. ويبدو لي أن إشاعة تضارب المصالح بين الروس والإيرانيين التي تكررت كثيرًا، هي من باب التمنيات عند البعض، أو جزء من البروباغندا التي اعتادت موسكو إطلاقها منذ دخولها في الحرب إلى جانب الإيرانيين لإنقاذ نظام بشار الأسد. العلاقة متينة بين الحكومتين. فلا يمكن أن يوجد خلاف ويقوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيارته المهمة قبل ثلاثة أسابيع إلى طهران. فهي الأولى له إلى هناك منذ ثماني سنوات، التقى خلالها بالمرشد الأعلى، وأهداه نسخة مصحف قديمة، وتعهد للرئيس حسن روحاني بصادرات قيمتها خمسة مليارات دولار، ووقعت الحكومتان مجموعة اتفاقيات بينها عسكرية! صعب أن نصدق بوجود خلاف والعلاقة على هذا المستوى الرفيع. رواية المصدر العراقي عن خلاف بين الحليفين لا قيمة لها، والأرجح أن الحقيقة عكس ذلك. العراق، وليس سوريا، هو البلد الذي يقع في وسط منطقة الضغط العالي، بين القوى الدولية والإقليمية. فالأميركيون يقاتلون في الرمادي، والروس يتنقلون في الشمال الشرقي، والإيرانيون في بغداد والجنوب، والأتراك في إقليم كردستان وفي محيط الموصل، وتنظيم داعش يحفر المزيد من الخنادق في الموصل وعدد من مدن المحافظات الغربية. وجاء إعلان واشنطن أنها ستنشر قواتها على حدود العراق مع سوريا، وكذلك توليها إدارة المعارك مع العشائر السنية في الأنبار، كله ليؤشر على ارتفاع حدة التنافس بين المحاور. ومع أنه لا شيء مستحيلا في السياسة، فإنه يصعب أن أصدق بوجود خلاف بين الروس والإيرانيين، وتكرار الرواية يعني أنها من مطبخ الحرب النفسية.

 

هل الخلاف الإيراني ـ الروسي حقيقي؟

طارق الحميد/الشرق الأوسط/26 كانون الأول/15

نشرت صحيفتنا هذه تقارير متعددة عن خلافات إيرانية - روسية في سوريا عززها اغتيال سمير القنطار، وتُتهم به إسرائيل، في منطقة تحت الحماية الروسية بدمشق. فهل الخلاف حقيقي؟ وهل يعني نهاية الحلف الرباعي بين الروس وإيران والعراق، وسوريا؟ أم إنه لا خلاف، وبالتالي فإن التحالف بات خماسيًا بانضمام إسرائيل له؟! أول مؤشرات الخلاف الإيراني - الروسي هو الكلمة التي ألقاها اللواء محمد علي جعفري، القائد العام للحرس الثوري الإيراني، وقال فيها إن روسيا تساعد في سوريا.. «لكنها غير سعيدة بالمقاومة الإسلامية»، مضيفًا أنه «ليس من الواضح أن مواقف روسيا تتطابق مع إيران» بشأن مستقبل بشار الأسد! وهذا ليس كل شيء، فمفتاح الإجابة حول حقيقة الخلاف الروسي - الإيراني تكمن في فحوى المكالمة التي دارت بين الرئيس الروسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي، وبعد ثلاثة أيام من اغتيال القنطار. فعلى أثر تلك المكالمة صدر بيانان شبه متطابقين من إسرائيل وروسيا جاء فيهما أن بوتين ونتنياهو اتفقا على «مواصلة الحوار والتنسيق بين البلدين في مسألة محاربة الإرهاب»، وأن بوتين أكد لنتنياهو أنه يجب «خوض حرب لا هوادة فيها ضد (داعش) والتنظيمات المتطرفة الأخرى في سوريا». كما نقل عن مسؤول إسرائيلي أن التنسيق العسكري الروسي - الإسرائيلي حول سوريا «يعتبر ممتازًا». وعليه، فإن الاتفاق الروسي - الإسرائيلي بوجوب خوض حرب لا هوادة فيها ضد الإرهاب، وبعد اغتيال القنطار، يعني أننا أمام احتمالين؛ فإما أن الإيرانيين غير قلقين من التنسيق الروسي - الإسرائيلي، مما يعني، عمليًا، أن إسرائيل باتت حليفًا لروسيا وإيران وسوريا والعراق! وإما أن طهران، وحلفاءها، قرروا الانحناء للعاصفة، وبالتالي تقبل المزيد من الصفعات الإسرائيلية، وهذا في حد ذاته مبرر كافٍ لتصديق أن ثمة خلافات إيرانية - روسية. ومن يتابع سير الأحداث في سوريا يعِ أن إسرائيل لا تكترث بخطورة «داعش»، بقدر ما إنها معنية بملاحقة حزب الله، وإيران. وبالنسبة للروس فإن آخر همهم سلامة حزب الله، أو الميليشيات الشيعية الإيرانية هناك، ومن اللافت هنا الاقتباس الذي أوردته صحيفتنا لما كتبه عاموس هرئيل، في صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، بأن نظام الرئيس بوتين لا يخفي «اشمئزازه من التطرف الإسلامي بكل أنواعه»! الواضح أننا أمام خلاف إيراني - روسي، وهو متوقع، وهذا ربما ما يفسر دعوة إيران مؤخرًا للصين للعب دور فعّال بقتال «داعش»، إلا أن السؤال هو: من يستفيد من هذا الخلاف لمصلحة سوريا، والمنطقة؟ بالتأكيد، إن الأسد يحاول، ولن ينجح، كما أن الروس، وبعد تنفيذ أكثر من خمسة آلاف ضربة جوية، لم يستطيعوا قلب المعادلة على الأرض. وبالنسبة للإيرانيين، وحزب الله، فإن خسائرهما بعد التدخل الروسي بسوريا باتت لافتة، فمن يبادر الآن للاستفادة من هذا الخلاف، أو قل التباين، الإيراني - الروسي؟

 

صعود التوحش في الصراع السوري

فايز سارة/الشرق الأوسط/26 كانون الأول/15

لم يسبق أن وصل التوحش في سوريا طوال السنوات الخمس الماضية إلى المستوى الحالي؛ حيث القتل، والاعتقال، والتهجير، والدمار اليومي في كل مكان، وهو في تزايد كمي يفوق ما كان يحصل في السابق، وهذا يشكّل نقلة نوعية في تاريخ الصراع في سوريا، الذي شهد هبات من العنف الوحشي، لكنه الآن صار مستمرًا ومتصاعدًا وحجمه أكبر بصورة لم تحدث من قبل. وليس من باب المبالغة، أو من باب الاتهام السياسي، أن التطور الجديد مرتبط بالتدخل الروسي الذي دخل شهره الثالث، حيث تواصل الطائرات الروسية غاراتها اليومية على أغلب المحافظات السورية من حلب في الشمال إلى درعا في الجنوب، ومن أرياف اللاذقية في الغرب إلى دير الزور شرقًا مع تركيز في عملياتها على حلب وأرياف اللاذقية، وإدلب، وحماه، لتقصف تجمعات سكنية وتجمعات تشكيلات المعارضة المسلحة الموصوفة بالمعتدلة، في حين تشن عمليات محدودة على مناطق خاضعة لتنظيم داعش في الرقة ودير الزور وريف حمص الشرقي، وفيها جميعًا لا يتجاوز حجم الهجمات على «داعش» عشرة في المائة من مجموع الهجمات. ويقال إن الطائرات الروسية تستخدم في عملياتها القنابل العنقودية المحرمة دوليًا، وتسبب مقتل وجرح وتشريد آلاف السوريين يوميًا، وهو مظهر مباشر من مظاهر التوحش الذي يقارب في مظاهره التوحش الذي تركه الروس في غروزني عاصمة الشيشان في تسعينات القرن الماضي، حيث حوّلوا المدينة إلى أنقاض وأهلها إلى أموات ومشردين. والأهم من القصف الروسي ونتائجه في مظاهر التوحش في سوريا، هو تداعيات العمليات وأثرها على قوى الصراع، الأمر الذي جعل الأخير يدخل في مسارات أعمق من التوحش. فالنظام الذي استشعر القوة بعد التدخل الروسي عمد إلى استجماع قوته في تجنيد مزيد من قوات الاحتياط، وفي الجمع الكيفي للشباب السوريين في المناطق الخاضعة لسيطرته وزجهم على الجبهات في محاولة منه لاستغلال المساعدة الروسية واستعادة السيطرة في مناطق، كان قد فقدها في وقت سابق، دون أن يعنيه ما يصيبه من خسائر بشرية نتيجة مغامراته، وانضمت إلى هذه الهجمات قوات حلفائه من الإيرانيين وميليشيات حزب الله والميليشيات الشيعية العراقية على أمل تحقيق مكاسب ميدانية في وقت يجري فيه الحديث عن قرب مفاوضات بين النظام والمعارضة، مما يتطلب تعزيز قوة النظام وسيطرته قبل الدخول فيها، إذا حصلت.

أما الأثر المباشر لمظهر التوحشي الروسي لدى المعارضة المسلحة المعتدلة، فكان شديد القوة هو الآخر. إذا دفعتها العمليات الجوية الروسية، وكذلك الهجمات العسكرية للنظام وحلفائه إلى إعادة ترتيب أوضاعها وتحسين علاقاتها البينية للدفاع عن نفسها وعن حواضنها الاجتماعية في التجمعات السكانية، ونظمت على نحو سريع عمليات الدفاع، وشن الهجمات المضادة، وهذا ما حصل على نطاق واسع في أرياف حلب وإدلب واللاذقية في الأسابيع الأخيرة، لأنها شعرت بأن المعارك باتت معارك حياة أو موت، ولعل معارك جبلي التركمان والأكراد في ريف اللاذقية ومعارك جنوب حلب أمثلة حية، تسببت في مقتل وأسر وجرح مئات من جنود النظام وحلفائه من الإيرانيين والميليشيات، وهو شكل من أشكال وحشية الصراع المتصاعد.ولم تقتصر تداعيات التدخل الروسي ووحشيته على ما سبق، بل امتدت إلى قوتين أخريين من قوى الصراع، وهما تحالف الأكراد «قوات سوريا الديمقراطية» من جهة، و«داعش» من جهة ثانية. فقد عزز تحالف الأكراد، رغم مشكلاته الداخلية وصراعاته في تل أبيض وبالقرب منها، من توجهاته في الحرب على «داعش» فأعاد تنظيم قواته وعزز قدراتها مستفيدًا من الدعم الدولي للتوجه نحو معقل «داعش» في الرقة، الأمر الذي يؤشر لقرب معركة كبرى هناك، ستظهر فيها إشارات التوحش على نحو ما كانت عليه معارك عين العرب - كوباني في العام الماضي. أما الأبرز في تداعيات التدخل الروسي ووحشيته عند «داعش» فقد تجلت على نحو مختلف مقارنة بما كان عليه الوضع لدى كل الأطراف الأخرى في سوريا، فإضافة إلى استمرار «داعش» في توحشه التقليدي، فإن التدخل وما أحاط به، دفع «داعش» إلى انكفاء داخلي، عبر عن نفسه في خوض معارك داخلية، كان من نتائجها صراعات وتصفيات للكثير من قياداتها وكوادرها، كما حدث مؤخرًا بين قادة «داعش» في البوكمال، فأضاف ذلك ضعفًا إلى ضعفها في مواجهة التحالفات، التي تستهدف وجود التنظيم في سوريا. خلاصة القول في الواقع الراهن، إن التدخل الروسي بمجرياته وبما تركه من أثر على الصراع، فإنه خلف وحشية متزايدة ومتواصلة، يمكن أن تستمر ما لم تحصل تطورات جدية في دفع البلاد نحو عملية سياسية لحل القضية. وفي كل الأحوال، فإن الصراع مستمر ومتصاعد في أغلب جبهاته، حتى الوصول إلى قرار دولي ملزم تحت الفصل السابع في سوريا.

 

عن ارتدادات ريختر الحريري: قبل أن يقرر عن اللبنانيين

عادل مالك/الحياة/26 كانون الأول/15

يقفل العام 2015 على مجموعة من المآسي والكوارث والنفايات من كل حدب وصوب. التقليد المتبع في مثل هذه الأيام تعداد إنجازات العام المنصرم والتوقعات للعام الآتي... لكننا لا نعثر على الكثير من الإيجابيات التي يمكن الاعتزاز بها والتوقف عندها. ومع تواصل الأجواء البركانية في المنطقة يبقى الوضع اللبناني هاجساً لا يمكن التفلت منه بسهولة، وأصبح مجرد انعقاد جلسة لمجلس الوزراء هو الحدث! ومن المؤسف ما تقرّر في الجلسة الحكومية الأخيرة من حيث الموافقة على «صفقة النفايات» في أزمة أقامت الجمهورية ولم تعقدها بعد. أما الإنجاز الآخر بخصوص الشغور الرئاسي وما تردّد، ولو في شكل غير رسمي، حول «مبادرة» الرئيس سعد الحريري بطرح اسم سليمان فرنجية في المزاد السياسي، فإذا كان لا بد من الإشارة إلى هذا الموضوع، فلا شك في أن المبادرة أو التسوية أو سمها ما شئت، قد عصفت بصفوف التجمّعين 8 و14 آذار على حد سواء، الأمر الذي أفسح في المجال أمام قيام خريطة جديدة من المكونات السياسية اللبنانية، مع ملاحظة أن رأب الصدع أو إحلال التوافق بين حلفاء الأمس، أصعب بكثير من التوصل الى وفاق بين الأعداء السياسيين او حتى «الأعدقاء». واستناداً «الى» التطورات الأخيرة، فإن لبنان يعاني حالياً من ارتدادات الزلزال الذي حدث على مقياس ريختر- الحريري.

كان هذا هو الموجز وإليكم التفاصيل.

حوار بين لبنانيين من وحي المرحلة:

الأول: كيف كان العرض الأول من حيث النصاب والحضور؟

الثاني: كان الوضع سيئاً جداً لدرجة انه لم يحضر احد.

الأول: وكيف كان الوضع في اليوم التالي؟

الثاني: في العادة يكون الحضور أقل بكثير من اليوم الذي سبقه.

هذا الحوار الافتراضي يعكس حالة الإحباط السائدة لدى الأطراف و»الفصائل» اللبنانية على اختلاف التوجهات والمشارب.

وحول الحراك الهامس حيناً والصاخب حيناً آخر، بعض الكلام الذي يجب ان يقال.

اولاً: ما زال الوطن في حال بحث عن رأسه ولا تزال الجمهورية بلا رئيس، وإذا لم يتم العثور على «الشخص»، لا في «كوكب الرابية» ولا في «كوكب بنشعي»، ففي اي كوكب آخر يمكن العثور على الضالة المنشودة؟

ثانياً: منذ الإعلان للمرة الأولى عن اسم سليمان فرنجية كمرشح لرئاسة الجمهورية من جانب رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري، والأوساط السياسة اللبنانية على اختلافها تشهد دينامية واضحة في غير اتجاه ولدى اكثر من تيار منها الإيجابي المؤيد ومنها السلبي ومنها المتحفظ، لكن هذه «البادرة» نجحت في تحريك المياه الراكدة المحيطة بإنهاء حالة الشغور الرئاسي منذ ما يقرب من ثمانية عشر شهراً.

ثالثاً: كل هذا اللغط السياسي الناشب، الذي أدى إلى خلط الكثير من الأوراق على الصعيد المحلي تحديداً، فنشأ عن ذلك تصدع وانقسامات في بعض التحالفات سواء ضمن التجمعين التقليدين 8 و14 آذار او في صفوف تكتلات اخرى، يظهر معها من جديد حال التجاذب الوطني الذي يعصف بالبلد افقياً كان ام عمودياً.

وحول «الحراك الرئاسي» القائم لتذليل ما يعترض انتخاب الرئيس العتيد للجمهورية وما نشأ من عقبات وإشكاليات، تجدر ملاحظة الآتي:

ان التوافق والصلح ما بين الحلفاء يكون في العادة اصعب من تسوية خلافات «الأعدقاء». فنجاح المساعي الهادفة الى تأمين انتخاب رئيس للجمهورية مسؤولية وطنية جامعة تعني جميع اللبنانيين من دون استثناء، كما ان استمرار الفشل على ما هو عليه حالياً ينطوي على فشل وطني يطاول الجميع. ذلك ان الخروج عن النص اللبناني المتكامل يطال جميع الشركاء في الوطن ضمن الصيغة التي ارتضيناها منذ فجر الاستقلال الأول في 1943 إلا اذا كان البعض يريد الخروج نهائياً عن السيناريو المعتمد، وعندها يجب العمل على ادخال تعديلات جوهرية على صيغة «العيش المشترك».

وهنا يندرج التساؤل التالي: هل ان لبنان بحكم موقعه الراهن بلد موحد فعلاً يجب العمل على منع تقسيمه بكل الوسائل المتاحة! ام ان لبنان بواقعه بلد منقسم على نفسه ويجب العمل بشتى الوسائل المتاحة لإعادة توحيده؟

اذاً، وحتى لا نبقى في حال الاشتباك مع الذات، يجب التفاهم بالسر وفي العلن وبكل صدق وشفافية على مقوّمات وطن يدعى لبنان وعلى انه ما زال قابلاً للحياة بصيغتة الحالية، حيث يتمتع كل مواطن بالفرص المتساوية من حيث الشراكة في الوطن.

لقد فشل اللبنانيون في تطبيق مبدأ «لبننة» اختيار رئيس جديد للجمهورية. وعليه تم ترحيل الأزمة الرئاسية الى الخارج، لكن بأي منطق نستدعي العالم الخارجي للتدخل في شأن داخلي بحت ونرفع شعار السيادة والحرية والاستقلال؟

هذا هو التناقض بعينه وهذا هو الاشتباك مع النفس، وهذا هو فشل تجربة حكم انفسنا بأنفسنا.

لقد بح الصوت ونحن نكرر: يا سادة يا كرام على اصحاب الشأن والحل والربط، تخطوا كل الأنانيات والمصالح الفردية للشخص وارتقوا الى المستوى الوطني الذي يليق بلبنان.

نكرّر هذا النداء ونضيف: سارعوا الى استدراك الفشل الوطني الذريع، وتحديد الضرر الوطني والاقتصادي والاجتماعي، لماذا؟ حتى لا يقرر آخرون عنكم؟ وكي يتمكن «المسيحيون» من التفاهم والتوافق في ما بينهم، «ونحن نبصم ونوافق».

ولم يتمكن اهل الحل والربط او من بقي منهم في الجانب المسيحي من الاتفاق على «الشخص» من بينهم، وبعد ما يزيد على ثمانية عشر شهراً على اندلاع «ازمة الاختيار» برزت محاولة الرئيس سعد الحريري كسر جدار المراوحة في هذا المجال، فقوبلت مبادرتة ولا تزال بالكثير من العقبات. وظهرت التناقضات السياسية والطائفية البغيضة التي تحكم وتتحكم بواقع لبنان لتعكس مرة جديدة حال الشتات والتشرذم بأبشع مظاهرها، ويتم التمديد ليس في الرئاسة الأولى فحسب، إذ حالة الشلل تتحكم بأعمال السلطتين التشريعية والتنفيذية.

متى حدث ذلك في يوم في شهر في سنة؟ لا يمكن اعتبار ذلك انجازاً للمسيحيين والطائفة المارونية تحديداً كما ان الفشل في تأمين هذا الإنجاز ليس فشلاً مسيحياً، وبالتالي مارونياً فحسب. وهذا حتى لا نبقى ضحايا بعض المفاهيم الخاطئة التي ترتبط مباشرة بصيغة عيش اللبنانيين في وطن نهائي وجامع بين جميع ابناء لبنان. فمنذ شغور مقعد الرئاسة، ارتفعت بعض الأصوات التي تتنصل من مسؤولية اختيار رأس الهرم.

نكتب هذه السطور ونحن في الأيام الأخيرة من العام 2015.

والأجواء الضبابية القاتمة تلف المكان والزمان في فترة وطنية بالغة الدقة والحرج، لنقول بقطع النظر عما سيؤول اليه «الكباش الرئاسي» بين «المرشحين المعلنين»: العماد ميشال عون، والدكتور سمير جعجع، والأستاذ هنري حلو. على الجميع ان يدرك ان مبدأ الشراكة في الوطن يحمل الكثير من الأعباء ومن المسؤولية على كل الأوساط اللبنانية من دون اي استثناء. وعليه: يجب وقف عملية التسكع على ابواب الخارج، للاهتداء الى رئيس، لأن الرئيس الذي يكون صنيعة الخارج تكون مرجعيته الخارج، والأمل بالاهتداء الى «الشخص» الذي يكون من صنع محلي بعد طول الانتظار.

لقد بحّ الصوت لكثرة ما رددنا: يا سادة يا كرام انتهزوا السانحة التاريخية المتداولة والمطروحة، وسارعوا الى استدراك الأضرار والأخطار الماثلة امام الجميع، لأن لبنان ليس في سلم اولويات واهتمامات الخارج. ان لبنان يستحق معاملة افضل بكثير من التي يحصل عليها. ولا نستطيع اللجوء إلى أبواب الخارج - والطلب الى بعض هذا الخارج ان يكون لبنانياً اكثر من بعض اللبنانيين. وفي سياق متصل يحضرني الآن أحد اللقاءات الحوارية المتلفزة الشهيرة مع المعلم كمال جنبلاط. قلت: يتهمك البعض بأنك تريد ان تنزع الصفة المسيحية المارونية عن رئاسة الجمهورية، فهل من تطمين لهذا الفريق المتخوّف؟

أجاب المعلم، وهو في حالة صفاء ذهني متفوّق ومتميّز: نعم إنني أنتهز سانحة هذا اللقاء لأقول للخائفين من أبناء الطائفة المسيحية المارونية ان رئاسة الجمهورية باقية لهم، لكن لدي شرطاً كنائب يشارك في التصويت في عملية الانتخاب وهو ان أُعطى الخيار بين الماروني والماروني الأفضل، وليس بين الماروني السيء والماروني الأسوأ!. ومرة جديدة أستمطر شآبيب الرحمة على روح المعلم وأردّد: رحمة الله عليك ايها المعلم ويبقى العزاء الأكبر بما تركته من تراث فكري وحضاري وهو الزاد الثري للأجيال الآتية كي تنهل من معينه الذي لا ينضب. وحتى لا نفاجأ ذات يوم ونصحو على من يقرّر عنكم وباسمكم ويفرضه فرضاً على ارادة اللبنانيين، يجب وقف الجدال البيزنطي العقيم، والإرهاب من كل لون وحدب يضيّق الخناق على الجميع. وإذا لم يفلح اللبنانيون في الاتفاق في ما بينهم ولو في الحدود الدنيا، فإن الإرهاب وتوابعه لن يوفر أحداً. وبعد... يطل عام جديد على لبنان والمنطقة، ولا مجال للتفاؤل بحدوث تغييرات واضحة المعالم، بل هو الدخان الأسود القاتم الذي يحجب الرؤية. ونبقى على رجاء التمني بحدوث مفاجآت من كل نوع ولون مع خروج الأوضاع الإقليمية والدولية عن كل الضوابط، وكل شيء متروك للصدفة.

وفي كل حال أطيب التمنيات للبنان والمنطقة من الخليج إلى المحيط.

 

عام إزاحة ميركل عن عرش أوروبا

 سليم نصار/الحياة/26 كانون الأول/15

اختارت مجلة «تايم» الأميركية آخر هذه السنة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل «شخصية العام 2015» لما أظهرته من مرونة وقدرة على القيادة في أزمة اللاجئين السوريين، وضبط الاضطرابات في الاتحاد الأوروبي في شأن العملة الموحدة. ولقد اشتهرت مجلة «تايم» بتنوع خياراتها السنوية، بحيث أصبحت مرجعاً يتطلع إليه المتفوقون في عالم الأدب والفنون والعلوم والرياضة. وتقدمت ميركل في القائمة كل زعماء العالم، علماً أنها أول امرأة تفوز بهذا اللقب خلال 29 سنة. وأعلنت مديرة تحرير المجلة نانسي غيبس أن المعايير التي استندت إليها في عملية الاختيار كانت من النوع الذي يوحي بالثقة والاحترام، خصوصاً أن الأزمات الصعبة التي مرَّ بها الاتحاد الأوروبي أبرزت ميركل (61 سنة) كلاعب أساسي في إيجاد الحلول للقضايا المستعصية. وتطرقت المجلة الى أزمة اللاجئين السوريين، وإلى أهمية الانفتاح الذي أظهرته ميركل حيال الذين حملوا صورها، وكتبوا اسمها على قمصانهم مع عبارة «الأم انغيلا ميركل». وكانت هذه العبارة مجرد تذكير بأن الدول الأوروبية الـ 26 لم تعد تمثل وحدة «شينغن» التي تسمح بحرية التنقل عبر الحدود بين الدول الأعضاء. والمعروف أن هذه الاتفاقية طُبِّقَت للمرة الأولى في العام 1995. وهي تسمح لمواطني هذه الدول بالتنقل الحر عبر الحدود البرية والجوية والبحرية من دون التقيّد بتأشيرات السفر أو التفتيش الجمركي. وامتنعت عن توقيع هذه الاتفاقية كل من بريطانيا وإرلندا وبلغاريا ورومانيا وكرواتيا وقبرص. نشرت الصحف الألمانية الشهر الماضي خبراً مفاده بأن عدد اللاجئين الذين استقبلتهم أوروبا تجاوز المليون نسمة. وقد قطعوا مسافات طويلة في البحر والبر على أمل العثور على مستقبل أفضل. وذكرت أن الشعب الألماني لم يكن كله راضياً عن موقف الحكومة المتساهل تجاه اللاجئين، بدليل أن معارضة وجودهم تحولت الى موجة عنف شملت كل البلاد. لذلك هرب بعضهم إلى خارج ألمانيا بعدما تعرضت خيامهم للمهاجمة والحرق. وقد تعرض من ساعدوهم للتهديد، بحيث اعترفت السلطات بأنها عاجزة عن مواجهة هذه الظاهرة المقلقة. الباحثة الاجتماعية سوزانا دير، الاختصاصية بإدارة العمل مع اللاجئين في برلين، كتبت سلسلة مقالات تعترف فيها باستيقاظ الروح العنصرية المختبئة تحت السطح. وفي الوقت ذاته، قالت إن طالبي اللجوء لا يشعرون بالامتنان تجاه حكومة ميركل، الأمر الذي يزيد المشكلة تعقيداً.

على اثر انتشار موجة المعارضة، اجتمعت المستشارة الألمانية مع رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو، بهدف تنسيق المواقف في شأن نقل اللاجئين السوريين مباشرة من تركيا إلى دول الاتحاد الأوروبي. وأخبرته في حينه أن قادة الدول الأوروبية قرروا تقديم ثلاثة بلايين يورو إلى أنقرة، شرط التعهد بضمان مراقبة الحدود في شكل صارم. وبعد مرور شهر على ذلك التوكيل، أفاد تقرير أصدرته حكومة لوكسمبورغ بأن عدد المهاجرين الذين انتقلوا من تركيا إلى اليونان انخفض إلى النصف تقريباً. لكن هذا الانخفاض لم يمنع المفوضية العليا للاجئين من أن تذكر في بيانها النهائي أن في هذه السنة بلغ عدد النازحين رقماً قياسياً.

من جهة أخرى، أشارت المفوضية إلى أن النزاعات في اليمن وسورية، ومناطق أخرى من العالم، استمرت في خلق أزمات إنسانية جديدة، معتبرة أن عام 2016 سيشهد على الأرجح ارتفاعاً غير مسبوق على صعيد النزوح القسري في العالم. خصوصاً أن الأعداد التي أحصتها أرقام المفوضية تخطت 60 مليوناً. وهذا يعني أن واحداً من بين كل 122 شخصاً في العالم أجبِرَ على مغادرة بلاده. وواجهت أوروبا في النصف الأول من هذه السنة تدفقاً غير مسبوق للمهاجرين عبر البحر الأبيض المتوسط، قدموا بغالبيتهم من سورية والعراق وبلدان أخرى تدور فيها حروب.

واللافت أن اللاجئين السوريين يحصلون بسهولة على قرار الموافقة على السكن في المدن الألمانية. وهذا ما دفع بالعديد من القادمين من دول عربية أخرى كمغاربة وعراقيين إلى الإدعاء بأنهم من سورية لكن أضاعوا أوراق الثبوت.

قرار التساهل والاحتضان حيال اللاجئين السوريين جاء بدعم من الحكومة التي تقودها ميركل الملقبة بـ «مارغريت ثاتشر ألمانيا الموحدة». ومع أنها ولدت في مدينة هامبورغ، إلا أن العائلة اضطرت إلى النزوح إلى ألمانيا الشرقية حيث أمضت ميركل طفولتها. وبما أن والدها كان انجيلياً متعصباً، لذلك أبعدها عن السقوط في حضن الحزب الشيوعي الذي انهار مع جدار برلين في العام 1989. وفي مذكراتها، تعترف ميركل بأن عودة الوحدة الألمانية غيرت مجرى حياتها، وحفزتها على المشاركة في الحياة السياسية الجديدة. وهكذا باشرت نشاطها السياسي بتوجيه المستشار السابق هلموت شميت الذي احتضنها واعتبرها من أبناء مدينته المحببة هامبورغ. وعندما توفي خلال هذه السنة، مشت في جنازته، وحرصت على تأبينه بكلمات مؤثرة. يقول المحرر السياسي في صحيفة «دي زايت» الألمانية جوشن بيتنر إن المستشارة ميركل اضطرت إلى تغيير رأيها بأحداث سورية، تحت وطأة المطالب الشعبية التي دفعتها الى محاربة «داعش». وهي تدعي أن هناك ثلاثة عوامل ضاغطة أجبرتها على تغيير موقفها في الشرق الأوسط بهدف المساهمة في الحفاظ على وحدة أوروبا. وهي في هذا السياق تنطلق من قناعة بأن الحرب في سورية تمثل مواجهة ثلاثية الأبعاد: البعد الأول يعكس حركة النظام العالمي الديكتاتوري الذي يعبر عنه بشار الأسد وحليفه فلاديمير بوتين، وهما يعملان على إحلال الاستقرار محل الديموقراطية وحقوق الانسان. والبعد الثاني الممثل بالولايات المتحدة ودول التحالف الأوروبي. أما البعد الثالث فممثل بنظام «داعش» الذي يسعى إلى إطاحة النظامين واستبدالهما بخلافة عالمية. ويرى جوشن أن الصدام بين الأبعاد الثلاثة قد يكون تحدياً قاتلاً للوحدة الأوروبية. وعليه ترى ميركل أن تغيير مسار بلادها في الشرق الأوسط يحيي وحدة الأسرة الأوروبية. لذلك أرسلت طائرات استطلاع وطائرات إمداد بالوقود الى سورية، إضافة الى بارجة مرابضة في البحر الأبيض المتوسط. وفي هذا السياق، ترى الصحف الألمانية أن المستشارة تكافح من أجل إنقاذ لحمة التضامن الأوروبي أكثر مما تسعى الى تدمير «داعش». وفي رأيها أن هذه اللحمة تعرضت لاختبارات صعبة بينها أزمة اليورو، وتدفق اللاجئين إلى القارة العجوز، والهجمات التي أرعبت باريس. كل هذه القيم الجامعة لم تصمد أمام الامتحان. ذلك أن أزمة اليورو أماطت اللثام عن صِدام ثقافات اقتصادية ورؤى متباينة. كذلك سلطت أزمة اللاجئين الضوء على انقسام الاتحاد الأوروبي، والاختلاف العميق حول طرق المعالجة، فبعض دول شرق أوروبا أعلن صراحة أنه لن يقبل لاجئين مسلمين، كما يرفض حرية تنقلهم داخل أوروبا. وعبّر رئيس وزراء هنغاريا فيكتور أوربن عن هذا الموقف المتصلب والمتعصب بإعلانه الدفاع المستميت عن أوروبا المسيحية. كذلك هدّدت الحكومة البولندية اليمينية بإنزال العلم الأوروبي عن مباني المؤسسات الرسمية، كنوع من التهديد بالانسحاب من الاتحاد، في حال استمرت ألمانيا في تطبيق سياسة الأبواب المفتوحة أمام اللاجئين السوريين! والمؤكد أن أحداث باريس الدامية قد أنعشت سياسة كراهية الغرباء في شكل استفاد منه اليمين المتطرف، خصوصاً حزب «الجبهة الوطنية» الفرنسي بزعامة مارين لوبن التي دلت الأرقام في انتخابات المناطق على أنها قد تفوز برئاسة فرنسا.

المستشارة ميركل خائفة على تصدع الشراكة الألمانية - الفرنسية، في حال وصول اليمين المتطرف إلى حكم فرنسا. وبما أن الاقتصاد الألماني القوي استطاع أن يفرض هيمنته على غالبية الدول، فإن الأوروبيين قد ينتقمون من ألمانيا بإعلان سياسة مناوئة تؤدي إلى إسقاط ميركل وحزبها «الاتحاد المسيحي الديموقراطي». كتبت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية تقول إن أوروبا واجهت خلال عام 2015 أربع أزمات كبرى، كانت بمثابة امتحان لمستقبل عملية اندماج دامت ستين سنة. أزمة اليونان تصدّرت القائمة، بسبب صعوبة إنقاذها اقتصادياً ومالياً. ذلك أنها مطالبة بإعادة هيكلة ديونها المقدَّرة بـ 180 في المئة من الناتج القومي. وقد تولّت برلين عملية إنقاذ اليونان بعدما أملت شروطها الصعبة. الأزمة الثانية التي تهدد وحدة أوروبا ناتجة من استمرار موسكو في قضم الأراضي الأوكرانية. وبادرت ميركل إلى المشاركة في مفاوضات مينسك، كونها تمثل اللاعب الأبرز في منطقة اليورو، إلى جانب البنك المركزي الأوروبي. لكنها فشلت في إقناع صديقها الرئيس بوتين بأهمية احترام الحدود المرسومة بعد انهيار المنظومة الاشتراكية. الأزمة الثالثة مرشحة للاختبار وربما لاستفتاء شعبي إذا ما أخفق رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كامرون في التفاوض على مكانة بلاده داخل الاتحاد الأوروبي. أما الأزمة الرابعة فمرشحة للانتقال إلى وضع أكثر سوءاً لأن ميركل آثرت أسلوب المعالجة وامتنعت عن استخدام أسلوب الحسم. كل هذا لأنها تخشى الأفول السكاني في ألمانيا، بحيث ينخفض عدد السكان من 83 مليون نسمة إلى 70 مليون نسمة بعد ثلاثين سنة. لذلك قررت استقبال أكثر من 800 ألف لاجئ هذه السنة وبذل عشرة ملايين يورو لمساعدتهم. ومثل هذا الرهان الخطر قد يكلفها ثمناً باهظاً إذا ما فشل اللاجئون في عملية التأقلم والتكيّف مع المجتمع الجديد.