المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 31 كانون الأول/2015

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletins05/arabic.december31.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس يوحنّا01/من01حتى18/"في البَدْءِ كَانَ الكَلِمَة، والكَلِمَةُ كَانَ مَعَ الله، وكَانَ الكَلِمَةُ الله.

رسالة القدّيس بولس إلى أهل قولسّي01/ 09حتى20/نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَمْلأَكُم مِنْ مَعْرِفَةِ مَشِيئَتِهِ، في كُلِّ حِكْمَةٍ وفَهْمٍ روحِيّ، لِتَسِيرُوا كَمَا يَلِيقُ بِالرَّبِّ في كُلِّ مَا يُرْضِيْه

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

بالصوت والنص/ارشيف2014/الياس بجاني: هذا ما يقوله الإنجيل عن المنجمين: أي رجل أو امرأة كان مستحضر أرواح أو عرافا، فليقتل قتلا؛ وليرجموا بالحجارة

كل نبوءات المنجمين هي هرطقات وكفر/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

حزب الله يواجه تململاً في بيئته بعد 4 سنوات على حربه السورية ومقاتلون سابقون في الحزب يفضلون بيع الحشيش لـ«داعش» و«النصرة» على العودة إلى جبهات القتال

رئيس أركان جيش الإسرائيلي يتفقد الجبهة مع "حزب الله"

"حزب الله" يدعو من بكركي إلى "الفراع" الرئاسي/ خالد موسى/موقع 14 آذار

النظام يسلم عسال الورد لـ"حزب الله"

بالصوت.. تسجيل لحسن يعقوب وفاطمة مسعود

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 30/12/2015

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاربعاء الواقع في 30 كانون الاول 2015

صقر يدعي على كل من يظهره التحقيق في مقتل العريف الاسباني جراء قصف اسرائيلي

ما الذي يدفع "المستقبل" إلى تأييد فرنجيه؟ تعويم الحكومة يملأ الفراغ حالياً/سابين عويس/النهار

رسالة "حزب الله" من بكركي تُربك مؤيّدي ترشيح فرنجيه/خليل فليحان/النهار

14 آذار في 2015 : الروح قوي أما الجسد فضعيف تبقى في الضمائر... والأحزاب المتباعدة تتقارب لتبادل الحماية/ايلي الحاج/النهار

اخلاق الميليشيات/محمد عبد الحميد بيضون

فارس سعيد: ترشيح فرنجية يعرض المسيحيين بشكل خاص للاستهداف

الحوري لـ«السياسة»: إصرار «8 آذار» على السلة لتأخير الاستحقاق الرئاسي في لبنان

 

عناوين الأخبار المتفرقات اللبنانية

بويز: فرنجية هو الرئيس الحالي للجمهورية/زينة طبّارة – الأنباء

معلولي : لانشاء انصار للجيش في القرى الحدودية

ماروني: استبعد الوصول الى حل بشأن مبادرة الحريري

المكتب الاعلامي للسنيورة: بعض ما نشر في الصحف أخرج عن سياقه

النائب أحمد فتفت من بعد لقاء الرئيس الجميل: حزب الله يريد فرض عون رئيسا

حزب الله ينقل 'فيتو' إيراني على فرنجية إلى البطريرك الماروني

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

أميركا تعد عقوبات جديدة على إيران

لماذا يحاول إعلام ايران تضليل مصير سليماني؟

المقاومة تواصل تقدمها في الجوف.. ومقتل قيادي في ميليشيات التمرد بغارة للتحالف في مأرب وسقوط طائرة بحرينية في جازان والسعودية تعترض صاروخاً للحوثيين

دمشق تعتقل معارضين عضوين في هيئة التفاوض بالرياض

واشنطن: الغارات الروسية بسورية تسببت بمقتل مئات المدنيين ونزوح 130 ألفاً وظام الأسد أعلن أن قواته دخلت الشيخ مسكين في درعان

كلينتون: اضطهاد «داعش» للمسيحيين واليزيديين إبادة جماعية

العبادي يتفقد الرمادي ويرفع العلم العراقي غداة تحريرها وفرار 300 من مناطق يسيطر عليها «داعش»

واشنطن تتنصت على نتانياهو رغم وعدها بالحد من نشاطات التجسس

12.37 مليون عدد الفلسطينيين في العالم

إيران تتحدى القرارات الدولية بالصواريخ الباليستية

روسيا تبدأ إرسال أنظمة «إس 300» الصاروخية لإيران

«الحرس الثوري» أطلق صواريخ قرب سفن حربية أميركية في الخليج

البحرين: حراك برلماني للاعتراف بالأحواز دولة عربية تحتلها إيران

السيسي مطمئناً المصريين: أتفهم القلق من سد النهضة ولن أضيعكم

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

حزب الله» وبدعة أرض «الجهاد» في سوريا/ علي الحسيني/المستقبل

تمسُّك "حزب الله" بترشيح عون معناه أنه لا يريد رئيساً للجمهورية بل يريد إسقاطها/ اميل خوري/النهار

للتاريخ .../علي حماده/النهار

تسوية أوباما الفاشلة للمنطقة/إيلـي فــواز/لبنان الآن

"اعلان النوايا": العام 2016 للرئاسة "القوية"/كبريال مراد /جنوبية

جعجع للحريري: لا مبرر لبقائك خارج لبنان/ربيع سلامة/جنوبية

قضية هنيبعل القذافي: التدويل يتراجع والقرار بيد القضاء اللبناني/صبحي أمهز/المدن

2015: لبنان جزء من سوريا المفيدة/منير الربيع/المدن

عن دور الغرب في إنتاج داعش/منى فياض/العرب

السنيورة: ثلاثة أسباب لرفض عون/منير الربيع/المدن

البناء على إنجازات عام 2015 ونحن نتطلع إلى عام 2016/جون كيري/وزير الخارجية الأميركي

على أبواب الحلول السياسية/باسم الجسر/الشرق الأوسط

التيه السني الكبير/أحمد عدنان/العرب

تآمر دولي خبيث ضد الشعب السوري/داود البصري/السياسة

ملء الفراغ الرئاسي بين «المدّ والجزر» السياسي/ربى كبّارة/المستقبل

كل هذا الانحطاط/علي نون/المستقبل

بشِع ولو نام في سورية/زهير قصيباتي/الحياة

روسيا أكثر ميلاً إلى حلّ عسكري يطوّع السياسي/عبدالوهاب بدرخان/الحياة

أميركا أحيت «الفزاعة» الروسية وتتحكم بها/حسان حيدر/الحياة

لماذا تحالفٌ إسلامي جديد ضد الإرهاب/إبراهيم الصياد/الحياة

لا فراغ بعد الأسد والبديل هو المعارضة الوطنية/صالح القلاب/الشرق الأوسط

نهاية 2015: التطهير المذهبي برعاية دولية/خيرالله خيرالله/المستقبل

 

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إنجيل القدّيس يوحنّا01/من01حتى18/"في البَدْءِ كَانَ الكَلِمَة، والكَلِمَةُ كَانَ مَعَ الله، وكَانَ الكَلِمَةُ الله.

"في البَدْءِ كَانَ الكَلِمَة، والكَلِمَةُ كَانَ مَعَ الله، وكَانَ الكَلِمَةُ الله. كانَ الكَلِمَةُ هذَا في البَدْءِ معَ الله. كُلُّ شَيءٍ بِهِ كُوِّن، وبِغَيْرِهِ مَا كُوِّنَ أَيُّ شَيء. كُلُّ مَا كُوِّنَ بِهِ كَانَ حَيَاة، والحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاس، والنُّورُ في الظُّلْمَةِ يَسْطَع، والظُّلْمَةُ لَمْ تَقْوَ عَلَيْه. كَانَ إِنْسَانٌ مُرْسَلٌ مِنْ عِنْدِ الله، إِسْمُهُ يُوحَنَّا. جَاءَ يُوحَنَّا هذَا لِلشَّهَادَة، لِيَشْهَدَ لِلنُّور، فَيُؤْمِنَ الجَمِيعُ عَلى يَدِهِ. مَا كَانَ هُوَ النُّور، بَلْ جَاءَ يَشْهَدُ لِلنُّور، لأَنَّ النُّورَ الحَقيقيّ، الَّذي يُنيرُ كُلَّ إِنْسان، كانَ آتِيًا إِلى العَالَم. في العَالَمِ كَانَ الكَلِمَة، والعَالَمُ بِهِ كُوِّن، والعَالَمُ مَا عَرَفَهُ. إِلى بَيْتِهِ جَاء، وأَهْلُ بَيْتِهِ مَا قبِلُوه. أَمَّا كُلُّ الَّذينَ قَبِلُوه، وَهُمُ المُؤمِنُونَ بِٱسْمِهِ، فَقَدْ أَعْطَاهُم سُلْطَانًا أَنْ يَصيرُوا أَولادَ الله، هُمُ الَّذين، لا مِنْ دَمٍ، ولا مِنْ رَغْبَةِ جَسَد، ولا مِنْ مَشيئةِ رَجُل، بَلْ مِنَ اللهِ وُلِدُوا. والكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وسَكَنَ بَيْنَنَا، ورَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدَ ٱبْنٍ وَحيد، آتٍ مِنَ الآب، مَلآنَ نِعْمَةً وحَقًا. لَهُ يَشْهَدُ يُوحَنَّا، وقَدْ هَتَفَ قَائِلاً: «هذَا هُوَ الَّذي قُلْتُ فِيه: إِنَّ الآتي ورَائِي قَدْ صَارَ قُدَّامي، لأَنَّهُ كَانَ قَبْلي». أَجَل، مِنْ مِلْئِهِ نَحْنُ كُلُّنَا أَخَذْنَا نِعْمَةً تِلْوَ نِعْمَة. عَلى يَدِ مُوسَى أُعْطِيَتِ التَّوْرَاة، وعَلى يَدِ يَسُوعَ المَسِيحِ صَارَتِ النِّعْمَةُ والحَقّ. أَللهُ مَا رَآهُ أَحَدٌ البَتَّة: أَلٱبْنُ الوَحِيدُ الله، الكَائِنُ في حِضْنِ الآب، هُوَ الَّذي أَخْبَرَ عَنْهُ."

 

رسالة القدّيس بولس إلى أهل قولسّي01/ 09حتى20/نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَمْلأَكُم مِنْ مَعْرِفَةِ مَشِيئَتِهِ، في كُلِّ حِكْمَةٍ وفَهْمٍ روحِيّ، لِتَسِيرُوا كَمَا يَلِيقُ بِالرَّبِّ في كُلِّ مَا يُرْضِيْه

"يا إخوَتِي، نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَمْلأَكُم مِنْ مَعْرِفَةِ مَشِيئَتِهِ، في كُلِّ حِكْمَةٍ وفَهْمٍ روحِيّ، لِتَسِيرُوا كَمَا يَلِيقُ بِالرَّبِّ في كُلِّ مَا يُرْضِيْه، مُثْمِرينَ في كُلِّ عَمَلٍ صَالِح، ونَامِينَ بِمَعْرِفَةِ الله، مُتَقَوِّينَ كُلَّ القُوَّةِ بِحَسَبِ عِزَّةِ مَجْدِهِ، بِكُلِّ ثَبَاتٍ وطُولِ أَنَاة، وَبِفَرَحٍ شَاكِرِينَ الآبَ الَّذي أَهَّلَكُم لِلشَّرِكَةِ في مِيراثِ القِدِّيسِينَ في النُّور؛ وهُوَ الَّذي نَجَّانَا مِنْ سُلطَانِ الظَّلام، ونَقَلَنَا إِلى مَلَكُوتِ ٱبْنِ مَحَبَّتِهِ، الَّذي لَنَا فيهِ ٱلفِدَاء، أَي مَغْفِرَةُ الخَطَايَا: إِنَّهُ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ المَنْظُور، بِكْرُ كُلِّ خَليقَة، لأَنَّهُ بِهِ خُلِقَ كُلُّ شَيءٍ في السَّمَاواتِ وعلى الأَرْض، مَا يُرَى ومَا لا يُرَى، عُرُوشًا كَانَ أَمْ سِيَادَات، أَمْ رِئَاسَات، أَمْ سَلاطِين، كُلُّ شَيءٍ بِهِ خُلِقَ وإِلَيه؛ وهُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيء، وبِهِ يَثْبُتُ كُلُّ شَيء، وهُوَ رأْسُ الجَسَد، أَيِ ٱلكَنِيسَة. إِنَّهُ المَبْدَأ، أَلبِكْرُ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، لِكَي يَكُونَ هُوَ الأَوَّلَ في كُلِّ شَيء، لأَنَّهُ فيهِ رَضِيَ اللهُ أَنْ يَسْكُنَ المِلْءُ كُلُّهُ، ويُصَالِحَ بِهِ الكُلَّ مَعَ نَفسِهِ، مُسَالِمًا بِدَمِ صَلِيبِهِ، مَا عَلى الأَرْضِ كَانَ أَمْ في السَّمَاوَات."

 

تفاصيل النشرة

بالصوت والنص/ارشيف2014/الياس بجاني: هذا ما يقوله الإنجيل عن المنجمين: أي رجل أو امرأة كان مستحضر أرواح أو عرافا، فليقتل قتلا؛ وليرجموا بالحجارة

http://eliasbejjaninews.com/2015/12/30/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%87%D8%B0%D8%A7-%D9%85%D8%A7-%D9%8A%D9%82%D9%88%D9%84%D9%87-%D8%A7/

بالصوت من أرشيف 2014/فورماتMP3/الياس بجاني:هذا ما يقوله الكتاب المقدس عن المنجمين: “أي رجل أو امرأة كان مستحضر أرواح أو عرافا، فليقتل قتلا؛ وليرجموا بالحجارة”/30 كانون الأول/15

http://www.eliasbejjaninews.com/audio-news-wp/elias%20predictions31.12.14.mp3

بالصوت من أرشيف 2014/فورماتWMA/الياس بجاني:هذا ما يقوله الكتاب المقدس عن المنجمين: “أي رجل أو امرأة كان مستحضر أرواح أو عرافا، فليقتل قتلا؛ وليرجموا بالحجارة”/30 كانون الأول/15

http://www.clhrf.com/elias.editorials14/elias%20predictions31.12.14.wma

 

 كل نبوءات المنجمين هي هرطقات وكفر

الياس بجاني/30 كانون الأول/15

“لا يكن فيما بينكم من يحرق ابنه أو ابنته ذبيحة في النار، ولا من يتعاطى العرافة، ولا الشذوذ، ولا الفأل ولا السحر، ولا من يرقي رقية، ولا من يسأل جانا أو تابعة، ولا من يستشير أرواح الموتى، هذه كلها رجس عند الرب إلهكم وبسببها سيطرد أولئك الأمم من أمامكم. كونوا كاملين عند الرب إلهكم. فأولئك الأمم الذين تمتلكون أرضهم يسمعون للمشعوذين والعرافين، وأما أنتم فلا يجيز لكم الرب إلهكم مثل ذلك”. (سفر التثنية من العهد القديم 18/09-14).

بدأت بعض الإذاعات والتلفزيونات في لبنان موسم الخزعبلات والأكاذيب عبر برامج كفر وأبلسة يدعي أصحابها أنهم يعرفون المستقبل فيما هم حقيقة جماعة من النصابين والمنافقين المحترفين، كما أن بعضهم مرتبط بمجوعات مخابراتية إقليمية ومحلية تسوّق من خلال أضاليلهم لمؤامرات مختلفة. من هنا فإنهفعلاً معيب ومحزن ومقزز ومخيف وهدام الحال الهرطقي بامتياز الذي غرقت في أوحاله وتجاربه بعض المؤسسات الإعلامية اللبنانية من تلفزيونات وإذاعات.

نسأل القيمين على الوسائل الإعلامية هذه التي تسوّق لخزعبلات وأكاذيب وتفاهات مهرطقين يمتهنون أعمل السحر والتنجيم وقراءة الأبراج والنبوءات، نسأل هل يخافون الله ويؤمنون بالكتب المقدسة ويعرفون مصير من يمارس أعمال مثل أعمالهم التي تحرّمها كل الكتب السماوية المسيحية واليهودية والإسلامية؟

ونسأل المرجعيات الدينية اللبنانية كافة لماذا لا يقاضون كل وسيلة إعلامية تسوّق للكفر والأبلسة من خلال برامج التوقعات والنبوءات ومعرفة الغيب التي تستخف بكل الشرائع السماوية وتكفر بها؟

ونسأل النواب والوزراء وكل المسؤولين في الدولة لماذا لا يتحركون ويصدرون القوانين التي تمنع هذه الهرطقات التي تكفرها وتحرمها كل الأديان السماوية؟

فمن يتابع من أهلنا في الوطن الأم وبلاد الانتشار الهرطقات التي تروج لها معظم وسائل الإعلام اللبنانية في مجال النبوءات للسنة الجديدة لا بد وأنه سوف يستذكر بحزن وقرف وغضب حقبة سادوم وعامورة وزمن نوح وعنتريات واستكبار نمرود.

ترى هل حل ميشال حايك وليلى عبد اللطيف وباقي الممتهنين أعمال التنجيم والنبوءات والكذب والنفاق مكان الله سبحانه تعالى وأصبحوا قادرين على قراءة المستقبل ومعرفة كل هو في الغيب؟

ألا يعي رجال الدين والسياسيين والإعلاميين والمهرطقين جميعاً أن الله سبحانه وتعالى هو وحده من يعرف المستقبل وهو جل جلاله لم يعطِ هذه النعمة حتى للرسل والأنبياء؟

تعلمنا كتب الأديان السماوية التي تؤمن بالإله الواحد وجوب إدانة ورفض ونبذ كل أعمال تحضير الأرواح، والوساطة، والشعوذة، والعرافة، والرقي، والأبراج، والتنجيم وقراءة الحظ والكف والمستقبل وتعتبرها كلها ممارسات إبليسيه وتطالب المؤمنين أن يبتعدوا عنها ويتجنبوا كل من يقوم بها لأنها التجاء لأشياء وقوى أخرى غير الله من أرواح وغيرها.

في الإسلام التنجيم وكل باقي أشكال قراءة المستقبل محرمة وقد قيل، “كذب المنجمون ولو صدقوا، وقد جاء في حديث نبوي نقلاً عن صحيح مسلم: “من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة”. فإذا كان الذي يسأل العراف لا تقبل صلاته أربعين يوماً فما بالكم بالعراف نفسه؟

في المسيحية واليهودية وطبقاً للكتاب المقدس في العهدين القديم والجديد فإن الشيطان يتظاهر بأنه طيب وخدوم فيقوم بإعطاء العرافين والمنجمين والسحرة وكل المشعوذين الكفرة بعض المعلومات عن أشخاص معينين لكي يقع هؤلاء في فخاخ التجربة ويبتعدوا عن الله ويقتنعوا بخدعة وشعوذة تحضير الأرواح وقراءة المستقبل مما لا يتفق مع تعاليم الكتب المقدسة.

في كثير من الأحيان يكون المنجم أو العراف ومدعي قراءة المستقبل هو نفسه مخدوعاً وواقعاً في التجربة فيسكنه الشيطان ويعمل شروره من خلاله دون أن يدرك ما يقوم به من أعمال كفر وشعوذة لا ترضي الله. من المهم في مكان أن يعرف الإنسان أن الله وهو أبيه السماوي لا يقبل له أن يلجأ لأي نوع من أنواع العرافة والشعوذة والتنجيم لأننا كبشر مخلوقين على صورته ومثاله ولا يمكننا أن ندرك ونعي إرادته في حياتنا بغير الصلاة والخضوع لمشيئته والتقيد بتعاليمه.

يبقى إن كل من يصدق ما يقوله منافق ودجال تحت مسمى نبوءات هو خارج عن مفاهيم كل الأديان ويرتكب خطيئة مميتة لأن الله وحده هو من يعرف المستقبل وليس سواه ولا حتى الأنبياء والرسول.

وهل نستغرب بعد أن وطننا يمر بمحن وصعاب ومشقات؟ لا والله لأنه إذا كان هذا حالنا وقد أصبحنا في زمن لا يختلف عن زمن سادوم وعامورة فقليل حتى الآن ما نراه من غضب الله علينا.

في الخلاصة إن كل الذين يمارسون أعمال التنجيم والعرافة والرقي وقراءة المستقبل بكل أشكالها وتفرعاتها هم يخالفون تعاليم الأديان السماوية ويتحدون إرادة الله ويرضون أن يكونوا أداة للشيطان وعبيداَ لإرادة الخطيئة والكفر والجحود، كما أن من يصدق هؤلاء ويسوّق لإعمالهم الشيطانية فهو شريك لهم ومعهم في كفرهم وارتكاباتهم والذنوب.

نختم بما جاء في سفر اللاّويّين من العهد القديم 20/27: “أي رجل أو امرأة كان مستحضر أرواح أو عرافا، فليقتل قتلا؛ وليرجموا بالحجارة”.

*ملاحظة/من أرشيف سنة 2014

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

حزب الله يواجه تململاً في بيئته بعد 4 سنوات على حربه السورية ومقاتلون سابقون في الحزب يفضلون بيع الحشيش لـ«داعش» و«النصرة» على العودة إلى جبهات القتال

الشرق الأوسط/31 كانون الأول/15

بعد قرابة 4 سنوات من انغماسه العلني في الأزمة السورية، بدأ حزب الله اللبناني يواجه أزمة مع عناصره المترددين في القتال في معركة لا يرون لها أفقًا. ومع تزايد الجنازات التي تُقام لمقاتلين من الحزب سقطوا في سوريا، ومعظمهم من الشبان صغار السن، بدأت الأسئلة «الوجودية» تتزايد لدى جمهور الحزب، على الرغم من حملات التعبئة المستمرة للجماهير، واستعمال شعارات دينية ومذهبية. وتتزايد التقارير، التي تتحدث في لبنان عن «تمرد» بعض العناصر على قرارات القيادة وتفضيلهم عدم الالتحاق بجبهات القتال، فيما تتحدث تقارير أخرى عن أزمة مالية يعانيها الحزب، دفعت به مع الأزمة البشرية التي يعانيها إلى الاستعانة بشبان سوريين يعملون تحت إمرته. وأورد موقع «ديلي بيست» الإخباري الأميركي أن الكثيرين من مقاتلي حزب الله اللبناني يبدون ضيقًا متزايدًا من استمرار مشاركة الحزب في القتال الدائر بسوريا مع قوات نظام بشار الأسد. وكتب جيسي روزنفلد في تقرير أعده من منطقة سهل البقاع، بشرق لبنان، حيث أحد أكبر حواضن حزب الله ومعاقله، أن كثيرًا من «الاحتياطيين» أبلغوه أنهم «ليسوا راغبين بالموت في سوريا»، وهم الذين كانوا قد التحقوا بصفوف التنظيم الشيعي بهدف تحرير جنوب لبنان من احتلال إسرائيل وحمايته منها. المقاتلون الاحتياطيون الذين التقى بهم معد التقرير خاضوا عدة معارك دعمًا لقوات نظام الأسد المنهكة في جبهات حلب وإدلب واللاذقية ومحيط العاصمة السورية دمشق، غير أنهم يقولون الآن إنهم ما عادوا مستعدين لحرب أهلية دموية لا نهاية لها. كما أبلغوه أنه كرد فعل من الحزب على رفضهم مواصلة القتال في سوريا فإنه قطع عنهم المرتبات التي اعتادوا تقاضيها، وكذلك قطع عنهم وعن عائلاتهم المخصصات العائلية التي كانوا يحصلون عليها، وهم بانتظار المقبل من الأيام لمعرفة ما ستحمله لهم.

أحد هؤلاء، سماه «عماد» لأنه رفض إعطاء اسمه الحقيقي خوفًا من الانتقام، وكونه يعمل في زراعة ممنوعة، قال إنه قرر الامتناع عن القتال لأنه فقد الثقة بمبرراته قبل ستة أشهر، وذلك بينما يجلس أمام موقد في مزرعة صغيرة وسط أراضٍ جرداء بعد فترة قصيرة من جني موسم الحشيش (الماريغوانا). وقال معد التقرير إنه كان التقى بـ«عماد» في أبريل (نيسان) الماضي، وأبدى حينها تحمسًا شديدًا والتزامًا بتأييد الأسد، وسط رغبة عارمة بالثأر من «المتطرفين» الذين كانوا قد قطعوا رأس عسكري لبناني من أقاربه، في أعقاب أسره قرب بلدة عرسال. غير أنه، على الرغم من حرصه على الثأر، بات متوجسًا من الحرب ومحبطًا من قوات النظام. وقال: «أرفض العودة إلى القتال هناك، لأننا كنا بعد أن نسيطر على قرية أو بلدة ونسلمها لقوات النظام، سرعان ما تفقدها هذه القوات لمقاتلي المعارضة». وأضاف أنه اتخذ قرار الامتناع عن المشاركة في القتال في يونيو (حزيران) الماضي، ودفع ثمنًا باهظًا لقراره هذا، إذ قطعت أقساط مدرسة أولاده وكذلك مخصصات الرعاية الطبية لعائلته، وإعانات التدفئة في فصل الشتاء. وفق كلام «عماد»، وجد حزب الله نفسه تحت ضغط متزايد منذ الصيف الماضي، عندما تزايدت الإصابات في صفوفه بالتوازي مع حاجات النظام السوري. ومع أن الحزب، الذي هو عمليًا جيش موازٍ للجيش اللبناني الوطني، لا يعلن أي إحصائيات عن خسائره، فإن المآتم المتكاثرة في مناطق وجوده، ولا سيما الضاحية الجنوبية لبيروت، باتت منظرًا مألوفًا تمامًا مثل التململ الملموس وسط عائلات مقاتليه على جبهات سوريا.

ويواصل تقرير «ديلي بيست» سرده ليفيد بأن المقاتلين الاحتياطيين الثلاثة الذين التقى بهم معدّه صوروا معارك كرّ وفرّ دموية تتصاعد فيها الخسائر بالأرواح ولكن من دون تحقيق أي نتائج ميدانية أو سياسية حقيقية. وهنا يذكر «عماد» أنه استطاع إلى حد ما تعويض فقدانه ما كان يحصل عليه من الحزب بفضل تجارة الحشيشة المضمونة والمستقرة، ويحمد الله على «موسم جيد» هذا العام. ثم يقول إنه على الرغم من أن الطلب تراجع في السوق السورية، فإن مقاتلي «داعش» و«جبهة النصرة» زبائن مخلصون، ويستخدمون مهربين من عرسال للحصول على ما يريدون.

ولكن، في المقابل، يقول «عماد» إنه يعرف عن ما لا يقل عن 60 من مقاتلي الاحتياط في الحزب قرروا العزوف نهائيًا عن القتال، وبالنتيجة خسروا مخصصاتهم ومنافعهم المالية، ويضيف: «وأعرف أشخاصًا عادوا إلى الجبهات (السورية) فقط تحت ضغط الحاجة المادية، وبالتالي، فقط أولئك الذين لديهم بدائل قرروا الكف عن القتال بصورة قطعية». وفي قرية أخرى بجبال لبنان تطل على سهل البقاع، هناك «جعفر» الذي تعرض لإصابة بالغة في وركه عندما انهار عليه جدار بعدما سقط صاروخ أطلقه مقاتلو المعارضة على منزل كان موجودًا فيه مع سبعة من رفاقه بمحيط دمشق خلال يوليو (تموز) الماضي. ولقد قتل ثلاثة من زملائه السبعة داخل المنزل وأصيب الباقون بجروح. أيضًا «جعفر»، الذي لا يكشف عن اسمه الحقيقي خوفًا من انتقام الحزب، أبلغ قادة وحدته على الأثر برغبته في الكف عن القتال في سوريا، لكنهم أصروا على أن يكمل جولة واحدة إضافية ريثما يتم تأمين مقاتل بديل. ويوضح: «لو رفضت الانتظار إلى أن يتأمن البديل كنت سأخضع لتحقيق وتدهورت علاقتي بـ(الحزب)».

و«جعفر» ثلاثيني ينتمي إلى الطائفة السنية، وبالتالي فهو ليس حالة عادية في الحزب الشيعي. غير أنه التحق بصفوف ميليشيا الحزب عبر «سرايا المقاومة» - وهي تنظيم مقاتل أعده الحزب للمتطوعين من غير الشيعة - للمشاركة في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان. ومنذ ذلك الحين خدم 15 جولة قتالية في سوريا، لكنه لا يريد الآن مواصلة القتال في حرب لا نهاية منظورة لها. ثم يقول: «التحقت بـ(سرايا المقاومة) لمحاربة إسرائيل، فلماذا عليّ أن أموت في سوريا؟ هذه معركة خاسرة، فقدنا فيها الآلاف». وسعيًا لاحتواء الأزمة المالية التي يعيشها الحزب وأدّت في الأشهر الثلاثة الماضية لتأخير في تسديد رواتب عناصره، بحسب ما كشفت عنه مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، أشار الباحث السياسي المعارض لحزب الله علي الأمين إلى أن الحزب «بات يستقطب أكثر فأكثر مقاتلين سوريين سنّة يبحثون عن مورد للعيش بسبب الأحوال الاقتصادية المزرية التي يرزحون تحتها، فلم يجدوا منفذا لهم إلا القتال إلى جانب الحزب اللبناني، الذي يعاني ضعفًا بموارده المالية يجعله يستفيد من خدماتهم العسكرية». وقال الأمين لـ«الشرق الأوسط»: «نظرًا لكون كلفة المقاتل السوري أقل من كلفة المقاتل اللبناني، بات حزب الله يعتمد أكثر على سوريين يخضعون مباشرة لسلطة وإدارة إيران وحزب الله ولا علاقة للنظام السوري بهم». وبهذا تصبح 3 فئات تقاتل تحت كنف حزب الله؛ الحزبيين من اللبنانيين والأنصار، ومعظمهم لبنانيون، والسوريون الذين يتم استقطابهم أخيرا. ويستبعد الأمين أن يؤثر تراجع الموارد المالية في العام الماضي على أداء حزب الله في الميدان نظرًا للبعد الاستراتيجي للمعارك التي يخوضها حاليا واندراجها بسياق حسابات المرحلة المقبلة، لافتا إلى أن قيادة الحزب ارتأت حصر مواقع قتاله بـ«سوريا المفيدة»، وبالتحديد المنطقة الحدودية السورية مع لبنان، ودمشق وصولاً لريف حمص وأجزاء من ريف حماه والجنوب السوري، بحيث تؤكد المعلومات أن الحزب هو من يخوض وبشكل أساسي معارك الشيخ مسكين في درعا. ويتقاضى عناصر حزب الله الذين يقاتلون في سوريا حاليا رواتب شهرية تتراوح ما بين 600 و1000 دولار أميركي، بينما يتقاضى السوريون الذين يقاتلون في صفوف حزب الله ما بين 300 و400 دولار.

 

رئيس أركان جيش الإسرائيلي يتفقد الجبهة مع "حزب الله"

العربية/31 كانون الاول 2015/ بدون إعلان مسبق، بسبب التخوف من عملية عسكرية انتقامية من حزب الله بعد اغتيال سمير القنطار، زار رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي، الجنرال إيزنكوت، الأربعاء، عدة مواقع عسكرية في الجولان، حيث اطلع على الاستعدادات الميدانية لمواجهة إمكان أن يشنّ 'حزب الله” عملية باستخدام صواريخ الكورنيت، كما فعل في يناير الماضي في الجولان أو مزارع شبعا أو حتى الحدود اللبنانية، مؤكدا 'لا يمكن إلا نتعاطى بجدية مع تهديدات نصرالله ونعتقد أنه يأخذ تحذيراتنا على محمل الجدّ، لكن ينبغي أن نكون أذكياء ومستعدين من البحر ومرورا بالجولان وحتى في الخارج”، وقال مصدر عسكري رفيع في الجيش الاسرائيلي لافتا إلى أن إسرائيل مررت رسائل لكل المعنيين حولها إنه لا يمكن البناء على أن يبقى ردها متناسبا مع ما وصفه بالاعتداء المقبل”. وعلمت 'العربية.نت” من مصادر خاصة أن القنطار لم يكن الهدف الرئيس للاغتيال الإسرائيلي في شقته بدوما قرب دمشق، وإنما عدد من ضباط فيلق القدس الإيرانيين الذين تواجدوا معه.

خطر داعش أيضا!

حزب الله ليس مصدر القلق الوحيد لإسرائيل شمالا، فبحسب مصادر عسكرية إسرائيلية فقد ضربت المقاتلات الروسية الاثنين الماضي لأول مرة أهدافا لداعش جنوب الجولان السوري، والخشية الرئيسية لدى الإسرائيليين أن يقود الضغط الروسي وضغط النظام الذي سجل لأول مرة هو أيضا مواجهة قرب درعا مع كتائب شهداء اليرموك التي انضمت لداعش، أن يقود ذلك إلى تنفيذ هجوم على أهداف إسرائيلية لجرها لتدخل بريّ، فتهديدات البغدادي بعمليات لداعش ضد إسرائيل لا تبدو سهلة التطبيق حاليا من الجولان المحتل، حيث إن مقاتلي شهداء اليرموك وعددهم 600 مقاتل يسيطرون على 15 كيلومترا بدءا من ملتقى الحدود السورية الأردنية عند الحمّة السورية، وصولا إلى درعا فشمالا وتسيطر هذه الكتائب على 40 ألف سوري من أصل 750 ألفا بقوا في كامل الجولان السوري وتخوض حربا ضروسا مع جبهة النصرة، التي قتلت أميرها أخيراً 'أبو علي البريدي”، الملقب 'بالشيخ الخال” لكن ما دقّ ناقوس الخطر بالنسبة للجيش الإسرائيلي، الذي يدعي أن التنظيم المتطرف يمتلك دبابات وعتادا متطورا غنمه من مخازن النظام، كان قبل أسابيع قليلة عندما فجر داعش: كتائب اليرموك سيارتين مفخختين في موقع لجبهة النصرة على بعد 400 متر فقط من السياج الأمني في شمال الجولان المحتل، فشرعت وحدة هندسية إسرائيلية في حفر خنادق وإقامة سواتر ترابية على امتداد السياج الحدودي، تخوفا من شن هجوم مماثل على موقع عسكري إسرائيلي، وانتشرت دبابات إسرائيلية في مواقع متقدمة أيضا.

تسريبات عن التنسيق الروسي الإسرائيلي.

وقالت مصادر أمنية إسرائيلية مطلعة إنه بموجب التنسيق اللصيق القائم بين موسكو وتل أبيب فقد كان الرئيس الروسي وعد نتنياهو بالعمل على منع تفعيل جبهة الجولان ضد إسرائيل وضغط على حلفائه وبحسب المصادر ذاتها فقد أبلغ الإيرانيين أن التدخل الروسي بقوة في سوريا لم يأتِ لإطفاء حرائق بين حزب الله وإسرائيل بل لحسم الموقف باستهداف داعش والمعارضة 'وادعت المصادر ذاتها أن إيران تنشط في سوريا ليس من خلال مستشارين فقط، وإنما بقوات على الأرض واعتبر ما تردد عن بسحب إيران لمعظم قواتها بغير الدقيق وكشفت أن سلاح الجو الروسي شنّ في الأربعة أشهر الماضية 814 غارة من بينها 338 غارة في الأسبوع الماضي فقط ركزت على إدلب وحلب واللاذقية في المقابل شنت الولايات المتحدة في الأشهر الأربعة الماضية 83 غارة فقط من بينها 35 في الأسبوع الماضي.

 

"حزب الله" يدعو من بكركي إلى "الفراع" الرئاسي

 خالد موسى/موقع 14 آذار/15/ 31 كانون الاول 2015

 قبل ساعات من إنقضاء السنة الحالية، عزز "حزب الله" مؤشرات انتقال الشغور الرئاسي إلى السنة المقبلة مع كلام رئيس المجلس السياسي في "حزب الله" السيد إبراهيم أمين السيد من بكركي عن تمسك الحزب بترشيح النائب ميشال عون للرئاسة، وملتزم أخلاقياً بهذا الترشيح".

كلام الحزب جاء حاسماً من منبر بكركي بعد التزامه الصمت منذ لقاء باريس التاريخي الذي جمع الرئيس سعد الحريري مع رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية والحديث عن مبادرة لترشيح الأخير للرئاسة، علما أن فرنجية كشف في اطلالته الأخيرة أن "حزب الله" على علم بكل خطوة أقدم عليها.

فتفت: "حزب الله" يريد الإبقاء على الفراغ

ويعتبر عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب أحمد فتفت، في حديث خاص لموقع" 14 آذار" أن "الهدف واضح من كلام حزب الله من بكركي أمس الأول بأنه غير معني بالتسوية وانه يريد فرض الشروط ضمن السلة وهذا ما يفتح الطريق أمام اي شخص يريد فرض الشروط وبالتالي لا يمكننا أن نفعل أي شيء في هذه الحالة"، مشيراً الى أن "حزب الله يريد الإبقاء على الفراغ بطلب إيراني ليبقى هذا الملف ورقة رابحة بيد إيراني للتفاوض عليها مع اوراق أخرى على طاولة المباحثات الدولية والإقليمية".

وقال: "الذي يفهم مما قاله إبراهيم السيد أن الحزب يدعو الى الفراغ، فبعد سنة ونصف والتشبث بهذا الموقف من الواضح أنهم غير معنيين بالمصلحة الوطنية وما يهمهم فقط مصالحهم الخاصة ومصلحة إيران"، مشيراً الى أن "المطلوب اليوم مبادرة مسيحية تقضي إما بالموافقة على ما هو مطروح أو بطرح بديل وإلا فإننا سنبقى مكاننا الى ما شاء الله".

علوش: "حزب الله" يريد إستمرار الفراغ

بدوره، يعتبر عضو الأمانة العامة لقوى "14 آذار" النائب السابق مصطفى علوش، في حديث لموقعنا، أنه "لو كان فعلاً حزب الله يريد النائب عون رئيساً، لكان طلب منه أن يظهر على الأقل بمظهر الوسطي من أجل تسهيل انتخابه"، مضيفاً: "عملياً، هذا الشيء لم يحصل، لأن حزب الله يريد أن يستمر هذا الفراغ الى حين أن تأتيه ساعة الحسم، والتي ستكون عبر ما سيحصل في سوريا وكيفية التسوية التي ستحصل خصوصاً في هذا الوقت الدقيق ويعد خسارة إيران مستعمراتها في العراق وفي سوريا بأكملها وايضاً في طريقها لخسارة مستعمرة إضافية في اليمن".

رؤية إيران

ولفت الى أن "ما يريده حزب الله اليوم هو خارج الإطار بالتمسك بالمبادىء والأخلاق الذي تحدث عنها إبراهيم أمين السيد، خصوصاً وأن المفترض أن المبادىء لا تسمح لهم باغتيال شخصيات ولا السماح لهم بالتغطية عن المتهمين بهذه العمليات والخارجين عن القانون والمطلوبين للعدالة ومهربي المخدرات"، مشيراً الى أن "القضية لها علاقة بالسياسة لا بالأخلاق والمبادىء كما يحاول تسويقها الحزب، وتتمثل برؤية إيران من خلال إستمرار الفراغ الذي هو خيار وقرار سياسي لحزب الله الى حين تحسم الأمور الإقليمية".

وقال: "يبدو أن في بداية العام الجديد لا يوجد هناك أفق من أجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتغيير معادلة الفراغ الدستوري"، معتبرة أن "حزب الله يتلطى خلف النائب عون من أجل تعطيل هذا الإستحقاق من أجل إستمرار الشغور الرئاسي مثلما يريد هو ".

 

النظام يسلم عسال الورد لـ"حزب الله"

موقع 14 آذار/15/ 31 كانون الاول 2015علم موقع "14 آذار" من مصادر سورية معارضة أن النظام سحب كامل قواته وآلياته من قرية عسال الورد في القلمون الغربي، وتركها بحماية عناصر "حزب الله"، موضحة أن "النظام يريد تعزيز قوته العسكرية في الغوطة الشرقية، خصوصا بعد معارك المرج في ريف حلب الجنوبي، فضلاً عن حالة الغليان التي لا تزال تسيطر على "جيش الاسلام" في الغوطة، بانتظار الرد على تصفية قائده زهران علوش". وأشارت إلى أن "حزب الله يبسط كامل سيطرته على القرى الحدودية، لكنه يستخدم التلال والجبال لكشف الجرود التي لا يمكنه أن ينتشر فيها لأسباب عدة، منها عدم معرفته بطبيعة الأرض كأبناء المنطقة وثانياً لعدم وجود العدد الكافي من المقاتلين للانتشار في كل النقاط

 

بالصوت.. تسجيل لحسن يعقوب وفاطمة مسعود

30 كانون الاول 2015

https://youtu.be/SF1jAVO9R6I

 حصلت قناة الـ "MTV" على تسجيل صوتي بين النائب السابق حسن يعقوب وفاطمة مسعود التي كانت صلة الوصل بين شقيقة هنيبعل القذافي عائشة ويعقوب. وجاء في الاتصال: فاطمة:" شو بدكن عملو، انا هيدا لازم اعملو كفاطمة، قالبين الدنيا فوق، عم يحققو، حقن عليي اني اطلع وهيك صار..". فقال لها: " شو يعني، شو بيتغير بالموضوع". فردت: "مفروض اطلع سلم حالي". يعقوب: " شو دخلك بالموضوع؟ انت شو دخلك، انت بهمك شغلة واحدة بس، انو هالزلمة بألف خير، ورح يرجع". فقالت فاطمة:" انا بهمني يحكي مع مرتو".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 30/12/2015

الأربعاء 30 كانون الأول 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

أكثر من يوم بقليل وينتقل العالم الى سنة جديدة وينتقل معها الشرق الأوسط الى سايكس بيكو جديد بعد بلوغ معاهدته المئة عام والمعاهدة الجديدة المنتظرة فيها حصة لكل من واشنطن وموسكو.

وفي ظل هذا الأمر قالت الخارجية الأميركية إن روسيا تلعب دورا بناء في العملية السياسية في سوريا رغم أن غاراتها الجوية استهدفت البنى التحتية والمدنيين. وإذ تترك سوريا حصة لروسيا تتمسك الولايات المتحدة الأميركية بالعراق حصة لها وتترك الأردن وفلسطين لبريطانيا ولبنان لفرنسا.

ويلتقي الرئيس الفرنسي الرئيس الإيراني آواخر كانون الثاني بعدما يكون روحاني قد زار الفاتيكان.

وعلى وقع ذلك يتوقع أن تتم العملية الإنتخابية الرئاسية في لبنان بعد انطلاق الحوار السعودي - الإيراني مترافقا مع قمة سعودية- مصرية -تركية.

وفيما وصل وزير الخارجية المصري الى الرياض تركز القمة السعودية التركية على تحالف استراتيجي يضمهما ومصر كما تركز على انطلاق عمل التحالف الإسلامي عسكريا.

وبينما يشير الرئيس فؤاد السنيورة الى موافقة سعودية - إيرانية غير مباشر على مبادرة الرئيس سعد الحريري ويلفت الى جدية ترشيح النائب سليمان فرنجيه يؤكد الرئيس بري على أهمية المعالجة المحلية للإنتخاب الرئاسي بعدما نالت المبادرة موافقة خارجية.

بالعودة الى الشأن المحلي نشير الى أن قوى الأمن الداخلي تستعد لتدابير ليلة رأس السنة فيما اليازا تنبه من حوادث السير.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

ما بين العامين، اللبنانيون شاهدون على تجميد وتعطيل لكن لا امكانية للاستمرارية من دون تفعيل المؤسسات التنفيذية والتشريعية على قاعدة الاستحقاق الرئاسي اولوية، لم ينتج التعطيل رئيسا، فيما التسويات السياسية تنتظر ترتيب الحسابات الداخلية وترقب التحولات الاقليمية لكن تطورات المنطقة متسارعة لا يمكن التكهن بنتائجها كما قال الرئيس نبيه بري اليوم للنواب، هناك اعادة رسم خارطة جديدة على انقاض سايكس بيكو ما يفرض على اللبنانيين التعاطي بمسؤولية وتحصين المؤسسات الدستورية والاستقرار العام.

تجميد التسوية الداخلية لم يغير في القناعات والرئيس فؤاد السنيورة عبر عن مكامن الاندفاعة المستقبلية باتجاه تبني ترشيح النائب سليمان فرنجية واسباب رفض انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، المقاربة المستقبلية استندت بحسب ما نقله الصحافيون عن السنيورة الى رفض الجنرال لاتفاق الطائف مقابل تموضع زعيم المردة تحت سقفه وحماسة عون للقانون الارثوذكسي مقابل سحب فرنجية يده منه، وتجارب المردة والتيار الوطني الحر في الوزارات ما بين نموذجية وغير صالحة، ما شرحه السنيورة لمجموعة من الصحافيين نشر في عدة صحف اليوم اثار بحسب معلومات الـnbn اعتراضات عند قوى في 14 آذار وضغوطات ادت لاصدار بيان يتنصل فيه الرئيس السنيورة من بعض ما نشر لكن بيانه لم يذكر ما هي المعلومات التي اخرجها الصحافيون عن سياقها الصحيح، ما هي بالتحديد، كلام رئيس كتلة المستقبل زاد من توتر الرابع عشر من آذار في وقت يمضي فيه رئيس القوات سمير جعجع كل ساعاته هذه الايام يفكر في رص صفوف التحالف واعادة شمل قوى تفرقت فتوجهت اما الى زغرتا او دارت حول الرابية.

اما ميدانيا فريف درعا السورية يحاكي الانبار العراقية انجازات عسكرية اطل من بينها اللواء الايراني قاسم سليماني في حلب يتحدث عن بداية النصر في طريق الدفاع عن كل الناس ضد الارهاب.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

اقفل حزب الله طريق بعبدا في وجه النائب سليمان فرنجية، للوهلة الاولى قد تصح هذه المقولة لكن التمعن في ما قيل في بكركي امس، تفسيره ان الحزب لا يعنيه شخص الرئيس ما دام من معجن الثامن من اذار. ما يعنيه هو السلة الكاملة التي تمنحه التحكم والسيطرة على الدولة ولا رئيس ما لم يتأمن له ذلك.

كان كلام السيد ابراهيم امين السيد بهذا الوضوح، وما قاله عن العماد عون صادق لكنه يصنف في خانة الوجدانيات ولا ترجمة له في السياسة.

الكلام غير الرئاسي الذي اطلق من بكركي كان وقعه ثقيلا على عين التينة فجاء كلام الرئيس نبيه بري عموميا تحاشى فيه التعقيب على كلام الحزب ولجأ الى البديهيات المتوافق عليها اي ضرورة انتخاب الرئيس تحاشيا للتحديات الاقليمية وتفاديا لتداعيات سقوط سايكس بيكو.

في الانتظار يسعى اللبنانيون اليائسون الى سرقة لحظة فرح في ليلة رأس السنة رغم ان فلاديمير اخر سيجتاحهم بلا سوخوي بل بالامطار والعواصف والثلوج بدءا من الغد.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

عندما يطوي العام 2015 ساعاته الاخيرة، سيكون العالم امام وقائع عدة معظمها كما وصفها الرئيس نبيه بري اليوم قاتمة. فالولايات المتحدة على طريق الانسحاب من الشرق الاوسط لأن مصالحها وعينها على مكان آخر من العالم وتحديدا على الصين، وهي ستترك وراءها فراغا لا بد ان تتنافس دول عدة على تعبئته اكانت روسيا، السعودية، ايران او تركيا.

تعبئة الفراغ هذه تجري يوميا على حساب دماء اهل المنطقة، لا سيما في العراق وسوريا، حيث الامل في التوصل الى وقف للنار في كانون الثاني المقبل، يسابقه وضع ميداني متفجر ومتقلب يعيد خلط الاوراق من الشمال الى الجنوب.

وقف النار السوري ان حصل سيترك وقائع اخرى امام العام 2016 من دون اجوبة: ماذا عن الدولة الكردية التي بدأت تتضح معالمها على الارض؟ ماذا عن داعش؟ من سيعبئ الفراغ الاميركي وبأي ثمن؟ ماذا عن امن الاردن وماذا عن امن لبنان؟

لبنان البلد المتلهي دائما بالبحث عن الحلول الاتية من البعيد، واولها حل تعبئة الفراغ الرئاسي الذي يبدو ثانويا في فلك المفاوضات التي تعيد رسم المنطقة.

والى حين وصول الحل العابر للقارات، يعيش المواطن اللبناني في ظل اللادولة، فهو إن عطش شرب مياها غير مطابقة للمواصفات، وان اراد رمي نفاياته لما وجد لها مكانا، وان خرج ليلهو خطفه قطاع الطرق فجرا وإن أراد الاستدانة لشدة عوزه نهش جنى عمره ذئاب الاحتيال وحتى ان توفي لوجد من يعبث بجسده.

ويقولون بلد... أنه ناس متجذرون في ارض تحكمها بقايا طبقة سياسية جعلت من الفراغ الرسمي مطية هروب من واجباتها، فيما المطلوب واحد... الامن.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

قد تطول جردة أحداث العام 2015. لكن يمكن اختصارها بمعادلة واحدة: إنها سنة الفرز بين مدرستين. بين من يقول أن السياسة أخلاق... ومن يقول أن السياسة نفاق... ولسوء الحظ كان أبطال المدرسة الثانية هم الطاغين على وقائع السنة. تماما كما كانوا الضاغطين على صدر الوطن والناس، وكانوا الطغاة على حساب المواثيق والدستور والقوانين ... من أمثلة سياسة النفاق، أن تمدد سلطة غير شرعية لنفسها وكراسيها وأن تغتصب إرادة الناس ... ولا من يسأل... ومن أمثلة سياسة النفاق، أن تمتنع هذه السلطة عن إجراء انتخابات فرعية في دائرة واحدة، ثم تبشر هي نفسها بإجراء انتخابات بلدية في نحو 800 دائرة.... ومن أمثلة سياسة النفاق، أن ترفض هذه السلطة طيلة 18 شهرا توقيع مرسومين جاهزين لاستثمار ثرواتنا النفطية، ثم تروح تحاضر بالمصلحة الوطنية ... ومن أمثلة سياسة النفاق، أن تذهب هذه السلطة إلى مؤتمر باريس المناخي، حاملة ورقة مكتوبة، نقول فيها بكل وقاحة أنها هي من يحضر لإنتاج الطاقة المتجددة ومعامل الكهرباء وسدود المياه ... فيما مافيات هذه السلطة ذاتها، هي من عطلت معامل الكهرباء ومنعت إنجاز السدود وأوقفت خط الغاز وضربت البلاد ونهبت حتى نفاياتها ... كان لا ينقص أمثلة سياسة النفاق، إلا محاولة أحدهم اليوم دس السم بين ميشال عون وسليمان فرنجيه ... سم لا ينفع معه نبش الأرشيف. ولا توصيفات الفجور. ولا حتى مقولة الفاجر والتاجر في الوقت نفسه ... إنها وقاحة لا ينفع معها ربما، إلا الهروب إلى سهرة رأس السنة، مع كم من الكؤوس، علنا ننسى هذا الهم من الرؤوس ... سهرة رأس السنة، فلنكتشف أين سيمضيها سياسيونا مع نشرة الـ OTV.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

حرص السياسيون على تجميع خبريات آخر العام وتكديسها.. ربما لتداولها بالفلك والتنجيم وضرب المندل التلفزيوني وجلب الغائب وفك المربوط ودفع الناس إلى القناعة التي ستفنى وبكل فخر فإن سياسيينا سينافسون العرافين.. والطرفان كذبا وإن صدقا فؤاد السنيورة حايك يرمي في الأوساط الإعلامية نبأ يفيد بأن المبادرة "مبروكة" سعوديا وإيرانيا.. سمير جعجع عبد اللطيف يزداد اشتعالا ويرفع ولاية ميشال عون معززا احتمال ترشيحه للرئاسة.. لكن لا السنيورة صدق ولا جعجع اقتنع.. وكلاهما يلعب أوراقا خاسرة فرئيس كتلة المستقبل أكبر العرافين والعارفين أن المبادرة هي منتوج أميركي هدفه اصطفاف المسيحيين وتعاطف الدروز والسنة معهم وعزل حزب الله تاليا.. وإذا ما بلغنا هذه الواقعة نصبح أمام سيلان لعاب إسرائيلي بتصفيق حاد على نتيجة بلغت الهدف.. برمية من غير رام من هنا كان إستدراك رئيس مجلس النواب نبيه بري بأن نوابه لن يحضروا جلسة ليس فيها نواب حزب الله وعلى هذه الحصيلة يصبح الكلام عن تفاهم سعودي إيراني مجرد قراءة طالع يناسب آخر أيام العام أما الحديث عن التسويات الكبرى فإن أي تسوية من هذا النوع تجري بين القوى الفاعلة والمؤثرة.. وتسلتزم قضايا كبيرة وأسماء كبيرة مصنفة خلافية كميشال عون.. وبالتالي عون مقابل ماذا؟ . ساقطة إلى الآن كل الاحتمالات.. لأن لبنان ليس على جدول أعمال أحد من الأطراف الكبرى فإذا كان هناك من تفاهمات سعودية إيرانية أو إقليمية دولية بشكل عام.. فإنها ستتم تدريجيا على اليمن ثم سوريا فالعراق والبحرين قبل أن تصل إلينا.. والعاملون على هذا الدول لم يخبرونا بأنهم لا ينامون الليل قبل أن يطمئنوا إلى كرسي الرئاسة في بعبدانا ومسيرة التكاذب تسير في اليوم الأخير تسليما للعام المقبل إذ إن تهديد جعجع بترشيح عون للرئاسة ما زال في طور الابتزاز.. فإذا كان الحكيم جادا في خطوته فلماذا لم يسحبْ ترشيحه أولا ويعلنْ تنحيه لمصلحة عون؟ ثم هل فكر جعجع في أن الحيلة قد تصبح أمرا واقعا بالتصويت؟ ومن أقنعه بأن سليمان فرنجية نفسه لن يؤيد الجنرال ويسير مع كامل فريق الثامن من آذار في هذا الخيار؟ عندئذ هل احتسب الحكيم النهايات؟ . وحتى لا نكثر الأسئلة الصعبة على المرشحين والمواطنين معا.. فلنبدأ بما يفيد المشاهد وينسيه عاما من الآلآم السياسية والبيئة.. إصرفوا أنظاركم عن السياسة.. "وخلوا عينكن عالجديد".. في يوم طويل سيكون ذا فائدة بمجرد أن تستبدلوا "الألو" بـ"الجديد" يوم ستتخلله انقلابات تشمل نشرات الأخبار والبرامج الصباحية وفقرات ما بعد الظهر.. بلوغا حتى الساعات الأولى من عام ألفين وستة عشر عشرات الملايين ممن تابعوا اليوم الأخير من العام المنصرم.. وغدا التجربة تكرر مع انقلابات أخطر.. ستدخل إستديوهات الجديد وتبعثر التقليد.. في يوم لكم بعدما كانت الأيام.. علينا . أنتم.. مرشحنا الأول غدا.. فتمرنوا من الليلة.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

لنهاية العام 2015 كلام كثير وسجل طويل، فيه تختلط يوميات وأحداث مضامينها تشي بتحولات في وجه المنطقة، لبنان في خضمها سياسيا وأمنيا.. أول تداعياتها من الحرب على سوريا ومخططات الارهاب التكفيري المدعوم غربا وشرقا مع شريك صهيوني.. ارهاب شكل انهيار هجومه على محور المقاومة أول العلامات لعام مقبل.. وحساب مفتوح لم يقفل.

التحدي في نهاية 2015 على أشده لكن طلائع بشائره تتبدى في انهزام التكفير على محاور المواجهة المتعددة من لبنان الى سوريا فالعراق، وإن كان النزال لم يرخ لجامه بعد. فالدخول الروسي على خط النار خلط اوراق الداعمين الغربيين للإرهاب بعد أن بلغت سمومه قلب عواصمهم تفجيرا وتهديدا..

الرمادي عادت عراقيا الى سلطاتها مسجلة إحدى أكبر خسائر داعش الارهابي لينتقل الاعداد لاستكمال تحرير مواقع استولى الارهاب الداعشي عليها في الموصل.. أما في سوريا، فإن حزام الأمن حول دمشق آخذ بالاتساع بعد مسلسل الانجازات من الغوطة شرقها وغربها، الى الارياف الدمشقية والحلبية واللاذقية، فيما جبهة درعا عادت الى دائرة الحدث مع دخول الجيش السوري مدينة الشيخ مسكين التي اتخذ منها الارهابيون حصنا ظنوه منيعا لهم.

ولبنان المتحفز ضد بذور الارهاب وشبكاته يواصل تفكيك خيوطه ويكشف في كل مرة عما يخطط لفتنة أو أرضية ترسم عليها معالم امارات الارهاب وانصاره.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

رئاسة الجمهورية في ثلاجة الانتظار والبلاد بدءا من هذه الليلة... تحت وطأة ثلج فلاديمير العاصفة التي ستخيم حتى نهاية الاسبوع وتكون مصحوبة بكتل هوائية باردة ورياح ناشطة وثلوج تلامس الـ700 متر.

واذا كان استحقاق الرئاسة ينتظر جملة معطيات داخلية واقليمية ستتضح معالمها مع انطلاقة العام الجديد فان ما يراهن عليه اللبنانيون هو تضافر جهود اهل السياسة لإخراج البلاد من مأزق عدم انتظام عمل المؤسسات الدستورية ومنع انحلال الدولة.

في لحظة اقليمية حرجة تبدو جلية في مسار الحرب في سوريا وما آلت اليه الاوضاع بعد دخول المرحلة الثانية من اتفاق الزبداني - الفوعة حيز التنفيذ وما رافقه من مؤشرات توحي بتغييرات ديموغرافيا.

وفي تداعيات الوضع السوري مقتل المواطن حكمت عبد الرؤوف موسى في أطراف بلدة معربون قضاء بعلبك وان كانت المعلومات قد تضاربت حول ظروف مقتلة ومطالبة اهله وابناء بلدته الأجهزة الامنية بكشف الحقيقة.

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاربعاء الواقع في 30 كانون الاول 2015

الأربعاء 30 كانون الأول 2015

النهار

تشير أرقام غير رسمية الى أن عدد غير اللبنانيين في لبنان تجاوز المليونين ونصف المليون في مقابل أربعة ملايين لبناني مقيم.

لم يخرج الوزير السابق ميشال سماحة من السجن قبيل رأس السنة الجديدة كما كان متوقعاً.

بعد كل توصيفات الإهانة من الـOTV بحق النائب خالد الضاهر فتحت الشاشة البرتقالية له الهواء لاستقباله بعدما أيّد وصول عون الى الرئاسة.

لم يبدأ العمل بعد بشبكة الكاميرات التي تقررت للعاصمة بيروت لضبط الأمن فيها ومراقبة كل تحرّك مشبوه.

السفير

تردد أن السلطات التركية وضعت "فيتو" على أحد الرجال الخارجين من الفوعة وكفريا، ما أدى الى إعادته عن طريق الأمم المتحدة وتأخير الصفقة الأخيرة بعض الوقت.

تحدى وزير سيادي المعنيين في هيئة رسمية أن يطالبوا سياسيا بفتح كل "البلوكات" الشمالية المحاذية للحدود البحرية مع سوريا على غرار ما يطالب البعض بفتح كل "البلوكات" الجنوبية!

يواجه حزب عقائدي يعمل في الظل أزمة قيادية بعد رحيل معظم قادته المؤسسين وعدم قدرة القيادة الحالية على تقديم رؤية تطويرية، لا سيما بعد تبني تنظيمات اخرى معظم شعاراته الأساسية.

المستقبل

يقال

إنّ عنصر المباغتة والحرفية العالية هو الذي أسهم في النجاح النوعي للمداهمات التي نفّذها الجيش اللبناني في البقاع في إطار الخطة الأمنية التي كانت أُقرّت في مجلس الوزراء.

اللواء

لا يزال وزير شمالي سابق يمنن النفس بإقتراحه مرشحاً وسطياً، بعد فشل تسويق أيّ من المرشحين الأربعة الأقوياء؟

انقطعت الاتصالات منذ فترة بين حزب بارز وتيار شمالي على خلفية المبادرة الرئاسية.

وقَّعت إحدى نقابات المهن الحرة الصحية، عقداً للاستشفاء بـ4 ملايين دولار من دون استدراج عروض!

الجمهورية

قال مرجع سابق إن الحملة التي يشنّها رئيس حزب على مدير عام سببها عدم وقوف الأخير على خاطره.

قال رئيس تكتل أمام زواره إن موقف حليفه الذي أطلقه من صرح ديني أكد ما كان يكرّره سابقاً بأن ما سُمّي بالمبادرة انتهى.

إعتبرت أوساط صدور اول قرار دولي في شان سوريا تطوراً مهمّاً يدفع بالتسوية قدماً، ولكن لا يعني أن طريق الحل باتت سالكة

البناء

حذّرت جمعيات بيئية من تصدير النفايات إلى دولة أفريقية يتمّ تداول اسمها وذلك لعدم انضمام تلك الدولة إلى اتفاقية بازل المتعلقة بتنظيم حركة مرور النفايات عبر الحدود الدولية وشروطها، كما استغربت الأوساط عدم إجراء الحكومة اللبنانية اتصالات حتى الآن مع الدول المرشحة لتصدير النفايات إليها، إذ انّ هذا الأمر يتعلق بالدولة اللبنانية وليس بالشركات التي ستتولى عملية الترحيل، ذلك أنّ ايّ اتفاق من هذا النوع يجب أن يكون رسمياً بين دولة ودولة.

 

صقر يدعي على كل من يظهره التحقيق في مقتل العريف الاسباني جراء قصف اسرائيلي

الأربعاء 30 كانون الأول 2015 /وطنية - أفادت مندوبة الوكالة للاعلام هدى منعم، ان مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، بعدما تسلم التحقيقات الاولية اليوم، ادعى على كل من يظهره التحقيق من ضباط وجنود اسرائليين في جرم اطلاق قذائف على جنوب لبنان واستهداف قوات الطوارىء الدولية مما ادى الى مقتل العريف في الكتيبة الاسبانية في 28 كانون الثاني 2015. واحال الادعاء الى قاضي التحقيق العسكري الاول.

 

ما الذي يدفع "المستقبل" إلى تأييد فرنجيه؟ تعويم الحكومة يملأ الفراغ حالياً

 سابين عويس/النهار/31 كانون الأول 2015

فيما تعيش الحكومة السلامية في عطلة قسرية عززتها عطلة الاعياد التي يمضيها رئيسها في إجازة خاصة خارج البلاد في إنتظار ما ستسفر عنه جهود تعويم الحكومة التي تقررت على طاولة الحوار الوطني أخيراً، تبقى المبادرة الرئاسية محور الحركة السياسية الداخلية في ضوء الموقف الأخير لـ"حزب الله" الذي جدد فيه إلتزامه الاخلاقي حيال العماد ميشال عون، ناسفاً أي حظوظ محتملة لتزخيم مبادرة ترشيح سليمان فرنجيه في المرحلة المقبلة. ما بين كلام رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة أمام مجموعة من الصحافيين عن أن الطرح المتعلق بترشيح فرنجيه لم ينته بعد، وأنه تعرض لفرملة إيرانية أجلت تقدمه، وكلام رئيس المجلس السياسي لـ"حزب الله" السيد إبرهيم أمين السيد الرافض التخلي عن مرشحه العماد عون، بدت المسافة لوصول أحد هذين المرشحين إلى قصر بعبدا أطول بكثير مما كان يعتقده الرجلان. وبدا أن الشغور الرئاسي الذي امتد أكثر من 19 شهراً مرشح لأن يطول أكثر.

تؤكد مصادر مستقبلية ان فرنجيه قد لا يكون الحل المثالي، ولكنه الحل الذي يكسر حلقة الجمود والفراغ، كاشفة أن الخوف من الاسوأ هو الذي أملى هذا الموقف. والاسوأ الذي قصدته المصادر يكمن في التحديات الامنية والسياسية والاقتصادية والمالية التي تتهدد البلاد. لا تسقط المصادر الاجواء القاتمة التي تحوط البلاد وتداعياتها على الداخل، مشيرة إلى أن كل ما رأيناه على صعيد الوضع العربي ليس إلا رأس جبل الجليد، ولا يمكن التقليل من محاذيره وتداعياته على لبنان. لكن المفارقة أن هذا "الاسوأ" الذي يخشاه "المستقبليون" ويدفعهم الى تبني فرنجيه لم يدفعهم إلى اعلان التبني رسميا، الامر الذي وضع الموضوع في دائرة التشكيك والمناورة بالنسبة إلى الفريق الآخر الذي لا يزال يتعامل مع الموقف "المستقبلي" بريبة وعدم ثقة. هل هذا يفتح الطريق أمام مرشح من خارج لائحة الاقطاب الموارنة الاربعة تمهيدا لإنهاء الشغور وإنجاز انتخاب جديد، أو أن الفرملة الايرانية التي تحدث عنها السنيورة تشير إلى أن الافق الرئاسي لا يزال غامضاً؟ تؤكد مصادر سياسية مواكبة لحركة المشاورات الرئاسية الجارية، مجموعة وقائع ستحكم مسار المرحلة المقبلة:

- أولى هذه الوقائع أن الفرملة الايرانية المعطوفة على مناخ إقليمي متشنج جدا تشي بأن الرفض لا يستهدف فرنجيه شخصياً، بل الرئاسة بشكل عام. وأن الرئاسة لا يمكن أن تكون بندا وحيدا في إطار مبادرة يتيمة لا تشمل الرزمة الكاملة التي تحدث عنها الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله.

- ثانية الوقائع أنه ما دام الحريري لم يعلن تأييد فرنجيه رسمياً، فإن هذا الترشيح يبقى ضمن القرار الشخصي لفرنجيه، ولا يختلف فيه عن ترشيح رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع.

- ان الاوان لم يحن بعد للإنتقال إلى البحث عن الرئيس التوافقي، الامر الذي يتطلب تحركاً من بكركي على طريقة "اللي شبكنا يخلصنا" كما يقول مرشح رئاسي وسطي، بعدما حصرت الرئاسة بأربعة. وعلى هذا، يسأل الرئيس السنيورة المقتنع بأن ما أوصل البلاد إلى هذه المرحلة هو الزعماء الموارنة أساسا الذين حالوا دون أي اقتراحات عملية، "هل أمحلت أرحام الموارنة عن وجوه جديدة تخرج الاستحقاق من عنق الزجاجة، كاشفا أن عون تمكن من إحراج كل الموارنة فبات هو من يضع الاجندات؟

- إن التعثر الذي حال دون وصول فرنجيه إلى قصر بعبدا، وقبله عون، يؤكد أن القرار الاقليمي إنجاز انتخاب الرئيس المسيحي لم ينضج بعد. وهذا ما سيحول دون تزخيم الطرح الرئاسي بعد الاعياد ويجعل الجهود السياسية منصبة في اتجاه تعويم الحكومة السلامية.

- هذا التعويم يرمي إلى احتواء المخاطر المتأتية من استمرار الفراغ المؤسساتي تحت وطأة التهديدات الامنية والتحديات الاقتصادية والمالية والاجتماعية.

 

رسالة "حزب الله" من بكركي تُربك مؤيّدي ترشيح فرنجيه

 خليل فليحان/النهار/31 كانون الأول 2015

وجّه "حزب الله" رسالة قوية في صفحتين من بكركي، حول حركة الاتصالات المتصلة بالاستحقاق الرئاسي، والتي كان اطلقها الرئيس سعد الحريري بالاعراب عن استعداده لدعم ترشح النائب سليمان فرنجيه لملء الشغور الذي مضى عليه أكثر من سنة ونصف سنة. تؤكد الصفحة الاولى أن رئيس" تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون هو المرشح النهائي للحزب ما دام مرشحا. اما الثانية فتجزم برفض الحزب التدخل مع الجنرال لإقناعه بسحب ترشحه، أيا تكن الجهة التي تقف وراء ذلك. ولاحظت أوساط قيادية متابعة لهذا الملف أنه للمرة الأولى يعلن الحزب من الصرح البطريركي استمراره في دعم عون، بعد طرح الحريري. وأشارت الى أن هذا الموقف أبعد أي موعد قريب لانجاز الاستحقاق الرئاسي، وجمّد حركة الحريري، حتى ان البعض يعتبرها دفنت، فيما يجاهر مؤيدوها بأنها "حية" وستشهد زخما قويا بحلول 2016. وفي طليعة هؤلاء الرئيس فؤاد السنيورة الذي يفنّد الصفات الجيدة التي يتمتع بها رئيس "المردة" ويعدّد سيئات عون "غير القابلة للتأييد". وأفادت أن لا حاجة بالحريري الى أن يعلن رسميا ترشيح فرنجيه بعدما أعلن نائب زغرتا ذلك شخصيا في مقابلته التلفزيونية. وأوضحت ان المعطيات المتوافرة لديها في شأن حظوظ إنجاز الاستحقاق قاتمة ومتداخلة، منها ما هو داخلي ومنها ما هو اقليمي. يعلم الرئيس نبيه بري ذلك وهو الذي أبدى استعدادا وحماسة لتفعيل جلسات الحكومة التي لم تجتمع إلا مرة واحدة منذ آب الماضي، وفي نظر رئيس المجلس أنه لا يجوز تجميد عمل المؤسسات وعدم معالجة شؤون المواطنين. غير أن فاعليات سياسية لا تشاطره الرأي، وهي ممثلة بوزراء في الحكومة يديرون حقائب وازنة ولا يمكن تجاهلهم او عقد جلسات إذا قرروا التغيب عنها. ووصفت المصادر الحالة الجديدة التي ستظهر خلال الشهر المقبل بأنها ستكون مماثلة للسابقة التي استمرت سنة ونصف سنة. بري يدعو الى جلسات لانتخاب رئيس، ولكن لا تجاوب ولا نصاب. وقد تبين أيضا أن البطريرك الماروني بشارة الراعي عاجز عن جمع الاقطاب الاربعة بسبب الخلافات المستشرية في ما بينهم، ورغبة كل منهم في الترشح. ونقلت عن سفير بارز في "المجموعة الدولية لدعم لبنان" حماسته لمعرفة ما سيحصل في السنة الجديدة وما هو السيناريو المتوقع لمقاربة الاستحقاق الرئاسي. هل يظل عون وجعجع ينتظران ما سيفعله الحريري وفرنجيه ليقررا التحرك؟

 

14 آذار في 2015 : الروح قوي أما الجسد فضعيف تبقى في الضمائر... والأحزاب المتباعدة تتقارب لتبادل الحماية

 ايلي الحاج/النهار/31 كانون الأول 2015

لم تكن 2015 سنة خير على قوى 14 آذار، مراراً أغمي عليها وأفاقت، ومراراً ماتت وعادت الى الحياة وتأرجحت بين بين، وحتى اليوم الأخير في الروزنامة كانت تتنازع على التعامل مع موضوع رئاسة الجمهورية الشاغرة. تجتمع قوى انتفاضة استقلال 2005 التي صنعها الناس بالهتافات والتجمع والأعلام ذات 14 آذار في مناسبات انطلاقتها واحياء ذكرى شهدائها الموزعة على مدار السنة لتعلن كل مرة أنها موحدة الأهداف والتطلعات. في السنة المنطوية لم تتخلف عن عادتها مع أن أمكنة الاحتفالات ما فتئت تضيق وتضيق من الساحات الى القاعات. لا بأس، قال المتطوّعون لمهمة تحويلها نوعاً من أداة عمل جبهوي في الذكرى العاشرة لانطلاقتها. في ظل الكلمات والمواقف القيادية المشددة على التزام المبادئ العليا تحت الشعار الجامع "لبنان أولاً": قيام الدولة وحصرية السلاح بأيدي القوى الشرعية الرسمية والتمسك برسالة العيش معاً ، الشركة المسيحية - الاسلامية، والمناصفة، الحريات والديموقراطية، أي "الطائف" عموماً، والدفاع عن لبنان في وجه "الهجمة الفارسية" على المنطقة ومنها لبنان كما في وجه النظام السوري. ومحكمة دولية لعلها الانجاز الوحيد الباقي والشديد الوضوح لـ14 آذار. اعتقد الساعون الى استعادة الحركة الفاعلية والتأثير في الأحداث أن الظروف نضجت لمأسسة العمل المشترك وانهاء مرحلة الانقطاع عن التفاعل في مستويات أدنى من قيادات سياسية حزبية عليا انتزعت دورها القيادي من دون أي جهد لمجرد أنها مؤطرة ومنظمة، قادرة بامكاناتها على العمل الطويل النفَس، حين أن نَفَس الناس العاديين الذين صنعوا يوم 14 آذار قصير، يقتضي منهم العودة الى اهتماماتهم الفردية بعد التعبير عن الرأي والموقف. وضْع أتاح للأحزاب أن تضع يدها بالكامل على ارث انتفاضة 2005 وقيادة الجماعة والتحدث باسمها، لكنها سرعان ما أخذت تصرف من الرصيد الشعبي الكبير، كل منها لذاتها، وتتنافس في ما بينها على مكاسب وأدوار وأحجام آنية ومستقبلية.

قبل أربع سنوات طُرحت على مراحل فكرة انشاء مجلس وطني لقوى 14 آذار، وكل مرة كانت تؤجّلها عرقلة من جهة مختلفة. لكن الذكرى العاشرة لانطلاقة الحركة بدأت بمؤتمر "ترتيب للذاكرة" عرض لكل ما تعرضت له الحركة وما عاشه اللبنانيون من يوم 14 شباط 2005 لاستخلاص العبَر من الأخطاء والخطايا، والبناء للأيام والسنين الآتية. لكن الحقبة التالية دلّت أن لا أحد كلّف نفسه استخلاص أي عبرة.

فقد اختتمت الذكرى العاشرة ببيان تلاه الرئيس فؤاد السنيورة في "البيال" ختم بالعبارة الآتية: "انشاء المجلس الوطني لقوى 14 آذار اطاراً يجمع الأحزاب والمستقلين والمجتمع المدني بهيئاته كافة وتأليف هيئة تحضيرية، مهمتها اقتراح برنامج عمل 14 آذار للمرحلة المقبلة وصياغة النظام الداخلي للمجلس والدعوة الى مؤتمر عام لاقرارهما في مهلة شهرين". عقدت اللجنة التحضيرية 8 اجتماعات بمشاركة ممثلي الأحزاب بعد توقف لحزب "القوات" عند أسماء المستقلين وادخال تعديلات عليها ليخلص ممثلوه الى تقديم ورقة مختصرة بتواقيعهم يعتذرون فيها عن عدم المشاركة اذا لم ينظّم المستقلون أنفسهم في حزب أو هيئة منظمة لتكون لهم حصة بناء على حجمهم التمثيلي. بقية الأحزاب، "تيار المستقبل" وحزب الكتائب ، كانوا مسهّلين، وفي النهاية قرّ الرأي على أن يكون المجلس خلافاً للغاية منه مقتصراً على المستقلين، بالأحرى "غير الحزبيين" في أدبيات "القوات" لأن لا وجود عملياً لمستقلين بين اللبنانيين، فلكلٍ مرجعيته، ويحصل أحياناً أنه لا يُدرك ذلك. بعد اجتماعات ضئيلة للجنة المحصورة بالمستقلين اجتمعت الهيئة العامة التي اتُفق عليها من المشاركين في مؤتمرات 14 آذار غير الحزبيين، وانتخبت 283 شخصية من المجتمع المدني النائب السابق سمير فرنجيه رئيساً للمجلس الوطني، واستغرقت محاولته جمع اليائسين والمعترضين واللائمين وقتاً غير قصير، ما لبث أن قطعه "حراك مدني" في الشارع جعل فرنجيه يميل أكثر الى الاعتقاد عن خطأ أو صواب أن مزاج الناس العاديين ذهب في اتجاه آخر بسبب من طبيعة في الأحزاب التي تقود 14 آذار تقوم على المحاصصة والحسابات الفئوية بما تستلزم من تنازلات ومناورات والتفافات غير مفهومة على حساب "القضية" مما يبعدها عن الناس وينزع عنها ثقتهم. بعدما طرأت على الساحة السياسية مسألة ترشيح ابن ابن عمه النائب سليمان فرنجيه لرئاسة الجمهورية صار سمير فرنجيه ( مرشح المثقفين للرئاسة على الفايسبوك وتويتر) يجيب سائله عن مجلس مستقلي 14 آذار:"أي 14 آذار؟".

"الروح قوي أما الجسد فضعيف"، لكم تنطبق هذه العبارة البولسية على صانعي انتفاضة غيّرت في تاريخ لبنان ، حرّرته سلماً في لحظة قلّ نظيرها عالمياً. الجسد أداة ستظل تتحرك وتلتقي على رغم كل شيء حتى لو تباعدت أجزاؤه أحياناً وتنافرت، سواء بسبب "قانون أرثوذكسي" للانتخابات النيابية تقول "القوات" انها اضطرت الى التلويح به لجر الشريك الى اعادة نظر في تشبثه بقانون 1960 يبعد المسيحيين كثيراً عن التمثيل الحقيقي في مجلس النواب حيث تُصنع السلطة، فيما "المستقبل" يشكو في كواليسه من جشع على الكراسي النيابية عند "القوات" لا يوقفه حتى واقع أن قوى 8 آذار التي يقودها "حزب الله" ستفوز بغالبية نيابية تتيح لها ادارة لبنان وحدها في حال اعتماد "النسبية". وسواء كان الاختلاف في وجهات النظر مثاره زيارة لدمشق يقوم بها الرئيس سعد الحريري فجأة، وتطرح غيوماً من علامات الاستفهام عند حلفائه، أو شبه تحالف يقدم عليه الدكتور سمير جعجع مع الجنرال ميشال عون تحت تسمية "اعلان نيات" تحوّطاً من "غدرات الزمان"، وصولاً الى تمضية الجنرال عيد ميلاده أمام قالبي كاتو في "بيت الوسط"، ثم تأييد ترشيح سليمان فرنجيه من خلف ظهر "القوات" التي لا يزال رئيسها مرشح قوى 14 آذار الرسمي للرئاسة ... سواء لهذه الأسباب أو غيرها مما يمكن أن يستجدّ في 2016 ستظل الحركة الشعبية التي صنعت انتفاضة الحرية والشهداء حية في ضمائر شعبها، مهما كان جسدها ضعيفاً لأن الروح قوي. وسيبقى الجسد بحكم حاجة كل من أجزائه الى حماية الأجزاء الأخرى، حاجة "المستقبل" الى القوات" و"القوات" الى "المستقبل"، وبينهما ومعهما الكتائب والأجسام الحزبية الأخرى والمستقلون، من خشية كل طرف أن يُعزل بمفرده، فيسهل الانقضاض عليه.

 

اخلاق الميليشيات

محمد عبد الحميد بيضون/فايسبوك/على باب "بكركي"اي مقر البطريركية المارونية التي أُعطي لها مجد لبنان سمعنا درساً في التعامل السياسي "الأخلاقي" والالتزام "الاخلاقي" الذي تزعم الميليشيات المتحكمة بلبنان انه يحكم علاقتها بميشال عون وأنها لن تستجيب لطلب البطريرك بالضغط على عون لكي ينهي مقاطعته هو والميليشيات "الحليفة" لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية. الميليشيات الغارقة في الحروب المذهبية على مستوى المنطقة تتحدث عن "التعامل الاخلاقي". الميليشيات التي أوغلت في الدم السوري وفي تشريد الشعب السوري وتدمير مناطق واسعة من سوريا تتحدث عن "التعامل الاخلاقي ". الميليشيات التي تعتدي يومياً على العيش المشترك وعلى الدستور والقوانين بكل انواع الخروقات من إشعال الحروب الى الأيام المجيدة الى القمصان السود الى التهديد المستمر بإرهاب البلد كله اذا لم يخضع لإرادتها السياسية والأمنية تتحدث عن "التعامل الاخلاقي"صار الفراغ الرئاسي الذي هو اكبر طعنة للشعب والسيادة والعيش المشترك هو صورة السياسة الاخلاقية للميليشيات المهيمنة. مبروك لبكركي هذا الدرس في الأخلاق و نأمل ان يتكرر هذا الدرس مع كل المراجع الروحية التي تعتبرها هذه الميليشيات ناقصة المناعة الاخلاقية وتحتاج لتلقينها هذا الدرس المهم. ولكن غداً سيتوجه سليمان فرنجية الى بكركي وسيسأل على بابها لماذا "التعامل اخلاقي مع عون" وغير اخلاقي مع فرنجية؟ والأهم سيتوجه وفد من الحراك المدني يمثل كل الشعب اللبناني الى بكركي ليسأل لماذا "التعامل اخلاقي مع عون" وغير اخلاقي مع البلد كله ومع حياة المواطن ولقمة عيشه وأمنه ؟

متى تتعلم بكركي ان تقاطع المقاطعين على الأقل لحماية مجد لبنان؟

 

فارس سعيد: ترشيح فرنجية يعرض المسيحيين بشكل خاص للاستهداف

موقع القوات اللبنانية/30 كانون الأول/15/أمل منسق الأمانة العامة لـ14 آذار الدكتور فارس سعيد أمل ان “يُنتخب رئيس جمهورية في العام الجديد وألا تنتقل نيران الحرب إلى لبنان وأن يبقى اللبنانيون على وعيهم”. وأشار سعيد في حديث لـ”المستقبل” إلى ان كلام رئيس المجلس السياسي في “حزب الله” إبراهيم أمين السيد من بكركي الثلثاء هو اوضح كلام من مسؤول رفيع “حزب الله” بدعم رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” العماد ميشال عون ولكن الكلام ليس لائقاً بحق البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وبكركي والكنيسة. ولفت سعيد إلى ان “”حزب الله” يحاول ان يقول انه انتزع ورقة لمصلحته ان رئيس الجمهورية سيكون من “8 آذار” سواء العماد عون او رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية. وأعلن سعيد انه “في “14 آذار” وجهات نظر تبدأ من دعم فرنجية وتنتهي بالتحفظ والاعتراض وانا منهم ولكن اتفقنا ان يبقى الاختلاف محصوراً”، ورأى ان “ترشيح فرنجية يعرض المسيحيين بشكل خاص للاستهداف لصورته كحليف لرئيس النظام السوري بشار الأسد”. واوضح سعيد ان “رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع يجيب عن موضوع ترشيح العماد عون ورأيي اتمنى ان نصل لمرشح توافقي بين الفريقين”، متابعاً: “حجم الدكتور جعجع وطنياً لا يجوز تجاوزه وهو أبدى ملاحظات على ترشيح فرنجية لا تمت لأي موضوع شخصي بصلة وهناك لجان تواصل بين “القوات” و”المردة””. ووجه سعيد “التحية للجيش اللبناني الذي يقوم بأكمل واجباته وأكبر دليل ما قام به الثلثاء في دار الواسعة”، خاتماً: “نتمنى ان تبقى بيروت عاصمة الخير ويلتقي فيها المختلفون من مختلف العرب”.

 

الحوري لـ«السياسة»: إصرار «8 آذار» على السلة لتأخير الاستحقاق الرئاسي في لبنان

بيروت – «السياسة»/31/12/15/انسداد المخارج أمام التسوية الرئاسية أقفل باب الحلول أقله راهناً لمعالجة أزمة الاستحقاق الرئاسي، بعد بروز عقبات داخلية لا يستهان بها وعدم توافر الغطاء الإقليمي الكامل أمام ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، ما يعني إطالة أمد الشغور المتواصل منذ أكثر من سنة وثمانية أشهر، وهو ما ترى فيه البطريركية المارونية كما علمت «السياسة»، مؤشراً بالغ الخطورة سيقضي على ما تبقى من مؤسسات في البلد، في وقت بدأ البطريرك بشارة الراعي يضيق ذرعاً بعجز الأقطاب الأربعة عن التوافق على حل المأزق الرئاسي، سواء بدعم «التسوية الحريرية»، أو بتأييد أحدهم للرئاسة، وإلا فإن استمرار الفراغ سيدفع البطريرك إلى تسمية الأمور بأسمائها والدعوة علانية إلى انتخاب رئيس من خارج هؤلاء الأقطاب، لأنه ما عاد مسموحاً أن يبقى كرسي الرئاسة الأولى شاغراً، لأن كل واحد يريد الرئاسة له، على حساب مصلحة البلد والمسيحيين. وكشفت المعلومات المتوافرة لـ «السياسة»، من مصادر موثوقة، أن البطريرك الراعي رسم صورة متشائمة بشأن الاستحقاق الرئاسي، بعد الكلام الذي سمعه من وفد «حزب الله» الذي زاره أخيراً، حيث رفض الحزب الاستجابة لطلب البطريرك التدخل لدى النائب ميشال عون لتليين موقفه من التسوية المطروحة، ما يعني بقاء الوضع على ما هو عليه من انهيار وتراجع على مختلف المستويات، وهو ما تتحمل مسؤوليته القيادات السياسية في البلد، الأمر الذي قد يدفع بكركي إلى البحث عن خيارات أخرى لإحداث تغيير في المشهد القائم. في هذا السياق، وفيما يتوقع أن يضيء الرئيس سعد الحريري على تفاصيل مبادرته الرئاسية في حوار تلفزيوني في مطلع العام الجديد، وقبل مناسبة 14 فبراير، شدد النائب عمار الحوري على أن النقاش بشأن المبادرة الرئاسية ما زال دائراً، لكن يبدو واضحاً أن إيران لم تعط الضوء الأخضر حتى الآن، لمعالجة الشغور في موقع الرئاسة الأولى، بالنظر إلى حساباتها الإقليمية والمتعلقة بسورية والمنطقة، لذلك تريد استخدام هذه الورقة حتى تتحسن ظروفها التفاوضية.

وقال لـ «السياسة» إن الأمور ما زالت تحتاج إلى بعض الوقت، مؤكداً أن إصرار الفريق الآخر على السلة هو محاولة لتأخير الاستحقاق، مشيراً إلى أن المطروح الآن هو انتخاب رئيس للجمهورية ونقطة على السطر. ونقل نواب آخر أربعاء نيابي العام الحالي، عن رئيس مجلس النواب نبيه بري، أن الاستحقاق الرئاسي يبقى الأولوية في جدول الاهتمامات، داعياً إلى تفعيل عمل الحكومة. وأشار إلى أن المنطقة تشهد تطورات لا يمكن التكهن بنتائجها، موضحاً أن هناك ملامح إعادة رسم خريطة طريق جديدة على أنقاض «سايكس بيكو». وقال إن هذه التحديات تفرض على اللبنانيين التعاطي مع مطلع العام الجديد، بمسؤولية لإنجاز استحقاقات وتحصين المؤسسات والاستقرار العام. وقال بري، إنه سيركز اهتمامه مع بداية السنة الجديدة، على تفعيل عمل الحكومة وتأمين انعقاد جلسات مجلس الوزراء، مؤكداً أن تعطيل البعض لعمل مجلسي النواب والوزراء اعتقاداً منه أنه سيكون العلاج لأزمة الاستحقاق الرئاسي، أثبت بالتجربة أنه علاج غير مناسب، بدليل أنه لم يؤد إلى انتخاب رئيس وأنه عطل مؤسسات الدولة. إلى ذلك، لفت منسق «14 آذار» فارس سعيد إلى أن «حزب الله» يحاول أن يقول إنه انتزع ورقة لمصلحته، أن رئيس الجمهورية سيكون من «8 آذار»، سواء النائب عون أو النائب فرنجية، معتبراً أن ترشيح الأخير يعرض المسيحيين بشكلٍ خاص للاستهداف لصورته كحليف لبشار الأسد، ومشيراً إلى أنه لا يجوز تجاوز حجم رئيس «القوات» سمير جعجع وطنياً، وهو أبدى ملاحظات على ترشيح فرنجية لا تمت إلى أي موضوع شخصي بصلة.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

بويز: فرنجية هو الرئيس الحالي للجمهورية

زينة طبّارة – الأنباء/29 كانون الأول/15

رأى وزير الخارجية السابق فارس بويز ان ما يقوم به الرئيس سعد الحريري لحلحلة ازمة الرئاسة هو اكثر من مبادرة، انه طرح في منتهى الجدية والمسؤولية الوطنية، وناتج عن عدة عناصر رئيسية اهمها المتغيرات الاقليمية والدولية التي لم تعد من وجهة نظر الولايات المتحدة وأوروبا ودول الخليج العربي قابلة للتهاون والتساهل معها، خصوصا بعد ان تمكن تنظيم داعش من الوصول الى كل انحاء العالم نتيجة الاخطاء الكثيرة المرتكبة سواء في العراق او سورية، معتبرا ان تلك المتغيرات جعلت من تنظيم «داعش» الخطر الاول على تلك الدول ورفعته الى اولوية العداء الدولي له بدلا من النظام السوري، من هنا يعتبر بويز ان مع هذا التبدل في الاولويات والمتغيرات الدولية اصبح من غير المستحيل ترشيح شخصية من قوى 8 آذار لرئاسة الجمهورية حتى وان كانت حليفة حزب الله والرئيس السوري بشار الاسد. وعليه، لفت بويز ـ في حديث لـ «الأنباء» ـ الى ان ما كان مستحيلا منذ فترة اصبح اليوم ممكنا، وهو ما جعل الرئيس الحريري يعيد خلط الاوراق والحسابات بدقة وتجرد، بحيث خلص الى طرح ترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية وذلك بعد ان ايقن انه من المستحيل ايصال حليفه رئيس القوات اللبنانية د.سمير جعجع او غيره من مستقلي 14 آذار الى قصر بعبدا او حتى ايصال اي شخصية حيادية لأن الزعماء او الاقطاب الموارنة الاربعة قرروا من عندياتهم في بكركي حصر الترشيحات بهم وحدهم، لافتا الى ان هذا الطرح نال اضافة الى تأييد بري وجنبلاط له، غطاء دوليا واسعا قل نظيره، بما جعل هذا الطرح يتمتع بأكثرية عددية في المجلس النيابي ويستطيع تأمين فوز النائب فرنجية برئاسة الجمهورية، الا ان اعتراض جعجع والعماد عون وتضامن حزب الله مع الاخير رغم تحالفه الاستراتيجي مع فرنجية ورغم علاقته المميزة به، جعل طرح الحريري غير وفاقي ما آل الى جموده وليس الى سقوطه.

ترشح فرنجية «يقتحم» الحوار

وردا على سؤال، لفت بويز الى ان خيار الرئيس الحريري بترشيح فرنجية لم يكن اعتباطيا، انما لاعتبار الحريري ان فرنجية اكثر طراوة واكثر استقرارا من العماد ميشال عون ومن السهل بالتالي التفاهم معه على مروحة كبيرة من المواضيع الداخلية الشائكة والمعقدة، من هنا يؤكد بويز أنه لا بديل حاليا عن طرح الرئيس الحريري، لاسيما ان العماد عون استنفد كل امكانياته للوصول الى الرئاسة، اضافة الى ان هناك استحالة وصول اي من مرشحي 14 آذار او حتى اي مرشح من خارج الاصطفافات السياسية اقله على المدى المنظور. واستنتاجا، يعتبر بويز ان المشكلة تكمن في نوعية التفاهم الذي حصل بين فرنجية والحريري، اي ان يأتي فرنجية من 8 آذار الى رئاسة الجمهورية مقابل الاتيان بسعد الحريري من 14 آذار الى رئاسة الحكومة، علما ان هذه المعادلة غير مرفوضة من قبل الفريقين 8 و14 آذار، الا ان ما جعل حزب الله يتريث في ابداء موافقته عليها هو خشيته من ان يأتي الحريري في ظل قانون الانتخاب الحالي ـ اي قانون الستين ـ بأكثرية نيابية تمكنه من تعطيل دور رئيس الجمهورية تماما كما تعطل دور اميل لحود في ظل حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، ما يعني ان حزب الله يريد تعديل قانون الانتخاب قبل الموافقة على فرنجية. عليه، يعتبر بويز ان سليمان فرنجية بما تمتع ترشيحه من دعم دولي ومن دعم نيابي اكثري هو عدديا الرئيس الحالي للجمهورية، انما رئاسته معلقة الى حين البت بقانون الانتخاب، بمعنى آخر يعتبر بويز ان الحريري عرف كيف يقدم لحزب الله عرضا غير قابل للرفض، لذلك فإن ما يجري البحث به حاليا هو التفاهم حول توازن الحكم من خلال قانون الانتخاب وليس اسم الرئيس الذي بات محسوما من الناحية العددية بأنه سليمان فرنجية، حتى ما اذا تمت معالجة قانون الانتخاب خلال الاسابيع الاولى من العام الجديد لن يعود هناك من عائق امام انتخاب فرنجية رئيسا، والا فلبنان ذاهب الى مزيد من الفراغ قد يتجاوز الستة اشهر اضافية الى حين ان يدرك الجميع ان ما قيل في بكركي عن حصر الرئاسة في الاقطاب الاربعة هو مأزق لابد من الخروج منه والعودة بالتالي الى تسوية كاملة تأتي برئيس للجمهورية وللحكومة من خارج 8 و14 آذار.

 

معلولي : لانشاء انصار للجيش في القرى الحدودية

الأربعاء 30 كانون الأول 2015 /وطنية - اقامت رابطة النواب السابقين حفلها السنوي بمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة في مطعم "تاليران" حضره حشد من الوزراء والنواب السابقين وعقيلاتهم . وفي المناسبة القى رئيس الرابطة نائب رئيس مجلس النواب السابق ميشال معلولي كلمة تقدم فيها من الحاضرين "باطيب التمنيات". كما "سأل الله تعالى ان يحمي لبنان من خطرين وجوديين الاول هو النازحين السوريين والثاني التنظيمات التكفيرية" . واشار الى "التحرك الذي قامت وتقوم به الهيئة الادارية للرابطة لمعالجة هذين الخطرين مع الرؤساء والوزراء المختصين والقيادات الامنية والتي تقضي بدعوة مجلس الجامعة العربية للانعقاد وانشاء صندوق لاقامة مجمعات سكنية، وليس مخيمات، على الاراضي السورية الآمنة بحماية عربية ودولية" . اما فيما يتعلق بخطر التكفيريين، والمثال ما يجري في بلدة عرسال، فطالب "السلطات المختصة بتطبيق القانون الصادر عام 1969 والذي يقضي بانشاء انصار للجيش خصوصا في القرى الحدودية" . وختم بالدعوة الى "اجراء انتخابات نيابية وبالتالي انتخاب رئيس للجمهورية وذلك لاعادة النظام الديموقراطي البرلماني الى لبنان الذي هو الحصن الحصين ، الذي يحفظ لبنان من الثورات والتداعيات التي تفتت بلدان العالم العربي" .

 

ماروني: استبعد الوصول الى حل بشأن مبادرة الحريري

الأربعاء 30 كانون الأول 2015 /وطنية - رأى النائب إيلي ماروني في حديث الى اذاعة "صوت الشعب" أن "الملف الرئاسي يستعد للانتقال الى العام المقبل"، مستبعدا، "في ظل المواقف السياسية الحالية، الوصول الى أي حل حول مبادرة الرئيس الحريري التي اصطدمت بعراقيل عديدة من قبل أطراف في الثامن آذار لناحية إصرار العماد عون على ترشحه ودعم حزب الله له، وهي معطلة أيضا نتيجة تباينات في المواقف بين قوى 14 آذار"، لافتا الى "تناقض في مواقف بكركي برز في اليومين الأخيرين، الذي يعود الى تأثرها بالموقف السياسي المتأرجح بين الرفض المطلق والرفض الجزئي لطرح ترشح النائب سليمان فرنجية للرئاسة".

وأكد ماروني "أن وزراء حزب الكتائب لم يوافقوا على خطة ترحيل النفايات الى الخارج، خصوصا لناحية الغموض في المناقصات وجهة الترحيل والكلفة العالية"، معتبرا ان هذا "الحل هو دليل عجز الحكومة عن حل الأزمات، وبالتالي هي حكومة عاجزة وفاشلة، وهناك حكومات داخل ما يسمى حكومة ، وكل ما يجري بحاجة الى محاسبة شاملة". وحول ما عرف باتفاق الزبداني وحصول عملية انتقال محاصرين في قرى سورية عبر الأراضي اللبنانية، تساءل ماروني "هل كانت الحكومة على بهذا الاتفاق وبآليات تنفيذه"، لافتا الى أنه "كان من المفروض دعوة لعقد جلسة لمجلس الوزراء، بمن حضر، لبحث هذا الأمر لأنه يتعلق بتأكيد سيادة الدولة اللبنانية".

 

المكتب الاعلامي للسنيورة: بعض ما نشر في الصحف أخرج عن سياقه

الأربعاء 30 كانون الأول 2015 /وطنية - صدر عن المكتب الاعلامي للرئيس فؤاد السنيورة، البيان الآتي: "اجرى رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة يوم أمس، جلسة مع مجموعة من الصحافيين والاعلاميين تم خلالها التطرق عبر دردشة وكلام غير مسجل وحديث لم يكن رسميا الى مجموعة من المواضيع المطروحة على الساحة اللبنانية، ويهم المكتب الاعلامي للرئيس السنيورة ان يوضح، انه تبين ان بعض ما نشر في صحف اليوم لم يكن دقيقا وقد أخرج عن سياقه الصحيح".

 

النائب أحمد فتفت من بعد لقاء الرئيس الجميل: حزب الله يريد فرض عون رئيسا

الأربعاء 30 كانون الأول 2015 /وطنية - استقبل الرئيس أمين الجميل، في دارته في بكفيا قبل ظهر اليوم، عضو كتلة المستقبل النائب أحمد فتفت وعرض معه التطورات السياسية في لبنان. بعد اللقاء، قال النائب فتفت: "الزيارة لفخامة الرئيس هي زيارة لصديق كبير لتهنئته بالأعياد، ولتقويم الوضع السياسي وتحديدا موضوع انتخابات رئاسة الجمهورية، فالبلد في حاجة الى رئيس في اسرع وقت على رغم كل المعوقات الإقليمية والدولية التي اصبحت واضحة. نرى ان هناك نية لدى "حزب الله" وايران بإبقاء الفراغ او بفرض شروط ما سمي السلة المتكاملة او الشاملة، وهي تعني عمليا انه لن يكون هناك انتخابات رئاسية في وقت قريب". وطالب ب"أولوية إنتخاب الرئيس بغض النظر عن اي شيء آخر اكان اسمه قانون الإنتخابات او تركيبة حكومية او ترسيخ سيادة الدولة او السلاح غير الشرعي، هذه امور يمكن مناقشتها في ما بعد، فإنتخاب الرئيس موضوع دستوري بحت وليس موضوع سياسي، وكان هناك تلاق في وجهات النظر مع فخامة الرئيس حول هذا الموضوع. وعن تعليقه على موقف "حزب الله" أمس، قال: "إنه موقف يؤكد ما كنا نقوله إن "حزب الله" لا يريد تسوية في الوقت الحاضر، او يريد تسوية بشروطه، يريد ان يفرض او يعين رئيسا للجمهورية هو الجنرال ميشال عون، ويريد ان يرافق ذلك التعيين بشروط أخرى منها السلة المتكاملة. "حزب الله" حزب لبناني له الحق ان يعطي رأيه ولكن ليس له ان يفرض على الأخرين مشيئته، مشيئة النواب هي التي تقرر من ينتخب رئيسا للجمهورية، واذا كان الحزب يريد ان ينتخب عون فالموضوع بسيط، فليأت بالجنرال الى المجلس النيابي ولتكن انتخابات دستورية قانونية كما يجب وعند ذلك ينتخب من تريده الأكثرية النيابية". واعتبر ردا على سؤال "ان الفراغ هو هدف "حزب الله" الأساسي في هذه المرحلة، والإصرار على الجنرال عون هو نوع من التقاء المصالح، من حق الجنرال عون ان يطمح ولكن ليس من حقة ان يعطل الدولة بهذا الشكل، البلد في حال يرثى لها، ونحن بأمس الحاجة لرئيس في اسرع وقت، وإذا كانت هناك مبادرات من جهة فيجب ان يكون هناك مبادرات اخرى وطرح بدائل وعدم الأكتفاء بقول "لا" لأي طرح يقوم به فريق سياسي. وهل البدائل من ضمن الأقطاب الأربعة، أجاب: "هذا الموضوع يعود للجميع، اذا كان الطرح ضمن الأقطاب الأربعة فلا مانع لدينا واذا لم يكن كذلك فيمكن الخروج عنه، انما يجب ان يحصل ذلك على اساس وطني، بمعنى ان يكون هناك امكان لإنتخاب رئيس توافقي تسووي يلتقي ويتوافق مع الجميع، هذا هو موقع رئيس الجمهورية حافظ الدستور ورمز وحدة البلد وهذا ما نريده دائما". وعلى من تنطبق هذه المواصفات، اجاب: "لن اسمي، وقلت هذا الكلام لغبطة البطريرك مار بشاره بطرس الراعي وللرئيس الجميل، ليس لدي اسم لطرح بدائل. هناك الآن افكار بمبادرة كما طرح في ما خص النائب سليمان فرنجيه، واذا كان هناك من رفض لهذه المبادرة، فليكن بالمعنى الإيجابي وليس السلبي، أي ان يطرح من يرفض البدائل الممكنة، ونحن ليس لدينا "فيتو" على احد".

 

حزب الله ينقل 'فيتو' إيراني على فرنجية إلى البطريرك الماروني

العرب/نُشر في 30/12/2015، بيروت – كشف حزب الله أخيرا أوراقه بوضعه “فيتو” على انتخاب النائب سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية على الرغم من أنّ الأخير ينتمي إلى فريق الثامن من آذار الذي يتزعمّه الحزب، إضافة إلى أنّه “صديق شخصي” لرئيس النظام السوري بشّار الأسد. وخرج الحزب بموقفه المعلن من فرنجية عندما زار وفد يضمّ مجموعة من قيادييه البطريرك الماروني بشارة الراعي لإبلاغه التمسّك بترشيح النائب الماروني ميشال عون للرئاسة.

ومعروف أن لا أمل لميشال عون في الوصول إلى الرئاسة، لكنّ التمسّك بترشيحه يعني عمليا إبقاء الموقع شاغرا إلى ما لا نهاية، أقلّه في المدى المنظور. وقال سياسيون لبنانيون إن تمسّك الحزب، المعروف بأنّه تابع كلّيا لإيران، بترشيح ميشال عون يعكس رغبة لدى طهران في تغيير طبيعة النظام في لبنان وذلك قبل السماح بانتخاب رئيس للجمهورية خلفا للعماد ميشال سليمان الذي انتهت ولايته في الخامس والعشرين من مايو 2014 حين غادر قصر الرئاسة في بعبدا. وكان رئيس الوزراء السابق سعد الحريري الذي يعتبر الزعيم السنّي الأبرز في لبنان التقى سليمان فرنجية قبل نحو شهر في باريس واتفقا على ترشيح الأخير لنفسه للرئاسة مؤكدا دعمه له. وأثار ذلك اعتراضات لدى فئات عدة داخل فريق الرابع عشر من آذار، خصوصا أن الحريري لم يأخذ موافقة حلفائه على هذا الترشيح. وبين الذين اعترضوا علنا على الترشيح وزير العدل أشرف ريفي (سنّي من طرابلس) الذي أقام حلفا في العمق مع الدكتور سمير جعجع رئيس حزب القوّات اللبنانية. واستند سعد الحريري، في ما يمكن وصفه بـ”صفقة” عقدها مع سليمان فرنجية، إلى دعم كلّ من نبيه برّي (شيعي) رئيس مجلس النوّاب والزعيم الدرزي وليــد جنبلاط لخيار الإتيان بشخصية مارونيــة من الثامن من آذار. واستهدف هذا الطرح، المدعوم أيضا من المملكة العربية السعودية، اختبار النيّات الحقيقية لحزب الله ومن خلفه إيران، تجاه النظام المعمول به في لبنان، من جهة وإنقاذ مؤسسة رئاسة الجمهورية من جهة أخرى. ويقوم النظام المعمول به في لبنان حاليا، بموجب اتفاق الطائف، على المناصفة بين المسيحيين والمسلمين، فيما يدعو حزب الله إلى مثالثة مسيحية ـ شيعية ـ سنّية، مستندا إلى التغيير الديمغرافي الذي طرأ على البلد في السنوات الثلاثين الأخيرة. وفسّر سياسي لبناني موقف الحزب من ترشيح سليمان فرنجية بأنّه يشير إلى أن إيران لا تزال تعتقد أن من المبكّر انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية وأن ورقة الرئاسة في لبنان يمكن أن تستخدمها في إطار العلاقة التي أقامتها مع الإدارة الأميركية. وأوضح هذا السياسي أن الإدارة الأميركية لعبت، عبر سفيرها السابق في لبنان ديفيد هيل والقائم بالأعمال الحالي ريتشارد جونز، دورا أساسيا في الترويج لسليمان فرنجية رئيسا للجمهورية ودعم هذا الخيار. لكنّ إيران تصرّ، إضافة إلى رغبتها في تغيير طبيعة النظام اللبناني، على أن تكون ممرا إجباريا للرئاسة اللبنانية. وتعتبر طهران أنّه إذا كان الأميركيون جدّيين في ملء الفراغ الرئاسي أو البحث في المستقبل السياسي للبنان، ما عليهم سوى التعاطي المباشر معها في شأن هذا الملفّ وذلك في ضوء تحكّمها بالمفاصل الأساسية للبلد من منطلق أن القوّة الوحيدة القادرة على فرض إرادتها على الأرض هي قوة سلاح حزب الله التابع كليّا لها.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

أميركا تعد عقوبات جديدة على إيران

الحياة/31 كانون الأول/15/قالت مصادر مطلعة اليوم (الأربعاء)، إن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تعد عقوبات جديدة على شركات دولية وأفراد في شأن برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني. من جهتها، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلاً عن مسؤولين أميركيين أن "إدارة الرئيس باراك أوباما تستعد لفرض عقوبات على نحو 12 شركة وفرداً في إيران وهونغ كونغ والإمارات لدورهم في تطوير برنامج إيران للصواريخ الباليستية". وأضافت الصحيفة أن "مسؤولين أميركيين بارزين قالوا الثلثاء إن وزارة الخزانة تحتفظ، بموجب الاتفاق النووي، بحق إدراج كيانات إيرانية في قائمة سوداء بسبب مزاعم عن مشاركتها في تطوير الصواريخ، وكذلك من يدعمون الإرهاب الدولي وانتهاكات حقوق الإنسان". وذكر فريق من مراقبي العقوبات أن "إيران خالفت قرار مجلس الأمن الصادر في تشرين الأول (أكتوبر)، عندما أجرت تجربة لإطلاق صاروخ قادر على حمل رأس نووية"، ما دفع أعضاء الكونغرس للدعوة إلى فرض مزيد من العقوبات على طهران.

 

لماذا يحاول إعلام ايران تضليل مصير سليماني؟

العربية/30 كانون الاول 2015/ تقوم وسائل الإعلام الإيرانية منذ حوالي شهر ونصف، بنشر أخبار متناقضة، حول مصير قائد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، والذي أصيب بمعارك حلب من خلال استهداف سيارته بصاروخ تاو، في حلب شمال سوريا، في 14 نوفمبر الماضي، الأمر الذي فسره مراقبون بأنه يأتي في إطار التضليل الإعلامي للحيلولة دون الكشف عن حقيقة وضع سليماني، الذي يرقد تحت العناية المشددة بمستشفى في طهران، حسب مصادر المعارضة الإيرانية. وفي هذا السياق، نشرت قناة "العالم" الإيرانية الناطقة بالعربية، مقطع فيديو مأخوذا من قناة "الإعلام الحربي لحركة النجباء" التابعة لميليشيات "حزب الله العراق"، يظهر فيه قائد فيلق القدس وهو يخطب باللغة العربية وسط حشد من الميليشيات في مدينة حلب. ولم تذكر القناة تاريخ الفيديو للإيحاء بأن المقطع جديد، ولتوحي بأن سليماني حي يرزق، لكن صورا سابقة لنفس المشهد وأنباء قديمة سبقت إصابة سليماني تظهر أن الشريط يعود إلى النصف من الأول من شهر نوفمبر، أي قبل إصابة قائد فيلق القدس بأيام، حيث كان سليماني يخطب وسط حشد من الميليشيات العراقية من حزب الله العراقي الملقب بـ"النجباء" بعد عملية اقتحام قرية "الحاضر" في جنوب حلب، التي سقطت في يد النظام السوري والميليشيات الحليفة له. وكانت المعارضة السورية أكدت إصابة سليماني و3 ضباط معه بصاروخ تاو ورجحت أن سليماني وجميع من كان معه في سيارة لقوا مصرعهم. وحاولت وسائل إعلام الحرس الثوري الإيراني، خلال هذه الفترة، التكتم على مصير سليماني، وروجت في أواسط ديسمبر الحالي بأنه سافر إلى موسكو والتقى الرئيس الروسي. غير أن المتحدث باسم الكرملين، نفى ما ذكرته مصادر إيرانية عن زيارة قاسم سليماني، إلى موسكو، ولقاء الرئيس الروسي. وكان غياب قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، عن حضور كلمة مقررة له أواسط ديسمبر، في جامعة بهشتي، بالعاصمة طهران عززت الشكوك حول مصيره. وما زاد الشكوك حول احتمال وفاة سليماني متأثرا بجروحه، في مستشفى بطهران، تعيين الحرس الثوري قائدا جديدا لقواته في سوريا وهو العميد محمد جعفر أسدي، خلفا للجنرال حسين همداني، الذي قتل في أكتوبر الماضي، وذلك بعد ما كان سليماني يقود المعارك بشكل مؤقت حتى إصابته واختفائه عن الساحة في 14 نوفمبر الماضي.

 

المقاومة تواصل تقدمها في الجوف.. ومقتل قيادي في ميليشيات التمرد بغارة للتحالف في مأرب وسقوط طائرة بحرينية في جازان والسعودية تعترض صاروخاً للحوثيين

صنعاء – «السياسة»/31/12/15/أعلن التحالف العربي الذي تقوده الرياض ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، أمس، تحطم مقاتلة مشاركة في عملياته تابعة للقوات الجوية البحرينية في جنوب السعودية بسبب خلل فني ونجاة طيارها. ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن بيان لقيادة التحالف «نجاة طيار من القوة البحرينية المشاركة في التحالف بعد سقوط طائرته من نوع اف-16 في منطقة جازان إثر خلل فني». وأكدت القيادة العامة للقوات المسلحة البحرينية تحطم الطائرة، مشيرة إلى «التحقيق» في أسباب ذلك. وذكرت وكالة الأنباء البحرينية في بيان، أن «القيادة العامة لقوة دفاع البحرين تعلن عن سقوط إحدى طائراتها التابعة لسلاح الجو الملكي البحريني من نوع اف – 16 أثناء قيامها بواجبها الوطني بالدفاع عن حدود السعودية في الحد الجنوبي للمملكة». وأضافت أنه «تم إنقاذ قائد الطائرة وهو بحالة صحية جيدة، حيث لا تزال التحقيقات جارية لكشف أسباب الحادث». كما أعلنت قيادة التحالف العربي، أمس، أن قوات الدفاع الجوي السعودي اعترضت صاروخاً بالستياً تم إطلاقه من الأراضي اليمنية باتجاه مدينة جازان جنوب المملكة. وذكرت قيادة قوات التحالف في بيان، أن القوات الجوية دمرت مباشرة منصة إطلاق الصاروخ التابعة للانقلابيين التي تم تحديد موقعها داخل الأراضي اليمنية. إلى ذلك، أكدت مصادر قبلية في محافظة الجوف شمال شرق اليمن لـ»السياسة» أن نحو 100 قتيل وجريح من المقاومة والجيش الوطني الموالي للرئيس عبد ربه منصور هادي ومن ميليشيات الرئيس السابق علي صالح والحوثي سقطوا في المعارك التي دارت بينهما أول من أمس، وانتهت بسيطرة المقاومة على موقع سدبا العسكري الستراتيجي، حيث وقع العشرات من الميليشيات أسرى في يد المقاومة. وأوضحت المصادر أن سيطرة المقاومة على هذا الموقع وهو في إطار مديرية الحزم، منحها أفضلية الزحف صوب منطقة المتون والسيطرة على أجزاء منها ثم التقدم باتجاه معسكر حام الذي تسيطر عليه الميليشيات في شمال مديرية المتون والشمال الشرقي لمديرية الزاهر، بعد أن كانت المقاومة سيطرت على مناطق عدة بمديريتي الغيل وخب والشعف. وتوقعت استكمال المقاومة السيطرة على ما تبقى من مناطق في محافظة الجوف خلال أيام قليلة، فيما قتل القيادي الحوثي صالح الزايدي وثلاثة من مرافقه وأصيب آخرون في غارة جوية للتحالف العربي بمنطقة رحب غرب مدينة صرواح بمحافظة مأرب. في سياق آخر، شن القيادي في المقاومة عبد الستار الشميري هجوماً شديداً على الحكومة برئاسة نائب الرئيس خالد بحاح، متهماً إياها بأنها لم تقدم شيئاً لأبناء تعز. وقال الشميري لـ»السياسة» إن هذه الحكومة باتت جزءاً من المشكلة وليست جزءاً من الحل وهي تتآمر على أبناء تعز مثلها مثل الحوثيين وصالح. وأضاف إن «الحكومة لم تقدم معونات إغاثية لأبناء تعز ولم تهتم بمستشفياتها المدمرة والعشرات يموتون بسبب عدم جاهزية المستشفيات لعلاج الجرحى والمرضى، كما أن هذه الحكومة لم تقدم شيئاً لصالح الخدمات في تعز منذ نحو ستة أشهر». ولفت إلى أن قائد المقاومة الشعبية في محافظة تعز حمود المخلافي وآخرين من قيادات المقاومة كلفوا من قبل هادي بإعادة ترتيب تقدم المقاومة من اتجاه منطقة الشريجة بمحافظة لحج والضباب نحو مدينة تعز لتطهيرها من الميليشيات بعد استكمال تدريب آلاف المقاتلين من أبناء تعز في قاعدة العند الجوية. وأوضح أن أبناء تعز كما بدأوا المهمة فإنهم سيكملونها لتحرير مدينتهم من الميليشيات بدعم المقاومة الجنوبية وقوات التحالف. وجاء موقف الشميري غداة معارك عنيفة بين المقاومة والميليشيات في جبل الصبر بمنطقة الشقب قتل فيها 14 من الميليشيات وأصيب 20 آخرون، فيما قتل ستة من المقاومة.

 

دمشق تعتقل معارضين عضوين في هيئة التفاوض بالرياض

31/12/15/دمشق – أ ف ب: اعتقلت السلطات السورية، أمس، اثنين من اعضاء هيئة التنسيق الوطنية عند الحدود مع لبنان، أثناء توجههما الى الرياض للمشاركة في اجتماع تعقده الهيئة العليا للتفاوض المنبثقة عن اجتماع المعارضة الأخير. وقال أمين سر هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي، ابرز مكونات معارضة الداخل المقبولة من النظام، يحيى عزيز، «أوقفت السلطات السورية الزميلين أحمد العسراوي ومنير بيطار عند نقطة الحدود السورية اللبنانية خلال توجههما لحضور اجتماع الهيئة العليا للتفاوض في الرياض، وتم اقتيادهما الى جهة مجهولة». ووصف عزيز اعتقالهما بـ»الاجراء غير الطبيعي ممن يريد الحل السياسي»، معتبراً أن «من يريد الحل السياسي لا يقدم على هذا العمل». ودانت هيئة التنسيق في بيان، اعتقالهما، مطالبة «بالافراج الفوري عنهما»، ومعتبرة أن «هذا الإجراء التعسفي يتعارض مع الجهود السياسية التي يدفع بها المجتمع الدولي ومجموعة العمل الدولية وتقويضاً لقرار مجلس الأمن 2254 لعام 2015 لإنجاز حل سياسي تفاوضي». وأشارت إلى أن العسراوي وبيطار هما عضوان في «الهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة السورية» التي انبثقت عن اجتماع لأطياف المعارضة السورية، السياسية والعسكرية، استضافته الرياض في 9 و10 ديسمبر الحالي، وتضم نحو ثلاثين عضوا. وكان العسراوي وبيطار في عداد نحو مئة شخصية شاركت في هذا المؤتمر الذي انتهى بإعلان ممثلي المعارضة موافقتهم على التفاوض مع النظام، لكنهم طالبوا برحيل الرئيس السوري بشار الأسد مع بدء أي مرحلة انتقالية.

 

واشنطن: الغارات الروسية بسورية تسببت بمقتل مئات المدنيين ونزوح 130 ألفاً وظام الأسد أعلن أن قواته دخلت الشيخ مسكين في درعان

31/12/15/عواصم – وكالات: أعلنت واشنطن أن وزير الخارجية الاميركي جون كيري أعرب لنظيره الروسي سيرغي لافروف خلال مكالمة هاتفية، عن قلقه ازاء مقتل «مئات المدنيين» في الغارات الجوية «العشوائية» التي تشنها الطائرات الروسية في سورية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر، مساء أول من أمس، إن «الغارات الجوية الروسية في سورية قتلت مئات المدنيين بمن فيهم مسعفون واصابت مراكز طبية ومدارس واسواقا تجارية»، مشيراً إلى أن واشنطن استقت هذه المعلومات من «منظمات للدفاع عن حقوق الانسان ذات صدقية». وأضاف تونر، خلال مؤتمر صحافي، إن كيري تحادث هاتفيا مع لافروف الإثنين الماضي وأعرب له عن بواعث القلق هذه، وأبلغه أن الولايات المتحدة «قلقة» ازاء «الهجمات العشوائية على بنى تحتية ومراكز طبية ومدنيين». وأكد تونر أنه اضافة الى القتلى فان نحو 130 الف سوري اضطروا للفرار من منازلهم بين مطلع أكتوبر ومنتصف نوفمبر الماضيين، وذلك خصوصا بسبب الغارات الروسية التي تكثفت في هذه الفترة. في سياق متصل، أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل نحو 2300 شخص ثلثهم من المدنيين جراء الغارات التي تشنها روسيا في سورية منذ ثلاثة أشهر. وأشار المرصد إلى توثيق مقتل 2371 مدنيا ومقاتلا منذ 30 سبتمبر حتى فجر أمس، جراء آلاف الضربات الجوية التي استهدفت محافظات سورية عدة منذ بدء موسكو حملتها الجوية المساندة لقوات النظام منذ 30 سبتمبر الماضي. ويتوزع القتلى بين 792 مدنيا سورياً، ضمنهم 180 طفلاً (دون 18 عاما) و116 سيدة، بالاضافة الى 1579 مقاتلا، بينهم 655 عنصراً من تنظيم «داعش» و924 مقاتلا من الفصائل الاسلامية والمقاتلة وبينها «جبهة النصرة» (ذراع تنظيم القاعدة في سورية) و»الحزب الاسلامي التركستاني». ميدانياً، أعلن الجيش السوري أن قوات الرئيس بشار الأسد دخلت مدينة خاضعة لسيطرة المعارضة في محافظة درعا جنوب سورية، أمس، في هجوم قال عناصر بالمعارضة المسلحة انه كان مدعوما بأعنف حملة قصف جوي روسية في الجنوب. وذكر الجيش في بيان، أن قواته موجودة في الساحة الرئيسية بمدينة الشيخ مسكين وسيطرت على الاحياء الشرقية والشمالية بالمدينة التي تقع على طريق امداد رئيسي من دمشق الى درعا. وأكد مصدر من مقاتلي المعارضة، أن القوات دخلت إلى مشارف المدينة. إلى ذلك، ذكر مصدر عسكري سوري، أن سلاح الجو السوري، دمر مقرات لـ»داعش» في أرياف حمص وحماة ودير الزور. ونقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن المصدر قوله إن وحدات من الجيش والقوات المسلحة تواصل تقدمها على محور الشيخ مسكين بريف درعا الشمالي، وتتقدم داخل المدينة على محاور عدة وصولا إلى منطقة الدوار والمساكن العسكرية. وأضاف المصدر إن «وحدة من الجيش دمرت راجمة صواريخ لداعش وقتلت طاقمها في بلدة الحراك بريف درعا».

 

كلينتون: اضطهاد «داعش» للمسيحيين واليزيديين إبادة جماعية

31/12/15/واشنطن – رويترز: أعلنت المرشحة الديمقراطية المحتملة للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون أن عنف تنظيم «داعش» ضد المسيحيين والأقلية اليزيدية العراقية والأقليات الدينية الأخرى في الشرق الأوسط إبادة جماعية. وقالت كلينتون في نيوهامبشير بشأن قتل «داعش» للمسيحيين واليزيديين والمسلمين الأكراد والأقليات الدينية الأخرى في المنطقة أول من أمس: إن الإبادة «كمصطلح يحمل في طياته أهمية قانونية وهذا مفهوم مهم للغاية وتسمية لسلوك يستحق هذا الاسم». وأضافت: «لدينا ما يكفي من الأدلة التي تفيد بأن ما يحدث من (داعش) إبادة جماعية تهدف إلى تدمير أرواح ومحو وجود المسيحيين والأقليات الدينية الأخرى». ويستهدف «داعش» ويقتل أصحاب الديانة اليزيدية وهي واحدة من أقدم الديانات في العراق، إضافة إلى المسيحيين والأقليات الدينية الأخرى في المناطق التي تسيطر عليها في الشرق الأوسط.

 

العبادي يتفقد الرمادي ويرفع العلم العراقي غداة تحريرها وفرار 300 من مناطق يسيطر عليها «داعش»

31/12/15/بغداد – وكالات: تفقد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مدينة الرمادي بعد إعلان الجيش استعادتها من تنظيم «داعش»، حيث انتشر في المدينة مئات المقاتلين من أبناء العشائر السنية ليحلوا مكان قوات مكافحة الإرهاب فيها. ووصل العبادي أول من أمس، على متن طائرة مروحية إلى الرمادي الواقعة على بعد 100 كيلومتر غرب بغداد، وهي كبرى مدن محافظة الأنبار التي تعرضت إلى دمار كبير بسبب الحروب غداة إعلان الجيش العراقي تحريرها من «داعش». وزار القوات العراقية المنتشرة في الرمادي وأثنى على جهودها، كما زار أسر كانت محاصرة هناك. ونشر مكتب العبادي على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» صورة يظهر فيها رئيس الوزراء وهو يرفع العلم العراقي في المدينة المحررة محاطاً بعدد من القادة العسكريين ورجال الامن. إلى ذلك، انتشر في الرمادي أول من أمس، المئات من المقاتلين من أبناء العشائر السنية المنضوية في إطار فصائل الحشد الشعبي. وقال قائد عمليات الأنبار اللواء الركن سعيد المحلاوي إن «500 مقاتل من أبناء العشائر في الحشد وصلوا إلى قاطع شمال الرمادي للمشاركة بعمليات عسكرية لاستعادة جزيرة الرمادي والإمساك بالمناطق المحررة هناك». وأضاف إن «هذه القوات تم توزيعها في مناطق البوفراج والجرايشي والزوية وطريق البوذياب القديم شمال الرمادي إلى جانب تواجد قوات الجيش في هذه المناطق لحمايتها». من جهته، قال قائد مقاتلي العشائر في قوات الحشد شمال الرمادي اللواء طارق يوسف العسل إن «مقاتلي العشائر تم تدريبهم في قاعدة الحبانية وتم تجهيزهم من قبل وزارة الدفاع بالسلاح والعتاد، وبالبدلات العسكرية والدروع من حكومة الأنبار». إلى ذلك، أعلن المقدم في الجيش العراقي عبد الرحمن الجبوري أن نحو 300 شخص فروا خلال الأسبوع الماض من مناطق يسيطر عليها «داعش» في مدينة الموصل شمال العراق إلى مناطق خاضعة للقوات الحكومية. وقال الجبوري في تصريح صحافي إن «نحو 300 شخص بينهم أطفال، ونساء تمكنوا من الفرار من مناطق جنوب شرق الموصل خلال أسبوع وسلموا أنفسهم للقوات الأمنية المشتركة». وأشار إلى أن الأشخاص الذين يفرون من المناطق الخاضعة لسيطرة «داعش» يعرضون حياتهم للخطر لأنهم يسلكون طرقاً مزروعة بـ»العبوات الناسفة»، إضافة إلى أن فشلهم في الفرار سيعرضهم لعقوبات من التنظيم ربما تصل للإعدام. وأوضح أن السكان يفرون من هذه المناطق لأنهم يتوقعون هجمات وشيكة عليها من قبل القوات العراقية وبالتالي تحولها لساحة معركة. من جهة أخرى، أكد العبادي ورئيس إقليم كردستان العراق مسعود برزاني، أمس، ضرورة خروج القوات التركية من العراق بشكل عاجل لأنها توجد من دون موافقة الحكومة الاتحادية. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه العبادي من برزاني وبحثا فيه الوجود العسكري التركي في شمال العراق والمكتسبات الأخيرة للجيش العراقي ضد «داعش». في سياق متصل، أعلن وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري أن بلاده ستتحرك من خلال جامعة الدول العربية إلى مجلس الأمن لطلب سحب القوات التركية، مؤكداً أن أحداً لا يستطيع كسر إرادة العراق. وقال الجعفري في مؤتمر صحافي عقده، أمس، بمقر وزارة الخارجية ببغداد إنه أبلغ الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بأن ينقل إلى مجلس الأمن الأجماع العربي المطالب بسحب القوات التركية.

 

واشنطن تتنصت على نتانياهو رغم وعدها بالحد من نشاطات التجسس

31/12/15/واشنطن – أ ف ب: تنصتت الولايات المتحدة على اتصالات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، رغم أنها وعدت بالحد من تجسسها على حلفائها بعد فضيحة وكالة الأمن القومي. وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» في عددها أول من أمس، أن أوباما وجد «أسباباً قاهرة تتصل بالأمن القومي» تبرر الإبقاء على التجسس على بعض القادة بمن فيهم نتانياهو والرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما وعد قبل عامين بالحد من التجسس على قادة الدول الحليفة، وذلك إثر الكشف عن برنامج تجسس واسع النطاق مارسته وكالة الأمن القومي الأميركي في العالم أجمع ولم يوفر زعماء الدول. وأشارت إلى أن أوباما أمر بأن توقف وكالة الأمن القومي مراقبتها لاجهزة التنصت المزروعة لاعتراض اتصالات ومراسلات قادة دول حليفة، وأن تبقي قادة آخرين تحت مجهر المراقبة المشددة، مضيفة إن الإدارة الأميركية اختارت على الأرجح عدم نزع الأجهزة الإلكترونية المزروعة للتنصت على الاتصالات في الخارج، بسبب صعوبة إعادة زرعها عند الحاجة إليها. من جانبه، لم ينف البيت الأبيض ما أوردته الصحيفة التي استندت في روايتها إلى مسؤولين في الإدارة الأميركية لم تنشر أسماءهم، لكنه في المقابل شدد على عمق العلاقات الأميركية-الإسرائيلية. وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي «نحن لا نقوم بنشاطات استخبارية تستهدف الخارج إلا إذا كانت هناك مصلحة محددة تبرر ذلك مرتبطة بالأمن القومي، هذا الأمر ينطبق على المواطنين العاديين كما على زعماء العالم»، مضيفاً إن «أوباما قال تكراراً إن التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل مقدس». بدوره، رفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والمتحدث باسم وزارة الخارجية في القدس التعليق على المعلومات. من جهة ثانية، نفت الحكومة الإسرائيلية أول من أمس، ان تكون صادقت على مشروع توسع استيطاني في المنطقة «إي 1»، الشديدة الحساسية بالضفة الغربية المحتلة، وذلك غداة إعلان منظمة مناهضة للاستيطان عن خطة لبناء اكثر من ثمانية آلاف وحدة سكنية في هذه المنطقة القريبة من القدس. وذكر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان، أن وزير الإسكان في حكومة نتانياهو السابقة أوري أرييل صادق بالفعل على خطط لبناء وحدات سكنية بين القدس ومستوطنة معالي أدوميم ضمن المنطقة المصنفة «إي 1» في الضفة الغربية المحتلة، لكن هذه المصادقة ليست ذات قيمة قانونية، لأنها تتعدى صلاحياته.

 

12.37 مليون عدد الفلسطينيين في العالم

31/12/15/رام الله – الأناضول: أعلن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أمس، أن عدد الفلسطينيين في العالم، بلغ مع نهاية العام 2015، نحو 12.37 مليون نسمة. وأوضح أن عدد الفلسطينيين في العالم يبلغ نحو 12.37 مليون فلسطيني، بينهم 4.75 ملايين داخل أراضي السلطة الفلسطينية (الضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة)، و1.47 مليون فلسطيني داخل إسرائيل، ونحو 5.46 ملايين في الدول العربية، و 685 ألف في بقية دول العالم، مضيفاً إن نحو 2.90 مليون يعيشون في الضفة الغربية (تشمل القدس)، و1.85 مليون في قطاع غزة. وذكر أن نسبة السكان اللاجئين من مجمل السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، تبلغ نحو 42.8 في المئة. وأشار إلى أن عدد الفلسطينيين داخل أراضي فلسطين التاريخية (الضفة الغربية وقطاع غزة وإسرائيل) يبلغ نحو 6.22 ملايين مع نهاية العام الجاري، في حين يتوقع أن يبلغ عدد السكان اليهود 6.34 ملايين، بحسب إحصاءات رسمية إسرائيلية.

 

إيران تتحدى القرارات الدولية بالصواريخ الباليستية

31/12/15/أعلن نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، أن قواته استلمت أحدث صاروخ باليستي من طراز «عماد» تم إنتاجه داخل إيران»، وذلك في تحد واضح للقرارات الدولية التي تحظر طهران من إنتاج الصواريخ الباليستية بعيدة المدى أو تلك القادرة على حمل رؤوس نووية.

ونقلت وكالة «تسنيم» عن سلامي تأكيده أن «هذا الصاروخ هو النسخة المطورة لصاروخ «قدر»، ويعد أول صاروخ إيراني بعيد المدى يجري التحكم به عن بعد». وأكد سلامي أن هذا الصاروخ الباليستي الذي يعمل بالوقود الصلب واختبرته إيران قبل نحو ثلاثة اشهر، ويصل مداه إلى 1700 كيلومتر، سيستخدم خلال المناورات المقبلة لقوات الحرس الثوري. وكان فريق من مراقبي العقوبات في الأمم المتحدة أعلن أن إيران انتهكت قرار مجلس الأمن الدولي في أكتوبر الماضي باختبار إطلاق صاروخ «عماد» القادر على حمل رأس نووي، ما أدى إلى دعوات في الكونغرس الأميركي، لفرض عقوبات إضافية على طهران.

وذكرت لجنة خبراء تابعة لمجلس الأمن الدولي في تقرير سري أن إطلاق الصاروخ عماد يشكل انتهاكاً من جانب إيران للفقرة التاسعة من قرار مجلس الأمن 1929».

 

روسيا تبدأ إرسال أنظمة «إس 300» الصاروخية لإيران

31/12/15/موسكو – الأناضول: أعلن نائب رئيس الوزراء الروسي ديمتري روغازين أن بلاده بدأت بإرسال أنظمة الدفاع الجوي الصاروخي من طراز «إس 300» إلى إيران. وقال روغازين في تصريحات لقناة «روسيا-24» التلفزيونية، أمس، إن الاتفاق الموقع بين روسيا وإيران بشأن بيع أنظمة «إس-300»، يفتح الباب أمام فرص جديدة بين البلدين، مضيفاً «يتم تطبيق الاتفاق والتسديد والتسليم أيضاً». وكانت موسكو وطهران وقعتا في العام 2007، اتفاقاً تقوم روسيا بموجبه ببيع منظومة «إس 300» إلى إيران، فيما اعترضت إسرائيل والولايات المتحدة على الاتفاق. وأعلنت موسكو، عقب قرار مجلس الأمن الدولي حظر بيع السلاح إلى إيران العام 2010، تعليق الصفقة من جانب واحد، إلا أن طهران رفعت دعوى قضائية بتعويض قيمته أربعة مليارات دولار إلى المحكمة الدولية رداً على القرار الروسي. وعادت مسألة منظومة الصواريخ الدفاعية إلى أجندة البلدين مجدداً، لدى زيارة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو لإيران، في يناير الماضي، قبل أن يوقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أبريل الماضي، مرسوماً يقضي برفع الحظر عن توريد منظومات «إس 300» لطهران. يشار إلى أن «إس- 300»، هي منظومة دفاع جوي صاروخية بعيدة المدى روسية الصنع أنتجت من قبل شركة «ألماز للصناعات العلمية»، وللمنظومة إصدارات عدة، وصمم النظام لقوات الدفاع الجوي السوفيتية لردع الطائرات وصواريخ كروز، وطورت بعدها إصدارات أخرى مضادة للصواريخ البالستية.

 

«الحرس الثوري» أطلق صواريخ قرب سفن حربية أميركية في الخليج

البحرين: حراك برلماني للاعتراف بالأحواز دولة عربية تحتلها إيران

31/12/15/عواصم – وكالات: وافق 40 عضواً في البرلمان البحريني على مذكرة قدمها خمسة من زملائهم إلى رئاسة المجلس، تدعو إلى الإعتراف بالأحواز دولة عربية محتلة من قبل إيران. وذكرت وسائل إعلام عدة، أمس، أن المذكرة دعت إلى اعتبار الأحواز واحداً من الأقطار العربية التي تقع شرق الوطن العربي، واصفة شعبها بأنه «عربي يخضع للاحتلال الإيراني». واتهمت المذكرة طهران بممارسة البطش والظلم في الأحواز، مستغلة غياب الدور العربي والظروف الإقليمية والدولية، التي تهدد تماسك الأمة وتحاول تفريقها. وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني في البرلمان البحريني عبد الله بن حويل، إن المذكرة تعكس تطلعات الشعب الأحوازي لإنقاذه من الظلم والجور الذي تمارسه إيران على مدى عقود. وأضاف إن هذا التحرك يمثل بداية لنقل صوت الأحوازيين للعالم، وإبراز ما يعانونه من استعباد وإقصاء». وأشار بن حويل، أحد النواب الخمسة الذين قدموا المذكرة، إلى أن «ما يجري في الأحواز من إعدامات يومية تقوم على أحكام ظالمة تجسد محاولة مفضوحة للنظام الإيراني لتخويف الأحوازيين من النطق بالصوت، ورفع المطالب الشرعية، الأمر الذي نتكلف به وسنحمله على كاهلنا بشكل دائم ومستمر، بل وسنطالب بتحرك عالمي لمنح الأحوازيين حق تقرير المصير». ولفت إلى أن «الدول العربية والإسلامية مطالبة بتحقيق منظومة عمل تكاملي للتحرك من خلال الإقليم لوضع أطر أولية للتحرك بكل المحافل الدولية وبشكل دائم ومستمر لانتشال الشعوب الأحوازية ولانتشال أراضيها من الاستعمار الإيراني المستبد». ورحب رئيس حركة «النضال العربي لتحرير الأحواز» حبيب جبر بمبادرة البرلمان البحريني، قائلاً إن «المذكرة التي تقدم بها النواب البحرينيون للبرلمان للاعتراف بالأحواز دولة عربية محتلة تعتبر استجابة سريعة لتوصيات مؤتمر حركة «النضال العربي لتحرير الأحواز» الأخير في كوبنهاغن، كما أن هذه الخطوة تعتبر نقلة نوعية في مسيرة قضيتنا العادلة وستحفز البرلمانات العربية الأخرى على اتخاذ خطوات مماثلة لها». من جهة أخرى، أعلن متحدث باسم الجيش الأميركي، أول من أمس، أن الحرس الثوري الإيراني أطلق صواريخ قرب حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وسفينتين حربيتين كانت في طريقها لدخول الخليج السبت الماضي، مشيراً إلى أنه أعطى اخطارا قبل هذا العمل «الاستفزازي» بفترة وجيزة. وذكرت محطة ان.بي.سي نيوز نقلا عن مسؤولين عسكريين أميركيين لم تذكر أسماءهم، أن قوات الحرس الثوري الايراني كانت تجري مناورة بالذخيرة الحية وأن حاملة الطائرات الاميركية «هاري ترومان» كانت على بعد نحو 1500 متر من أحد الصواريخ. وأضافت «ان.بي.سي نيوز» «لم تكن الصواريخ موجهة صوب ترومان والسفن الاخرى، كانت فقط بالقرب منها». وقال المتحدث باسم القيادة المركزية الاميركية كايل رينز، إن «سفن عدة تابعة للحرس الثوري أطلقت صواريخ على مقربة من السفن الحربية وقرب حركة الملاحة التجارية بعد أن قدمت اخطارا مسبقا قبل 23 دقيقة فقط». وقال رينز في رسالة بالبريد الالكتروني إن «هذه الأفعال استفزازية للغاية وغير آمنة وغير مهنية وتشكك في التزام ايران بأمن ممر مائي حيوي للتجارة الدولية». وأضاف رينز إن «حاملة الطائرات الأميركية هاري ترومان كانت في طريقها لدخول الخليج عبر مضيق هرمز في عملية مرور روتينية مع سفينتين حربيتين (المدمرة الأميركية باكلي وفرقاطة فرنسية) من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لدعم الضربات الجوية ضد متشددي تنظيم داعش في العراق وسورية عندما وقع الحادث». وأكد أنه «في حين أن معظم التداخلات بين القوات الايرانية وقوات البحرية الأميركية مهنية وامنة وروتينية فإن هذه الواقعة ليست كذلك وتتعارض مع الجهود الرامية لضمان حرية الملاحة والسلامة البحرية في المناطق العالمية المشتركة».في سياق متصل، أشار خبراء في الأمم المتحدة، إلى أنّ اختبار طهران لصواريخها، يعدّ خرقاً للعقوبات المفروضة عليها، من قِبل مجلس الأمن الدولي.

 

السيسي مطمئناً المصريين: أتفهم القلق من سد النهضة ولن أضيعكم

31/12/15/القاهرة – وكالات: أعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، عن تفهمه لقلق المصريين بشأن أزمة سد النهضة الإثيوبي، مشيراً إلى حرصه على مصالح الاثيوبيين مثل الشعب المصري. وقال السيسي في كلمة بثها التلفزيون المصري بعد تدشين مشروع زراعي لاستصلاح مليون فدان في مدينة الفرافرة بمحافظة الوادي الجديد في غرب مصر، إنه يتفهم قلق المصريين لأن «المياه مسألة حياة أو موت، مضيفاً «إننا نتعامل مع هذه المسألة مثل ما اتفقنا مع أشقائنا الإثيوبيين منذ البداية لأنهم يريدون أن يعيشوا كما نحن نرغب في ذلك نعيش ولابد أن نحقق المصالح المشتركة بيننا». وبعد أن طمأن مواطنيه، أكد السيسي أن مفاوضات سد النهضة تسير بشكل جيد، مشدداً على أنه «لم يضيع المصريين من قبل لكي يضيعهم مرة أخرى، ولن يضيعهم». وجاء قول السيسي غداة اختتام اجتماعات الخرطوم أول من أمس، التي استمرت ثلاثة أيام، وقع خلالها وزراء الخارجية والموارد المائية في كل من السودان ومصر وإثيوبيا، وثيقة تضمنت عدداً من الاتفاقيات بشأن السد. وستتوالى اجتماعات لجان فنية ووزارية في يناير وفبراير المقبلين. في سياق منفصل، قرر محافظ شمال سيناء اللواء عبد الفتاح حرحور، أمس، رفع درجة الاستعداد في جميع أجهزة ومرافق المحافظة ومديريات الخدمات بها، وذلك لمواجهة الظروف الجوية. وقال حرحور في تصريحات صحافية إنه تم رفع درجة الاستعداد على مستوى غرفة العمليات الرئيسية والغرف الفرعية ومجالس المدن ومديريات الخدمات والأجهزة المعنية بالمحافظة في مواجهة الظروف الجوية وخصوصاً الامطار الغزيرة والسيول. وكانت أجزاء كبيرة من محافظة شمال سيناء تعرضت لسقوط أمطار غزيرة ليل أول من أمس، كما شهدت مدن المحافظة بالكامل انخفاضاً ملحوظاً في درجات الحرارة. قضائياً، قررت محكمة جنايات القاهرة، أمس، تأجيل محاكمة 215 إرهابياً من عناصر جماعة «الإخوان» الإرهابية إلى جلسة 17 يناير المقبل في قضية اتهامهم بتشكيل مجموعات مسلحة باسم «كتائب حلوان» لتنفيذ عمليات عدائية ضد أفراد وضباط الشرطة ومنشآتها وتخريب الأملاك والمنشآت العامة خصوصاً أبراج ومحولات الكهرباء. وجاء قرار التأجيل لحين حضور المتهم القيادي في الجماعة محمد وهدان من محبسه، بعد أن تبين للمحكمة عدم حضوره نظراً لتزامن موعد الجلسة مع مثوله كمتهم في قضية أخرى.

 

المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

«حزب الله» وبدعة أرض «الجهاد» في سوريا

 علي الحسيني/المستقبل/31 كانون الأول/15

لم يعد الصراع في سوريا شأناً داخلياً محضاً، فالأدوار هناك تطورت وتبدلت طبقاً لظروف فرضها النظام السوري ومعه «حزب الله« بتوجيه إيراني قضت بتحويل الخلافات داخل هذا البلد من صراع بين نظام مستبد يفرض ظلمه منذ خمسين عاماً، وبين شعب توّاق الى الحريّة سعى يوم أتاحت له الظروف للتعبير عن رأيه، الى الخروج إلى الشارع ليرفع صوته في وجه جلاّده، قبل أن يُواجه بآلة قتل تفنّنت بالفتك فيه ولوّنت أيامه بلون الدماء. أمس تناقلت بعض الوكالات والصحف خبر مقتل نجل رجل الدين الداعية عمر بكري فستق في العراق خلال مشاركته في القتال ضمن تنظيم الدولة الاسلامية، أثناء قيادته مجموعة قتالية كانت تقود هجوماً ضد «الحشد الشعبي» في محافظة صلاح الدين شمال العاصمة بغداد. إلا ان الخبر لم يقف عند هذا الحد، فذكر أن ابنا آخر لفستق يُدعى محمد كان قد قُتل أيضاً منذ أشهر عدّة، أثناء قتاله في صفوف التنظيم نفسه في مدينة حلب السورية تحت مُسمّى «الجهاد». قد يندرج خبر مقتل الشقيقين فستق وغيرهما من الشبان في سوريا اليوم، ضمن الأخبار العادية التي يتم تناقلها بشكل يومي عبر وسائل الإعلام المحلية والعالمية. هذا في الشق الظاهر من الموضوع، لكن من ناحية أخرى فهناك من يسأل عن السبب الذي جعل هذين الشابين يغادران موطنهما الثاني بريطانيا ويتوجهان للقتال في سوريا تحت راية «الجهاد» وعن الأسباب التي تحمل شبانا آخرين إلى سلوك الطريق نفسه أي طريق الموت، على الرغم من طابع حياة الرفاهية التي كانوا يعيشونها قبيل توجههم إلى الموت بأرجلهم. «العنف لا يولّد إلّا العنف». مقولة تحقّقت وتطابقت مع الواقع السوري منذ أكثر من أربع سنوات، لكنها تكاثرت اليوم وأصبحت ظاهرة مُبرّرة لدى البعض خصوصاً إذا ما قورنت بالأفعال التي يُمارسها النظام وحلفاؤه بحق الشعب السوري حيث الأغلبية السنيّة المغلوب على أمرها منذ حكم حافظ الأسد وصولاً إلى زمن نجله اليوم والذي فاق والده ببطشه وظلمه واجرامه. من هنا تؤكد مصادر في الثورة السوريّة أن بشار الأسد ومن ورائه النظام الإيراني و»حزب الله»، كان لهم الدور الأبرز في تحويل سوريا كلها من وطن أراد شعبه تحريره بالحناجر والهتافات والطرق السلمية، إلى أرض للجهاد بعد ممارساتهم القمعية تحت شعارات مذهبية متعددة كإدعائهم حماية المراقد مروراً بتهجير أهالي قرى معروفين بإنتمائهم المذهبي والتنكيل بهم، ووصولاً إلى التقسيمات الديموغرافية على غرار ما حصل بالأمس في مدن «الزبداني» و»الفوعة» و»كفريا» وما سيلحقها في كل من مدينتي «نبّل» و»الزهراء». وفي ما خص توافد ما يُسمّى «المجاهدين» إلى سوريا كما حصل مع الاخوين فستق، توضح المصادر بأن أكثر من ثلثَي السُنّة في سوريا لم يكونوا يجيدون استعمال السلاح بشكل فعّال، ولم يكونوا في الأصل يتوقعون أن تصل الأمور بينهم وبين النظام إلى هذا المستوى من التقاتل بالسلاح. لكن النظام ومعه حلفاؤه أوصلوا الوضع الى هذا الحد من التدهور من خلال ممارساتهم التعصبية والمذهبيّة بحيث إحتلوا المساجد ودمّروا بعضها واستباحوا الحرمات وهتكوا الأعراض، وهذه أمور كُلّها موثّقة بالوقائع والصور، ولذلك إستبشر معظم هذا الشعب خيراً بقدوم «المجاهدين» إلى بلدهم ظنّاً منهم أنهم سيُعينونهم على دحر المحتل، لكنهم وقعوا بين سندان «الجهاد» ومطرقة النظام وحلفائه. وتختم المصادر بالقول ان «الأغلبية السورية والتي تنتمي إلى فئة محددة، ظلّت بعيدة عن العسكر والسلاح في الدولة خلال حكم ال الأسد حيث كان يتم الهاؤها بتحصيل لقمة عيشها وتحديداً في الأرياف. لكن في المقابل كانت مناطق أخرى محسوبة على النظام سواء سياسياً أو مذهبيّاً، تنعم بازدهار تجاري إن لناحية التهريب على الحدود اللبنانية - السورية أو لجهة تجارة الأسلحة التي كانت بمثابة جوازاً رسمياً يسهّل لقاطنيها الاحتفاظ بأي قطعة سلاح يريدونها داخل منازلهم من دون أن تتجرأ السلطات على محاسبتهم أو حتى مساءلتهم«.

 

تمسُّك "حزب الله" بترشيح عون معناه أنه لا يريد رئيساً للجمهورية بل يريد إسقاطها

 اميل خوري/النهار/31 كانون الأول 2015

ما معنى أن يُعلن وفد "حزب الله" برئاسة السيد ابرهيم أمين السيد جازماً من بكركي وبالفم الملآن التمسّك بترشيح العماد ميشال عون للرئاسة ورفضه طلب تنحّيه؟ أفليس هذا معناه أن الحزب لا يريد انتخاب رئيس للجمهورية إنما إسقاط الجمهورية تمهيداً لإقامة جمهورية جديدة على أنقاضها وبدستور جديد بديل من دستور الطائف أو معدلاً تعديلاً جوهرياً ولا سيما في ما يتعلق بتوزيع الصلاحيات على السلطات الثلاث بحيث يكون أكثر انصافاً وعدالة ومساواة بين الطوائف الثلاث الكبرى لان ايران ترى أن الطائفة الشيعية مغبونة في هذا التوزيع؟ فلو أن "حزب الله" يريد فعلاً انتخاب رئيس للجمهورية لكان نوابه نزلوا إلى مجلس النواب وخاضوا المعركة منافسين به أي مرشح آخر. لكن الحزب، على ما يبدو، يواصل تنفيذ مخطط إدخال لبنان في فراغ شامل وقاتل، فهو يكتفي بتأييد ترشيح العماد عون من جهة ويمتنع نوابه من جهة أخرى عن حضور جلسة الانتخاب لتعطيل نصابها، وتالياً تعطيل انتخاب أي مرشّح بالقول إن الحزب لن يطلب من العماد عون التخلّي عن الترشّح حتى للحليف النائب سليمان فرنجيه، ولا حتى حصر المعركة بين عون وفرنجيه لئلا يفوز أحدهما، والحزب لا يريد ذلك بل يريد إسقاط الجمهورية لتحقيق الغاية التي يسعى إليها، أو تمكين إيران من بيع ورقة الانتخابات الرئاسية برفع العقوبات عنها أو إبقاء الشغور الرئاسي إلى حين يفرض الأمر الواقع اجراء انتخابات نيابية قبل الرئاسية وعلى أساس قانون يضمن الفوز لمرشّحي الحزب وحلفائه، فينتخب عندئذ الرئيس الذي يلائمه ويرتاح إلى سياسته. أما إذا حصل العكس فان الأكثرية النيابية التي يكون قد فاز بها الحزب وحلفاؤه كافية للتحكّم بقرارات ومواقف أي رئيس والتحكّم بتشكيل الحكومات وقراراتها وتقرير مصير المشاريع في مجلس النواب.

وإذا كان "حزب الله" قد وافق على التمديد لمجلس النواب مخالفاً حتى موقف حليفه العماد عون، فلأن الأكثرية في المجلس الحالي ليست أكثريته كي يستطيع تأمين الفوز لمرشّح مقبول منه. لذلك كان لا بد من العمل على ابقاء الشغور الرئاسي الى أن يصبح لا مفر من اجراء انتخابات نيابية قبل الرئاسية تنفيذاً لمخطط الحزب بدافع من ايران. وإذا كان الحزب قد عاد عن تعنّته في التوصل الى تشكيل حكومة الرئيس تمام سلام وباشارة من ايران والقبول بتسوية سهّلت تشكيلها، فلكي تنتقل اليها صلاحيات رئيس الجمهورية ويكون الحزب قادراً ومن معه على استخدام هذه الصلاحيات وفق ما يشتهي وإلا أصبحت الحكومة مهدّدة بالسقوط، وهذا ما يعجّل في إحداث الفراغ الشامل الذي تخشاه قوى 14 آذار فتضطر الى تقديم مزيد من التنازلات إرضاء للحزب وتجنباً لسقوط لبنان في فراغ قاتل. وإذا كان الكلام قد عاد حول وجوب تفعيل عمل الحكومة وعمل مجلس النواب فان هذا يؤشر الى أن لا انتخابات رئاسية في المدى المنظور بل انتخابات نيابية قد تأتي نتائجها لمصلحة الحزب وحلفائه فيكون له عندئذ حكم كل السلطات والمؤسسات في لبنان. ولبلوغ ذلك، فان "حزب الله" سيخيّر قوى 14 آذار بين القبول بقانون للانتخاب يؤمن للحزب ولحلفائه الأكثرية أو مواجهة الفراغ الشامل في كل المؤسسات...

والسؤال المطروح هو: كيف على قوى 14 آذار أن ترد على مخطط "حزب الله" وايران، لا بل كيف ينبغي أن يرد الأقطاب الموارنة الأربعة على هذا المخطّط الرهيب الذي يبقي رئاسة الجمهورية شاغرة إلى أجل غير معروف؟

إن الرد الدستوري والديموقراطي يكون بدعوة النواب المقاطعين لحضور جلسة انتخاب الرئيس تأميناً للنصاب بصرف النظر عن موقف "حزب الله" وأجندته الاقليمية. وتأمين النصاب يتم بقرار يصدر عن العماد عون بدعوة نواب "تكتل التغيير والاصلاح" الى حضور الجلسة ودعوة النائب سليمان فرنجيه ونوابه أيضاً الى حضورها لانتخاب رئيس للجمهورية وفقاً لما نص عليه الدستور وما يقضي به النظام الديموقراطي. هذا إذا كان القادة ولا سيما منهم الموارنة يريدون أن يبقى لبنان أكبر من كل زعيم وأكبر من كل حزب وكل طائفة، وإلا تحمّل عون وفرنجيه تحديداً، إذا ما استمرا في مقاطعة جلسات الانتخاب، مسؤولية تمكين "حزب الله" من تنفيذ أجندته الاقليمية ولو على حساب مصلحة لبنان واللبنانيين وحتى على حساب مصلحة ما تبقّى من الوجود المسيحي في المنطقة ولا سيما في لبنان... إلا إذا كان مطلوباً تصغير لبنان لتصغر أزماته الداخلية والخارجية لأن تكبيره كبَّر هذه الأزمات.

 

للتاريخ ...

علي حماده/النهار/31 كانون الأول 2015

أخذ عليّ أصدقاء كثر تشاؤمي في المقالة السابقة، وعنوانها "2016 بتشاؤم"، إذ لم أر فيها بارقة، استنادا الى ما تتركه لنا السنة التي تحزم حقائبها اليوم. فهي تخلّف أزمات وملفات كبيرة بقيت عالقة، بل إنها ازدادت تعقيدا. وأخذ عليّ بعضهم قتامة توقعاتي بالنسبة الى السنة المقبلة، معتبرين ان بارقة الامل تبقى في الاستقرار النسبي الذي يحظى به لبنان منذ مدة، بعكس الدول المحيطة من العراق الى سوريا حيث حمامات الدم. ردّي للتاريخ، أنني كنت معتدلا في تشاؤمي في المقالة السابقة. فأنا تحدثت عن أزمة لبنان بشكل عام ولم أذهب أبعد من الحديث عن الامور التي بقيت معلقة حتى يومنا، مثل رئاسة الجمهورية، ومؤسسات الدولة الرئيسية. لم اتحدث عن لب الازمة اللبنانية التي أرى أنها تتعدى إشكالية النظام الطائفي اليوم. ففي هذه اللحظة التاريخية لم يعد ممكنا البحث عن حلول جدية من خلال إتمام الاستحقاق الرئاسي، ولا من خلال إقرار قانون انتخاب جديد، ولا حتى من خلال البحث في استكمال تطبيق اتفاق الطائف أو الذهاب أبعد لتغيير النظام اللبناني نحو شيء من الفيديرالية التي يحلم بها البعض. يقيني أن لبنان يواجه اليوم أزمة وجودية تتعلق بوجود إحدى طوائفه مسلحة ومؤدلجة على نحو يجعل منها مصدر تهديد لوجود بقية الطوائف. هذه هي الحقيقة المرة التي ينبغي الاعتراف بها بعيدا من التفاهمات والتسويات التي لا تلامس عمق الازمة اللبنانية. في اختصار شديد: لن يكون لبنان بلدا آمنا لابنائه اليوم ولا في أي يوم ما دام مشروع "حزب الله"، التنظيم الفاشيستي المذهبي العسكري والمخابراتي قائما. نقول ذلك لنذكر من ينبغي تذكيرهم بأننا أمام مشروع نسف لبنان، وتحويل أبنائه من رعايا الدولة الجامعة الى رعايا الدويلة. من هنا اقتناعنا الراسخ بأن انتخاب رئيس جديد، أيا يكن، لن يشكل في أحسن الاحوال أكثر من فسحة "اوكسيجين" ضيقة لا أكثر. لا يمكن بناء وطن لجميع اللبنانيين في ظل السلاح غير الشرعي الذي يمتلكه "حزب الله"، ولا يمكن إنقاذ مؤسسات الدولة، ولا التفكير في بنائها في ظل سلاح موجه عمليا نحو صدر كل لبناني ولبنانية، باعتباره سلاحا لا يخدم سوى وظيفة اقليمية، أحد وجوهها تحويل لبنان الى ولاية تابعة لـ"ولاية الفقيه". إن السياسة الواقعية التي تتطلب التفكير في يوميات اللبنانيين الاساسية مهمة جدا، ولكن على اللبنانيين، ولا سيما الاستقلاليين، وهم الغالبية العظمى، ألاّ ينسوا الحقائق المُرة التي تمنع قيام وطن، والتي تجعل من لبنان بلدا يعيش دائما وأبدا في حالة حرب اهلية باردة. لهذا السبب وحده أقول، ونحن على عتبة 2016، إن الصورة قاتمة وستبقى قاتمة، ولن تلوح بارقة أمل قبل سقوط مشروع الدويلة وانحياز جمهور لبناني عريض الى حياة وطنية مدنية مشتركة سوية، قائمة على المساواة في الخضوع للدستور والقانون والمؤسسات

 

تسوية أوباما الفاشلة للمنطقة

إيلـي فــواز/لبنان الآن/30 كانون الأول/15

التسوية التي تحدّث عنها بعض الصحافيين تبريراً لاستراتيجيات ولاءاتهم السياسية كانت وما زالت أقرب إلى التمنيات منها الى الواقع. فليس في الأفق أية ملامح تشي أن الأفرقاء الإقليميين من إيرانيين وسعوديين وصلوا إلى تلك النقطة التي تدفعهم للجلوس حول طاولة مفاوضاتٍ ما. كل ما هو مطروح اليوم هو تصوّر للرئيس الأميركي باراك أوباما حول التسوية الممكنة للمنطقة.

فما هو تصور أوباما للحل؟

أولاً اعتمد أوباما في استراتيجيته الشرق الأوسطية الانسحاب من المنطقة التي دخلها سلفه الرئيس جورج بوش عسكرياً، تبعاً لتوصيات لجنة بايكر هاملتون التي أُوكلت بمهام رفع تقرير للإدارة الأميركية حول العراق والتي شملت المنطقة ككل. كما اعتمد أيضاً مبدأً عبّر عنه بأشكال عديدة وهو عدم استئثار الولايات المتحدة بفرض حلول، وبالتالي إشراك كل الدول المعنية بالنزاعات القائمة بالشرق الأوسط، أو بكلامٍ آخر التخلي عن لعب دور شرطي العالم، مع العلم ان الفراغ الذي خلقه انسحاب الأميركي من المنطقة لم و لن تستطيع ملئه أية دولة، روسية ام ايرانية، من دون ان ينتج عنه كوارث. من هذا التصور الذي كوّنه أوباما بدأت رحلة الانفتاح على ايران، والتي أدت الى توقيع الاتفاقية النووية، والتي كانت ايضاً من نتائجها تحرير ايران من الحصار الدولي المفروض عليها لتصبح شريكاً أساسياً وفاعلاً ضمن المنظومة الاقليمية. ان واضحاً أوباما في تعبيره عن هذا التوجه عندما أكد الصحافي جفري غولبرغ ان هناك تغييرات طرأت على المنطقة وفاجأت كثيرين، معتبراً ان التغيير دائماً مخيف. لم يكتفِ أوباما بالإشارة إلى التغيرات التي بدأت تظهر نتائجها على مواقف ادارته من الصراعات القائمة، والتي كانت تصب كلها لصالح اعداء حلفائه التقليديين، بل حثّ حلفاءه من دول الخليج بالاهتمام بمشاكلهم الداخلية التي قال عنها انها أهم من المشاكل الخارجية التي يواجهونها. يؤمن اوباما ان المشاكل الداخلية هي نتيجة عداء جزء من الشباب للانظمة، ونسبة البطالة العالية، ووجود ايديولوجية مدمرة، ليستنتج ان اكبر خطر على تلك الدول لا يأتي من ايران بل من غضب الشعوب على حكامها.

اما اكثر ما كان ملفتاً في تصور اوباما حول نظرته الى التطرف السنّي ام التطرف الشيعي، هو قوله ان ايران الشيعية تتعامل مع الامور بمنطق و عقلانية، وتضع مصالحها في ميزان الربح و الخسارة. وبذلك يتهم الدول العربية بعدم الرضوخ للعقلانية في تعاملاتها السياسية، متناسياً الظلم الذي تعرضوا له وما زالوا في العراق وسوريا واليمن ولبنان.

لم يخفِ يوماً أوباما انحيازه لإيران. من التراجع عن معاقبة الاسد، الى فتح ابواب المتوسط لروسيا، مروراً بمحاربة الارهاب "السنّي" حصراً، وصولاً الى اعترافه بوجوب المحافظة على مصالح الايرانيين والروس في سوريا في مؤتمره الصحفي الأخير، ومن ضمنها بقاء بشار الاسد لفترة انتقالية غير محددة زمنياً.

طبعاً هناك ما هو غير معلن في السياسة المتّبعة من قبل ادارة البيت الابيض، كالضغوط الممارسة على تركيا والمملكة العربية السعودية والاردن من اجل وقف دعمهما عن الفصائل الثورية في سوريا، وقد يدخل اغتيال زهران علوش في هذا السياق. باختصار اوباما استطاع ان يحوّل بفعل انحيازه لإيران منطقة الشرق الاوسط الى فلوجة اخرى مضاعفة المساحة. يريد أوباما من الدول العربية بكل بساطة الاعتراف بمناطق نفوذ ايرانية في المنطقة، في سوريا كما هو الحال اليوم، او في اليمن حيث يتصاعد الخلاف بين الادارة الاميركية والمملكة العربية السعودية حول الضربات الجوية. يريد لأقلية ان تتحكم بمصير الاكثرية، كما يريد لتلك الاكثرية ان تحصر اهتماماتها بمحاربة داعش واية حالة تعتبرها الولايات المتحدة وايران وروسيا ارهابية. و في هذا الكثير من ظلم لن يجلب اي سلام للمنطقة.

 

 "اعلان النوايا": العام 2016 للرئاسة "القوية"

كبريال مراد /جنوبية/الأربعاء 30/12/2015

"منذ الثاني من حزيران 2015، بات من الصعب استفراد المسيحيين في المعادلة الداخلية ببعديها السياسي والدستوري". هي قناعة ركني "اعلان النوايا"، أي "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية". فهذا الاعلان الذي بدأ كحاجة، تحوّل مع الوقت الى قناعة مشتركة لاستعادة الدور والحضور وتحقيق الشراكة التي وحدها تؤمن التوازن في النظام والحكم والدولة. مع نهاية العام، تكون قد مرّت ستة اشهر على ولادة الاتفاق بين حزبين وجماعتين فرّقت بينهما سنوات الحرب، ووضعت اعوام السلم كلا منهما على طرف نقيض مع الآخر. ومع التسليم والتسلّم المرتقب هذه الأيام بين عام يمضي بملفاته الشائكة، وآخر يطل باستحقاقاته التي ليست أقلّ تعقيداً، تؤكد معلومات "المدن" أن العيدية التي يحضّرها "اهل الإعلان" لن تتأخّر، لا بل انها ستسبق إطفاء شمعته الأولى بأسابيع. منذ اللحظة الأولى، شكّل الإعلان مفاجأة كبرى. كثيرون شككوا بإمكان حصوله. وبعد اتمامه، كثيرون شككوا باحتمال استمراره. ولكن الأيام والاسابيع والاشهر مضت لتثبت انه صيغ بحذر وتأن ليدوم لاشهر، لسنة، لسنوات، وأكثر، وفق المتفائلين. في الواقع، كثيرة هي الحركة هذه الأيام على خط الرابية - معراب. وابتعادها عن الاعلام لا يأتي الاّ في سياق "فن الصمت" المقصود، بينما تؤكد معومات "المدن" ان "الشغل ماشي" بين الجانبين بتأن، خصوصاً أن "ما قبل الإعلان ليس كما بعده"، وكذلك الامر بالنسبة لما يعمل عليه راهناً، بحيث لن يكون التعاطي مع الاستحقاق الرئاسي بالأسلوب نفسه المتّبع منذ 25 أيار 2014.

يتجنّب المعنيون حتى اللحظة الدخول في التفاصيل، علماً أن القليل مما يتسرّب يوحي بأن معادلة "إما عون وإما جعجع" ستكون ممراً الزامياً لانهاء الشغور. وهل يمكن ان يرشّح رئيس حزب "القوات"، رئيس تكتل "التغيير والإصلاح"؟ الإجابة لدى الجانبين تختصر بالتالي: "الأكيد أن أخذ المسيحيين بالمفرق لم يعد وارداً، اللعب على التناقضات بات من الماضي. فالتيار والقوات انتقلا من التباعد الى التنسيق، وهذا المسار بدأ ولن ينتهي الاّ بما يضمن تصحيح ما نجم من خلال التطبيق المعتور للطائف، على ما جاء في ورقة النيات".

على الرغم من أن المسيحيين يحييون هذه الأيام زمن عيد الميلاد، الاّ أن زوار النائب إبراهيم كنعان يسمعون منه كلاماً عن القيامة. ويقول لـ"المدن" إنه "على اللبنانيين عموماً، والمسيحيين خصوصاً ان لا ينتظروا معاينة الجراح على غرار توما ليصدقوا ان المسيح قام، بل من الأولى بهم أن يشاركوا في صناعة فعل قيامة المجتمع. فالقضية ليست مشروعاً انتخابياً، بل رغبة مشتركة تفتح يديها للجميع لتصحيح الخلل ضمن العائلة الوطنية". اما الزارع الثاني في حقل اعلان النيات، مسؤول جهاز الإعلام والتواصل في "القوات" ملحم الرياشي فيؤكد لـ"المدن" أن "هذا الإعلان بدأ كورقة فتحوّل وثيقة، واهم ما فيه انه عكس على الأرض رغبة مجتمع كامل بالوحدة، وبالحق في الاختلاف". اليوم يبدو الرياشي مطمئناً لمسار الإعلان "والاحداث تبرهن يوماً بعد يوم أهميته، والأيام المقبلة في العام 2016 ستثبت ذلك اكثر فأكثر".

متى سيلتقي عون وجعجع؟ سؤال يحمل مفاتيح اسراره كنعان والرياشي. الأكيد ان اللقاء الثاني سيحصل، ولن يكون لمجرد الصورة التذكارية، بل قد يؤسس لتاريخ يؤرّخ اللحظة بتداعيات كثيرة على المستقبل، خصوصاً في ضوء تأكيد كنعان والرياشي لـ"المدن" أن العام الطالع سيكون سنة الرئاسة القوية.

 

جعجع للحريري: لا مبرر لبقائك خارج لبنان

ربيع سلامة/جنوبية/ 30 ديسمبر، 2015

منذ إعلان الرئيس سعد الحريري مبادرته لترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، انتهج رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع نهجاً مغايراً في تعاطيه مع حليفه الاستراتيجي، فرضت مبادرة الحريري تغييراً جوهرياً على أداء جعجع وأهدافه. في وقت يحمّل بعض قوى 14 آذار لجعجع مسؤولية تضعضع هذه القوى، كما حمّلوه مسؤولية فرط المجلس الوطني الذي كان من المقرر تشكيله، وذلك كبيعة مساء لصالح تعزيز حواره مع النائب ميشال عون ولإنجاز ورقة إعلان النوايا. وبعد أن هاجم جعجع مستقلي 14 أذار، واصفاً إياهم بغير المتمتعين بتمثيل شعبي، إبان جلسة تشريع الضرورة في مجلس النواب. لكن، ما لا شك فيه، أن تسوية فرنجية حشرت جعجع في الزاوية، لذلك، سار في خطّين متوازيين، الأول حمل راية 14 آذار، والثاني تعزيز تقاربه مع عون. سريعاً، رد جعجع على مبادرة الحريري بموقف مرتفع السقف، معلناً التمسك بخيارات وثوابت ثوة الأرز، لافتاً إلى أن أحدالا يستطيع إنهاءها لأن هناك دماء بذلت في سبيلها، في كلامه هذا كانت الرسالة المراد توجيهها إلى الحريري واضحة، “أنا من يحمل لواء 14 آذار”، وقد استفاد جعجع من غياب الحريري على مدى سنوات من تعزيز حضوره السياسي في وجدان شرائح جمهور هذا الفريق، إذ أن النظرة العامة لبيئة القوى السيادية كانت تنظر إليه كممثل وحيد عنها والناطق الأوحد باسمها، خصوصاً أنه رفض منطق المساومات والبازارات والتنازلات. أما على صعيد تعزيز علاقة القوات بالتيار الوطني الحرّ، فقد استفاد جعجع منها، لقطع الطريق على مبادرة الحريري، وبالتالي لعرقلة وصول فرنجية إلى بعبدا، فلوّح بأنه إذا مضى الحريري بخياره، فإنه سيلجأ إلى ترشيح عون للرئاسة، عملياً ووفق ما تشير مصادر متابعة، فلا يمكن لجعجع أن يتبنى ترشيح عون، بل هذا يبقى في إطار التهديد لوأد المبادرة، خصوصاً أن رأس مال جعجع السياسي هو مصداقيته، وبالتالي بحال اختار ترشيح عون، يعني ضرب لمصداقيته ولمشروعه وهذا ما لا يريده. وتؤكد المصادر، أن ما يشير إلى استحالة ترشيح جعجع لعون، هو مشاركته في ذكرى الشهيد محمد شطح، “فلو أراد أن يسير بعون، لم يكن ليشارك في هذه الذكرى، لأن السير بعون يعني الخروج على مبادئ 14 آذار، التي يصرّ جعجع على تأكيد تمسّكه بها.”

لقاء سمير جعجع وميشال عون

يؤشر حراك جعجع إلى معركة تنافسية يخوضها مع الحريري، فبعد أن أصبح قائد ثورة الأرز، ورافع راية 14 آذار، ها هو ينافس الحريري على جمهوره، إذ أن جزءاً كبيراً من السنّة يرفض مبادرة الحريري وسياساته التنازلية، ويعبّر عن إعجابه بثبات قائد القوات، واستمراره في المواجهة على الرغم من كل الصعوبات، وهذا ما يعيه جعجع ويستثمر فيه، إن في ذكرى شطح، التي أضافت مشاركته فيها نكهة خاصة لدى جمهور المستقبل، أو عبر تحركاته الدائمة باتجاه أكثر من منطقة على الرغم من التهديدات الأمنية، وهو بذلك يوصل رسالة إلى الحريري بأن لا مبرر لوجوده في الخارج، لأنه ليس مهدداً أكثر منه، وها هو يصول ويجول في المناطق. وكانت لافتة، مشاركة مسلمين، في آخر إحتفال نظمته القوات لتسليم بطاقات الإنتساب إليها، ما يدلّ إلى أن جعجع ماض في استقطاب غير المسيحيين، وهذا يندرج في سياق حسابات أخرى ما بين القوات والمستقبل، لا سيما في مسألة الحصص النيابية، إذ أنه لطالما امتعض جعجع من كيفية تعاطي المستقبل الإنتخابي معه، عبر تحجيم كتلته، وعدم إعطائه المزيد من النواب، بشكل يعكس تمثيله الحقيقي. تنسيب المسلمين للقوات، رسالة بأن جعجع عابر للطوائف، ويستحق كتلة نيابية تضم أكثر من ثمانية نواب.

 

قضية هنيبعل القذافي: التدويل يتراجع والقرار بيد القضاء اللبناني

صبحي أمهز/المدن/الأربعاء 30/12/2015

بين السياسة والقضاء، لا تزال قضية توقيف هنيبعل القذافي تتفاعل يوما بعد يوم، إذ قام وفد من وزارة العدل الليبية يضم كل من  نائبة وزير العدل الليبي  سحر عريبي بانون، ومحمد الشارق عبدالله، واحمد علي احمد، بزيارة إلى لبنان شملت لقاء كل من وزير العدل أشرف ريفي، ومدعي عام التمييز سمير حمود، بهدف طلب إخلاء سبيل القذافي، لكن المستجد كان هو قيام دورية من الامن العام بترحيل الوفد الليبي الذي كان مقررا أن يبقى يومين إضافيين وذلك لأسباب تتعلق بسلامة الوفد.

 ويؤكد ريفي لـ"المدن" أن "وزارة العدل ليس لديها أي معلومات عن سبب إجراء الأمن العام، وترحيل الوفد الليبي، مرجحاً أن يكون "السبب الأساسي في هكذا إجراء هو توافر معلومات تتعلق بأمن الوفد وضرورة حمايته".

  وترى محامية الدفاع عن القذافي بشرى الخليل لـ"المدن" ان "ترحيل وفد وزارة العدل الليبية من قبل جهاز أمني لبناني، لخلفيات تتعلق بسلامة الوفد، هو أمر معيب بحق صورة الدولة اللبنانية"، وتقول: "أيعقل ألا يستطيع جهاز رسمي حماية وفد دبلوماسي يقوم بمهمة محددة في لبنان، خصوصاً أن الوفد أتى بمهمة تستغرق ثلاثة أيام وبالتنسيق مع وزارة العدل اللبنانية". وتقول إن "ما حصل مع الوفد الليبي يشكل فضيحة على المستوى اللبناني، فحري بالجهاز الأمني الذي علم أن الوفد  الليبي مهدد أن يقوم بالإجراءات اللازمة لحمايته، وتتبع الجهة مصدر التهديد، وليس أن يقوم بعملية ترحيل مبهمة لا تمت إلى المنطق بصلة".

 وعلمت "المدن" أن "الوفد الليبي خرج بأجواء إيجابية من اللقاء الذي جمعه بريفي وحمود. ويقول مصدر مطلع على أجواء اللقاء إن "ريفي أكد للوفد أن الملف، موضوع البحث، هو ملف قضائي بامتياز ولا يتدخل به كوزير في الحكومة اللبنانية، لا بل إن القضية بأكملها هي من إختصاص الأجهزة القضائية اللبنانية".

 ولفت مصدر قضائي لـ"المدن" إلى ان "البعد الدولي لقضية هنيبعل القذافي ينحسر في نقتطين، الاولى تتعلق بالمذكرة الحمراء الصادرة عن الأنتربول، والتي أوضح وفد وزارة العدل الليبية لمدعي عام التمييز القاضي سمير حمود أن هنيبعل القذافي غير ملاحق بموجبها، والنقطة الثانية تتعلق بطلب محكمة الجزاء الدولية الإستماع إلى إفادة القذافي والتي رفض القذافي، وفق وكيلته بشرى الخليل، الإستجابة لهذا الطالب، ما يعني أن البعد الدولي لهذه القضية قد طوي".

 وبعيدا عن التخوف على أمن الوفد الليبي والبحث في الطابع الدولي للقضية، بات محسوما لدى المصادر القضائية أن بت مصير القذافي، أصبح متروكا للقضاء اللبناني وتحديدا المحقق العدلي زاهر حمادة الذي يعود له وفقا لمعطيات الملف ان يترك الموقوف القذافي أم يبقي على توقيفه لاجراء المقتضى القانوني.

لكن على الرغم من هذه التأكيدات، يبدو ان قضية القذافي لا يزال يتداخل فيها القضائي بالسياسي، إذ يقول مصدر سياسي واسع الإطلاع لـ"المدن" ان "ترحيل الوفد من قبل جهاز الأمن العام، على الرغم من أن أجواء اللقاء مع ريفي وحمود كانت إيجابية، سببه واحد من اثنين، أما حفظ ماء الوجه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي لم يتدخل في هذا الملف حتى الآن، وذلك تجنبا لإحراجه أمام جماهير حركة "أمل"، وإما تخوفا من أن تقوم عائلة النائب السابق حسن يعقوب بعملية إختطاف هدفها الضغط السياسي".

 

2015: لبنان جزء من سوريا المفيدة

 منير الربيع/المدن/الأربعاء 30/12/2015

فتحت سوريا باب إستنزاف "حزب الله"، الذي تدرّج في دخوله وتدخّله، من حماية القرى اللبناية والمقامات إلى مناطق أكثر عمقاً، فحضر عمليات تهجير العديد من المناطق السورية، من محيط دمشق، والقلمون، وحمص. وتشعّبت اهتمامات الحزب وتوسّعت رقع استنزافه، لكنه تحول في العام 2015 الى جزء من اللعبة الدولية على أرض سوريا، وقوة عسكرية ضاربة لفرض وقائع جديدة من شأنها تغيير وجهها. شكّل الحزب وغيره من المقاتلين على الأرض السورية لاعبين على مسرح بلد كان نظامه يتلاعب بمصير ثلاث أو أربع دول على الأقل في المنطقة من بينها لبنان.

 يقفل العام 2015 على وقائع سورية جديدة وخطرة، التغيير الديمغرافي أصبح مشهوداً أكثر من أي وقت مضى، خصوصاً أن حرب جرود القلمون، وسعي "حزب الله" للسيطرة عليها، بعد محاولات عزل عرسال عن سوريا، بالإضافة إلى حرب الزبداني، وقبلهما حرب ريف حمص والسيطرة عليه، جميعها مدلولات حسّية، على أن ثمّة سوريا جديدة قيد النشوء، تطلق إيران على هذه الحدود الجديدة اسم سوريا المفيدة.  في العام 2013، خاض "حزب الله" أشرس معاركه في سوريا، كانت معركة القصير، سيطر على المدينة ومحيطها، وكانت حينها بداية مرحلة تهجير حمص وتفريغها من سكانها، وهذا ما تجلّى في ما بعد بإتفاق حمص القديمة، ومؤخراً باتفاق حيّ الوعر عبر إخراج المعارضة السورية منه، وما بينهما من حالات تغيير ديمغرافي في الوسط السوري الواصل بين العاصمة والساحل. وفي العام 2014، دخل الحزب في حرب أكثر أهمية واستراتيجية، لا سيما حرب مدن القلمون، وعلى المدن الواقعة على الأوتستراد الدولي الواصل، بين دمشق، حمص، وطرطوس واللاذقية، ومنها: يبرود، النبك، دير عطية.  في العام 2015، أراد الحزب "تنظيف" المناطق التي قد تشكّل خطراً أو تهديداً على المناطق الخاضعة لسيطرته، فخاض حرب جرود القلمون، حيث سيطر على معظمها باستثناء جرود عرسال ومحيطها، وبقي المسلحون المعارضون للنظام السوري، لينتقل في ما بعد إلى معركة الزبداني، التي انتهت قبل فترة، عبر اتفاق بين إيران وتركيا، برعاية الأمم المتحدة، قضى بإخراج الجرحى بداية من المدينة، مقابل إخراج جرحى من مدينتي كفريا والفوعة، على أن يتم تنفيذ باقي الإتفاق بعد فترة زمنية معينة، وجوهره إفراغ الزبداني ومحيطها كسرغايا، ومضايا، وبقين، من المدنيين، مقابل إفراغ كفريا والفوعة من المدنيين.  يقفل العام 2015، على بدء ظهور بوادر التغيير الديمغرافي في سوريا، فيما لبنان سيكون شريكاً أو جزءاً من هذه الوجهة الجديدة، استناداً إلى الالتصاق الجغرافي، خصوصاً، أن "حزب الله" بذلك، أصبح يسيطر على كامل الشريط الممتد من دمشق إلى ريف حمص مروراً بالقلمون في الجهة السورية، فيما يسيطر على كامل السلسلة الشرقية لجبال لبنان، من المصنع إلى الهرمل.

ثلاث عقبات لا تزال تعترض هذا المشروع، أولاً إصرار أبناء الزبداني ومحيطها على البقاء في مدينتهم وعدم الخروج منها، وثانياً بقاء مسلحي جبهة "النصرة" والفصائل المعارضة الأخرى في جرود عرسال، ورفضهم المغادرة، اما ثالثاً فيشكل وجود تنظيم "داعش" في الجرود المقابلة للهرمل ورأس بعلبك والقاع شوكة في خاصرة هذا الخطّ.

 وفق هذا السيناريو، فإن المحاولات ستبقى مستمرّة للسيطرة على هذه المواقع، خصوصاً في الزبداني، وذلك عبر الضغط والمفاوضات، كذلك بعد إنتهاء مسألة العسكريين لدى "النصرة"، فإن "حزب الله" يسعى إلى الضغط على المجموعات المتمركزة في جرود عرسال لإخراجها إلى إدلب أيضاً.

 أما بالنسبة إلى "داعش"، فلا يمكن توقّع ما سيحصل، لكن بالنظر إلى الخريطة السورية، يتبيّن أن التنظيم يسيطر على المنطقة الشرقية، أي الرقة ودير الزور في الشمال، والبادية وصولاً إلى ريف حمص الشرقي، بينما يسيطر النظام السوري و"حزب الله" على كامل الجهة الغربية لسوريا ما بين دمشق والساحل، وبالتالي تبقى المنطقة المتداخلة بين النظام والحزب من جهة، و"داعش" من جهة أخرى، هي ريف حمص الجنوبي الغربي أي المنطقة المقابلة للهرمل ورأس بعلبك والقاع، وبالتالي فقد يجري الضغط لانسحاب "داعش" من هذه المنطقة، مقابل تعزيز وجودها في الجهة الشرقية من حمص، وهذا إذا ما حصل ترتسم معالم الخريطة بشكل واضح: "داعش" في الشرق، فصائل معارضة في الشمال كإدلب وأجزاء من حلب وحماه، والأكراد ما بين الحسكة والرقة وحلب على الحدود مع تركيا، ليبقى الغرب السوري خاضعاً لسيطرة "حزب الله" والنظام مدعومين من إيران وروسيا.

أما لبنان، فلا يبدو أنه سيكون بعيدا عن ما يجري، لا جغرافيا، ولا عسكرياً أو ميدانياً، ولعلّ صورة استقبال عدد من الرسميين والوزراء والنواب لجرحى كفريا والفوعة على المطار إعلان ضمني عن فحوى ما يجري.

 

عن دور الغرب في إنتاج داعش

منى فياض/العرب/نُشر في 30/12/2015

اعتدت أن أعالج مسألة الإرهاب انطلاقا من مسؤوليتنا عنه كمجتمع وثقافة ودين ضمنا بالطبع؛ ذلك أن ممارسة النقد تبدأ من الذات باعتبار أن ما يحصل لنا هو نتيجة أفعالنا أو عدمها، سواء على مستوى الأفراد أو المجتمعات ومهما كانت مساهمة الخارج. وهذا لمواجهة عادتنا في إرجاع ما يحصل لنا من أحداث سيئة أو جيدة إلى الحظ أو المؤامرة. من هذا المنظار غالبا ما أهملت الإشارة إلى دور الغرب ما يجعل البعض يغمز من قناة أمثالي ويتهمنا في أقل تقدير بممارسة جلد الذات إذا لم يتهمنا علنا بالعمالة للإمبريالية ولإسرائيل. لهذا سأخصص هذا المقال للتشديد على دور الغرب وسياساته في ظهور الإرهاب وتفاقمه عبر التغاضي عنه حينا وتشجيعه حينا واستخدامه لمصالحه في جميع الأحيان. لكن مع التشديد على أن استنتاجي هذا لا يهدف إلى التخفيف من مسؤوليتنا الوطنية ولا يلغي أن مفتاح الحل هو في أيدينا عندما نعرف الطريق إلى امتلاكه. من المتفق عليه أن الإرهاب في صيغته المعاصرة بدأ مع القاعدة من أفغانستان إثر التدخل السوفييتي العسكري للقضاء على طالبان. هذه “الحركة الإسلامية” التي تشكلت من تيارين إسلاميين موجودين منذ بدايات القرن العشرين (الوهابية وأفكار قطب والبنا أي الإخوان) حظيت بتشجيع من أميركا وحلفائها العرب لمواجهة الإلحاد السوفييتي؛ ولقد تزامن ذلك مع قيام الثورة الإيرانية.

منذ البداية إذن، قدمت مجتمعاتنا الأرضية الخصبة أو الركيزة العقدية التي عرف الغرب بجناحيه كيف يستغلها. هذا دون أن نغفل دور الغرب الاستعماري سابقا والإمبريالي لاحقا في القيام بكل ما يسمح له بالهيمنة على المنطقة ومواردها. من تفكيك السلطنة العثمانية لتقاسم مناطقها واستعمارها وزرع الدولة الإسرائيلية المحتلة وصولا إلى دعم الدول الوطنية الناشئة وغض الطرف عن ممارساتها الاستبدادية طالما أمنت مصالحه. فالديمقراطية وحقوق الفرد وحرية التعبير والحريات السياسية والحق في النمو والرفاه تتوقف عند أعتاب حدود الدول الغربية.

هذا بالإضافة إلى تقديم التسهيلات للحركات الإسلامية السلفية والأصولية وقياداتها في الغرب وحماية نشاط أعضائها من الخميني وصولا إلى أحمد عطا معدّ تفجيرات البرجين في 11 سبتمبر2001 إلى دعم رموز حركة الإخوان المسلمين والسلسلة مستمرة تحت شعار حقوق الإنسان التي لا تطال حماية المعارضة العلمانية أو الديمقراطية لأنظمة الاستبداد في عقر دار الديمقراطيات؛ ما سمح لأنظمة الاستبداد هذه باستخدام القوانين الغربية (لندن خاصة) ومنظومة الإعلام الغربي التي تتسم بالشفافية لملاحقة المعارضين الذين يتجرؤون على فضح استبداد وفساد وإجرام أنظمة الحكم الفاشية. ولتُسأل المعارضات السورية والعراقية والليبية والإيرانية عن ذلك. وجميعنا ما زلنا نذكر عرض وزيرة خارجية فرنسا، التي اضطرت للاستقالة، لمساعدة نظام بن علي على قمع الثورة التونسية في نهاية 2010.

لكن دور الغرب لا يتوقف عند ذلك، فتحت ذريعة محاربة الإرهاب القاعدي الذي اتهم به صدام حسين تم غزو العراق وتفكيك جيشه والعمل على تطييفه بمساعدة إيران كي يسلم إليها لقمة سائغة؛ فجميعنا يذكر أن الشعب العراقي انتخب إياد علاوي ولكن الاحتلال الأميركي بالتعاون مع إيران فرضا المالكي لفترتين متتاليتين فعمل على اضطهاد السنة برعاية إيرانية ما أجج الصراع المذهبي وذهب بالعراق نحو التفتت. وهذا ما أوجد القاعدة حقيقة وابنها داعش. وتحت شعار “الانسحاب وعدم التورط العسكري” تفرج الرئيس الأميركي على القمع الدموي للثورة السورية السلمية وحرب الإبادة على الشعب السوري بمساعدة إيران وغض الطرف عن ممارساتها في اعتماد أسلوبها الذي أجهضت به الثورة الخضراء في 2009. ما عسكر الثورة وحولها إلى أرض خصبة للإرهاب.

 استطاعت مدينة كردية صغيرة التغلب على فزاعة داعش ودحرها بينما تعجز التحالفات الدولية والإقليمية وأسلحة دمارها الشامل عن التغلب عليها منذ ما يقرب السنتين

فلم يولد داعش سوى في أغسطس 2014 الذي تم تسليحه وتمويله من بقايا جيش المالكي ومن مصارف الموصل والنفط وتجارته التي يشترك فيها الجميع… وتم تحويله إلى غول يتطلب القضاء عليه “أكثر من 10 سنوات” كما أعلن الرئيس أوباما منذ البداية!

ترك الشعب السوري تحت رحمة النظام والميليشيات الأجنبية لمصيره وضربت بعرض الحائط مسألة حرية الشعوب وكرامتها وحقها في تقرير مصيرها. لقد انتخب الشعب السوري الأسد “رئيسا شرعيا إلى الأبد”! المضحك المبكي أن إيران وروسيا وتحت شعار “الشعب السوري فقط هو من يقرر مصيره” وتصريحات ظريف في الغارديان عن إعجاز مبادئه في “احترام الإرادة الحرة للشعب السوري وحقه في تقرير مصيره وإدارة شؤونه؛ معارضة التدخل الخارجي الذي يسعى إلى فرض رغبات أطراف خارجة على شعب حر!”، نجد أنهما تفاوضان باسمه وتقرران عنه من مِنَ السوريين يمثله. أما الباقون، فـ”إرهابيون”! وهذا يجري تحت أنظار، إذا لم نقل، برعاية أقوى دولة في العالم وحامية الديمقراطية. هل من المستغرب أن تشعر الشعوب العربية بالذل والقهر وبالكرامة المهدورة من الداخل والخارج؟ وهل توالد أجيال من “الإرهابيين” الراغبين في الانتقام عجيبة؟ كل ذلك يشكل الإنزيم المساعد والغطاء الأمثل لتمرير مشاريع الاستغلال والتقسيم والتفتت التي تصيب الدول العربية بمساهمة متفاوتة من دوله العظمى من خلال وصفة تأجيج الصراع المذهبي السحرية. هذا الصراع الكنز الذي سبق أن أشارت إليه صحيفة لوموند منذ أواخر مارس 2006، بعد أن أرسلت موفدا إلى بغداد لدراسة جوانب الوضع العراقي، خاصة جانب احتمالات الحرب الأهلية فخلص الوفد إلى ما يلي: “اكتشفت أميركا في العراق (وبالتالي في باقي الشرق الأوسط الإسلامي) سلاحا أخطر من أسلحة الدمار الشامل: الحرب المذهبية داخل الإسلام، بين السنّة والشيعة”. لن أتوسع في جميع المجالات لهذه السياسات الأمنية والاستخباراتية، سبق أن تمت الإشارة إلى خلاصة مفادها أن داعش جهاز مخابرات لديه دولة، وليس دولة لديها مخابرات. وذلك على غرار ما كان يقال من أن إسرائيل جيش لديه دولة، وليست دولة لديها جيش. لقد استطاعت مدينة كردية صغيرة التغلب على فزاعة داعش ودحرها. بينما تعجز التحالفات الدولية والإقليمية وأسلحة دمارها الشامل عن التغلب عليها منذ ما يقرب السنتين. هذا دون أن ننسى الإشارة إلى أن قيادات داعش هي خريجة أقبية السجون العراقية التي كانت تحت رعاية أميركية أو أخرجت من سجون الأسد أو مرّت بإيران أو بالغرب (انظر تصريحات عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس النواب الإيراني، محمد رضا محسني ثاني مؤخرا).

وما الغاية من هذه السياسات؟ فتش عن الاقتصاد. فلننظر إلى ما حققه الاتفاق النووي، الذي ساعدت سياسات الرئيس الأميركي بمساعدة إيران على تمرير الوقت لتطوير برنامجها، في الوقت الذي تركت الأوضاع تتدهور من ليبيا إلى اليمن إلى سوريا. تحت غطاء انسحاب أميركا وسلمية رئيسها.

النتيجة لكل ذلك: فتح أسواق إيران الخام أمام الغرب المتهافت على هذه السوق، وبدل العمل على حماية الدول العربية الحليفة له والذي يعقد معها اتفاقات عسكرية وأمنية (على غرار ما يفعل مع إسرائيل) يبتزها لتصرف ملياراتها على شراء السلاح، الأقل فعالية مما يقدم مجانا لإسرائيل، للدفاع عن أمنها. ومع انخفاض أسعار البترول يصبح مصير هذه البلدان تحت التهديد، إذا لم نقل الإفلاس فعلى الأقل، الصعوبات المالية؛ ما ينعكس سلبا على النمو ويزيد في مآزقها وتدهور أوضاع شعوبها. تدمير سوريا والعراق سوف يؤدي إلى استنزاف مقدرات هاتين الدولتين لسنوات طويلة قادمة وسوف تحتاجان إلى الغرب لإعادة إعمارهما. هذا الصراع يستنزف إيران والدول العربية ولا يستفيد منه سوى إسرائيل والغرب الإمبريالي الذي تتجه نحوه الأبصار للمساعدة على حل هذا الصراع؟ فتأملوا!

 

السنيورة: ثلاثة أسباب لرفض عون!

منير الربيع/المدن/الثلاثاء 29/12/2015

سريعاً تتشعّب الملفات وتتوسّع النقاشات مع رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة، لكن هدوءه وتنظيم أفكاره، يمكّنانه من إعادة الأمور إلى نصابها، رابطاً بين المحلّي والإقليمي، عطفاً على التحولات الدولية. في ثلاثة عناوين يختصر السنيورة الأوضاع في لبنان والمنطقة والعالم. لبنانياً، يعتبر أن الوضع لا يبشّر بالخير على مختلف الأصعدة، ولذلك فإن مبادرة الحريري قد تشكل خشبة الخلاص لا سيما في ظل انعدام وجود أي طرح آخر. إقليمياً، ينظر إلى تصاعد المواجهات بين الدول، بوصفها تنذر بالأسوأ. أما دولياً، فلا شيء واضحاً بالنسبة إليه، سوى أن الدول الكبرى لا وجهة واضحة لديها.

بين هذه النقاط الثلاث، يبرز الضياع اللبناني بحسب السنيورة. ولأن حديث الساعة هو المحاولات المستمرة لإنجاز الإستحقاق الرئاسي، وتمرير مبادرة الرئيس سعد الحريري، لعزل لبنان عن أحداث المنطقة وتداعياتها، يبدأ السنيورة حديثه بأن هذه المبادرة ضرورية لإنقاذ ما تبقى من الدولة المتحللة، ولمنع وصول أي تداعيات للحروب في الجوار إلى لبنان. ويقول إن "التسوية مستمرّة لكنها مفرملة حالياً، بسبب عوامل عديدة، لكن هذا لا يعني أنها سقطت، خصوصاً أن أحداً لم يطرح أي بديل". كعادته يفضل السنيورة دوماً الأمثال الشعبية لشرح وجهة نظره. في حديثه عن التسوية، يستخدم المثل المعروف: "على الديك أن يصيح، وطلوع الضوّ على الله"، لتوصيف الحال، بمعنى أن "المستقبل" فعل ما عليه، من خلال تقديم المبادرة، فيما يبقى اتفاق اللبنانيين عليها لإنجازها. يحمّل السنيورة، في ثنايا حديثه، مسؤولية استمرار الشغور الرئاسي إلى الأفرقاء المسيحيين. ويعتبر أن ما حصل من إتفاق في ما بينهم حول الرئيس القوي هو الذي يؤخر إنجاز الإستحقاق، علماً أن الرئيس القوي بالنسبة إليه هو القادر على جمع الأفرقاء، لا سيما أنه ليس رئيس طائفة، وليس كرئيس الحكومة، لأن الرئيس ثابت، فيما رئيس الحكومة يمكن تغييره لأسباب وظروف وحالات عديدة، والجميع يتذكر حكومة الرئيس الحريري وكيف تم إسقاطها.

في محاولة تبريرية لخطوة ترشيح النائب سليمان فرنجية، يضعها السنيورة في سياق إتفاق الزعماء الموارنة الأربعة، وبالتالي أصبحت الخيارات محصورة، فكان الخيار على فرنجية بسبب إنعدام حظوظ رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، مؤكداً أن المبادرة لم تنته، بل تمت فرملتها بسبب بعض العراقيل، خصوصاً أن "هناك موقفاً إيرانياً رافضاً، اضافة الى الرفض المسيحي، وموقف عون، ورفضه انتخاب غيره"، مستطرداً أن هناك أطرافاً تراهن على الوقت للحصول على تنازلات أكثر من "المستقبل"، على أمل إرضاء عون.

ولكن لماذا فرنجية؟ يضع السنيورة الترشيح في سياق تجنّب الأسوأ، لأن الأحداث الدامية في الخارج وما يمكن أن يحدث في الداخل في ما بعد، يضع المرء أمام إستحقاق إيجاد الحلول، لعدم انتظار الأسوأ. وطالما أن "المستقبل" مستعدّ للتنازل، فلماذا لم يتم التوافق حول عون؟ يجيب السنيورة بأن هناك ثلاثة أسباب تمنع السير بعون، أولاً موقفه من إتفاق "الطائف"، وثانياً بسبب تبنّيه مشروع "اللقاء الأرثوذكسي"، وثالثاً فهو لم يقدّم نموذجاً صالحاً في كل الوزارات التي تبناها، لأنه سخّر كل مؤسسات الدولة لمصالحه العائلية والحزبية والشخصية.

ويكشف السنيورة، ان مبادرة ترشيح فرنجية لم يكن إخراجها دولياً وإقليمياً، بل كانت لبنانية المنشأ، واللبنانيون هم من أقنعوا بها الأميركيين والأروبيين، مضيفاً: "لديهم مشاكلهم، ولا يعرفون ماذا يريدون، وهم من أوقع المعارضة السورية بين فكي الإرهاب". ويعتبر أنه لا يمكن لهذه المبادرة أن تنطلق من دون بعض الإشارات السعودية والإيرانية، لكن الأوضاع الإقليمية في ما بعد أدت إلى عرقلتها. أما عن المطالب والضمانات مقابل ترشيح فرنجية، يقول السنيورة إنه لم يتم البحث في هذه التفاصيل، خصوصاً أن أحداً لا يستطيع إعطاء كفالة أو ضمانة للآخر، والجميع يذكر التنصل من إتفاق الدوحة وإعلان بعبدا. وعلى صعيد الحكومة، يقول السنيورة: "ليس بالنسبة للمستقبل حالياً مرشّح آخر غير الحريري". لا يتوانى السنيورة عن التأكيد، بأن "المستقبل" لن يتخلى عن حلفائه، وما جرى في ذكرى اغتيال الوزير محمد شطح هو رسالة أساسية في هذا الموضوع، لافتاً إلى أن "14 آذار" تجمع سياسي يقبل الإختلافات ولا يقبل الخلافات. وعليه يشدد على أهمية الحوارات بين الأفرقاء اللبنانيين، وخصوصاً بين "المستقبل" و"حزب الله"، وبين "القوات" و"التيار الوطني الحرّ"، لكنه يضع ورقة "إعلان النوايا" في خانة الإذعان لمنطق عون. يعرّج السنيورة على الهجوم الذي يشنّه النائب وليد جنبلاط على مدير عام هيئة أوجيرو عبد المنعم يوسف، يقلل السنيورة من أهيمته، معتبراً أنه خلاف شخصي بين الرجلين، قائلاً: "إنه من الممكن أن يكون يوسف قد اتخذ قراراً يعتبر جنبلاط أنه يجب مناقشته به، وهذا ما أثار حفيظة جنبلاط". ولكن لم يتهم يوسف بالفساد؟ يجيب: "رفع بحقه 127 دعوى قضائية، فلم يتم إثبات عليه أي شائبة". يعبّر السنيورة عن حزنه لما يجري في سوريا، وخصوصاً ما جرى مؤخراً في الزبداني، وهنا يستعيد ما قاله الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله إبان دخول الميدان السوري، حين اعتبر أن تدخل حزب في سوريا، يهدف إلى حماية بعض القرى، ويقول: "لقد تحولت هذه القرى والمقامات إلى أهداف، وها هي الإتفاقيات تغيّر المعالم السورية". ويعتبر أن ليس هكذا تتم محاربة الإرهاب، ولا أحد يستطيع تغيير الجغرافيا، إلا أن هناك من يسعى إلى تغيير الديمغرافيا.

 

البناء على إنجازات عام 2015 ونحن نتطلع إلى عام 2016

جون كيري/وزير الخارجية الأميركي/الشرق الأوسط/30 كانون الثاني/15

إن أحد أسباب السجل الرائع الذي يتمتع به فريق «نيو إنغلاند باتريوت» لكرة القدم الأميركية هو تركيزه الشديد في التحضير للمباريات المستقبلية. الأمر ذاته ينطبق على إدارة شؤون العالم؛ فهي تتطلب القدر ذاته من التركيز على تحديات المستقبل، لأن الإنجازات الماضية لا تضمن استمرار النجاح، لكنها قد تمنح الثقة، ومع الإعداد والجهد المناسب يمكن الاستمرار في تحقيق النتائج الإيجابية. نحن نودع عامًا ونستقبل آخر، أمام قادة العالم الفرصة للبناء على المنجزات الكبرى الكثيرة لعام 2015. من بين هذه المنجزات ليس هناك ما هو أهم من الاتفاق العالمي الأخير في باريس للحد من التأثيرات الضارة لتغير المناخ، حيث باءت الجهود التفاوضية السابقة بالفشل، نتيجة الانقسامات بين الدول الصناعية والنامية. لكننا استطعنا التوصل إلى اتفاق يرسل الرسالة الصحيحة للجميع من خلال التواصل مع الصين - الباعث الأكبر للغازات المسببة للاحتباس الحراري - ومن خلال التأكيد على الإمكانات الاقتصادية الهائلة التي توفرها تكنولوجيا الطاقة النظيفة. لدينا مسؤولية مشتركة الآن للحفاظ على الزخم الذي تولد في باريس، بحيث لا تكون الأهداف التي حُددت في الاتفاق سقفًا لما يمكن إنجازه، وإنما منصة لتحقيق المزيد من المكاسب. ي يوليو (تموز) الماضي، توصلت الولايات المتحدة وشركاؤها إلى خطة شاملة للعمل المشترك مع إيران، وهي عبارة عن برنامج عمل لإغلاق الطريق أمام المسارات الإيرانية المحتملة للوصول إلى امتلاك سلاح نووي. وكجزء من موافقتها على هذا الاتفاق، بدأت إيران بتفكيك الأجزاء الحساسة لمنشآتها النووية، وقامت بشحن جزء كبير من اليورانيوم المخصب إلى خارج البلاد في 28 ديسمبر (كانون الأول) . وهذه الشحنة ترفع بمعدل ثلاثة أضعاف من جدولنا الزمني السابق للمدة الكافية لإيران للحصول على ما يكفي من اليورانيوم لإنتاج قنبلة نووية واحدة، التي كانت تتراوح بين فترة شهرين أو ثلاثة. وهذه معادلة فنية مهمة تضمن الانتهاء من التطبيق النهائي للاتفاق بسنة واحدة على الأقل بحلول موعد التنفيذ. لكن يتحتم علينا الاستمرار في مراقبة تنفيذ إيران للاتفاق عن كثب، للتأكد من إزالة خطر امتلاك إيران للسلاح النووي، لما يمثله ذلك من تهديد للشرق الأوسط والسلام العالمي.

وفي شهر أغسطس (آب)، كان لي شرف السفر إلى العاصمة الكوبية هافانا، لرفع علم الولايات المتحدة لأول مرة منذ 54 عامًا، حيث يعكس قرار الرئيس أوباما الجريء بتطبيع العلاقات الدبلوماسية مع كوبا، مصلحتنا الوطنية العليا ورغبتنا في مساعدة مواطني ذلك البلد في العيش في مجتمع أكثر انفتاحًا وازدهارًا. وأنا أسير في شوارع هافانا القديمة، شعرت بقوة أكثر من أي وقت مضى بأننا يجب أن لا نسمح لخلافاتنا مع النظام الكوبي بمنع التعاون الوثيق مع شعب كوبا. وفي شهر أكتوبر (تشرين الأول)، انضمت الولايات المتحدة بعد سبع سنوات من التفاوض إلى إحدى عشرة دولة مطلة على المحيط الهادي في التوقيع على اتفاقية للشراكة عبر المحيط، وهي اتفاقية تجارية من شأنها أن تضمن رفع معدلات العمالة والمعايير البيئية بنسبة 40 في المائة في الاقتصاد العالمي. وتم تقديم هذه الاتفاقية إلى الكونغرس للتصديق عليها. ومن شأن هذه الاتفاقية أن تدعم الرفاهية في الولايات المتحدة، عن طريق خفض الحواجز أمام صادراتنا، وتذليل العقبات أمام عمالنا ورجال أعمالنا. قبل عام، توقع العاملون في مجال الصحة العامة أن يصل عدد ضحايا انتشار وباء فيروس «إيبولا» إلى مليون شخص قبل أن يتم احتواؤه. بدلا من ذلك، بذلت الولايات المتحدة الجهود مع الشركاء في المجتمع الدولي وفي بلدان غرب أفريقيا، لتثقيف السكان المحليين عن هذا الفيروس وعن كيفية احتوائه، مما أسهم في إنقاذ حياة مئات الآلاف منهم.

وشهد العام الماضي أيضًا مكاسب ديمقراطية مهمة في بلدان مثل نيجيريا وبورما وسريلانكا وفنزويلا. وبمساعدة الولايات المتحدة، باتت كولومبيا على أعتاب الانتهاء من أطول حرب أهلية في العالم. وفي الأمم المتحدة، وافقت الدول من مختلف أنحاء العالم على الأهداف الإنمائية المستدامة لعام 2030، بما في ذلك تحديد الأهداف لرفع معدلات التغذية لدى الأطفال والمساواة بين الجنسين والتعليم والفقر والصحة. غير أن التحدي الأهم لنا جميعًا يبقى في الصراع الدائر في سوريا، وما نجم عنه من أزمة لاجئين وتغذيته للتطرف العنيف. وفي هذا الصدد، تتبنى الولايات المتحدة استراتيجية من ثلاثة محاور، وهي: أولا: تكثيف الحملة الدولية لهزيمة تنظيم داعش الإرهابي عبر تحالف دولي من 65 بلدا قمنا بتحشيده. وفي هذا الأسبوع بالتحديد استعادت القوات العراقية بدعم من قوات التحالف مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار، مما أسهم في انحسار المناطق التي تقبع تحت سيطرة الإرهابيين. وتتركز جهودنا على تشديد الضربات على الشبكات الرئيسية لتنظيم داعش في العراق وسوريا، وفي تضييق الخناق على الإرهابيين لمنعهم من إنشاء فروع جديدة أو في إلهام المتعاطفين معهم بشن الهجمات في المناطق الأخرى - بما في ذلك في الولايات المتحدة. ثانيا: نحن نعمل من الشركاء لمنع تمدد العنف في الشرق الأوسط وتقديم الرعاية للاجئين وضحايا الصراعات. ثالثا: أطلقنا مبادرة دبلوماسية جديدة لنزع فتيل الصراع في سوريا، وتشجيع عملية الانتقال السياسي وعزل الإرهابيين. وكان لهذه المبادرة الفضل للمرة الأولى في جمع جميع اللاعبين الدوليين الرئيسيين معا وتحديد موعد زمني للمفاوضات بين المعارضة المسؤولة والنظام السوري. ا تزال هناك عقبات شاقة أمام عملية السلام في سوريا، غير أن الحاجة إلى التسوية تمثل ضرورة ملحَّة. وكلما أحرزنا المزيد من التقدم نحو هذا الهدف، أصبح من السهل أن تتوحد وتتضافر الجهود في الحملة ضد تنظيم داعش الذي هو تجسيد للشر المطلق الذي يواجه جيلنا الحالي، وعدو نحن عازمون على هزيمته شر هزيمة. رغم ما شهده من اضطرابات ومآسٍ، قدم لنا العام الماضي أملا جديدا في قدرة المجتمع الدولي على الالتئام والعمل معا لمعالجة أصعب المشكلات. وهذا أمر حميد، فلا هوادة في التزامنا بمتطلبات القيادة، وعلينا أن نستعد لتقويم العام الجديد، ونحن بالفعل نستعد للاختبارات الجديدة التي تنتظرنا في العام الجديد.

* وزير الخارجية الأميركي

 

على أبواب الحلول السياسية

باسم الجسر/الشرق الأوسط/30 كانون الثاني/15

لوحة الصراعات الناشبة في سوريا والعراق واليمن وليبيا، الدولية منها والإقليمية والوطنية المحلية، تغيرت ألوانًا وخطوطًا، في الأيام الأخيرة. أي بعد الاتفاق الأميركي - الروسي على تولي مجلس الأمن معالجة المحنة السورية، ودخول الأطراف في ليبيا واليمن، مبدئيًا، نوعًا من وقف إطلاق النار أو المفاوضات، ولا سيما بعد قيام التحالف الإسلامي لمقاومة الإرهاب بمبادرة من السعودية. هذا على صعيد الحلحلة. أما على صعيد مزيد من التعقيد، فقد دخلت معادلات جديدة على المحنة الشاملة كالتوتر بين تركيا وروسيا، وشكوى الحكومة العراقية من تركيا بسبب دخول قواتها إلى الأراضي العراقية، واحتدام القتال في سوريا مع تدخل روسيا وإيران العسكري في المعارك.  والسؤال الجديد قد يكون: هل المحنة التي تعصف بالمنطقة العربية الشرق أوسطية تزداد تعقيدًا وشراسة وتشعبًا.. أم أنها دخلت مرحلة الحلحلة وربما الحل؟ الإجابة عن هذا التساؤل ليست هينة، صحيح أن القاسم المشترك بين الجميع والمعلن هو: القضاء على الإرهاب، ولكن أي نوع منه؟ أي تنظيم أو جماعة أو فريق؟ لقد جاء في أحد تحقيقات وكالات الأنباء أن عدد هذه التنظيمات والجماعات المتطرفة بين كبيرة وصغيرة، يتعدى المائة والستين، وأن الدول الكبرى ودول المنطقة ليست متفقة على تحديد الإرهابية بينها وغير الإرهابية. صحيح أن هناك اتفاقًا جماعيًا على اعتبار «داعش» و«القاعدة» من التنظيمات الإرهابية، ولكن ليس هناك اتفاق شامل على طريقة محاربتها والقضاء عليها. أوليس غريبًا أن آلاف الغارات التي شنتها روسيا والدول الكبرى قبلها على «داعش» في شمال سوريا والعراق، طوال سنة ونيف، لم تقضِ عليها أو تشلها؟

الخبراء العسكريون يجمعون على أن تحرير شمال سوريا والعراق من الاحتلال الداعشي لا يتم إلا بقوات على الأرض، ولكن أي قوات؟ الولايات المتحدة والدول الكبرى عموما ليست مستعدة كما أعلن المسؤولون فيها لإرسال قوات برية إلى المنطقة، أما الدول الإقليمية النافذة فهي تحتاج إلى طلب من الأنظمة وموافقة من مجلس الأمن للتدخل عسكريًا في العراق أو سوريا. ولا يبدو ذلك ممكنًا أو واردًا في الظروف الراهنة، وفي كل الحالات.

من هنا، فإن البابين المفتوحين أمام الدول الكبرى ودول المنطقة هما: تجميد «داعش» والتنظيمات الإرهابية وحصرها في الأمكنة التي تحتلها، ومواصلة قصفها من الجو لشلها، وتشجيع ودفع الأنظمة ومعارضيها إلى اختيار المفاوضات والحل السياسي. وكلا الطريقين طويل ومحفوف بالمفاجآت والعقبات والمطبات.

بعض المراقبين يرون أن العقدتين الرئيسيتين اللتين تتفرع عنهما التعقيدات الأخرى، هما مستقبل الحكم في سوريا والخطر الإقليمي والدولي الذي يشكله «داعش»، فباستثناء روسيا وإيران هناك إجماع عالمي بأن نظام الحكم في سوريا لا يجوز أن يبقى برئاسة الأسد وحزبه. كما أن هناك إجماعًا دوليًا وعربيًا على أن لا يحل «داعش» أو أي تنظيم متطرف محله في سوريا. إنما المشكلة هي في أنه ليس من السهل حرمان المقاتلين من حق التمثيل وحصره بممثلي المعارضة السياسية المدنية. ومن هنا أهمية اجتماع الرياض الأخير، وأهمية توحيد صفوف المعارضتين المدنية والعسكرية للتوصل إلى إقامة دولة ديمقراطية تعددية جديدة في سوريا. لا شك في أن الحلول السياسية للخروج من المحنة أفضل بكثير من تمادي الصراع والتقاتل والتدمير والتمزق الوطني والقومي والطائفي. ما دام هناك إجماع دولي على القضاء على «داعش» والتنظيمات الإرهابية المتطرفة التي باتت تقترب من أوروبا وتهددها في أمنها وسلامتها، وما دام معالم النظام الذي سيخلف الأسد - البعث في سوريا لم ترتسم بعد، فإن خطوات حل محنة سوريا والمنطقة، لن تكون إلا صغيرة، وعودة الاستقرار والسلام إليهما إلا بعيدًا لسوء حظ الشعب السوري.

 

التيه السني الكبير

أحمد عدنان/العرب/30 كانون الأول/15

في ظل وهن السياسة الأميركية أو باطنيتها، ليس أمام المنطقة إلا التلاحم المصلحي والتاريخي لمحاربة الإرهاب وإنقاذ الدولة وصد المطامع الإيرانية.

مجلس التعاون الاستراتيجي، هو أحد نتائج القمة السعودية – التركية التي عقدت مؤخرا، وتأتي هذه الترقية للعلاقات بين البلدين في لحظة قاسية جدا، فباسم الحرب على الإرهاب وداعش في العراق، مارس الإيرانيون صراحة عبر الحرس الثوري، أو وكالة عبر ميليشيات الدولة العراقية وبقية حلفائها، تطهيرا عرقيا فاقعا ضد السنة، وفي الوقت نفسه، شاهدنا في لبنان قوافل المعارضة والشعب السوري تهجر من الزبداني عبر مطار بيروت، استمرارا لتطهير عرقي ضد السنة حصرا، وحتما تولى كبره بشار الأسد وما يسمى بحزب الله مسنودا بمباركة روسيا بوتين، أي أننا أمام نسخة إسرائيلية جديدة في العراق وفي سوريا وربما في لبنان مستقبلا، لكن إسرائيل الوليدة هذه المرة لن تكون صهيونية أو متهودة، إنما إيرانية تنتسب زورا إلى شيعة آل البيت عليهم السلام.

هذه الالتفاتة السعودية إلى تركيا ليست غريبة في ظل مسار العواصف التي تجرف المنطقة، وقد شاهدنا لفتة إماراتية مشجعة منذ أسابيع، إذ غرد الوزير الإماراتي اللامع أنور قرقاش في مواقع التواصل الاجتماعي “الخلاف التركي – الإماراتي حول التطورات المصرية آن الأوان لتجاوزه، فالمنطقة لا تتحمل مثل هذه الخلافات، والعلاقات الإيجابية والطيبة مع أنقرة هي ما ننشده”.

خلال عام مضى، زالت الشوائب التي أثرت سلبيا على العلاقة بين السعودية وتركيا بسبب مصر، فالقاهرة تسير في طريقها رغم وعورة الطريق وتشوش البوصلة، ومعركة الشرق الأوسط محتدمة في سوريا، وليست هناك فرصة لترف اختلاف أو تفصيل خلاف، إيران رفعت راية الإبادة الجماعية على السوريين قبل أن تكون على السنة والمعارضة كما فعلت سلفا في العراق، وحين وهنت قبضتها أسندها الروس، داعش مدت يدها على الغرب بعد العرب والمسلمين ومطامعها المدروسة وجرائمها المروعة مقلقة للجميع إلا إيران وبشار الأسد وإسرائيل.

إذن، في ظل وهن السياسة الأميركية أو اضطرابها أو باطنيتها، ليس أمام المنطقة إلا التلاحم المصلحي والتاريخي لمحاربة الإرهاب وإنقاذ الدولة وصد المطامع الإيرانية، والأهم هو ملء الفراغ الأميركي الذي يتسابق على سده الدخلاء، وإذ كانت إيران باغية، وإسرائيل مغرضة، وروسيا طامعة، ومصر مشغولة بنفسها، فليس أمام الخليج والعرب إلا تركيا أردوغان رغم كل علاتها ومساوئها، فنحن هنا لا نتحدث عن مصاهرة بين أسرتين، إنما مصالح وجودية مرتبطة بكيان المنطقة وهويتها ومستقبلها، لقد جربنا العمل من دون تركيا، وجربت تركيا العمل من دوننا أو ضدنا، اصطدمنا جميعا بجدار أصم فسبقنا الخصوم.

لا أعول على مجلس التعاون الاستراتيجي إلا إذا كان خطوة أولى في طريق طويلة، بل ليس هناك معيار يقيس نجاعته إلا مسار الأحداث المرتبطة بالثورة السورية المكلومة بتكاثر الأعداء وتوالدهم، فهذا بشار الأسد وهذه إيران وذاك ما يسمى بحزب الله وتلك روسيا وأولئك الدواعش ومن شابههم أو ناصرهم ووالاهم، ولن أتعجب إذا شاهدت أميركا وإسرائيل والصين وربما جنود قوات فيغا يقاتلون في صف الأسد مستقبلا.

مجلس التعاون الاستراتيجي ليس حلا بحد ذاته، فنحن أمام أزمات بنيوية تقض أطرافه، فالمملكة العربية السعودية لا تقدر قوتها السياسية حق قدرها، فهي تمتلك أسباب الزعامة لتتربع على عرش المنطقة ولا تستثمرها، وهناك سهام تطيش من كنانتها من دون تحقيق هدف، وهناك توجس في المنطقة إزاء معتقداتها المذهبية الجافة، وفي المقابل فإن تركيا تمثل النقيض السعودي، تبالغ في تقدير نفوذها بسبب عدم الاعتراف بعائق العجمة، تجيد تحديد الأهداف ولا تجيد الوصول إليها، ورغم التحفظ في المنطقة إزاء نفسها الإسلاموي يظل عمقها العلماني وتحررها الاجتماعي والثقافي – قياسا بالسعودية – رصيد نور، وما يجمع الأتراك والسعوديين هو التردد، أو الاكتفاء ببلوغ منتصف الطريق، يحار العقل التركي بين النفس الطوراني وبين الجين السني، ويضيع السعوديون على مستويين، الأول هو التناقض السلفي – السني، والثاني هو التناقض العربي – السلفي.

هذه الاستفهامات الحائرة في أهم دولتين سنيتين في المنطقة، أوجدت تيها سنيا كبيرا أشد مرارة من تيه بني إسرائيل، تجد السني في نطاقات الاستعمار الإيراني عربيا وإسلاميا متأملا برفع صورة العاهل السعودي أو صورة الزعيم التركي، ولا يلام على ذلك وهو يرى “الآخر” متسلحا بعمامة الخميني وأذنابه أو هراوة بوتين، ينتظر ويطول الانتظار، يتساءل لماذا تحققت عاصفة الحزم في اليمن ولم تقترب من سوريا أو لبنان أو العراق، وتساؤله موجع، يرى الصديق والقريب والجار مذبوحا على هويته إما متهما بالإرهاب أو متهما من الإرهاب، يرى دولته نفسها مهددة بالذوبان بحمض الميليشيا، وهذه المرة بدعوى صد إسرائيل، يراجع الخارطة وأوراقه الثبوتية ليتأكد أنه ليس إسرائيليا أو أنه ليس في إسرائيل، يلاحظ تصريحات أردوغان النارية والمتقلبة فيصاب بالدوار، ينتظر، وكلما انتظر تناقص وتقهقر، هو مقتول مقتول، إن لم تقتله إيران وأذنابها قتله الروس أو الدواعش، وإلا فسكين الذل تترصد اللاجئ والمهجر، وإن نجا من ذلك كله ذبحه الانتظار، يرضى بقدره فلا يتوقف القتل، يلجأ إلى خيارات حادة فيلاحقه القتل، لقد قتل بالفعل وسلم، لكنها ليست النهاية، لقد رضي القتيل ولم يرض القاتل، فلا حول ولا قوة إلا بالله.

 

تآمر دولي خبيث ضد الشعب السوري

داود البصري/السياسة/31 كانون الأول/15

للمعاناة السورية وجوه عديدة أفرزتها حالة التآمر الدولي, خصوصا من طرف الدول الكبرى, او كواسر العالم المعاصر, التي تتفرج ببلاهة على المأساة السورية طيلة خمسة أعوام عجاف زادها رهقا التدخل الإرهابي الروسي الذي جعل التوازن الدولي يقف على قدم واحدة ، وبما أساء لصورة العلاقات الدولية التي تتجه نحو دعم بقايا أنظمة الموت والدمار والفاشية والحقد. ومن مراجعة حصيلة العام 2015 من حصاد الثورة السورية التي تزحف بدموية مفرطة و رهيبة نحو عامها الخامس ، تتبين سلسلة من الحقائق الدامغة التي تدين إدانة تامة الدول الكواسر الرافعة للمثل الأخلاقية والمبادئ الإنسانية والتي لم نر لها أثرا في ميادين التجربة الميدانية، ففي العام المنصرم شهدت الساحة السورية مجازر دموية مروعة قام بها النظام وحلفاؤه الإقليميون والميليشيات المتحالفة معهم والعاملة بأمرتهم، كما شهد زيادة وتيرة النفاق الدولي والتفرج على مأساة السوريين التي بلغت مبلغا كارثيا بعد الهجرة المليونية لقوافل اللاجئين صوب القارة العجوز التي شكلت منعطفا مصيريا وتحديا جادا لوحدة وتماسك دول الإتحاد الأوروبي ذاته! لقد ادت البراميل القذرة والأسلحة التدميرية المحرمة دوليا دورها الرهيب في توسيع مساحات الموت والدمار وزرع أسس وخطط التقسيم والإضمحلال للوطن السوري، وهو ما عمقته وأكدته الحملة الإرهابية الروسية الفظة المتضامنة مع النظام لدرجة المغامرة، وحيث تدخلت آلة الإرهاب الحربية الروسية في المرحلة الحرجة من عمر النظام لتدعمه وتطيل تسلطه وتحاول التحايل على الحتمية التاريخية في معادلة إنهيار الطغاة والقتلة، ورغم كل السجل الحافل والموثق للنظام السوري في صناعة ودعم الإرهاب الدولي إلا أن الدول الكواسر, للأسف, لم تتخذ منه موقفا حاسما وظل لسنوات يبدع ويجتهد في قتل شعبه بطرق فاشية وثقتها الكاميرات والصور التي فضحت مصرع آلاف الناس تحت ماكينة آلته التعذيبية الرهيبة من دون أن ينعكس ذلك على أي قرار دولي ملزم يتيح للعالم التدخل لحماية السوريين وقطع رأس الأفعى الإرهابية!

لقد غدر العالم الحر بالشعب السوري، وهذه من حقائق السياسة الدولية وتقلباتها المرعبة، وحيث لم يلتفت العالم أبدا لمعاناة السوريين رغم استعمال النظام للأسلحة الكيماوية في غوطتي دمشق العام 2013! إلا أن الجريمة مرت بردا وسلاما على عرش الجماجم الدمشقي بعد أن تفضل بتسليم كل مخزوناته الكيمياوية للغرب كثمن لتسوية عجفاء لم توقف عجلة الموت الرهيب, بل استمرت بوتائر وأطر وأشكال مختلفة ، حتى جاء القيصر الروسي ليضيف للمأساة السورية أبعادا درامية مفزعة من خلال التفرغ الروسي الإرهابي لإدارة حرب فاشية هدفها إستئصال قوى المعارضة السورية الحرة وتمهيد الطريق لإعادة تسويق وإنتاج النظام من خلال مبادرات دولية سقيمة تلعب على عامل الوقت وتستهدف كسر ارادة الثوار، وتضييع أهداف الشعب الثائر و توجيهها نحو طرق فرعية لا تلبي الهدف الشعبي المركزي المطلوب.

الروس يلعبون في الشام اليوم ألعابا إنتحارية بأسلوب فاشي عدواني فظ، ويمارسون سياسة «الروليت الروسية» أي القتل الشامل، والاستباحة التكسيحية لمراكز الثورة ، و إصطياد الرؤوس المؤثرة في قيادات المعارضة، وإجبار الثوار من خلال الإبتزاز و الإرهاب الفاشي على الخضوع لإرادتهم والتنازل عن سقف المطالب الشعبية، وهو تصرف روسي جعل من الدولة الرئاسية نموذج رث وفظ للدولة الإرهابية التي تمارس علنا جرائم الإبادة الشاملة ضد الجنس البشري.

في المنطقة العربية, وفي عموم الشرق القديم, تدور رحى حروب صامتة وعلنية، وتصاغ أحلاف وتكتلات، وتجري ترتيبات وتوافقات، وتتصارع كل الرؤى والتيارات من أجل إنضاج مشاريع مستقبلية لايكون فيها للنظام السوري الفاقد للشرعية أي دور ، ولكن ارادة بعض الدول تأبى إلا أن تعاكس التاريخ لتسير في الإتجاه المعاكس لإرادة الشعوب الحرة. بكل تأكيد المحنة السورية مقبلة على أيام صعبة، وتطورات قاسية، ولربما خيارات مرعبة، ولكن ثمة حقيقة واحدة متجسدة في الأفق السوري، وهي أن كل الدعم الإرهابي الدولي والإقليمي لنظام دمشق لن يغير المصير، قد يؤجله قليلا, لكن العد التنازلي للنظام قد لاحت إرهاصاته، وبانت بكل وضوح ملامحه، فمع سقوط كل شهيد سوري حر، ينبت العشرات ليعوضون غيابه ويستمرون في تعبيد طريق الشهادة المفضي للنصر التام، لقد غدر الأصدقاء قبل الأعداء، ولكن إرادة الحرية لن تكسر، وراية التحرر والكرامة لم تنكس، وكل الضغط الإرهابي الابتزازي الروسي وغيره لن يزيد الشعب السوري في سنته الخامسة من الثورة إلا عزيمة راسخة للخلاص من أبشع نظام إرهابي عرفه الشرق القديم. سيحيق المكر السيء بأهله، وسيدفع الطغاة ومن عاونهم الثمن، إنه وعد الحق، وسنة الكون، ولن تجدوا لسنته تبديلا.

 

ملء الفراغ الرئاسي بين «المدّ والجزر» السياسي

ربى كبّارة/المستقبل/31 كانون الأول/15

تراوح احتمالات ملء الفراغ الرئاسي المستمر منذ اكثر من 19 شهرا بين مدّ وجزر. فالعرقلة التي تفتعلها ايران عبر تلطي «حزب الله» خلف تمسكه بوصول النائب ميشال عون الى هذا المنصب بانتظار اتضاح صورة اقليمية يرى بانها ستصب في مصلحته، لم تثنِ من طرحوا النائب سليمان فرنجية، رغم انتمائه الى المحور نفسه، عن استكمال السعي الى تحقيق هدفهم مساهمة منهم في تحصين البلاد من اخطار داهمة سواء اتت من الخارج او نبعت من الداخل بسبب استمرار شلل المؤسسات. ويلفت سياسي سيادي الى ان ما نشهده من تراجع في زخم الطرح مرده في الدرجة الاولى الى فترة الاعياد، متوقعا ان يستأنف التزخيم بعد انقضائها لانها الحل الوحيد المتاح الذي بإمكانه ان يوفر حماية اضافية. كما اوضح مؤخرا رئيس كتلة «المستقبل« الرئيس فؤاد السنيورة ان طرح الرئيس سعد الحريري لفرنجية، الذي يحظي بقبول سعودي وغربي، لم يمت وهو مستمر رغم العرقلة المفتعلة من اخصام وحلفاء. وتزامن ذلك مع تجديد «حزب الله» من بوابة بكركي تمسكه بعون. بالمقابل يعتبر سياسي وسطي، من ابرز المروجين لوصول فرنجية، أن الفرصة التي كان بامكانها ان تشكل نصرا لـ«حزب الله» ضاعت، مستبعدا ان يتم ملء الفراغ الرئاسي قبل نحو عام. فهو يرى ان ايران لا تريد ان تبيع ورقة الرئاسة الى السعودية وبالتأكيد لا تريد وضعها في سلة الحريري. هي تريد بيعها للولايات المتحدة، لكن لرئيسها المقبل، لا الى باراك اوباما الذي تنتهي ولايته قبيل نهاية العام 2016 . وقد يتم تعويض الفراغ الرئاسي عبر تفعيل عمل الحكومة، شبه المشلول منذ اشهر عدة بسبب الخلاف على آلية عملها في ظل غياب رئيس للجمهورية والذي يتحمل عون المسؤولية الاساسية عنه وفق السياسي الوسطي. وبرأيه فإن عون سيكون اول المساهمين في هذا التفعيل لانه يفضل استمرار الفراغ على عدم وصوله الى سدة الرئاسة الاولى. وبالتالي الورقة الوحيدة المتاحة امامه هي تفعيل العمل الحكومي حتى لا تبقى الرئاسة مطلبا ملحاحا لاستكمال دور المؤسسات.

وتستقي ضرورة تفعيل العمل الحكومي حاليا اهميتها من توفر احتمالات تصعيد ما مع اسرائيل بعد اقدامها على اغتيال سمير القنطار في دمشق. فـ«حزب الله«، الذي خصص امينه العام حسن نصر الله، خطابه الاخير بالكامل لهذا الموضوع ليؤكد عزمه على ردّ يتخطى القواعد المعروفة لاحتمال كونه «عابرا للحدود والساحات« يرى نفسه، وفق السياسي السيادي مجبراً على الرد. فقد سبق للحزب ان رد على مقتل جهاد عماد مغنية رغم ان التعهد بالانتقام لوالده الذي اغتيل قبل عشر سنوات لم يتحقق بعد. ويلفت هذا المصدر الى ان اغتيال عماد مغنية اتى قبل تورط الحزب العسكري في سوريا الى جانب النظام الاسدي، وبالتالي كانت قدسية مقاومته لاسرائيل مصانة وليست بحاجة الى براهين، لكن الوضع اختلف بعد قتاله الشعب السوري وبات يتحين الفرص ليؤكد بان ذلك لم يبعده عن قتال اسرائيل. كما يرى السياسي السيادي ان «حزب الله» يتمسك بعون رئيسا لا لاعتباره ان العناد في دعمه هو الذي ادى الى القبول بفرنجية وبالتالي فإن استمراره على هذا المنوال قد يوصل عون الى مبتغاه، وانما لان الصورة الاقليمية خصوصا في سوريا لم تتضح نهائيا بعد رغم ان سكة الحل السياسي تظهرت بعد اجتماعات فيينا لحل سياسي ينهي الحرب الدائرة منذ نحو خمس سنوات. لكن ذلك لا يعني سهولة التوصل الى بلورة الحل السياسي خصوصا بعد العقبات التي بدأت بالظهور في اطار سعي الروس الى إراحة بشار الاسد عبر تأمين محيط حماية واسع للعاصمة دمشق. فقد اقدموا على اغتيال زهران علوش، وهو ما رأت السعودية انه لا يخدم العملية التفاوضية خصوصا وان علوش كان مؤيدا للعملية السلمية وحارب «داعش«، كما رأت الولايات المتحدة انه يبعث برسالة خاطئة الى المعارضين المشاركين في الحوار السياسي.

 

كل هذا الانحطاط!

علي نون/المستقبل/31 كانون الأول/15

ما الذي تعنيه الإدارة الأميركية تماماً من قولها أنها «منزعجة» من «ارتفاع عدد» الضحايا المدنيين السوريين الذين يسقطون نتيجة الغارات الروسية؟! هل تريد تذكير موسكو (مثلاً) بوجود تفاهم ما بين الطرفين يُحدد العدد المسموح قتله؟! أم أنها تلفت نظر القيّمين على القرار الروسي على ضرورة التحسّب وعدم الانزلاق إلى وضع مُحرج، أمام الرأي العام الغربي، بما قد يعرّض «العملية السياسية» لإشكالات غير مأنوسة؟! أم ماذا؟! «الانزعاج» الأميركي هذا قد يكون أوضح فضيحة أخلاقية ترتكبها إدارة أوباما، قبل أن يكون إشارة فظّة وحادة، على مدى ضمور الدور الخارجي لأكبر وأخطر دولة على وجه هذه الأرض!

كأن الولايات المتحدة صارت صنو الأمم المتحدة! جسم ضخم لكن تعوزه الرشاقة! وإمكانات كبيرة لكن من دون قرار بتفعيلها! وفي ذلك، يصير «انزعاج» الأولى من «تزايد» عدد ضحايا القصف الروسي، هو الرديف المقابل لـ»قلق» الثانية إزاء الأزمات والحروب والكوارث التي تسجّل في هذا العالم! علماً (بالمناسبة) أن المنظمة الدولية تبدي، على الأقل، شيئاً من الخفر والتواضع من خلال امتناعها، منذ فترة (لو لاحظتم) حتى عن إشهار «قلق» أمينها العام إزاء النكبة السورية والفظاعات المستحيلة التي تحصل في سياقها. في حين أن إدارة مستر أوباما لا تخجل ولا تتواضع في ادعاءاتها الأخلاقية وتمعن بالتصرف وكأنها جمعية خيرية تُعنى بمراقبة انتهاكات حقوق الإنسان.. والتبليغ عنها! الفضيحة الأوبامية في سوريا، بالمناسبة، سابقة على التدخل الروسي. وكانت إحدى أبرز محطاتها عند قصف السلطة الأسدية منطقة الغوطة الدمشقية في ذلك الآب من العام 2013، وإيثارها يومها، بلع لسانها وإطفاء محركاتها والتراجع عن «خطوطها الحمر» وإلغاء مشروع «معاقبة» الرئيس السابق الطاغية بشار الأسد على ما ارتكبه، في مقابل صفقة مخزية، كان يمكن الوصول إليها وإلى أفضل منها بكثير، لو قُدّم الدعم النوعي اللازم والكافي للمعارضة المسلحة من أجل الإطباق على بقايا تلك السلطة! يومها، أظهرت تلك الإدارة، مثلما تُظهر اليوم، أن حقيقة القياس الذي تعتمده إزاء انتهاكات حقوق الإنسان والإجرام اللاحق بالجماعات. وأوضحت بما لا يترك المجال لأي استطراد شكّاك، بأن قتل عشرات الآلاف من «المدنيين» السوريين العزّل، بكل أنواع الأسلحة بما فيها الكيماوي، لا يُعادل عندها طعن «جندي» إسرائيلي واحد! وأن مفهومها الحصري لـ»الإرهاب» إنما يتعلق بأي ضحية مدنية تسقط في دول «العالم الأول»، لكنه لا يسري على أي معطى بشري إنساني مدني ومديني في دول «العالم الثالث»! «إنزعاج» إدارة أوباما المخزي هذا يتمم قول الرئيس الروسي بوتين قبل أيام، أن عملياته الحربية في سوريا ليست سوى أفضل «تدريب ممكن لقواته».. بدماء السوريين وأرواحهم! والطرفان، في ذلك، إنما يدلاّن على المدى الذي بلغه استسهال الفتك بالشعب السوري! وعلى مدى الانحطاط الذي بلغته سياسات دول عُظمى. وعلى حجم الجريمة المرتكبة في سوريا! وعلى مدى التكالب في استرخاص واستهداف دماء العرب وأرواحهم! .. هي دلالات نكبة هذا العصر، لكن ذلك، في كل حال، لا يمنع على الإطلاق، من القول بكل وضوح ممكن، أن حذاء طفل سوري واحد ودموع كل أم سورية ثكلى يساويان كل طغاة هذا الزمن!

 

بشِع ولو نام في سورية

زهير قصيباتي/الحياة/31 كانون الأول/15

الأكثر بشاعة في العام 2015 أن يتحول خبر قتل الأطفال أو غرقهم وهم يفرون من الجحيم، أو تجنيدهم في معسكرات القتل، خبراً عادياً. أن يعتاد العرب على أنباء سبي النساء وتجريدهن من إنسانيتهن، واقتلاعهن من أوطانهن... وأن لا يرفّ لنا جفن لمشاهد العجّز وهم ينفضون عن وجوههم الدماء كالغبار، ولا يجدون يداً للرأفة. 2015 تفوّق على ما قبله في بشاعة عند الذروة، لا مؤشر أمل الى أن 2016 لن ينافسه قسوة وبطشاً. ولكن لماذا السواد والتشاؤم مجدداً، واختياره لوصف حال ما يحصل في عالم العرب؟ يبشّرنا سمسار بشع خارج المنطقة، بأن حصته فيها ستكون كعكة دسمة لشركات صنع السلاح، وبأنه سيبيع منه بالبلايين. وأما العائد فذو وجهين، للسمسار البلايين، ولنا آلاف القتلى والمشردين والأرامل. أيهما أبشع، السمسار أم القاتل، أم الساكت عن المذبحة الكبرى، أم تجّار الدين و «الفتاوى»، والذين صادروا الثورات فحوّلوها الى طاعون!؟ ولماذا نلوم الأميركي صاحب النيات الطيبة الذي لا يرضى بارتفاع معدّلات القتل وأرقام الضحايا المدنيين في سورية، فَيَمُنُّ عليهم بتصريح... تعاطف. بعد 5 سنوات من المذبحة، هل نتفاءل بأن هدف القاتل «الضيف» وقف حمّامات الدم، ودكّ «الإرهاب» لفرض السلام بالصواريخ؟ أم نراهن على حزن أوباما لعل «الضيف» يتّعظ، ويجمّد مشاريع الثأر من الغرب الجشع؟ أليس صحيحاً أن سورية ضمان للأمن القومي الروسي، فإذا استراحت اللاذقية وغوطة دمشق ودرعا، نام الكرملين على حرير القوقاز؟ وهل كثير على «الضيف» أن يراهن على مَنْ يبقى من السوريين حياً، لينتخب بشار الأسد رئيساً، ويستبدل القبّعة الروسية بالعمامة الإيرانية؟ البشع 2015 لم يتّعظ من مآسي سنوات، حوّلت أوطاناً الى مخيمات، وزُمَر مسلحين قَتَلة الى دولة جوّالة، واستفزّت «القاعدة» لتجديد شبابها، وإلا استأثر «داعش» بكل «ملاحم الخلافة» و «بطولاتها». الأبشع أن يتحول كل كلام الى مجرد مرثية تستنسخ ما قبلها، إلى أن يأتي يوم نستبدل فيه القاتل القاهر- بكل طيرانه وصواريخه- بقاتل جوّال... نبقى مستعبَدين، وراءنا سلطة قتل بـ «داعش» أو بديكتاتور «شرعي» بقبعة أجنبية، وأمامنا البحر، وبينهما جهنم إبادة. هل يكفكف دموع الأطفال الذين اغتالت الحروب براءتهم وأحلامهم، أن يعزي العرب أنفسهم لأن أوروبا الحضارية التعدُّدية شهدت في قرون مضت، ما هو أكثر وحشية وبشاعة من فظائع «داعش» والديكتاتوريات، والطوابير الخفية التي ذبحت ثورات، وأخفت أبطالها؟ بين 2011 و2015 كم عربياً تخرّج في جامعات ولم يلتحق بكتائب البطالة والفقر والهجرة؟... أقصر الطرق الى التطرُّف. كم عربية لم يقلقها الخوف من المتشدّدين، وهجرة أبنائها الى «الجهاد»؟ كم عربية لم تهدر البطالة كرامتها، ولم يشجّعها الفقر وجشع الساسة على الهروب الى المجهول؟

الأبشع أن الأوطان تكاد أن تفرّ من الخرائط! وطن الخيَم لا يصنع أملاً ولا يضمن رغيفاً. ولكن، هل يكفي أن نلعن الذين صادروا كل أمل باسم الدين زوراً، وأن نرجم الديكتاتور بنظرات المآسي والفظاعات؟ هل يسجّل التاريخ أننا الأمة- الأمم التي حطّمت أرقاماً قياسية في دورات العجز والفشل؟... نلعن الظلام وننتظر من يرجمنا. 2011- 2015- 2016 مجرد أرقام، لا أوطاننا تقل سواداً، ولا فشلنا يعلّمنا أن الأمم لا تنهض بالتمنيات، والتلطّي بسواد الظلام، وتوزيع اللعنات... في السياسة لا أخلاقية في زمن الإرهاب وعصابات الجهل. من دجلة الى الفرات، والغوطة ودرعا وبنغازي وطرابلس. فلنلعن الظلام، ونتفرّج! هل يكفي أن نحتجّ على «مؤامرة» الروس، ونشمت من تجسُّس أوباما على نتانياهو؟

 

روسيا أكثر ميلاً إلى حلّ عسكري يطوّع السياسي

 عبدالوهاب بدرخان/الحياة/31 كانون الأول/15

لم تستخدم روسيا حق النقض ضد القرار 2254، لأنها، بعد أربعة أعوام على «الفيتو» الأول، حصلت على النص الذي يريحها، خصوصاً بعدما أصبحت معنيّة مباشرة بالأزمة وليس فقط ببيع الأسلحة الى النظام السوري. وكانت بدأت عملياتها العسكرية قبل صدور القرار بإجماع مجلس الأمن، فارضة «فيتوات» في أكثر من اتجاه، تحديداً ضد المعارضة المسلّحة، وفي طليعتها «الجيش السوري الحرّ»، ثم ضد تركيا ودورها متذرّعةً بإسقاط الـ «سوخوي 24». وبعد صدور القرار، ما لبثت أن باشرت عمليات الشطب من المعادلة: ضد «جيش الإسلام» باغتيال قائده، ضد «أحرار الشام»، ضد «جيش الفتح»، ضد المعارضة التي انبثقت من مؤتمر الرياض، وضد وفد المعارضة الى المفاوضات ما لم يضمّ ممثلين لما تسمّى «معارضة موسكو». وترغب روسيا عملياً في شطب شيء اسمه «بيان جنيف 1»، أو «عملية انتقالية» تطمح الى تحديد «مصير بشار الأسد». وبالتالي، فهي تتظاهر بانتظار «قائمة التنظيمات الإرهابية»، مع أنها تتبنّى تصنيفَ النظام لكلّ مَن يقاتله على أنه «إرهابي». أي أنها تسعى استطراداً الى حل عسكري للصراع تطويعاً للمفاوضات المزمعة وللحل السياسي المرسوم لديها مسبقاً. أبسط ما يمكن قوله أن القرار 2254 الذي وُصف بأنه إنجاز دولي «توافقي»، وأنه وضع «خريطة طريق» الى حلٍّ سياسي للأزمة قوامه التفاوض بين المعارضة والنظام، أصبح غداة إقراره سلاحاً أضافته موسكو الى ترسانتها العسكرية للمضي في إضعاف المعارضة والسعي الى تصفيتها، فلا يحلّ الموعد المحدّد للمفاوضات إلا وتكون معالم الصراع قد تغيّرت ولا يعود هناك ما يمكن التفاوض عليه، أو يكون الضغط على المعارضة بلغ حدّ ابتزازها للقبــــول بتنازلات لا تستطيعها، وابتزاز الدول الداعمة لها، بحيث تطالب بمعاودة لقاءات فيينا للتداول حول «خريطة طريق» معدّلة والذهاب مجدّداً الى مجلس الأمن. لا تفسير آخــر للتصعيد العسكري وفقاً لسياسة الأرض المحروقة التي اختطّها الـــروس، متابعةً واستكمالاً لنهج نظام الأسد. صحيح أن ليس هناك أي ترتيب لوقف إطلاق النار أو لهدنة، لكن المتداول عن «لقاءات فيينا» أن الدول المعنية لم تتّفق على أي تصفية للمعارضة ما دام التفاوض هو الهدف والوسيلة، بل لعلّها قبلت ولو بشيء من الغموض - كالعادة - تفاهماً ضمنياً على تجميد الوضع الميداني والعمليات القتالية لتمكين المعارضة المقاتلة من تكييف نفسها مع واقع المفاوضات.

هنا يُطرح السؤال، تكراراً، عن حقيقة النسخة الأحدث من «تفاهمات» الأميركيين والروس. ذاك أن الهدف، أي التفاوض، يتآكل سريعاً بفعل ما هو حاصل على الأرض. وعلى المدى القصير، يصعب الحفاظ على ضوابط لطرف على حساب الآخر، ولا يجوز أن تكون واشنطن أمضت الأعوام الأخيرة في استدراج بطيء لـ «أصدقاء سورية» الى الرضوخ لسياسة روسيا السورية، بعدما عبّرت مراراً عن ضيقها منها وتمنّت إعلامياً أن «تتحرّك» أو «تتغيّر». ولعل في تسريبات واشنطن الى «وول ستريت جورنال» وسيمور هيرش، ما يكشف الوجه الآخر الأكثر واقعية للموقف الأميركي. فإذا كان جنرالات البنتاغون يجدون أنفسهم أقرب الى آراء نظرائهم الروس والألمان والإسرائيليين، منهم الى آراء رئيسهم باراك أوباما وإدارته، تكون موسكو أكثر واقعية إذ تتواطأ مع «القناة الخلفية» لتلك الإدارة. لكن إذا كان استحقاق التفاوض قائماً فعلاً، فإن لحظة المكاشفات بين أميركا وحلفائها قد حانت، لأن النظام أوضح أنه مستعد للذهاب الى مفاوضات على «حكومة وحدة وطنية» (يتبنّاها الروس والإيرانيون والأسد، وفقاً لبياني فيينا وعبارات غموض غير بنّاء في القرار 2254)، وليس الى مفاوضات على «هيئة حكم انتقالي بصلاحيات كاملة» (يُفترض أن أميركا وحلفاءها والمعارضة يؤيّدونها وفقاً لبيان «جنيف 1» والقرارين 2118 و2254).

لا شك في أن الخلاف البيّن على منطلق المفاوضات وجوهرها، وعلى تركيبة وفد المعارضة، وعلى تصنيف الجماعات المقاتلة، وعلى التناقض بين «جنيف» و «فيينا»، يفيد بأحد أمرين: إمّا أن تفاهمات كيري - لافروف تتجاوز القرار الدولي، وإمّا أن توافقات فيينا بنيت أساساً على تكاذب فرضه ميزان القوى الذي حسمه الوجود الروسي لمصلحة النظام. في الحالين، هناك تلغيم دولي للمفاوضات قبل انطلاقها، ومن حق المعارضة أن تعتقد أن اميركا تخدعها أو بالأحرى تواصل خداعها، وبالتالي ثمة حاجة ملحّة الى جلاء حقيقة التوافقات الدولية. فالمفاوضات لن تحصل في ظل استمرار تصعيد عسكري استئصالي الأهداف، لأن المعارضة المقاتلة ستسحب عندئذ موافقتها على الحل السياسي لتتفرّغ لمحاربة «الاحتلال الروسي»، كما أن المعارضة السياسية لن تتمكّن من الذهاب الى مفاوضات فيما يتعمّد الروس قتل المدنيين وتدمير بيوتهم، وقد تسببوا حتى الآن بتهجير ما يقارب نصف مليون سوري.

لا يجهل الأميركيون والروس أن الظروف لم تنضج للتفاوض، ما يرجّح تفاهمهما غير المعلن على فرضه بقوة الأمر الواقع: الضغط على الدول الداعمة كي تقطع مساعداتها للمعارضة المقاتلة، وتركها فريسة لضربات الدب الروسي. وفي هذه الحال، لن تكون مفاوضات بين النظام والمعارضة الحقيقية (المعترف بها - بغموضٍ أيضاً - في القرار 2254) بشقّيها السياسي والعسكري، بل إن التصعيد العسكري سيبدو مجرد تغطية لمفاوضات تلفيقية بين النظام و «المعارضة الموالية له» وفق توليفات ستيفان دي ميستورا. وهذه لن تأتي بأي حل سياسي مرشح لإنهاء الصراع، بل ستفتح الأبواب لتبرير حرب «جهادية» أخرى على النمط الأفغاني حين كانت موجّهة لطرد المحتلّين السوفيات، وتدلّ أشرطة يوتيوبية كثيرة على أن مقاتلي المعارضة دخلوا منذ فترة هذا المزاج المعادي لروسيا، وتدفعهم شدّة الضربات الى التجذّر فيه.

كيف تبخّرت الأفكار الروسية عن إعادة تأهيل الجيش ليكون سورياً وليس أسدياً، ولماذا تخلّت موسكو عن خيار اجتذاب «الجيش الحرّ»، وهل أن حاجتها الى النظام ودعمها له ينطويان على اعتناق لخياراته، ومنها إجهاض البحث عن حل سياسي لمصلحة السعي الى حل عسكري، وهل بلغ إعجاب الروس بالسيناريو الإيراني في العراق حدّ تكراره في سورية باستدعاء الإرهاب استدعاءً تحت مظلّة مفاوضات زائفة، وهل أن «تفاهمات» أميركا وروسيا تسمح لطرفيها بالتعايش على رغم خلافاتهما فحسب، ولا تتيح لهما إدارة حل منصف لسورية وشعبها، وماذا عن «الحرب على داعش» اذ يتعذّر تزامنها مع انطلاق حل من دون الأسد؟.. أسئلة مشروعة في ظل اهتزاز الثقة بمصداقية كل «عملية فيينا» والقرار 2254 الذي أنتجته.

الواضح أن عناصر «الصفقة» الدولية في شأن سورية لم تتضح معالمها بعد، لكن تكفي مراقبة حركة لاتصالات بين دول لقاءت فيينا للقول إن المساوات بدأت، خصوصاً في ما يتعلّق بالمجموعات «الإرهابية» التي سيتمّ إقصاؤها عن أي «عملية سياسية، ما يعني أيضاً إضعاف تأثير الدول المشتبه بها بتمويلها. وقد يكون أحد عناصر «الصفقة» ما يُلمس من تراجع ظاهري للدور الإيراني. إذ إن تثبيت نفوذ إيران وتمكينها من صيانة أوراقها للمساومة، لن يستقيما مع استبعاد تركيا من المعادلة وعدم أخذ المصالح العربية في الاعتبار، بل ينذران بصراعات إقليمية دائمة بين المستفيدين والمتضرّرين، ما قد يتطلّب وجوداً روسياً دائماً تفرضه التطورات والضرورات حتى لو لم تكن موسكو راغبة فيه. لكن هذا الوجود الروسي نفسه آخذ بالتحوّل أكثر محوراً للتأزيم منه حافزاً على التهدئة.

 

أميركا أحيت «الفزاعة» الروسية وتتحكم بها

 حسان حيدر/الحياة/31 كانون الأول/15

بعد تفكك الاتحاد السوفياتي وانهيار منظومته، باتت الولايات المتحدة القوة العظمى الوحيدة في العالم نظراً إلى إمكاناتها الهائلة التي تضعها في مرتبة أعلى بكثير من حليفاتها الأوروبيات وسواها. لكن تبين لاحقاً أن إدارة العالم تتطلب أكثر من قطب بعدما تحولت عبئاً ثقيلاً على أميركا، وصار مطلوباً منها أن تكون «شرطي العالم» الوحيد الذي يتدخل في كل شاردة وواردة، حتى بعيداً من مصالحها. ومع الوقت، واختبار القدرات عبر الخوض في الأزمات والتسويات، قرر الأميركيون أنه لا بد من إعادة إنتاج «روسيا قوية» لأنها حاجة اميركية بالدرجة الاولى. ذلك ان الصين، القوة الكبرى الثانية، لم تستطع تعويض الغياب السوفياتي نتيجة ضعفها العسكري النسبي وانطوائيتها وانشغالها بخياراتها الاقتصادية و»تشددها الإيديولوجي». ومع الوقت اضطرت واشنطن التي اعادت موسكو الى موقع «الشريك» الدولي الى التغاضي عن تجاوزات الروس المتكررة، خدمة للهدف الأصلي.

وهكذا غزت روسيا جارتها جورجيا ثم اوكرانيا من دون رد ملائم. ومع ان الولايات المتحدة وأوروبا فرضتا عليها عقوبات مؤلمة، إلا أن الغرض منها كان «التأديب» و «الضبط» وليس العزل. ولهذا عادت روسيا وتدخلت، بناء لتفاهم مسبق مع الأميركيين، في سورية، ومرة أخرى لأن أميركا في حاجة إلى دورها هناك في تغطية قرارها الذي لا عودة عنه بعدم التورط في «المستنقع» السوري مهما كان الثمن. قارنت الإدارة الأميركية إيجابيات وسلبيات التدخل في سورية لإنهاء مأزق المراوحة بين المعارضة والنظام، واستنتجت أن وقف الحرب في هذا البلد سيكلفها غالياً في مقابل ثمن «غير مناسب» قد لا تحصّله أساساً، إذ لا ثروات في سورية ولا عقود مغرية للشركات الأميركية، فيما إعادة البناء قد تتطلب وقتاً لأن إعادة اللحمة إلى المجتمع السوري تبدو أمراً صعباً للغاية، ولأن عدد الذين يستطيعون فرض شروطهم في أي تسوية أكثر مما يجب، إضافة إلى أن التدخل الروسي قد يساعد في تحويل بوصلة الإرهابيين نحو موسكو.

كانت روسيا هي الحل، وكان بوتين الشخص الملائم. فالرئيس الروسي طامح كثيراً إلى إعادة بلاده لاعباً رئيسياً في الساحة الدولية من باب «القوة الذاتية» التي تخوّلها فرض إرادتها على اللاعبين الآخرين، كباراً وصغاراً، ومتعلق كثيراً بوهم أنه يستطيع إعادة مجدها «السوفياتي» من دون دول «حلف وارسو» التي كانت عبئاً أكثر منها سنداً. ولهذا تفاخر بإنفاق خمسين بليون دولار على الألعاب الشتوية الأولمبية في سوتشي، لا تزال موازنته تعاني منها حتى الآن. وبالطبع جاراه الأميركيون في إحلامه، كي يستطيعوا توريطه حيث يريدون، فيما هم يعرفون تماماً نقاط ضعفه ومكامن هشاشة دولته التي تأتي في المرتبة العاشرة اقتصادياً في العالم. أما عائدات النفط التي بنى خططه على ارتفاعها، فسرعان ما انهارت ودفعته الى مراجعة توقعاته نحو الأسوأ اكثر من مرة. حتى انه اضطر في خطاب «حال الأمة» الذي ألقاه اخيراً الى دعوة الروس إلى توقع المزيد من التقشف وضبط الأنفاق.

ولا تزال البنى التحتية في روسيا عصية على التحديث، فالتعليم والطبابة في وضع سيء للغاية ولا يمكن مقارنتهما بما تقدمه حتى بعض الدول النامية لشعوبها. اما الفساد فينخر المؤسسات والشركات حتى في القطاع الخاص، وآخر الفضائح في هذا المجال إفلاس مصرف حكومي (فنيشكونوم بنك) كانت مهمته إنقاذ الشركات والأعمال الصغيرة المتعثرة، يتطلب إنقاذه 18 بليون دولار لا تتوافر في الخزينة، في وقت يعاني الروبل من خضات متوالية جعلت سعره يتدهور امام الدولار، فيما الوعود تتكرر بجعله عملة قابلة للتداول عالمياً. وإذا كانت الحملة العسكرية في سورية لا تزال منخفضة التكاليف (وفق تقديرات أميركية) حتى الآن، فلأن معظم القنابل التي تلقيها الطائرات الروسية والمكدسة في مخازن الجيش منذ سبعينات القرن الماضي، كانت ستكلف اكثر بكثير لو قرر تفكيكها وإزالتها، وهو ما يعترف به الروس انفسهم. روسيا عملياً ليست سوى «فزاعة» يحركها الأميركيون كلما احتاجوا عدواً وهمياً يبررون به سياساتهم، لأنهم يعرفون بوضوح حدود قدراتها، ويستطيعون لجمها إذا استنتجوا أنها تتجاوز «الدور المرسوم» لها

 

لماذا تحالفٌ إسلامي جديد ضد الإرهاب؟

 إبراهيم الصياد/الحياة/31 كانون الأول/15

للإجابة عن هذا التساؤل، لا بد أن نحدّد تاريخياً معطيات الواقع الدولي والإقليمي، ونبدأ من التجربة الأوروبية في الاتحاد، حيث نجد أنه عندما فكر الأوروبيون في أن يكون لهم كيان موحد كانت الفكرة نفسها قد تبلورت لدى العرب قبل أوروبا منذ إنشاء الجامعة العربية عام 1945، غير أن الناطقين بلغة الضاد تمهلوا وتراجعوا وتفرقوا، وسيطرت على الفكر والعقل العربيين اتجاهات انعزالية على رغم توافر عوامل نجاح توحّدهم متمثّلة في اللغة والدين والميراث الحضاري والتاريخي. نجح الأوروبيون في الاتحاد على رغم وجود عوامل الاختلاف في الجذور والفروع على حد سواء، بالنسبة الى اللغة والثقافة والتوجّه والموروث الحضاري. نجحوا ليس لشيء سوى أنهم أدركوا مبكراً أن الاقتصاد أنجح وسيلة لتقارب المصالح وتوحّد الأهداف. ومن هنا، ألقت القوة الاقتصادية بظلالها على باقي السياسات الأوروبية، وفي الوقت نفسه شكلت صورة إيجابية عامة في ذهنية الآخر عن أوروبا الموحدة في القرن الحادي والعشرين. فيما سادت الأمة الإسلامية والعربية على وجه التحديد، سياسات نلاحظ أنها لم تخدم شعوبها بقدر ما تخدم أعداءها، وفي المقدّم إسرائيل التي طرحت مفهوماً جديداً هو فكرة «الشرق الأوسط الجديد» في التسعينات على لسان شمعون بيريز، الذي عرف بصراحة أن يقرأ الواقع العربي في شكل جيد.

وعلى رغم الصورة الوردية التي رسمها بيريز للمنطقة في كتابه الذي صدر أوائل التسعينات ويحمل العنوان نفسه، فإنه كان في واقع الأمر يخفي صورة أخرى على قدر كبير من البشاعة المتوقعة، والتي لم تظهر للعيان إلا بعد حدوث ما اتفق الفكر السياسي الغربي على تسميته «ثورات الربيع العربي»!

وتتجسّد معالم الصورة التي رسمها السياسي الإسرائيلي في تفوّق حضاري شكلاً وموضوعاً من جانب إسرائيل، لكي تبدو واحة غنّاء وسط صحراء عربية قاحلة. أو دعونا نقول جزيرة خضراء وسط بحر عربي متلاطم الأمواج بدءاً من العراق وسورية وليبيا وصولاً إلى اليمن الذي كان سعيداً، ليبرز أمامنا تناقض رئيسي صنعته إرادات أطراف إقليمية ودولية للحدّ من المدّ العربي والإسلامي، لا سيما بعد أن تعامل الغرب مع المسلمين على أنهم عدو بديل بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وانفراط عقد المعسكر الشرقي وانتهاء ما اصطلح على تسميته في العلاقات السياسية الدولية «الحرب الباردة».

وتأكدت هذه الفكرة، أي «العدو البديل»، بعد هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001. وهكذا خرج الإرهاب الدولي من رحم سياسات معادية للعرب والمسلمين قامت بصنعه ودعمه، ولنا في موقف الولايات المتحدة من تنظيم «القاعدة» عِبرة تاريخية منذ الغزو السوفياتي لأفغانستان عام 1979، حتى وصلنا إلى مرحلة توظيف التنظيمات الإرهابية وجعلها أداة تُزرع في المنطقة العربية لتكريس صورة الشرق الأوسط الجديد، كما أرادها بيريز وبشَّرت بها كوندوليزا رايس، وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، قبل سنوات عدة.

وفي رؤيتي، أن تراجع الفكر الوحدوي وترجيح التوجهات الانعزالية في العالم العربي، كانا سبباً مهماً في تكوين هذا المشهد الى درجة أن المنظمة الإقليمية للعرب، وهي جامعة الدول العربية، فقدت عناصر قوتها، وبالتالي خفت صوتها واختفى تأثيرها منذ أن بدأ العرب يفكرون من منظور قُطري. وبناء عليه، يمكن القول إنه على رغم ضبابية الموقف وبشاعة الصورة في بعض الدول العربية نتيجة ازدياد بؤر التوتر في منطقة الشرق الأوسط وتراكم المواقف المعادية لأمة العرب، خرجت محاولات تنسيقية - من مصر والسعودية تحديداً - للمّ الشمل العربي والإسلامي والتصدي للاتجاهات الانعزالية المانعة للعمل العربي المشترك، وكان آخرها المبادرة السعودية لمواجهة الإرهاب، وهي عبارة عن تحالف إسلامي ضد التنظيمات الإرهابية، ومن بينها ما يسمى «داعش». وفي تصوّري، أن فكرة التحالف جاءت في وقت مناسب للعمل على إحياء الجهد وتوحيد الصف عربياً وإسلامياً، ثم جاء هذا التحالف ليشكل ضربة قاصمة لكل من يصِم العروبة والإسلام بالإرهاب، وفي الوقت نفسه يكشف موقف كل من يقف ضد الإرهاب ومن يدعم الإرهاب أمام الرأي العام العالمي. ومن ناحية ثالثة، تكرس المبادرة قوة جديدة لاستدراك مواقف الضعف والتخاذل العربي والإسلامي في مواجهة التحالفات الأخرى التي فشلت في اجتثاث جذور الإرهاب منذ أكثر من ثلاثة عقود.

ولاحظنا أن البعض هنا أو هناك هاجم المبادرة من دون دراسة وتمعُّن، أو جرياً وراء البعض الآخر الذي هاجمها لأنه أدرك أهميتها في تفويت الفرصة عليه وكشف مواقفه الداعمة للإرهاب! وما يهمني في هذا المقام، أن مثل هذه المبادرات الإيجابية المدركة لحجم المؤامرات في المنطقة، يمكن أن يُبنى عليها لدرء الأخطار المحدقة بالأمة العربية والإسلامية من ناحية، وتساعد على تفعيل كل أشكال العمل العربي والإسلامي المشترك في المستقبل القريب. وأتصور أن زيادة التنسيق المصري - السعودي يمكن أن يعيد زخم المبادرات التي تبغي مصلحة العرب والمسلمين، ويساعد ذلك على اتساع دائرة التنسيق ليضم أكبر عدد ممكن وفاعل من الدول العربية والإسلامية، وهو ما نرجوه لتجاوز حاجز فقدان الثقة بالذات. ولا شك في أن عملية «عاصفة الحزم» في اليمن نجحت من حيث تجميع القوى العربية وحشدها ونصرة إرادة الشعب اليمني في مواجهة تحديات الداخل والخارج.

 

لا فراغ بعد الأسد والبديل هو المعارضة الوطنية

صالح القلاب/الشرق الأوسط/31 كانون الأول/15

مع أنه من الصعب تصور أو تخيُّل صحة ما تحدث عنه الصحافي الأميركي، الشهير بـ«خبطاته» المعلوماتية، سيمور هيرش في مجلة: «لندن ريفيو أوف بوك» إذ إنه مستغرب جدًا أنْ تتحايل المؤسسة العسكرية الأميركية ممثلة بهيئة الأركان المشتركة على السياسات المعلنة التي يتبعها الرئيس باراك أوباما إزاء الأزمة السورية وتقوم بتعزيز بقاء بشار الأسد في الحكم وبتمرير معلومات استخبارية للجيش السوري بطرق غير مباشرة و«تتآمر» على المعارضة المعتدلة بحجة أنه لا وجود لها وتسعى إلى الحد من تسليح التنظيمات الوطنية التي اعتبرتها متشددة بل وفي بعض الأحيان «إرهابية»..

إنه لو صحت ولو بعض المعلومات التي ضمنها سيمور هيرش تقريره المطول الذي نشرته مجلة «لندن ريفيو أوف بوك»، فإنَّ هذا يعني أن هناك «لعبة أمم جديدة»، وأنَّ هناك «مؤامرة قذرة» فعلاً قد تعرضت لها سوريا وتعرض لها الشعب السوري خلال نحو خمسة أعوام ماضية، وأن هذه المؤامرة لا تزال متواصلة ومستمرة حتى الآن وإلا ما معنى أن تغيب أميركا كل هذا الغياب المريب وتترك لروسيا الحبل على الغارب ولتفعل كل ما تريده عسكريًا وسياسيًا في بلد عربي يحتل موقعًا استراتيجيًا في الشرق الأوسط وله مكانته العالمية والدولية؟!

والسؤال هنا هو: ألا تستدعي هذه المعلومات الخطيرة جدًا، التي من بينها أن هيئة الأركان الأميركية المشتركة كانت تعمل بين عامي 2012 و2014 بالنسبة للأزمة السورية خلافًا لتوجهات إدارة باراك أوباما، وأنها لجأت في خريف عام 2013 إلى خطوات ضد «متشددي» المعارضة من دون المرور عبر القنوات السياسية في واشنطن، أن يسارع الرئيس الأميركي، حتى قبل أن يذهب إلى هاواي لقضاء عطلة أعياد الميلاد وبداية السنة الجديدة، إلى تشكيل لجان تحقيق جدية في هذه الأمور الخطيرة، أمْ أنَّ كل هذا الذي جرى قد جرى بعلمه، وأن سيمور هيرش قد ذهب به الخيال بعيدًا فغلَّب الحبكة «الدرامية» على الواقع والحقيقة؟!

ثم هل من الممكن يا ترى تصور أو تصديق أنَّ هيئة الأركان في جيش كالجيش الأميركي وفي دولة كالولايات المتحدة يحكمها نظام صارم أن تعمل من وراء ظهر الرئيس وظهر إدارته وظهر الكونغرس وتقوم بتمرير معلومات استخبارية إلى جيوش أخرى، هي الجيش الروسي والجيش الإسرائيلي والجيش الألماني لتقوم بدورها بتمريرها إلى الجيش السوري ليستخدمها ضد «العدو المشترك» الذي هو جبهة النصرة وما يسمى «الدولة الإسلامية»؟!

إنه لا يمكن لا تصور ولا تصديق أنَّ الرئيس باراك أوباما لم يكن على علم بما كانت تقوم به هيئة الأركان الأميركية المشتركة، كما قال سيمور هيرش وأنه «مع بدء تدفق المعلومات من قبل استخبارات الولايات المتحدة قامت ألمانيا ومعها إسرائيل وروسيا بتمرير هذه المعلومات عن (الجهاديين) ومواقعهم وخططهم إلى الجيش السوري»، وبالطبع فإن هيرش هذا لم يفته أن يشدد على أنه لم يكن هناك أي اتصال مباشر بين الجيش الأميركي والجيش السوري، ولكنه نقل عما سماه «المستشار العسكري» قوله: «إنَّ هذه المعلومات كانت تعبيرًا عن تعاون بين مؤسسات عسكرية وليست خطة شريرة للتحايل على أوباما ودعم الأسد من وراء ظهره (...)»!! وهنا فإن أخطر ما جاء في هذا التقرير هو الحجة التي لا يزال الروس يستخدمونها ضد المقاومة السورية (المعتدلة) والقائلة، إن سقوط نظام بشار الأسد سيؤدي إلى الفوضى وربما إلى سيطرة المتشددين على سوريا.. كما حصل في ليبيا، وحقيقة فإن هذه الحجة حجة واهية، وأنه تقف خلفها مؤامرة حقيرة بالفعل وذلك لأن بديل الرئيس السوري هو المعارضة التي التقت مؤخرًا في الرياض وهو الهيئة السياسية «الكاملة الصلاحيات» التي تم الاتفاق عليها في «جنيف1» وهو المرحلة الانتقالية التي ستديرها وتشرف عليها هذه الهيئة التي تقرر أن يشارك فيها من لمْ «تتلطخ» أيديهم بدماء السوريين من أركان هذا النظام السوري وبالطبع ودون أي استثناء للطائفة العلوية. إن هذا مجمل ما جاء في تقرير سيمور هيرش الذي جرى تناوله على أساس أنه جاء كإثبات على أنَّ باراك أوباما كان بالنسبة للأزمة السورية كالزوج المخدوع الذي هو آخر من يعلم أو الذي لا يعلم شيئًا، وعلى أساس أنَّ الأميركيين «متآمرون»، وأنهم يظهرون للسوريين وللعرب وجهًا جميلاً في حين أنهم في السر يعملون بوجه آخر وأنهم، إذا كان هذا الذي قاله هيرش صحيحًا أو فيه بعض الصحة، فهم المسؤولون عن كل هذه المآسي التي حصلت في سوريا خلال الأعوام الخمسة الماضية وبما في ذلك هذا التدخل الروسي في هذه الدولة العربية.

والآن وفي حين أننا قبل الاطلاع على محتوى هذا التقرير، الذي يسود اعتقاد بأن مضمونه العام قد يكون فيه بعض الصحة حتى دون الحاجة إلى المصادر التي أشار إليها سيمور هيرش، كنا نعتقد أن المشكلة تكمن في «تساهل» الرئيس باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري وإدارته السياسية عمومًا تجاه نظام بشار الأسد وتجاه الروس والإيرانيين وأن هيئة الأركان المشتركة وكبار جنرالات الجيش الأميركي هم المتشددون، وهم كانوا، لولا قوى الشدِّ العكسي في هذه الإدارة، سيساندون الجيش السوري الحر والمعارضة السورية المعتدلة المساندة الفعلية الكفيلة بالتخلص من هذا النظام السوري الاستبدادي منذ البدايات.. أي منذ عام 2013 على الأقل.

والمهم هنا، وسواءً كان تقرير سيمور هيرش هذا صحيحًا كله أو بعضه أم أنه مجرد «شطحات» صحافية خيالية، هو إلى أين هي ذاهبة الأمور بعدما اتضحت حقيقة التدخل الروسي في هذا البلد العربي واتضحت دوافع هذا الاحتلال وأن الهدف هو القضاء على المعارضة (المعتدلة) التي هي المعارضة الفعلية وتفريغ «جنيف1» من مضمونه وكذلك «فيينا1» و«فيينا2» ومؤتمر نيويورك وأيضًا قرارات مجلس الأمن الدولي الأخير ليصبح بالإمكان إعادة صياغة هذا النظام وتسويقه مجددًا لولاية ثالثة.. ورابعة.. وألف!! الآن يضغط الروس على المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، بينما هُمْ يواصلون حربهم الظالمة، ومعهم حراس الثورة الإيرانية وحزب الله وكل الميليشيات المذهبية، على الشعب السوري وقواه الوطنية المعتدلة لتشكيل وفد المعارضة الذي من المفترض أن يتفاوض مع ممثلي النظام في الخامس والعشرين من الشهر المقبل، وكأن دي ميستورا هذا أصبح ولي أمر شعب سوريا العريق، وأصبح هو الآمر الناهي بالنسبة لقضية أصبحت على كل هذا المستوى من التعقيد، والسبب الرئيسي هو التدخل الروسي غير المبرر إطلاقًا ومنذ البدايات وحتى الآن.

لقد رحل رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي الذي حمَّله تقرير سيمور هيرش مسؤولية ازدواجية الموقف الأميركي تجاه الأزمة السورية وأصبح في عالم النسيان والسؤال هنا هو أيضًا: هل يا ترى ستبادر إدارة الرئيس باراك أوباما في باقي ما تبقى لها من وقت لتدارك الأمور واتخاذ الموقف الصحيح المفترض لوضع حدٍّ لكل هذه العنجهية الروسية وإعادة الأمور إلى مسارها السابق الذي هو مسار «جنيف1»، والمفترض أنَّ البداية هي التصدي الفعلي للحرب المسعورة التي يشنها الجيش الروسي ضد الشعب السوري وقواه الوطنية المعتدلة وفتح الطريق مجددًا أمام المرحلة الانتقالية وأمام ضرورة تنحي بشار الأسد بمجرد تشكيل الهيئة الحاكمة على أساس «جنيف1» هذه الآنفة الذكر. ثم وإلى جانب هذا فإن المتوقع أن تبادر المعارضة الوطنية السورية، بكل قواها الفاعلة التي لا علاقة لها لا بـ«داعش» ولا بالإرهاب بكل عناوينه وأسمائه ومسمياته، إلى توحيد صفوفها وتنظيم قواها العسكرية لتستطيع مواجهة هذه الهجمة الروسية – الإيرانية المسعورة ولتضمن لشعبها الانتصار الذي إن استطاع هؤلاء القتلة الانتصار عليه وهم لن يستطيعوا فإن التاريخ سيعود إلى الوراء لأكثر من ثلاثة وثلاثين عامًا عندما ارتكب حافظ الأسد مذبحة حماه الشهيرة عام 1982 التي أطال بارتكابها عمر نظامه حتى الآن.. حتى هذه اللحظة!

 

نهاية 2015: التطهير المذهبي برعاية دولية

خيرالله خيرالله/المستقبل/31 كانون الأول/15

مع انتهاء العام 2015 دخل الشرق الأوسط مرحلة مختلفة تمثّلت في عملية تبادل سكّاني في سوريا. انّها بداية تاريخ جديد للمنطقة وفتح لصفحة عنوانها التطهير المذهبي برعاية دولية. نعم، برعاية دولية. ما شهدته السنة المنصرمة ينبئ بسنة حبلى بالأحداث المرعبة، خصوصا في سوريا التي تحوّلت «ساحة» اختبار وتجارب لكلّ الأسلحة، خصوصا بعدما بدأت ايران تمارس لعبة التطهير المذهبي، فيما يعتقد فلاديمير بوتين ان هذا البلد صار الحقل الأفضل لفعالية الأسلحة الروسية وتنفيذ مناورات بالذخيرة الحيّة تطلق على ناس حقيقيين. من اعجبته 2015، سيغرم بـ2016 التي ستكرّس وجود مجموعة من الدول العربية الفاشلة في المنطقة ودولة واحدة ما زال في الإمكان انقاذها. هذه الدولة الممكن انقاذها هي لبنان. سيكون مطلوبا انقاذ لبنان في 2016، على الرغم من دخول المنطقة مرحلة التطهير المذهبي العلني وعلى الرغم من ان الثمن الذي سيتوجب دفعه سيكون غاليا. ما نشهده حاليا في سوريا، في الزبداني وفي كفريا والفوعة تحديدا، تطوّر في غاية الخطورة يعطي فكرة عمّا ينتظر الشرق الأوسط، كما يعطي فكرة عن وجود قوى خارجية تعمل على تفتيت دول الإقليم، على رأسها سوريا. هناك تهجير لسنّة من مناطق محدّدة تشكّل امتدادا لمنطقة نفوذ «حزب الله» في لبنان وتهجير لشيعة في مناطق سورية معيّنة معرّضة لمجازر، وهناك انتقال لـ»داعش» من منطقة الى اخرى بموافقة النظام، ممثّلا بالقيمين عليه في موسكو وطهران طبعا، ورعايته. تكشّفت اخيرا لكلّ من لديه ادنى شك في ذلك العلاقة العضوية بين النظام السوري و»داعش» وكلّ ما شابه «داعش» وارهابه.

في كلّ مكان حلّ فيه «الربيع العربي»، باستثناء المغرب والأردن... يصعب حصر 2015 بحدث واحد. هناك مسلسل لا يزال في بدايته تخلله وصول الرعب الى باريس. لم يعد هناك من يستطيع احصاء عدد حلقات المسلسل الذي شمل عمليات تطهير في العراق كان التركيز فيها على السنّة العرب شنّتها ميليشيات مذهبية مدعومة من ايران... وتهجير مئات آلاف السوريين في اتجاهات مختلفة، من بينها اوروبا. ما نشهده حاليا اكبر مأساة عالمية منذ الحرب العالمية الثانية، في ظلّ ادارة اميركية اختارت دور المتفرّج عن سابق تصوّر وتصميم.

تستمرّ المأساة على خلفية توقيع الإتفاق في شأن الملفّ النووي الإيراني والتدخل العسكري الروسي في سوريا. يثير التدخل الروسي كثيرا من الأسئلة، خصوصا ان لا افق له في المدى البعيد باستثناء اغلاق الأراضي السورية وموانئها في وجه الغاز الآتي من الخليج... والانتهاء من الكيان السوري الذي عرفناه منذ منتصف الأربعينات من القرن الماضي. لا تبشّر خاتمة 2015 بالخير. يبدو الآتي اعظم، لا سيّما أنّ هناك غيابا تاما للضوابط من ايّ نوع كان وانفلاتا الى ابعد حدود للغرائز المذهبية. في اساس الغياب للضوابط ادارة اميركية قرّرت اتخاذ دور المتفرّج من الأحداث في الشرق الأوسط من جهة والمشروع التوسّعي الإيراني من جهة اخرى، وهو مشروع يقوم اساسا على الإستثمار في كلّ ما هو مذهبي في الشرق الأوسط وصولا الى اليمن الذي يصعب ان تقوم له قيامة يوما. هل يستطيع لبنان حماية نفسه وتحصينها في مواجهة الحريق الكبير الذي ينهش جسد المنطقة من جهة والرغبة الأميركية في التمتّع بمشاهدة الشرق الأوسط يتآكل من داخل؟ بعيدا عن التفاؤل والتشاؤم، لا بدّ من قول الاشياء كما هي. لعلّ اوّل ما يمكن قوله انّ الطريقة التي تصرّف بها «حزب الله» بعد اغتيال الاسير السابق سمير القنطار في سوريا لا تبشّر بالخير، لا لشيء سوى لأنّ ليس ما يشير الى انّ الحزب، الذي تقف خلفه ايران، على استعداد لتعلّم شيء من دروس الماضي القريب. انّه مستعد، من دون اعارة اي اهمّية لمصالح لبنان، لمتابعة الانغماس في الوحول السورية والغرق فيها الى ما لا نهاية. يفعل ذلك تحت ذرائع مضحكة مبكية من نوع «المقاومة» و»الممانعة» فيما حليفه الروسي على تنسيق تام في كلّ المجالات مع اسرائيل. يشمل هذا التنسيق حتّى ابقاء بشّار الأسد في دمشق كي يمكنه استكمال المهمة الموكولة الى النظام الأقلّوي الذي اسّس له والده منذ ما قبل العام 1970، تاريخ احتكاره للسلطة في سوريا وتجييرها كلّها لشخصه ولطائفته بغطاء من سنّة الريف. في نهاية 2015، لاح في الأفق اللبناني بريق امل. لاح خيار انتخاب رئيس جديد للجمهورية في ظل فراغ مستمر منذ الخامس والعشرين من ايّار ـ مايو 2014. في السنة 2016، سيظلّ السؤال الذي سيطرح نفسه بقوّة هل فوّت لبنان تلك الفرصة؟ هل كانت هناك فرصة بالفعل؟ في كلّ الأحوال، كشف ما مرّ به لبنان في نهاية 2015، خصوصا بعد وضع «حزب الله» نوعا من الـ «فيتو» على سليمان فرنجيه، ان الهدف الإيراني ليس تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية فحسب، بل تغيير النظام ايضا. تريد ايران بكل بساطة ضمانات بانّ لبنان سيبقى تحت وصايتها، بعدما فقدت وحدانية وصايتها على النظام السوري. يأتي التغيير في التركيبة الديموغرافية لسوريا والذي يرمز اليه تهجير سنّة الزبداني منها، ليؤكد ان 2016 سنة كلّ المخاطر على لبنان واللبنانيين. الزبداني ليست بعيدة عن لبنان وتهجير اهلها عبر بيروت وباشراف دولي لا يدلّ سوى على دخول الأزمة السورية، ومعها المنطقة، مرحلة جديدة اشدّ خطورة على مستقبلها من اي وقت.