الراعي وراء كل المؤتمرات المسيحية المسخ، فلماذا تحييده وعدم توجيه النقد له شخصياً؟
بقلم/الياس بجاني

 

ويا أيها الذين يقولون: سنذهب اليوم أو غدا إلى هذه المدينة أو تلك، فنقيم سنة نتاجر ونربح، أنتم لا تعرفون شيئا عن الغد. فما هي حياتكم؟ أنتم بخار يظهر قليلا ثم يختفي. لذلك يجب أن تقولوا: إن شاء الله، نعيش ونعمل هذا أو ذاكولكنكم الآن تباهون بتكبركم، ومثل هذه المباهاة شر كلها. فمن يعرف أن يعمل الخير ولا يعمله يخطئ. (رسالة القديس يعقوب 04/13-17/)

 

غريب أمر من ينتقدون ويهاجمون المؤتمرات المسيحية المسخ التي يرعاها ويمولها مرتزقة محور الشر السوري-الإيراني من مسيحيي 8 آذار وفي مقدمهم جماعات ميشال عون من الودائع والانتهازيين والعصي.

هذه المؤتمرات المعيبة والمخجلة والبعيدة عن المسيحية بعد السماء عن الأرض والتي يعد تفاصيلها ويرعاها كلياً مطارنة موارنة بتكليف من البطريرك الماروني بشارة الراعي.

 

مطارنة لا يخجلون من إعلان مواقف تصب في دعم نظام الأسد الكيماوي ومعهم رجال دين مسورنين يصادرون بالبلطجة قرار الموارنة السياسي ويزورون إرادتهم وتوجهاتهم وعلى رأسهم المطران سمير مظلوم وليس أخرهم المطران ايلي نصار المتخصص ابليسياً بنكء الجراح وزرع بذور الفتنة والشقاق والفرقة والترويج للحقد والكراهية.

 

نسأل وبتعجب وحيرة وغضب لماذا يتم تحييد الراعي وهو رأس الحربة في جر الكنيسة المارونية إلى محور الشر. نسأل لماذا يُقتصر النقد على جماعات عون الشارد ولا يُذكر ولو بكلمة واحدة الراعي. وهناك أسئلة كثير تأتي في هذا السياق المحير في مفاهيمه المتناقضة.

 

نقول لمن يعنيهم الأمر كفى تحييداً للراعي وانتم تعرفون جيداً أنه هو المشكلة وهو المسؤول الأول والأخير وهو الواهم بحلف الأقليات والعامل من أجل تحقيقه معاكساً كل ما هو منطق وعقل وإيمان وإمكانيات وتاريخ وجغرافيا وديموغرفيا.

 

يا سادة، يا عبدة تراب الأرض، يا أيها المسحاء الدجالون، كما تعلمون ما يعنيكم الأمر أن المظلوم ونصار وغيرهما من الجاحدين ودون خجل في التسويق للنظام السوري ودويلات حزب الله هم يأتمرون من الراعي شخصياً وينفذون تعليماته. إيمانياً ووطنياً المطلوب من أحرار الموارنة، أحزاباً ونواباً ومثقفين ورجال دين ومؤمنين أن ينتفضوا على الراعي بالعلن ويسموا الأشياء بأسمائها وقبل فوات الأوان.

 

إن الوجود المسيحي يفرض على كل المؤمنين من أهلنا في لبنان وبلاد الانتشار الصراحة والشهادة للحق وعدم المسايرة كما الابتعاد كلياً عن عاهات التقية والذمية والأجندات الشخصية.

التاريخ لن يرحم فارحموا شعبكم وقولوا للراعي ما يجب أن يقال دون مواربة ولا تحييده وانتم تتناولون هرطقة المؤتمرات المسيحية المسخ.

 

 

الكاتب معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

تورنتو/كندا في 5 تشرين الثاني/2013