المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 01 نيسان/2016

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.april01.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فيمَا الرُسُلُ يَتَكَلَّمُونَ بِهذَا، وَقَفَ يَسُوعُ في وَسَطِهِم، وقَالَ لَهُم: «أَلسَّلامُ لَكُم!». ٱرْتَاعُوا، وٱسْتَوْلى عَلَيْهِمِ الخَوْف

فلا فَرْقَ بَيْنَ يَهُودِيٍّ ويُونَانِيّ، لأَنَّ الرَّبَّ هُوَ نَفْسُهُ لِجَميعِهِم، يُفِيضُ غِنَاهُ عَلى جَمِيعِ الَّذِينَ يَدْعُونَهُ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

هل الذين يطالبون بحقوق المسيحيين من أمثال عون هم فعلاً مسيحيين في ممارساتهم وفكرهم والتحالفات/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رسالة سماوية من مار شربل إلى جومانا سلوم…أعجوبة شفاء جديدة تسجل بفضل الايمان الصادق

هل يجترح هولاند مبادرة تخلط الأوراق نحو مرشح توافقي/سمير تويني/النهار

هاموند التقى بري وسلام وباسيل وقهوجي وشهد تمارين قتالية: اللاجئون السوريون ضيوف موقّتون وينبغي توفير الظروف لعودتهم

هاموند من الخارجية: ندعم الجيش وإقامة السوريين في لبنان موقتة

داعش يحتفظ بورقة العسكريين المخطوفين لقاء ممر آمن وسيط سوري وسجين سابق يقدّمان خدماتهما التفاوضية/عباس الصباغ/النهار

هل انتهت معركة التشريع قبل أن تبدأ؟ "النهار" تنشر أبرز بنود الاقتراحات المنتظرة/منال شعيا/النهار

الاسد راحل الى الأبد/محمد عبد الحميد بيضون/فايسبوك

أوهام...واتهام/أحمد الأسعد

فضيحة الإنترنت تطال 8 آذار…فهل سيتستر عليها حزب الله؟/فايزة دياب/جنوبية

ماذا تفعل الـSocial Media بالناس وبالصحافة وحتى بالـMedia؟/أنطوان مراد

بكركي تدعم رئيساً من خارج الأقطاب

توقعات بعقد لقاء بين سلام وخادم الحرمين في القمة الإسلامية في اسطنبول

فتفت لـ "السياسة": انتشار روائح الفضائح مؤشر على انهيار الدولة

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس في 31 آذار 2016

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الخميس الواقع في 31 آذار 2016

بري دعا الى جلسة للحوار في 20 نيسان

بري استقبل هاموند ووفدين برلمانيين من اوروبا وايران

سامي الجميل: اللبنانيون لم يعطوا نصرالله وكالة لاختيار رئيس

هاموند غادر الى لندن بعد زيارة استمرت يومين

سلام استقبل بري بدارته في المصيطبة معزيا بوفاة والدته

السفارة البريطانية: هاموند انهى زيارته للبنان واعلن عن مساعدات جديدة للجيش ب 19,8 مليون جنيه استرليني

الخارجية: خاطفو ميشال رزق في انغولا يطالبون ب 500 الف دولار لاطلاقه

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الجيش تسلم 3 طوافات عسكرية اميركية جونز: واثقون بالتزامه وقدرته على الدفاع عن لبنان وشعبه ضد التهديدات الإرهابية

جنبلاط عبر تويتر: سيجري طمس فضيحة الانترنت وربما الادعاء على مجهول

الوفاء للمقاومة: ملتزمون حضور الجلسات التشريعية حرصا على مصالح المواطنين

مكتب الأحدب: ما صدر عن شعراني هو بلاغ بحث وتحر وليس مذكرة توقيف

جنجنيان: زحلة ترفض الفكر الإلغائي وهي تتسع للجميع

الراعي استقبل سفيري مصر وهنغاريا ووفدا أوروبيا حكيم: التوازن الطائفي في وزارة الاقتصاد شبه مفقود

الحجار: روسيا قادرة على تأمين الاستقرار في لبنان والمساعدة في ملء الشغور الرئاسي

باسيل استقبل نظيره البريطاني ووفدا برلمانيا اوروبيا: توطين النازحين سيتحقق إذا لم نتصرف هاموند:اللاجئون ضيوف موقتون

فرنجية عبر تويتر :مقتل الطفلة بيتينا رعيدي برصاص طائش امر مفجع

قانون الانتخابات الجديد: هل سيبصر النور أم سيبقى مصيره معلقا؟ الجميع يرغب بتمثيل أفضل والأخذ والرد سيد الموقف ولا نتيجة الى الآن

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إيران «واثقة» من عدم رد مجلس الأمن على إطلاقها صواريخ باليستية

البنتاغون»: «داعش» يتجه نحو الهزيمة

السعودية: إيران سعت إلى تجنيد 200 شخص لإثارة الفتنة ومتهم في خلية التجسس لصالح طهران طالب بالإفراج والتعويض

الجيش التركي ينفي أي نية للقيام بانقلاب ضد أردوغان ومقتل وإصابة 24 شخصاً بتفجير في دياربكر

كيري: مصر تمثل ربع العالم العربي ونساندها في محاربة الإرهاب في سيناء

حبس صحافية بتهمة ازدراء الأديان في مصر

البحرين تكشف عن مبادرة إيرانية للحوار مع دول الخليج

العراق.. العبادي يقدم تشكيلته الوزارية الجديدة للبرلمان

الكرملين نفى صحة تقرير عن تفاهم أميركي روسي عن مصير الأسد

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

طار البلد وطارت صحافته/حازم الأمين/لبنان الآن

الاغتراب اللبناني يصلح ما أفسدته سياسة باسيل‏/سهى جفّال/جنوبية

حزب الله والعرب/إيلـي فــواز/لبنان الآن

قدم كنيسة في الإمارات وأصول التسامح/تركي الدخيل/نقلا عن "البيان

غسان سلامة... طائرٌ بلا أجنحة الأرز/الراي

الأجانب بعد الخليجيين/نبيل بومنصف/النهار

صحافة لبنان: أزمة على أبواب دور مفقود/محمد قواص/العرب

المنطقة في عصر 'داعش' والدواعش/خيرالله خيرالله/العرب

عن الفيديرالية في سورية: حقائق ومحاذير/أكرم البني/الحياة

 إيران بين «عاصفة الحزم» و «التحالف الإسلامي» ضد الإرهاب/عبدالوهاب بدرخان/الحياة

شر البلية.../حسان حيدر/الحياة

رحيل الأسد في التوقيت الأميركي – الروسي/عبد الكريم أبو النصر/النهار

اللبناني المظلوم والغشّ والفساد.../الياس الديري/النهار

لقاءات بين "القوات" و"التيار" للاتفاق على العبور إلى الدولة من خلال "اللامركزية"/اميل خوري/النهار

في مسألة مقاطعة وزير الخارجية والمغتربين زيارة الأمين العام للأمم المتحدة/السفير زيدان الصغير/النهار

"جدية" الحل في سوريا تربط المراهنين هل تُعيد واشنطن مع روسيا الرقة إلى النظام/روزانا بومنصف/النهار

كيف نوطّن وكيف نمنع التوطين/فاديا كيوان/النهار

 رفسنجاني «خائن» لأنه يريد «الحوار»/أسعد حيدر/المستقبل

هل رسم الانسحاب الروسي خطوط تماس في سوريا/ثريا شاهين/المستقبل

أزمة العراق تجاوزت مقتدى الصدر.. وغيره/خيرالله خيرالله/المستقبل

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

فِيمَا الرُسُلُ يَتَكَلَّمُونَ بِهذَا، وَقَفَ يَسُوعُ في وَسَطِهِم، وقَالَ لَهُم: «أَلسَّلامُ لَكُم!». ٱرْتَاعُوا، وٱسْتَوْلى عَلَيْهِمِ الخَوْف

إنجيل القدّيس لوقا24/من36حتى45/:" فِيمَا الرُسُلُ يَتَكَلَّمُونَ بِهذَا، وَقَفَ يَسُوعُ في وَسَطِهِم، وقَالَ لَهُم: «أَلسَّلامُ لَكُم!». ٱرْتَاعُوا، وٱسْتَوْلى عَلَيْهِمِ الخَوْف، وكَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّهُم يُشَاهِدُونَ رُوحًا. فقَالَ لَهُم يَسُوع: «مَا بَالُكُم مُضْطَرِبِين؟ وَلِمَاذَا تُخَالِجُ هذِهِ الأَفْكَارُ قُلُوبَكُم؟ أُنْظُرُوا إِلى يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ، فَإِنِّي أَنَا هُوَ. جُسُّونِي، وٱنْظُرُوا، فإِنَّ الرُّوحَ لا لَحْمَ لَهُ وَلا عِظَامَ كَمَا تَرَوْنَ لِي!». قالَ هذَا وَأَرَاهُم يَدَيْهِ وَرِجْلَيْه. وَإِذْ كَانُوا بَعْدُ غَيْرَ مُصَدِّقِينَ مِنَ الفَرَح، وَمُتَعَجِّبِين، قَالَ لَهُم: «هَلْ عِنْدَكُم هُنَا طَعَام؟». فَقَدَّمُوا لَهُ قِطْعَةً مِنْ سَمَكٍ مَشْوِيّ، وَمِنْ شَهْدِ عَسَل. َأَخَذَهَا وَأَكَلَهَا بِمَرْأًى مِنْهُم، وقَالَ لَهُم: «هذَا هُوَ كَلامِي الَّذي كَلَّمْتُكُم بِهِ، وَأَنا بَعْدُ مَعَكُم. كانَ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ كُلُّ مَا كُتِبَ عَنِّي في تَوْرَاةِ مُوسَى، وَالأَنْبِيَاءِ وَالمَزَامِير». حِينَئِذٍ فَتَحَ أَذْهَانَهُم لِيَفْهَمُوا الكُتُب."

 

فلا فَرْقَ بَيْنَ يَهُودِيٍّ ويُونَانِيّ، لأَنَّ الرَّبَّ هُوَ نَفْسُهُ لِجَميعِهِم، يُفِيضُ غِنَاهُ عَلى جَمِيعِ الَّذِينَ يَدْعُونَهُ

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة10/من04حتى12/:"يا إخوَتِي، إِنَّ غَايَةَ الشَّرِيعَةِ إِنَّمَا هِيَ المَسِيح، لِكَي يَتَبَرَّرَ بِهِ كُلُّ مُؤْمِن. وقَدْ كَتَبَ مُوسَى عَنِ البِرِّ الَّذي هُوَ مِنَ الشَّرِيعَةِ فَقَال: «مَنْ يَعْمَلُ بِأَحْكَامِ الشَّرِيعَةِ يَحْيَا بِهَا». َمَّا عَنِ البِرِّ الَّذي هُوَ مِنَ الإِيْمَانِ فَيَقُول: «لا تَقُلْ في قَلْبِكَ: مَنْ يَصْعَدُ إِلى السَّمَاء؟»، أَيْ لِيُنْزِلَ المَسِيحَ مِنَ السَّمَاء. ولا تَقُلْ: «مَنْ يَهْبِطُ إِلى الهَاوِيَة؟»، أَيْ لِيُصْعِدَ المَسِيحَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات. بَلْ مَاذَا يَقُول؟ «الكَلِمَةُ قَرِيبَةٌ مِنْكَ، في فَمِكَ وَقَلْبِكَ»، أَيْ كَلِمَةُ الإِيْمَان، الَّتي نُنَادِي بِهَا. َإِنِ ٱعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الرَّبّ، وآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، تَخْلُص. فالإِيْمَانُ بِالقَلْبِ يَقُودُ إِلى البِرّ، والٱعْتِرَافُ بِالفَمِ يَقُودُ إِلى الخَلاص؛ أَنَّ الكِتَابَ يَقُول: «كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ لا يُخْزَى». فلا فَرْقَ بَيْنَ يَهُودِيٍّ ويُونَانِيّ، لأَنَّ الرَّبَّ هُوَ نَفْسُهُ لِجَميعِهِم، يُفِيضُ غِنَاهُ عَلى جَمِيعِ الَّذِينَ يَدْعُونَهُ."

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

هل الذين يطالبون بحقوق المسيحيين من أمثال عون هم فعلاً مسيحيين في ممارساتهم وفكرهم والتحالفات!!!

الياس بجاني/31 آذار/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/03/30/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%87%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%8A%D9%86-%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%88%D9%86-%D8%A8%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%85/

مسخرة ما بعدها مسخرة واهانة للعقول والذكاء والقيم والمبادئ هي هرطقات النائب ميشال عون وصهره باسيل وربعهما بما يخص مسرحية نفاق مطالبتهم الضوضائية والمصلحية بما يخص حقوق المسيحيين...

لماذا مسخرة؟ الجواب بكل بساطة هو أن فاقد الشيء لا يعطيه.

باختصار، من لا يمارس في حياته وتعاطيه مع الآخرين القيم والأخلاق المسيحية وفي مقدمها التواضع والمحبة والعطاء والفداء والتسامح والعطاء وعدم عبادة المال لا يمكن أن يكون مسيحياً.

من هنا نسأل لماذا يوم ساح عون بطائرة الرئيس الأسد وجال وتمخطر لم يُعيد الرهبان الأنطونيين من سجون الأسد هذا؟

ونسأل لماذا يوم كان عنده 10 وزراء في حكومة الرئيس ميقاتي لم يسترد موقع المدير العام للأمن العام !!

وألف لماذا ولماذا وكل الأجوبة تبين بالإثباتات والقرائن أن عون وكل ربعه لا تهمهم حقوق المسيحيين، بل هم يستغلونها لمآرب بحت شخصية وسلطوية.

من هنا فإن همروجة عون المطلبية بحقوق المسيحيين هي مسرحية نفاق ودجل وإسخريوتية.

وفي نفس السياق فإن كل من يتحالف مع من هم من خامة وقماشة وطينة النائب عون وهو يعلم علم اليقين فكرهم وثقافتهم وممارستهم واجنداتهم لا بد وأن يكون مثلهم، ونقطة على السطر.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رسالة سماوية من مار شربل إلى جومانا سلوم…أعجوبة شفاء جديدة تسجل بفضل الايمان الصادق

http://eliasbejjaninews.com/2016/03/31/%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%B3%D9%85%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D9%85%D8%A7%D8%B1-%D8%B4%D8%B1%D8%A8%D9%84-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%AC%D9%88%D9%85%D8%A7%D9%86%D8%A7-%D8%B3%D9%84%D9%88/

الخميس 31 آذار 2016

وطنية - وما أعظم أعمالك يا رب كلها بحكمة صنعت...أعجوبة جديدة يسجلها التاريخ للقديس شربل العجائبي، فرغم الانحطاط السياسي الذي يمر به البلد، نرى في الأفق بصيص أمل يفرح القلب لأنه ينبع من الإيمان اللامشروط المتجذر في النفوس، التي يعطي الراحة النفسية.

جومانا سلوم سيدة في الخمسين من عمرها من بلدة سلعاتا في قضاء البترون، أم لثلاثة أولاد: فتاة وصبيان. عانت في حياتها الأمرين من فقدانها لأحبائها، نتيجة الحرب الآثمة، إضافة إلى الألم الذي تحول إلى أمل مع شفائها من مرض السرطان الذي لازمها على مدى 4 سنوات، واحتار الاطباء في انتشالها منه، ووحده القديس شربل تمكن من ذلك.

منذ 4 سنوات، حملت سلوم صليبها ومشت، متألمة عندما علمت بأنها مصابة بمرض السرطان في المبيض. ولذلك، أجرى لها الطبيب دافيد عطالله في مستشفى المعونات بجبيل عملية استئصال للرحم والزائدة الدودية والمرارة و30 سنتم من المصران، وبقيت في غرفة العمليات 11 ساعة. وبقيت تتلقى العلاج الكيميائي وتجري الفحوص الدورية على مدى 4 اشهر، حتى تعبت وانهكت قواها، إلا أن إيمانها هو الوحيد الذي بقي مدركا انه سيتغلب على المرض الخبيث.

جومانا سلوم اعتبرت في حديث الى "الوكالة الوطنية للاعلام" أن ما عاشته "لم يكن طبيعيا، أربع سنوات من العلاج والعمليات والألم والعذاب، ولم يعتقد أحد أن لهذا الوضع نهاية سعيدة، العذاب بدأ معها منذ اليوم الأول. وقبل دخولها المستشفى لإجراء العملية الأولى، توجهت إلى بلدة عنايا ووقفت حيث وقع القديس شربل على المذبح، وخاطبته قائلة: "أنت سلمت نفسك للرب، وأنا سأسلم نفسي إليك، أولادي اطفال وابني سيتناول بعد حوالى أسبوع قربانته الاولى، وأتمنى أن تكون بجانبي وبجانبهم ليكبروا أمامي، فطلبت من الأب الموجود أن يعطيني القربانة، واعترفت أمامه، فقال لي بحوزتي مسبحة سأعطيك إياها، وهي ممسوحة بجثمان القديس شربل فاتركيها معك. لقد أبقيتها معي، ووضعتها على رقبتي منذ أربع سنوات، وأنا متأكدة أنه هو من انقذني في العملية الاولى، خصوصا أنني بقيت 11 ساعة متواصلة".

أضافت: "المعاناة الكبرى بدأت منذ سنة ونصف سنة، بسبب العلاج المتواصل وتوقفت الكليتين عن العمل. ويوم الثلثاء، خلال أسبوع الآلام، طلبت مني صديقتي ان نزور السيدة نهاد الشامي. وبالفعل، ذهبت معها، وهناك كان توجد في الصالة صورة قديمة للقديس شربل ترشح زيتا على مجموعة من القطن موجودين تحتها، فقالت صديقتي: "خذي قطنة وابلعيها"، فوقفت بسرعة امام الصورة وصليت بعمق وأخذت قطنة فيها زيتا مقدسا وبلعتها بكل محبة، وقلت له لم تتركني ابدا، فارجوك لا تتركني الان، وخرجت".

وتابعت سلوم بفرح: "كنت بالأمس على موعد في المستشفى لاجراء الفحوص اللازمة والاشعة، وبقيت حتى بعد الظهر. وعند صدور النتيجة، توجهت إلى الدكتور جورج شاهين قبل مغادرته لبنان لمعاينة النتيجة، وعندما اعطيته اياها، بدا مذهولا ومتفاجئا، وقال شيء لا يصدق لا يوجد أي مرض، كل فحص أحسن من غيره، مع العلم ان الدكتور شاهين كان يحثني دائما على الايمان. وهنا، كانت سعادتي لا توصف ولا تصدق. ولذلك، سأصعد غدا الى عنايا لتلاوة صلاة الشكر".

جومانا سلوم آمنت بالقديس شربل، وبلعت القطنة من دون ان تفكر الا فقط بقدرته العجائبية، فالايمان يهد الجبال فكيف بالحري نحن.

 

هل يجترح هولاند مبادرة تخلط الأوراق نحو مرشح توافقي؟

سمير تويني/النهار/1 نيسان 2016

هل قرار الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند زيارة لبنان في منتصف الشهر المقبل يعني أن باريس أقرت بالأمر الواقع وفقدت الأمل في التوصل داخليا الى توافق مسيحي في الأمد القريب على انتخاب رئيس للجمهورية، وإقليميا عدم توصل الى اتفاق بين إيران والسعودية على حل لأزمة الفراغ الرئاسي اللبناني؟

أما الاستنتاج الآخر فهو أن المحادثات الفرنسية - الايرانية بعد زيارة الرئيس حسن روحاني لفرنسا لإخراج الانتخابات الرئاسية اللبنانية من عنق الزجاجة، لم تؤد الى النتائج المرجوة، وما زالت ايران تعتبر ان الوقت لم يحن بعد لسد الفراغ الرئاسي لأنه مرتبط بحل الازمة السورية. وعلى رغم أن اللبنانيين حولوا بلدهم رهينة الصراع الايراني - السعودي، ما زالت باريس تعتبر ان انتخاب رئيس للجمهورية يوفر المدخل الوحيد إلى توفير الحلول للمشكلات السياسية العالقة منذ أكثر من عامين، ويحافظ على ميثاق العيش المشترك بين جميع الاطراف. وكان هولاند أعلن في ايلول الماضي انه ينوي زيارة بيروت غداة المؤتمر الدولي لدعم لبنان للبحث مع اللاعبين اللبنانيين في تطورات الازمة اللبنانية وأولوية قيام الأحزاب بسد الفراغ الرئاسي اللبناني وإعادة تفعيل المؤسسات الدستورية اللبنانية، لأن الشغور يهدد الوحدة الوطنية ومناعة لبنان، فضلاً عن زيارة أحد المخيمات التي تستضيف لاجئين سوريين لتحديد سبل مساعدتهم. والرسالة الفرنسية هي إعادة تأكيد الموقف الفرنسي الداعم للبنانيين في صمودهم أمام تداعيات الحرب السورية، والعمل على تثبيت الاستقرار الداخلي خلال الاشهر المقبلة ومنع تمدد اللهيب السوري الى داخل الاراضي اللبنانية، فالمظلة الدولية هي التي تحمي الوضع الامني الداخلي. غير أن هناك العديد من الأسئلة المطروحة حول هذه الزيارة كما كانت مطروحة عند تحديده موعد زيارته في تشرين الاول الماضي. أولها بروتوكولي، إذ كيف يمكن رئيسا للجمهورية الفرنسية القيام بزيارة رسمية للبنان في غياب نظيره رئيس الجمهورية اللبنانية. وإذا تخطى هولاند العقبة البروتوكولية، فإنه من الناحية الديبلوماسية لن يقوم بزيارة بيروت وجعبته فارغة من أي حلول يقدمها، أو خريطة طريق للخروج من المأزق الدستوري التي تعيشه البلاد. ولن يأتي هولاند، الذي قرر زيارة بيروت بعدما ألغيت زيارته لعمان خلال جولة على مصر والأردن لوجود السلطان قابوس في ألمانيا للاستشفاء، للتشاور مع السياسيين اللبنانيين، وباريس تعي أن الحل لم يعد في أيديهم. وباريس تعرف أن نجاح الزيارة مرتبط بأفق حل الفراغ الرئاسي وتفعيل عمل الحكومة والبرلمان والتوصل الى قانون انتخابي يرضي جميع الاطراف، وليس في الأفق المنظور أي بوادر إيجابية لحل هذه الأزمات. فالزيارة حددت لأن باريس أرادت ملء الفراغ الديبلوماسي بعدما قررت دول الخليج مقاطعة لبنان، وسبب التحرك أن الملف اللبناني من ضمن أولوياتها، ولا يمكنها أن تترك الساحة اللبنانية بعد زيارة مسؤولين دوليين وأوروبيين وايرانيين. فعلى رغم أن الصحافة الفرنسية تعتبر أن هذه الزيارة خطأ ديبلوماسي لأن الرئيس ليس في جعبته أي شيء يمكنه تقديمه الى اللبنانيين، يمكن هولاند أن يفاجئ الجميع، بعد فشل مبادرتي فريق الرابع عشر من آذار الرئيس الحريري بترشيحه النائب سليمان فرنجية والدكتور سمير جعجع بترشيحه العماد ميشال عون وتحول المبادرتين أزمة سياسية، باجتراح أفكار جديدة تعيد خلط الأوراق للتوصل الى مرشح توافقي مقبول من جميع الاطراف. اما الامر الملموس الآخر الذي سيحمله الرئيس الفرنسي الى بيروت فيرجح ان يكون اعلانه التوافق مع المملكة العربية السعودية على ابقاء الاسلحة المقررة اصلا للجيش اللبناني ضمن الهبة السعودية التي جمدت في فرنسا في انتظار ظروف سيصار في ظلها الى اعادة الهبة الى لبنان.

 

هاموند التقى بري وسلام وباسيل وقهوجي وشهد تمارين قتالية: اللاجئون السوريون ضيوف موقّتون وينبغي توفير الظروف لعودتهم

النهار/1 نيسان 2016/أعلن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أن اللاجئين السوريين "هم ضيوف موقتون الى حين استقرار الأوضاع في بلادهم، وقد ركزنا على أهمية توفير الظروف الملائمة والآمنة في سوريا من أجل عودتهم والمشاركة في إعادة إعمارها". جال الوزير البريطاني والوفد المرافق والقائم بالأعمال البريطاني بنجامين واستنيدج، على رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، ورئيس مجلس الوزراء تمام سلام في المصيطبة، والتقى نظيره وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في قصر بسترس، ثم عقدا مؤتمرا صحافيا استهله الأخير بالإشارة الى أنهما "بحثا في تفاصيل الوسائل والآليات التي تهدف إلى تنفيذ المشاريع والبرامج التي قدمها لبنان بموجب إعلان النيات في مؤتمر لندن، وأكدنا أن لبنان سوف يفي بالتزاماته إذا ما أوفى شركاؤنا الدوليون بتعهداتهم"، لافتاً الى "أن هذه الدول لم تحترم تعهداتها". ومما قال: "نحن نعتقد أن تداعيات هذه الأزمة يمكنها أن تؤدي الى مرحلة مأسوية في لبنان، ونتكلم هنا على توطين اللاجئين وهذا الامر ممنوع في دستورنا، ونحن نرفضه، فقد حصل ذلك مع اللاجئين الفلسطينيين قبل أكثر من 60 عاما، ويحصل اليوم مع النازحين السوريين. هذا الواقع المأسوي سوف يتحقق إذا لم نتصرف".

هاموند

وقال هاموند إن حكومته "قدمت 114 مليون جنيه استرليني هذا الأسبوع لدعم برنامج "خطوة"، وقامت دول أخرى بتعهدات مماثلة خلال مؤتمر لندن، وسنقوم بما يمكننا من أجل أن تفي بالتزامها وتدفع المبالغ نقدا"، مشيراً الى "أن مجموع ما قدمته بريطانيا من أجل دعم الاستقرار في لبنان يصل الى 385 مليون جنيه استرليني، وهي مستمرة في أن تكون من بين أكبر الدول المانحة للدول المتضررة من الأزمة السورية. نحن نعمل من كثب مع الحكومة اللبنانية من أجل تفعيل فرص الاقتصاد اللبناني، بما يخدم الشعب اللبناني واللاجئين المقيمين على أرضه، من أجل خير البلد وتمكين اللاجئين بالمهارات التي سوف يحتاجون اليها لدى عودتهم الآمنة الى بلادهم لإعادة بنائها. وتقر بريطانيا أيضا أن من المهم جدا المحافظة على المؤسسات اللبنانية، وسنواصل دعمنا للقوات المسلحة اللبنانية لتأمين حماية سيادة لبنان وسلامة حدوده. وسعدت اليوم بتقديم مبلغ 19,8 مليون جنيه استرليني من أجل دعم هذه القوات، وسنقوم بتدريب خمسة آلاف عنصر منها في منطقة حامات. إن هدفنا اليوم أن يتمكن لبنان من إحلال الأمن مئة في المئة على كل حدوده مع سوريا، ونريد أن ندرب الجيش اللبناني على سبل مكافحة الإرهاب، وحتى سنة 2019 نكون قد دربنا نحو 11 ألف عنصر على تقنيات خاصة لمكافحته (...). عقدت أيضا اجتماعا ممتازا مع رئيس الحكومة، وأكدت له أننا سندعم كل جهوده لكي تعمل الحكومة اللبنانية بشكل فعال. كما التقيت الرئيس نبيه بري وناقشت معه الفراغ الرئاسي وضرورة أن ينتخب المجلس النيابي رئيسا للجمهورية، لكي يكون ممثلا في الأسرة الدولية. بالنسبة الينا، إن لبنان لا يمكنه الانتظار لكي يجري التخفيف من التوترات الإقليمية. إن بريطانيا تتطلع الى العمل مع الرئيس اللبناني المستقبلي. وبالطبع هذه الأيام صعبة بالنسبة الى لبنان، ولكنني أعرف أنكم على إلفة مع هذه الأوضاع، وثمة أمور إيجابية جدا مثل شجاعة القوات المسلحة، وقد سمعت عن ابتكار الشباب اللبنانيين ورأيت أيضا ثمار المبدعين اللبنانيين".

اليرزة

وزار أيضاً قائد الجيش العماد جان قهوجي في اليرزة. ثم توجه برفقة مدير العمليات في الجيش العميد الركن زياد الحمصي إلى مدرسة القوات الخاصة - حامات، حيث حضر تمارين قتالية متنوعة، نفذتها وحدة عسكرية بمشاركة فريق تدريب بريطاني.

 

هاموند من الخارجية: ندعم الجيش وإقامة السوريين في لبنان موقتة

بيروت - «الحياة /01 نيسان/16/أكد وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند من وزارة الخارجية اللبنانية بعد اجتماعه مع نظيره اللبناني جبران باسيل رغبة بلاده في «تعزيز الدعم للجيش اللبناني من أجل استقرار لبنان وأمنه»، حاسماً سجالاً قائماً في لبنان من خلال إعلانه «أن إقامة السوريين في لبنان موقتة ومن الممكن عودتهم ما أن يستتب السلام في سورية ونعمل في شكل وثيق لتأمين ازدهار لبنان ومشاركة النازحين الموجودين فيه في عملية إعادة بناء سورية». وقال الوزير البريطاني أنه أعلن «عن المزيد من الدعم للجيش لمراقبة الحدود من أجل توفير الأمن مئة في المئة على حدود لبنان مع التذكير بأن بريطانيا تمد الجيش بالدعم والمساعدة منذ 2011». وتحدث عن «اجتماع إيجابي عقده مع رئيس الحكومة تمام سلام، وعبرت عن سرورنا بإجراء انتخابات بلدية، فلا يمكن للبنان أن ينتظر حل المشاكل الإقليمية ويجب انتخاب رئيس لنتمكن من العمل معه قريباً. وننوه بمبادرات اللبنانيين في مجال الأعمال ونشدد على أن بريطانيا ستبقى الشريك القوي للبنان». وعن المرحلة الانتقالية في سورية قال: «إننا بحاجة إلى حكومة انتقالية بينما بشار الأسد يقول بحكومة وحدة وطنية لذا لا يمكن أن تكون هناك حكومة بقيادة بشار الأسد على المدى الطويل».

وعن «محاربة حزب الله داعش»، اكتفى بالقول: «نريد رؤية مؤسسات الدولة تتعامل مع التحديات الماثلة أمامها والشعب اللبناني والحكومة أن يقرروا كيفية معالجة أمورهم». وكان باسيل أوضح في مستهل المؤتمر الصحافي المشترك أنه شدد «على ضرورة انسحاب إسرائيل من أراضي لبنان المحتلة وعودة الفلسطينيين إلى ديارهم. وبحثنا أزمة النزوح السوري وناقشنا تطبيق برنامج لبنان الذي رفع إلى مؤتمر لندن، وأكدنا أن إقامة النازحين الدائمة أو الطويلة تسمى التوطين وهذا ممنوع في دستورنا ونتخوف من أن يتحقق هذا الكابوس». وكان هاموند لفت بعد زيارته سلام يرافقه القائم بأعمال السفارة البريطانية لدى لبنان بنجامين واستنيدج إلى أن البحث تركز على «الدعم الذي تقدمه بريطانيا للقوى اللبنانية المسلحة وستستمر بذلك في المستقبل. ونحن سعداء بأن الجيش اللبناني يترجم هذا الدعم البريطاني في تعزيز أمن الحدود وتمكين الجيش في مواجهة تنظيم «داعش» حفاظاً على سلامة لبنان وإبقائه بمنأى عن هجماته». وأشار إلى أنه بحث مع سلام «الوضعين السياسي والاقتصادي، وكانت المحادثات جيدة ولبنان هو جزء مهم من جبهة مواجهة الإرهاب، وتحدثنا عن التعاون مع الحكومة اللبنانية في هذا المجال بما في ذلك الخطة التي أقرت في مؤتمر لندن لدعمه في مواجهة أزمة النازحين السوريين في لبنان. كما بحثنا في كيفية إدارة الخطط مستقبلاً». وكان هاموند زار رئيس المجلس النيابي نبيه بري في حضور المستشار الإعلامي علي حمدان وعرض معه التطورات في لبنان والمنطقة. وقال هاموند بعد اللقاء: «كانت محادثات جيدة للغاية حول عدد من التحديات السياسية والأمنية التي تواجه لبنان وبعض الفرص الجيدة. وكانت لي الفرصة للحديث عن برنامج المملكة المتحدة لمساعدة لبنان بما فيه برنامج دعم الجيش اللبناني. وبحثنا في كل هذه القضايا بما في ذلك نتائج مؤتمر لندن (لدعم المجتمعات المضيفة للاجئين السوريين) وكيف يمكن ترجمتها بالنظر إلى الالتزامات التي حصلت». وجدد التزام المملكة المتحدة «مبلغاً مالياً للسنوات المقبلة، ونستعجل الآخرين لتنفيذ التزاماتهم المالية». وكان بري التقى وفداً من البرلمان الأوروبي برئاسة النائب ماريا غبريال، وعضوية النائبين ستيفانو موللو وكريستيان سيلفيو بوسوا، ووفدا إدارياً وتطرق البحث إلى الأوضاع في لبنان والمنطقة والتعاون بين البرلمان اللبناني والبرلمان الأوروبي، ونتائج زيارة بري بروكسيل والبرلمان الأوروبي. كما التقى بري وفداً برلمانياً إيرانياً برئاسة رئيس لجنة المجالس والشؤون الداخلية في مجلس الشورى الإيراني أمير خجستيه والسفير الإيراني لدى لبنان محمد فتحعلي، وجرى عرض للتطورات في المنطقة.

 

داعش يحتفظ بورقة العسكريين المخطوفين لقاء ممر آمن وسيط سوري وسجين سابق يقدّمان خدماتهما التفاوضية

عباس الصباغ/النهار/1 نيسان 2016/بعد استعادة الجيش السوري وحلفائه مدينة تدمر التفوا على القريتين لإغلاق الممر من جرود القلمون وعرسال الى البادية مما يعني حصار مئات عناصر تنظيم "داعش" قرب الزمراني ومرطبية ووادي ميرا، في حين ترسم المواجهات في جرود عرسال بين "داعش" و"جبهة النصرة " مستقبلاً غير مطمئن نظراً إلى انعكاسات محتملة على عرسال مع استمرار "داعش" في التكتم على مصير العسكريين التسعة المخطوفين لديه منذ مطلع آب 2014. يصف المتابعون المواجهات الأخيرة بين التنظيمين الإرهابيين في جرود عرسال بأنها الأعنف، بدليل سقوط عشرات القتلى والجرحى من الطرفين فيها، بما يشير إلى تصميم أحدهما على طرد الآخر من الجرود المتبقية تحت خارج سيطرة الجيش السوري و"حزب الله" والجيش اللبناني. وعلى خط موازٍ تؤكد مصادر مواكبة لقضية العسكريين المخطوفين ان المفاوضات غير المباشرة بين الجانب اللبناني و"داعش" انطلقت قبل مدة عبر سجين سابق في رومية كان في عداد المجموعة التي خطفت العسكريين، قبل ان تقبض الأجهزة الأمنية عليه ويعترف بانتمائه الى "داعش". وفي المعلومات ان السجين السابق سوري الجنسية يدعى "أبو محمود" وقد زار الجرود قبل نحو ثلاثة اشهر في محاولة لجس نبض التنظيم بخصوص مباشرة المفاوضات غير المباشرة، لكنه لم يتمكن من إكمال مهمته ولا حتى الحصول على معلومات ثابتة عن أوضاع ومكان العسكريين الذين يُحتجزون فيه، علماً ان آخر معلومات وصلت الى الجانب اللبناني كانت تتحدث عن نقل عدد منهم من جرود عرسال الى محافظة الرقة السورية. لكن إصرار الجانب اللبناني على كشف مصير العسكريين التسعة حرك المفاوضات غير المباشرة مجدداً بالتزامن مع ازدياد التعقيدات الميدانية في الجرود، وقدم الجيش السوري تسهيلات لمهمة الوسيط الجديد رفضت المصادر الكشف عنها حالياً، جازمة أن مطالب "داعش" تطابق مطالب "النصرة" التي بادلت 16 عسكرياً لبنانياً بعدد من المسجونين في بيروت ودمشق، اضافة الى مساعدات غذائية للنازحين السوريين وخصوصاً في وادي حميد.

معركة السيطرة على مخيمات النازحين

ويكمن بيت القصيد وسط هذه التعقيدات في مخيمات النازحين التي تؤوي عشرات آلاف السوريين يشكلون بيئة حاضنة للجماعات المسلحة، الامر الذي ظهر جلياً خلال معركة عرسال عام 2014 وهجوم الإرهابيين على مواقع الجيش ومن ثم خطفهم عدداً من جنوده ومن عناصر فصيلة قوى الأمن الداخلي في عرسال. وتقول المعلومات إن "داعش" يبحث عن حديقة خلفية آمنة لا يمكن ان يحظى بها سوى في المخيمات وعرسال مما يضع مصير البلدة امام المجهول مجدداً، وتعتقد مصادر ميدانية ان التنظيم الإرهابي يمكن أن يستهدف مخيمات النازحين أو يحاول الهجوم عليها باعتبار أنها البيئة الحاضنة لـ"النصرة" في الدرجة الاولى، في حين أنها غير قادرة على حماية النازحين نظراً الى تقهقرها امام التنظيم الارهابي الذي سيفقد الخط الآمن الى البادية السورية إذا نجح الجيش السوري في استعادة القريتين.

 

هل انتهت معركة التشريع قبل أن تبدأ؟ "النهار" تنشر أبرز بنود الاقتراحات المنتظرة

منال شعيا/النهار/1 نيسان 2016/هل انتهت معركة التشريع قبل ان تبدأ ؟ سؤال تبدو الاجابة عنه واضحة، اذ ان ظروف التشريع لم تنضج بعد في ظل استمرار رفض الكتل النيابية المسيحية له. كان من المقرر ان تتركز الجولة الحوارية المؤجلة، في ما لو انعقدت، على بند تفعيل مجلس النواب، وسط اصرار رئيس المجلس نبيه بري على عقد جلسة عامة قريبة وفتح ابواب البرلمان، لكن تحديد الموعد الجديد للحوار في 20 نيسان سيجعل الامور اكثر تعقيدا. هكذا، اعطى بري مهلة طويلة للحلقة الحوارية الجديدة، علّ المواقف تتبدّل والظروف تنضج لفتح باب التشريع. حتى الساعة، لا تزال الجولات الحوارية مجرد كلام بكلام، في وقت لا تزال خريطة المواقف على حالها. "تكتل التغيير والاصلاح" يبدو منقسما بين اعضائه: "التيار الوطني الحر" يرفض التشريع من دون قانون انتخابات، في حين ان تيار "المردة" وحزب الطاشناق يؤيدان التشريع. كتلة "القوات اللبنانية" ترفض التشريع الا للبنود التي تنبثق منها السلطة السياسية والمالية، اي قانون الانتخاب ومشروع الموازنة. كتلة نواب الكتائب تنطلق من المبدأ الرافض للتشريع، في ظل الفراغ الرئاسي، لكون مجلس النواب حاليا هو هيئة انتخابية لا اشتراعية. "كتلة الوفاء للمقاومة" تؤيد التشريع بقوة، اذ ترفض اقفال المجلس تحت اي ذريعة، حتى لو كان الشغور الرئاسي، وبالطبع فان كتلة "التنمية والتحرير" تلاقيها في المبدأ نفسه، تماما كموقف كتلة "اللقاء الديموقراطي"، اذ بدأ النائب وليد جنبلاط يدعو الى اطلاق عجلة التشريع. يبقى موقف كتلة "نواب المستقبل"، مع بدء ارتفاع اصوات من داخلها ترى انه لا يجوز ان يقف التشريع عند اي بند من البنود، ولا يجوز ان تبقى ابواب مجلس النواب مقفلة طوال كل هذه الفترة.

من هنا، فان التعهد السابق للرئيس سعد الحريري بعدم حضور اي جلسة عامة يخلو جدولها من بند قانون الانتخاب، بات من الماضي، لا سيما ان بري سبق له ان اعتبر نفسه غير معني بأي التزام من هذا النوع. حيال ما تقدّم، لن يسارع بري الى الدعوة الى جلسة عامة، اقلّه قبل الموعد المقبل للحوار في 20 نيسان، لكنه في الوقت نفسه لن يترك العقد العادي للمجلس يمرّ من دون الدعوة الى جلسة اشتراعية، وهو استبق ذلك بقطع الطريق امام معارضيه بقوله: "نعرف كيف نحفظ الاصول". وسط هذا الواقع، اكثر من 300 اقتراح قانون ومشروع تنتظر امام باب الهيئة العامة، وبالطبع، فان جدول التشريع في ظل هذه الظروف سيقتصر على البنود الضرورية فقط. حتى الان، لم يصر الى تجميع هذه البنود، غير ان "النهار" حصلت على ابرز البنود التي فرغت منها اللجان وباتت جاهزة امام الهيئة العامة، وهي عبارة عن مشاريع مالية واجتماعية، وهي:

مشروع اتفاق تعاون في مجال الدفاع بين لبنان وفرنسا.

فتح اعتماد مالي عبر سلف خزينة من الـ2012 لتغطية الفوائد المدفوعة.

فتح اعتماد مالي لتغطية العجز في الرواتب والاجور لبعض الادارات العامة.

اقتراح قانون يتضمن تعديلات على قانون السير الجديد.

فتح اعتمادات لمشاريع مياه مبتذلة واستملاك نهر الليطاني.

اقتراح قانون يتضمن التعديلات المقترحة على قانون الايجارات.

اقتراح قانون افادة المضمونين المتقاعدين من العناية الطبية.

وقبل انعقاد الجلسة عامة، يفترض بهيئة مكتب المجلس ان تجتمع وتحدد جدول اعمال الجلسة، فتضع بنودا ضرورية لا يمكن تأجيلها. من هنا، قد يكون شهر نيسان محطة للتشريع، وربما لمعارك وهمية ستخاض تحت اسم حقوق المسيحيين، كما في التشريع الفائت، من دون ان يحصل المسيحيون سوى على قوانين مماثلة لقانون استعادة الجنسية، الذي لا يزال حتى اللحظة شيكا بلا رصيد.

 

الاسد راحل الى الأبد

محمد عبد الحميد بيضون/فايسبوك/31 آذار/16

بعد زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري الى موسكو ولقائه بوتين لمدة اربع ساعات وتبعه رئيس وكالة الاستخبارات المركزية جون برينان في زيارة لنظيره الروسي، بدأت ملامح اتفاق دولي على الحل في سوريا ولكن بدون الاسد٠

صارت المحادثات الدولية تركز على تأمين بلد ثالث يُستقبل الاسد لأن الواضح هو ان لا مستقبل له في سوريا ولا مستقبل لسوريا بوجوده٠

عندما سيرحل الاسد عن سوريا في مهلةٍ لا تتجاوز ١٨ شهراً حسب الاتفاق الدولي ويحمل معه اكثر من عشرين مليار من المال الفاسد الطاهر هل ستبكي "الشيعية السياسية" بطرفيها هذا العدد الكبير من الشباب الضحايا الذين أرسلتهم للموت في سبيل الاسد وعائلته؟

 اكثر من الف وخمسمائة قتيل والآف الجرحى وقرى وبلدات في الحداد المتواصل؟

هل ستبكي هذا الدمار الكبير الذي لحق بالنسيج الوطني والعيش المشترك وهذه العزلة التي يعيشها جمهور هؤلاء لأنهم كرّسوا أنفسهم مجرد قرابين لأجل شخص بشّار الاسد الذي يقود نظام الفساد والإستبداد والارهاب؟

اذا لم تبكِ اعينهم سوريا وشعبها وما لحق به من موت ودمار وإذلال يفوق كل وصف فهل ستبكي أعينهم على أنفسهم وضحاياهما وقرابينهم؟

هم ضحية، أموات ولو أحياء لأنهم حُشروا في الدفاع عن قضية غير عادلة وغير مشروعة لا يرتضيها عقل او دين: حماية الديكتاتور وحماية الثروات الصاعدة من الفساد ودم الشعب٠

جمهور "الشيعية السياسية" بطرفيها حوّلوكم الى جمهور التعصب والتعبئة والتحريض المذهبي والاضاليل٠

هل ستستفيدون اليوم وهل ستحاسبون من جعلكم مجرد أدوات تحركها الغرائز دون العقل ودون الإنسانية ودون الرحمة ومن جعلكم مجرد فرق موت ومرتكبي جرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة وجرائم حرب؟

وَيَا بعض شيعة لبنان ضحية سياسات ايران والجهل والفساد حان وقت العودة الى الوطنية الصافية وخلع الرداء المذهبي البغيض وانهاء سياسات التصنيف والتخوين للمواطنين.

اليوم أوان العودة لله والدين والوطن والخلاص من تصورات وطموحات المرشد وحزبه ومذهبيته٠

 

أوهام...واتهام

أحمد الأسعد/31 آذار/16

 لا شك في أن ما عاناه لبنان، وما مرّ به من تجارب دموية ومريرة على مدى عقود، بفعل الوجود الفلسطيني، اسباب كافية لكي يتوجس من مطالبته بإجراءات تطيل وجود النازحين على أرضه، وتشجعهم على البقاء.

وللبنانيين كامل الحقّ في أن يحاذروا أية خطوات من هذا النوع، وأن يترددوا التجاوب مع مطالبة المجتمع الدولي باعطاء النازحين بعض التسهيلات، كحق العمل، لأنهم يخشون أن تكون نتيجة مثل تلك الخطوات استطابة السوريين البقاء في لبنان، حتى لو تسنت لهم العودة إلى بلدهم.

غير إن ذلك لا يعني على الإطلاق أن من حق بعض اللبنانيين أن يتهموا المجتمع الدولي بالعمل على توطين السوريين في لبنان، وأن يتوهموا بأن ثمة مؤامرة تُحاك في الغرف المظلمة في هذا الشأن!

وليس منطقياً أن يطلب اللبنانيون من المجتمع الدولي أن يقدّم إليهم المساعدات للتمكن من إيواء النازحين السوريين، وأن يتهم في الوقت نفسه المراجع الدولية بأنها تريد السوء للبنان!

على كل حال، حتى لو كانت ثمة نيّة لدى أي طرف دولي لتوطين السوريين أو الفلسطينيين، فإن اللبنانيين، بكل فئاتهم، يرفضون ذلك.

لقد اختبر اللبنانيون كل شيء، وتعلّموا. أخطأوا جميعاً، وتعلّموا. ما من أحد من اللبنانيين يرى في السوريين أو الفلسطينيين عنصراً داعماً له، أو معززاً لقوته، بل يدرك الجميع خطورة التوطين على الوطن، وعلى استقراره الأمني والسياسي والإقتصادي والإجتماعي، وحتى على هويته ودوره.

 

فضيحة الإنترنت تطال 8 آذار…فهل سيتستر عليها حزب الله؟‏

فايزة دياب/جنوبية/31 مارس، 2016

تستمر قضية «الانترنت غير الشرعي» في السجال الاعلامي والسياسي على الرغم من المعطيات التي صرّح عنها مسؤولون من وزراء ونواب، وبالمقابل برز بطء القضاء في السير بالقضية على الرغم من وضوح أسماء المتورطين، مما يترك علامات استفهام عديدة! تستمر قضية «الإنترنت غير الشرعي» التي فجّرها وزير الإتصالات بطرس حرب قبل أسبوعين بالتفاعل إعلاميًا وفي الأروقة السياسية، بانتظار صدور القرار الفصل من القضاء لوقف السجالات والتأويلات وما يدور في فلكها من فضائح وصفقات ومصالح تجارية التي تخرج يوميًا إمّا عبر وسائل الإعلام أو كتصريحات من قبل المعنيين. وفي هذا السياق عقدت لجنة الاعلام والاتصالات النيابية أمس بحضور الوزراء الثلاثة الاتصالات بطرس حرب والدفاع سمير مقبل والمال علي حسن خليل، وقد وصلت إلى مجموعة حقائق جديدة في القضية، أبرزها  ان «ثمة أربع محطات انترنت غير شرعية متورطة في القضية توزعت بين جرود الضنية وعيون السيمان وفقرا والزعرور وقدر الاهدار المالي الناجم عن انشائها بـ200 مليون دولار سنوياً». وفي حين برزت تساؤلات كثيرة في الإجتماع حول وسائل دخول المعدات وطرق تركيبها والوقت الطويل الذي مضى بين التاريخ المقدر لانشاء هذه المحطات وتاريخ اكتشافها والابلاغ عنها والشروع في تفكيكها. كان ملفتًا التباطؤ في عمل القضاء، خصوصًا بعد مرور أكثر من أسبوعين على فضح القضية إلاّ أنّ القضاء لم يوقف أي متورط على الرغم من أنّ أسماء بعضهم معروفة لدى القضاء المختص لارتباطهم بشبكة الباروك عام 2009 التي كانت بداية القضية بحسب تأكيد مصدر موثوق لـ«جنوبية». يذكر أنّ شبكة الباروك التي اكتشفت عام 2009 وجدت فيها  معدات إسرائيلية وثبت أنّها تشكل تهديداً للامن القومي وخرقاً للسيادة. ولكن اللافت حينها أنّ مخابرات الجيش تولت التحقيق مع المتورطين وتوقيفهم، ولكن فيما بعد اطلق سراحهم، وبعد ان توقف العمل بتلك الشبكة، عادت بعد تطويرها وتوسيع سعتها.

الانترنت

ويعود فتح قضية «الانترنت غير الشرعي» إلى الواجهة من جديد اليوم بسبب شكوى تقدّم بها تجمّع من شركات إنترنت مرخّصة بسبب وجود شبكات غير شرعية تنافسها، وقد أثبتت التحقيقات أنّ هناك شبكات تتزود بالخدمة من خارج الحدود اللبنانية لبيعها في الداخل، وسط حديث عن خرق إسرائيلي، عبّر عنه وزير الاتصالات بطرس حرب. كذلك لفت رئيس لجنة الاتصالات النيابية النائب حسن فضل الله أن «شبكة ألياف ضوئية جرى تمديدها في مناطق عديدة على أعمدة الإنارة التابعة للدولة، ومن خلالها يجري توزيع الإنترنت على المشتركين»، وأن «هذه الألياف متطورة، حيث إن الدولة لا تملك من نوعيتها».

إذًا وعلى الرغم من المعطيات التي خرجت إلى العلن وهي موجودة حاليًا في عهدة القضاء اللبناني، إلاّ أنّ أساليب التشويش على القضية الأساسية، عبر فتح ملفات أخرى لا علاقة لها بالقضية الأخطر والأساس وهي اكتشاف شبكات «انترنت غير شرعية» في مناطق لبنانية، بإمكانها تعريض بيانات رسمية وشخصية عن اللبنانيين إلى الخرق من قبل اسرائيل، من أجل التغطية على الفاسدين والمتورطين بهذه القضية. وفي هذه السياق كشف مصدر موثوق لـ«جنوبية» أنّ «ما اكتشف هو خطير جدًا، وغير مقبول فهذه الشبكات تستورد سعات الانترنت بسعر أقل حتى من السعر العالمي؟ لذلك تطرح علامات الاستفهام عن الهدف من وراء هذه الشبكات». ولفت المصدر أنّ «أغلب المتورطين بهذه القضية هم أقرب إلى جوّ الثامن من آذار، وإلاّ لكنّا شاهدنا هجوم غير مسبوق على قوى 14 آذار وحوّلت القضية إلى سياسية»، وفي هذا السياق كان لافتًا تصريح النائب فضل الله  بالقول «ونأمل ألا تتدخل الحسابات السياسية وبعض التحالفات الضيقة لتجهيل الفاعل أو لإغلاق باب المغارة قبل أن نعرف كل ما في داخلها». وتعقيبًا على ما سبق يجب أن تسحب القضية من السجالات الإعلامية والسياسية وتركها للقضاء لكي يحاسب كل من تثبت إدانته في القضية، على امل ان لا يخف زخم حزب الله ويعمد الى تجهيل من سيتهم بالقضيه، وان يظل صوت النائب فضل الله مرتفعا مطالبا بتطبيق اقصى العقوبات على مافيات الاتصالات لأي جهة انتموا، لا ان يعمد الى حمايتهم بحجة مناصرتهم  للمقاومة اذا ما ثبت.

 

ماذا تفعل الـSocial Media بالناس وبالصحافة وحتى بالـMedia؟

أنطوان مراد - رئيس تحرير إذاعة "لبنان الحرّ/31 آذار/16

ما هي هذه الظاهرة الصاروخية التي تهب كالريح فتحرق كل ما يعترض مسارها وتسوّي أو تكاد عالمَي الصحافة والإعلام بالأرض، وتلقيهما أو توشك في غياهب النسيان؟ السوشيل ميديا أو وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أشكالها وألوانها هي السيدة التي تخطف الأنظار والأنفاس وتسبي العقول، وتلهي الأمهات عن أولادهن والأولاد عن دروسهم وأحياناً عن أخوتهم ورفاقهم، والنساء عن رجالهن، وربما العاشق عن عشيقته، والعكس صحيح. هي السوشيل ميديا حبيبة قلوب المليارات . جميعهم يتعبّدون لها ولا أحد “يغار” من أحد، فهي للجميع تفتح أذرعها كالأخطبوط بمجسّاته اللاقطة، ولا تفرّق بين ذكر وأنثى، وأبيض وأسود، ومؤمن وكافر، وكبير وصغير. وكلما زاد محبوها اتسع فضاؤها وقلبها . من الفيسبوك والواتساب، مروراً بالتويتر والإنستاغرام واليوتيوب، إلى الغوغل والإيميل والسكايب والفايبر وسائر البرامج والتطبيقات، وعِدّ والحقني.السوشيل ميديا ليست مجرد ظاهرة، بل إنها لم تعد مجرد عالم افتراضي، فهي تفرض نفسها عالما حقيقياً يتيح علاقات وصداقات وثقافات هجينة، ولا يوفر مناسبات للزواج أو للطلاق! عندنا في لبنان غائصون في السوشيل ميديا، والحمدلله أنها غائصون، كي نعوّض قليلاً عن تداعيات الإحباط والقلق والأزمات المتراكمة على اختلافها. ولكن الخطر عندما يتحوّل الأمر إلى مرض مستعص ونوع من الإدمان يتسبب باكثر من انفصام ومن انفصال عن الواقع. كيف لنا أن نفهم من يحيّيك وهو يبتسم لهاتفه الذكي، أو طلاباً جامعيين يضطر الأستاذ بين الحين والآخر إلى تأنيبهم ومنعهم من فتح أو تفقّد هواتفهم الذكية والتي تعطّل ذكاءهم وتركيزهم! وكيف لنا أن نفهم شرطياًّ يتمشى وهو ينظر بفرح غامر إلى شاشة الموبايل ، مديرا ظهره للزحمة والزمامير! وكيف نفهم من يقصد الكنيسة ليصلّي ، وهو هائم في هاتفه، بينما الكاهن يعظ بالتخلّي قليلاً عن مباهج الحياة للتفرغ قليلاً للخالق! أجل إنها السوشيل ميديا الإلهة الجديدة. أما الخطر الذي تشكّله على الصحافة ووسائل الإعلام، فهو قصة معقدة ومؤلمة. صحف ومحطات تلفزيونية وإذاعية محلية وإقليمية وعالمية مهددة بالإقفال أو بالضمور. ومع ذلك نحن باقون، لأننا من أهل النضال، وسنبقى مناضلين حيث لا يناضل الآخرون. والسلام.

 

بكركي تدعم رئيساً من خارج الأقطاب

بيروت – “السياسة”:01 نيسان/16/أبلغت مصادر كنسية “السياسة” أن بكركي باتت ترى ضرورة حتمية لاختيار شخصية مارونية من خارج الأقطاب الأربعة لرئاسة الجمهورية، بعدما ثبت استحالة انتخاب أحد هؤلاء الأقطاب، في ظل “الفيتوات” المتبادلة التي عطلت الاستحقاق الرئاسي، حيث الفراغ على عتبة عامه الثالث، وسط شلل المؤسسات الدستورية كافة وغياب أدنى حس بالمسؤولية من جانب الذين يعطلون الانتخابات الرئاسية ويضعون البلد على شفير الانهيار الحتمي إذا بقي الوضع على ما هو عليه. وأشارت المصادر إلى أن البطريرك بشارة الراعي مستاء جداً مما وصلت إليه الأمور على صعيد تهميش المؤسسات وعدم انتخاب رئيس للجمهورية، لأن المؤسسات لا تستقيم ولا تعمل بشكل طبيعي، إذا لم يكن هناك رأس لها، وبالتالي فإنه يستحيل أن تستقيم الحياة السياسية في لبنان، إذا لم ينتخب رئيس للجمهورية يعيد الاعتبار إلى هذه المؤسسات ويفعل أجهزة الدولة ويحمي السلم الأهلي.

 

توقعات بعقد لقاء بين سلام وخادم الحرمين في القمة الإسلامية في اسطنبول

فتفت لـ "السياسة": انتشار روائح الفضائح مؤشر على انهيار الدولة

بيروت – “السياسة”:01 نيسان/16/كشفت مصادر وزارية لـ”السياسة”، أن اللقاء المتوقع بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ورئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام في القمة الإسلامية المقرر عقدها في اسطنبول بين 14 و16 الجاري، سيكون مناسبة للرئيس سلام لتوضيح موقف لبنان من العلاقة التي تجمعه بالسعودية وبأشقائه الخليجيين، والتأكيد على حرص لبنان واللبنانيين على أن تبقى هذه العلاقات مميزة وراسخة، بعيداً من أي اهتزاز، لأن لبنان وشعبه لا يمكن أن ينسيا ما قدمته السعودية والدول الخليجية من مساعدات على مدى سنوات طويلة، وبالتالي فإن مصلحة لبنان أن تبقى علاقاته في أفضل حالاتها مع الدول العربية، وتحديداً مع الأشقاء الخليجيين. وأعربت المصادر عن اعتقادها أن سلام سيتمنى على العاهل السعودي العودة عن قراره بوقف الهبة المالية للجيش اللبناني وإعادة النظر بالإجراءات السعودية ضد لبنان، الذي لا يبادل المملكة والدول الخليجية إلا الوفاء والحب والتقدير.

سياسياً، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى عقد جلسة للحوار الوطني في 20 الجاري، ووسط حديث عن عودة الاشتباك الداخلي بشأن تشريع الضرورة، اعتبر عضو “كتلة المستقبل” النيابة النائب أحمد فتفت أن هناك “ضرورات تشريعية تستدعي عقد جلسة لمجلس النواب، لكن يبقى أن هناك ضرورة أولى تتركز على انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لأنه إذا حصل تعقل عند بعض الأطراف السياسية وجرى انتخاب رئيس، فلا حاجة عندها لأي اشتباك تشريعي، وإلا فإن هناك احتمالاً كبيراً لتعطيل التشريع، إذا بقي الوضع على ما هو عليه”. وقال لـ”السياسة” إن “هناك تنسيقاً بين قوى 14 آذار على هذا الصعيد”، مشدداً على أن “موقف تيار المستقبل واضح، وهو ملتزم كما أكد على ذلك الرئيس سعد الحريري، بأن أول جلسة يجب أن تكون مخصصة أو على جدول أعمالها قانون الانتخابات، ونحن نطالب بأن يتم وضع بند قانون الانتخابات النيابية على جدول أعمال أي جلسة تشريعية تتم الدعوة إليها، وهناك تفاهم بين قوى 14 آذار على هذا الموضوع”.

وأشار إلى أنه سيتم عرض تقرير لجنة التواصل النيابية على اجتماع هيئة الحوار الوطني المقبلة، على أن تتم إحالته بعد ذلك على الهيئة العامة لمجلس النواب، لكي يُبنى على الشيء مقتضاه. وقال “إن هناك اهتماماً روسياً مباشراً بالملف اللبناني، سيما أن جزءاً من عمل الرئيس الحريري السعي إلى تسهيل موضوع رئاسة الجمهورية، كذلك حماية لبنان من آثار أي اتفاق يحصل في سورية، إذ ليس ضرورياً أن ندفع نتيجة الحرب وكذلك الأمر ندفع نتيجة السلم”، معتبراً أن “انتشار روائح الفضائح في الكثير من الملفات، مؤشر واضح على انهيار الدولة، وهذا تخطيط مدروس حتى يصيب الانهيار جميع مفاصل الدولة وأجهزتها”، ومشيراً إلى أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند سيزور لبنان خلال جولته المقبلة على المنطقة، من دون أن يكون حاملاً في جعبته ما يساعد على حل أزمة الاستحقاق الرئاسي. وأضاف “لا أرى رئيساً للبنان في المرحلة المقبلة، لأن ملف الرئاسة اللبنانية ورقة مفاوضات بيد الإيراني لن يتنازل عنها إلا عندما يشعر أنه بحاجة ليقبض ثمنها”. وفي إطار التحرك الديبلوماسي تجاه لبنان، الذي يتوقع أن يبلغ ذروته في الزيارة المرتقبة للرئيس هولاند إلى لبنان أواخر الجاري، أجرى وزير الخارجة البريطانية فيليب هاموند محادثات أمس، مع عدد من المسؤولين اللبنانيين، حيث أكد بعد لقائه رئيس الحكومة تمام سلام، دعم بلاده للقوى المسلحة اللبنانية لتدعيم الأمن في مواجهة تنظيم “داعش” والمحافظة على سلام لبنان وإبقائه بمنأى عن هجماته، مشدداً على أن لبنان هو جزء هام في مواجهة الإرهاب. وتفقد هاموند قاعدة حامات الجوية وأعلن عن زيادة موازنة برنامج التدريب الخاص للجيش، لتصل إلى 19 مليون جنيه إسترليني على مدى ثلاث سنوات. كما التقى هاموند الرئيس بري ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل. إلى ذلك، اعتبر الرئيس أمين الجميل أن أزمة النازحين السوريين هي الأسوأ منذ الإبادة الجماعية في رواندا قبل 20 عاماً، مشيراً إلى أن لبنان تكبد خسائر بمليارات الدولارات نتيجة الأزمة السورية والارتفاع الملحوظ في نسبة البطالة. وأكد ضرورة رص الصفوف لتقوية الجيش وتعزيز وتضامن كل قوى الاعتدال وتفعيل المؤسسات الدستورية، داعياً إلى انتخاب رئيس للجمهورية، سيما أن هناك ورشة كبيرة بانتظارنا على أكثر من صعيد.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس في 31 آذار 2016

الخميس 31 آذار 2016

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "لبنان"

وسط خفوت الحركة السياسية المحلية، برزت محادثات وزير الخارجية البريطاني، حول الاهتمام بأوضاع النازحين السوريين، والتأكيد على دعم القوات المسلحة في مواجهة

الارهاب، والتشديد على استقرار لبنان، وإنهاء الشغور الرئاسي فيه.

وبانتظار استئناف جلسات مجلس الوزراء، يبقى تفعيل العمل التشريعي، مادة لمواقف سياسية، يرجح ان تستمر حتى العشرين من نيسان، موعد عقد جلسة للحوار الوطني.

وفي الخارج تطورات عدة أبرزها:

- إعلان روسي عن دور مباشر لخبراء عسكريين في معركة تدمر.

- إعلان الرئيس السوري عن الاستعداد لانتخابات رئاسية من الشعب.

- إعلان مقتدى الصدر عن سحب مناصريه من المنطقة الخضراء في بغداد شرط نجاح عملية التصحيح الوزاري.

- إعلان تركي عن انفجار سيارة مفخخة في ديار بكر استهدف قوة من الشرطة.

- إعلان دولي عن عقوبات على ثلاثة ليبيين معرقلين لانطلاق حكومة الوفاق الدولي.

- إعلان سكاي نيوز عن انفجار في سفينتي شحن تنقلان اسلحة ومتفجرات في مصراتة.

- إعلان قوات التحالف عن غارات استهدفت تجمعات للمتمردين في اليمن.

عودة الى الوضع المحلي ومحادثات وزير الخارجية البريطاني.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

وطن اللبنانيون انفسهم على واقع لا يبدو الفرجُ فيه قريبا، قبل ان يقتحم التوطينُ ساحتهم كمشروع تفجيري جديد..

وفر البعضُ الارض السياسية الخصبة، فاتت الاممُ المتحدةُ عبر امينها العام ببذور مشروعها..

فمن يستطيعُ من السياسيين اللبنانيين حمل مخطط كهذا، مُسعر للواقع المأزوم، قبل ان يكون مخالفا للميثاق والدستور؟

ومن عاد ليلعب على اوهام الهبات، مقابل اللعب بمصير البلاد؟ وهل نفيُ المنابر كاف، فيما المسعى الاممي واضح؟

واضحا كان موقفُ كتلة الوفاء للمقاومة من التوطين، كوضوح موقف وزير الخارجية والعديد من الاصوات الوطنية المفرقة بين الواجب الانساني تجاه النازحين والاستثمار السياسي من قبل الدول والقوى التي ساهمت ولا تزالُ في تفجير الازمة السورية، بحسب كتلة الوفاء للمقاومة، التي طالبت الحكومة اللبنانية بالشفافية والوضوح تجاه هذا الملف..

ولمعالجة هذا الملف، فان لدى الحكومة السورية الكثير مما يفيد الحكومة اللبنانية كما قال السفير السوري علي عبد الكريم علي للمنار، فلم لا يكون التنسيق معها؟

في اليمن ورغم كل التنسيق والاستعداد من قبل اهل العدوان، فشل الهجوم الخامس لقواتهم ومرتزقتهم على ميدي في تعز.. فانجلى غبار المعركة عن مئات القتلى والجرحى باعتراف المعتدين، وعن وضوح الانكسار الذي منوا به، مع محاولاتهم المتكررة لتحصيل كسب ميداني قبل اعلان وقف اطلاق النار في العاشر من نيسان المقبل بحسب المبعوث الاممي..

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "ال بي سي"

الظروف العائلية للرئيس تمام سلام والتي حالت دون انعقاد جلسة مجلس الوزراء وتاليا طاولة الحوار ارجأت الملفات المتفجرة ولكن للاسبوع المقبل، فالملفات العالقة تتراكم وفي مقدمها قضية امن الدولة والانترنت والنفايات وعقود المطار.

هذه الملفات التي بقيت في التداول على مدى هذا الاسبوع من شأنها ان تشكل قنابل موقوتة للاسبوع المقبل، فملف امن الدولة ما زال على تعقيداته على رغم كل المداخلات التي لم تصل الى نتيجة، وقضية الانترنت تشعبت ودخلت في سوق التجاذبات السياسية والنفايات في حلحلة جزئية خصوصا ان الانشغال يتركز على جمع ما تراكم على مدى ثمانية اشهر، اما الملف المتفجر فهو عقود تجهيزات المطار التي ضاعت بين سحب الهبة السعودية والتزام الدولة تجاه الشركات التي وقعت معها.

في مجال اخر نكشف في سياق النشرة ان مؤسسة كهرباء لبنان مددت عقود مقدمي الخدمات، هذه العقود التي تنتهي في اخر هذا الشهر.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "او تي في"

لا يكف رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري عن إدهاش اللبنانيين. لا بل عن إذهالهم ... آخر صيحاته الإبداعية كانت من موسكو اليوم أيضا ... هناك، في عاصمة القيصر بوتين، أدلى صاحب أوجيه سابقا بسلسلة أحاديث، صحفية، حجبتها وسائل الإعلام اللبنانية... ربما لمشكلة في الإنترنت الشرعي ... أو لمنع تأثيرها على شحنة النفايات المزورة إلى روسيا الخيالية ربما ...المهم أن الحريري أكد اليوم أيضا، أن لروسيا دورا إيجابيا في الشرق الأوسط، وخصوصا في التسوية السورية ... وطالب باعتماد نموذج النظام الروسي في سوريا ... ويقصد بذلك ربما، أن يُنتخب رئيس الحكومة السورية، وائل الحلقي، رئيسا للجمهورية السورية لولاية واحدة، يكون الرئيس الأسد حاكمها الفعلي. ثم يعود الأسد رئيسا سوريا كامل الرئاسة والولاية ...أما أطرف ما في إبداعات الحريري الروسية اليوم، أنه طالب بأن "يحصل المسلمون السنة في سوريا على حقوق متساوية مع العلويين وغيرهم" ... نعم هكذا تكلم الحريري في 31 آذار 2016 ...لا لزوم لتذكير الحريري بمواقفه السورية السابقة، مقارنة بتذكيره بمواقف بوتين الدائمة منها ... ولا لزوم لتذكيره بخطابات البييل وضيوفه من الدواعش، في مقابل حرب بوتين عليهم ... ولا لزوم لتذكيره بمواقفه من الرئيس الأسد، بعد نومه في مخدعه واعتذاره منه ... مقابل موقف بوتين من الأسد ... يكفينا من خبطة الحريري الأخيرة سؤال: هل تخليت عن لبنان أولا؟ وما دخلك في سنة سوريا؟ وهل موقفك من الحرب السورية مذهبي الخلفية والهدف والنزعة والغرض إذن؟ ثم ماذا لو سألناك عن حقوق كل الأقليات في المنطقة، من حيث تدري إلى حيث لا تدري؟ Camaradeسعد، بحسب لغة موسكو، نسألك أمرا واحدا لا غير: لو أنك تهتم بحقوق شركائك في الوطن اللبناني، ولو أنك تلتزم احترام حقوقهم الميثاقية، وتترك كل الباقي للآخرين، لكنت أنت وكنا نحن وكان لبنان بألف خير ... الخير نفسه الذي صار السوريون الذين تشغل بالك بهم، يرجونه، ولو ببيع أطفالهم في بيروت، كما يكشف هذا التقرير ...

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "ام تي في"

غريب عجيب ما يجري في لبنان. الدول تقدم الاسلحة لجيش قوي متماسك شجاع يحارب الارهاب ويضبط الامن وينجح حيث تفشل اعرق الجيوش ،لكن الغرابة ان هذا الجيش يبدو وكأنه يدافع عن لا دولة بلا حدود وبلا مؤسسات ،والاخطر ان هناك من يعمل على تأبيد هذه الحال وليست اخر المآثر ادارة الظهر لبان كي مون.

من هنا الاصرار الدولي على ضرورة ان يعيد لبنان الراس الى هرمه كي لا يتخلف عن قطار التبدلات السلمية الذي يستعد للانطلاق في الشرق الاوسط.

وفي سياق معاكس يمكن تسجيل المسعى الايجابي الذي يقوم به الرئيس سعد الحريري في موسكو لاقناعها بالضغط على حلفائها الاقليميين لستهيل الطريق الى بعبدا يضاف اليها مساعي محلية تاهيلية لم تلقى التجاوب المطلوب وتتثمل بترشيح القوات والمستقبل مرشحين من الثامن من اذار.

في الانتظار يسعى القيمون على ما بقي في غرفة العناية من مؤسسات الى احياء الة تشريع الضرورة، فيما ينشغل اللبنانيون بمتابعة مسلسل الانترنت الذي يصبح كل يوم على حقائق جديدة .

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "ان بي ان"

اهتمام دولي باستقرار لبنان تترجمه زيارات تتعدد حول ملفين، النازحين والرئاسة، هذا ما طرحه وزير خارجية بريطانيا فيليب هامون في بيروت، فالمملكة المتحدة بدت مهتمة جدا بانتخاب رئيس في لبنان ومن هنا جاء تركيز هامون على وجود بت الرئاسة وعدم انتظار التطورات الاقليمية.

تلك التطورات هي التي تحدد موعد عودة النازحين السوريين الذين وصفهم هامون بضيوف مؤقتين سيعودون الى بلدهم، الضيف البريطاني بدا حريصا جدا على ترجمة التأييد لاستقرار لبنان، ومن هنا جاءت زيارته لقاعدة حامات العسكرية والاشادة بدور الجيش اللبناني، قلق لندن كما غيرها من العواصم الاوروبية يكمن في الارهاب الذي يتمدد، لكن مسار الازمة السورية ميدانيا وسياسيا يوحي بالتفاؤل.

في دمشق ترصد الايجابيات في حديث الرئيس بشار الاسد الذي ربط كل خيار او قرار بالشعب، لا مشكلة في الانتخابات المبكرة اذا اراد السوريون ولا باستيعاب اي مسلح حقنا للدماء، لكن العواصم الغربية لا تريد حكومة وطنية سورية يطرحها الرئيس الاسد، بل حكومة انتقالية وتطرح فكرة وجود قوات حفظ سلام دولية لا تؤيدها دمشق وتراها مستحيلة غير منطقية.

ابعد من ذلك نفى كل من واشنطن وموسكو وجود اي ترتيب بينهما بشأن مصير الرئيس الاسد، في الداخل الحوار اللبناني ماض الى الامام والرئيس نبيه بري حدد جلسة في العشرين من نيسان، في هذا الوقت يتسع التأييد للتشريع، فجددت كتلة الوفاء للمقاومة التزامها حضور الجلسات حرصا منها على تسيير مصالح البلاد والمواطنين وخصوصا في هذه المرحلة، لكن حسابات سياسية عند بعض القوى تستولد مطبات توضع امام عجلات التشريع.

وعلى خطوط الانتنرت غير الشرعي تمضي عجلات المطالبات بمحاسبة المتورطين في الفضيحة، الحزب التقدمي الاشتراكي استنفر في مؤتمرات صحافية مدعومة بتغريدات جنبلاطية استهدفت من يعتبرهم زعيم التقدمي مسؤولين او مشاركين بالفضيحة ليخلص الى القول اننا في جمهورية الموز.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

بين محادثات الرئيس سعد الحريري في روسيا ولقاءات وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند في بيروت قضيتان اساسيتان الانتخابات الرئاسية وانعكاسات تطورات المنطقة عليها الى جانب قضية اللاجئين السوريين .

وفي اللحظة التي يجدد فيها حزب الله تمسكه بالنائب ميشال عون كمرشح للرئاسة برز اليوم موقف لرئيس حزب الكتائب سامي الجميل حذر فيه من لعبة تعطيل الإنتخابات الرئاسية تحت حجة الرئيس الأكثر تمثيلا وسأل لماذا نرضى بإعطاء الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وكالة لإنتخاب الرئيس مؤكدا انه اذا تمت الموافقةُ عل طرح السيد نصر الله ووصل الجنرال عون الى الرئاسة فبعد ست سنوات سيقف المرشحون الطامحون للرئاسة بالصف من الضاحية الى جونيه لأخذ موافقة السيد حسن .

وفي ظل هذا التباعد في الرؤى والمواقف دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى عقد جلسة للحوار الوطني في العشرين من نيسان المقبل .

واليوم وترجمة للدعم الاميركي للجيش اللبناني في مواجهة الارهاب تسلمت المؤسسة العسكرية ثلاث مروحيات واكد القائم بأعمال السفارة الأميركية في بيروت ريتشارد جونز ان الهدف هو تحسين قدرات الجيش على نقل التعزيزات العسكرية بسرعة لدعم معركته ضد الإرهابيين والمتطرفين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

ثلاث حمامات بيض حطت في مطار بيروت أشبه بثلاث نقاط سقطت من قطارة المساعدات الأميركية للجيش اللبناني لكنها لا تُغني ولا تُسمنُ من مُعدات يحتاجُ إليها الجيشُ في الحرب التي أصبحت عالمية على الإرهاب ثلاثُ طوافات مدنية لا مكان فيها حتى لمسدس كاتم للصوت تصلحُ لأن تكون "باص" نقل مدنيا جويا ولا ترتقي إلى مستوى القتال فوق الجبال ولا إلى سبر أغوار الجرود وصد إرهاب متربص عند الحدود ثلاث حوامات في المطار وفي قاعدة حامات الجوية مناورات قتالية ووعود بريطانية بدعم وحدات من الجيش بمُعدات مراقبة لضبط الحدود من التعديات الإرهابية وأعمال التسلل والتهريب بالاتجاهين الإرهابُ الذي أقيم عليه الحدُ بتحالف دولي مطلوب محاربتُه عند حدودنا بالمناظير وملايين الجنيهات الإسترلينية لا تقرشُ سلاحا نوعيا في المعركة كمثيلاتها المرصودة في مواجهة أعباء النازحين السوريين عن كاهل الدولة اللبنانية فيليب هاموند وزيرُ الخارجية البريطانية حل ضيفا علينا تبنى وصفنا بالشعب المقاوم وطمأننا إلى أن اللاجئين ضيوف موقتون وكم من موقت أصبح دائما على أرض شتات اتخذت شكل مُخيمات وإلى أن يرُد قدرُ التسوية السياسية ضيم التوطين عن لبنان فإن القضاء يأخذُ مجراه وباستقلالية تامة في فضيحة الاختلاسات في الأمن الداخلي فقد استمع القاضي شربل أبو سمرا إلى خمسة عشر ضابطا ورتيبا ومن بينهم العقيد نزار بو نصر رئيس مصلحة الآليات وأوقف المقدم أحمد عساف ووضع مجددا العميد محمد قاسم وجها لوجه مع المؤهل الأول خالد نجم لكن القضاء في الوقت نفسه لم يحرك ساكنا بعد في قضية الانترنت غير الشرعي التباطؤُ في مقاربة القضاء أثار استغراب كُتلة الوفاء للمقاومة التي حذرت من مغبة التساهل أو التلاعب أو التدخل السياسي في هذه القضية وأبعد من ألياف الكتمان التي تحيط بهذه القضية والصحون غير اللاقطة لتحديد المسؤولية قمة نووية رصدت إشعاعاتها في واشنطن بمشاركة خمسين دولة تغيب عنها اثنان القيصر فلاديمير بوتين والقنبلةُ النووية أبو بكر البغدادي.

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الخميس الواقع في 31 آذار 2016

الخميس 31 آذار 2016 الساعة 06:57

النهار

تجرى اجتماعات تنسيق في زغرتا بين "تيار المردة" و"حركة الاستقلال" استعداداً للانتخابات البلدية.

في قرى البقاع الغربي يترجم التنسيق بين "تيار المستقبل" والوزير عبد الرحيم مراد في ما عدا مركز القضاء.

لم تصدر نقابة الصحافة أي بيان ولم تقم بأي زيارة الى صحف تعاني أزمة خانقة رغم مرور اسبوعين على بروز المشكلة.

بدأت الانتخابات البلدية تكشف عن خلافات ليس بين الاحزاب بل داخل الأحزاب نفسها بفعل انقسام العائلات.

استوقفت حركة الزوار والموفدين الأجانب إلى بيروت اهتمام أوساط ديبلوماسية في هذا التوقيت.

السفير

فتح مرجع أمني تحقيقا حول دوافع جهة سياسية عمد بعض أوساطها مؤخرا الى إطلاق شائعات غير صحيحة عن قرب الانفجار الأمني في إحدى المناطق اللبنانية.

برر قيادي مسيحي بارز هجومه على زعيم تيار سياسي بأنه لم يعد يحتمل السكوت على الإساءات اليومية ولذلك "كلما دقوا بابنا بكلمة فسيسمعون منا كلمة أكبر".

اقترح مرجع سياسي على مرجع روحي مسيحي أن يقوم الأخير بوساطة رئاسية، فرد قائلا: وهل تضمن ألا يجعلوني "كيس ملاكمة" أتلقى الضربات من كل الجهات؟

المستقبل

يقال

إنّ رئيس دولة أوروبية ينوي زيارة بيروت قريباً اتصل بسياسي لبناني صديق طالباً نصائحه عمّا يمكن أن يثيره خلال الزيارة من أفكار خصوصاً حول ملف رئاسة الجمهورية.

اللواء

بقي خط الاتصال الهاتفي مفتوحاً بين قطب سياسي ومرشح رئاسي في الساعات الـ72 الماضية.

قرّر مرجع سابق خوض مواجهة مفتوحة مع تحالف ناشئ على خلفية محاولات إلغاء سائر المكوّنات الأخرى؟

بدأ تنافس جدّي بين ثلاث شخصيات قوية على رئاسة بلدية بيروت.

الجمهورية

أكّد مرجع روحي مسيحي لعبَ دوراً في الماضي أن التجارب تُعلّم والكرة الرئاسية ستدور وتعود إلى المرشحين الوسطيّين.

يقول عائدون من زيارة واشنطن أن على اللبنانيين الإستعداد لما بعد الانتخابات الرئاسية الاميركية.

إلتقى أمس سفيرا دولتين عربيّتين في لبنان للبحث في مصير العلاقات بين بلديهما بعد فترة توتر.

البناء

تهافت عدد من المودعين الكبار في بعض المصارف اللبنانية على شراء الدولار وغيره من العملات الأجنبية، فيما عمد قسم آخر من المودعين إلى سحب ودائعهم من المصارف التي يتعاملون معها وتحويلها إلى الخارج وأوضحت مصادر مصرفية أنّ السبب هو عدم اطمئنان هؤلاء على الوضعين السياسي والاقتصادي في لبنان خلال المرحلة المقبلة، لكنها أكدت أنّ عدد هؤلاء المودعين ضئيل ولا تأثير لهم على الوضع النقدي في البلاد، وإنْ دلّت حركتهم هذه على "قلق رأس المال".

 

بري دعا الى جلسة للحوار في 20 نيسان

الخميس 31 آذار 2016 /وطنية - دعا رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري الى عقد جلسة الحوار الوطني عند الساعة الثانية عشرة من ظهر يوم الاربعاء الواقع فيه 20 نيسان المقبل.

 

بري استقبل هاموند ووفدين برلمانيين من اوروبا وايران

الخميس 31 آذار 2016 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعد ظهر اليوم في عين التينة، وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند والوفد المرافق في حضور المستشار الاعلامي علي حمدان وعرض معه للاوضاع والتطورات الراهنة في لبنان والمنطقة. وقال هاموند بعد اللقاء: "سررت للقاء الرئيس بري، وكانت محادثات جيدة للغاية حول عدد من التحديات السياسية والامنية التي تواجه لبنان وبعض الفرص الجيدة. وكانت لي الفرصة ايضا للحديث عن برنامج المملكة المتحدة لمساعدة لبنان بما فيه برنامج دعم الجيش اللبناني". اضاف: "لقد بحثنا في كل هذه القضايا الراهنة بما في ذلك نتائج مؤتمر لندن وكيف يمكن ترجمتها بالنظر الى الالتزامات التي حصلت. وقد التزمت المملكة المتحدة بمبلغ مالي للسنوات المقبلة، ونستعجل الاخرين لتنفيذ التزاماتهم المالية في اطار هذا البرنامج. سررت اليوم بلقاء رئيس الحكومة ثم الرئيس بري، وسألتقي وزير الخارجية في اطار متابعة هذه المحادثات".

الوفد الاوروبي

وكان الرئيس بري استقبل، ظهرا، وفدا من البرلمان الاوروبي برئاسة النائبة ماريا غبريال، وعضوية النائبين ستيفانو موللو وكريستيان سيلفيو بوسوا، ووفدا إداريا في حضور حمدان، وجرى البحث في الاوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة والتعاون بين مجلس النواب اللبناني والبرلمان الاوروبي، ونتائج الزيارة التي قام بها الرئيس بري الى بروكسيل والبرلمان الاوروبي.

وفد ايراني

بعد الظهر، استقبل وفدا برلمانيا ايرانيا برئاسة رئيس لجنة المجالس والشؤون الداخلية في مجلس الشورى الايراني امير خجستيه والسفير الايراني في لبنان محمد فتحعلي، وجرى عرض للتطورات في المنطقة.

 

سامي الجميل: اللبنانيون لم يعطوا نصرالله وكالة لاختيار رئيس

الخميس 31 آذار 2016 /وطنية - أوضح رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل مواقف الحزب من استمرار تعطيل الانتخابات الرئاسية والسياسة التي سيعتمدها في الانتخابات البلدية، في لقاء في قصر المؤتمرات في ضبيه جمع تحت عنوان "مشروع لبناني بلدي واختياري"، كوادر اقليم المتن الشمالي وقيادة الحزب وحشدا من رؤساء البلديات والمخاتير. وحذر الجميل من "الاستمرار في لعبة تعطيل الانتخابات الرئاسية تحت حجة الرئيس الأكثر تمثيلا، إذ ليس صحيحا أن هناك شخصا لديه حق مكتسب في الرئاسة". وقال: "أعلن السيد حسن أن مرشحه هو العماد عون، فإما أن تنتخبوه وإما لا رئيس، وهذا ما يحصل منذ سنتين تحت هذا الشعار. وإذا وافقنا على طلبه ووصل الجنرال عون الى الرئاسة، فبعد ست سنوات سيقف المرشحون الطامحون الى الرئاسة بالصف من الضاحية الى جونيه لأخذ موافقة السيد حسن، لأنه هو من يقرر من سيكون الرئيس المقبل". وسأل: "منذ متى أعطينا السيد حسن وكالة غير قابلة للعزل لاختيار رئيس جمهورية لبنان؟ ولماذا نرضى بإعطاء وكالة كهذه؟ السيد حسن شريك في اختيار الرئيس ونحن جميعنا شركاء، وهناك طريقة واحدة لاختيار رئيس، منصوص عليها في الدستور، تقضي بالذهاب الى التصويت. والوقت قد حان لتحرير البلد ومؤسساته". وفي موضوع الانتخابات البلدية، رأى الجميل أن "اللامركزية تبدأ بالبلدية، وأكبر برهان على ذلك هو أزمة النفايات التي كشفت عقم الدولة المركزية الفاسدة". وأوضح أن "سياسة الكتائب في الملف البلدي هي ترك الضيع تفرز افضل ما لديها لادارة شؤونها. سياستنا هي الوفاق اولا والاتيان بشباب وصبايا أكفياء وتشجيع النساء على دخول المجالس البلدية كمقدمة لتشيجيع المرأة على العمل النيابي"، مؤكدا أن "الكتائب ستشارك بمشاريع تنموية وتطويرية للضيع". وأضاف: "هذا استحقاق محلي ممنوع استخدامه في السياسة وتقسيم ضيعنا. وبالنسبة الينا الأحجام والمعارك السياسية والتحالفات موقعها الانتخابات النيابية". وكان تحدث في بداية اللقاء رئيس اقليم المتن الشمالي ميشال الهراوي الذي شدد على ضرورة تطبيق اللامركزية، داعيا الكتائبيين الى "أن يكونوا عناصر فاعلة في المجتع المتني واللبناني"، ولافتا الى التنسيق القائم بين الأقليم وكل الفاعليات المتنية. وفي الختام عرض تقرير إداري عن اقليم المتن، وكانت توصية لمكتب الشبابا والطلاب في الأقليم ولمكتب لمرأة، وتمت تلاوة التوصيات.

 

هاموند غادر الى لندن بعد زيارة استمرت يومين

الخميس 31 آذار 2016 /وطنية - غادر بيروت مساء اليوم وزير خارجية بريطانيا فيليب هاموند متوجها الى لندن بعد زيارة الى لبنان إستمرت يومين التقى خلالها عددا من المسؤولين اللبنانيين. كما تفقد خلال زيارته أحد مراكز النازحين السوريين، كما زار قاعدة حامات الجوية، وعقد مؤتمرا صحافيا بعد ظهر اليوم في وزارة الخارجية والمغتربين تحدث فيه عن نتائج الزيارة. وكان في وداعه في المطار، مديرة المراسم في وزارة الخارجية والمغتربين ميرا ضاهر وعدد من أركان السفارة.

 

سلام استقبل بري بدارته في المصيطبة معزيا بوفاة والدته

الخميس 31 آذار 2016 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في دارته في المصيطبة، رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي قدم التعازي له بوفاة والدته.

 

السفارة البريطانية: هاموند انهى زيارته للبنان واعلن عن مساعدات جديدة للجيش ب 19,8 مليون جنيه استرليني

الخميس 31 آذار 2016 /وطنية - اعلنت السفارة البريطانية في بيروت في بيان اليوم، ان "وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند انهى زيارته الى لبنان التي استغرقت يوما واحدا، التقى فيها رئيس الوزراء تمام سلام ووزير الخارجية جبران باسيل ورئيس مجلس النواب نبيه بري. كرر هاموند التزام المملكة المتحدة الدائم بدعم استقرار لبنان وامنه واستقلاله عبر تعزيز التعاون مع الجيش اللبناني ومساعدة المجتمعات المحلية على الصمود اذ انها تستضيف وبكل سخاء اعدادا كبيرة من اللاجئين".

ودعا هاموند "المسؤولين اللبنانيين لانتخاب رئيس للجمهورية يدفع بالبلاد الى الامام"، مجددا "استعداد بريطانيا للعمل مع أي رئيس جديد للجمهورية. كما تسلم الرئيس سلام قبل يومين رسالة من وزيرة التنمية الدولية البريطانية جستين غريننغ مفادها أن المملكة المتحدة ستقدم 114 مليون جنيه استرليني لبرامج تربوية واقتصادية في لبنان خلال العام المقبل، دعما للأولويات التي حددتها الحكومة اللبنانية في مؤتمر لندن للمانحين في شباط الماضي". وتفقد هاموند مركز تدريب الجيش اللبناني في شمال لبنان حيث أعلن عزم بريطانيا تقديم مساعدات اضافية بقيمة 4.5 مليون جنيه استرليني لتدريب أكثر من خمسة آلاف جندي و15.3 مليون جنيه استرليني لتدريب وارشاد أفواج الحدود البرية على مدى السنوات الثلاث المقبلة". وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره اللبناني قال وزير الخارجية فيليب هاموند: "لقد سررت بزيارتي الى لبنان اليوم التي لمست خلالها صمود وشجاعة الشعب اللبناني، وأغتنم هذه الفرصة لأشكركم على السخاء الهائل تجاه اللاجئين في لبنان. أكدت اليوم للقادة اللبنانيين بأن بريطانيا ستضطلع بدورها عبر جهودنا السياسية المستمرة ودعمنا المتزايد للجيش اللبناني وتضامننا مع الشعب اللبناني". اضاف: "أجرينا نقاشا جيدا وسنكمل نقاشنا بعد المؤتمر الصحافي، وقد اكدت دعم بريطانيا الدائم لأمن لبنان واستقراره وازدهاره. كما شكرت الوزير باسيل على مساهماته البناءة في مؤتمر لندن حول سوريا منذ أسابيع ورحبت بشكل خاص بإقتراح مشروع 'STEP' الذي يبرهن بأن مساعدة اللاجئين على الوصول الى الاكتفاء الذاتي يخفف الاعباء ويساعد على تنشيط الاقتصاد بما فيه فائدة للجميع: اللاجئون والمجتمع المضيف. وفي الوقت ذاته يعترف بأن اللاجئين هم ضيوف موقتين حتى استقرار الوضع في بلدهم ونحن نعي أهمية خلق الظروف الملائمة في سوريا التي ستسمح للاجئين بالعودة حين يكون الوضع آمنا ولكي يساهموا في بناء بلدهم. وقد خصصت المملكة المتحدة 114£مليون جنيه استرليني لتنفيذ هذه البرامج خلال العام المقبل. وهناك العديد من الذين قدموا التزامات في مؤتمر لندن وسنقوم بدورنا لنحثّهم على تحويل هذه الالتزامات الى مبالغ لكي تستطيعوا تنفيذ هذه البرامج". وتابع: "قدمت بريطانيا حتى الآن ما يزيد على 365£مليون جنيه استرليني دعما لإستقرار لبنان، وتستمر المملكة المتحدة كونها من أكبر الدول المانحة للدول المتأثرة من الأزمة السورية. نعمل عن كثب مع الدولة اللبنانية لتحسين الفرص الإقتصادية للاجئين والمجتمعات المضيفة بما فيه مصلحة لبنان ولكي تقدم للاجئين المهارات والخبرات لإعادة إعمار سوريا حين يكون آمنا لهم العودة". واكد ان "بريطانيا تقر بأهمية المحافظة على المؤسسات اللبنانية وسنواصل دعمنا للجيش اللبناني لحماية سيادة لبنان عبر حدوده". وقال: "لقد سررت أيضا بإعلاني في وقت سابق اليوم عن مساعدة اضافية بقيمة 19.8£ مليون جنيه استرليني في اطار مواصلة دعمنا لتدريب الجيش اللبناني بما في ذلك أفواج الحدود البرية وتدريب خمسة آلاف جندي اضافي في حامات. هدفنا أن يتوصل لبنان الى ضمان أمن حدوده مع سوريا بنسبة 100 بالمئة وأن تكون بريطانيا قد ساعدت على تدريب أكثر من 11 الف جندي لبناني بحلول العام 2019. منذ العام 2012، توفر بريطانيا مساعدات الى الجيش اللبناني لتجهيز وتدريب وارشاد افواج الحدود البرية التي تدافع عن سيادة لبنان عبر منع التسلل من الحدود. انني أحيي شجاعة جنود الجيش اللبناني البواسل الذين يمنعون داعش - حادثة بعد حادثة - من الدخول الى لبنان". اضاف: "لقد عقدت اجتماعا ايجابيا مع دولة الرئيس تمام سلام ورحبت بجهوده الحريصة على حسن سير عمل الحكومة اللبنانية ورحبت ايضا بإصدار المراسيم الداعية لاجراء الانتخابات البلدية في أيار. كما تشرفت بلقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري واستمعت الى التحديات التي تواجهها البلاد من وجهة نظره وناقشنا الفراغ الرئاسي المستمر وضرورة ان ينتخب البرلمان اللبناني رئيسا يمكنه تولي قيادة لبنان ولعب دور الشريك للأسرة الدولية".

وتابع: "بنظرنا، لا يمكن للبنان انتظار تسوية التوترات الاقليمية، فنحن نتطلع الى التعامل مع اي رئيس جديد للجمهورية اللبنانية. لا شك بأن الظروف الراهنة في لبنان تطرح الكثير من التحديات لكنني أعلم أنكم لستم غرباء عن الأوقات المليئة بالتحديات. الا ان هناك الكثير من الامور الايجابية. لقد لمست شجاعة وقدرة الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية الاخرى وسمعت عن طاقات الشباب اللبناني وابداعه ونشاط رواد المشاريع في لبنان. أنتم شعب صامد ومصدر خبرات وقد عانيتم من عدة أزمات خلال أعوام وتمكنتم من تجاوزها والمضي ببلدكم قدما بالرغم من ذلك. إني أعاهدكم أن بريطانيا ستبقى شريكا قويا للبنان في نضاله من اجل الإستقرار والأمن والإزدهار في المستقبل". واشار بيان السفارة الى انها "الزيارة الاولى لهاموند الى لبنان منذ تعيينه وزيرا للخارجية في تموز 2014".

 

الخارجية: خاطفو ميشال رزق في انغولا يطالبون ب 500 الف دولار لاطلاقه

الخميس 31 آذار 2016 /وطنية - تلقت وزارة الخارجية والمغتربين برقية من القائم بالأعمال بالوكالة في سفارة لبنان في جنوب افريقيا آرا خجاطوريان تتعلق بخطف المواطن اللبناني حامل الجنسية البلجيكية ميشال رزق في العاصمة الأنغولية لواندا،أوضح خلالها أن المعتمد القنصلي في لواندا - أنغولا محمد نسر أبلغ البعثة يوم أمس عن خطف رزق، وأن الخاطفين يطالبون بمبلغ خمسماية الف دولار أميركي كفدية من أجل إطلاق سراحه. وأكد القائم بالأعمال خجاطوريان أنه يتابع مع نسر هذا الموضوع مع السلطات الأنغولية المختصة، وقد أجريا إتصالا مع السفير البلجيكي المعتمد في لواندا كون المخطوف يحمل الجنسية البلجيكية.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الجيش تسلم 3 طوافات عسكرية اميركية جونز: واثقون بالتزامه وقدرته على الدفاع عن لبنان وشعبه ضد التهديدات الإرهابية

الخميس 31 آذار 2016

وطنية - أقيم قبل ظهر اليوم، حفل تسلم ثلاث طوافات عسكرية مقدمة من الولايات المتحدة الأميركية لمصلحة الجيش، في قاعدة بيروت الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي، في حضور القائم بأعمال السفارة الأميركية السفير ريتشارد جونز ونائب رئيس الأركان للتجهيز العميد الركن مانويل كرجيان ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، وعدد من الضباط اللبنانيين والأميركيين.

جونز

بداية النشيدان الوطني والأميركي، ثم تحدث السفير جونز، فقال:" يسعدني أن أكون هنا اليوم للاحتفال بتسليم أحدث دفعة من معدات الولايات المتحدة للجيش اللبناني، وهي ثلاث مروحيات هيوي-2، هذه المروحيات التي تقدر قيمتها بأكثر من 26 مليون دولار تثبت التزام أميركا المستمر بدعم تحديث قدرات الجيش الجوية ومجاله وتحسن قدرة الجيش اللبناني على نقل التعزيزات العسكرية بسرعة وكفاءة الى مناطق التوتر البعيدة على طول الحدود لدعم معركة الجيش ضد الإرهابيين والمتطرفين"، لافتا الى انه "مع إضافة هذه الطائرات الثلاث الى اسطوله الجوي، يكون الجيش اللبناني قد امتلك الآن تسعة مروحيات هيوي-2، متعددة المهام وفرتها الولايات المتحدة".

وتابع:"عملية التسليم اليوم تثبت التزام الولايات المتحدة المستمر بضمان ان الجيش اللبناني لديه الدعم الذي يحتاجه ليكون المدافع الوحيد عن الأراضي اللبنانية، وهذا التزام طويل الأمد، منذ العام 2004، وفرت اميركا أكثر من 1,3 مليار دولار من المساعدات الأمنية للجيش اللبناني، بما في ذلك التدريب والمعدات. وليس لدينا أي خطط لإبطاء أو تغيير هذاالمستوى من الدعم. في الواقع، سلمت أميركا مؤخرا نظام أسلحة إضافي لأسطول الطائرات اللبناني ذات الأجنحة الثابتة، فضلا عن المزيج من الذخيرة كان الجيش اللبناني قد طلبها".

واضاف:"أريد أن أقول بوضوح ان العلاقة الأمنية اللبنانية - الاميركية لم تكن أبدا أقوى مما هي عليه اليوم، وذلك بسبب اسسها القوية من الشراكة والقيم المشتركة، الولايات المتحدة لديها ثقة مطلقة بالتزام وعزم وقدرة الجيش على الدفاع عن لبنان والدفاع عن الشعب اللبناني ضد التهديدات الإرهابية، لهذا السبب يوفر لكم الشعب الأميركي الأسلحة والذخائر التي طلبتموها بشكل عاجل. وفيما يواصل الجيش اللبناني الدفاع عن لبنان، يمكنكم الإعتماد على أميركا في مواصلة دعم احتياجات الجيش اللبناني".

وختم:"أود أيضا أن أحييكم يا جنود لبنان، فأنتم الرجال والنساء الشجعان الذين يعملون على إبقاء لبنان مستقرا وآمنا من التهديدات الخارجية المتطرفة بشكل يومي. لقد أظهرتم مرارا وتكرارا أنتم ورفاقكم استعدادا لدفع الثمن الأغلى من أجل الدفاع عن وطنكم، لقد مات اثنان من رفاقكم هذا الشهر للأسف خلال المعارك، ونحن نحزن لفقدانهم ونأمل أن تشعر أسرهم ببعض العزاء في معرفة أنهم ماتوا أبطالا في خدمة قضية نبيلة. ان تفانيهم وتفانيكم، بالإضافة الى حرفيتكم أمران أساسيان لاستقرار لبنان المستمر، شكرا على خدمتكم لبلدكم وعلى دفاعكم عن المبادىء والقيم المؤسسة للبنان. تعيش الصداقة اللبنانية - الأميركية ويعيش لبنان".

كرجيان

بدوره قال كرجيان:"مرة أخرى، تؤكد الولايات المتحدة الأميركية من خلال هذه المساعدة القيمة، بعد سلسلة من المساعدات في مجالات التسليم والتدريب واللوجستية، التزامها القوي دعم الجيش اللبناني، وتعزيز قدراته القتالية، ومتابعة هذا الدعم في المستقبل بكل زخم وفعالية. وفي المقابل، تؤكد قيادة الجيش ان أهمية هذه المساعدة التي نتسلمها اليوم، في إطار برنامج المساعدات الأميركية المتواصلة، لا تقتصر على قيمتها العسكرية فحسب، بل ايضا على قيمتها المعنوية التي تعبر عن تمسك الولايات المتحدة الأميركية بعلاقة الصداقة التي تجمعها بلبنان، وإيمانها الراسخ بدور الجيش اللبناني، كضمانة حقيقية لسيادة الوطن وحريته واستقلاله". وتابع:"يواجه لبنان في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه أكثر الاعداء خطورة، ألا وهو الإرهاب الذي بات في زمننا الحاضر، يشكل تهديدا شاملا لشعوب العالم قاطبة، سواء في أمنها واستقرارها أو في أنماط حياتها وثقافاتها، وذلك بفعل توسع حجمه وتنوع أساليب إجرامه، وامتلاكه للأسلحة والتقنيات الحديثة".

اضاف:"لقد أدرك الجيش اللبناني منذ البداية، أبعاد هذاالخطر وجسامة تأثيره على أمن الوطن ورسالته الحضارية، فسارع الى مواجهته بكل حزم وقوة، مقدما التضحيات الجسام في سبيل ذلك، ومما لا شك فيه، انه كان للدعم الذي قدمته الولايات المتحدة الأميركية للجيش اللبناني ولا تزال، دورا مهما في رفع مستوى جهوزيته القتالية، وبالتالي قدرته على مواجهة التنظيمات الإرهابية وتحقيق الإنتصارات عليها". وختم قائلا:"باسم قائد الجيش العماد جان قهوجي، أتوجه بخالص الشكر والإمتنان الى الولايات المتحدة الأميركية حكومة وشعبا وجيشا، كما أخص بالشكر القائم بأعمال السفارة الأميركية السفير ريتشارد جونز الدائم الإهتمام بأوضاع الجيش، وبذل الجهود الحثيثة لمساعدته، لاسيما هذه المساعدة الكريمة المتمثلة اليوم، بتسلم الجيش ثلاث طوافات عسكرية نوع هيوي-2، مؤكدين حرصنا الدائم على الإرتقاء بالعلاقات الثنائية بين جيشينا نحو الأفضل والأكمل. بارك الله جهودكم، وأنعم على الولايات المتحدة الأميركية الصديقة وجيشها، بمزيد من الرفعة والتقدم. عشتم، عاشت الصداقة الأميركية - اللبنانية".

 

جنبلاط عبر تويتر: سيجري طمس فضيحة الانترنت وربما الادعاء على مجهول

الخميس 31 آذار 2016 /وطنية - غرد رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط عبر حسابه على تويتر قائلا: "في ما يتعلق بفضيحة الانترنت ابتدا تخفيف وقع التهريب والفضيحة، وذلك بحصر الموضوع بالخسائر المالية دون تحديد من المسؤول". وتساءل "وكيف لا فقد حضر في اجتماع اللجنة النيابية وزير الدفاع وممثل عن الجيش وعبدالمنعم تمساح عفوا يوسف". واشار الى "ان الفريق المشتبه فيه والقسم الأكبر منه على الأقل حضر ليحقق مع نفسه، طبعا بدل اقالة هذا الفريق، وغدا سيجري طمس هذا الموضوع وربما الادعاء على مجهول في تهمة تهريب وتركيب الشبكة وسرقة المال العام، لافتا الى انها "جمهورية الموز بامتياز، وانظروا الى وجوه المشتبه فيهم كم هي كريهة ومشبوهة وواضحة فيها معالم الازدراء بالبشر".

 

الوفاء للمقاومة: ملتزمون حضور الجلسات التشريعية حرصا على مصالح المواطنين

الخميس 31 آذار 2016 /وطنية - عقدت كتلة "الوفاء للمقاومة" اجتماعها الدوري في مقرها في حارة حريك، برئاسة النائب محمد رعد وفي حضور أعضائها. وأفادت في بيان أنها تابعت "تفاصيل فضيحة الانترنت غير الشرعي في لبنان، وما تضمنته من ارتكابات بحق القانون والادارة والمال العام، وما أحاط بها من شبهات أمنية، وعرضت النقاشات التي شهدتها لجنة الاعلام والاتصالات النيابية وصولا الى إحالة جميع المعطيات على القضاء المختص الذي يتابع التحقيقات في أكثر من اتجاه بهدف الكشف النهائي عن حجم الارتكابات وأبعادها ومخاطرها على الوضع الاداري والمالي والأمني في البلاد".

ثم بحثت الكتلة في الزيارة التي قام بها الأمين العام للأمم المتحدة للبنان، والمسائل التي ناقشها مع المسؤولين، "واللقاءات التي أجراها والالتباسات التي أثارتها خصوصا لجهة ملف النازحين السوريين". وناقشت الهجمات الإرهابية الدامية التي نفذتها "داعش" في بروكسيل، والتفجير الانتحاري الذي استهدف احتفالا دينيا للمسيحيين في باكستان وأعلنت "طالبان" مسؤوليتها عنه. وتوقفت عند "الإنجاز الميداني المهم في سوريا والذي تمثل بتحرير مدينة تدمر من أيدي عصابات داعش التكفيرية، وما يعنيه هذا الانجاز الذي حققه الجيش العربي السوري وحلفاؤه من دلالات وأبعاد في هذه المرحلة من مراحل سير الأزمة في سوريا".

ثم بحثت في البنود الواردة على جدول أعمال جلستها، وخلصت الى ما يأتي:

"- تجدد الكتلة التزامها حضور الجلسات التشريعية لمجلس النواب حرصا منها على تسيير مصالح البلاد والمواطنين خصوصا في هذه المرحلة التي ينبغي أن يحاذر الجميع انعكاس الازمة السياسية في البلاد تجميدا للحياة العامة للبنانيين.

- إن المعلومات والمعطيات التي توافرت حتى الآن عن قضية الانترنت غير الشرعي وحجم الشبكة ومدى انتشارها والطرق المستخدمة في استثمارها، تكشف عن قرصنة كبرى تطاول المال العام والقوانين والأنظمة المرعية الإجراء، وتفتح نوافذ أمنية واسعة يمكن للعدو الاسرائيلي أن يتسلل عبرها، للنفاذ بسهولة الى داتا المعلومات الحساسة والخطيرة التي تخص الدولة وأمنها والمواطنين وأوضاعهم.

إن الكتلة إذ تستهجن التباطؤ في مقاربة القضاء لهذه الفضيحة، تؤكد وجوب المضي في التحقيقات الموسعة والجدية، وتحذر من مغبة أي تساهل أو تلاعب أو تدخل سياسي في شأنها.

- تشجع الكتلة أجهزة القضاء وكل إدارات الدولة على التنبه لمكامن الفساد والهدر في المال العام، وعدم الخوف من ضبطها ووضع اليد عليها ومباشرة التحقيقات النزيهة حولها، إذ إن من شأن ذلك ردع المتورطين والذين تسول لهم أنفسهم ارتكاب الموبقات على حساب حقوق المواطنين ومصلحتهم العامة.

إن تنامي الفساد ينذر بعواقب كارثية على مستوى النظام العام والسلوك الاخلاقي للموظفين، وهذا الفساد يتحول الى خطر جدي، خصوصا عندما يمتد الى الأجهزة الأمنية.

- لقد أثير الكثير من الالتباسات حول الهدف العملي لزيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي-مون للبنان، وكذلك حول العروض المالية والطروحات السياسية التي تقدم بها خصوصا لجهة موضوع النازحين السوريين.

اننا في كتلة الوفاء للمقاومة إذ نلتزم واجب التعاطي الانساني مع هؤلاء النازحين, إلا أننا نرفض كل محاولة للإستثمار السياسي على ملفهم, خصوصا من قبل الدول أو القوى التي ساهمت ولا تزال في تفجير الأزمة السورية وتوظيف الارهابيين واستخدامهم ضد الدولة والشعب والجيش بهدف إضعاف سوريا وتفكيكها.

كما أننا ندعو الحكومة الى إعلان سياستها بشفافية ووضوح ازاء موضوع النازحين السوريين منعا لأي التباس ليبنى على الشيء مقتضاه.

- تعتبر الكتلة ان تحرير مدينة تدمر من الارهابيين على أيدي القوات العربية السورية وحلفائها هو انجاز ميداني مهم يسقط أوهام المراهنين على تفكيك سوريا وتقسيمها، ويؤكد العزم على إنهاء الإرهاب وعصاباته ويعزز الاتجاه والجهود المبذولة لتحقيق تسوية سياسية تتيح للسوريين استعادة أمنهم واستقرارهم وتقرير نظام الحكم الذي يلبي حاجاتهم وطموحاتهم من دون أي تدخل خارجي في خياراتهم.

- تدين الكتلة بشدة الهجمات والتفجيرات الارهابية المتوحشة، سواء تلك التي استهدفت بروكسل عاصمة بلجيكا، أو التي استهدفت لاهور في باكستان، وأسفرت عن قتل عدد كبير من الابرياء وجرح عدد كبير آخر. وترى الكتلة أن داعش أو طالبان أو غيرهما من المسميات المختلفة لفصائل الارهاب التكفيري التي تعلن مسؤوليتها بوضوح عن مثل هذه الهجمات، لا تلغي على الاطلاق مسؤولية النظام السعودي الذي يعتبر المنبع الأساسي لها على مستوى الفكر والثقافة والدعم والتمويل والتسليح. - توجه الكتلة بمناسبة يوم الأرض في فلسطين، تحية دعم وإكبار للشعب الفلسطيني بكل فصائله السياسية وشرائحه الاجتماعية، وترى في اصراره على مواصلة خيار الرفض للإحتلال ومقاومة غطرسته ووحشيته ولو بالقبضات والحجارة والسكاكين دليلا اضافيا دامغا على تمسكه بأرضه وبخياره المقاوم من جهة وعلى فشل كل محاولات الاحتلال الاسرائيلي وداعميه لتطبيع علاقات الكيان الصهيوني بالفلسطينيين أو بأي من الشعوب العربية الحرة والشريفة. إننا ننحني أمام صمود الشعب الفلسطيني الشجاع وتضحيات أبنائه الشهداء والمقاومين والجرحى والأسرى وعوائلهم, ونجدد التزامنا بقضيته المحقة والعادلة والمشروعة ومتابعة دعمنا لها بكل أشكال وألوان الدعم، حتى استعادة كامل حقوق الشعب الفلسطيني، وندين بشدة كل ممارسات العدو الاسرائيلي واجراءاته العنصرية لاسيما منها الاعدامات العشوائية التي ينفذها جنود العدو ميدانيا ضد أبناء فلسطين".

 

مكتب الأحدب: ما صدر عن شعراني هو بلاغ بحث وتحر وليس مذكرة توقيف

الخميس 31 آذار 2016 /وطنية - علق المكتب الاعلامي للنائب السابق مصباح الاحدب على "البيان المزعوم الذي روج له موقع "ناشطون" عبر وسائل التواصل الاجتماعي، المعروف المصدر والأهداف والانتماء"، واشار المكتب في بيان الى ان "ما صدر عن المحامي العام الأستئنافي في الشمال زياد شعراني هو بلاغ بحث وتحر نتيجة عدم حضور الاحدب الجلسة وليس مذكرة توقيف، لأن هذه الأخيرة تصدر عن قاضي التحقيق، علما انه تبين ان الهدف من الدعوى الجزائية التي تقدمت بها بالوكالة السيدة سليمة اديب ريفي ضد الاحدب والتي لم تسلك المجرى القانوني الطبيعي هو تشويه سمعته، سيما وان الوكيل القانوني للاحدب المحامي محمد خليل قد طلب مهلة زمنية لمعالجة الملف ولكن تم رفض الطلب من قبل الشعراني ومكتب ريفي، وهذا ما يؤكد ان الهدف هو التشهير وليس حل الملف". واعتبر ان "هذا التصرف يوحي بتفاهة وسخافة وخفة من يدعى انه سيف العدالة وفوق الشبهات، وانه يريد ان يبعد الانظار عن تدخلاته الفاضحة بكل القضاء الا الذي يجرم ويسجن اهالي طرابلس بتهم الارهاب".

 

جنجنيان: زحلة ترفض الفكر الإلغائي وهي تتسع للجميع

الخميس 31 آذار 2016 /وطنية - غرد عضو كتلة القوات اللبنانية النائب شانت جنجنيان على موقع "تويتر"، مشددا على أن "الإنتخابات البلدية ضرورة وطنية ملحة خصوصا أنها معنية أولا وثانيا وثالثا بالإنماء"، مؤكدا أن "الزحليين متمسكون بالانتخابات البلدية في مواعيدها لتغيير واقعهم الإنمائي الأليم وللتعويض عن التقصير المتعمد في حق مدينتهم". أضاف:"أن زحلة عروس البقاع تريد مجلسا بلديا بوجوه جديدة يعطيها حقها في الإنماء ويؤمن للزحليين بيئة مثالية يحتذى بها خصوصا أن الإنماء لا انتماء سياسيا أو طائفيا أو إقطاعيا له"، داعيا الى "انتخاب مجلس بلدي جديد لمدينة زحلة لا يفرق بين زحلي وآخر أيا يكن الانتماء المذهبي أو السياسي أو الحزبي". وأكد أن "التحالف القواتي ـ العوني سيخوض الإنتخابات البلدية في زحلة على قاعدة الإنماء والخدمات حق مقدس لكل فرد وعائلة فيها". وختم أن "زحلة ترفض الفكر الإلغائي إنطلاقا من أنها لكل الزحليين وتتسع للجميع".

 

الراعي استقبل سفيري مصر وهنغاريا ووفدا أوروبيا حكيم: التوازن الطائفي في وزارة الاقتصاد شبه مفقود

الخميس 31 آذار 2016 /وطنية - إستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم الخميس، في الصرح البطريرك في بكركي وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم، الذي أكد أن "الشغور لا يطال رأس الهرم فحسب، فالتآكل يصيب الهرم كله من توازن في مناصب الدولة اللبنانية وغيرها من القضايا، فهناك تآكل لحصص المسيحيين، وقد كثرت الأعذار حول هذا التآكل والنتيجة واحدة لسوء الحظ". وقال حكيم: "لقد عرضنا مع غبطته موضوع جهاز أمن الدولة، وهو مثال كبير على هذا التآكل الحاصل، بل هو اضطهاد للمناصب المسيحية الموجودة في الدولة اللبنانية. كذلك فإن التوازن المسيحي-الإسلامي في وزارة الاقتصاد والتجارة شبه مفقود، على الرغم من أننا قد أعدنا بعض التوازنات الى بعض المؤسسات التابعة للوزارة، في خلال هاتين السنتين، ولكن الأمر يتطلب انعقاد مجلس الوزراء وتوقيع المراسيم المختصة للإتفاق على المناصب عامة". وختم: "نتمنى أن يكون هناك آفاق ايجابية توصلنا إلى انتخابات رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن. من المؤكد اننا نفضل أن يكون الرئيس من بين الأقطاب الأربعة، نظرا الى تمثيلهم الشعبي ووجودهم على الأرض وحيثيتهم الميثاقية، ولكن قد يكون رئيس الجمهورية توافقيا ايضا. المهم انتخاب رئيس للجمهورية يكون فاعلا على كل الصعد".

الأخت جورج ماري عازار ومارلين حرب

واستقبل الراعي الأخت جورج ماري عازار رئيسة مدرسة راهبات العائلة المقدسة المارونيات - عبرين، ومارلين بطرس حرب التي وجهت اليه دعوة لرعاية وضع حجر الأساس لمعبد مار الياس الحي في حرم المدرسة حيث سيوضع فيه رسم قديم للنبي ايليا موجود في المدرسة، يعود تاريخه لنحو مئة عام. ولفتت حرب الى أن "الرسم وصل إلى لبنان بواسطة البطريرك الياس الحويك الذي أهداه الى الكنيسة سنة 1924، بعدما باركه البابا. وبما أن هذه الصورة لا يحتضنها معبد، وهي موجودة داخل المدرسة، ولكي يتمكن التلامذة من تكريمها وتكريسا لقيمتها الروحية والمعنوية، وتكريما لذكرى البطريرك الحويك، ولمدرسة راهبات العائلة المقدسة المارونيات في البترون، أردت والشيخ بطرس حرب إطلاق هذه المبادرة برعاية غبطة البطريرك الراعي ملتمسين بركته".

وفد أوروبي

ثم التقى وفدا برلمانيا أوروبيا برئاسة نائبة رئيس حزب الشعب الأوروبي المسؤولة السياسية لحوض البحر الأبيض المتوسط في البرلمان الأوروبي ماريا غابريال، وضم الوفد عضو حزب الشعب الاوروبي (الديموقراطي -المسيحي) كريستيان سيلفيو بوسوي، الوزير الإقليمي السابق المسؤول عن الحماية الاجتماعية والشرطة والإقتصاد ستيفانو مولو، الأمين العام للحزب والمسؤول عن الحوار بين الحضارات في حوض البحر الأبيض المتوسط باولو ليخاندرو، وفرنسوا غابرييل، ورافقهم رئيس الرابطة المارونية في بلجيكا مارون كرم. بعد اللقاء أكدت غابرييل أنه "لا بد للحرب ان تتوقف"، وقالت: "تشرفنا بلقاء صاحب الغبطة اليوم، فنحن كوفد من حزب الشعب الأوروبي يشكل الأكثرية في البرلمان الأوروبي وكمسيحيين ديمقراطيين، نحمل القيم المسيحية التي تشكل قلب مشروعنا السياسي. وكمدافع كبيرعن مسيحيي الشرق كان من الضروري جدا ان نلتقي البطريرك الراعي الذي تشاركنا واياه رسالة السلام والتضامن". وتابعت: "لقد تركز اهتمامنا على الوضع الداخلي في لبنان، لأن هذا البلد والجماعة المسيحية التي تقطنه عاشت منذ القديم قيم العيش معا، وعلينا بدورنا بلورتها في إطار إقليمي ودولي منعا لأي تشكيك فيها. بالنسبة الينا، من المهم جدا تأكيد دعمنا للبنان لأنه نموذج واضح لعيش الجماعات مع بعضها البعض، وللحوار بين الأديان والحضارات، انه مركز اهتماماتنا. كثيرة هي النقاط المشتركة بيننا، ولكن علينا ان نبقى يقظين لكي لا نفقد هذه التجربة وهذه القيم المسيحية، لذلك يجب ان نحترم هذه الخبرة العريقة من العيش. ومن المهم جدا أن ندرك طبيعة ما يجري وما هي تباينات التحديات الإقليمية والدولية لنتمكن معا من مواجهة هذه التحديات وكل التساؤلات المرتبطة بالسلام والأمن".أضافت: "انه لقاؤنا الأول بالكاردينال الراعي، ولقد تأثرنا كثيرا بصوته المشيد بهذه التجربة من العيش المشترك والاحترام بين مختلف الجماعات في لبنان. لقد تحدثنا عن الوضع الإقليمي لأننا جميعنا نهتم بما يجري في سوريا والعراق وندرك مدى تأثير هذه الحروب على الوضع العام"، مشددة على "دور غبطته المهم جدا لأنه يمثل صوت السلام والتوافق الذي بامكانه ايجاد حل دائم للصراع. انه الصوت الذي يدعو الى ايجاد الإستقرار، مع الأخذ في الإعتبار الخصوصية المحلية وتاريخ البلدان. لقد سررنا لسماع نداء ينبه الى ضرورة ان تدرك الأسرة الدولية ما هي خصوصية المنطقة قبل تحديد استراتيجيات او فرض مواقف معينة، وهذه رسالة قوية". وختمت غابرييل: "نحن نثمن تدخل السلطات اللبنانية واهتمامها باللاجئين السوريين ومساعدتهم لمقاومة الوضع المأساوي، وهذا ما لمسناه في خلال جولتنا على مخيم عنجر في البقاع. ولكن الهدف الأساسي يبقى عودة هؤلاء الناس الى بيوتهم وأرضهم، لهذا علينا كبرلمانيين اوروبيين رفع الصوت عاليا وخصوصا بعد اطلاعنا على هذه الظروف والمعطيات، لكي تتحمل الأسرة الدولية مسؤولياتها ولكي يكون الرهان ايضا على الشراكة مع اوروبا، لما للاتحاد الاوروبي من دور مهم جدا يتمثل بالتشاور مع كل القوى"، لافتة الى أهمية "أن يبقى لبنان على الأجندة الدولية لاننا نعرف ان هذا الأمر لم يكن كذلك في السابق، وبالتالي الإستماع الى حاجاته ولا سيما تلك المتعلقة بالبنى التحتية والخدمات التربوية والصحية، لذلك يجب تكثيف المساعدات له وإرساء حوار دائم لإيصال الوسائل الى حيث يجب أن تكون، وهذه هي الرسالة التي سنحملها الى الاتحاد الأوروبي".

سفير هنغاريا

كذلك استقبل البطريرك سفير هنغاريا لاسلو فارادي يرافقه السفير السابق شربل اسطفان، وكان بحث في الزيارة التي سيقوم بها للبنان رئيس مجلس الأساقفة الكاثوليك في هنغاريا رئيس مجلس الأساقفة والكرادلة الكاثوليك في اوروبا المقرر العام للهئية العامة لسينودس الاساقفة الإستثنائي في الفاتيكان الكاردينال بيتر ايردو، بدعوة من الراعي الشهر المقبل.

سفير مصر

والتقى أيضا السفير المصري الدكتور محمد بدر الدين زايد الذي رأى أن "هذا اللقاء جاء في إطار التشاور المستمر بيننا وبين غبطته. هناك توافق واتفاق حول رؤية كاملة وحول ضرورة إنهاء الفراغ الرئاسي الذي يضر بلبنان وبالاستقرار الإقليمي. الموقف المصري ثابت في هذا الإطار، وهو يشدد على أنه كفى تعطيلا، لأن لبنان في هذه المرحلة الصعبة وفي هذه الأوضاع الإقليمية والدولية يحتاج الى رئيس للجمهورية". وأضاف زايد: "لقد تحدثنا عن الخطاب الديني وعن الزيارة المهمة والموفقة التي شرفنا بها غبطة البطريرك إلى مصر ولقائه الإمام الأكبر الشيخ الأزهر. كما تطرقنا الى كيفية تنسيق الدور الأساسي للمؤسستين الإسلامية والمسيحية في مواجهة التشدد وتجديد المحبة والتماسك الوطني، وهذا انطلاقا من الصيغتين المصرية واللبنانية". وختم: "في مصر أكبر وجود مسيحي في الشرق، ولبنان له صيغته المميزة والخاصة من حيث تركيبته الدينية، وبالتالي هناك مصلحة مصرية - لبنانية في الحفاظ على هذه الصيغة وعلى هذا التنوع لأن هذه الصيغة هي أساس العروبة والإستقرار والإعتدال. وتبقى الرسالة والدور المصري - اللبناني في الإقليم والمنطقة هي أساس الإعتدال والمحبة التي تربط المسلمين والمسيحيين في هذه المنطقة".ومن زوار الصرح الوزير السابق جان عبيد، ثم رئيس اتحاد بلديات البترون طنوس فغالي.

 

الحجار: روسيا قادرة على تأمين الاستقرار في لبنان والمساعدة في ملء الشغور الرئاسي

الخميس 31 آذار 2016 /وطنية - أكد النائب محمد الحجار، "أن الجو العام الموجود في لبنان هو غير طبيعي في ظل استمرار غياب رئيس للجمهورية"، مشددا على "وجوب انتخاب رئيس للجمهورية للتخلص من الفساد المستشري على مستوى البلد والادارات والوزارات التي تسمح بعملية استباحة الدولة والتعدي على المال العام والتعدي على حقوق الآخرين". وسأل في حديث اذاعي "كيف يمكن للناس اتهامنا بتعطيل الرئاسة ونحن نطرق كل الابواب ونسلك كل الطرق المتاحة بغية انتخاب رئيس للجمهورية؟"، مستغربا "موقف حزب الله وعدم تأمينه النصاب لحليفه العماد ميشال عون". وعبر عن دعمه لترشيح النائب سليمان فرنجية، فقال: "سألبي الدعوة من اجل تأمين النصاب وسأقوم بواجباتي الدستورية التي نص عليها الدستور بأن اؤمن النصاب اللازم ومن اجل ممارسة الحق الذي اعطاني اياه الشعب"، مشيرا الى "أن هناك 37 جلسة رفضت فيها تأمين النصاب فهذا الامر لا يجوز وهو مخالف للدستور ومخالف للديمقراطية وللانظمة وللمفاهيم وهذا يعد جريمة كبرى بحق من يعطل". وشدد على "ان الهم الاساسي هو قيام الدولة وانتخاب رئيس للجمهورية"، مضيفا: "فلنذهب إلى تصد سليم لكل هذه الآفات والمشاكل التي نعاني منها في مجتمعنا اللبناني". ولفت الى "أن زيارة الرئيس سعد الحريري الى روسيا كانت في اطار صب كل الجهود لحماية البلد وتأمين الاستقرار في لبنان والمساعدة في ملء الشغور الرئاسي"، مبديا ثقته "بقدرة روسيا على تأمين ذلك نظرا لتاثيرها الكبير على حلفائها في المنطقة لا سيما في القرار الايراني الذي ما يزال يمسك حتى اليوم بملف الرئاسة اللبنانية". واشار إلى "أن المشكلة مع ايران انها تريد ان تتدخل بشؤون الدول العربية الداخلية على حساب مصالح ودول المنطقة". وقال "من غير المقبول اقامة مطامر بين الناس، والعمل الذي نقوم به الآن هو ايجاد حل لازمة النفايات في كل لبنان وفي اقليم الخروب اولا، وعلى البلديات ان يتفقوا وان يجدوا حلا في اقليم الخروب للتخلص من النفايات".

وتابع: "نحن كتيار مستقبل نتابع انتخابات البلدية لاجرائها في موعدها". وحول ما يتعلق بمعمل الذوق، لفت إلى "أن ما تبين هو وجود العديد من العوائق التي تحول دون البدء بعملية التأهيل"، طالبا من "الوزير المختص عبر ممثله في اللجنة الاسراع بالتواصل مع مجلس الوزراء لاتخاذ القرارات اللازمة للبدء بعملية التأهيل او اعادة اجراء المناقصة، أي مناقصة تأهيل المعمل".

 

باسيل استقبل نظيره البريطاني ووفدا برلمانيا اوروبيا: توطين النازحين سيتحقق إذا لم نتصرف هاموند:اللاجئون ضيوف موقتون

الخميس 31 آذار 2016 /وطنية - استقبل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل نظيره البريطاني فيليب هاموند والوفد المرافق. ثم عقد الوزيران مؤتمرا صحافيا استهله باسيل بالقول: "إنه لمن دواعي سروري أن أرحب بوزير خارجية المملكة المتحدة السيد فيليب هاموند بمناسبة زيارته الأولى إلى لبنان. ناقشنا مجموعة من القضايا منها الأزمات الإقليمية وآثارها، فضلا عن التطورات الأخيرة في لبنان. لقد كررنا إدانتنا للانتهاكات الإسرائيلية اليومية لسيادتنا، وشددنا على ضرورة الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة، وأكدنا على الموقف المبدئي للبنان الذي يدعو إلى عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، لا سيما وأن الدستور اللبناني يمنع التوطين". أضاف: "عبرنا عن تقديرنا للدور الذي تلعبه المملكة المتحدة في التخفيف من حدة التوتر في المنطقة، ولا سيما في المفاوضات التي أدت إلى اتفاق إيران النووي، واستضافتها مؤخرا للمؤتمر الدولي لدعم سوريا والمنطقة. في هذا السياق، بحثنا في تفاصيل الوسائل والآليات التي تهدف إلى تنفيذ المشاريع والبرامج التي قدمها لبنان بموجب إعلان النوايا في مؤتمر لندن، وأكدنا على أن لبنان سوف يفي بالتزاماته إذا ما وفى شركاؤنا الدوليون بتعهداتهم. لم تحترم هذه الدول تعهداتها، إن منظمة أوكسفام البريطانية أشارت الى أن الدول الغنية وهي كثيرة استقبلت فقط 67 ألف نازح سوري، مما يشكل 1.6 في المئة من عددهم الإجمالي". وتابع: "إن لبنان، وعلى الرغم من بلوغه نقطة الانهيار، ما زال يعمل على توفير مستوى تعليم جيد لجميع الأطفال في سن الدراسة المقيمين فيه، من خلال برنامج تديره وزارة التربية والتعليم العالي. في موازاة ذلك، قمنا بتطوير برنامج إقتصادي "ستيب"، يهدف إلى دعم الاقتصاد وتحقيق النمو، من خلال توجيه الإستثمارات الأجنبية المباشرة إلى القطاع الخاص، وبالتالي توفير فرص عمل جديدة. إن هذا البرنامج الذي يراعي القوانين والأنظمة اللبنانية، مفتوح للعمال السوريين ويوفر لهم الحوافز للعودة الآمنة إلى سوريا، بغية المساهمة في إعادة بناء بلدهم، وهذا العنصر مهم جدا وهو أساسي لبناء سوريا والنهوض بها، وهو حجر الأساس لخريطة الطريق للحل السياسي في سوريا". وأردف: "نحن نرى أن برامج المساعدة الإنسانية التي أنشئت لتقاسم الأعباء الناجمة عن النزوح السوري الكثيف إلى أراضينا، ينبغي أن تترافق مع برامج تنموية طويلة المدى تهدف إلى تنمية قدرتنا على مواجهة تداعيات الأزمة. ونحن نعتقد أن تداعيات هذه الأزمة يمكنها أن تؤدي الى مرحلة مأسوية في لبنان، ونحن نتكلم هنا عن توطين اللاجئين وهذا الامر ممنوع من قبل دستورنا، ونحن نرفضه، فقد حصل ذلك مع اللاجئين الفلسطينيين منذ أكثر من 60 عاما، ويحصل اليوم مع النازحين السوريين. هذا الواقع المأسوي سوف يتحقق إذا لم نتصرف". واستذكر موقفا للسفير البريطاني السابق طوم فليتشر منذ سنة قال فيه لإحدى الوسائل الإعلامية ان "خطر توطين النازحين السوريين ليس بوهم".

وقال باسيل: "اتفقنا على النتائج الإيجابية للعملية السياسية التي أطلقتها مجموعة الدعم الدولية لسوريا، ونحن نرى أن الحل الوحيد للأزمة السورية هو حل سياسي، وأنه يعود للسوريين تقرير شكل الحكم وطبيعة القيادة التي يريدونها لبلدهم. يؤمن لبنان، الذي يستضيف 1.5 مليون سوري، أن عودتهم يمكن أن تساهم في بناء الثقة بين الأطراف المتقاتلة، وينبغي بالتالي أن تسبق التوصل إلى حل سياسي شامل. لقد رحبنا بالدعم المستمر الذي تقدمه المملكة المتحدة إلى المؤسسات اللبنانية والذي يساهم في الحفاظ على استقرار لبنان ووحدته، وعبرنا عن امتناننا للاعلان أخيرا عن زيادة دعم المملكة المتحدة لقواتنا الأمنية (قوى الأمن الداخلي، الجيش اللبناني، الأمن العام) بما يعكس أهمية تزويدها بالوسائل اللازمة للاستمرار في مكافحة الإرهاب". أضاف: "نحن نكافح الإرهاب هنا في لبنان، وهذا الأمر يصب في مصلحة كل شركائنا خصوصا الأوروبيين منهم. لقد تعاظمت آفة الإرهاب وانتشرت إنطلاقا من المنطقة إلى سائر أنحاء العالم، وهو أمر كنا قد حذرنا منه منذ البداية. إن مكافحة التنظيمات الإرهابية مثل داعش وجبهة النصرة تتطلب جهدا دوليا موحدا من شأنه أن يؤدي إلى تجفيف مصادر تمويلها، ووقف تدفق المقاتلين الأجانب ووضع حد لرعاتها الايديولوجيين. إن لبنان والمملكة المتحدة شريكان في مجمل هذه الجهود، واتفقنا على ضرورة تعزيز هذه الشراكة في إطار تحالف من الدول التي تشاطر التوجهات والأفكار نفسها. إن عدم استئصال آفة الإرهاب من منطقتنا سيعرض تنوع مجتمعاتنا للخطر، وسيبقي لبنان في مواجهة تهديد وجودي". وتابع: "ندعو أصدقاءنا وشركاءنا إلى دعم النموذج اللبناني الفريد القائم على التسامح والتعايش، على أساس المساواة في التمثيل والحكم بين المسلمين والمسيحيين، وذلك دون التدخل في شؤوننا الداخلية. إن لبنان القوي بمؤسسات فعالة وقيادة شرعية تعكس خيار الشعب، سوف يخدم هذا الغرض، في حين أن الدولة الضعيفة سوف تجر المنطقة بأسرها نحو المزيد من عدم الاستقرار. واقتبس قولا لرئيس الحكومة البريطاني ديفيد كاميرون جاء فيه خلال عيد الفصح الأخير: "عندما نرى المسيحيين في العام 2016 يضطهدون لمعتقداتهم علينا أن نقف الى جانب من يمارس معتقده بشجاعة، وكذلك عندما يهدد الإرهاب طريقة حياتنا وعيشنا". هذه الكلمات كانت فعلا مؤثرة بالنسبة لي. نحن اللبنانيين نكافح من أجل معتقداتنا في دولة حيث على المسيحيين والمسلمين أن يعيشوا مع بعضهم البعض". وأردف: "ختاما، أكرر تقديرنا لدعم المملكة المتحدة الذي يعكس العلاقات الثنائية المتميزة التي تجمع بلدينا، وأثنينا على جهود المملكة المتحدة في بناء شبكة أوروبية ودولية للتضامن مع لبنان، مما يدل على حرص المملكة المتحدة على استقرار بلدنا".

هاموند

بدوره، قال هاموند: "أنا سعيد بلقاء الوزير جبران باسيل وسعيد بهذه الفرصة التي سنحت لي زيارة بيروت، لكي أرى بنفسي مرونة وشجاعة اللبنانيين. أريد أن أنتهز هذه الفرصة لكي أشكركم عن رحابة الصدر التي عبرتم عنها للاجئين الذين تستقبلونهم في دولتكم، وأكدت اليوم للقادة اللبنانيين الذين التقيتهم أن بريطانيا ستؤدي دورها عبر جهودنا السياسية المتواصلة بمد الجيش اللبناني بالدعم، ومع تضامنها مع الشعب اللبناني. كانت لنا محادثات ممتازة مع الوزير باسيل وسوف نتابعها بعد المؤتمر الصحافي، كررت خلالها دعم بريطانيا المتواصل لأمن واستقرار لبنان والسلام فيه". اضاف: "شكرت الوزير باسيل على مساهمته البناءة في المؤتمر حول سوريا الذي عقد منذ بضعة أسابيع في لندن، وأرحب خصوصا ببرنامج "خطوة" الذي هو برنامج عمل على المدى القصير للنازحين السوريين الذي يقر أنه عندما نجعل من اللاجئين أكثر اكتفاء فإن ذلك يساهم في تخفيف الأعباء الاقتصادية عن لبنان، ويصب في مصلحة اللاجئين والمجتمعات المضيفة. علينا أيضا أن نقر بأن اللاجئين هم ضيوف موقتون الى حين استقرار الأوضاع في بلادهم، وقد ركزنا على أهمية توفير الظروف الملائمة والآمنة في سوريا من أجل عودتهم والمشاركة في إعادة إعمارها". واشار الى ان "بريطانيا قدمت مبلغ 140 مليون جنيه استرليني هذا الأسبوع لدعم برنامج "خطوة"، وقامت دول أخرى بتعهدات مماثلة خلال مؤتمر لندن، وسنقوم بما يمكننا من أجل أن تفي بإلتزامها وتدفع المبالغ نقدا. من هنا، فإن مجموع ما قدمته بريطانيا اليوم من أجل دعم الاستقرار في لبنان يصل الى 385 مليون جنيه استرليني، وهي مستمرة في أن تكون من بين أكبر الدول المانحة للدول المتضررة من الأزمة السورية".

وقال: "نحن نعمل عن كثب مع الحكومة اللبنانية من أجل تفعيل فرص الاقتصاد اللبناني بما يخدم الشعب اللبناني واللاجئين المقيمين على أرضه، وذلك من أجل خير البلد وتمكين اللاجئين بالمهارات التي سوف يحتاجون اليها لدى عودتهم الآمنة الى بلادهم لإعادة بنائها. وتقر بريطانيا أيضا أنه من المهم جدا المحافظة على المؤسسات اللبنانية، وسنواصل دعمنا للقوات المسلحة اللبنانية لتأمين حماية سيادة وسلامة حدود لبنان، وسعدت اليوم بتقديم مبلغ 19.8 مليون جنيه استرليني من أجل دعم هذه القوات، وسنقوم بتدريب خمسة آلاف عنصر منها في منطقة حامات. إن هدفنا اليوم أن يتمكن لبنان من إحلال الأمن مئة في المئة، على كل حدوده مع سوريا، ونريد أن ندرب الجيش اللبناني على كيفية مكافحة الإرهاب، وحتى العام 2019 نكون قد دربنا نحو 11 ألف عنصر على تقنيات خاصة لمكافحته. ونحن نقدم المساعدات للجيش اللبناني منذ العام 2012 من معدات وتدريبات من أجل حماية سيادة لبنان ومساعدته في مراقبة حدوده ومنع التوغل عبرها، وأريد هنا أن أحيي شجاعة وبطولة عناصر الجيش اللبناني الذين يصدون بنجاح العملية تلو الأخرى، ومحاولات "داعش" للدخول الى لبنان". اضاف هاموند: "عقدت أيضا اجتماعا ممتازا مع رئيس الحكومة وأكدت له أننا سندعم كل جهوده لكي تعمل الحكومة اللبنانية بشكل فعال. كما التقيت الرئيس نبيه بري وناقشت معه الفراغ الرئاسي وضرورة أن ينتخب المجلس النيابي رئيسا للجمهورية، لكي يكون ممثلا في الأسرة الدولية. بالنسبة لنا، إن لبنان لا يمكنه الإنتظار لكي يتم التخفيف من التوترات الإقليمية. إن بريطانيا تتطلع للعمل مع الرئيس اللبناني المستقبلي. بالطبع إن هذه الأيام صعبة بالنسبة للبنان، ولكنني أعرف أنكم على إلفة مع هذه الأوضاع، وثمة أمور إيجابية جدا مثل شجاعة القوات المسلحة، وقد سمعت عن ابتكار الشباب اللبنانيين ورأيت أيضا ثمار المبدعين اللبنانيين". وختم: "أنتم فعلا شعب مقاوم وتمكنتم من المضي بدولتكم رغم الصعوبات، وأؤكد لكم أن بريطانيا ستبقى شريكا قويا للبنان بينما يطمح بلدكم لإحلال السلام والاستقرار في المستقبل".

أسئلة

وقال هاموند ردا على سؤال حول أي حكومة تدعم بريطانيا في سوريا، وطنية أم إنتقالية: "إن موقف بريطانيا والمجموعة الدولية لدعم سوريا بحاجة الى حكومة إنتقالية في سوريا. إن بشار الأسد يتكلم عن وحدة وطنية هذا يعني أنه سوف يختار بعض المجموعات المعارضة، ولكن نحن لا نقبل بهذا الأمر، إذ لا بد من تأليف حكومة تمثل كل الشعب السوري وأطيافه، ونحن نرفض مثل هذه الحكومة التي ينوي بشار الأسد أن يقودها في المستقبل".

سئل: تحدثتم عن أهمية الجيش اللبناني في محاربة "داعش"، وثمة فصائل أخرى لبنانية مثل "حزب الله" تحارب هذا التنظيم، كيف نتظرون الى هذا الأمر؟

أجاب: "من وجهة نظري كدولة أجنبية تخوض شراكة مع الحكومة اللبنانية، نرى أن المؤسسات تواجه التحديات نفسها التي يواجهها البلد، لكننا نعرف أن الوضع هنا معقد، ويمكننا رفع تحدي داعش بطرق عدة. على الحكومة والشعب اللبناني أن يقررا الطريقة الفضلى لرفع هذا التحدي".

وقال باسيل ردا على سؤال عن استعمال التعبيرين "العودة الطوعية" "والعودة الامنة" أو تعديلهما: "إن التعابير والمصطلحات تشتتنا عن الهم الأساسي الذي هو البقاء الطويل أو الدائم للنازحين السوريين في لبنان، وفي كلتي الحالتين إنه شكل من أشكال التوطين، وهذا أمر مرفوض من لبنان وينص عليه دستورنا. المهم عدم رفضه في الكلام وعلى الورق فقط، إنما ترجمة هذا الرفض من خلال الأفعال التي يقوم بها لبنان والمجتمع الدولي لإعادة السوريين سريعا عودة آمنة لا تكون إختيارية لأنه عندما يكون هناك حل سياسي أي استتباب للوضع الامني وتطبيع للوضع السياسي وتأمين حياة كريمة وآمنة للسوريين، عليهم أن يعودوا الى بلدهم وذلك حفاظا عليهم وعلى حقوقهم".

سئل: الشعب اللبناني متخوف اليوم من التوطين، هل ينوي المجتمع الدولي توطين نحو نصف مليون نازح سوري في لبنان لأننا سمعناه يقول إنه يبحث عن بلد ثالث لإعادة توطينهم؟

أجاب هاموند: "كما قلت سابقا، على الهدف ان يكون إيجاد حل في سوريا يؤدي الى استقرار وسلام دائمين فيها، ويسمح لمن هرب من العنف والفوضى، العودة اليها والمشاركة في بنائها. الكثير منهم لديهم المهارات التي ستكون ضرورية لمستقبل سوريا. وفيما يتعلق ببريطانيا، لقد أعلنا عن برامج محدودة لإعادة التوطين إذ سوف نستقبل 20 الف لاجىء سوري خلال السنوات الأربع المقبلة، وسنوطنهم عندنا. وسيتم استقبال الأكثر ضعفا والذين ستختارهم الأمم المتحدة من بين اللاجئين داخل سوريا والدول المجاورة أيضا، وسنبحث عن أشخاص بحاجة الى إعادة توطينهم في دولة ثالثة بسبب احتياجاتهم الخاصة مثلا الصحية منها".

وفد برلماني أوروبي

ثم استقبل باسيل وفدا نيابيا برلمانيا أوروبيا برئاسة ماريا غبريال التي أكدت بعد اللقاء أنه "جرى البحث خلال اللقاء في العلاقات اللبنانية - الأوروبية في إطار الوضع السوري والنازحين السوريين ومكافحة الإرهاب".

وقالت: "شددنا على رسالة السلام والتعاون وعلى أهمية الأعمال المشتركة التي يمكن أن نتخذها بهدف تأمين الاستقرار في المنطقة. يجب اليوم أكثر من أي وقت مضى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، ووضع حد للصراع القائم هناك. وبالنسبة لنا كإتحاد أوروبي، لا بد من التعاون مع السلطات اللبنانية لمواجهة هذه التحديات، والأخذ بالاعتبار الخصوصية التي تشكل القيمة الكبرى للبنان واحترام التعددية التي يتمتع بها لبنان، وهذا ما يجعلنا نعمل معا بسياسات ملموسة أكثر في إطار سياسة الجوار التي راجعناها. واتفقنا مع الوزير باسيل على أهمية الحفاظ على الغنى الثقافي والنموذج الذي يمثله لبنان لتأمين الاستقرار في المنطقة".

وردا على سؤال عما يحكى عن توطين النازحين السوريين في لبنان، قالت النائبة الأوروبية: "يجب أن نكون حذرين عندما نتحدث عن التوطين، هذا هو الهدف، وضع حد للصراع في سوريا لكي لا تصبح هذه الأزمة أبدية. ما هو واضح أن هؤلاء موجودون في لبنان، طالما أن الصراع مستمر وعليهم العودة وإيجاد منازلهم. لهذا، فعلى المجتمع الدولي أن يستمع للسلطات اللبنانية لإيجاد هذا الحل. السؤال المطروح اليوم هو عدم مساعدة النازحين السوريين لكي يبقوا بل السماح لهم بالعودة الى ديارهم، عبر التوصل الى حل سياسي في سوريا، والقضاء على داعش، لتقديم رؤية واضحة للمنطقة".

 

فرنجية عبر تويتر :مقتل الطفلة بيتينا رعيدي برصاص طائش امر مفجع

الخميس 31 آذار 2016 /وطنية - اعتبر رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية في تغريدة له عبر حسابه على تويتر ان "خبر مقتل الطفلة بيتينا رعيدي برصاصة طائشة أمام منزلها في جبيل مفجع. لنرفع الصوت لمحاسبة مطلقي الرصاص الذين يتوهمون أنهم أبطال فيما هم جبناء".

 

قانون الانتخابات الجديد: هل سيبصر النور أم سيبقى مصيره معلقا؟ الجميع يرغب بتمثيل أفضل والأخذ والرد سيد الموقف ولا نتيجة الى الآن

الخميس 31 آذار 2016 /تحقيق تمام حمدان

وطنية - القوانين الانتخابية في لبنان، كيف بدأت والى أين انتهت، النتيجة واحدة "تغليب الخاص على العام". تعود الجذور الاولى للانتخابات النيابية بالمعنى العصري منذ قيام المتصرفية وبموجب النظام الاساسي للمتصرفية، أقرته اللجنة الدولية والباب العالي في التاسع من حزيران 1861 حين تم تشكيل مجلس ادارة للمتصرفية عن طريق الانتخاب لمعاونة المتصرف، تألف من 14 عضوا، اثنان لكل طائفة من طوائف الجبل، وأدخلت عليه تعديلات لما عرف ببروتوكول 1864 الذي اعاد النظر في التوزيع الطائفي، وظل معمولا به حتى العام 1916. ورغم محدودية الاثار الذي تركه على مستقبل لبنان، الا انه استطاع منح التمثيل الشعبي الاضاءات الاولى، واسس هيئة عبرت نوعا ما عن ارادة المواطنين. ومع قيام الجمهورية اللبنانية الاولى والتي تم تأريخها مع قيام الدستور اللبناني الاول عام 1926، الا ان بعض المؤرخين ربطوا قيام المجلس النيابي الاول عام 1922 بقرار من المفوض السامي الذي حمل الرقم 1304 ، 1922 ونص على انشاء المجلس التمثيلي للبنان الكبير الذي دعا الهيئات الانتخابية لانتخاب مجلس مؤلف من ثلاثين عضوا، وهو ما عرف بالمجلس التمثيلي الاول.

في العام 1925 بدأت ولاية المجلس التمثيلي الثاني، وهو الذي وضع للبنان دستورا في 23/5/1926، وهو الذي اعلن قيام الجمهورية اللبنانية، ونص على ان تتولى السلطة التشريعية مهامها في لبنان، اي مجلس النواب ومجلس الشيوخ. لم يلحظ هذا الدستور عدد اعضاء المجلس النيابي ولم ينص على كيفية الانتخاب وشروطه ولا توزيع الدوائر، وترك الامر لقوانين الانتخابات المرعية الاجراء.

رباط

وفي هذا المجال، يقول الدكتور ادمون رباط: "ان الامر ترك للحكومات ارتباط القانون بالسياسة التي تنتهجها الحكومة القائمة، الا انه ورغم التطورات والحداثة، فان التعديلات التي ادخلت على قوانين الانتخابات المتتالية ظلت ضعيفة بالشكل، ولم تتطرق الى المضمون".

واشار رباط الى "ان القانون الاول صدر بموجب القرار 1307 تاريخ 10/3/1922، وعدل في العام 1927 بشكل سمح لرئيس الجمهورية ان يعين بمرسوم نوابا يوازي عددهم عدد النواب المنتخبين، وكان هذا المجلس التمثيلي الثاني الذي تألف من ثلاثين نائبا اضيف اليهم اعضاء مجلس الشيوخ ليصبح العدد في حينه 46 نائبا. وفي العام 1934 وكذلك في العام 1937، ادخلت عليه ايضا تعديلات طفيفة تناولت عدد الدوائر وكيفية تشكيلها.

وفي العام 1943 صدر التعديل الذي نص على ان مجلس النواب يتألف من نواب منتخبين فقط. وفي 4/11/1952 صدر قانون جديد للانتخابات يتضمن الالية الانتخابية، كيفيتها وشروطها الخ..

وفي 26/4/1960 صدر قانون جديد للانتخابات النيابية ظل معمولا به من دون تعديل حتى صدور الاصلاحات الدستورية لوثيقة الوفاق الوطني في 21/9/1990 وعدل في 23/5/1991 بموجب القانون رقم 51 وفي 22/7/1992 بموجب القانون رقم 154.

وتمت الانتخابات النيابية للمجلس العام 2000 بموجب القانون رقم 171، ولم يلحظ سوى ثلاثة تعديلات، هي: ولاية المجلس، توزيع الدوائر، واعتماد البطاقة الانتخابية. ونصت المادة الثامنة من هذا القانون على ما يلي: اذا شغر احد المقاعد بسبب الوفاة او الاستقالة او لاي سبب آخر تجري الانتخابات للمقعد الشاغر خلال ستين يوما ابتداء من تاريخ شغوره. ويعتبر المركز شاغرا من تاريخ الوفاة. ومن تاريخ قرار مجلس النواب في الحالات الاخرى، او من تاريخ نشر قرار المجلس الدستوري في الجريدة الرسمية او في حال ابطال انتخاب احد النواب من قبله، غير انه لا ينتخب خلف للنواب الذين تشغر مراكزهم قبل انتهاء ولاية المجلس النيابي بستة اشهر او اقل.

بتاريخ 23/5/1991 صدر القانون رقم 51 الذي صدق المرسوم رقم 1077 تاريخ 4/4/1991 الذي عدل بعض احكام القانون الصادر في 26/4/1960 المتعلق بانتخاب اعضاء مجلس النواب، فنص في مادته الاولى على رفع اعضاء مجلس النواب من 99 نائبا الى 108 نواب وتعيينهم استثنائيا. والتفاصيل موجودة في كتاب تاريخ المجلس النيابي ص 228 - 232.

تشير المادة الاولى من هذا القانون الى ما يلي: "يتألف مجلس النواب من 128 نائبا تكون ولايتهم اربع سنوات، على ان تكون ولاية اول مجلس ينتخب بعد صدور هذا القانون في 31 ايار 2005 ، وجرى هذا التعديل لسببين اساسيين الاول كي لا تتزامن الانتخابات النيابية في صيف 2004، "اي بعد اربع سنوات من عمر المجلس القانوني" مع موعد الاستحقاق الدستوري لانتخاب رئيس الجمهورية الذي تنتهي ولايته في تشرين الثاني 2004.

السبب الثاني لاجراء الانتخابات النيابية قبل فصل الصيف، وهو ما درجت عليه العادة منذ انتخابات العام 1992، حفاظا على موسم الاصطياف والى ان يضع مجلس النواب قانونا خارج القيد الطائفي، توزع المقاعد النيابية وفقا للقواعد الاتية:

1- بالتساوي بين المسيحيين والمسلمين.

2- نسبيا بين طوائف كل من الفئتين.

3- نسبيا بين المناطق. وتطبيقا للتساوي بين المسيحيين والمسلمين وفقا لوثيقة الوفاق الوطني " الطائف".

وفي 29 ايلول /سبتمبر 2008 صدر القانون الذي اجريت على اساسه الانتخابات في 7 حزيران 2009 واعتمد هذا القانون على تقسيم الدوائر الانتخابية الى دوائر صغرى. وجاء هذا التقسيم وفقا لما عرف باتفاق الدوحة والذي وضع حدا للخلافات التي نشأت بين الافرقاء اللبنانيين، وتمت في حينه الانتخابات على اساس القضاء بصورة متشابهة للقانون الذي وضع عام 1960 الا انه ادخل عليه بعض الاصلاحات منها اجراء الانتخابات في جميع الدوائر بيوم واحد بدلا من ان تجري على مدى اربع اسابيع متتالية ومنها مراقبة حجم الانفاق لكل مرشح، ومنها: انشاء هيئة متخصصة للاشراف على مراقبة هذه الاصلاحات، الا انه لم يطبق اي شيء منها والتي اقترحتها اللجنة الوزارية التي شكلت يومها لدراسة قانون الانتخابات ، حيث انه لم ينفذ اي منها حتى بند تخفيض سن الاقتراح من 21 الى 18 سنة وألغي ايضا اقرار الورقة الموحدة للمرشحين التي يفترض ان تقلص من احتمال التزوير، وكذلك رفض اعطاء العسكريين حق المشاركة في التصويت بحجة ابعاد الجيش عن الانقسامات الداخلية.

كما رحلت مشاركة المغتربين في التصويت الى العام 2013 رغم اقرار هذا البند، هذه الاصلاحات اقترحتها اللجنة الوطنية التي كلفت من قبل مجلس الوزراء برئاسة الوزير الراحل فؤاد بطرس انجزت بعد عمل مضن استغرق اشهرا، واضيفت الى هذا القانون كما القوانين السابقة عبارة "بصورة استثنائية ولدورة انتخابية واحدة تدعى الهيئات الانتخابية بمرسوم وتكون المهلة بين تاريخ نشر المرسوم واجتماع الهيئات الانتخابية 15 يوما على الاقل"، وذلك بحجة عدم تطبيق الاصلاحات من جهة وعدم الغاء القيد الطائفي، وما كان يواجه ذلك من معارضة وتجاذبات سياسية بمنظور مصلحي وليس بمنظور وطني، وبدلا من تطوير الاصلاحات والغاء الطائفية السياسية وفقا للمادة 95 من الدستور وبخطة مرحلية.

وبرزت فكرة قانون اللقاء الارثوذكسي وما رافقه وقضى بأن ينتخب ابناء كل مذهب نوابهم على اساس لبنان دائرة انتخابية واحدة مع النسبية والذي توافق عليه اكثر المسيحيون وبمباركة رأس الكنيسة على اعتبار انه افضل الممكن للتمثيل المسيحي الصحيح. وايده في حينه نواب "حزب الله" ورئيس مجلس النواب نبيه بري، على قاعدة اذا لم يكن ما نريد فأرد ما يكون. علما ان الرئيس بري كان وما يزال يتمسك بقانون النسبية على اساس لبنان دائرة انتخابية واحدة وفقا لاتفاق الطائف. ورأى في حينه ان المشروع الذي اعدته الحكومة والي اعتمد النسبية على اساس 15 دائرة لا بأس به والذي رأى فيه ايضا وزير الداخلية السابق مروان شربل ان النسبية هي النظام الاكثر ديموقراطية ويؤمن التمثيل الصحيح لمختلف الشرائح ولا يتعارض مع اجماع القوى المسيحية.

هذا المشروع لاقى معارضة شديدة من تيار "المستقبل" ومن "اللقاء الديموقراطي"، وبعد اخذ ورد وتركيز من القوى المسيحية السياسية على تأمين التمثيل الاصح لابناء الطائفة. وعليه اقترحت القوات اللبنانية ان يقسم لبنان الى 61 دائرة على اساس تأمين التمثيل الافضل للمسيحيين، ثم عادت فعدلت الصيغة بشكل قسم لبنان الى خمسين دائرة، يقينا منها ان هذا التقسيم يسمح بايصال 55 نائبا مسيحيا بأصوات المسيحيين من دون تأثير يذكر للناخبين المسلمين. الا ان مركز بيروت للابحاث والدراسات اكد في دراسة له أن هذا الاقتراح يسمح بانتخاب 18 نائبا فقط لا غيرـ بعيدا عن تأثير الناخبين المسلمين. وخلصت هذه الدراسة لتقول "ان الناخب المسلم يشكل بيضة القبان".

في اقتراح القوات اللبنانية، ووسط انقسام الناخبين المسيحيين العمودي، وخصوصا في

دائرة بيروت الاولى: الاشرفية ثلاثة مقاعد نسبة الناخبين المسلمين 15,5 بالمئة، وفي دائرة بيروت الثانية اي الرميل - الصيفي المرفأ ثلاثة مقاعد نسبة الناخبين المسلمين 18,7 بالمئة، ودائرة بيروت الثالثة المدور مقعدان، نسبة الناخبين المسلمين 15,5 بالمئة.

دائرة الشوف: ثلاثة مقاعد مارونية نسبة الناخبين المسلمين فيها 13,7 بالمئة.

بعبدا: ثلاثة مقاعد مارونية نسبة الناخبين المسلمين فيها 14,5 بالمئة.

دائرة عاليه: مقعدان مسيحيان ومقعد درزي نسبة الناخبين المسلمين 47,1 بالمئة.

دائرة جبيل مقعدان مارونيان ومقعد شيعي نسبة الناخبين المسلمين 23,6 بالمئة.

دائرة جزين : ثلاثة مقاعد مسيحية ونسبة الناخبين المسلمين 23,4 بالمئة.

دائرة بعلبك - الهرمل: اربعة مقاعد ماروني وكاثوليكي ونسبة الناخبين المسلمين 35,2 بالمئة.

دائرة زحلة: ثلاثة مقاعد مسيحية نسبة الناخبين المسلمين 27,7 بالمئة.

دائرةالكورة: ثلاثة مقاعد مسيحية نسبة الناخبين المسلمين فيها 16,3 بالمئة.

دائرة زغرتا: ثلاثة مقاعد مسيحية نسبة الناخبين المسلمين فيها 12,4 بالمئة.

دائرة عكار: ثلاثة مقاعد مسيحية نسبة الناخبين المسلمين فيها 34,2 بالمئة.

مجموع هذه المقاعد 35 نائبا يضاف اليها 11 مقعدا موجودة في دوائر بيروت ذات الغالبية الاسلامية بحسب دراسة مركز بيروت للابحاث والدراسات.

وبناء على ذلك وبحسب ما تقدم لا يبقى سوى 18 نائبا مسيحيا منتخبين من الناخبين المسيحيين من دون تأثير اصوات الناخبين المسلمين.

سعد

وفي هذا الاطار، يقول رئيس مركز بيروت للابحاث عبدو سعد ل"الوكالة الوطنية للاعلام"، "ان هناك عيوبا اضافية على هذا الاقتراح منها مقعد ارمني في دائرة بيروت الرابعة زقاق البلاط - رأس بيروت، رغم عدم وجود اكثر /2500/ ناخب ارمني في هذه الدوائر، وكذلك بالنسبة للمقعد الماروني في دائرة بعبدا الثالثة والذي كان اكثرية ناخبيها من المسيحيين، فأتى اقتراح 14 اذار ليضعه في دائرة اكثرية ناخبيها من الدروز.ويؤكد سعد ان هذا الاقتراح مخالف للدستور لان المجلس الدستوري اصدر عام 1996 قرارا قضى بأنه في اي تقسيم انتخابي جديد يجب ان تراعى المساواة امام القانون بين الناخبين وايضا بين المرشحين في تحمل الاعباء، لكن اقتراح قانون القوات اللبنانية هذا والذي تبناه فريق 14 اذار ووضع نائبا لكل 15700 ناخب في دائرة بيروت الثانية في مقابل نائب واحد لكل 43 الف صوت في بنت جبيل والنبطية مثلا، فيما المعدل الوطني يبلغ 26 الف صوت. ورأى سعد ان هذا الاقتراح يخدم تيار المستقبل والنائب وليد جنبلاط اللذين سيتمكنان من التحكم في نتيجة اكثر من ثلث النواب المسيحيين. وفي مقارنة لسعد بين هذا الاقتراح واقتراح اعتماد النسبية على اساس 15 دائرة فانه يؤكد ان الدراسة التي اجراها مركزه تشير الى ان النسبية تؤمن 55 نائبا مسيحيا بأصوات الناخبين المسيحيين. وسط هذا التخبط وفي ظل السجال السياسي الذي لم يوصل الى اي نتجية ووسط خوف كل فريق على حجمه السياسي برزت اقتراحات وافكار وصيغ مختلفة، كل يقارب قانون الانتخابات من وجهة نظره، حتى تخطت الاقتراحات والصيغ ال 17 اقتراحا ومشروعا. ولهذا، شكل رئيس مجلس النواب نبيه بري اكثر من لجنة مصغرة ممثلة من كل الفرقاء اللبنانيين وعلى مدى اشهر من الاجتماعات المعلنة والبعيدة عن الاضواء والتي كان آخرها لجنة التواصل النيابية التي خلصت بعد عمل مضن الى صيغة جمعت بين الاكثري والمختلط، ورفعت هذه اللجنة تقريرها الى رئاسة المجلس النيابي على ان يطرحها الرئيس بري على هيئة الحوار الوطني لتتحمل القيادات اللبنانية مسؤوليتها قبل عرض هذه الصيغة على الهيئة العامة للمجلس النيابي، في اول جلسة تشريعية يعقدها المجلس في دورته العادية الاولى التي تنتهي في آخر ايار.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إيران «واثقة» من عدم رد مجلس الأمن على إطلاقها صواريخ باليستية

01 نيسان/16/طهران – وكالات: أعلن وزير الدفاع الإيراني الجنرال حسين دهقان أنه «واثق» من أن مجلس الأمن لن يرد على عملية إطلاق بلاده صواريخ باليستية أثارت إدانة دول غربية عدة. وقال دهقان في مقابلة مع التلفزيون الإيراني مساء أول من أمس، «أثق في أن مجلس الأمن والأمم المتحدة لن يردان لأن خطواتنا (إطلاق صواريخ باليستية) ليست انتهاكاً» للاتفاق النووي بين طهران والدول الكبرى و«لا للقرار الدولي 2231». وبعد أن أكد أن إيران لن تستخدم أبداً أسلحة «غير تقليدية» في أي مواجهات، قال دهقان «نسعى باستمرار إلى أن تكون لدينا قدرات دفاعية للرد على أي تهديد ولتحقيق هذه الغاية لسنا بحاجة إلى إذن أو موافقة الآخرين». وفي هذا السياق، اعتبرت الولايات المتحدة أن إيران تفي بالتزاماتها المتعلقة بالاتفاق النووي الذي وقعته مع القوى العالمية لكنها تحتاج إلى وقف أنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيري في تصريح صحافي أول من أمس، «سنكون بالتأكيد أكثر راحة وسعادة برؤية إيران توقف الأنشطة الأخرى المزعزعة للاستقرار والتي تواصل دعمها». من جهة أخرى، عدّل رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني علي أكبر هاشمي رفسنجاني تغريدة نشرها أخيراً في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بشأن الأنظمة الصاروخية لبلاده، وكتب فيها «عالم الغد هو عالم الحوار، وليس عالم الصواريخ»، وذلك بعد انتقادات لاذعة وجهها له المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي. وقال رفسنجاني في تغريدته الجديدة التي نشرها أول من أمس، إن «رسالتي الأولى كانت ناقصة والنص الكامل كان على الشكل التالي: عالم الغد سيكون مبني على الحوار كما هو الحال في الثورة الإسلامية لا للصواريخ العابرة للقارات ولا القنابل النووية». وكان خامنئي انتقد تدوينة رفسنجاني، قائلاً «إذا كان كلام (الغد عالمٌ للحوار، وليس عالمٌ للصواريخ)، قيل من دون دراية فهذا بحث آخر، أما إذا قيلت على دراية فتلك خيانة»، مضيفاً «إذا ما سعت الدولة الإيرانية نحو التكنولوجيا والمفاوضات فقط، ولم تمتلك قوة دفاعية، فإنها ستضطر إلى التراجع حتى أمام تهديدات دولة صغيرة». إلى ذلك، اتهمت إيران وكالة «رويترز» للأنباء بقلة الأخلاق المهنية وبتحريف تصريحات خامنئي بشأن القدرات الصاروخية لبلاده، وتقدمها على الديبلوماسية في علاقته بالعالم الخارجي. ووجهت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» الاتهام إلى «رويترز»، أمس، بالتحامل والبعد عن المهنية وتحريف تصريحات الزعيم الإيراني، مشيرة إلى أن خامنئي كان «أعرب عن موافقته على الحوار السياسي العالمي، وأن اليوم هو عصر الصواريخ والحوار».

 

البنتاغون»: «داعش» يتجه نحو الهزيمة

01 نيسان/16/واشنطن – أ ف ب: أكدت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» أنها واثقة من أن تنظيم «داعش» يتجه نحو الهزيمة، مشيرة إلى أن زخم الحرب ضد التنظيم الإرهابي في أوجه منذ بدأ التحالف الدولي حملته بسورية والعراق في أغسطس 2014. وقال نائب وزير الدفاع الأميركي روبرت وورك في تصريح صحافي أول من أمس، «ليس هناك أي شك في أن ميزان القوة ضد داعش يميل لمصلحتنا أكثر من أي يوم مضى منذ بدء حملتنا»، مضيفاً «نحن اليوم وأكثر من أي وقت مضى واثقون من أن التنظيم يتجه عسكرياً نحو الهزيمة في الميدان». من جهته، قال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر في تصريح منفصل إن «داعش يتعرض لضغوط من جميع الجهات»، واعداً بـ»تسريع حملتنا أكثر». وأشار إلى الخسائر المتلاحقة التي مني بها التنظيم الإرهابي أخيراً سواء لجهة انحسار رقعة الأراضي الخاضعة لسيطرته أو لجهة مقتل العديد من كبار قادته

 

السعودية: إيران سعت إلى تجنيد 200 شخص لإثارة الفتنة ومتهم في خلية التجسس لصالح طهران طالب بالإفراج والتعويض

السياسة”:01 نيسان/16/كشفت لائحة تهم المدعى عليهما الـ21 والـ22 المتهمين في «خلية التجسس» لصالح الاستخبارات الإيرانية سعي سفارة طهران في الرياض لتجنيد 200 شخص من دعاة الفتنة والخارجين عن طاعة ولي الأمر ودعمهم للقيام بأعمال مخلة بالأمن وإثارة الفتنة داخل المجتمع السعودي.

وذكرت صحيفة «عكاظ» السعودية أنه وجهت للمدعى عليه الـ21 تهمة اتخاذ منزله وكرا لاستقبال ثلاثة من عناصر الاستخبارات الإيرانية العاملين في السفارة الإيرانية في الرياض، وعرض عليهم جهازا إلكترونيا يستخدم في أعمال التجسس سبق أن اطلع عليه أثناء وجوده في الولايات المتحدة، واستعداده إحضار ذلك الجهاز بمقابل مالي، إضافة لتزويده الاستخبارات الإيرانية بأسماء 200 شخص من دعاة الفتنة والخارجين عن طاعة ولي الأمر والداعين للخروج عليه، وذلك من أجل دعمهم من قبل إيران، إضافة إلى سفره لتركيا واجتماعه مع أحد عناصر الاستخبارات الإيرانية هناك من أجل تزويده بمعلومات أمنية خاصة.

ويواجه المدعى عليه الـ22 (الذي كان يعمل مسؤولا إداريا في أحد البنوك السعودية) تهمة مناقشة طلب عنصر الاستخبارات الإيراني ربطه بحكم عمله في المجال الاقتصادي بمستثمرين من أبناء الطائفة الشيعية لعرض الاستثمار عليهم في إيران، للاستفادة منهم في دعم أهداف إيران داخل السعودية، إضافة إلى مناقشة أحوال المنطقة الشرقية والتطورات الأمنية هناك، ولقائه عنصرا في الاستخبارات الإيرانية مرات عدة واستضافته في منزله، وتأييده الأحداث وأعمال الشغب التي وقعت في القطيف. وبعد 11 جلسة قضائية مخصصة لتقديم دفوع العناصر المتهمة في خلية التجسس، حضر محامي أحد المتهمين إلى قاعة المحكمة الجزائية المتخصصة أول من أمس، وقدم جوابه نيابة عن موكله (المدعى عليه الـ21) في الجلسة التي مثل فيها أيضا المدعى عليه الـ22 بحضور ذويه وممثلين من وسائل الإعلام ومندوب حقوق الإنسان. وقدم المحامي دفوعه كتابيا دون تلاوتها، فيما طالب المدعي العام من رئيس الجلسة القضائية نسخة من الدفوع المقدمة وإمهاله للجلسة المقبلة. وبادر المدعى عليه الـ21 بتقديم طلب لرئيس الجلسة للإفراج الموقت عنه، إلا أن القاضي أجابه بأن هذا الأمر ليس من اختصاص المحكمة بل من اختصاص وزير الداخلية أو من ينيبه وذلك وفق المادة السابعة من نظام جرائم الإرهاب وتمويله التي نصت على أنه «لا يجوز الإفراج الموقت عن أي متهم إلا بأمر من وزير الداخلية أو من يفوضه». كما طلب المدعى عليه الـ21 رفع اسمه من قائمة الممنوعين من السفر وتعويضه عن فترة سجنه في حالة عدم إدانته، ليبين له القاضي أن هذا الأمر سابق لأوانه لأن القضية لم يفصل فيها بعد، مضيفا ان الجلسة المقبلة ستكون خاصة لعرض الأدلة. أما المدعى عليه الـ22 فلم يقدم دفوعه عن التهم الموجهة إليه، معللا ذلك بعدم تمكن محاميه من الاجتماع به داخل السجن، (والذي لم يحضر الجلسة)، ليوضح له القاضي أن حديثه عن عدم دخول المحامي له في مكان التوقيف غير مسند لدليل، مؤكدا له أن المحكمة تمكن المحامي من الحضور والاطلاع على ما يريد في ما يسمح به النظام.

 

الجيش التركي ينفي أي نية للقيام بانقلاب ضد أردوغان ومقتل وإصابة 24 شخصاً بتفجير في دياربكر

01 نيسان/16/انقرة – أ ف ب، رويترز: نفى الجيش التركي بشكل قاطع أمس، ما أورده عدد من وسائل الإعلام الأجنبية عن نيته تنفيذ انقلاب لإخراج الرئيس رجب طيب أردوغان. وذكرت هيئة أركان الجيش التركي في تصريح غير اعتيادي نشر على موقعها الإلكتروني، «الانضباط والطاعة غير المشروطة خط قيادي واحد وهي أساس القوات المسلحة التركية»، مضيفة «لا يمكن الحديث عن خطوة غير شرعية تأتي من خارج هيكلية القيادة أو تعرضها للخطر». ولم تحدد هيئة الأركان المعلومات الصحافية التي ردت عليها، لكنها وعدت بخطوات قضائية ضد أي معلومة «غير صحيحة». وأعلن الجيش التركي أمس، أنه رفع دعوى ضد وسائل إعلام لم يحددها بشأن تقارير أشار إلى أنها تقوض المعنويات في الوقت الذي تواجه فيه تركيا مخاطر غير مسبوقة تتعلق بالأمن القومي. وذكر في بيان «من الطبيعي أن تؤثر أخبار وتعليقات بعض الأجهزة الإعلامية التي لا أساس لها على معنويات ودوافع رفاقنا الأبطال في الجيش سلباً وتجعل كل أفرادنا يشعرون بعدم ارتياح»، مضيفاً «الآليات الإدارية والقانونية للقوات المسلحة التركية التي تستمد قوتها من حب وثقة الشعب العميقة وتعبر عن التزامها بالديمقراطية في كل فرصة توظف دائما وبفعالية». وأشار إلى أنه بدأ تحركاً قانونياً ضد من يكتبون الأخبار «ولهم أهداف أخرى» والذين «ذهبوا إلى أبعد مدى». وكان مقال للباحث الأميركي المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأميركية مايكل روبن نشر في صحيفة «نيوزويك» بعنوان «هل سيكون هناك انقلاب ضد اردوغان في تركيا؟»، اجتذب اهتماماً كبيراً خارج تركيا. من جهة ثانية، قتل أربعة شرطيين وأصيب 20 شخصاً في اعتداء بسيارة ملغومة أمس، في دياربكر كبرى مدن جنوب شرق تركيا ذي الغالبية الكردية. وقال مصدر أمني محلي إن انفجاراً قوياً وقع قرب محطة الحافلات الرئيسية في المدينة لدى عبور آلية للشرطة.

 

كيري: مصر تمثل ربع العالم العربي ونساندها في محاربة الإرهاب في سيناء

حبس صحافية بتهمة ازدراء الأديان في مصر

السياسة”:01 نيسان/16/واشنطن وكالات: أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن مصر تعمل ضد الإرهاب في شبه جزيرة سيناء وواشنطن تقف إلى جانبها. وقال كيري في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري سامح شكري في واشنطن، ليل أول من أمس، إن مصر منخرطة في تشجيع الحلول السلمية في اليمن وسورية، وإن «مواقف القاهرة مهمة لأنها تمثل ربع العالم العربي، وهناك الكثير لبحثه مع المسؤولين المصريين».وأضاف «تعمل مصر معنا في مكافحة الإرهاب .. نعمل على احتواء غزة والتعامل مع حماس وكيانات أخرى، ومنخرطون في تحالف ضد داعش والتطرف، ومصر مفيدة للغاية في هذا الصدد»، مشيراً إلى أن «مصر تواجه بعض التحديات الصعبة للغاية، هذا وقت غير سهل المنطقة تمثل تحديات لنا جميعاً، وإلى جانب ذلك هناك تحديات اقتصادية كبرى تحاول مصر التعامل معها». من جانبه، قال شكري، الذي يزور واشنطن للمشاركة في قمة الأمن النووي التي تختتم غداً، إن «الولايات المتحدة ومصر تتعاونان بشكل قوي في مجالات عدة، ولديهما رؤية مشتركة لقضايا المنطقة، والتوافق مع واشنطن هو ركيزة للسياسة الخارجية المصرية»، معرباً عن رغبة بلاده في القيام بدور إيجابي في سورية وليبيا وفي مجال مكافحة الإرهاب. وقال إن زيارته الحالية لواشنطن تعد فرصة لمواصلة الحوار مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بالقضايا الثنائية والإقليمية والتعاون القائم بين البلدين، مضيفاً إن مصر تعتبر علاقتها بالولايات المتحدة أحد ركائز سياستها الخارجية لطبيعتها الستراتيجية والمصالح المشتركة بين البلدين. وأكد أن مصر واثقة من التزام الولايات المتحدة إزاء تحقيق الرخاء في مصر وكذلك دورها في المنطقة، مشدداً على الالتزام بمواصلة العمل مع واشنطن لتحقيق الأهداف المشتركة بشأن قضايا المنطقة ومكافحة التطرف. من جهة ثانية، عقد وزير الداخلية المصري اللواء مجدي عبد الغفار محادثات موسعة في القاهرة، أول من أمس، مع وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير . واستعرض الجانبان أوجه التعاون وأليات تبادل المعلومات بشأن الأنشطة الإرهابية. في غضون ذلك، قضت محكمة مصرية أول من أمس، بتأييد حكم الحبس الصادر بحق الكاتبة الصحافية فاطمة ناعوت، لاتهامها بـ»ازدراء الدين الإسلامي». وقال مصدر قضائي إن «محكمة (جنح مستأنف السيدة)، بالقاهرة قضت برفض الاستئناف المقدم من دفاع الكاتبة الصحافية فاطمة ناعوت، على حكم حبسها ثلاث سنوات، بتهمة ازدراء الأديان لوقف التنفيذ». كما حددت المحكمة أمس، تاريخ الـ28 من أبريل الجاري، موعداً للنطق بالحكم في دعوى قضائية تطالب باعتبار حركة «حماس» منظمة إرهابية.

 

البحرين تكشف عن مبادرة إيرانية للحوار مع دول الخليج

العربية/31 آذار/16/كشف وزير خارجية البحرين، الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، لقناة "العربية"، عن إرسال إيران رسالة إلى القادة الخليجيين، من خلال أمير الكويت، تعبر فيها عن رغبتها في فتح حوار معها. جاء ذلك في سياق مقابلة مع برنامج "نقطة نظام" الذي تبثه قناة "العربية" يوم الجمعة الساعة 8:30 بتوقيت السعودية (5:30 غرينتش). وكشف الشيخ خالد آل خليفة أن مسؤولاً إيرانياً رفيعاً زار الكويت أخيراً وطلب فتح صفحة جديدة مع دول الخليج، وقد أبلغ أمير الكويت قادة دول مجلس التعاون رسالة من إيران تتضمن رغبتها في إجراء حوار معنا، ونحن غير رافضين لذلك، لكن المرشد الإيراني أدلى بتصريح ضد مملكة البحرين، كذلك أحد قادة المنظمات الإيرانية طالب بعودة البحرين إلى إيران في سياق تصريح مستفز". كما أكد الوزير أن "باب الحوار مع إيران مفتوح وكنا نلتقي بهم باستمرار". وفي الإطار الإقليمي قال الوزير البحريني إن "إيران جارتنا، ونحن متعايشون معها منذ عصور مهما حصلت من تحولات فيها، لكن هناك مشكلات سببها السياسة الخارجية الإيرانية التي تمس بسيادة دول الخليج العربي، وأبرزها احتلال الجزر الإماراتية". ودعا الوزير إيران التي غيرت سياستها مع العالم أن تغير سياستها مع العالم العربي قائلاً "إيران غيرت سياستها الخارجية تجاه العالم ولم تغير سياستها مع جيرانها العرب والمسلمين، وعليه من باب أولى أنه يجب أن تغير سياستها الخارجية تجاه دول المنطقة وتوقف دعمها للمنظمات التي تتبعها مثل حزب الله وغيره وتوقف تهريب الأسلحة وتدريب أتباعها وإبلاغنا بالخطوات التي تقوم بها". وعن دوافع قطع مملكة البحرين العلاقات مع إيران وأهدافها قال "نريد أن نرسل رسالة لإيران وأتباعها أننا جادون في مواجهتهم ولا نتردد في الدفاع عن دولنا وشعوبنا ومصالحنا وإخواننا في المنطقة". وقال الشيخ خالد آل خليفة "لم نتكلم عن إيران كما تكلمت عنا بسوء في السنوات السابقة، ولم يكن لدينا من خيار سوى قطع العلاقات. نحن الآن جادون بمواجهة إيران وأتباعها بالمنطقة، ولا نتردد بالدفاع عن دولنا شعوبنا ومصالحنا وعن إخواننا في المنطقة، وإن رعد الشمال رسالة لكل من يظن بما في ذلك إيران أنه يمكن أن يضر بالمنطقة". لكن الوزير البحريني قال إن "قطع العلاقات مع إيران يمكن أن يتغير إذا تحسنت الأحوال وتغيرت الظروف".

تصريحات الرئيس أوباما

ورداً على سؤال عن رأيه بتصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما حول قضايا الخليج والعلاقات الخارجية مع دولة البحرين قال "علاقتنا مع الولايات المتحدة هي علاقة تاريخية تعود لأكثر من قرن، ويجب أن نكون حذرين من دقة التصريحات التي أدلى بها الرئيس أوباما. يجب ألا نحمل علاقتنا مع الولايات المتحدة بعض المواقف التي قالها الرئيس أوباما وقد تكون تُعبر عن رأي شخصي". ولخص وزير الخارجية البحريني موقف المملكة من تصريحات للرئيس أوباما، قائلاً "لا نرى فيما أوردته المقابلة مع الرئيس أوباما أي تغير في السياسة الأميركية تجاهنا".

إبعاد اللبنانيين

وفي ملف آخر، علق خالد آل خليفة على إبعاد بعض اللبنانيين عن مملكة البحرين قائلاً "تربطنا مع لبنان علاقة قديمة أخوية واجتماعية، وهم ليسوا بجدد على المجتمع البحريني، كان لبنان وجهاً حضارياً من أوجه المنطقة واليوم هذا الوجه مهدد بربطه بـ(ولاية الفقيه)، الذي خرج أو أُخرج من اللبنانيين من البحرين بدون شك مرتبط بحزب الله". وعن الدور الموكل للقواعد العسكرية في البحرين، قال "إن القواعد العسكرية في البحرين هي تسهيلات منحتها الدولة للدول الحليفة. القواعد في البحرين قديمة هدفها في المقام الأول تثبيت الأمن في الخليج العربي ومحاربة الإرهاب، وأن أهم من نرتبط بهم في الدفاع عن البحرين هم أشقاؤنا في المنطقة إضافة إلى الشراكة الدولية". وتبث المقابلة يوم الجمعة، الأول من أبريل، الساعة 8:30 مساء بتوقيت السعودية.

 

العراق.. العبادي يقدم تشكيلته الوزارية الجديدة للبرلمان

بغداد – وكالات/العربية/31 آذار/16

قال رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، الخميس، إنه قدم تشكيلاً وزارياً جديداً للبرلمان.

وقال التلفزيون العراقي إن البرلمان رفع جلسته حتى يوم السبت بعد أن قدم العبادي قائمة مرشحين بالتشكيل الوزاري الجديد الذي يهدف لمكافحة الفساد.

وقال العبادي في موقعه الإلكتروني إنه قدم قائمة بالمرشحين للمناصب الوزارية وبياناً بخبراتهم وسيرهم الذاتية، وإن لجنة خبراء اختارتهم على أساس مهني وعلى أساس كفاءتهم ونزاهتهم.

وأفادت بعض التسريبات بأن تشكيلة العبادي الوزارية شملت:*علي علاوي - المالية

*عبد الرزاق العيسى - التعليم العالي

*الشريف علي - الخارجية

*نزار سالم - النفط

*يوسف الأسدي - النقل

*هوشيار أمين - الإعمار والإسكان والبلديات

*حسن الجنابي - الزراعة والموارد المائية (وهو سفير العراق لدى منظمة الأغذية والزراعة في الأمم المتحدة / الفاو)

*علي الجبوري - التربية

*عقيل يوسف - الشباب والثقافة

*محمد نصرالله - العدل

*علاء دشير - الكهرباء

*وفاء المهداوي - العمل والهجرة

*علاء مبارك- الصحة

*وفاء المهداوي – العمل والهجرة

كما شملت خطة العبادي دمج الوزارات أدناه:

*المالية مع التخطيط

*النقل مع الاتصالات

*العمل مع الهجرة

*الزراعة مع الموارد المائية

*الشباب مع الثقافة

*الصناعة مع التجارة

*الإعمار والإسكان مع البلديات

وكان بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء قد أكد أن "الدكتور حيدر العبادي حضر جلسة مجلس النواب لإلقاء كلمة مهمة تتضمن مراحل وإجراءات تنفيذ الإصلاحات الشاملة، وعرض قائمة بأسماء المرشحين للوزارات وسيرهم الذاتية". وأشار البيان إلى أن "المرشحين تم اختيارهم من قبل لجنة الخبراء المتخصصة على أسس المهنية والكفاءة والنزاهة والقدرة القيادية في ضوء وثيقة الإصلاحات الشاملة". ولدى وصوله، عقد العبادي اجتماعاً مع رئيس البرلمان سليم الجبوري، وعدد من كبار المسؤولين، بحسب مصدر نيابي. وكان العبادي دعا بشكل متكرر إلى استبدال الوزراء الحزبيين لتعيين وزراء تكنوقراط، لكنه واجه معارضة شديدة من قبل الكتل الكبيرة المهيمنة على السلطة منذ 13 عاماً وتحظى بامتيازات مالية كبيرة. ومنح مجلس النواب، الاثنين، العبادي مهلة ثلاثة أيام لإعلان تشكيلة وزارية جديدة من التكنوقراط. ويتعرض العبادي إلى ضغوط كبيرة من قبل الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، الذي بدأ أنصاره اعتصاماً أمام بوابات المنطقة الخضراء المحصنة التي تضم مقار الحكومة. وزاد الصدر ضغوطه عندما قام شخصياً بدخول المنطقة الخضراء والاعتصام بمفرده داخل أسوارها، وأقام خيمة منذ السبت الماضي. وهدد الصدر بأنه سيسمح لأنصاره باقتحام المنطقة الخضراء في حال فشل العبادي بتقديم وزراء تكنوقراط غير تابعين للأحزاب السياسية ضمن حزمة الإصلاحات التي يدعو إليها.

 

الكرملين نفى صحة تقرير عن تفاهم أميركي روسي عن مصير الأسد

الخميس 31 آذار 2016 /وطنية - نفى الكرملين اليوم صحة تقرير نشرته صحيفة الحياة عن تفاهم أميركي روسي بشأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد. وكانت الصحيفة قد نشرت في عددها الصادر اليوم خبرا منسوبا لدبلوماسي في مجلس الأمن جاء به أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري "أبلغ دولا عربية معنية بأن الولايات المتحدة وروسيا توصلتا إلى تفاهم على مستقبل العملية السياسية في سوريا من ضمنه رحيل الرئيس السوري بشار الأسد إلى دولة أخرى". وقال المتحدث بإسم الكرملين ديمتري بيسكوف في مؤتمر صحفي عبر الهاتف :"الحياة نشرت معلومات لا تمت للواقع بصلة". وأضاف :"تتميز روسيا وتختلف عن غيرها من الدول لأنها لا تناقش مسألة تقرير مصير دول ثالثة سواء عبر القنوات الدبلوماسية أو غيرها".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

طار البلد وطارت صحافته

حازم الأمين/لبنان الآن/31 آذار/16

ثمّة أمر لم يُناقَش في سياق البحث في انهيار الإعلام اللبناني، وهي الوظيفة التي صعد هذا الإعلام في سياقها، أو قُل نهاية هذه الوظيفة، أي مواكبة التجربة اللبنانية، أو حتى السعي إلى تهشيمها. ولبنان بقي يؤدي مهمة استمر في تأديتها في أحلك الظروف التي مرّ فيها، لكنها الآن انتهت، ويجب أن تُضاف هذه النهاية إلى سلسلة العوامل التي أدت إلى انهيار إعلامه. وتتمثل هذه المهمة في أن لبنان هو لبنان، أي هو نفسه. أما نهاية هذه المهمة فتعني أنه لم يعد نفسه. لبنان بلدٌ ممتدّ إلى خارج حدوده. الشيعي فيه منخرط في القتال الإقليمي، والسنّي جزء من تنظيمات عابرة للحدود مثل "داعش" و"النصرة". وصحيح أنّ في هذا الكلام تعميماً، وخصوصاً في الحالة السنّية، لكن الوظيفة السياسية للوجود السنّي في لبنان معطّلة ومُستعاض عنها بضجيج دولة الخلافة وإمارات "النصرة". أما المسيحيون، وهم من غير المنخرطين في الحرب الأهلية الإقليمية، فعاجزون عن عرقلة انفلاش الطوائف الأخرى إلى خارج الحدود، وإلى خارج الوظيفة.

ربما علينا أن نباشر ملاحظتنا أن بلدنا انتهى. العبارة قاسية ومؤذية، لكنها شديدة الواقعية. حزب الله أنهى قصة لبنان، و"داعش" تولّت مهاماً مشابهة، وهي تتمدّد وتؤسّس في رحاب بلدنا السابق لوجود ولاحتمالات. وربما كانت تجربة فريدة، وإنْ كانت قاتلة، أن تشهد جماعة نهاية بلدها الناجمة عن انهيار نظام إقليمي بأكمله. أن ينهار البلد من دون أن تنهار "موجوداته"، أي أن يبقى جنوبه وشماله وشرقه وغربه، وأن تبقى مدنه ونفاياته وبحره وسماؤه، لكن أن ينهار معناه ووظيفته ودوره. في هذه اللحظة أيضاً باشر الإعلام اللبناني رحلة انهياره. فهل يمكن لإعلام أن يبقى بعد أن ينهار قالبه السياسي والإجتماعي؟ في سنوات الحرب الأهلية اللبنانية، كان الإعلامُ إعلامَ هذه الحرب، ولكن الحرب في حينها أبقت على حد أدنى من الوجود ومن البلد. الحرب الآن في الخارج. هي حرب لبنانية في الخارج، وهي إذ تجري خارج الحدود تولّت إلغاء الحدود، ولم تكن وظيفة هذا الإلغاء التوسع، انما الامّحاء والذوبان. إلغاء الحدود كان إلغاء للبنان. ريدة السفير اللبنانية صارت تنشر تحقيقات عن الزبداني بصفتها بلدة لبنانية. انتهى لبنان فلماذا تبقى صحافته؟ وهو، أي لبنان، عندما غادر إلى سوريا للقتال لم يفعل ذلك بسبب فائض قوته، إنما بسبب انهياره وفصامه وطائفيته، وصحافته أيضاً لم تضم الزبداني إلى صفحاتها بسبب رحابة هذه الصفحات، انما فعلت ذلك أيضاً بسبب ضعف الوظيفة الرقابية وانعدامها. نحن في بلد بلا رئيس للجمهورية منذ نحو سنتين، وفي بلد خرج منه حزب هائل ليقاتل في بلد مجاور، وفي بلد يلتحق شبان منه بالقتال في سوريا إلى جانب "داعش" و"النصرة"، وفي بلد تمتد جبال النفايات فيه على مد النظر. فلماذا تبقى صحافته؟ الصحافة كانت جزءاً من الوظيفة الأولى. هل تذكرون الوظيفة الأولى؟ طار البلد وطارت الوظيفة.

 

الاغتراب اللبناني يصلح ما أفسدته سياسة باسيل‏

سهى جفّال/جنوبية/31 مارس، 2016

على الرغم من الهدوء النسبي، لا توحي المؤشرات والوقائع أن أزمة لبنان مع الدول الخليجية المستجدة تسلك طريقها نحو الحل طالما أن كل محاولات لبنان الرسمي لتطويق الأزمة وتداركها لم تكن بحجم الغضب السعودي . وأمام هذا الواقع تحرّك المغتربون اللبنانيون رسميا لتدارك الأزمة وحماية مصالحهم في وقت تخلفت الحكومة والوزارة المعنية عن وظائفهما. لا تزال قضية الأزمة اللبنانية السعودية – الخليجية تتفاعل يوما بعد يوما، وتمثل جديدها بقرار لافت وحازم من قبل “مجلس العمل والاستثمار اللبناني” في السعودية بمقاطعة “مؤتمر طاقات إغترابية” الذي دعت إليه وزارة الخارجية في أيار المقبل. وجاء هذ القرار في اطار الردّ على مواقف وزير الخارجية جبران باسيل خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب المتنكّرة للتضامن العربي، برفضها إدانة طهران بعد حرق المقار الدبلوماسية السعودية في إيران، فضلا عن تجاهل اللبنانيين المنتشرين في دول الخليج.. في وقت، لم تراعِ وزارة الخارجية بمواقفها مصالح المغتربين اللبنانيين. بل على العكس، جاهرت بهذه المواقف ولم تعمل على تخفيف من وطأة الأزمة التي خلفتها سيما وانها تسببت باجراءات عقابية كادت أن تطال مصالح اللبناني المغترب. هذا التجاهل دفع مجلس العمل والاستثمار اللبناني في السعودية أمس بالإعلان عن قرر مقاطعة مؤتمر «طاقات اغترابية»، احتجاجاً على موقف الوزارة. إذ دعا المجلس إلى إنشاء «خلية أزمة» لتصحيح مواقف الوزارة تجاه السعودية. وجه المجلس خطاباً إلى وزارة الخارجية اللبنانية، أبدى فيه استنكاره وإدانته المتجددة لمواقف الوزارة، ووزيرها جبران باسيل. رئيس “مجلس العمل والاستثمار اللبناني” محمد شاهين صرح لموقع “جنوبية” منتقدا الخارجية اللبنانية بالقول ان” هذه الوزارة معنية بالمغتربين والوزير من واجبه أن يراعي ظروف ومصلحة المغترب اللبناني ورعاية ظروفه”. وتابع “نريد أن نفهم هل نحن من ضمن مصالح وزارة باسيل او اننا لسنا من ضمن مسؤولياته؟” أضاف شاهين أن “مواقف باسيل المتطرفة تؤثر علينا كمغتربين وهو أثبت عدم جدارته بتولي هذه الوزارة”. واستدرك قائلا “باسيل لم يسيئ لنا فقط بل أساء إلى لبنان فنحن يوما من الأيام سوف نعود إلى وطننا لكن على أن يكون عامر”. كما أشار شاهين “لبنان دفع ثمن العروبة غاليا، في المقابل باسيل يعزل لبنان عن جواره العربي. وفيما لا يكف عن المتاجرة بقانون استعادة الجنسية للمتحدرين من اصل لبناني يتجاهل قضيتنا ومصالحنا نحن المغتربين”.وعن مقاطعة مؤتمر الخارجية قال إن “القرار اتخذ لأن الظروف المحيطة فيه غير سانحة وتم الاتفاق على المقاطعة من قبل المغتربين اللبنانين في الخليج وقد أخطر المجلس وزارة الخارجية ببيان رسمي بالقرار”.

الإمارات ترحل اللبنانيين

كما أضاف إلى أن “موقف باسيل لا يمثلنا ولكن نحن علينا أن نقوم بواجبنا تجاه المملكة ولبنان والمغتربين البعيد عن المصالح الخاصة”. واوضح شاهين أنه “قرار شخصي ولم يدفعنا أحد لاتخاذه”. وخلص ” نتفاءل بانتهاء الازمة عندما تتخذ الحكومة اللبنانية موقف ايجابي بالمبادرة إلى إنشاء خلية أزمة، لرأب الصدع الحاصل بتصحيح وتصويب مواقف وزارة الخارجية والمغتربين تجاه المملكة العربية السعودية تداركاً لتداعيات الأزمة والعمل على الحد من أضرارها، وإعادة لبنان إلى محيطه العربي». يأتي هذا الموقف استكمالاً لسلسلة المواقف والتحركات التي يقوم بها المجلس، إثر الأزمة المستجدة في العلاقات بين دول الخليج العربي الناجمة عن المواقف الأخيرة لوزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية في المؤتمرات العربية والدولية، والمتمثلة بسياسة «النأي بالنفس» عن الإجماع العربي والإسلامي والدولي بإدانة الاعتداءات التي تعرضت له السفارة والقنصلية السعوديتين في إيران.

 

حزب الله والعرب

إيلـي فــواز/لبنان الآن/31 آذار/16

إكتشف العرب باكراً تدخّل حزب الله ومن ورائه الحرس الثوري الإيراني وتغلله في بلادهم. لكنّهم تجنّبوا توجيه انتقاد علني لتجاوزاته وتدخلاته في الشؤون العربية الداخلية لغاية العام 2000، بحجّة صراعه مع إسرائيل الذي كان يحتل في وجدان الشعوب العربية منزلةً "مقدّسة". أربعة محطات مفصلية جعلت العرب يراجعون مواقفهم من حزب الله. عد العام 2000 سنة قرار إسرائيل الانسحاب من الجنوب فقَد حزب الله حجّة وجوده المعلنة، أي تحرير الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي، ورفض تسليم سلاحه للدولة اللبنانية تحت حجج دفاعية كحماية لبنان من إسرائيل أو هجومية كتحرير القدس حفاظاً على الاستثمار الهائل الذي دفعته إيران غداة نشأته. م بعد الاجتياح الأميركي للعراق وخلع صدام حسين اكتشف العرب أن إيران التي تحررت من قيودها بدأت باستكمال سيطرتها على العراق من خلال الفصائل الموالية لها لتبني  "هلالاً شيعياً" كان الملك الأردني عبد الله أول المحذّرين من خطورته. ولم يغب عن العرب الدور الذي لعبه حزب الله في العراق، إنْ في مواجهة القوات الأميركية أم في الحرب غير المعلنة على المناطق ذات الأكثرية السنّية. بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري أصبح تململ الدول العربية من حزب الله وانتقاداتهم له أكثر علنية. وأخيراً وأهم تلك المحطات دخول حزب الله في الحرب السورية دفاعاً عن نظام بشار الأسد.

عندها بدت الصحافة أكثر جرأة في الكتابة عن حزب الله ودوره الأقليمي الذي اكتشف الرأي العام أبعاده، وفي الحديث عن أنشطته كاعتقال خلية لحزب الله في الإمارات تتنقل بجوزات لبنانية صادرة عن سلطاتها المختصة بأسماء مزورة، ومؤخراً خلية العبدلي في الكويت التابعة لحزب الله والتي قامت بتخزين وحيازة السلاح في مزرعة بمنطقة العبدلي حيث قالت وزارة الداخلية الكويتية إن كمية الأسلحة أتت من العراق. وبين هذا وذاك من الاكتشافات تم في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت اعتقال أحمد المغسل، رأس حزب الله في الحجاز، الذي كان قادماَ من إيران حيث مكان إقامته.

هذا من دون التطرق الى المعلومات التي لدى اجهزة الاستخبارات العربية حول تورط الحزب في أكثر من مهمة تهدف الى ضرب مصالح الخليج، وم يكن الفيديو المسرّب لتدريب بعض الحوثيين كيفية القيام بعملية إرهابية من قبل أحد أعضاء حزب الله سوى دليل صغير على مدى ضلوع الحزب إلى جانب ايران في الاعمال الحربية ضد دول الخليج.

لماذا انتظر العرب كل تلك المدّة لاتخاذ هكذا موقف بالرغم من وجود أدلة دامغة على إرادة إيران بواسطة حزب الله تعريض الأمن الداخلي والخارجي لدول الخليج واقتصادها الوطني للخطر؟ لسبب الأول كان تخلّي الرئيس الأميركي باراك أوباما عن دعم حلفائه في مواجهة طهران، بل توقيع اتفاق معها يتيح لها التخلص من العقوبات الاقتصادية الخانقة من دون أن يتنازل نظامها أو يتراجع عن أهدافه التوسعية في المنطقة والعدائية تجاه العرب، ما شكّل خطراً وجوديًا لبعض الأنظمة. تراجع أوباما عن دعم حلفائه كان له التأثير الكبير في قرار الأنظمة الخليجية المواجهة في أكثر من منطقة. هذا التحول في ثوابت السياسة الأميركية يدفع المنطقة الى مزيد من المواجهات الخطيرة على خلفية مذهبية. السبب الثاني طبعاً كان إدراك حكام العرب مدى خطورة حزب الله وتأثيره على الصراعات في المنطقة، فكان يجب التصدي لأعماله العدائية تجاه دول الخليج حيث انه كان بدأ تنفيذ أوامر إيرانية سعت لضرب أنظمتها. حينها اقتنع الحكام العرب أن القضية لا تحلّ بالمفاوضات، ولا حتى بدفع فديات للإرهابيين. إنّما بالمواجهة الشاملة وفي كل الصعد، لا سيما الاقتصادية، حيث ان العقوبات الخليجية المفروضة على الحزب تساعد في تقليص موارده الني تمول حروبه في المنطقة. الب الثالث هو المنحى الخطير الذي اتخذته المواجهة الإيرانية الخليجية من تهديد استراتيجي للأمن القومي للخليج. وهذا تماماً ما حاولت إيران تطبيقه مع الحوثيين في اليمن، عبر إدخال صواريخ قد تطال العمق السعودي. إن هذا القرار العربي الجريء، الذي لا يعكس توجه دول الخليج عادة في الأزمات، تحدّث عنه بعض زعماء الغرب بسلبية، ووصفوه بالمتهور وأنه لن يفيد في حل الصراعات، لكنّ الأصح أن وقوف دول الخليج بقيادة المملكة العربية السعودية بوجه العدوان الإيراني ليس من شأنه فقط إجبار ايران إلجلوس الى طاولة المفاوضات وحسب، بل بشروط عربية تتعلق بحماية امن دولها الاستراتيجية. لماذا انتظر العرب كل تلك المدّة لاتخاذ هكذا موقف من حزب الله؟

 

قدم كنيسة في الإمارات وأصول التسامح!

تركي الدخيل/نقلا عن "البيان"/13 آذار/16

عندما وقف الإنجليزي بيتر هايلير على مسرح الفائزين بجائزة أبوظبي، في العام 2013، كان قد أمضى في دولة الإمارات نحواً من أربعين عاماً، مستنفذاً فيها شغفه بالآثار، ممارساً فيها الصحافة والعمل في المجالات الثقافية والنفطية. غير أن ليلة من ليالي بيتر خلال أربعين عاماً قضاها في الإمارات كانت الأصعب، ولم تستطع عيناه أن تغمض للنوم جفناً! في العام 1992، كان برفقة المؤسس، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، في جزيرة صير بني ياس، حيث كان الشيخ زايد، كعادته، يقود فريقاً لتنمية الجزيرة التي يعود تاريخ سكناها لآلاف السنوات. لقد اكتشف بيتر ضمن فريق أن في الجزيرة التي جاء بهم إليها رئيس الإمارات كنيسة يعود تاريخها للقرن السابع الميلادي، وبلغ عمرها 1400 سنة، كيف سيتقبل قائد أمة مسلمة كشفاً أثرياً لكنيسة؟! لا بد أن هذا خبر قد يعكر مزاجه؟ ربما يحرجه أمام شعبه؟! هل أخبره؟ هل يبقى الأمر في طي الكتمان؟ كانت هذه الهواجس تمور في ذهن الرجل موراً!

في اليوم التالي، سأله الشيخ زايد، ما سر القلق والإرهاق على وجهك، فتشجع وقال: إننا اكتشفنا بوادر تدل على وجود دير مسيحي، فما كان من الشيخ زايد إلا أن شجعه. وقال: ما الذي يمنع أن يكون أجدادنا الأولون مسيحيون قبل الإسلام؟! وأعطى توجيهاته بالحفاظ على المكان واحترامه والعناية به.

كانت الرؤية واضحة في ذهن الشيخ زايد، فالثقافات تتابع، وتتنوع، وافتراض القطيعة بينها وهمي، يتبناه المتشددون في كل ثقافة. وهو ما يؤكد أن للتسامح في الإمارات أسساً واضحة لا طفرات وقتية. لقد استوعبت الإمارات نماذج من التسامح عبر التاريخ. يأتي تحويل ذلك التاريخ إلى عملٍ مؤسسي ليساهم في جعل التسامح مثل الماء والهواء، أمراً يومياً، بدهية من البدهيات. اطلعت على دراستين، إحداهما لفاطمة الصايغ والأخرى لعمر الحمادي، فيهما نماذج كبرى وعديدة ترصد تاريخ التسامح في الإمارات منذ عقود مضت. على سبيل المثال رجل الأعمال الهندي فيجاي باتيا يروي أن الشيخ راشد بن سعيد حاكم دبي (1958-1990) كان يزورهم في مناسبة أعيادهم الدينية، وكان يأكل مما يأكلونه، كما كان الشيخ راشد يعطي المعلومات لطهاته بإعداد الوجبات الهندية النباتية لهؤلاء الهنود عندما يزورونه في بيته. هذا الأمر يعكس تقبل الشيخ راشد والحكام -آنذاك- مبدأ الاختلاف الديني وتشجيعه أتباعه على تقبل مبدأ الاختلاف مع الآخر. وبناء على هذا الامتداد، فقد حظيت الإمارات بتقدير دولي نظير رعايتها العيش المشترك والتلاقي بين مئتي جنسية من كل الديانات والملل، ففي سبتمبر (أيلول) 2007 أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تقديره للإمارات؛ لتسهيلها إنشاء كنيسة أرثوذكسية تخدم الجالية الروسية بالإمارات. وفي أبريل (نيسان) 2007 استقبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، البابا شنودة الثالث، بمناسبة افتتاح الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في أبوظبي. إضافة إلى أن قانون تجريم الكراهية في الإمارات يعد سبقاً تشريعياً عالمياً ضد كل ما يحيط بالدولة ومنطقة الخليج والوطن العربي من مخططات وتحديات ومساعٍ لتأجيج أشكال التمييز كافة؛ ونبذ خطاب الكراهية وتحريم التمييز بين الأفراد أو الجماعات على أساس الدين أو العقيدة أو المذهب أو الملة؛ ذلك جزء من أنموذج التسامح الإماراتي الذي لم يغادر ساسته، فضلاً عن المجتمع المتسامح بفطرته. وترسم الإمارات النموذج المتسامح على الطريقة التي وصل إليها في منطقة ابتكاره وتشكّله في أوروبا، إذ كانت الأزمة متشابهة؛ يحدثنا عن قصة هذا الصراع، محمد أركون: «لم يكن العقل الديني المسيحي في أوروبا، في إبان القرون الوسطى، مختلفاً عن العقل الديني الإسلامي عند العرب في الفترة نفسها؛ فقد كان كلاهما عقلاً دوغمائياً يرى نفسه وحده صاحب الحقيقة ويرى الآخر، أيَّ آخر، من الضالين، بل كان هذا يصدق حتى على أصحاب المذهب الواحد ضمن أي دين من الدينين. وقد انطلق العقل التنويري الأوروبي في معركته ضد العقل الديني الدوغمائي من حيث انطلق نظيره في العالم العربي، أي بمحاولة «إحلال الميتافيريقا العقلانية – المركزية محل المركزية اللاهوتية الدوغمائية للعقل الديني» التي شغلته مفاهيمها واهتماماتها زمناً طويلاً، غير أنه تمكن في خاتمة المطاف من زعزعة السلطة الكهنوتية العليا للمسيحية «وفرض محلها قطيعة حاسمة بين سلطة الكنيسة والذروة البشرية المتمثلة بالسيادة الشعبية أو حق التصويت العام للشعب». وهكذا فقدت القوانين كل صفة قدسية، وأصبحت قابلة للتعديل والتطوير بحسب الظروف والحاجات». فضاء التسامح الممتد في الإمارات، لعله ينتج عدوى لدى الدول العربية الأخرى، لصناعة مجتمعٍ يتجاوز الثنائيات والقناعات المغلقة (الدوغمائيات) والتصفيات الرمزية والجسدية.

 

الياس بجاني/الدكتور غسان سلامة هو وطبقاً لكل المعايير علامة ثقافية ووطنية وانسانية وأخلاقية نفتخر به وهو حقاً يشرّف كل لبناني حر وديموقراطي ويحترم الكفاءات. في أسفل تقرير منقول عن جريدة الرأي.

http://eliasbejjaninews.com/2016/03/31/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D9%8A-%D8%BA%D8%B3%D8%A7%D9%86-%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D8%B7%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8C-%D8%A8%D9%84%D8%A7-%D8%A3%D8%AC%D9%86%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1/

غسان سلامة... طائرٌ بلا أجنحة الأرز

 بيروت – الراي/01 نيسان/16

حين أعلن الوزير السابق غسان سلامة ترشُّحه لمنصب الامين العام لمنظمة «اليونيسكو»، لم يكن يخطر ببال أحد ان وزارة الخارجية والحكومة اللبنانية سبق ان رشحا احداً لهذا المنصب، وان الديبلوماسية العامِلة منذ سنوات في المنظمة الدولية، فيرا خوري لاكوي، هي مرشحة لبنان الرسمية.

واذا كانت خوري تكاد ان تكون غير معروفة في لبنان، الا انها معروفة في الأوساط الفرنسية وفي المحافل المتخصصة ولا سيما انها تعمل في المنظمة الدولية لمدة طويلة. وبمجرد انتشار الخبر، أصبح هذا الترشيح مادة جديدة للسجال، خصوصاً مع دخول غالبية قوى 14 مارس وشخصيات سياسية على خط دعم سلامة، كالنائب وليد جنبلاط والوزير اشرف ريفي، اضافة الى الانتليجنسيا اللبنانية وسط اطلاق حملة على مواقع التواصل تأييداً لترشيح الوزير السابق.

كما أثار ارتباط اسم المرشحة خوري، وهي ممثلة بعثة سانتا لوتشيا (وهي جزيرة في شرق الكاريبي) في «اليونيسكو»، برجل الأعمال جيلبير شاغوري تساؤلات عن موقف وزير الخارجية جبران باسيل، ولا سيما ان شاغوري لعب دوراً في اللقاء الشهير الذي جمع الرئيس سعد الحريري بالنائب سليمان فرنجية في باريس وكرّس تأييد الحريري ترشيح الأخير لرئاسة الجمهورية، وهي التسوية التي يعارضها باسيل بقوّة لأنها اعتُبرت قطعاً للطريق على وصول والد زوجته العماد ميشال عون الى الرئاسة.

وبإزاء الصخب العارم الذي رافق تجاهُل لبنان الرسمي ترشيح سلامة، نُقل عن اوساط رئيس الديبلوماسية اللبنانية انه رشح موظّفة في اليونيسكو وانه «لم يطلع على خطوة سلامة، الذي لم يبلغ الحكومة او وزارة الخارجية بترشحه، إلا عبر الاعلام»، وان ترشيحه لخوري سابق لدخول سلامة السباق الى رئاسة «اليونيسكو»، مشيرة الى ان التحريات في شأن مكانة خوري والتي أُجريت في أروقة اليونيسكو والبعثات الديبلوماسية أظهرت «انها تتمتع بثقل كبير داخلها وتبوأت مناصب ادارية وديبلوماسية عدة على مدى أكثر من 20 عاماً وعندها قرّرت الحكومة اللبنانية ترشيحها رسمياً».

وعكست «الانتفاضة» الالكترونية دعماً لسلامة مكانة هذا الباحث والاستاذ الجامعي في باريس الذي بنى رصيدا في لبنان وفي فرنسا تحديداً، ليس فقط حين تبوأ منصب وزير الثقافة في إحدى حكومات الرئيس الراحل رفيق الحريري، انما ايضاً كإحدى الشخصيات التي اعطت للحياة السياسية بعدها الثقافي والعلمي والاعلامي.

ويولّد سلامة دائماً انطباعات انه مثقف لبناني على صلة بالدوائر الفرنسية ولاحقاً الدولية، وخصوصاً بعدما فتحت له أبواب الامم المتحدة، ما يثير بعض الانتقادات ضده، وخصوصا إزاء مواقفه المعروفة لبنانياً بأنها أقرب الى وجهة نظر قوى «14 مارس». وهو ظلّ يطلّ لبنانياً كوجه سياسي بين حين وآخر من العاصمة الفرنسية حيث يقيم ليدلي بدلوه في التطورات السياسية الداخلية والاقليمية والدولية.

هو غسان فريد سلامة من مواليد العام 1951 في بلدة كفرذبيان الكسروانية، كاثوليكي في قضاءٍ ماروني بغالبيته، متزوّج من سيدة أرمنية هي ميراي بوغوصيان، وله ابنتان: هلا وليا، والأخيرة إعلامية في إحدى القنوات التلفزيونية الفرنسية.

تلميذ الحقوق في الجامعة اليسوعية في بيروت قبل ان ينتقل الى باريس ليدرس الحقوق ايضاَ والعلوم السياسية والأدب، يفخر دائماً بأن يعرّف عن نفسه انه استاذ جامعي، وانه يحب ممارسة مهنة التعليم، رغم انه تنقل في وظائف عامة. وهو شارك في تأسيس معهد باريس للشؤون الدولية واستقال من عمادته بعد خمس سنوات، لرغبته كما يقول في الانصراف الى التأليف والكتابة.

وفي حديث الى تلفزيون «الجزيرة» العام 2006 روى سلامة فصولاً من سيرته الذاتية، وقال: «الوالد والوالدة كان عندهما هاجس كبير بالتعليم، وهما ضحّا بأملاكهما كي نتعلّم.أبي وأمي كانا طموحيْن في الجانب التعليمي، وإذا ضحى أهلك بأملاكهما ليعلّماك لا تستطيع ان تخذلهما».

أصبح وزيراً للثقافة بين 2000 و2003، وأشرف على تنظيم القمة الفرنكفونية التي عقدت في بيروت العام 2002، كما كان مشاركا في القمة العربية التي عقدت في العام نفسه في العاصمة اللبنانية.

والعام 2003 عُيّن مستشاراً لبعثة الامم المتحدة في العراق، ومن ثم مستشاراً للامين العام للام المتحدة بين 2003 و2005 ومجدداً عام 2012.

عُرف سلامة كإحدى الشخصيات التي كانت قريبة من الرئيس رفيق الحريري الذي أعاده الى لبنان ككثير من البارزين في مجالات علمية وأدبية وإعلامية، وقد عمل الرئيس الشهيد على ضمهم الى مشروعه عند تبوئه منصب رئاسة الحكومة. وكان سلامة تعاون مع الحريري في باريس لأعوام طويلة قبل ان يصبح وزيراً، وعُرف عنه انه كان يقدّم استشارات للحريري لسنوات وظلّ صديقاً مقرباً منه ومن عائلته. ومن باب هذه الصداقة تمكّن من صوغ الكثير من العلاقات الديبلوماسية في اوروبا، وفي الادارات الفرنسية المتعاقبة وخصوصاً في عهد الرئيس جاك شيراك الذي كانت تربطه علاقة وطيدة بالحريري.

وفي مقال عن سلامة العام 2008 كتب وزير الداخلية الحالي نهاد المشنوق: «لمّاع في أفكاره، حاد في حركته، صارم في إدارته، لا تنقصه الرفعة في الكلام لإصابة هدفه ولو عن بُعد».

ويضيف: «لا يعرف عنه الكثيرون انه واحد من الذين ساهموا في صياغة تفاهم ابريل 1996، الذي ذاع صيته بانه الصيغة الادق لعمل المقاومة في مواجهة المحتل مع حفظ حق المدنيين في الحياة وعدم استغلال منازلهم مسرحاً للاشتباك او مقرا للانطلاق. ولا يذكر أحد عنه أنه ساهم عن بُعد وبتواضع في صياغة اتفاق الطائف ولو بسطر واحد عبر اصدقاء مشتركين مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري». ويضيف: «غلبت عليه سمعة المحترف في صناعة القرارات الدولية فأصابه منها اسوأها في العام 2005 حين أقر مجلس الامن القرار 1559 الداعي والمنفّذ للخروج العسكري السوري من لبنان».

عُرف سلامة في تلك المرحلة بأنه خصم للنظام السوري، وبأنه يدافع عن اتفاق الطائف، وهو تحدث في نهاية العام الماضي عن ثغر في الاتفاق كما يقول انطلاقاً من حرص العارِف بالاتفاق وأحد المشاركين فيه.

علاقته بالحريري فرضت نفسها ولا سيما بعد اغتيال رئيس الحكومة السابق في 14 فبراير 2005، وكان لافتاً ما أدلى به النائب غازي يوسف في شهادته العام الماضي امام المحكمة الدولية حين قال: «سلامة التقى الحريري نهاية عام 2004 في باريس ونقل إليه أن الجانب السوري يرغب في اغتيالك سياسياً من خلال قانون الانتخاب... وإذا حاولت المقاومة، فجسدياً». وأضاف يوسف أن الحريري «استغرب هذه المعلومة، وأكد أن لديه تطمينات من الجانبيْن الأميركي والفرنسي».

اما سلامة فيروي في حديثه الى «الجزيرة» لقاءه الأخير بالحريري قبل اسبوع من اغتياله، ويقول: «كان حين يأتي الى باريس إجمالاً يتصل بي فور وصوله. جاء هذه المرة ومكث ثلاثة أو أربعة أيام من دون أن يتصل، فقلتُ في نفسي إما أنه مريض واما مشغول بأمور العائلة واما انه في حال انكفاء، (...) كنتُ أدرّس في الجامعة يوم الاثنين صباحا وكان دائماً مجال التنكيت عنده التعليم، أنه «ما زلت بتعلِّم بيتحمَّلوك التلاميذ؟ أنا تحملتك بس التلاميذ بيتحملوا». خرجتُ من الصف وفتحت هاتفي النقال فوجدت سبعة أو ثمانية اتصالات من بيته فاتصلتُ، وقال لي: وينك؟ قلتُ له أمام منزلك، لأنني كنت عائدا إلى بيتي وأمرّ أمام منزله كي أصل إلى بيتي، فقال أُدخل فوراً، فدخلت (...) كان يتكلم بالهاتف مع بيروت بالنسبة لتقسيم الدوائر الانتخابية وكان مشغولاً بذلك، وعندما وضع الهاتف قلتُ له: اتصلتَ سبع أو ثمان مرات بي ومع أنك مهتمّ بأمر ليس من اختصاصك، فهل أنت باقٍ في باريس وهل يمكنني أن أدعوك إلى الغداء نتغدى معاً؟ كانت قرابة الساعة الواحدة فقال لي: لا أنا مسافر الآن، فقلتُ له لماذا اتصلتَ سبع أو ثمان مرات؟ توقّف ووق، وضع يده على كتفي الأيمن وقال: بس بدي شوفك... كان بس بدي شوفك، ما بدي سافر من دون ما شوفك. لذا ودَّعتُه هكذا، وكان اللقاء الأخير».

لسلامة مؤلفات عدة ومقالات ومقابلات اذاعية وتلفزيونية عدة. وكانت له مساهمات ونقاشات حول الوضع الداخلي والاقليمي، وخصوصاً بعد تجربته في العراق ودوره الى جانب الامين العام للامم المتحدة.

من كتبه، المجتمع والدولة في المشرق العربي، السياسة الأميركية والعرب، نحو عقد اجتماعي عربي جديد، من الارتباك الى الفعل، اميركا والعالم، السياسة الخارجية السعودية منذ عام 1945.

وعن العراق الذي كان أحد الموفدين الدوليين اليه، قال في الذكرى الخامسة للحرب لجريدة «الحياة»، «الحرب مثّلت، على المستوى الاقليمي هدية استراتيجية لإيران وعزّزت التيار المحافظ فيها ومكّنتها من تصدير ثورتها إلى خمس ساحات: العراق ولبنان وفلسطين وأفغانستان وبعض مناطق البحر الأحمر». وهو يتحدث مراراً في مقابلاته عن لقائه بالمرجع الشيعي اية الله السيستاني وعن حرصه ولإبلاغه الى الاميركيين بضرورة وضع العراقيين دستورهم وعدم وضعه في مكاتب المحاماة الأميركية.

وعن الوضع السوري، كتب أكثر من مرة مؤكداً عبثية الحل العسكري. وهو قال في محاضرة له في بيروت في نوفمبر 2015: «منذ اليوم الأول، ولم أغير رأيي منذ ذلك اليوم، فان الأزمة السورية لا يمكن أن تُحلّ عسكرياً، بل هي تستدعي عاجلاً أم آجلاً حلاً سياسياً قد يبنى على بيان جنيف وعلى مبادئ فيينا التسعة».

سلامة القومي العربي، يتحدّث بواقعية عن الفيديرالية ويقول في حديث الى اذاعة «مونت كارلو» في نهاية العام الفائت: «في مرحلة الحرب الباردة كان الصراع بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي يقوم على نوعيّة الأنظمة السياسية وليس على حدود الدول. يتوجب علينا كعرب ألاّ نتشبث بالدفاع عن فكرتين، إما ثبات حدود الدول وإما التقسيم». ويسأل: «لماذا لا يفكر العرب بخيار ثالث كالفيديرالية مثلاً. فعندما تريد جمع ما يكون قد تفرّق وتشتّت تكون الفيديرالية دواءً، وحين تريد تقسيم ما هو موحّد تصبح الفيديرالية هي الداء».

... هكذا أعلنت الخارجية اللبنانية ترشيح خوري رسمياً

في إعلان رسمي ضمني عن ملابسات ترشيح السيدة فيرا خوري الى الامانة العامة لليونيسكو، كشفت محطة «او تي في» التابعة لـ «التيار الوطني الحر» الذي يترأسه وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، مراحل تبنّي هذا الترشيح ومجرياته.

واوردت المحطة في تقرير إخباري، اعتُبر رداً غير مباشر من باسيل على الانتقادات بحقّه ان هذا الترشيح «لم يكن تهريبة كما يسوّق البعض»، موضحة «ان الدولة اللبنانية بوزاراتها المعنية ورئاسة مجلس الوزراء فيها، عملت في شكل علني، متبعة الاصول على هذا الصعيد، منذ اكثر من سنة».

وروت otv ان قصة ترشيح خوري جرت على الشكل الآتي:

«بدأت خوري حملتها قبل عام ونصف العام وأتت الى لبنان والتقت المعنيين من وزارتيْ الخارجية والثقافة ورئاسة الحكومة.

في مارس من العام 2015، قدّمت ترشيحها فأرسلتْه الخارجية وفق الاصول الى وزارتي الاختصاص التربية والثقافة والدوائر المختصة في رئاسة الحكومة، وتبيّن ان الترشيح مناسب ويساعد لبنان ليلعب دوراً في هذا المجال وأن حظوظه بتبوء المنصب متاحة.

في مارس 2016، وافقت رئاسة الحكومة على ترشيح خوري الى منصب المديرة العامة التنفيذية لمنظمة اليونيسكو، فتحرّكت الخارجية اللبنانية لإبلاغ الدول بذلك، وأعلنت ترشيح خوري رسمياً».

وأضاف التقرير: «تتمتع خوري بخبرة وكفاية في هذا المجال، وقد باتت مرجعاً تلجأ اليه الدول بعدما عملت في المنظمة على مدى 25 عاماً، وكانت لها بصماتها في مجال المعاهدة الدولية للتنوع الثقافي. وفي الدورات السابقة، عُرض على خوري تبوء منصف المدير العام، لكنها رأت ان الظرف غير مناسب لذلك. اليوم، يقول المعنيون والعارفون إن الظرف الملائم التقى مع الشخص المناسب لتكون خوري مرشحة لبنان، بحظوظ كبيرة للوصول الى هذا المنصب، وهي العالمة بكيفية عمل المنظمة وادارة شؤونها».

واحد من ثلاثة

مساء الخميس 4 يناير 2001، دعا الشيخ محمد مهدي شمس الدين ثلاثة أشخاص للتشاور معهم وذلك قبل وفاته ببضعة أيام، وقال لهم: «لا تخذلوني أنتم لستم فقط أمل المسيحيين، أنتم أملي وأمل لبنان». والثلاثة هم: غسان سلامة وسمير فرنجية وطارق متري.

العرب مطالَبون بتجنُّب «الفيفا» في «اليونيسكو»

ماذا لو ترشّح لبنانيان الى رئاسة «اليونيسكو»، السيدة فيرا خوري مرشّحة الحكومة اللبنانية، والدكتور غسان سلامة مرشّحاً من دولة غير «بلاد الأرز»؟ هذا السؤال سيعني، حسب اوساط مطلعة، إمكان التقليل من فرص لبنان في الفوز بهذا المنصب للمرة الاولى في تاريخه خلفاً للبلغارية إيرينا بوكوفا، في وقت تُثار مخاوف من ان تضيع الفرصة ايضاً امام الدول العربية في بلوغ رئاسة «الاونسيكو» هي التي يمثّلها في المجلس التنفيذي للمنظمة كل من لبنان وسلطنة عمان وقطر والسودان، وخصوصاً ان أكثر من شخصية عربية برزت على مسرح الترشيحات كون الاتجاه هو نحو انتخاب عربي لهذه الجولة. علماً ان من أبرز المرشحي العرب الوزير والديبلوماسي القطري حمد بن عبدالعزيز الكوّاري، فيما لم تحدّد مصر في شكل نهائي من سيمثّلها من بين أسماء متداولة مثل وزير التعليم العالي أشرف الشيحي، ومندوب مصر في الاونيسكو محمد سامح عمرو، والسفيرة مشيرة خطاب.

وثمة مَن دعا الى أخذ العِبرة من خسارة العرب لرئاسة «الفيفا» (الاتحاد الدولي لكرة القدم) بعدما بقي حتى اللحظة الأخيرة ترشيح الأردني والبحريني، فخسرا المنصب فهل يتكرر ذلك في «اليونيسكو» حين يحين موعد انتهاء إدارة بوكوفا، إما بعد نحو عام واما خريف 2017 (وفق النتائج التي ستحققها في انتخابات الامانة العامة للأمم المتحدة)؟

 

الأجانب بعد الخليجيين

نبيل بومنصف/النهار/1 نيسان 2016

تقترب الحرب السورية عبر الجهود الديبلوماسية الروسية والاميركية الجارية راهنا من اجل الدفع قدما بالحل الانتقالي من معالم الحقبة التي سبقت وضع اتفاق الطائف في خريف ١٩٨٩ أقله لجهة بلورة خريطة الطريق المبدئية التي ادت الى ولادة الحل. ليس حتميا توقع النتائج نفسها بالسرعة التي يتوخاها عرابا الحل الانتقالي مع التغييرات الهائلة في الظروف الدولية والاقليمية والاختلاف الكبير بين التجربتين. فلبنان سحق بحروبه وبحروب الآخرين تحت وطأة الحرب الباردة بين الاتحاد السوفياتي السابق والولايات المتحدة قبل انهيار جدار برلين. اما سوريا فدمرت في حرب طاحنة تحت وطأة براكين اشتعلت بثورات على أنظمة الطغاة وتداخلت فيها حروب ومجازر دينية ومذهبية قلما شهد التاريخ مثيلا لها. ولكن المرحلة الطالعة منذ اعلان وقف النار في سوريا بدأت تستحضر الكثير مما يعني لبنان في التهيؤ للتداعيات التي يتوقع ان يتلقاها في الآتي من الأشهر. يقودنا ذلك الى واقع داخلي مفجع تماما ومثير لشتى انواع الأخطار الإضافية التي تحدق بلبنان لدى معاينة السلوكيات السياسية والرسمية والحكومية والنيابية قاطبة امام لحظة كهذه. فالبلد يشهد منذ فترة قصيرة تدفقا غير اعتيادي لموفدين دوليين وغربيين لا يقابل بالاهتمام السياسي الموازي لمعارك الداخل التافهة والسخيفة والهابطة والتي بدأت تهمش حتى أزمة الفراغ الرئاسي نفسها على أيدي ابطال السجالات الرتيبة الفارغة من كل مضمون جدي. وأغرب الغرائب ان هذه الحركة الديبلوماسية الخارجية تجاه لبنان راحت تثير عوامل جديدة من عوامل التوظيف السياسي للنفخ في معزوفات تذكّر بخطاب متهالك موروث من أيام الوصاية السورية حين كانت دمشق الحاكمة والوصية تُمارس خبرتها الحديدية في "تهشيل" كل شريك مضارب على وصايتها وضرب كل خارج لا يسلّم لها بأحادية الوصاية على لبنان. شيء كثير من هذا يعود الى الاذهان اليوم حين ترى يقظة خطاب متهالك حول التوطين وترسيم الحدود والتخويف من الخرائط الجديدة في المنطقة على ألسنة من يعطلون الانتخابات الرئاسية منذ اكثر من سنتين تحديدا. والأنكى ان يجري تصوير اليقظة الدولية تجاه لبنان بأنها من علامات بيعه في صفقات المنطقة ورمي السيناريوات المستهلكة المتقادمة في سوق المزايدات إحياء لنبرة العداء للمجتمع الدولي مجانا وبلا اي تبصر. وحسنا فعل الرئيس تمام سلام في تصديه لهذه الناحية حصرا من خطاب رسمي ووزاري يخترق حكومته ويهزها ويمعن في إضعافها امام المجتمع الدولي بعد تسببها للبنان بأخطر أزمة له مع الدول الخليجية. ومع ذلك لا ترانا متفائلين بقدرة رئيس الحكومة على لجم هذه المواويل المتمادية في أذاها ما دامت عدوى المزايدات لا تقف عند فريق بعينه بل تتسع الى قوى منافسة على الضفاف الاخرى بدأت هي الاخرى تلتحق بركب معاداة "الأجانب".

 

صحافة لبنان: أزمة على أبواب دور مفقود

محمد قواص/العرب/01 نيسان/16

يقلق لبنان من أزمة صحافته وما يمثّله أمر ذلك من نكبة لظاهرة أسست لسمعة التميّز داخل العالم العربي في عقود ما بعد الاستقلال. لكن ذلك القلق يأتي منطقيا عاديا داخل المشهد الكبير للبلد، بحيث أن تلك الأزمة على جسارتها، تكمل عاديات الانهيار اليومي في كافة المجالات والقطاعات، كما تعكس استقالة الدولة تاريخيا في حماية القطاع الخاص وردّ الضير عنه، وتعفن الديناميات التي حافظت على نشاط الحركة الصحافية بالرغم من الأزمات المفصلية الكبرى التي عصفت بالبلاد في تاريخه الحديث. ولئن تعتبر الصحافة في لبنان مدرسة خاصة يشتهر بريقها منذ بدايات القرن الماضي، إلا أن فرادتها تكمن أيضا في لزوميتها في إطار تشكّل النظام العربي ولوازم إدارة الصراعات التي نشأت حوله. بمعنى آخر، فإن نجاح الصحافة اللبنانية، لا يعود إلى مواهب وخبرات رائدة فقط، بل إلى غياب صحافة حديثة رشيقة في البيئة الإقليمية المحيطة بلبنان. بمعنى آخر استفاد لبنان من كونه أول من أدخل الطباعة في المنطقة، كما استفاد من ارتباط نشأته بعواصم القرار الكبرى في العالم، كما من دوره وموقعه في تجسير العلاقة بين غرب وشرق.

لعبت الصحافة اللبنانية دورا تاريخيا لا نقاش فيه في تشكّل التركيبة السياسية اللبنانية، لا سيما بعد الاستقلال. ولم يكن دور الصحافة رقيبا على السلطة في البلد، بل مشاركا في إنتاجها ولاعبا أساسيا داخل شروط بقائها. يروي الصحافي اللبناني الراحل غسان تويني، أن مداولات تشكيل الحكومات كانت تجري في حقب معينة داخل مكاتب جريدة النهار التي كان يرأس تحريرها. ومن هذه الدينامية التي وسمت المؤسسات الصحافية، خرجت وجوه وأسماء كبيرة إلى عالم السياسة والسلطة والحكم بعد أن اكتسبت خبرة ومراسا داخل عالم الصحافة في لبنان.

تعايش نظام الحكم في لبنان، في تعدد وجوهه وميوله، مع الخصوصية التي نمت داخلها الصحافة اللبنانية. عزز هذا الواقع من هامش الحرية الذي تمتعت به مقارنة بغيابها في كافة الدول العربية الأخرى. تحاشت التركيبة السياسية اللبنانية الاصطدام بالصحافة اللبنانية وجعلتها شريكة في إدارة البلد، من خلال استخدامها منبرا للجدل المتبادل بين المشارب والمصالح وأولي الأمر.

ولئن ارتفعت الأصوات تندد بالمآلات الدراماتيكية التي أصابت القطاع الصحافي اللبناني هذه الأيام، إلا أن أمر الصحافة الورقية في تحوّل على مستوى العالم أجمع، بحيث أن اختفاء الورقي في العالم لا يمكن إلا أن يصيب الورقي اللبناني بغضّ النظر عن الظروف الذاتية الخاصة التي أصابت البلد والمهنة والقطاع. لا تعمل الصحافة اللبنانية، ولم تعمل يوما، وفق شروط السوق بالمعنى المالي التجاري، بل وفق وُفُورات يؤمّنها المال السياسي المحلي وذلك الوارد من ما وراء الحدود، ذلك أن حجم السوق المحلي، بيعا وإعلانا، لا يتيح رخاء وديمومة للمؤسسات الصحافية في البلد.

أزمة الصحافة اللبنانية تأتي من حقيقة فقدان لبنان، ربما بشكل نهائي، موقعه المصدّر للمعلومة، على ما نجح في احتكاره لعقود. يروي الصحافي اللبناني سليم نصّار أنه في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر كانت الصحافة اللبنانية تستقي أخبارها، لا سيما المتعلّقة بسياسات القاهرة، من الصحافة المصرية. ومع ذلك فإن الصحافة المصرية كانت تعيد نشر نفس الأخبار لكن بصفتها صادرة عن الصحافة اللبنانية. بيد أن العصر الراهن بما يوفّره من تقنيات معولمة أتاح شفافية فورية وشاملة في انتقال الخبر على مستوى العالم أجمع، بحيث بات الاستغناء عن “المصدر اللبناني” منطقيا حتميا.

من ناحية أخرى ازدهرت في العالم العربي، الخليجي خصوصا، صحافة حديثة، اعتمدت في بدايات إنشائها على المهارات اللبنانية، لكنها باتت اليوم، في قدراتها وإمكاناتها، مهيمنة على سوق الصحافة العام، مستغنية بذلك عن خدمات الصحافة اللبنانية. لم يعد النظام العربي يحتاج إلى توجيه رسائله من خلال صندوق البريد اللبناني الذي كانت الصحافة اللبنانية تمثّله، فقد باتت الرسائل تُوجّه مباشرة من مصدرها الأصل إلى مقاصدها.

وفي حفلة النحيب الجارية حاليا رثاء لصحافة البلد، مبالغة في إضفاء طهرانية على دور ووظيفة الصحافة اللبنانية على مدى العقود الماضية. تحوّلت المؤسسات اللبنانية في حقب الازدهار إلى مؤسسات اقتصادية كبرى تعظّم حجم “البزنس” من خلال الغرف من غلال التصادم الداخلي السياسي والدموي، بحيث تحوّلت صحافة لبنان إلى أبواق تنطق باسم السلطان (أي سلطان) وكرمه. ينسحب ذلك على العلاقة المالية التي ارتبطت بها الصحافة اللبنانية بمصادر التمويل الخارجي، وخصوصا العربي، وبالتـالي بدت مـن الأبجـديات الخبيثة التي وارى اللبنانيون عارها، واعتبروه وجها من وجوه “الشطارة” اللبنانية.

ومن المفارقات الكبرى، أن الليبرالية التي طبعت الصحافة اللبنانية تواكبت مع عادية ولائها السياسي للمموّل. توزّعت الصحافة، بحسب العهود، بين نفوذ المراكز الأساسية الحاكمة في العالم العربي، ناهيك عن ارتباط بعضها بعواصم غربية كبرى. كان لمصر الناصرية صحافتها ولسوريا والعراق وليبيا والخليج صحافتها، حتى أن رئيس الجمهورية الراحل شارل الحلو توجّه يوما إلى رؤساء تحرير الصحف اللبنانية مرحّبا “أهلا بكم إلى بلدكم الثاني لبنان”. وربما يجب الإقرار بأن جميع الأنظمة السياسية العربية دون استثناء، كانت تعتبر أن صوتها اللبناني هو سمة قوة وتفوّق في مقارعة بعضها البعض كما في مقارعة الخارج، وربما أن تلك “اللبننة” قادت الناصرية والصدّامية والقذّافية… إلخ، إلى رعاية تشكّلات وفصائل سياسية وعسكرية تابعة لها في لبنان. أقفلت خزائن ليبيا والعراق المروّجة لصحافتهما في لبنان منذ سقوط نظاميْ القذافي وصدام حسين، واقتصرت أعمال التمويل على ذلك الوارد من السعودية (وبعض دول الخليج) وإيران. استفادت الصحافة اللبنانية في السنوات الأخيرة من “بزنس” الصراع بين الرياض وطهران، بحيث أن مصائبه تحوّلت إلى فوائد داخل ذلك القطاع، فانتفخت خزائن الصحف المتوفّرة، وجرى إنشاء أو إعادة الروح إلى عناوين صحافية نائمة.

ولا ريب أن الإعلان مؤخرا عن أزمات مالية تعاني منها جرائد النهار والسفير واللواء، وبغضّ النظر عما إذا كان المُعلن يعبّر عن نزاع ما قبل الموت، أو هو مناورة لاستدراج الممولين (على ما يشي بإنقاذ “السفير” في آخر لحظة)، فإن العلّة تقلق الآلاف من العاملين في قطاع الصحافة، وتطرح ألف سؤال حول مستقبل المهنة ومستوى الاحترافية الذي كان مشهودا لها وبنيت وفقها معايير ما عُرف بـ”المدرسة اللبنانية” في هذا المضمار. تدفع الصحافة اللبنانية اليوم ثمن الفوضى التي أحدثها الربيع العربي في المنطقة. وتعكس الأزمة الحالية واقعا لم يجرؤ القطاع الصحافي اللبناني على الاعتراف به على مدى العقود الماضية، من حيث أن رواج الصحافة اللبنانية لا يعود إلى استقلالها، بل على العكس، إلى تبعيتها الكاملة لعواصم المال والقرار العربيين، وأن انقلاب المشهد الذي أحدثه “الربيع” حرم بيروت من رعاة “المدرسة” وعرابيها. ومع ذلك وجب عدم إغفال أن الجانب المالي للقطاع في بعده “الماركنتيلي”، واكبه سقوط ضحايا من أبناء المهنة ممن دفعوا حياتهم ثمنا لمواقف ظاهرها تعبير عن قناعات، وباطنها تعبير عن مناكفات الأنظمة العربية في ما بينها. فإذا ما كانت العواصم العربية تتنافس على تبادل الرسائل من بيروت، فإن عمليات الاغتيالات ومحاولات الاغتيال التي طالت وجوها صحافية لبنانية كبرى، عكست جانبا من الرسائل السوداء لتلك العواصم التي كان لا بد أن تمر عبر بيروت.

       

المنطقة في عصر 'داعش' والدواعش

خيرالله خيرالله/العرب/01 نيسان/16

لعلّ أكثر ما يهدّد المنطقة في مرحلة ما بعد “الربيع العربي”، وحتّى قبله، الدور التخريبي الذي تقوم به الميليشيات المذهبية بهدف واحد وحيد يتمثّل في القضاء على النسيج الاجتماعي لدول معيّنة مثل لبنان وسوريا والعراق واليمن.. وصولا إلى ليبيا. صار “داعش” في كلّ مكان. هناك أيضا الدواعش الشيعية التي لا يفرقّها شيء عن “داعش” السنّية، بدليل ما فعلته هذه الدواعش ببلد مثل العراق الذي بات مستبعدا، في غياب أعجوبة، أن تقوم له قائمة يوما. من هذا المنطلق كان مهمّا أن يتخذ مجلس جامعة الدول العربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية موقفا حازما من الدواعش الشيعية التي نجدها في وضع المتواطئ مع “داعش”، كما حصل أخيرا في تدمر بغطاء من سلاح الجوّ الروسي. ينطفئ الأمل بغد أفضل في كلّ بلد تتحكّم فيه الميليشيا بالمؤسسات الرسمية. ينطفئ كلّ أمل في إعادة بناء الدولة. ما يؤكد انهيار الدولة في سوريا، هذا إذا كانت هناك في الأصل دولة، أن النظام فيها صار تحت رحمة ميليشيات مذهبية جاءت من لبنان والعراق وإيران. وما يؤكد انهيار العراق أن الإصلاح صار مطلبا لميليشيا، مثل تلك التابعة لرجل الدين مقتدى الصدر! لا يمكن لليمن إيجاد صيغة جديدة تعيد إليه السلم الأهلي بوجود ميليشيا مثل “أنصار الله” تعتقد أنّ في استطاعتها التحكّم بمقدّرات البلد، خصوصا أن لا مشروع سياسيا أو اقتصاديا لدى هذه الميليشيا، باستثناء تسليم البلد إلى إيران وتحويل اليمن إلى مجرّد مستعمرة. تبقى الميليشيا ميليشيا، بغض النظر عن الطائفة أو المذهب. ففي ليبيا قضت الميليشيات السنّية على أيّ احتمال للخروج من حال الشرذمة التي أسس لها نظام معمّر القذّافي والتي تبلورت بعد الانتهاء منه. من يستطيع إعادة تركيب ليبيا مجددا؟ الجواب أن كلّ الدلائل تشير إلى أن ليبيا لم تعد قابلة لأن تكون دولة موحّدة، على الرغم من أن الوضع القائم فيها حاليا بات يشكّل تهديدا لكلّ منطقة شمال أفريقيا، خصوصا للجزائر وتونس.

وسط كلّ هذا الصعود للحالات الميليشياوية في المنطقة، لا مفرّ من تذكّر لبنان الذي كان أوّل من عانى من الميليشيات، خصوصا منذ توقيع اتفاق القاهرة المشؤوم في العام 1969. في كلّ مرحلة من مراحل تاريخه الحديث، كان لبنان ولا يزال ضحيّة الميليشيات، كلّ أنواع الميليشيات. كان لبنان أوّل من دخل عصر الميليشيات. لم يخرج منه بعد. هل يكون أوّل الخارجين منه من بين دول المنطقة؟ عاش لبنان عهود كلّ الميليشيات الفلسطينية والميليشيات الطائفية المسيحية والمسلمة، وهو يعيش الآن عهد الميليشيا المذهبية التي تسمّي نفسها “حزب الله”.

لا تكمن أهمّية اتفاق الطائف في أنّه مهّد لمرحلة سمحت بالعمل من أجل استتباب السلم الأهلي فحسب، بل إن الطائف سمح بالتمهيد، أيضا، للانتهاء من الميليشيات، كلّ الميليشيات. تعثّر الطائف عند الميليشيا التي فرضتها إيران على لبنان بواسطة النظام السوري. كان هذا النظام في أساس تدفّق المسلحين الفلسطينيين على لبنان في أواخر الستينات من القرن الماضي. كان حافظ الأسد لا يزال وقتذاك وزيرا للدفاع. لم يتخلَّ النظام السوري يوما عن فكرة إخضاع لبنان عبر الميليشيات. دخل إلى لبنان عسكريا وأمنيا متذرّعا بهذه الحجة. تحوّل إلى الميليشيا الكبرى التي تهيمن على الميليشيات الصغرى، إلى أن جاء اليوم الذي خرج فيه من لبنان نتيجة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، تاركا لإيران ملء الفراغ الأمني والعسكري الناجم عن هذا الخروج. في هذه المرحلة الحساسة التي يمرّ فيها لبنان، وهي مرحلة انتقلت فيها الهجمة الميليشياوية عليه إلى مزيد من التصعيد الذي يعبّر عنه منع انتخاب رئيس جديد للجمهورية، يُفترض في اللبنانيين استيعاب أهمية خروج بلدهم من عصر الميليشيات بشكل نهائي. من يزور لبنان هذه الأيّام، يكتشف كيف أن كلّ شيء فيه معطّل. مجرّد رحلة مسائية، من بيروت إلى جبيل، ومن جبيل إلى بيروت، كافية للتأكّد من غياب الدولة. هناك في الطريق سيارات لا تحمل لوحات. وهناك سيارات من دون أضواء. وهناك سيارات تتجاوز السيارات الأخرى بطريقة في غاية الخطورة. هناك غياب تام للدولة وحضور طاغ لعصر الميليشيات الذي يجعل عين المواطن تدمع لدى مروره في مطار رفيق الحريري في بيروت، الذي بات يشبه مطارا في إحدى المناطق الريفية في أوروبا أو في دولة متخلّفة من دول العالم الثالث.

يمكن الاسترسال طويلا في عرض الوضع المأساوي الذي يعيشه لبنان، في ظل الحملة المركّزة على الوجود العربي، خصوصا الوجود الخليجي فيه، والإصرار على جعله تابعا لإيران ولسياستها القائمة على إثارة الغرائز المذهبية من جهة، وعلى عزل الوطن الصغير عن محيطه الطبيعي من جهة أخرى. من هذا المنطلق، يبدو كلّ كلام عن حقوق هذه الطائفة أو تلك من النوع المضحك-المبكي لا أكثر. ثمّة حاجة، بكل صراحة، إلى خطوة عملية تستهدف تأكيد أن اللبنانيين يريدون الخروج من عصر الميليشيات تمهيدا لبلوغ مرحلة يصبح فيها البحث ممكنا في مستقبل النظام السياسي، أي أين نجح الطائف، وأين أخفق؟

البداية تكون بالنزول إلى مجلس النوّاب لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، من منطلق أن رئيس لبنان ينتخبه النوّاب المسلمون والمسيحيون كونه يرمز إلى وحدة البلد والشعب وما بقي من مؤسسات الدولة. من لا ينزل إلى مجلس النوّاب لانتخاب رئيس للجمهورية، ويدلي بتصريحات ذات طابع عنصري ضدّ السوريين، يعمل فقط من أجل ديمومة عصر الميليشيات الذي يعبّر عنه كلام من نوع ذلك الذي صدر أخيرا عن الشيخ محمد يزبك، الوكيل الشرعي للمرشد في إيران (السيد علي الخامنئي) في لبنان. أعلن يزبك رفض العودة إلى عهد “المارونية السياسية”. هل من كلام أكثر وضوحا من هذا الكلام عن الرغبة الإيرانية بالتذرع بأنّه كانت هناك “مارونية سياسية” في لبنان، من أجل تكريس عصر الميليشيات، أي عصر “حزب الله” وهيمنته على البلد وعلى الطوائف الأخرى؟ لم تعن “المارونية السياسية”، بكلّ علاّتها في يوم من الأيام القضاء على مؤسسات الدولة اللبنانية. إذا بقي شيء من لبنان، فإنّ الفضل في ذلك يعود إلى “المارونية السياسية” وإلى مرحلة النماء والإعمار التي قادها رفيق الحريري بعد اتفاق الطائف. لم يكن من هدف لهذه المرحلة سوى القضاء على الميليشيات والخروج من الحرب الأهلية التي يصرّ “حزب الله” على استمرارها لتبرير تمسّكه بسلاحه الذي لم يعد موجها ضد اللبنانيين، بل ضد السوريين أيضا.. إنّه عصر “داعش” والدواعش في الشرق الأوسط!

 

عن الفيديرالية في سورية: حقائق ومحاذير!

 أكرم البني/الحياة/01 نيسان/16

لا يزال السجال محتدماً في الأوساط السياسية والثقافية السورية حول إعلان الاتحاد الديموقراطي الكردي وشخصيات عربية وآشورية وسريانية، تبني النظام الفيديرالي، ولا تزال حالة الرفض والإدانة لهذا الإعلان تتسع بصفته استثماراً انتهازياً وأنانياً للظرف الراهن ونية مبيتة لتقسيم البلاد وتفكيك البنية الوطنية.

بداية يجب التوقف عند بعض الحقائق، وأولها أن الدعوة للنظام الفيديرالي هي نظرياً دعوة للوحدة وليس للتقسيم أو لتفكيك المجتمع إلى كيانات مستقلة، فالفيديرالية بتبسيط هي اتفاق سياسي ودستوري بين مجموعة أقاليم لها صلاحيات واسعة لتحقيق الأنسب لخصوصيتها الثقافية ولبيئتها المحلية، شريطة الالتزام بالدولة الواحدة والخضوع لحكومة مركزية لها سلطات ومسؤوليات عامة لا تنازعها فيها الأقاليم ولا تتجاوزها، وعليه لا يصح الاستقواء بهاجس التقسيم للنيل من هذه الدعوة، حتى لو كان أصحابها يضمرون ذلك، ثانيها، أن المطالبة من قبل الأكراد بدولة فيديرالية ترجع لسبب رئيس هو خوفهم من ماضٍ ديكتاتوري شمولي فاض عليهم بمختلف أشكال الظلم والاضطهاد والتمييز، وكمحاولة للبحث عن صورة آمنة ومستقرة لعلاقة ندية بينهم وبين الأكثرية العربية لا يمكن التعدي عليها في المستقبل، وثالثها، أن النظام الفيديرالي بعيوبه وعثراته أثبت نجاعته في العديد من البلدان، فضلاً عن أنه الأقل سوءاً من الزاوية الوطنية والديموقراطية من نظام المحاصصة الإثنية والطائفية، التي يدعو إليها بعض الرافضين لمبدأ الفيديرالية. وفي المقابل، ثمة محاذير كثيرة يجب التنبه إليها من الدعوة اليوم للفيديرالية في الخصوصية السورية وما خلفته سنوات من تفاقم الصراع الدموي في البلاد. أولاً، أن يأتي تبني الفيديرالية في ظل استمرار العنف وما كرسه من شرخ وتنابذ اجتماعيين يجعلها أداة لمزيد من شحن الصراع وتسعيره بدل أن تكون وسيلة للسلام والتهدئة وإحياء روح التعايش بين مكونات المجتمع، ما ينذر بترسيخ التخندقات القائمة بقوة السلاح وفرض التقسيم كأمر واقع، فكيف الحال حين تطرح بتصرف أحادي وليس كمحصلة لجهد عموم السوريين ولاختيارهم الحر، ثم يشرع بتطبيقها كاستجابة لمطمع ذاتي وليس لحاجة موضوعية تستصرخ هذا النموذج من العلاقة بين المجتمع والسلطة؟! وكيف الحال حين لا يهتم دعاة الفيديرالية بتغيير أساليبهم القمعية المتفردة التي تتعارض مع شعارات الديموقراطية والندية والتشارك، أو بتبديد المخاوف المثارة حول الاستئثار ببعض الثروات الوطنية الطبيعية، كالنفط والمياه؟!

ثانياً، من الصعوبة نجاح فيديرالية سورية في ظل خارطة توزيع السكان تاريخياً، وتالياً في ظل غياب مناطق نقية لأقليات إثنية أو دينية، ويعرف الجميع مدى تداخل مكونات المجتمع على امتداد جغرافيا البلاد، وانعدام وجود وحدة مناطقية مستقرة خاصة بالأقليات، وإذا استثنينا منطقة عفرين والقرى المحيطة بها والتي تتميز بالفعل بتجانسها القومي الكردي، فالأمر في الشمال السوري مختلف، حيث يتعايش الأكراد هناك مع جماعات تفوقهم عدداً أحياناً من عرب وأشوريين وسريان وتركمان، هذا اللهم إلا إذا كانت النية أن تقترن الدعوة للفيديرالية بخطة لاستخدام سلاح التهجير أو التطهير العرقي القسري، لإعادة توزيع التموضعات السكانية. ثالثاً، يفترض التفريق بين نوعين من الفيديرالية، تلك التي يطالب بها الأكراد على أساس تميزهم القومي، وأخرى تطرح على أساس خصوصية الانتماء الطائفي والمذهبي، وإذا كان الأساس القومي سبباً مفهوماً يحدوه هدف التحرر من مناخات الاضطهاد وإلغاء الهوية القومية، فإن الدافع المذهبي عاجز عن الإقناع، والقصد أن المسافة ليست بسيطة بين التكوين القومي والتكوين الطائفي، ففي حين تخلق عناصر وحدة اللغة والثقافة والتاريخ المشترك رغبة قوية لدى الأكراد في التبلور السياسي لتحويل هذه المقومات إلى واقع يلبي الأماني القومية، تخلو التجمعات المذهبية من هذه العناصر وتعتمد على جامع واحد هو الهوية الدينية وغالباً ما تكون مرتهنة لاجتهادات متعددة ومتباينة، ما ينعكس سلباً على جدية دوافعها ومشاركتها الوطنية والديموقراطية. وبعبارة أخرى، إذا كانت الفيديرالية على أساس قومي، تضفي على المسار الديموقراطي النضج والتكامل، فإن الدعوة لفيديرالية على أساس مذهبي هي على النقيض عامل إغلاق ومحاولة تمييز غير صحية تفضي إلى إرباكات كثيرة في عملية البناء الديموقراطي ومفهوم المواطنة، وتفيد التجارب بأن تشجيع الانتماء الديني أو الطائفي كي يغدو خياراً سياسياً يقوّض وحدة المجتمع والدولة الوطنية، بينما يؤكد الاعتراف بالحضور القومي سياسياً واحترام حقوقه هذه الوحدة ويغنيها.

رابعاً، تزداد المخاطر والمحاذير من الدعوة اليوم للفيديرالية مع ازدياد حجم التدخلات الخارجية في الصراع الدائر، ومع احتمال توظيفها لتعزيز ارتهان الداخل لأطراف اقليمية ودولية، بعضها قد يستخدم الفيديرالية لمحاصرة خصومه المحليين وضمان استمرار نفوذه، وبعضها الآخر لتسعير الصراع ووأد احتمال انتقال مطلب الفيديرالية إلى بلدانه. أخيراً، ومع أن بعض القوى الكردية لا تزال تثير الريبة والشك حول صدقية دعوتها للفيديرالية وأنها تتوسلها للانفصال عن الوطن، ثمة من يوحي بعدم جدية هذه الدعوة ما دامت عملياً غير قابلة للحياة، ويعتبرها مجرد ورقة تكتيكية تستهدف الضغط على مجرى المفاوضات بين السلطة والمعارضة والتأثير، عبر رفع السقف، في مساراتها كي تراعي حقوق الأكراد والتعددية السورية. والحال، يخطئ من يعتقد بأن الرفض والإدانة للفيديرالية والعودة للتهديد بأساليب القهر والقسر يمكنها حماية وحدة البلاد، فالطريق المجربة للحفاظ على اللحمة الوطنية هي حين تنظم حياة السوريين قوانين لا تميز بينهم ويتلمسون بأنهم بشر متساوون في الحقوق والواجبات، طريق لا يمكن أن تنهض إلا نقداً للماضي المكتظ بكل أنواع الظلم والاضطهاد، وبالاعتراف أن النظام المركزي بنسخته الشمولية ذهب إلى غير رجعة، ما يعني ضرورة إعادة النظر بأفكارنا القديمة، وبشعاراتنا عن التعايش والتعددية، استناداً إلى أن وحدة الوطن ومعالجة تنوعه القومي والديني، لا يمكنهما أن تتحققا بصيغة صحية وعادلة إلا على قاعدة الديموقراطية ودولة المواطنة.

 

 إيران بين «عاصفة الحزم» و «التحالف الإسلامي» ضد الإرهاب

 عبدالوهاب بدرخان/الحياة/01 نيسان/16

إيران وحدها، أكثر من سواها، تعرّف ما عنته «عاصفة الحزم» عندما هبّت قبل عام. كان أتباعها في بغداد وبيروت والمنامة والكويت وأماكن اخرى، وفي بيئة الحكم الايراني و «الحرس الثوري» لا في عموم ايران، يتتبعون لحظة بلحظة تقدّم الحوثيين وعسكريي علي عبدالله صالح في أرجاء الجغرافيا اليمنية، مشدودين الى الشاشات والراديوات ذات يوم مطلع شباط (فبراير) 2015 للاستماع الى «اعلان دستوري» حوثي من القصر الجمهوري في صنعاء، وأبرز ما فيه «حل البرلمان وتشكيل مجلس انتقالي ومجلس رئاسي موقّت»... كان ذلك إشهاراً للانقلاب، بعد استتباب السيطرة على مختلف المناطق. بعد أقل من أسبوعين خرج الرئيس عبد ربه منصور هادي من مكان احتجازه في صنعاء حيث استُقيل ليظهر في عدن معلناً العودة عن الاستقالة، وبدأ الحوثيون سلسلة محاولات لتصفيته، وراحت الغارات الجوية تطارده حتى مساء 25 آذار (مارس). في اللحظات الأولى من فجر 26/3 بدأت نهاية أوهام الحوثي - صالح، كذلك نهاية حلم «العواصم الأربع» الايراني. كانت المفاجأة السعودية حاسمة وصاعقة، بمقدار ما كانت الطلعة الأولى لطيرانها تنهي ثلاثة عقود ونيّف من الصبر والصمت على جارٍ اقليمي (ومسلم، اذا كان هذا يعني شيئاً!) بلغ صلف تدخّلاته حدّاً يفوق أي وصف، فهو لا يتورّع عن زعزعة الأمن والاستقرار، ولا يرضى بأقل من فتنة تعمّ الجوار العربي الأبعد فالأقرب ليوطّد ما يسمّيه نفوذاً أو هيمنةً أو سيطرةً. لم تخفِ الرياض أنها كانت مكرهةً في سلوك خيار حربي ليس في تقاليدها ولا في أولوياتها، وبالنسبة الى اليمن واصلت حتى عشية الانقلاب الحوثي تواكب حوار الأطراف اليمنية من خلال مجلس السفراء العشرة في صنعاء، مشجّعةً على انجاحه، رغم اقتناعها بأن ما توصّلت اليه «جماعة ايران» لم يعد يسمح لها بالعودة الى الوراء. ولم تشأ الرياض أن تذهب وحيدةً الى هذه المواجهة فكان «التحالف العربي»، رغم أن بعض أعضائه لم يسبق أن أبدى وعياً كافياً بخطورة تدخلات ايران أو اتخذ مواقف علنية واضحة ضد سياساتها التخريبية وميليشياتها الطائفية وما تسببت به من جرائم في العراق وسورية ولبنان.

بين السيناريوات المضادة التي طُرحت أن تردّ ايران بالمثل، فـ «الورقة اليمنية» مهمة ومحورية في مراهناتها ولم تتحسّب لإمكان خسارتها على هذا النحو من دون ان تتحرّك، لكنها لم تفعل. لم يضطرّها الاستحواذ على بغداد ودمشق وبيروت لأن تقاتل بقواتها، فهي قدّمت المال والسلاح و «الخبراء»، واعتمدت على الأتباع من أنظمة وحكومات وميليشيات لاختراق تلك الدول، ولوهلة بدت التجربة اليمنية الاختراق الأعمق والأنجح ولو أن الحكومة الشرعية واصلت الرضوخ لخدعة «اتفاق السلم والشراكة» لكانت السيطرة على «العاصمة الرابعة» - صنعاء وعموم اليمن الأقل كلفة في مشروعها. ثم أنها كانت تعيش ربع الساعة الأخير من استراتيجية التفاوض مع القوى الدولية لإبرام الاتفاق النووي والتخلّص من العقوبات، وبالتالي لم تكن في مزاج الانخراط في حرب من شأنها أن تعطّل المفاوضات. كانت المفارقة واضحة يوم 14 تموز (يوليو) 2015: طهران تحتفل بتوقيع اتفاق فيينا على أنه «انتصار»، و «التحالف العربي» يعلن استعادة عدن وعودة الحكومة الشرعية اليها. اهتزاز «الورقة اليمنية» في يد إيران، وخسارتها لاحقاً، ألقيا ظلالاً من الشك على مستقبلها في «عواصمـ»ـها الثلاث الاخرى. فتحالفها الانتهازي مع بشار الاسد وتحالفها الطائفي مع «حزب الدعوة» العراقي والتقاء المصالح والأجندات بينها وبين تنظيم «داعش»، وإرهاب «حزب الله» في لبنان، قد تصطنع نفوذاً لكن لن يدوم إلا بإدامة الصراعات. وقد برهنت ايران ما لديها، فاستخدمت «داعش» لزرع الفتنة في المنطقة، ولم يكن لتدخّلها في سورية سوى نتيجة واحدة هي تهديد وجود سورية، وكان دورها حاسماً في منع قيام الدولة في العراق واستدراجه الى التقسيم، فيما يُشهر حزبها «اللبناني» سطوة سلاحه ماضياً في تنفيذ خطة علنية لإلغاء الدولة اللبنانية.

ثمة فارق كبير في الدوافع والأهداف والوسائل بين التصورين السعودي والايراني للعلاقة مع اليمن، قبل الحرب وبعدها، وكذلك مع سورية والعراق ولبنان. فالنهج الإقصائي بارز وعلني عند طهران، وقد مارسته مباشرة وفي مراحل مختلفة في البلدان الثلاثة، فمَن لا يرضخ لهيمنتها لا يتقبّل سلطة الولي الفقيه، لذا فهي لا ترى مصلحتها إلا في إبعاده عن المشهد بالاغتيال أو بالتهديد. أما الخلافات فلم تحل دون أن تتواصل الرياض وتتحاور مع مَن ليسوا على توافق معها أو مَن يحاربونها، ومنهم الحوثيون مثلاً، وليسوا وحدهم. وكانت لديها مبادرات متكررة للدفع نحو مصالحة وطنية عراقية ولم يُسجّل لطهران سوى إنها ألغت المصالحة من أجندتها العراقية. وتعدّدت مساعي السعودية لتغليب التهدئة بين سورية ولبنان رغم الشروط غير المعقولة لنظام دمشق، ولم تقرر دعم المعارضة السورية إلا بعدما تبيّن للعالم أن لا خطط لدى النظام غير مواصلة القتل كوسيلة وحيدة للحكم. وليست مجرد صدفة أن السعودية والحكومة اليمنية أرادتا وتريدان الآن حلاً سياسياً في اطار الشرعية، أما ايران وأتباعها فلم تُعرف لهم أي مبادرة سلمية حقيقية في أي بلد. لم تتكشّف بعد خلفيات المفاوضات النووية التي حصلت ايران في سياقها على تسهيلات وتنازلات أميركية حمت تدخّلاتها الخارجية ومكّنتها من تعميق اختراقاتها للدول المستهدفة، لا سيما في اليمن. فهذه الخلفيات هي الوجه الشرير للاتفاق النووي وليس نصّه، لأنها صنّعت ظروفاً موبوءة أتاحت لإيران وأتباعها أن يتحركوا كيفما يشاؤون متمتّعين بصمت اميركي مدوٍّ. وبنهجٍ متهاونٍ كهذا غلّبت فيه واشنطن التغاضي على الصرامة فأمكن للحوثيين لمس هشاشة قرارات الأمم المتحدة وضعف المبعوث الأممي (السابق) المخوّل انجاز حلّ بالتوافق معهم، عملاً بتقليد اميركي يعتمد على أي قوة سياسية أو عسكرية تفرزها الأحداث («الاخوان» في مصر، الميليشيات الاسلامية في ليبيا...) بمعزل عن كفاءتها ومدى قبولها داخلياً. ولذلك كان على «عاصفة الحزم» أن تشق طريقها في بيئة دولية غير مواتية، اذ كانت العواصم تستعد للانفتاح البزنسي على طهران وتحاول إيجاد مكان لها على هامش التقارب الاميركي - الايراني. لكن أخطر التساهلات الاميركية على الاطلاق كان ولا يزال تجاهل الدور الايراني في تفعيل الارهاب، بل استناد طهران الى ادّعائها البراءة منه والى السكوت الاميركي لتبثّ عبر أبواقها اتهامات مبرمجة للسعودية ودول خليجية اخرى بتمويل ودعم «الارهاب السنّي». تقبّلت واشنطن على الدوام واقع احتكار ايران «الارهاب الشيعي» وادارته، وحجبت كل ما تعرفه عن الارهاب الذي استهدف جنودها طوال فترة احتلالها للعراق، بل فاوضت ايران على تقاسم النفوذ فيه. الأسوأ أن اميركا تتجاهل الآن ما تعرفه عن الجهود السعودية في مكافحة الارهاب. ومنذ 11 أيلول (سبتمبر) 2001 كانت اسرائيل ثم ايران الأكثر استخداماً للتصنيف «السنّي» للارهاب، للتغطية على كونهما دولتين تمارسان «ارهاب الدولة» لتحقيق أهداف مخالفة لأي قانون دولي. والمفارقة أن أميركا تحمي الارهاب الاسرائيلي بدعم مطلق، وتحمي الارهاب الايراني بصمت مطبق. لكن الوثائق والشهادات الاستخباراتية التي كُشفت في المحكمة الاميركية تعطي فكرة واضحة عما تعرفه واشنطن وتصرّ على حجبه. هذه هي المعركة التالية التي يجب أن يتصدّى لها نهج «عاصفة الحزم»، ولعل «التحالف العربي - الاسلامي ضد الارهاب» هو البداية. فكم هو منطقي وطبيعي أن تكون ايران وأتباعها خارج تحالف جدّي يريد أن يعمل، من دون أن يتعرّض للتخريب من داخله. وهذا التحالف فرصة في اتجاهين: فرصة لاميركا أولاً لتخرج من التصنيفات الدينية للارهاب، وفرصة لـ «عاصفة الحزم» كي تستكمل أهدافها بحصر الارهاب في بؤرته وبكشف العصابات الاجرامية التي توظَّف لممارسة القتل الوحشي باسم «اسلامٍ» لا يعرفه أحد غير ايران واتباعها.

 

شر البلية...

 حسان حيدر/الحياة/01 نيسان/16

في خضم العنف المهول الذي نعيشه كل يوم، وأخبار القتل والسحل والتفجير والإعدام العشوائي والهدم والتهجير والتمييز الديني والجندري والعنصري التي تنهال علينا من كل صوب، وخصوصاً من مناطق الشرق المختلفة، أدناها وأوسطها وأقصاها، صار اي حادث لا يدخل في خانات السلوك «الداعشي» هذا يعتبر «جيداً» و «ايجابياً»، وبات التمسك بمقياس النسبية وسيلة لنخفف عن انفسنا وقع ما يطرأ من هزات وضربات وانتهاكات، فهناك السيء والأسوأ، والخطر والأخطر، والدموي والأكثر دموية. وبين التطورات «المفرحة» التي اجتاحتنا اخيراً، خطف الطائرة المصرية الى قبرص أول من أمس. اذ غمرتنا السعادة عندما أُطلق سراح الركاب واستسلم الخاطف من دون سفك نقطة دم واحدة. صحيح ان خطف الطائرة في حد ذاته عمل إرهابي، وأن الركاب عاشوا لحظات خوف لن ينسوها في حياتهم، ومنهم من لن يسافر بعد اليوم على متن طائرة، وأن مطار لارنكا القبرصي خسر يوم عمل بسبب تعطل الحركة فيه، وتأجلت رحلات من مطار القاهرة في وقت تكابد فيه مصر لإنقاذ سياحتها، واستنفرت وسائل الاعلام من محطات تلفزة ووكالات انباء ومواقع الكترونية واذاعات، لكن الخاطف الذي قيل انه «مغروم» او «مختل» اثلج صدورنا عندما قرر تسليم نفسه من دون ان يقتل احداً او يقتل نفسه، في خروج على المألوف في حياتنا منذ انطلقت تباشير «الربيع» قبل خمس سنوات، وانضمت الى عقود من «الممانعة». الحدث «السعيد» الثاني كان عودة مدينة تدمر السورية الأثرية الى كنف نظام بشار الاسد سالمة إلا من بعض أضرار لا تؤثر كثيراً على مكانتها وأهميتها في عالم الآثار والسياحة، بشهادة الخبراء. ولنا ان نتصور ماذا كان سيحل بالمدينة لو كانت هناك عداوة حقيقية بين النظام و «داعش»، وما كانت ستنتهي اليه مواقعها التاريخية لو حصلت معركة فعلية بين الطرفين، سواء عندما أهدتها القوات النظامية الى المتطرفين بانسحابها أمامهم، أو عندما «استعادت» الهدية بأسلوب التبادل نفسه، على رغم البلاغات العسكرية المنتفخة الهادفة الى استدرار الثناء والاشادة.

ولهذا، ليس لنا سوى ان نفرح بالتحالف بين جيشي الأسد والبغدادي، والذي شرح صدر منظمة «يونيسكو» وسائر المهتمين بالآثار في انحاء المعمورة. وقد يفاجئنا الثنائي الحاكم في دمشق وموسكو وحليفهما «الخليفة»، بمسرحيات عسكرية اخرى لإسعاد السوريين والروس وإدخال البهجة الى قلوبهم، ونحن معهم.

اما التطور «الايجابي» الثالث، فكان نجاح حركة «طالبان» الباكستانية في دحض الاتهامات المفتئتة على «حيادها». فالتفجير الأخير الذي نفذته في مدينة لاهور، اثبت، على رغم حصده 72 بريئاً وجرحه العشرات، ان الحركة لا تفرق بين الأديان، إذ قتلت من المسلمين أكثر من المسيحيين الذين كانوا يحتفلون بعيد الفصح، مسقطة عن نفسها تهمة استهداف الأقلية المسيحية. بل ان «طالبان» وصلت الى مصاف «العلمانية» لمساواتها بين الانتماءات الدينية لضحاياها، وفصلها بين مذاهبهم ومصائرهم، وبينت أنها عندما تستهدف اي احتفال او مناسبة فرحة او عيد او مجرد تجمع اهلي، لا تفرق بين مسيحي ومسلم او حتى هندوسي. كما انها لا تتقصد جنساً بعينه، فتقتل الرجال والنساء، ولا فرق اذا كانوا اطفالاً او بالغين. واذا ما استمرت هذه المؤشرات الى التغيير في المسار العام للحوادث والاعتداءات، لا سيما في منطقتنا الشرق اوسطية، فقد نصل في غضون سنوات الى عيش مفعم بالسعادة في ظل «داعش» والأسد و «طالبان»، وأي تنظيم متطرف جديد، قيد الابتكار حالياً.

 

من حقيبة النهار الديبلوماسية رحيل الأسد في التوقيت الأميركي - الروسي

عبد الكريم أبو النصر/النهار/1 نيسان 2016

"التفاوض بين أميركا وروسيا على مصير الرئيس بشار الأسد يتركز على موعد رحيله وتخليه عن السلطة وليس على مبدأ ضرورة رحيله. هذه إحدى أبرز نتائج محادثات وزير الخارجية الاميركي جون كيري في موسكو مع الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف". هكذا اختصر مسؤول دولي بارز في باريس معني بالملف السوري حصيلة التفاهمات الاميركية – الروسية الجديدة "التي تعكس تصميماً متزايداً على انهاء الحرب في سوريا وحل الأزمة على اساس انتقال السلطة الى نظام جديد تعددي. وهذا التطوّر ليس مصدر اطمئنان للأسد بل مصدر قلق كبير له". وشدد المسؤول الدولي على أن الاميركيين والروسي متفقون بصورة غير معلنة "على أن الأسد لن يكون جزءاً من القيادة الشرعية الجديدة التي ستحكم سوريا في مرحلة السلام والاستقلال وإعادة البناء بل أن رحيله ضروري في توقيت متفق عليه وهذا مردّه الى العوامل والأسباب الأساسية الآتية:

أولاً، اتضح للأميركيين في محادثاتهم الأخيرة مع بوتين أن روسيا جادة ومصممة على دعم عملية انتقال السلطة من طريق المفاوضات الى نظام جديد تعددي وتريد تحقيق هذا الهدف بالتعاون مع أميركا والدول الغربية والاقليمية المؤثرة الأخرى التي تتمسك برحيل الأسد. وأكد لافروف علناً وبوضح هذا الموقف الروسي في مؤتمر صحافي عقده مع كيري اذ قال إن الأميركيين والروس اتفقوا على إطلاق محادثات مباشرة بين وفدي النظام والمعارضة في جنيف "من أجل التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الرقم 2254 الأمر الذي سيؤدي الى تشكيل هيئة حكم انتقالي وصوغ دستور جديد وتنظيم انتخابات حرة استناداً الى الدستور الجديد". وينص القرار 2254 على أن هيئة الحكم الانتقالي التي ستضم ممثلين للنظام والمعارضة ستمارس السلطات التنفيذية الكاملة وتصوغ الدستور الجديد وتنظم الانتخابات الحرة بالتعاون مع الأمم المتحدة. وأوضح كيري أن تشكيل إطار عملية الانتقال السياسي وصوغ دستور جديد سيتحققان في آب المقبل. ويرفض الأسد كلياً هذه الخطوات. ثانياً، شدد كيري في موسكو على أن أميركا تريد انتقالاً للسلطة "بعيداً" من الأسد "وتمنى على بوتين أن ينصح الرئيس السوري بالانخراط جدياً في العملية التفاوضية وأن يدفعه الى التخلي عن السلطة في مرحلة ما من أجل تسهيل قيام النظام الجديد. واتفق الاميركيون والروس على عدم طرح قضية رحيل الأسد الآن بل طرحها جدياً من أجل حسمها بعد احراز تقدم جوهري في المفاوضات. وهذا تطوّر مهم. ثالثاً، بقاء الأسد في السلطة يمنع الانتقال الحقيقي الى نظام جديد ليس فقط لأنه المسؤول الأول عن الكوارث التي أصابت سوريا بل أيضاً وخصوصاً لأن تركيبة الحكم الجديد التي تنص عليها القرارات والتفاهمات الدولية تتناقض كلياً مع تركيبة نظام الأسد وتوجهاته اذ انها تطلب ان يكون النظام الجديد تعددياً ديموقراطياً يحقق المصالح والتطلعات المشروعة لكل مكونات الشعب السوري خلافاً للنظام القائم.

رابعاً، بقاء الأسد في السلطة مرفوض لدى الغالبية من السوريين ولدى المعارضة المعتدلة بكل مكوناتها ولدى الغالبية من دول "المجموعة الدولية لدعم سوريا". واللافت في هذا المجال أن كيري أعلن في موسكو أن إيران تدعم انتقال السلطة في سوريا الى نظام جديد إذ قال: "إن إيران تؤيد الانتقال السياسي للسلطة المنصوص عليه في بيان جنيف للعام 2012 وهي دعمت هذه الصيغة في اجتماعات فيينا ونيويورك وميونيخ". وهذه المرة الأولى يعلن كيري هذا الموقف. خامساً، بقاء الأسد في السلطة يؤدي الى انهيار العملية التفاوضية وتعطيل التعاون الاميركي – الروسي في سوريا لأنه "يستحيل التوفيق والتعايش بين الماء والنار" كما قال لنا ديبلوماسي أوروبي، وحصول ذلك يتناقض مع المصالح الحيوية لروسيا التي تعلق أهمية كبيرة على مواصلة التعاون مع أميركا مما سيدفعها الى الضغط على الأسد من أجل حمله على التخلي عن السلطة في الوقت المناسب.

وخلص المسؤول الدولي الى القول: "معركة استعادة تدمر لن تبدل مسار الأزمة وليست بديلاً من المعركة الأساسية وهي معركة إنقاذ سوريا التي تواجه في وقت واحد أكبر كارثة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية وأكبر عملية تشريد وتهجير في تاريخ المنطقة تطاول 13 مليون سوري في الداخل والخارج وأكبر عملية تدمير وتخريب في البلد الذي يحتاج الى أكثر من 500 مليار دولار من أجل إعادة بنائه واعماره واصلاح أوضاعه في كل المجالات. وإنجاز هذه الاهداف يتطلب قيام نظام جديد تعددي وقيادة شرعية جديدة استناداً الى القرارات والتفاهمات الدولية، ويتطلب تعاوناً جدياً بين روسيا وأميركا وحلفائها، لان مواصلة الحرب لن تسمح للروس بتحقيق مكاسب ولن تسمح للأسد بأن يحكم سوريا مجدداً".

 

اللبناني المظلوم والغشّ والفساد...

الياس الديري/النهار/1 نيسان 2016

فلندخل مغارة علي بابا والأربعين حرامي. ولننعم النظر في أرجاء هذه المغارة التي تنطبق في كثير من أوصافها على لبنان والعديد من اللبنانيين. لعلنا نعود بنتيجة، أو نضع أيدينا على العوامل و"المواد" الخفيَّة... التي تجعل هذا اللبنان في حال تسيّب وفلتان، وعرضة للنهب والسلب في مختلف حالات الزمان عليه:

ناس يضعون الحق على المناخ الممتاز، الذي يشدّ عزيمة اللبناني ويدفعه للتعامل مع المال العام، ومع كل ما هو ممنوع ومحرّم كما لو أنه ملك له، وَرِثَه أباً عن جدّ. ناس يحمّلون المياه كل المسؤولية. يقولون إنها تحتوي على مادة تحرّض من يشربها على مدّ يده حيث يجد المال، أو تجعله يكرّس نفسه بكل جهودها للحصول على المال أينما وُجد. ثم تجد مَن يضع المسؤوليَّة في حضن الكبة النيَّة التي تلد في نفس اللبناني الحاسة السادسة، المتخصِّصة بتفشّي الفساد، وتنامي الشهوات الى الثروة الطائلة والمناصب العالية... وفق رؤية المخضرمين وذوي الألباب أن "البذرة" زرعها الأجداد الأوائل، أي الفينيقيون الذين تُضرب بهم الأمثال في البيع والشراء. ولكن، ما ذنب اللبناني العادي و"الاكسترا" اذا ما كانت هذه هي طبيعته، وهذه هي بيئته، وهؤلاء هم أجداده وأهله وأعمامه وأخواله وصحبه والأجواء التي يتنشّق عاداتها؟ وخصوصاً عندما تكون الدولة في إجازة. والقصر الجمهوري مقفلاً. و"القوى الخفيّة" تمنع القوى اللبنانيّة نصف الخفيّة من انتخاب رئيس جمهوريّة بعد سنتين من الفراغ... والخير لقدام. بل ماذا يفعل هذا اللبناني المعتّر عندما يقرأ ويسمع ويرى قصص مئات الملايين وهي تتسلّل الى جيوب حاميها فيما حراميها يضحك في عبّه لأن حصته محفوظة. إن لم يكن في الانترنت، ففي الزبالة. وإن لم يكن لا في هذه ولا في تلك، ففي صفقات تمطرها الكهرباء أحياناً، والطرق مثلاً، وحتى البحار. ناهيك بكل المؤسَّسات والدوائر الموكول اليها العناية بعرق جبين الموظّف العادي، وما يُحكى ويُروى على ألسنة وزراء. لا أحد ينكر أنّ اللبناني حربوق درجة أولى. شاطر من طراز نادر. لا يضيِّع فرصة، ولا يتردَّد في ركوب ظهر المغامرة الى أقاصي المعمورة، إلى مجاهل أفريقيا، الى أميركا الجنوبيَّة، الى أوستراليا وكندا. وحتى الى جزيرة مهجورة إلا من بعض السمك والحشرات السامّة. بحثاً عن الثروة، أياً يكن الثمن. والسعي الى مضاعفة الملايين، حتى في دول تعشِّش فيها المخاطر لأسباب عدة. إلا أن هذا اللبناني المظلوم هكذا ولدته أمه. وفي طفولته سمع من يقول "كل مَنْ أخذ أمي صار عمّي". وبعدما شبَّ في الغربة جاء من شجَّعه: مطرح ما بترزق إلزق. وكثيرون باتوا لا يجدون غضاضة في القول: جيبتي هي وطني. أو مالي هو أهلي. أو... قد تكون هذه "القيم" هي ما يدفع اللبناني المظلوم الى النوم على زند الفساد، والتحاف الغش و..

 

لقاءات بين "القوات" و"التيار" للاتفاق على العبور إلى الدولة من خلال "اللامركزية"

 اميل خوري/النهار/1 نيسان 2016

يمكن القول إن الاصطفافات السياسية القائمة حالياً وهي 8 و14 آذار تكاد تنتهي بسبب الخلاف ليس على انتخاب رئيس للجمهورية فحسب، وكما انتهى "الحلف الثلاثي" (شمعون، الجميل، اده) بسبب الخلاف على انتخاب رئيس لمجلس النواب عندما كان التنافس قائماً بين صبري حمادة وكامل الأسعد، بل بسبب الخلاف على الخط السياسي لكل منهما. فكل تحالف يقوم من أجل الدفاع عن قضية ثانوية ينتهي مع انتهاء هذه القضية. فـ"الحلف الثلاثي"، مثلاً، قام من أجل وقف المد الناصري الذي كان يخشى أن يذيب كيان لبنان في وحدة عربية بدأت بوحدة بين مصر وسوريا، وانتهى هذا الحلف عند زوال هذا الخطر. وتكتل 14 آذار قام لاخراج القوات السورية أولاً من لبنان ومن ثم إقامة الدولة اللبنانية القوية القادرة على بسط سلطتها وسيادتها على كل أراضيها، وقد نجح من خلال انتفاضة شعبية في اخراج القوات السورية لكنه لم ينجح في إقامة الدولة اللبنانية القوية بسبب قيام دولة أو شبه دولة الى جانبها هي دولة "حزب الله"...

لذلك فإن المطلوب الآن هو الاتفاق على كيفية العبور الى الدولة اللبنانية القوية بعدما انتهت الوصاية السورية، وهذا يتطلب موقفاً لبنانياً واحداً لم يتحقق حتى الآن بسبب الخلاف على إعادة تكوين السلطة. وهذا يبدأ بالاتفاق على قانون جديد عادل ومتوازن تجرى الانتخابات النيابية على أساسه وينبثق منها مجلس نيابي يمثل إرادة الشعب تمثيلاً صحيحاً ولا يشك أحد في صحة تمثيله وإلا فقدت الانتخابات النيابية أهميتها عندما لا تحسم نتائجها الخلاف على أمور كثيرة، كأن يُقال عن الاكثرية الفائزة إنها أكثرية نيابية وليست أكثرية شعبية، أو كأن يتساوى الفائز في الانتخابات بالخاسر ثم تجمعهما حكومة واحدة لا تنتج لأنها تجمع أضداداً ومتخاصمين. لذلك فإن اصطفافات جديدة لا بد من أن تظهر بعد انتخاب رئيس للجمهورية، لها قضية تؤمن بها وتدافع عنها، خصوصاً بعد قيام حكم جديد في سوريا مستعد لأن يبني أفضل العلاقات مع لبنان وتزول بوجوده التجاذبات بين البلدين.

وفي المعلومات أن اتصالات تجرى ولقاءات تعقد بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" لبلورة رؤية مشتركة حول لبنان المستقبل تبنى على أساس اللامركزية الادارية الواسعة تنفيذاً لما نص عليه اتفاق الطائف، حتى اذا ما تم التوصل الى اتفاق على هذه الرؤية بين الحزبين يجري البحث فيها مع أحزاب أخرى مسيحية واسلامية تمهيداً للتوصل الى اتفاق على صيغة جديدة للبنان تعزز العيش المشترك وتحصّن الوحدة الوطنية وتحمي السلم الأهلي لتبدأ مسيرة العبور الى الدولة القوية لا دولة سواها ولا سلاح غير سلاحها. ولا بد لهذه الاتصالات من أن تفرز اصطفافاً واحداً أو اصطفافات لكل منها قضية أو خط سياسي كي لا يبقى لقاء معراب بين عون وجعجع مقتصراً على طي الخلافات الشخصية، بل أن تجمعهما رؤية وطنية مشتركة للبنان الغد، لبنان الواحد الموحد لجميع ابنائه، ولا يظل مهدداً بأن يكون لكل حزب لبنانه أو لكل طائفة لبنانها، فلا يبقى لبنان عندئذ أبدياً سرمدياً كما أراده قادته المخلصون بل لبنان الى زوال.

والسؤال الذي ينبغي في الوقت الحاضر طرحه على "حزب الله" خصوصاً هو: كيف يرى أن يتم العبور الى الدولة؟ فقوى 14 آذار قالت كيف يتم ذلك في أكثر من مناسبة، وحالياً ينبغي أن يبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية يستطيع بصفاته الحميدة ومؤهلاته أن يجمع المتفرقين لا أن يفرّق المجتمعين، وأن يشكل حكومة من مستقلين لا مرشحين فيها للاشراف على انتخابات نيابية تجرى على أساس قانون عادل ومتوازن، وأن يتم بعد انبثاق مجلس نيابي منها تشكيل حكومة منسجمة ومتجانسة بأعضائها لتكون منتجة وقادرة على بسط سلطتها وسيادتها على كل الأراضي اللبنانية، وأن تطبق القانون على الجميع من دون تمييز ولا استثناء، ويكون القضاء هو الذي يحكم بعدل في ما بينهم، ولا يكون قانون غير قانون الدولة ولا سلطة غير سلطتها ولا سلاح غير سلاحها، واذا كان لا بد من وجود سلاح خارج الدولة يمكن الافادة منه عند الحاجة فينبغي الاتفاق على استراتيجية دفاعية تصد أي عدوان يقع على لبنان.إن كل قوى 14 آذار متفقة على أن يتم العبور الى الدولة، على أن يبدأ من مجلس النواب بانتخاب رئيس وليس من أي مكان آخر، وأن يلتزم الرئيس والحكومة ما تم الاتفاق عليه للعبور الى الدولة، وقد تأكد أن لا عبور اليها إلا بموافقة "حزب الله" الذي يجد نفسه مع هذا العبور عندما يتم الاتفاق على ذلك بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر". فهل يكون الاتفاق بينهما ممهداً للاتفاق مع "حزب الله" عندما يقرر هذا الحزب الانتقال من النضال العسكري الى النضال السياسي فتقوم عندئذ الدولة المنشودة ويقوم معها لبنان الواحد الموحد؟

 

في مسألة مقاطعة وزير الخارجية والمغتربين زيارة الأمين العام للأمم المتحدة

السفير زيدان الصغير/النهار/1 نيسان 2016

1- تعتبر زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون، أعلى مسؤول أممي، لبنان، زيارة بالغة الأهمية لدولة مثل لبنان، فهو ليس موظفاً سامياً فقط، مع احترامي لرأي معالي وزير الخارجية والمغتربين، بل هو لايقل شأناً عن أي رئيس دولة. فإذا كان الرئيس الأميركي يصبح رئيساً للولايات المتحدة بعد عملية انتخابية يحصل بموجبها على الأكثرية التمثيلية لدى الشعب الأميركي، وكذلك الرئيس الروسي في روسيا، فإن الأمين العام للأمم المتحدة يعيّن بعد عملية انتخاب مزدوجة تجري في الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن، أي أنّ تمثيله للمجموعة الدولية لا لبس فيها.

2- مقاطعة وزير الخارجية والمغتربين الزيارة تنعكس ضرراً على سمعة لبنان الدولية وليس على شخص وزير الخارجية فقط، وهي لن تقلّل من أهمية الأمين العام للأمم المتحدة.

3- لا أريد أن أحمّل معالي الوزير جبران باسيل المسؤولية، بل اريد أن أقول أن هناك خللاً ما، في مكان ما، ادّى إلى هذه النتيجة، ليستنتج مون أنّ في لبنان حكومة غير منسجمة في ما بينها، هذا إن لم يكن على علم مسبق بها. أين الخلل؟ وكيف يمكن معالجته؟

4- لا بد من الاعتراف أولا بأنّ هناك خللاً ظاهراً في تسيير عمل الحكومة، ويجب معالجته، والخلل هو في عدم وجود حكومة منسجمة، فالحكومة هي ائتلاف بين عدة أفرقاء، فريق 14 آذار وفرق 8 آذار وفريق المستقلين، وإذا كان منطق الحكم الائتلافي يقضي بأن يتنازل كل مسؤول عن صفته التمثيلية لفريقه ليكون ممثلا لكل لبنان، فإن الحكومة بأفرقائها الثلاثة، نقلت معها خلافاتها إلى الحكم، وكأنّ لكل فريق دولته أو دويلته التي يمثّلها، وكأن البيان الوزاري ليس أكثر من حبر على ورق لا تلجأ إليه إلا عند الضرورة. إنه خلل فظيع يجب الاعتراف به أولاً ومعالجته ثانياً، وعلينا ان لا نكون مثل النعامة التي تعتقد أن الصياد لن يراها إن وضعت رأسها في الرمال.

5- نعود إلى زيارة الأمين العام للأمم المتحدة، وما رافقها، معتبراً أنّ السبب الرئيس للإشكال الذي حصل هو عدم زيارة الأمين العام للأمم المتحدة لوزارة الخارجية :

أ ‌- عندما يقول معالي وزير الخارجية أن أي اتصال مع أي مسؤول أممي يجب أن يبدأ بوزارة الخارجية هو قول في محلّه، بل من المعروف أن زيارة أي مسؤول أجنبي لبنان تتم، ويجب أن يتم التحضير لها، بالتنسيق بين وزارة الخارجية والمغتربين من جهة، والجهة الحكومية المعنية بالزيارة من جهة ثانية، والجهة الدولية الزائرة من جهة ثالثة، ويكون دور وزارة الخارجية محورياً في وضع برنامج الزيارة. وفي حالتنا الحاضرة فإنّ التنسيق يجب أن يتم بين وزارة الخارجية ورئاسة الحكومة والأمم المتحدة. لا بد من الاعتراف بأن وزارة الخارجية عانت، و أعتقد أنها مازالت تعاني، من تجاوزات بعض الوزارات والهيئات الحكومية اللبنانية من جهة، ومن تجاوزات بعض البعثات الأجنبية من جهة أخرى، حيث تقوم بالتحضير لزيارات ولقاءات بين السفارات والوزارات من دون المرور بوزارة الخارجية، وفي حالتنا الحاضرة السؤال هو: هل تم التحضير للزيارة بالتنسيق مع وزارة الخارجية؟ وهل أعدت وزارة الخارجية برنامج الزيارة؟

فإذا كان الجواب سلباً، فهذا يؤكّد وجود خلل في العمل الديبلوماسي والحكومي يقتضي إيجاد حلّ مزدوج له (ديبلوماسي وحكومي) عن طريق التعميم على البعثات الأجنبية بضرورة التنسيق في اتصالاتها مع الجهات الحكومية عن طريق وزارة الخارجية من جهة، وتعميم من رئاسة الحكومة على الوزارات للأمر عينه، من جهة ثانية.

ب ‌- أنّ التنسيق يعني أن الزيارة وجدول أعمالها قد تم تحضيرهما في وزارة الخارجية، وهذا يطرح الأسئلة الآتية: (1) هل تم التنسيق مع رئاسة مجلس الوزراء وبعثة الأمم المتحدة في لبنان؟ (2) هل طرح الأمين العام للأمم المتحدة موضوع زيارة وزارة الخارجية ورفضه أحد الأطراف؟ (3) هل برّرت الجهة التي رفضت، موقفها الرافض ؟ (4) هل تمت مناقشة الموضوع مع رئاسة الوزراء أو مع ممثل لبنان في الأمم المتحدة، إذا كانت الجهة الرافضة هي الأمم المتحدة؟ كل هذه الأسئلة والرد عليها كان يمكن معالجتها قبل حصول الزيارة.

أما إذا كانت وزارة الخارجية لم تطرح موضوع الزيارة لقصر بسترس، وتركت ذلك للأمانة العامة للأمم المتحدة بأن تطلب ذلك، فإنّ الأمر يصبح معقداً، لأنّ الضيف لايفرض نفسه على مضيفه.

6- أعود لمناقشة مسألة افتراضية عما قيل عن سبب أو أسباب أخرى للمقاطعة :

- الفرضية الأولى: أنّ المقاطعة تعود لعدم الانسجام في الموقف بين معالي وزير الخارجية والأمين العام للأمم المتحدة من موضوع اللاجئين السوريين والفلسطينيين ومسألة التوطين، ورغم النفي المستمر لهذا الأمر، فإني أرى أنّ المقاطعة موقف خاطئ، فقد كان بإمكان معالي الوزير أن يقول للأمين العام ما قاله في مؤتمره الصحافي. فالمقاطعة يمكن أن نطبقها على العدو وليس على مسؤول دولي مثل الأمين العام للأمم المتحدة، وبالأخص عندما يكون في زيارة رسمية للبنان، حتى ولو اختلفنا معه في الرأي.

- الفرضية الثانية: يقول البعض أن المقاطعة كانت للوقوف على خاطر "حزب الله "الذي لا تنسجم مواقفه مع مواقف الأمين العام للأمم المتحدة، وأنا لا أميل إلى تصديق هذا التبرير، أولاً لأن وزير الخارجية هو وزير خارجية كل لبنان وينفّذ سياسة الحكومة، كما حددتها المادة الأولى من القانون الصادر بالمرسوم رقم 1306 (نظام وزارة الخارجية والمغتربين) وثانياً لأنّ دولة الرئيس نبيه بري، الحليف الأبرز لـ "حزب الله"، استقبل الأمين العام للأمم المتحدة مدة ساعتين وعرض معه وجهة نظر شاملة للأوضاع.

آمل أن لا تستمر الحكومة في سياسة حوار الطرشان وتبادل الاتهامات، فالحكم مشاركة، والأيام تثبت دائما صحة مقولة: "لا صداقات دائمة ولا عداوات دائمة في العلاقات الدولية، بل هناك مصالح دائمة". فأين مصلحة لبنان في كل ما يجري؟

 

"جدية" الحل في سوريا تربط المراهنين هل تُعيد واشنطن مع روسيا الرقة إلى النظام؟

روزانا بومنصف/النهار/1 نيسان 2016

على رغم التأكيدات المتعددة في وقت سابق أن ثمرة الانتخابات الرئاسية قد نضجت وحان قطافها، تخشى مصادر سياسية أن يكون الأفرقاء المعطلون لهذه الانتخابات قد أخذوا فرصة مديدة في ضوء رهاناتهم على نتائج التوافق الاميركي - الروسي على الحلول المرتقبة للازمة السورية، والى ماذا ستنتهي. فهذه الحلول وفق زوار عواصم غربية في الآونة الاخيرة، أخذت طريقها الجدي الى احتمال التنفيذ، أقله وفق الانطباعات التي تتركها اللقاءات مع المسؤولين الغربيين، وقد تشجع هؤلاء بما يعتبرونه تصميما اميركيا - روسيا مشتركا على تذليل العقبات والمضي قدما في السعي الى حل سياسي. ينقل عن هؤلاء المسؤولين العزم الذي أظهره وزير الخارجية الاميركية جون كيري ومسارعته الى لقاء كل من الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره سيرغي لافروف قبل أسبوع، في ما اعتبرته المصادر أنه ضرب بقوة من الثنائي الروسي - الاميركي على الطاولة من أجل إفهام الجميع أنه موجود ولا يزال قائما، وهو غير متراجع على رغم ما شهدته التطورات الاخيرة في سوريا، من سعي روسي الى تحسين أوراق النظام وموقعه من خلال مساعدته على تحرير تدمر التي تقول وزارة الدفاع الروسية إنها شنت ما يزيد على 2000 طلعة من أجل استعادة المدينة. وإذا كان التلاقي الروسي - الاميركي يوجه رسالة واضحة الى كل المعنيين بالشأن السوري على أنهما لا يزالان يعملان معا من أجل المفاوضات، فإن مؤشرات لم تتضح بالنسبة الى معنيين كثر عن طبيعة رد الفعل على إعادة روسيا تدمر الى سيطرة النظام وما اذا كان التنسيق بين الجانبين الروسي والاميركي من أجل تحرير الرقة كخطوة ثانية بعد تدمر، كما أعلن المسؤولون الروس، يتضمن اعادتها الى سيطرة النظام او ان روسيا ستتولى ذلك تحت العنوان الاميركي - الروسي وتقدم الرقة في حال تحريرها من تنظيم "الدولة الاسلامية" الى بشار الاسد الذي كثف رسائله الاعلامية السياسية في اتجاهات عدة في الأيام القليلة الماضية من أجل تأمين ضمان استمراره، مقدما عروضا مغرية للدول الغربية لإعادة ضبضبة الوضع السوري تحت سلطته، على قاعدة إبدائه مرونة سياسية ظاهرية إزاء جملة العناصر المطروحة على البحث في جنيف. والواقع أنه بعد تحفّظ واشنطن عن إعادة تدمر الى الأسد، وكذلك الدول الغربية، يبدو غريبا ان توافق واشنطن على التعاون مع روسيا لإعادة الرقة الى النظام، او ان يكون ذلك متاحا انطلاقا من سؤال كبير عن الاتجاه الذي سيدفع نحوه عناصر "داعش". في أي حال، هذه العروض المتواصلة من الاسد تكتسب بعدها الحقيقي من واقع ان مصير الاسد مطروح على بساط البحث على ضوء رفض عدد من الدول اي دور له في المرحلة الانتقالية التي قال الاسد ان لا تعريف لها، علما أن للمرحلة الانتقالية مفهوما واضحا يقوم على إنشاء حكومة موقتة تتشكل بعد سقوط نظام سياسي، والنظام السوري كنظام حكم الحزب والشخص الواحد سقط ولم يعد قابلا للعيش انطلاقا من واقع ان سوريا لن تعود الى ما كانت عليه، وفق ما يحاول الاسد ان يعرضه، والفترة الانتقالية تستمر حتى وضع أسس نظام جديد يتفق عليه. وزير الخارجية البريطاني أعلن من بيروت، الاقرب الى سوريا من اوروبا، ان بلاده لن ترغب في الاسد في المرحلة الانتقالية، وهناك مروحة واسعة من الدول لن تسمح ولن تقبل بذلك في إطار محاولة تحديد كل منها موقعه مما هو مطروح على طاولة المفاوضات السورية في جنيف.

والسؤال بالنسبة الى المتابعين اللبنانيين يتصل بالمدى الذي يمكن ان يأخذه الجدل حول مسار الحل السوري، ومن ضمنه مصير الاسد، وما هو الوقت الضروري لبلورة ذلك انطلاقا من انه حين تحصل التسوية المرتبطة بالوضع السوري فإن تداعياتها ستنسحب على لبنان، وهناك مؤشرات على تسوية جدية يتم العمل عليها بقوة على الصعيد الدولي. ومع ان البلد لم يعد يمكنه الانتظار على مستويات متعددة في مقابل سعي غالبية الافرقاء، ان لم يكن جميعهم، الى تحسين مواقعهم واوراقهم في انتظار الحل، فإن هؤلاء الافرقاء غدوا اكثر من اي وقت أسرى رهاناتهم وانتظارهم خلاصات الوضع السوري. ومع أن كل المواعيد التي حددت في السابق او الربط الذي أحدثه سياسيون كثر بين محطات خارجية مهمة والاستحقاقات اللبنانية خلال العامين الماضيين سقطت تباعا من دون ان تنجح في حلحلة الوضع في لبنان، فإن توقعات مصادر ديبلوماسية تشير الى ان ثمة ما ينتظر الوضع السوري في حزيران المقبل. أي أن الشهرين أو الاشهر الثلاثة المقبلة مهمة جدا على صعيد تحديد اتجاهات الازمة السورية، على رغم ثقة سياسيين كثر في لبنان بأن هذا المسار لا يزال مفاجئا بالنسبة اليهم، اذا انهى الحرب السورية في هذا التوقيت نتيجة اقتناع راسخ بان هذه الحرب لم تنضج بعد حتى تنتهي عند هذه المرحلة، على رغم الاقرار بعاملي تدفق اللاجئين ووصول الارهاب الى قلب اوروبا اللذين قلبا المشهد السياسي الخارجي المتصل بالحرب السورية وسرّع جدية البحث والسعي الى اتفاق او حلول بين الولايات المتحدة وروسيا، وتاليا الضغط على القوى الاقليمية لهذه الغاية. وتبعا لذلك، فإن انحسار الغيوم حول سوريا لن يجعل أحدا يسلم اوراقه، وقد شارفت الرهانات على أن تنكشف نتائجها بالنسبة الى المراهنين.

 

كيف نوطّن وكيف نمنع التوطين؟...

فاديا كيوان/النهار/31 آذار 2016

لا يسعنا إلا شكر البعثة الدولية التي جاءت أخيرا الى لبنان وكانت مؤلفة من أمين عام الأمم المتحدة ورئيس مجموعة البنك الدولي ورئيس البنك الإسلامي، والتي اتخذت من موضوع معالجة أزمة اللاجئين عنوانا رئيسا لها. لا عجب أن يكون الاخوة الفلسطينيون قد بادروا الى ملاقاتها بالتظاهر والاعتصام تذكيرا بقضيتهم والتي تجاوز عمرها الستين عاما. فها هي "الأونروا" تقلّص خدماتها تحت ضغط المجموعة الدولية ولا أحد يسأل، والكل يرى إسرائيل تقضم المزيد من الأراضي الفلسطينية لبناء مستوطنات جديدة في قرى وبلدات فلسطين التاريخية. لا عجب كذلك أن يتصاعد في لبنان التعبير عن المخاوف من التوطين، إزاء تفاقم ازمة اللاجئين من سوريا - سوريين وفلسطينيين - بعد خمس سنوات من اندلاع الحرب في سوريا، وأمام مراوحة عربية ودولية في مجال إنهاء تلك الحرب، ووضع حدّ لتشرّد أهل سوريا واندثارهم في كل الاتجاهات. لسنا في حاجة لاتخاذ قرار بالتوطين. فهو يحصل عادة كأمر واقع عندما تطول الحرب في البلد الأم وتغيب الرؤية عن المعالجات. ونحن نتحدّث بالطبع عن الفقراء اللاجئين لأنه، وسبحان الله تعالى، لا يجد الأغنياء ممن يتركون بلدهم في زمن الحروب والنزاعات المسلحة الا الترحاب والتسهيلات أينما حلّوا. أما الفقراء فهم وحدهم اللاجئون وهم ينتقلون من حرمان الى حرمان أكبر ومن تهميش الى تهميش أعمق ومن بؤس نسبي الى بؤس مطلق. إذا طال الابتعاد القسري عن البلد الأم، يكبر الأولاد في بلد آخر وهم يحملون تجاه البلد المضيف إما مشاعر مودة خالصة وإما مشاعر غضب وعداء وفي الحالتين يشكّل ذلك إحراجا شديدا للجميع. إذا طال اللجوء تتأسس أسر جديدة في بلد اللجوء وتولد أجيال من الأطفال وغالبيتهم لا يتم تسجيلها رسميا مما يخلق مشكلة مستعصية عندما يكبرون. ولا نستغرب أن تأتينا البعثات الغربية لتقول لنا: هؤلاء ولدوا على أرضكم لذلك فإن لهم الحق بالجنسية. وسيصعب على اللبنانيين الرد بأن منح الجنسية قائم في لبنان على رابطة الدم وليس الأرض، فإذا بنا نبحث عن أشخاص من الجيل الرابع والخامس من المتحدرين من أصول لبنانية -ذكورية بالطبع لأننا نستثني المرأة اللبنانية من رابطة الدم كأنما لا دم لها ولا روابط- ونتجاهل من يعيشون على أرضنا. كيف يمكن رد الضغط عنا في هذه الحال؟ يتم التوطين في حال وضعت الدول الغربية المتطورة شروطا لاستقبال أعداد محدودة جدا من اللاجئين، وبشرط أن يكونوا بصحة جيدة وفي وضع يسمح لهم بالعمل والإنتاج والانجاب، وذلك لسدّ حاجات اقتصاد تلك البلدان ولإعطاء قوة دفع لنمو السكان لديهم... فيبقى مئات الآلاف بل الملايين قابعين في خيم البؤس والانتظار. نوطّن إذا بحثنا عن استثمارات لاقتصاد بلادنا مرتبطة عضويا باللاجئين وباللاجئين فقط. فإذا ما انخرط هؤلاء في السوق الاقتصادية كيف ولماذا سيخرجون منها بعد حين؟؟؟

ثلاثة أخطاء هي حاصلة الآن، ونفترض أنها حاصلة مع حسن نية المبادرين وليس من باب المؤامرة، وهي:

1- تجاهل مبدأ حق اللاجئين في العودة الى ديارهم ووطنهم، والإحجام عن العمل على تسهيل ذلك وتعزيز فرصه كأولوية مطلقة، وجدولة هذه العودة، والسعي الجاد للمباشرة بها من خلال صيغ تحترم كرامة الشعب المهجّر من ارضه أو النازح عنها قسرا، وتحترم كذلك أمن الناس العائدة وتأمين مساعدات مستدامة لهم في ديارهم. في هذا السياق، يرعبني هذا الاندفاع من الآلاف من الشباب ومن العائلات السورية في اتجاه جدران أوروبا توسلا للدخول الى أي بلد أوروبي وعدم الالتفات الى الخلف كأنما يئس هؤلاء من وطنهم وتخلّوا عنه بعد أن تخلّى هو عنهم... يجري اليوم إفراغ سوريا من نصف أهلها. فهل هذا أمر طبيعي؟ فيما نرى المؤسسات والشركات الدولية تضع الخطط لإعادة إعمار سوريا ولتوظيف الاستثمارات الضخمة فيها عند انتهاء الحرب... فبسواعد من تريدون يا سادة إعادة إعمار سوريا؟ بغير أهلها؟ وهل الأموال والمشاريع تكفي إذا استثنينا الشعب نفسه؟ شعب تلك البلاد؟...

2- السعي المبسّط لإنعاش الاقتصاد اللبناني لكي يخلق فرص عمل للاجئين. وفي هذا الامر خطأ فادح إذ أننا عندها نكون نسعى لإدماج اللاجئين في الهياكل الاقتصادية اللبنانية، مما يساهم، إذا كان معطوفا على غياب رؤية وجدولة للعودة، في دفعهم الى التكيّف مع واقعهم الجديد ويتم خلق أمر واقع جديد على لبنان وسوريا، على اللبنانيين والسوريين معا. والمفارقة أن اللبنانيين أصلا باتوا يائسين من إمكان إصلاح بلادهم وفك ارتهانها للقوى الإقليمية والدولية، وباتوا يسعون للرحيل عنها أفرادا وأسرا وجماعات.

3- اعتماد مقاربة نيو ليبرالية خالصة تعتبر أن الحدود بين الدول باتت اليوم غير ضرورية وأن الأهم هو بناء هياكل لاقتصاد السوق الحرة التي تتجاوز الحدود الوطنية للدول في اتجاه بناء اقليميات جديدة مثل السوق المشرقية وسوق بلاد الشام والسوق المتوسطية، الخ. بحيث يتحول الناس من مواطنين ومقيمين الى سكان يعملون في السوق الاقتصادية هذه ويقبعون في زوايا مجموعات ضيقة الحدود وفاقدة الآفاق.

والغريب العجيب واللافت أن المجتمع الدولي المتمثّل اليوم بالدول الكبرى، يخطط لشعوب المنطقة بخلاف ما يفعل للدول المتطورة نفسها. فها هي الدول الأوروبية تسعى لإعادة إحياء الحدود في ما بينها وها هي الولايات المتحدة الأميركية تعود الى فكرة توسيع الجدار مع جوارها اللاتيني والزاحف اليها هو أيضا. كما ان كل الدول المتطورة تضع شروطا لدخول الأجانب اليها واستقرارهم فيها، من الافراد والعائلات، وأول هذه الشروط أن يكون لدى طالب الإقامة والجنسية شعور بالانتماء للمجتمع المضيف وشعور بالولاء للدولة المضيفة نفسها. فكيف تسعى هذه الدول نفسها الى إحراج الدول الضحية للإرهاب ولنتائج حروب جوارها، لكي تدمج أو تسهّل انخراط مئات الآلاف بل الملايين من الجماعات الهاربة اليها من خطر الموت، وهي، أي تلك الجماعات ما زالت تشعر بالانتماء الى وطنها الأم وبالولاء إما لنظامها القائم وإما لأحد فصائل معارضة ذلك النظام؟؟؟

إن السعي، وإن كان عن حسن نية، لتحويل لبنان وسوريا، ومن بعدهما ربما العراق وفلسطين والأردن، الى سوق اقتصادية مفتوحة على التداولات الاقتصادية وثني الناس عن الهوية القومية والوطنية، سيعزز لدى الكثيرين الرابط الديني والمذهبي وسيخلق المزيد والمزيد من التطرف.

وهذا التطرف لن يطيح بعد الآن استقرار مجتمعاتنا المحلية ودولنا فحسب، بل إنه بدأ يهدد أمن العالم بأسره واستقرار كل المجتمعات.

فإما أن يكون العالم بأسره سوقا مفتوحة يتحرك فيها البشر بكرامة وحرية كاملتين، وإما أن يتركوا للناس أوطانها، فيسهّلوا عودتهم في أقصى سرعة الى ديارهم، ويدعوا الدول المضيفة وشأنها، من دون نصح ولا وعود بالاستثمارات فالقروض.

كيف نمنع التوطين؟

بارك الله شعب لبنان المنفتح على محيطه والذي تتغلب دائما انسانيته على مصالحه. وهذا الامر سلاح ذو حدّين ولكن لا بأس فهو أمر واقع الآن.

حسنا فعل اللبنانيون باستقبال الهاربين من الموت من الأسر والأفراد والجماعات السورية. لكن اللبنانيين أخطأوا بعدم وضع خطة لهذا الاستقبال تجعل اللاجئين يقيمون في تجمعات بدل الاندثار كما حصل في كل مكان ومن دون أي بنية تحية مرافقة ومن دون أي رقابة.

والوجع اليوم لبناني وهو أيضا سوري. فالأمن قد اهتزّ وهو ما زال معرّضا للانتكاسات في أية لحظة والاقتصاد الضعيف جدا أصلا اكتظّ بيد عاملة منافسة، قلّصت فرص اللبنانيين وعرّضت السوريين للاستغلال كيد عاملة رخيصة وغير مكلفة لا تفرض ضمانات ولا تأمينات على ارباب العمل.

أمام الامر الواقع الجديد هذا، كيف يمكن لبنان أن يكمّل معروفه من دون أن ينتحر؟

1- علينا الابتعاد عن كل أشكال العنصرية تجاه الشعب السوري الذي فرضت عليه ظروفه اللجوء الى لبنان، بل على العكس، علينا إظهار المودة والتعاطف وتسهيل أمور السوريين في محيطنا.

2- علينا، ومع التمسّك بآلية التسجيل، خفض الرسوم الى أدنى حد بل إلغاء الرسوم عن تسجيل بعض الفئات – مثل النساء والأطفال القادمين من دون رب الاسرة والذين لا يملكون وسائل العيش أصلا.

3- علينا تحديد مجالات عمل مفتوحة أمام اللاجئين السوريين، مثل العمل في القطاع الزراعي حيث كان عشرات الآلاف بل مئات الآلاف من السوريين يعملون قبل حرب لبنان وقبل حرب سوريا، وعلينا وضع ضوابط لمنع استغلالهم وفرض بعض التقديمات لهم لحمايتهم من هشاشة العيش المؤقت، وتحديد الأجر الأدنى ومنع عمالة الأطفال دون سن معيّنة الخ...

4- علينا تسهيل عملهم في قطاع البناء وقد ينضم إليه قريبا قطاع بناء البنى التحتية – وهو يستلزم يدا عاملة، غير ماهرة وماهرة ووظائف فنية وعلمية كبيرة جدا، وهي تخلق فرص عمل كثيرة، وبطبيعتها مؤقتة تنتهي عند إنجاز الأعمال. وعلينا فرض حماية وبعض التقديمات الصحية والاجتماعية للعاملين في هذه المشاريع الانشائية الكبيرة والتي يمكن أن تمتص الكثير من طالبي العمل. ففي النهاية وطالما أن الناس موجودون في لبنان، فالأفضل أن يكونوا منتجين والا اضطروا لمد اليد لطلب العون. ومن الممكن جدا أن تتحول فئات واسعة من العاملين السوريين الى صيغة الهجرة الدائرية أي الهجرة المتحركة موسميا، في المدى الطويل وبعد استقرار الأوضاع في سوريا.

5- علينا تشجيع السوريين الموجودين في لبنان لأسباب قسرية، على العمل الحرفي والذي اشتهرت به سوريا وحضّهم على إنشاء مؤسسات صغيرة الحجم تخلق فرص عمل عديدة وذلك في إطار شراكات مع لبنانيين. تسمح هذه الشراكات بتبادل الخبرات ونقل المهارات في الاتجاهين ويمكن أن تستمر لاحقا بعد استقرار الوضع في سوريا.

6- في قطاع المهن الحرّة، يعود الأمر أصلا للنقابات المهنية نفسها. لكن يمكن تشجيع الشراكات بين لبنانيين وسوريين في هذه المهن، مثل القيام بمشاريع مشتركة بين مهندسين ومحامين من البلدين. وهذه الشراكات يمكن أن تكون في مصلحة الفريقين الشريكين ويمكن أن تستمر لاحقا مع عودة الاستقرار الى سوريا.

7- أما في قطاع المؤسسات التجارية الصغيرة فالحجم السكاني للاجئين، وإذا كانوا يسكنون في تجمعات سكنية، يسمح بتنظيم أسواق خاصة -مثل سوق الأحد، سوق الجمعة، سوق الثلثاء، الخ- ضمن التجمعات السكنية نفسها فيتمّ فيها البيع والشراء ما بين السوريين أنفسهم الى حين انتهاء أزمة لجوئهم.

يمكن اللبنانيين أن يكونوا إنسانيين ومتضامنين مع السوريين من دون الانتحار ومن دون التفريط بمصالحهم المباشرة وببلدهم.

يمكن اللبنانيين أن يضعوا معا، وفي ما بينهم، الرؤية التي تسمح للبلاد بمواجهة هذا التحدي دون إلحاق أي ضرر باستقرار لبنان ومن دون تقويض أسس عيش اللبنانيين في ما بينهم.

الحلول لا تأتي من الاستثمارات وحدها -وإن كانت الجهات المهتمة بذلك مشكورة - ولا تكون الحلول بالنمو الاقتصادي وحده، بل من خلال رؤية متكاملة وخطة شاملة وجدولة زمنية يرسم اللبنانيون في كل منها بقلبهم وبعقلهم في آن واحد، أسس التعاون والتضامن مع شعب سوريا ولا تفرّط بلبنان الوطن ولا تحوله سوقا بل جزءا من سوق.

يبقى أملنا كبير بتجاوز لبنان وسوريا هذه الأزمة وما يعزز أملنا أن السوريين مشهورون بالتعلق بهويتهم، وأن إعادة إعمار سوريا هي ورشة كبرى ستحتاج الى سواعد وعقول وطاقات ومهارات كل السوريين وسواهم.

استاذة في جامعة القديس يوسف

 

 رفسنجاني «خائن» لأنه يريد «الحوار»!

أسعد حيدر/المستقبل/01 نيسان/16

سؤال صعب لا جواب له إلاّ في تفاصيل إيران العميقة وهو: لماذا يريد المرشد آية الله علي خامنئي استمرار العداء مع الولايات المتحدة الأميركية؟ ولماذا «كسر» كل المحرّمات واتهم ضمناً هاشمي رفسنجاني بـ«الخيانة»؟ المرشد خامنئي لم يُعرف عنه أنّه قائد ثوري، يملك فكراً ثورياً يريد به تغيير التاريخ. خامنئي منذ مطلع الثورة التي قادها الإمام الخميني، انخرط في مسار الثورة من باب السلطة. عرف كيف يصعد «السلم» تحت «عباءة» هاشمي رفسنجاني الذي أيضاً لم يملك فكراً ثورياً، وإنّما التزاماً بثورة الإمام الخميني ضدّ الشاه. سواء رفسنجاني أو خامنئي، التزما فكراً محافظاً سواء كان معتدلاً أو متشدّداً. براعة خامنئي أنّه طوال 15 سنة من السلطة نجح في الإمساك «بعصا» السلطة من وسطها. في العقد الأخير انحاز كلياً إلى الخط المحافظ والمتشدّد، فشَهَرَ «الطلاق» في وجه رفسنجاني وابتعد عنه رغبة منه في الانفراد بالسلطة خارج «عباءته». هذا «الطلاق» أنتج مفاعيل عميقة في إيران الدولة تحت «خيمة» الثورة التي كان أكبر ترجماتها صعود «التيّار القومي» بتسميات مختلفة أنتجت شعاراً ومساراً في توسيع «حدود« الدفاع عن إيران في عمق محيطها الجغرافي العربي الذي كان يجب أن يشكّل حسب المعطيات الأولى للثورة، العمق الاستراتيجي لتحرير فلسطين، فإذا به حالياً بعد أكثر من خمس سنوات، أرضاً واسعة وئد فيها الخطاب الثوري لتحرير فلسطين، وإسلاميتها البعيدة عن المذهبية. وعي خامنئي الكامل، بأنّ خلافته أصبحت مفتوحة، يدفعه إلى الاندفاع في عملية معقّدة، لأن يكون «خليفته» خارجاً من «مطبخه» الملتزم بشخصه وتاريخه وبخطّه السياسي. لكن نتائج انتخابات مجلسي النواب والخبراء، أكدت أنّه غير قادر على الحسم، وأنّ «توأمه» وخصمه حالياً، أي رفسنجاني، أصبح «شريكاً» له في القرار، فكيف بالمستقبل الذي يريد مع الرئيس حسن روحاني التغيير الذي على طلاق مع الإرث الخامنئي. من الثابت أنّ رفسنجاني خاض انتخابات مجلس الخبراء بلائحة من 71 مرشحاً على مساحة إيران نجح منهم 41 مرشحاً، في حين أنّ المحافظين المتشدّدين خاضوا الانتخابات بلائحة تضم 84 مرشحاً فاز منهم 30 مرشحاً، مما يعني أنّ رفسنجاني حصد الأكثرية خصوصاً مع المستقلين، لأنّ مجلس الخبراء يضم 88 عضواً.

هذا التحوُّل العميق والخطير بالنسبة للمرشد دفعه إلى التصعيد في تشدّده انطلاقاً من استمرار العداء للولايات المتحدة الأميركية. سلاح الصواريخ شكَّل «المنصّة» لهذا التصعيد، لذلك قال خامنئي: «إنّ استعراض الصواريخ يبعث السرور لدى الشعوب الناقمة بشدّة على أميركا والكيان الصهيوني». التجارب الصاروخية أسعدت خامنئي وفريقه لكنها أثارت رفسنجاني فكتب: «الغد هو عالم الحوار وليس الصواريخ». التقط خامنئي هذا الالتزام بانفتاح رفسنجاني على العالم ليتّهمه بالخيانة علناً حتى ولو استخدم في اتهامه التحفُّظ والمواربة فقال: «إنّ هذا الكلام إن أُطلق من منطلق الوعي يُعدّ خيانة».

لا شك أنّ رفسنجاني ليس «ابن البارحة« في الثورة والدولة، وهو لا يقول كلمة إلاّ عن وعي كامل. بهذا يكون اتهام خامنئي له «بالخيانة» عن وعي كامل أوسع وأعمق. لكن لهذا الاتهام تردّداته الخطيرة وغير المسبوقة في تاريخ الثورة والدولة على هذا المستوى. وهو خطير إلى درجة أنّ الأميرال علي شامخاني رئيس مجلس الأمن القومي زار رفسنجاني على وجه السرعة للتخفيف من وقع الاتهام ومن حدّة «الردّ الرفسنجاني».

حتى الآن كان الصراع بين التيار المحافظ المتشدّد بقيادة المرشد خامنئي والتيار المعتدل والوسطي بقيادة رفسنجاني وروحاني محصوراً ومضبوطاً داخل الدواوين ذات الأبواب المحكمة الإغلاق. الآن أصبح علنياً ومكشوفاً، حتى ولو نجحت الوساطات في تهدئة التوتر والتصعيد فإن «الجرّة» كُسرت بين خامنئي ورفسنجاني، وليالي «السكاكين الطويلة»، أصبحت ليلاً ونهاراً بين مسارَي الإبقاء على إيران «جزيرة» على عداء مع محيطها والخارج. والتغيير الذي ينتج إيران جديدة على وفاق مع محيطها الذي يريدها «سنداً» له ويكون هو عمقاً استراتيجياً لها.

بعيداً عن الجمهورية الإسلامية في إيران توجد كوبا وفيديل كاسترو الزعيم الثوري بلا شك، الذي ترك بصماته وهو حيّ، على مسارات عالمية ستبقى محفورة في التاريخ، حتى ولو لم تعد كوبا جزيرة محاصرة وسط المحيط. مشكلة كاسترو أنّه رغم ابتعاده عن السلطة وليس عن التأثير في السلطة الكوبية، لا يريد أن يخرج من الماضي، حتى ولو أراد كل الكوبيين ذلك. بالنسبة لقائد أمضى نصف قرن وهو «يزرع» الثورة، ليست عملية عادية ولا سهلة، أن يقفز إلى مسار الدولة الذي يتطلّب منه «حلاقة ذقنه» كما سبق ووعد. رفيق دربه الثوري الكبير تشي غيفارا استوعب حركة التاريخ بسرعة، فغادر كوبا ليكمل الثورة، فدفع حياته ثمناً لإيمانه بأن الثورة مستمرة. فيديل كاسترو اختار منذ البداية السلطة على الكفاح الثوري فبقي في هافانا، وأرسل كل الشباب الثوريين إلى غابات وصحارى العالم، لدعم الثورات فيها ليكتشف متأخراً أن كل الثوريين المخلصين قُتلوا من أجل بقاء واستمرار القيادة المترهّلة في موسكو، وأنه رغم كل هذه التضحيات انهارَ الاتحاد السوفياتي، لتبقى كوبا جزيرة محاصرة يجهل الشعب الكوبي فيها الانترنت، ويفتقد أدنى مستلزمات الحياة العصرية. مقال فيديل كاسترو بعد فتح الثغرة في جدار السدّ العازل لكوبا، يؤكد أنه ما زال وحيداً أسير الماضي ويريد إبقاء كوبا أسيرة مثله للماضي. كتب فيديل كاسترو: «نحن قادرون على إنتاج المواد الغذائية والثروات المادية التي نحتاج إليها.. كوبا ليست بحاجة إلى هدايا من الولايات المتحدة الأميركية». ما زال فيديل يعتقد أن الشعوب تحيا بالخبز وحده، من أجل التحليق في فضاء «المجد والحق والثراء الروحي». الروس أكبر مثال على فشل كل هذا الشعار، فقد اختاروا التخلي عن «الامبراطورية» من أجل الدخول في العصر بكل لوازمه واحتياجاته. في جميع الأحوال فإن شقيقه الرئيس راوول كاسترو مع الرئيس باراك أوباما، فتحا الباب «مواربة» لوضع نقطة النهاية على «إرث» فيديل كاسترو. إيران وكوبا تجربتان مختلفتان، لكن التغيير فيهما قادم عاجلاً أو آجلاً.

 

هل رسم الانسحاب الروسي خطوط تماس في سوريا؟

ثريا شاهين/المستقبل/01 نيسان/16

أربعة عناوين أساسية يمكن استخلاصها من استمرار العملية التفاوضية بين الطرفين السوريين في جنيف، وهي، وفقاً لمصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع:

ان الضغوط على المعارضة من الدول الداعمة لها للانخراط في المفاوضات والتوصل الى نتائج لا تقل عن الضغوط الروسية على النظام للغاية ذاتها، أي بحث المرحة الانتقالية.

ضغوط لتثيبت الهدنة الأمنية على الأرض بالتزامن مع الضغوط لاستكمال التفاوض وليس لمعاودته فقط.

ان التفاوض الأميركي يحصل الآن حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد مع روسيا وليس مع إيران، وكذلك التفاوض حول الوضع السوري عموماً، بكافة تفاصيله، وعلى الرغم من انشغال الادارة الأميركية بالاستحقاق الداخلي، وهو الانتخابات الرئاسية التي تقترب وتُجرى في تشرين الثاني المقبل، الا ان الادارة تقوم بجهود من أجل الضغط للتوصل الى حل سياسي في سوريا.

وتؤكد المصادر، انه لو كان فعلاً وضع النظام على الأرض قوياً، لكان وضعه التفاوضي مرتاحاً، ولكانت المفاوضات اتخذت منحى آخر. أو لكان النظام امتنع عن المشاركة في التفاوض أو لكان صعّد من مواقفه أو عمد الى العرقلة الاجرائية.

على أن الانخراط الفعلي للطرفين في العملية التفاوضية، لا يعني بالضرورة انه سيفضي الى تقدم فوري على الرغم من التفاؤل الذي يميز التفاوض. في المقابل على الأرض يوجد التزام بالتهدئة بنسبة 80 في المئة. فحصل تقديم للمساعدات الانسانية بصورة جيدة، إنما العمليات في الشمال لم تتوقف لا سيما من خلال قصف الرقة. يعني ان هناك عملاً جدياً للمضي قدماً بالتفاوض، لكن الأمور ليست سريعة، الضغوط الدولية مستمرة لإحداث اختراق في التفاوض. أما الانتخابات التي دعا اليها النظام في نيسان الحالي، فإن لها مساراً مختلفاً بحسب ما يعتبر النظام، وهي تشكل مساراً مستقلاً عن كل ما يحصل بالنسبة الى الحل في سوريا. تقديم الأوراق حول الحل من جانب المعارضة والنظام، يعني أن هناك معاودة تفاوض والحديث عن مرحلة انتقالية، في التفاوض جرى بحث توسيع المساهمة الانسانية، والتهدئة للتمكن من استعادة الناس لأنفاسهم. أما العنوان الرابع، فيكمن في أن الولايات المتحدة تنسق مع روسيا حول الوضع السوري. فالدخول العسكري الروسي كان منسقاً مع واشنطن، وكذلك الانسحاب الجزئي الروسي أخيراً، وفق مصادر قريبة من موسكو. وقد تلا ذلك دفع كبير للتسوية السياسية، وكذلك تبنٍّ لها. فقد حقق الروس من تدخلهم التوازن بين المعارضة والنظام على الأرض، حيث تم دعم الأخير لكي يتمكن من «الوقوف على رجليه». كما ان الروس ساهموا في خلق خطوط تماس جديدة على الأرض، من ضمن سيناريو بعيد المدى، حيث لا يتمكن أي طرف من اعادة خلط الأمور او اللعب بالوقائع. وتفيد هذه المصادر، ان روسيا خلال ساعات يمكنها أن تعيد وجودها في سوريا. والآن هناك تركيز على العملية السياسية، حيث توجد جدية نتيجة التوافق الأميركي الروسي، مع أن بعض الأطراف المعنية الاقليمية لم تدعم كفاية العملية السياسية وتريد أن يستمر القتال. لتركيا طموح حصول منطقة عازلة لا سيما في وجه الأكراد، وإيران تطمح الى مساعدة النظام للتمكن من استرجاع سيطرته على كامل الأراضي السورية، وهي ليست مقتنعة بالعملية السياسية لأنها تعتبر انها ستحرم من مناطق عديدة في سوريا، ويبدو أن الفيدرالية هي التوجه الغالب على الرغم من الاعتراضات عليها. النظام طموحاته ايرانية، وعندما جاءت روسيا الى سوريا تأكد ان موسكو هي سيدة اللعبة هناك، بعدما كان وضع النظام مأسوياً، ولو في ظل الدعم الايراني له، فخسر مناطق عدة وباتت آنذاك اللاذقية مهددة بالسقوط. أما الآن فتغيرت المعادلات، مع ان هناك اختلافاً في التكتيك بين روسيا والنظام، الذي يخشى تدهور وضعه بعد الانسحاب الجزئي الروسي. وتؤكد المصادر، ان الانسحاب الروسي لم يتم إلا بعد وجود ضمانات أميركية لروسيا، بعدم حصول تغيير جذري في سوريا. وهذه الضمانات، بحسب المصادر ستجعل كل الأطراف الاقليمية ملتزمة بمقتضياتها. وبالتالي لن يحصل تغير استراتيجي، ولن تقوم المعارضة بهجوم على النظام وهو أمر مستبعد جداً، إلا في العمل لمكافحة «داعش» وهزيمته. وسيساعد الروس النظام ليتقدم ضد «داعش»، وبالتالي تم رسم خطوط تماس جديدة لن يتخطاها أحد. أي ان الاتفاق الأميركي الروسي اساس، وكل العوامل الأخرى هي مساعدة. ما يعني ان الروس دخلوا سوريا بشروطهم، وخرجوا منها جزئياً بشروطهم. ولم تكن خطوة الانسحاب مفاجئة للأميركيين انما من ضمن الخطوات المدروسة معهم. يبقى الخوف الكبير من تكريس الفيدرالية في سوريا على شكل الفيدرالية العراقية، وهو أمر لمح إليه أحد نواب وزير الخارجية الروسي رياكوف، ليكون شكل نظام مستقبلياً، قبل أن يعود وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ليقول ان بلاده تؤيد ما يريده الشعب حتى لو كان الفيدرالية. القرار 2254 هدفه التسوية التي يتفق حولها السوريون. ولم يحدد شكلها، انما الشعب يختار شكل النظام، وهو ما يقوله الأميركيون والروس.

 

أزمة العراق تجاوزت مقتدى الصدر.. وغيره

خيرالله خيرالله/المستقبل/01 نيسان/16

من الداعشي في العراق؟ هل مقتدى الصدر بعيد عن «داعش» أم لا؟ هل يمكن القول إن حكومة العراق تختلف في شيء عن «داعش» باستثناء قيامها بعمليات التطهير العرقي، من منطلق مذهبي، بطريقة لبقة تختلف عن العهر الذي يمارسه «داعش» من ناحية الأسلوب؟

يبدو «داعش»، الذي تسعى حكومة الدكتور حيدر العبادي إلى التخلص منه، الحليف الأوّل لهذه الحكومة التي تقبل أن يكون «الحشد الشعبي» جزءاً لا يتجزّأ من تركيبة السلطة العراقية، مهما تظاهرت بعكس ذلك. قامت هذه السلطة على أساس مذهبي. ليس في استطاعة ميليشيا مذهبية مثل تلك التي يمثّلها مقتدى الصدر، أو غيره، إصلاح وضع أعوج من أساسه. هناك وضع عراقي مضحك ومحزن في آن، بات فيه مقتدى الصدر شخصاً إصلاحياً. الأكيد أن الصدر أفضل من «حزب الدعوة» الذي ليس سوى نسخة شيعية عن حركة الإخوان المسلمين بكل ما تمثّله من تخلف على كل صعيد، لكنّ الأكيد أيضاً إن الإصلاح في العراق لا يمكن أن يقوم به شخص لا يعرف شيئاً عن كلّ ما هو حضاري في هذا العالم. أكثر من ذلك، مثل هذا الشخص لا يدرك أن لا مكان لرجال الدين وعمائمهم في أي نظام يتمتّع بحدّ أدنى من الشروط التي تسمح للمواطن العراقي بأن تكون له الحقوق التي يتمتع بها أي مواطن آخر في البلد، أكان شيعياً أو سنّياً أو مسيحياً، عربياً أو كردياً أو تركمانياً أو إيزيديا أو من أصول فارسية. كم هو بائس بلد مثل العراق كان مؤهّلاً لأن يكون منارة للمنطقة. يرمز إلى هذا البؤس تحوّل مقتدى الصدر إلى لعب دور المصلح وقائد عملية الإصلاح. يحصل ذلك في وقت بات معروفاً أكثر من اللزوم، كيف وصل العراق الى ما وصل اليه.

لا يمكن في أيّ حال تبرئة نظام صدّام حسين وكلّ ما سبقه من أنظمة من بلوغ الحالة العراقية ما بلغته. لم يشهد العراق يوماً أبيض منذ الرابع عشر من تمّوز/يوليو 1958، عندما حصل انقلاب عسكري على الأسرة الهاشمية. لا يزال الدم العراقي يسيل منذ ذلك اليوم المشؤوم، ما زال العراق ينزف. ما زال العراقيون يدفعون ثمن دمّ فيصل الثاني وأفراد تلك العائلة المسالمة التي لم تقدّم سوى الخير للعراق والعراقيين والتي كانت تشكّل أفضل غطاء لحياة سياسية طبيعية في هذا البلد الغني بتنوّعه الطائفي والمذهبي والقومي وبثرواته الطبيعية وبالمياه والإنسان والأراضي الزراعية.

كان يمكن للعراق التطوّر وأن يصبح بالفعل دولة ديموقراطية حديثة، لولا ذلك الانقلاب العسكري الذي أوصله الى ما وصل إليه الآن وحوّله نموذجاً للشرق الأوسط الحديث. هذا الشرق الأوسط الحديث الذي يتميّز بخروج الغرائز المذهبية إلى العلن وتفتيت للدول ومجتمعاتها والسعي إلى إعادة رسم حدود الكيانات السياسية. كانت المفارقة أن إدارة جورج بوش الابن أرادت تحويل العراق الى نموذج لما يمكن ان تكون عليه دول الشرق الاوسط، أي دول تتمتّع بمؤسسات ديموقراطية. ما حصل على ارض الواقع تناقض كلّياً مع ما كانت تصبو اليه تلك الادارة الاميركية التي لم تكن تعرف شيئاً لا عن العراق ولا عن طبيعة التوازنات الاقليمية. ما حصل، كان تقديم العراق على صحن من فضّة الى إيران التي وافقت على المشاركة في الحرب الأميركية في العام 2003، لقاء إدراج عبارة «الأكثرية الشيعية في العراق» في البيان النهائي الذي صدر عن مؤتمر لندن للمعارضة. انعقد ذلك المؤتمر برعاية اميركية - ايرانية في كانون الاوّل/ديسمبر 2002.

لم يتغيّر شيء في العراق منذ تشكيل مجلس الحكم الانتقالي بُعَيْدَ الاحتلال الأميركي. كان الهدف من تشكيل مجلس الحكم هذا الانتقام من السنّة العرب. الاكيد ان مقتدى الصدر ليس الشخص المؤهل لاعادة الوضع العراقي الى وضع طبيعي. فات اوان ذلك، لا لشيء سوى لان الاضرار التي لحقت بالعراق والمجتمع العراقي منذ العام 2003، تاريخ وصول الحكّام الحاليين الى السلطة على دبابة اميركية، هي من النوع الذي لا يمكن إصلاحه بأي شكل.

ستكون هناك حملات عسكرية لإخراج «داعش» من بعض المناطق العراقية وصولاً الى الموصل. لن تقدّم هذه الحملات ولن تؤخّر، نظراً الى ان الفكر الداعشي لا يقتصر على «داعش» وليس محصوراً به. هذا الفكر يجمع بين كلّ الميليشيات المذهبية أكانت سنّية او شيعية. المؤسف في الامر أن من يواجه «داعش» في العراق، او يتظاهر بمواجهته، دواعش شيعية أمعنت في تخريب ما بقي من البلد بقرار إيراني واضح يستهدف الحؤول دون قيام قيامة للبلد في يوم من الأيّام.

ربّما كان مقتدى الصدر يمتلك كلّ النيات الحسنة، ربما اكتشف أخيراً أن إيران تعارض قيام أي مؤسسات عراقية ليست تحت سطوة هذه الميليشيات المذهبية أو تلك. ربّما أدرك معنى أن يصل أحدهم الى السلطة على دبابة اميركية، ثمّ يعلن أنّه يقاتل «الاحتلال» الأميركي كونه يفضّل الاحتلال الإيراني المباشر. كلّ هذا وارد. لكنّ بناء دولة حديثة لا يمرّ بأشخاص من هذا النوع لا يعرفون شيئاً عن كيفية بناء الدول الحديثة بعيداً عن الطائفية والمذهبية ورجال الدين. لا يمكن قيام دولة حديثة على أيّ بقعة من الأرض في ظلّ رجال الدين. لم تزدهر أوروبا وتخرج من تخلّفها إلّا بعد التخلص من سلطة رجال الدين الذين وُضعوا في مكانهم الحقيقي واخذوا الحجم الطبيعي الذي يليق بهم ويستأهلونه... ليس الموضوع حالياً موضوع إصلاحات وحكومة جديدة برئاسة العبادي تضمّ تكنوقراطيين. الموضوع هل يمكن استعادة العراق الذي كان يوماً بلداً مزدهراً يعمل كلّ فرد فيه في الميدان والمجال المفترض أن يعمل فيهما؟ رجل الدين يهتمّ بالدين ونشر الفضيلة والتسامح والقيم الانسانية المتعارف عليها بدل التعصّب. رجل الدين لا يفهم بالسياسة التي لها أربابها. فمن شروط قيام دولة، اي دولة، ان تكون لهذه الدولة مؤسساتها الأمنية، في مقدّمها الجيش الوطني المحترف وليس مجموعة ميليشيات تعتبر نفسها مظلة لهذا الجيش، تنفّذ عبره أجندة خاصة بها، كما الحال مع «الحشد الشعبي» في العراق الآن. تجاوزت أزمة العراق الاشخاص. مات العراق يوم الرابع عشر من تموز/يوليو 1958، كان البلد يمتلك ما يكفي من الثروات، بما في ذلك الثروة البشرية. من أدخله في النزع الأخير كان نوري المالكي الذي قضى لدى توليه السلطة، على كلّ أمل في إعادة بناء الدولة، خصوصاً بعدما استباح حزبه الطائفي والمذهبي كلّ مؤسسة رسمية وغير رسمية وكلّ ما يرمز الى الدولة، بما في ذلك الموازنة العامة التي تبخّرت بقدرة قادر في وقت كان سعر برميل النفط في مستوى مئة وعشرين دولاراً!

هل بقي شيء من العراق حتّى يمكن القول إن الإصلاحات التي ينادي بها مقتدى الصدر يمكن أن تنقذ ما يمكن إنقاذه؟