المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 05 نيسان/2016

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.april05.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فجَاءَتْ مَرْيَمُ المَجْدَلِيَّةُ تُبَشِّرُ التَّلامِيذ: «لَقَدْ رَأَيْتُ الرَّبّ!»، وأَخْبَرَتْهُم بِمَا قَالَ لَهَا

كُونُوا أَنتُم أَيضًا قِدِّيسِينَ في تَصَرُّفِكُم كُلِّهِ، على مِثَالِ القُدُّوسِ الَّذي دَعَاكُم، فَإِنَّهُ مَكتُوب: «كُونوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوس!».

تغريدات جديدة لقداسة البايبا فرنسيس برسم الذين يدعون باطلاً تمثيل المسيحيين في لبناننا المحتل

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

تغريدات تحكي تعاسة أحزابنا وغنمية شرائح من شعبنا “الغفور” والهوبرجي وكفر المتجرين بحقوق المسيحيين/الياس بجاني

على خلفية انكشاف شبكة الدعارة والعار في جونيه/الياس بجاني

قادة الموارنة مخاتير صغار!!/الياس بجاني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

الإمارات.. السجن والإبعاد بحق 4 جواسيس لحزب الله وإيران

حزب الله".. خسائر فادحة في مرحلة الهدنة/منير الربيع/المدن

حزب الله» يغطي الرأس المدبر للاعتداء على «الشرق الأوسط»

التمهيد لطرد نصف مليون لبناني من الخليج للضغط على «حزب الله»

يجنّدون شباباً للقتل.. والموت

مقتل "أبو جعفر" مؤسس حزب الله في سوريا

لكم «اجر السيد» ولنا «سماء لبنان»/بتول الحسيني/جنوبية

بري: ليَعترفوا بنا على الأقلّ أنّنا طائفة ولسنا «بويجيّة»

قمة بكركي: اقتلاع المسيحيين من العراق وسورية «إبادة»

الملاحقات مستمرّة بقضية اللافتات المسيئة للسعودية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الاثنين في 4/4/2016

علوش: الاسد جيفة سياسية يتم التفاوض عليه.. ولن أكون إلَّا في "المستقبل"

حزب الله" يتلقى التمويل الإيراني نقدا للإفلات من الرقابة الدولية

ارتفاع حظوظ فرنجية رئاسياً يحرج «حزب الله»

الهبر لـ«السياسة»: نواب «الكتائب» لن يشاركوا في الجلسة التشريعية

قمة مسيحية تشدد على الشراكة في إدارة الدولة

أسرار الصحف الصادرة في بيروت اليوم الاثنين 4 نيسان 2016

شندب يتّهم بن جدّو بالتورّط بشبكة الإتجار بالبشر والدعارة

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

نقل النائب السابق حسن يعقوب من سجن رومية الى المستشفى

يزبك: القول إن لبنان كذبة تآمر على كراماتنا وعلى وجودنا

اعتصام لأهالي الموقوفين في قضية الشرق الأوسط أمام ثكنة الحلو

إصابة المطرانين خيرالله وسعادة بحادث سير على أوتوستراد البربارة

حرب بعد لقائه بري: استمرار التشنجات يساهم في تخريب لبنان

فتفت: كفى استهزاء بالعقول فلن يكون هناك دولة وسلاح حزب يفرض رأيه على اللبنانيين

الساحلي: على القضاء أن يكمل تحقيقاته في قضية الإنترنت وان يفصح للرأي العام من المسؤول

الراعي في عيد البشارة: نصلي لتبقى كنيستنا في لبنان وعالم الانتشار بشرى خير وسلام تعمل على شد روابط المحبة والوحدة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مبعوث أوباما يسبق قاسم سليماني إلى بغداد لإنقاذ التغيير الوزاري وعلاوي يدعو لإبعاد العبادي وطهران تدعم مبادرة للحكيم

موسكو تدعو إلى إرجاء بحث مصير الأسد وطهران تقر بإرسال قوات خاصة إلى سورية

ضربة موجعة لـ «جبهة النصرة» بمقتل عشرين من قيادييها

مصرع «أبوفراس السوري» العضو البارز في «القاعدة» وكان مقربا من بن لادن

السعودية: جرائم الأسد البشعة تفشل الجهود المبذولة لحل الأزمة سياسياً وخادم الحرمين تلقى رسالة من بوتفليقة والتقى وفداً بريطانياً

ضبط أسلحة ايرانية كانت في طريقها لليمن

إيران القلقة من التفاهمات تستعد لإرسال قوات برية إلى سوريا

السعودية تحظر طيران الحرس الثوري الداعم للحوثيين والأسد

السعودية.. تقدم في المفاوضات مع وفد الحوثي بالرياض

أحمر: أمام اليمنيين الكثير لإنقاذ وطنهم وتجاوز الماضي

100 مليار دولار عائدات السعودية المتوقعة من الإصلاحات

الطاشناق حول خروقات القوات الاذربيجانية لجمهورية كاراباخ: الاخبار المتداولة في الصحافة تدل على ان هناك تضليلا

إتصالات دولية لتغييب الأسد .. وإستبداله وارد

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

سمير جعجع: حتى يصبح المسيحيون رقما صعبا/محمد قواص/العرب

هزيمة حزب الله في ريف حلب.. أو حين تقول روسيا: 'الأمر لي'/علي الأمين/العرب

الانتخابات البلدية في لبنان: ألم نتغيّر بعد؟/فاديا فهد/الحياة

التغيير الحقيقي في العراق… مهمة مستحيلة/داود البصري/السياسة

"وثائق بنما" تكشف تورط 140 زعيماً سياسياً من حول العالم بتهريب أموال/أ ف ب

ماذا فعلتَ في سورية/غسان شربل/الحياة

لا حكومة تكنوقراط ولا «ثورة» الصدر تنقذان العراق/جورج سمعان/الحياة

اليمن بعد عام: انتصار أم هزيمة/عبد الرحمن الراشد/ الشرق الأوسط

الجهاد 'النسبي' في سبيل الله.. من يمنح صكوك 'الشهادة'/سعد القرش/العرب

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

فجَاءَتْ مَرْيَمُ المَجْدَلِيَّةُ تُبَشِّرُ التَّلامِيذ: «لَقَدْ رَأَيْتُ الرَّبّ!»، وأَخْبَرَتْهُم بِمَا قَالَ لَهَا

إنجيل القدّيس يوحنّا20/من11حتى18/:"كانَت مَرْيَمُ المَجْدَلِيِّةُ وَاقِفَةً في خَارِجِ القَبْرِ تَبْكِي. وفِيمَا هِيَ تَبْكِي، ٱنْحَنَتْ إِلى القَبْر، فَشَاهَدَتْ مَلاكَيْنِ في ثِيَابٍ بَيْضَاءَ جَالِسَينِ حَيْثُ كَانَ قَدْ وُضِعَ جَسَدُ يَسُوع، أَحَدَهُمَا عِنْدَ الرَّأْس، والآخَرَ عِنْدَ القَدَمَين. فَقَالَ لَهَا المَلاكَان: «يَا ٱمْرَأَة، لِمَاذَا تَبْكِين؟». قَالَتْ لَهُمَا: «أَخَذُوا رَبِّي، ولا أَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوه!». قَالَتْ هذَا وٱلتَفَتَتْ إِلى الوَرَاء، فَشَاهَدَتْ يَسُوعَ واقِفًا ومَا عَلِمَتْ أَنَّهُ يَسُوع. قَالَ لَهَا يَسُوع: «يَا ٱمْرَأَة، لِمَاذَا تَبْكِين، مَنْ تَطْلُبِين؟». وظَنَّتْ أَنَّهُ البُسْتَانِيّ. فَقَالَتْ لَهُ: «يَا سَيِّد، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ قَدْ أَخَذْتَهُ، فَقُلْ لي أَيْنَ وَضَعْتَهُ، وأَنَا آخُذُهُ». قَالَ لَهَا يَسُوع: «مَرْيَم!». فَٱلتَفَتَتْ وقَالَتْ لَهُ بِٱلعِبْرِيَّة: «رَابُّونِي!»، أَي «يَا مُعَلِّم!». قَالَ لَهَا يَسُوع: «لا تُمْسِكِي بِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلى الآب، بَلِ ٱذْهَبِي إِلى إِخْوَتِي وقُولِي لَهُم: «إِنِّي صَاعِدٌ إِلى أَبِي وأَبِيكُم، إِلهِي وإِلهِكُم». فَجَاءَتْ مَرْيَمُ المَجْدَلِيَّةُ تُبَشِّرُ التَّلامِيذ: «لَقَدْ رَأَيْتُ الرَّبّ!»، وأَخْبَرَتْهُم بِمَا قَالَ لَهَا.

 

كُونُوا أَنتُم أَيضًا قِدِّيسِينَ في تَصَرُّفِكُم كُلِّهِ، على مِثَالِ القُدُّوسِ الَّذي دَعَاكُم، فَإِنَّهُ مَكتُوب: «كُونوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوس!».

رسالة القدّيس بطرس الأولى01/من10حتى16/:"يا إخوَتِي، عَن هذَا الخَلاصِ فَتَّشَ الأَنْبِياءُ وبَحَثُوا فتَنبَّأُوا بِالنِّعْمَةِ المُعَدَّةِ لَكُم، وبَحَثُوا عَنِ الزَّمَانِ والأَحْوَالِ الَّتي كَانَ يَدُلُّ عَليهَا رُوحُ الْمَسِيحِ الَّذي فيهِم، حِينَ سَبَقَ فشَهِدَ على الآلامِ المُعَدَّةِ لِلمَسِيح، والمَجْدِ الَّذي يَتبَعُهَا. وقَد أُوحِيَ إِلَيهِم أَنَّهُم ما كانُوا يَخدُمُونَ تِلْكَ الأُمُورَ مِنْ أَجلِ أَنفُسِهِم بَلْ مِن أَجْلِكُم أَنتُم، وقَدْ بَشَّرَكُم بِهَا الآنَ المُبَشِّرُون، يُؤَيِّدُهُمُ الرُّوحُ القُدُس المُرْسَلُ مِنَ السَّمَاء، وهِيَ أُمورٌ يَشْتَهِي المَلائِكَةُ أَنْ يَنْظُروا إِلَيْها وهُم مُنْحَنُون. فلِذلِكَ شُدُّوا أَحْقَاءَ أَذْهَانِكُم وكُونُوا صَاحِين، وٱجْعَلُوا كُلَّ رَجَائِكُم في النِّعْمَةِ الَّتي ستَأَتيكُم عِندَ ظُهُورِ يَسُوعَ المَسِيح. وكأَوْلادٍ طائِعِين، لا تَعُودُوا إِلى شَهَواتِكُمُ السَّالِفَة، كَمَا في أَيَّامِ جَهَالَتِكُم، بَلْ كُونُوا أَنتُم أَيضًا قِدِّيسِينَ في تَصَرُّفِكُم كُلِّهِ، على مِثَالِ القُدُّوسِ الَّذي دَعَاكُم، فَإِنَّهُ مَكتُوب: «كُونوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوس!».

 

تغريدات جديدة لقداسة البايبا فرنسيس برسم الذين يدعون باطلاً تمثيل المسيحيين في لبناننا المحتل

**الإيمان المسيحي نعمة نتسلمها من خلال العّماد وهي التي تسمح لنا بلقاء ومعرفة الله.

**الرحمة هي جسر تواصل بين الإنسان والله وهي التي تفتح قلوبنا للأمل بان الله يحبنا إلى الأبد رغم أننا خطأة.

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

تغريدات تحكي تعاسة أحزابنا وغنمية شرائح من شعبنا “الغفور” والهوبرجي وكفر المتجرين بحقوق المسيحيين

الياس بجاني/04 نيسان/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/04/04/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AA%D8%BA%D8%B1%D9%8A%D8%AF%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D8%AD%D9%83%D9%8A-%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D8%B3%D8%A9-%D8%A3%D8%AD%D8%B2%D8%A7%D8%A8%D9%86/

**خلاص المسيحيين في لبنان والدروز والشيعة والسنة وباقي كل الشرائح المذهبية هو بوجود دولة حرة وديموقراطية تحترم حقوق مواطنيها والمساواة بينهم.

**كم هو تافه ذاك السياسي أو الحزب الذي يدعي باطلاً الدفاع عن حقوق المسيحيين في حين هو في حياته الخاصة وثقافته وممارسته وخطابه بعيد كل البعد عن روح المسيحية.

**عملياً ومصداقية فإن كل خطاب وبكاء وعويل عون ومن تحالف معه مؤخراً عن وضع المسيحيين وحقوقهم هو كلام حق يراد به باطلاً لأن هؤلاء تجار مصالح ونفوذ ولا يعرفون ألف باء المسيحية.

**لبنان يتكنى فقط باسمه ولا قومية واحدة فيه بل خليط من القوميات والمذاهب والشعوب يجمع بينها انتمائها للبنان الكيان وليس لأي دولة أو كيان آخر.

**أحزاب لبنان كافة شركات تجارية يملكها أفراد لا يتغيرون وتورث لأولادهم وأقربائهم من بعدهم وأعضائها راضون بالتخلي عن حريتهم وعن حاسة نقدهم وهم مجرد زلم وهوبرجية.

 

على خلفية انكشاف شبكة الدعارة والعار في جونيه

الياس بجاني/04 نيسان/16

بغياب الدولة والقانون والمحاسبة، وبوجود طاقم سياسي عفن وتاجر، وبانتشار عقلية شركات تجارية تسمى أحزاب، وجراء هيمنة دويلات مافياوية على مصير المواطنين وتفشي السلاح وكل أعمال الإرهاب، وبغياب رجال دين يحترمون الأديان وقيمة الإنسان، تحول لبناننا إلى غابة تتحكم به وبشعبه شرعتها... الحل يكمن في عودة الدولة ومؤسساتها وإزالة الدويلات وبتفعيل القضاء العادل والتخلص من الطاقم السياسي الفاجر واستبداله ببشر بأحاسيسهم وثقافتهم والخوف من الله ومن يوم حسابه الأخير. ومع أحمد شوقي نذّكر المسؤولين ورجال الدين والسياسيين من الذين تخلوا عن انسانيتهم ونقول وبصوت عال: "إنمـا الأمـم الأخلاق مـا بقيـت، فإن هم ذهبت أخلاقـهم ذهبــواً”.

 

قادة الموارنة مخاتير صغار!!

الياس بجاني/03 نيسان/16

الحريري ورغم كارثيته وتقلباته يتم استقباله في كل عواصم العالم من باريس حتى موسكو وكذلك وليد جنبلاط!!

نسأل وين دور جعجع وعون والجميل والراعي الدولي والإقليمي، وإلا هودي جماعة بينطبق عليهم المثل المعروف:

"جحا ما بيقدر إلا على خالته ومستواهم توزيع بطاقات وبلديات وهوبرات وصور"!

يا هوبرجية ويا زلم طمنوننا.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

الإمارات.. السجن والإبعاد بحق 4 جواسيس لحزب الله وإيران

العربية.نت/05 نيسان/16/قضت دائرة أمن الدولة بالمحكمة الاتحادية العليا في الإمارات الاثنين بالحبس 6 أشهر والإبعاد عن الدولة بعد انقضاء العقوبة على ثلاثة متهمين من الجنسية العربية والكندية في قضية مرتبطة بحزب الله اللبناني بتهمة إنشاء وإدارة مجموعة ذات صفة دولية داخل الدولة وإدارة مجموعة تابعة لحزب الله اللبناني بداخل الدولة دون ترخيص من الحكومة قبل تاريخ 12 أكتوبر 2014. على ما أفادت وكالة الأنباء الإماراتية (وام). وأفادت صحيفة "الاتحاد" بأن المحكمة الاتحادية العليا قضت حضورياً على جاسم رمضان البلوشي بالسجن 3 سنوات على ما أسند إليه من اتهامات تتعلق بالتخابر لمصلحة إيران، وتزويد ضابط مخابرات يعمل في القنصلية الإيرانية بمعلومات سرية ومحظورة عن شخصيات مقيمة في الإمارات. وكشف تقرير المختبر الجنائي في أبوظبي الذي تم الكشف عن تفاصيله في جلسة سابقة للمحكمة عن محتويات الأجهزة التي ضبطت في حوزة المتهم، والتي أظهرت تبادل المعلومات بينه وضابط الاستخبارات الإيراني. وفي قضية منفصلة، حكمت المحكمة على كل من سهيل نايف غريب (كندي الجنسية) وأسعد أمين قانصو وأحمد إبراهيم قانصو ( لبنانيان) بالحبس 6 أشهر والإبعاد عن البلاد بعد إدانتهم بالتجسس على المنشآت الحيوية في الدولة، وتزويد عناصر تنتمي لحزب الله الإرهابي بمعلومات سياسية واقتصادية واجتماعية، وتضمنت المعلومات سياسة الدولة في التعامل مع اللبنانيين المقيمين.

 

حزب الله".. خسائر فادحة في مرحلة الهدنة!

منير الربيع/المدن/الإثنين 04/04/2016

أين الهدنة السورية؟ أين روسيا منها في حلب أو ريف حمص؟ عملياً، سقطت قبل أيام في ريف حلب الجنوبي، بينما ريف حمص وتحديداً مدينة القريتين التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" غير مشمولة بتلك الهدنة. اللافت هو الهجوم الذي شنّته جبهة "النصرة" وفصائل معارضة أخرى ضد مواقع النظام وحلفائه في تلّة العيس من دون أي إشارة دولية ولا حتى روسية لخرق الهدنة. كما ان روسيا لم تتدخل عسكرياً ولم توفّر غطاء جوياً للنظام السوري وحلفائه لصدّ الهجوم والاحتفاظ بما تمت السيطرة عليه سابقاً. هي المرّة الأولى التي تشنّ فيها المجموعات المعارضة للنظام السوري هجوماً منذ بداية الهدنة، واستطاعت إحراز تقدّم والسيطرة على تلة العيس الاستراتيجية وتكبيد القوات السورية والإيرانية و"حزب الله" خسائر فادحة. عندما تدخّل الروس في سوريا، أعادوا رسم حدود وخطوط حمراء في بعض المناطق الاستراتيجية، لأجل البدء بحل سياسي. فروسيا لا تريد إسقاط النظام من دون تأمين البديل، ولا تريد توفير المناخ الآمن للتنظيمات المتطرفة للتمدد والتوسع أكثر، وأرادت الاحتفاظ بالسيطرة على مناطق ذات أهمية استراتيجية بالنسبة إليها. لكن منذ البداية، كان يتجلى الإختلاف بين روسيا من جهة والنظام السوري وإيران و"حزب الله" من الجهة الأخرى. لم يستجب النظام السوري لطلبات روسيا حول الحلّ السياسي، ولم يلتزم بأي اتفاق حصل بين القوى الدولية. بل تصرف على أساس أن القوات الروسية هي جزء من الجيش السوري، بالإضافة إلى رفض بشار الأسد الحل السياسي وحدد موعداً للانتخابات البرلمانية، ورفض تقديم أي تنازلات في مباحثات جنيف. ففي وقت تحرص روسيا على إنجاز أي حلّ سياسي في سوريا، لا تُبدي إيران و"حزب الله" تداوباً، لا بل يعولان على الحسم العسكري، وكانا يريدان استخدام الروس لانجاز هذا الحسم وسحق المعارضة.  ما جرى في حلب مؤخراً خير دليل على ذلك، وهو إحدى الاشارات الميدانية القاسية من الروس إلى إيران وحلفائها، إذ إن غياب الطيران الروسي عن أجواء المناطق التي هاجمتها الفصائل المعارضة، كان كفيلاً بالتأكيد للجميع أن لا النظام ولا إيران أو "حزب الله" يمكنهم الصمود والاحتفاظ بما سيطروا عليه من دون مساعدة الروس. وتحمل الرسالة الروسية اشارتين، الأولى إلى النظام السوري بأنه لا يمكن استثمار الانتصارات الروسية سياسياً وفقاً لطموحاته وحده؛ والثانية إلى إيران و"حزب الله" بأنه لا يمكنهما تحقيق شيء ميداني في سوريا من دون روسيا. وبالتالي، عليهم الإلتزام بما يريده الروس ويتم الاتفاق عليه مع القوى الدولية. هي إحدى الضربات القاسية التي يتلقاها "حزب الله" في سوريا، إذ فقد في أقل من ٢٤ ساعة بضربة واحدة ١٥ مقاتلاً من بينهم قياديان بارزان هما علي فوزي طه الملقب بالحاج جهاد، وإسماعيل حلاوي، بالإضافة إلى مقتل ٤ ضباط إيرانيين.

وتقول مصادر قريبة من الحزب لـ"المدن" إن تلك التلة مهمة جداً وكانت لإيران اليد الطولى في السيطرة عليها سابقاً، وقد تكبدت القوات الإيرانية نحو ثلاثين قتيلاً فيها فقط، واهمية هذه التلة أنها تكشف طريق عام حلب. وتعتبر مصادر الحزب أن هذه المناطق تعرضت لهجوم فجراً استخدمت فيه الأسلحة المتوسطة، فيما لم يكن عناصر الحزب في حال من الجهوزية للمواجهة، وذلك بناء على وجهة نظر مفادها أن المجموعات لم تعد جاهزة لشن أي هجوم. ولا تستبعد المصادر إمكانية شن تنظيم "داعش" أو جبهة "النصرة" هجمات على إحدى المناطق الاستراتيجية لاستعادتها، خصوصاً أن النظام وإيران غير متحمسين لمعركة دير الزور والرقة، لا بل يريدان القتال في محيط دمشق كحرستا ودوما، وفي حمص منطقة السخمة. وهنا تظهر الأولويات المختلفة بين روسيا والنظام السوري وإيران.

 

حزب الله» يغطي الرأس المدبر للاعتداء على «الشرق الأوسط»

بيروت – «السياسة»:/05 نيسان/16/فيما لا زالت القوى الأمنية اللبنانية تتعقب ما تبقى من أسماء متورطة في الاعتداء على مكاتب صحيفة «الشرق الأوسط»، تتركز التحريات لمعرفة مكان الناشط عباس زهري المقرب من «حزب الله» وهو الرأس المدبر لاقتحام مكاتب الصحيفة لتوقيفه، حيث لا يزال متوارياً رغم صدور مذكرة باعتقاله، في وقت أشارت المعلومات إلى أنه مختبئ في مناطق سيطرة «حزب الله» الذي يرفض تسليمه للسلطات الأمنية والقضائية. في سياق متصل، ذكرت مجموعة «أوميغا» أن المسؤول فيها طوني أوريان لم يوقف ولم يسلّم نفسه لأي جهاز أمني، معتبرة أن ما قام به يدخل في باب «التعبير عن الرأي».وأعلنت أن أوريان مستعد للمثول أمام القضاء، عندما تمثل «الشرق الأوسط» أمامه. ورداً على اللافتة المسيئة للسعودية التي رفعت في جل الديب لفترة قصيرة قبل إزالتها أول من أمس، قام عدد من الشبان برفع رايات المملكة في مختلف أنحاء مدينة طرابلس.

 

التمهيد لطرد نصف مليون لبناني من الخليج للضغط على «حزب الله»

موقع 14 نيسان/16/كان لبنان دائما ساحة رئيسة بالنسية الى المملكة العربية السعودية، اعلاميا وسياسيا، على مدى نصف قرن، ولكن يبدو ان قرارا سعوديا اتخذ على اعلى المستويات باسدال الستار كليا على تلك المرحلة، والانسحاب بشكل متسارع من العاصمة بيروت، في اعتراف غير معلن بالهزمية امام النفوذ الايراني، حسب ما ذكره مسؤول سياسي كبير لـ”راي اليوم”. الازمة السعودية اللبنانية، او بالاحرى بين السعودية و”حزب الله”، جاءت كأحد نتائج ازمة اخرى اكبر، وهي الصراع السعودي الايراني على الساحة اللبنانية الذي بلغ ذروته مع بدء الازمة السورية، ودخول 'حزب الله” اللبناني طرفا سياسيا في القتال الى جانب النظام السوري في مواجهة قوات المعارضة المسلحة المدعومة من قبل امريكا وعدة دول خليجية على رأسها المملكة وقطر، وجاءت الحرب اليمنية التي تفجرت في اخطر صورها، بتشكيل السعودية تحالفا عربيا من عشر دول بقيادتها واطلاق 'عاصفة الحزم” تحت عنوان التصدي للنفوذ الايراني، لتنعكس توترا اكبر ومواجهات اعلامية شرسة في لبنان. بعد قرار الحكومة السعودية قبل شهرين بتجميد منحة مالية بقيمة اربعة مليارات دولار، كانت مخصصة لتسليح الجيش وقوى الامن اللبنانية، استصدرت السعودية قرارات من مجلس التعاون الخليجي ووزراء الداخلية والخارجية العرب، بوضع 'حزب الله” اللبناني على قائمة الارهاب، وبدأت في انهاء عقود كل من يثبت تعاطفه او تأييده لهذا الحزب على اراضيها، وفعلا شهدت الاشهر الثلاث الماضية حملات ترحيل لمواطنين لبنانيين من ابناء الطائفة الشيعية في السعودية والكويت والبحرين، ومن المتوقع ان تمتد الى الامارات وقطر.

قرار السلطات السعودية باغلاق مكاتب 'العربية” في بيروت الذي يحتل دورا كاملا في عمارة وسط العاصمة، واقتحام مكتب صحيفة 'الشرق الاوسط” السعودية بعد يوم من صدوره، يعكس دخول الازمة السعودية مع 'حزب الله”، ولبنان بشكل عام، الى مرحلة تنبيء بالعنف 'الاعلامي”، كمقدمة لعنف 'امني”، الامر الذي يخيف الكثير من المراقبين من تحول لبنان الى ساحة اغتيالات بصورة او بأخرى.

هناك تفسيرات عديدة لقرار اغلاق الحكومة السعودية لمكاتب قناة 'العربية”، احداها، بل ابرزها، يقول ان المملكة السعودية بصدد الاقدام على خطوات تصعيدية في لبنان، مالية واقتصادية، مثل زيارة وتيرة ابعاد لبنانيين شيعة من اراضيها، وسحب ودائعها المالية من البنك المركزي اللبناني، الامر الذي قد يؤدي الى ردود فعل عنيفة ضد مصالحها في لبنان، ولهذا قررت اغلاق مكتب 'العربية” والحدث” كخطوة استباقية، او كأجراء وقائي. هناك تفسير آخر يقول ان قناتي 'العربية” و”الحدث”، اصبحتا تابعتين بالكامل للشركة السعودية للابحاث والتسويق، التي يملك الغالبية العظمى من اسهمها الامير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي، وشعر مقربون من ان القناتين باتتا مخترقتين من قبل بعض العناصر الاعلامية اللبنانية، وفي مكتب بيروت خاصة، وبرز هذا الاختراق في اوضح صوره من خلال بث شريط يحمل اسم 'الشاطر حسن”، كان من المفترض ان يكون انتج لتشويه صورة الامين العام لحزب الله، لكنه جاء على عكس ذلك تماما بسبب موضوعيته، الامر الذي اغضب الامير بن سلمان، الرجل القوي في السعودية، وترجم غضبه هذا باصدار قرار باغلاق مكتب المحطتين في بيروت.

اقتحام مكتب صحيفة 'الشرق الاوسط” التي تطبع في بيروت منذ سنوات، كان له علاقة مباشرة بهذا المناخ المحتقن، فالسبب المعلن لهذا الاقتحام الذي ادانته معظم الصحف اللبنانية ووصفته ادارة الصحيفة السعودية بأنه 'همجي”، وهو نشرها رسما كاريكاتوريا لعلم لبناني مذيل بكلمة 'كذبة نيسان”، اي ان لبنان غير موجود كدولة، هذا السبب كان عذرا، او غطاء، لاحد اوجه الحرب المتأججة بين السلطات السعودية، ومعارضي سياستها في لبنان واليمن وسورية، وخاصة انصار 'حزب الله”. ما يتخوف منه اللبنانيون ان تقدم دول الخليج وبتحريض من السعودية على طرد حوالي 550 الف لبناني يعملون فيها منذ عقود، او النسبة الاكبر منهم، في محاولة ضغط على لبنان، او تأليبه، للثورة على عدوها الاساسي، اي 'حزب الله” وتقول الاحصاءات الرسمية ان 350 الفا من هؤلاء يقيمون من الممكلة العربية السعودية، 120 الفا في الامارات، و60 الفا في الكويت، و35 الفا في قطر، علاوة على 20 الف لبناني يحملون جنسيات خليجية، او دول دول اجنبية، وتقول هذه الاحصاءات ان عدد ابناء الطائفة الشيعية بين هؤلاء يبلغ عددهم حوالي 60 الفا، اما عدد المسيحيين فلا يزيد عن عشرة آلاف. الورقة الاخرى التي يمكن ان تستخدمها السعودية ودول الخليج للانتقام من اللبنانيين بحجة سكوتهم على 'حزب الله” ونفوذه، هي الودائع المالية في البنك المركزي اللبناني التي تزيد عن مليار دولار، وهي وديعة سعودية رسمية، الى جانب ودائع غير رسمية بحوالي 30 مليار دولار لافراد وشركات، وسحب الاستثمارات الخليجية التي تزيد عن 18 مليار دولار، وافادت مصادر عقارية وثيقة ان لبنان يشهد حاليا حالة بيع شرسة من قبل الخليجيين لممتلكاتهم، الامر الذي انعكس سلبا على قيمة قطاع العقار في لبنان. من الصعب علينا التنبؤ بالخطوة الانتقامية السعودية المقبلة تجاه لبنان، مثلما يصعب علينا في الوقت نفسه تنبؤ طبيعة الردود التي يمكن ان تترتب عليها ايضا، لكن ما يمكن قوله ان خطوات واجراءات السلطات السعودية الانتقامية لن تتوقف عند اغلاق مكاتب قناة 'العربية” او شقيقتها MBC في لبنان، كما ان ردود خصومها في لبنان لن تتوقف عند اقتحام مكتب صحيفة 'الشرق الاوسط” في بيروت. هناك مثل بريطاني يقول 'عندما تتصارع الفيلة فان العشب هو الضحية الابرز لهذا الصراع، وفي ظل الصراع السعودي الايراني المتصاعد من الطبيعي ان يكون لبنان الصغير ابرز ضحاياه.

 

يجنّدون شباباً للقتل.. والموت

 العربي الجديد - وليد البني تاريخ النشر: 2016-04-04 

في مقابلة على قناة المنار، كان الضيفان والد شاب لبناني في أوائل العشرينيات وعمه، شاب لقي حتفه في إدلب، بعدما أرسله حزب الله للقتال ضد الشعب السوري المنتفض على حكم مافيا عائلية في الفساد والإجرام. كانت المذيعة المدرّبة تحاول ضبط كلامهما، وهما اللذان فقدا ابناً شاباً، ليبدوا وكأنهما فرحان بموته، وتوجه لهما التهاني والتبريكات، بينما كان من السهل قراءة وجهيهما اللذين كانا يوحيان بأنهما كانا يفضلان لو أنهما فرحا بزفافه، لا بموته، أو بشهادته الجامعية، لا بورقة نعيه وشهادة قائده بشجاعته، وكانا يتمنيان لو أن سفير إيران الذي زارهما للتهنئة بموته كان قد زارهما مهنئاً بتخرّجه من جامعة عريقة.

لم يقتل الشاب دفاعاً عن أرضه وعرضه كما ادعت المحطة، فهو قُتل بعيداً مئات الكيلومترات عن حدود لبنان التي ادّعى أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، دفاعه عنها، وهو لم يُقتل في مواجهة إسرائيل التي لا تزال تحتل أراضي لبنانية في مزارع شبعا وتلال كفر شوبا كما يقول نصر الله دائماً لتبرير الاحتفاظ بسلاحه، واستمرار هيمنته على لبنان، بل أرسل إلى الموت بأوامر إيرانية، في مواجهة عرب ومسلمين مثله، أذاقهم طغاتهم الذين لا يراعون ديناً ولا ذمةً كل ويلات القتل والتعذيب، وجرفوا ثرواتهم ونهبوا مقدرات وطنهم أربعين عاماً.

حاولت مذيعة القناة في اللقاء التلفزيوني الإيحاء وكأن الشاب اللبناني القتيل ذهب إلى إدلب ليرضي ربه، وليدافع عن آل البيت عليهم السلام، والاقتصاص من قتلة الحسين رضي الله عنه، والإيحاء بأن الحسين ينتظره ليرحب به في الجنة بعد مقتله. طبعاً، لا حديث في "المنار" عن المشروع التوسعي الإيراني، ولا عن استغلال ملالي إيران دماء هذا الشاب وزملائه من أجل الهيمنة على بلاده وشعبه. يستخدم قادة إيران قدرات أتباعم الخطابية، من أمثال نصر الله في لبنان والحوثي في اليمن، وبعض رجال الدين في العراق، للتغرير بهؤلاء الشباب، وإرسالهم إلى الموت في مقابل المال (النظيف) الذي تقدمه إيران لهذه المليشيات وزعمائها، والذي يجري منعه عن الشعب الإيراني، في الصحة والتعليم والبنية التحتية وتحسين مستوى معيشته، ليتم إرسال ثرواته إلى هذه المليشيات، واستخدامه في تأجيج نار فتنة مذهبية في المنطقة، لن تتوقف عند حدود سورية والعراق واليمن ولبنان، بل ستتجاوزها لتشمل المنطقة بمجتمعاتها ودولها.

الطريقة نفسها والتكتيك الإعلامي نفسه، يتبعهما "داعش" و"القاعدة" في المقلب الآخر، لتجنيد شباب عرب ومسلمين آخرين، تحت شعار إحياء الخلافة على منهج النبوة، أو قتال الكفار والرافضة. شباب في العشرينيات يتم استغلال اندفاعهم، ويتم تجنيدهم لإرسالهم إلى الموت، بعد غسل أدمغتهم بالحديث عن الشهادة والحوريّات والجنة الموعودة. وبعد أن يتم إقناعهم بتكفير أهاليهم ومجتمعاتهم، ودفعهم إلى ارتكاب أبشع أنواع الجرائم ضد هذه المجتمعات من قتل ورجم وجلد، جرائم لا يتوقف أثرها السلبي على الدمار الذي تحدثه في مجتمعاتهم وأوطانهم فقط، بل هي تضع مجتمعاتهم في مواجهة بقية العالم، وتعطي الاستبداد الفرصة الذهبيه لتبرير وجوده. الغالبية الساحقة ممن يتم تجنيدهم في الطرفين هم من الشباب العربي، والأرض التي يتقاتل عليها الطرفان عربية، وجميع الكوارث وكل الدمار الناتج عن هذا الاقتتال يصيب مدناً وقرىً عربية، ويدمر بنية المجتمعات العربية، بينما يبقى المستفيدون من ذلك كله، في تل أبيب وطهران، في منأى عن كل تلك الكوارث وكل ذلك الدمار. تعاني منطقتنا العربية، اليوم، نوعاً من الفراغ، نتيجة غياب مشروع وطني حضاري، يمكن أن يجمع طاقات هؤلاء الشباب، ويوحّدها باتجاه القضاء على الاستبداد والفساد، وإعادة بناء دولهم ومجتمعاتهم لتواكب العصر، خصوصاً أنها مجتمعاتٌ شابةٌ مليئةٌ بالطاقات التي لو تم دفعها إلى الطريق الصحيح لرفعت دولنا ومجتمعاتنا إلى مراتب الدول الأرقى والأجمل في العالم. تتطلب مواجهة ذلك كله تحركاً سريعاً من النخبة الثقافية والسياسية، بالتعاون مع رجال أعمال وطنيين في منطقتنا (المشروع يتطلب إعلاماً ذكياً وتعليماً تنويرياً ومالاً كثيراً) لبلورة مشروع وطني حضاري قادر على جذب شبابنا إلى الأمل بدل اليأس، وإلى الانفتاح بدل التقوقع الطائفي، إلى الحياة بدل الموت، مشروع يدفع أبناءنا إلى المدرسة ثم إلى الجامعة، ليتخرجوا قانونيين وعلماء اجتماع، أطباءً ومهندسين ومدرسين، ينطلقون لإغناء الحياة والحضارة. عوضاً عن دورات حزب الله التدريبية التي تخرّج من ترسلهم إلى الموت وقتل الآخرين، وبدل حلقات علم أبو بكر البغدادي ودوراته التدريبية التي تخرج انتحاريين وانتحاريات يعتقدون أن موتهم وموتنا خلاصهم.

 

مقتل "أبو جعفر" مؤسس حزب الله في سوريا

العربية.نت/04 نيسان/16/قُتل القيادي بميليشيات حزب الله "بلال نضير خير الدين"، الملقب بـ" أبي جعفر" في سوريا، وفق ما أعلنت وسائل إعلام قريبة من حزب الله. وسقط أبو جعفر قتيلا في معارك بلدة القريتين في ريف حمص الشرقي، وهو من أبرز القياديين العسكريين لميليشيات الحزب بسوريا، كما كان أحد المؤسسين لـ "قوات الرضا"، التي تعتبر الجناح السوري من حزب الله. وكان له دور بارز في عملية التدريب والتجهيز والتحضير والتعبئة والإشراف القيادي والعسكري لميليشيات حزب الله المقاتلة بسوريا. هذا وبالأمس أكدت شبكة سوريا مباشر مقتل 7 عناصر من ميليشيا حزب الله خلال هجوم لجبهة النصرة على تلة العيس في ريف حلب. وتناقلت مواقع مقربة من حزب الله أسماء القتلى وهم: محمد خضر الكبش "ذو الفقـار" نجل الشيخ خضر الكبش من مدينة صيدا جنوب لبنان. علي خزعل من بلدة عبا الجنوبية.

عباس موسى وهبة من محرونة الجنوبية.

ثائر الحاج دياب من شمصطار البقاعية.

حسين صبحي فحص من جبشيت.

محمد حسن عزقول (غريب) من ياطر.

إسماعيل نايف حلاوة (أبو أحمد حازم) من كفركلا.

 

لكم «اجر السيد» ولنا «سماء لبنان»

بتول الحسيني/جنوبية/04 نيسان/16

استوقفني منذ يومين ردّ فعل موظف العربية، أو قناة 'العبرية” (كما يحبب لجمهور حزب الله أن يناديها) على قرار القناة إغلاق مكاتبها في بيروت.. هذا الموظف الذي لم يتوقف أثناء تصريحه الإعلامي عند اعتبارات أساسية وأهمّها الأخلاق المهنية والوفاء للمؤسسة، وتقدير من يمثلها، فكان جوابه وتعليقه الفظ على هذا القرار الذي تسبب به حزب الله 'فدا اجر السيد”.هذا الفداء، الذي قدمه الموظف لسيده علنية، إن كان يدل على شيء فهو أنّ كل موالٍ لحزب الله هو على علم اليقين بأنّ السيد حسن نصرالله كان المسبب الأوّل والأهم لقطع أرزاقهم، وأنّ المملكة لم تتدخل يومًا لا بالإنتماء الديني ولا بالخط السياسي للعاملين بمؤسساتها وما هذا الموظف إلا عينة على ذلك.. 'فدا اجر السيد”، عبارة حسب بها موظف العربية أنّه يتقرّب من ولي حاضنته، إلا أنّها أسقطت القناع عن بعض الموظفين الذين يقدمون الولاء المذهبي أولًا وأخيرًا، وأظهرت الديكتاتورية العمياء وطفيليات التبعية، إذ أننا تفوقنا بـ 'اجر السيد” على كل من النظامين السوري والإيراني وبتنا أكثر انحداراً لمستوى الأقدام.. لهذا الموظف لا بدّ من القول، 'فدا اجر السيد”، انتَ وعملك، و فداه قد تذهب وتحارب وتقاتل لأجل الـ 600 وفداه أيضًا مالك وأولادك.. 'فدا اجر السيد”، تحوّل الجنوب لمقابر ودماء ولأمهات ثكلى، وتحوّلت النساء لأرامل.. 'فدا اجر السيد”، اصبح حزب الله المقاوم 'منظمة ارهابية”، وأصبح الشيعي منبوذ في حاضنته العربية. إلا أنّ 'اجر السيد” حدها على لبنان، وليس 'فداها”.. فالوطن لا يفدى لأقدام، والعروبة لا تفدى لأقدام، والدولة اللبنانية لا ولن تفدى لا لـ 'اجر السيد” ولا لأي شخصية كانت سياسية أو دينية…

وإن كنتم مصرّين على هذا الفداء، فلكم 'اجر السيد”، ولنا 'سماء لبنان”

 

بري: ليَعترفوا بنا على الأقلّ أنّنا طائفة ولسنا «بويجيّة»

«الراي/05 نيسان/16/يراوح الواقع اللبناني في «عنق الزجاجة» مع صعود مظاهر التأزم على المستوى الداخلي وفي علاقات لبنان مع حاضنته العربية - الخليجية، وسط انعدام وزنٍ في مقاربة ملفاته الخطرة الناجمة في الدرجة الأولى عن «احتجاز» انتخاب رئيس جديد للجمهورية منذ نحو عامين كـ «رهينة» في الصراع الإقليمي، وتورُّط «حزب الله» في حروب المنطقة، وتصنيفه من الدول العربية والخليجية ومن الولايات المتحدة منظمة إرهابية، الأمر الذي يتسبب بمضاعفات لا يستهان بها تطول لبنان. وفي الوقت الذي تنعدم أي مؤشرات يُعتدّ بها ترجح ملء الشغور الرئاسي على عتبة دخول عامه الثالث، تتعاظم في الداخل معالم الانهيار المريع في إدارة الحكم، مع الصراعات المتمادية التي تتناول كل شاردة وواردة، كالخلاف حول مسائل تنظيمية في إدارة جهاز «أمن الدولة»، والحرب الباردة الدائرة حول دور البرلمان في ظل الفراغ الرئاسي، إضافة الى «أم المعارك» حول قانون الانتخاب وطبيعته كونه أداة صوغ التوازنات داخل السلطة.

ووسط هذا المناخ، تستعدّ بيروت لاستقبال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في زيارة تضامُن مع لبنان منتصف هذا الشهر يلتقي خلالها رئيسيْ الحكومة تمام سلام والبرلمان نبيه بري والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وهي الزيارة التي يراد منها إطلاق إشارة متجددة الى استمرار الاهتمام الدولي بلبنان من دون ان يعني ذلك اضطلاع باريس بمبادرة محددة لكسر المأزق الرئاسي. غير ان دوائر سياسية في بيروت رأت ان الحرص الدولي على انتخاب رئيس جديد للبنان يزداد تأثيراً مع انضمام روسيا الى مسارٍ من شأنه إقناع إيران بالحاجة الى دعم توافق لبناني داخلي ينتج رئيساً، وهو ما يمكن ان تكون أفضت إليه المباحثات التي أجراها زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل أيام، والتي تخللها عرض لأخطار استمرار الفراغ في رأس الدولة وأهمية انتخاب الرئيس المسيحي الوحيد في العالم العربي.

واستمرت المعاينة الداخلية لدلالات استقبال بوتين للحريري، الأمر الذي عاكس كل توقعات قوى 8 آذار اللبنانية التي لم تكن تنتظر أكثر من اجتماع الحريري مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، فيما قاربت دوائر سياسية عدة الإحاطة الروسية برئيس «المستقبل» على انها مرتبطة في جانبٍ منها بحرص موسكو على إنهاء الفراغ الرئاسي، الى جانب الإطلالة على مرحلة ما بعد التسوية السورية وإعادة الإعمار ودور لبنان فيها انطلاقاً مما يمثلّه الحريري على مستوى «الثقل الإعماري»، اضافة الى تكريس الانطباع بأن روسيا ستسعى الى إعادة الدفء الى علاقاتها مع العالم العربي ولا سيما دول الخليج في إطار الرغبة في توفير «بوليصة تأمين» لـ «سورية الجديدة» استناداً الى الخريطة الديموغرافية الطائفية والمذهبية المعروفة. وفي حين ساد ترقُّب لكيفية تلقُّف زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون لقاء بوتين - الحريري الذي يمضي في دعْمه ترشيح النائب سليمان فرنجية وصولاً الى توفير «مدى إسلامي» له من خلال الزيارة البالغة الدلالات التي قام بها لطرابلس واستقباله في دارة مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، فإن «حشْرة» عون الرئاسية تتعمّق بحيب تزداد «متاعبه» وسط تكتّل خصومه ضدّه ومعهم بعض «حلفاء الحلفاء» مثل الرئيس بري، فيما لا يزال النائب وليد جنبلاط مع «الجناح» المؤيّد لفرنجية. اما «حزب الله» فلا يبدو مستعدّاً لخوض «معركة ضارية» لايصال عون المدعوم من «القوات اللبنانية»، وهو ما يعزوه الحزب الى عدم القدرة على فرض انتخابه على حلفائه فيما يردّه البعض الآخر الى عدم رغبة الحزب في تبوؤ «الجنرال» سدة الرئاسة الاولى.

وكان بارزاً انه في غمرة «الحرب» التي يستعدّ بري للانخراط بها لعقد جلسة تشريعية ترفضها القوى المسيحية الوازنة ما لم يتصدّر جدول اعمالها قانون الانتخاب، رسم رئيس البرلمان سقفاً مرتفعاً للمواجهة على هذا الصعيد، قدّم معه تفسيراً للميثاقية على انها «مصالح اللبنانيين والأعمال والمشاريع التي تتعلق بحياتهم ولقمة عيشهم» وليس «الميثاقية التي يفصّلها البعض على مقاساته؟». وكان بارزاً ان بري بلغ في معرض التعبير عن امتعاضه من الواقع الراهن وتوجيه رسائل الاستياء حيال عون، حدّ انتقاد «من يتقصد تضخيم فرضية توطين النازحين السوريين، بغية تحويلها إلى بعبع للتخويف»، متطرقاً الى ملف جهاز امن الدولة (يترأسه مسيحي) الذي تخوض القوى المسيحية «منازلة» فيه سائلاً: «لماذا لا يتطلّعون إلى ما يحصل في التفتيش المركزي، وهو أهمّ مِن مديرية أمن الدولة؟ فليَعترفوا بنا على الأقلّ أنّنا طائفة ولسنا بويجيّة، ولسنا مواطنين من الدرجة الثانية والثالثة».

 

قمة بكركي: اقتلاع المسيحيين من العراق وسورية «إبادة»

الراي/05 نيسان/16/حضر الملف الرئاسي اللبناني والواقع المتفجّر في المنطقة ووضع المسيحيين فيها على طاولة القمة الروحية المسيحية التي انعقدت أمس، في مقر البطريركية المارونية في بكركي، وخلصت الى مجموعة مواقف بارزة، بينها التنديد بشدة «بجريمة اقتلاع المسيحيين وغيرهم من المكوّنات المستضعفة من أرضهم في العراق وسورية، وبما سبق ولحق ذلك من قتل وتهجير وتشريد لهؤلاء الأبرياء، ما يرقى إلى درجة الإبادة للشعوب والحضارات العريقة في الشرق الأوسط، على غرار ما حصل قبل مئة عام في الإمبراطورية العثمانية». وجاء انعقاد القمة لمناسبة «عيد بشارة العذراء»، وسط تقارير عن محاولة لم تنجح، ليكون اللقاء مسيحياً - إسلامياً، وهو ما نفته لـ «الراي» مصادر في دار الفتوى، اكدت ان مثل هذا الأمر لم يكن مطروحاً «وموقفنا هو تأييد أي لقاء مسيحي على المستوى الروحي». وأكد البيان الختامي للقمة «ضرورة العمل على الخروج من الإرباك الحاصل على مستوى علاقات لبنان بعدد من الدول العربية، وتأثير ذلك على شريحة كبيرة من المواطنين في لقمة عيشهم»، مشدداً على «ضرورة إعطاء أولوية قصوى لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، بموجب الدستور، بعد شغور هذا المنصب منذ 22 شهراً». وأعرب عن «رفض المجتمعين للحروب التي فرضت على بلدان عدة في المنطقة منذ أعوام، واستنكارهم التدخل الإقليمي والدولي في هذه الحروب، لاسيما في سورية والعراق، وذلك بتغذية الجماعات الإرهابية بالمال والسلاح والتغطية السياسية والإعلامية».

 

الملاحقات مستمرّة بقضية اللافتات المسيئة للسعودية

الراي»/05 نيسان/16/لم تنتهِ في العاصمة اللبنانية تفاعلات اقتحام مجموعة من الشبان بقيادة عباس زهري، المقرّب من «حزب الله» مكاتب صحيفة «الشرق الأوسط» في بيروت، ثم قيام شبان من مجموعة «أوميغا» بقيادة طوني أوريان المقرّب من «التيار الوطني الحر» برفع لافتات مسيئة للسعودية في محلة جل الديب شمال بيروت. وفي حين بات سبعة من المجموعة التي اقتحمت مكاتب «الشرق الاوسط» في قبضة الأجهزة الأمنية، التي ما زالت تلاحق زهري لتوقيفه، بناء على بلاغ بحث وتحرٍّ، لم يكن جرى حتى عصر أمس، القبض على اوريان، الذي يرفض تسليم نفسه الى شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي. وأعلنت «أوميغا» في بيان لها ان «ما قامتْ به مجموعتنا يدخل في باب التعبير عن الرأي، تماماً كما عبّرت صحيفة الشرق الأوسط عن رأيها»، موضحة أن «طوني اوريان مستعد للمثول امام القضاء عندما تمثل صحيفة الشرق الأوسط امامه، ولن نقبل ان يُمسّ اي ناشط منا».

وفي موازاة ذلك، اعتبر رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام ان رد الفعل على كاريكاتور «الشرق الأوسط» كان «أسوأ من الحدث نفسه، وغير مقبول».

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الاثنين في 4/4/2016

الإثنين 04 نيسان 2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

في عيد البشارة، سلام على السيدة مريم العذراء وسيدة نساء العالمين، واللبنانيون يأملون ببشارة خير لغد أفضل.

في عيد البشارة، قمة روحية مسيحية، ودعوة جديدة لإنتخاب رئيس للجمهورية. وفي عيد البشارة، اهتمامات سياسية بجلسة منتجة لمجلس الوزراء الخميس، وبتعبيد الطريق إلى خطة إنقاذية سياسيا وإقتصاديا، واحتضان وسهر للاستقرار الأمني.

وثمة اتصالات بين السفارة اللبنانية في باريس وال"كي دورسيه"، لتثبيت موعد زيارة الرئيس فرنسوا هولاند بيروت آخر هذا الأسبوع أو تأجيلها. وفي تقارير دبلوماسية، أن هولاند داعم لإنتخاب قريب للرئيس اللبناني، وأنه يجري اتصالات مع عواصم إقليمية مؤثرة في الوضع اللبناني. وفي التقارير نفسها، أن الإتصالات الفرنسية تركز على الخطوط الأميركية والروسية، بعد الرياض وطهران، على قاعدة حماية استقرار لبنان، وانتخاب رئيس، وقيام حكومة قادرة.

وقد تركت زيارة الرئيس سعد الحريري موسكو، انطباعا بأن القيادة الروسية تشجع القادة اللبنانيين على التوصل إلى حل متكامل، عن طريق ترتيب أولويات الخطوات في هذه المرحلة. وهناك من يعتقد بأن الدور الروسي المتنامي في سوريا، له امتدادات إلى لبنان، لكن الكرملين يسعى إلى الإتفاق مع البيت الأبيض الأميركي في كل الخطوات والحلول، خصوصا وأن الرئيس فلاديمير بوتين حريص على فك عزلته السياسية والإقتصادية مع الغرب الذي نسق مع تركيا في أزمة ناغورني كاراباخ.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

مراوحة سياسية، العناوين ذاتها. ومجلس الوزراء يتحضر لجلسة الخميس المقبل، بعد انقطاع أسبوعين، تحضر فيها ملفات ساخنة تتقدمها قضية النازحين. تلك القضية تحولت إلى "بعبع" ويافطة تخفي خلفها أهدافا تتعلق أولا بانتخابات رئيس الجمهورية.

تضخيم فرضية توطين النازحين لا يستند إلى حقائق موضوعية. أساسا لا يقبل التوطين في لبنان، استنادا إلى نصوص الدستور والتضحيات التي دفعت لمنع التوطين، ما يعني وجوب وضعه خارج سوق المزايدات السياسية، كما قال الرئيس نبيه بري.

الحل السياسي هو الذي يعيد النازحين إلى بلادهم، كما في تأكيد القمة الروحية المسيحية التي طالبت أولا بانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، فما نتج عن الشغور خطر تطال تبعاته كل مؤسسات الدولة اللبنانية.

ومن هنا جاء اقتراح الوزير بطرس حرب لاجراء تعديل دستوري حول المتغيبين الدائمين عن الجلسات النيابية من دون عذر شرعي. وزير الاتصالات كشف من عين التينة، عن زيادة مداخيل الخزينة اللبنانية 15 في المئة من عائدات الانترنت، ما يعني ان أضرارا كبيرة كانت تطال الخزينة من جراء الشبكة غير الشرعية.

في الأمن، هدوء عين الحلوة لا يعني انها لا تزال في عين القلق، بعد ما شهدته في الأيام الماضية من توتر خفت، لكن ماذا في ابعاده وكيف تجري معالجة قضية المتطرفين؟، وهل سيكون المخيم رهينة مزاج ومشاريع هؤلاء؟.

في سوريا، كلما تقدم الجيش خطوة ميدانية، ارتفع رصيد الحلول السياسية المطروحة في مفاوضات مفتوحة إلى حين رسم خريطة الطريق السيادية على الجغرافيا السورية. بعد "القريتين" تدرج القرى عودة إلى حضن الدولة في طريق الجيش السوري وحلفائه إلى دير الزور والرقة.

موسكو بقيت عند ثوابتها من دون أي تراجع، ودعوتها تتكرر لتركيا للكف عن التدخل في شؤون سوريا. ما يوحي ان الحدود الشمالية السورية لا زالت في دائرة التوتر السياسي بين أنقرة وموسكو، فمن يضبطها وكيف: باستكمال التقدم الميداني أم بالتسويات السياسية؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

تبقى البشارة إلى ابنة عمران بقدوم عيسى بن مريم عليه السلام، تجمعنا في لبنان. البلد الذي لم يعد فيه مكان للبشارات، فاللصوص والمفسدون، وما أكثرهم، يمضون في تحطيم هيكله، حتى يكاد يسقط علينا جميعا. فقضاؤه لا تحركه اهانة علمه ورمز سيادته، بينما يستنفر في الحال لملاحقة التعرض لعلم السعودية، إلى حد أن وزير العدل المستقيل عاد برهة ليمارس مهامه، ويؤدي الطاعة في غب ساعة.

لا اعتراض على الحرص على حفظ رموز الدول، ولكن العيب أن يغيب هذا الشعور تجاه علمنا.

أما تجارة الرقيق فتزدهر في ظل سيادة سياسة الافلات من العقاب، وجديد تجليات هذه السياسة شاحنات النقل المشترك بين القمح والنفايات. فالشاحنات التي تنقل النفايات ليلا، هي نفسها التي تنقل قمح اللبنانيين صباحا، من دون مراعاة أدنى شروط الصحة والسلامة.

وإذا كانت الدولة عاجزة عن مشكلة بهذا الصغر، فكيف ستتعامل مع استحقاق داهم يتمثل باحتمال عودة تدفق النازحين السوريين خاصة بعد بدء تطبيق الاتفاق بين تركيا والاتحاد الاوروبي، الذي سيقفل بوابات العبور إلى أوروبا؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

انتهى عيد الفصح وعطلته، وانتهت الفسحة الحزينة التي كسبتها الحكومة برحيل والدة الرئيس تمام سلام، وها هو موعد التئام مجلس الوزراء الخميس يقترب، من دون ان تتمكن القوى السياسية من تحويل المواضيع الخلافية الساخنة، إلى مسائل يمكن مقاربتها في الجلسة بهدوء. في هذه الخانة يدرج ملف تعزيز أمن المطار بالتجهيزات الضرورية المطلوبة، ومعضلة ازدواجية الرأس في جهاز أمن الدولة. وتزداد الأمور صعوبة على مجلس الوزراء المتهالك لأن طاولة الحوار، التي هي مجلس الادارة الفعلي للبلاد، ستنعقد في 20 نيسان.

في هذا الجو، انعقدت القمة الروحية المسيحية التي جاء بيانها الختامي، على أهميته، وكأنه صرخة في وادي الاصطفافات.

توازيا، يتطلع اللبنانيون إلى لجنة الاعلام والاتصالات التي تجتمع الثلاثاء لتحديد المسؤولين عن مافيا الانترنت المهرب، في وقت انشغل العالم بفضيحة ال"بناما ليكس".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

لسنا مع ما يشتبه بأن مجموعة من الشبان اللبنانيين قامت به أمس، دفاعا عما اعتبروه كرامة وطنهم وعنفوان راية بلادهم، في رد فعل منهم، غير صائب وغير عاقل، على فعل من سواهم مدروس ومقصود ومتعمد لاستدراجهم إلى ما استدرجوا إليه. لسنا مع تصرفهم، ولا نؤيد مضمونه قطعا ولا نتبناه إطلاقا، أقله لأنه قد يؤدي إلى إيذاء آلاف المواطنين اللبنانيين المساكين، الذي نكبهم وطنهم وحكامه بأن يهاجروا بحثا عن رزقهم، حيث لا حقوق تحفظ ولا قانون يحمي.

لكن واقعة خطيرة تستوقفتنا، كرأي عام، وكلبنانيين أحرار. ذلك أننا عند البحث في السجل العدلي لأحد الملاحقين في تلك الشبهة، واسمه طوني أوريان، وجدنا حكما صادرا في حقه في 8 آب 2001، بالسجن شهرا ونصف. وبأي تهمة؟ بتهمة المس بسمعة الجيش السوري.

ماذا يعني ذلك؟ أليس معناه أن هذا الشاب ورفاقه كانوا دوما مع لبنان ضد الخارج، فيما الذين يلاحقونهم ويحاكمونهم كانوا دوما "خزمتشية" الخارج ضد لبنان واللبنانيين؟ ألا يعني ذلك، أن حماس هؤلاء الشباب، واندفاعهم وتهورهم، هو ما جعلهم دوما منتفضين لكرامتهم، فيما خنوع الحكام ودناءتهم وخساساتهم، هو ما جعلهم دوما "انكشارية" المحتل والوصي، على حساب وطنهم ومواطنيهم؟

ألا يخجل من نفسه من يلاحق طوني اليوم؟، ألا يحس بالعار على جبينه وبالعمالة في لاضميره، وبالدم على يديه وبالعمولة في جيوبه، أكان بوليسيا أم سياسيا أم عدليا أم مخلوقا معدلا، حين يرى أنه هو نفسه من لاحق طوني نفسه، يوم كان طوني يصرخ ضد الجيش السوري في لبنان، وكان هو ممسحة لجزماته، ثم بعد أن انتزع هؤلاء الشباب سيادة وطنهم، ذهب الحكام أنفسهم ليتزلموا لوصاية جديدة ويحاكموا أبطال السيادة؟.

لسنا مع ما أقدم عليه هؤلاء الشباب. لا في الشكل ولا في التعبير ولا في المضمون. لكننا مع صرخة واحدة بوجه زلم السلطة كلهم: يا عيب الشوم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

من وثائق "باناما" إلى شواهد Chez maurice مرورا بكاميرات بيروت، العالم ومنه لبنان يضج بالفضائح، ليكشف ان لا ملاذات آمنة لا بالنسبة إلى الرساميل ولا بالنسبة إلى المتاجرين بالبشر، ولا بالنسبة إلى مستبيحي خزينة الدولة عبر ثقافة التلزيمات بالتراضي.

وثائق "باناما" ما زالت في بداياتها، لتشكل مادة فضائحية للكرة الأرضية قاطبة. فهي تعد عشرات أضعاف وثائق "ويكيليكس". وإذا كانت هذه الأخيرة محاضر لقاءات ومباحثات، فإن وثائق "باناما" تشكل كشف حساب لثروات رؤساء ووزراء ورجال أعمال ورياضيين.

أما شواهد Chez maurice، ففي كل يوم فضائح جديدة تثبت ان كل شيء مباح ومتاح في البلد، من الاتجار بالبشر إلى استعبادهم، أما الذين يفترض فيهم الحماية فينطبق عليهم المثل القائل: حاميها...

أما الكاميرات التي أثار ملفها النائب وليد جنبلاط، فيخشى ان تدخل في دوامة ودهاليز الادارات الرسمية، بحيث تضيع الحقائق والمسؤوليات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

هل يحتاج "حزب الله" إلى فتح معركة جديدة في جرود عرسال، لتغطية الخسائر البشرية التي تلحق به يوميا، بفعل التورط المتواصل في سوريا، وارتفاع عدد عناصره الذين يتساقطون يوميا على محاور القتال في سوريا.

السؤال بدا مشروعا مع نعي "حزب الله"، في اليوم الماضيين، أكثر من اثني عشر عنصرا آخرهم الحاج جواد الذي يملك أعلى رتبة قيادية للحزب في الميدان السوري، في وقت سأل رئيس كتلة نواب "حزب الله" محمد رعد: "لماذا يبقى التكفيريون يعبثون بأمن قرانا وبلداتنا في البقاع؟، ولماذا لا يؤخذ قرار وطني سيادي باستنقاذ عرسال من تهديد هؤلاء الإرهابيين التكفيريين؟"، لافتا إلى أن سقوط مدينة "القريتين" التي تمتد إلى جبال القلمون، وضعت حاجزا جديدا أمام التكفيريين لوقف التسلل، وسيشهدون عزلة وحصارا يئن من وطأته البقية المنتشرون في جرود عرسال، وسنرى دولتنا اللبنانية وحكومتنا كيف ستتصرف مع هؤلاء الذين أصبحوا بلا مدد وبلا قنوات إتصال.

وتوريط "حزب الله" للبنان في الحرب السورية، ليس المأزق الوحيد الذي يشل البلاد وينعكس على مؤسساته، بل هناك الفراغ الرئاسي الناتج عن تمسك الحزب بترشيح النائب ميشال عون للرئاسة.

وهذا ما شكل الموضوع الأساس على طاولة القمة الروحية المسيحية في بكركي، والتي أكدت على ضرورة إعطاء أولوية قصوى لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، بموجب الدستور. القمة طالبت أيضا جميع المعنيين بالشأن العام، أن يعملوا بجد ونزاهة على مجابهة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة، والتي تطول بسلبياتها معظم المواطنين، ولا سيما الشباب منهم الذين لا يجدون سبيلا إلى العيش الكريم سوى الهجرة.

وفي الشأن الاقتصادي، يرعى الرئيس سعد الحريري في "بيت الوسط" غدا، إطلاق حملة دعم مشروع برنامج "إزالة الفقر والعوز المدقع في لبنان"، "أفعال"، وهو اقتراح القانون الذي تقدم به النائب روبير فاضل إلى المجلس النيابي. ويتخلل اللقاء كلمات لمدير البنك الدولي في لبنان فريد بلحاج والنائب روبير فاضل والرئيس الحريري.

في سياق الملفات التي أثارت جدلا في البلاد، تغريدات النائب وليد جنبلاط حول مشروع الكاميرات لمدينة بيروت، وفي تعليق لرئيس المجلس البلدي بلال حمد، لفت إلى ان تغريدات النائب الصديق وليد جنبلاط تضمنت معلومات غير صحيحة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

بلاد الباب المخلوع تكاد لا تحصي فضائحها، وتلفها الشبكات الضاربة عمقا في الفساد وصانعيه. ما عدنا نتحدث عن النفايات ومالكيها السياسيين، صار الرئيس وراءنا والتعطيل نهجنا، والحكومة المخلعة قائدة مسيرتنا. لكن أن يصبح الفساد سيدنا، فتلك مسألة لا تحتمل وجهتي نظر.

واللافت أن "حزب الله" الذي كانوا يشكون سلاحه ويعترضون على دويلته ضمن الدولة، هو عينه الذي كشف عن شبكتين: اتصالات ودعارة. والحزب الذي يعمل على أمن وقائي وأمن محاربة الإرهاب، أصبح عاملا أيضا على الأمن الاجتماعي، بعدما طلب ضحايا شبكة جونية اللجوء إلى الضاحية ليقينهم أنهم سيقعون بين أيدي أشرف الناس.

وما برز من معلومات عن ملف شبكة جونية، يؤكد أن شخصيتين من المعارضة السورية كانتا تعملان على خطها لكن على الطريقة "الداعشية"، أي بانتقاء الأقليات وأخذهن سبايا لبيعهن في سوق الدعارة، وهن بنات البلد. وتقول المعلومات إن الحزب لم يلجأ إلى تسليم الضحايا من الفتيات إلى أي جهاز أمني حتى ولو كان مختصا، ليقينه أن الملف لن يبصر نهايته، بل آثر تسليمهن إلى قوى الأمن.

والشبكات لا تنضب، والدعارة أنواع بينها البغاء الذي تمارسه بلدية بيروت عبر فضيحة كشف عنها النائب وليد جنبلاط. وقد أتانا بلال حمد بتوضيح لا تحمد عقباه، إذ إنه كمن يؤكد الواقعة ويخفض أسعارها التي بقيت مرتفعة جدا. غير أن النص يشي بما هو أعظم، فإذا كانت الكاميرات المشكو من أسعارها ومتعهدها موصولة فعلا بالألياف البصرية، فمعنى ذلك أننا بتنا أمام "فضيحة بجلاجل"، حيث إن الكاميرات مرتبطة بالألياف والألياف موصولة بمرسيليا في فرنسا، والعالم سيتفرج علينا.

 

علوش: الاسد جيفة سياسية يتم التفاوض عليه.. ولن أكون إلَّا في "المستقبل"

 ام تي في/04 نيسان/16/أكَّد عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل مصطفى علوش انه "منسق سابق (في التيار) وكنت بالوكالة". وفي حديث الى محطة الـ"mtv"، قال: "انا عضو بالمكتب السياسي في تيار المستقبل، انتخبت بالمؤتمر الاول منذ 5 سنوات، وكنت عضواً باللجنة الخماسية التي وضعت قواعد تنظيمية والمبادئ الاساسية للتيار، انا لست مضطراً لتقديم الاستقالة لانني بالاساس بالوكالة، ما حصل هو بعد اصرار وتكرار طلبت بعد عودة الرئيس الحريري بشكل مباشر اعفائي من المهمة، خصوصاً بعدما وجدنا البديل مع استمراري بالاجتماعات ضمن منسقية طرابلس". أضاف: "انا من الناس الذين يقولون ارائهم، عندما كانت لدي قناعات تختلف عن قناعات رئيس التيار كنت اقولها مباشرة واصرح عنها واناقش بشكل مباشر وديمقراطي وبنهاية اليوم هناك قرار امشي به او اترك التيار، انا لم اقدم استقالتي ولا طلب مني الاستقالة، انا ضمن تيار المستقبل وانا اخذت قرار بعد تجارب طويلة من اليسار واقصى اليسار الى اليسار المقاتل انني كحياة سياسية انهيها بشكل تنظيمي في تيار المستقبل ولن اكون في محل اخر". وإذ قال: "انا اعبر عن رأيي"،"لكن لست الوحيد في تيار المستقبل، في المقابل اعتبر ان اسوء وباء قد يقضي على اي امة او جماعة هو الاجماع، اذا اجمعت على رأي واحد يعني هذا اسوء حدث، لانه اذا اجمعت على رأي واحد وكان خطأ عندها يذهبون الى الهلاك، عملاً بأي منطق في الديمقراطيات، عندما يكون هناك رأيين مختلفين ضمن مجموعة واحدة، رأي الاكثرية يسود، هذا الامر مفيد لكن الرأي المعاكس الموجود ضمن الاطر التنظيمية لاعادة تصحيح المسار في حال وصلت الامور الى الفشل، بأكثر من مناسبة حتى رئيس التيار كان يأتي يتكلم معنا نحن المعارضين ويقول انتم الذين كنتم محقين وانا اخطأت، ويجب ان نمشي بهذه الطريقة، لم ار اي شخص تعاملت معه على مدى سنوات طويلة بالعمل السياسي يتقبل الانقادات ويتحملها مع انها خلال العشر سنوات بالتجربة مع تيار المستقبل احرجت رئيس التيار وقيادات التيار في كثير من المناسبات ومع هذا كله لم يتخلوا عني ولم يطلبوا مني الاستقالة وحتى تقبلوا منطق عدم الاعتذار وعدم التراجع الذي كنت اتخذه والدليل انني ما زلت موجوداً في تيار المستقبل، حتى قرار عدم الترشح للانتخابات النيابية". وعن زيارة الرئيس سعد الحريري الى روسيا، قال: "لا اشك بصدق الرئيس الحريري وحسن نواياه، لكن المفاوض الروسي على مدى السنوات الماضية لا يوجد مراوغ اكثر منه في العالم، خصوصاً لافروف، الاميركي الم يذهب الى حليف بشار الاسد؟ والسعودي الم ذهب الى حليف الاسد؟ لننظر الى وقائع الامور على الارض، بشار الاسد هو جيفة سياسية يتم التفاوض عليه، وانا اعتقد انهم لم يتفقوا على مصيره، الاسد بدون المنظومة الامنية والسياسية والاقتصادية والتحالفات الدولية لا شيء".

 

حزب الله" يتلقى التمويل الإيراني نقدا للإفلات من الرقابة الدولية

أورينت نت تاريخ النشر: 2016-04-04  /كشف مسؤول لبناني مطلع، أن ميليشيا "حزب الله"، تتبع أساليب للتحايل على النظام المالي الدولي، الذي يخضع له مصرف لبنان المركزي، وبدأت في تسلم التمويل الإيراني نقًدا، عبر الرحلات الجوية بين طهران ومطار بيروت الدولي، وهو أمر يأتي بعد الملاحظات الدولية التي أثبتت الصلة العالمية الخطيرة للحزب، بتجارة المخدرات والإرهاب. وأضاف المصدر لـ"الشرق الأوسط"، أن المؤسسات التابعة للحزب، تضم 65 ألف لبناني، جميعهم من أبناء الطائفة الشيعية، ومن المقربين للميليشيا تحديًدا، مبينا أن أعراف الحزب، تحظر إلحاق أي شخص من الطوائف اللبنانية الأخرى بوظائفه، كما أن استثماراته الداخلية، لا تشملها الضريبة، مشدًدا على أن الدعم الإيراني للحزب مستمر ولم يتأثر بالأزمات الإقليمية ويعاني "حزب الله"، من تضييق الخناق عليه، بعد تصنيفه خليجيًا وعربيًا ضمن قائمة المنظمات الإرهابية، جراء استمرار الأعمال العدائية التي تقوم بها عناصر الميليشيات التابعة له، في تجنيد شباب خليجيين للقيام بأعمال إرهابية داخل دولهم، وتهريب الأسلحة والمتفجرات، وإثارة الفتن، والتحريض على الفوضى والعنف، في انتهاك صارخ للسيادة والأمن والاستقرار.  واعتبرت الأعمال الإرهابية والتحريضية التي يقوم بها الحزب في كل من سوريا واليمن والعراق، بأنها تتنافى مع القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية والقوانين الدولية، وتشكل تهديًدا للأمن القومي العربي. وأعلنت إدارة مكافحة المخدرات الأميركية، مطلع فبراير (شباط) من العام الحالي، القبض على أعضاء في "حزب الله" اللبناني، بتهم استخدام ملايين الدولارات من مبيعات للكوكايين في الولايات المتحدة وأوروبا لشراء أسلحة في سوريا، كما ضبطت أميركا شخصيات تدير عمليات لغسل الأموال لحساب الحزب. وكشفت وثائق قضائية في الولايات المتحدة، عن مسؤولية إيران و"حزب الله"، عن هجمات 11 سبتمبر (أيلول) الإرهابية عام 2001. وأشارت إلى زيارة عدد من الإرهابيين إيران في الفترة التي سبقت الاعتداء. وأمر قاض بمحكمة اتحادية في نيويورك حكومة إيران أخيًرا، بدفع مليارات الدولارات لتعويض ذوي ضحايا الهجمات الإرهابية وشركات التأمين التي تعّرضت لأضرار مالية إثرها، محّملاً إيران مسؤولية مساعدة الإرهابيين الذين خطفوا الطائرات التي استعملت في الاعتداء. وأوضحت الوثائق التي استندت عليها المحكمة أن بعض الذين نفذوا الهجمات زاروا إيران خلال الفترة القصيرة التي سبقت 11 /9، ولم تحمل جوازات سفرهم ختم الدخول إلى الأراضي الإيرانية. كما كشفت أن "حزب الله"، الذي تموله إيران، قدم مساعدات وتوجيهات للإرهابيين. وتزايدت الدلائل بتورط إيران وعملائها في المنطقة وبينهم "حزب الله" في هجمات 11 سبتمبر الإرهابية، التي أودت بحياة الآلاف من الأميركيين. وأحصى القضاء الأميركي 274 دليلا تكشف دور إيران في تمويل الإرهاب، وتعاونها مع منظمات إرهابية مثل "القاعدة"، وعلاقاتها الوثيقة بدول أخرى في قائمة الإرهاب. وأشارت الوثائق التي نشرتها "الشرق الأوسط" في وقت سابق، إلى أن إيران، سّهلت انتقال عملاء "القاعدة" إلى معسكرات التدريب في أفغانستان، وهو ما كان ضروريًا لنجاح عملية الحادي عشر من سبتمبر. وأوضحت أن عماد مغنية (أحد قادة "حزب الله" اللبناني) زار المنفذين في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2000 ونسق سفرهم إلى إيران بجوازات سفر جديدة لتأمينهم قبل تنفيذ العمليات.

 

ارتفاع حظوظ فرنجية رئاسياً يحرج «حزب الله»

الهبر لـ«السياسة»: نواب «الكتائب» لن يشاركوا في الجلسة التشريعية

قمة مسيحية تشدد على الشراكة في إدارة الدولة

بيروت – «السياسة»:/05 نيسان/16/يزداد «حزب الله» شعوراً بالإحراج في الملف الرئاسي مع ارتفاع شعبية حليفه المرشح رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية في الشارع الإسلامي وتحديداً السني، في مقابل انحسار التأييد لحليفه الآخر المرشح النائب ميشال عون رئيس تكتل «التغيير والإصلاح»، بعد نجاح رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري في الترويج لمرشحه فرنجية مناطقياً وإبرازه حالة التعاطف والتأييد التي يحظى بها أكثر من عون، ما يزيد من رصيده السياسي والشعبي لانتخابه رئيساً وهو ما يعمل عليه الحريري في اتصالاته الداخلية وتحركاته الخارجية التي كان آخرها زيارته روسيا.

وعُلم أن الموضوع الرئاسي شكل بنداً أساسياً في محادثات الحريري مع القيادة الروسية، في حين أن «حزب الله» بات في وضعٍ لا يُحسد عليه، في ظل تراجع حظوظ مرشحه عون، وهو ما جعله يدرس جدياً خيارات بديلة، إذا وصل إلى قناعة باستحالة السير بعون مرشحاً وحيداً للرئاسة، وبالتالي ما سيضطره في نهاية المطاف إلى القبول بفرنجية رئيساً أو ترك الأمور إلى مبارزة ديمقراطية في المجلس النيابي سيقبل الجميع نتيجتها. وبحسب معلومات خاصة لـ«السياسة»، فإن «حزب الله» الذي يشعر أنه خسر معركة عون الرئاسية، يحاول أن يستمر في المناورة التي يتبعها على هذا الصعيد، ظناً منه أنه قد ينجح في إعادة تعويم مرشحه إذا ما وجد أن هناك ظروفاً داخلية وخارجية، قد تحول دون انتخاب فرنجية رئيساً، وهذا ما يدفعه إلى التمهل وأخذ وقته لحسم خياراته الرئاسية نهائياً. ومع عودة الحريري إلى بيروت، أمس، بعد زيارته موسكو ولقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف، أشادت مصادر نيابية بارزة في «كتلة المستقبل» بنتائج هذه الزيارة وانعكاساتها على لبنان، مؤكدة لـ«السياسة» أن الحريري حض المسؤولين الروس على التدخل من أجل الإسراع في انتخابات رئيس جديد للجمهورية. في سياق متصل، تتواصل الاتصالات لإزالة العراقيل من أمام جلسة الحكومة المتوقعة بعد غد، بما يؤمن توافقاً ولو بالحد الأدنى في ما يتعلق بملف جهاز أمن الدولة وتجهيزات مطار الحريري الدولي، سيما أن هناك تباينات لا تزال قائمة بشأن هذين الملفين بين عدد من الوزراء، من دون استبعاد طرح موضوع الحديث عن توطين النازحين الذي أثار جدلاً سياسياً واسعاً في الأيام الماضية، بين منتقد لإثارة هذا الموضوع غير الموجود وبين محذر من مخاطر جدية له على الواقع اللبناني. وسط هذه الأجواء، برزت أمس، القمة الروحية المسيحية التي عقدت في بكركي، برئاسة البطريرك بشارة الراعي، حيث أكد بيانها الختامي، ضرورة إعطاء أولوية قصوى لانتخاب رئيس للجمهورية، مشدداً على الشراكة الحقيقية في إدارة شؤون الدولة. ودعا المجتمع الدولي للعمل على إيجاد الحلول لأزمات المنطقة وعلى ضرورة التوصل إلى حل سياسي للصراعات.وذكّر المجتمعون بضرورة العمل على الخروج من الإرباك الحاصل على مستوى علاقات لبنان بعدد من الدول العربية وتأثير ذلك على شريحة كبيرة من المواطنين في لقمة عيشهم، مناشدين جميع المسؤولين العمل الجدي على درء موجات التطرف والإرهاب وعلى دعم الجيش الوطني في لبنان. من جهة أخرى، أكد عضو كتلة «الكتائب» النائب فادي الهبر في اتصال مع «السياسة»، أنّ نواب «الكتائب» لن يحضروا الجلسة التشريعية التي قد يدعو إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري، لأنّ «الكتائب» ما زالت على موقفها المعارض للتشريع في ظل الشغور في منصب رئيس الجمهورية، وهذا الموقف ينسجم مع قناعاتها وهي لن تتخلى عنها، لا من أجل تشريع الضرورة ولا من أجل ما هو غير ضروري، مستبعداً انتخاب رئيس جمهورية في الجلسة المقبلة، في السادس عشر من ابريل الجاري. ودعا إلى استثمار الصمود الواضح ضد الإرهاب وتعميمه مدنياً لتفعيل دور المؤسسات وصولاً إلى انتخاب رئيس جمهورية، معتبراً أنّه من الضروري البحث عن مرشح ثالث، فإما أن يكون شخصية مدنية أو عسكرية.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت اليوم الاثنين 4 نيسان 2016

الإثنين 04 نيسان 2016

النهار:أسرار الآلهة

حذّر ناشطون في مجال الانتخابات البلدية من سيناريو يتم تداوله لإرجاء هذا الاستحقاق بحجج أمنية.

سأل نائب مستقل: ماذا يمكن أن يحصل إذا باشر مجلس النواب مناقشة مشاريع قوانين الانتخابات النيابية ولم يتوصّل إلى حسم الخلاف حولها؟

لوحظ أن أحد التيارات يفتح مكاتب له خارج منطقة نفوذه الأصليّة.

قال وزير إن لا سبيل للفلفة قضية الانترنت بعدما أصبحت أمام القضاء.

رشح أن الرئيس برّي لا ينوي زج حركة "أمل" في معركة جزين الفرعية ويفضل انتظار موعد الانتخابات النيابية العامة.

السفير:

عيون السفير

لمّح مسؤول رسمي كبير إلى أن السجالات القائمة بين مرشحين بارزين للرئاسة الاولى، تعرقل أكثر انجاز الاستحقاق ولا تفيد في حصول توافق على أي منهما.

يركّز وزير بيروتي جهده على السعي إلى توافق في الانتخابات البلدية.. يعطيه حصة توازي حصة الأحزاب الكبيرة.

بعد سنوات من مساعي التطوير والمنافسة، فوجئ عملاء أحد المصارف الكبيرة بأن ماكينة السحب في منطقة حيويّة تتوقف عن العمل عند انقطاع الكهرباء!

الاخبار

علم وخبر

سكاف عند عون

من المنتظر أن يستقبل رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون رئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف، في زيارة شكر على التعزية بزوجها الوزير الراحل الياس سكاف.

وفيما يكسر اللقاء المرتقب الجليد بين الطرفين، أكدت مصادر الكتلة لـ"الأخبار" أن اللقاء لا يشير إلى أي تحوّلات على صعيد التحالفات الانتخابية البلدية في مدينة زحلة.

استمرار "النزوح القضائي"

بعد تنحيه عن قضايا سابقة في ملفّ البنك اللبناني الكندي وتنحي القاضية جانيت حنا عن الدعاوى التي رفعتها مجموعة "نيست انفستمنت" (nest investment) القطرية التي تملك 23.5% من أسهم المصرف، بحقّ جورج أبو جودة ومحمد حمدون بصفتهما المسؤولين الإداريين عن المصرف، تنحى القاضي جورج حرب عن دعوى جديدة في الملفّ نفسه، مع استمرار الضغوط السياسية على القضاء.

الشورى "يخذل" شمس الدين

رد مجلس شورى الدولة المراجعة المقدمة من الوزير السابق إبراهيم شمس الدين، بشأن قرار المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بضم مسجد الإمام الصادق الواقع ضمن المجمع الإسلامي في شاتيلا، والذي تديره الجمعية الخيرية الثقافية برئاسة شمس الدين، منذ وفاة والده رئيس المجلس الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين. ورأى مجلس الشورى برئاسة القاضي شكري صادر، أنه لا يملك صلاحية النظر في الأمر، لأن قرار المجلس بإعلان المسجد وقفاً يدخل في صلب شؤون الطائفة الشيعية التي لها تنظيمها المستقل، ومن ضمنه الأوقاف. ورد الشورى أيضاً طلب شمس الدين بإدخال بلدية بيروت طرفاً في القضية، لأن العقار المقام فوقه المسجد والمجمع تابع للبلدية، التي منحت الجمعية حق استثماره.

البناء:

خفايا:

أكد وزير سابق أمام زوّاره خلال عطلة نهاية الأسبوع أنه يؤيد السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري في قوله إنّ ما يجمع لبنان والسعودية أكبر بكثير من رسم كاريكاتوري، مضيفاً أنه كان على السفير عسيري أن يرفق كلامه بإدانة ذلك الرسم الكاريكاتوري المسيء للبنان واللبنانيين جميعاً، وللعلاقات اللبنانية ــــ السعودية، ولكن يبدو أنّ صحيفة "الشرق الأوسط" تتبع مباشرة للديوان الملكي، وبالتالي لا يستطيع السفير انتقادها أو التعرّض لها.

الجمهورية:

أسرار الجمهورية

لاحظت أوساط سياسية أن القرار في شأن المساعدة العسكرية للجيش التي أعلن عنها وزير الخارجية البريطانية، مُتّخذ منذ أكثر من ثلاثة أشهر، ولا علاقة له بوقف الهبة السعودية.

ما زال الغموض يلفّ عمل إحدى الوزارات خصوصاً في القرارات الكبرى والتوقيعات بعد قرار مُفاجئ إتخذه أحد الوزراء سابقاً.

قال أحد الدبلوماسيين إن بلاده تفصل بين العجز السياسي في البلاد ونجاح المؤسسات العسكرية وإن حجم المساعدات من بلاده الى ارتفاع.

اللواء:

أسرار اللواء

همس

تلقى ديبلوماسيون عرب وأجانب تحذيرات أمنية مشددة بعدم التنقل إلا في حالات الضرورات القصوى، مع اتخاذ تدابير الحيطة والحذر اللازمة!

غمز

نفى وزير بارز بشكل قاطع ما تناقلته بعض وسائل التواصل الاجتماعي عن مساهمته بمليون دولار في صحيفة يومية!

لغز

توقفت أوساط سياسية عند كثافة حشود المعزين لرئيس الحكومة بوفاة والدته، واعتبرتها بمثابة استفتاء عفوي لتأييد مواقفه المتسمة بالاعتدال والحكمة!

 

شندب يتّهم بن جدّو بالتورّط بشبكة الإتجار بالبشر والدعارة

صوت الجبل/04 نيسان/16/كشف المحامي طارق شندب، خلال مشاركته في برنامج “هنا سوريا”، على قناة “أورينت” الفضائية، الأحد، أنّ التحقيقات الأولية في قضية الاتجار بـ75 امرأة سورية تشير إلى تورّط الإعلامي المعروف غسان بن جدو، وعدد من قيادات تحالف الثامن من آذار، وهناك بعض المتورطات بهذه المجموعة إعترفن أنهن عملن في منزله. كما كشف شندب أن هؤلاء الذين يقومون بهذه الأعمال الإجرامية معظمهم ينتمون إلى “8 آذار”.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

نقل النائب السابق حسن يعقوب من سجن رومية الى المستشفى

الإثنين 04 نيسان 2016 /وطنية - افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام عادل حاموش ان النائب السابق حسن يعقوب نقل من سجن رومية إلى المستشفى على عجل، تحت حراسة أمنية مشددة، بعد معاينته من قبل لجنة طبية مؤلفة من 3 ضباط أطباء كبار من قوى الأمن الداخلي.

 

القمة الروحية في بكركي: لإعطاء أولوية قصوى لانتخاب رئيس والعمل على الخروج من الإرباك على مستوى علاقات لبنان بالدول العربية ودرء موجات التطرف

الإثنين 04 نيسان 2016 /وطنية - اجتمع في بكركي، اليوم، وبدعوة من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بطاركة الكنائس الشرقية: كاثوليكوس الأرمن لبيت كيليكيا ارام الأول، بطريرك انطاكية وسائر المشرق للسريان الارثوذكس مار اغناطيوس افرام الثاني، بطريرك انطاكية وسائر المشرق والاسكندرية واورشليم للروم الملكيين الكاثولي غريغوريوس الثالث لحامك، بطريرك السريان الكاثوليك الانطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، كاثوليكوس كيليكيا للأرمن الكاثوليك مار غريغوار بطرس العشرين غبرويان، السفير البابوي المطران Gabriele Caccia، رئيس المجمع الأعلى للطائفة الإنجيلية في لبنان وسوريا القس سليم صهيوني، المطارنة: رئيس الطائفة الكلدانية في لبنان ميشال قصارجي، النائب الرسولي للاتين بولس دحدح، الارشمندريت رويس الاورشليمي ممثلا الكنيسة القبطية الارثوذكسية والخورسقف يترون كوليانا ممثلا الكنيسة الاشورية، وقد اعتذر عن الحضور لأسباب قاهرة بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر اليازجي. واستهل الراعي القمة بكلمة ترحيبية اعتبر فيها ان "مجتمعنا يقضي علينا اللقاء لان شعبنا يتطلع وينتظر من الكنيسة كلمة وفاء، فالاستحقاقات والتحديات تزيد على مستوى المنطقة، والحروب لا تلاقي طريقها الى الحل، والشعب يهاجر خصوصا المسيحيون والشرق يفرغ من حضورهم، وعلى المستوى اللبناني ازمة الفراغ الرئاسي، وهذا ما يقتضي منا ان نقول كلمتنا للكنيسة، ويقتضي منا كراعاة للكنيسة ان نلتقي معا ونفكر معا ليس فقط لخدمة كنائسنا انما لخدمة شعوب المنطقة. نحن نصر على ان نواصل العيش معا، مع اخواننا المسلمين والمسيحيين، فبيننا ثقافة، ثقافة الاعتدال، ومن يقومون بالحروب لا نعرف من اين اتوا وكل هذه المواضيع سنطرحها". وختم: "اشكركم جميعا على حضوركم لانكم اعطيتم عيد البشارة رونقا، ونأمل ان يكون عيدا لقيامة شعبنا".

بيان

وبعدما تباحث المجتمعون بشؤون كنسية ووطنية، أصدروا البيان الاتي:

"1 - يعبر الآباء عن فرحهم في هذا اليوم بالاحتفال بالعيد الوطني عيد بشارة العذراء مريم، العيد الوطني الذي يجمع المسيحيين والمسلمين، ويعلنون تمسكهم بالقيم الدينية الروحية والأخلاقية، التي تدعو الى محبة الله وقبول الآخر في الإنسانية دون تمييز، وبتعزيز الوحدة الوطنية بالمواطنة الحقة، إذ من دونهما لا يمكن مواجهة المعضلات التي يعاني منها لبنان.

2 -يؤكد المجتمعون على ضرورة إعطاء أولوية قصوى لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، بموجب الدستور، بعد شغور هذا المنصب منذ اثنين وعشرين شهرا، وما نتج عنه من تبعات خطيرة على كل مؤسسات الدولة اللبنانية، وعلى أمنها بالذات.

3 - يناشد الآباء المسؤولين في لبنان إيلاء سلامة البيئة، بكل مكوناتها،أهمية كبرى، إذ يشكل إهمالها خطرا داهما على صحة جميع المواطنين.

4. يطالب المجتمعون جميع المعنيين بالشأن العام أن يعملوا بجد ونزاهة على مجابهة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة، والتي تطول بسلبياتها معظم المواطنين، ولا سيما الشباب منهم الذين لا يجدون سبيلا الى العيش الكريم سوى الهجرة. كما يصرون على ضرورة تحقيق الشراكة الحقيقية في إدارة شؤون الدولة والتي توحي بالاطمئنان لجميع المواطنين.

5- يذكر المجتمعون بضرورة العمل على الخروج من الإرباك الحاصل، على مستوى علاقات لبنان بعدد من الدول العربية، وتأثير ذلك على شريحة كبيرة من المواطنين في لقمة عيشهم.

6- يعرب المجتمعون عن رفضهم للحروب التي فرضت على عدة بلدان في المنطقة منذ سنوات، ويستنكرون التدخل الإقليمي والدولي في هذه الحروب، ولاسيما في سوريا والعراق، وذلك بتغذية الجماعات الإرهابية بالمال والسلاح والتغطية السياسية والإعلامية. وهم يخشون ارتدادات هذه الصراعات المخيفة على سائر بلدان المنطقة، بما فيها لبنان، ويرفضون الكلام عن إعادة ترسيم الحدود في بعض هذه البلدان. كما يستهجن الآباء استخدام الخطاب الديني المتطرف لإذكاء الصراعات وتبرير القتل وتكفير المواطنين، إلى أي دين انتموا، وفي أي بلد وقع ذلك، في الشرق أو الغرب.

7- يناشد الآباء جميع المسؤولين العمل الجدي على درء موجات التطرف والإرهاب، وعلى دعم الجيش الوطني في لبنان والبلدان المعنية، للتصدي لها ومعالجتها بكل الوسائل المتاحة. وهم ينددون بشدة بجريمة اقتلاع المسيحيين وغيرهم من المكونات المستضعفة من أرضهم في العراق وسوريا، وبما سبق ولحق ذلك من قتل وتهجير وتشريد لهؤلاء الأبرياء، مما يرقى إلى درجة "الإبادة" للشعوب والحضارات العريقة في الشرق الأوسط، على غرار ما حصل منذ مئة عام في الأمبراطورية العثمانية.

8- يدعو الآباء المجتمع الدولي إلى العمل جديا على حل القضية الفلسطينية، بإقرار وتنفيذ مبدأ الدولتين وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم؛ وعلى إيجاد حل سلمي للحروب الدائرة في المنطقة، ولاسيما في سوريا والعراق، والتي تسببت بنزوح أكثر من مليون ونصف مليون سوري إلى لبنان، بالإضافة إلى النازحين العراقيين، واللاجئين الفلسطينيين الموجودين فيه منذ سنة 1948. وهذا ما يزيد الأزمة اللبنانية خطورة، إذ لا يملك لبنان القدرة على توفير الملجأ والعيش الكريم للنازحين. ويشدد الآباء على أن الحل السياسي للصراعات القائمة في المنطقة هو الوحيد المتوخى، كي يعود جميع النازحين إلى ديارهم. وبانتظار ذلك يحتاج لبنان إلى الدعم القوي من قبل الدول والمنظمات الدولية، كي يتمكن من مواجهة هذه المعضلة المصيرية.

9- يذكر المجتمعون بأن الكنيسة ستبقى أما روحية أمينة لدعوتها، فتبذل كل جهدها، مع ذوي الإرادات الحسنة، من أجل المحافظة على العيش معا، مسيحيين ومسلمين، بالاحترام المتبادل لحقوق جميع المواطنين وواجباتهم، والتعاون في إعادة بناء الوطن الواحد، وإغناء الحضارة التي كونوها معا، بالرغم من الصعوبات التي تنشأ من وقت إلى آخر. كما يدعون أبناءهم وبناتهم الروحيين الى تفعيل الحضور المسيحي ودوره في بلدان الشرق الأوسط، بحكم المواطنة والتاريخ، من أجل مواصلة الإسهام الفاعل في تقدم بلدانهم.

وإذ يشكر الآباء المجتمعون أخيهم البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي على ضيافته، يودون أن يعبروا له عن تهانيهم بالذكرى الخامسة لاعتلائه الكرسي البطريركي، داعين له وللكنيسة الانطاكية السريانية المارونية بفيض النعم والبركات، يغدقها الرب المنبعث ممجدا من الموت، بشفاعة أمنا السماوية مريم العذراء سيدة البشارة. المسيح قام، حقا قام".

 

يزبك: القول إن لبنان كذبة تآمر على كراماتنا وعلى وجودنا

الإثنين 04 نيسان 2016 /وطنية - بعلبك - علق الوكيل الشرعي العام للسيد الخامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك، على قول "الحاخام الكبير في فلسطين المحتلة: إن وجود فلسطينيين في فلسطين غير مقبول وغير شرعي، وإنما نحن قبلنا أن يكونوا خدما؟"، سائلا "أين العرب، أين المسلمين، عندما يصبح صاحب الحق والأرض غير شرعي والمحتل شرعيا". وفي حفل التكليف السنوي الذي أقامه مجمع المرتضى التربوي في بلدة بوداي، قال يزبك: "الكذب في أول نيسان بدعة الغرب، بدعة الشيطان، فاعتبرت السعودية بأن كذبة أول نيسان هي لبنان، ووضعوا العلم اللبناني وقالوا بأن لبنان كذبة. من هنا نفهم كيف ينظر إلينا هؤلاء من أجل دمارنا. وإذا أردنا أن نجمع بين كذبة أول نيسان وبين كلام هذا الحاخام فنرى أن الحديث واحد وكلهم يتآمرون على كراماتنا وعلى وجودنا".

 

اعتصام لأهالي الموقوفين في قضية الشرق الأوسط أمام ثكنة الحلو

الإثنين 04 نيسان 2016 /وطنية - أفادت مندوبة الوكالة الوطنية للاعلام رنا سرحان، ان أهالي الموقوفين في قضية اقتحام مكاتب جريدة "الشرق الأوسط" في بيروت اعتراضا على نشرها كاريكاتورا مسيئا للبنان، يعتصمون أمام ثكنة الحلو، بمشاركة ناشطين في الحراك المدني.

وأبدى المحاميان حسن بزي وعباس سرورالموكلان عن الموقوفين (ما عدا بيار حشاش، وكيله المحامي باسم العم)، استغرابهما للتعاطي في هذ القضية، معتبرين انه "لا يمكن للنيابة العامة الادعاء على طوني اوريان بسبب تحقيره العلم السعودي، من دون أي شكوى من قبل السلطات السعودية، بينما لم تحرك ساكنا في الاعتداء على رمز لبنان أي العلم اللبناني". وقال بزي: "نطالب بالعدالة المتساوية، وننتظر غدا أولى الجلسات للموقوفين في العدلية، وما ستؤول إليه الأمور".

 

إصابة المطرانين خيرالله وسعادة بحادث سير على أوتوستراد البربارة

الإثنين 04 نيسان 2016 /وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في جبيل جورج كرم، ان راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله، والمطران بولس اميل سعادة، تعرضا لحادث سير على المسلك الشرقي لأوتوستراد البربارة مقابل أفران البيطار، بينما كانا عائدين من اجتماع في بكركي، إذ اصطدمت سيارة كانا بداخلها وهي من نوع تويوتا camri سوداء اللون تحمل الرقم 959/ر بسيارة فولفو تحمل الرقم 298679/ب، يقودها بيار ماجد، ما أدى إلى اصابة خيرالله بكسور في كتفه وجروح في رأسه وسعادة بكسور في كتفه، ونقلتهما فرق الصليب الأحمر إلى مستشفى سيدة المعونات الجامعي في جبيل، حيث سيخضعان لعمليتين جراحيتين.

 

حرب بعد لقائه بري: استمرار التشنجات يساهم في تخريب لبنان

الإثنين 04 نيسان 2016 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم في عين التينة، وزير الإتصالات بطرس حرب وعرض معه للأوضاع العامة. بعد اللقاء قال حرب: "كانت مناسبة لتداول وضع البلد على الصعيدين السياسي والدستوري وحالة الفراغ المستمرة في رئاسة الجمهورية وتأثيرها على عمل مجلسي النواب والوزراء. وكانت مناسبة لكي أشرح لدولته الإنجاز الذي قامت به وزارة الإتصالات بكشف شبكة مخابرات الإنترنت الدولية، والتي تطرح تساؤلات عديدة حول المسؤولين عنها، والخطوات التي قمنا بها ومتابعة القضاء في كشف المرتكبين والملابسات والنتائج التي تهدد أمن لبنان ومداخيل الخزينة اللبنانية. وأبلغت دولته أنه منذ أن كشفت هذه الشبكة حتى اليوم زادت مداخيلنا خمسة عشرة بالمئة من الإنترنت، وهذا يؤكد أن هناك أضرارا كانت تطال الخزينة من جراء شبكة الإنترنت غير الشرعية". أضاف: "كانت مناسبة ايضا للبحث مع دولته في اقتراح قانون التعديل الدستوري عن اعتبار أن كل نائب يتغيب عن ثلاث جلسات متتالية من دون عذر شرعي يعتبر مستقيلا، بالإضافة الى الشق الثاني من الاقتراح وهو اعتبار النصاب القانوني لجلستي انتخاب رئيس الجمهورية الأولى والثانية هو الثلثين، أما نصاب الجلسة الثالثة في حال لم يتم انتخاب الرئيس في الجلستين الأولتين فيكون النصف زائدا واحدا، ويصار الى انتخاب رئيس الجمهورية بالأكثرية المطلقة التي هي النصف زائدا واحدا، وبحثنا أيضا في التطورات في المنطقة وما يمكن أن تؤدي هذه التطورات منها الإيجابي ومنها السلبي الى توفير الظروف الملائمة لانتخاب الرئيس. وبحثنا الجهود المبذولة على صعيد متابعة الحوار في لبنان وعدم انقطاع الحوار بين اللبنانيين بغية المحافظة على جو الحد الأدنى الذي يحفظ الإستقرار في البلد ويجعلنا نراهن على متابعة أعمالنا لنعود ونبني الدولة بكل مؤسساتها بعد الفراغ القاتل على صعيد رئاسة الجمهورية".

سئل: هل أطلعك دولته على أجواء الجلسة التشريعية التي سيدعو إليها؟

أجاب: "تحدثنا لماما في هذا الموضوع. هذا الموضوع مطروح في جلسة الحوار في 20 نيسان الحالي، وسيناقش من المتحاورين. يهمنا طبعا أنه إذا كنا بحاجة الى ضرورة انعقاد مجلس النواب لتسيير أمور البلاد وتفادي الضرر الذي يمكن أن يلحق بلبنان فهذا الموضوع يجب أن نبحثه كمسؤولين. نتمنى أن يجرى بحثه خارج إطار التشنجات والمواقف الثابتة التي تضر. علينا أن نتعامل مع هذا الموضوع من خلال رؤية مصلحة لبنان واللبنانيين، لأنه اذا استمررنا بالتشنجات والمواجهات اعتقد أننا نكون نساهم أكثر وأكثر في تخريب لبنان وإسقاط النظام السياسي في لبنان".

ثم استقبل بري الهيئة الإدارية الجديدة لنادي الغولف برئاسة رئيسها رياض مكاوي وعضوية نائب الرئيس ناظم رمضان وأمين السر رمزي علم الدين وأمين الصندوق كريم سلام وأمين الداعوق والقاضي عوني رمضان.

وكان بري استقبل عضو المجلس الوطني الفلسطيني باسل عقل، ثم الأمين السر السابق للحزب التقدمي الإشتراكي المقدم شريف فياض.

 

فتفت: كفى استهزاء بالعقول فلن يكون هناك دولة وسلاح حزب يفرض رأيه على اللبنانيين

الإثنين 04 نيسان 2016 /وطنية - أشار النائب أحمد فتفت الى "التباين الواضح بين الاطراف السياسية في الوطن من حيث المسؤولية الوطنية، فالبعض يفضل مصلحته الضيقة على المصلحة الوطنية عبر المهاترات وتسعير المواقف السياسية. في حين أن البعض الآخر وبالتحديد الرئيس سعد الحريري يجهد من أجل تحسين العلاقات الديبلوماسية مع كافة الدول"، محذرا "اللبنانيين من المعضلة الكبيرة التي تواجه لبنان من جراء الحديث الذي يتناوله العالم أجمع عن الحل السياسي في سوريا، والتي تستوجب الكثير من الحذر في الداخل اللبناني حتى لا يتأثر به لبنان من مختلف النواحي". وتحدث فتفت عن "البدعة المستحدثة المسماة "الميثاقية المذهبية"، خدمة للأغراض المشبوهة من قبل بعض الاطراف السياسية في الوطن، التي من شأنها هدر دمائنا وخراب الوطن، مشيرا الى "عدم وجود هذه البدعة في الدستور الذي ينص على الميثاقية الطائفية"، ومتسائلا: "عن أي دولة نتكلم عندما يكون سلاح حزب يفرض منطق الدويلة، ضاربا بعرض الحائط جميع المؤسسات الوطنية ومرهبا اللبنانيين، بالاضافة الى أعماله الارهابية في دول الخليج العربي". وشدد على "أهمية الاستحقاق البلدي والاختياري من الناحية الانمائية"، مشيرا الى "سياسة اليد الممدودة لتيار "المستقبل" من الناحية الانمائية كما كانت دائما في الحياة السياسية من منطلق عدم إلغاء التعددية الحزبية والحياة الديمقراطية". كلام فتفت جاء خلال لقاء نظمته منسقية الضنية في "تيار المستقبل" - الضنية، بعنوان "الشؤون السياسية والبلدية" في سير، حضره النائب كاظم الخير، النائب قاسم عبد العزيز، منسق عام التيار في الضنية هيثم الصمد، رئيس اتحاد بلديات الضنية محمد سعدية، مسؤول "الجماعة الاسلامية" في الضنية محمد شندب، إضافة إلى حشد من رؤساء البلديات، والفاعليات، وكوادر التيار في المنطقة.

الصمد

بعد النشيد الوطني، وكلمة ترحيبية من مسؤول شؤون الاعلام في منسقية الضنية في التيار محمد حندوش، ألقى منسق عام التيار في الضنية كلمة أعلن فيها موقف "المستقبل" من الاستحقاق البلدي، من خلال "السعي لتحقيق ورعاية التوافق في القرى والبلدات ما أمكن، باعتبار أن التنافس البلدي والاختياري له طابع عائلي، ويسعى لتحقيق الانماء في القرى والبلدات"، مشددا على "أهمية العمل البلدي، وأن يكون هذا الاستحقاق مناسبة لانتاج كفاءات ترقى بمجتمعاتها، في سبيل النهوض الانمائي والخدماتي بما يعود بالنفع على المواطنين".

فتفت

استهل فتفت كلامه بالقول: "نحن بصدد استحقاق هام هو الانتخابات البلدية والاختيارية، ولكن هواجس الوطن كبيرة جدا في هذه المرحلة التي سئمنا من أن نسميها (تاريخية)، لكون كل المراحل التي نمر بها أصبحت تاريخية لشدة خطورتها، ولجهة تأثيرها على واقعنا وحاضرنا ومستقبلنا ومستقبل أولادنا"، مضيفا: "إن ما يجري في هذه الايام هو هذا التباعد الكبير في المسؤولية بين المسؤولين اللبنانين، فنرى البعض يحمل هم الوطن، ويقترح التسويات الوطنية، وعدم التأثر بالموقع السياسي والتضحية السياسية، ويبادر الى التواصل مع الأطراف السياسية، ويحاول إيجاد الحلول، ويغادر الى الخارج من أجل التواصل مع الديبلوماسية الدولية في كافة الدول، وصولا الى موسكو هذا الاسبوع، هذا مثال يعطيه "تيار المستقبل" عموما والرئيس سعد الحريري خصوصا لما يجب أن يكون عليه المسؤول السياسي. في حين نرى في المقابل بعض المهاترات الصغيرة والتسعيرات السياسية، وبالتحديد تسعير المواقف السياسية من أجل مصلحة خاصة وصغيرة على حساب مصلحة الوطن". وتساءل: "ألم يدرك البعض أننا نعيش مرحلة خطيرة جدا؟. نحن نجحنا حتى الآن في الحفاظ على هذا البلد بالحد الأدنى أمنيا واقتصاديا، رغم كل ما يحصل في دول الجوار، من قتل وتدمير وإرهاب، بدأ مع تدخل خارجي في العراق، وتمدد إيراني في المنطقة، ولم ينته مع إرهاب الأسد وإرهاب "داعش" ضد الشعب السوري "الشهيد" في كل يوم، وهنا لا بد من توجيه الشكر للقوى الأمنية كافة، والى كل من ساندها بكل صدقية وليس من تاجر بها لأسباب شتى". وانتقد فتفت "ممارسات البعض التي تنطلق من مزايدات طائفية ومذهبية وسياسية، ولا تنطلق من المصلحة الوطنية، وتتسبب لنا بمشاكل لا تحصى مع الدول العربية مع العلم أن تلك الدول تعتبر "الرئة الاقتصادية" للبنان ولمئات آلاف من العائلات اللبنانية في الخليج تحديدا، فلم نكتف بالموقف السياسي والشتائم، بل ذهبنا الى حد ممارسة الإرهاب في هذه الدول"، مضيفا: ان "ممارسة رئيس الديبلوماسية اللبنانية (وزير الخارجية) تسهم مباشرة في إساءة هذه العلاقات مع الدول العربية، فهل تساءلوا من أين سيأتون بالبديل؟. فقد سأل الصحافي "علي الأمين" منذ أسابيع: "دلوني على لبناني واحد يعمل أو يعتاش من إيران مباشرة؟". بل هناك مئات الآف وإذا عددناهم بالأفراد ربما وصلنا الى الملايين من اللبنانيين ليس لهم أي مورد سوى ما يأتيهم من عملهم ومن إنتاج آبائهم وأبنائهم في الخليج". وتابع: "للأسف وصلنا بأمراضنا الداخلية الى حد توجيه إهانات الى أكبر مرجعية دولية "أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون"، علما بأننا بأمس الحاجة الى علاقات ديبلوماسية جيدة مع كافة دول العالم، إن كنا نعتاش في دول الخليج وهي دول عربية ولدينا معها علاقات تاريخية فإننا أيضا بحاجة للأمم المتحدة وللعالم الغربي كما للعالم الشرقي، لأننا أمام مرحلة خطيرة وهي إمكانية أن يتحول ما يجري في المنطقة الى مشروع سياسي". وعما يسمى بالحل السياسي في سوريا، قال: "الحل السياسي يريحنا لأنه يوقف القتل وهدر الدماء، ولكن إن لم نكن على مستوى المسؤولية الوطنية بتكاتف وتعاضد كامل، من حكومة ومجلس نيابي ورئيس للجمهورية نفتقده حاليا، قد تأتي الحلول على حسابنا وتجر علينا الكثير من المصائب تحت عنوان الحل السياسي، فإذا ما حصل أي ضرر بالمصلحة الوطنية مستقبلا، فإن من يتحمل المسؤولية هو من يتخبط اليوم بمواقفه السياسية من أجل بعض القيادات المحلية، متناسيا أنه لا يمثل نفسه أو حزبه أو مذهبه أو طائفته في المجلس النيابي، بل يمثل وفق الدستور الشعب اللبناني ومصلحته".

وأضاف: "اننا أمام هذه المعضلة الكبيرة التي تستوجب علينا أن نوجه نداء للجميع، بأن المرحلة الحالية وتحديدا عندما يتحدث العالم عن الحل السياسي في سوريا يوجب منا الكثير من اليقظة والإنتباه الى أوضاعنا الداخلية وملء الفراغ الرئاسي".

واستنكر فتفت "ما وصلت اليه الامور من التهجم على مكاتب الاعلام بحجة كاريكاتور أساء الى معنويات اللبنانيين، بأن "دولة لبنان أكذوبة"، ولكن أين هي الدولة في ظل وجود دويلة أقوى من الدولة، أو بالأحرى دويلة خارجة عن سيطرة الدولة؟، وفي ظل وجود حزب مسلح يفرض كل شروطه على الدولة؟ بدءا من متى نشرع؟، ومتى تؤلف الحكومات؟، وكيف يتم إعداد جدول الأعمال في مجلس الوزراء، وكيف تتخذ القرارات في مجلس الوزراء؟، وما هي القرارات الأمنية والسياسية، اليس هذا ما يفعله "حزب الله"؟. نحن جررنا على أنفسنا هذا الواقع، من غياب رئيس للجمهورية إلى مجلس نيابي معطل".

وعن تشريع الضرورة، قال: "نسمع بدعة أن التشريع وإن كان ضروريا لا يمكن أن يمر في هذه المرحلة، إن البعض يلوم الاطراف المسيحية في لبنان، وهذا ظلم لان من اخترع بدعة استعمال المجلس النيابي للابتزاز السياسي هو "حزب الله" بالذات، عندما فرض إقفال المجلس النيابي في آخر سنة 2006 ولمدة سنة ونصف السنة، فلماذا لم يكن التشريع يومها ضروريا؟"، مضيفا: "حاولوا تعطيل الحكومة، عطلوا الوطن، ضربوا الاقتصاد، واخترعوا بدعة أسموها "الميثاقية المذهبية"، وهي غير موجودة في الدستور الذي يتكلم فقط عن "الميثاقية الطائفية" هذا هو إتفاق الطائف، أما الميثاقية المذهبية التي أوصلتنا اليوم الى القول بأنه يمكن لنائب الواحد إذا أردنا أن نذهب بعيدا بهذا التفسير، فهناك نائب واحد يمثل الاقليات الدينية في لبنان وهو بالمصادفة النائب نبيل دو فريج، فإذا ما قرر بأنه لن يحضر للمجلس النيابي، فهل نعتبر أن الموضوع غير ميثاقي؟. هذه اللعبة الخطيرة التي ابتدعت يومها ما زالت سارية".

وتابع: "يجب أن نتوقف عن هدر الدماء، فنحن لا نهدر دماء بعضنا البعض، بل بكل صراحة نهدر دماءنا، هذه الممارسة هي كما يقال عنها في المثل الشعبي "القطة التي تلحس المبرد وتعتقد أنها تبلع دما"، هذا ما يجري على الساحة حاليا، وإذا إستمرت هذه الممارسات فلا نهاية لها، لأن كل طرف سياسي لديه القدرة بأن يقول في يوم ما بعدم وجود ميثاقية في هذا القرار أو ميثاقية في هذا الاجتماع. والاولوية يجب أن تكون بإعادة عمل المؤسسات فعليا، لنخرج من الحلقة المفرغة، وهذا لن يكن الا بانتخاب رئيس للجمهورية، ورغم كل الصعوبات يجب علينا ان ننتخب رئيسا للجمهورية، ومن يعرقل الانتخابات الرئاسية إنما يعرقل كل شيء في البلد، ومن لا يذهب الى المجلس النيابي عندما يدعى الى انتخاب رئيس فهو معطل ومخرب، وإذا اتهم في بعض الأماكن بأنه إرهابي فهذا ليس بالغريب، لأنه أرهب الشعب كما أرهب الخليج بممارساته".

واعتبر فتفت "ان التعطيل يأتي من فكرة أساسية واحدة، هي وجود طرف سياسي مسلح في لبنان يعتبر أنه يستطيع أن يفرض أي شرط يريده وفي أي وقت يريد، لذلك نؤكد أنه لا خروج من واقعنا الحالي المؤلم إلا اذا أعدنا عمل المؤسسات بدءا من إنتخاب رئيس للجمهورية".

وعن موقف تيار "المستقبل" من الجلسة التشريعية، قال: "نحن في التيار التزمنا بأننا مستعدون للذهاب الى جلسة تشريع نيابية، الا أن مطلبنا الوحيد أن يكون البند الأول في هذه الجلسة هو "قانون الانتخابات "، ويبقى القرار للهيئة العامة، فهناك مطلب لدى الكثيرين في لبنان بتطوير قانون الانتخابات، فلنضعه على جدول الاعمال ولنعطي الصلاحية العائدة وفق الدستور للهيئة العامة في المجلس النيابي للبت في هذا الموضوع، وعندما تتفعل المؤسسات في لبنان نستطيع أن نتحدث عن دولة، ونستطيع أن نرد الاهانات التي وجهت الى لبنان بالقول أنه "كذبة أول نيسان". هذه هي الحقيقة التي لا نريد أن نواجهها".

من جهة أخرى، قال فتفت: "المشكلة الأساسية هي السلاح والدولة، فلن يكون هناك حل في لبنان، ولن يكون هناك دولة في لبنان ولن يكون هناك مؤسسات فاعلة في لبنان طالما هناك حزب مسلح يفرض رأيه على اللبنانيين، فكفى استهزاء بعقول اللبنانيين، إن المشكلة تكمن هنا، وأي حل آخر لا يحاول معالجة هذه المشكلة فهو حل باطل، لانه لن يصل لأي شيء، ولا يتذرع أحد بأنها تسمى مقاومة، أسميناها جميعا مقاومة يوم كانت تجابه إسرائيل، ولكن عندما أصبحت ميليشيا داخلية تقاتل من أجل السلطة في لبنان أصبح اسمها ميليشيا مسلحة، ويوم ذهبت الى سوريا لتمارس الارهاب أصبح إسمها منظمة إرهابية تقتل الشعب السوري، كما تحاول أن تمارس العمليات الارهابية في الدول العربية. هذه حقيقة يجب أن نراها أمام أعيننا، وبشكل واضح، والا فنحن غير صادقين مع أنفسنا".

وتحدث عن الاستحقاق البلدي، فأكد أن "الانتخابات البلدية قائمة، ومن يحاول أن يقول بأن ليس هناك إنتخابات للبلدية هو مخطئ، وقد تم إعلان الموقف الرسمي لتيار "المستقبل" الذي نؤيده بكل قناعة وسرور، ونحن نعتبر أن الانتخابات البلدية وتحديدا في البلدات هي معارك أهلية ومحلية من أجل الانماء المحلي، أي أنها معارك تتلاقى مع مصلحة الناس عندما تكون منتجة، لذلك لن نكون طرفا سياسيا في المعارك البلدية الا إذا ما حاول البعض أن يفرض علينا معارك سياسية، لسنا بوارد لها ولكنها إذا ما تم فرضها علينا سنخوضها بهذا المعنى".

أردف: "في قضاء المنية والضنية نعتبر أن الانتخابات البلدية أهلية وانمائية، وهذا لا يعني أننا نستثني أي دور سياسي لكوادر تيار "المستقبل" في قراهم وبلداتهم، وبالتالي من حقهم أن يمارسوا خياراتهم، ولهم الحق بالترشح وأن يأخذوا الموقف الذي يرونه مناسبا في بلداتهم، ونعلن للجميع صدور تعميم يتضمن منع أي عضو في تيار "المستقبل" أن يتدخل في بلدة غير بلدته، فلسنا طرفا بأي صراع بناء لموقف التيار في الاستحاق البلدي. وقد نختلف بالموقف السياسي مع بعض البلديات، لكن لا يجوز أن نختلف في الانماء حتى لا يدفع المواطن الثمن، لذلك ستكون يد "تيار المستقبل" ممدودة لأي مجلس بلدي ورئيس بلدية ينتخب من قبل أهالي بلدته، أما إذا شاء البعض أن يقاطع، فهذه مسؤوليته الذي يتحمل تبعتها امام الرأي العام الذي سيحاسبه على آدائه وإنجازاته البلدية، لأننا كما سبق وأشرنا أن يدنا ممدودة للتعاون مع الجميع، ونحن ملتزمون بهذه الممارسة كما التزمنا بها في السابق".

وختم فتفت: إن "العمل الإنمائي يجب أن يكون مفصولا عن العمل السياسي في المباشر الذي يمكن للشخص أن يعبر عنه بانفتاح وديمقراطية معهودة في منطقتنا في الانتخابات النيابية التي ستكون قريبة، وإن كان هناك أي تجديد في الحياة السياسية، فهذا يكون صحي جدا كما هي الحال في الانتخابات البلدية".

بعد ذلك، فتح باب النقاش والحوار أمام الحضور.

 

الساحلي: على القضاء أن يكمل تحقيقاته في قضية الإنترنت وان يفصح للرأي العام من المسؤول

الإثنين 04 نيسان 2016 /وطنية - طالب عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نوار الساحلي "القضاء أن يكمل تحقيقاته في قضية الإنترنت غير الشرعي، وألا يسمع للسياسيين وألا تصبح هذه القضية كغيرها من القضايا مرمية في الأدراج". وخلال حفل تأبيني في بلدة عين كفر زبد البقاعية، أضاف الساحلي: "يجب على القضاء أن يفصح للرأي العام من المسؤول عن هذا الملف، ومن الذي يقف وراء هذه الأمور الخطيرة جدا، وكيف ركبت التجهيزات الضخمة وكيف مدت الألياف الضوئية داخل الشاطئ، التي أدت إلى ضرر معنوي ومادي خسر الدولة مئات الملايين من الدولارات، وربما أدى لضرر أمني قد يصل إلى حد تجسس العدو الصهيوني على أعداد كبيرة من اللبنانيين بمن فيهم مسؤولين"، وقال: "سنبقى نطالب لمعرفة من أدخل المعدات إلى لبنان ومن غض الطرف وتجاهل واستعمل قوانين الدولة لتغطية هذه الفضيحة". ورأى "أن على العالم كله محاربة الإرهاب التكفيري وقطع سبل دعمه وإمداده، فقد بات هذا الإرهاب خطرا عالميا يقتل الأبرياء والشيوخ والأطفال والنساء وبلا تمييز بين بلد أو آخر، بما فيها دول العالم الغربي"، مشددا على "أن الفكر التكفيري مصدره الفكر الوهابي، وهو لا يمت للاسلام بأي صلة، فلا قيم إنسانية ولا إخلاقية فيه". وأشاد الساحلي "بجهاد المقاومة ودفاع الجيش اللذين حالا دون دخول المسلحين إلى لبنان"، مشيرا إلى "ان المقاومة تنطلق في عملها من باب الواجب بعيدا عن الحسابات المذهبية أو الطائفية، وهي لا ولم تنتظر ثناء أحد عليها لما تقوم به من حماية لبنان، كل لبنان".

 

الراعي في عيد البشارة: نصلي لتبقى كنيستنا في لبنان وعالم الانتشار بشرى خير وسلام تعمل على شد روابط المحبة والوحدة

الإثنين 04 نيسان 2016 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداسا احتفاليا لمناسبة عيد البشارة والذكرى السنوية الخامسة لتوليه السدة البطريركية في كنيسة القيامة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطارنة بولس الصياح، يوسف بشارة، سمير مظلوم، بولس روحانا، بمشاركة مطارنة الطائفة ولفيف من الكهنة. حضر القداس رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن على رأس وفد من المجلس، النائب السابق انطوان حداد، عضو المجلس التنفيذي للرابطة المارونية السفير شربل اسطفان، رئيس جمعية تجار جونيه وكسروان - الفتوح روجيه كيروز، رئيس كاريتاس الشرق الاوسط وشمال افريقيا المحامي جوزف فرح، رئيس جمعية مار منصور ألبير الزغبي، رئيس حركة الارض طلال الدويهي، رئيس الرابطة المارونية في بلجيكا المهندس مارون كرم، المحامي جوزف ابو شرف، رئيس حزب البيئة العالمية ضومط كامل، مدير العلاقات العامة في جمعية تجار جونيه انطوان سيف، فاعليات سياسية، دينية، عسكرية، نقابية، ديبلوماسية واعلامية وحشد من المؤمنين.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان:"السلام عليك يا ممتلئة نعمة ... لقد قبلت حظوة عند الله" (لو 1: 28 و30)، قال فيها:"بشارة الملاك جبرائيل لمريم هي للكنيسة وللبشرية جمعاء. لأن مريم ستكون أم الإله المتجسد، المسيح التاريخي، الذي كشف لنا كل سر الله الواحد والثالوث، وفي ضوئه سر الانسان ومعنى التاريخ؛ ولأنها ستكون أم أعضاء جسده السري، أم المسيح الكلي الذي هو الكنيسة. ولذا، حياها الملاك بلفظة "السلام" الذي يعني الفرح والتغبيط. أماالحظوة التي نالتها تشمل البشرية بأسرها بشمولية عمل الفداء والخلاص، وببداية عهد مسيحاني جديد لا نهاية له، يبدأ على أرضنا ويكتمل في مجد السماء".

أضاف: "يسعدني أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية التي اعتدنا أن نقيمها في الذكرى السنوية لبداية خدمتي البطريركية، وهي الخامسة اليوم. ونرفعها ذبيحة شكر لله على نعمه، وذبيحة استغفار عن الخطايا والنواقص، وذبيحة استلهام لاكمال خدمتي الراعوية على رأس كنيستنا البطريركية الانطاكية السريانية المارونية. وإني أوجه تحية محبة واخلاص لأبينا صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس ولأخواني السادة المطارنة الأجلاء أعضاء سينودس كنيستنا البطريركية الذين سلموني بثقتهم الغالية رعاية كنيستنا في 25 أذار 2011، ذاكرا معهم إخواننا المثلثي الرحمة المطارنة الذين شاركوا في المجمع الانتخابي وودعناهم بعد ذاك التاريخ. وإني أشكركم جميعا وإخواننا المطارنة الغائبين وأولئك الذين يرعون أبرشياتهم خارج لبنان، سواء في النطاق البطريركي أم في بلدان الانتشار. ولكم ولهم جميعا أقدم اعتذاري عن كل تقصير أو عن أي أمر أساء إلى أحد بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. لكني أجزم بأني لم أقصد يوما أذية أو إساءة لأحد. ففي قلبي محبة واحترام وتقدير لكل واحد منكم ومنهم. وإننا بالثقة المتبادلة والتعاون، نواصل خدمتنا الراعوية المشتركة لخير شعبنا، ووطننا الأم والروحي لبنان، وسائر أوطان أبناء كنيستنا حيثما هم".

وقال: "إننا نكرم اليوم أمنا مريم العذراء في تذكار البشارة لها من الملاك، وقد نقلناالعيد من 25 أذار الماضي، لتزامنه مع الجمعة العظيمة، إلى هذا التاريخ. نكرمهالأنها حظيت بشرف الأمومة للإله وللكنيسة، ولأن بواسطتها تفيض النعمة الإلهية على البشرية جمعاء، بوصفها الشريكة في تجسد ابن الله وعمل الفداء الذي أتمه بموته على الصليب وبقيامته، وفي استحقاق ثماره فينا بفعل الروح القدس. ولذا سماها الملاك جبرائيل "بالممتلئة نعمة"(لو 1: 28). فهي البريئة من دنس الخطيئة الأصلية، بفضل النعمة الإلهية التي ملأتها منذ اللحظة الأولى لتكوينها في حشى أمها. وهي البتول والأم بالقدرة الإلهية، إذ حبلت بكلمة الله بقوة الروح القدس، وظلت عذراء قبل الميلاد وفيه وبعده. وبذلك هي مثال الكنيسة الأم والبتول، وقدوتها في الايمان والرجاء والمحبة؛ ومثال الأمومة والأبوة الروحية للذين يكرسون بتوليتهم لله وللكنيسة سواء في الكهنوت أم بنذر العفة في الحياة الرهبانية في الأديار أو في الحياة المكرسة وسط العالم".

وتابع: "لقد أعلنت في عظة قداس التولية أن طريقي هو إياه الذي سلكه أسلافي البطاركة من القديس يوحنا مارون إلى غبطة أبينا مار نصر الله بطرس. وهو طريق واحد قائم على الأمانة للمسيح وانجيله، وللكنيسة وتعليمها، ولتراثنا الروحي والليتورجي واللاهوتي والتنظيمي الانطاكي السرياني. وهو طريق غايته بناء ملكوت الله في أرض البشر، ولاسيما في لبنان وأرضنا المشرقية، حيث تجلى كل سر الله الواحد والثالوث بشخص يسوع المسيح، الذي أعلن انجيل الخلاص من هذه الأرض، وغرس فيها صليب الفداء، وعليها أرسى أساسات ملكوت الله الذي يبدأ بالكنيسة كزرعه، ويكتمل في مجد السماء. لكنه طريق متنوع في الاوضاع والظروف المحدقة به والمرافقة له، وفيها الصعب والسهل، الحلو والمر، القبول والرفض. ومع ذلك، لا تنكسر أية حلقة من سلسلته الطويلة بفضل رسوخنا جميعا في الايمان ووعد المسيح لسمعان بطرس:"وأبواب الجحيم لن تقوى عليها"(متى 16: 18).

أضاف: "لقد حرص بطاركتنا على حماية الأغليين:الإيمان الكاثوليكي والاستقلالية الذاتية في جبل لبنان تحت كل العهود المتنوعة في صعوباتها ومحنها.الايمان هو بمثابة اللؤلؤة، والاستقلالية الذاتية بمثابة الوعاء الذي تحفظ فيه وتحمى. إنها مسيرة طويلة وصلت مع خادم الله البطريرك الياس الحويك إلى إعلان دولة لبنان الكبير في أول أيلول 1920، واكتملت مع البطريرك أنطون عريضة في سنة 1943 بالاستقلال الناجز وانهاء مرحلة الانتداب الفرنسي. والبطاركة أسلافهما يسهرون على حماية الاثنين: الايمان والوطن الروحي لبنان. إننا في ظروفنا الراهنة بحاجة إلى مزيد من التعاون وبذل الجهود من أجل تعميق الإيمان المسيحي والالتزام بمقتضياته الروحية والأخلاقية عند شعبنا، وحماية الكيان اللبناني بخصوصيته التي تجعل منه نموذجا ورسالة في محيطنا العربي وعلى المستوى الدولي".

وتابع: "اتخذت شعارا لخدمتي البطريركية "شركة ومحبة"، فسعيت بالمحبة إلى شد أواصر الشركة والوحدة مع جميع الأفرقاء السياسيين والمدنيين وجميع الطوائف المسيحية والإسلامية وزرت لهذه الغاية جميع أبرشياتنا في لبنان والشرق الأوسط وبلدان الانتشار. وهو واجب تمليه القوانين الكنيسة على البطريرك ليقوم به كل خمس سنوات".

وقال: "أما البرنامج الراعوي الذي أعلنت اتباعه فهو مواصلة تطبيق نصوص وتوصيات المجمع البطريركي الماروني الذي انعقد ما بين سنة 2003 و2006. وقد توزعت أعماله على ثلاثة ملفات: يتناول الأول هوية الكنيسة المارونية ودعوتها ورسالتها، وعيشها داخل النطاق البطريركي المشرقي وفي بلدان الانتشار؛ ويتناول الثاني التجدد الراعوي والروحي في الهيكليات والاشخاص والمساحات الراعوية؛ ويتناول الثالث الكنيسة المارونية في عالم اليوم، على مستوى التربية والتعليم والثقافة والسياسة والشأن الاجتماعي والاقتصاد والاعلام والارض".

أضاف: "فضلا عما تقوم به الأبرشيات والرهبنات والمؤسسات التابعة لها من نشاطات تطبيقية لنصوص المجمع وتوصياته، فقد أنشأنا أمانة عامة ومكاتب متخصصة وفقا لهذه النصوص في الدائرة البطريركية، ونظمنا الإدارة في الكرسي البطريركي والأبرشية البطريركية بنياباتها الأربع وفي الوكالات البطريركية خارج لبنان والمؤسسات والأوقاف التابعة إداريا للكرسي البطريركي وشؤون الموظفين والنظام المالي. ووضعنا لها جميعا أنظمة داخلية مفصلة. وأسندنا إلى النائب البطريركي العام الاشراف على الأمانة العامة والمكاتب التي، بالاضافة إلى النشاطات المختلفة، أصدرت سنة 2015 أول "دليل للكنيسة المارونية"، وتصدر نشرة فصلية مصورة اسمها "صدى الدائرة". وعينا نائبا بطريركيا للشؤون القانونية والمحاكم، ونائبا بطريركيا للاشراف على القيمومة البطريركية وقطاعاتها، وعلى الشؤون الاقتصادية والقيمين البطريركيين المحليين. كل ذلك من أجل القيام بالموجبات الراعوية والاجتماعية والروحية والكنسية".

وتابع: "فعلنا عمل المؤسسة الاجتماعية المارونية، التي يرأسها نائب بطريركي، بفتح قطاع جديد يعنى بالمشاريع الإنمائية إلى جانب القطاعين الآخرين: السكن والضمان الصحي. كما فعلناأهداف المركز البطريركي للتوثيق والابحاث الذي يرأسه نائب بطريركي آخر. فأصدرنا معه وثيقتين تطبيقيتين للمجمع البطريركي الماروني: الأولى،"المذكرة الوطنية" تطبيقا للنص المجمعي "الكنيسة المارونية والسياسة". والثانية "المذكرة الاقتصادية" تطبيقا للنص المجمعي الآخر "الكنيسة المارونية والاقتصاد". ونتابع مع هذا المركز والهيئات الاقتصادية المدنية في لبنان الشؤون الاقتصادية ومعاناة شعبنا، اهتماما منا بهذا الأمر لتقصير الدولة والحكومات المتعاقبة في الاهتمام بالاقتصاد القوي والمتين الذي يرعى القطاعات الانتاجية. فبعد دراسات معمقة، صدرت توصيات في الملف الصحي الاستشفائي ستعنى البطريركية بمتابعته لدى الجهات المختصة تنفيذا وتشريعا. ونحن اليوم في صدد دراسة الملف الزراعي واصدار توصياته".

أضاف: "أما النص المجمعي "الكنيسة المارونية والشأن الاجتماعي" فنحن في صدد إعداد رسالتنا الراعوية الخامسة بعنوان: "الكنيسة وخدمة المحبة الاجتماعية". وكنا نأمل نشرها اليوم كالعادة. لكن ظروفا عملية قاهرة حالت دون ذلك".

وتابع: "ثم أنشأنا المؤسسة البطريركية العالمية للانماء الشامل التي تعنى بحماية الوجود المسيحي الفاعل في لبنان بإنشاء مشاريع إنمائية وإيجاد فرص عمل والحد من النزوح إلى الساحل والهجرة. كما أعطينا دفعا جديدا للمؤسسة البطريركية للانتشار من خلال زياراتنا الراعوية للخارج. وأولينا اهتماما خاصا باكليريكية غزير البطريركية مع رئيسها والآباء المعاونين والمطران المشرف، فوسعنا أبنيتها وثبتنا قوانينها وجددنا هيكليتها، فيما نشهد ازديادا نوعيا في الدعوات الكهنوتية، كما نشهده أيضا في رهبانياتنا. وهذه نعمة كبيرة من الله. أما اللجنة البطريركية للشؤون الليتورجية فقد جددنا تكوينها ولجانها بالتعاون مع سيادة رئيسها. وتطبيقا للنص المجمعي عن "الليتورجيا"، خصصنا رسالتنا العامة الثالثة لسنة 2014 لموضوع "الليتورجيا المارونية ليتورجية الكنز الحي" بكل مضامينها اللاهوتية والروحية والراعوية وبرموزها ومعانيها. ونجدد اليوم طلب التقيد بتوجيهاتها. وتعمل اللجنة الأسقفية القانونية على انجاز الشرع الخاص بكنيستنا المارونية، انطلاقًا من نصوص المجمع البطريركي وتوصياته، استكمالًا "للشرع الخاص" الذي نشره سلفنا صاحب الغبطة والنيافة سنة 1996، وهو الساري المفعول حاليا".

أضاف: "إننا نقدر كل ما قامت به وما زالت الأبرشيات والرهبانيات والمؤسسات في عملية التجدد والتطبيق لتعاليم المجمع البطريركي الماروني وتوصياته، ولا سيما المجامع التي عقدتها بعض الأبرشيات. ونشكر الله على ما نشهد من حيوية روحية وراعوية وكنسية هي من ثمار المجمع وعمل الروح القدس وصلاة شعبنا. ونثمن عمل "لجنة المجمع البطريركي الماروني" التي تتابع عملية تطبيق التوصيات. أما وقد مضى عشر سنوات على ختام هذا المجمع، فبات من الضرورة أن نعقد خلوة تقييمية لما أُنجز ولتحديد ما يجب انجازه، استكمالا لتطبيق نصوصه وتوصياته كافة. وإننا نضع هذا المشروع في عهدة "لجنة المجمع"، راجين من الجميع موآزرتها في كل ما يلزم". وختم الراعي: "في عيد بشارة أمنا مريم العذراء، نصلي لكي تظل كنيستنا في لبنان وبلدان الشرق الأوسط وعالم الانتشار بشرى خير وسلام، وتعمل على شد روابط المحبة والوحدة بين أبنائها وبناتها، ومع جميع الناس. فنرفع معها نشيد التعظيم لله القدير الواحد والثالوث، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مبعوث أوباما يسبق قاسم سليماني إلى بغداد لإنقاذ التغيير الوزاري وعلاوي يدعو لإبعاد العبادي وطهران تدعم مبادرة للحكيم

بغداد – /05 نيسان/16وكالات: فيما بدأت الخلافات تتصاعد بين الكتل السياسية بشأن التغيير الوزاري في العراق ووصلت إلى مرحلة المطالبة بحكومة من غير رئيس الوزراء حيدر العبادي، سارع الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى إرسال مبعوثه بريت ماكغورك إلى العراق، مستبقاً وصول قائد «فيلق القدس» الإيراني المكلف بالملف العراقي قاسم سليماني. واستهل المبعوث الأميركي زيارته بإجراء محادثات في أربيل مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، الرافض للمشاركة في التشكيلة الحكومية الجديدة، من دون موافقته على الوزراء الكرد الذين سيستلمون حقائب وزارية فيها. وبحث ماكغورك مع بارزاني آخر تطورات الوضع السياسي الحالي في العراق والاجراءات الفورية الواجب اتخاذها لمنع أي فراغ سياسي ينعكس خطره على الاوضاع الامنية، وخاصة الحرب ضد تنظيم «داعش». كما بحث الجانبان العملية العسكرية الجارية لتحرير مدينة الموصل، بحسب بيان صحافي صادر عن رئاسة الاقليم عقب انتهاء المحادثات ليل اول من امس. وأمس، وصل ماكغورك الى بغداد لبحث الازمة الوزارية مع رؤساء الجمهورية فؤاد معصوم والحكومة حيدر العبادي ومجلس النواب سليم الجبوري، فيما ينتظر أن يصل إلى العاصمة العراقية أيضاً قائد «فيلق القدس» الايراني المكلف بالملف العراقي لدى القيادة الايرانية قاسم سليماني. وبحسب مصادر عراقية، فإن محادثات ماكغورك في بغداد، التي ستشمل اجتماعات مع زعماء القوى السياسية، ستتناول إمكانية التوصل الى حلول سياسية، تتجنب أي خطوات للاطاحة بالعبادي، وهو ما يعني دخول واشنطن بشكل صريح على خط الازمة السياسية المتعلقة باختيار مرشحين جدد لتغيير التشكيلة الوزارية، وكذلك ايران من خلال مبعوثها سليماني. في سياق متصل، أكد مجلس النواب، أمس، التزامه بمهلة العشرة ايام المحددة لاتخاذ موقف من التشكيلة الحكومية الجديدة التي قدمها له العبادي الخميس الماضي، على أن يتم اعتماد النزاهة والكفاءة والقدرة على الإدارة في المرشحين. ووزع المجلس اسماء المرشحين للتشكيلة الحكومية على لجانه المتعددة، كل حسب اختصاصه، لدراسة الاسماء المرشحة للوزارات التي تدخل ضمن اختصاصاتها ومواقف هيئة النزاهة العامة والقضاء وهيئة المساءلة والعدالة لاجتثاث «البعث» منها. من جهته، عبر ائتلاف «الوطنية» عقب اجتماع برئاسة رئيسه إياد علاوي، عن امتعاضه من تحول المطالب الشعبية المشروعة الى مطالب تتقاذفها الاطراف السياسية من دون أن يتحقق الإصلاح الذي يصب في خدمة الشعب، مؤكداً ضرورة ألا تقتصر حكومة المستقلين على الوزراء فحسب، وإنما تشمل رئيس مجلس الوزراء ايضاً، بالإضافة الى الدرجات الخاصة والهيئات المستقلة والمديرين العامين والمؤسسات الأمنية وكل التعيينات بالوكالة.

في غضون ذلك، سلم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم رئيس مجلس النواب سليم الجبوري مذكرة مكتوبة تتضمن خريطة طريق من مسارين لتشكيل حكومة التكنوقراط. وتنص مبادرة الحكيم في مسارها الاول على تمثيل المكونات الاساسية المشاركة في حكومة التكنوقراط من خلال منحها حقها بترشيح تكنوقراط إن كان مستقلاً أو سياسياً للمواقع المحددة ضمن مواصفات وشروط يضعها رئيس الوزراء مع صلاحيته بالبت بالمرشحين. وطالبت بتحديد تسعين يومًا لتنفيذ الجزء الاول من خريطة الطريق تبدأ من منتصف الشهر الجاري وتنتهي منتصف يوليو المقبل لتقييم ما تحقق، وتقييم التزام جميع الاطراف بالواجبات الملقاة على عاتقهم، اضافة الى اعتماد برنامج حكومي مركز وواقعي يغطي الفترة المتبقية من مدة تكليف الحكومة محدداً بأسقف زمنية واضحة لكل مهمة فيه. وأشارت مبادرة الحكيم الى انه في حال تعذر المسار الاول، فإنه يتم اعتماد المسار الثاني الذي يقضي بالعمل على تغيير تشكيلة الحكومة والدعوة لحكومة تكنوقراط تشمل رئيس مجلس الوزراء والعمل على حفظ التوازن الوطني في الحكومة المزمع تشكيلها، كما نص الدستور، وتشكيل كتلة عابرة للمكونات تكون داعمة لحكومة التكنوقراط ويحدد ذلك بسقف زمني، مدته ثلاثون يوماً. وعقب لقائه الحكيم أمس، قال السفير الايراني حسن دنائي فر إن المبادرة تمثل طوق نجاة للجميع للخروج من الازمة السياسية، معرباً عن ثقته بقدرة قادة العراق على النهوض بواقع البلاد والمجتمع. -

 

موسكو تدعو إلى إرجاء بحث مصير الأسد وطهران تقر بإرسال قوات خاصة إلى سورية

ضربة موجعة لـ «جبهة النصرة» بمقتل عشرين من قيادييها

مصرع «أبوفراس السوري» العضو البارز في «القاعدة» وكان مقربا من بن لادن

عواصم –/05 نيسان/16 وكالات: اقترحت روسيا، أمس، على لسان نائب وزير خارجيتها سيرغي ريابكوف، إرجاء مسألة مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد، في حين أقرت إيران بإرسال قوات برية خاصة إلى سورية للقتال إلى جانب قوات النظام. وقال ريابكوف في حديث لوكالة «نوفوستي» إن «هناك دولاً ومعارضين سوريين يعتبرون بثبات أنهم على حق، بحيث أنهم غير مستعدين لقبول فكرة بقاء شخصية بشار الأسد في مركز الساحة السياسية السورية لفترة غير محددة»، مضيفاً «دعونا نؤجل بحث هذا الموضوع لكي تحدد الأطراف السورية نفسها متى وعلى أي أساس سيطرح هذا الموضوع من جديد». وأشار إلى أن المطالبة بتنحي الأسد تحد من فرص التوصل الى تسوية سياسية للازمة، مضيفاً إن «الشركاء الغربيين وغيرهم يركزون على شخصية بشار الأسد وشيطنة الحكومة السورية بدرجة كبيرة، مما يسمح للحديث عن عدم تنفيذهم بشكل كامل قرارات مجلس الأمن الدولي الخاصة بسورية». ولفت إلى أن موسكو تتوقع تحقيق تقدم في الجولة المقبلة للمفاوضات السورية المقررة في جنيف الأسبوع المقبل، معرباً عن أمله في أن تتمكن الأطراف من تحديد ما هو المقبول من اقتراحات المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، وما الذي يحتاج للتعديل. من جهته، أكد مندوب روسيا الدائم لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيغوف أن موسكو متمسكة بضرورة الحل السياسي في سورية. وقال في حديث إلى «بي بي سي» أمس إن أهداف روسيا شفافة ومعلنة، وهي «رؤية الحل السياسي في سورية، وهذا ما أيده الرئيس الأسد علناً». من جهة أخرى، أعلنت طهران عن إرسال وحدات خاصة من قواتها البرية إلى سورية، بعد ما كانت قواتها تقتصر على ضباط وجنود «الحرس الثوري». ونقلت وكالة أنباء «تسنيم» الإيرانية، عن مساعد التنسيق في القوة البرية للجيش الإيراني أمير علي آراسته، تأكيده إرسال وحدات من عناصر الكوماندوس والقوات الخاصة في الجيش الإيراني الى سورية. وقال آراسته «أرسلنا اللواء 65 التابع للقوة البرية للجيش الإيراني ووحدات أخرى للعمل الاستشاري في سورية وإنهم حالياً هناك مع قوات أخرى». كما نشر موقع «دفاع برس» التابع للقوات المسلحة الإيرانية، صوراً لوحدة قناصة من ميليشيات «فاطميون» الأفغانية، مضيفاً إن «الحرس الثوري» يقوم بتدريبهم في سورية لتنفيذ عمليات ضد المعارضة. يذكر أن عدداً من الضباط والجنود الإيرانيين قتلوا خلال اليومين الماضيين بمعارك في ريف حلب، بينهم العقيد في «الحرس الثوري» ما شاء الله شمسي، ومحسن الهي وهو من ضباط الحرس بمدينة اسطبهان بمحافظة فارس، بالإضافة الى سعيد مسافر وجمال رضي من منتسبي «الحرس الثوري» بمحافظة غيلان شمال إيران.

في سياق آخر، تلقت «جبهة النصرة» (ذراع تنظيم «القاعدة» في سورية) ضربة موجعة بخسارتها في غارة جوية اول من امس عدداً من قيادييها على رأسهم المتحدث باسمها «أبو فراس السوري». وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن أن المتحدث باسم «النصرة» ونجله وعشرين متطرفاً آخرين قتلوا في غارات جوية استهدفت احداها اجتماعا في قرية كفرجالس بريف ادلب الشمالي، مرجحاً أن تكون طائرات حربية سورية نفذت تلك الغارات. ومن بين القتلى، بحسب عبد الرحمن، سبعة قياديين من «النصرة» بينهم سعودي واردني ومن تنظيم «جند الاقصى» الذي يقاتل الى جانب الجبهة في مناطق عدة من سورية. ومن بين القتلى أيضاً عدد من الاوزبك. وقاتل «ابو فراس السوري» واسمه الحقيقي رضوان النموس ضد السوفيات في افغانستان حيث التقى مؤسس تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن. وعاد الى سورية مع بدء الازمة في العام 2011، بحسب مؤيدين لـ«النصرة» على موقع «تويتر». ويقول الخبير المتابع لشؤون المتطرفين بيتر فان اوستيين ان «ابو فراس السوري عضو قديم في تنظيم القاعدة وكان مقربا من كل من اسامة بن لادن وعبد الله عزام (ابرز قادة الفكر المتطرف العالمي)». ويُعد مقتله «ضربة لجبهة النصرة وإن كان لن يغير كثيرا على الارض»، وفق فان اوستيين. ويأتي مقتل «ابو فراس السوري» بعد ثلاثة ايام على سيطرة «النصرة» على بلدة ستراتيجية في ريف حلب الجنوبي، وبعد مرور اكثر من شهر على اتفاق الهدنة في سورية الذي يستثنيها مع تنظيم «داعش» ومجموعات «ارهابية» اخرى. وقد يكون الهدف من استهداف قياديي «النصرة»، وفق عبد الرحمن، تحذيرها من شن عمليات اضافية. ورغم استثنائها من وقف اطلاق النار، حدّت الجبهة طوال فترة الهدنة من نشاطها العسكري. وقال عبد الرحمن «جبهة النصرة بدت وكأنها مشاركة بالهدنة».

 

السعودية: جرائم الأسد البشعة تفشل الجهود المبذولة لحل الأزمة سياسياً وخادم الحرمين تلقى رسالة من بوتفليقة والتقى وفداً بريطانياً

الرياض – وكالات/05 نيسان/16: أكدت السعودية، أمس، أن الجرائم البشعة التي ارتكبها رئيس النظام السوري بشار الأسد في الغوطة الشرقية لدمشق تفشل الجهود المبذولة «لحل الأزمة سياسياً». ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن وزير الثقافة والإعلام السعودي عادل الطريفي قوله في بيان، بعد الجلسة الأسبوعية للحكومة برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز «إن مجلس الوزراء جدد إدانة المملكة وبشدة للمجزرة البشعة التي ارتكبتها قوات بشار الأسد في منطقة دير العصافير في الغوطة الشرقية لدمشق وما أدت إليه من مقتل العشرات معظمهم من الأطفال والنساء»

وأوضح «أن هذه المجزرة تؤكد استمرار الأسد في جرائمه ضد الشعب السوري وانتهاكه لوقف الأعمال العدائية والإصرار على إفشال كل الجهود الدولية القائمة لحل الأزمة السورية سياسياً» وجدد المجلس «تأكيد المملكة على ضرورة تحمل الدول خصوصاً المتقدمة منها مسؤوليتها الدولية في رفع المعاناة عن الشعب السوري»، مشدداً على مواقف السعودية الثابتة الداعمة لتحقيق الأمن والاستقرار بالعالم. وفي شأن آخر، أشار المجلس إلى إعلان المملكة عن تبرعها بمبلغ 10 ملايين دولار لإنشاء مركز متخصص لمكافحة الإرهاب النووي في مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا والتبرع بمبلغ 500 ألف يورو لمشروع تحديث معامل الوكالة في مدينة سايبرزدورف النمساوية. وأكد أن ذلك يأتي انطلاقاً من دعم المملكة للقرارات الدولية ذات الصلة بالأمن النووي وما توليه من اهتمام خاص بمسألة تطوير البنية التحتية للأمن النووي. وتطرق إلى البيان الختامي الصادر عن الدول المشاركة في قمة الأمن النووي الرابعة التي استضافتها واشنطن خلال الأيام الماضية وما تضمنه من تأكيد على الالتزام بنزع السلاح النووي والحد من انتشاره وتأكيد الاستخدام السلمي للطاقة النووية والالتزام بمنع وصول الأسلحة النووية إلى أيدي المتطرفين وأهمية تبادل المعلومات والتعاون الدولي لمكافحة الإرهاب النووي والإشعاعي. من جهة اخرى، تلقى خادم الحرمين رسالة من الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. ونقل الرسالة لخادم الحرمين الشريفين، وزير الدولة المستشار الخاص للرئيس الجزائري الطيب بلعيز، خلال استقبال الملك له في مكتبه بقصر اليمامة. ونقل بلعيز للملك سلمان بن عبد العزيز، تحيات بوتفليقة، فيما حمله خادم الحرمين تحياته للرئيس الجزائري. وحضر الاستقبال ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء مساعد بن محمد العيبان، ووزير الثقافة والإعلام عادل بن زيد الطريفي، ووزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير، والسفير الجزائري المعين لدى المملكة أحمد عبدالصدوق. إلى ذلك، استعرض خادم الحرمين مع وفد من مجموعة الشرق الأوسط بحزب «المحافظين» البريطاني علاقات الصداقة وأوجه التعاون الثنائي بين البلدين خصوصاً ما يتعلق بالمجال البرلماني. وذكرت وكالة الأنباء السعودية «واس» أن الوفد ترأسه النائب آلن دانكن وضم في عضويته أعضاء حزب «المحافظين» بالبرلمان البريطاني ادوارد جارنير، وادوارد ارجر، وكوسي كوارتنج، وهلن وتلي، ودافد جونس.

 

ضبط أسلحة ايرانية كانت في طريقها لليمن

السياسة/05 نيسان/16/أعلنت البحرية الأميركية، امس، عن ضبط شحنة أسلحة في بحر العرب، يرجح أنها كانت في طريقها إلى اليمن. وذكرت البحرية، في بيان نشرته وكالة “أسوشييتد برس”، أن السفينة “يو إس إس سيروكو” اعترضت في الثامن والعشرين من مارس الماضي شحنة أسلحة مخبأة على متن مركب شراعي صغير. وأشار البيان إلى أن الشحنة تضمنت 1500 بندقية كلاشنيكوف و200 قذيفة “آر بي جي”، وبنادق آلية عيار 21.50. وأطلق سراح بحارة القارب بعد مصادرة الأسلحة.

 

إيران القلقة من التفاهمات تستعد لإرسال قوات برية إلى سوريا

موقع 14 نيسان/16/ كشف نائب قائد القوات البرية في الجيش الإيراني، اللواء على آراستة، اليوم الإثنين 4 نيسان، إنّ طهران سترسل قوات مشاة إيرانية استشارية إلى سوريا، وتأتي الخطوة غداة مقتل عقيد من الحرس الثوري فيها. وأوضح آراستة أنّ القوات ستلتحق بالوحدات الخاصة في سلاح البر الإيراني 'المرابطة” في سوريا، مشيرًا في حديثه لوكالة 'تسنيم” الإيرانية، إلى أنّها ستشارك اللواء 65 الإيراني في سوريا، والذي يقدم الاستشارات هناك وألوية أخرى، على حد وصفه. آراستة لفت إلى أن جميع الوحدات القتالیة التابعة لسلاح البر في الجیش الإیراني، زودت مؤخرًا بطائرات صغیرة من دون طیار، مؤكدًا استخدام الطائرات ضمن الألویة القتالیة والوحدات الاستکشافیة. وتشكّل اللواء 65 'قوات خاصة” التابع للجيش الإيراني عام 1959، وتلقى عناصره أولى تدريباتهم في فرنسا، ويرأس اللواء حاليًا، أمير خسرو خسروي، كما يلقب بـ”لواء القبعات الخضر”. وأعلنت وسائل إعلام إيرانية، اليوم، مقتل ضابط متقاعد بالحرس الثوري من قوات التعبئة في سوريا دون نشر تفاصيل أخرى. وكانت وكالة 'إرنا” الإيرانية الرسمية، أعلنت مساء أمس الأحد، مقتل العقيد في الحرس الثوري، ما شاء الله شمسي، خلال مواجهات مسلحة في سوريا، بينما قال ناشطون إنه قتل في معارك ريف حلب الجنوبي، السبت الماضي. وقتل أربعة ضباط إيرانيين من الحرس الثوري في سوريا، خلال الأيام القليلة الماضية، وبذلك يرتفع عدد القتلى العسكريين الإيرانيين، إلى أكثر من مئتين بين جندي وضابط، بحسب إحصاءات الوكالات الإيرانية. من جهته أكد الخبير الإيراني، والمحلل السياسي المقرب من الحرس الثوري، سيد عماد موسوي، حسبما أورد موقع 'عربي 21” أن إيران ترى الحل في سوريا عسكريا وليس سياسيا، وأنها 'ماضية في تطبيق هذا المفهوم والاعتقاد السياسي الراسخ، ولديها مبررات عديدة لرفضها الحل السياسي وتمسكها بالحل العسكري”. ويرجع خبراء التمسك الإيراني بالحل العسكري في سوريا، إلى التردد العربي بخصوص الأزمة هناك، وأن القرارات العسكرية والسياسية الإيرانية تمرر بأريحية في ظل غياب الدور العربي هناك خاصة، وفي المنطقة عموما.

الاسد في ايران/هذه الخطوة الإيرانية أتت غير متوقعة إذ يرفض المسؤولون الإيرانيون الاعتراف الرسمي بوجودهم العسكري في سوريا، ويطلقون على قتلاهم اسم 'المتطوعين”، فيما يدعون أن ضباط الحرس الثوري -الذين لقوا حتفهم في المعارك السورية- جلهم من المتقاعدين أو عسكريين قدامى أو مستشارين.

والجدير بالذكر أن قوات الحرس الثوري، ومجموعة قاسم سليماني (من أفغانستان وإيران ولبنان)، متواجدون في سوريا منذ سنوات، بشكل علني، ولكن دون اعتراف إيراني 'رسمي”. في سياق آخر أعلن وزير الداخلية السعودي عادل الجبير في مؤتمر عقد أنّ تدخل إيران في المنطقة العربية مخالف للقوانين الدولية، وأنّ على إيران تغيير سلوكها تجاه السعودية من أجل علاقات أفضل.

 

السعودية تحظر طيران الحرس الثوري الداعم للحوثيين والأسد

دبي - مسعود الزاهد/04 نيسان/16/قررت المملكة العربية السعودية حظر أجوائها ومطاراتها على شركة ماهان للطيران المدني، التابعة للحرس الثوري الإيراني، حسب قرار اتخذته الهيئة العامة للطيران المدني في السعودية، اليوم الاثنين، ويقضي بإيقاف التصاريح الممنوحة لشركة طيران ماهان إير الإيرانية بشكل نهائي، ومنع طائراتها من الهبوط في مطارات المملكة أو عبور أجوائها. وذكرت هيئة الطيران المدني في بيانها أنه "من خلال متابعة أداء شركات النقل الجوي الأجنبية العاملة في المملكة تم رصد عدد من التجاوزات النظامية المخالفة للأنظمة والقوانين الوطنية ذات الصلة ببرنامج السلامة للطائرات الدولية المشغلة للمملكة على شركة ماهان إير الإيرانية، مما استدعى إيقاف التصاريح الممنوحة للشركة". وذكرت الهيئة في بيان نشر على موقعها الإلكتروني أن هذا القرار يأتي في إطار حرص الهيئة على سلامة المسافرين والحفاظ على أرواحهم، واستناداً إلى المادة 163 من نظام الطيران المدني بالمملكة العربية السعودية المتعلقة بالجزاءات ضد الشركات المخالفة، والتي تنص على تعليق التصاريح أو التراخيص الصادرة منها لمدة محدودة أو سحبها. وبالإضافة إلى ما جاء في البيان يذكر أن "ماهان إير" تأسست في عام 1992 في محافظة كرمان جنوب إيران كشركة خاصة، إلا أن معظم أسهمها تعود لـ"مؤسسة خيرية" تابعة للحرس الثوري الإيراني تدعى "مولى الموحدين". وكانت وزارة الخزانة الأميركية أعلنت في أكتوبر 2011 أن "ماهان إير" تتعاون مع فيلق القدس الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني، كما أكد مسؤولون أميركيون أن خطوط ماهان نقلت ميليشيات إيرانية وأسلحة لفائدة فيلق القدس إلى كل من العراق وسوريا.

وتفيد الولايات المتحدة أن ماهان إير تحذف عادة السيرة الذاتية لطواقم طائراتها، الذين يأتون من الحرس الثوري الإيراني، بغية الحفاظ على مهمات موكلة إلى الشركة من قبل الحرس الثوري الإيراني، لاسيما أن كافة العتاد والعدة الإيرانية المقدمة إلى نظام بشار الأسد تتنقل بواسطة "ماهان إير".

وبعد انقلاب الحوثيين وسيطرتهم على العاصمة اليمنية صنعاء أبرموا اتفاقا مع خطوط "ماهان إير" والخطوط الجوية اليمنية، وهو ما منح الحرس الثوري الإيراني جسرا جويا بين طهران وصنعاء. واتهم معارضو الحوثي "الحرس الثوري بتزويد الانقلابيين بما كانوا بحاجة إليه تحت ذريعة إيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن." وبعيد انطلاق "عاصفة الحزم" لدعم الشرعية في اليمن حاول "ماهان إير" التوجه إلى العاصمة اليمنية إلا أن طيران الائتلاف بقيادة السعودية أرغمها على العودة. كما قصف الطيران السعودي لاحقا مدرج مطار صنعاء للحيلولة دون هبوط طائرة تابعة لماهان إير أعلنت إيران أنها تحمل مساعدات إنسانية.

وكانت الولايات المتحدة الأميركية فرضت الحظر هي الأخرى على خطوط ماهان إير، بسبب ارتباطها بالحرس الثوري الإيراني، وبالرغم من إبرام الاتفاق النووي مع الغرب وإلغاء معظم العقوبات على طهران فإن الحظر المفروض على شركة ماهان للطيران لا يزال ساري المفعول.

 

السعودية.. تقدم في المفاوضات مع وفد الحوثي بالرياض

دبي - قناة الحدث/04 نيسان/16/أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، اليوم الاثنين، أن المفاوضات مع الوفد الممثل لجماعة الحوثي في الرياض متواصلة. وقال الجبير إن المحادثات تحرز تقدماً. ويأتي ذلك بالتزامن مع تصريحات ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بأن حرب اليمن تقترب من نهايتها. وأكد أن السعودية ترحب بالمفاوضات السياسية المرتقبة بين الأطراف اليمنية في الكويت. وجاءت تصريحات الجبير في مؤتمر صحافي بالرياض مع وزير الخارجية النيوزيلندي. وتناولت المحادثات سبل مواجهة التطرف والإرهاب بين البلدين. إلى ذلك، نفى الجبير وجود ممثلين عن الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح في الرياض. وعن زيارة الملك سلمان لمصر الخميس، قال الجبير إن الدولتين شقيقتان ويربطهما تاريخ عريق، وبينهما ترابط تجاري وسياسي وأمني، مشيراً إلى أن البلدين شريكان في السعي لإحلال الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، واصفاً الزيارة بالتاريخية لجهة توقيع اتفاقيات عديدة في شتى المجالات.

 

الأحمر: أمام اليمنيين الكثير لإنقاذ وطنهم وتجاوز الماضي

العربية.نت/04 نيسان/16/قال نائب الرئيس اليمني الفريق، علي محسن الأحمر، إن أمام اليمنيين الكثير لإنقاذ وطنهم وتجاوز الماضي والانتقال إلى مستقبل يحمي ويحافظ على حقوق كل أبناء اليمن. وأكد محسن في بيان نقلته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" على بناء اليمن الاتحادي وتحقيق شراكة تحقق عدالة يقبلها كل اليمنيين وتتجاوز الكثير من المظالم التي يعاني منها المجتمع اليمني وبالذات القضية الجنوبية التي تعد أهم القضايا ومحط اهتمام مختلف القوى اليمنية. وعبر محسن عن أمله في إنجاز السلام لليمن بأحد الخيارين ولن يحيد اليمنيون عما اتفقوا عليه في مؤتمر الحوار الوطني والمبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن رقم 2216. وأشار إلى أن قادة مجلس التعاون الخليجي أظهروا قدرة غير عادية في التضحية لانتشال اليمن من متاعبه السياسية والأمنية كخطوة أولى لبنائه اقتصادياً في المرحلة القادمة، ولن ينسى اليمنيون الدور الحاسم الذي تبنته وحققته دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة.

 

100 مليار دولار عائدات السعودية المتوقعة من الإصلاحات

لندن – العربية.نت/04 نيسان/16/كشف الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع عن خطة اقتصادية متكاملة في المملكة سوف تؤدي إلى رفع الإيرادات غير النفطية إلى ثلاث أضعاف ما هي عليه الآن، وذلك خلال أقل من أربع سنوات فقط، وهو ما يؤكد عزم المملكة على الاستعداد لعصر "ما بعد النفط" والتقليل من الاعتماد على البترول في الاقتصاد المحلي السعودي. وقال الأمير محمد في مقابلة مع وكالة "بلومبرغ" للأنباء استمرت 5 ساعات وشرح فيها رؤيته الاقتصادية، والعديد من المواقف والآراء السياسية، إن الإيرادات غير النفطية للمملكة سوف ترتفع بواقع 100 مليار دولار إضافية بحلول العام 2020، وذلك بعد تنفيذ خطة الإصلاحات. وأضاف الأمير محمد: "إنها حزمة كبيرة من البرامج التي تهدف لإعادة هيكلة بعض القطاعات المدرة للدخل"، مشيراً إلى أن الإيرادات غير النفطية للسعودية ارتفعت بالفعل خلال العام الماضي بنسبة 35% لتصل إلى 163.5 مليار ريال سعودي (44 مليار دولار)، بحسب بيانات الموازنة. وتقول الوكالة الأميركية إن طموحات وخطط الأمير محمد تمثل "تحولاً كبيراً بالنسبة لبلد مبني اقتصاده على العوائد النفطية الدولارية منذ اكتشاف البترول فيه قبل ثمانية عقود، فيما تلفت "بلومبرغ" الى أن الأمير يهدف بشكل رئيسي إلى التحول في الإدارة عبر "سلسلة إصلاحات" تجنب السعودية مخاطر هبوط أسعار النفط. وبحسب المعلومات التي أخذتها الوكالة من الأمير فإنه لا خطط حتى الآن لفرض ضريبة دخل في السعودية كما هو الحال في مختلف دول العالم، وذلك على الرغم من عزم المملكة رفع إيراداتها غير النفطية بكل هذا الحجم.

الإجراءات السعودية

وبينما لا تعتزم السعودية حتى الآن فرض ضريبة دخل على مواطنيها، فإن الأمير تحدث عن مجموعة من الإجراءات التي يجري دراستها حالياً والتي تتضمن اتخاذ خطوات لإعادة هيكلة المعونات المالية التي تقدمها الحكومة، وكذلك فرض ضريبة مبيعات على بعض السلع مثل الطاقة والمشروبات التي تتضمن نسبا عالية من السكر والسلع الفارهة. وكشف الأمير السعودي أن من بين الخطط لرفع الإيرادات غير النفطية للمملكة والتي يجري دراستها حالياً هو ابتكار نظام شبيه بنظام "البطاقة الخضراء" المعمول به في الولايات المتحدة، على أن هذا النظام يمكن أن يتم تطبيقه على المقيمين دون المواطنين، كونه بطاقة إقامة لا يحملها المواطنون. وشرح الأمير النظام الذي يجري دراسته بالقول إنه نظام سيتيح للشركات وأصحاب الأعمال تشغيل مزيد من العمال الأجانب بما يزيد عن الكوتا المخصصة لهم، نظير دفع رسوم إضافية للحكومة عن كل موظف إضافي فوق الكوتا، مشيراً الى أن هذا النظام في حال تطبيقه فإنه سوف يدر على المملكة نحو 10 مليارات دولار سنوياً. كما تتضمن استراتيجية الأمير بيع حصة في شركة "أرامكو" ليصبح صندوق الاستثمارات السيادية السعودي بعد ذلك هو الأكبر في العالم، على أن هذا سيجعل دخل المملكة من الاستثمارات أكبر من إيراداتها النفطية خلال 20 عاماً فقط من الآن. وبحسب التفاصيل التي أدلى بها الأمير محمد فإن ضريبة القيمة المضافة، أو ضريبة المبيعات المسماة (VAT) سوف تدر على المملكة نحو 10 مليارات دولار سنوياً بحلول العام 2020، بينما سيؤدي إعادة هيكلة بعض القطاعات الى إيرادات تزيد عن 30 مليار دولار سنوياً.

العجز في الموازنة

وقال الأمير محمد إن الاجراءات التي تمكنت الحكومة من اتخاذها العام الماضي نجحت في خفض العجز في الموازنة إلى أقل من 100 مليار دولار بعد أن كان من المفترض أن يصل الى 250 مليار دولار. وأشار الى أن قرار تأخير الدفعات المالية للمتعاقدين العام الماضي كان يهدف الى "محاولة تجنب خطر أكبر" بعد أن اكتشفنا أن الوزراء والمؤسسات الحكومية كانت قد أصدرت مراسيم على مدى السنوات القليلة الماضية سوف تؤدي الى إنفاق أكثر من تريليون دولار أميركي.

 

الطاشناق حول خروقات القوات الاذربيجانية لجمهورية كاراباخ: الاخبار المتداولة في الصحافة تدل على ان هناك تضليلا

الإثنين 04 نيسان 2016 /وطنية - اوضح مكتب الاعلام في حزب الطاشناق، في بيان، ان "الاعتداءات الاخيرة والعمليات العسكرية والخروقات التي سجلت ابتداء من فجر الثاني من نيسان هي خروقات من جانب اذربيجان". واشار الى ان "كاراباخ هي جمهورية مستقلة اعلنت استقلالها العام 1991 بعد وقف اطلاق النار، باستفتاء شعبي حسب المواثيق الدولية في حق الشعوب في تقرير مصيرها. القوات الاذربيجانية وعلى مدى سنوات كانت تخرق وقف اطلاق النار وأستشهد مواطنون ابرياء جراء العمليات العسكرية التي كان اعنفها في الايام الاخيرة". اضاف: "طلب منظمة التعاون الاسلامي قوات ارمينيا بالانسحاب الكامل من اذربيجان هي خطوة غير مقبولة، حيث ان القوات الاذربيجانية هي التي قررت خرق هدنة العام 1994 وقصفت على طول خط التماس في محاولة للتسلل لاراضي كاراباخ. السلطات في ارمينيا وكاراباخ كانت وما زالت تدعو الى المزيد من التفاوض واللجوء الى الخيارات السلمية لايجاد الحلول المناسبة، وبهذا تكون خطوة اذربيجان الجديدة تدل على انها ماضية في اتجاه التصعيد". وختم: "الاخبار والمعلومات المتداولة في الصحافة تدل على ان هناك تضليلا في الوقائع وتزويرا للحقيقة".

 

إتصالات دولية لتغييب الأسد .. وإستبداله وارد

عبدالله الغضوي/عكاظ/04 نيسان/16/كشفت مصادر رفيعة في الهيئة التفاوضية العليا للمعارضة السورية، أن هناك مساع دولية لتغييب بشار الأسد تدريجيا من ساحة الصراع، وذلك من خلال الضغط بقبول الحل السياسي والمرحلة الإنتقالية، الذي أكد المبعوث الأممي للأزمة السورية ستيفان ديميستورا أنها ستكون موضع البحث في الجولة المقبلة في التاسع من نيسانا. وقالت المصادر في تصريح إلى صحيفة 'عكاظ” السعودية، إن اتصالات روسية دولية تسعى للضغط على الأسد ، ولكن هذا الضغط سيكون بالدرجة الأولى من مصلحة الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية وروسيا. ولفتت إلى أن هناك حديثا جديا حول إستبدال الأسد بشخصية من المحيط الأمني، وربما تكون تلك الشخصية علوية بهدف الحفاظ على المؤسسة الأمنية والعسكرية وعدم ترك فراغ سياسي وأمني، إلا أن موقف المعارضة من هذه الإتصالات هو الإصرار على هيئة حكم انتقالية بكافة الصلاحيات، وهو أمر لا يمكن التراجع عنه سواء في جنيف أو أية تسوية قادمة. في غضون ذلك، تجتمع الهيئة التفاوضية العليا في الرياض الخميس القادم، وسط تحسن الظروف الميدانية للمعارضة بعد التقدم في ريف حلب الجنوبي. وبرغم حالات المد والجزر في السيطرة على الأرض قبيل انعقاد المفاوضات إلا أن التطورات الميدانية لم تعد تعكس قوة المعارضة أو النظام على الأرض. وتتجه المعارضة للمشاركة في الجولة الثانية من 'جنيف 3، بعد إتصالات دولية وصفها معارضون بالجيدة أجراها المنسق العام للهيئة الدكتور رياض حجاب مع عدد من الدول الغربية والمعنية بالأزمة السورية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

سمير جعجع: حتى يصبح المسيحيون رقما صعبا

محمد قواص/العرب/05 نيسان/16

بيروت- ربما تفاجأ أركان تحالف 14 آذار من الأنباء التي تحدّثت قبل أشهر (وقبل أن يصبح الأمر علنيا) عن تواصل بين الرئيس سعد الحريري والوزير سليمان فرنجية يمهّد لترشيح الأخير لرئاسة الجمهورية في لبنان. لكن الأكيد أن نفس الأركان صعقوا من قرار الدكتور سمير جعجع ترشيح خصمه الجنرال ميشال عون لنفس المنصب، ذلك أن ما بين الرجلين والتيارين تاريخ دموي دراماتيكي وراهن من الخصومة والتنافس داخل الصفّ المسيحي. شخصيتان عملتا بأناة وصبر على بناء “الصرح المسيحي” الجديد من خلال التوصل إلى “ورقة تفاهم”(أطلق عليها إسم "إعلان النوايا") بين التيار الوطني والقوات اللبنانية: إبراهيم كنعان وملحم رياشي. في ثنايا المداولات ما قد يشي أن مشروع التفاهم/التحالف هو، ربما، وليد إيمانهما الشخصي في إنتاجه، حيث عملا بهمّة على إنضاجه وتسويقه داخل “معسكريهما”. وفي تعبير “الورقة” و”التفاهم” ما يذكّر بتلك التي خرج بها الجنرال ميشال عون والسيّد حسن نصرالله (6 فبراير 2006)، وكأن “تفاهم” هذه الأيام يروم الإنقلاب على “تفاهم” تلك الأيام. لن يبذل الطرفان جهدا كثيرا لتبرير تفاهم اليوم ومدى تناقضه/اتّساقه مع تفاهم الأمس. هكذا هو تعريف السياسة بالنهاية، من حيث أنها إدارة للمنافع والمصالح، وفي اتفاق الطرفين حصاد يُقطف وفق أجندات قد تختلف وتتباين. على أن المشترك في دوائر الطرفين غاية هدفها تعظيم الرقم المسيحي في لبنان ليصبح عصيّا على الاختراق والتلاعب من قبل “الحلفاء” المسلمين قبل الخصوم. في ذلك نزوع نحو إطفاء “الحرتقات” المسيحية المسيحية، وتصديرها، ربما، إلى خارج الفضاء المسيحي. هي ثنائية مسيحية شبيهة بالثنائية الشيعية على ما ينتقدها د. فارس سعيد، المنسق العام لقوى 14 آذار، وهو يعتبر أنها “إنشاء لقبيلة مسيحية مقابل القبيلة المسلمة”، فيما الوزير السابق مروان حمادة، أحد أركان “الحلف السيادي”، يقول لي إنه “لا يتفهم ولا يقبل ترشيح 14 آذار لمرشحين من 8 آذار”. ويغمز وليد جنبلاط من قناة سمير جعجع ويعتبره خارج اصطفاف 14 آذار، ويقول لي “جعجع لا يُصنّف”؛ أما بقية المكوِّنات المسيحية، لا سيما حزب الكتائب، فلا يمكنها أن تنظر بعين ودّية إلى تحالف الكبار الذي قد تتسرّب منه إقصائية كامنة.

ورقة "إعلان النوايا"

يدافع القوّاتيون عن خيارهم بأن عدّة العرس في معراب مرّت بـ”معمودية” النقاط العشر التي نقلت الجنرال وفريقه نحو الضفة السيادية التي ما فتئ الحكيم يدافع عنها ويعتبرها من ثوابت أدائه السياسي؛ وهذه النقاط هي:

1- الإيمان بلبنان وطنا نهائيا حرا وبالعيش المشترك وبالمبادئ التأسيسية التي وردت في مقدمة الدستور.

2- الالتزام بوثيقة الوفاق الوطني التي أقرت في الطائف واحترام أحكام الدستور من دون انتقائية وبعيدا عن الاعتبارات السياسية والتفسيرات الخاطئة.

3- اعتماد المبادئ السيادية في مقاربة المواضيع المرتبطة بالقضايا الإقليمية والدولية.

4- تعزيز مؤسسات الدولة وثقافة الاحتكام إلى القانون وعدم اللجوء إلى السلاح والعنف أيا كانت الهواجس.

5- دعم الجيش معنويا وماديا وتمكينه وسائر القوى الأمنية الشرعية من التعامل مع الحالات الأمنية كافة على كل الأراضي اللبنانية بهدف بسط سلطة الدولة وحدها على كامل الأراضي اللبنانية.

6- ضرورة التزام سياسة خارجية مستقلة بما يضمن مصلحة لبنان ويحترم القانون الدولي وذلك بنسج علاقات تعاون وصداقة مع جميع الدول لا سيما العربية منها، بما يحصن الوضع الداخلي اللبناني سياسياً وأمنياً ويساعد على استقرار الأوضاع. كذلك اعتبار إسرائيل دولة عدوة والتمسك بحق الفلسطينيين بالعودة إلى أرضهم ورفض التوطين واعتماد حل الدولتين ومبادرة بيروت 2002.

7- ضبط الأوضاع على طول الحدود اللبنانية السورية وبالاتجاهين وعدم السماح باستعمال لبنان مقراً أو منطلقاً لتهريب السلاح أو المسلحين.

8- احترام قرارات الشرعية الدولية كافة والالتزام بمواثيق الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.

9- العمل على تنفيذ القرارات التي تم التوافق عليها في طاولة الحوار الوطني.

10- ضرورة إقرار قانون جديد للانتخابات يراعي المناصفة الفعلية وصحة التمثيل بما يحفظ قواعد العيش المشترك ويشكل المدخل الأساسي لإعادة التوازن إلى مؤسسات الدولة.

تستغربُ أوساط “القوات اللبنانية” تلك الريبة من ترشيحها لميشال عون، فيما تمّ هضم ترشيح سعد الحريري لسليمان فرنجية. المرشحان ينتميان نظريا لقوى الثامن من آذار، قد يكون في ذلك “إثم”، لكن القوّاتيين يعتبرون أن في مقارنة الشخصيتين والتجربتين ما يحملُ ماء إلى طاحونة ذلك “التفاهم” القوّاتي العوني. تذكر أوساط مقربة من “الحكيم” أن سليمان فرنجية هو على يمين 8 آذار ومن أركانه الأساسيين ومن قواه الضاربة ومن صلب النظام السياسي الأمني الذي كان يحكم لبنان في لحظة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

تذكّر تلك الأوساط أن “الجنرال” لم يكن موجودا في مظاهرة الثامن من آذار، وكان ما زال في منفاه الفرنسي، فيما فرنجية كان حاضرا بقوة وعزم داخل التشكّل الجديد الذي قام بعد أسابيع فقط على حدث الاغتيال. بمعنى آخر تعتبرُ الأوساط القوّاتية أن فرنجية أصل في ذلك التحالف، فيما عون متحالف من خارج هذا الاصطفاف.

اتفاق معراب

يدافعُ القوّاتيون عن خيارهم بأن عدّة العرس في معراب (حيث تم الاحتفال بالتفاهم والترشح) مرّت بـ”معمودية” النقاط العشر التي نقلت الجنرال وفريقه نحو الضفة السيادية التي ما فتئ “الحكيم” يدافع عنها ويعتبرها من ثوابت أدائه السياسي. وحين تسألهم عن أهمية “الورقة” ومدى إمكانية تحوّل مضمونها إلى حبر على ورق في حال توفّر لعون الولوج لقصر بعبدا، يأتيك ردّ واثق ينهلُ، للمفارقة، من ثقة بتحوّلات كبرى داخل الصف العوني، كما بمحدودية خيارات عون، حتى وهو في بعبدا رئيسا.

لكن مراقبين يرصدون “التفاهم” بدقّة، يعتبرون أن الاتفاق القواتي العوني ليس مقامرة انفعالية وليدة خيارات الرئيس سعد الحريري في زغرتا (مسقط رأس فرنجية)، بل إنها ثمرة حسابات دقيقة وفطنة واستشراف حاذق. يرى العارفون بالجوّ المسيحي أن الكتلة الاجتماعية العونية مرتبطة بزعامة شخص ميشال عون دون غيره، وأن الانتخابات الأخيرة داخل التيار الوطني الحرّ أفرجت عن تصدّعات خبيثة لا تواريها إلا زعامة الجنرال وحضوره، وأن أي غياب للزعيم، لأي سبب من الأسباب، يفتح مجال قطف ثمار تلك الكتلة داخل الحدائق القوّاتية، وأن إعلان التحالف بين التيارين بمباركة الزعيمين يجعل من تماهي القواعد، في موسم الانتخابات البلدية هذه الأيام، يسيرا سلسا يتجاوز بسهولة الذاكرة الدراماتيكية المشتركة. حتى أن أغنية “أوعا خيّك” التي يجري إعدادها وترويجها هذه الأيام تتحدث عن “سمير وبشير وعون”، ستعزز ذاكرة جماعية تغرف من تاريخ مسيحي مشترك في حقبة معينة، تدعم مفهوم “وحدة الحال” عند أنصار التيارين.

في الحسابات أيضا ما رآه واحد من متأملي السياسة في لبنان، من أن “الحكيم” رابح في حال انتخب عون رئيسا، كونه الحليف الأول له داخل الصف المسيحي، وهو رابح أيضا في حال انتخب فرنجية، كونه سيتحوّل إلى معارض قوي للرئيس الجديد من خلال تحالفه مع عون. بيد أن في تلك الحسابات المسيحية المسيحية ما يقلق المتخوفين من عودة الاصطفافات الطائفية بين مسلمين ومسيحيين. فارس سعيد يخبرني أنه “يخشى حربا طائفية باردة يسهلُ تسخينها”، فيما الوزير السابق مروان حمادة يستبعد الاصطفاف الطائفي معوّلا على “لا طائفية سعد الحريري ومذاق التحالف مع المسلمين الذي تمتع به جعجع منذ عام 2005”. هنا لا بد من الإشارة إلى ظاهرة لافتة في تنامي شعبية سمير جعجع لدى السنّة في لبنان الذين اعتبروه حليفا حقيقيا صلبا، وحتى معبّرا عن مواقف قد لا يجدونها أحيانا داخل تيار المستقبل.

بين القوات والمستقبل

تجاوز جمهور “الحريرية” بشكل جذري ذاكرة الحرب الأهلية وأعادوا تأهيل “الحكيم” في أذهانهم، حتى أن بعض المبشّرين بذلك، يتحدثون عن أن الحكيم كان بإمكانه قطف أنصار مسلمين في مناطق إسلامية دون عناء.

قد يكون في الأمر مبالغة وقد لا يكون، ذلك أن خلفية “القوات” تستند على خطاب مسيحي يشتغل على الخصوصية المسيحية، وإن كانت تجربة التحالف مع “المستقبل” أوجدت لدى القواتيين وعيا جماعيا جديدا يتمسك بالشراكة بين المسلمين والمسيحيين.

فرنجية من صلب 8 آذار وعون حليف طارئ عليه، والحريري كان يعرف موقف جعجع برفض ترشيح فرنجية

تحدثني إحدى الشخصيات المقربة من “الحكيم” عن تنامي أعداد المسلمين في صفوف القوات، وحين أسأله عن مدى فلكلورية الأمر مقابل دفاع “القوات” عن حقوق المسيحيين، يجييني “نحن ندافع عن المسيحيين بصفتهم لبنانيين وندافع عن حقوق أي مواطن”. ومع ذلك لا يبدو حتى الآن، في الخطاب القواتي، ما سيتبدل كثيرا من خلال حقن الحزب بجرعات من الأنصار المسلمين. بشأن برودة ما أصابت تحالف “القوات” و”المستقبل”، تؤكد أوساط القوات أن سمير جعجع كان أبلغ سعد الحريري رفض ترشيح سليمان فرنجية، وأن مضيّ الحريري بخياره تداعى ربما على متانة التحالف، وحتى على مبدأ وتعريف التحالف، أي تحالف. ولا شكّ أن المراقب قد لاحظ تدهور علاقات الطرفين لساعات إثر ملاحظة الحريري في خطاب البيال حول المصالحة المسيحية، ما استدعى زيارة للحريري إلى معراب ومسارعة الزعيمين إلى تدارك الأمر.

سيأتي من يقول إن مبادرة الحريري إزاء فرنجية عابرة للطوائف، فيما مبادرة جعجع إزاء عون تقفل الحدود بين الطوائف. يعرب لي الرئيس اللبناني ميشال سليمان عن خشيته من التحالفات الطائفية، فيما تؤكد أوساط القوات الإيمان بالشراكة الكاملة بين المسيحيين والمسلمين، ويسرّ لي مقرّب من زعيم القوات أن “الحكيم” بات مؤمن بأن المسلمين حريصون على لبنان حرص مسيحييه، وأن الحلف مع تيار المستقبل استراتيجي، ذلك أن التيار الأزرق “نقيض داعش والتطرف”. تفخر أوساط القوات أن تفاهمها مع العونية جذب الجنرال نحو “الطائف”، بالتالي نقله نحو خيارات مبدئية ما برحت تدافع عنها في الإيمان بالدولة والقانون والدستور. يريد الحكيم انفتاحا على كل الأطراف في لبنان. أسأل محدثي حتى مع حزب الله؟ نعم حتى مع حزب الله، يجيب، “مستعدون للحوار مع حزب الله، لكن الحزب غير جاهز بعد ومتمسك بدوره العسكري خارج الشرعية”. الحزب “غير جاهز”، فيما للمفارقة، اعتبر السيد حسن نصرالله منذ أسابيع أن الأمور “غير ناضجة” لقيام مثل هذا الحوار مع القوات. الأمر إذا ما زال دونه “جهوزية” و”نضج”. لا يبدو أن علاقات الحكيم مع الرياض تأثّرت بتحالفه الجديد من الجنرال. تعرف القوات أن فيتو سعودي يغلق أبواب بعبدا أمام ميشال عون، ومع ذلك فإن علاقة جعجع بالسعودية ممتازة، على حد تعبير محدثي، “ذلك أن المملكة تحترم خياراتنا”. في ذلك يبدو سمير جعجع رشيقا في حركته الداخلية متمتعا بعمق إقليمي ومظلة ما تؤمنها الرياض. يتحالف جعجع مع عون كي يصبح المسيحيون رقما صعبا لا يمكن تجاوزه. لكن منتقدي الجنرال طالما اعتبروا أن رفعه لواء الدفاع عن حقوق المسيحيين يمر بما يشبه “الذمية السياسية” في العلاقة مع حزب الله، فيما يجوز لجعجع أن يفخر أن دفاعه عن المسيحيين في الماضي وفي الحاضر جاء من موقع الاستقلالية والندية، ذلك أن تحالفه مع تيار المستقبل لم يحيله متظللا بالخيمة الزرقاء، لا بل طالما اشتكت أوساط سعد الحريري من أن جعجع لم يؤمن الغطاء الذي وفّره عون لحليفه (حزب الله). على أن تأملا لحدث التحالف بين جعجع وعون يقود إلى ملاحظة “ضربة معلم” لا تخفي أوساط حزب الله ريبة منها خصوصا وأن موقف الحزب في عدم المضي بترئيس مرشحهم ميشال عون ينفخ رياحا مجانية في طاحونة سيّد معراب.

       

هزيمة حزب الله في ريف حلب.. أو حين تقول روسيا: 'الأمر لي'

علي الأمين/العرب/05 نيسان/16

نحو عشرة آلاف ضحية بين قتيل وجريح ومعوق حصيلة تقريبية لخسائر قتال حزب الله في سوريا. أكثر من أربع سنوات من الاستنزاف والقتال دفاعا عن نظام بشار الأسد. تعددت الأهداف والخلاصة واحدة: إيران وميليشياتها، ومن بينها حزب الله، لا تريد أن تصدق أن مصير الأسد صار على طاولة أيّ حل. فيما شكلت الضربة التي وجهتها قوى المعارضة الإسلامية نهاية الأسبوع الماضي إلى النظام السوري وحليفه الإيراني في ريف حلب الجنوبي، مؤشرا على عجز النظام وحلفائه الإيرانيين عن حماية المساحات التي سيطروا عليها خلال الشهرين الماضيين. العشرات من القتلى سقطوا من بينهم مستشارون إيرانيون وعناصر من الميليشيات العراقية وعناصر من حزب الله. رسالة ريف حلب الجنوبي حملت أكثر من معنى. منها أن النظام السوري وإيران عاجزان عـن التقدم العسكـري أو حتى حماية ما سيطرا عليه من دون غطاء جوي روسي. ولأن الصمت الروسي رافق هذه النكسة السورية - الإيرانية، يمكن القول إن الطرف الروسي غير مستاء ما دامت النتائج تؤول إلى تثبيت مرجعيته، وما دامت هذه النكسة سبيل النظام السوري وإيران للإقرار بأنهما لا يستطيعان الخروج عما يرسم في أروقة الكرملين والبيت الأبيض لمستقبل سوريا.

ولعل قيام جبهة النصرة بهذا الهجوم، المترافق مع صمت روسي وأميركي ولو بحدود الاستنكار اللفظي لهذا الهجوم العسكري، يكشف في الحدّ الأدنى أن المزيد من استنزاف النظام وإيران وميليشياتها لا يشكل انقلابا على مسار التسوية بمرجعية الدولتين الكبريين. لا سيما بعدما أقرّ الجميع بأن فرص انتصار عسكري لأي طرف غير واردة وليست ممكنة. وفي المعلومات أن روسيا، منذ أن أعلنت وقف عملياتها الجوية في سوريا، رفضت بشكل علني إجراء الانتخابات النيابية التي يستعد النظام السوري لإجرائها، معتبرة أن الانتخابات يجب أن تكون حصيلة التسوية السياسية. وقد نقل مساعد وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، قبل أسبوعين رسالة في هذا المضمون لإيران.رسالة أكدت أن تعطيل الانتخابات الرئاسية في لبنان لم يعد مقبولا والمطلوب إجراؤها في سياق تعزيز مسار التسوية في سوريا. الموقف الإيراني، بحسب مصادر متابعة تؤكد أن بوغدانوف خرج من زيارته الإيرانية منزعجا، وهو من أبلغ المسؤولين الإيرانيين أن روسيا وجّهت رسائل إلى كل الدول المعنية بالأزمة السورية أنها تريد أن تلعب دورا في التسوية ولا تريد المضي في المواجهة العسكرية، وأنها تطلب عون الجميع على هذا الصعيد.

في المقابل يخلص حزب الله، بعد كل الشعارات التي اعتمدها إلى طرف محكوم عليه بالهزيمة، سواء كان ذلك عبر استمرار استنزافه معنويا وسياسيا وبشريا وقانونيا، أو عبر أي تسوية سورية صار واضحا أن لا مكان لحزب الله فيها. وحتى إن بقي الأسد، وهو من المستبعدات، فإن من سيبقى هو من ترضى عليه أميركا وروسيا. وفي الحالتين كل ما قيل عن الممانعة والمقاومة والجهاد المقدس أصبح أثرا بعد عين. بل انكشف المشهد على فضيحة سياسية وأخلاقية تتفوق في نتائجها السلبية على كل رصيد المقاومة لحزب الله. حزب الله الذي انكشف على هوية مذهبية أيديولوجية تحكمه العلاقة مع إيران دون سواها.

فمجموعات وأفراد الممانعة، الذين استقدموا إلى سوريا، يقاتلون بعنوان شيعي. وليس من قضية تشدّ أواصرهم غير الانتماء المذهبي. لذا لم تأت المجموعات الشيعية العراقية إلى سوريا لتحرير الجولان من الاحتلال الإسرائيلي مثلا، ولم يأت الأفغان الشيعة أو الباكستانيين في سبيل الذود عن وحدة المسلمين ولا لتحرير بيت المقدس. من دون تكلف وبعيدا عن محاولات تغليف الحرب الجارية بعناوين أخلاقية أو وطنية أو قومية، كل التعبئة الجارية في بيئة الممانعة، بإشراف الحرس الثوري الإيراني، تتم على إيقاع استنفار العصبية المذهبية والتخويف من “استهداف الشيعة”.

وإذا كانت القوى الكبرى، وعلى رأسها الإدارة الأميركية، هي من يريد فرز المجتمعات العربية إلى كيانات مذهبية، كما قال السيد حسن نصرالله يوم الأحد، فإن المشروع السياسي الديني، القائم على الدمج بين الانتماء المذهبي والمشروع السياسي، هو أفضل أدوات تحقيق مشاريع التقسيم على أساس مذهبي في المجتمعات المتعددة والمتنوعة. من هنا بدا أن مشروع المقاومة والعداء للشيطان الأكبر هو عنصر هامشي في لحمة الممانعة وأدواتها، إذا ما استحضرت الأيديولوجيا الدينية المذهبية. فالممانعة، التي بدت في بعض مراحلها كما لو تتجاوز في ترابطها وتماسكها معيار الانتماء الأيديولوجي المذهبي، انكشفت في أول امتحان جدي وافتضح أن العصب المذهبي وأيديولوجيته هما جوهر وجودها. لواء القدس التابع للحرس الثوري الإيراني أسّس أشباهه في المنطقة العربية: تنظيمات إسلامية شيعية نابذة في بنيتها التنظيمية لكل ما هو غير شيعي، بل كل ما عدا الشيعي الذي يؤمن بولاية الفقيه. وهذا بحدّ ذاته أساس تشكيل لأطر تنظيمية عسكرية وسياسية مقتصرة على هوية مذهبية أيديولوجية ترفض أيّ هوية أخرى حتى لو كان صاحبها مسلما أو شيعيا خارج ولاية الفقيه.

بالضرورة هذه التشكيلات لا يمكن أن تكون عنصر توحيد في أيّ مجتمع أو دولة تتشكل في داخلها. هي في بنيتها الأيديـولوجية نابذة للتنوع الإسلامي في داخلها فكيف بالتنوع العربي. وهي تدمج العقيدة المذهبية بالمشروع السياسي، وهي تقوم على عقيدة أن الولي الفقيه الحاكم لإيران له سلطة الأمر والنهي في كل شؤون الحياة والسياسة، بما يجعـل أي سلطـة دستورية للدولة لا معنى لها إذا ما تعارضت مع أمر وليّ الفقيه ونهيه. هذه الجماعات الأيديولوجية المذهبية، التي تشكل أذرع إيران في المنطقة العربية، تدرك أنها تخوض اليوم معركة نفوذ إيران في المنطقة، بعنوان شيعي وبتعبئة مذهبية لا تحتاج لإثبات. ليس من شيء فاعل ومؤثر في الحرب الجاريـة أكثر من التعبئة المذهبية. وما شعارات المقاومة أو قتال أميركا إلا محاولة للتغطية على الفضيحة الأخلاقية التي تبرّرُ تغطية جرائم نظام الأسد. وهذه المجموعات، في بنيتها وطبيعتها الأيديولوجية، عاجزة عن أن تقدم مشروع نهضة، إن وطنية أو على المستوى العربي أو الإسلامي. وهي مشاريع منسجمة، بالكامل مع مشاريع التجزئة في بعديها المذهبي والطائفي. بهذا المعنى فإن تنظيم داعش لن يضعف، وتنظيم القاعدة لن يضمر. ثمة إرادة أميركية قال عنها السيد حسن نصرالله إنها ليست مستعجلة للقضاء على داعش، لكنه تناسى أن سلاح أيديولوجيا ولاية الفقيه المذهبية في العراق وسوريا هو بالضرورة عنصر قوة ودعم بل مبرر وجود للقاعدة وأخواتها.

 

الانتخابات البلدية في لبنان: ألم نتغيّر بعد؟

 فاديا فهد/الحياة/05 نيسان/16

محبِطة هي حركة التحضيرات للانتخابات البلدية التي تشهدها المدن والقرى اللبنانية المختلفة، حيث تُدار المعارك الانتخابية وتطرح الأسماء للترشيح وتشكّل اللوائح بالذهنية القديمة نفسها: القبيلة، والعائلة، والمصالح الضيقة جداً. للمال والسلطة الكلمة الأولى والأخيرة فيها. أما المرأة فهي مجرد أرقام على لوائح الشطب تُحصى وتُحتسب من دون أن تُستشار، أو ترفع صوتاً أو حتى تومئ إيجاباً أو سلباً. وهي لا تترشح إلا نادراً، وفي ظروف تمثّل فيها رجل العائلة كثير الانشغالات، لتتحدث باسمه، وبصوته، وتنقل رغباته وآرائه «السديدة». الذهنية القديمة التي تحكم الانتخابات البلدية المقبلة وتحضيراتها، أجهضت باكراً آمالاً في التغيير أطلقتها قوى المجتمع المدني والحراك الوطني، بعدما أثبتت الطبقة الحاكمة في لبنان، من أعلى الهرم إلى أسفله، فشلها في إدارة البلد وشؤونه، حتى في أبسط الأمور اللوجستية: النفايات وأزمتها المستفحلة منذ أشهر بلا حلول مع كلّ ما رافقها من فيروسات وأمراض وتظاهرات واحتجاجات وصفقات مشبوهة. تضاف إليها أزمة شغور مستديمة في الموقع الرئاسي الأول، وفشل في الاتفاق على مرشح توافقي داخلياً، من دون تدخلات خارجية، وحتى فشل في تأمين النصاب في جلسات مجلس النواب الـ ٣٤ التي عقدت لانتخاب رئيس، والمرشحة كي تكون ١٣٤ في ضوء الانقسامات الراهنة. لقد راهن البعض، وأنا منهم، على أن تُفجّر الأزمات الأخيرة في الشعب اللبناني القلِقِ على صحّته وصحّة أولاده ومستقبله في وطن يحمل مصيره على كفّه، الإرادة والعزيمة على التغيير وخلط الأوراق، في أول استحقاق انتخابي، لإيصال وجوه شابة مثقفة ونزيهة إلى سدّة الحكم، ومحاسبة الطبقة الراهنة بإقصائها عن صناديق الاقتراع. لكن الرهان سقط، مع الأسف، أمام المحادل الحزبية والأمنية والعائلية التي أفرزتها تحالفات قديمة أو مستجدّة. وما أن انطلق العدّ العكسي للانتخابات البلدية، حتى نسي اللبنانيون، بسحر ساحر، كلّ ما عانوه ويعانونه مع أكوام الزبالة وجرذانها وثعابينها، والقمح الفاسد حتى السرطان، وغياب القرار السياسي اللبناني المستقلّ، والتبعية السياسية العمياء... وراحوا يبحثون عن تصويت مربح لمصالحهم وجيوبهم على المدى القريب، متناسين مصالح أولادهم في المستقبل البعيد. لم يتعلّم اللبنانيون بعد أن صندوق الاقتراع، في دول العالم المتحضر، هو لمحاسبة المسؤولين الذين يخشونه ويحسبون له ألف حساب. وليس لتجديد المبايعة والولاء الأعمى والصفقات الانتخابية المشبوهة، تحت الطاولة وفوقها، لمن باعوا الوطن بمن فيه ألف بيعة. يقول الثائر تشي غيفارا: «من أجل بناء مجتمع جديد، لسنا بحاجة إلى دمى تهزّ رأسها موافقة على كلّ شيء. بل بحاجة إلى مناضلين نُشطاء لا يعملون من أجل مصالحهم الشخصية». لم يفت الأوان بعد كي نعيد التفكير في خياراتنا، ونعترض، ونرفض، ونُقصي، ونحاسب، ونبدّل أوراقنا المشفّرة... التغيير الحقيقي المزلزل يبدأ من أسفل الهرم. فهل نستفيق من سباتنا الطوعي؟

 

التغيير الحقيقي في العراق… مهمة مستحيلة

داود البصري/السياسة/05 نيسان/16

تتحدث النخب السياسية العراقية عن تغييرات حقيقية في قمة هرم السلطة والعملية السياسية، وتدق الطبول وتقرع الأجراس وتسمع الجعجعة، ولكن لم يتوفر الطبيخ! وليس ثمة نتائج حقيقية في ضوء التفنن في إعادة تعليب وتغليف الفشل! وهومادرجت عليه النخبة السياسية التعبانة في العراق التي تزحف على بطنها لإدارة الفشل. فوسط حقول الألغام العراقية، ومن عمق حالة الإحتقان الدائم التي تميز الوضع السياسي والعسكري والأمني، وفي خضم حالة التشابك للملفات الإقليمية وتزاحم السيناريوهات المتسارعة، لازالت العملية السياسية الكسيحة تناور في محورها، ولا زال التغيير المنشود بعيد المنال والمآل في بلد ضيع قادته من إمكانياته ومقدراته الشيء الكثير، فبعد إنجلاء غبار التشابك بين التيار الصدري وحكومة العبادي التي يشكل ذلك التيار جزءا مركزيا من تكوينها، وبعد الإنسحاب المسرحي لمقتدى الصدر من خيمة إعتصامه في المنطقة البغدادية الخضراء، أعلن العبادي مشروعاً تغييرياً للحكومة طارحا أسماء ومرشحين لبعض الوزارات من دون المساس بحقيبتي الداخلية والدفاع! وكان التطور الملفت للنظر يتمثل في ترشيح الشريف علي بن الحسين الهاشمي راعي الحركة الملكية الدستورية، والطامح إلى إعادة الحكم الملكي للعراق الذي أسقطته دبابات العسكر في إنقلاب 14 يوليوالدموي العام 1958 لحقيبة وزارة الخارجية خلفا لإبراهيم الجعفري الذي فشل فشلا ذريعا في تسويق العراق خارجيا وأظهر عجزا كارثيا في إدارة شؤون وزارة ستراتيجية لم يستطع أبدا الإرتقاء لمستواها!، ورغم أن الشريف علي المحسوب سياسيا على كتلة دولة القانون المالكية لم يمارس أي نشاط ديبلوماسي أومهني سوى تمثيله للحركة الملكية الدستورية إلا أن إستيزاره للخارجية يبدوالهدف منه واضحاً وهو إدامة صلات التواصل مع المحيط الخليجي والعربي، فللشريف علاقات خاصة ومهمة مع أطراف عربية وخليجية وهوبشخصيته الهادئة قد يصلح جزئيا من الخراب الكبير الذي تسبب به إبراهيم الجعفري المتأزم نفسيا والمتعصب طائفيا، والفاشل في أداء جميع المهام التي كلف بها بدءا من رئاسته الكارثية للحكومة العراقية عامي 2005/2006 وحيث إندلعت الحرب الطائفية ووصولا للخارجية التي حولها لكارثة ديبلوماسية حقيقية، ومن خلال متابعة الخطوات التغييرية للعبادي تتضح محدودية التغيير، وعدم القدرة على تجاوز حالة الفشل والتكسيح الشامل في إدارة الدولة، التحالف الطائفي العراقي يعاني من إنقسامات ذات جذور قديمة بسبب عوامل المنافسة والصراعات بين أطراف التحالف الواحد وخصوصا تيار نوري المالكي الذي يهمه كثيرا إستمرار الفشل السلطوي من أجل تأمين حلم العودة للسيطرة على محاور السلطة، وقد جاءت حركة مقتدى الصدر وتفعيل الإعتصامات الجماهيرية لتياره لتشعل نار الصراع المحتدم وحيث هدد أطراف من التحالف ومنهم قيادة حزب «الدعوة /تنظيم» العراق جماعة الصدر بعواقب وخيمة تصل لدرجة التشابك الدموي وبما يمزق البيت الطائفي ويخلط كل الأوراق، ويؤسس لصراعات داخلية إن بدأت فلن تتوقف بسهولة، ويبدوأن إنسحاب مقتدى الصدر من الإعتصام وتقويض خيمته بطريقة سريعة ومفاجئة قد نزع فتيل إنفجار محتمل كان سيؤدي لنتائج دموية بدلالات واضحة ومؤثرة!

التشكيلة الحكومية الناقصة التي أعلنها العبادي وقدمها للبرلمان لم تضم تغيير وزيري الدفاع والداخلية اللذين أثيرت حول أدائهما علامات إستفهام عديدة!، ويبدوأن الداخلية وهي التي تقودها «حركة بدر» وثيقة الصلة بالنظام الإيراني تشكل حلقة صعبة في مسلسل التغيير لكونها تخضع لمواصفات لابد من أن تشمل جوانب لها علاقة بهوية وآيديولوجية السلطة أي أن التأثير الإيراني والتنسيق مع مؤسسات النظام الإيراني الأمنية والعسكرية لابد أن تكون حاضرة، فقيادة وزارة الداخلية هي نفسها قيادة الحشد الشعبي التي تخوض المعارك ضد تنظيم الدولة وبقية الجماعات المسلحة الأخرى، والسيطرة على وزارة الداخلية لايمكن أن تتم من خلال وزير تكنوقراطي بل من خلال وزير آيديولوجي منتمي وقريب لجماعات الحشد والحرس الثوري أيضا، وكان من أكثر المرشحين كفاءة للوزارة هو الفريق توفيق الياسري الذي ورد إسمه كثيرا في الكواليس من دون التمكن من عبور تحفظات كبرى عليه من أطراف طائفية، فهو كان مرشحاً للداخلية في العام 2005 ، لكنه تعرض للخطف من جماعة عبد العزيز الحكيم «المجلس الأعلى» وقتذاك من أجل منعه من الترشيح، واليوم تبدو مؤشرات الصراع على وزارة الداخلية واضحة وقوية لذلك تم تأجيل حسم مصيرها بذريعة الإنشغال في إدارة المعارك مع تنظيم الدولة! ورغم إنفلات الأوضاع الأمنية وإستمرار مسلسل التفجيرات المتنقلة في بغداد وخارج أسوار المنطقة الخضراء. التغيير في العراق صعب المنال، بل أنه مهمة مستحيلة وسط مسلسل الفضائح والرشاوي المتراكمة التي كانت آخرها فضيحة رشاوى الشركة الإيرانية في موناكو لقيادات كبيرة في وزارة النفط!، وهي القضية التي ستتفاعل حتما خلال الأيام المقبلة، التغيير في العراق مجرد إضاعة وقت لإعادة تسويق الأزمة للأسف فقط لاغير.

 

"وثائق بنما" تكشف تورط 140 زعيماً سياسياً من حول العالم بتهريب أموال

باريس - أ ف ب//05 نيسان/16

كشف تحقيق صحافي ضخم نشر، أمس، وشاركت فيه أكثر من مئة صحيفة حول العالم، استناداً إلى 11.5 مليون وثيقة مسربة حصلت عليها، أن 140 زعيماً سياسياً من حول العالم، بينهم 12 رئيس حكومة حالياً أو سابقاً، هربوا أموالاً من بلدانهم إلى ملاذات ضريبية. وأوضح "الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين"، الذي يتخذ من واشنطن مقراً له، على موقعه الإلكتروني أن الوثائق تحتوي على بيانات تتعلق بعمليات مالية لأكثر من 214 ألف شركة "أوفشور" في أكثر من 200 دولة ومنطقة حول العالم. وجرى تسريب هذه الوثائق جميعها من مكتب المحاماة البنمي "موساك فونسيكا" الذي يعمل في مجال الخدمات القانونية منذ 40 سنة، والذي - وفق هيئة الإذاعة البريطانية - لم يواجه طوال العقود الأربعة أي مشكلة مع القضاء. وأضاف الاتحاد أن هذه الوثائق حصلت عليها أولاً صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية، قبل أن يتولى هو توزيعها على 370 صحافياً من أكثر من 70 بلداً من أجل التحقيق فيها في عمل مضن استمر نحو سنة كاملة. ولم يوضح الاتحاد كيف جرى تهريب الوثائق. ومن بين الشخصيات التي ورد ذكرها في التحقيق، الدائرة المقربة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولاعبا كرة القدم ميشال بلاتيني وليونيل ميسي، إضافة إلى شركات مرتبطة بأفراد من عائلة الرئيس الصيني شي جينبينغ الذي يرفع لواء مكافحة الفساد في بلاده، والرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو. وفي رد فعل على التسريبات، ندد الكرملين اليوم، بتسريب "أوراق بنما" معتبراً أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو المستهدف الرئيس بها. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين إن "بوتين، وروسيا وبلادنا واستقرارنا والانتخابات المقبلة، كلها الهدف الرئيس، وخصوصاً من أجل زعزعة الوضع"، مضيفاً أن "لا شيء جديداً أو ملموساً" حول الرئيس الروسي في التسريبات.

وأطلق على الوثائق المسربة اسم "أوراق بنما"، نسبة إلى شركة المحاماة البنمية التي جرى تسريبها منها. وأعلنت الحكومة البنمية، أمس، أنها "ستتعاون في شكل وثيق" مع القضاء إذا فُتح تحقيق قضائي استناداً إلى الوثائق المسربة. في المقابل، ندد مكتب المحاماة بعملية التسريب التي طاولته، معتبراً إياها "جريمة" و"هجوماً" يستهدف بنما. وقال رئيس المكتب ومؤسسه رامون فونسيكا مورا: "هذه جريمة، هذه جناية"، مؤكداً أن "الخصوصية هي حق أساس من حقوق الإنسان تتآكل أكثر فأكثر في عالمنا اليوم. كل شخص لديه الحق في الخصوصية سواء أكان ملكاً أم متسولاً". وأضاف أن عملية التسريب هي أيضاً "هجوم على بنما لأن بعض الدول لا تروق لها مقدرتنا التنافسية العالية على جذب الشركات"، ونفى "ارتكاب أي مخالفة"، معتبراً أن مؤسسته سقطت ضحية "حملة دولية على الخصوصية". وأكد أنه غير مسؤول عن نشاطات الشركات التي يعمل معها، وقال: "نكرس أنفسنا لإنشاء كيانات قانونية نبيعها لوسطاء مثل البنوك والمحامين... هم لهم زبائنهم الذين لا نعرفهم"، وأضاف أنه جرى إخطار جميع عملاء مؤسسته بهذه "المشكلة". ووفق التحقيق، فإن الأشخاص المرتبطين بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين هرّبوا أموالاً تزيد عن بليوي دولار بمساعدة من مصارف وشركات وهمية. وكتب الاتحاد على موقعه الإلكتروني أن "شركاء لبوتين زورا مدفوعات وغيّروا تواريخ وثائق وحصلوا على نفوذ لدى وسائل إعلام وشركات صناعة سيارات في روسيا". ووفق صحيفة "لا ناسيون" الأرجنتينية التي شاركت في التحقيق، فإن الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري كان عضواً في مجلس إدارة شركة "أوفشور" مسجلة في جزر الباهاماس، لكن الحكومة الأرجنتينية أكدت أمس أن الرئيس "لم يساهم أبداً في رأسمال هذه الشركة"، بل كان "مديراً عابراً" لها. ووفق الاتحاد، فإن "الوثائق تظهر أن المصارف ومكاتب المحاماة وأطراف أخرى تعمل في الملاذات الضريبية غالباً ما تنسى واجبها القانوني بالتحقق من أن عملاءها ليسوا متورطين في أعمال إجرامية".

بدوره قال مدير الاتحاد جيرار ريليه لـ"هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي) إن "هذه التسريبات ستكون على الأرجح أكبر ضربة سددت على الإطلاق إلى الملاذات الضريبية، وذلك بسبب النطاق الواسع للوثائق" التي سُرِّبت. أما غابرييل زوكمان، أستاذ الاقتصاد في جامعة كاليفورنيا في بيركلي، فقال وفق ما نقل عنه الاتحاد إن "هذه التسريبات تظهر إلى أي مدى هناك ممارسات ضارة وإجرامية متجذرة في مراكز الأوفشور".

ولا تنحصر الأسماء الواردة في التسريبات بعالم السياسة، بل تتخطاه إلى عالم الرياضة وتحديداً الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الذي لم يستفق بعد من الفضائح المتتالية التي هزت أعلى هرمه في الأشهر الأخيرة. وفي هذا الإطار، فإن أربعة من الأعضاء الـ16 في الهيئة التنفيذية للفيفا استخدموا، وفق الوثائق المسربة، شركات "أوفشور" أسسها مكتب موساك فونسيكا. ووردت في هذه الوثائق أيضاً أسماء حوالى 20 لاعب كرة قدم من الصف الأول، بينهم خصوصاً لاعبون في فرق برشلونة وريال مدريد ومانشستر يونايتد، وفي مقدم هؤلاء ليونيل ميسي. ووفق "الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين"، فان النجم الأرجنيتي الحائز مرات عدة "كرة الفيفا الذهبية" هو شريك مع والده في ملكية شركة مقرها في بنما. وورد اسم النجم ووالده للمرة الأولى في وثائق مكتب المحاماة في 13 حزيران (يونيو) 2013، أي غداة توجيه الاتهام إليهما بالتهرب الضريبي في إسبانيا.ومن نجوم عالم الكرة الواردة أسماؤهم في الوثائق، برز أيضاً اسم ميشال بلاتيني الذي استعان بخدمات مكتب المحاماة في 2007، العام الذي تولى فيه رئاسة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، لتأسيس شركة في بنما. وتعليقاً على هذه المعلومات، أصدر بلاتيني بياناً قال فيه إن المرجع في هذه القضية هو "إدارة الضرائب في سويسرا، بلد إقامته الضريبية منذ 2007".ولا تنحصر أسماء الرياضيين الواردة في الوثائق على عالم كرة القدم، بل تتعداه إلى رياضات أخرى، مثل الهوكي والغولف، وفق الاتحاد. وتشمل الوثائق معاملات جرت على مدى أكثر من أربعة عقود (1977-2005) لشركات تولى تسجيلها مكتب المحاماة البنمي، ومن بينها معاملات أجراها يان دونالد كاميرون، والد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الذي توفي في 2010، وأخرى أجراها موظفون مقربون من الرئيس الفينزويلي الراحل هوغو تشافيز. وتعيد هذه التسريبات إلى الأذهان الوثائق السرية التي نشرها موقع "ويكيليكس" الذي أسسه جوليان أسانج في 2006، كما تذكر بالوثائق السرية التي سربها المحلل السابق في وكالة الأمن القومي الأميركية إدوارد سنودن، والتي كشفت نطاق عمليات التجسس التي تقوم بها الوكالة. وقال سنودن: "شهدنا اليوم أكبر عملية تسريب في عالم الصحافة وهي تتعلق بالفساد". وسارعت هيئة الضرائب الأسترالية، اليوم، إلى الإعلان عن تحري أمر أكثر من 800 من العملاء الأثرياء لمؤسسة قانونية للتحقق من وجود حالات تهرب ضريبي محتملة.

وتغطي "وثائق بنما" المسربة فترة تتجاوز 40 سنة، من 1977 وحتى كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وتكشف أن بعض الشركات التي توجد مقارها الرسمية في ملاذات ضريبية تستغل، فيما يشتبه بأنها عمليات غسل أموال وصفقات سلاح ومخدرات إلى جانب التهرب من الضرائب.

وقالت الهيئة "حددنا هويات أكثر من 800 من الأفراد من دافعي الضرائب وربطنا الآن بين أكثر من 120 منهم وبين مقدم خدمات شريك موجود في هونغ كونغ". ولم تذكر هيئة الضرائب الأسترالية اسم الشركة الموجودة في هونغ كونغ. ويشمل التحقيق بعض دافعي الضرائب الذين جرى التحقيق معهم سابقاً، إلى جانب آخرين تقدموا لهيئة الضرائب بموجب مبادرتها للكشف عن الدخل خارج البلاد. وسمحت المبادرة الطوعية للكشف عن الدخل والتي انتهت في أواخر عام 2014 بالتقدم للهيئة وتفادي العقوبات القاسية والاتهامات الجنائية. لكن هيئة الضرائب قالت إن الأفراد الذين يخضعون للتحقيق بينهم أيضاً "عدد كبير من دافعي الضرائب الذين لم يتقدموا من قبل".

 

ماذا فعلتَ في سورية ؟

 غسان شربل/الحياة/05 نيسان/16

أنت المسلح الغريب الذي وفدتَ إلى سورية. بمبادرة شخصية أو حزبية. بتسهيل أو تشجيع أو دعوة. وتذرّعت بالجهاد ضد الكفار، أو إنقاذ الممانعة والحرب على التكفيريين. أقول الغريب وأقصد ما أقول. هذه ليست بلادك. وعظام أجدادك لا تنام فيها. وهي أصلاً ليست مشاعاً للعابرين، ولا للمقاتلين الجوّالين. سورية ليست خطأً جغرافياً، وجذورها ضاربة في التاريخ، وملكيتها ليست غامضة أو ملتبسة. إنها للسوريين. مهما اقتتلوا ومهما تذابحوا. وقدرها أن ترجع ذات يوم إلى ملاّكها الأصليين. ولا بد للغريب أن يغادرها، مهما طالت إقامته، ومهما تعاظمت ارتكاباته. هذه ليست بلادك. مهما أوردتَ من الذرائع. لا يحق لك ان تمسك بعنقها ومصيرها. وأن ترسم ملامح مستقبلها. لا يخدعنك أنها مستباحة اليوم. وتبدو يتيمة، مكسورة ومستضعفة. لا تتذرّع ببراميل النظام لتبرير إقامتك. ولا تتوهّم القدرة على البقاء بسبب أهوال التكفيريين. ذات يوم ستجمع أوهامك وتغادر. انتَ المسلح الغريب. سواء جئت من الشيشان، أو داغستان، أو أفغانستان. سواء جئت من المغرب العربي أم من الخليج، وسواء جئت من إيران أو العراق أو لبنان. لا يتّسع هذا المكان لسرد كل الهويات واللغات واللهجات التي تطفو اليوم فوق بحيرة الدم السورية. ستأتي ساعة يجلس السوريون فيها مُنهَكين حول طاولة. لا تستطيع المناطق والطوائف احتمال هذا النزف الى الأبد. وقرار الطلاق النهائي أكبر من قدرة المحاربين وأخطر. سيرمّمون الخيمة ولو في صورة دولة مركزية ضعيفة وسيخفون الأقاليم تحت تسمية اللامركزية. وفور اتفاقهم سيكون على الميليشيات الوافدة أن تغادر. وسيُكتب الكثير عن موسم الفتك الكبير. ولا تستغربنّ ان يسألك سوري ذات يوم عما فعلتَ في سورية. وأن يقول لك مَنْ أعطاك الحق في قتل السوريين؟ مَنْ أجاز لك قتل سوري لأنه معارض؟ ومن أباح لكَ قتل سوري لأنه موالٍ؟ وكم سورياً قتلت؟

النكبة السورية.

إياك عزيزي القارئ ان تتهمني بالمبالغة. مسلح غريب يصطاد في حقل الرماية السوري. وسوري هائم يسقط من قارب الموت لتلتهمه أسماك البحر، بعدما حاول النجاة من أسماك البر.

النكبة السورية.

أنجَبَت المذبحة 300 ألف قتيل على الأقل، وملايين اللاجئين والنازحين. والتقديرات الروسية تقول إن كلفة الإعمار وإصلاح الأضرار تفوق 300 بليون دولار. تذكرتُ البارحة ما شاهدته في فيلم في مقر للبيشمركة على خط المواجهة مع «داعش» في شمال العراق. كانت حصيلة المعركة كومة من الجثث. راح الضابط الكردي يشرح. هذه جثة مقاتل آسيوي، والثانية لأفريقي، وهذا يبدو من منطقة المغرب العربي، وهذا من الخليج. وهذه الجثة صينية الملامح. حجم الاستباحة التي تعرّض لها العراق أصابني بالذعر، لكن الاستباحة في سورية أكبر وأفظع. أكتبُ عن المقاتلين الأجانب في سورية لأنني لاحظتُ شبه غياب لهذا الموضوع في ما يُكتب عن تلك البلاد المنكوبة. عشرات آلاف المقاتلين. ثمة مَنْ يقدّرهم بـ60 ألفاً. وعشرات التنظيمات. يقاتلون سوريين ولا يرفّ لهم جفن. ويتقاتلون أحياناً على الملعب السوري ولا يرفّ لهم جفن. مخيفٌ أن نستخدم صفة الملعب المستباح لبلاد كانت قبل حفنة سنوات لاعباً لا يمكن إنكار دوره مهما اختلفتَ معه.

لن يرجع المسلح الغريب الذي يقاتل النظام، بالانتصار الذي كان يتوهّم. ولن يرجع المسلح الغريب الذي يقاتل المعارضات بالنصر الذي كان يشتهي. وسواء كنا في الطريق الى سورية الروسية أم غيرها فإن الحل سيشبه توزيع السم على المتحاربين السوريين، وإن اختلفت المقادير.لا مكان للمسلّحين الوافدين بعد الحل. وثيقة دي ميستورا واضحة: «لن يُسمح بأي تدخُّل من جانب مقاتلين أجانب على الأراضي السورية». لن يحمي هؤلاء أنهم اصطحبوا معهم أحياناً عائلاتهم، أو تزوجوا سوريات، أو اشتروا عقارات، أو حاولوا الذوبان في المجتمع المحلي. لكن الأكيد هو ان إخراج المسلحين الوافدين لن يكون سهلاً، وقد يستلزم حروباً ومطاردات طويلة. لا أقصد القول إن المسلحين الوافدين هم مَنْ صنعوا النكبة. لا تُنكب الأوطان إلا على يد أبنائها أولاً. واضح أن بعض الميليشيات أدمت النظام وبرّرت استعانته بميليشيات وكأنها سقطت في لعبته. وميليشيات أخرى أدمت المعارضة وغيّرت طبيعة النزاع وعمّقت هويته الإقليمية والمذهبية.

لا بد لهذه المذبحة من خاتمة، ولا بد لرحلة الأهوال من نهاية. غداً ستغادر أيها المسلّح الغريب وستطاردك الأسئلة. ماذا فعلتَ في سورية؟ وماذا فعلتَ بسورية؟ وكم سورياً قتلت؟

 

لا حكومة تكنوقراط ولا «ثورة» الصدر تنقذان العراق

 جورج سمعان/الحياة/05 نيسان/16

التشكيلة الحكومية الجديدة لحيدر العبادي ليست خشبة الخلاص للعراق. لن يكون نصيبها في مجلس النواب أفضل من الإصلاحات التي قدمها رئيس الحكومة في السابق إلى البرلمان. ولن يكون نصيبها أفضل من نتائج سعيه إلى التحول في السياسة الخارجية والقطع مع نهج سلفه نوري المالكي. فلا الدعم الكبير الذي تلقاه من المرجعية الدينية في النجف سمح له باختراق جبهة القوى والكتل السياسية. ولا اعتماده على الرافعة الشعبية في الشارع مكّنته من مواجهة الميليشيات التي أثبتت أنها أمضى سلاحاً وأكثر فاعلية من قوات الدولة وأجهزتها. وقد لا يكون التأييد الذي يحظى به من التيار الصدري أكثر من جرعة مسكنة للشارع. فقد نجح السيد مقتدى الصدر في حمل راية المتظاهرين. كاد أن يختصرهم جميعاً برفع مطالبهم في الإصلاح وتوفير الخدمات وقطع دابر الفساد وإنهاء نظام المحاصصة. لكن هؤلاء، أو جلهم يعرف أن الصدر كان جزءاً من الحكومة. وأن وزراءه لم يكونوا أفضل أداء من زملائهم. ويعرف أنه جزء من التحالف الذي يهيمن على الحياة السياسية والإدارة التي تعج بالموظفين الذين يناهزون ربع عدد سكان البلاد. وكثيرون منهم ليسوا أفضل حالاً من أولئك الجنود «الفضائيين» الذين كشفتهم مأساة سقوط الموصل بيد «دولة أبي بكر البغدادي». ويعرف المتظاهرون أيضاً أن العلة في القــوى والأحزاب الدينـــية التي تحكم الطـوق على الأعناق. فهل يكون الخلاص بــيد زعـيم ديني، أم أن حمله الراية يبقــــيها في أيدي هذه القوى؟

لا شك في أن لمقتدى الصدر حسابات خاصة. لم يخف مواقفه المناهضة لنوري المالكي، على رغم ما خلفت له من توتر في العلاقة مع إيران. وهو سعى ويسعى إلى ضرب نفوذه داخل «التحالف الوطني» الشيعي. وطالب ويطالب بمحاكمته بتهم الفساد. ولكن قد تكون ثمة مبالغة في اعتبار طهران متضررة من حراكه وحمله راية المتظاهرين الذين انطلقت غضبتهم الصيف الماضي من محافظات الجنوب. ولم تخل شعاراتهم من الدعوة إلى رفع يد الجمهورية الإسلامية عن حكومة بغداد. وهو ما شجع المرجعية على تأييدهم وحض حكومة العبادي على استجابة مطالبهم والتحرك «استناداً إلى التفويض الشعبي» من أجل تحقيق الإصلاح المنشود، بدل التمسك بنصوص الدستور الذي تتمسك به القوى المتنفذة والمستفيدة، ولا ترغب في تعديله أو تغييره لإنقاذ البلاد من الانهيار. والمعروف أن الصراع بين القوى الشيعية لا يقتصر على الزعامة السياسية، بل يتجاوزها إلى الخلاف الخفي بين مرجعيتي النجف وقم. وكان المرجع الأعلى علي السيستاني صرح قبل نحو سنة بأن «العراقيين يعتزون بوطنيتهم وهويتهم واستقلالهم وسيادتهم»، في إشارة إلى تدخل طهران. ورحب بأي «مساعدة تقدم إلينا اليوم من الأصدقاء في حربنا ضد الإرهاب ونشكرهم عليها (...) والمساعدة من الأصدقاء والشكر لهم لا يعنيان في حال من الأحوال أننا يمكن أن نغض الطرف عن هويتنا واستقلالنا، ولا يمكن أن نكون جزءاً من أي تصورات خاطئة في أذهان بعض المسؤولين هنا أو هناك».

وكانت «عودة» الولايات المتحدة إلى العراق فاقمت الصراع بين القوى السياسية. فقد سعت إلى «محاصصة» مع إيران، ورافعتها الحرب على «داعش» وما تفرضه من إعادة تصويب للحياة السياسية ووجوب إشراك القوى السنية التي همشتها حكومة المالكي ودفعتها إلى التلكؤ في مواجهة «دولة البغدادي». لذلك قد تكون ثمة مبالغة في وضع حراك الصدر في خانة إضعاف النفوذ الإيراني الذي وفر له الإقامة في قم عندما دعت القوات الأميركية إلى تقديمه إلى القضاء بتهمة التورط في قتل السيد مجيد الخوئي. وهو لا يزال يرفع الصوت ضد كل وجود أميركي في العراق. ولا يضير طهران أن يحمل راية المتظاهرين الذين لا قيادة جماعية لهم لكنهم استطاعوا أن يشكلوا حالة لم يعد متاحاً قمعها كما فعل زعيم «دولة القانون» مطلع العام 2011 إثر هبوب عواصف «الربيع العربي». بل من مصلحتها أن تظل الراية معقودة لرموز القوى الشيعية، ما دام أن رهانها على المالكي بات مستحيلاً تجديده. وهناك في صفوف القوى العلمانية التي استطاعت أن تجيش الشارع وتؤلبه على السياسيين من يعتقد بأن الصدر كان أفضل من يحمل راية الغاضبين، نظراً إلى تركيبة تياره المعروفة بتعدد مشاربها. لذلك تراهن هذه القوى على أن الشارع الذي سيراقب موقف مجلس النواب من التشكيلة الجديدة سيعاود تحركه حتى فرض التغيير المطلوب والذي يحتاج إلى «ثورة حقيقية».

لعل العبادي يريد أن يقلد تجربة لبنان مطلع السبعينات. يومها رغب الرئيس سليمان فرنجية في أن يشكل الرئيس صائب سلام «حكومة شباب» من التكنوقراط. لكن تلك التجربة لم تعمر. ولم يشهد لبنان الإصلاح المنشود إلى اليوم. ولم تساعد ذلك العهد في تحاشي السقوط في الحرب الأهلية المستمرة تداعياتها. ولم تقض على «الدولة الفلسطينية» التي أقامتها منظمة التحرير داخل الدولة إلا بعد خراب البلاد وما شهدت من مذابح وتدمير وغزو إسرائيلي. مشكلة العراق، كما كانت مشكلة لبنان، هي في الحاجة إلى إصلاح سياسي جذري يخرج الدولة من نظام المحاصصة. فكيف يمكن أن يعول العبادي على برلمان تتقاسمه القوى الطائفية عماد هذا النظام وراعيته؟ عليه ألا يتوقع مساندة، بل معاندة من هذه القوى ما دام أنه يحيل كل إصلاحاته وإجراءاته على موافقة كتلها المهيمنة في مجلس النواب! لا ينفعه أن يكرر تجربة سلفه في تعيينات بالوكالة وتغييرات موقتة في مصالح الدولة وإداراتها ومؤسساتها ومرافقها. ولن يفيده إلقاء المسؤولية على عاتق الكتل البرلمانية التي يمكنها ببساطة أن تعرقل أي خطوة إصلاحية، أو أي إجراءات لتفعيل عمل الوزارات ما دامت تحشر مناصريها ومحازبيها في كل الإدارات والمؤسسات. وما دامت تتمتع بقوة على الأرض لا يملك رئيس الوزراء ما يمكنه من مواجهتها. وما دامت تضع عنوان مواجهة الإرهاب أولوية. مع أنها تدرك أن تنفيذ برنامج الإصلاح الذي نصت عليه وثيقة التوافق السياسي يوم تولى العبادي رئاسة الحكومة هو نصف الطريق نحو هزيمة الإرهاب و«دولة الخلافة».

يمكن العبادي أن يستعيد المبادرة، ويرفع التحدي في مواجهة الكتل النيابية. يمكنه الإفادة من الصراع داخل البيت الشيعي. ليس لإضعاف هذا التحالف فهو جزء رئيسي منه، وهو ممثله على رأس الحكومة. وليس بوسعه أو بحسابه ضربه. يمكنه الاعتماد على «ثورة» التيار الصدري، أياً كانت أهداف الصدر وحساباته، وذلك للحد من غلواء المالكي غريمه وزميله في حزب الدعوة. وللحد من تغول قوات «الحشد الشعبي» وسطوتها. ويمكنه التعويل على تأييد الولايات المتحدة التي عادت تحت راية التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، لأداء دور مواز يمكن في النهاية أن يخفف من قبضة إيران وميليشياتها، وإن لم يرفعها كلياً. وفي هذا ما يتيح له خيار الانفتاح على المحيط العربي. فإذا كانت إيران تعلن استعدادها للحوار مع هذا المحيط المجاور فإن العراق أولى بالانفتاح على أشقائه العرب. ويوفر له ذلك نوعاً من التوازن. وربما كانت الفرصة سانحة فيما الجمهورية الإسلامية هي الأخرى تخوض حراكاً بين تياراتها المختلفة من أجل اعتماد سياسات جديدة بعد الاتفاق النووي مع الدول الكبرى وعودة دورها إلى المجتمع الدولي سياسياً واقتصادياً. لا يحتاج العراق إلى حكومة جديدة أياً كان وصفها إذا كان على العبادي أن ينتظر توافق الكتل السياسية. أو إذا كان عليه أن يلقي عليهم مسؤولية عرقلة الإصلاحات. لقد ضيع ما يقرب من السنتين في التردد والخوف من المواجهة. ضيع تأييد المرجعية الذي لم يحظ أحد بمثله من قبل. وما لم يقدم على إصلاحات حقيقية لقطع دابر الفساد وإصلاح الإدارة والقضاء. وما لم يجازف بدفع البرلمان إلى مواجهة الغاضبين في الشارع أو في أوساط القوى التي يطحنها نظام المحاصصة فإن العراق سيغرق في مزيد من الفوضى والانهيار الاقتصادي. إن أولى خطوات ضرب الإرهاب تبدأ بضرب مراكز القوة التي تستولي على الدولة ومؤسساتها وتصادر الحياة السياسية... فهل يقدم رئيس الوزراء؟

 

اليمن بعد عام: انتصار أم هزيمة؟

عبد الرحمن الراشد/ الشرق الأوسط/05 نيسان/16

مرت سنة على الحرب التي تقودها السعودية مع التحالف العربي هناك منذ إسقاط الحكومة الشرعية! والسؤال يفرض نفسه، ما النتيجة؟ هل نقول إن صنعاء لم تحرر، وإنه لم يُقضَ على قوات العدو؟ أم نقول إنه تم إسقاط حكم الانقلاب، وإفشال مشروع إيران في خلق دولة جنوب المملكة العربية السعودية تهدد الخليج كله وتغير معادلة التوازن الإقليمي؟ لنقارن حرب اليمن بحرب أفغانستان. الولايات المتحدة دخلت الحرب هناك بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) عام 2001، أي منذ أكثر من أربعة عشر عامًا، وتستطيع أن تقول إنها دمرت منظومة «القاعدة»، وأقصت حكومة طالبان طوال هذه الفترة. بمقاييس أفغانستان، قوات التحالف العربي فعلت في سنة أكثر مما فعله الأميركيون في عقد ونصف العقد. حققت نتائج مماثلة، إضافة إلى أنها فعليًا تسيطر على مساحات ومحافظات يمنية أكثر من خصومها. وهذا لا يعني أنها قضت على قوات الرئيس السابق علي صالح ولا ميليشيات الحوثي، كما أن تنظيم القاعدة المستوطن هناك، قبل الحرب بسنوات، لا يزال حيّا يهاجم قوات الشرعية والتحالف. وبعد مرور عام لا شك أن المكاسب السياسية والميدانية هي التي قلصت عدد الأصوات المعارضة، والمتشككة، ففي منطقتنا المنكوبة، من الطبيعي أن يكره أهلها الحروب.

عندما شنت أولى الهجمات الجوية، في مثل هذا الأسبوع من العام الماضي، كان الحوثيون وقوات صالح قد استولوا على كل اليمن، وأعلن المتمردون عن تشكيل حكومتهم، ورفضهم لقرارات مجلس الأمن، وأصبح وجودهم تقريبًا أمرًا واقعًا على الجميع أن يقبل به. وصار الكابوس حقيقة، دولة أخرى في فلك إيران، تحاصر دول الخليج جنوبًا بعد أن حاصرتها من العراق وسوريا شمالاً. وصار بحوزة المتمردين كل ترسانة سلاح الجيش اليمني التي استولوا عليها بما فيه منظومة صواريخ سكود القادرة على تهديد المدن السعودية فعليًا. إلا أن الحرب هدمت فورًا نظام الحوثيين وصالح السياسي الذي بنوه بُعيد استيلائهم على العاصمة صنعاء. وحالت دون إيران أن تخلق وضعًا مشابهًا للعراق وسوريا، بإرسالها قوات من الحرس الثوري وميليشيات من حزب الله وأخرى عراقية. التحالف حاصر الأجواء والموانئ اليمنية التي اعتمدت على قوات تفتيش دولية لتكون فاعلة وشاهدة، وخلال العام الماضي ردت قطع بحرية عسكرية أميركية وفرنسية وأسترالية سفنًا محملة بأسلحة مقبلة من إيران لحليفيها ولم تمنع سفينة أو شحنات مساعدات إنسانية من الوصول إلى البر اليمني. الحرب، من وجهة نظر أولئك الذين يرصدون الوضع الإقليمي، كانت الخيار الوحيد لمنع الحرس الثوري وحزب الله من احتلال اليمن وتحويله إلى جبهة حرب إقليمية كبرى بين السعودية وإيران.

استرداد معظم المحافظات اليمنية في حرب عام إنجاز عسكري كبير في بلد وعر، يشابه أفغانستان في تضاريسه وتقسيماته القبلية. الحرب لم تنتهِ، لا تزال مستمرة بوتيرة أقل، حيث تقترب قوات الحكومة الشرعية من العاصمة صنعاء، وهي المعركة الأخيرة، لهذا وافق صالح والحوثيون على التفاوض في الكويت، وأرسلوا فريقًا يمثلهم للعاصمة السعودية. ويحدو الجميع الأمل أن تكون بوادر حل سياسي تختتم الحرب، وأن يتجه الجميع نحو ترميم الشرعية، وتفعيل قرارات مجلس الأمن التي رافقت الأزمة منذ بداية الربيع اليمني في عام 2011. وقبل الانقلاب كان الشعب اليمني قد أنجز مشروعه السياسي، برعاية ممثل الأمم المتحدة، وأقر انتخاب حكومة انتقالية، وشرع في كتابة الدستور، حتى تجرأ الرئيس المخلوع مع ميليشيات الحوثي على احتلال صنعاء واعتقال أعضاء الحكومة المنتخبة. المرجو من المفاوضات أن تعيد عقارب الساعة إلى الوراء، وتعتمد الحل الدولي، وتستكمل إجراءات الانتقال السياسي نحو نظام نيابي يمثل الجميع، وينتخب قيادته لاحقًا، برعاية الأمم المتحدة مجددًا. حينها تنتهي الأزمة اليمنية، ويختتم بذلك فصل مأسوي ما كان يجب أن يحدث منذ البداية لولا أن المتمردين ظنوا أنهم يستطيعون الاستيلاء على الحكم في اليمن، معتقدين أن السعودية، مع حلفائها، لن يتجرأوا على ردعهم بالقوة العسكرية. والحقيقة أن المتمردين لم يخطئوا في حساباتهم فقط، بل كانوا سببًا في قرع ناقوس الخطر في منطقة الخليج حيث التقت حكوماتها واتفقت على مواجهة إيران وحلفائها في اليمن، وإرسال رسالة واضحة للقيادة الإيرانية والمجتمع الدولي، بأنها لن تقبل بسياسة البلطجة التي تمارسها حكومة طهران في منطقة الشرق الأوسط. والكثيرون فوجئوا بالقدرات العسكرية للسعودية والإمارات على خوض حرب كاملة، وفي الوقت نفسه العمل ميدانيًا على إعادة بناء القوات اليمنية وتدريبها. لهذا، حرب اليمن مثلت مجموعة مواجهات متعددة؛ أولاها منع قيام نظام ميليشياوي في اليمن، مماثل لحزب الله في لبنان، والثانية حماية السعودية جنوبًا من فتح جبهة معادية لها، قد تطول حربها لسنوات أو عقود مقبلة، والثالثة إرسال رسالة للدول الكبرى بعدم قبول رضوخهم لمشروع التوسع الإيراني الذي يتمدد في المنطقة دون رادع.

 

الجهاد 'النسبي' في سبيل الله.. من يمنح صكوك 'الشهادة'

سعد القرش/العرب/05 نيسان/16

لا يحتاج الدفاع عن الوطن، وحماية الأرواح والثروات من أي عدوان، إلى فتوى بالإباحة أو التحريم؛ فمثل هذه القضية المصيرية محل إجماع “وطني” يفرض التصدي للمعتدي، ولو كان يعتنق الدين نفسه. هنا لا تصبح الحرب وجهة نظر دينية، بل ضرورة “وطنية”، تنأى عن تأويلات مرجعيتها اجتهادات فقهية واكبت زحف “جيوش المسلمين”، قبل أن تنتمي الجيوش للأوطان لا الأديان، وتضم في صفوفها من يعتنقون هذا الدين أو ذاك، ومن ينكرون وجود الله، “فلو شاء الله لهدى الناس جميعا”. رصاص العدو أعمى لا ينتقي غير المسلمين من الجنود أو من الشعب، كما كان السيف أعمى في مقولة عبدالله بن عمر للإمام علي “أعطني سيفا يفرق بين المسلمين والكافرين لأبايعك”، وهو ما لخصه سعد بن أبي وقاص حين دعي للقتال، والفتنة تلوح، فقال “لا أقاتل حتى يأتوني بسيف له عينان ولسان وشفتان يعرف الكافر من المؤمن”.

ولكن الدعوة إلى “الجهاد”، بمداعبة خيال البؤساء كارهي الحياة بما سينالونه بعد “الشهادة”، ربما تقترب من الخيانة العظمى. لا يملك “المفتي” في هذه الحالة أن يحتمي بحقه في الاجتهاد والخطأ، ونيل أجر عن هذه الجريمة. هنا والآن يجب أن يخرج بيان قاطع ممن يرون أنفسهم ناطقين باسم الدين، باسم كل الأديان، يؤكد بوضوح انتهاء مفهوم “الشهادة في سبيل الله”، وفقا لتصور إسلامي سابق؛ فأغلبها لن يكون في سبيل الله، وكذلك انتهاء مفهوم “الحرب المقدسة”، لأنها تنتهي بإبادة شعوب وتفتيت دول وتشريد مواطنيها. تحت راية الكتاب المقدس جرى غزو قارّتيْن، ومحو حضارتيهما ومواطنيهما وتزوير أسمائهم؛ إذ لم يكونوا هنودا ولا حمرا. وتحت الراية نفسها أطلق البابا أوربان الثاني في فرنسا (1095) شرارة الحروب الصليبية فاشتعلت في العام التالي، واستمرت حتى عام 1292. دور البابا تقمصه جورج بوش، حين أصر على غزو بلاده للعراق عام 2003، بدعوى أنها “حرب صليبية جديدة”.

تسعى وجهتا النظر الأصوليتان، المسيحية والإسلامية، إلى “تديين” العالم، وإضفاء صبغة أخلاقية وإلهية لتسويغ جريمة. في “رسالة الجهاد” يقول حسن البنا “إن الإخوان المسلمين سيستخدمون القوة العملية حيث لا يجدي غيرها، وحيث يثقون أنهم قد استكملوا عدة الإيمان والوحدة… فاعملوا للموتة الكريمة تظفروا بالسعادة الكاملة، رزقنا الله وإياكم كرامة الاستشهاد في سبيله”. فهل ستكون “الشهادة” من عضو تنظيم الإخوان في سبيل الوطن؟ أو دفاعا عن حرمة “مواطنين مسيحيين” يراهم طبيب طائفي اسمه ياسر برهامي من “الكفار، إن بقوا على كفرهم فهم في نار جهنم والعياذ بالله”، وهو أمر محل إجماع شيوخ السلفية الدعوية، أما زعماء السلفية “الجهادية التكفيرية” فيترجمون الكفر إلى استحلال، منذ قتل تنظيم الجهاد عام 1981 بعض المسيحيين في نجع حمادي واستحل سرقة أربعة من محلات الذهب، وفي العام نفسه استولى على محلين للذهب يملكهما مسيحيان في القاهرة، تنفيذا لفتوى عمر عبدالرحمن باستحلال أموال المسيحيين.

بين مقولة البنا وبرهامي تزول قشرة النفاق الديني والوطني عن “حقيقة” كثيرين، وعلى رأسهم يوسف القرضاوي الذي مسه طائف من الشيطان شمل أغلب قادة تنظيم الإخوان بعد عزل محمد مرسي، فدعا مسلمي العالم “في كل مكان، من إندونيسيا وماليزيا ونيجيريا والسنغال وباكستان وبنجلادش والهند والصومال والعراق وإيران وليبيا وتونس وسوريا ولبنان وفلسطين والأردن، وفي كل بلاد الدنيا” ليكونوا شهداء في مصر.

القرضاوي تجاهل أفغانستان، حرصا على ألا يثير ذكرها إخوانيا بريئا حديث العهد بالتنظيم، فيسأل عن مصائر “المجاهدين”، بعد نجاحهم في كسر شوكة الغزو السوفييتي، وكيف صار رموز الجهاد أقرب إلى ملوك الطوائف؟ اقتسموا جغرافيا البلاد ثم تصارعوا على القسمة، وأصبح القتل عابرا للقارات، وبلغ أميركا حليفة “المجاهدين”، وقد سهلت في بروكلين افتتاح مركز لمساعدتهم، وكان يديره المهندس المصري مصطفى شلبي الذي استقبل عمر عبدالرحمن حين منحته أميركا تأشيرة دخول عام 1990، واختلف الرجلان، بسبب بضعة ملايين من الدولارات، أمر عبدالرحمن بإرسالها إلى مصر لتمويل “الجماعة الإسلامية”، ورأى شلبي أن يحصل على موافقة المتبرعين؛ لأنهم دفعوها بهدف مناهضة الاتحاد السوفييتي السابق، فانفعل الشيخ الضرير قائلا “أنا الأمير الذي يأمرك، وعليك أن تسمع وتطيع”، وفي مارس 1991 عثر على شلبي مقتولا بطعنات نافذة ورصاصة في الرأس. وسجلت الكاتبة الأميركية ماري آن ويفر في كتابها “صورة لمصر” أنها سألت عبدالرحمن عن المهندس القتيل فأنكر معرفته به.

القرضاوي تجاهل أيضا أن في فلسطين فريقا يرفع راية الشريعة والشهادة في سبيل الله، قتل مسلمين بإلقائهم من فوق البنايات في غزة، ضمن صراع على السلطة، وبسبب هذا الصراع يتقاتل مسلمون في بضع “دول” عربية، كل منهم يرفع راية الله، تفرق الصومال في عهد “المحاكم الشرعية” شيعا وقبائل وتناسل دولا. أما إيران فتستعد للتنازل عن لافتاتها الدينية وتنزع عن أميركا لقب “الشيطان الأكبر” إذا أدت المفاوضات إلى تخفيف حصار دولي يرهق اقتصادها، وإنهاء ملف “حقوقها النووية”. إيران والعراق دفعتا إلى ساحة القتال، طوال ثماني سنوات، بنحو مليون نفس بشرية، لا ندري أيهم الشهيد وأيهم القتيل. فكيف يأتي “المجاهدون” من ست عشرة دولة سماها القرضاوي ليجاهدوا في مصر؟ لا أحسب أن في الشريعة بابا عنوانه “الشهادة في سبيل الشرعية”، دفاعا عن استمرار حاكم أصبح مرفوضا شعبيا، وجمع بين الفشل والفتنة بإعلانه، في 15 يونيو 2013، الجهاد في سوريا، عقب قرار باراك أوباما تزويد معارضي بشار الأسد بأسلحة ثقيلة مضادة للطائرات. هل يكون “المجاهد” القادم من هذه الدول الست عشرة شهيدا إذا قتله جندي مصري يمارس حقه في الدفاع عن وطنه؟ أم أن هذا الانتحاري المسلح بنداء القرضاوي سيكون قد استمع أيضا إلى ملتاث آخر اسمه وجدي غنيم وصف الجيش المصري بأنه “أنجس أجناد الأرض. والله العظيم أنجس وأحقر وأقذر أجناد الأرض”، ودعا إلى السيطرة على مواقع الجيش “وسرقة ما فيها من سلاح، وبدء تشكيل جيش مصري حر يسترد الوطن المسلوب بقوة السلاح من عملاء اليهود”. لن ينتهي مسلسل الدم إلا بالنظر إلى هذه الاجتهادات الفقهية والتفاسير القديمة في سياق عصورها، ثم تبقى هذه الأعمال كتراث شاهد على ماض من العار إنسانيا وأخلاقيا استدعاؤه، وبث الروح فيه والدعوة إلى استلهامه، بعد أن تجاوزه التطور الروحي والفطرة الإنسانية، واستقامة أخلاقية ترفض العودة إلى جرائم السبي، وبيع الرقيق، واقتسام الأنفس كغنائم حرب. لن يخلو الأمر من شماتة عنصري أو طائفي كاره للإسلام ينظر إلى وقائع تاريخية ويلصقها بجوهر الدين، متجاهلا أن ما نراه الآن جرائم ضد الإنسانية كان سمة لتلك العصور، ولم يتورع مؤمنون بكل الأديان عن ارتكابها والتباهي بها. ولكن ما يجعلنا نشعر بالخجل أن بعض رموز السلفية المشوهين إنسانيا مثل الحويني يجعلون من تلك الجرائم مصدرا للفخر، ويرفضون الانخراط في عصر يرفض مصطلحات تاريخية مثل “أهل الذمة”، و”الجزية”، بعد أربعة عشر قرنا على اجتهاد عمر بن الخطاب وإلغائه سهم “المؤلفة قلوبهم” من أموال الزكاة.الجهاد الأكبر، في أحد مقاصده، هو التخلي عن كل ما يخالف العقل الذي كرم الله به الإنسان.

روائي مصري