المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 26 نيسان/2016

اعداد الياس بجاني

http://www.eliasbejjaninews.com/newsbulletin16/arabic.april26.16.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006
أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

الزوادة الإيمانية لليوم/تعليقات الياس بجاني وخلفياتها/الأخبار اللبنانية/المتفرقات اللبنانية/الأخبار الإقليمية والدولية/المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

 

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

انَّ ٱلحِصَادَ كَثِير، أَمَّا ٱلفَعَلةُ فَقَلِيلُون. أُطْلُبُوا إِذًا مِنْ رَبِّ ٱلحِصَادِ أَنْ يُخْرِجَ فَعَلةً إِلى حِصَادِهِ

لِيَكُنْ كلامُكُم مَقرُونًا بِالنِّعمَةِ على الدَّوَام، مُطَيَّبًا بِالمِلْح، لِكَي تَعْلَمُوا كيفَ يَنبَغي أَنْ تُجِيبُوا كُلَّ إِنْسَان

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

 

عناوين الأخبار اللبنانية

تقرير أميركي مرتقب يصنف “حزب الله” منظمة إجرامية دولية

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الاثنين الواقع في 25 نيسان 2016

الثنائية الشيعية تختنق في «بعلبك – الهرمل»

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الإثنين 25/4/2016

بري استقبل وفدين ايرانيا واوستراليا شهيدي: التطورات في المنطقة تستلزم التشاور بين المسؤولين اللبنانيين والايرانيين

بري: سأدعو اللجان المشتركة الى درس كل قوانين الانتخاب قبل الذهاب الى الهيئة العامة

إعلام بكركي: وثيقة وهاب غير صحيحة

سلام استقبل مساعد رئيس الجمهورية الاسلامية والعريضي/شهيدي: الكيان الصهيوني هو الخطر الأساسي

انتخاب رئيـس لسنتين اقتراح لسفير أوروبي بكركي لم تستسغه وعون لم يتبلغه رسمياً/رضوان عقيل/النهار

جعجع استقبل غطاس خوري موفدا من الحريري وبحثا في ملفات الساعة

الكتائب: تجيير المجلس النيابي لمهمة غير انتخاب رئيس هرطقة دستورية

المكتب الاعلامي في بكركي: وثيقة وهاب مختلفة عن تلك المقدمة من الراعي الى هولاند

اشتباك بالايدي بين طلاب الكتائب والقومي امام الجامعة الاميركية قبل احياء يوم بشير الجميل

طلاب الكتائب تعليقا على الإشكال في الأميركية: لن نسمح بسيطرة المنطق الإلغائي على جامعاتنا والمساس برموز المقاومة

مكتب نديم الجميل: ادارة الجامعة الاميركية طلبت تدخل قوى الأمن لإيقاف المعتدين

اقتراح رئيس لسنتين… بين الاشاعة والحقيقة

"حزب الله".. القلمون والغوطة أولوية ميدانية/منير الربيع/المدن

حزب الله" يُعيد عناصره إلى المساجد

اجراءات عقابية على اي مؤسسة اعلامية تبث خطابات نصرالله

 الإطباق" على حزب الله وفق التوقيت الأميركي/الجمهورية/انطوان فرح

بشارة طربيه: لم اكن يوما محامي الحريري وأضع نفسي بتصرف القضاء

المكتب الاعلامي للحريري: طربيه ليس محامي الحريري ولا تربطه به اي علاقة

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

بابت: على اللبنانيين إعتماد مبدأ الانتخابات التمهيدية للمرشح المسيحي لرئاسة الجمهورية

الحريري أمام عائلات بيروتية: لائحة المرشحين للانتخابات البلدية ستكون مناصفة ونأمل أن تنتهي الاتصالات الجارية لاعلانها غدا

السناتور بلاك زار عون: آمل أن تتغير السياسة الأميركية في سوريا

 رئيس مجلس القضاء الاعلى الفرنسي حاضر في محكمة التمييز: المشكلة الاساسية لفقدان الثقة بالقضاء في فرنسا تعود للنظام الاجتماعي

الحاكم رياض سلامة شارك في الاجتماع التاسع للمجموعة الإستشارية الإقليمية للشرق الأوسط لدى مجلس الاستقرار المالي

قزي التقى في يريفان رئيس حكومة ارمينيا ووزراء: نحن شعبان يقفان يوميا امام قبور شهدائنا

تنسيقية مسيحيي الشرق في خطر: للحد من معاناة وانهاء القتل والتهجير وإبقاء الوجود المسيحي في الشرق ومنع اضطهادهم

غياب الاتفاق في "ائتلافية بيروت" قد يوصل بلدية من مكون طائفي واحد ول يدفــع قطـع الطريق عليهـا الـى ارجـاء الانتخابـات بِرُمتهـا؟

كــي لا يتحول اللبنانـي نازحــا فــي ارضه والتوطيــن واقعــا "لقاء الجمهورية" يرفع مذكرة لسلام لانشاء "هيئة وطنية للاجئين السوريين"

رئيس "السنتين" طرح قديم - جديد لملء الوقت الضائع؟ رفض مسيحي لاقتراح يضعف الرئاسة ويضرب الميثاق

الالتزام بالدستور كاف لتأمين التوازن بين السلطات وتفعيل المؤسسات/اقرار قانون الانتخاب في ظل الشـغور يضـرب صلاحيـات الرئيـس

جنجنيـان: النتائج "مُبهمـة" ومفاجـآت اذا ســـقط التــوافق وصعوبة في اكتمال اللوائح الثلاث في زحلة والخروقات تضرّ بالمدينة

ماروني: مستعدون لحال طوارئ تشريعية فور انتخاب رئيس ومساع إلى مصالحة مــع ميريام سـكاف بعد "البلديـــة"

"الجبهة الشعبية" تعود إلى عين الحلوة: نحن هنا!

الجسر: ترك الحرية لتشكيل لائحة تضمّ المجتمع المدني ومشـاورات في طرابلس "للتـوافق" على رئيس جامـع

نعمة افرام: الدور المسـيحي يفرض نفسـه بالحضـور لا العدد وانتخاب الرئيس ضرورة في ظل ملامح تغيير خرائط المنطقة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

ولي ولي العهد السعودي: سنطرح جزءا من ارامكو للاكتتاب وانشاء صندوق سيادي بألفي مليار دولار

أوباما يعتزم ارسال 250 عسكريا اضافيا الى سوريا ويطالب باعادة احياء الهدنة

اوباما: حاجة العالم الى اوروبا قوية وموحدة

800 مسلح من القاعدة قتلوا في اليمن بحسب التحالف العربي

ابنة عبد الناصر تتراجع: تيران وصنافير سعوديتان

روحاني يطالب خامنئي بإزالة “الموت لإسرائيل” عن الصواريخ

محمد بن زايد: حديث محمد بن سلمان يستشرف المستقبل

داعش» يفجر كنيسة أثرية في الموصل

إيران: المتشددون يدفعون باتجاه ترشيح قاسم سليماني للانتخابات الرئاسية ودعوى قضائية ضد واشنطن لمصادرتها أموالاً مجمدة

السجن لإيرانية -فرنسية بعد إدانتها بالتجسس

ثمانية قتلى في تفجير سيارة مفخخة قرب ضريح السيدة زينب بريف دمشق ومصرع 60 خلال ثلاثة أيام في حلب

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة
سوريا ولبنان وتجارة الحرب من السلاح إلى المخدرات/علي الأمين/العرب

مفتاح إنقاذ لبنان في يد "حزب الله" هل يتخلّى عن سلاحه مقابل قانون يُرضيه/اميل خوري/النهار

لبنان المتعثر في ذكرى الانسحاب السوري أزمة "الرئاسة الطويلة" تضيف سنة جديدة/روزانا بومنصف/النهار

المسيحيون يقوضون الدولة/غسان حجار/النهار

تسخيف الفساد/راشد فايد/النهار

على سبيل الافتراض/عقل العويط/النهار

طبقة اللامعقول السياسي في لبنان/ساسين عساف/النهار

النظام الدستوري: أين الأصالة والتجدّد/انطوان مسرّة/عضو المجلس الدستوري/النهار

مبادرة برّي «فرصة أخيرة» قبل الجلسة التشريعية/جورج بكاسيني/المستقبل

مكاري لـ" النهار": أخشى ألاّ تستطيع اللجان إنجاز قانون الانتخاب في شهر لستُ من جماعة تشريع الضرورة بل ضرورة التشريع وقانون الانتخاب ضرورة/هدى شديد/النهار

التوافق الطرابلسي ينهي الإنتخابات البلدية ويكشف المجتمع المدني/نسرين مرعب/جنوبية

إعلاميو (2): الممانعة ضد السيادة‏/سلوى فاضل/جنوبية

لبنان المتأرجح بين "زمنين"/إيلي القصيفي/المدن

القرار في طهران/عوني الكعكي/الشرق

لماذا تنخرط الناس في الأحزاب/شارل جبوّر/ليبانون فايلز

لبنان والخليج.. وحزب الله/صلاح سلام/اللواء

سوريا: ماذا تريد روسيا الآن/اياد ابو شقرا/الشرق الأوسط

سورية وليبيا واليمن امتحان لقدرات القوى الكبرى/جورج سمعان/الحياة

المستبد يعترف ويسأل/ غسان شربل/الحياة

 

تفاصيل النشرة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

إِنَّ ٱلحِصَادَ كَثِير، أَمَّا ٱلفَعَلةُ فَقَلِيلُون. أُطْلُبُوا إِذًا مِنْ رَبِّ ٱلحِصَادِ أَنْ يُخْرِجَ فَعَلةً إِلى حِصَادِهِ

إنجيل القدّيس لوقا10/من01حتى07/:"بَعْدَ ذلِكَ عَيَّنَ ٱلرَّبُّ ٱثْنَينِ وَسَبْعِينَ آخَرِين، وَأَرْسَلَهُمُ ٱثْنَيْنِ ٱثْنَيْنِ أَمَامَ وَجْهِهِ إِلى كُلِّ مَدِينَةٍ وَمَوْضِعٍ كانَ مُزْمِعًا أَنْ يَذْهَبَ إِلَيه. وَقالَ لَهُم: «إِنَّ ٱلحِصَادَ كَثِير، أَمَّا ٱلفَعَلةُ فَقَلِيلُون. أُطْلُبُوا إِذًا مِنْ رَبِّ ٱلحِصَادِ أَنْ يُخْرِجَ فَعَلةً إِلى حِصَادِهِ. إِذْهَبُوا. هَا إِنِّي أُرْسِلُكُم كَالحُمْلانِ بَيْنَ الذِّئَاب. لا تَحْمِلُوا كِيسًا، وَلا زَادًا، وَلا حِذَاءً، وَلا تُسَلِّمُوا عَلَى أَحَدٍ في الطَّرِيق. وأَيَّ بَيْتٍ دَخَلْتُمُوه، قُولُوا أَوَّلاً: أَلسَّلامُ لِهذَا البَيْت. فَإِنْ كَانَ هُنَاكَ ٱبْنُ سَلامٍ فَسَلامُكُم يَسْتَقِرُّ عَلَيه، وَإِلاَّ فَيَرْجِعُ إِلَيْكُم. وَأَقيمُوا في ذلِكَ البَيْتِ تَأْكُلُونَ وَتَشْرَبُونَ مِمَّا عِنْدَهُم، لأَنَّ الفَاعِلَ يَسْتَحِقُّ أُجْرَتَهُ. وَلا تَنْتَقِلوا مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْت.

 

لِيَكُنْ كلامُكُم مَقرُونًا بِالنِّعمَةِ على الدَّوَام، مُطَيَّبًا بِالمِلْح، لِكَي تَعْلَمُوا كيفَ يَنبَغي أَنْ تُجِيبُوا كُلَّ إِنْسَان

رسالة القدّيس بولس إلى أهل قولسّي04/من05حتى10/:"يا إخوَتِي، أُسْلُكُوا بِحِكْمَةٍ أَمَامَ الَّذِينَ هُم في خَارِجِ الجَمَاعَة، مُفْتَدِينَ الوَقت. لِيَكُنْ كلامُكُم مَقرُونًا بِالنِّعمَةِ على الدَّوَام، مُطَيَّبًا بِالمِلْح، لِكَي تَعْلَمُوا كيفَ يَنبَغي أَنْ تُجِيبُوا كُلَّ إِنْسَان. سَيُطْلِعُكُم على جَمِيعِ أَحوَالي طِيخِيكُسُ الأَخُ الحَبِيب، والخَادمُ الأَمِين، ورَفيقُنَا الحَبيبُ في الخِدْمَة، وقَدْ أَرْسَلْتُهُ إِلَيْكُم لِهذِهِ الغَايَة، لِتَعْرِفُوا أَحْوَالَنَا، ويُعَزِّيَ قُلُوبَكُم،وأَرْسَلْتُ معَهُ أُونِسِيمُوسَ الأَخَ ٱلأَمِينَ والحَبِيب، وهُوَ واحِدٌ مِنْكُم. فَهُمَا سَيُطْلِعَانِكُم على جَمِيعِ أَحْوَالِنَا هُنَا. يُسَلِّمُ عَلَيْكُم أَرِسْطَرْخُسُ الأَسِيرُ مَعِي، ومَرقُسُ نَسِيبُ بَرْنَابَا، الَّذي تَلَقَّيْتُم تَوصِيَاتٍ بشَأْنِهِ: إِذا قَدِمَ إِلَيْكُم فَٱقْبَلُوه."

 

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

يسوع المسيح، تجسيد رحمة الله، محبّة بنا مات على الصليب ومحبّة بنا قام من الموت

All are called to love and cherish family life, for families are not a problem; they are first

and foremost an opportunity

Chacun est appelé à prendre soin de la vie des familles : elles ne sont pas un problème, mais une opportunité

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

تقرير أميركي مرتقب يصنف “حزب الله” منظمة إجرامية دولية

السياسة 26 نيسان/16/تستعد الولايات المتحدة لإصدار تقرير طلبه سابقاً الكونغرس يتعلق بالأنشطة الإجرامية لميليشيا “حزب الله” اللبناني، خصوصاً في ما يتعلق بتجارة المخدرات وتبييض الأموال. وأفاد موقع “العربية” الالكتروني، أمس، أن التقرير استند لسلسلة جرائم حققت بها إدارة مكافحة المخدرات الأميركية ووزارة المالية، سيما ضمن المشروع الذي عرف بـ”كاسندرا” ويستهدف أنشطة شبكة عالمية تابعة لميليشيا “حزب الله”، التي تتعلق بتوزيع وتجارة كميات كبيرة من الكوكايين في الولايات المتحدة وأوروبا، وغسل الأموال وتجارة السلاح. وهذا التقرير سيشكل العامل الأساسي لتحديد ما إذا كان سيتم تصنيف ميليشيا “حزب الله” كـ”منظمة إجرامية عابرة للحدود”، الأمر الذي سيترتب عليه المزيد من الإجراءات والعقوبات ضد الحزب. هذا وبعد القبض على إيمان قبيسي وجوزيف الأسمر، أشار المشتبه بهما إلى وجود اتصالات إجرامية لـ”حزب الله” في 10 دول على الأقل في جميع أنحاء العالم، وسلّطا الضوء على الطابع العابر للحدود لعملية “كاسندرا” التي تديرها ميليشيا الحزب. وتمت ملاحقة واعتقال ميسّري العمليات الإجرامية للحزب من ليتوانيا إلى كولومبيا وإلى العديد من الدول بينهما، حيث تم إدراج آخرين على لائحة وزارة الخزانة الأميركية، بمن فيهم رجل الأعمال قاسم حجيج وعضو “منظمة الأمن الخارجي” حسين علي فاعور، وعبد النور شعلان. محتويات التقرير من جرائم وأسماء سيطلع عليها الكونغرس لاحقا ومن ثم ستقوم الإدارة الأميركية في اتخاذ الإجراءات المناسبة بإدراج” حزب الله” على لائحة “المنظمات الإجرامية الكبرى العابرة للحدود”، وبالتالي اتخاذ الإجراءات الوقائية والملاحقة.

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة ليوم الاثنين الواقع في 25 نيسان 2016

الإثنين 25 نيسان 2016

النهار

ما زال أحد الوزراء يردد أنه لا ينجز كثيراً لأن الحكومة ولدت انتقالية ولم يعتد على كونها صمدت كل هذا الوقت!

لوحظ أن موقف "حزب الله" من تشريع الضرورة يخالف موقف "التيار الوطني الحر".

أبدى وزير اقتناعه بأن إدراج قانون الانتخابات على جدول الجلسة التشريعية وعدم إدراجه "نفس الشي".

يجهد "حزب الله" على إنجاز لوائح توافقية في غير بلدة ولو على حساب عدد محازبيه.

يتوقع رئيس حكومة سابق أن يبدأ حوار سعودي - إيراني عند التوصل الى حل للأزمة اليمنية ما ينعكس إيجاباً على أزمة الانتخابات الرئاسية.

السفير

صدم مدير عام في وزارة خدماتية من زيادة تناهز 50 % تنوي هيئة ادارة قطاع حيوي منحها لمتعاقدين جدد، ما يجعل رواتب هؤلاء تناهز ضعف راتب المدير العام في الوزارة نفسها.

لاحظ مقربون من مرجع سياسي أن مستشارا أبعد عن وزارة سيادية يمارس كامل صلاحياته في ملفات حساسة من مكتب قريب من الوزارة مباشرة.

عمم احد المصارف الخاصة قرارا على موظفيه بعدم الترشح للانتخابات البلدية والاختيارية تحت طائله اعتبارهم مستقيلين من الوظيفة اذا خالفوا القرار.

المستقبل

يقال

إن التحالف بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" من جهة وبين شخصيات مسيحية مستقلة من جهة ثانية فشل في عشرات البلدات الكبرى في الكورة والبترون وجبيل وكسروان والمتن الشمالي والبقاع.

اللواء

شجّعت الأوضاع التي يُعاني منها تيّار سياسي بارز، قطباً سياسياً طرابلسياً على التمسّك بشروطه للدخول إلى الائتلاف في الانتخابات البلدية!

اعتبر وزير بارز أن التلويح بترشيح شامل روكز للرئاسة، الهدف منه الضغط على جنرال الرابية، للقبول برئاسة انتقالية لا?تتعدّى السنتين!

تساءل رئيس لجنة نيابية عن "أسباب" عدم إعلان أسماء أصحاب محطات الأنترنت غير الشرعية، بعدما تمّ تفكيك المعدات ومصادرتها بقرار من المراجع القضائية المختصة!

الجمهورية

يتباهى نائب أنّه جرى الاتفاق سرّاً بين الكتلة التي ينتمي إليها ورئيس حزب على "التغلغل" في عدد من المجالس البلدية عبر تفاهمات مع فاعليات أخرى أو رؤساء البلديات كمرحلة أولى، ثم مفاجأتهم بترشيحات من تحت الطاولة للسيطرة على البلديات تحايلاً.

يُرتَقب أن يشهد لبنان مُجدّداً حركة موفدين دوليّين في الأيام المقبلة.

يؤكد مرجع سياسي بارز أنّ غالبية المتحمسين لإقرار قانون انتخابي جديد لا يريدون هذا القانون أصلاً وفصلاً، وانهم يطرحونه على سبيل المزايدة السياسية.

البناء

رأى نائب بارز أنّ سبب عدم التوصل إلى التوافق على قانون الانتخابات لم يعد خافياً على أحد، وهو أنّ كلّ طرف سياسي يريد تفصيل القانون على مقاسه الخاص، المناطقي أو الطائفي أو المذهبي، معتبراً أنّ في هذا الأمر جريمة بحق اللبنانيين جميعاً، حيث المفترض أن يكون الهدف من قانون الانتخاب هو أن يعبّر المواطنون عن إرادتهم، وأن تتحقق لهم عدالة التمثيل، لا أن يسعى كلّ سياسي إلى تكبير "لحافه" على حساب الآخرين…!

 

الثنائية الشيعية تختنق في «بعلبك – الهرمل»

خاصّ جنوبية 25 أبريل، 2016/لفترة طويلة من الزمن إعتبرت الثنائية الشيعية “حزب الله وحركة أمل” أن منطقة بعلبك الهرمل تمثل مركزا لثقلهما الشعبي، غير أن الفشل وإنعدام الخطط الإنمائية في هذه المنطقة ” بالإضافة إلى التهميش المتراكم الذي تعرض له أبناءها بدأ يؤثر على موازين اللعبة التقليدية القائمة بين الأحزاب الشيعية والبنية الشعبية التي يعتمدان عليها. إن الشعار الذي ردده السيد عباس الموسوي “سنخدمكم بأشفار عيوننا” بقي في إطار الكلام التسويقي والتعبوي ولم يدخل حيز التنفيذ وبدا جلياً عند النظر إلى الحرمان والتهميش الذي يعاني منه سكان منطقة بعلبك – الهرمل. كما وأن الشعار الشهير لحركة أمل “إغاثة محرومي لبنان” إرتدَّ نجاحه فقط على مسؤولي حركة أمل. ترزح أغلبية مناطق بعلبك تحت خط الفقر المدقع نظراً لغياب المشاريع التنموية وإنعدام الرؤية التخطيطية للبلديات لتأمين فرص عمل للشباب لإبعادهم عن خطر المخدرات والسرقة. بحيث تنذر هاتان المنطقتان عن وجود خطر حقيقي يهدد إستقرارها الإجتماعي مع العدد الهائل للمطلوبين بمذكرات الجلب والإحضار. ولم تستطع أي من حركة أمل أو حزب الله من إجتراح حلول أو إقتراح قوانين في المجلس النيابي لتأمين البديل عن زراعة الحشيش. أما على الصعيد السياحي والتراثي فحدث ولا حرج عن ما آل إليه الوضع هناك، فبعد أن كانت بعلبك تعتبر من أهم المناطق السياحية في لبنان خصوصاً والشرق الأوسط عموماً، صارت بفعل التهميش بؤرة يحتمي فيها المجرمون وتجار المخدرات والسارقين، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على غياب الرؤية. فعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن قلعة بعلبك تحولت من رمز تاريخي إلى “دشمة ترفع عليها أعلام حزب الله”.

ومن هنا، يحضرنا سؤال “ماذا فعلت الثنائية الشيعية لمنطقة بعلبك الهرمل؟” ومتى سيعي أهالي تلك المنطقة اهمية الوقوف بوجه من يستغل أوجاعهم وهمومهم وهواجسهم لتجيرها خدمة للمشروع الإيراني. أيام قليلة تفصلنا عن الإستحقاق البلدي في “بعلبك الهرمل”، فهل سيعيد الإحباط الإجتماعي التي تعاني منه كلتا المنطقتان إلى إعادة فرز الثنائية الحاكمة، أم سنشهد إنحرافاً عن الولاء المقدس لبدعة التكليف الشرعي الذي يدغدغ أوتاره السيد حسن نصرالله عند الإنتخابات البلدية أو النيابية.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الإثنين 25/4/2016

الإثنين 25 نيسان 2016

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

للضرورة احكام وللتشريع ضرورات تحتم استمراره في الظروف كافة.. مرتكزات انطلق منها رئيس مجلس النواب نبيه بري في دعوته اللجان النيابية المشتركة لاعادة درس اقتراحات ومشاريع القوانين الانتخابية كافة والتفرغ في الهيئة العامة للمسائل التشريعية الملحة بانتظار بت اللجان بقانون الانتخاب واحالته.

بري الذي بدا واثقا من ان القاءه حجرا في البئر الراكدة سيلقى الصدى جزم بان الانتخابات البلدية ستحصل في موعدها اما ما قيل عن رئاسة السنتين للعماد عون فهو مضيعة للوقت برايه لكونه يحتاج الى تعديل دستوري متعذر في ظل رفض كتل وازنة المشاركة في جلسة تشريعية قبل انتخاب رئيس كما قال.

دعوة الرئيس بري لتشريع الضرورة تلاقي الحراك النقابي الذي دعت للتجاوب معه غدا هيئة التنسيق اضرابا واعتصامات ولا تزال سلسلة الرتب والرواتب في طليعة المطالب. وفي البلد وفدان نيابيان ايراني واوسترالي.

اما المنطقة فتشهد تراجعا في اندفاعة المفاوضات اليمنية في الكويت وتحفيزا للمفاوضات السورية في جنيف التي اتفق وزيرا الخارجية الاميركي والروسي اليوم على مواصلة التعاون بشانهاوشددا في اتصال هاتفي على تعزيز الهدنة وضروروة انسحاب المعارضة المعتدلة من مناطق سيطرة تنظيم داعش والنصرة فيما لاقت دعوة اوباما

ارسال مئتين وخمسين جندياً اضافياً الى سوريا لدعم المعارضة المعتدلة ترحيبا من فصائلها.

وفي السعودية برز اقرار مجلس الوزراء رؤية المملكة التي وصفت ببرنامج التحول الوطني

ماذا في المؤتمر الصحافي للرئيس بري؟

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

انكفأ الرئيس نبيه بري الى الميثاق واوقف اندفاعته الى عقد جلسة تشريعية بمن حضر، ورد مسودات قوانين الانتخاب المتعددة المطروحة الى معجن اللجان المشتركة للدرس والسعي الى غربلتها لايصال مشروع او اثنين منها الى الهيئة العامة، فنزع بقراره فتيل ازمة ميثاقية كبيرة، وكذلك فعل الرئيس الحريري الذي اعلن عدم استعداده لتعديل الدستور من اجل رئيس لسنتين.

كل هذا يثبت تمسك الرجلين بالميثاق، كما يؤكد كم ان تماسك المسيحيين عند المفترقات الكبرى قادر على وقف استسهال الطحشات على حدائقهم الخلفية.

واذ قال الرئيس بري بالثلاث بان الانتخابات البلدية حاصلة وليخبزوا التأجيل بغير تنور عين التينة، الا ان ذلك لم يلغ المخابز السياسية الاخرى حيث تتكشف صعوبات كبيرة على طريق نسج اللوائح.

تزامنا، تنفذ هيئة التنسيق النقابية اضرابا عاما الثلاثاء يشمل القطاع التربوي والادارات للمطالبة بادراج سلسلة الرواتب على جدول اول جلسة تشريعية.

اقليميا، اطلق ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خطة اقتصادية انمائية ثورية ستمنح المملكة القدرة على العيش والمنافسة من دون البترول بدءا من عام 2030.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

بلغة دولته "بدل ما تقلا للدجاجة كش كسرلا إجرا" وعوضا من اللجان، لماذا لم يذهب رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الهيئة العامة مباشرة ومواجهة السادة الأعضاء بمشاريعهم البالغ عددها سبعة عشر اقتراح قانون والتصويت عليها مادة مادة. اللجان جربت وأقفلت اللجنة المختصة على نفسها ستة أشهر لتخرج بخلاف على نقطتين أساسيتين التقسيمات الإدارية والنسبية ولو أحكم بري على كل اللجان وحجر عليها وأقعدها في الإقامة الجبرية لاحتاجت إلى سبعة عشر عاما من دون أن تنجز سبعة عشر مشروع قانون ملقى على طاولتها. هي إذن مسألة قرار ولا يبدو أن ما يرسم على جدار اللجان سوف يؤدي الى قانون يتيح إجراء الانتخابات النيابية والبلاد سائرة الى التمديد الثالث ورئيس المجلس راعيها في تبريره لعدم طرح المشاريع على الهيئة العامة يقول بري إن هذا ليس عملا أصوليا فهل كان التمديد الأول أصوليا أم الثاني دستوريا أم الثالث قانونيا. عين الأصول في جمع المشاريع وبتها ووقف المياعة النيابية التي علكت وماحكت ومضغت وبصقت كل الاقتراحات هدرت الوقت وقضمت الولاية النيابية بلا إنتاج ومن دون مسؤولية ولم تقدر أن عليها واجب التشريع والحضور والتوافق على قانون انتخاب يؤمن جيلا جديدا من التمثيل فعن أي أصول نتحدث وعن أي نخب نيابية لا أصل لها ولا انتماء فالأصول الدستورية تقول في طائفها بمبدأ المحافظات مع النسبية واليوم فإن أي تعديل عليها سوف يستوجب تعديلا في الدستور وكما رفض بري رئيسا لسنتين واعتبره مضيعة للوقت كان عليه رفض المضيعة الثانية والأهم التي تدخل اللجان في نقاش بلا أفق ومنذ متى لم تكن اللجان مقبرة المشاريع وإلى أصول الرفض لكن العقاري هذه المرة يقف محافظ بيروت اليوم أمام أحد أهم القرارات حيال استملاك العقارات الثلاثة لشاطئ الرملة البيضاء بعدما وافقت بلدية بيروت في جلستها السابقة على الاستملاك وفوضت إلى المحافظ التنفيذ وفي مقابلة مع الجديد يقول المحافظ زياد شبيب أنْ لا صلاحية له في هذا الأمر سوى عرض الملف على هيئة القضايا أو تنويمه عبر وضعه في الأدراج. أهل بيروت سيصفقون له إن رفضها ووضعها في سابع درج أما الموافقة عليها فلن تعني سوى أن الرملة البيضاء تحولت إلى علامة سوداء في تاريخه المفترض أنه غير موضوع تحت الشبهات فالموافقة تعني أن العقارات الثلاثة التي قال الرئيس رفيق الحريري إنه وضعها في خدمة أهل المدينة سوف تعود إلى خدمة عائلته بمئة وعشرين مليون دولار.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

هي النظرة الى المستقبل، مستقبل الانسان والشباب والمرأة في لبنان التي اكد عليها الرئيس نبيه بري اليوم، تأتي انطلاقتنا الجديدة التي تتزامن مصادفة مع ما اطلقه رئيس المجلس النيابي انطلاقا من الحرص على احترام اللبنانيين والحرص على الوصول الى شبه اجماع وطني رغم القناعة بجواز التشريع دستوريا.

لكن ليس نبيه بري من يفتعل الشرخ او يحدثه، وليس نبيه بري من يزايد عليه في الميثاقية، من هنا يأتي الانتظار في دعوة المجلس لجلسات التشريع الى ان تنهي اللجان النيابية المشتركة درس القوانين والاقتراحات السبعة عشر المدرجة امامها، ليس تراجعا عن خيارات يتمسك بها نبيه بري بل هو دائما الحرص على لبنان، لكن وحين يستشعر ان البلاد في خطر لا يتردد كما فعل عام 2015.

ومن ثوابت الحرص على احترام الانسان في عقله وذوقه ومستواه الراقي تطل شاشتنا ابتداءا من اليوم بحلة جديدة تحفظ تاريخها وتجدد حاضرها وتؤكد على مستقبلها بأن تبقى ساحة تلاق لكل الاطياف اللبنانية حتى في اشد الظروف ظلمة وظلامة من خلال شاشتنا، ونحن نتمسك بأن تبقى رسالة أمل في الداخل والى الخارج لصورة نقية، لتراس نحرص عليه في كل مجالات عملنا.

نطل ايضا وكلنا امل وايمان ان يسهم ضوء شاشتنا وصورتها وصوتها في انارة الطريق امام عيون اقفلت عن الرؤى الصائبة وعن سماع صوت الشعب، عل فيها ما يضع حدا لعملية جلد الذات وتمويل المؤسسات وقفل ابواب الامل في وجه شعب ووطن، كلنا امل ان تشكل الاطلالة المتجددة يد محبة ومطرقة انذار تقرع الابواب والقلوب والعقول المغلقة وتفتح باب التشريع وتعيد النبض الى مؤسساتنا وتسهم في قفل باب الفراغ في سدة الرئاسة الاولى.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

هي مملكة الحزم والعمل، مملكة اعادة الامل والتغيير والتجديد، مملكة التطوير والاستثمار، مملكة الاعتماد على أهلها وعقولهم وأعمالهم، والتخلي عن إدمان النفط، بحسب تعبير ولي ولي عهدها الأمير محمد بن سلمان.

الأمير الشاب، صاحب الاحلام الكبيرة والروح المثابرة، أخذ بيد المملكة، بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، نحو رؤيته للعام 2030، راسما خريطة طريق خطوتها الأولى طرح 5 في المئة من اسهم آرامكو للاكتتاب، التي قدر حجمها بألفي مليار دولار أميركي.

التخلي عن إدمان النفط يريده الأمير الشاب لوقف تعطيل تنمية قطاعات كثيرة. وتحدث عن صندوق يسيطر على عشرة في المئة من الاستثمارات على الكرة الارضية ويقدر حجم ممتلكاته بأكثر من ثلاثة في المئة من الأصول الموجودة على الكوكب.

هي مملكة الأحلام والعقول الجديدة، تتحضر لتكون من أهم المنتجين على المستوى الاقتصادي والبشري والحضاري... مملكة الشباب والمستقبل.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

الرئيس نبيه بري مقل في عقد الؤتمرات الصحفية، لا يعتمد هذا الاسلوب الا للتطور الجلل، فما الذي دعاه اليوم الى عقد مؤتمر صحفي؟ رئيس المجلس لا يستطيع ان يحدد موعدا لجلسة عامة، ولا يستطيع ان يتراجع، فترك الموعد معلقا الى حين جوجلة اللجان النيابية لمشاريع واقتراحات القوانين، قوانين الانتخابات البالغة سبعة عشر مشروع قانون، وفيما اعتبر هذا الموقف نصف تراجع فان الرئيس بري نفسه قال هذا الموقف ليس تراجعا عن قناعاتي، بل هو حرص على لبنان، لكن بري جزم في المقابل ان السلطة ستعقد حين قال "حين اجد خطرا على البلد سأفعل مثلما فعلت في الـ "2015، يذكر ان جلسة 2015 انعقدت في تشرين الثاني من العام الماضي وسميت جلسة المليارات لانها صادقت على قوانين بمليارات الدولارات، الرئيس بري لم يمرر المؤتمر الصحفي من دون رفض انتخاب رئيس لسنتين ومن الاعلان عن الموت السريري لكل من 8 و 14 اذار.

ومن خارطة الرئيس بري الى خارطة طريق السعودية للعام 2030، الخارطة لم يعلنها الملك او ولي العهد، بل ولي ولي العهد محمد بن سلمان وخص قناة العربية في شرح نقاطها وافكاره، ومن ابرز ما طرحه "اصبحت لدينا حالة ادمان نفطية وهي التي عطلت تنمية قطاعات كثيرة، المطروح من اكتتاب ارامكو 5 في المئة وهذا يعزز الشفافية، سنة 2020 نستطيع ان نعيش من دون نفط، الـ green card سيطرح خلال السنوات الخمس المقبلة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

المطلعون على كواليس وسائل الإعلام الغربية، يؤكدون أن هناك أمرا غريبا أو خطيرا يحصل... كل يوم هجوم إعلامي غربي على السعودية... وعبر أكبر وسائل الإعلام الغربية وأكثرها شهرة وانتشارا... صار الأمر صحنا يوميا لمطابخ البث والطبع على ضفتي الأطلسي... واشنطن بوست، نيويورك تايمز، نيويوركر، زي أتلانتيك، هافينغتون بوست، بروكينغز، كارنيغي من بين مؤسسات الدراسات... وصولا إلى تعميم الظاهرة على كل ما يصدر أو ينشر أو يبث في منطقة الأطلسي... أما المضمون، فنعجز في بيروت عن نقل حرف واحد منه، تحت طائلة اتهامنا بجناية... فيما المعنيون يلتزمون البكم حيال الاتهامات الغربية... كأن هناك من يحاول أبلسة مملكة الخير، كما يسميها الفريق الحريري... من دون أن يخرج من بين مفوهي هذا الفريق، صوت واحد يرد على الأميركيين والغربيين، أو يطالب بمحاسبتهم... أكثر من ذلك، اللافت أيضا أن حملة مماثلة بدأت تطاول مليارديرا لبنانيا أفريقيا، ارتبط اسمه منذ مدة بمحاولة تسويق طبخة رئاسية في بيروت... الاتهامات نفسها والأخبار الفضائحية ذاتها تلاحقه في كبريات وسائل الإعلام الأميركية، من دون أي رد... المفارقة المصادفة تخطت اليوم بالذات، أي قدرة على الاستيعاب: فالغرب يهاجم السعودية... ومحمد بن سلمان يعلن عبر بلومبرغ أن قضية أوجيه الحريري ذاهبة إلى القضاء... ثم بن سلمان اليوم بالذات، يطرح رؤيته لإصلاح ما يجب وما يمكن إصلاحه سعوديا... وقبل ساعات من كلامه، الإعلام الفرنسي، مربط خيل الحريري سابقا، يورط زعيم المستقبل في قضية تبييض أموال... النفي الحريري جاء سريعا. لأن القضية خطيرة وثقيلة... لكنه لم ينجح في تغيير الانطباع، بأن مستقبل البعض، يبدو قاتما... البداية من توريطة باريس ضمن نشرة OTV.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

لان البلد مشرع على شتى انواع الازمات، سحب فتيل التشريع مؤقتا من المداولات.. ومع احتفاظه بهذا الحق في جميع الظروف، اعاد الرئيس نبيه بري الملف الاساس اي قانون الانتخاب الى مربع اللجان. ليس تراجعا كما قال في مؤتمره الصحافي، بل احتراما وحرصا على الجميع وعلى لبنان..

لبنان المستعين بالتاريخ، والواقف قبل نصف قرن من الزمان الانتخابي اي عند قانون الستين، لن تسعفه زحمة القوانين المطروحة بمزاجيات سياسية معروفة، ويبقى له ان يتعرف مجددا الى صناديق الاقتراع عبر المجالس البلدية الذاهبة حتما الى الانتخابات كما اكد الرئيس بري..

ومع اقفال سجال التشريع مؤقتا، بقي سجال الانترنت غير الشرعي، مع انتظار القضاء اذن وزارة الاتصالات لملاحقة موظفي اوجيرو المتورطين على ما قال المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود للمنار..

في الاقليم مدعو الاستراتيجيات باسم الامة وصلوا الى اعقد الملفات: الاقتصاد.. وعليه كانت خطة الانقاذ السعودية لولي ولي العهد محمد بن سلمان، الذي وعد بالاستغناء عن النفط كمورد اساس خلال اربع سنوات..

فهل وعده هذا للسعوديين كوعده لهم بالانتصار على اليمنيين خلال بضعة ايام؟ او كوعد اسلافه بتغيير الحكم في سوريا خلال اشهر معدودات؟

 

بري استقبل وفدين ايرانيا واوستراليا شهيدي: التطورات في المنطقة تستلزم التشاور بين المسؤولين اللبنانيين والايرانيين

الإثنين 25 نيسان 2016 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، ظهر اليوم في عين التينة، وفدا ايرانيا برئاسة مساعد رئيس الجمهورية السيد شهيدي، رافقه السفير محمد فتحعلي، وتم عرض للتطورات الراهنة في المنطقة وللعلاقات الثنائية بين البلدين. وقال السيد شهيدي بعد الزيارة: "الهدف الاساسي للزيارة الرسمية التي نقوم بها الى لبنان الشقيق هو التشاور وتبادل وجهات النظر مع المسؤولين اللبنانيين حول التطورات الجارية أكان على الصعيد اللبناني او على الصعيد الاقليمي. ونحن نعتقد ونصر على ضرورة التبادل الثنائي للوفود والشخصيات الرسمية بين البلدين الشقيقين، ونعتقد ايضا ان التطورات السياسية الهامة التي تجري حولنا في المنطقة تستلزم اكثر من اي وقت مضى تبادل الزيارات والتشاور بين المسؤولين اللبنانيين والايرانيين في مقاربة كل هذه الامور". اضاف: "لقد كانت فرصة طيبة لتبادل وجهات النظر مع دولة الرئيس بري حول كل هذه القضايا والامور، وكان اللقاء بناء وقيما للغاية، ووجهات النظر متطابقة حول كل النقاط التي اثيرت على بساط البحث في هذا اللقاء الكريم. ومن النقاط الهامة التي بحثناها مسألة حق لبنان في المقاومة المشروعة ضد الكيان الصهيوني الغاصب. نحن نشعر بقلق شديد من نسيان القضية الفلسطينية المحقة والعادلة، ولا ينبغي ان نسمح بأي شكل من الاشكال ان توضع القضية الفلسطينية المقدسة والعادلة في غياهب النسيان. وكما تعلمون فان الجمهورية الاسلامية الايرانية تعتقد ان القضية المحورية والمركزية للعالمين العربي والاسلامي هي القضية الفلسطينية المحقة وضرورة التصدي ومواجهة الكيان الصهيوني الغاضب، ونعتقد ان علينا ان نعمل جميعا من اجل ان تبقى هذه القضية وهذه الراية خفاقة على الدوام. وان التنسيق والتعاون قائم بين البلدين الشقيقين على هذا الصعيد، واننا على ثقة تامة اننا سنشهد معا اليوم الذي ينتصر فيه الشعب الفلسطيني البطل على الكيان الصهيوني، وعلى أمل الوصول الى تلك اللحظة المباركة". وبعد الظهر، استقبل الرئيس بري وفدا برلمانيا اوستراليا، برئاسة رئيس المعارضة البرلمانية في ولاية نيوساوث ويلث لوك فولي، والسفير الاوسترالي في لبنان غلان مايلز في حضور المستشار الاعلامي علي حمدان، وجرى عرض للتطورات الراهنة والعلاقات الثنائية والتعاون البرلماني بين البلدين.

من جهة اخرى، تلقى الرئيس بري رسالة من رئيس مجلس الامة الكويتي مرزوق الغانم.

 

بري: سأدعو اللجان المشتركة الى درس كل قوانين الانتخاب قبل الذهاب الى الهيئة العامة

الإثنين 25 نيسان 2016 /وطنية - عقد رئيس مجلس النواب نبيه بري مؤتمرا صحافيا بعد ظهر اليوم في عين التينة، استهله بالقول: "يقول شاعرنا كلنا في الوطن، كلنا بالوطن، كلنا على الوطن. لم يعد أحد يقول انه للوطن. ما يحصل حولنا ومنا وفينا ومن داخلنا ومن خارجنا، يؤكد الموت السريري لما يسمى 8 آذار و14 آذار. هذا واقع. فقد اختلفت كل المعايير والامور، وبالتالي فإن التمسك بقوانين مقترحة رسمت بهدف من يربح على من بين المجموعتين او بين التكتلين او بين الفريقين لم يعد في محله على الاطلاق. لذلك يقول المثل العامي "اللي ما بيجي معك تعا معو". هم لا يريدون أن يأتوا معي، فأنا سأذهب معهم. لا تريدون تشريعا، ولا للضرورة، إلا مع قانون انتخابات، وانا امامي في المجلس النيابي 17 مشروعا واقتراح قانون، أغلبها صيغ بهدف التغلب على الفريق الآخر، انطلاقا من الفكرة الاساسية، الانقسام بين 8 و 14 آذار، بينما ابتعدنا عن قوانين ترسم للبنان، للانسان، للمرأة، للشباب، نعم للبنان المستقبل. هل ما زلنا نعرف هذا اللبنان؟ هل ما زلنا نفكر فيه؟" أضاف: "مرة أخرى إذا، سأدعو اللجان النيابية المشتركة الى إعادة درس كل مشاريع القوانين والاقتراحات لنجيب عن سؤالين فقط، أولا ماهية الدوائر، وثانيا ماهية النظام. نسبي؟ لان هناك قوانين تطالب بالنسبية. اكثري؟ اذ ان هناك قوانين ايضا تطالب بالاكثري. مختلط؟ كذلك هناك قوانين تطالب بالمختلط. فردي؟ هناك اقتراحات تطالب بالدائرة الفردية. فتفضلوا يا سادة، خصوصا من وقف ضد اقتراحي في هيئة الحوار الوطني، والذي كان مخططا له ان ينهي كل هذه المواضيع قبل نهاية أيار، اذا رفع الحاجز الذي وضعته الهيئة العامة لنفسها. إذا تفضلوا، ولنعمل ليل نهار مع الآخرين للخروج برؤية واحدة او متقاربة او محصورة، ولو باقتراحين او ثلاثة بما يمكننا من الذهاب الى الهيئة العامة ونفاضل بينها ليبنى على الشيء مقتضاه". وتابع: "وقوفي هذا الموقف عند رغبتكم ليس تراجعا عن اقتناعاتي أمامكم، بل هو احترام لكم وحرص عليكم وعلى لبنان".

سئل: يفهم من كلامك أنك لن تعقد جلسة تشريعية قبل توصل اللجان النيابية المشتركة الى صيغة معينة لقانون الانتخاب؟

اجاب: "لم اقل ذلك، لقد اخترت كلامي بدقة وكتبته. قلت انني ما زلت عند اقتناعي بأن المجلس النيابي له حق التشريع في جميع الظروف، ولكن الآن لن ادعو الى جلسة قبل ان تنهي اللجان المشتركة عملها. هناك 17 مشروعا واقتراح قانون كما قلت، هي:

- اول اقتراح قدم عام 2002 من معالي الوزير نبيل دو فريج.

- مشروع قانون عام 2012 من حكومة الرئيس ميقاتي، وقد احيل على اللجان المشتركة ولم يناقش. ورئاسة المجلس حولت كل المشاريع والاقتراحات الى اللجان المختصة ولكن لم تناقش.

- اقتراح عام 2013 من الشيخ بطرس حرب.

- اقتراح عام 2013 من النائبين نعمة الله ابي نصر وآلان عون.

- اقتراح عام 2012 من النواب بطرس حرب، ايلي ماروني، وجورج عدوان.

- اقتراح من النواب: عاطف مجدلاني، غازي يوسف، احمد فتفت، وجان اوغاسبيان عام 2013.

- اقتراح عام 2013 من النائب عاصم قانصوه يطالب بجعل لبنان دائرة انتخابية واحدة مع النسبية.

- اقتراح عام 2013 من النواب: روبير غانم، احمد فتفت، بطرس حرب، ميشال فرعون، جورج عدوان، عاطف مجدلاني، واكرم شهيب.

- اقتراح عام 2013 من النائب محمد الصفدي.

- اقتراح آخر عام 2013 من النائبين غسان مخيبر ومحمد الصفدي.

- اقتراح عام 2014 من النائب انطوان زهرا.

- اقتراح من النائب علي بزي الذي يسمى مشروع بري عام 2014-2015.

- اقتراح مختلط آخر قدم أخيرا.

- اقتراح من الحزب التقدمي الاشتراكي.

- اقتراح من النائب سامي الجميل.

- اقتراح من النائب سيرج طورسركسيان.

- اقتراح من النائب نعمة الله ابي نصر.

تفضلوا، وعلى الاقل تحسم هذه الامور ويبقى قانونان او قانون واحد للتوافق عليه، لان هذا الموضوع بحاجة الى توافق، والبلد دائما بحاجة الى هذا التوافق".

سئل: هل موقفك هذا هو بسبب معارضة بعض الكتل للجلسة التشريعية وربما لان النصاب ليس مؤمنا، واعني تحديدا ربما موقف "تيار المستقبل" وبعض المستقلين المسيحيين الى جانب "القوات" و"التيار الوطني الحر" والكتائب؟

اجاب: "هل هذا هو تمن منك؟".

قيل له: "هذه معلومات".

اجاب: "هذه ليست معلومات، فإذا كانت معلومات مرة اخرى تعالي وخذي مني المعلومات لأنهم يوقعونك في الغلط. طاولة الحوار تضم الجميع الا القوات اللبنانية، وعندما طرحت اقتراحي حصل شبه اجماع ما عدا الشيخ سامي الجميل الذي له موقف مبدئي انه لا تشريع طالما لا يوجد رئيس للجمهورية. الطرف الثاني هو معالي الوزير جبران باسيل الذي قال لن اجيب الان، لذلك فقد اعطيت فرصة الى اليوم وانتظرت الى ما بعد الدوام الرسمي لكي اتكلم في الموضوع. النصاب مؤمن وكتلة المستقبل قالت كلامها، والمحاضر موجودة. لا تغيير على الاطلاق، وأؤكد لكم ان حضور جلسة التشريع كان سيشارك فيها 75 الى 80 نائبا، ولكن انا من قلت لهم اتمنى أن يتوافر النصاب، وكان بإمكاني ان احلها فورا. ولكن سأعطي فرصة علني أتمكن من التوصل الى شبه اجماع، ولكن مع الاسف لم أر ذلك بعد".

سئل: متى تبدأ اللجان المشتركة ومتى تنتهي؟

اجاب: "في أسرع وقت. سأدعو الى جلسة للجان المشتركة، وليجر النقاش حول 17 قانونا، ومن كان يطالب به احد ما لاجل غاية معينة، اختلف اليوم لأنه لم يعد هناك 8 أو 14 آذار".

سئل: طالما ستنعقد اللجان المشتركة لماذا لا ينزلون جميعا الى المجلس ويناقشون ال 17 قانونا؟

اجاب: "الجلسات النيابية العامة لا تنجح أمام 17 مشروعا واقتراحا".

سئل: ألا تستطيع أن تغربل هذه المشاريع والاقتراحات؟

أجاب: "لا، هذا ليس عملا أصوليا. فماذا لو قال اي زميل انني قدمت اقتراحا كما فعل في المرة الماضية النائب عاصم قانصوه، وسأل لماذا لم يحول اقتراحي الى اللجان وكيف يمكن تطييره؟"

وردا على سؤال آخر قال: "عندما أرى أن هناك خطرا على البلد أفعل مثلما فعلت عام 2015، الآن لدي وقت على الأقل".

سئل: نريد أن نغتنم الفرصة لنسألك عن اقتراح انتخاب العماد عون لسنتين، وما هي حقيقته؟

اجاب: "لا علم لي بهذا الموضوع، وهذا الكلام هو تضييع للوقت، لأن مثل هذا الاقتراح يحتاج الى تعديل دستوري، وإذا كنا نستطيع ان نعدل الدستور فنستطيع أن ننتخب رئيسا".

وسئل عما ينشر عن تأجيل الانتخابات النيابية، فأجاب: "يخبزوا على غير هالتنور". الانتخابات البلدية حاصلة حاصلة حاصلة. عام 1992 جرت الانتخابات النيابية ولم يصدق احد. جرت الانتخابات في البقاع وبقيت الناس تقول انها لن تحصل. اعود واقول الانتخابات البلدية حاصلة والامور جاهزة على أحسن ما يكون".

وسئل عن اعلان النائب وليد جنبلاط عزمه تقديم استقالته من المجلس النيابي، فأجاب: "لقد قال انه ينتظر عقد جلسة لتقديم استقالته، والآن لا جلسة".

سئل: هل نحن أمام بدع دستورية جديدة، أي اشتراط هوية الرئيس قبل الدخول الى الجلسة والانتخاب، واشتراط قانون الانتخابات قبل الدخول الى الجلسة العامة؟

اجاب: "أنا لست مقاطعا، فالكتلة الوحيدة التي تنزل الى المجلس من بابها الى محرابها هي كتلة التنمية والتحرير، والسؤال يجب ان يوجه الى غيرنا".

سئل: هل هذا الاقتراح الذي تطرحه اليوم يضمن حل التشريع، أم أنه فقط لتمرير هذا القطوع؟

اجاب: "إذا وصلنا الى شيء من الذي قلته فعلى الاقل ان لم يكن هناك توافق على قانون مئة في المئة وهناك مواكبة لقانونين، ندخل الى الجلسة العامة وتحصل مقارنة بينهما لأنهما نوقشا في اللجان المشتركة، عندئذ يكون هناك شبه قبول قبل الجلسة العامة. أول شيء يطرح في هذه الجلسة هو رفع حاجز المنع الذي وضعه المجلس لنفسه بأنه ممنوع إقرار قانون الانتخاب قبل انتخاب رئيس الجمهورية، فإذا قررت الهيئة العامة ذلك، يكون قانون الانتخاب امامنا، اما الان فلا نستطيع ان نقوم بذلك".

سئل: اذا لم يسقط حاجز منع اقرار قانون انتخابات قبل انتخاب الرئيس فهذا يعني انه لا يمكن اقرار اي قانون انتخابات؟

اجاب: "هذه اهمية ان تحصل مواكبة لتوافق معين في اللجان المشتركة، فعندما يكون هذا التوافق سيكون هناك حضور مكثف وسيصوت كل النواب، اما اذا بقي الامر هكذا فطبعا سيقولون لا، وقد حصلت معنا وقلت هذا الكلام بالحوار وحصل المنع الاول بناء على اقتراح كتلة النائب جنبلاط، وفي المرة الثانية طرح الموضوع من الاستاذ ابراهيم كنعان لكي يرفع هذا الحظر، لكن الهيئة العامة عادت واكدت المنع. وكما قلت عندما يحضر الجميع في سبيل الوصول الى قانون انتخاب بالتصويت فيعني ذلك ان هناك قناعة مطلقة، وهذه الفكرة التي لدي".

سئل: هناك شغور رئاسي وشلل كبير في الحكومة وشبه شلل في مجلس النواب، ما هو الضمان لعدم تكرار السيناريو في اللجان في ظل الانقسام بين 8 و14 آذار؟

اجاب: "هذا شيء وذاك شيء آخر، لقد ربطت بسؤالك الامور كلها. لقد قلت ان اقتناعي لا يزال قائما بأن التشريع جائز في جميع الحالات، وهذا هو الموقف الدستوري الحقيقي، ولكن أعود وأقول ليس نبيه بري من يزايد عليه في الميثاقية".

 

إعلام بكركي: وثيقة وهاب غير صحيحة

النهار/26 نيسان 2016/أصدر المكتب الاعلامي في بكركي البيان الآتي: "نشر بعض وسائل الاعلام وثيقة مكتوبة من صفحتين نقلاً عن الوزير السابق وئام وهاب الذي قال إنها نسخة من الوثيقة التي قدّمها غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في 17 نيسان 2016.

وتوضيحًا لذلك يؤكد المكتب الاعلامي ان الوثيقة المذكورة تختلف تماماً عن الوثيقة التي سلّمها غبطته الى فخامة الرئيس هولاند، وبالتالي فهي ليست صحيحة".

 

سلام استقبل مساعد رئيس الجمهورية الاسلامية والعريضي/شهيدي: الكيان الصهيوني هو الخطر الأساسي

الإثنين 25 نيسان 2016 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام عصر اليوم في السراي الكبير، مساعد رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية ورئيس مؤسسة الشهيد وشؤون المضحين محمد علي شهيدي مترئسا وفدا من المؤسسة يرافقه سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية في لبنان محمد فتحعلي، وتناول البحث العلاقات الثنائية بين البلدين وتطورات الاوضاع في لبنان والمنطقة. بعد اللقاء، قال شهيدي: "أود بداية أن أعرب عن بالغ سروري واعتزازي بأنني حللت اليوم ضيفا على الشعب اللبناني العزيز والشجاع والمقاوم، ونحن في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفي سياستنا الخارجية نولي احتراما خاصا للجمهورية اللبنانية، نعتبر أن لبنان منا ونحن أيضا من لبنان". أضاف: "نعتقد أن وتيرة التطورات السياسية الجارية من حولنا في المنطقة تستلزم في هذه الفترة أكثر من أي وقت مضى تكثيف حركة الاتصالات السياسية والدبلوماسية ما بين البلدين الشقيقين، وتبادل الزيارات والتباحث في وجهات النظر تجاه كل المشكلات التي نعاني منها، في الإتجاه الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى تحقيق المصلحة الوطنية اللبنانية والايرانية على حد سواء". وتابع: "عقدنا لقاء قيما وبناء للغاية مع دولة رئيس الحكومة الأستاذ تمام سلام، وأستطيع القول إن وجهات النظر كانت متطابقة تقريبا إلى حد بعيد في مقاربة كل الملفات، وكانت وجهات النظر متطابقة تماما حول تشخيص الكيان الصهيوني على أنه العدو الأشرس والأساسي للأمة الإسلامية، ونحن عبرنا عن وجهة نظرنا خلال هذا اللقاء الكريم أن هدف كل هذه التطورات التي تجري من حولنا في هذه المنطقة، والتي يراد من خلالها تعكير صفو العلاقات الأخوية ما بين الدول الإسلامية، هو لاراحة بال الكيان الصهيوني وجعله يعيش في آمان. لذلك نحن نعتقد أن الواجب يملي علينا جميعا، كبلدان وحكومات وشعوب إسلامية، أن نبقى على الإتجاه الذي يبقي الكيان الصهيوني هو الخطر الأساسي الذي يستهدفنا جميعا. وهذه الرؤية كانت مشتركة بيننا وبين دولة رئيس الحكومة".

وأردف: "في ما يتعلق بالفراغ الرئاسي في لبنان، عبرنا عن وجهة نظرنا لدولة الرئيس على أن الشعب اللبناني العزيز والنخب السياسية اللبنانية بإمكانها من خلال الحوار والتواصل والتلاقي أن توجد حلا لهذه الأزمة السياسية المستفحلة من خلال الإرادة الوطنية اللبنانية المستقلة والحرة بعيدا عن أي تدخل خارجي".

وختم: "نعتبر أن هذا البلد العزيز هو بلد سيد حر مستقل وأن الشعب اللبناني هو شعب يتمتع بقدر كبير من الوعي والإدراك والحكمة والشجاعة والدراية والقوة، وأكبر تجربة على هذا الأمر أن الشعب اللبناني استطاع من خلال مقاومته الباسلة والحرة والأبية أن يحقق الإنتصار الكبير والتاريخي ضد الكيان الصهيوني في العام 2000 عندما تمكن من دحر القوات الإسرائيلية المحتلة عن الأراضي اللبنانية. لا شك ان الوحدة والتكاتف هما الطريق الوحيد نحو الإنتصار، ونحن على ثقة تامة أن لبنان العزيز من خلال وحدته والحوار الوطني البناء الجاري فيه سوف يتمكن في المستقبل القريب من حل كل الملفات السياسية التي ما زالت عالقة وأن يعود لبنان مرة أخرى كنموذج يقتدى به سواء في العالم العربي أو في العالم الإسلامي، وعلى أمل الوصول إلى هذا الهدف".

العريضي

وكان سلام استقبل صباحا في السراي الكبير، النائب غازي العريضي.

 

انتخاب رئيـس لسنتين اقتراح لسفير أوروبي بكركي لم تستسغه وعون لم يتبلغه رسمياً

رضوان عقيل/النهار/26 نيسان 2016

يراوح ملف انتخابات رئاسة الجمهورية من جلسة الى أخرى من دون تحقيق تقدم، ويقترب عددها من الأربعين من غير قطاف بانتخاب الرئيس وتثبيته على الكرسي الأول في قصر بعبدا، حيث نبت العشب على طريق المدخل المؤدي اليه. وفي ظل الشغور الطويل الذي سيطوي عامه الثاني في أيار المقبل ظهر في الأسابيع الاخيرة اقتراح انتخاب رئيس لمدة سنتين وحسم أربع من ولاية الرئيس المقررة في الدستور. أين ولد هذا الاقتراح الذي يختلف عن المخرج الذي قدمه الرئيس حسين الحسيني أي انتخاب رئيس انتقالي؟ في المعلومات انه قُدّم إلى بكركي مطلع شباط الفائت عندما استقبل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي سفراء الدول الخمس الكبرى ومعهم سفراء الاتحاد الاوروبي وجامعة الدول العربية وتناول معهم ازمة الرئاسة وإمكانات الحلول والاتصالات التي يمكن ان تساعد في انتخاب الرئيس. وفي الإجتماع تلقى الراعي سؤالا من سفير أوروبي ناشط، يحظى بإعجاب احد المراجع: ما رأيك في انتخاب رئيس لمدة سنتين؟ كان السفير يقصد النائب العماد ميشال عون وان لم يسمه، علّ الاقتراح يلقى قبول الافرقاء السياسيين للخروج من المأزق الرئاسي. لكن الراعي لم يستسغ الفكرة وبقيت الواقعة محفوظة تحت قبة بكركي. وتردد ان الاقتراح طرح من جديد لدى زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لبيروت. وتلقت شخصية سياسية مؤثرة في البلاد محضراً عما دار في بكركي، لأن تطبيق الفكرة يحتاج الى تعديل دستوري في مجلس النواب قبل مباشرة التنفيذ، وتعترف الشخصية بأن أحداً لم يفاتحها في هذا الموضوع. وعندما سئل عون رأيه في الاقتراح خلال جلسة سياسية ضيقة في الأيام الاخيرة لم يعلق عليه، واكتفى بالقول ان لا علم له به سوى ما تتناوله وسائل الإعلام في هذا الخصوص. وفهم السائل ان الجنرال لا يقبل بفكرة ولاية من سنتين كما لا يقبل بأي انتقاص من الموقع الأول في البلاد. ويعتقد سياسي قريب من عون ان "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" وبكركي وسائر القوى المسيحية لن تقبل بـ"مشروع السنتين" لأنه ينتقص من موقع الرئاسة. وتسأل هذه الشخصية المتابعة: إذا ظن البعض ان هذا الطرح يهدف الى انتخاب عون لسنتين والتخلص منه وقطع طريق ترشحه للولاية التي تحل بعد السنتين في حال وصوله وتحقيق حلمه... فهو واهم. وانطلاقا من ردود القوى المسيحية على الاقتراح تبيّن أن دون تحقيقه عقبات جمة لاعتبارات عدة. وقد سئل احد السياسيين الذين لا يتقاطعون مع عون رأيه في الاقتراح، فأجاب ضاحكا بأن "عون يقبل بيومين ولن يتزحزح بعدهما من قصر بعبدا الا بالقوة على غرار ما فعل بعد المدة التي امضاها في رحابه بعد انتهاء ولاية الرئيس أمين الجميل". ويتزامن اقتراح ولاية السنتين مع انهماك"التيار العوني" وبقية الأفرقاء في الاستحقاق البلدي الذي بات في حكم المؤكد ولا قدرة لأي فريق على التنصل منه. وعند الانتهاء منه وانتخاب مجالس بلدية جديدة في كل المناطق سيسأل العونيون: لماذا لا تحصل الانتخابات النيابية قبل انتهاء الولاية الثانية الممدة للمجلس الى العام 2017؟ فالذرائع الأمنية التي يقدمها البعض حيال الاستحقاق الاخير لم تعد ذات قيمة وجدوى، ولا سيما انه لم يتم الاتفاق بين الافرقاء بعد على قانون الانتخاب الذي "يتقهقر" على طاولة مناوشات الجهات التي تعمل على نسج قانون على مقياس مناطقها ومذاهبها وحجم انتشارها والحفاظ على حصصها. ولم يتوان احد الاقطاب عن القول ان كثيرين في ظل هذه المعمعة لا يعملون ولا يجتهدون سوى في الاعلام وأمام الرأي العام للتوصل الى قانون عصري، يقوم على النسبية وتبقى سيوفهم عليها!

 

جعجع استقبل غطاس خوري موفدا من الحريري وبحثا في ملفات الساعة

الإثنين 25 نيسان 2016 /وطنية - استقبل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب، النائب السابق غطاس خوري، موفدا من الرئيس سعد الحريري، في حضور رئيس جهاز الاعلام والتواصل في "القوات" ملحم الرياشي. وقد عرض المجتمعون، خلال اللقاء الذي دام حوالي ساعتين من الوقت، بحسب بيان المكتب الاعلامي في معراب، "لآخر ملفات الساعة وعلى رأسها انتخابات رئاسة الجمهورية والانتخابات البلدية والاختيارية فضلا عن العلاقة بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية والوضع الداخلي لقوى 14 آذار.

 

الكتائب: تجيير المجلس النيابي لمهمة غير انتخاب رئيس هرطقة دستورية

الإثنين 25 نيسان 2016 /وطنية - جدد المكتب السياسي الكتائبي في بيان اثر اجتماعه الدوري الأسبوعي برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميل، تأكيده على "احترام الدستور"، رافضا "تعديله في غياب رئيس للجمهورية اولا او على مقاس اشخاص ثانيا". وإذ رفع "لاء كبيرة في وجه تقصير ولاية رئيس الجمهورية"، اعتبر ان "أفق الرئاسة ليس مسدودا على الاطلاق والترشيح لا ينحصر ولن ينحصر يوما بمرشحين اثنين، بل هو مفتوح على مدى أوسع يشمل طاقات حية بعيدة عن الاصطفاف السياسي". ورأى ان "التعطيل المتعمد للانتخابات الرئاسية والمجاهرة بذلك وتبشيرنا بسنة تعطيل اضافية هو اعلان نوايا واضح على ان لا ارادة عند حزب الله وحلفائه لاجراء انتخابات رئاسية في لبنان". وجدد الحزب موقفه "الرافض لتشريع الضرورة المخالف للدستور"، سائلا: "من يحدد الضرورة وهل من ضرورة اكبر من انتخاب رئيس للجمهورية؟". وقال: "ان الدستور واضح وجلي، فالمجلس النيابي هو هيئة ناخبة ويبقى كذلك حتى انتخاب رئيس للجمهورية وتجييره لغير هذه المهمة هو هرطقة دستورية". واعتبر ان "ما تعرض له الأرمن والسريان والكلدان والأشوريون من ابادة جماعية جزءا من ذاكرتنا الجماعية"، مطالبا بجعل "الرابع والعشرين من نيسان من كل عام يوما وطنيا اجلالا واستذكارا للشهداء الذين سقطوا".

 

المكتب الاعلامي في بكركي: وثيقة وهاب مختلفة عن تلك المقدمة من الراعي الى هولاند

الإثنين 25 نيسان 2016 /وطنية - صدر عن المكتب الاعلامي في الصرح البطريركي ما يلي: "لقد نشرت بعض وسائل الاعلام وثيقة مكتوبة من صفحتين نقلا عن الوزير السابق وئام وهاب الذي قال انها نسخة عن الوثيقة التي قدمها غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بتاريخ 17 نيسان 2016. وتوضيحا لذلك يؤكد المكتب الاعلامي ان الوثيقة المذكورة تختلف تماما عن الوثيقة التي سلمها غبطته الى فخامة الرئيس هولاند وبالتالي فهي ليست صحيحة. اشارة الى ان غبطته تلقى الكثير من الكتابات والاقتراحات بمناسبة زيارة الرئيس هولاند، كما نُشرت في الصحف رسائل عديدة مفتوحة، لكن مذكرة البطريرك تختلف عنها كلها".

 

اشتباك بالايدي بين طلاب الكتائب والقومي امام الجامعة الاميركية قبل احياء يوم بشير الجميل

الإثنين 25 نيسان 2016 /وطنية - افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام عن حصول اشتباك بالأيدي بين طلاب حزب الكتائب ومناصرين من الحزب السوري القومي أمام الجامعة الأميركية في بيروت، على خلفية إطلاق طلاب القومي عبارات مسيئة للرئيس الشهيد بشير الجميل في حضور النائب نديم الجميل.

وعلى الفور، حضرت الى المكان دورية لقوى الامن الداخلي  وعملت على تطويق الحادث. اشارة الى ان الاشكال حصل خلال إقامة خلية “القوات اللبنانية” في الجامعة الأميركية في بيروت يوم وفاء للرئيس الشهيد بشير الجميل في حرم الجامعة.

 

طلاب الكتائب تعليقا على الإشكال في الأميركية: لن نسمح بسيطرة المنطق الإلغائي على جامعاتنا والمساس برموز المقاومة

الإثنين 25 نيسان 2016 /وطنية - صدر عن مصلحة الطلاب والشباب في حزب الكتائب اللبنانية بيان جاء فيه: "لدى مشاركتهم في يوم بشير الجميل في الجامعة الأميركية في بيروت، وبعد منعهم من دخول حرم الجامعة من قبل الأمن الخاص بها، وقع إشكال بين طلاب حزب الكتائب وطلاب الحزب القومي السوري الإجتماعي. وبالتفاصيل، ولدى وصول طلاب الكتائب أمام الجامعة الأميركية في بيروت، بدأ طلاب الحزب القومي السوري الإجتماعي بتوجيه الشتائم للرئيس الشهيد بشير الجميل والتهديدات للرئيس أمين الجميل وسواها من الشعارات والإهانات لرموز المقاومة اللبنانية وشهداء حزب الكتائب ، تم الرد عليها بصيحة "بشير حي فينا" من قبل طلاب الكتائب، تلى الأمر تضارب بين الطرفين انتهى بتدخل القوى الأمنية من دون وقوع أي إصابات في صفوف طلاب الكتائب". وفي هذا السياق، أكدت مصلحة الطلاب "عدم سماحها بسيطرة المنطق الإلغائي على جامعاتنا والمساس برموز المقاومة اللبنانية عموما، ورموز حزب الكتائب اللبنانية خصوصا، فهذه المقدسات نسعى إلى تكريمها والحفاظ على مسيرتها في كل لحظة".

 

مكتب نديم الجميل: ادارة الجامعة الاميركية طلبت تدخل قوى الأمن لإيقاف المعتدين

الإثنين 25 نيسان 2016 /وطنية - أوضح المكتب الإعلامي للنائب نديم الجميل أنه "رغم محاولات طلاب الحزب السوري القومي الاجتماعي إثارة الغوغاء والفوضى على مدخل الجامعة الأميركية، بعد ظهر اليوم، لمنع الطلاب من حضور اللقاء الذي دعا اليه النادي الاجتماعي في الجامعة مع طلاب القوات اللبنانية حول الرئيس بشير الجميل، واشتباكهم بالايدي مع الطلاب ومنهم طلاب الكتائب، تأخر وصول المحاضرين الاستاذين أنطوان نجم والمحامي عبد الحميد الاحدب اكثر من نصف ساعة الى قاعة المحاضرات في مبنى الويست هول، ولكن سرعان ما طلبت إدارة الجامعة تدخل قوى الأمن الداخلي لإيقاف المعتدين وإبعادهم، وبدأ اللقاء بحضور النائب نديم الجميل وعدد من الشخصيات الأكاديمية والاعلامية وطلاب من مختلف الاتجاهات. وعرض خلال اللقاء فيلم وثائقي قصير عن حياة ومواقف الرئيس بشير الجميل وتحدث المحاضران عن بشير الجميل حامل هم البشر والحجر: حئت بمهمة محددة وهي 10452كلم2".

 

اقتراح رئيس لسنتين… بين الاشاعة والحقيقة

خاصّ جنوبية 25 أبريل، 2016

يتردد مؤخرا في الأوساط السياسي الحديث عن اقتراح يقضي بانتخاب رئيس تكتّل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون رئيساً للجمهورية لمدة سنتين، ويفتح الباب أمام قانون جديد للانتخابات النيابية، فضلاً عن إصلاحات تعيد الفعالية إلى موقع رئاسة الجمهورية. فهل سينتهي قريبا الشغور الرئاسي؟

فيما لم يسجل اي جديد على خط الاستحقاق الرئاسي، تترد في الكواليس السياسية عن اقتراح يقضي بانتخاب رئيس تكتّل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون رئيساً للجمهورية لمدة سنتين يُنهي الشغور الرئاسي. وعلى الرغم من أنه لم يجد بعد من يتبنّاه رسمياً، إلا أنه لا تستبعد الاوساط السياسة امكانية المضي بهذا الاقتراح. سيما بعد الموقف الأخير للرئيس سعد الحريري، والذي قال فيه إنّه إذا تأمّنَ النصاب فإنّه سينزل إلى مجلس النواب لينتخبَ رئيساً، وإذا فاز عون فسيكون أوّلَ المهنّئين، لأنّ وصول أيّ شخص إلى سدّة الرئاسة أفضل من الفراغ. سليمان فرنجية كما إضافة إلى مواقف رئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية الأخيرة، ولغته الهادئة حيال عون، عزّز فرَضية وجود طرح كهذا، عِلماً أنّ فرنجية أكّد أمس أنّ “بين الأحبّاء هناك دائماً عتَب، أو لوم، تقارُب أو تباعُد، كما الحال بين الوالد وابنه أو الأخ وأخيه، والصداقات الجديدة قد توصِل إلى تفاهم سياسي بالتشديد على أنّ “البلد أهمّ شيء”. لافتا إلى أنّ “الإنجاز الأهم تحقّق وهو أنّ الرئيس من فريقنا، ويجب أن لا نخسره، سواء كان العماد ميشال عون أو سليمان فرنجية”. وعلى الرغم، من تزايد الكلام حول هذا الاقتراح إلا أن الرابية تتعاطى مع هذ الاقتراح بما يشبه “عدم الاكتراث. وفيما لم يشَأ “حزب الله” تأكيد وجود مِثل هذا الطرح أو نفيَه أو الحديث عنه، إذ لا يزال على موقفه الداعم ترشيحَ عون. تعتبر مصادر مواكبة للملف الرئاسي أنّ “ما يجري التداول به هو مجرّد فكرة لم ترقَ بعد إلى منزلة الطرح الجدي، كذلك فإنه لم يُطرَح على “حزب الله” بعد، كما أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري ليس في صورته، ولا أحد أثارَ هذا الاقتراح مع عون نفسه”. وئام وهابوكان وئام وهّاب كشف ان هذه الفكرة جاءت في نص مذكرة سلمها البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أثناء زيارته الأخيرة للبنان، والذي لم يمانع بها، واعداً بالعمل على تسويقها. ووفقاً للمذكرة، يتم انتخاب رئيس لمرحلة انتقالية مدتها سنتان، تجري خلالها إصلاحات تتعلق بموقع رئاسة الجمهورية، ورئاسة الحكومة، ويقر قانون الانتخاب وينتخب مجلس نيابي جديد وتسير عملية الدولة، بما يمهد للانتقال إلى مرحلة جديدة.

بكركي لم تتبلغ بعد

من جهتها، أكّدت مصادر بكركي لـ”الجمهورية” أنّه لم يتمّ حتى الساعة التحدّث رسمياً مع البطريرك الراعي في اقتراح انتخاب رئيس جمهورية لمدّة سنتين، “مع العلم أنّ هذا الأمر يؤدي إلى تقصير ولاية الرئيس التي تبلغ ستّ سنوات”.

– أكّد أنّ “أيّ طرح آخر هو في الواقع إسقاط مشروع طرح العماد عون، وهذا لا يمكن أن نقبل به في هذه المرحلة التي يستمرّ فيها العماد عون في الترشّح”.

قال: “لا نعلم متى تتغيّر الظروف لمصلحة تغيير بعض المواقف لانتخاب الرئيس لكن يبدو أنّنا أمام أزمة مستمرّة لفترة من الوقت”.

– رأى أنّ “زمن التسويات لم يحِن وقتُه حتى الآن، ويبدو أنّ الأمور تتطلب بعض الوقت، أقلّه أشهراً إلى الأمام، وقد يتجاوز الأمر أكثر من سنة، ريثما تتبلوَر الأمور الموضوعية لبعض الحلول والتسويات”.

أكّد أنّه “لا يوجد شيء حاضر في لبنان في هذه المرحلة”.

 

"حزب الله".. القلمون والغوطة أولوية ميدانية!

منير الربيع/المدن/الإثنين 25/04/2016

لا تزال طبخة الترانسفير السوري ما بين محيط العاصمة دمشق والشمال، على نار هادئة. بعد المرحلة الاولى من الاتفاق الذي حصل وتم تنفيذه برعاية ايرانية - تركية قبل اشهر وتمثّل باخراج جرحى مدينة الزبداني من ريف دمشق مقابل اخراج جرحى منطقتي كفريا والفوعا في ريف ادلب، مرّت المرحلة الثانية بواقع أقلّ صخباً على الصعيد الاعلامي، وتم اخراج نحو ٥٠٠ مدني من المنطقتين قبل ايام، ٢٥٠ شخصاً من الزبداني ومضايا باتجاه ادلب، مقابل ٢٥٠ من كفريا والفوعة الى محيط دمشق. تؤكد هذه الخطوة الجديدة، أن الاطار العام للاتفاق لا يزال قائماً، بغض النظر عن تنفيذ البنود التفصيلية له، بمعنى عدم الالتزام باستمرار ادخال المساعدات وتخفيف الحصار والى ما هنالك من امور تتعلق بالشق الانساني، لا بل اكثر من ذلك، فإن الحصار تشدد اكثر والاجراءات اخذت منحى تصعيدياً اكبر، لا سيما ان المساعدات الغذائية والطبية منعت من الدخول اكثر من مرة من الدخول. ووفق ما تعتبر مصادر مطلعة ل"المدن" فإن كل ذلك لا يحيد عن الهدف الاساسي وهو استخدام هذا الاسلوب التصعيدي والضغط، بهدف اجبار المدنيين على مغادرة تلك المنطقة وليس فقط الزبداني، لا بل مضايا وبقين وسرغايا، ليصبح محيط دمشق له انتماء مذهبي وولاء سياسي صرف. على ان يستعيض هؤلاء بحسب وجهة النظر الايرانية عن هذه المنطقة بادلب واجزاء من ريف حماه وريف حلب. وفي الوقت الذي ارسل فيه "حزب الله" تعزيزات الى حلب في محاولة للاستعداد لمعركة هناك لاستعادة المدينة، كان الحزب ايضاً يرسل التعزيزات الى القلمون، حتى ان المعلومات تتحدث عن امكانية نقله لاسلحة متطورة وصواريخ معينة الى تلك المنطقة للحماية في تضاريسها وطبيعتها.

ولذلك يبدو ان التوجه الاساسي للحزب لا يزال واحداً، بمعنى انه يريد القلمون وريف دمشق بأي ثمن، وطالما انه ينجح عبر سياسة النفس الطويل في الزبداني، فهو ايضاً يستخدم اسلوب الضغط العسكري والأمني وحتى الانساني في القلمون لاجبار المسلحين على الخروج منها.

وتؤكد مصادر "المدن" ان الحزب سيستكمل كل مساعيه بشتى الطرق لتحقيق ما يريد، ومجدداً فإن القلمون وريف دمشق تصبح اكثر فأكثر ضرورة استراتيجية للحزب لاسيما في ضوء بروز ضغوط عديدة عليه، سياسية، عسكرية، مالية ومعنوية. وتقول المصادر:" طالما ان حزب الله يتعرض لحصار سياسي ومالي فهو يريد فك هذا الحصار بأي طريقة بالاضافة الى الالتفاف على اي حصار عسكري. وفي هذا الاطار، تلفت مصادر معارضة للحزب عبر "المدن" إلى أن منطقة القلمون والقرى هناك تحولت الى معسكرات تدريب من جهة، واخرى اماكن لتصنيع الممنوعات والكبتاغون لترويجها ومحاولة توفير موارد مالية جديدة. هذا الامر تنفيه مصادر الحزب، وتعتبر ان هدف وجود الحزب في تلك المنطقة معروف. اما على الصعيد العسكري، فإن طبيعة القلمون تشكل للحزب مكاناً حامياً له ولترسانته، في ضوء الحديث عن احتمالات توجيه ضربة اسرائيلية، وبالتالي فإن وضع الترسانة العسكرية الاساسية هناك، يعني انها قد تكون بمأمن عن أي غارات او ضربات.

 

حزب الله" يُعيد عناصره إلى المساجد

 "لبنان 24" 2016-4-25 /علِم "لبنان 24" من مصادر مطلعة أن "حزب الله" أقام ورشاً داخلية سيتضاعف نشاطها في المرحلة القادمة تتعلق بالأمور التنظيمية الداخلية، وخصوصاً مسألة الالتزام الديني. وأشارت المصادر إلى أن الورشة تهدف إلى إعادة ضبط الأمور بشكل كبير داخل الحزب بعدما بروز الكثير من التجاوزات لأسباب تتعلق بتضاعف عدد المنتسبين والإنشغال بالحرب السورية. ولفتت المصادر إلى أن الورش القائمة ستؤدي إلى إعادة ضبط عناصر الحزب بالمعنى الديني والسلوكي كالحضور إلى المساجد، إضافة إلى تعديلات تنظيمية لها علاقة بالهيكلية ومنظومة القيادة والسيطرة.

 

اجراءات عقابية على اي مؤسسة اعلامية تبث خطابات نصرالله...

علمت "الديار" ان رئيس الحكومة السابق سعد الحريري سمع في الرياض تساؤلات حول الاسباب الموجبة لتقديم تنازلات لحزب الله في هذه المرحلة، فالقيادة في السعودية ابلغته ان التصعيد المتدرج ضد الحزب مستمر ولن يتوقف عند الاجراءات الاعلامية والمالية والسياسية الراهنة.

فدائرة العقوبات ستتسع لتشمل دوائر اعلامية وسياسية تدور في "فلكه" بهدف تضييق الخناق عليه وزيادة عزلته الداخلية بعد ان تم عزله عن محيطه العربي والاسلامي، والتوجه السعودي المقبل نحو فرض اجراءات عقابية على اي مؤسسة اعلامية تبث خطابات الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.

 واذا كانت اسرائيل ترى ان الحزب ازداد قوة بفعل انخراطه في الحرب السورية، فان للسعودية قراءة مختلفة تشير الى انه بات اكثر ضعفا، فواشنطن المختلفة مع المملكة على كثير من القضايا متضامنة معها في التضييق على الحزب، وتصاعد الحملة الاميركية لتجفيف مصادر تمويله في لبنان وخارجه، دليل حسي على ذلك".

 

الإطباق" على حزب الله وفق التوقيت الأميركي؟

الجمهورية/انطوان فرح/25 نيسان/16

هناك ترابط واضح بين نتائج قمة قصر الدرعية، والصيغة المتشددة التي تتبعها واشنطن في محاصرة حزب الله لتجفيف مصادر تمويله. وبين المشهدين مساحة من القلق في بيروت حول تطبيق القانون الأميركي، والتداعيات المحتملة في أكثر من اتجاه. في الأيام القليلة الماضية، تسابقت الاقلام على الكتابة والتحليل في موضوع دخول القانون الاميركي الخاص بتجفيف منابع تمويل حزب الله حيز التنفيذ في 15 نيسان الجاري. وترافق هذا الموعد مع صدور اول لائحة اسماء لاشخاص وشركات مشبوهة وضعها القانون الاميركي على اللائحة السوداء. ولم يتوقف الجدال حتى اليوم في الخطوات التي يمكن ان تتخذها المصارف اللبنانية حيال هذه اللائحة، وهل ستنتظر توجيهات من البنك المركزي لتتصرف على أساسها؟ في المبدأ، لا تحتاج المصارف الى تعميم من المركزي في هذا الموضوع الذي سبق وجرى التفاهم حوله منذ فترة طويلة، وقضية الالتزام بأي لائحة سوداء يقدمها الاميركيون، لا تحتاج الى أخذ ورد، ويتم تطبيقها فورا في المصارف. في المعلومات المتوفرة اليوم، ان الاميركيين يبدون جدية استثنائية في تطبيق هذا القانون. هذا التشدّد يتماهى مع المناخ الذي اشاعته نتائج القمة الخليجية التي عقدت في قصر الدرعية في الرياض وحضرها الرئيس الاميركي باراك أوباما. وبدا واضحا من المقررات ان هناك توافقا اميركيا خليجيا على ضرورة محاربة حزب الله، وتجفيف مصادر تمويله، واتهم البيان الختامي للقمة إيران بزعزعة استقرار المنطقة ودعمِها لجماعات إرهابية، منها حزب الله. واتّفقَ المشاركون في القمّة على زيادة تبادل المعلومات في شأن الأخطار الإيرانية في المنطقة. هذا المناخ يرى فيه البعض انه يعكس قراءة اميركية مستندة الى معلومات، مفادها ان وضع حزب الله المالي ليس في أحسن حالاته في هذه الحقبة، وان الإطباق عليه مالياً صار ممكناً في هذه الظروف. هذا المناخ الذي تعرفه السلطات اللبنانية، السياسية والنقدية، يحتّم التعاطي بحذر مع هذا الملف. من جهة، لا يمكن إلا تطبيق القانون من دون قيد أو شرط، ومن جهة ثانية، سيكون الالتزام قاسيا أحيانا، خصوصا ان الاميركيين يصرّون على رفع كل الخطوط الحمر، وسيتم وضع اسم اي شخص او مؤسسة مشبوهة على اللائحة السوداء، ومن ضمنها المصارف، اذا ما تبيّن أن هناك اي مصرف، كبيراً كان او صغيراً، لا يتعاون كما ينبغي في تطبيق القانون.  ورغم ان تطبيق القانون سيتم على نطاق عالمي، وستلتزم به كل الدول، الا ان لبنان سيكون في وضعية خاصة، صعبة واستثنائية انطلاقا من النقاط التالية:

اولا – ان مسألة رواتب وزراء ونواب حزب الله لا تزال عالقة، رغم كل ما قيل عكس ذلك. ويحاول لبنان اقناع الاميركيين باستثناء هذه المسألة على اعتبار انها مرتبطة بتحويل صغير يتعلق بالراتب فقط. لكن حتى الان، لم يصدر قرار أميركي حاسم، وفي حال قال الاميركيون كلمتهم لجهة وقف حسابات هؤلاء، لن يكون امام المصارف سوى الانصياع. بالاضافة الى مخاوف مستجدة من أن يشمل الحظر الاميركي مستقبلا رؤساء البلديات المحسوبين على الحزب الذي بات مصنفاً منظمة اجرامية عابرة للحدود، خصوصا ان الرقابة لم تعد تقتصر على التحويلات بالدولار، بل بالعملات كافة، بما فيها الليرة اللبنانية طبعا.

ثانيا – ان موقف حزب الله الذي عبّر عنه سابقا امين عام الحزب السيد حسن نصر الله يعارض الانصياع للتوجيهات الاميركية، وينبغي الانتظار لمعرفة ردة فعله عندما يبدأ التطبيق العملاني للقرار، خصوصا في حال صدرت لوائح اسمية شملت شرائح واسعة من البيئة الشيعية المقيمة والمغتربة.

ثالثا – ان توسيع مروحة اللوائح السوداء قد يشمل مؤسسات واشخاص لديهم ثقلهم المالي في البلد وبالتالي، قد يؤثر ذلك على الحركة المالية على كل المستويات، في وقت يمر فيه السوق اللبناني باسوأ حالاته.

 

بشارة طربيه: لم اكن يوما محامي الحريري وأضع نفسي بتصرف القضاء

الوكالة الوطنية للإعلام/ الحياة/25 نيسان/16

اعلن المحامي بشارة طربيه، في بيان اليوم، انه "عطفا على المقال الذي أوردتموه نقلا عن صحيفة "السفير" المنشور في عددها الصادر بتاريخ 25/4/2016 تحت عنوان" شبكة باريس" سلمنا محامي (سعد ) الحريري 7 ملايين يورو والذي أتت فيه صحيفة "السفير" على سرد وقائع لا تمت للحقيقة بصلة وتمسني شخصيا.

جئت بموجبه اوضح ما يلي:

اولا : انا لست ولم اكن يوما محامي دولة الرئيس سعد الحريري، وبالتالي فأنا على ثقة ان الزملاء وكلاءه القانونيين سوف يتولون الرد على الوقائع الواردة فيه.

ثانيا: انني انفي اي علاقة تربطني او تربط اي من موكليي بالشبكة اللبنانية المذكورة في المقال.

ثالثا: انني وفي مطلق الاحوال أضع نفسي دوما بتصرف القضاء والتحقيق في فرنسا او في اية دولة اخرى.

وعليه، أتمنى على صحيفة غراء كصحيفة "السفير" وعلى الصحافة اللبنانية عموما التأكد من صحة ودقة المعلومات التي يتم نشرها والتي تمس بحقوق وسمعة الاشخاص، حفاظا على المهنية والصدقية.

وبالتالي واستنادا لاحكام قانون المطبوعات - اطلب من جانبكم نشر هذا التوضيح فورا على موقعكم الالكتروني وفي المكان عينه حيث تم نشر الخبر الكاذب محتفظا في حق مراجعة القضاء المختص واتخاذ التدابير القانونية اللازمة بهذا الخصوص".

 

المكتب الاعلامي للحريري: طربيه ليس محامي الحريري ولا تربطه به اي علاقة

وكالات/الاثنين 25 نيسان 2016 /صدر عن المكتب الإعلامي للرئيس سعد الحريري البيان الآتي: "نشرت صحيفة السفير اليوم ما ورد في صحف فرنسية امس، نقلا عن أفراد شبكة متهمة بتبييض أموال مخدرات عصابات كولومبية لصالح حزب الله، زعمهم أنهم سلموا اموالا الى المحامي الاستاذ بشارة طربيه زاعمين انه محامي الرئيس سعد الحريري وان المحامي طربيه أبلغهم ان الأموال ستسلم الى الرئيس الحريري. وإذ يكرر المكتب الإعلامي للرئيس الحريري ما ورد في الصحافة الفرنسية في الوقت نفسه امس، من ان الاستاذ بشارة طربيه ليس محامي الرئيس الحريري ولا تربطه به اي علاقة شخصية او مهنية، وان مزاعم أفراد الشبكة المتهمين لا أساس لها من الصحة، فإنه لا يستغرب ان يلجأ هؤلاء الى أسلوب النيل السياسي الرخيص من الشرفاء لحرف الأنظار عن الحقيقة عموما وحقيقة من يشغلهم خصوصا". 

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

بابت: على اللبنانيين إعتماد مبدأ الانتخابات التمهيدية للمرشح المسيحي لرئاسة الجمهورية

الإثنين 25 نيسان 2016 /وطنية - باريس - دعا النائب الاشتراكي الفرنسي جيرار بابت، إثر جولة له مع نواب فرنسيين نظمتها جمعية "مسيحيو الشرق الأوسط في خطر" في لبنان وسوريا والعراق، إلى "إعتماد مبدأ الانتخابات التمهيدية للمرشح المسيحي لرئاسة الجمهورية في لبنان من قبل المسيحيين، وذلك على غرار ما إتفق عليه حزب "الجمهوريون" والحزب "الاشتراكي" في فرنسا". وقال بابت في بيان: "هذا النظام المعتمد في فرنسا من قبل الغالبية والمعارضة يعد العدة للانتخابات الرئاسية وهو قد يسمح للمواطنين اللبنانيين من الطوائف المسيحية في التعبير عن رأيهم للخروج من المأزق الحالي". أضاف: "الهجرة في لبنان ناجمة اليوم عن الشك بالمستقبل وهو يتزايد بسبب عاملين: الفراغ في رئاسة الجمهورية بفعل عدم قدرة الأحزاب المسيحية على الإتفاق على مرشح، وكذلك بسبب تدفق اللاجئين السوريين المسلمين في غالبيتهم، مما يضاعف الاختلال الديموغرافي. وهذا ما جرى في مدينة زحلة، وتبين أن عدد الولادات في ال 2015 في مخيمات اللاجئين 60 ألفا مقابل 45 ألفا في العائلات اللبنانية".

 

الحريري أمام عائلات بيروتية: لائحة المرشحين للانتخابات البلدية ستكون مناصفة ونأمل أن تنتهي الاتصالات الجارية لاعلانها غدا

الإثنين 25 نيسان 2016 /وطنية - رأى الرئيس سعد الحريري ان "ما يطرح من مخارج لانتخاب رئيس للجمهورية لمدة سنتين أو أي مدة مختصرة أخرى، إنما يحتاج إلى تعديل دستوري"، وقال: "نحن لسنا في وارد الموافقة على هكذا طروحات، لأننا نعتبر أن الحل الدستوري والطبيعي الأمثل لأزمة الفراغ الرئاسي هو بنزول النواب إلى المجلس النيابي وانتخاب رئيس للجمهورية لمدة ست سنوات". وأمل الحريري خلال استقباله مساء اليوم في "بيت الوسط" وفودا من عائلات بيروتية من آل حسامي ونعماني ومسالخي وعفيفي والحوت ومحيو وبرغوت والقرق، في حضور المرشح لرئاسة المجلس البلدي في بيروت المهندس جمال عيتاني، في أن "تنتهي الاتصالات الجارية مع كل الأطراف السياسية وممثلي مكونات العاصمة في الساعات القليلة المقبلة لإعلان اللائحة المدعومة من تيار المستقبل لانتخابات المجلس البلدي لمدينة بيروت يوم غد الثلاثاء"، مؤكدا أنها ستكون "مناصفة بين المسلمين والمسيحيين، كما كان يفعل الرئيس الشهيد رفيق الحريري". وقال: "إننا مؤمنون بالمناصفة على الرغم من محاولات البعض المطالبة بلوائح طائفية أو مذهبية صرفة، من هنا أو هناك، ونحن لن ننجر إلى مثل هذه المطالبات أيا كان مصدرها، لإيماننا الراسخ بأن لبنان لا ينهض إلا بالمناصفة والعيش المشترك والوحدة بين أبنائه". وأكد أن "الانتخابات البلدية مهمة في هذه الظروف، لأنها تعبر عن إرادة شعبية للتشبث بالمسار والممارسة الديمقراطية للدولة، على الرغم من كل محاولات العرقلة والتعطيل للحياة السياسية في البلد". وقال: "لقد حاولوا منذ البداية إلصاق تهمة تأجيل الانتخابات وعدم إجرائها بتيار المستقبل، ولكني أؤكد لكم أن هذه الانتخابات ستجري في مواعيدها المحددة لأنها ضرورية للنهوض ببيروت وسائر المدن والبلدات والقرى في كل أنحاء لبنان". وفي رده على أسئلة الحاضرين، شدد الحريري على أن "بيروت بحاجة لمشاريع ضرورية ومهمة كمصنع لمعالجة النفايات وبناء المدارس ومواقف السيارات في العديد من المناطق وإنشاء الحدائق العامة ومشاريع الصرف الصحي والتخفيف من زحمة السير الخانقة"، آملا أن "يشكل المجلس البلدي المنتخب فريق عمل متجانسا قادرا على القيام بالمهمات المطلوبة منه والنهوض بالعاصمة نحو الأفضل في المرحلة المقبلة".

 

السناتور بلاك زار عون: آمل أن تتغير السياسة الأميركية في سوريا

الإثنين 25 نيسان 2016 /وطنية - التقى رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون في دارته في الرابية، السناتور الاميركي ديك بلاك، الذي رأى على الأثر "ان الجنرال عون كنز للبنان وثروة للبنانيين". وقال: "في أول زيارة لي للبنان بحثنا الوضع الجيوسياسي في المنطقة كلها، والجنرال عون رجل لامع وذكي، سمعت عنه الكثير ولا سيما انه الاكثر شعبية في لبنان، والآن فهمت لماذا وعرفت انه ديبلوماسي وبطل أتى بالاستقلال، وأنا فخور جدا بالوقت الذي خصصه للتحدث إلي. ولقد بحثنا في قضايا عدة، وأعطى حلولا لها، فهو إنسان واضح وكنز ثمين للبنان وثروة للشعب اللبناني، ورجل نظيف ومثقف".

سئل: هل تعتقد انه اذا انتخب احد المرشحين الجمهوريين فسوف يتغير الوضع في سوريا؟

أجاب: "أمنيتي أن تتغير سياستنا في سوريا. إني أحب بلدي، ولقد قاتلت من اجل الولايات المتحدة، ولكنني لست مطمئنا الى الاصداء غير الايجابية التي تحملها بلادي في سوريا. لقد وقفنا الى جانب الارهاب ضد الحكومة الشرعية في سوريا، وهذا ما بدا واضحا بعد الانتخابات التي حدثت في سوريا. البعض يسمونه النظام السوري، ولكن هم لم يقوموا قط بانتخابات في بلادهم، ولا ينوون القيام بها".

سئل: هل تعني بهذا المملكة السعودية؟

اجاب: "في جنيف 3 حيث يحاولون وقف الحرب، وهناك من يطالب بتغيير الدستور السوري. لقد درست الدستور السوري، وهو من أحدث الدساتير، ويحافظ على حقوق المرأة وعلى حرية المعتقد. أما في السعودية فالمرأة ليس لديها حقوق ولا حرية معتقد. وفي تركيا لديهم دستور جيد جدا ولكن لا يطبقونه، وهم يحاولون إلغاء الحريات". وأضاف: "إذا أوقفنا الإمدادات الحربية في سوريا فستتوقف الحرب، وإذا أوقفنا تدريب الارهابيين في الاردن والسعودية وفي بلدان عدة فستتوقف الحرب. اليوم الرئيس اوباما بدأ يفهم ما يدور في سوريا أكثر من الماضي، وأتمنى على الرئيس المقبل المنتخب في أميركا أن يكون فكرة أوضح عما يدور في سوريا حتى يتغير الاسلوب أكثر صوب الايجابية. اليوم حتى في الولايات المتحدة هناك انقسام حول الاوضاع في سوريا، من جهة البنتاغون ومن جهة أخرى من المخابرات الاميركية". وختم: "لدينا الكثير حتى نقوم بعمل سياسي ايجابي، وأتمنى ذلك".

كذلك التقى عون سفيرة الاتحاد الاوروبي كريستينا لاسن ووفدا من الجالية اللبنانية في جزر الكريبي بحث معه في الوضع الاغترابي.

 

 رئيس مجلس القضاء الاعلى الفرنسي حاضر في محكمة التمييز: المشكلة الاساسية لفقدان الثقة بالقضاء في فرنسا تعود للنظام الاجتماعي

الإثنين 25 نيسان 2016 /وطنية - نظم الرئيس الاول لمحكمة التمييز القاضي جان فهد محاضرة لرئيس مجلس القضاء الاعلى والرئيس الاول لمحكمة التمييز الفرنسية القاضي برتران لوفيل في محكمة التمييز، بحضور وزير الاعلام رمزي جريج، وزير العدل المستقيل أشرف ريفي، وزيرة المهجرين أليس شبطيني، رئيس مجلس القضاء الاعلى جان فهد، رئيس المجلس الدستوري عصام سليمان، رئيس ديوان المحاسبة القاضي احمد حمدان، رئيس مجلس شورى الدولة القاضي شكري صادر، نقيب المحامين في بيروت انطونيو الهاشم ونقيب المحامين في الشمال فهد المقدم، وعدد كبير من رؤساء الغرف ورؤساء محاكم التمييز وقضاة ونقباء سابقين وحشد من المحامين.

فهد

استهل فهد المحاضرة مرحبا بلوفيل وأبدى شرفه الكبير لحضوره، مذكرا ب"التعاون الثنائي التاريخي بين لبنان وفرنسا"، وتحدث عن وجه الشبه بين القضاءين وعن كيفية الاستفادة من خبرة القضاء الفرنسي.

وأشار الى ان "الهدف اليوم هو الحصول على عدالة سريعة، مستقلة، سيادية، عاقلة، مفهومة ومتسامحة"، موضحا انه "يتم العمل على قضاء اكثر استقلالية وعادل"، لافتا الى ان "وزير العدل اشرف ريفي اعطى طريقة ضمان اضافية لتأمين الاستقلال الذاتي في القضاء وقد بات فعالا في شباط الماضي".

لوفيل

من جهته، رأى لوفيل ان "هناك مسائل كثيرة ومشتركة بين البلدين، ولذا يمكنهما الاستفادة من بعضهما البعض"، معربا عن فرحه بالمشاركة في هذه المحاضرة خصوصا وان الرئيس الاول يشارك في هكذا ندوات في لبنان منذ عام 2001. وأوضح ان "البلدان اليوم تشهد تقدما كبيرا في طريقة الرقابة على القضاة بعد الدورات الاوروبية التي اقيمت في ستراسبورغ ولوكسامبورغ". وتحدث عن اهمية ما نتج عن دورات ستراسبورغ، فقد "ساعدت الفرنسيين على العمل بشكل اسرع لاصدار الاحكام، ما على اللبنانيين تعلمه واتباعه". وشدد على ان "فرنسا تعمل اليوم لمزيد من التطوير"، مشيرا الى "التعاون القائم بين الدول الفرنكوفونية"، مؤكدا "أهمية الوصول الى تعريفات موحدة في بعض المسائل المهمة والمفاهيم الاساسية". وتحدث عن "الاشكالية التي تواجه كافة الدول حول الاستقلال والاستقلالية ومفهومهما"، طارحا عددا من الاسئلة التي ناقشها مع الحضور كأهمية استقلالية القضاة وسبب هذه الاستقلالية، مؤكدا ان "الاستقلالية موضوع يشغل ويهم الجميع اليوم". ولفت الى ان "فرنسا اليوم تتبع دستورا وضع منذ 60 سنة وولد في ظروف صعبة جدا، وهي ترتكز اليوم على 4 مبادىء اساسية هي: الاقتراع العام الضروري، الفصل بين السلطة التشريعية والتنفيذية، مسؤولية الحكومة تجاه السلطات التشريعية، واستقلالية السلطة القضائية عن السلطات الاخرى لضمان الحريات العامة التي نص عليها في اعلان الحقوق". وأوضح أن "ادارة القضاء في فرنسا تتميز بالمشاركة في اتخاذ القرارات المتعلقة بمعظم التعيينات لتبقى تعيينات قليلة يتخذها وزير العدل"، متطرقا الى ميزانية السلطة القضائية في فرنسا وشارحا بعض التفاصيل عنها. واعتبر ان "المشكلة الاساسية لفقدان الثقة بالقضاء في فرنسا تعود للنظام الاجتماعي، خصوصا في ظل وجود عدد كبير من القضاة"، منوها بدور الجمعيات التي "تهتم بالحفاظ على الحريات". وأشار الى ان "فرنسا تعمل اليوم على الوصول الى تناغم في القرارات المتخذة من القضاة كتقنية جديدة متطورة".

 

الحاكم رياض سلامة شارك في الاجتماع التاسع للمجموعة الإستشارية الإقليمية للشرق الأوسط لدى مجلس الاستقرار المالي

الإثنين 25 نيسان 2016 /وطنية - عقدت المجموعة الإستشارية الإقليمية للشرق الأوسط وشمال افريقيا لدى مجلس الاستقرار المالي إجتماعها التاسع في الرياض. وقد شارك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في هذا الاجتماع الذي استضافته مؤسسة النقد العربي السعودي، مترئسا وفدا ضم نائب الحاكم الدكتور محمد بعاصيري ورئيس لجنة الرقابة على المصارف سمير حمود. وتم إطلاع أعضاء المجموعة على خطة عمل المجلس. كما تركز النقاش على قضايا الاستقرار الاقليمي والمخاطر حيث تم عرض آخر المستجدات في التطورات الاقتصادية والمالية الكلية العالمية. وقد ناقش أعضاء المجموعة آخر المبادرات المتعلقة بخدمات البنوك المراسلة والآثار المترتبة على البنوك والأنظمة المصرفية في المنطقة من جراء الانخفاض في خدمات البنوك المراسلة التي تقدمها البنوك الدولية (De-Risking). كما تم مناقشة التحديات في تنفيذ معايير الإنقاذ بمشاركة داخلية Bail-in clauses. وأثار حاكم مصرف لبنان موضوع التقلبات في أسواق السندات وتأثيرها على ذوي الدخل المحدود وضرورة وضع إجراءات لحماية مداخيلهم، كما تم تسليط الضوء على الخبرات في مجال حماية المستهلك والشمول المالي وأثره على الاستقرار المالي. وقد تم أيضا مناقشة التجارب في مجال استخدام "معرف الكيان القانوني" Legal Entity Identifier (LEI). وقد أنشىء مجلس الاستقرار المالي، وهو الهيئة الدولية التي تراقب وتقدم توصيات حول النظام المالي العالمي، عام 2009 بهدف تعزيز الاستقرار المالي العالمي من خلال التنسيق بين السلطات المالية وهيئات وضع المعايير الدولية لجهة تطوير السياسات التنظيمية والإشرافية وغيرها للقطاع المالي. وفي العام 2010، أنشأ مجلس الاستقرار المالي ستة مجموعات استشارية اقليمية بغية جمع شمل السلطات الاعضاء وغير الاعضاء في المجلس بهدف تبادل الآراء حول نقاط الضعف التي تؤثر على الأنظمة المالية والمبادرات لتعزيز الاستقرار المالي. ومن ضمن هذه المجموعات تلك الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا والتي تشمل حاليا السلطات المالية والرقابية في كل من لبنان والجزائر والبحرين ومصر والاردن والكويت والمغرب وعمان وقطر والمملكة العربية السعودية وتونس وتركيا والإمارات العربية المتحدة.

 

قزي التقى في يريفان رئيس حكومة ارمينيا ووزراء: نحن شعبان يقفان يوميا امام قبور شهدائنا

الإثنين 25 نيسان 2016 /وطنية - استقبل رئيس حكومة أرمينيا هوفيك ابراهاميان صباح اليوم، وزير العمل سجعان قزي في مقر رئاسة مجلس الوزراء، بحضور وزير العمل والشؤون الاجتماعية الارميني ارديم اصاداريان، السفير اللبناني الدكتور جان معكرون، وجرى البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها. وقد أثار رئيس الحكومة الارميني مسألة احياء اللجنة المشتركة اللبنانية الارمينية التي لم تجتمع منذ العام ال2004، متمنيا ان "يأخذ لبنان هذه المبادرة نظرا للعلاقات الوطيدة والمكثفة بين البلدين".

قزي

ثم عقدت خلوة مطولة بين ابراهاميان وقزي الذي قال على الاثر: "أبديت لرئيس حكومة ارمينيا مشاركة الشعب اللبناني للشعب الارمني في حزنه العميق على المجازر التي تعرض لها في بدايات القرن الماضي خصوصا وان اللبنانيين تعرضوا ايضا في مراحل عدة من تاريخهم القديم والحديث للحروب والمجازر، وهم اكثر من يشعر مع الشعب الارمني في محنته. وأبلغته ايضا سرورنا برؤية دولة أرمينيا تستعيد نهضتها التاريخية والوطنية والاقتصادية رغم كل الاخطار التي تحدق بها والتدخل في شؤون الشعب الأرمني من أطراف عدة. وأكدت لرئيس الحكومة بأن لبنان وإن كان ينأى بنفسه عن الصراعات في الشرق الاوسط والعالم، فإن هذا الموقف لا يمنعه من التمييز بين الحق والباطل، وبين الظالم والمظلوم والمعتدي والمعتدى عليه". أضاف: "لقد أبلغت رئيس الحكومة تحيات رئيس حكومة لبنان الاستاذ تمام سلام وإعجابه بالشعب الأرمني، كما أبلغته بأن الرئيس سلام تحفظ في قمة التضامن الاسلامي التي انعقدت منذ عشرة أيام في اسطنبول على التوصية التي طرحتها بعض الدول بالطلب الى أرمينيا بسحب قواتها من كراباخ العليا، وقد ابدى رئيس حكومة أرمينيا ارتياحه للموقف اللبناني وثمن بأن يكون لبنان الدولة الوحيدة من الدول المدعوة تمثل على مستوى وزير في احتفالات ذكرى المائة وسنة على المجازر التي ارتكبت بحق الأرمن عام 1915".

وكشف قزي أنه تمنى على "رئيس حكومة أرمينيا كما على وزير الخارجية الذي اجتمع به أيضا، بأن تبذل أرمينيا جهدا لدى بعض أصدقائها المؤثرين في لبنان من اجل تسهيل إنتخاب رئيس للجمهورية قبل استفحال الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وإنعكاسها على لبنان بشكل غير قابل للرجعة".

وقال وزير العمل: "لقد أبلغت رئيس الحكومة ووزير الخارجية وكل من التقيتهم من وزراء ومسؤولين في الجمهورية الأرمينية، بأن لبنان يثمن دور الطائفة الأرمنية في لبنان التي اصبحت جزءا لا يتجزأ من الشعب اللبناني وتساهم في نهضة البلاد وتعزيز وحدتها".

وزراء

والتقى قزي ايضا في يريفان، وزراء: العدل ابنييه هوفسانييان، الصحة ارمين موراديان وشؤون تنمية المناطق دافيت لوكيان، وكانت أجواء هذه اللقاءات جيدة وأكدت العلاقات الخاصة التي تربط لبنان بأرمينيا، كما ان السمة المميزة لكل هذه اللقاءات كانت بأن جميع الوزراء أبدوا أسفهم العميق وقلقهم تجاه الشغور الرئاسي في لبنان.

احتفال

وكان قزي شارك ممثلا رئيس الحكومة تمام سلام، في احتفال اقيم في مبنى النصب التذكاري للمجازر التي تعرض لها الارمن منذ مائة وسنة، بحضور رئيس جمهورية ارمينيا واعضاء الحكومة وبرلمانيين حيث تم وضع اكاليل من الورد على النصب التذكاري.

مأدبة غداء

وأقام السفير اللبناني في ارمينيا مأدبة غداء على شرف وزير العمل دعا اليها اركان الجالية اللبنانية في يريفان. والقى قزي كلمة في المناسبة شدد فيها على "العلاقات الاستثنائية لا المميزة فحسب بين ارمينيا ولبنان حيث يلعب أرمن لبنان دورا مهما منذ ان تجذروا في الوطن اللبناني"، مثنيا على "ما يقوم به المستثمرون اللبنانيون في ارمينيا على صعيد النهضة الاقتصادية للبلاد التي استعادت استقلالها منذ بداية التسعينيات وكان لبنان اول المعترفين بها كدولة سيدة حرة مستقلة".

 

تنسيقية مسيحيي الشرق في خطر: للحد من معاناة وانهاء القتل والتهجير وإبقاء الوجود المسيحي في الشرق ومنع اضطهادهم

الإثنين 25 نيسان /2016 /تحقيق ريما يوسف

وطنية - اضطهاد المسيحيين يعود إلى العصور المسيحية المبكرة، حيث عانى المسيحيون من الاضطهاد الديني، في عصور مختلفة تاريخيا وحاليا على حد سواء، وتم اضطهاد المسيحيين في وقت مبكر لإيمانهم، على أيدي اليهود، والذين منهم نشأت المسيحية كديانة، ومن قبل الإمبراطورية الرومانية التي كانت المسيطرة على معظم الأراضي التي انتشرت فيها المسيحية، استمر هذا الاضطهاد من القرن الأول حتى القرن الرابع، عندما أنهى مرسوم الإمبراطور قسطنطين المسمى في التاريخ باسم مرسوم ميلانو عام 313 مرحلة الاضطهادات وشكل اعتناقه للمسيحية نقطة تحول مهمة في التاريخ.

وفي بداية القرن الماضي، تعد المجازر الحميدية سلسلة من المجازر التي نفذها السلطان العثماني عبد الحميد الثاني في حق المسيحيين القاطنين شرق الأناضول من الأرمن والاشوريين بين عامي 1894 - 1896، وراح ضحيتها ما بين 80,000 - 300,000، كما خلفت المجازر ما يقرب من 50,000 يتيم. حدثت أهم المذابح المجازر في المرتفعات الأرمنية شرقي الأناضول وتعتبر من أسوأ المجازر التي لحقت بالأرمن في الفترة ما قبل الحرب العالمية الثانية، كما طالت كذلك السريان وخاصة في مدينة آمد في مجازر ولاية ديار بكر. وفي أيامنا الحالية، اتى إضطهاد المسيحيين على يد ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وجبهة "النصرة" ويمارسانه ضد الأقليات المسيحية في المنطقة الخاضعة لسيطرتها في العراق وسوريا وليبيا، وبلغ اضطهاد الأقليات المسيحية ذروته عقب سيطرة داعش على أجزاء من شمال العراق في حزيران 2014.

تنسيقية مسيحيي الشرق في خطر

ولهذه الاسباب أسس الفرنسي اللبناني الأصل باتريك كرم في 27 ايلول 2013 مع رجال الكنيسة المشرقية ومع مسيحيين علمانيين سياسيين من بلدان مختلفة في الشرق، "تنسيقية مسيحيي الشرق في خطر"، وساهم وفريقه في توعية الرأي العام على المخاطر المحدقة بكل المتنورين في منطقة الشرق الأوسط، ودعا إلى التضامن الفعلي مع ضحايا الراديكالية والتعصب ولا سيما الفكر الظلامي، وحض الحكومة الفرنسية على تغيير مواقفها واستراتيجيتها من قضايا المنطقة. وهدفهم تجذر وإبقاء الوجود المسيحي في الشرق.

الشرق للجميع

"الوكالة الوطنية للاعلام" التقت نائب رئيس التجمع ايلي حداد الذي شرح عن الزيارة التي قام بها برلمانيون اوروبيون الى العراق وسوريا ولبنان الاسبوع الماضي واطلع من المسيحيين الذين يعانون من بطش "داعش" و"النصرة"، وقال: " هذا التجمع هو كناية عن جمعيات للمسيحيين المشرقيين الذين في خطر في لبنان وسوريا والعراق، ويمثل كل المجتمعات المشرقيين، وتأسست عام 2013 عندما بدأت الأزمة والتهجير والذبح في المشرق العربي، وعندها كان المجتمع الأوروبي بعيدا كل البعد عن ما يحصل في الشرق، وأقمنا جمعية والتقينا مع التجمع الأوروبي، ونحن أكبر تجمع في الشرق، لذلك حركنا الوضع ووضعنا الرأي العام في أجواء ما يحصل للمسيحيين في الشرق، كما أقمنا لقاءات مع المسلمين في فرنسا ووقعنا ورقة وتم التأكيد ان الشرق للجميع".

خراب ودمار في قرى وكنائس

اضاف: "عندنا شكاوى ضد "داعش" و"النصر" وغيرهما للوقوف ضد الإرهاب، وجئنا الى هنا مع 10 نواب فرنسيين وذهبنا الى الشام وآربيل وبيروت، والتقينا في اربيل مسؤولين، اما في سوريا فكان هناك لقاءات دينية وشعبية فذهبنا الى معلولا وشاهدنا الدير والتقينا الأب المسؤول عنه، كما التقينا بالسيدة انطوانيت الذي توفى شقيقها أمامها والتقينا بوالدهما الضرير الذي قتل ابنه أمامه وبقي على الأرض الى ان صفى دمه، وانطوانيت كانت مصابة أيضا، إضافة الى ذلك شاهدنا الدمار والخراب في القرى والكنائس، ثم التقينا بالبطريرك السرياني وبطريرك الروم الكاثوليك والنائب البطريركي والمفتي السوري".

وتابع: "أما في بيروت فكان لنا يوم ماراتوني، فالتقينا البطريرك الراعي في بكركي ووضعناه في أجواء لقاءاتنا وتناقلاتنا، والتقينا عددا من العائلات المصابة من همجية "النصرة" و"داعش". كما التقينا الجنرال عون والبطريرك لحام وكيشيشيان، ولبينا دعوة رئيس الرابطة المارونية للانتشار نعمة افرام. ثم التقينا الوزير باسيل ولم تسنح لنا مقابلة الدكتور جعجع لارتباطه بمواعيد، واتفقنا على إنشاء تجمع مشترك، لجنة مشتركة مع برلمانيين لبنانيين، ثم التقينا مع رئيس حزب الكتائب سامي الجميل".

نعمل للحد من معاناة المسيحيين

وقال: "ويتعرض المسيحيون في الشرق الى الاضطهاد ليس حسب بلده بل حسب طائفته. والتقينا عددا من المسيحيين في سوريا الذين يعانون من دون تسليط الضوء إذا كان مع النظام أو ضده، بل حسب ما تعرض له، ولدينا مهمة محددة هي الحد من معاناة المسيحيين في المشرق ومن الإرهاب".

وختم : "اهتماماتنا تصب للدرس وللنظر بوضع المسيحيين في الشرق وخطر إنهائهم عن الوجود في المنطقة، وهم متجذرون في الأرض منذ أكثر من آلاف السنين، مع 30 عضوا من البرلمانيين الأوروبيين ورجال دين، اضافة الى تسليط الضوء على العالمية لوضع المسيحيين في هذه البلاد، والتقينا بأهم السياسيين ورجال الدين واللاجئين السوريين والعراقيين ولن يتحدثوا في السياسة في سوريا".

 

غياب الاتفاق في "ائتلافية بيروت" قد يوصل بلدية من مكون طائفي واحد ول يدفــع قطـع الطريق عليهـا الـى ارجـاء الانتخابـات بِرُمتهـا؟

المركزية- ثلاثة عشر يوما هي المهلة الفاصلة عن محطة الاستحقاق الانتخابي البلدي الاولى في 8 ايار المقبل. كل الاجراءات والتحضيرات والمواقف السياسية تقود الى قناعة بأن الانتخابات جارية لا محالة. بيد ان قلة قليلة من أهل السياسة ما زالت تردد في مجالسها "الضيقة" ان ثمة منافذ بقيت مفتوحة امام عدم حصول الانتخابات ابرزها الامني واستحالة التوافق في دوائر كبرى لها رمزيتها، قد يفضي الى اختلال في التوازن الطائفي الحساس. ويقول اصحاب هذه النظرية لـ"المركزية" ان على رغم كل المواقف السياسية المعلنة المؤيدة اجراء الانتخابات البلدية، ثمة شريحة واسعة من السياسيين لا تؤيدها ضمنا لكون نتائجها لن تصب في مصلحتها، حتى ان حروبا كلامية نشبت اخيرا بين بعض هؤلاء مردّها الاساس محاولة تراشق كرة نار ارجاء الاستحقاق. وتضيف في هذا المجال ان عنصرا اضافيا طرأ اخيرا من شأنه اذا لم يتمكن الوسطاء من حله ان يشكل سببا وجيها لاتخاذ القرار، يتمثل في اخفاق القوى الكبرى في الوصول الى اتفاق على اللوائح الاساسية في المدن الكبرى ومن بينها بيروت. وتعتبر ان العاصمة التي لطالما حصلت انتخاباتها البلدية والاختيارية بالتزكية بعيدا من المعارك على اساس السابقة التي ارساها الرئيس رفيق الحريري بعد الطائف بتشكيل لائحة مناصفة بين المسلمين والمسيحيين، متجهة في استحقاق ايار 2016 نحو معركة كبرى في ضوء اربع لوائح مطروحة حتى الساعة. لائحة حملة "بيروت مدينتي" المكتملة برئاسة ابراهيم منيمنة وتضم مجموعة فنانين من العاصمة، لائحة حملة "مواطنون ومواطنات في دولة" التي يدير "بوسطتها" الوزير السابق شربل نحاس، "لائحة بيروت" التي شكلتها بعض عائلات بيروت السنية، برئاسة المحامي عماد الوزّان وتتألف من 15 شخصية من الطائفة السنية مقابل 9 لسائر الطوائف باعتبار ان 60 في المئة من ابناء العاصمة ينتمون الى الطائفة السنية، ولا يجوز ان يُعطوا فقط ثمانية مقاعد من اصل 24، وستعقد مؤتمرا صحافيا الخميس المقبل لاعلان اللائحة. اما اللائحة الرابعة فهي الائتلافية برئاسة جمال عيتاني التي يرعاها مباشرة الرئيس سعد الحريري الحريص على المناصفة بين المسلمين والمسيحيين واشراك العائلات وحسن تمثيل المذاهب والطوائف كافة. وتؤكد مصادر مواكبة لـ"المركزية" ان رئيس المستقبل يشرف على المفاوضات الجارية لتشكيلها وقد اقتربت من اكتمال عقدها في حين تبقى بعض التفاصيل الصغيرة المتعلقة بتوزيع حصص النصف المسيحي الذي يتولى المشاورات في شأنه الوزير ميشال فرعون، وقد وصلت بحسب المصادر الى نقطة شبه اتفاق على الاتي: مقعد لكل من احزاب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والكتائب ومقعد لفرعون ومقعدان للاحزاب الارمنية، واحد للطاشناق وواحد للهنشاك.

ويستمر التفاوض في شأن المقاعد الباقية وسط تجاذبات قوية لاسيما من جانب القوات والتيار اللذين يصران على ان تكون لهما الكلمة في توزيع المقاعد على القوى السياسية الباقية. وتشير الى ان نيابة رئيس البلدية تبدو حسمت لمصلحة من سماه متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة وهو إيلي أندريا. واستنادا الى هذا المشهد، وفي حال لم تصل مفاوضات اللائحة الائتلافية في بيروت الى نتيجة حاسمة سريعا، فان ثمة تخوفا من ان يشكل الخلاف في العاصمة واحتمال حصول معركة قد تأتي بمكون واحد الى بلدية بيروت في مؤشر طائفي خطير، سببا اساسيا لارجاء الانتخابات خشية اختلال التوازن، علما ان اللوائح الثلاث الاخرى ترفض التفاوض مع الرئيس الحريري.

 

كــي لا يتحول اللبنانـي نازحــا فــي ارضه والتوطيــن واقعــا "لقاء الجمهورية" يرفع مذكرة لسلام لانشاء "هيئة وطنية للاجئين السوريين"

المركزية- تؤكد اوساط سياسية في "لقاء الجمهورية" لـ"المركزية" ان هاجس النزوح السوري وتداعياته الحالية والمستقبلية يشكل العنوان الابرز للمشاورات بين اعضاء اللقاء نسبة لما يرتب من سلبيات، قد لا يكون جميع اللبنانيين في اجواء مخاطرها او انهم يتغافلون عنها، سيما اولئك الذين يمضون في استخدام الملف في بازار التجاذبات السياسية لأهداف وغايات بعيدة كل البعد عن الوطن ومصالحه. وتكشف ان العمل جار على اعداد مذكرة سترفع الى رئيس الحكومة تمام سلام تطالب بانشاء "هيئة وطنية للنازحين السوريين" تشكل من القطاعين العام والخاص، عابرة للطوائف، تتولى معالجة الملف على ان تعطى صلاحيات وسلطة التواصل محليا وخارجيا لاخراج هذه المعالجة من اطار المؤسسات الضيق الى مستوى الملف الوطني بامتياز وايلائه الاهمية القصوى، خصوصا ان اكثر من اشارة خطيرة صدرت دوليا تنبئ باحتمال توطين هؤلاء ولئن لم تسمِ لبنان بالاسم، الا انها شملته بـ"دول الجوار السوري، التي باستثناء لبنان تتلقى مساعدات من المنظمات الدولية لكونها جمعت النازحين في مخيمات موضوعة تحت المراقبة وعلى الحدود خلافا لواقع الحال اللبناني حيث ينتشر هؤلاء في المدن والقرى كافة وبعضهم في مخيمات عشوائية تتغلغل فيها عناصر لتنظيمات ارهابية وفي شكل خاص في المناطق الحدودية الغربية –الشرقية، وتشكل قنابل موقوتة قد تنفجر في لبنان او غيره من الدول المستهدفة بالارهاب. ويحدد اللقاء في مذكرته اجندة عمل الهيئة بالاعتناء بشؤون النازحين السوريين ووضع برنامج زمني لعودتهم الى سوريا تدريجيا بعدما بات وجودهم يؤثرعلى الوضع اللبناني بمستوياته كافة السياسي والامني والاقتصادي والاجتماعي والصحي والتربوي، في ضوء بلوغ عدد النازحين السوريين اضافة الى اللاجئين الفلسطينين نحو نصف عدد الشعب اللبناني، ومنافسته في مختلف شؤون حياته حتى في قطاعات العمل التي لم يعد في بعضها من مكان له نسبة للرواتب الزهيدة التي يتقاضاها هؤلاء، كما انهم يستخدمون بناه التحتية كأي مواطن لبناني بحيث وبسبب الضغط الهائل، باتت تحتاج الى صيانة وتحسين وتطوير لاستيعاب هذا الكمّ من الاستخدام الذي لم يكن مدرجا في الحسابات ابان انشائها . والى مجمل هذه المعطيات، تلفت الاوساط الى استمرار خطر التوطين مشيرة الى ما ورد في متن القرار 2254 حول العودة الطوعية والاتجاه الدولي الجديد للحد من هجرة النزوح في اتجاه دول الغرب من خلال وعود لدول الجوار بتقديم مساعدات لم يصل منها الا النذر اليسير، وتعتبر ان اعلان الرئيس فرنسوا هولاند عن تخصيص 150 مليون اورو للبنان على مدى ثلاث سنوات لمساعدة النازحين يعني انهم باقون فيه. ذلك ان تجربة لبنان مع التوطين غير مشجعة، انطلاقا من النزوح الفلسطيني واستمرار هذا الوجود منذ اكثر من نصف قرن بمعدل نحو 500 الف نازح ينتظرون عودة لا يعلم احد بموعدها. ويبدي اللقاء في مذكرته خشية من ان يتحول اللبناني يوما ما نازحا في ارضه اذا لم تسارع الحكومة الى معالجة الملف في شكل جذري، بعدما بات السوري والفلسطيني ينافسانه في سوق العمل مما ينعكس ضررا على الاقتصاد. ويقترح ارساء تعاون حكومي مع المنظمات الدولية من اجل ايجاد مناطق امنة لهم في ظل الهدنة القائمة بحيث تشكل ورشة اعادة اعمار سوريا فرصة للعودة، مع التشدد لبنانيا في اجراءات منع عودتهم اذ قد يستغل البعض هذا الوضع للتوجه صباحا الى سوريا والعودة مساء الى لبنان والاقامة فيه.

 

رئيس "السنتين" طرح قديم - جديد لملء الوقت الضائع؟ رفض مسيحي لاقتراح يضعف الرئاسة ويضرب الميثاق

المركزية- تشكّل خلاصة المساعي الدبلوماسية الخارجية لايجاد مخرج لمأزق الشغور الرئاسي التي تتحدث في كل مرة عن جدار تصلّب ايراني، وفق ما تقول اوساط سياسية مستقلة، معطوفة الى مواقف بعض الاطراف المحليين وآخرها لنائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، الذي كان حاسما في اعلان ان "أزمة الرئاسة طويلة"، دليلا قاطعا الى أن الاستحقاق لا يزال معلقا على خشبة الانتظار وأن الفراغ مستمر حتى آجال غير معروفة... انطلاقا من هذين العاملين الخارجي والداخلي، تتنقل الاوساط لتشير عبر "المركزية" الى ان ما تردد في نهاية الاسبوع حول طرح يقضي بانتخاب رئيس للجمهورية لسنتين فقط، يتم في ولايته وضع قانون انتخاب جديد تحصل وفقه الانتخابات النيابية قبل ان يتقدم هو باستقالته من منصبه، لا يعدو كونه اقتراحا للاستهلاك الاعلامي، يملأ الوقت الضائع الذي يستفحل فيه الفراغ في قصر بعبدا. واذ تلفت الى ان هذا الطرح كان عرض في أول أيام الشغور ورفض من قبل المسيحيين، روحيين وسياسيين، سائلة ما الذي تغير حتى تصبح الفكرة مقبولة اليوم، تنقل الاوساط عن مصادر في بكركي والأحزاب المسيحية اعتراضها على اقتراح الرئيس حسين الحسيني (انتخاب الرئيس لسنتين). ففي رأيها، من ينتخب رئيسا لعامين يمكن ان ينتخبه لست سنوات، وعلى الجميع ان يحترم ولاية الرئيس وعدم المس بها "تماما كما نحن نحترم ولاية رئيسي مجلس النواب والحكومة، فهل يقبل الثنائي الشيعي ان تعود ولاية رئيس المجلس الى عام واحد كما كانت قبل الطائف مثلا"؟ وتشير الاوساط الى ان الاحزاب المسيحية كما المؤسسات المارونية ترى في الاقتراح المتداول مسًّا بجوهر الدستور وبالمعادلة الميثاقية، اذ لا يجوز المس بمدة ولاية رئيس الجمهورية من دون التطرق الى الرئاسات الاخرى، كما تعتبر ان التلاعب بالولاية يضعف موقع الرئاسة وهيبتها ويضع المكون المسيحي في موقع التابع العاجز عن حسم قضاياه اذا لم ينل رضى هذا الفريق او ذاك، ومن هنا يبدو البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي حاسما في رفض الاقتراح... وما يعزز فرضية أن طرح رئيس "السنتين" رمي في سوق التداول لشراء الوقت لا أكثر، المعوقات الدستورية التي تمنع تحوله الى حقيقة، دائما حسب الاوساط، فالاقتراح يحتاج تعديلا دستوريا غير متاح في ظل الشغور، حيث يحتاج الى اجماع حكومي والى اقرار في البرلمان بأكثرية الثلثين، فهل هذه الشروط متوافرة اليوم؟ وحري بالمجلس الذي يمكن ان يجتمع لتعديل الدستور ان يجتمع لانتخاب رئيس! الا ان الاوساط لا تقفل الباب نهائيا امام الطرح، حيث تنبه الى ان رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون لم يرفض الفكرة بعد واكتفى بالقول لزواره ان احدا لم يفاتحه فيها داعيا من يطرحها الى زيارته في الرابية وعرضها امامه لبت موقفه منها. واذ لا تستبعد المصادر ان يقبل عون بالرئاسة ولو لسنتين معتبرة ان ما يحكى عن رفض ليس الا رفعا للسقف لتحسين موقعه التفاوضي لاحقا، تشير الى ان فكرة أخرى يتم التداول فيها ولو في دوائر سياسية ضيقة لوضع حد للشغور، تنطلق مما كان اعلنه رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل عن ان "الاتيان بالقوي الى رئاستي مجلس النواب والحكومة يحتم الاتيان بالشخصية الأقوى الى رئاسة الجمهورية"، ويقضي الاقتراح بأن يرضى المكونان الشيعي والسني بشخصيتين من الصف الثاني، فينسحب الامر أيضا على رئاسة الجمهورية. لكن كل هذه الافكار لن تصبح واقعا عمليا ولن ينتخب رئيس قبل ان تأتي كلمة السر من الخارج والاستحقاق ينتظر جلاء التطورات في الاقليم، حيث يُنصح برصد مسار الاحداث "يمنيا" في شكل خاص، كما كان يردد الرئيس نبيه بري، تختم الاوساط.

       

الالتزام بالدستور كاف لتأمين التوازن بين السلطات وتفعيل المؤسسات/اقرار قانون الانتخاب في ظل الشـغور يضـرب صلاحيـات الرئيـس

المركزية- في مقابل مطالبة اطراف سياسية مسيحية باعادة النظر في بعض بنود "اتفاق الطائف" لاعادة توازن ترى انه اختلّ كثيرا بين الرئاسات الثلاث في وثيقة الوفاق الوطني التي وضعت أواخر الثمانينيات، حيث تنادي بتعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية التي تقلصت في "الطائف"، يعتبر مسؤول لبناني رفيع سابق ان لا لزوم لأي تعديل دستوري بل يكفي الالتزام بما ورد في الدستور وتحديدا بما جاء في مقدمته وفي الفقرة (ه) من بند المبادئ العامة والاصلاحات في "اتفاق الطائف" وتقول "ان النظام قائم على مبدأ الفصل بين السلطات وتوازنها وتعاونها"، لتحقيق الغرض حيث ان التزام التعاون بين السلطات، ليس فقط قولا بل فعلا، من شأنه تعزيز التوازن بين السلطات وتفعيل المؤسسات ووقف التجاذبات التي مصدرها مصلحي طائفي ومذهبي لكسب شعبية في الشارع. ويؤكد المسؤول لـ"المركزية" ان "صلاحيات الرئيس وعلى رغم نزع اكثريتها ووضعها في عهدة مجلس الوزراء، لا تزال مهمة ويمكن عبرها تحقيق التوازن بين السلطات، بدليل ان الدولة مشلولة ومعطلة منذ نحو سنتين بسبب الشغور الرئاسي، والدولة غير قادرة على السير بانتظام من دون رأس والمؤسسات معطلة، وهو ما يتجلى في تعثر العمل التشريعي وتخبط السلطة التنفيذية بسبب الصراع السياسي بين الافرقاء". وفي السياق، يوضح وزير سابق عبر "المركزية" ان خلفيات "الاصلاحات الدستورية" التي تحدث عنها الرئيس ميشال سليمان في آخر عهده وفي رسالة الوداع التي القاها قبل مغادرته قصر بعبدا، لا تتناول الصلاحيات كما يروج البعض، بل تركّز على ضرورة تحصين الدستور وسد الثغرات والشوائب التي تعتريه، منها مثلا ما يتعلق بالقوانين التي يردها رئيس الجمهورية، حيث يفترض ان يقترن كسر هذا الرد الى اكثرية الثلثين في البرلمان وليس الى الاكثرية العادية فقط، فتكون المكونات السياسية كلها مشاركة في القرار وليس فئة طائفية او مذهبية او سياسية فقط. وليس بعيدا، تعتبر اوساط سياسية مراقبة أن التوصية الصادرة عن الهيئة العامة لمجلس النواب بعدم اقرار قانون الانتخاب في ظل غياب الرئيس، في مكانها، ويجب التمسك بها وعدم التخلي عنها، احتراما لصلاحيات الرئيس وموقعه. فللرئيس صلاحية مهمة وتناط به وحده وهي رد القوانين، وهذه المهمة الملقاة على عاتقه تجعله حكما وضابطا لايقاع اللعبة السياسية وساهرا على توازناتها. وتشير الى ان تخطي كلمة الرئيس وموقعه بخاصة في ملف حساس كقانون الانتخاب امر خطير، لا سيما في ظل غياب مجلس الشيوخ الذي تتكثف الدعوات الخارجية لانشائه، اذ يشكل "غرفة" لحفظ التوازنات في الدولة يحسم الامور بالنسبة للقضايا الوطنية المهمة ويصدق على القوانين بعد الاطلاع على دستوريتها وتوازنها الوطني ومصلحة الدولة العليا. واذا كان الرئيس يتولى هذه المهمة اليوم، فان دوره بعد انشاء المجلس المذكور سيتحول الى حكم يضبط عمل المجلسين ويسهر على انتظام عمل المؤسسات وحسن سير أمور الدولة.

 

جنجنيـان: النتائج "مُبهمـة" ومفاجـآت اذا ســـقط التــوافق وصعوبة في اكتمال اللوائح الثلاث في زحلة والخروقات تضرّ بالمدينة

المركزية- محرّكات المعارك الانتخابية تدور اعتباراً من بعد غدٍ الاربعاء آخر مهلة لتقديم طلبات الترشّح للاستحقاق البلدي في محافظتي بيروت والبقاع، بين "الهدوء" في مناطق مُعيّنة يبدو التوافق فيها سيّد الموقف، و"الصخب" في اخرى تتحضّر لمنافسة محتدمة ينطبق عليها قول "ام المعارك".

زحلة واحدة من هذه الاخيرة. فكما كانت "بيضة القبّان" في استحقاقات انتخابية عدة، لا شيء يوحي حتى الان بأن المشهد سيختلف في استحقاق 8 ايار المقبل، ذلك ان 3 لوائح انتخابية حتى الان تتنافس لنيل ثقة الزحليين بعدما "فشلت" المفاوضات بين مكوّناتها الحزبية وفاعلياتها العائلية من تجنيب المدينة "كأس" المعركة. المعركة تتوزّع بين 3 لوائح: الاولى برئاسة رئيس البلدية السابق اسعد زغيب مدعومة من الاحزاب المسيحية الثلاثة: "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحرّ" و"الكتائب"، الثانية مدعومة من "الكتلة الشعبية" لم يُعرف حتى الان هوية من سيرأسها والثالثة برئاسة موسى فتوّش شقيق النائب نقولا فتّوش، فيما اشارت معلومات "زحلية" الى "امتعاض" في المدينة من ان الاسماء والوجوه المرشّحة والمطروحة من مختلف الاتّجاهات السياسية هي نفسها Deja Vus، وان الشارع الزحلاوي "يفضّل" وجوهاً جديدة.

وفي حين لم يُحدد "اتّجاه" الصوت السنّي "المُرجّح" الى اي من اللوائح الثلاث سيقترع، بإنتظار القرار النهائي من "بيت الوسط"، رجّحت المعلومات نفسها ان "يصبّ لمصلحة لائحة "الكتلة الشعبية"، فالزيارة الاخيرة للرئيس سعد الحريري الى زحلة منذ شهرين والمواقف التي اُطلقت في خلالها خير دليل".

جنجنيان: وفي السياق، اشار عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب شانت جنجنيان عبر "المركزية" الى "صعوبة في إكتمال اللوائح الثلاث التي اُعلن عن تشكيلها من قبل 3 قوى حزبية: الاحزاب المسيحية الثلاثة "القوات" و"التيار الوطني الحر" و"الكتائب"، "الكتلة الشعبية" والنائب نقولا فتّوش"، علماً ان نحو 80% من التفاهمات قد اُنجزت". واكد اننا "سنسعى حتى اليوم الاخير موعد سحب الترشيحات للتوافق في زحلة، ولم يفت الاوان لذلك"، لكنه لفت في الوقت نفسه الى ان "الانتخابات البلدية استحقاق ديموقراطي، وعلى الزحليين التوجّه الى صناديق الاقتراع بحرية وكرامة لانتخاب الافضل ومحاسبة المُقصّرين"، متحدّثاً في هذا السياق عن "شائعات "كاذبة" حول شراء اصوات". واعتبر جنجنيان ردأً على سؤال انه "في حال سقوط خيار التوافق، فهناك مفاجآت ستظهر في اخر النفق قد يكون احداها ظهور اسماء جديدة من خارج اللوائح الثلاث المعروفة حتى الان"، معرباً عن اعتقاده ان "اياً من اللوائح الثلاث المعروفة حتى الان لن تفوز كاملةً، اذ سنشهد "خروقات" لاسماء منها ما يعني إنتاج مجلس بلدي بعيد عن مفهوم، TEAM WORK وهذا يضرّ بزحلة". وقال "اخشى في حال غياب التوافق في الانتخابات البلدية ان تنسحب الى النيابية، وزحلة التي اعطت لقوى "14 آذار" فوزاً كاملاً للائحتها في استحقاق العام 2009 قد يتبدّل مشهدها الانتخابي اليوم مع الاستحقاق البلدي". واوضح ان "فوز اي لائحة انتخابية في زحلة يحتاج الى نحو 11 الف صوت، لذلك من المُستبعد ان تفوز لائحة كاملة ما يعني أن النتيجة "مُبهمة" وغير محسومة حتى الان".

 

ماروني: مستعدون لحال طوارئ تشريعية فور انتخاب رئيس ومساع إلى مصالحة مــع ميريام سـكاف بعد "البلديـــة"

المركزية- لا يعني انشغال مختلف القوى والأحزاب بالاستحقاق البلدي المزمع اجراؤه الشهر المقبل أن الملفات السياسية لم تعد على رأس أولوياتها. فإلى جانب "تشريع الضرورة" الذي أعاده إلى الواجهة إصرار الرئيس نبيه بري على عقد جلسة تشريعية قريبا، لا يزال الاستحقاق الرئاسي حاضرا بقوة ليؤكد تباين المواقف بين أبناء البيت السياسي الواحد. وهنا يضرب المثل بقوة بالقوات اللبنانية والكتائب . فبعد اتهام النائب سامي الجميل زعيم معراب بتعطيل الاستحقاق عبر دعم العماد ميشال عون، سجل استغراب قواتي للمواقف الكتائبية. كل هذا يثير المزيد من المخاوف على صلابة التحالف على خط معراب- بكفيا، ومن ورائه تحالف 14 آذار، بعد الهزات الرئاسية التي تعرض لها. وفي السياق، أكد رئيس كتلة الكتائب النائب ايلي ماروني لـ"المركزية" أن "في المبدأ، نحن حريصون على كل تحالفاتنا وعلاقاتنا. غير أن كوننا حلفاء لا يعني اتفاقنا على كل النقاط. وهذه ليست المرة الأولى التي نختلف فيها حول بعض القضايا. ذلك أن هذا حصل عند تشكيل الحكومة وعندما طرحت طاولة الحوار (بنسختها الجديدة). من هذا المنطلق، لا نستطيع القول إن الاختلاف على النقاط التكتيكية يؤثر على التحالف الاستراتيجي المبني على مبادئ وثوابت سيادة وحرية واستقلال وكرامة وانماء وتطوير لبنان". وعن وضع 14 آذار بعد التطورات الرئاسية، أشار إلى أن "بكل موضوعية أقول إن 14 آذار فقدت الكثير من دورها. لكن على المستوى الشعبي، لا تزال روحية 14 آذار موجودة، والناس لا يزالون يؤيدون هذا التحالف ويدافعون عنه". وتعليقا على عزم الرئيس بري على لم الشمل النيابي رغم المقاطعة المسيحية، شدد على أن "التشريع ضروري. لكن الضرورة اليوم تكمن في انتخاب رئيس للجمهورية واحترام الدستور الذي ينص على أن المجلس النيابي هيئة ناخبة، لا تشريعية. ولذلك، وبقدر ما يكون هناك تسريع لانتخاب الرئيس، نحن على استعداد لإعلان حال طوارئ تشريعية لإقرار كل التشريعات. لكن، لنخدم المواطن، علينا، وقبل أن نقر قروضا وهبات، إقرار بقاء الدولة ومؤسساتها". وفي ما يتعلق بالكلام عن الخسائر المسيحية الكبيرة التي سببها الفراغ الرئاسي، لفت إلى أنه "يجب مراقبة أرقام الهجرة المسيحية، وتدني الحضور المسيحي في إدارات الدولة، وانخفاض المستوى المعيشي لدى المسيحيين... لنعرف مدى خسارتهم على مدى العامين الماضيين من الفراغ الرئاسي، علما أن تأثيرات هذه الخسارة تطال الوطن ككل. ذلك أن الوضع الاقتصادي منهار، والمسلمين يعانون من كل مشكلات المسيحيين، من هجرة وبطالة ونفايات. وعن التوجه الكتائبي لإنجاز الاستحقاق البلدي رغم الاصرار على أولوية الرئاسة، نبّه إلى أننا "نقول إننا ندعم الانماء والتطوير. وحيثما توجد بلدية قادرة على مواكبة هذين الأمرين، بعيدا من الاقطاعية والمحاصصة والإرث، سنكون أول المؤيدين لها". وفي ما يتعلق بمدينة زحلة التي فتح فيها باب المعارك البلدية على مصراعيه، اعتبر أن "زحلة تشهد حربا أهلية مسيحية"، سائلا: "هل ممارسة الحق في الترشح إلى الانتخابات البلدية تعني إقفال منزل الياس سكاف. لا يجوز اعتماد هذا المنطق. ذلك أن من حق الجميع الترشح. ونحن كنا قد دعونا إلى التوافق لكن لغة المحاصصة هي التي تنتصر وأحدا لا يريد انجاز للتوافق". وعن احتمالات المصالحة بين السيدة ميريام سكاف والأحزاب في ضوء مؤتمرها الصحافي الأخير، أشار إلى أن "المساعي تستمر حتى الليلة عشية الانتخابات لأننا جميعا نريد لائحة توافقية، وتشمل الجميع". وكشف ماروني أن "هناك مساعي إلى مصالحة شاملة تجمعنا بالسيدة سكاف لكننا فضلنا تركها لما بعد الانتخابات حتى لا يقال إنها مصالحة محاصصة، وحفاظا على الطابع الديموقراطي للاستحقاق". وتعليقا على الدعوات لأن تأخذ اللعبة الديموقراطية مجراها من دون السعي إلى تأمين توافقات، شدد على أننا "نتمنى أن نرى لوائح من اختصاصيين وانمائيين لندعمها. لكن للأسف لا أحد يطرح نفسه بديلا سوى الطبقة السياسية".

 

"الجبهة الشعبية" تعود إلى عين الحلوة: نحن هنا!

المركزية- بعدما انكفأت "الجبهة الشعبية - القيادة العامة" عن مخيم عين الحلوة لفترة طويلة وابقت على الزيارات التي يقوم بها ممثلها في لبنان ابوعماد رامز، عادت لتحتفي بذكرى انطلاقتها الـ51 من هذا المخيم بالذات، حيث الثقل الاكبر لحركة فتح، مع الاشارة الى ان القيادة العامة منضوية في اطار تحالف القوى الفلسطينية، فيما فتح تندرج في اطار فصائل منظمة التحرير الفلسطينية . وفي السياق، اكد مصدر مطلع لـ"المركزية" ان المسيرة التي نظمتها القيادة العامة في المخيم كانت حاشدة وارادت من خلالها توجيه رسالة إلى كل القوى الفلسطينية مفادها انها ما زالت قوية بعدما راهن البعض على ضعفها وتراجعها في المخيم. وأشار المصدر الى ان هذه الرسالة تؤكد أن الجبهة ايضا من اهل الربط والحل في المخيم وستعود إلى لعب دورها السابق الذي تجسد خدماتيا وامنيا ولوجستيا، الى ان تعرضت مواقعها في جبل الحليب لقصف الطيران الاسرائيلي في عدوان تموز من العام 2006 ما اضطرها إلى اخلاء تلك المواقع والانتقال الى الناعمة حيث الانفاق التي حفرتها تحت الجبال مكنتها من مواجهة غارات الطيران الاسرائيلي والبقاء في تلك المنطقة التي تعتبرها استراتيجية لانها، بحسب قياديي الجبهة، الاقرب الى فلسطين . ولفت المصدر الى ان "فتح" شاركت في المسيرة بشكل رمزي وعلى مستوى تمثيلي متواضع، من خلال ممثلها امين سر شعبة عين الحلوة ناصر الميعاري، فيما كان لافتاً مشاركة وفد من التيار الاصلاحي في فتح الذي يتزعمه "اللينو" محمود عيسى، المنشق عن فتح والتابع لعضو اللجنة المركزية المطرود من فتح العميد محمد دحلان. وكانت المسيرة إنطلقت من مقبرة عين الحلوة الجديدة إلى مقبرة الشهداء حيث وضع إكليل من الورد على النصب التذكاري للجندي المجهول باسم الامين العام للجبهة أحمد جبريل، وألقى عضو قيادة منطقة صيدا للجبهة أبو قاسم كلمة اكد فيها إستمرار الثورة والمقاومة والتمسك بالثوابت وعلى رأسها حق العودة وإقامة دولة فلسطين المستقلة من النهر إلى البحر، إضافة إلى دعم الإنتفاضة الثالثة لإستمرارها.

وشدد على الحرص على حماية المخيمات الفلسطينية ودعم القوة الامنية لأخذ دورها في امن المخيمات، مستنكرا بشدة كل اعمال التخريب والقتل و التفجير التي شهدها مخيم عين الحلوة و المنطقة في الآونة الاخيرة، ومؤكدا إحترام امن و سيادة لبنان وإستقلاله وعلى أفضل العلاقات الأخوية مع الشعب اللبناني.

ونبّه المصدر إلى ان القيادة العامة عارضت ولا تزال تجميع السلاح الفلسطيني في المخيمات وتعتبره قوة لحق العودة، فيما أعلمت فتح، وعلى لسان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الدولة اللبنانية انها مستعدة لتنظيم السلاح الفلسطيني في المخيمات وتجميعه ووضعه تحت اشراف الدولة اللبنانية وأمرتها.

 

الجسر: ترك الحرية لتشكيل لائحة تضمّ المجتمع المدني ومشـاورات في طرابلس "للتـوافق" على رئيس جامـع

المركزية- "التوافق" سيّد الموقف في الانتخابات البلدية في عاصمة الشمال طرابلس، اذ تُجمع معظم التيارات في المدينة على "التوافق" وتجنيب طرابلس معركة انتخابية. وتتركّز المشاورات لاختيار رئيس توافقي من بين ثلاث طرحها الرئيس نجيب ميقاتي وهم: عمر الحلاب، عبد الرحمن الثمين، وعزام عويضة. عضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر تحدّث لـ"المركزية عن "إجماع لدى مختلف القوى السياسية وفاعليات طرابلس على التوافق على رئيس بلدية قريب من الجميع ولا "حساسية" تجاهه ويكون محط احترام المجتمع المدني، على ان تترك له حرية تشكيل اللائحة". ولفت الى ان "التوافق كما حصل في الاستحقاق البلدي السابق "غير وارد" اذ كانت نتائجه "سيّئة" على المدينة"، لكنه اكد في المقابل ان "الاجواء "إيجابية" والتوافق لخير طرابلس سيكون سيّد الموقف". من جهة ثانية، اعتبر الجسر ان ما نشرته صحيفة "السفير" في عددها اليوم ما ورد في صحف فرنسية امس، نقلا عن افراد شبكة متهمة بتبييض اموال مخدرات عصابات كولومبية لصالح "حزب الله"، زعمهم انهم سلّموا اموالا الى المحامي بشارة طربيه زاعمين انه محامي الرئيس سعد الحريري وان طربيه ابلغهم ان الأموال ستسلم الى الرئيس الحريري"، مُعيب في حق الرئيس الحريري".

 

نعمة افرام: الدور المسـيحي يفرض نفسـه بالحضـور لا العدد وانتخاب الرئيس ضرورة في ظل ملامح تغيير خرائط المنطقة

المركزية- اعلن رئيس المؤسسة المارونية للانتشار في العالم نعمة افرام ان الدور المسيحي في لبنان يفرضه الحضور والالتزام وليس العدد، لافتا الى ان انتخاب رئيس الجمهورية ضروري في ظل ملامح تغيير الخرائط في المنطقة، معربا عن خشيته على الاقتصاد قائلا بان الخوف الأكبر على مالية الدولة المهدّدة، ومشيرا الى ان الحل بالتغيير نحو "لبنان الافضل" والا الانهيار. وقال في حديث لـ"مجلة الاقتصاد والأعمال البلد "مش ماشي" ومؤسساتنا أدوات للمحاصصة، لذلك على المسؤولين الإسراع في انتخاب رئيس الجمهورية لأنه ضروري في ظل ملامح تغيير الخرائط في المنطقة. وانتقد افرام من حوّل السياسة الى مصالح ومشاريع سلطة في وقت هي أخلاق ومبادئ وعمل لخدمة الناس. وإذ رأى أن الزمن الآتي يحتاج الى أشخاص يكون مفهوم المؤسسات مترسخاً في تفكيرهم، أكد عدم القبول بأن يكون الفساد أمراً طبيعياً في لبنان. واشار الى أن الأزمة مع دول الخليج مقلقة لانها كارثية باعتبار أن هناك 300 ألف عائلة لبنانية تعيش في الخليج. لافتا الى ان ما حصل تباعد في الرؤية وعدم مراعاة لخصائص معينة من الطرفين علماً أن المشكلة بدأت من الجانب اللبناني، لكننا نراهن على صدر المملكة الرحب وتفهّمها لوضعنا الدقيق". من جهة اخرى أبدى افرام خشيته على الاقتصاد في لبنان، متخوفا على مالية الدولة المهدّدة، ومعتبرا ان الخطورة تكمن في أن الدين العام يزداد بنسبة 7 في المئة سنوياً في حين لا يزيد حجم الاقتصاد بأكثر من 1 في المئة. أما في ما يتعلق بالقطاع المصرفي فقال " إجراءات مصرف لبنان مُطَمْئِنة، كما أن العقوبات والقرارات الدولية أخذت في الاعتبار ضرورة تجنيب لبنان الانهيار، بمعنى أنه لم يكن هناك قصف عشوائي على هذا الصعيد". وحذّر من أن يوصل الضغط المتنامي على المواطن الى انفجار شعبي فوضوي ومدمّر. قائلا "أنا مع انتفاضة سلمية مدروسة ولست مع ثورات عشوائية لن توصل إلا الى الهلاك". ولفت الى ان تدهور صورة لبنان في الخارج يصعّب مهمة المؤسسة المارونية للانتشار لدى المهاجرين اللبنانيين، إذ اصبح تسويق فكرة ضرورة استعادة الجنسية اللبنانية أكثر صعوبة، مؤكّدا أن "العمل ماشي رغم كل الظروف ولن نتباطأ".واعتبر أن مشكلة المسيحيين هي مشكلة حضور أكثر مما هي مشكلة حجم. فالحجم يمكن أن يزيد أو ينقص من دون أن يكون له أي تأثير على الحضور لأن الأرقام لم تعد ذات أهمية ولم يعد ينفع العدّ.

ونوّه بدور "الكثيرين من المسلمين الذين يقومون بمبادرات ويبدون حرصاً شديداً على استمرار الحضور المسيحي في البلد والمنطقة".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

ولي ولي العهد السعودي: سنطرح جزءا من ارامكو للاكتتاب وانشاء صندوق سيادي بألفي مليار دولار

الإثنين 25 نيسان 2016 /وطنية - اعلن ولي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان بن عبد العزيز الاثنين نية بلاده طرح اقل من خمسة بالمئة من شركة "ارامكو" النفطية العملاقة للاكتتاب العام، وانشاء صندوق سيادي بقيمة الفي مليار دولار. واتت تصريحاته في مقابلة مع قناة "العربية" السعودية، بعيد اقرار مجلس الوزراء "رؤية السعودية 2030" التي تتضمن اصلاحات اقتصادية لتقليل الاعتماد على النفط في ظل تراجع اسعاره. وأعد الخطة مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الذي يترأسه الامير الشاب. وقال بن سلمان ان الحصة التي ستطرحها الشركة الوطنية العملاقة ستكون "اقل من 5 في المئة".

اضاف "الرؤية هي خارطة طريق لأهدافنا في التنمية والاقتصاد، وفي غيرها. لا شك ان أرامكو جزء من المفاتيح الرئيسية لهذه الرؤية، ولنهضة الاقتصاد ونهضة المملكة العربية السعودية". واعتبر ان طرح جزء من الشركة للاكتتاب سينتج "فوائد عدة"، ابرزها "الشفافية اذا طرحت ارامكو في السوق يعني يجب ان تعلن عن قوائمها وتصبح تحت رقابة كل بنوك السعودية وكل المحللين والمفكرين السعوديين، بل كل البنوك العالمية"، معتبرا ان ذلك "لا يتم اليوم".

 

أوباما يعتزم ارسال 250 عسكريا اضافيا الى سوريا ويطالب باعادة احياء الهدنة

الإثنين 25 نيسان 2016 /وطنية - أعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما من مدينة هانوفر الالمانية، اليوم، عزمه "ارسال قوات اميركية اضافية الى سوريا دعما للفصائل المعارضة"، لكنه طالب ب"اعادة احياء اتفاق وقف الاعمال القتالية الذي يتعرض لانتهاكات متكررة". وقال في خطاب "وافقت على نشر ما يصل الى 250 عسكريا اميركيا اضافيا بينهم قوات خاصة، في سوريا"، مؤكدا ان هؤلاء سيشاركون في "تدريب القوات المحلية ومساعدتها" والتي تقاتل المتطرفين. وجدد التأكيد خلال اليومين الماضيين ان حل الازمة السورية يمر عبر التفاوض، مشيرا الى ان الولايات المتحدة الاميركية والمملكة المتحدة، او اي تحالف دول غربية، ترتكب "خطأ" في حال قررت "ارسال قوات برية (الى سوريا) واسقاط نظام الاسد". ودعا الى "اعادة احياء اتفاق وقف الاعمال القتالية" الذي كانت واشنطن توصلت اليه مع موسكو برعاية الامم المتحدة وبدأ تطبيقه في 27 شباط في مناطق عدة، مستثنيا تنظيم "داعش" وجبهة "النصرة".

 

اوباما: حاجة العالم الى اوروبا قوية وموحدة

الإثنين 25 نيسان 2016 /وطنية - اكد الرئيس الاميركي باراك اوباما اليوم ان العالم يحتاج الى "اوروبا قوية وموحدة"، في وقت يواجه الاتحاد الاوروبي تناميا للتيار الشعبوي وخطر خروج بريطانيا منه. وقال اوباما في خطاب القاه في هانوفر شمال المانيا :ان "الولايات المتحدة والعالم اجمع يحتاجان الى اوروبا قوية، ديموقراطية وموحدة". ودعا اوباما الدول الاوروبية الى زيادة نفقاتها العسكرية والابتعاد عن "الاكتفاء الذاتي" في هذا المجال. وقال :ان "اوروبا كانت تلجأ احيانا الى الاكتفاء الذاتي في المجال الدفاعي"، مضيفا "ان على كل الدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي تحمل مسؤولياتها".

 

800 مسلح من القاعدة قتلوا في اليمن بحسب التحالف العربي

الإثنين 25 نيسان 2016 /وطنية - اعلن التحالف الذي تقوده الرياض اليوم مقتل اكثر من 800 مسلح مفترض في تنظيم القاعدة في حملة عسكرية شنت على التنظيم في اليمن. واعلن بيان لقيادة التحالف وفق ما اوردت "وكالة الانباء السعودية"، "انطلاق عملية عسكرية مشتركة ضد تنظيم القاعدة في اليمن يشارك فيها الجيش اليمني وعناصر من القوات الخاصة السعودية والاماراتية". وقال :ان "العملية اسفرت في ساعاتها الاولى عن قتل ما يزيد عن 800 من عناصر تنظيم القاعدة وعدد من قياداتهم وفرار البقية منهم". ووجاء في البيان "أن ذلك يأتي في اطار الجهود الدولية المشتركة لهزيمة التنظيمات الارهابية في اليمن ودعم الحكومة اليمنية الشرعية لبسط نفوذها وسيطرتها على المدن اليمنية التي سقطت تحت سيطرة تنظيم القاعدة وأهمها مدينة المكلا والتي تعتبر معقل التنظيم". واستعادت القوات اليمنية مدعومة بغطاء جوي من التحالف العربي امس مدينة المكلا كبرى مدن محافظة حضرموت (جنوب شرق) التي احتلها تنظيم القاعدة منذ نيسان 2015، بحسب ما كان اعلن مسؤول عسكري. وتمثل السعودية والامارات قاعدتي ارتكاز التحالف العربي. واستغلت التنظيمات المسلحة في اليمن حالة الفوضى التي سببتها الحرب لتوسيع دائرة نفوذها في جنوب اليمن وجنوب شرقه.

 

ابنة عبد الناصر تتراجع: تيران وصنافير سعوديتان

القاهرة – وكالات: 26 نيسان/16 تراجعت ابنة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة هدى عبد الناصر عن تصريحاتها الصحافية بأن جزيرتي تيران وصنافير مصريتان، مؤكدة أنهما سعوديتان. وقالت عبد الناصر في مداخلة مع إحدى القنوات الفضائية مساء أول من أمس، “عثرت بالصدفة المحضة على وثيقة لوزارة الخارجية بتاريخ 20 مايو 1967، قبل إغلاق خليج العقبة بيومين، صادرة عن إدارة شؤون فلسطين في وزارة الخارجية تؤكد أن تيران وصنافير سعوديتان”. وكشفت أن الوثيقة التي عثرت عليها مصنفة “سري جداً” وكانت بتاريخ 20 مايو 1967، ومرسلة من إدارة شؤون فلسطين بوزارة الخارجية المصرية إلى الرئيس عبد الناصر بشأن الملاحة الإسرائيلية في خليج العقبة، التي بناء عليها قرر غلق مضيق العقبة أمام الملاحة الإسرائيلية في 22 مايو 1967. وأضافت إن الوثيقة جاء في نصها “لن يكون لإسرائيل وجود في خليج العقبة عند توقيع اتفاقية الهدنة المصرية الإسرائيلية في 24 فبراير 1949، لحين إخلاء القوات الأردنية منطقة بير قطار ومنطقة أم الرشاش التي احتلتها القوات الإسرائيلية وأنشأت ميناء إيلات بها، و”بعدها اتفقت الحكومة المصرية مع السعودية على أن تقوم القوات المصرية باحتلال جزيرتي تيران وصنافير، وهما الجزيرتان المتحكمتان في مدخل خليج العقبة”. وأوضحت أن مصر كانت تحمي الجزيرتين من التهديدات الإسرائيلية باحتلالهما، مؤكدةً أن السعودية خشيت أن تقوم تل أبيب بالتعرض للجزيرتين فتركت إدارتهما لمصر، مشيرة إلى أن المعارضين لاتفاقية ترسيم الحدود بين البلدين لا يوجد لديهم ما يدعم موقفهم وما يصدر عنهم مجرد نعرات وطنية فارغة، مؤكدة أن السعودية ومصر دولتين شقيقتين.وكانت عبد الناصر أكدت قبل أيام أن الجزيرتين مصريتان وأن التصريحات التي أدلى بها والدها بشأن تيران في العام 1967 لم تكن مجازية بل كانت حقيقية.

 

روحاني يطالب خامنئي بإزالة “الموت لإسرائيل” عن الصواريخ

السياسة 26 نيسان/16/كشفت وسائل إعلام إيرانية من مصادر مطلعة، عن مطالبة الرئيس الإيراني حسن روحاني، بإزالة عبارة “الموت لإسرائيل” عن الصواريخ البالستية الإيرانية. وذكرت وكالة “مهر” الإيرانية للأنباء شبه الرسمية، أن روحاني بعث برسالة إلى المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، وطلب منه موافقته على إزالة عبارة “الموت لإسرائيل” المكتوبة على الصواريخ الإيرانية. وأوضحت الوكالة أن طلب روحاني جاء في وقت انطلقت أخيراً كتابة عبارة مؤسس الثورة الإيرانية الخميني الشهيرة “يجب محو إسرائيل” على الصواريخ الإيرانية التي اختبرت في المناورات العسكرية الأخيرة للحرس الثوري الإيراني. يذكر أن عبارة الخميني ظهرت على واحد من الصواريخ الإيرانية التي اختبرها الحرس الثوري باللغة العربية، ومفادها أنه “يجب محو إسرائيل”، وعلى ما يبدو فإن هذه العبارة أثارت حفيظة روحاني وطالب خامنئي بإزالتها مع عبارة “الموت لإسرائيل” عن الصواريخ الإيرانية. وأخيراً، كشف الزعيم الإيراني رفسنجاني، أن الخميني وافق في السنوات الأخيرة من عمره على حذف عبارة “الموت لأميركا” في إيران. في المقابل، اتهم الحرس الثوري رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام علي أكبر هاشمي رفسنجاني، بأنه يقف شخصيا وراء التروي لدعاية حذف عبارتي “الموت لأميركا” و”الموت لإسرائيل” في إيران. وقال قادة الحرس الثوري الإيراني، إن رفسنجاني استخدم الخميني كغطاء شرعي وسياسي لتبرير موافقته على حذف العبارتين في إيران، من خلال إلصاقه هذه الرواية “الكاذبة” بالخميني، مؤكدين أن هذه الرواية لا صحة لها. من جانبهم، رأى مراقبون أن روحاني يدرك تماما قوة ونفوذ اللوبيات الإسرائيلية على قرارات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بشأن بأمن إسرائيل، ويتخوف من أن تتسبب عبارة “يجب محو إسرائيل” في تناقض بخطابه السياسي الداعي للاستقرار والسلام في المنطقة. ورأى التيار الإصلاحي في إيران، طلب روحاني، رسائل ديبلوماسية ذكية إلى الأوروبيين والأميركيين، بأن موقف إدارته يختلف تماما عن موقف خامئي والحرس الثوري في ما يتعلق بإسرائيل.

 

محمد بن زايد: حديث محمد بن سلمان يستشرف المستقبل

26نيسان/16العربية.نت/قال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية إن "حديث أخي محمد بن سلمان يستشرف المستقبل ويحمل أبعادا وطنية واستراتيجية تعود بالخير على المملكة والمنطقة". وأضاف ولي عهد أبوظبي أن "رؤية المملكة 2030 التنموية برنامج طموح من ملك الحزم ورجل القرارات التاريخية". كما قال الشيخ محمد بن زايد "نتمنى للمملكة الشقيقة برؤية قيادتها الحكيمة كل التوفيق والسداد والنجاح لما يخدم مصالح الأمتين العربية والإسلامية".

 

داعش» يفجر كنيسة أثرية في الموصل

السياسة/26 نيسان/16/فجر عناصر تنظيم «داعش»، أول من أمس، كنيسة الساعة الأثرية التي بنيت قبل مئات السنين، في مدينة الموصل شمال العراق. ونقلت شبكة «روداو» التي مقرها أربيل، عن مصدر أمني من داخل الموصل قوله إن «عناصر داعش أقدموا على إخلاء منازل المواطنين القريبة من كنيسة الساعة التي تقع في منطقة الساعة وقاموا بتفخيخها»، مضيفاً أن «داعش أقدم على تفجير الكنيسة بالكامل بعد أن كان قد انتهى من تفجير الساعة التي تقع في أعلى الكنيسة في الثاني من فبراير 2015، بعد أن نهب كافة محتوياتها». وتعد كنيسة الساعة من المعالم الأثرية، ويمكن رؤيتها من أغلب مناطق المدينة، وكانت ملجأ لأهالي الموصل حيث يقصدها الزوار للتبرك بمريم العذراء، التي يطلق عليها الأهالي اسم «أم الأعجوبة». من جهة أخرى، أعلن قائد «عمليات الجزيرة» اللواء علي إبراهيم دبعون عن مقتل أمير تنظيم «داعش» الإرهابي لمنطقة الدولاب بقصف لطيران الجيش غرب الرمادي.

وقال دبعون إن «طيران الجيش المروحي وبمساندة قطعات الفرقة السابعة تمكنت من قتل أمير تنظيم داعش لمنطقة الدولاب في هيت (70 كيلومتراً غرب الرمادي) عزام كاسب فرحان، خلال محاولة هروبه من المنطقة»، مضيفاً ان «الإرهابي تم قتله في قرية الجابرية الضفة الثانية لنهر الفرات مقابل منطقة الدولاب».

 

إيران: المتشددون يدفعون باتجاه ترشيح قاسم سليماني للانتخابات الرئاسية ودعوى قضائية ضد واشنطن لمصادرتها أموالاً مجمدة

السياسة/26 نيسان/16/يدفع المتشددون في إيران باتجاه ترشيح قائد “فيلق القدس” المسؤول عن العمليات الخارجية للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، لانتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة في العام 2017. ونقلت مواقع مقربة من المتشددين، من بينها موقع “دولت بهار”، أن رجل الدين المتشدد مهدي طائب، القيادي في مركز “عمّار” الستراتيجي لمكافحة الحرب الناعمة ضد إيران، وهي من جماعات الضغط المقربة من المرشد علي خامنئي، طالب في كلمة له الأربعاء الماضي، بترشيح الجنرال قاسم سليماني، معتبراً أنه الخيار الأفضل والأنسب لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة. وذكر موقع “العربية نت” الإلكتروني أن الدستور الإيراني يسمح للقيادات العسكرية بالترشح لأي انتخابات، بشرط تقديم استقالتها من المؤسسة العسكرية. وسليماني موضوع على لائحة الإرهاب الأميركية منذ العام 2007 والاتحاد الأوروبي العام 2011، بصفته قائد “قوة داعمة للإرهاب”. وجاءت الأنباء عن ترشيح سليماني في ظل خلافات حادة مع حكومة الرئيس حسن روحاني. يذكر أن الخلافات اشتدت بين روحاني والحرس الثوري منذ فوز الإصلاحيين والمعتدلين في الانتخابات البرلمانية ومجلس الخبراء في فبراير الماضي، خصوصاً أن روحاني كثف هجومه على الحرس الثوري خلال الآونة الأخيرة، داعياً إلى الحد من نفوذهم في السياستين الداخلية والخارجية للبلاد.

ورأى مراقبون أن تقوية دور الحرس الثوري في الحياة السياسية بدعم من خامنئي، تعتبر تمهيداً لعسكرة البلاد تحسباً لأي تحركات داخلية، كما حدث في العام 2009 حيث لعب الحرس الثوري دوراً بارزاً في قمع الانتفاضة الخضراء. وسينافس سليماني في حال ترشحه، في المعسكر المتشدد ذاته، الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، الذي بدأ حملته الانتخابية من أجل الترشيح للانتخابات الرئاسية المقبلة، كمنافس قوي للرئيس الحالي حسن روحاني. إلا أن نجاد لم يعد يحظى بتأييد الحرس الثوري، ولا بدعم التيار المحافظ، خصوصاً بعد كشف ملفات الفساد والاختلاسات المالية، إضافة إلى تمرده على خامنئي في بعض القضايا إبان فترة ولايته الثانية. من جهة أخرى، أعلنت طهران أنها ستقيم دعوى ضد الحكومة الأميركية بشأن مصادرة الأموال الإيرانية لصالح عائلات ضحايا تفجيرات بيروت 1983، محذرة من أنها لن تودع أية أموال إيرانية في البنوك الأميركية. وهاجم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف واشنطن، قائلا إن تاريخ الولايات المتحدة في نقضها للقرارات والاتفاقيات طويل، ومؤكداً أن إيران تسعى لعدم التطاول الأميركي على الحقوق الإيرانية. وأضاف ظريف، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المقدوني نيكولا بوبوسكي، إن ما يصدره القضاء الأميركي ضد إيران ليس جديداً، “ونحن نشجب مصادرة الأموال الإيرانية وأبلغنا كيري بعدم قانونيتها، وأعلنا منذ البداية بأننا لا نعترف بالقرار الأميركي وندينه”. وأكد أن ايران لا تعترف بقرار المحكمة الأميركية بمصادرة أرصدة ايرانية مودعة في بنوك أميركية، محمّلاً الحكومة الأميركية مسؤولية الحفاظ على الأرصدة الايرانية. وأوضح أن طهران تسعى للحد من التطاول الأميركي على الأموال الإيرانية في الولايات المتحدة، لافتاً إلى أن من الخطوات التي ستتخذها طهران عدم إيداع الأموال الإيرانية في المصارف الأميركية، وبيّن أن طهران ستقيم دعوى ضد الحكومة الأميركية بشأن مصادرة الأموال الإيرانية. وكانت المحكمة العليا الأميركية قضت في الأسبوع الماضي بصرف نحو ملياري دولار من الأصول الإيرانية المجمدة لعائلات ضحايا تفجير بيروت 1983 واعتداءات إرهابية أخرى.

 

السجن لإيرانية -فرنسية بعد إدانتها بالتجسس

طهران – رويترز26/ نيسان/16: أعلنت مصادر ايرانية، أن محكمة أصدرت حكما بسجن امرأة تحمل الجنسيتين الايرانية والفرنسية ست سنوات لدى عودتها الى الجمهورية الاسلامية لزيارة والدتها المريضة بشدة. وذكر موقع «كلمة» الإلكتروني المعارض، مساء أول من أمس، أن المرأة وهي موظفة سابقة في السفارة الفرنسية وتدعى نازك افشار (58 عاماً) اعتقلت في مارس الماضي لدى وصولها الى مطار طهران. وأشار الموقع إلى أن السلطات أفرجت عن افشار بكفالة من سجن ايفين بعد الحكم. واعتقلت افشار التي تحمل جنسية مزدوجة (فيما لا تعترف ايران بازدواج الجنسية) ومثلت للمحاكمة في العام 2009 بتهم التجسس والعمل ضد الأمن القومي الايراني. ولم يصدر حكم بحقها وأطلق سراحها بعد تدخل الحكومة الفرنسية وتركت افشار البلاد في العام ذاته.

 

ثمانية قتلى في تفجير سيارة مفخخة قرب ضريح السيدة زينب بريف دمشق ومصرع 60 خلال ثلاثة أيام في حلب

دمشق – وكالات: 26/ نيسان/16: قتل ثمانية أشخاص وأصيب عشرون آخرون، أمس، جراء تفجير سيارة مفخخة قرب ضريح السيدة زينب الواقع في منطقة ريف دمشق الجنوبي. وأعلن التلفزيون السوري في شريط عاجل عن “ارتقاء سبعة شهداء واصابة اخرين في تفجير سيارة مفخخة عند مدخل الذيابية” بعد حصيلة أولية لوكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) أشارت إلى “ارتقاء خمسة شهداء واصابة عشرين شخصا”. من جهته، أحصى المرصد السوري لحقوق الانسان ثمانية قتلى، موضحا أن “عدد الخسائر البشرية مرشح للارتفاع لوجود جرحى بحالات خطرة ووجود مفقودين”. ووقع التفجير على نقطة تفتيش أمنية عند مدخل بلدة الذيابية، بالقرب من مبنى سكني قيد الانشاء واحدث حفرة في الرصيف المتصدع. وقال أحد العناصر الأمنيين الذين كانوا موجودين على الحاجز، ان جهازا لكشف المتفجرات كان بحوزتهم أرسل اشارات عن وجود مواد متفجرة قبل تفجير السيارة. وأضاف “أوقفنا السيارة لدى وصولها الى الحاجز وأعطانا الجهاز اشارة انذار، وعندما بدأنا التفتيش بشكل يدوي انفجرت السيارة”. وتسبب التفجير بتحطم نوافذ فندق صغير ليس بعيداً عن موقع الحاجز، يأوي نازحين من بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين المواليتين للنظام والمحاصرتين من فصائل “جيش الفتح” وأبرزها “جبهة النصرة” في محافظة ادلب (شمال غرب). وقالت نازحة من كفريا إن ابنتها البالغة أربع سنوات، والتي اعتادت سماع أصوات القذائف والصواريخ في بلدتها قبل نزوحهم عنها، ظنت أن التفجير ناجم عن قذيفة استهدفت الفندق.

وتضم بلدة الذيابية مقام السيدة زينب، الذي يعد مقصداً للسياحة الدينية في سورية وخصوصا من اتباع الطائفة الشيعية. ويقصده زوار تحديدا من إيران والعراق ولبنان رغم استهداف المنطقة بتفجيرات عدة في السابق.

إلى ذلك، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن 60 شخصاً قتلوا في ثلاثة أيام من الاشتباكات العنيفة بمدينة حلب بالشمال، ما يشير إلى تصاعد العنف. وأضاف إن هناك سبعة أطفال و10 نساء بين القتلى الذين سقطوا منذ الجمعة الماضية اثر سلسلة ضربات جوية نفذتها الحكومة السورية وقصف شنه مقاتلو المعارضة. كما قصفت طائرات قوات التحالف الدولي، أمس، مواقع تنظيم “داعش”، في قرى مدينة أعزاز التابعة لمحافظة حلب، شمال سورية. وذكرت مصادر محلية، أن مقاتلات التحالف الدولي شنت غارات ضد مواقع “داعش” في قرية حوار كلس ومحيطها، التابعة لأعزاز الحدودية.

وأشارت المصادر إلى استمرار المعارك بين فصائل للمعارضة السورية، وعناصر “داعش”، في قرى تابعة لأعزاز، لاسيما قرب قريتي حوار كلس، وإيكدة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

سوريا ولبنان وتجارة الحرب من السلاح إلى المخدرات

علي الأمين/العرب/26 نيسان/16

http://eliasbejjaninews.com/2016/04/25/%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D9%88%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D9%85/

مع تشديد العقوبات المالية على حزب الله، وازدياد الإجراءات الأميركية على البنوك اللبنانية، يمكن القول إن اقتصادا آخر موازيا بات له أربابه ومموّلوه وعاملون فيه، هو اقتصاد الحرب السورية، والمسيطر في زمن الحروب، يستطيع، إلى حدّ كبير، أن يتحكم بفتح مساحات من التجارة غير الشرعية لبلد ينزف بشرا وثروة، وصار جزء من ثروته مادة للتهريب والسرقة.

تجارة الحرب في سوريا رائجة اليوم، وعلى رغم التنابذ الذي تحدثه الأزمة السورية على المستوى اللبناني، سياسيا واجتماعيا، إلا أن ذلك لم يمنع من رواج أشكال متعددة من كسب الأموال والثروات بشكل مشروع حينا، وغير مشروع في كثير من الأحيان، فما تفرقه السياسة تجمعه الأعمال والمصالح والأرباح.

وطالما كان تجار الحروب ومقتنصو فرص الربح المادي غير المشروع، أكثر الناس انسجاما في ما بينهم رغم انتماءاتهم السياسية أو الطائفية المتباينة، هذا ما تقوله تجارب الحروب اللبنانية على اختلافها، فبعد كل حرب تبرز فئة في المجتمع يطلق عليها لقب “أغنياء الحرب” وهذه الفئة موجودة على مختلف جبهات الصراع، والأكثر قدرة على التواصل في ما بينها، وفي أحيان كثيرة تشكل مصدرا من مصادر تمويل المجموعات المتقاتلة.

هذا ما يحصل في سوريا اليوم، وفي البعد اللبناني تنشط عمليات التهريب بشكل نوعي يتجاوز ما اعتادت عليه البلدان في أيام السلم، يجب ألا يفاجأ اللبنانيون أن في العديد من الغرف المغلقة، ثمة ترتيب صفقات تهريب بين البلدين.

فخلال الأعوام الماضية، جرى إخراج كميات كبيرة من الذهب والأموال من داخل سوريا إلى لبنان، هذه التجارة غير المشروعة ليست حكرا على طرف دون آخر، قريبون من حزب الله غارقون في هذه التجارة، ومن يدرجون في صف خصومه أيضا. والتنسيق على هذا المستوى بينهما شفاف وناجح ما دامت المنافع موجودة وموزعة بالعدل بين الطرفين، وليس نقل المشتقات النفطية، ولا سيما مادة المازوت، إلى سوريا إلا وجها من وجوهها.

وبات معلوما أن التهريب لم يعد حكرا على الذهب والدولار، فحتى بعض المقاتلين من حزب الله في سوريا، دخلوا في هذا المضمار، وبات عناصر من حزب الله يشكلون نقطة جذب لعدد من المهربين من أجل نقل ما خفّ حمله وغلا ثمنه من سوريا إلى لبنان وبالعكس. على أن ما يتم تناقله أن الحرب السورية أطلقت العنان لظاهرة أمراء الحرب، فصناعة المخدرات وتجارتها باتت تنطلق من الأراضي السورية، وتشير أوساط أمنية لبنانية إلى أن عمليات التصنيع والتهريب تنطلق من سوريا في اتجاه لبنان والعالم، ولفتت إلى وجود العديد من المهربين والملاحَقين من قبل الدولة اللبنانية في مناطق سورية محاذية للبنان، وتحديدا في منطقة القلمون السورية.

إلى جانب تجارة المخدرات تشكل تجارة السلاح أيضا تجارة رائجة، وهي لم تتوقف منذ اندلاع الثورة السورية، والمفارقة في أن هذا العالم غالبا ما تكون الصفقات فيه بين طرفي الصراع نفسيهما. ففي البقاع اللبناني لا تزال الحكايات تُروى عن مخازن باعها مسؤولون في حزب الله إلى معارضين سوريين، أو قيام ضباط في الجيش السوري ببيع أسلحة وعتاد لمعارضين، فيما المهربون هم صلة الوصل والذين يتمتعون بحصانة من طرفي الصراع.

لقد شكلت الأحداث السورية منذ نحو خمس سنوات محور استقطاب في لبنان، بين مؤيد للحراك الشعبي أو العسكري ضد النظام، وآخر مدافع عنه أو عن رئيسه بشار الأسد، وزاد هذا الاستقطاب من الشروخ السياسية والمذهبية، واستنفرت العصبيات إلى حدّ غير مسبوق، حتى بات لبنان يعيش حربا أهلية تشتعل في النفوس، وربما تشعل الميدان اللبناني من شماله إلى جنوبه.

حتى اليوم يبدو أن أحدا من المحاور الإقليمية والدولية المتصارعة في المنطقة، لا يريد لهذه الحرب أن تقع، فلبنان يحتاج إلى قرار بتمويل حربه الداخلية، لتصبح أمرا واقعا. تجار الحرب جاهزون، لكن المشكلة في الممولين اليوم. فالحرب تحتاج إلى طرفين مستعدين ومتحفزين، في الحدّ الأدنى، لخوضها، يمتلكان القدرة على الاستمرارية في القتال، والقدرة على ضخ المال والسلاح من دون كلل. هذا ليس متوفرا في لبنان، على الأقل لجهة القدرة على التمويل وعلى توفير السلاح والذخيرة في آماد طويلة لأحد طرفي الصراع.

وإذا كان دخول وخروج المئات من مقاتلي حزب الله يوميا إلى سوريا، فتح بابا جديدا لنقل المواد المهربة في الاتجاهين وعلى أكثر من مستوى، فهو يغري الكثيرين من السوريين واللبنانيين، باستثمار هذا الخط غير المراقب من خارجه، ويدفع البعض إلى السعي لاعتماده بسبب ما يوفره من ضمانات أمنية، فإن خطوط التهريب الأخرى تبقى عرضة للخطر، ولصراع النفوذ بين جهات مختلفة، ولعل ما يشهده البقاع اللبناني اليوم بين بعض عصابات التهريب المحمية سياسيا واجتماعيا، يتصل بالصراع للسيطرة على مناطق التهريب ومعابره وخطوطه بالدرجة الأولى والأخيرة. وبعض النافذين على هذه الحدود في البقاع الشمالي، باتوا يلمسون تبدّلا في النفوذ على خارطة التهريب، وتراجعا للمكاسب لدى البعض وازديادا لها لدى البعض الآخر، وهو ما يسبب إلى جانب البعد الأمني والسياسي، قتالا وتصفيات جسدية، أو مصالحات مكللة بمغانم الحرب.

 

مفتاح إنقاذ لبنان في يد "حزب الله" هل يتخلّى عن سلاحه مقابل قانون يُرضيه؟

اميل خوري/النهار/26 نيسان 2016

المشكلة التي يواجهها لبنان وينبغي البحث عن حل لها سواء قبل انتخاب رئيس للجمهورية أو بعده، هي مشكلة سلاح "حزب الله" لأن بقاء هذه المشكلة من دون حل سوف يجعل كل عهد امتداداً لعهود سابقة عجزت عن إقامة الدولة القوية القادرة على بسط سلطتها وسيادتها على كل أراضيها فلا تكون سلطة غير سلطتها ولا سلاح غير سلاحها. فهل في الإمكان تحقيق ذلك والحرب في سوريا مستمرّة ومقاتلو الحزب يشاركون فيها؟

لقد سبق لنائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم أن قال في تصريح: "لدينا فرصة للاتفاق بدل انتظار التعليمات، فبإمكاننا أن نهتم ببلدنا بدل تسخيره لخدمات وطموحات إقليمية، ولولا تسليم البعض رقبته السياسية إلى الآخرين لوجدنا الطريق معبّدة للتوافق والوحدة، وان من ينتظر الحلول الإقليمية لمعالجة قضايا لبنان سيطول انتظاره لأن المنطقة هي في حال انعدام وزن وعدم استقرار مسار الحلول فيها. ومن يتوقّع هزيمة خصومه بالأجانب فيسيجني الخيبة لأن الواقع اللبناني يتطلّب حدّاً من التفاهمات التي تريح الجميع. فلا مجال للغلبة ولا مجال للاستفراد والهيمنة، فالحل الوحيد هو تفاهم الأطراف المختلفة".

من يسمع هذا الكلام الجميل والواقعي والمنطقي يظن لوهلة أنه صادر عن "تيار المستقبل" أو عن "القوات اللبنانية" أو عن حزب الكتائب، إلاّ إذا كان من نوع "اسمع كلامك يعجبني أشوف أعمالك استعجب"، أو سمعنا هذا الكلام بالأمس ونسمع نقيضه اليوم بالقول "إن أزمة الرئاسة طويلة".

الواقع أن المرحلة الدقيقة والخطيرة التي يمر بها لبنان والمنطقة تتطلّب من كل القوى السياسية الأساسية في البلاد الانتقال من مرحلة الأقوال إلى مرحلة الأفعال. وكون "حزب الله" هو الأقوى بين الأحزاب لتمتّعه بدعم إقليمي ويمتلك وحده السلاح الذي يجعله صاحب القرار، يمكنه أن يأخذ المبادرة لترجمة أقواله وذلك برسم خريطة طريق لانقاذ لبنان من خطوطها الكبرى انتخاب رئيس للجمهورية من بين شخصيّات مستقلة معروفة بنزاهتها وخبرتها واستقامتها، ولا يشكّل انتخابها كسراً لأحد بل تسوية كما تم التوصل إلى تشكيل حكومة تسوية برئاسة تمّام سلام، بعدما تأكّد أن أيّاً من الأقطاب الموارنة الأربعة لا تنطبق عليه صفة التسوية حتى لو انحصر الترشيح بين العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية، فإن فوز أي منهما بالرئاسة بات كسراً لطرف. وبانتخاب رئيس تسوية للبنان يصير في الإمكان التوصّل الى اتفاق على قانون جديد للانتخابات يكون عادلاً ومتوازناً ويحقّق التمثيل السياسي الصحيح لشتّى فئات الشعب وأجياله. ولا بد لأي قانون جديد من أن يرضي "حزب الله" أولاً تطميناً له ولجعله يشعر بجدوى الانتقال من كونه حزباً مسلّحاً إلى كونه حزباً سياسيّاً بارزاً يمارس العمل الديموقراطي كسائر الأحزاب وليس العمل العسكري.

إن إقرار قانون جديد للانتخابات مقبول من "حزب الله" خصوصاً قد يجعله يعوّض خسارة قوّته العسكرية بقوّة سياسيّة، وهو ما يعيد التوازن الداخلي الذي كلّما اختل تفجّرت الأزمات التي يستعصي على كل رئيس وحكومة حلّها إلا بعد الاستعانة بخارج. فثمّة فارق كبير بين رئيس يدير الأزمات ولا يقوى على حلّها، ورئيس يجيد إدارة التوازنات ويمنع حصول أي خلل فيها. فهل يكون القبول بقانون جديد للانتخابات النيابية يرضي "حزب الله" هو السبيل إلى طمأنته وجعله يتخلّى عن سلاحه وذلك باستبدال قوّته بالسلاح بقوّته السياسيّة الراجحة داخل النظام والسلطة؟

لقد حُلَّت مشكلة سلاح الميليشيات في الماضي بأن تمّ تسليمه إلى الدولة وإدخال عدد من عناصرها إلى الجيش وقوى الأمن الداخلي، وتمثيلها في كل حكومة يتم تشكيلها. وهكذا يستعيض "حزب الله" عن سلطة السلاح غير الشرعية بسلطة شرعية يتمثّل فيها، وهو ما سوف يحصل في كل دولة تُواجه سلاحاً خارجها لأنه سلاح يحول دون قيام الدولة القوية التي لا دولة فوقها لتصبح قادرة على مواجهة الارهاب وضربه حتى القضاء عليه. لذلك يمكن القول أن الكلمة لانقاذ لبنان من أزماته بدءاً بانتخاب رئيس للجمهورية والاتفاق على قانون جديد للانتخابات هي لـ"حزب الله" أولاً لأنه هو المشكلة وهو الحل. فهل يختار البقاء مشكلة للبنان ولدول في المنطقة وخارجنا، أم يختار تحوّله إلى حل إذا كان قراره حرّاً مستقلاً؟

 

لبنان المتعثر في ذكرى الانسحاب السوري أزمة "الرئاسة الطويلة" تضيف سنة جديدة؟

روزانا بومنصف/النهار/26 نيسان 2016

على رغم أن نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم لم يضف جديدا الى موقف الحزب المعروف والمكرر بإعلانه التمسك بترشح العماد ميشال عون للرئاسة الاولى وقوله إن "الازمة الرئاسية الطويلة"، معتبرا أنها "أزمة محلية واقليمية، وان الطروحات والمواقف لم تتغير، ولا تعديل إقليميا يستدعي النظر، وأي طرح آخر هو في الواقع إسقاط لمشروع طرح العماد عون، وهذا ما لا يمكن ان نقبل به في هذه المرحلة التي يستمر فيها العماد عون في الترشح"، وإن توقيته بدا ردا على موقفين، أحدهما للنائب وليد جنبلاط وضع فيه على الطاولة ضمان متطلبات أساسية للحزب تتصل بسلاحه وتصنيفه بالارهاب والآخر للنائب سليمان فرنجية قال فيه بان كرة الرئاسة هي في ملعب قوى 8 آذار وحتمية اجتماعها لإيجاد مخرج للازمة الرئاسية، بما يعني أن هذه الاقتراحات لم تاخذ سبيلا الى روزنامته. في حين رأى بعض آخر أن في موقف الشيخ قاسم أيضا ردا على الدكتور سمير جعجع الذي يرمي كرة التعطيل في ملعب الحزب، شأنه في ذلك شأن بعض الأفرقاء الآخرين الذين يحملون الحزب تبعة التعطيل، بحيث ان الحزب يدافع عن نفسه من خلال القول باستمرار دعم ترشح العماد عون، ما دام الاخير مرشحا، فيما الزعيم العوني متمسك بترشيحه ولن يحيد عنه، في تبادل واضح للمصالح والخدمات بينه وبين الحزب.

إلا أنه مع إعلان نائب الأمين العام للحزب أن أزمة الرئاسة طويلة، يجب ألا يريح ذلك الحليف العوني من حيث المبدأ، انطلاقا من أن هذا الكلام يعني أن الحزب غير قادر على إقناع حلفائه بتغيير مواقفهم، وهو المدرك أنه لا يمكنه تسويق عون لدى حلفائه الاقربين قبل خصومه، وان المجال مفتوح على وقت غير محدد في انتظار أن يعدل عون موقفه، أقله مبدئيا، أي في انتظار أن يجد الحزب الوقت الملائم للتسوية والتي لن يسمح بها إلا بمخرج يرضي عون. والازمة الطويلة تعني أن لا الحزب قابل لاقتراحات الآخرين ولا هو قادر على جلبهم الى خياره. لكن مع دخول الشغور الرئاسي سنته الثالثة، فإن المنطق يفترض ان يثقل ذلك على التيار العوني، انطلاقا من أن الافرقاء السياسيين مرروا سنتين ثمينتين جدا بالنسبة اليه في الفراغ، من دون ان "يستسلموا" ويوافقوا على انتخابه، وقد تمر سنة ثالثة اذا صح ما يتم تداوله في الايام الاخيرة في بعض الاوساط السياسية من ان لبنان سينتظر ما بعد رحيل الرئيس باراك اوباما عن البيت الابيض ووصول رئيس جديد، الى درجة أن بعض السياسيين ينسب ذلك الى القائم بأعمال السفارة الاميركية ريتشارد جونز بالذات عن احتمال انتظار المنطقة نهاية عهد اوباما، ولبنان الذي يتأثر بتسويات المنطقة، حصلت ام لم تحصل، سيشهد انعكاسات لذلك. وثمة من ينقل عن المحيطين بالجنرال انهم باتوا على دراية اكبر بالانعكاسات السلبية للموقف المعتمد، لكن من دون القدرة على المجاهرة بذلك أمام العماد عون، أو امتلاك القدرة على إقناعه بذلك. ويعتقد بعض السياسيين أن إعلان الرئيس نبيه بري إحالة مشاريع قانون الانتخاب على اللجان المشتركة متخليا موقتا عن الدعوة الى جلسة تشريعية، إنما يساهم في إضفاء ثقل إضافي على أكتاف الافرقاء المسيحيين تحديدا، انطلاقا من ان الحزب يدعم، على عكس حليفه المسيحي، عدم إقفال أبواب مجلس النواب، انطلاقا من أن البحث في قانون الانتخاب راهنا هو أشبه بطبخة بحص، وهو أكثر صعوبة من الانتخابات الرئاسية وأكثر أهمية بالنسبة الى كل الافرقاء، مما يجعل التوصل اليه مستحيلا في هذه الظروف المحلية والاقليمية. وهو أمر سيؤدي في نهاية الامر الى دفع الرئيس بري الى الدعوة لجلسة تشريعية في ضوء مراوحة الخلاف على قانون للانتخاب مكانه بحيث يضيق هامش المعترضين على الجلسة ويبقي امكان فتح ابواب المجلس امرا محتملا.

الامر المؤسف في هذه التطورات التي لا تحمل جديدا، انها تتزامن والذكرى الحادية عشرة لانسحاب القوات العسكرية السورية من لبنان في 26 نيسان 2005، على أثر الانتفاضة الشعبية الهائلة التي أحدثها اغتيال الرئيس رفيق الحريري. ومع أن الكثير من المتغيرات حصل، وفي مقدمها متغير جوهري يتصل بالانتفاضة ضد النظام في سوريا والتي استدرجت تدخلا عسكريا من جانب الحزب الى جانب النظام في سوريا بعدما كان هذا النظام وصيا على لبنان، كما بالعدد الهائل من اللاجئين السوريين الى لبنان، فإن ما لا يمكن تجاهله هو الرهان الذي كان على ان خروج سوريا من لبنان سيترك هذا البلد نهبا للفوضى وعدم الاستقرار. كما لا يمكن تجاهل الفرصة التي أتيحت بعد خروج القوات السورية من لبنان، من اجل ان يستعيد البلد استقلاله والتوافق بين ابنائه قد اهدرت ولم يجر توظيفها في استعادة استقلال البلد وقراره وسيادته على اراضيه لاعتبارات لا مجال للدخول فيها فتصرف الافرقاء السياسيون في لبنان على نحو مماثل الى حد كبير لما يمثله حرمان بعض الدول من ديكتاتورييها ما تركها نهبا للفوضى وعدم القدرة على الامساك بناصية البلد وادارته. ولعل في الممارسة التعطيلية لموقع الرئاسة الاولى ما يخدم الكثير من وجهة النظر الذي تغنى بها النظام السوري طويلا عن عدم قدرة اللبنانيين على حكم انفسهم وحاجة لبنان الى ان يبقي النظام قواته في هذا البلد.

 

المسيحيون يقوضون الدولة!!!

غسان حجار/النهار/26 نيسان 2016

يفاخر المسيحيون، والموارنة تحديداً، بأنهم الأصل في قيام لبنان الكبير، وتالياً في إنجاز الاستقلال اللبناني الذي تحقق ولم يتحقق، ولا يتحمل الموارنة مسؤولية الفشل في ذلك، إذ إن الظروف المحيطة وخصوصاً قيام دولة اسرائيل وتهجيرها الفلسطينيين، لم تثبت الاستقلال الطري العود، ولم تدفع في اتجاه تقوية المؤسسات وتمتينها للقيام بعملها على الوجه المطلوب، الى أن حلت الحرب التي أشبعت المؤسسات تدميراً، وساهمت الوصاية السورية في القضاء على ما تبقى منها، متحالفة مع ميليشيات الداخل، حتى صرنا نعيش على أنقاضها اليوم في بلد لا يشبه بلدان العالم كله. لكن المستغرب هو التصرفات الحالية للمسيحيين التي لا تجد تبريراً. فرأس الكنيسة المارونية البطريرك مار بشارة بطرس الراعي خليفة البطريرك الياس الحويك، يتقدم بكتاب (تضاربت مصادر بكركي حياله) يتضمن قبوله بالتلاعب في الولاية الرئاسية لمرحلة انتقالية، وفي ذلك سابقة لم تسجل في أي عهد بطريركي. فالرئاسة درع الموارنة وقدس أقداسهم السياسي، والقبول بتغيير قواعد اللعبة يشكل منزلقاً بالغ الخطورة في اتجاه رغبة دفينة لدى الراعي في عقد اجتماعي جديد يشكل في جوهره خطوة نوعية، وفي واقعه قفزة في المجهول، خصوصاً بعدما أخطأ سيد الصرح في التعامل مع الملف الرئاسي، فكرس أربعة مرشحين ثم ما لبث أن سعى للتخلص من هذا العبء باقتراحه أسماء أخرى من غير "الأقوياء". أما الأحزاب المسيحية فحدث ولا حرج. تعطّل للتعطيل. وتقاطع للمقاطعة. وتزايد في ما بينها. وتتلطى ببكركي ساعة تشاء. وتعجز عن إقناعنا كمسيحيين قبل المسلمين بجدوى ما تفعل. صحيح أن مقاطعة التشريع وعمل مجلس الوزراء اعتبرا ممارسة ضغط في المرحلة الاولى التي تلت الشغور الرئاسي، لكنهما لم يؤديا الى أي تغيير ولم يدفعا في اتجاه انتخاب رئيس. وقد ذهب الحزبان المسيحيان المتحالفان حديثاً، أي التيار و"القوات"، الى تشريع الضرورة في مرحلة سابقة، وتحررا من هذا القيد الذي وضعاه، فتحول حصارا لهما. أما الكتائب الذي يقاطع التشريع فيفاخر بانضمامه الى الحكومة بحصة وازنة. والحجة بتسيير شؤون الناس ومصالحهم في الحكومة، تصلح نفسها لتشريع الضرورة. والتشريع ليس مكسباً لرئيس مجلس النواب أو غيره، بقدر ما هو لمصالح الناس الذين ينتظرون تسيير شؤون حياتهم المعطلة، ومقاطعته لسنتين لم تحمل رئيساً الى بعبدا. أمس أخبرنا نائب الامين العام في "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم بأن الازمة الرئاسية طويلة، وهو ما يعني حكماً الاستمرار في مقاطعة جلسات التشريع بما يقوض ما تبقى من الدولة، وتقع مسؤوليته على المقاطعين، كما تقع على جزء من تحالفهم مسؤولية الشغور الرئاسي. وإذا اتفقنا على أن الاستحقاق بات ورقة خارجية، او هو كذلك أصلاً، فما علينا إلا الاتفاق على ما هو ضروري في الداخل، في انتظار تجاوز الازمة.

 

تسخيف الفساد

 راشد فايد/النهار/26 نيسان 2016

تقف رئيسة البرازيل ديلما روسيف، اليوم، على عتبة المحاكمة، فالعزل، بعدما ايدت غالبية ساحقة في مجلس النواب محاكمتها أمام القضاء. لم يشفع لها تاريخ والدها المحامي الماركسي، ولا ماضيها الثوري ومواقفها اليسارية، منذ تأييدها ثوار فيتنام. تهمة ديلما الفساد، وكنهه انها لجأت الى تمويه أرقام العجز في الموازنة، في حملتها الانتخابية لولاية رئاسية ثانية، تنتهي في نهاية العام 2018: لم تسرق. لم تغتن. لم تنل نسبة مئوية من صفقة ما. مع ذلك ستكون خارج القصر الرئاسي لمدة 6 أشهر، فترة محاكمتها، فإما ان تعود لتكمل ولايتها الثانية، واما ان يثبّت القضاء عزلها. اللافت ان معظم قيادات الطاقم السياسي البرازيلي، متورط في الفساد، وفي الطليعة نائبها، الذي سيحل مكانها فترة العزل، اللبناني ميشال تامر. ومثله خصمها رئيس مجلس النواب، الذي نافسها، خلال هذه الازمة، على الوعود بالمناصب، والمساعدات، للنواب الفاعلين والاقطاب. هو مشهد لبناني في البرازيل، عندما يتتبعه مراقب لبناني. مع ذلك، هناك تمايزات بين المشهدين. فالقضاء البرازيلي لا يستهين بالرأي العام، ولا يقدم مصالح السياسيين عليه. فيما الرأي العام البرازيلي نابض، فاعل، ولو انقسم بين قلة مؤيدة لروسيف، وأكثرية تصر على محاكمتها، برغم انها حازت غالبية عريضة (54 مليونا) عندما اعيد انتخابها لولاية ثانية. والرأي العام البرازيلي لا يكتفي بالتبرم من الأوضاع، فالمجتمع المدني يتحرك، على كل المستويات، ليدفع بالسياسيين إلى البحث عن مخارج من الازمة الاقتصادية، والتضخم، وسوء الادارة، وما تجره من أعباء على المجتمع، ويدفع في اتجاه محاكمة المسؤولين. فالفساد في البرازيل جريمة فعلية، على ما ينقل الاعلام وليس مضغة لتجزية الوقت، على ما يعيشه اللبنانيون، وليس ايضا غبارا للتعمية على توسل المصالح، والمكاسب، يطلق في لحظة، وينقشع بقرار. فموجات الاتهام بالفساد التي تنتهي على هذا النحو، تفرض على اللبناني ان يستنتج منها أحد أمرين: اما انها فعلية، لفّها الصمت لاحقا، بسبب اقتسام المغانم، واما انها كانت كاذبة، من الأساس، وبالتالي فان مطلقها أراد المزايدة الرخيصة، أو التعمية على مفسدة أخرى يرتكبها محيطه. الفساد ليس مالياً فقط، فاستخدام النفوذ فساد أيضاً، كما المحاباة في تطبيق القانون، وعدم تطبيقه، واللبنانيون جميعاً يلجأون اليه، مع تفاوت المكاسب. لذا، لا يصدق اللبنانيون أن أحدا ما يرشح زيتا، خلافا لما قال الوزير وائل أبو فاعور متهكما. ولذا أيضا يتساءل اللبنانيون عند صدور قانون أو إقرار مشروع، من هو المسؤول المستفيد وكم ربحه. حتى حين يتناول الأمر الفساد الصحي. ولمن يجهل أن يسأل. ما يزيد الفساد ترسخاً أن يحوله أبو فاعور، وغيره، إلى مادة للتهكم، من دون التجرؤ على ملاحقته قضائيا، فيحوله إلى مسلّمة من طبيعة الحياة.

 

على سبيل الافتراض

عقل العويط/النهار/26 نيسان 2016

على هامش ما أبداه الأستاذ وليد جنبلاط من رغبة في الانسحاب قريباً من الحياة السياسية، تخيّلوا معي مشهداً سياسياً، فحواه أن لا أحد من أقطاب السياسة والزعماء الحاليين، سيظلّ في مكانه وموقعه، ابتداء من مطلع السنة الجديدة. محض تخيّلٍ فحسب. لكن المشهد بذاته جدير بالافتراض، سلباً وإيجاباً. بعضنا سيتحسر على المغادرين، وبعضنا سيبتهج. في الحالَين، تخيّلوا مثلاً أن الشاشات والإذاعات والجرائد ومواقع التواصل لن تعود مهتمة بالتحدث عن هؤلاء. وأنها ستضطر إلى التعامل مع ورثتهم، من الأبناء والأحفاد، والحلفاء! أو أنها، في أشد الأحوال غرابةً وسورياليةً، ستصطنع نجوماً وأبطالاً وقادةً جدداً، يحتلّون الواجهة، ويتبادلون الأدوار والقبلات و... الشتائم! مشهدٌ تخييلي وافتراضي كهذا، أياً كانت أسبابه وظروفه وحيثياته، من شأنه أن يُحدِث انقلاباً جذرياً (صحيح؟! والله؟!) في حياتنا الإعلامية. الأضواء ستُلقى بالطبع على الزعماء الجدد، وزوجاتهم، وعشيقاتهم، وأزلامهم، ومشاريعهم، واهتماماتهم، وهواياتهم. لكنها لن تُلقى أبداً على "الانقلاب" المستحيل الذي لن يحدث في حياة الناس، لأن شيئاً من التغيير المأمول لن يحصل. لماذا؟ الجواب بسيط. إذا كان جزءٌ مهم من المشكلة يكمن في أشخاص الزعماء والقادة، فإن الجزء الجوهري الأكبر يكمن في "الفكر" السياسي الذي يحكم الانتظام العام، وهو "فكر" مريض ومتخلّف، الشفاء منه ليس بتغيير الوجوه فحسب، بل باستئصال المرض نفسه. السرطان يُقتلع من شروشه، وإذا فرّخ مجدداً، يؤخذ ثانيةً بالكيمياء، وبالكهرباء، ولِم لا، ثالثةً، بالموت الرحيم! ... نُقِل عن المرشح الرئاسي الأستاذ سليمان فرنجية أن انتخاب رئيس للجمهورية رهن بتوافق سعودي – إيراني. مظبوطٌ جداً هذا الوصف الحقيقي لمآل الحياة السياسية اللبنانية. لكنه مؤلمٌ للغاية. فهو ينطوي على فضيحة كبرى، مفادها أننا لسنا أولياء أمورنا، بل ننصاع انصياعاً مهيناً للأسياد الخارجيين. فالنواب لا يستطيعون انتخاب الرئيس، لأن التوافق السعودي – الإيراني لم تؤتَ ثماره بعد. فكيف يقبل القادة السياسيون بأن تكون إراداتهم الوطنية موضع مصادرة، وكراماتهم مطعونة في الصميم؟ بل كيف يقبلون، وهم "نوّاب الأمة"، بأن ينتظروا أوامر الخارج؟! على سبيل الافتراض فحسب، تخيّلوا معي المشهد السياسي الآتي: النوّاب اللبنانيون يتداعون في ما بينهم، ويذهبون إلى المجلس لانتخاب رئيس بمحض إراداتهم، غصباً عن المعادلة الإيرانية – السعودية الجائرة!

مشهدٌ افتراضي كهذا، أليس من شأنه أن يُحدِث انقلاباً حقيقياً ليس في المشهد الإعلامي فحسب، بل في مفاهيم الحياة السياسية والوطنية ومعاييرها، بل أيضاً وخصوصاً في سلّم قيم مواطنيتنا وكرامتنا، وفي حياتنا مطلقاً؟!

 

طبقة اللامعقول السياسي في لبنان

ساسين عساف/النهار/26 نيسان 2016

الفكر السياسي في لبنان، وعلى امتداد تاريخه المعاصر، شهد محاولات "عقلنة"، ومحاولات " منهجة " الممارسة السياسية، أي الاقتراب بها من "العلميّة". هذه المحاولات، على أهمّيتها وعلى ضرورة التمسّك بها وتطويرها، لم تشكّل حتى اليوم الثقل الذي يسمح بوسمها الخطّ المتقدّم في بيان الفكر السياسي في لبنان.

الخطّ المتقدّم، على نقيض ما نرغب، فرضته طبقة سياسية امتهنت الارتجال واعتادت مخاطبة غرائز الناس والّلعب على مشاعرهم العصبية والدينية، وغذّته في سنوات الحرب مفردات سياسية ما زالت تقيم في الذاكرة وتتحرّك في الأزمنة الصّعبة لتبتعد به عن طبيعته العقلانية ومنهجيّته العلمية.

أين اليمين واليسار؟ أين الرّجعي والتقدّمي؟ أين المحافظ والليبرالي؟ أين التقسيمي والوحدوي؟ أين الصّهيوني والعروبي؟ لقد حلّت، بسهولة، محلّ هذه المفردات السياسية مفردات من طبيعة طائفية أو سلالية: ماروني، أرثوذكسي، كاثوليكي، سني، شيعي، درزي، علوي أرمني، كردي، آشوري، سرياني، كلداني...

هذه المفردات ولّدها الفكر الطائفي في لبنان ورعتها "العناية الطائفية" وجعلتها مصدر السلوك السياسي ومعياره. وكلّ كمال السياسة وخيرها متجسّد في طبقة سياسية طائفية! أمّا الشرّ السياسي فمصدره العقلانيون المتحررون من معتقلات الفكر الطائفي والرافضون للبقاء داخل الجماعة مجموعة أرقام طائفية معدومة الارادة والفعل مستكنّة لقيادتها مسلوبة الوعي والحسّ والادراك!

الطبقة السياسية المتناسلة داخل النظام الطائفي والمصابة بتوترات مذهبية قاتلة هي ما نعنيه بطبقة اللامعقول السياسي في لبنان.

على قاعدة أن "الضدّ يظهر قبحه الضدّ" لا حسنه كما هو معروف، نطرح مجموعة توصيفات تحدّد ماهية المعقول السياسي أو المعقول في السياسة إظهاراً لقبح نقيضه اللامعقول السياسي.

- يقوم المعقول السياسي على مجموعة أفكار وسلوكات أو مناهج وممارسات ينتجها ويحرّكها فكر اجتماعي/تاريخاني، كثيراً ما يعبّر عن ذاته في عقيدة أو إيديولوجيا ذات مرتكزات ثقافية واقتصادية. أمّا نقيضه اللامعقول السياسي فيعبّر عن نفسه بمواقف وتصرفات ناتجة عن توترات طبيعتها عصابية/ سيكولوجية (التعصّب الطائفي هو أشدّ تلك التعبيرات وضوحاُ).

- المعقول السياسي يلازم الحقيقة الموضوعية فهي بالنسبة إليه القاعدة والمسلك والغاية. ملازمة الحقائق والوقائع هي العنصر الأهمّ في سلوك السياسيين العقلانيين. أمّا اللامعقول في الحياة السياسية اللبنانية هو أنّ السياسي الطائفي يعتبر أنّ حقيقته الذاتية هي القاعدة والمسلك والغاية.

- المعقول السياسي يستند في تسويغ سلطته الى نشاطه اليومي الذي يرافق، باتّزان ومرونة، التطوّر التلقائي في طبيعة الوقائع والأحداث. هنا السياسة تتحوّل قوّة دفع وحرّية. أمّا نقيضه فيدّعي العصمة والسّلطة المطلقة في الأفكار والممارسات والمواقف. هنا السياسة تتحوّل احتكارا وتسلّطا واكراها واستلابا.

- المعقول السياسي مصدره العقل وهوعلمي وعملي في آن واحد، إنّه أداة للتفكير النظري وللنشاط العملي. وهو ناتج فكر تحليلي وتفكيكي وتركيبي، يفكّك العناصر والمعطيات ويحلّلها ويعيد تركيبها في سياق رؤية عقلانية متكاملة. اللامعقول السياسي مصدره الانفعال الذي يوقع صاحبه في الوصولية والعصبية والارتجال.

- المعقول السياسي ناتج فكر استباقي، ينتقل تلقائياً من الجزئي الى الكلّي. يلتقط المعاني العامّة بعد التقاطه المعاني الخاصّة. يحصل الاستباق بالحدس والاجتهاد والاستبصار أو الرؤيا ويتجسّد بالتخطيط. المستقبلية هي سمته الخاصة، وهي تدعوه الى الخروج من المألوف والتقليد الى التحرّر من القيود والى أن ينشط في اتّجاه احتمالات المستقبل. أمّا اللامعقول فهو ناتج حالة إلحاق واستلاب ذهني، حالة إنكار ذاتي وانفصام وبلادة فكرية حيث ينتفي التجدّد والإبداع.

- المعقول السياسي ناتج فكر اقناعي عماده البرهان والشرح والايضاح والتعديل والمراجعة والنقد الذاتي ووسيلته الحوار الهادئ والعقلاني. أما طبقة اللامعقول السياسي السائد في لبنان فلا تعرف شيئاً من كلّ هذا، وهي اذا لانت يوماً أمام ضغط الناس فلكي تعود وتلتفّ عليهم بصورة أشدّ شراسة ومكراً. متى خالفها الرأي العام أو الوعي الشعبي فهو قاصر، ومن "واجبها" أن تنوب عنه في صنع إرادته! ومتى كان معها فهو راشد ومكتمل ومصيب في خياره! خطابها خطاب تعسّفي وتسلّطي وعنفي...

- المعقول السياسي يعتمد التخاطب الموضوعي وسيلة عبور في اتّجاه الآخر. محوره احترام الآخر وحفظ حقّه كاملاً في أن يكون له كلام مغاير. فالكلام هو وسيلة المطارحة الفكرية وتبادل الآراء وهو القاعدة الذهبية التي تقوم عليها العلاقات السويّة بين البشر. صاحبه يتحرّك واثقاً من حقّه في التحرّك بحرية وحزم وإخلاص لقضاياه، ويعبّر التعبير الصريح عن ذاته ويكاشف من دون مهادنة أو مراوغة أو ممالأة بل بجرأة وصّلابة ومبدئية رافضاً أن تتحكّم به آليّة ردود الفعل بعكس ما هي عليه "طبقة اللامعقول السياسي" في لبنان التي يبدو كلامها والممارسة مجرّد ردّ فعل يتحرك في حدود الغريزة أو الميل والرغبات الذاتية في اجتثاث الآخر ومحوه.

- المعقول السياسي يتمتّع بديناميّة خاصّة تجعله قادراً على التعامل مع الآخرين من موقع الاستقلال الذاتي ووفقاً لقوانينه ومبادئه الخاصّة التي تحقّق له الحرّية وتوفّر له المنعة بغية أن يؤدّي دوره بوعي ومسؤولية. أمّا السياسة التي تمارسها طبقة اللامعقول السياسي فتفتقر الى روح المسؤولية وهي ليست، كما يظهر من تلك الممارسات، مسؤولة عن أفعالها ، لا بل أحياناً تتنكّر لها دجلاً، وهي اذا اعترفت بها فلا تتقبّل عواقبها وما يترتّب عليها من حساب.

- المعقول السياسي المسؤول يستند إلى فكر صادق ومخلص. الأمانة والوفاء هما من المفردات الغريبة عن طبيعة تصرّف الطبقة في لبنان كذلك الصّدق والمبدئيّة والاخلاص. دوافعها الى الالتزام ليست بريئة ونزيهة وليست وليدة الاقتناع بعدالة قضيّة. المنفعة والاستغلال وتأمين المصالح هي العناوين البارزة في ممارساتها.

- المعقول السياسي الملتزم ينظر الى الانسان كونه امكان تطوّر وقدرة عليه وكونه صاحب حرية وكرامة وحقّ في السعادة. ويدرك أنّه المسؤول (أي المعقول السياسي ) عن تلبية كلّ الحاجات التي تساعد الإنسان على تحقيق امكانه واثبات قدرته وبلوغ سعادته. أمّا طبقة اللامعقول السياسي السائد فتقوم أفكارها وممارساتها على مبدأ "الانسان الضحيّة" الذي يجوز عليه كلّ اضطهاد وظلم وتجهيل وتسخير.

- المعقول السياسي يعترف، قولاً وعملاً ، بكرامة الانسان وواجب احترامه. أمّا في لبنان فالطبقة رسّخت فكرة الخوف من الآخر والتشكيك به واتّهامه، فكرها عدواني وتدميري، احتكاري وتسلّطي، وهو لا يعترف للآخربأهليّة أو جدارة فهو يشكّك بأفعاله وينفي عنه الأمانة والوفاء، وهو منه في حال ارتياب دائم.

- المعقول السياسي قوامه فكرة التضامن. طبقة اللامعقول تتجاهل وجود مصالح مشتركة وضرورة تحقيق أهداف مشتركة. التضامن في مراحل التأسيس (تأسيس المصالحة واعادة بناء الدولة) هو فكرة وموقف يسموان فوق كلّ الأفكار والمواقف. التضامن يسقط أشكال التفكير الفئوي ويقدّم المصلحة العامّة على كلّ المصالح ويجعل الموقف الوطني قبل كلّ المواقف. والتضامن فكرة تفرضها ضرورات موضوعية في مراحل تاريخية معيّنة (مرحلة الخوف من السقوط أو الانهيار العام والشامل) فالعمل المشترك وحده المنقذ في مثل هذه الحالات.

- المعقول السياسي يقوم على فكرة التسامح. والتسامح السياسي يقبل وسائل التفكير والعمل التي تختلف من فرد الى فرد أو من جماعة الى جماعة. انّه يترك لكلّ فرد أو جماعة حرّية التفكير والممارسة. انّه مبدأ أخلاقي يرتبط بالاحترام. وهو مبدأ عملي يرتبط بالذكاء وحسن التصرّف والافادة من الحوار مع التفكير والممارسة اللذين يختلفان عمّا لدينا. المجتمع التناحري يقوم على التناقضات، ولكن سيادة المعقول السياسي المتسامح تلطّف حدّتها الى حدود الالغاء. والتسامح السياسي لا يعني السكوت عن المظالم، فالساكت عن الحقّ شيطان أخرس ". الاحتجاج السياسي حقّ مشروع وهو نقيض الخضوع والاذعان للسلطة الظالمة. فالتسامح السياسي لا يعني سوى أسلوب الاحتجاج وطرق حلّ الخلافات الاجتماعية والفكرية، ولا علاقة له إطلاقاً بتدجين الناس. انّه وسيلة إيثار الاقناع على الاكراه.

 

النظام الدستوري: أين الأصالة والتجدّد؟

انطوان مسرّة/عضو المجلس الدستوري/النهار/ 2016

لا يوجد عبارة في الحياة العامة في لبنان وفي المجتمعات العربية عامة الا وتتحوّل شعاراً او، في أقل الحالات سوءاً، تتلّوث او تُستغل تبريراً لمواقف سياسية وتحولات ظرفية. يعني ذلك ضرورة العمل المستمر في سبيل التأصيل والتصويب واستعادة سلطة المعايير في أكثر الشؤون أهمية في لبنان، أي الشؤون الميثاقية والدستورية. منذ بروز الأبحاث المقارنة في السبعينات على المستوى العالمي حول المجتمعات التعددية وأنظمتها ومشاركتنا في هذه الأبحاث، لبنانياً وعالمياً، كان من المنتظر، بخاصة من قبل مُفكرين وجامعيين وباحثين، ممارسة جهد في التأصيل والإغناء والتطوير. لكن ما حصل كان غالباً العكس إذ استغلت أبحاث عالمية، في لبنان وفي بعض الحالات العربية، لتبرير مواقف ظرفية. ولم يتمتع هذا التبرير بحد أدنى من الثبات، بل كان ينتقل من فريق الى آخر بحسب تحولات موازين القوى. في حالات أقل سوءاً أكبّ جامعيون وباحثون مُبرمَجون على أنماط سائدة على الوصف والتحليل لإثبات قدرتهم على متابعة مستجدات "على الموضة" وأخذوا... ينتقدون هذه الأنماط البحثية الجديدة! ليست هذه النماذج بحاجة الى من ينتقدها، بل الى من يتعمّق بها. يعود منتقدو هذه الأبحاث بالنهاية الى منمطات راسخة في الاذهان. انها لمقاربة أيديولوجية تنطلق من فرضية ان الأنظمة محض التنافسية هي الوحيدة المعيارية وهي الوحيدة الخالية من الظواهر المرضية بخاصة في مجتمعات مُتعددة البنية. باحثون آخرون مُبرمجون على سجال حول "الطائفية" تمادوا في تبريرات من منطلق "الطائفية" في حين ان البحوث المقارنة تُوفر منهجية علمية وعملية في الإدارة الديموقراطية للتنوع الديني والثقافي ورسم حدود ومجالات التطور.

من أساليب الهروب من الأصالة والتجدّد في لبنان وصف قانونيين ودستوريين الأبحاث الحديثة المقارنة بأنها تندرج في علم الاجتماع وليس في علم القانون والدستور وكأن علم الاجتماع ليس من العلوم الجدّية! هذه الأبحاث هي دستورية كما تُثبته نصوص المواد الواردة في أكثر من أربعين من الدساتير في العالم والتي أهمل دراستها مؤلفون على أساس انها تتعلق بـ"حالات خاصة" او شاذة او رموها في سلة مهملات "الطائفية".

عبارة "طائفية" ليست مفهوماً علمياً

ليست "الطائفية" مفهوماً علمياً Concept/notion، ولا تصنيفاً حقوقياً catégorie juridique، اذ تتضمن عبارة "طائفية" في الاستعمال المتداول ثلاثة عناصر: 1) الإدارة الذاتية الحصرية في بعض الشؤون المتعلقة بالأحوال الشخصية والتعليم (المادتان 9 و10 من الدستور)، 2) قاعدة التمييز الإيجابي او الكوتا او التخصيص (المادة 95 من الدستور)، 3) استغلال الدين في السياسة والسياسة في الدين والذهنية الفئوية عامة. هذه العناصر الثلاثة مترابطة طبعاً، ولكنها مُتمايزة في التشخيص والمعالجة. في سبيل التوضيح، لا يعالج إعتماد نظام مدني عام في الأحوال الشخصية معضلتي المشاركة في الحكم وتعبئة المشاعر الفئوية في التنافس السياسي. واعتماد نظام مدني عام في الأحوال الشخصية وإلغاء قاعدة التخصيص في آن لا يعالجان معضلة الاستغلال السياسي للأديان والمذاهب في هذا التنافس. يحتاج كل عنصر بالتالي الى تشخيص خاص ومعالجة خاصة. تحولت عبارة، او بالأحرى شعار "الطائفية" confessionnalisme, sectarianisme, communautarisme، من قبل مؤلفين– ولا أقول باحثين – أجانب ولبنانيين وعرب عامة، الى سلّة مهملات يرمون فيها كل ما لا يفهمونه او يرفضونه إيديولوجياً. تُعبّر المادة 95 الجديدة من الدستور، المعدّلة بموجب وثيقة الوفاق الوطني-الطائف، عن هذا الالتباس في إستعمال عبارتي "الطائفية" ثم عبارة "الطائفية السياسية"! وتوجب هذه المادة المعدّلة إنشاء هيئة وطنية لوضع خطة مرحلية في سبيل عصرنة الإدارة الديموقراطية للتعددية في لبنان وتُحقيق الانسجام مع المبادئ الدستورية العالمية وشرعات حقوق الانسان.

يقول الرئيس حسين الحسيني خلال برنامج "مرصد الديموقراطية في لبنان" في 29/11/2002 ان وثيقة الطائف "لم تُقرأ ولم تُفهم جيداً". لو "قُرأت وفُهمت جيداً" لكان من المنتظر ان تحّض باحثين على تعديل تصريف شعار "الطائفية" والذي سبق ان إستعمله ميشال شيحا بين مزدوجين ادراكاً منه ان الموضوع يتطلّب دراية وعلماً ومنهجية. كم سعيت خلال تدريسي الجامعي حوالى نصف قرن لا الى التأثير على أي طالب، بل الحّض على التأصيل والتجدّد بشأن المختبر اللبناني الذي اتخذ اساساً ومنذ السبعينات كحالة لبناء نظرية الأنظمة الميثاقية consociational او البرلمانية التعددية. لكن مُنمطات ذهنية وإغترابا ثقافيا وايديولوجيا سائدة تُشكل عوائق لممارسة الفكر، او بالأحرى "التفكر" بحسب تعبير القرآن، أي "استعادة الفكر ومراجعته""repenser, reprendre sa pensée"، كما يقول بول فاليريPaul Valéry .

سبعة مجالات للتأصيل والتجدد

ما هي عملياً مجالات التأصيل والتجدد في المنظومة الدستورية لبنانياً وفي سبيل إغناء النظرية العالمية المقارنة انطلاقاً من الحالة اللبنانية بالذات؟

1- الإدارة الذاتية الحصرية في بعض الشؤون:

ان المادتين 9 و10 من الدستور اللبناني هما تصنيف في العلم الدستوري المقارن. انهما تندرجان في إطار الاعتراف بتعددية المنظومة الحقوقية في المجتمع في بعض القضايا pluralism juridique سعياً للتوفيق بين المساواة بين الافراد والمساواة بين الجماعات. ما هي مجالات عصرنة الإدارة الذاتية انسجاماً مع المبادئ الدستورية العامة والحريات الدينية والتزام لبنان الشرعات الدولية لحقوق الانسان؟

2- قاعدة التمييز الإيجابي او التخصيص/ discrimination positive quota/proporz:

ليست هذه القاعدة التي تهدف الى تجنّب العزل الدائم وضمان المشاركة في الحياة العامة مُستهجنة او خارجة عن القانون hors-la-loi، بل تخضع لقواعد ناظمة. انها اليوم قابلة للتطبيق في لبنان في أفضل السبل بفضل المساواة الثقافية والاجتماعية الاقتصادية بين الطوائف التي تحققت تدريجا منذ العشرينات. اما المحسوبية او الزبائنية المتلبّسة بالطوائف فهي شأن آخر والزبائنية مُنتشرة في بلدان ليس فيها طوائف.

3- التمثيل الانتخابي:

يتمتع لبنان تاريخياً بأغنى تجربة في العالم في إيجابياتها وسلبياتها حول التنظيم الانتخابي في مجتمع متعدد الدين والمذهب وفي إطار مفهوم الهيئة الانتخابية الموحدة Collège électoral unique حيث ناخبون من طوائف مختلفة ينتخبون مرشحين من طوائف عدة. البحوث التطبيقية في هذا السياق، وربما مع المقارنة مع جزر فيدجي وجزيرة موريس وغيرها...، تفيد لبنان وتفيد النظرية المقارنة حول الأنظمة الانتخابية في المجتمعات التعددية.

4- التمايز بين الفيديرالية الشخصية والفيديرالية الجغرافية في سياق التقرير:

تتصف النظرية العالمية اليوم حول الفيديرالية في اشكالها الجغرافية وأشكالها الشخصية بثغرة، بخاصة في ما يتعلق بفاعلية النظام وسياق التقرير. ما كتبه مؤلفون مرموقون في سويسرا وغيرها حول أنظمة الفيديرالية الجغرافية وحكوماتها المركزية لا ينطبق على الأنظمة الفيديرالية الشخصية. الحكومة في الفيديرالية الشخصية، كما في لبنان، هي مركزية والقرارات هي من صلاحية الحكومة المركزية. يُستنتج من الآباء المؤسّسين للدستور اللبناني ومن بعض الحكماء الدستوريين في إجتماعات الطائف ووثيقة الطائف أسباب اعتماد المادة 65 الجديدة من الدستور اللبناني تجنباً لطغيان أكثرية ولطغيان أقلية abus de majorité/abus de minorité واعتماد الأكثرية الموصوفة majorité qualifiée في 14 قضية. ومنذ 1926 السلطة التنفيذية في الدستور اللبناني مُسماة تحديداً سلطة "إجرائية"، أي بحسب لسان العرب تجعل الأمور تجري. كيف تكون تالياً الحكومات في الأنظمة الفيديرالية الشخصية؟ منذ سنوات يجري غالباً التحليل والتعامل مع الحكومات في لبنان وكأن لبنان فيديرالي جغرافياً!

كيف تكون الحكومات في لبنان في الممارسة "إجرائية" بحسب مندرجات الدستور اللبناني وفي نظام فيديرالي شخصي حيث يتم غالباً التعامل في مجالات تأليف الحكومات والتقرير الحكومي وكأنه فيديرالي جغرافي؟ يتطلب ذلك كثيراً من البحث تصويباً للممارسة وإغناء للنظرية الفيديرالية المقارنة.

5- الميثاقية ومضامينها:

المواثيق هي تصنيف في العلم الدستوري المقارن والتاريخ المقارن في ما يتعلق بأنماط البناء القومي. التسميات مُتعددة في سويسرا وبلجيكا والنمسا والبلاد المنخفضة وايرلندا الشمالية... diète, covenant, alliance, junktim, Friday agreement...

منذ مؤتمر اليونسكو عام 1971 حول "أنماط البناء القومي" لم تتطور البحوث عالمياً في هذا السياق. الحالة اللبنانية هي الأكثر غنى اختبارياً، إن كنا نحبّذ أو لا نحبّذ هذا النمط في البناء القومي. ليس الموضوع رغبة شخصية او إرادة، بل واقع تاريخي واجتماعي وسياسي. وردت صراحة في مقدمة الدستور اللبناني المعدّل شرعية الميثاقية اللبنانية. انفلشت بعدها تأويلات مزاجية وظرفية حول مضمون الميثاقية اللبنانية بالرغم من غنى الوثائق المتوافرة في هذا المجال. أصبح تالياً شيخ الضيعة وبك الهرمل أكثر معرفة وحكمة بموجبات الميثاق من مؤلفين غارقين في الأبحاث "الطائفية".

6- ثقافة الشأن العام العابر للطوائف:

ما الفائدة العملية من التركيز على "الطائفية" في البحوث حول بناء المواطنية لبنانياً؟ الحاجة طبعاً الى تشخيص حالات الانفلاق في الانتماءات الأولية allégeances primaires. أتخم اللبنانيون بأبحاث عن المواطنية في ارتباطها بـ"الطائفية". ما النتيجة؟ لا شيء عملياً. الحاجة الى اختصاصيين وفاعلين في الشؤون العابرة للطوائف transcommunautaire والتي هي عنصر تواصل ووحدة وتضامن وتخطي الانتماءات الأولية.

7- الدول الصغرى واستقلاليتها عن المداخلات والضغوط الخارجية:

الدول المتعددة البنية، بخاصة اذا لم تتوافر ثقافة دستورية ومواطنية راسخة وذاكرة جماعية رادعة ومشتركة، معرّضة لتكون ساحة صراعات إقليمية ودولية. كيف تُؤسس لمناعة لبنانية داخلية تجاه جوار عدائي وجوار عربي وإقليمي بأنظمة دكتاتورية او، في أقل الحالات سوءاً، في وضع تحوّل ديموقراطي؟ الربط السببي والمباشر بين الحروب المُتعددة الجنسية في لبنان (1975-1990) والمنظومة الدستورية بالغ السطحية، لا في العلم الدستوري المقارن فحسب بل في العلاقات الدولية وتحولاتها اليوم.

لا عجب في قول آينشتاينEinstein انه من الاسهل تجزئة الذرة من تغيير الذهنيات"! كيف نكون بعد اليوم اختصاصيين في الشأن اللبناني libanologue ومُساهمين في البحوث الدولية والمقارنة ومُبدعين في آن واحد؟

 

مبادرة برّي «فرصة أخيرة» قبل الجلسة التشريعية

جورج بكاسيني/المستقبل/26 نيسان/16

لم تكن دعوة رئيس مجلس النواب نبيه برّي، أمس، الى اجتماع للجان النيابية المشتركة لبحث قانون الانتخاب مجرّد مفاجأة وحسب، بعد تلويح أوساطه قبل أيام بنيّته دعوة هيئة مكتب المجلس لتحديد جدول أعمال الجلسة التشريعية، وإنما انطوت على «استراتيجية جديدة» لجأ إليها «الأستاذ» في مواجهة الاتهامات التي وُجّهت إليه من باب نقضه «الميثاقية». وإذا كان عنوان هذه الاستراتيجية «اللي ما بيجي معك تعا معو»، كما قال في مؤتمره الصحافي غير المسبوق أمس، فإن المقصود منها باختصار، على ما يقول المطّلعون على موقف برّي، إنما هو تجنّب الانزلاق الى ملعب «مضاعفة الخطاب الطائفي» بذريعة هذه الجلسة وسحب الآخرين بدلاً من ذلك الى الملعب الدستوري أي العودة الى مناقشة قانون الانتخاب في اللجان النيابية المشتركة كما تطالب الأحزاب المسيحية. وبذلك يكون رئيس المجلس قد ردّ الكرة الى ملعب المعترضين على عقد جلسة تشريعية على قاعدة «تريدون قانوناً للانتخاب أهلاً وسهلاً تفضّلوا وناقشوه»، وهذه قاعدة تشبه الى حدّ كبير، حسب المطّلعين على موقف برّي، تلامذة في صف أبلغوا الأستاذ أنهم لا يريدون إجراء امتحان في مادة الفلسفة أو العلوم أو غيرهما، مفضّلين مادة الرياضيات، ما حدا الأستاذ الى الردّ بالمثل: أنتم مجتهدون في الرياضيات.. هذا امتحان للرياضيات».

ومعنى ذلك أن رئيس المجلس أراد وضع المعترضين على جلسة التشريع «أمام المرآة» بدلاً من الاختباء وراء ذريعة قانون الانتخاب لغايات أخرى، في وقت يدرك المعترضون حسب أوساط الرئيس برّي أنهم أعجز من القيام بأية مبادرة سياسية، سواء كانوا من ضفّة 14 أو 8 آذار، مع العلم أنه ذكّر الجميع بإمكانية اللجوء الى معادلة جديدة تنقذ الاتفاق على قانون جديد للانتخاب «طالما أن فريقي 8 و14 آذار أصبحا في مرحلة الموت السريري»، حسب كلام برّي. وبذلك فتح رئيس المجلس الباب أمام مقاربة جديدة لقانون الانتخاب شبيهة بمقاربة الاستحقاق الرئاسي، بمعنى أنه كما تمكّن كلا الفريقين، 14 و8 آذار، من إحداث خرق في الاصطفافات السياسية المعتمدة منذ العام 2005، في الانتخابات الرئاسية، كذلك يمكنهما اللجوء الى مقاربة جديدة أيضاً إزاء قانون الانتخاب، بحيث يمكن لكتل نيابية من 14 و8 آذار أن تتوافق على صياغة مختلفة لقانون الانتخاب العتيد بدلاً من البقاء كلّ في خندقه من دون التقدم ولو خطوة الى الأمام في هذا الملف. وهذه دعوة صريحة الى اصطفاف جديد إزاء قانون الانتخاب يمكن أن تُحدث خرقاً في الجدار المسدود في هذا الشأن، من دون أن يعني ذلك أن شيئاً مضموناً في هذا الصدد خصوصاً أن خلط الأوراق الذي جرى إزاء الاستحقاق الرئاسي لم يثمر أية نتيجة حتى اليوم.

في أي حال يبقى السؤال: ما هو مصير الجلسة التشريعية في ضوء دعوة برّي أمس الى مناقشة قانون الانتخاب في اللجان النيابية المشتركة؟ تجيب الأوساط أن موقف رئيس المجلس لم يتغيّر إزاء ضرورة التشريع، وأن موقفه أمس لا يعني تراجعه عن الدعوة الى عقد جلسة تشريعية، خصوصاً أن النصاب مؤمّن لهذه الغاية، لكن برّي أراد إعطاء «فرصة أخيرة» قبل الدعوة الى هذه الجلسة، أي فتح الباب أمام إمكانية التوافق على قانون للانتخاب، بحيث أنه إذا تمكّنت اللجان المشتركة من اختزال المشاريع الـ17 بمشروعين مثلاً يمكن إحالتهما الى الهيئة العامة والتصويت عليهما ومن ثم الانتقال الى مناقشة بنود جدول الأعمال الأخرى، أما في حال لم تبلغ اللجان المشتركة أية نتيجة فعندها لن يتردّد رئيس المجلس في الدعوة الى جلسة تشريعية بأي وقت وبمن حضر.

 

مكاري لـ" النهار": أخشى ألاّ تستطيع اللجان إنجاز قانون الانتخاب في شهر لستُ من جماعة تشريع الضرورة بل ضرورة التشريع وقانون الانتخاب ضرورة

هدى شديد/النهار/26 نيسان 2016

فاجأ رئيس المجلس نبيه بري الجميع بإطلالته وسحبه فتيل التفجير من تشريع الضرورة. رئيس المجلس المعروف بحرصه على الميثاقية وبأنه لا يقدم على خطوة تشريعية ناقصة رمى كرة نار قانون الانتخاب في ملعب اللجان النيابية المشتركة لتبريدها، إما لعلمه أن الأوان ليس ملائماً للتشريع كما كان عليه الحال في تشرين الثاني الماضي، أو لإدراكه بأن قانون الانتخاب هو أولى الضرورات التشريعية لكن استعجال اقراره في غير أوانه قد يؤدي الى تفجير البلاد. لم يكن مفاجئاً رفض "القوات" وا"لتيار الوطني الحر" ومعهما الكتائب أي تشريع إلا اذا كان من باب اعادة تكوين السلطة بإقرار قانون الانتخاب. لكن المفاجأة جاءت من النواب المسيحيين المستقلين القريبين من "تيار المستقبل"، مثل نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، والوزير ميشال فرعون وعضو هيئة مكتب المجلس النيابي النائب سيرج طورسركيسيان، وغيرهم ممن أيَّدوا التشريع من باب أولوية قانون الانتخاب.

واللافت أن نائب رئيس المجلس نفسه بادر الى إعلان تمسك الرئيس سعد الحريري بالتعهد الذي قدمه في الجلسة التشريعية السابقة بأن يكون قانون الانتخاب هو المدخل إلى معاودة التشريع.

ولكن كيف ستتمكُن اللجان النيابية المشتركة من انجاز درس ١٧ مشروع قانون واقتراح قانون قبل انتهاء الدورة العادية للمجلس نهاية أيار، اذا كانت ثلاث لجان نيابية تشكّلت لدرس قانون الانتخاب ولم تتوصُل كل مرة الا إلى تكريس الخلاف على صيغة القانون وتقسيماته، كما هو واقع تقرير اللجنة الأخيرة؟ هذا السؤال طرحته " النهار" على نائب رئيس المجلس فريد مكاري في أعقاب الموقف الذي اعلنه الرئيس بري، خصوصاً أن اللجان المشتركة ستكون إما برئاسة بري أو برئاسة مكاري الذي قال: "رئيس المجلس هو أبو الميثاقية وأكثر الناس حرصاً على الميثاق، فهو مدرك لأهمية التشريع وصعوبة التوصل الى قانون في الظروف الحالية في آن واحد، وأثبت انه يحافظ على الميثاقية، والمزايدة عليه في هذا المجال كلام في غير محلّه". مكاري يتفهٰم موقف بري "الذي ينطلق من إدراكه أهمية التشريع وضرورته والحاجة اليه، خصوصاً أن المجلس لا ينتج، وأيضاً معرفته بصعوبة الاتفاق على قانون انتخاب، لذلك يستخدم الوقت من أجل غربلة المشاريع والاقتراحات الانتخابية السبعة عشر من خلال اللجان النيابية المشتركة ربما للوصول الى مشروع او مشروعيْن يحظيان برضى الاكثرية النيابية، فيصبح طرحهما في الهيئة العامة أسهل".

يرى نائب رئيس المجلس في هذا التوجٰه تفكيراً سليماً لكن تخوٰفه الكبير "ان اللجنة النيابية الأخيرة خلال أربعة أشهر لم تتمكّن من إنتاج تصور موحد لقانون الانتخاب، ولذلك يتساءل: "كم ستحتاج اللجان المشتركة لغربلة ١٧ مشروعاً واقتراح قانون، خصوصاً ان المشاركة في اللجان المشتركة تكون أوسع بكثير من اللجنة النيابية وتصل ما بين الثلاثين والاربعين نائباً. في الواقع يجب عرض المشاريع الـ ١٧ ومعرفة مدى اصرار مقدّميها عليها، لأنه بذلك يصبح من الواجب درس كل مشروع على حدة. من هنا، لا يمكن توقٰع نتيجة هذا النقاش المفصل، وأخشى ان يسبقنا الوقت".

نائب رئيس المجلس لا يوافق اصحاب الرأي بأن قانون الانتخاب ليس الآن اوان طرحه ويجب ان يأتي من ضمن تسوية شاملة، ويقول: "لست مع هذا الرأي ابداً، واعتقد ان مفتاح الحلٰ ليس السلة الكاملة بل انتخاب الرئيس الذي تعود فور انتخابه الامور الى نصابها والى وضعها الطبيعي. السلٰة الكاملة كلام هرطقة".

مكاري شرح موقفه الذي تمايز به عما كان عليه سابقاً باشتراطه ادراج قانون الانتخاب أولوية في التشريع، موضحاً انه موقف شخصي لم يتشاور به مع احد من زملائه النواب ولا مع اي طرف آخر، بل انطلق من المنطق القائم على مستجدٰيْن: "جلسة التشريع الاخيرة كان من اكثر المصمّمين عليها لأن المشاريع التي أدرجت في جدول اعمالها كانت أكثر من ضرورية وملحٰة، وعدم اقرارها كان سيؤثّر في الاستقرار المالي في البلد، ولكن الرئيس الحريري تعهّد خلالها بعدم حضور جلسة تشريع إلا إذا كان قانون الانتخاب اولوية في جدول اعمالها. والمستجدّ الآخر هو انتهاء اللجنة النيابية المكلٰفة بدرس قانون الانتخاب من عملها بتقرير وليس بنتيجة. لذلك اصبح طرح قانون الانتخاب ضرورة." ورداً على سؤال، أكد نائب رئيس المجلس أنه شخصياً ليس من جماعة تشريع الضرورة، وقال: "انا من جماعة ضرورة التشريع لأن كل ما يحتاج إلى تشريع هو ضرورة، وقانون الانتخاب ضمناً. أنا عند موقفي بأن عدم التشريع لو كان يؤدي الى انتخاب رئيس جمهورية، لكنت قررت عدم النزول الى المجلس إلا لانتخاب رئيس، ولكن طالما أنه لا يغيّر في الواقع شيئاً فيجب التشريع وبدءاً من قانون الانتخاب الذي هو أحد المشاريع الواجب تشريعها". وعن مصير التشريع في الدورة العادية الحالية، قال مكاري انه ليس من يقرّر عقد جلسة ام لا، ولكنه يتساءل عن "امكان انجاز اللجان درس القانون في شهر سيكون فيه جميع الأطراف مشغولين بالانتخابات البلدية". وفي انتظار ان يدعو رئيس المجلس هيئة مكتب المجلس الى الانعقاد، او تحديد موعد للجان النيابية المشتركة لمباشرة درس قانون الانتخاب، يرى نائب رئيس المجلس "ان كل ما يطرح عن مرحلة انتقالية قوامها انتخاب رئيس لسنة او سنتين، كلام غير جدّي لأنه يحتاج الى تعديل للدستور ولن يدخل احد في تعديل الدستور، وحتى لو كان جدياً لا يبدو أنه سيصل الى نتيجة"، مكتفياً في هذا الإطار، بما قاله رئيس المجلس عن الموضوع.

 

التوافق الطرابلسي ينهي الإنتخابات البلدية ويكشف المجتمع المدني

نسرين مرعب/جنوبية/ 25 أبريل، 2016

اجتمع تيار المستقبل بامبراطورية الميقاتي طرابلسيًا بامتداد “كرامي” و “الصفدي” و “كبارة”، طُرِح اسم “عمر حلاب” رئيسًا للبلدية ومنحته السلطة السياسية التي اتفقت على تعيينه مجموعة الأسماء ليختار منها من يتفق معهم من الأعضاء، في محاولة لتحويل الشعب لشاهد زور يصفق لافرازات السلطة التي لم تتوقف سطوتها على التعطيل والتمديد والفراغ والفساد، بل تتوّجه نحو الانتقال من الانتخاب إلى مرحلة التعيين أو ما يمكن وصفه بالـ 99% من الأصوات اسوة بالانظمة الشمولية كالنموذج السوري على سبيل المثال لا الحصر في انتخاباته الكوميدية.. طرابلس، وكما أكدت مؤسسات المجتمع المدني، ترفض أن تتحوّل الانتخابات البلدية لمسرحية تعيينية بتصويت شكلي، كما ترفض أن تكون أنموذجًا للتعيين وإنهاء للديمقراطية في مقابل ترسيخ الديكتاتورية المجمّلة. هذا المجتمع المدني الذي رفع الصوت وأعلن الرفض والتمرد ضد إرادة التوافق السياسي ولعبة المحاصصة، تحت عنوان أنّ البلدية إنماء وعمل تنموي وليست سلطة ضيقة ومصالح شخصية “على أد الجيبة”.. رئيس مركز طرابلس الدولي لحقوق الإنسان رامي اشراقية، أشار لـ “جنوبية” أنّ “هذا التوافق الذي حصل مؤخرًا هو ضرب لمفهوم الديمقراطية وحق الانتخاب، حيث أنّ رئيس البلدية لا يعين وإنّما ينتخب من قبل الأعضاء، وأنّ عملية تثبيته كرئيس ضرب لمفهوم الانتخابات ولحق المواطن في اختيار رئيس بلديته وفقًا لمشروع”. وأضاف أنّه “من غير المقبول من السياسيين اغتصاب حق المواطن في التصويت، فحتى الأعضاء أصبحوا ملزمين أو عمر حلاب أو لا بلدية”. وفيما يتعلق بالتقارب بين الحريري – ميقاتي، في طرابلس، قال اشراقية أنّ “طرابلس تمثل الثقل السني وهي صندوق بريد للانتخابات النيابية، والتوافق هو نموذج مكرر للتوافق النيابي والتقاسم وتوزيع الحصص وتغييب للمجتمع المدني والفئة المستقلة، لتظلّ الكراسي محصورة بالشخصيات السياسية نفسها ومن يتبع لها”. وعن كيفية مواجهة المجتمع المدني للمال السياسي في هذه المدينة المنكوبة، أوضح أنّ “المجتمع المدني في حال توحد و وضع كل جهوده في مشروع جيد وبنّاء سوف يتمكن من مواجهة السلطة والمال السياسي”.وأنّ “المجتمع المدني أمام مفترق طرق إما أن ينزل بلائحة متوحدة ومتكاملة ومتجانسة إلى البلدية تضم أصحاب الكفاءات والحيثيات، وإما أن يعتكف وأن يتوقف عن الاعتراض إن فوّت هذه الفرصة عليه وعلى أهل المدينة”.

وإن كانت المناطق الفقيرة قادرة على الاستجابة للتنمية ورفض المال السياسي وهي الأكثر فقرًا وحاجة “للقرش”، أكد اشراقية أنّه “من منطلق تجربته مع المجتمع المدني لا سيما في المناطق الفقيرة (باب الرمل – التبانة – ضهر المغر- جبل محسن) التقى العديد من الشباب والذين أكدوا أنّهم لا يريدون كذب السياسة وإنّما يريدون تحسين مناطقهم ويريدون مجلس بلدي من الشباب النظيف”. وعن تفرّع المجتمع المدني لثلاثة لوائح انتخابية بلدية، وعن ضرر هذا الانقسام في مواجهة السلطة والتوافق، أوضح اشراقية أنّ “المجتمع المدني في حال لم يتوحد وتنافس في ثلاثة لوائح متفرقة هو من سوف يخسر، وأنّ هذا المجتمع ملزم بالاتحاد لخرق التوافق والوصول لكرسي البلدية خدمة للناس”. وأضاف، “أنا أوّل من سوف ينتقد المجتمع المدني في حال لم يتوافق وسوف أنسحب وأقول أنّه يكرر ممارسات السياسة ويطمع بالكراسي”

وأشار اشراقية، أنّ “الأولوية للأشخاص التي سوف تترشح أن يكون هدفها خدمة المدنية لا الكراسي”.

ولم يخفِ اشراقية دعم الوزير أشرف ريفي للائحة المجتمع المدني، وهذا ما أعلنه ريفي علنية في إطلالة له، وأشار إلى أنّ “اللواء ريفي ترك للمجتمع المدني الحرية بأن يختار الأسماء التي تمثله ورفض أن يكون أيّ من المقربين منه في اللائحة، وطالب بمشروع، إذ أنّه لن يدعم اللائحة إن لم ترتبط ببرنامج إنمائي ومشروع واضح للمدينة”. وأكد اشراقية، أنّ “المجتمع المدني سوف يعلن عن مشروعه في مؤتمر صحفي، وسوف يقدم لائحة نموذجية من الأشخاص الذين لا سجل سياسي لهم وكلّ مخططهم تنموي، وأنّهم يريدون للشعب الطرابلسي أن ينزل وينتخب وأن يعبر عن رأيه بديمقراطية ضد التعيين والتوافق السياسي”.

ولفت اشراقية إلى أنّ ” طرابلس بحاجة للإنماء لا للإستزلام السياسي، وأن البنك الدولي قد وضع لبنان في خانة سوداء بسبب مشروع الإرث الثقافي وعدم اكتماله وسرقة أمواله”، مؤكدًا في هذا السياق أنّه “لا بد من إقرار مبدأ الثواب والعقاب والمحاسبة”.

وأن “التوافق هو تغطية للأخطاء المتراكمة، وأن لا خيار لنا سوى تحسين المدينة والوضع المعيشي للشباب، فالمدنية بحاجة لعملية إنمائية لا لتوافق سياسي”. وختم اشراقية أنّ ” المجتمع المدني قد وضع خطة إنمائية بالتشاور مع خبراء اقتصاديين لست سنوات وأنّ كل المجتمع المدني ليس مسيس ولا ملتزم بخط وإنّما هدفه هو العمل لأجل المدينة. أما الناشط والسياسي والاجتماعي الشيخ بلال مطر، فقد أوضح ل “جنوبية” عن موضوع ترشحه للمقعد البلدي، أنّ “الأمور لم تتضح بعد ومن المفترض أن تتبلور الأمور خلال يومين”. وعن اللوائح الثلاثة المطروحة، وبأي لائحة هو سوف ينطلق ترشيحه، قال، أنّه “من حيث المبدأ هناك رغبة لأن تندمج كل المجموعات في لائحة واحدة وهناك محاولات لهذا الشأن”. وعن دعم اللواء ريفي للائحة المجتمع المدني وفق مشروع واضح يعكس رغبة الشعب أعلن مطر “نحن غير مرتبطين بأحد ولا نطرح أنفسنا لأخذ الدعم من أيّ جهة كانت، نحن مجموعة من الشباب المستقل كليًا، وإن كان قرارنا أنّنا سوف نكون ضد التوافق وضد الغاء التمثيل وضد مصادرة أصوات الناس لا يمكن أن نكون في مكان آخر، وكأننا دخلنا بمحاور إن لم نصطف بهذا المحور نصطف بمحور مقابل”.

وأضاف أنّ “هناك بعض الشباب في الحراك المدني لديهم رغبة بدعم الوزير ريفي (مع كل الاحترام له ولشخصه) ، غير أنّهم ليسوا بصدد هذا الاقتراح وليس مطروحًا حتى اللحظة للنقاش، كما تمنى على أهل طرابلس، الوقوف مع هذه اللائحة العاكسة لهمومهم ولمشاكلهم ولقضاياهم”.

الناشط السياسي والاجتماعي الشيخ بلال مطر

وفيما يتعلق بالأسماء المطروحة ضمن اللائحة، فأشار لنا أنّ النواة الأساسية تتمحور حول “الشيخ بلال مطر، الدكتور فادي سكرّي، محمد تامر، نور معماري، أحمد حلاويني”، مؤكدًا على الانفتاح على الأخرين، وأنّهم يريدون لائحة تجمع كل النسيج الطرابلسي، على مستوى القوى السياسية المستقلة، على مستوى الشراكة العلوية و الشراكة المسيحية، وعلى مستوى الكوتا النسائية، معتبرًا أنّ هكذا لائحة تعطي الحق الأدنى لطرابلس”. وعن المشروع الذي سوف يطرحونه، قال مطر، أنّه “يرفض أن يقدم مشروعًا للناس، إذ لم يسبق لمشروع أن تحقق أو تمّ الالتزام به”. مشيرًا، “أنّهم لا يملكون عصا سحرية لإنقاذ المدينة بعد ما آلت إليه من إهمال القوى السياسية، وإنّما طموحهم الحد أولاً قدر المستطاع من الفساد المستشري من موضوع الرشاوي والسمسرات، والصفقات المشبوهة، ومن ثمّ صوغ مشاريع تنموية لصالح الجمهور الطرابلسي حسب مقدرات صندوق البلدية المالية، وأنّ المستهدف بالعمل البلدي هو الإنسان لا (الحيطان والأبنية)، لأنّ هناك مواطن جائع مواطن عاطل عن العمل، وأنّ مساعدة هؤلاء هي الأولوية والعمل سوف يرتكز على خلق مشاريع تكون على تماس مباشر مع مصالح الناس.” وأكد أنّ “الهدف الحالي هو دعوة الناس للنزول إلى الانتخابات بكثافة وكسر الانكفاء والتراجع والاستقالات الجماعية لدى الناس (القوى الصامتة)، إذ أنّ المستفيد بشكل مباشر وشخصي من هذا الاعتكاف، هي المجموعات السياسية التابعة للقوى الراهنة، إذ أنذهم هم من يصوّتون”، ونوّه أنّ “المعركة صعبة في مواجهة حيتان السلطة المتجذرة”. وأضاف مطر أنّ “الأولوية الجدية للتوافق غير أنّ لائحتهم مستمرة إن لم يحدث هذا الأمر” وختم قائلاً “لا يمكن أن مكون جميعًا (عناتر ونشيل الزير من البير)، فالمسألة تحتاج لتواضع وحكمة ودراسة كيف إدارة المدينة فهناك مشاكل ومعاناة ولا بد من العمل الجدي عليها”. إذًا، طرابلس اليوم أمام مفترق طرق، أو تكرار فشل العمل البلدي في طرابلس لسنوات عدّة نتيجة للتوافق، والقبول بما آلت إليه الفيحاء مؤخرًا من مشاريع “سيو_وهمية” تحوّلت لكوارث على المدينة، أو الالتفاف حول النخب المثقفين الذين يريدون أن يشكلوا مدنيًا جهة متكاملة متكافئة، قررت أن تتكاتف في وجه الفساد السياسي الذي لم يتجاوز خلافاته إلاّ ضد الشمال الطرابلسي.

 

إعلاميو (2): الممانعة ضد السيادة‏

سلوى فاضل/جنوبية/ 25 أبريل، 2016

بعد استعراض أساليب إعلاميو الممانعة نطل على اعلاميّ السيادة والإستقلال الذين ليسوا أقل شأنا ومستوى، بل يفوقونهم بالهضامة والشراسة والأساليب الفجة. فالإعلامية ميّ شدياق رأس الحربة في الدفاع عن المرحومة قوى الرابع عشر من آذار، تخوض ضد جمهور الممانعة حربا ضروسا تشهد لها وسائل التواصل الإجتماعي أكثر ما تشهد، وهي التي تعلّق على كل ما يقوله أحد أركان حزب الله، حيث لم توفر الأمين العام لحزب الله من شظايا كلماتها. فكان ان وصلتها تهديدات عبر الواتسآب بشكل مباشر، وهي المعروفة بمواقفها الشرسة والتي على أساسها كانت محاولة اغتيالها التي خرجت منها بخسائر جمّة. وهي تبتعد بإسلوبها الهجوميّ عن أية نظرة موضوعيّة تجاه الطرف الآخر، مما يستدعي غضب جمهور الممانعة ضدها، رغم انها ليست بسياسيّة، بل إعلاميّة. ولا تتقن فن الحرب الناعمة اذا جاز التعبير، بل انها تبدو كالمُناصر الحزبيّ في موضع هجومي مستمر رغم انها أكاديمية، وهي مشهورة بروحها المرحة بعيدا عن السياسة. وهي تقابل في مواقفها الإعلامية وفاء حطيط لدى حزب الله. اما الصحفيّ محمد سلام، المتعصب لـ(بيروتته) وهو الذي يُحلل ويعلق وينتقد، وقد برزت مواقفه خلال وبُعيد عدوان تموز 2006 أكثر ما اشتهرت، حيث عُرف عنه قصفه العشوائي الذي يبتعد عن الموضوعيّة، من منظور إعلامي، على غير عادة بقية الإعلاميين البارزين الذين يفندون آراء ومواقف الطرف الآخر، ويرّكز هجومه فقط على كل من حزب الله وحركة،أمل الذين اجتاحا بيروت في 7 أيار مما أغضبه ولا زال. ويتميز بطبعه الحاد كما هي حالة الصحفيّ المُمانع علي حجازي رغم الفروقات بالتجربة الإعلامية والسنّ.

اما نديم قطيش فحاله كحالة سالم زهران السنيّ المؤيد لقوى الثامن من آذار، فهو الشيعي المؤيد لقوى 14 آذار. وهنا تظهر حاجة كل فريق لبناني الى إعلاميين، أبواق، من الطرف الآخر بالمعنى المذهبي، ليُثبت ويؤكد كل منهما أحقيّته وشموليته. فالثلاثي الممانع التابع لحزب الله يتشكّل من درزي وسني وشيعي. في حين يتشكّل الثلاثي السيادي من مسيحية وسنيّ وشيعيّ. فالحاجة أم الاختراع هنا. فنديم قطيش أثار ببرنامجه (DNA) بلبلة بسبب إسلوبه الساخر الفج، والذي يخرج عن آداب السلوك الإعلامي لكنه أسسّ لمدرسة هدم المحرمات والممنوعات ورفع القدسية عن السياسيين، وهو متحصّن خلف شاشة المستقبل الزرقاء التي تشكّل العصب الرئيس لقوى الرابع عشر من آذار التي، وان تناثرت هذه القوىفرقا الا ان موقفها من أحزاب الممانعة لا زال واحدا، وكأنهما خندقين أحدهما جمهوري والآخر ديموقراطي (على الطريقة الأميركية). يشكّل كل من محور (شدياق- سلام- قطيش) ثلاثيّ عصبي حاد قلق تُفتح له وسائل الإعلام حينما يكون ثمة الصراع الداخلي محتدما، كما هو حال الثلاثي (وهاب- زهران- حجازي). ويختفون في حالات السلم فيأخذون إجازات طويلة بانتظار حرب قادمة.. إنهم صقور الممانعة في مواجهة صقورالسيادة. فمتى نرسلهم في إجازات غير مدفوعة ليرتاح الإعلام، ويعود الى صورته الموضوعيّة مع إعلاميين موضوعيين؟

 

لبنان المتأرجح بين "زمنين"

إيلي القصيفي/المدن/الإثنين 25/04/2016

كان الحديث طيلة الفترة الماضية أنّ الأزمة اللبنانية سببها ارتدادات الصراع الإقيلمي، الذي يأخذ طابعاً مذهبياً، على الواقع اللبناني، وبالتالي أي تسوية لهذا الصراع لا بدّ أن تؤدي في آخر الأمر إلى حل هذه الأزمة. لكن هذا الكلام بقدر ما يضيء على جانب أساسي من أزمة لبنان إلا أنّه يغفل أبعاداً أخرى لها. فالاحتدام السني الشيعي سبب جوهري في تعقيد الوضع اللبناني، نظراً للحجم السياسي والعددي للكتلتين السنية والشيعية في الساحة الداخلية، لكن هناك مشكلة أخرى آخذة في التبلور في البلد يوماً بعد يوم وعنوانها مطالبة المسيحيين بحصتهم في السلطة كما نصّ عليها اتفاق الطائف. وهذه مشكلة يصعب تجاوزها كما يصعب التعاطي معها كما لو أنّها ملحقة بالمشكلة السنية- الشيعية، وبالتالي حلّها منوط بتسوية الاحتدام الإسلامي- الإسلامي. رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل قال في طرابلس السبت إنّ "التفاهم بين "التيار" و"القوات اللبنانية" كان "لرفع الصوت أعلى، ولكي يسمع الشريك المسلم وجعنا ووجع الشريك المسيحي ولكي يسمع الشريك وجع حليفه القواتي والشريك الآخر وجع حليفه العوني". بمعنى آخر يتيح "تفاهم معراب"، بنظر باسيل، إمكانات سياسية للمسيحيين للإعتراض على "الغبن لا بل التهميش" (وفق تعبير باسيل)، اللذين يقابلوا بهما من جانب "الشريك المسلم" في البلد. وليس بلا دلالة أن يتوجّه باسيل في كلامه إلى الكتلة السنية كما الشيعية، بمطالبته "الشريك المسلم بأن يبادر بالتطمين وليس بالكلام، الكلام الجميل الصادق عند البعض والفراغ من أي مضمون عن مناصفة او ميثاقية عند البعض الآخر"، وبالتالي هو لا يحصر الأزمة أزمة المسيحيين بعدم قبول "تيار المستقبل" بتحقيق "المناصفة" الفعليّة، إنما يربط أيضاَ نجاح تفاهم "التيار" مع "حزب الله" بمدى مبادرة الأخير إلى تلقف الشعور المسيحي بـ"الغبن". والحال هذه، لا يمكن حصر أسباب التفاهم بين "التيار" و"القوات" بكونه ردّة فعل على ترشيح الرئيس الحريري للنائب سليمان فرنجية، وإن كان هذا الترشيح سرّع، ربما، انعقاد هذا التفاهم، أو بكونه يعبّر عن رغبة الدكتور سمير جعجع بوراثة زعامة العماد عون على ما يشاع في بعض الأوساط. فنقطة قوة اتفاق الحزبين الأكثر تمثيلاً في البيئة المسيحية هي في ارتكازه إلى رفض عموم المسيحيين، على ضفتى 8 و14 آذار، قواعد اللعبة السياسية بعد اتفاق الطائف والتي فرّغت، بحسب الأدبيات المسيحية، مبدأ "المناصفة" في الحكم بين المسيحيين والمسلمين من مضمونه الحقيقي، بإخضاع تكوين السلطة لمعايير موازين القوى الناشئة بعد الحرب الأهلية، وذلك عبر قوانين انتخابية تتيح للمسلمين انتخاب غالبية النواب المسيحيين. وهذه ليست مشكلة تفصيلية يمكن تجاوزها أو تبسيطها بالقول إن على المسيحيين الاعتراف بالواقع الديموغرافي والسياسي الراهن والذي يرجّح كفة المسلمين في النظام السياسي. فالمعطى الديموغرافي المائل لمصلحة المسلمين لا يلغي نقطة القوة الجغرافية التي يتمتع بها المسيحيون، بحيث أن امتدادهم جغرافياً على مساحة مركزية في الخريطة اللبنانية يمكن أن يعوّض سياسياً تضاؤل عددهم التدريجي. وهذا أمر يجب أخذه في الحسبان، بالنظر إلى أنّ أي نظام تعددي لا يمكن أن يرتكز على المعطى العددي فحسب، مهما كان هذا المعطى أساسياً في اللعبة السياسية والديموقراطية. وعليه، ليست مطالبة "تفاهم معراب" بانتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية معزولة عن السياق العام للسياسة المسيحية الراهنة والذي يعكس مشكلة حقيقية في البلد، تتمثّل باعتراض المسيحيين على قواعد اللعبة بعد الطائف. لكن هذه المشكلة على أهميتها لا تختصر أزمة البلد برمتها، وبالتالي قد يساعد إنتخاب عون رئيساً  للجمهورية في حلّ جزء من الأزمة لا الأزمة كلّها، كما انّ أي تسوية للاحتدام السني الشيعي لن تكون قابلة للحياة إن لم تراع "هواجس المسيحيين". وهذا التداخل بين أبعاد الأزمة اللبنانية يصعّب حلّها إلى أبعد حدود، بحيث أنّ أي تسوية لها لا تأخذ في الحسبان أبعادها جميعاً لن تبني الاستقرار السياسي والأمني المنشود، وإن حالت دون تدحرج البلد نحو مزيد من التفكّك والإنهيار. فلبنان يتأرجح راهناً بين زمنين، زمن "تأسيسي" مآله صوغ النظام السياسي على قواعد جديدة، وزمن تسووي يمكنه أن يرتّب الوضع الداخلي بالأدوات السياسية والدستورية الموجودة. لكن كلا الزمنين غير مضمون النتائج، فلا الذهاب إلى نظام جديد ممكن في الظروف الراهنة، فضلاً عن أنّه قفز في المجهول، ولا التسوية من ضمن الوضعية السياسية والدستورية القائمة قادرة على إخراج "الجمهورية الثانية" من الحالة الإحتضارية التي تتخبط فيها، لأنها لن تتمكن على الأرجح من احتواء تناقضات الواقع اللبناني كلّها. وبالتالي لا يمكن التفاؤل بإمكان خروج لبنان بسهولة، وفي وقت قريب، من حال المراوحة الراهنة، والتي وإن ما زالت مضبوطة أمنيا إلّا أن استمرارها ليس مدعاة للطمأنينة بأي شكل من الأشكال!

 

القرار في طهران

عوني الكعكي/الشرق/25 نيسان/16

يكاد لا يمر تصريح واحد لأي مسؤول عسكري أو مدني أو ديني في «حزب الله» إلاّ ويتهجّم فيه على المملكة العربية السعودية، وهذا طبيعي لأنّ «حزب الله» لم يعد لبنانياً منذ زمن بعيد وأصبح فرقة من منظومة إيرانية تابعة مالياً وتسليحاً لقائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» اللواء قاسم سليماني… هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية فإنّ «المرشد الأعلى» للثورة الايرانية يعطي التوجيهات السياسية الى أمين عام «حزب الله» السيّد حسن نصرالله… إنطلاقاً من ذلك فإنّ «حزب الله» لا يملك الحق في اتخاذ أي قرار لبناني… وتأسيساً على هذا نرى أنّ أي كلام يصدر عن مسؤول في «حزب الله» ليس له علاقة بلبنان… ونعطي مثالاً على ذلك قضية انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان ونسأل من يعطل هذا الانتخاب؟ بكل بساطة «حزب الله» تنفيذاً لقرار إيراني، لأنّ إيران تربط كل قضية بقضايا المنطقة ودور إيران وحجمها في المنطقة… أي علينا أن ننتظر اليمن وسوريا، ولا أدري إذا كان العراق أيضاً لذلك فإنّ انتخاب رئيس مؤجّل الى أجل غير مسمّى. أمّا ما قاله الشيخ نعيم قاسم بالأمس لجهة أنّ حزبه يتابع ملف الفساد من شبكة «الانترنت» الى شبكة الإتجار بالبشر، هذا كلام جميل ولكن هل يعني أنّ «حزب الله» أصبح يحل محل الدولة وتحديداً يريد أن يكون رئيس الشرطة القضائية والقضاء؟! أي أنّ القضاء والشرطة القضائية في لبنان يأخذان تعليماتهما من «حزب الله» ولا دور للدولة اللبنانية ومؤسساتها ومسؤوليها… وهناك سؤال ملح يطرح ذاته: مَن يصنّع حبوب الكبتاغون وأين، ومَن يشكل مظلة حماية للمتاجرين بها، وإلى مَن ينتمون؟وكذلك يطرح موضوع الحشيشة نفسه بقوة، والسؤال أين تتم زراعتها، ومَن يسوّقها ويتاجر بها، ويوزع سمومها، وإلى مَن ينتمون وبمن يحتمون؟ ناهيك بالشاحنات التي تخرج من المرفأ في طريقها الى الضاحية بلا رقيب ولا حسيب، ومن دون أن تخضع لإجراءات تفتيشية أو رسوم جمركية؟ أضف الى ذلك السلاح الآتي من سوريا وغيرها، وغير ذلك الكثير الكثير… ويعود الشيخ نعيم ليقول إنّ «حزب الله» يتابع ملفات الفساد؟

يا للعجب… من ناحية ثانية، قال نعيم قاسم حرفياً: «لن نكون أتباعاً لأي سياسات وأي دولة مهما بلغت وسنبني الدولة وشعار الحزب وكل تضحياته من أجل البناء»؟!. فعلاً «حزب الله» ليس تابعاً لأي دولة في العالم إلاّ لدولة واحدة هي إيران وأنّ البناء للدولة الذي يعدنا به لو تذكر كلام السيّد نصرالله وقوله إنّه «جندي في ولاية الفقيه وأنه يريد أن يكون لبنان في دولة ولاية الفقيه. ثم يذهب بعيداً ويتهم الضباط السعوديين بأنهم يتدربون في «إسرائيل» وأنّ العشرات منهم تدرّبوا في إسرائيل وأنه نشر أرقام ملفاتهم وتوصيفاتهم فيا ليته يتحفنا بهذه المعلومات ليؤكد كلامه.

أما الجسر الذي يربط بين السعودية وبين مصر فإنّ فوائد هذا الجسر الاقتصادية التي تقدّر بــ200 مليار دولار تعود على الاقتصاد المصري، ولا شك في أنّ هذا يزعج إيران… أما الحديث عن «كامب ديڤيد» فليته يبقى في المقاومة والممانعة ليرى ما حصل في الجولان وما أعلنه نتانياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي لجهة أنّ الجولان سيبقى الى أبد الآبدين مع إسرائيل، فليت الشيخ نعيم يستطيع أن يعمل شيئاً ونحن له من الشاكرين.. وإذ يتحدث عن التدخل السعودي في اليمن وتدمير البشر والحجر فيها، فإننا نقول ليته يسحب عناصر «حزب الله» وسلاح «حزب الله» من اليمن ومن العراق ومن سوريا.

وبالنسبة لسوريا فإنّ الشعب السوري سيحاسبه قريباً والأيام آتية. أما عن «حمايته لحدود لبنان» من إسرائيل فله الشكر على التحرير، ولكن ماذا عن القرار 1701 وماذا عن وضع قوات دولية بين لبنان وإسرائيل وماذا عن إبعاد «حزب الله» عن الحدود الى مسافة 50 كيلومتراً شمالاً أي الى نهر الليطاني؟!.

 

لماذا تنخرط الناس في الأحزاب؟

شارل جبوّر/ليبانون فايلز/الاثنين 25 نيسان 2016

سببان أساسيان وراء انخراط الناس في الأحزاب: السبب الأول يندرج في السياق العام المتصل بانجذاب الناس للعناوين الكبرى التغييرية والتحديثية والتطويرية، كما انجذابها للمبادئ والثوابت والمسلمات، وإدراكها ان تحقيق كل تلك العناوين والدفاع عن منظومة واسعة من القيم يتطلب الانخراط في جماعة منظمة تشكل قوة ضغط فعلية ورافعة للأهداف المرفوعة. والسبب الثاني يندرج في السياق الخاص لجهة ان الأحزاب تفسح في المجال أمام الناس لتحقيق طموحاتها المشروعة، الأمر المتعذر في النظام الإقطاعي وحتى العائلي حيث ان المسؤولية محصورة بالبيك والشيخ الخ، فيما الأحزاب أتاحت الفرصة للمحازبين داخلها باعتلاء المناصب العامة تبعا لكفاءاتهم وقدراتهم والتزامهم. وفي موازاة ذلك يعتبر التمثيل العائلي أضيق دائرة تمثيلية في المجتمع، فيما التمثيل الحزبي أوسع دائرة تمثيلية، حيث يجمع بين الوطني والطائفي والمناطقي والعائلي، وبالتالي محاولة تصوير التمثيل الحزبي بانه يشكل انتقاصا للعائلات هو تشويه للواقع، لانه يشكل في الحقيقة رافعة للعائلات باعتباره يجمع بين دوائر تمثيلية مختلفة. والحملة المنظمة التي تشن ضد الأحزاب عشية الانتخابات البلدية لا يمكن تفسيرها سوى في سياق المحاولات اليائسة لمنع الديموقراطية من ان تأخذ مداها الطبيعي والحيوي في ظل تساؤلات مشروعة داخل الدوائر الحزبية: لماذا تنخرط الناس أساسا في الأحزاب؟ هل الصيغة العائلية هي القاعدة أم الحزبية؟ هل وظيفة المحازب تقتصر على النضال من اجل انتخاب غير حزبيين في شتى القطاعات والمناصب؟ هل قدر المحازب ان يكون ناخبا لا منتخبا؟ هل من ترشحهم الأحزاب لا ينتمون إلى عائلات ولهم حضورهم في تلك العائلات؟ هل المنطق يقول بانخراط العائلات في الأحزاب، أم الاستغناء عن الأحزاب لمصلحة العائلات؟ لماذا هذا التمييز بين الحزبي وغير الحزبي وكأن هناك "ناس بسمنة وناس بزيت"؟ هل من ديموقراطية من دون أحزاب؟ لماذا الإصرار على تظهير صورة خاطئة بان الأحزاب على تناقض مع العائلات والعكس أيضاً، فيما التكامل يجب ان يكون القاعدة؟ وإذا كانت العوامل المتصلة بالحرب في المرحلة الأولى، والاحتلال السوري في المرحلة الثانية، وسلاح "حزب الله" في المرحلة الثالثة، أدت إلى تغييب الحياة السياسية، فهذا لا يعني إطلاقا ان هذه الحياة يمكن ان تستقيم من دون عمل حزبي يعيد توحيد مكونات المجتمع ضمن إطار سياسي واحد يعمل لأهداف وطنية سامية. ولا يخفى على أحد وجود مجموعة من المتضررين من عودة الحياة السياسية واستطرادا العمل الحزبي، وبالتالي تعمد إلى تشويه النضال الحزبي لحسابات مصلحية وشخصية صغيرة وضيقة. ويخطئ أي حزب إذا لم يرشح حزبيا يملك كل المواصفات التي تؤهله اعتلاء هذا المنصب او ذاك، لأن هذا الحزب يكون كمن يخضع للمناخ الموبوء الذي تحاول المجموعات المتضررة تعميمه، كما يشكل خيبة أمل للحزبين الذين انخرطوا في الأحزاب من أجل ممارسة قناعاتهم الوطنية، وتحقيق طموحاتهم الشخصية المشروعة التي تتكامل مع قناعاتهم.

ومن هنا يجب ان تشكل الانتخابات البلدية مناسبة لتصحيح الصورة الشاذة التي عملت القوى المتضررة من عودة الفعالية الحزبية على نشرها وتعميمها، لأن الحياة السياسية لن تستقيم من دون هذه الفعالية التي وحدها قادرة على تصحيح الخلل في الشراكة الوطنية التي تعمّقت مع الاحتلال السوري للبنان، والدفع نحو تحقيق السيادة الوطنية المنتهكة منذ اتفاق القاهرة، وقد أثبتت التجربة ان استعادتها غير ممكنة في ظل ضعف او مواصلة إضعاف المكون المسيحي، خصوصا ان هذا المكون شكل الرافعة الأساسية لإسقاط الدولة البديلة في الحرب، وسورنة لبنان في السلم، وهو الأكثر قدرة على استعادة ما للدولة للدولة بعد الخروج السوري من لبنان. ويبقى ان ما يحصل غير بريء على الإطلاق، وتكفي الإشارة إلى الحرب الكونية التي شنت على التفاهم القواتي-العوني لفهم أبعاد التقاطع بين بقايا الإقطاع وبقايا سلطة الاحتلال السوري، فضلا عن محاولة إسقاط ال ٨٦٪ من الناس التي أيدت المصالحة على نتائج الانتخابات البلدية، علما ان "القوات" و"التيار الحر" لم يعلنا يوما ان تمثيلهما السياسي هو بحدود ٨٦٪ على رغم انهما الأكثر تمثيلا داخل الوسط المسيحي، ولا نقاش او شك بذلك، وبالتالي كل الهدف من هذا الترويج تصوير ان تحالفهما لم يحقق النتيجة او السقف الذي تم وضعه وهو ٨٦٪.

وإذا كانت الأمور مرهونة بنتائجها، فإن ما يمكن ملاحظته حتى اللحظة يكمن في الآتي: ارتياح واسع داخل البيئة المسيحية، تصدُّر التحالف الانتخابي البلدي القواتي-العوني كل القرى والبلدات والعناوين، انطلاق دينامية سياسية جديدة مسيحية-وطنية.

(بلديات-حلقة ثانية)

 

لبنان والخليج.. وحزب الله

صلاح سلام/اللواء/ الاثنين,25 نيسان 2016

الزائر اللبناني إلى إحدى دول مجلس التعاون الخليجي لايحتاج إلى وقت طويل، حتى يشعر أن العلاقات اللبنانية - الخليجية، ليست على ما يرام، وأن اللهفة الخليجية على «الشقيق المُتعَب»، لم تعد على حماستها السابقة! خروج لبنان عن الإجماع العربي، وابتعاده، بالتصويت، عن المجموعة العربية، وفي قضية تعني الدول الخليجية أساساً في دفاعها عن أمنها واستقرارها ضد التدخل الإيراني بشؤونها، ترك بصمات سوداء على صفحة العلاقات الأخوية مع بيروت، وأثار ردوداً عاتبة حيناً، وغاضبة أحياناً، من الأشقاء الخليجيين، الذين لم ينتظروا مثل هذا «الموقف المتخاذل» من شقيق «طالما سارعنا إلى الوقوف لجانبه في حروبه وأزماته وملماته!». يمكّن القول إن العلاقات اللبنانية - الخليجية تمرّ حالياً بمرحلة جمود، تطال مختلف أوجه المساعدة والتعاون بما فيها بعض المشاريع الإنمائية، باستثناء مشروع تحويل مياه الليطاني إلى بيروت، ريثما ينجلي دخان الأزمة الديبلوماسية الراهنة، ويبادر لبنان إلى تصحيح ما وقع فيه وزير خارجيته، حتى تعود المياه الخليجية إلى مجاريها اللبنانية الطبيعية. ولعل القرار السعودي الصادم بتجميد الهبة المليارية المخصصة لدعم تسليح الجيش اللبناني، يُجسّد هذا التوجّه الخليجي بتجميد المساعدات المخصصة للبنان، حتى تزول الغمامة الحالية التي تظلل الأجواء اللبنانية - الخليجية، حتى يُبنى على الشيء مقتضاه!

اللبنانيون العاملون في دول مجلس التعاون، موضع إعجاب وتقدير من المجتمعات الخليجية، الرسمية والمدنية على السواء، نتيجة تميّزهم وتفانيهم في أعمالهم، والنجاحات التي يحققونها في المهمات القيادية التي توكل إليهم، في كبريات المؤسسات والشركات.

وثمة قلة قليلة مستثناة من هذه المعاملة الطيبة، وتتألف من أشخاص ورجال أعمال ثبت تعاملهم مع جهات سياسية وحزبية، خاصة «حزب الله»، حيث يودعون تحت المراقبة الأمنية لفترة، ثم يُطلب ممن يُدان بالعلاقة مع الحزب مغادرة البلاد خلال فترة وجيزة، في حال لم يرتكب أعمالاً مخلة بالأمن، أو ينتمي إلى خلية حزبية منظمة، وصدرت بحقه أحكام قضائية. كانت الدول الخليجية تعتبر «حزب الله» حركة مقاومة ضد العدو الإسرائيلي، وتسارع إلى مدّ يد العون والدعم كلما تعرّض لبنان لعدوان إسرائيلي غاشم، وحجم المساعدات الخليجية بعد عدواني عناقيد الغضب عام 1996، وحرب تموز 2006، يشهد على الحماس الخليجي لدعم عمليات المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، ذلك الحماس الذي بلغ ذروته بعد حرب تموز، ووصلت خلاله المساعدات الخليجية إلى أرقام مليارية، خصصت معظمها لإعادة بناء الضاحية الجنوبية، وإعمار وترميم القرى الجنوبية التي دمرها الحقد الإسرائيلي.

الموقف الخليجي من الحزب بدأ يتغيّر مع اندلاع أحداث البحرين، وكشف دور الحزب في تحريك التظاهرات لوجستياً وإعلامياً، فضلاً عن الحملات الخطابية المباشرة التي تولاها الأمين العام للحزب وكبار معاونيه ضد الشرعية البحرينية، والسعودية وبقية دول مجلس التعاون التي سارعت إلى دعم السلطة الشرعية في البحرين. تعتبر الأوساط الخليجية أن دخول الحزب على خط الأزمة في البحرين، ثم ذهابه للقتال في سوريا والعراق، وصولاً إلى إرسال خبراء عسكريين ومدربين إلى اليمن، هو تأكيد لمدى ارتباط الحزب بالمشروع الإيراني المناوئ للمشروع العربي في المنطقة، وبالتالي كان لا بدّ من التعامل مع الحزب كفصيل يدور في الفلك الإيراني، ويلتزم تنفيذ المخططات الإيرانية في المنطقة العربية. ويذهب أحد الإعلاميين الكويتيين المخضرمين إلى حدّ اعتبار أن مشاركة مقاتلي الحزب في القتال بسوريا أضفى على الثورة المسلحة طابع الصراع المذهبي المقيت، سواء عبر الشعارات الدينية التي رفعها لتأجيج حماسة المقاتلين، أو من خلال وصول عناصره إلى تدمر وحلب وشمال سوريا، حيث لاحدود مع القرى الشيعية اللبنانية، كما تذرع في معركة القصير، ولا ثمة مقامات دينية للطائفة الشيعية في تلك المناطق، لتبرير التدخل العسكري لحمايتها، كما حصل مع بداية دخول الحزب إلى سوريا.

ويختم صاحبنا بالقول: وفي كلتا الحالتين أدت مشاركة الحزب في القتال بسوريا إلى تأجيج أجواء الفتنة المذهبية، وإلى بروز منظمات التطرّف الديني الإرهابية. الواقع أن معالجة الأزمة الراهنة مع الأشقاء الخليجيين تحتاج إلى تحرّك لبناني ناشط رسمي وشعبي، سياسي واقتصادي، سياحي وصناعي، اجتماعي واغترابي، للتأكيد على عمق الروابط الأخوية والمصالح المشتركة، وللعمل الجاد والسريع على تطويق التداعيات والمضاعفات التي تهدد مصالح لبنان واللبنانيين حاضراً ومستقبلاً.أهل الخليج لن يتركوا لبنان، ولكن معالجة الغضب الخليجي تتطلب جهوداً لبنانية مضاعفة، بعيداً عن أساليب المزايدات الداخلية السخيفة.

 

سوريا: ماذا تريد روسيا الآن؟

اياد ابو شقرا/الشرق الأوسط/25 نيسان/16

كان راصدو انتفاضة الشعب السوري ومآلاتها خلال السنوات الخمس الأخيرة رهينة لتجاذبين: بين حسن الظن بالمواقف الدولية٬ وعلى رأسها الموقف الروسي ­ وتالًيا٬ الموقف الأميركي – على أساس أنه ليس بمقدور أي دولة كبرى٬ مهما بلغ عمق تحالفها مع نظام تابع السكوت إلى ما لا نهاية على قمعه الإجرامي لشعبه٬ وبين تعامل أكثر واقعية واثق بأن روسيا٬ على الأقل٬ لن تتخلّى عن نظام آل الأسد مهما كان الثمن. في البداية نّبه استخدام موسكو حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن٬ بالتحالف مع الصين٬ لمنع اتخاذ أي قرار حازم ضد نظام بشار الأسد٬ بعدما اختار «التحاور» مع مطالب شعبه بالقتل والتهجير٬ كثيرين إلى أن لدى روسيا حسابات جّمة معّقدة في المسألة السورية. غير أن الصورة ظلت «ضبابية» بالنسبة لأولئك الذين فّضلوا قراءة موقف موسكو على أنه لا يخرج عن كونه مجّرد رسالة موّجهة إلى الولايات المتحدة والدول الأوروبية عنوانها «نحن هنا» الغاية منها منع إهمال موسكو كما حدث في ليبيا.

كانت تلك قراءة البعض بعد «الفيتو» الروسي­الصيني الأول. إلا أن عدًدا متزايدا من هؤلاء أخذوا يغّيرون قراءاتهم بعد «الفيتو» المزدوج الثالث٬ ويتنّبهون لجدّية وعناد لا لبس فيهما في الكرملين يعّبر عنهما أسوأ تعبير وزير الخارجية سيرغي لافروف.. ومعه أبواق الإعلام الأمني الروسي في وسائل الإعلام العربية والعالمية. إذ غدا واضًحا لكثيرين أن المسألة تجاوزت «التذكير» وقاربت ما هو أخطر٬ ولا سيما٬ أن موقف واشنطن الحقيقي أخذ ينكشف خطوة خطوة بالتوازي مع مسيرة «تطبيعها» النووي والسياسي مع طهران٬ ومسلسل تساقط «الخطوط الحمراء» سورًيا.

ولم يطل الوقت حتى تأكد أن الولايات المتحدة ما عادت جزًءا من مجموعة «أصدقاء سوريا» – وهذا إن كانت كذلك أصلاً – بل صارت في أفضل الحالات طرًفا محايدا». ومن ثم٬ أضحت لقاءات لافروف مع نظيره الأميركي جون كيري أقرب إلى جلسات انسجام وصفاء ودية منها إلى اجتماعات بحث جاّد في قضايا خلافية.. على وقع المجازر والمآسي في مختلف أنحاء سوريا٬ ناهيك بغرقى البحار ومعاناة نازحي اللجوء.

خلال السنوات الأخيرة٬ مع تخلّي باراك أوباما عن السوريين.. وتذّرعه بالتصّدي لخطر «داعش» الذي اعتبره أولوية الأولويات بالنسبة لواشنطن٬ لم تكتف موسكو بدعم نظام الأسد بالسلاح والذخائر والدبلوماسية في أروقة السياسة الدولية٬ بل نشطت على مسار ضرب المعارضة السورية الحقيقية٬ وضرب صدقيتها٬ واصطناع «معارضة» عميلة أخرجتها من تحت عباءة النظام ودهاليز استخباراته٬ بل وفي حالات معينة٬ من وزرائه وساسته والناطقين باسمه «سابًقا». وللأسف٬ عند هذه النقطة نجحت موسكو في استثارة حساسيات معّينة داخل بعض الدول العربية٬ راهنت عليها لتستقوي بها في مؤامرتها الهادفة إلى تفجير المعارضة السورية من الداخل. وبالفعل٬ بوشر باصطناع «معارضة» مزيفة من أزلام النظام وعملائه بهدف تحويل أي «حوار» سياسي يتبّناه المجتمع الدولي إلى «دردشة» يجريها نظام الأسد مع نفسه٬ لتنتهي بإعادة إنتاج الطغمة ذاتها.. كي تمارس دورها ذاته٬ ولكن بوجوه بعضها غير مستهَلك في أعقاب إحالة المستهَلكين إلى التقاعد. لكن هذه الخطة في حّد ذاتها ما كانت كافية٬ في ظل إخفاق الميليشيات الإيرانية «المتعددة الجنسيات» في حسم المعارك على الأرض٬ واحتفاظ قوى الثورة والمعارضة بقوة الدفع والعزيمة٬ رغم كل التفخيخ والتفجير السياسي عبر «المعارضات المزيفة» والتفجير العسكري عبر «داعش» الذي كان – ولا يزال – يقاتل  الثوار مدعوًما بتواطؤ النظام. أكثر من هذا٬ كان هناك قلق في أوساط بعض الأقليات الدينية والمذهبية مما تعنيه هيمنة ملالي طهران وحرسهم الثوري على سوريا٬ وحملة الاستحواذ الإيرانية على الأراضي في مختلف أنحاء البلاد عبر التهجير والتبادل السكاني والشراء الإغرائي والقسري والتحايلي (ومنها بيع عقارات المهّجرين). وهكذا٬ تضافر عاملا «صمود الثورة» ميدانًيا و«القلق الأقلياتي» – ولا سيما المسيحي – من الهيمنة الإيرانية٬ لإقناع موسكو بضرورة التدخل العسكري المباشر. وتيّسر لها ذلك في سبتمبر (أيلول) 2015 دون أي مشكلة بفضل «عقيدة أوباما» القائمة على الاصطفاف مع «الشيعية السياسية» على امتداد الشرق الأوسط بمواجهة «التطّرف الإرهابي السّني» ممثلاً بـ«داعش» و«القاعدة» وإفرازهما السوري «جبهة النصرة». اليوم تخوض روسيا وإيران الحرب الميدانية في سوريا على الأرض٬ بينما تواصل واشنطن التملّص من أي التزام لها مع المعارضة السورية. بل إنها تنّسق ليس فقط مع الحكومة العراقية برئاسة حيدر العبادي (أحد الوجوه المعتدلة للشيعية السياسية على مستوى المنطقة)٬ بل تطلِق في العمق وعلى مستوى عاٍل مع أكراد العراق وسوريا مساًرا يهّدد بالتعجيل بتقسيم العراق وسوريا٬ وربما تركيا أيًضا.

واشنطن تتعامل راهنا مع سلطات إقليم «كردستان العراق» كدولة ناجزة السيادة٬ سياسيا وعسكرًيا ومالًيا٬ من دون المرور حتى بحكومة العبادي. أما بما يخّص سوريا٬ فهي تتجاهل تماًما التدخل الإيراني العسكري المباشر٬ وتتبنى التفسير الروسي لكل الوثائق والتفاهمات السياسية في جنيف٬ وتصمت على مساعي موسكو الحثيثة لاصطناع «معارضة» عميلة تنسف بها فعلًيا أي مفاوضات تنتهي بحل سياسي. هذا الموقف الأميركي٬ كما سبقت الإشارة٬ تفسره أبلغ تفسير «عقيدة أوباما»٬ لكن ما ليس أقل منه أهمية فهم «السيناريو» الروسي في ظل التفويض الفعلي الأميركي لموسكو.

إن محَورية التصّورات الروسية للمنطقة تؤكدها هذه الأيام ليس فقط زيارة قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني لموسكو٬ وسط سكوت أميركي تام٬ ولا إصرار موسكو الشديد على وجود كردي مواٍل لها منفصل عن المعارضة في أي مفاوضات مقبلة٬ بل الحوارات المستمرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.. أيًضا. إسرائيل لاعب أساسي في كل ما يحدث في المنطقة٬ وتصّور وجود «نأي بالنفس» إسرائيلي – على الطريقة اللبنانية – عن أوضاع المنطقة وخرائطها المستقبلية وهٌم كبير. نعم٬ إسرائيل لاعب مؤثر وحاسم٬ ومحسوب حسابه في واشنطن وموسكو وطهران٬ ولا خرائط للمنطقة بغير علمها وبمعزل عن مصالحها ومطالبها.

 

سورية وليبيا واليمن امتحان لقدرات القوى الكبرى

 جورج سمعان/الحياة/25 نيسان/16

ثلاث مبادرات يقودها المجتمع الدولي لتسوية أزمات ليبيا واليمن وسورية. ثلاث حروب أهلية تشكل امتحاناً للقوى الكبرى، الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا والصين التي بدأت الانخراط جدياً في قضايا الشرق الأوسط. وتؤشر إلى قدرة هذه القوى على وقف الفوضى في المنطقة العربية. مثلما تؤشر قبل ذلك إلى استعدادها للتفاهم على إدارة شؤون العالم. فإما أن تؤول هذه المساعي إلى بداية تعاون بين القوى المتصارعة في الإقليم، وإما إلى مزيد من الفوضى التي تعوق الحرب الدولية على الإرهاب أو تقوّضها. وتؤدي إلى انهيار شامل لخريطة الشرق الأوسط. نجاح هذه المبادرات يفتح الطريق نحو رسم ملامح نظام إقليمي جديد يشكل لبنة أساسية في النظام الدولي المتعثر منذ سقوط جدار برلين. ما يحصل في جنيف والكويت وشاطئ طرابلس يشي بانفراجات متفاوتة. فالقوى الإقليمية التي يفترض أنها تعبت وتبحث عن سبيل لوقف النزف لا تبدي تجاوباً كاملاً مع رغبات الكبار. كما أن القوى المحلية المتحاربة لا تبدي استعداداً حقيقياً للتخلي عن سلاحها ما دام الحلم بالحسم العسكري لا يزال يراودها، على رغم استحالته. لذلك، تكاد جهود المبعوثين وطموحاتهم تقتصر مرحلياً على وقف عمليات القتل والتدمير والتهجير، وتسهيل عمليات الإغاثة أي إقامة هدنات طويلة بانتظار أن يحين أوان التسويات.

بالطبع لكل أزمة خصوصياتها وعناصرها المختلفة. في ليبيا، أتاحت الضغوط التي مارستها الولايات المتحدة وأوروبا للمبعوث الدولي مارتن كوبلر أن يحقق ما لم ينجزه حتى الآن زميلاه المبعوثان اليمنيان إلى اليمن وسورية. حكومة الوفاق الوطني لفائز السراج التي حطت على شاطئ طرابلس سلم لها المعترضون في العاصمة بعدما تلقوا إشارات من «رعاتهم» في الخارج. وهي تحصل كل يوم على مزيد من التأييد في الغرب والوسط والجنوب. ولكن، تبقى مشكلة الشرق عصية. ذلك أن مصالح الدول الإقليمية المجاورة والبعيدة من الجزائر إلى تركيا مروراً بمصر ودول خليجية تتفاوت مواقفها وتتناقض بين مرحّب ومعترض يرى إلى تسوية الصخيرات تغليباً لطرف محلي و «خارجي» على طرف آخر. وليس أمام الليبيين سوى الانتظار حتى يفلح المجتمع الدولي، وتثبت أوروبا قدرتها على تصحيح الخطأ الذي ارتكبته بعد إطاحة نظام القذافي باستعجال الانتخابات واختصار المرحلة الانتقالية وإدارة الظهر لبلاد كانت تحتاج ولا تزال إلى مساعدة خارجية لإعادة بناء مؤسساتها الدستورية والأمنية والعسكرية.

أزمة اليمن انتقلت إلى طاولة الحوار في الكويت بعدما كاد التصعيد العسكري وعدم التزام وقف النار وافتراق الحوثيين عن حزب المؤتمر برئاسة الرئيس السابق علي عبدالله صالح، تطيح مساعي المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد. والبدايات كما صرّح الأخير تبدو مشجعة، وسط اهتمامات وزراء خارجية الدول الكبرى. وإذا كانت الأزمة الليبية لا تتصل تشعباتها بما يحصل في شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام، فإن أزمة اليمن يرتبط حلها بما يدور من صراع مذهبي قاس في الإقليم. لكن الأزمة السورية تبقى الأكثر تعقيداً. هي في قلب المنطقة، على حدود تركيا وإسرائيل، وكذلك العراق ولبنان اللذين يربطانها بإيران وحضورها الطاغي في بلاد الشام. وبعدما بدل الاتفاق النووي بين الدول الكبرى وإيران المشهد الاستراتيجي في المنطقة جذرياً، جاء التدخل الروسي الواسع في سورية ليضيف إلى هذا المشهد مزيداً من التغييرات. ويدفع جميع اللاعبين إلى إعادة تموضع وإعادة نظر في الحسابات والعلاقات والمصالح. من هنا تزداد مسيرة المفاوضات التي يقودها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا تعقيداً وصعوبة. ومن هنا التعثر، لئلا نقول الفشل أو الجمود الذي يعتري جولة المحادثات المعلقة في جنيف.

الرئيس فلاديمير بوتين أعلن قبل أسابيع سحب جزء من القوات من أجل ممارسة ضغوط على النظام عشية انطلاق مفاوضات جنيف. لكنه عاود قبل أيام تعزيز قواته بنشر بطاريات مدفعية في محيط مدينة حلب، لكن هذه المرة من أجل الضغط على المعارضة التي قررت تعليق مشاركتها. كثيرون وضعوا الخطوتين في باب المفاجآت التي يتقنها الزعيم الروسي. لكن الأمر يبدو طبيعياً بالنظر إلى خطة الأهداف المتدرجة التي اتبعتها موسكو منذ اليوم الأول لتدخلها في نهاية شهر أيلول (سبتمبر) الماضي. وهي أهداف يثبت كل يوم أنها تختلف عن أهداف الولايات المتحدة مثلما تختلف عن أهداف النظام السوري وشريكه الإيراني وحلفائهما، وعن أهداف المعارضة وحلفائها في أوروبا وتركيا والمنطقة العربية أيضاً. أرادت روسيا أن ينطلق المسار السياسي تبعاً لاستراتيجيتها، مع توفير الحد الأدنى من التفاهم مع واشنطن التي سهلت لها منذ البداية أمر إدارة الأزمة... ولكن بالتوازي مع المسار العسكري. مرة بوقف عملياتها وتخفيف عديدها وعتادها، ومرة أخرى بإعادة الحشد ورفع سيف الحسم الميداني. فقد أوقفت قبل أسابيع عملياتها في عز اندفاعتها. كان يمكن أن تواصل غاراتها وهجماتها لتعزيز مواقع القوات النظامية السورية وإلحاق مزيد من الضربات القاسية بالفصائل المعارضة. لكنها أرادت تحريك الحل الديبلوماسي. لا تريد الغرق في المستنقع السوري، ولا رفع وتيرة التوتر مع العالم العربي الذي يراقب علاقاتها مع إيران. وبرهنت للغرب أنها قوة فاعلة في إطفاء الحرائق وفرض الأمن والاستقرار. وهي ردت على تعليق المعارضة حضورها في المفاوضات، برفع سيف الحسم العسكري في حلب. وليس في الأفق ما يشير إلى خيارات كثيرة أمام هذه المعارضة، إلا إذا تمرد بعض «أصدقائها» ومدّها بالمحظور من السلاح. فالرئيس باراك أوباما عبّر في لندن أخيراً عن شكوكه في تصرفات سيد الكرملين. واتهمه بأنه وإيران «أكبر داعم لنظام قاتل». وأعاد تذكيره بأن الأزمة السورية لا يمكن أن تحل بالسبل العسكرية. وجدد تمسكه بالمفاوضات السياسية. لكنه لم يتخلَّ عما يمكن اعتباره «تفويضاً» لغريمه بتأكيد الدعوة الواضحة إلى المعارضة من أجل العودة إلى طاولة جنيف.

غياب التوافق والتعاون بين الدول الإقليمية الكبرى ليس وحده العقبة في وجه إرادة الولايات المتحدة وروسيا. ثمة أسباب تتعلق بتبدل استراتيجيتي البلدين. إدارة الرئيس أوباما نقلت من سنوات ثقل اهتمامها إلى شرق آسيا وبحر الصين. تخلّت عن سياستها الثابتة والحاسمة في الدفاع عن حلفائها في الشرق الأوسط، باستثناء إسرائيل طبعاً. جل ما سعت إليه علاقات عادية مع حلفائها التقليديين، من مصر إلى دول مجلس التعاون الخليجي وتركيا، من دون أي التزامات سابقة تاريخية. وفتح لها الاتفاق النووي مع إيران الباب لبناء علاقات مماثلة مع الجمهورية الإسلامية. كل ذلك من أجل ترسيخ شيء من الاستقرار في المنطقة. لكنّ مثل هذا الاستقرار يستدعي حداً أدنى من توازن القوى الغائب حالياً لأسباب كثيرة معروفة على رأسها تدخل طهران الواسع في الكثير من الدول العربية. من هنا هذا الصراع المحموم بين الأخيرة ودول الخليج وتركيا وتنافسها سعياً إلى ملء الفراغ، أو على الأقل الحصول على حصة الأسد في الإقليم. لذلك، تبدو دعوات الإدارة الأميركية الحالية أهل المنطقة إلى أداء دور أكبر في تسوية الأزمات والحروب الأهلية غير ذات جدوى. لا شك في أنهم تعبوا وأرهقت موازناتهم. لكنهم يبدون عاجزين في حربهم المفتوحة، خصوصاً في سورية، والعراق أيضاً، عن ترسيخ هدنات تفتح الطريق للتفاهم والتعاون. وهو ما يجعل وقف العمليات القتالية مجرد إعلانات تتنافى والواقع الميداني. وسيظل الواقع على حاله ما لم تبادر القوى الدولية الكبرى، خصوصاً أميركا وروسيا وأوروبا إلى التفاهم في ما بينها أولاً على عناصر الحل تمهيداً لإرساء الحلول، لئلا نقول فرضها.

المأزق هنا أن هذه القوى نفسها تتفاوت قدراتها وتتناقض أهدافها واستراتيجياتها. بالتالي تبدو هي الأخرى عاجزة عن طرح الحلول وفرضها. الرئيس بوتين مثلاً يأخذ على الولايات المتحدة وبعض شركائها الأوروبيين ارتكاب أخطاء قاتلة في لجوئها إلى التدخل لتغيير النظام في العراق ثم في ليبيا، فوقع البلدان في فوضى تهدد كيانهما. لكن «النهوض» بروسيا وإحياء سياسات التدخل التي ينهجها هو الآخر في سورية بعد أوكرانيا وجورجيا، تقود إلى النتيجة نفسها. تمسكه بالنظام في سورية وسعيه إلى فرض تسوية للحرب على قياس مصالحه، وتحويل هذا البلد منصة لرفع وتيرة الصراع مع الولايات المتحدة وأوروبا، وورقة مقايضة ومساومة لا تخدم السوريين. ولا توقف آلة القتل والتهجير وتفريغ بلاد الشام من أهلها وتدمير معالمها. تماماً كما حدث ويحدث في ليبيا وبلاد الرافدين. ولا يبدو حاسماً دور أوروبا الذي لا يعكس أو يترجم حجمها الديموغرافي والاقتصادي. بل أظهرت موجات اللاجئين والعمليات الإرهابية عجز القارة العجوز فعلاً عن رفع التحديات. أما الولايات المتحدة فلا شيء يبدد اقتناع حلفائها في المنطقة بأنها تخلت عن الشراكة الفاعلة معهم وتركت لهم تدبير شؤونهم بأنفسهم. هم يلتقون مع تصريحات الرئيس أوباما أن لا مصلحة لأي من دولهم في نزاع مع إيران. لكن سؤالهم لماذا لا يخوض معركة للضغط على الجمهورية الإسلامية وإقناعها برفع يدها عن «العواصم الأربع» التي باتت تشكل حدوداً لإمبراطوريتها؟ لماذا لا يلقي بثقله خلف مهمة تبريد الصراع المذهبي في الإقليم كما فعل للتوصل إلى اتفاق على البرنامج النووي؟ ولماذا لا يحرك ساكناً أمام ضغوط موسكو لتفكيك «المعارضة المعتدلة»، أو على الأقل لإقامة نوع من التوازن الذي لا يمكن قيام تسوية من دون توافره، لا في سورية ولا في المنطقة كلها.

 

المستبد يعترف ويسأل

 غسان شربل/الحياة/25 نيسان/16

«قرأت معظم ما كتب عني بعد إعدامي على يد الاحتلال وزبانيته. كان لديّ من الوقت ما يكفي. لم يحدث أن التقت السكاكين والأقلام كما التقت على جثتي. لم تفاجئني العداوات القديمة. جرحتني رائحة الخيانات. حتى الذين اخترعتهم وارتكبتهم غسلوا أيديهم مني وأنكروا انحناءاتهم وجمر مباخرهم».

يحدق في البعيد ويضيف: «تقضي الشجاعة أن أعترف بأن بعض ما كتب كان صحيحاً. نعم كنت قاسياً. وكنت فظاً. وعاقبت بلا رحمة من التمعت الشكوك في عينيه. ومن توهمت أنه يخفي سؤالاً في عقله أو وراء ستائر منزله. لقد قتلت كثيراً وطويلاً. لم أرحم الأكراد. ولا الشيعة. ولا السنّة. كانت الحرب مع إيران باهظة ومريرة. ذهبت إليهم كي لا أقاتلهم لاحقاً في شوارع بغداد. كي لا يشكل قاسم سليماني حكومة العراق ويجول في عاصمة الرشيد ويرقص مزهواً في الأنبار».

ويقول: «حاربت الأكراد لأنني أعرف أن مطلبهم الحقيقي هو القفز من الخريطة. وقصفت حلبجة لأن عناصر الحرس الثوري الإيراني دخلوها مع جماعة جلال طالباني. لم أتساهل أبداً مع الذين كانوا يقتاتون على موائد الخميني. ولا مع الذين كانوا يكبرون في ظل مكائد حافظ الأسد وأجهزته».

ويتابع: «لا أنكر أن الغفلة أخذتني. وأن الجيش الجرار أسكرني. وحلمت بتحويل العراق دولة كبرى في الإقليم. وقلت إن أميركا تحب الرقص مع الأقوياء. عاد الجيش من الكويت حطاماً ولم يعد لديه إلا ما يكفي لسحق انتفاضتَي الشيعة والأكراد. ثم جاء الغزو الظالم وكان ما كان».

يقترب من النافذة ويقول: «أنا لست عشبة غريبة. حكام العراق نهر من المستبدين. كانوا يعرفون هشاشته وجشع جيرانه. ويعتقدون بأن القسوة وحدها تلحم أجزاءه. كل هذه التواريخ صارت في عهدة التاريخ. أعدموني ورقصوا فوق جثتي. نعم. كنت قاتلاً وفظاً ومستبداً. وصورتني التصريحات والمقالات بأنني المشكلة الوحيدة. وأن السلام يولد من جثتي. لكن من حقي أن اتساءل لماذا يستمر العراق في الانحدار والتفكك والتلاشي على رغم مرور كل هذه السنوات على غياب من سميتموه المستبد؟ أكاد أعجز عن إحصاء جنسيات المسلحين الذين ينتهكون سيادة العراق. وعن إحصاء جنسيات الطائرات التي تتنزه في أجوائه. اذا كنت أنا المشكلة فلماذا يواصل العراق العظيم انحداره وانتحاره؟».

في الجناح الآخر في الفندق البعيد «قائد تاريخي» آخر. يلف جثته بالأوسمة ويحدق في المرآة. يسترجع زيه الأفريقي ويتذكر لعبة «ملك الملوك». يتمشى بتوتر ظاهر ويقول: «لم يعد سراً أنني قُتلت على يد أبنائي. أبناء شعبي الذي يحبني. أنا لا تنقصني الشجاعة. كنت قاسياً وكنت فظاً. لم أرحم أحداً. لا رفاقي في الثورة ولا «الكلاب الضالة». قتلتهم على أرض الجماهيرية العظمى وقتلتهم تحت كل سماء. كانت قدرتي عظيمة ويدي طويلة». ويضيف: «أشعلت النار في رداء الإمبريالية الأميركية. واجهتهم في كل الملاعب. استضفت أعداءهم ولم أبخل عليهم بالمال والمتفجرات. خطفت وزراء «أوبك». وأطلقت «أبو نضال» يوزع الرعب على العواصم. استقطبت إرهابيين من قارات مختلفة. استضفت كبار المرتكبين وحركتهم كالدمى. أنا لا أنكر اليوم ما فعلت. من إخفاء الإمام موسى الصدر الى تفجير لوكربي. كانت الحرب مفتوحة ولم يكن أمامي غير أن أحارب».

ويتابع: «قرأت ما كتبوه عني بعد مقتلي. تابعت ايضاً ذكريات من كانوا يعيشون تحت خيمتي أو على أطرافها. تحدثوا عن الديكتاتور والمستبد والرجل المريض. عن القائد الذي يلتهم البلاد والعباد. وعن اغتيالات واغتصابات. والحقيقة أنني كنت شرهاً ومستبيحاً. لكنني أسأل اليوم عن بلاد جعلتها على كل شفة ولسان. أذا كنت أنا المشكلة الكبرى والوحيدة لماذا تواصل ليبيا رحلة الانحدار والانتحار؟ أنا كنت أعرفها وأدرك هشاشتها. وكنت أعرف أن القسوة وحدها يمكن أن تلحم أجزاءها». لنترك صدام حسين في الفندق البعيد. فندق التاريخ. ولنترك معمر القذافي مكتئباً في جناحه. لا شيء يعفيهما من الجرائم الشاسعة والتخريب الهائل. لا شك في أن ما ارتكباه صحّر البلدين. لكن لماذا تلحق البلاد بالمستبد اذا ذهب؟ ولماذا تختار شعوبنا الانتحار بعد نحره؟ هل كان المستبد المشكلة الوحيدة أم أننا أسرى مشكلة أعمق وأبعد؟ هل نقيم في كهوف التاريخ ونعجز عن مواجهة امتحانات الضوء؟ هل نحن عبيد التاريخ وعبيد أجدادنا وأجدادهم وخناجرهم وقيودهم؟ كنت أقلب صفحات من التاريخ مع رجل عرف البلدين والمستبدين. انتابني شعور بأن عنصر الانحطاط سيطول. وأننا لم ننسف بعد تلك الجسور السرية المعتمة التي تربطنا بالظلم والظلام. وأن ثقافتنا قادرة على إنجاب أجيال جديدة من المستبدين وإنْ اختلفت الشعارات والأزياء. يستحيل الخروج من هذا الانحطاط الشاسع من دون الاغتسال جدياً من الأفكار الوافدة من مستنقعات التاريخ. الأفكار التي تحتقر كرامة الإنسان وحقه في الحرية والتقدم.